آخر 10 مشاركات
همسات حروف من ينبوع القلب الرقراق..(سجال أدبي)... (الكاتـب : فاطمة الزهراء أوقيتي - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          القرصان الذي أحببته (31) للكاتبة الأخاذة::وفاء محمد ليفة(أميرة أحمد) (كاملة) (الكاتـب : monny - )           »          سمراء الغجرى..تكتبها مايا مختار "متميزة" , " مكتملة " (الكاتـب : مايا مختار - )           »          الانتقام المُرّ (105)-قلوب غربية -للرائعة:رووز [حصرياً]مميزة* كاملة& الروابط* (الكاتـب : رووز - )           »          حبي الذي يموت - ميشيل ريد (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          قطار الحنين لن يأتي *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : رُقيّة - )           »          في محراب العشق "مميزة","مكتملة" (الكاتـب : blue me - )           »          وخُلقتِ مِن ضِلعي الأعوجُا=خذني بقايا جروح ارجوك داويني * مميزة * (الكاتـب : قال الزهر آآآه - )           »          62 - قل كلمة واحدة - آن ميثر - ع.ق ( كتابة / كاملة )** (الكاتـب : أمل بيضون - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات الطويلة المنقولة الخليجية المكتملة

Like Tree17Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-04-15, 11:29 AM   #1

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25 همسات الالم / للكاتبة همس الريح ، قطرية مكتملة





بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نقدم لكم رواية منقولة
همسات الالم
للكاتبة / همس الريح
،
،
قراءة ممتعة لكم جميعاً.....
،

ندى تدى likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 05-10-15 الساعة 08:17 PM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-04-15, 11:31 AM   #2

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25

رابط لتحميل الرواية


https://www.rewity.com/forum/t331363.html#post10651497



السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

ترددت كثيرا قبل ان ابدا في كتابة هذه الكلمات , فهي نزف علي الاوراق ... لست كاتبة و لا ادعي هذا الشرف و لكنني قارئة .....
بدات كتابة هذه الرواية الان و ليست لدي فكرة واضحة عن متي ستكون النهايه ، اتمني ان تعجبكم
(( لا تشغلكم روايتي عن الصلاة و العبادة و الدراسة و العمل ))


همسات الالم
،



التعديل الأخير تم بواسطة فيتامين سي ; 07-10-15 الساعة 10:32 PM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-04-15, 11:33 AM   #3

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



البارت رقم (1):

ليس كل مايتمناه المرء يدركه *** تجري الرياح بما لا تشتهي السفن
تجري الرياح كما تجري سفينتنا *** نحن الرياح و نحن البحر و السفن
ان الذي يرتجي شيئا بهمته *** يلقاه و لو حاربته الانس و الجن
فاقصد الي قمم الاشياء تدركها *** تجري الرياح كما ارادت لها سفن

قبل الفجر بحوالي اربعين دقيقه ..... احدي المزارع الموجودة خارج مدينة الرياض ، هدوء و سكون لا يشف ابدا عما يحدث ، ظلال داكنه تتحرك بخفة ، اربع سيارات دفع رباعي و سيارة فان مغلقه .
يمسح علي عارضيه و هو يشاهد المناظر التي تنقلها الشاشات امامه ، و السماعة تنقل له كلمات مقتضبه من رئيس فريق التدخل : " 6 يحرسون المزرعه اربعه من الجهه الشماليه الشرقيه و الباقي جنب الاسطبلات ، و بالداخل 11 ، ننتظر الاوامر"
تنهد و هو يهمس :" علي بركة الله "
سلطان بن سالم السبيعي ، 38 سنه ، رتبة كبيرة في جهاز امني رفيع المستوي
يتابع تحركاتهم عبر الشاشات و اجهزة المسح الحراري توضح له ان رجال فرقته يسيطرون بنجاح علي المكان ، يقطف الان ثمرة مجهودات 5 شهور كان احيانا يواصل فيها الليل مع النهار حتي هذه اللحظه ، خلية ارهابية تعبث بافكار شباب في عمر الزهور ليصنعوا منهم قنابل موقوته تنفجر لتهز هذا الوطن الامن .
عقد حاجبيه و هو يراقب و يستمع ، تمت السيطرة علي الحراس و الان الخطوة الثانيه بداوا بتطويق المنزل بدقة تدربوا عليها كثيرا ، يهمس لهم كل حين و اخر لاغلاق ثغرة قد يهرب منها احد الجالسين بغفلة عما يحدث الان .. دقق في الشاشات جيدا و هو يلاحظ ظلا احمر في الشاشة لم يتحرك طوال الربع ساعة الماضية ، ثم يهمس : " الدور الثاني واحد نايم " و مع نهاية همسته بدا الاقتحام عنيف و ساكن ، قنبلة دخان اعمت ابصار الجالسين ليهبوا لاسلحتهم و لكن بدون ان يستطيعوا تصويبها ، 4 دقائق و تمت السيطرة عليهم بالكامل ، ليهمس سلطان :" الحمد لله رب العالمين " و هو يعتدل ليخرج من السياره ، دلف الي المنزل و هو ينظر اليهم ، تم القبض علي المجموعة بالكامل و بدأوا في تحريز الملفات و اجهزة الكمبيوتر الموجوده ، اوما لاحدهم ليساله :" و اللي فوق ؟" ليرد عليه : " طلع متعب "
لينزل متعب في نفس اللحظه ليقف امام سلطان وقفة عسكرية مشدودة و يقول بتجهم هامس :" سيدي تطلع معاي لحظه ؟ الله يدبل كبد العدو بس " و بدون كلمة اضافيه التفت نحو الدرج ليصعد و معه سلطان الذي سال بحزم :"وش صاير؟" ، التفت عليه متعب و هو يقول من بين اسنانه :" الكلاب جايبين بنت " .
مر عليه الكثير سلطان فهو في هذا المجال منذ 15 سنه ، اما متعب فما زال حديث عهد نسبيا ، فتح متعب الباب و تنحي جانبا معلنا انه لا يرغب في الدخول ، رفع سلطان حاجبه الايسر و دفع الباب و دخل لتتسمر اقدامه في مكانها و هو ينظر الي ذلك الجسد الملقي علي الارض ، الغرفة خالية من اي نوع من الاثاث و الفتاة الملقاة علي الارض و جوارها حبل غليظ مقطوع ، نادي من بين اسنانه :" متعب" ليدخل متعب و يجيب علي السؤال المعلق في الغرفه :" لقيتها مربوطه قطعت الحبل " ليردف :" حاولت فيها تصحي لك... " ليقاطعه سلطان : " كلم الاسعاف يجون" ليخرج متعب و يتجه هو نحوها ، ازاح شعرها الذي يكاد يغطيها ليلمس وريدها العنقي ليعقد حاجبيه بتوتر ، النبض ضعيف ، لا يريد تحريكها قبل وصول الاسعاف فمن الكدمات و الدماء الجافة علي وجهها قد تكون هنالك اصابات خطرة ، عبائتها ممزقة في بعض الاماكن ، زفر بضيق و هو يخرج هاتفه من جيبه و يرسل رساله :" شوفلي بلاغات اختفاء او اختطاف بنت بالعشرينات" ، تلفت حوله بضيق يبحث عن شي يغطيها به ، خرج ليفتح الغرفة الثانيه حمل الفراش ثم عاد ليغطيها به بالكامل ، فكر للحظه ثم عاد ليكشف وجهها و هو يتمتم :" البنت نبضها ضعيف يمكن تنكتم " ، خرج مرة اخري و نزل الدرج بخطوات سريعه ، فرقته انهوا العمل تقريبا ، سحب احد المقيدين من ياقة بلوزته و هو ينظر الي عينيه ليساله بهدوء :" مين البنت اللي فوق؟" لم يرد عليه ليشدد الخناق علي ياقته اكثر و هو يزمجر :" ما احب اكرر السؤال ، اشتري سلامتك و جاوبني " رد عليه بصوت مختنق :" ما ادري " بحركه عنيفه ضرب جانب راسه بالجدار و هو يسال :" من يدري؟" تاوه الاخر و هو يشتت نظراته لتسقط علي اخر ثم يشتتها و لكن ليس بدون ان يراها سلطان ليلقيه من يده و يجذب الاخر و هو يتكلم من بين اسنانه :" اظن سمعت السؤال" ليضحك ذاك و يقول له باندفاع :" من بتكون يعني ؟ كلبه بنت كلب " ليلكمه سلطان علي جانب انفه لينزف دما اغرق فمه في ثوان ليسعل و يبصق الدم في وجه سلطان ليحنيه سلطان ليضربه بركبته في بطنه و هو يجذب سلاحه من خصره و يلصقه في عنقه قائلا :" تشهد علي روحك" ليغمض ذاك عينيه ثم يهمس :" بنت عبدالله الاحمد "
القاه سلطان من يده و هو يعيد سلاحه الي خصره قبل ان يطلق عليه الرصاص و هو يلتفت الي الدرج و عشرات الافكار تزدحم في راسه .... عبدالله الاحمد يعرف هذا الاسم جيدا ، دربه قبل 9 او 10 سنوات كما انهما التقيا اكثر من مرة عندما كانت خطوط قضاياهما تتقاطع ، بل لقد انقذ حياته من موت محقق في لندن قبل 3 سنوات ....
لندن ..... قبل 3 سنوات من تاريخ اليوم
التاسعة مساء بتوقيت لندن
يشد سلطان علي كف عبدالله الاحمد و هو يقول بابتسامة نادرة الارتسام علي شفتيه :" حي الله من جا .. تو ما نورت لندن" ليضحك عبدالله بخفه و يدلف الي السيارة المتوقفة امامه و يتبعه سلطان , سؤال عن الحال و الاحوال ليعقبه صمت لفهما حتي وصلا الي فندق فخم ليصعدا الي جناح فتحه سلطان ليكشف عن ثلاثة شباب يجلسون الي طاولة الطعام في ركن الجناح ليقفوا باحترام للداخلين , تحية مقتضبه جلسوا بعدها و هم يتناقشون علي الخطوة القادمه ، ارهابي خطير قام بتفجير سيارة نقل طلاب الجيش قبل بضعة اشهر ، كما ان له عدة اتصالات بخلايا اخري غير تجارة المخدرات , و الان هو هنا في لندن , تنسيق علي اعلي مستوي و عمل شاق اوصل لهذه اللحظه , ليردف عبدالله :" ماهو لحاله وراه علم" ليعقد سلطان حاجبيه و هو يقول :" نمسكه و بعدين نعرف منه اذا وراه احد" , صمت عبدالله قليلا ثم رفع كوب الماء ليشرب نصفه ثم يقف ليقول :" علي بركة الله" و يتجه للغرفة الثانية ليتوضا و يصلي تاركا سلطان و من معه يتناقشون و يكملون خطط يوم الغد .
في مكان اللقاء وقف عبدالله الاحمد و هو يشد معطفه عليه و سلطان قربه , يعلم ان هناك اكثر من 10 اشخاص حوله حاليا بل و يستطيع تحديد اماكنهم , اقربهم سلطان .... التفت الي يمينه و هو يشاهد السيارة الرياضية التي تقترب بسرعه لتتوقف علي بعد مترين ليخرج منها شاب في الثلاثينات من عمره يبتسم ابتسامة جانبيه ليقول :" يا هلا بعبد العزيز " ليبتسم عبدالله و هو يرد عليه :" هلا بحسين هلا" ليقول له حسين :" و لا احسن اقول هلا ببو انور " ، ليعقد عبدالله حاجبيه بتوتر و هو يشاهد حسين يقترب منه ملوحا بمسدس اخرجه من خصره و هو يواصل :" و لا عليك امر نادي سلطان , ادري به قريب خله يجي " ليقول عبدالله بهدوء يخفي توتره :" ما هو هنا سلطان , بالرياض" ليضحك حسين بصخب و يقول :" انت تضحك علي منو ؟ انا حسين الداؤود يا عبدالله " ليردف بعنف و هو يرفع المسدس لصدغ عبدالله :" اخلص علي " لياتي صوت سلطان :" هذا انا جيت يا حسين " , ليلتفت عليه حسين بعينين يملؤها الحقد و بدون اي كلمه يطلق عليه النار ......
الوقت الحالي ........ المزرعه
تنهد سلطان بصوت عال و هو يقف خارج الغرفة و ذكرياته لا تزال تنساب في عقله , سمع صوت الاسعاف ثم خطواتهم ليظهروا و معهم متعب , فتح لهم الباب ليدخلوا و التفت لمتعب و هو يقول :" انقلوا كل شي للاداره " ليردف و هو يري الاسعاف ينقلونها :" ياخذونها المستشفي و يبلغوني باي تطورات بنام ساعتين بعدين اروح الاداره" و يلتفت لينزل الدرج و يخرج و هو يدير جواله في يده ، يريد ان يتصل علي عبدالله و لكنه لا يريد ان يفجعه , يدير محرك سيارته بعقل شارد و هو يتجه نحو الرياض ليتوقف عند اول مسجد ليتوضا و يصلي الفجر ليخرج بعدها ليغير طريقه من البيت لينام الي المستشفي .
دخل المستشفي ليجد متعب في الاستقبال مغمض العينين متكئا علي الحائط ليتجه نحوه ليفتح متعب عينيه المرهقتين و يقف ليقول له سلطان :" روح ارتاح انا جالس هنا" ليهز متعب راسه و يتجه للبوابة ليلتفت مرة ثانية و يعود ليقول :" ممكن اجلس " ليقول له سلطان :" لا ...روح " و يكمل سلطان طريقه لموظف الاستقبال و يساله :" البنت اللي جات من شوي " ليجيبه :" بالطوارئ" ليشد سلطان ظهره و يتجه نحو الطوارئ و من خلف الزجاج يشاهد حركة الاطباء و الممرضات المحمومة بالداخل ثم انتفاضة الجسد الممدد علي الطاولة اثر عدة صدمات كهربائية , ليدفع الباب و يدخل بسكون و هو يسمع تعليمات الطبيب للممرضات بدفع ادوية في عروقها و صدمها مرة اخري بالكهرباء ليهداوا قليلا اثر معاودة قلبها النبض ليعودوا مرة اخري للعمل عليها و لكن بشكل اكثر هدوءا , ليدير لهم ظهره و يخرج الي الممر و يمسك جواله في يده و يضغط علي رقم بو انور .......

"وتيييييين ووجع " لتاتي ام هذا الصارخ من المطبخ لتقول له :" وسام ؟ بلاك يا يمه" ليصرخ وسام :" يمه بنتك هاذي باذبحها . كم مرة قايل لها لا تدخل غرفتي بس دواها عندي " لتاتي تك المشاكسة الصغيرة توامه التي لم تحمل من شكله الا التماعة العينين و تدفعه بخفة و تتجاوزه قبل ان يصل اليها لتقف خلف امها و هي تقول بدلال :" يمه ما سويت شي شوفييييه" لياتي وسام و يحاول امساكها من خلف امه لتنهره امه :" وساام " لينحني عليها مقبلا راسها و يقول و هو في طريقه للباب :" طيب يا وتين .. حسابك بعدين " لتخرج له المشاكسة لسانها من خلف ظهر امها لتعيده بسرعة مع التفاتة امها عليها و تستبدلها بابتسامة عذبة و تقبل امها بحنان لتقول :" يلا ماما ما تبين تفطريني ؟ نص ساعه و طالعه الكليه" لتبتسم امها بحنان خالص و هي تقول لها :"يلا يا ماما" ... لتتجها نحو الافطار المجهز لتجلس وتين بشقاوة علي طرف الطاولة و ترشف القليل من الحليب الساخن و تقضم قطعة خبز لتقول لها امها :" اجلسي و كلي زين يا يمه " لتقول لها وتين و هي تجلس علي الكرسي :" علي هالخشم" لتردف :" ما جا ابوي ؟ ما شفته من 4 ايام " لتتنهد والدتها و تقول :" لا يا عمري مشغول" و تنهض بسرعة للمغاسل لتمسح دموعها قبل ان تنتبه لها ابنتها و تعرف ان هناك مصيبة تكسر الظهر وراء اختفاء والدها هذه الايام , و تقول :" يا رب لا تفجعنا"

عند سلطان , مغلق .... اتصل علي ارقامه كلها و لا زال الجواب واحد : مغلق , ليتصل علي رقم سكرتيره الخاص :" الو" .."هلا يا عبد المجيد , بو انور وين ابيه ضروري" ليمتعق وجهه عند سماع الجواب :"مستشفي و جلطه ؟ وش صاير؟" ليغمض عينيه و هو يتمتم :" لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم" ثم يغمغم :" من عنده؟ خلاص الحين باكلمه" ليغلق منه و يرفع عينيه للسقف , اذا كان لديه ذرة شك انها ليست ابنة عبدالله فقد تبخرت الان , اغمض عينيه بتعب و هو يستعيد كلمات عبد المجيد :" و الله يا طويل العمر مدري وش اقولك .... بو انور بالمستشفي .... جلطه ... خاطفين بنته و مهددينه فيها ... بو وسام عنده"
الدمام
جالس عند مقاعد الانتظار بتعب و يلتفت علي الجالس الي جانبه و راسه ملفوف بشريطة بيضاء تخفي جرحا عميقا احتاج الي 8 غرز لتقطيبه , خده لا زال مزرقا من ضربة قوية و يده اليسري في جبيرة بيضاء , تنهد بحرقة فكسر اليد سيجبر و لكن كسر القلب ... ااه من القهر ... مد يده ليهز السارح جواره :" انور يبه.. قم ارتاح " ليلتفت عليه انور بعينين محمرتين و دمعة يتيمة معلقة في هدب عينه اليسري تابي ان تنزل ليشدد من قبضته علي كتفه ليقول :" توكل علي الله يا يبه....توكل علي الله" ليتنهد انور بحرقه و يشيح بوجهه . كان سيتحدث معه لكن اهتزاز جواله قاطعه ليخرج جواله من جيبه و يشاهد الرقم (سلطان بن سالم) ليعقد حاجبيه و يرد :"و عليكم السلام" ...." بخير الحمد لله" ....." جلطه و حاطينه بالعناية المشدده " .... "تدري مشاكل شغلكم تشيب و تجلط بعد" .... ليهب واقفا " ويش" ليلفت نظر ذاك الجالس ليكرر :" و الله ؟ متاكد ؟ " ليصمت قليلا ثم يجلس و لا زالت انفاسه متلاحقه كانه ركض لعدة ساعات " خلاص اليوم انا عندك " .. " لا باخلي انور عنده و عبدالمجيد بعد .. اليوم انا عندك" ... اغلق الاتصال و جلس محدقا في الشاشة للحظات طويله قبل ان يخرجه من دوامة افكاره هزة انور له :" عمي صاير شي؟" لينتفض بخفة و يقول له :" لا بس ابنزل الرياض الحين .. عبد المجيد بيجلس عندك" ليعقد انور حاجبيه و يقول :" ليش صاير شي ؟" ليقول له عمه و هو يضغط علي اسم (عبدالمجيد) ليتصل عليه :" لا يا يبه بس شغل ضروري ما يتاجل"..." عبدالمجيد انا نازل الرياض بوانور وانور امانتك .. اي انتظرك" .. ليغلق الاتصال و يلتفت علي ابن شقيقه و يقول له بهدوء :" ان شاء الله ما اتاخر ... ما اوصيك يا يبه , لا تروح مكان و لا ترجع البيت ... و احمد خله عند خواله لا تفجعه" ليهمس له انور :" الله لا يفجعنا ... تطمن يا عمي " ليتنهد عبد المحسن بحرقه و يقول :" امين ...امين" و عادا الي سكونهما حتي وصل عبد المجيد ليحدثه عبدالمحسن بهمس ثم يذهب ليدير سيارته متجها الي الرياض.
الدوحه
يغلق جواله و يعقد حاجبيه و يزفر و يعود للعبة المحتدمة بينه و بين ابن خاله فهد ( محمد ) الا انه يعجز عن التركيز ليلقي ذراع اللعبة بعد اقل من 10 دقائق ليهتف به محمد :" وش فيش انت؟" ليجيبه احمد :" مدري ايش صاير .. لي 5 ايام ما سمعت صوت ابوي و اختي .. و انور كل ما كلمته يقول لي ابوي مسافر شغل و نور نايمه .. احد ينام 5 ايام؟؟" ليعقد محمد حاجبيه ايضا و يقول له برجولة مبكره :" تبيني اروح معك الدمام تتطمن عليهم و عقب نرجع ؟ ابشر " ليقول له احمد ضاحكا :" لا لا توني عمري 15 سنه تبي ابوي و جدي و خالي مشعل يذبحوني؟؟" ليضحك الصبيان معا و يعودان للعبتهما
نفس المنزل , المجلس الخارجي . الجد بو مشعل و ابنائه فهد و مشعل و راكان ابن مشعل الكبير , يتنحنح مشعل :" خير يا يبه " ليغمض الجد عينيه بهم و يفتحها ليقول بصوت مغرق في الوجع :" مابي كلمة تطلع برة , زوج اختكم مزنة جعل قبرها برايد عليها طايح بالمستشفي .... و بنته مخطوفه" .... صمت ... سكون .... الم مووجع .. طعنة خنجر استقرت في قلوبهم ليكون اول من تمالك نفسه ذلك الشاب الذي هو نسخة من جده ، جبل من الرجولة لينطق بغضب مكتوم :" انا نازل السعوديه اليوم" ليتمالك اباه نفسه و يقول :" شلون مخطوفه ؟ وين حنا فيه؟ و بعدين ابوها يشتغل بجهاز امني شلون ؟؟؟" ليخرج راكان هاتفه و يتصل علي سكرتيره الخاص :" شوفلي حجز السعوديه اليوم .... " ... " اذا ما لقيت باطلع بالبر " ليغلق هاتفه و يذهب ليقبل راس جده و يجلس امامه و يهمس له بوجع :" بنت الغاليه ان شاء الله بخير ... لا تحاتي " لتذبحه دمعة معلقة باهداب جده الذي يهمس بصوت مخنوق :" مخطوفه لها 5 ايام " و تخنقه الغصة ليشيح بوجهه ليقف هذا الذي تشبع بروح جده حتي النخاع ليخرج الي المغاسل و يغسل وجهه عدة مرات ... ليصرخ بصمت :" الا نور ... الا نور .... " .. نور التي ملكت شغاف قلبه منذ ان كان عمره 14 سنه , 10 سنوات جعلت حبها يجري فيه مجري الدم ... ليغمض عينيه بحرقة و ذكرياته تاخذه لما قبل 10 سنوات
الدوحه ..... قبل 10 سنوات
يقترب من الملاك الصغير الذي امامه , شعرها يغطيها في جلستها هذه ... شعرها الذي يذكره بحكايات جده ابو مشعل عن جدته ام مشعل و كيف ان شعرها هو اطول شعر لامراة .. يبتسم بصخب و هو يقول لجدته :" ابي مرتي شعرها طويييل " و جدته تضحك و تقول له :" من وين نجيب لش هاذي؟؟" ... يبتسم و هو يتجه الي الباكية الصغيره , لا يجب ان تبكي من كان له عيناها النجلاوين .. فاتنه في العاشره , يقف قريبا منها ليتحدث معها بحنان :" نور ..... نووور ...... النووري" لترفع وجهها المحمر من الدموع لتقول بغضب رقيق :" لا تقول النوري" ليبتسم و هو يقول :" خلاص .. نووور ... ليش تبكين؟" لتنهمر دمعتين كبيرتين من عينيها .. تملؤه رغبة بمد اصبعه ليمحو هذه الدموع لكنه يقهر نفسه و يضع يديه في جيوبه و يقول :" لا تبكين و اسوي لش اللي تبي" و هي تمحو دموعها بظاهر كفيها و تقول :" اي شي؟؟" و هو يبتسم :" اي شي " لتضحك بفرح و تبدا بسرد قائمة من الطلبات و الاماكن التي ترغب بالذهاب اليها و استثناء بنات خالتيها موضي و لطيفه لانهما تغضبانها دائما .....
الدوحه ....... اليوم
يفيق من ذكرياته بقطرة ماء مالح تنحدر من عينه اليمني , بالتاكيد ماء ماذا يمكن ان تكون ؟ ... رنين جواله يرتفع ليرد عليه :" هلا" ... " متي؟" ... " لا خلاص " و يقفل الاتصال و هو يزفر بارتياح ساعات ثلاث تفصله عن موعد طائرته , للرياض و منها للدمام .. " جايش يا نور" .........
الكويت
" شنهو؟؟؟؟" ...." ... " انا قايل انكم جلاب و حمير " .... " هين يا سليطين دواك عندي ... و بنت الكلب الثانيه ؟؟؟" .... " ما انا قايل لكم اقل شك انه في شي صاير تذبحونها و تقطونها " ... " الله يلعنكم .. الله ياخذكم واحد واحد و يريحني منكم" ... زفر بضيق و هو يلقي الجوال ليصطدم بالحائط و يتحطم ... لينظر اليه قبل ان يصرخ :" انتم يا بهايم .. واحد منكم يجيب لي جوال " ليسرع احد رجاله الي المكتب و يستخرج جوال جديد و يضع فيه البطاريه ليوصله بالشاحن ....
الرياض
قلق هو .. اغلق من سلطان قبل لحظات و الان هو في مواقف المستشفي .. موجوع لاقصي حد ... يريدها ان تكون هي .. و يخشي مما قد يكون حدث لها .. استعاد نهاية مكالمته مع سلطان :"سلطان " ليرد عليه ذاك بصوت متعب "سم" ليجيب عليه " سم الله عدوك ... اا .... صاير معها شي ؟؟؟" ليقابله صمت لثوان طويله اوقف معها قيادته للسيارة ليصله صوته " ما قالوا شي .. يعني الطبيب للحين عندها ... اوصل بالسلامه ان شاء الله و يصير خير" .... تنهد و هو يستغفر الله و يردد :" اللهم اني اعوذ بك من قهر الرجال ... يا الله"
ليتجه بخطي متوتره نحو المستشفي ليري سلطان بقامته المديدة يتحدث في هاتفه ليشير له بان يتقدم اليه ليستوقفه رنين هاتفه هو ... (راكان بن مشعل) .. ليزفر بتعب و يرد :" هلا ... الحمد لله ..... لا لا تروح الدمام انا بالرياض ... لين جيت حكيتلك ...... خلاص يا راكان الحق طيارتك يبه ...فمان الله" و اغلق ليجد سلطان جواره :"من؟".. ليجيبه :" راكان ولد خالها " ... ليومئ سلطان براسه و يقول بهدوء :" تري ممكن تكون ما هي ... خلنا نتاكد اول " ليزفر عبد المحسن بحرقه و يهز راسه و يتجهان نحو الطوارئ ... ينادي سلطان الطبيب لتخرج له احدي الممرضات ليسالها بحزم :" البنت اللي جبناها الفجر نبي نشوفها " لتهز الممرضة راسها و تقول :" في امليه (عمليه ) " ليعقد سلطان حاجبيه بضيق و بتوتر :" وش عمليته من الفجر و انا جالس هنا ما قلتوا بتسوون لها عمليه " لترد الممرضة بهدوء عملي :" امليه مستاجل .. دكتور ودا هيا سراه ( عمليه مستعجله ... الدكتور وداها بسرعه ) " و تنصرف من امامهما ليجلس عبد المحسن بتعب علي الكرسي الذي خلفه و سلطان ينظر اليه متفحصا ثم يقول :" تعبان ؟؟ تبي الطبيب؟؟" ليهز عبد المحسن راسه و يضع كفيه علي وجهه و يقول :"يا الله" ...


نهاية البارت الاول
استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-04-15, 11:42 AM   #4

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي






السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

همسات الالم

البارت رقم (2) :

الغاليه همسات جني ... هذا وصف تفصيلي للشخصيات التي ظهرت حتي الان ... لا زلنا في البدايه و هناك شخصيات لم تظهر بعد .... ملاحظاتك " علي هالخشم " .....
بسم الله ... توكلت علي الله ...
سلطان بن سالم السبيعي ... 38 سنه .... رتبة كبيره في جهاز امني رفيع المستوي .... اسمر .... عيناه شعلة متقده .... هدوئه مرعب و غضبه اعصار كاسح ... يعيش مع والدته ام سلطان في الرياض ... و قريبا سنعرف اكثر عن حياته الشخصيه.. و العمليه....
عبد الله الاحمد .... 53 سنه ... شايب وقور .... يبتسم في اصعب المواقف .... اكثر من 27 سنه في جهاز امني رفيع المستوي .... يعيش في الشرقيه ( الدمام ) .... زوجته متوفيه من 12 سنه .... لديه 3 ابناء : انور ... 24 سنه .... يعمل مع والده ... ورث كاخوته البياض الناصع من والدتهم ... نور ...21 سنه ... نهائي ادارة اعمال ... بيضاء ... نجلاء العينين ... ورثت من جدتها لامها الشعر الطويل الذي يصل لاسفل ركبتيها ... لا تقصه او تقصره محبة في جدتها .... احمد ... 15 سنه ... اول ثانوي ...
حسين الداؤود .... ستظهر قصته و بقية اسرته في البارتات القادمه ....
عبد المحسن الاحمد .... شقيق عبدالله الاحمد .... 50 سنه ... يعيش في الرياض .... صاحب و رئيس مجلس ادارة شركة الاحمد للتجارة .... زوجته ام وسام ... ابنائه وسام وو تين .... تؤام ... 20 سنه ... لا يتشابهان الا في العينين اللتين ورثاهما عن ابيهما .... وسام نسخة شابة من ابيه ... يدرس ادارة اعمال ... و يعمل مع ابيه في الشركه .... وتين .... حسناء دقيقة الجسم .. تدرس لغة انجليزيه ... مخطوبه لعبدالله الفيصل ... سنتعرف عليه قريبا .... الريم .... 14 سنه .... ثاني متوسط ....
اهل الدوحه ....
الجد بو مشعل (عبد الرحمن الهديفي ) ... 78 سنه ... رئيس فخري لشركة الهديفي للمقاولات ... احدي اقوي الشركات القطريه ... زوجته ... ام مشعل ... البنات ... لطيفه ... 50 سنه ... متزوجه من ابن عمها و لها 4 اولاد و بنتين ... كلهم متزوجين .... موضي ... 44 سنه ... متزوجه و لها صبي و بنتان في مراحل تعليميه مختلفه .... مزنه ... زوجة عبدالله الاحمد ... متوفيه من 12 سنه ... مشعل 54 سنه ... زوجته ام راكان .... له 3 بنات ... مزون ... 30 سنه ... متزوجه و لها صبي و بنت ... وضحي ... 28 سنه ... متزوجه و تعيش مع زوجها في البحرين ... غاليه 26 سنه ... متزوجه و لها بنت واحده ... راكان ... 24 سنه ... ماجستير ادارة اعمال من جامعة بوسطن ... يعمل مع ابيه و جده في الشركه منذ ان كان عمره 15 سنه ... الان مدير تنفيذي .... نسخة جده ... كما كل رجال عائلته يمتاز بالطول الفارع .... احد ابطال الفروسية الذين حصلوا علي عدة جوائز .... فهد ... 48 سنه .... رتبة كبيرة في الجيش القطري .... متزوج من ام عبد الرحمن .... ابناؤه ... عبد الرحمن ... 26 سنه ... نقيب في الجيش ... متزوج و له ابنه عمرها سنتين .... عبد الله ... 20 سنه ... اخر سنه في الجامعه ... محمد .... 15 سنه ... اول ثانوي ..
و لا تزال هناك شخصيات لم تظهر بعد ... ساعرف عنها عند ظهورها ..
(( لا تشغلكم روايتي عن الصلاة و العبادة و الدراسة و العمل ))
لبي العيون اللي تقرا الرساله *** رسالة تحمل غلا انسان مغليك
و لبيه ياللي الغلا له لحاله *** ياللي غلاه ما فيه هقوة و تشكيك
يفداه عمري و كل كلي حلاله *** و ترخص له عيوني هذي و هاذيك

جنيف .... سويسرا
:" ايش ؟؟؟ ... و ليش ما عندي خبر .... 5 ايام يا انور ... و اذا ما اتصلت الحين ما كان احد قالي ... يتنهد ثم يقول :" زين زين ... انت الحين عنده ؟ ... خلاص بارتب اموري و اجيكم ... فمان الله " اغلق الاتصال ليلقي بهاتفه جواره علي طاولة الطعام و يزفر مغمغما :" لا حول و لا قوة الا بالله "
تركي الاحمد ... 48 سنه ... دبلوماسي ... حاليا في جنيف .... زوجته ام رائد ... ابنائه رائد ... 28 سنه ... لديه مكتب تجاري في لندن التي كان والده يعمل بها قبل انتقاله لجنيف .... رغد ... 20 سنه .... تدرس في احدي جامعات لندن ... عبقرية كمبيوتر ....
التفتت عليه ام رائد :" خير؟؟" ليعقد حاجبيه و هو يرشف من كوب القهوة بدون ان يستسيغ لها طعما و يغمغم :" عبدالله تعبان ... بالمستشفي من 5 ايام و توني ادري " ... لتقول له بتعابير وجه بارده :" سلامته ما يشوف شر " ... ليرمقها بنظرة العارف بخبايا نفسها ... 30 سنة و لم تنسي يا سديم ؟؟ لم تنسي ان عبدالله كان معارضا لزواجهما ....
الدمام .... قبل 30 سنه
عبدالله يقف بلبسه الرسمي ... تقلد رتبة جديدة منذ يومين ... ربما يكون اصغر من تقلدها من بين اقرانه ... لديه الكثير هذه الايام ... عرضوا عليه منصب جديد في ادارة امنية رفيعة المستوي ... سيتدرب لعامين ثم يبدا عمله بصفة رسمية ... لا يحتاج لجنون اخيه الصغير الذي انهي دراسته الثانوية قبل اسابيع بمعدل مرتفع اهله لبعثة في الولايات المتحدة الامريكية .... و ها هو الان يريد ان يتزوج ... ربما اذا كان قد طلب الزواج فقط لما ثارت هذه العاصفة ... و لكن ان ياتي و يطلب منهم ان يزوجوه فتاة بعينها ... فتاة قتل ابيها في مداهمة لاحد اوكار المخدرات ... ماذا يعني هذا ؟؟؟ ... ترجم عبد الله افكاره لكلمات و هو يتحدث من بين اسنانه ليسيطر علي الغضب الذي يغلي في صدره :" و انت من وين تعرفها ؟؟" .. ليرد عليه تركي بحرج :" اعرف اخوها .. اا .. كان معي في المدرسه " .. ليسال عبد المحسن :" طيب خلنا نسال عنهم يا تركي .. الزواج حقك .. و حقنا نعرف من نناسب " ليرد عليهم تركي بتوتر :" وش سؤاله ... انا ابي البنت و اعرف اخوها .. و طلبتها منه و عطاني ... بس ابيكم تجون معي .. و مابي منكم شي ثاني " ... ليقف عبدالله بغضب مشتعل :" و حنا وش خانتا ... طالما انك مخلص كل شي وشو له مكلمنا ... كان بلغتنا بعد الملكه احسن " ليقف تركي بتوتر و يقول :" محشوم عبدالله ..الس.." ليقاطعه عبد الله و هو لا يزال يشتعل من الغضب :" و انت خليت فيها محشوم ؟؟ ... بزر توه الشنب خط وجهك تسوي كذا ... ما كن وراك اهل " ليقف عبد المحسن محاولا امتصاص التوتر ما بينهما :" تعوذوا بالله من الشيطان ... تركي روح الحين " ... ليهدر صوت عبدالله من خلفه :" روح و قولهم هونت .. مابي اتزوج " ليصرخ تركي باختناق :" وش هونت ؟؟ خطبه هاذي يا عبدالله" ليقترب منه عبدالله و يمسكه من ياقة ثوبه :" و لانها خطبه تقولهم هونت ... و اذا تبي زوجتك اليوم التي تسواها و تسوي طوايفها " ... ليتدخل عبد المحسن مرة اخري هاتفا :" عبد الله فك اخوك" .. ليبتعد عنه تركي بعينين محمرتين ووجه محتقن غضبا ... :" مابي منكم شي خلااص " و يخرج من المنزل مغلقا الباب خلفه بقوة تاركا عبد الله يقبض علي يده بقوة ... و عبد المحسن يتمتم بالاستغفار ...
جنيف .... الان
نهض تركي من طاولة الافطار بدون ان يمس طعامه او ينهي كوب قهوته .. ليضغط علي ازرار هاتفه :" صباح النور ... احمد ابي انزل السعودية ... رتب لي مواعيدي ... اليوم او بكره ... موضوع عائلي ... انتظرك" ... لم ينهي الاتصال حتي و هو يلقي هاتفه علي الطاولة الزجاجية و يسحب المقعد ليجلس في الشرفه ... امامه منظر رائع و لكن عينيه كانت في الماضي ...
قبل 30 سنه
" ياخوك عبدالله ما يقصد بس انت تدري... اهو اخوك الكبير و احترامه من احترام ابوك الم.." ليقاطعه تركي بثورة :" و انا وش سويت ..؟؟ من يوم ما مات ابوي رحمة الله عليه و من قبلها حتي و انا احترمه .. ما اقوله غير تامر و ابشر ... لكن انه يقهرني كذا ؟؟ ...لا يا عبدالمحسن لا ..." ... ليزفر عبد المحسن بضيق .. فاذا كان هذا الثائر عنيد و لا يرغب بالتنازل ... فذاك الغاضب اسوأ منه ... :" ترركي .. خلاص عاد .. روح سافر و لين جيت يصير خير ياخوك" ... ليهز تركي راسه بحزم و هو ينطق كل كلمة ببطء مقصود :" باتملك و اخذها معي " .. ليعقد عبد المحسن حاجبيه و هو يقول بصدمه :" وشو ؟؟" ... ليشيح تركي بوجهه و يجلس في ركن المجلس الواسع ... ليتجه اليه عبدالمحسن و يجلس بجواره و يتمتم بهدوء :" طيب اقنعني ... اكيد في سبب ... السالفه ما هي زواج و بس ... و لا هي عناد " ليلتفت اليه تركي بصدمه .... كيف استطاع ان يتغلغل في اعماقي بهذا الشكل ... كيف استطاع ان يقرا ما خلف ستار العناد ... حتي اخينا الاكبر لم يشك ان هناك شيئا اكثر من عناد شاب طائش ... تنحنح و هو يشيح وجهه بعيدا ليقول :" وش سالفته بعد ؟ ... البنت اخوها صديقي من 9 سنين ... اعرفه زين ... و ما لي دخل و لا لهم ذنب في ابوهم" .. ليرتفع صوت عبدالله من مدخل المجلس :" يعني ان ابوهم كان تاجر مخدرات و مات في مداهمة ما تهمك؟" .. وقف تركي باحترام .. فمهما كان فذاك اخوه الاكبر ... ليتحدث عبد المحسن بحزم :" عبدالله خل نتفاهم " ... ليجلس عبد الله و يقول بهدوء :" زين ... نتفاهم " ... ليقول تركي بصوت مختنق :" ما به تفاهم .. اليوم ملكتي .. تبون تحضرون حياكم الله ... و بيت عادل تدلونه ... ما تبون ما اقدر اجبركم " ... ثوان قليله مرت بصمت قاتل ... لينهض بعدها عبد الله و يخرج من المجلس ....
جنيف ... الان
خرج من دوامة الذكريات بلمسة دافئة من يد زوجته علي خده .. لتنحني واضعة كوب قهوة يتصاعد منه البخار امامه لتعود للداخل لثوان ثم تخرج و قد ارتدت معطفا لنصف الساق و حجاب فالشرفة مفتوحة و مكشوفة ... سحبت الكرسي لتلصقه بكرسي تركي لتهمس بحنان :"باروح معك " ... ليطوق كتفها بذراعه و هو يملا رئتيه بالهواء ... لتسند راسها علي كتفه و تغرق في ذكرياتها
قبل 30 سنه ... منزل عادل الجابر
تزفر بتوتر ... حتي يوم ملكتها ليس كبقية الفتيات ... محرومة من اجتماع اهلها حولها ... امها متوفيه و ابيها قتل منذ سنوات في مداهمة لوكره الذي كان يستغله لترويج المخدرات ... و بعدها ابتعد عنهم الكل ... لا احد يزورهم او يتفقد امورهم ... مما جعل اخيها يبيع منزلهم في جده و ياتي بها الي الدمام ... كان صغيرا جدا ... و لكن قسوة زوجة عمها عليها و صمت عمها كانا كافيين لجعله يفكر في الذهاب الي مكان اخر ... و كانت قاصمة الظهر عندما ضربتها زوجة عمها حتي اغمي عليها ... لتلقي بها في الملحق الذي تسكنه مع اخيها ... اخيها الذي فجع عندما عاد ليجدها هكذا ... حملها للمستشفي حيث بقيت 4 ايام و تخرج بيد مكسورة و روح مغرقة في الوجع ... ليثور اخيها علي عمها و زوجته و يعلن انه سيذهب للدمام للعيش عند احد اخوال امه ... ليكون وداع عمهما لهما :" انقلع لا بارك الله فيك و لا فيها ... و انسي ان لك عم يا ولد تاجر المخدرات " ... ووصلا الي الدمام و عاشا عند خال امهما حتي توفي منذ عامين ... و هاهي الان ... تنتظر ملكتها علي صديق اخيها ... صغيرة هي ... 16 سنة فقط ... في الصف الثاني الثانوي ... قال لها اخيها انه سياخذها معه .. لديه بعثه ... و سيسمح لها باكمال دراستها ... الا انها لا تزال وجله ... تنهدت بتعب و هي تتجه للحمام لتتوضا و تصلي العصر .... انهت صلاتها و امسكت المصحف لتتلو ايات من القران الكريم لعل نفسها تطمئن و تهدا دقات قلبها ... ليطرق شقيقها الباب :" سديم"
لتضع المصحف من يدها و هي تتجه لفتح الباب :" هلا عادل " لتفتح الباب و هي تحاول تثبيت ابتسامة علي شفتيها المرتجفتين و تنظر الي اخيها ... شاحب هو هذه الايام ... ربما العمل و الدراسة ... فمنذ ان جاءا الي الدمام و هو يعمل و يدرس ... فقد رفض ان يتكفل خال امهما بمصروفهما .... ليحتضنها اخيها بعنف ثم يفلتها ليحتضن وجهها بين كفيه و هو يقول لها :" مبروك يا قلبي " ... ليغرق وجهها في حمرة الخجل و هي تخفض بصرها حياء .... ليردف :" تري زوجك يبي يشوفك ... 10 دقايق و تعالي تحت بيكون الشيخ و الشهود راحوا و بادخل تركي " ... ليحتضنها مرة اخري و يخرج .... مشتته .... ضائعه .... عجزت قدماها عن حملها لتتهاوي نحو الارض .... لا تدري كم جلست و لا كيف نهضت لكنها الان تقف امام مراتها ... ترتدي فستان ناعم زهري اللون ... شعرها مفتوح و عيناها مدعجتين بالكحل ... تحمل اصبع الحمرة باصابع مرتجفه لتضع لمسات علي شفتيها ... تاخذ نفس عميق مرة اخري و تتجه نحو باب الغرفة ... نظرة لقدميها جعلتها تضحك بتوتر ... في احدي قدميها حذاء يتناسب مع الفستان ... و في الاخري ... حذاء منزلي يتوجه وجه ارنب .... بخطوات متعجله ارتدت حذائها و تسمي بالرحمن مرة اخري ثم تتجه نحو باب الغرفه ... هبطت الدرج ببطء حتي وصلت للصاله .... فارغه .... ارتياح و بعده توتر ... اين هما ؟ هل تعجلت ؟؟؟ لا لا لا اظن ..ليجذبها صوت خارج الباب الموارب ... بخفة اتجهت و وقفت خلف الباب لتسمع صوت اخيها :" هذاك ابوي ما هو انا " ... و صوت اخر :" ابوك تاجر مخدرات " ... ليهتف اخوها :" ادري .. و مات .. و حسابه عند رب العالمين .. لا انا و لا انت " .. ليهتف صوت ثالث :" عبد الله خلاص .. تكفي " ليثور عبد الله و يزمجر :" مثل ما تزوجت تطلق ... ما تناسبك يا تركي " .. ليصرخ تركي :" ماني مطلق ... صارت مرتي شلون اطلقها " ... ليصرخ عبد الله :" اللي حلل الزواج حلل الطلاق ... و مابي اكرر كلامي ... بس انا السبب ... انا اللي دللتك " ... ليصرخ تركي بصوت مختنق :" عبدالله تكفي .. تكفي .. تكفي " .. ليقول له اخيها بصوت اكثر اختناقا :" انا غلطت يوم اخترتك لاختي ... كان لازم اعرف ان ماضي ابوي بيظل ورانا يا اخوك ... لا تخسر اهلك ... طلق اختي و الوجه من الوجه ابيض .. و انا ..." ... كان صوته يختنق اكثر و اكثر حتي انقطع نهائيا .. تزايدت ضربات قلبها بشدة و هي تسمع صوت تركي يصرخ :" عادل ... عااادل .... قم ياخوك ... قم .... عبدالله سوي شي " ... ليهتف عبدالله :" باقرب سيارتي ... ناخذه المستشفي ..." ... ليصرخ تركي :" بسرعه ..." ... لتخرج بهلع من خلف الباب و تفجع برؤية اخيها في حضن تركي ... ليرفع تركي عينيه اليها ليهتف :" روحي داخل ... بناخذه المستشفي و ما فيه الا العافيه " ... لا تسمع شيئا و عيناها مسمرة علي اخيها ... سندها .... ليس لها سواه ... لينهض تركي تاركا اخيها علي الارض و يمسك بيدها و يدفعها الي داخل المنزل و يغلق الباب خلفه .. في نفس اللحظة قرب عبدالله السياره و نزل ليحمل جسد عادل ليرقده علي المرتبة الخلفية .....
لا تعرف كم مر من الزمن ... ساعه او 10 ساعات ... لا تزال في مكانها ... تسمع طرقات علي الباب لكنها لا تستطيع الاجابة ... ليفتح الباب و يدخل منه تركي ... لا ليس تركي ... انه شخص اخر اكبر ب 10 سنوات علي الاقل ... تعابير وجهه مغرقة في الوجع .... تعلم جيدا ما هو جواب سؤالها و لكن لسانها يسال علي كل حال :" ع.. عا.. عاادل؟؟ " ... لتسقط دمعة ساخنة من عين تركي اليسري ... الف سكين تطعن قلبها في هذه اللحظة ...... لتتمتم بصوت مبحوح :" م.. اا.. ت ؟؟"
جنيف .... الان
تستفيق من ذكرياتها علي اصابع تركي و هي تمسح دموعها .. لتدفن وجهها في كتفه و تقول بنشيج :" ما كنت ادري انه مريض ... ما قالي ... كل ما سالته ليش شاحب قالي م... " ... قاطعها تركي و هو يحتضنها بحنو :" ادعي له بالرحمه يا قلبي "
الرياض
يخرجان من المسجد القريب من المستشفي .. سلطان يتحدث في جواله .. و عبد المحسن يتجه نحو المستشفي و هو غارق في افكاره ليفيق منها علي جذبة قوية من يد سلطان لتبعده عن طريق سيارة مسرعه ... ليلتفت نحو سلطان و يهز له راسه شاكرا ليكمل سلطان حديثه في الجوال و هما يدخلان من بوابة المستشفي الزجاجية ... اتجها نحو مكانهما الذي لازماه للساعات الماضية ... ليقف امامهما ممرض في زي العمليات الازرق ... :" انتم اهل المريضه اللي جات الفجر ؟؟" .. ليغلق سلطان جواله و يلتفت ... اما عبد المحسن فيحس بان الحياة قد سحبت من قدميه و شفتيه معا ... ليردف الممرض :" محتاجين دم .. الفصيله o سلبي " ... ليتمتم عبد المحسن :" انا a " ... و يتمتم سلطان :" و انا بعد ... لحظه " ... ليرفع جواله الي اذنه و يقول بحزم :" محمد شوفلي احد فصيلته o سلبي و خليه يجي المستشفي ... بسرعه " ... ليردف الممرض :" يا ريت تستعجلون ... الحاله خطره " ... ليساله سلطان بتوتر :" طمنا " .. ليقول و هو يسرع الخطي :" ادعوا لها " ... ليتمتم عبد المحسن :" يا رب ... يا رب " ... و يهتز جواله بنفس اللحظه ليرفعه لاذنه بدون ان يري الرقم :" هلا .... وصلت ؟؟ .. بالمستشفي ... مستشفي ال(...) .. اي ... ما في خبر للحين بالعمليات ... بانتظارك " ... ليلتفت و يرد علي سؤال سلطان الصامت :" راكان وصل " ... و عادا لصمتهما الموجع .... ليهمس سلطان :" ويش صار ؟؟ " .... ليجيبه عبد المحسن بنفس الهمس :" العلم عند انور و عبدالله ... و انور ما يتكلم ... نسخة ابوه " ... ليقاطعه جوال سلطان الذي يجيب عليه :" و عليكم السلام ... " ليعقد حاجبيه و يقف و يبتعد قليلا عن عبدالمحسن و هو يزمجر :" اشلون صار كذا ؟؟ ... و انتم وين كنتم ؟؟ ... حسابكم معي لما اجي ... " و ينهي الاتصال و هو ما يزال يفكر ... ثم يعود مرة اخري الي مقعده ليوقف ممرض مار في الممر و يشده من عضده :" روح شوف ايش صار في عملية البنت " ثم يزفر بضيق و يجلس... ليلتفت عليه عبد المحسن هامسا :" اذا عندك شغل روح و انا بابلغك اذا صار شي " ليهز سلطان راسه رافضا بحزم .... بقيا علي حالهما لدقائق طويله ... لا يقطع الصمت الا مكالمات ترد لجوال سلطان ليجيب عليها باقتضاب ثم يعودان لصمتهما مرة اخري ... رفع سلطان راسه ليري شاب طويل القامة يتجه نحوهما يسحب خلفه حقيبة صغيره.... ليلتفت عبد المحسن ايضا لتسترخي عضلات وجهه المشدودة قليلا و هو يقف ليسلم بحرارة عليه :" هلا راكان ... هلا يا ولدي " ... لينحني راكان قليلا و هو يقبل راس عبد المحسن ... فهذا الرجل في مقام ابيه و ان لم تكن بينهم قرابة ... :" هلا و الله اني صادق ... ايش اخبارك عمي " ... ليجيبه عبد المحسن :" بخير يا يبه ... بخير ... الحمد لله علي كل حال " ... ليلتفت راكان لسلطان و يسلم عليه ليقوم عبد المحسن بتعريف الطرفين :" سلطان هذا راكان بن مشعل ... ابن خال نو... ابن خال انور ... راكان هذا سلطان بن سالم يشتغل مع عبدالله .." .. ليضيف بغصه :" اهو اللي جابها المستشفي " ... ليسال راكان :" اشلونها الحين ؟؟ " ليجيبه سلطان :" بالعمليات ... و محنا متاكدين اذا هي بنت عمتك او لا " ... ليعقد راكان حاجبيه و يلتفت لعبد المحسن بتوتر :" اشلون منتو متاكدين ؟؟ .. وش صاير عليها ؟؟ " ... القي السؤال و عقله يقفز لالف استنتاج و استنتاج ... غير متاكدين ... محروقه ؟؟؟ ... مشوهه ؟؟ .... ضاعت معالم وجهها ؟؟ .... ماذا حدث ؟؟؟ ... ماذا حدث ؟؟؟ ... ليرحمه عبد المحسن و هو يقول :" ما شفتها ... جيت لقيتهم نقلوها العمليات " ... ليسترخي راكان قليلا و عبد المحسن يواصل حديثه :" يا يبه روح ارتاح ... باتصل علي وسام ولدي يجي ياخذك البيت ... ريح و تعال " ... ليهز راكان راسه بحزم و هو يقول :" لا يا عمي ... ابجلس هنا " ... ليقاطعهما الممرض الذي ارسله سلطان قبل قليل ليقول لسلطان :" لسه ما خلصت العمليه ... بس يبون دم " ... ليقول سلطان :" فصيلتنا غير متوافقه ... ننتظر المتبرع يوصل " ... ليسال راكان :" وش الفصيله ؟؟ " ... ليجيب سلطان :" o سلبي " .. ليقف راكان و يخاطب الممرض :" فصيلتي هاذي ... وين اروح ؟؟؟ " ... ليتجها معا الي داخل المستشفي
الدمام ..... مستشفي ال (.....)
يحس بجفاف في حلقه ... كانه لم يشرب منذ اعوام و اعوام ... جفنيه ثقيلين كانهما ملتصقان معا ... يحس بخدر في كل جسده ... يجاهد لفتح جفنيه ليعيد اغلاقهما و ضوء يعميه لثوان ... ليعاود فتحهما و هو ينظر الي السقف الابيض ... هذه الرائحة .... لا بد انه في المستشفي ... لكن لماذا ؟؟ ماذا حدث ؟؟؟ يحاول تحريك يديه ليؤلمه شئ مثبت فيها ... ابرة مغذي في اليمني و مشبك في اليسري ... ينحني عليه وجه مغطي بكمامه ليقول :" حمدالله عالسلامه ... دلوقتي حانده الدكتور " ... ليبتعد الوجه و هو يحاول ان يتمتم بكلمات خنقها قناع الاكسجين المثبت علي وجهه ... ليغمض عينيه بتعب ليفتحها فجاة و كل ماحدث قبل استيقاظه الان يتصادم في مخه ... ابنته حبيبته ... في ايدي ارهابيين ... كادوا ان يقتلوا شقيقها اثناء اختطافها ... تذكر و هو في مكتبه يراجع بعض التقارير المهمة ... رنة هاتفه الخاص ... عقد حاجبيه و هو يري الرقم علي الكاشف ... رقم غريب ... و هذا الهاتف لا يعرف رقمه الا اسرته و قلة من رجاله لا يتجاوزون اصابع اليد الواحدة ... ليرد بدون ان يتحدث ليسمع :" سلامة عمرك يا الغالي .. روح بيتكم و بعدين نكلمك ... ترا اللي عندنا غااااالي " ... ليقفل الخط ... قفز من كرسيه و اتجه الي باب مكتبه و هو يضغط رقم حراسة منزله ... لا رد .... خرج عبدالمجيد من مكتبه و هو يندفع نحو المصعد ليهتف هو :" يمكن مهاجمين بيتي " .... لم يصل المصعد بالسرعة الكافية ليندفع نحو السلالم ليهبط الادوار الاربعة و هو يتصل علي هاتف المنزل و جوالات ابنه و ابنته ... هذان الاثنان هنا اما ثالثهما فعند اخواله في الدوحه .... لا رد ... ليصل عند المواقف و ينطلق بسيارته و تنطلق بعده سيارة اخري ... قوات ارسلها عبدالمجيد بدون شك ... لا يزال يتصل و هو يقود بسرعة تجاوزت ال 100 .... و السيارة الاخري تسابقه للوصول الي المنزل ... وصل بعدهم بدقيقة واحده ليجدهم قد طوقوا المكان ... عند المدخل جثة فردي الحراسة ... مفصولة رءوسهم عن اجسادهم ... يحس بانفاسه تضيق ... و قبضة باردة تعتصر قلبه ليصل الي المنزل ... سبقه فردين من القوات .. ليدخل و يفجع برؤية ابنه ملقي علي الارض ... و اثار قتال عنيفة تغطي المكان .... التحف متناثرة و محطمة ... احد كراسي طاولة الطعام مكسور ... اما انور ... راسه ينزف مكونا بركة دماء تحته ... شفته مشقوقة و تنزف ... عينه اليمني عليها كدمة تكاد تغلقها .... و يده اليسار مكسورة ... عظمها قد اخترق الجلد ... هل هو حي ؟؟؟ .... ليقترب بخطوات متثاقله ... يصل الي اذنيه حديث احد افراد القوة يطلب الاسعاف ... ليهوي علي ركبتيه جوار جسد ابنه ... و ينحني عليه ليضع اصبعه تحت انفه ... ليتنفس بارتياح و هو يحس بالهواء .... ليرمش انور عينيه و هو ينظر لوالده ليتمتم بقهر :" يبه ... خذوا نور ... خذوها " ... ليغيب عن الوعي ... الما او نزفا ... اما عبد الله فاحس بخدر يشمل كل الجهة اليسري من جسده ... عينيه تغلقان تدريجيا ... و يحس بخطوات محمومة تقترب منه قبل ان يفقد احساسه بكل شئ ... ضغط علي نفسه ليعتدل قليلا و يبعد قناع الاكسجين عن وجهه و هو يحاول الاعتدال ليقاطعه صوت هادئ :" شوي شوي يا بو انور ... خل نتطمن عليك اول و بعدين اجلس " ... ليلتفت للطبيب الشاب الذي دخل الغرفة يتبعه الممرض ... ليقول بصوت مبحوح :" ابي ماي و تليفون ... من موجود هنا ؟؟؟" ... يعلم ان عبد المجيد سيكون هنا او سيترك احدا ... ليدفعه الطبيب برفق ليستلقي مرة اخري و هو يتحدث بنفس الهدوء المهني :" بس فحص سريع و بعدها اناديهم لك و ابشر باللي تبي " ... ليزفر بتوتر و هو ينتظر بصبر نافذ ... ليتحدث الطبيب و هو يكتب بعض الكلمات علي ملفه :" لا الحمد لله رب العالمين ... بس بنسوي تصوير محوري و عقبه بننقلك للغرفه " ... ليتمتم عبدالله بسرعه :" بعدين .. بعدين ... الحين ارسل لي عبد المجيد او اللي موجود " .. يحاول الجلوس ليساعده الممرض و يعقد الطبيب حاجبيه ليقول :" يابوانور تري ما يصير .. توك قايم من غيبوبه بعد 5 ايام ... " ... ليتجاهله عبدالله تماما و هو يجلس علي طرف السرير و يطلب من الممرض ازالة كل الاسلاك و الانابيب المتصلة بجسده و يطلب منه ثيابا ... ليزفر الطبيب غاضبا و يخرج من العناية المكثفة و هو يتحلطم علي هذا المريض العنيد الذي يتعامل مع صحته كانها اخر اهتماماته ... ليلتفت نحو انور و عبدالمجيد الجالسين ... ليتنهد و يتجه نحوهما ... ليقف عبدالمجيد و يرفع انور وجهه نحوه ... ليرسم ابتسامة روتينية علي وجهه و يقول :" حمدالله علي سلامته ...صحي لك.." .. ليندفع كليهما نحو باب العناية الزجاجي و يدخلان بدون ان ينتظرا اكمال الطبيب لحديثه ... ليهز راسه و يتجه لاكمال مروره علي بقية مرضاه و هو يدعو ان يكونوا اكثر مرونة من هذا العنيد الذي تركه خلفه ....
الرياض ... حديقة المستشفي
يتحدث بجواله ..... صوت طلق ناري ..... و يسقط .... و الدماء تسيل مشكلة بركة تتزايد و تتزايد .......



نهاية البارت الثاني
استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-04-15, 06:37 AM   #5

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي






بسم الله الرحمن الرحيم
همسات الالم
اولا و قبل ما تقرون البارت هذا .... اسفه ... اسفه ... اسفه ..... بارت موجع و مؤلم .... و الله ما هو نكد و لا احب انكد عليكم .... لكن مسار الروايه لازم كذا .... و ان شاء الله يتوضح كل شئ مع البارتات الجايه .....بارت اليوم اوجعني انا شخصيا .... خلصت نص كرتون المناديل و انا احاول اوصل مشاعر الابطال ....
(( لا تشغلكم الرواية عن الصلاة و العبادة و الدراسة و العمل ))



البارت رقم ( 3 ) :



رحل من هو يسليني *** و صار اليوم في قبره
رحل عني و فارقني *** حزين و صرت في حسره
حبيبك راح يا خلي *** و لا حتي تشم عطره

الرياض ..... المستشفي
عاد راكان بعد تبرعه بالدم لمن قد تكون غاليته الاثيرة ... و ان لم تكن ؟؟ ... يحس بصداع يهاجم راسه ... لم يعتد علي عدم التاكد ... في كل حياته كان واثقا مما يريد ... جلس علي مقعد الانتظار جوار سلطان الذي وقف ليبتعد عنهم قليلا و هو يستقبل مكالمة هاتفية جديده ... عبد المحسن الجالس علي المقعد الاخر يرفع راسه و شفتيه لا تتوقفان عن التمتمة بالاستغفار و الابتهال الي الله تعالي ... لينهض بعد دقائق مغمغما :" ابطلع بره شوي ... " ... ليقف راكان معه باحترام :" اجي معك يا عمي " ... ليرفض عبد المحسن :" لا يا يبه ... تو اخذين منك دم ... انت ارتاح ...شوي و بارجع " ... ليخرج بخطوات مرهقه الي حديقة المستشفي .... قارب الوقت علي الغروب ... يسحب عدة انفاس ليملا صدره بالهواء النقي .... يرن جواله ليخرجه من جيبه .... ينظر الي الشاشة ليجدها زوجته ... رفيقة دربه ... ليرد عليها محاولا بث اكبر قدر ممكن من الهدوء و الطمانينة لصوته .... :" هلا بالغلا .... الحمد لله رب العالمين .... و انتم عساكم بخير ..... بخير الحمد لله .... يمكن اجيكم اليوم او بكره ... لا للحين ... بس انا جيت الرياض .... يمكن لقينا نور ..... بمستشفي ال (....) .... و الله مدري .... اكيد اذا دريت باقول لك .... لا انا بخير .... تطمني انتي .... العيال بخير ؟؟؟ ... ما اوصيكي لا يدرون بشي الحين ...اي الي.." ... صوت طلق ناري ... و يسقط و يسقط الجوال من يده و صوت زوجته يدوي :" بو وسام ... بو وسام .... عبدالمحسن ..." ... خطوات عديدة تركض نحوه ... بعض الحراس يركضون نحو البوابة ... ممرضين يدفعون نقالة نحو مكان سقوطه ... و سلطان يركض نحوه و هو يتصل من جواله ... يغمض عينيه بالم و هو يري الدم ينزف من راسه ... طلقة مباشرة في الراس .... يغمض عينينه و يتمتم :" انا لله و انا اليه راجعون " ... ليتركهم يدخلون جسده الي داخل المستشفي ليتجه نحو طاقم حراسة المستشفي :" وش صار ؟؟ " ... ليجيبه احدهم بتوتر :" سياره كامري بيضاء كانت واقفه من فتره ... رحنا لها و قلنا له يحرك ... قال لنا انه هنا باوامر من خالد بن متعب لتامين وجودكم داخل المستشفي ... بعدين ضرب النار و راح طيران ... رقم السياره (....) " ... ليعقد سلطان حاجبيه و هو يرفع جواله لاذنه ليكرر رقم و اوصاف السيارة لرجاله ... يعلم ان احتمال العثور علي قائد السيارة ضعيف ... سيتخلص منها و ربما هناك سيارة اخري تنتظره قرب المستشفي .... يفكر بسرعة طائرة نفاثه ... كل ما يحدث مترابط ... هناك خطة ما يتم تنفيذها ... الرياض و الدمام ... جهة ما تعرف الكثير عنهم و عن عملهم .... لكن ما الهدف ؟؟؟ ... يرفع جواله مرة اخري و يهمس بحزم :" ارسل حراسه للمستشفي و بيت عبدالمحسن الاحمد ... و شوف هله وين ... و اتصل علي عبد المجيد و خليه يسوي حراسة لعبدالله و هله ... " ... ليغلق و يتصل علي قائد قوة حراسة بيته :" امي وين ؟؟؟ .... خلكم منتبهين .... " ... ليغلق و يتصل علي خالد بن متعب :" السلام عليكم ... هلا ببو سعود .... ماني بزين .... ساعتين و انا عندك ان شاء الله .... حرص علي روحك و هلك .... لين جيت اقولك ... فمان الله " ... انهي اتصاله ليتجه الي داخل المستشفي ... وصل لغرفة الطوارئ ليجد راكان امامها ... ليلتفت عليه و هو يهمس بغضب كاسر ... :" وش ذا اللي يصير ... اشلون يصير كذا ؟؟؟ " ... ليقاطعهم خروج الطبيب بوجه متجهم و هو يقول لهم :" الرصاصة في الراس مباشرة ... ما قدرنا نسوي شي ... انا لله و انا اليه راجعون " .... ليسقط راكان جسده علي اقرب مقعد و هو يتمتم :" لا حول و لا قوة الا بالله .... لا حول و لا قوة الا بالله " .... ليشد سلطان علي كتفه و هو يهمس بصرامة :" انا بروح ابلغ هله ... في حراسه علي المستشفي ... و في حرس بيكونون عند باب غرفة العمليات .." ... ليمد يده و ياخذ جوال راكان من يده ليسجل رقمه لديه و يرن علي جواله ليحفظ رقم راكان ... ثم يردف ... :" اي شئ يصير ... اي شئ ... اتصل علي " ... ليومئ راكان براسه و يتجه سلطان للخارج ... لتركض خلفه الممرضه و هي تقول :" دكيكه .... بنت طلئ من امليه ( دقيقه البنت طلعت من العمليه ) " ... ليستوقفها راكان و هو يقول :" طلعت ... و اشلونها الحين ؟؟؟ " لتتوقف الممرضة و تقول بعمليه :" تئال ..دكتور الهين يجي يكلم انتا ( تعال .. الدكتور الحين يجي يكلمك انت ) " ... لتتجه لداخل المستشفي و راكان يتبعها ... ماذا سيفعل ؟؟؟ كيف سيتعرف عليها ؟؟؟ لم يرها منذ تغطت في سن 15 سنه ... ثم انه ليس بمحرم لها ... و عمها قتل ... ماذا سيفعل ؟؟؟ ... ليخرجه من افكاره الممرضة التي اعطته كيسا طبيا به متعلقات المريضة الخاصة ... جذب عينيه بريق عقد ذهبي ... مكتوب عليه اسمها .... نور .....
الدمام .... قبل نصف ساعه
يندفع كل من عبدالمجيد و انور الي العناية المشددة ... ما ان تجاوزا الباب الزجاجي حتي اعطتهما الممرضة رداء طبيا و غطاء للراس و اخر للقدمين ... و تساعد انور في ارتدائها ليسبقه عبد المجيد ... دخل الي العناية المشددة ليجد عبدالله يغلق ازرار ثوبه ليبتسم و يقول :" خوفتنا عليك يا بو انور ... حمدالله علي سلامتك و خطاك الشر " ... ليلتفت عليه عبدالله و يجيبه بهدوء :" قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا يا عبد المجيد ... الشر ما يجيك " ... ليدخل انور في تلك اللحظه ليندفع نحو والده الذي استرخت ملامح وجهه ليقف انور امامه و هو يرتوي من ملامح والده ووالده من ملامحه ... تلتقط عيناه كل اثر بسيط علي وجه ولده ... بكره الحبيب الي قلبه .. اخر مرة راه فيها كان علي حافة الموت او هكذا خيل اليه ... و هاهو ذا امامه سليم ... ظاهريا علي الاقل ... فماذا تعني عدة جروح و كسور امام نعمة الحياة ؟؟؟ ليشده والده الي صدره و يعانقه بقوة ليرخي انور راسه علي كتف ابيه و تنحدر دمعة ساخنة من عينه ليمسحها بيده اليمني بسرعة قبل ان يراها ابيه ... ليفلته والده علي مضض ... و يلتفت لعبد المجيد و يقول :" طلعنا " ... لينتفض انور و يهمس لابيه :" وين تروح يا يبه .. ؟؟؟ " ... ليجيبه بحزم :" ما فيني شي ... طلعنا " ... ليخرجوا جميعا و يتجهوا نحو الاستقبال لاكمال اجراءات خروجه من المستشفي ... تاركين الطبيب خلفهم و هو يكاد يشد شعر راسه قهرا من عناد هذا المريض الذي رفض حتي البقاء لعمل صورة محورية واحدة و خرج مخالفا لنصائح الاطباء و اصحاب العقول ... ركبوا سيارة عبد المجيد الذي يقود ليتنحنح عبدالمجيد بحرج ... فهو لم يخبر انور بسبب عودة عبدالمحسن للرياض ... و لكن عبدالله لا بد ان يعلم ... تنحنح مرة ثانيه ليهمس :" يمكن لقوا بنتكم بالرياض " ... لينتفض انور و عقله يربط الاحداث ببعضها و يعقد عبدالله حاجبيه و يقول بصرامه :" نروح الرياض " ... ليتمتم انور بالم :" حرام عليكم ... حرام عليكم ... من الصباح عندك خبر ... عمي راح لها ... صحيح ؟؟" ... ليزداد انعقاد حاجبي عبدالله و هو يسمع رد عبد المجيد :" عمك و سلطان قالوالي ما نخبرك لين يتاكدون ... " .. ليتحدث عبدالله بصرامه :" احكيلي كل شي " ... ليروي عبدالمجيد كل ما اخبره به سلطان و عبد المحسن ... ليرخي عبدالله جسده علي المرتبة و يغرق في سكون ... ليحترم الراكبان الاخران صمته هذا و يغرقان هما ايضا في صمت ... ليقطع هذا الصمت صوت جوال عبد المجيد الذي يجيب باليه :" و عليكم السلام .... ويش ؟؟؟ .... متي ؟؟؟؟ .... انت متاكد ؟؟؟؟ .... لا احنا في طريق الرياض الحين .... الليله و احنا عندكم .... لا حول و لا قوة الا بالله " ... ينهي الاتصال ووجهه يحتقن ... ليقول بغصه :" هذا زياد ... يقول ان اخوكم ..." ليتحشرج صوته و يغمغم :" اتقتل " .... :" عبد المحسن ... قتلوه في المستشفي " ... ليصرخ عبدالله :" انت وش تقول .... وش تقول ؟؟؟؟ .... عطني الجوال " ... لينتزع منه الجوال و يضغط ارقام جوال اخيه :" انت من ؟؟ ... انا عبدالله اخو راعي الجوال .... راكان ؟؟؟ .... انت وش تس.... راكان وين عبدالمحسن ؟؟؟.... لا اله الا الله .... لا اله الا الله ..." لينهي الاتصال و هو يمسح وجهه بقوة بيديه ليغمغم بتعب :" انور ...دق علي وسام و شوف وصله الخبر و لا لا ؟؟؟ ... اذا ما دري لا تفجعه " ... ليلتفت عليه انور :" يبه وش صاير .. وش ذي المصايب ؟؟ " ... ليجيبه والده :" مدري يا يبه .... مدري " .... ليتنحنح عبد المجيد مرة اخري و هو يقول :" طال عمرك سلطان موصي بحراسه عليكم " .... ليزفر عبدالله بهم :" بلغ طقم الحراسه يلحقونا ... و خل اثنين يجيبون احمد ... لازم يحضر عزاء عمه و عقبها يرجع قطر ..." ... انهي انور اتصاله مع وسام ببعض عبارات التعزية المختنقة ... ليغمغم بغصة :" سلطان قاله " ... ليتمتم عبدالله :" الله يصبرهم " ... حرقة تلهب صدر عبدالله ... عبد المحسن ... شقيقه الاصغر ... لم يفترقا قط .... حتي عندما استوطن كل منهما مدينة .... احساسه بعبد المحسن احساس العضيد و السند .... كانا ظهرا لبعضهما .... يفتح اولي ازرار ثوبه و عقله يركض مع ذكريات اعوام طويله ... لطالما كان احساسه بعبدالله اقوي من احساسه بتركي .... لطالما كان يحس بتركي كابنه الاكبر .... ليحس بغصة و هو يقول :" تركي .." ... ليفهمه انور و يرفع جواله ليتصل علي عمه و يعطي اباه الجوال ليهز ابيه راسه رافضا ليعيد الجوال لاذنه و يتنحنح :" هلا عمي .... لا لا ابوي بخير و الحمد لله ... صحا من الغيبوبة .... اي .... بس عمي ... اا .... عمي عبدالمحسن ... مات .... عمي .... عمي ... عمي انت معي ؟؟؟ ....." .... لينتزع عبدالله الجوال من ابنه و هو يهتف بصرامه :" تركي ... تركي ..... قل لا اله الا الله ياخوك .... انت متي جاي ..... ابنتظرك " ليزفر بضيق و هو يعيد الجوال لانور ... و يغلفهم الصمت مرة ثانيه ....
الرياض .... منزل عبد المحسن الاحمد ..... رحمه الله
يدخل وسام بخطوات مهتزة .... والدته اتصلت عليه اكثر من 9 مرات .... تريده ان يذهب لمستشفي ال (...) حيث كان والده يحدثها قبل ان ينقطع الخط .... سلطان ابلغه قبل قليل و الان عليه مهمة ثقيله .... ثقييله ... كيف يخبر امه انها قد اصبحت ارمله .... كيف يخبر اختيه انهن قد تيتمن .... كيف يذبح اغلي ما في كونه بكلمه ؟؟؟؟ .... يسمي بالله و يدفع باب المنزل ... ينظر خلفه الي الحراس الذين اخذوا مواقعهم في حديقة المنزل .... اغلق الباب خلفه لتهب امه من علي احدي كنبات الصالة و تقف معها تؤامه و شقيقته الصغري ... يندفع نحو امه و يقبل راسها و يجلسها مرة اخري ... لتقف شقيقتيه بتوتر ... ليشد علي كف امه بين قبضتيه و يهمس :" يمه انتي مؤمنه ... و تدرين ان الموت علينا حق " ... هكذا بدون اي تمهيد او كلمات لا معني لها .... لم يطل عذابها .... مذبوحة مذبوحة هي .... فلم اعذبها بالذبح البطئ ....لتشهق شقيقتيه من خلفه .... و تتمتم والدته ب :" انا لله و انا اليه راجعون .... يا الله .... يا الله " ... ليضمها الي صدره و يزرعها بين ضلوعه .... ليسمع صوت سقطة خلفه ليلتفت ليري (الريم ) شقيقته الصغيرة ... شاحبة الوجه و مغمي عليها ... و تؤامه مسمرة في مكانها ... ليترك والدته و يحمل ( الريم ) ليمددها علي كنبة اخري و هو يضرب خدها ضربات خفيفة و يهمس باسمها :" الريم ... ريم حبيبتي .... قومي يا قلبي " لتنضم اليه يد اخري .... يد والدته و هي تقول بصوت مبحوح من الوجع :" يمه الريم .... قومي يا قلبي " ... لتفتح الريم عينيها بعد عدة محاولات لتنفجر باكية في حضن والدتها .... ليتركهما وسام في وجعهما و يسحب قدميه الي تؤامه التي لا تزال في مكانها ... بعينين متسعتين و فم مفتوح .... احتضنها بعنف ليهمس في اذنها :" ابوي مات يا وتين ... ابكي " ... لتشهق بعنف ثم تنفجر في بكاء جنائزي ... يشد من احتضانه لها ... يشعر بالدموع تحارب لتسقط من عينيه ... و يحارب هو ليبقيها داخلهما .... لتنتهي الحرب بدموع مهزومة و عينين محمرتين من اثار المعركة .... جذب وتين لوالدته و شقيقته .... تركهم يحتضنون بعضهم ثم خرج بخفة ... اخرج جواله .... عمه و ابن عمه قادمين في الطريق .... و ابن خال ابناء عمه في المستشفي مع جثة ابيه ... اتصل علي خاله سعود و ابلغه .... خاله سيتكفل بمهمة ابلاغ بقية اقاربهم .... يحس بان قدميه قد تحولتا لشئ رخو .... يسقط علي ركبتيه بتعب ليتجه نحوه احد افراد الحراسة .... يشير له براسه انه لا يحتاج للمساعده .... يتجه بخطوات متثاقلة نحو المجلس ....
جنيف .... مكتب تركي الاحمد
يسند راسه لكفيه .... لا يصدق .... لا يصدق .... اللهم اني استغفرك و اتوب اليك ..... عبد المحسن ..... اااااه يا اخي ..... يضغط زر الاستدعاء امامه لياتيه سكرتيره بعد ثوان .... ليهمس بوجع :" احجز لي علي اول طيارة رايحه السعوديه ... حتي لو ترانزيت في اي مكان و منها اخذ طيارة ثانيه " .... يحس بالاختناق ..... اي وجع هذا .... اي وجع ..... لم يتالم هكذا حتي حين مات عبدالله امامه ......اللهم اني استغفرك و اتوب اليك .... يتجه نحو النافذة ليفتحها و يملأ صدره بشهقات من الهواء النقي .... كم هو ضيق هذا المكتب .... و يضيق اكثر فاكثر .... تنحنح السكرتير خلفه ليلتفت عليه فيقول :" لقيت لك حجز طال عمرك ... من هنا لباريس ... و عقبها بساعه الرياض ... الطيارة بعد ساعتين ... كم مقعد ؟؟؟ " ... ليجيبه بصوت مختنق :" اثنين " ... و يخرج هاتفه ليحادث زوجته و بعدها ابنه و بنته ....
الرياض .... مستشفي ال (...)
يقف امام الطبيب الذي يشرح له ابعاد الحالة :" عندها ارتجاج بالمخ ... كسر بالفك ... و ضلعين مكسورين ... غير الكدمات اللي ماليه جسمها لكن اخطر اصاباتها كانت ضربه قوية للبطن سببت لها تهتك في الطحال ... لما حاولنا ننقذه نزفت كثير و بالتالي اضطرينا نستاصله .... فقدت دم كثير ... الحين في غيبوبة .... ادعي لها ... قدامها 24 ساعه حرجه " .... لا يزال غير مستوعب ..... اي بشر هؤلاء .... بل اي وحوش .... فمن فعل كل هذا بهذه الفتاة لا يستحق ان يطلق عليه لفظ انسان .... اغمض عينيه بشدة و زفر بالم و هو يجلس علي احد المقاعد .... ليربت الطبيب علي كتفه ليكمل :" المعلومة اللي عندي انكم غير متاكدين من هويتها ... تعال ادخلك شوفها ... بس دقيقتين .. لا تطول " .... عاجز عن الرد .... راكان الواثق طوال عمره ... يجلس الان غير قادر علي ان ينطق بحرف واحد ... ليقف ليخرج جواله و يتصل علي رقم زوج خالته ... :" هلا عمي ... انت وين ؟؟ ... يعني متي بتيي ؟؟؟ ... اجل خلاص ... البنت طلعت من العمليه و يبون احد من هلها يتعرف عليها ... انتظركم " .. يغلق الاتصال ليلتفت علي الطبيب :" ابوها و اخوها في الطريق .... ساعه و هم عندنا " ... ليخرج الي حديقة المستشفي يتبعه احد الحرس كظله ... ليقترب منه ليقول بهدوء :" سيد راكان خلك جوه المستشفي افضل " ... ليجيبه راكان :" باروح اصلي المغرب في المسجد القريب و بارجع " ... و يتجه نحو المسجد القريب ليتبعه الحارس .....
لندن .... مكتب rk التجاري ....
انهي رائد اتصالا مع والده ... يحس بالاختناق ... يفك اول زر من ياقة بلوزته ليتبعه بالثاني ... عمه عبد المحسن ... عمه الاثير الي قلبه .... حتي عندما بدأ بتاسيس مكتبه التجاري قبل 4 سنوات ساعده .... سهل له امور صفقاته الاولي حتي اشتد عوده ... كان يتحجج باي سبب حتي يزوره في لندن كل شهر او شهرين .... اللهم اني استغفرك و اتوب اليك .... رفع سماعة هاتفه فلديه مهمة صعبه باخبار شقيقته .... فوالده اوكله بهذه المهمة .... القي نظرة علي ساعة يده .... امامها نصف ساعة قبل ان تنتهي محاضرتها ... يتصل علي رقم داخلي ...:" شوفلي حجز للسعوديه اليوم ... اثنين " ....
لندن .... احد المطاعم التي لم تدخلها رغد من قبل قط ... فهذا المطعم ليس من المطاعم التي تضع شارة الحلال علي قائمة طعامها ... كما انه نادي ليلي و مرقص .... هو شبه فارغ في هذه الساعة من النهار ... الا ان رغد كانت تشعر بقلق و توتر ... الكثير من كليهما .... عدلت حجابها لتعود و تفرك اصابعها بتوتر .... لتقول لها الحسناء الجالسة امامها ... :" لك شو بكي رغد .... روقي شوي " ... لولا حديثها بالعربية و باللهجة الشامية لظنها الناظر اوروبيه .... شقراء الشعر ... زرقاء العينين ... لتجيبها رغد بتوتر :" و انتي من كل لندن ما لقيتي غير ذا المكان ؟؟؟ ... اذا رائد عرف بيذبحني ... و بعدين تاخروا يا لمياء " ... لتضحك لمياء :" هلا بيجوا حبيبتي ... و بعدين شو فيه (ذا المكان ) ؟؟؟ ... يا ليت ترضي تجي المسا ... وناااسه ... متل ما عم تقولي " ... لتغتصب رغد ابتسامة و هي تقول لها :" تدرين ذا الوناااسه اللي تقولينها اهي اللي مخليه رائد ياخذ منك موقف " ... لتقطب لمياء حاجبيها بخفه و ذاكرتها تتعيد المرة الوحيدة التي التقت فيها بهذا الرائد ....
لندن .... قبل حوالي شهرين ....
خلال اقل من اسبوعين استطاعت توطيد علاقتها بهذه العبقرية الصغيرة ... و الان ستتعرف علي شقيقها ... دعت رغد علي الغداء و حين اعتذرت بان شقيقها سيتغدي معها اليوم اصرت عليها ان تدعوه ايضا .... تانقت بشدة لموعد الغداء هذا ... فستان ضيق يصل لركبتها ... و بوت عال لنصف الساق ... شعرها الناعم عبثت به قليلا لتحركه تموجات زادته روعة و حياة ... مكياج خفيف انهته بطلاء شفتيها بلون توتي زادها انوثة .... تدخل للمطعم الراقي لتتجه نحو الطاولة المحجوزة مسبقا ... نظرة للساعة التي تزين معصمها لتزفر بتوتر ... حضرت مبكرا بعشرة دقائق ... ياتي احد الجرسونات لتطلب كاسا من الخمر ... تتوقع انها ستنهيها قبل حضور رغد و رائد ... لتتفاجأ بهما امامها و هو يثبت نظراته علي كاس المشروب المحرم امامها ... و رغد تنظر لها بصدمة ... ليتحدث بعدها بحزم :" ذي البنت ما ابيك تعرفينها بعد اليوم ... و يا ويلك يا رغد اذا عرفت انك كلمتيها " ... ليسحب شقيقته المصدومه و يخرج ....
لندن .... الان
تبتسم لرغد و هي تذكر كيف انها ظلت و لاسبوع كامل تتبع رغد و تقسم لها ان ما كان في الكاس عصير توت احمر .... و انها لم و لن تذوق مشروبا محرما في حياتها ... و تنهي اعتذارها بدموع و شهقات عالية جعلت رغد تقبل اعتذارها ... شريطة الا تظهر امام رائد اطلاقا ....
ليقطع عليها سيل ذكرياتها وصول الشخص الذي تنتظره ... القي السلام و هو لا ينظر الي احداهما ... ثم سحب الكرسي ليبعده قليلا عنهما .... ثم يتحدث :" بنت خالتي حكت لي عن قدراتك العاليه ... و احنا عندنا مشكله صغيره ... و بدنا ياكي تساعدينا فيها " ... لتحدث رغد بصوت خافت ... :" وش المشكله بالضبط ؟؟" ... ليعتدل في مقعده و يبدا في سرد المشكله ... خرجوا من سوريا بعد الاحداث الاخيرة ... ليقوم النظام باغلاق حساباتهم البنكيه ... و الان هم هنا ... و نقودهم هناك ... و لا مجال للعودة .... فالعائلة علي قوائم النظام السوداء .... لتعقد رغد حاجبيها :" السالفه بسيطه ... انت بس عطني الاسم و رقم الحساب و رقم الحساب اللي تبي تحول عليه المبالغ ... و ان شاء الله 48 ساعه و الموضوع منتهي " ... اخرج من جيبه ورقة مطويه و اعطاها للمياء التي اعطتها بدورها لرغد ... ليستدرك :" و اللي بتامري فيه حنا حاضرين " ... لترفض برقه :" لا وش امره بعد ... هاذي خدمة بسيطه من اخت لاختها .." لتنهض و تحمل حقيبتها :" الحين استاذن ... اخوي ينتظرني " ... لتقف لمياء و تودعها و تعود لتجلس مرة اخري ...
المسافة قريبة حتي مكتب اخيها ... تقرر المشي ... و علي بعد شارع واحد يرن جوالها :" هلا ... دقيقه و انا عندك " ... لتسرع بخطواتها قليلا لتصل الي المبني ... تدخل الي المكتب لتجده علي كرسيه ... مدرا ظهره للباب ... تضع حقيبتها علي المكتب و تتجه نحوه ... استدار بكرسيه لتشهق بعنف :" رائد ... وش فيك ... ابوي فيه شي ... امي ؟؟؟" ... ليجيبها بصوت مختنق :" بخير ... بس " ..." بس عمي عبد المحسن ... الله .. ير..حمه " .... رفعت يدها لتغطي فمها .... تكتم صرخة كادت ان تخرج منها ... تستند علي المكتب ... ليقف شقيقها و يسندها .... يجلسها علي الكرسي لتدفن وجهها بين كفيها ... و تغرق في نحيب مر ... تمني في هذه اللحظة ان يبكي ... ان يعبر عن المه و حزنه ... فهو موجوع .... موجوع
الدوحه ....
خرجوا من المسجد القريب للمنزل بعد صلاة المغرب ... عادوا للمجلس الكبير الموجود امام منزل الجد بو مشعل ... عادتهم كل يوم ... ينهي كل منهم اعماله ثم يجتمعون هنا ... و يبقون حتي بعد صلاة العشاء ... و احيانا تمتد سهراتهم حتي صلاة الفجر ... الجد بو مشعل يجلس في صدر المجلس ... عقله و قلبه في المملكه ... عند تلك الاثيرة ... تشبه جدتها ... نسختها في كل شئ ... حتي اللهجة اتقنتها اكثر من بقية اخوتها ... يلتفت لينظر لشقيقها الذي لا يعلم شيئا عن المصائب التي حلت علي اسرته ... مندمج في نقاش محتدم مع ابن خاله فهد حول اخر مباريات الدوري الاسباني الذي يشجع كل منهما فريقا مختلفا فيه .... يهتز جواله في جيبه ليخرجه و هو يتنهد ليجده اتصال من حفيده الاثير الاخر ( راكان ) ...:" هلا يابيش و الله اني صادق " ... يستمع للحظات و يعقد حاجبيه بشدة :" لا حول و لا قوة الا بالله .... انا لله و انا اليه راجعون ..... خلاص يابيش .... نتناهم ... لا انا باقوله .... فمان الله " ... لياخذ نفس عميق و ينادي ابن بنته :" احمد ... " ... لياتي بخطوات سريعه و يقبل راس جده و كتفه ... ليشده جده و يجلسه جواره ليهمس في اذنه بعبارات مقتضبه ... لينهض احمد بانفعال ليمسكه جده بقبضة قوية ... ليصرخ احمد بوجع جعل اخواله و ابنائه يلتفتون عليه :" هدني يا جدي ... هدني ... كل ذا يصير و انا جالس هنا كني حرمه .... هدني ... وخخخخخخر " ... ليمسكه خاله مشعل و و يحتضنه بقوة ليهدئ من ثورته ... ليقاومه احمد بعنف ثم ينتحب بشدة ... لينظر مشعل لابيه مستفسرا ... ليجيبه بو مشعل :" ابوه زين ... و اخته بالمستشفي ... و عمه عبد المحسن يطلبكم البيحه " ... ليشدد مشعل احتضانه لابن شقيقته و يهمس في اذنه :" خلك رجال يا احمد ... خبري بك رجال ... روح جهز قشك و انا بشوف لنا حجز الحين " ... ليقاطعه بو مشعل بحزم :" ابوه بيرسل احد ياخذه ... لين جوا روحوا " .... ليجلس مشعل و يجلس احمد بجانبه ... هدأ نحيبه و لا زالت الدموع تغرق وجهه ... يلتفت ليري محمد بن فهد و هو يغالب الدموع الملتمعة في عينيه ... يومئ له لياتي و يجلس جوار صديقه ... لطالما كانا قريبين من بعضهما ... حتي و هما منشغلان بالدراسة يجدان وقتا للحديث عبر الهاتف و السكايب .... ما هذا الوجع الذي سيحتمله هذا القلب الغض ؟؟؟ ... يخرج جواله و يخرج من المجلس ليتصل علي راكان ... :" و عليكم السلام ... الحمد لله زان حالك ..... وش العلم ؟؟ ................... لا حول و لا قوة الا بالله ... اجل انا باجي مع احمد .... انت خبل ؟؟؟ ... وش خطره ؟؟ .... يابيش الروح بامر ربي ... قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا .... لا تحاتي ... متي بيوصلون ... ان شاء الله ... فمان الله " .... توجه للمغاسل ليجدد وضوءه و يدخل الي المجلس ليجلس جوار احمد و يبدا في تلاوة ايات من القران الكريم ......
الكويت ....
تجلس في الصالة الفخمة بهذا المنزل ... اي منزل ... انه قصر ... قصر منيف ... و لكنه ايضا سجن ... سجن اختارته بنفسها منذ 13 سنه .... سمعت صوت حبيبة قلبها .. ارتسمت ابتسامة عذبة علي شفتيها و تلتلفت خلفها لتشاهد الاعصار القادم .... صبية عمرها 12 سنة ... بضعة اشهر و ستكمل 13 سنة ... :" ماماااا" ... لترحب بها امها بحبور :" هلا و الله بعمر ماما و قلبها " ... لتحتضن صغيرتها بشوق ... و تلك الصغيرة تهتف :" تولهت عليج " .... لتنفجر كليهما ضاحكتين و تقول الام :" وه بس ... فديت اللي يحكي كويتي ... تغديتي ماما ؟؟؟ " ... لتجيبها صغيرتها :" اي ماما ... خالتي ام مشاعل ما رضيت تخليني اطلع قبل الغدا " ... لتبدا والدتها في سؤالها عما فعلت في منزل صديقتها الذي بقيت فيه طوال عطلة نهاية الاسبوع ....
سديم بنت بدر السبيعي ..... 33 سنه
صبا ... ابنتها الوحيده
مستغرقتان هما في حديث ضاحك .... دخل ليغلق الباب خلفه بهدوء ... وقف قليلا يستمع لضحكاتهما ... يظهر علي شفتيه شبح ابتسامة ... من يسمع حديثهما لن يتخيل ابدا ان هاتين ام و ابنتها ... سيعتقد انهما صديقتين ... تختفي الابتسامة و يعقد حاجبيه ليفتح الباب و يغلقه هذه المرة بعنف و يتجه نحو مكان جلوسهما ... نهضت صبا و اقتربت منه بمرح و هي تحتضنه ليحملها و يلقي بها في الهواء لتسقط و يعاود التقاطها .... لعبتها الاثيرة منذ ان كانت صغيره .... ليعض خدها بخفه و يقول :" كل هذا عند صديقتج .... شكلها بتكون اخر مرة " ... جلس و هي في حضنه ليدغدغها و تتعالي قهقهاتها :" لا ... لا ... هههه ... خلاااص عبووودي " .... لتنهرها والدتها :" صبا ووجع .... كم مرة قلتلك لا تقولين عبودي ... قولي عمي " .... ليرمقها عبد الرحمن بنظرة جامدة ليقول بعدها :" مابي عمي ... يا تقولي بابا او تناديني باسمي " .... نادت صغيرتها بلطف فالجو بدا يتكهرب :" صبا ماما ... انتي اكيد تعبانه ... روحي غرفتك " ... لتعقد صبا حاجبيها و تلوي شفتها للجانب ... لتقبل عبدالرحمن في خده و تتجه نحو الدرج ... كان يتابعها بعينيه حتي اختفت عن انظاره ليتجه هو ايضا نحو مكتبه ... دخل و هو يزفر ... لا شئ يسير كما يريد ... لن يستطيع اكمال خطته و هو هنا .... لا بد له من العودة الي السعودية .... فتح جهازه المحمول و بدا في نقر بعض الازرار .... لتقاطعه دقات خافتة .... زفر بحرارة .... يعرف انها لم ترسل ابنتها الي غرفتها الا لانها تريد الحديث معه .... و هو لا يريد .... لا يريد ....دخلت بدون ان ينطق بحرف .... اغلقت الباب خلفها ليتحدث بهدوء ملغوم ..:" اشتري سلامتج و اطلعي برا " ... لم تفته ارتجافة شفتيها و لا الشهقة الخفيفة التي صدرت منها ... لتجيبه :" هم دقيقتين ... ما راح اطول .. صبا لا عاد تكرر قدامها انها تقولك بابا ... البنت كبرت و انت تلعب بعواطغها و تعلقها فيك " ... اتجه نحوها بخطوات هادئه ... تراجعت من امامه حتي التصق ظهرها بالباب لتستدير و تمسك المقبض بيدها محاولة الخروج .... وضع يده علي يدها الممسكة بالمقبض و ضغط جسده علي جسدها و هو يلصقها بالباب ... همس في اذنها :" ويش فيها ... ما لها ابو غيري " .. لتجيبه بصوت مخنوق :" لا ... لها ابو ... و اكيد بيجي يوم و يعرفها و تعرفه " .... ليضغط علي يدها و هو يهمس :" ابوها هذا انا باذبحه و ارميه تحت رجولج قبل ما يعرف ان عنده بنت " ...لتقاطعه :" وخر عني " ... ليزيد من ضغطه علي يدها حتي تاوهت :" فاهمه ؟؟ " ... ابتعد عنها لتفتح الباب و جسدها كله يرتجف .... خرجت و لا يزال في مكانه ....
عبد الرحمن الداءود ... 36 سته ..... من اب سعودي و ام كويتيه



نهاية البارت الثالث
استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-05-15, 12:41 PM   #6

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم

همسات الالم
(( لا تشغلكم الرواية عن الصلاة و العبادة و الدراسة و العمل ))
البارت رقم ( 4 ) :




كتبت الشعر من قلبي وخطّيته *** على صفحات تنزف حبرها الدامي
كتبته والشعر من يوم ناديته *** لفاني وحطّ معنى القاف قدّامي

الرياض ....... ادارة مكافحة الارهاب

يجلس في مكتبه و امامه ملفات اخر 4 عمليات قامت بها ادارته ... لا تقاطع بينها .... كما ان اجتماعا قد استمر لساعة كاملة خلص الي انه لا توجد حاليا عمليات متقاطعة بينه و بين عبدالله .... اذن فالموضوع تصفية حسابات قديمه ؟؟؟ .... و لكن من ؟؟؟ ... من ؟؟؟ ..... الاعوام الماضية كانت حافلة ... لديه العديد و العديد من الاعداء ... يعلم هذا جيدا ... و لكن هذه المرة هناك شئ غامض .... قد يكون سلطان قد تحول الي كائن يتنفس الغموض و يمارسه .... و لكنه لا يحتمل الغموض في عمله ... كيف و هذا الغموض الان يلفه هو و اخرين ..... يمسك هاتفه الملقي امامه علي المكتب و يتصل علي متعب .... فلا بد من السيطرة علي الكارثة التي حدثت اليوم .... يسترجع كلمات زياد و هو يشرح له ما حدث :" و الله يا طويل العمر الاوراق كانت سليمه و الاختام بعد .... قرار نقل سليم و رسمي ... نقلنا المشبوهين للسياره و عقبها راحوا .... لما ارسلت التحقيقات الاوليه للقياده قالوا ليش ترسلوا لنا تحقيقات مبدئيه ... كملوا و ارسلوا لنا التقرير زي العاده ... قلت لهم انتم طلبتوهم .... قالوا ما صار .... و السياره اللي نقلت المشبوهين لقيناها علي بعد كيلو متر واحد ... فاضيه " ..... يزفر بتوتر و هو ياخذ نفسا عميقا يحاول معه ترتيب افكاره ... فلقد تعلم في بداية تدريباته هنا ان التوتر و الغضب يشوشان التفكير .... و الوضع الان لا يحتمل ايا منهما ....تقطع سيل افكاره طرقات علي الباب ... ليقول :" ادخل " ... يدخل احد معاونيه ( زياد ) :" سيدي خالد بن متعب في المانيا من يومين ... و مكتبه ما اصدروا اي اوامر لها علاقه في ادارتنا " ... غمغم سلطان :" و انا كنت ادري ... في شئ مفقود يا زياد .... " ... ليقف و هو يدخل الملفات في درج مكتبه و يغلقها بالمفتاح مستطردا :" انا رايح المستشفي ... بو انور علي وصول " ليخرجا من المكتب و يغلق مكتبه خلفه بالمفتاح و يتجه نحو سيارته ....
الرياض .... المستشفي
اوقف عبد المجيد السيارة في مواقف المستشفي ليهبط منها عبدالله و ابنه ... سيارة الحراسة توقفت ايضا و هبط منها 3 عناصر مسحوا المكان بسرعة ... زفر عبدالله بتوتر و هو يتجه نحو المدخل يجاوره انور ... ليتمتم بخفوت :" يا الله ... لا تفجعني فيها يا رب ... لا تفجعني " .... ليلتفت عليه انور :" قلت شي يبه " ... ليهز عبدالله راسه بالنفي .... سال بسرعة في الاستقبال ليخبروه انها في العناية المشددة في الطابق الرابع ... ليتجهوا نحن المصاعد يتبعهم فردي حراسة بعد ان بقي الثالث في المدخل ... يحس ان هذا المصعد ابطا مصعد في العالم .... لتنتهي الرحلة الطويلة و يفتح المصعد ابوابه .... تتعلق عيناه بذلك الشاب الطويل الجالس علي الارض مسندا ظهره للحائط ... ليسرع الكل بخطواته ... و يرفع راكان راسه ما ان احس بحركتهم ليتجه نحوهم .... ليساله عبدالله بتوتر :" كيفها ؟؟ " ... ليجيبه راكان و نبرته تعكس نفس التوتر :" قدامها 24 ساعه حرجه ... ان شاء الله ما فيها الا العافيه ... انت بس شفها ... تاكد اذا هي نور " ... ليتجه عبدالله نحو الباب الزجاجي و تبادل راكان السلام مع انور و عبدالمجيد ... يشير للممرضة الجالسة خلف الباب لتفتحه و تعطيه ملابس معقمه ... يحس بانفاسه تتسارع و هو يردي القفازات و الكمامه ... لتتجه الممرضة نحو احد الاسرة و تفتح الستار الفاصل ... يحس بخطواته ثقيلة و الهواء كثيف و هو يتجه نحو السرير ... ليراها .... هي .... نووور .... يطوف بعينيه علي جميع تفاصيلها ... الكدمات علي وجهها و الجزء الظاهر من عنقها و حتي ذراعيها ... انبوب التنفس في فمها ... كفيها و الانابيب الموصلة فيهما ... ماذا فعلوا في ابنتي ... و من هم ؟؟؟ ... من هم ؟؟؟ .... اقسم ان ابحث عنهم حتي اجدهم ... اقسم ان اذيقهم من العذاب اضعاف ما اذاقوكي يا ابنتي ... يمسح دمعة يتيمة فرت من طرف عينه و هو يلتفت للممرضة التي تشير اليه بالخروج .... خرج ليومئ براسه مجيبا عن التساؤل الذي تنطق به عيون انور و راكان ... ليدخل انور الي العناية المشددة و يغمض راكان عينيه بالم .... ينظر اليه عبدالله برحمة و هو يهمس :" راكان يبه ... حجزت في اي فندق ؟؟ " .. ليفتح راكان عينيه و يحاول رسم ابتسامة شاحبة علي شفتيه و يفشل و يجيبه :" ما حجزت يا عمي ... جيت من المطار للمستشفي " ...ليربت عبدالله علي كتفه :" ما قصرت يا يبه ... لازم ترتاح الحين .... باخلي عبدالمجيد يحجز لك ... ارتاح و بعدين تعال ... احنا بكره بننشغل في العزاء و ابيك تكون هنا " ... ليهمس له راكان بحزن :" البقاء لله يا عمي ... احسن الله عزاءكم ... مابي اروح فندق ... خلني هنا ب... " ... ليقاطعه عبدالله بحزم :" لا يا يبه ... روح و ارتاح و تعال بكره ... انا بعد باروح ... " .... ليشير عبد الله لعبدالمجيد الذي خرج ليجري اتصالاته اللازمة ....
اكمل انور ارتداء الملابس المعقمة و الممرضة تاخذه للستارة التي ترقد خلفها شقيقته ... مد يده ليلمسها ليحس بانه يختنق ... لا مكان في وجهها او يديها الا و فيه كدمة او انبوب طبي ... جلس علي ركبتيه و هو يضع كفه علي شعرها المغطي بقبعة طبيه .... يحس بالبلل الساخن علي خديه ... و عقله يعيد عليه احداثا مرت عليها اكثر من 5 ايام .... موجوع هو .... منظرها الان امامه يغرس في صدره مائة سكين ... و يذر علي الجروح التي خلفتها السكاكين كل ملح الارض .... اخذوها امامه ... امامه و لم يستطع انقاذها ....
الدمام .... قبل 5 ايام ... منزل عبدالله الاحمد
:" ميري ... ميري " ...لتجيبه نور من الصالة :" خير خير ... وش تبي بميري ؟؟" ... ليجيبها بابتسامة :" تدرين انك ملقوفه ؟؟؟ " .... لتجيبه بابتسامة هي ايضا :" ادري " ... ليضحكا معا و هو يتجه نحوها و يجلس بجانبها .... :" خير وين رايحه ؟؟ " ... كانت ترتدي عبائتها و حقيبتها و شيلتها و نقابها علي الطاولة امامها لتجيبه :" قصدك من وين جايه ؟؟... كنت في الجمعيه جبت اغراض ... انت ما تحب تتقضي للبيت ... و ابوك من يومين ما شفته ... قلت اكسب فيكم ثواب و اعبي ثلاجتكم اللي ما فيها الا الجبن و الليمون " ... ليضربها علي مؤخرة راسها بخفة و هو يقول بغضب مازح :" انتي ما سمعتي ان خير الكلام ما قل و دل ؟؟... لتجيبه بدلال :" وش تبوني اسوي ؟؟؟ قاعده لحالي ... ما عندي احد اكلمه .... حتي احمد في الدوحه " ... ليضحك علي شكلها و هي ترسم علامات الاسي علي وجهها :" زين ... وين ميري ابي بدلتي .... عندي دوام " ... لتنهض و تجيبه :" انا بجيبها ... نسيت غرض ما جبته ... ارسلتها مع السايق " .... لم تتحرك حتي خطوتين .... يحس ان كل شئ يحدث بالعرض البطئ ... 4 رجال ملثمين يدفعون الباب و يندفعون للداخل ... تصرخ نور برعب و هي تندفع نحوه ... نهض انور بغضب و هو يندفع نحو الملثمين و يصرخ :" روحي بسرعة " ... يندفع نحوه 3 من المهاجمين و يركض الرابع نحو نور ... يلكم اقربهم اليه و يسرع نحو ذاك المندفع نحو اخته .... يحس باحدهم يعرقل قدميه ليسقط علي وجهه و ينهض بسرعة .... يسمع صراخ نور و الرجل يمسكها من شعرها ثم يكتف يديها و هي تصرخ بجنون محاولة التملص منه .... يضربه احدهم في منتصف ظهره ليسقط علي الطاولة القريبة و تتحطم تحت ثقله .... ليجلس احدهم فوقه و يلكمه في وجهه ... يحس بطعم الدم في حلقه ليتملص من الجالس فوقه بحركة سريعة و يركله في وجهه .... يندفع نحو الممسك باخته و يلقي بنفسه عليه ليسقطوا جميعهم و هو يخلص نور بسرعه و يلكم الملثم في وجهه و صدره ... يسمع صرختها ليلتفت نحوها و يشاهد الكرسي الذي يضربه به الملثم الاخر .... يرفع يده اليسري لتتلقي الضربة عنه ..... احس بانها كسرت ... بل يكاد يقسم انه سمع صوت العظم حين تحطم ... ليقفز في الهواء و يركل الملثم .... يحاول الاخر تقييده من الخلف لتقذفه نور باحدي التحف لتتحطم علي راسه .... ليحيط به اثنين منهم و يبدا في قتالهما معا ... يسمع صرختها ليلتفت و يجدها تحاول الافلات من الملثم الذي ضربه ... يحاول الاندفاع نحوها ليحس بضربة عنيفة علي مؤخرة راسه و صوت تهشم كرسي اخر .... تبدا رؤيته في التشوش و هو يسقط علي ركبتيه .... يشاهد نور تحاول التفلت ليصفعها احد الملثمين و يخرج زجاجة من جيبه ليقوم برشها علي وجهها .... يحس بعينيه تضيقان و الوعي ينسحب منه و قطرات من سائل حار تغرق الارض حوله .... ليغيب عن الوعي علي مشهد نور المحمولة علي كتف احد الملثمين .....
الرياض .... المستشفي .... الان
تغرق الدموع وجهه و هو يهمس لها :" سامحيني ... سامحيني " .... ليمسح وجهه بسرعة و هو يحس بخطوات الممرضة تقترب ثم تشير له بان يخرج ... ليطبع قبلة حانية علي جبينها و يسحب اقدامه سحبا و يخرج ....
خرج ليجد والده يقف قرب الباب و احد الحرس يقف قرب المصاعد .... ليجيبه والده قبل ان يسال :" راحوا فندق .... بيرتاحوا شوي و بكره راكان بيرجع .... يلا " .... يعقد انور حاجبيه :" وين يبه ؟؟ " ... ليجيبه عبدالله بحزم :" بيت عمك ... انت ناسي ان ورانا عزا ؟؟" ... ليجيبه انور بنفس الحزم :" انا باجلس معها ... و بكره بس يجي راكان باجيكم العزا " ... ليرد عليه عبدالله من بين اسنانه :" لا ... الحرس هنا ... و انت بتروح توقف مع وسام " ... ليجذبه من عضده و يتجه به نحو المصعد ليتوقف جوار الحارس :" ما يدخل احد قبل ما تشيك عليه و تتاكد انه من الطاقم الطبي ... و خل عمر يجي معك " ... ليومئ له الحارس براسه و يتحدث بخفوت في جهاز اتصال صغير الحجم .....
ليفتح المصعد و يخرج منه سلطان الذي يتجه مباشرة نحو عبدالله و يقف امامه ... ينظران الي عيني بعضهما و كانهما يتبادلان حديثا غير مسموع ... ليتعانقا بعدها و سلطان يهمس في اذن عبدالله :" هي ؟؟؟ " ... ليجيبه عبدالله بذات الهمس :" هي " ... ليبتعدا عن بعضهما و هما يتبادلان عبارات التعزية ... و يقترب انور منهما ليسلم علي سلطان ... ليهتف سلطان :" وسام تحت " ليتجهوا نحو المصعد بعد ان كرر عبدالله التعليمات الامنية للحارس ...
الكويت .... بعد صلاة العشاء
انتهت سديم من صلاة العشاء ووردها اليومي و هي تطوي جلال الصلاة في السجاده لتسمع صوت باب غرفتها يفتح ... تلتفت بابتسامة فهي تظنها صغيرتها ... مع انها اخبرتها اكثر من مرة ان تطرق الباب قبل الدخول ... لتتجمد ابتسامتها علي شفتيها و هي تنظر لذلك الطويل المستند علي باب الغرفة من الداخل ... تكتم شهقة كادت ان تفضح خوفها و هي تقول له بتماسك ظاهري :" انت شلون تدخل غرفتي .. برا " ... ليلتفت عبدالرحمن للباب و يغلقه بالمفتاح و يسحب المفتاح ليضعه في جيب الجينز الذي يرتديه و يلتفت لها و يقول ببرود :" لا " ... لتعض سديم شفتها السفلي لتغطي ارتجافها ... و هي تقول بتوتر حاولت دفع اكبر قدر من الحزم اليه :" عبدالرحمن افتح الباب ابي اروح لبنتي " .. لتتراجع للخلف برعب و هو يتقدم اليها هامسا من بين اسنانه :" قلت لا .. لا .. الباب ماني مبطله " .... اصطدم ظهرها بالجدار لتحاول الهرب الي غرفة التبديل الا ان يد عبد الرحمن سحبتها بقسوة ليعيد تثبيتها علي الحائط و هو يضغط علي عضديها بقوة ... اغمضت عينيها و هي ترتجف ... لتفتحهما برعب و هي تحس بانفاسه علي وجهها ... لتتمتم برعب :" وخر يا عبدالرحمن ... وخر حرام عليك ... وخخخخر " ... ليزيد من ضغطه علي عضديها و يسند جبهته الي جبهتها ... لتبدا دموعها في السيلان ... اقترب منها اكثر و هو يقبل دموعها ... لتبدا في الارتجاف بشدة و هي تصرخ :" لا .... لا ... حرام عليك ... لاااااا " .. ليبعد وجهه قليلا و عيناه تلتمعان بنيران خفيه و هو يقول من بين اسنانه :" حرام ؟؟؟ ... انا حرام ؟؟؟ ... و انتي ....انتي ماهو حرام ؟؟؟ " .... ليبتعد عنها قليلا و يفك اسر ذراعيها لتتهاوي ارضا و هي تدلك عضديها ... و دموعها تنهمر كالمطر ... ليتنهد و هو يجلس امامها لتسحب نفسها برعب و هي تزحف الي ركن الغرفة و هي تصرخ :" وخر عني ... لا تقرب علي " ليتقافز غضب عنيف علي وحهه و هو ينهض و يتجه نحوها لتتراجع نحو الحائط برعب و هو ينتزعها من الارض بعنف و يصرخ في وجهها :" انتي ويش جنسج ؟؟ ... تصارخين و تبجين كني حيوان و باغتصبج ... انا زوجج يا سديم ... زوجج ... و اللي ابيه بسويه ... تراني صبرت عليج واايد " ...و سحبها بعنف و هو يتجه بها نحو سريرها .... و هي تصرخ برعب :" لا .... عبد الرحمن لاااا ... لااا " .... ليلقيها بعنف فوق السرير و هو ينزع بلوزته و يلقي بها في ركن الغرفه .. لتحاول سديم النزول من السرير ليسحبها من قدمها بعنف و يعيدها و هو يثبت قدميها تحته .... ليحاول فك بلوزتها و هي تحاول منعه ليمزقها بحركة واحده ... و يدفن وجهه في عنقها .... لتصرخ و تحاول دفعه منها و هي تضربه في اي مكان تمسه يديها .... ليكتف يديها في كف واحد و يثبتها فوق راسها ... لتتمتم بانهيار :" تكفي ... عبدالرحمن تكفي ... تك " ... ليكتم صوتها و هو يقبلها بعنف و دموعها تغرق وجهها ... ليتجمد كلاهما علي صوت الطرقات علي الباب و صوت صبا :" ماما ... ماما ... ايش فيك ماما ... ليش تبكي ... مااما " ... ليتنهد عبدالرحمن و هو يهتف :" صبا حبيبتي ... روحي دارج و انا الحين جايج ... ماما كانت نايمه و شافت كابوس " ... ليختفي صوتها من خلف الباب لينظر عبدالرحمن الي سديم و ينحني عليها ليهمس في اذنها :" رايح لبنتج ... و ترا ما عاد فيني صبر فاهمه ؟؟ " ... لترد عليه بنشيج عنيف و كلمات مبعثرة لم يفهم منها شيئا و هو ينهض ليسحب مفرش السرير و يغطيها به و هو يتجه للباب و يفتحه و يخرج ليعود بعد لحظه و هو يبحث عن بلوزته ليرتديها و يخرج مرة ثانيه ... لتنهض سديم و هي ترتجف لتتجه نحو الباب و تغلقه بالمفتاح و تستند اليه لتنهار علي الارض و هي تبكي و ترتجف ...
الرياض ... فندق ال ( ... ) ... بعد صلاة العشاء
يعود الي جناحه الذي حجزه له عبد المجيد بعد ان صلي العشاء ... يحس باختناق ... يدور في الجناح كاسد جريح ... يتجه الي الشرفه ليفتحها ليغلقها و يعود الي الداخل ... لن يستطيع الانتظار حتي الصباح ... لن يستطيع .... ليتصل علي الاستقبال و يطلب سيارة تاخذه الي المستشفي ...
الرياض .... قصر في احد ارقي احياء الرياض
يتحدث بصرامة في جواله :" الليله يوصلني خبرها ... انت نسيت ان البهيمه كلمني قدامها و قال اسمي؟؟ ... الليله " ... ليزفر بحنق و هو يفتح زرار ثوبه العلوي ... و يلقي بجواله علي المكتب الفخم ليعود و يلتقطه مرة اخري و يتصل علي احد رجاله ....
الرياض ... مستشفي ال (..... )
استاذن منهم سلطان فلديه مشاغل كثيرة ... و سيلتقي بهم جميعا غدا في العزاء ... يتجه نحو سيارته ليشاهد راكان يترجل من سيارة ... يتجه اليه و يهتف :" راكان ؟؟ ... في شئ ؟؟ " ... ليجيبه راكان :" لا .. بس بامسي عند بنت خالتي " .... ليهز سلطان راسه و ييفتح باب سيارته و يجيب علي جواله :" هلا بالغاليه ... بخير الحمد لله ... نص ساعه و انا عندك ... فمان الله " ... ليدير محرك سيارته و يتجه نحو منزله ... و يتجه راكان لداخل المستشفي .... و هو يلتقي بعبدالله و انور ووسام خارجين من المستشفي ...و بعد شد و جذب من الطرفين و اصرار راكان علي البقاء تركه عبدالله و ذهب ... ليتنهد راكان و هو يتجه نحو المصعد و يتجه نحو العناية المشدده ... يعلم انه لن يراها و لن يحاول حتي رؤيتها ... و لكنه لا يستطيع تركها وحيدة .... سيبقي حتي ياتي شقيقها علي الاقل ... لتنفتح ابواب المصعد و يري فوهة مسدس في وجهه و الرجل يساله :" انت من ؟؟ " ... لياتي الاخر الذي كان موجودا عندما كان راكان هنا قبل ساعه ... ليخفض سلاح زميله و هو يقول :" هذا السيد راكان " .... لم يحس بالخوف مطلقا ... كلا لقد احس بالخوف و لكن ليس علي نفسه ... بل احس بالخوف علي تلك الغالية .... ليعتذر له الحارس ليجيبه باقتضاب :" ما صار شي " ... و يتجه نحو المقاعد الموجودة ليلقي جسده علي احدها و يسند راسه للجدار و يغمض عينيه .... ليفتحهما بعد اقل من دقيقة علي ذلك الصوت المميز الصادر من جواله ... ليزفر بحنق ... لم يشحن جواله منذ ان كان في الدوحة .... حتي عندما وصل الفندق لم يفكر بشحنه ... ليرفع عينيه لاقرب الحرس اليه :" وين اقدر اشحن جوالي ؟؟" ليجسيبه الحارس :" في غرفة تمريض اخر الممر يمكن تلاقي فيها شاحن " ... اتجه نحوها و تحدث باقتضاب مع الممرضة التي وجدت شاحنا متوافقا مع جهازه .... اعطاه لها و هي تعده ان تحضره له بعد قليل ...ليعود الي مقعده و يغمض عينيه .....
الرياض .... منزل عبدالرحمن الاحمد .... المجلس الخارجي
يدخل عبدالله و انور ... وسام توجه لداخل المنزل ليطمئن علي والدته و شقيقاته ... يقف ذلك الطويل و هو يرمق الداخلين كانه عطشان يريد الارتواء ... يتنحنح و هو يقول :" السلام عليكم " ... ليندفع نحوه انور بشوق و هو يقبل راسه :" عمي تركي " ... ليحتضنه عمه و هو يتبادل معه عبارات تعزية هامسة ... اما عبدالله فتوجه نحو احد اركان المجلس و جلس بدون كلمه ... ليتجه نحوه تركي و هو يجلس امامه و يقبل راسه ... لم ينطق احدهما بكلمة ليقرر انور كسر الصمت و هو يقول :" عمي رائد بيجي " ليجيبه عمه و هو ما زال ينظر لعبدالله :" اي بكره ان شاء الله بيوصلوا " ثم يعقد حاجبيه و هو يلتفت لانور :" و انت وش صاير لك ... و اخوانك وين؟؟ " ليتنهد انور بالم و هو يجيب عمه :" احمد في الدوحه بيوصل الفجر ان شاء الله ... و ن..ور في المستشفي " ... لينهض عمه بحركة مفاجئه و هو يقول :" ليش وش فيها ؟؟؟ و اي مستشفي ؟؟ بالرياض و لا الدمام ؟؟" .. لينهض انور و نبرة الالم لا تفارقه :" مستشفي ال (...) هنا بالرياض " ... ليجذبه عمه من ذراعه السليمة و هو يخرجه من المجلس :" يلا " ... لتقاطعهما عبارة عبدالله من مكانه :" لا تروحوا اليوم ... بالعنايه و الزيارة ممنوعه " ... ليعقد تركي حاجبيه و هو يلتفت لانور :" احكي وش صار ... بالتفصيل " ...
في داخل المنزل ... دخل وسام ليطمئن علي والدته و شقيقتيه قبل ان يذهب لعمه بالمجلس الخارجي ... لم يجد احدا في الصالة فذهب مباشرة لغرفة امه .... وجدها في غرفة التبديل و هي تحتضن ثوبا لابيه و تشهق بالبكاء .... اتجه نحوها و جلس امامها لتفتح له يديها و يدفن راسه في حضنها .... و سمح لنفسه بالدموع ... لا يدري كم بكي و لكنه افاق علي صوت امه :" يمه خلاص ... لا تقطع قلبي " ... ليقبل يديها و راسها و يهمس :" يمه عمي عبدالله و انور في المجلس ... باشوف البنات وبانزل لهم " ... لتجيبه بصوت مبحوح :" خلهم البنات الحين ... مرة عمك تركي عندهم " .... ليقبل راسها مرة ثانيه و يخرج متجها للمجلس .... ليدخل و انور يروي لعمه ما حدث لاخته .... ليحس بطعنة الم في صدره .... كيف لم يلاحظ ان انور مصاب و بشدة ... كيف لم ينتبه لابن خال ابن عمه في المستشفي ... ليتغلب علي انفعاله و يتجه للسلام علي عمه ثم يجلس جوار ابن عمه و يشد علي يده ليمنحه انور ابتسامة شاحبة .... فالالم واحد و لطالما كانت علاقتهما مميزة منذ الصغر ... ليتعالي رنين هاتف عبدالله في المجلس ليرد عليه ثم يقفز و هو يصرخ :" متي ؟؟؟ .... الحين جايكم .... اطلب قوات اضافيه ... مابيهم يفلتوا يا عبد المجيد " ... وصل سيارته و فتحها ليتفاجا بتركي يجلس الي جواره و يقول بحزم :" اذا شغلك بانزل الحين .. و اذا شي صاير لبنت اخوي رجلي علي رجلك " ... ليدير عبدالله محرك سيارته و يندفع باقصي سرعه ...
قبل حوالي نصف ساعه .... منزل سلطان بن سالم
دخل الي منزله لتلاقيه والدته في مدخل الصالة ... ليقول ضاحكا و هو يقبل راسها و كفها :" الله يهداك يا ام سلطان ... تنتظريني كني بزر؟؟" ... لتجيبه والدته :" اي بزر و بتظلك بزر لين اشوف عيالك " ... لتبهت ابتسامته قليلا قبل ان يستعسدها و هو يقود والدته نحو الكنبة و يجلسها و يجلس جوارها :" طمنيني عنك يمه ... 3 ايام ما شفتك " ... لتسند امه راسها علي كتفه و تتنهد :" تعبانه يا يمه " ... ليهب واقفا و هو يهتف :" وش فيك ... ليش ما كلمتيتي ؟؟؟ .... الحين نروح الدكتور " ... لتشده والدته ليجلس و هي تطمئنه :" ما فيني شئ يا قلبي ... اللي فيني ما يعالجه طب و لا طبيب " ... ليقبل كفيها بوجع :" يمه ويش فيك ؟؟" ... لتتنهد و تنظر له مباشرة :" ابي اشوف عيالك يا يمه " .. ليقف و يوليها ظهره و هو يقول بخفوت :" سكري علي ذا الموضوع يا يمه " ... لتهتف بنبرة موجوعة :" لين متي يا يمه ؟؟؟ لين متي يا سلطان ؟؟؟ خلاص انسي ... انساها ... انسي .." ليقاطعها بثورة :" يمه قلت خلاص ... سكريها ذي السالفة ... سكريها " ... و اندفع للدرج صاعدا لجناحه تاركا والدته تتمتم :" ربي يبرد جوفك يا يمه "
دخل لجناحه و هو يغلق الباب خلفه قبل ان يحرر عنقه من الزر الذي كان يخنقه ... زفر بحدة و هو يتجه للحمام ... يريد ان يستحم و يتوضا و يصلي قيامه و يقرا ورده ثم ينام قليلا .. فهناك الف مصيبة فوق راسه الان ... اخرج ملابسه التي سيرتديها و القاها علي احد المقاعد و هو يهمس بحرقه :" الله يحرق قلبك ... الله يحرق قلبك " ... خرج بعد ربع ساعة ... ابدل ثيابه و قرا ورده ... سمع رنة جواله ... نهض من السجادة بتثاقل و هو يسحبه من الشاحن ليعقد حاجبيه و هو ينظر الي الشاشة ليجيب علي الاتصال :" هلا ... ويش ؟؟؟ ... جاي الحين .. كلم الفرقه 7 ... بسرعه " ... انهي المحادثة و هو يسحب شماغا عشوائيا من الخزانة و ينزل الدرج قفزا ... لتلتقيه والدته عند نهاية الدرج خلفها احدي الخادمات تحمل العشاء :" توك جيت يا يمه " .. ليهتف و هو يغلق الباب خلفه :" مشغول يا ام سلطان " ....
الرياض ... مستشفي ال (....) .... قبل حوالي ربع ساعه
تقترب الممرضة من راكان النائم علي وضعه علي الكرسي ... ليفتح عينيه لتعطيه جواله ... يتمتم لها بعبارة شكر و هو ياخذه منها ... لتعقد الممرضة حاجبيها و هي تنظر لطاقم عمال الصيانة لذين خرجوا من المصعد و اتجهوا للعناية ... ضيق راكان عينيه و هو يسالها :" انتوا دايما تسوون صيانه بالليل ؟؟" لتهز راسها نفيا :" نو .. صيانه صباح ... الا اميرجنسي " ( لا .... الصيانة الصباح ... الا في الحالات الطارئة ) ... ليتجه راكان نحو العناية و يدفع الباب الزجاجي ليفجع بالممرضة و هي غارقة في دمائها .... اشار بيده للحراس و اندفع للداخل بخفه ... ليفجع و هو يري الجل يقترب من تلك النائمة بمحقن يحوي سائلا شفافا اصفر اللون ... ليندفع نحوه و هو يهتف :" وخخخخر " ... ليسقطا معا قرب الاجهزة الكثيرة و يبدءا في الاشتباك مع بعضهما ....يحاول راكان سحب العراك بعيدا عنها ... يحاول ان يركز مع هذا المتعارك معه و الاخر الذي يحاول ان يتجاوزهما الي الجسد النائم خلفهما .... يدفع راكان الرجل نحو زميله ليتجاوزهما الاخر و هو يسحب قناع التنفس ... ليمسكه راكان من خصره و يطوحه نحو الحائط و يلتفت نحوها و يعيد القناع علي وجهها ... ليمسكا به من الخلف و هو يتمسك فيهم و يسقط الثلاثة ارضا .... لينهض اضخمهما حجما و يركل راكان في راسه بعتف ...ليندفع الاخر نحو نور و يحملها نازعا كل الانابيب و الاسلاك التي تربطها بالاجهزة التي حولها و يقذفها بكل قوته علي الجدار المقابل ... ليندفع نحوه راكان المشتبك مع الاخر و يلكمه بكل قوته في عنقه لتجحظ عيناه و تخرج من حلقه حشرجة عنيفة و يسقط بعدها ليتجه راكان نحو نور التي بدا ثوب المستشفي الازرق السماوي يتلوث ببقعة تكبر تدريجيا من الدم لتوقفه يد قوية القته علي احد الاجهزة الطبية ليسقط متهشما تحت ثقل راكان الذي بدا يحس بدوار في راسه الذي ينزف بغزارة ... لينهض باصرار و هو يمسك قدم الرجل المتجه نحو نور ليسقط امامه ثم يركله الرجل في راسه ... يزيد الدوار علي راكان و لكنه يتمسك بقدم الرجل باصرار و هو يحس بدوار عنيف جعله يصرخ مناديا اسم احد الحراس :" عمر " ... ليكون الرد طلقات رصاص مدوية خارج العنايه تلتها رصاصات منهمرة حطمت زجاج العناية ليسقط الرجل امام راكان بعد ان اصابته احدي الطلقات في صدره ... ليزحف راكان نحو نور و يجذبها الي الركن البعيد ليغمض عينيه بالم ... كل ما يظهر من جسدها الغض مغطي بكدمات تتراوح بين البنفسجي و الازرق غير ان البقعة علي ثوبها تتسع ..ز حاول الوقوف لتعيده الي الارض رصاصات اخري منطلقه ... محاصر هو هنا و عليه ان يخرج بها ... فحالتها حرجة و تحتاج لعناية طبية عاجله ... سحب غترته الملقية علي مقربة منهما و كورها و هو يلتفت علي نور ... ضغط بخفة بغترته علي المنطقة المغطاة بالدم ... عقد حاجبيه بتوتر و هو يشاهد غترته تتلون باللون الاحمر ... الوضع اسوا مما كان يظن ... قاطع افكاره رنين جواله ليخرجه من جيب ثوبه و يرد حتي بدون ان ينظر الي الشاشه :" 2 ... عجل تكفي " ... ليزفر بتوتر و هو يضغط علي غترته محاولا ايقاف النزيف فابيها هنا و رجاله يسيطرون علي الوضع .... سمع طلقة رصاص اخري و بعدها اندفع للداخل سلطان مشهرا مسدسه يتبعه عبدالله ليصد سلطان ببصره عن نور ليندفع نحوها عبدالله و يهتف :" جيبوا دكتور بسرعه " ... لينظر لوجه راكان الغارق في الدماء :" فيك غير جرح راسك ؟؟ " ليهز راكان راسه متمتما :" لا ... و ما هو كايد .. بسيط " .. ليدخل طاقم طبي يدفعون نقالة و يبداون في فحص نور قبل نقلها بعناية الي النقالة و يخرجون لتتوقف احدي الممرضات و تفحص جرح راس راكان لتقول بعمليه :" محتاق خياطه اتفضل معايا " ... ليخرجوا جميعا ...
يجلس سلطان و عبدالله في الممر و هما يتناقشان بخفوت لينضم اليهما راكان و راسه ملفوف بالشاش ليهتف سلطان :" الله يهداك راكان كان جلست ارتحت " ... ليجيبه راكان و هو يجلس :" انا بخير عمي ... ما به شيئ(ن) كايد " ... ليلتفت عبدالله لسلطان :" انا بس ابي افهم .. البنت حالتها حاله ليش يحاولوا يخطفونها مرة ثانيه؟؟ " ... ليقاطعه راكان :" ما كانوا يبون يخطفونها يا عمي ... كانوا يبون يذبحونها " ... ليلتفت اليه عبدالله و سلطان بحواجب معقودة ليتمتم عبدالله :" يا الله ... ليش .. ليش ؟؟ " ... ليقف سلطان و يغرق في التفكير و هو يهمس لنفسه :" ليش يذبحوها ؟؟؟ ... اللي كانوا معها مسكناهم و بعدين هربوا ... اجل ليش ؟؟ " ... ليلتفت لعبدالله بعينين لامعتين :" شافت او سمعت شئ بيكشفهم " ... ليفكر عبدالله للحظات :" استنتاج منطقي و .." ليقاطعهم خروج الطبيب من غرفة الطوارئ ليتجهوا نحوه :" الحمد لله سيطرنا علي النزيف و الحين بنخليها 24 ساعه تحت الملاحظه " ... ليتنهد راكان براحه و يهمس سلطان بعبارات الحمد و الثناء علي الله عز وجل ... ليدخل عبدالله لغرفة الطوارئ و يشاهد جسد ابنته تحيط به الالات و الاجهزة التي تراقب مؤشراتها الحيوية ... ليمسح علي راسها و يقبل جبينها قبل ان يخرج


نهاية البارت الرابع
استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه


أزميرالد likes this.

لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-05-15, 12:43 PM   #7

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم

همسات الالم
البارت رقم (5):


(( لا تشغلكم روايتي عن الصلاة و العبادة و الدراسة و العمل ))

مشتاق لك شوق له الشوق مشتاق **** و اموت شوق بغيبتك و انت فيني
و اشوف كل الكون في غيبتك ضاق **** يبكي مثل ما تبكي دموع عيني
فيني و له احرق حنيني لك احراق **** من حرقته قالت فدا لك سنيني


فجر اليوم التالي :
الكويت ...
فتحت عينيها بالم و راسها يكاد ينفجر .. اغلقت منبه جوالها و نهضت بارهاق ... دخلت الي الحمام لتفجع بمنظر وجهها ... عينيها محمرتين و تحتهما هالات داكنه ... وجهها شاحب و انفها مثل حبة الطماطم ... و شفتيها ... متورمتين و بشدة من اثار معركة البارحه ... هزت راسها عندما وصلت لهذه النقطة ... لا تريد ان تتذكر ... غسلت وجهها عدة مرات قبل ان تقرر ان تستحم و تتوضا لاداء صلاة الفجر ... خرجت ملتفة بروبها و هي تجفف شعرها الطويل بفوطة صغيرة ... اتجهت نحو سجادة الصلاة لتاخذ جلالها المطوي لتشهق بعنف و هي تتجمد في مكانها و هي تري عبدالرحمن واقفا و ظهره للباب و علي وجهه تعبير غير مفهوم ... تراجعت نحو باب الحمام ليوقفها بحزم :" وقفي ... ما ابي ازعجج ... بكره رايحين السعوديه ... ذهبي حالج انتي و بنتج ... نمشي العصر " .. ليعطيها ظهره و يفتح الباب و يكمل :" و الباب المسكر ما بيحميج مني " و يخرج و يغلق الباب خلفه ... لتلتفت نحو الباب الذي اغلقته امس عدة مرات بالمفتاح لتتنهد بحرقة :" رحمتك يا ربي " ... قبل ان تاخذ جلالها و تبدا في الصلاة .. خرجت بحذر بعد ان انهت صلاتها ووردها لتذهب الي غرفة ابنتها ... ابتسمت و هي تراها تصلي ... جلست علي الكنبة الصغيرة لتنتظر نور عينيها ... انتهت الشقية الصغيرة و خلعت جلالها لتقفز جوار والدتها و هي تهتف بمرح :" ماماااتي " ... لتحتضنها والدتها بخفة و هي تبتسم :" يا رووح ماما .. يلا اجهز لك فطور " .. نزلتا الدرج معا و صبا مندمجة في رواية قصة سمعتها امس من عبد الرحمن لتتوقف عند الدرجة الاخيرة و صبا تواصل :" و اليوم بابا قالي اننا رايحين السعوديه ... وناااسه " ... ليحتقن وجهها و تجذب صبا بعنف من يدها :" بابا من ؟؟ " لتتمتم صبا :" ااااا..ب..بابا عبدالرحمن " لترفع سديم سبابتها في وجهها :" لا تقولين لعبد الرحمن بابا ؟؟ هذا عمك ... زوج امك و بس ... فاهمه ؟؟ " ... ليحمر وجه صبا و تبدا دموعها في اغراق وجهها و تتمتم :" طيب وين بابا ؟؟ .. من هو ؟؟ ابي اعرفه ... اشوف صورته " ... لتحتضنها امها و هي تهدئها :" بتشوفينه يا قلبي ... بتشوفينه ... بابا اسمه .." .. :" سديييم " ... لتنتفض بشدة و هي تسمع صوته يزمجر باسمها بغضب ... تمسكت بابنتها برعب و هي تشاهده يقترب بخطوات سريعة و يخفض من درجة صوته بدون ان يخفي الغضب الموجود فيه :" صبا روحي لباتي خليها تريقك " ... تمسكت فيها امها للحظة قبل ان تهمس :" روحي حبيبتي ... دقايق و اجيكي ... ابي اقول شئ حق عمك " ... لتغادرهما الصغيرة و تتركهما واقفين .. يحدق كل منهما في وجه الاخر ... هي بتحدي و هو بغموض قبل ان يمسكها من عضدها و يسحبها معه بعنف الي غرفة مكتبه ليدفعها و يغلق الباب خلفه .. توازنت بصعوبة قبل ان تستعيد وقفتها المتحدية :" امس قلت لك .. مابي بنتي تقولك بابا " .. لم يجبها و هو يتحرك نحوها بخطوات بطيئه .. لتتراجع نحو الحائط وهي تهتف :" عبدالرحمن وخر عني خل نتفاهم " .. ليحاصرها بين جسده و الحائط و يهمس في اذنها :" كنتي بتقولين حق صبا منو ابوها ؟؟ " .. حاولت دفع اكبر قدر من الثقة في صوتها :" اي .. من حقها تدري .. و من حقه اهو بعد " .. لتحس باختناق عندما اطبق اصابعه علي عنقها النحيل و هو يهمس بغضب اسود :" اذبحج لو سويتيها .. اذبحج " ... ترتجف بعنف و هي تحاول دفع يده عن عنقها ليشدد من قبضته علي عنقها و هي تحس بظلام يغطي عيونها قبل ان يفلتها لتسقط ارضا و هي تسعل بعنف محاولة ادخال شئ من الاكسجسن الس رئتيها .. جلس امامها علي ركبة واحدة و هو يمسك فكها بين اصابعه ... حاولت الافلات ليزيد من ضغط اصابعه و هو يتحدث من بين اسنانه :" انا ابوها و ما لها ابو غيري " ... هزت راسها بالم :" عبدالرحمن ... وخخخخر " .. ليفلتها بشكل مفاجئ و يحتضنها بعنف و هو يهمس :" ما باوخر .. ما باوخر .. 13 سنة و انا موخر ... انتي شنو ... حجر؟؟ " ... يحس بها و هي تحاول التملص منه ليزيد من قوة احتضانه لها قبل ان يفلتها و يمسك وجهها بين كفيه :" سديم ... اليوم رايحين السعودية ... حبيب قلبج باذبحه قدامج و عقبها بنروح انا و انتي و بنتنا اي مكان تبونه " ... قبلها بخفة علي خدها قبل ان ينهض و يخرج من المكتب ليتركها علي الارض (( سيقتله ... سيقتله ... يا الله ... لا .. لاااا )) لتنهض بارجل مرتجفة لتعود الي غرفتها ..
الرياض ...
يتحدث في الهاتف و هو ينقر باصابعه فوق سطح المكتب :" زين ... ابنتظرك ... و ليش جايب الحمارة و بنتها معك ؟؟؟ ... خلاص خلاص ... اعدل لسانك يا ولد و خل عنك لسان امك .... و تراددني بعد ؟؟؟ هين يا عبدالرحمن ... ووجع ... يلا انقلع " .. زفر بعمق و هو يلقي بهاتفه علي سطح المكتب ... ابنه يرفع ضغطه بحق ... تدخل في اخر عملياته لينفذ انتقاما خاصا به مما كلفه الكثير ... زفر مرة اخري و عقله الذئبي يحيك خطة جديدة ... حمل ورقة من امامه و كتب عليها ((سلطان السبيعي)) و يضع عليها علامة اكس بالانجليزية
الرياض ... عزاء عبد المحسن الاحمد
يكاد العصر يؤذن ... يهمس لوالده انه سيذهب لياخذ مكان ابن خاله في المستشفي .. يومئ له والده بان يذهب ... يجيل عبدالله النظر .. شقيقه و ابن شقيقه موجودان ... ابنه الصغير الذي اتي مع خاله ... ابن عبد المحسن ... حتي سلطان ... و لكن عبدالمحسن غير موجود ... يتنهد بحرقة ... لطالما كان عضيده الذي لم يتخيل الدنيا بدونه .. و مع طبيعة عمله الخطرة العنيفة كان يظن انه سيكون اول اشقائه رحيلا ... اللهم لا اعتراض و لا حول و لا قوة الا بك .... نهض لمقابلة فوج جديد من المعزين .. شاهد سلطان يخرج و هو ممسك بجواله ...
سلطان المحترق من الداخل البارد الثلجي من الخارج ، همس بغضب :" انا ما قلتلك مابي الوالدة تطلع ذا اليومين ... انت ما تفهم ؟؟؟ ... خلاص الحين بارجعهم .. انت دق علي حمزه و خليه يرجع " .. اغلق الاتصال ليتصل بوالدته :" هلا يمه ... يمه فديتك ارجعي الحين و انا براسي بكره او عقبه بوديكي تعزينهم .... يمه تكفين ردي الحين ... يم..." ... اتسعت عيناه و بدا في الركض نحو سيارته ... سمع الصوت باذنيه صوت ارتطام سيارة ... " يا رب ... يا رب " ... خرج من الحي باقصي سرعة للسيارة ... كان يقود بيد واحدة و باليد الاخري يعيد الاتصال ... مغلق .... يتصل علي حمزة ... مغلق .... تعالي رنين هاتفه الاخر ليجيب :" نعم " ... لتتعالي ضحكات الطرف الاخر :" هههههههههههه ... العوض بسلامتك يا سلطان " ... و ينتهي الاتصال و هو يشتم بثورة :" هين يالكلب يالحيوان .. و الله لاخليك تتمني الموت و ما تطوله والله " ... ليصله اتصال من احد رجاله :" نعم ... اي مستشفي ؟؟؟ ... خلك معهم انا في الطريق " .. لينهي الاتصال و ووجهه يتحول الي اللون الاسود من الغضب و هو يغير اتجاه السيارة نحو المستشفي و هو يلكم مقود السيارة بيسراه عدة مرات ....ما هذا الذي يحدث يا سلطان ؟؟؟ ما هذا ؟؟؟ ...
مستشفي ال (....)
وصل انور امام غرفة شقيقته ... تنهد و هو يري راكان نائم في وضع الجلوس ... تري ماذا سيقول اباه عندما يراه هكذا ... راسه ملفوف بكومة شاش ... ووجهه عليه عدد من الكدمات ... هز راسه بالتحية عن بعد لافراد الحراسة المنتشرين في المكان .... هز كتف راكان و هو يقول بهدوء :" راكان .. راكان " ...ليهب راكان واقفا بتحفز و هو يضم قبضتيه قبل ان يسترخي و هو يري ابن عمته ليتبادلا السلام و عبارات التعزية قبل ان يساله انور :" كيفها " ... ليظهر الالم علي وجه راكان :" للحين علي حالها " ... ليساله انور :" انت بخير ؟؟؟ ... يعورك شئ ؟؟" ... ليهز راكان راسه نفيا ... فوجعه في روحه .. و هل من مسكن لالام الروح ؟؟؟ ... ليربت انور علي كتفه :" خلاص ... روح ارتاح انا جالس " ... ليهز راكان راسه رافضا :" بروح المسجد القريب اصلي العصر و ارجع ... ما ييت عسب ارتاح " ... ليبدءا في جدال و نقاش لم ينته حتي و هما يوصيان فرقة الحراسة و يهبطان الي الاسفل ليفاجئا بدخول سلطان العاصف ... ليهتف انور :" سلطان وش صاير ؟؟" ... ليتجاوزه سلطان نحو احد معاونيه :" وش صار؟؟" ... ليجيبه معاونه بالم :" صدمتهم شاحنة ... حمزة توفي في لحظتها ... و اهلكم في الطوارئ " ... ليندفع سلطان نحو غرفة الطوارئ يتبعه راكان و انور ... عند الباب التقي مع الاطباء و هم يدفعون سريرا طبيا عليه جسد والدته ... جذب احد الاطباء من ذراعه :" ويش صاير؟؟ " .. ليجيبه بمهنية :" اصاباتها مش خطرة يفندم بس فيه كسر في الحوض .. حناخدها العمليات و ان شاء الله خير " ... ليفلته سلكان و يغمض عينيه و هو يحمد الله و يشكر فضله ... ليلتفت عندما وضع راكان يده علي كتفه :" ان شاء الله خير يا بو سالم ... خل نلحق العصر في المسجد " ...
الرياض ... منزل عبدالله الاحمد
انهت صلاة العصر و لا تزال جالسة علي سجادتها .. الوجع كبير .. كبير ... ذهب رفيق الدرب و تركني ... اااه يا عبدالمحسن ... لا زال ابناؤك صغارا ... لم تشهد زواج احدهم ... لم تشاهد اول احفادك ... يا رب ... الصبر يا رب ... تسمع طرقات خافتة علي الباب ... لتدخل ام رائد بهدوء ... :" يا ام وسام مايصير اللي تسويه ... خلك قوية علشان البنات " ... لتجهش بالبكاء لتجلس جوارها ام رائد :" اذكري الله حبيبتي ... هاذي ارادة رب العالمين .. اصبري " ...لتحتضنها بخفة حتي استطاعت ام وسام تمالك نفسها و هي تنهض و تتمتم بانها ستغسل وجهها و تاتي حالا ... عندما نزلتا للاسفل تفاجات ام رائد بابنتها التي التقتهما عند السلم و هي تعزي زوجة عمها قبل ان تحتضن امها بوله و تهمس في اذنها :" ماماا اشتقتلك " ... لتحتضنها والدتها و هي تهمس :" و انا اكثر يا قلبي ... يا نوور عيني " .. لتقبل والدتها مرة اخيرة قبل ان تتركها و تذهب لتجلس بجانب بنات عمها ... لتجلس والدتها جوارها و تهمس :" كلمي اخوكي خليه يجيني المطبخ ابي اسلم عليه " ... لترسل رسالة لرائد الذي اجابها بعد دقائق (( شوي و بنروح المسجد نصلي المغرب .. بعد المغرب ان شاء الله )) .. لتري الرسالة والدتها التي عادت لمكانها قرب ام وسام ....
مستشفي ال (....)
عادوا من صلاة العصر و اقترب المغرب الان و لا اخبار عن والدة سلطان .... سيل من الاتصالات اجراه سلطان و استقبل سيلا اخر ... كما ان 3 من معاونيه حضروا اليه ... متوتر هو و لكن توتره لا يمنعه من اصدار الاوامر بحزم ... ما يحدث هذه الايام يدل علي ان هنالك خطة محكمة يتم تنفيذها ... كما ان هناك فكرة تتكون في مخه و لا بد ان يفكر جيدا قبل ان يطرحها .. و فوق هذا كله قلبه محروق علي والدته ... انها جنته .. و ما بقي له في الدنيا ... فلا ابناء له و لا زوجة ....تنهد بحرقة و افكاره تندفع نحو ماض مؤلم ليقاطعه توجه الطبيب نحوهم و هو بملابسه الزرقاء ....ليندفع هو نحو بخطوات مسرعه .. ليطمئنه الطبيب بعبارات مطمئنه ... تنهد براحة ... فهي بخير ... والدته بخير ... صحيح ان قدمها و ذراعها مكسورتين و اضطروا لاجراء عملية جراحية في الحوض و لكن الطبيب يتوقع لها الشفاء التام باذن الله تعالي ... طلب رؤيتها و لكن الطبيب طلب منه الانتظار لساعتين علي الاقل ... نظر لساعته قبل ان يقول لانور :" باروح العزاء و ارجع " ... و اتجه بخطوات سريعة للخارج ... ليلتقي براكان الذي خرج قبل قليل ليتحدث في جواله ليطمئنه علي صحة والدته و يخرج معيدا توصياته لطاقم الحراسة بتشديد المراقبة علي المستشفي ...
منزل عبد الله الاحمد
عاد رائد من صلاة المغرب و ارسل رسالة لشقيقته لتحضر والدته في المطبخ .. و هاهو يقف منذ اكثر من 10 دقائق جوار الباب بدون ان تحضر .. زفر بضيق و هو يمسك جواله .. سيتصل بها ليستعجلها ... ليسمع صوت فتح باب و اغلاقه ليدخل هو بدوره و:" الله يهداكم بس وش ذا التاخير ؟؟ " ... ليتفاجا بالفتاة الواقفة امامه ... عينان نجلاوان زاد اتساعهما من المفاجاة ... وجهها جميل .. جميل جدا و لكن سحابة حزن عميق تغطيه ... كم يود ان يدفنها بين اضلاعه حتي لا يصل اليها شئ يحزنها ... مثلها لا يحزن ... انتزع نفسه من افكاره و هو يوليها ظهره و يهمس :" اسف .. كنت انتظر امي و اختي " ليسمع صوتت اغلاق الباب خلفه و يلتفت ليجدالمطبخ فارغا ...من هي ؟؟ ... احدي بنات عمه ؟؟ ... ام احدي المعزيات ؟؟ ... للمرة الاولي يحس بالم من قراره بعدم العودة الي المملكة .. 8 سنوات و هو في منفي اختياري في لندن .. لوحده اولا ثم اتت شقيقته لتكمل دراستها معه .... لم ينتبه لانه شارد بافكاره الا علي صوت شقيقته :" نحن هنا و الاخ شكله في لندن " .. نظر اليها و هو يبتسم ... اه لو عرفت ان سبب شرودي اقرب من لندن بكثير .. قبل راس والدته و احتضنها و هي تلومه :" 6 شهور ما اشوفك ؟؟ ... ليش كذا حبيبي ؟؟ " .. ليحتضنها مرة ثانيه و يهمس بصدق :" اسف .. ما باطول كذا مرة ثانيه " ... لتتجه رغد نحو الثلاجة و تبدا في التحلطم :" الحين انا من وين اعرف دوا الضغط من غيره ؟؟ .. باخلي وتين تجي تاخذه لحالها .. مدري وش فيها كنها شايفه جني " ... ليبتسم رائد اذن فهذه الصغيرة هي وتين ... ابنة عمه و تؤام وسام ...
في غرفتها .. بعد ان كلفت ابنة عمها بمهمة احضار دواء امها ... من هذا ؟؟ .. تجمدت تماما عندما سمعت صوته و رات وجهه ... سبحان الله لم يتغير .. نضج اكثر ... و ازداد وسامة ... لم تره منذ سنوات .. انتزعت نفسها من افكارها و هي تاخذ جلالها لتصلي المغرب ..
في مجلس الرجال خفت اعداد المعزين ... بقي الان عبدالله و عبد المجيد ووسام و مشعل و احمد ليدخل عليهم سلطان ملقيا السلام ... جلس جوار عبدالله و انخرطا مباشرة في حديث خافت ... في الجهة الاخري مشعل و ابن شقيقته :" خالي ابي اروح المستشفي و ابوي ما بيرضي .. تكفي كلمه .. ما باطول بس اشوفها" .. ليتنهد مشعل بارهاق فهو متفهم لسبب منع عبدالله لاحمد .. فهو قد انهي قبل المغرب مكالمة طويلة مع راكان ... فالفتاة ليست بخير و احمد متعلق بها ... ليهمس احمد بصوت مختنق :" نور امي يا خالي .. امي .. تكفي تكفي " ... الوجع في عبارته دفعه ليرفع راسه لاحمد ... كان سيكرر عليه انهما سيذهبان غدا معا .. الا انه فجع بخيط الدموع السائل علي وجنتيه .. ليحتضنه بخفة قبل ان يفلته و ينهض متجها نحو عبدالهن .. جلس الي جواره :" بوانور باروح مع احمد المستشفي .. شوي و بنرجع " .. ليواصل قبل ان يعطي عبدالله مجالا للاعتراض :" و الله ما تقول شئ .. الولد مفجوع ياخوك " .. ليتنهد عبدالله بوجع ... سيفجع اكثر اذا رءاها علي هذا الشكل ... رؤيتها كادت ان تسبب له ازمة قلبية اخري ... ليهمس مشعل :" بتفجرني يا بوانور؟؟ " .. لينتفض عبدالله بخفه و يهتف :" لا و الله يا بو راكان " ليهمس :" ما بيتحمل " .. ليهمس مشعل بحزم :" خله علي " ... و ينهض ليشير لاحمد الذي ركض لابيه مقبلا راسه و كفيه قبل ان يخرج مع خاله ...
عاد سلطان لحواره مع عبدالله :" بو متعب بيرجع بعد يومين ... بنجتمع كلنا و نناقش اللي صار لان في رايي كل شي مترابط " .. هز عبدالله راسه متفقا مع سلطان و همس لعبدالمجيد لاحضار عدد من الملفات التي كان يعمل عليها في الفترة الماضيه ... ليسند سلطان راسه بارهاق لتقاطعه نغمة رسالة غريبة ... فهذه ليست نغمته المعتادة قبل ان يخرج جوال والدته من جيبه ... فقد اعاد تشغيله بعد ان اعطوه اليه في المستشفي .. ليفتح الرسالة و يقرا كلماتها القليلة التي جعلت وجهه ينقلب من الغضب ....

نهاية البارت الخامس
استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه


أزميرالد likes this.

لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-06-15, 03:18 PM   #8

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي






السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اعتذار بعدد حروف همسات الالم
و شكر خاص من القلب لطعون و ميشو و بلومي ... جعلني ما خلا منكم


همسات الالم
البارت رقم (6):
(( لا تشغلكم روايتي عن الصلاة و العبادة و الدراسة و العمل ))

كتبت الشعر من قلبي وخطّيته على صفحات تنزف حبرها الدامي
كتبته والشعر من يوم ناديته. لفاني وحطّ معنى القاف قدّامي
وانا من خيرته طبت وتنقّيته وميٍّزت الحروف بلحن وانغامي
وجاذبته وخفّضته وعلّيته ورتّبته وخطّيته بالاقلامي

عاد سلطان لحواره مع عبدالله :" بو متعب بيرجع بعد يومين ... بنجتمع كلنا و نناقش اللي صار لان في رايي كل شي مترابط " .. هز عبدالله راسه متفقا مع سلطان و همس لعبدالمجيد لاحضار عدد من الملفات التي كان يعمل عليها في الفترة الماضيه ... ليسند سلطان راسه بارهاق لتقاطعه نغمة رسالة غريبة ... فهذه ليست نغمته المعتادة قبل ان يخرج جوال والدته من جيبه ... فقد اعاد تشغيله بعد ان اعطوه اليه في المستشفي .. ليفتح الرسالة و يقرا كلماتها القليلة التي جعلت وجهه ينقلب من الغضب ....
وش تبين انتي ؟؟؟" .. احس بنفسه ينفصل عن المكان الذي هو فيه ... عن والدته التي بالمستشفي ... عن الخطر و الغموض الذي يحيط بهم الان ... انفصل عنهم جميعا و عقله يذهب به بعييدا ... الي ما قبل 15 سنه ....
الرياض .. قبل 15 علم و بضعة اشهر من وقتنا الحالي
جلس بتوتر مخالف لشخصيته ... فهو ضابط في احد الاجهزة الامنية حديثة التكوين .. كما ان الفتاة التي جاء لخطبتها اليوم ابنة عمه المتوفي منذ سنوات ... و فوق هذا حبيبة طفولته و حلم شبابه ...ابتسم بخفة و هو يذكر قصائدا طويلة كتبها فيها .. لم يرها احد فقد وعد نفسه انها ستكون اول من يراها ... افاق من ذكرياته علي صوت احد ابناء عمومته و هو يسند اباه الشيخ الكبير ليدخل معه الي داخل المنزل مع الشيخ لياخذوا توقيع العروس ... ليعودوا بعد دقائق و يقف هو ليتلقي التهاني من اهله ...همس لعمه "ابي اشوفها " ... ليبتسم عمه و يقف متجها لمنزله حتي يبلغ اهله ليعود بعد قليل و يشير لابن شقيقه بان يحضر... نهض بلهفة حاول ان يخفيها .. يريد ان يراها ... يريد ان يري ماذا بقي من ملامحها التي يذكرها و هي طفلة حتي تغطت عنه منذ بضع سنوات ...اوصله عمه للمجلس الداخلي و غادر ليحضر العروس ... جلس علي كنبة مزدوجة .. ثم نهض ليجلس علي كرسي فردي .. ثم نهض مرة اخري ليفتح عمه الباب و يقول بخفوت ربما كان لا يريد ان يسمعه سلطان و لكنه سمعه " يلا بنتي سمي بالرحمن و تراه سليطين الاولي ..ما ياكل " .. التفت علي الباب ليلتقي بنظرة من عمه ... دار بينهما حوار فهمه كلاهما "ماوصيك يا ولدي .. هاذي بنت الغالي " .. " في عيوني يا عمي .. و الله ما تنضام و راسي يشم الهوا" .. ليتنهد عمه براحة و يخرج و يغلق الباب خلفه .. و حينها راها .. احس انه كان يعيش في ظلام دامس و الان فقط ... الان فقط وضعوا امامه الشمس ... احسس بخفقات قلبه تزيد .. و انفاسه تتثاقل ببطء غريب ... وقف يتاملها ... من شعرها حالك السواد المنساب علي ظهرها كالشلال ... الي ملامح وجهها البريئة المتوهجة بحمرة صارخه ... حتي كفيها المرتجفتين و هي تشدهما بقوة ... احس بخطواته تقوده نحوها حتي توقف امامها .. عيناها ..لا يزال لم ير عيناها ... مد يده ليحيط كفيها المرتجفين ... لتنتفض بشدة و هي تتراجع خطوة للخلف .. ليشد علي كفيها و يسحبها الي اقرب كنبة ... اجلسها ثم جلس الي جوارها ... ابتسم و هو يراها تنزوي الي طرف الكنبة بعيدا عنه ... بقايا من تفكير صائب ابلغته انها و لا بد تذوب خجلا الان ... ليبادرها " كيفك سديم ؟؟" ... شاهد رعشة من فكها جعلت قلبه يرتعش بين اضلاعه ... لتجيب بصوت خافت لا يكاد يسمع " الحمد لله " ... كلمتين فقط .. كلمتين جعلتاه يحلق و يطير في السماء ... ليهبط مرغما الي الارض و هو يردف " و انا بعد الحمد لله " .. ليبتسم ابتسامة واسعة و هو يلمح طيف ابتسامة علي شفتيها المرتجفتين ... ليجد نفسه و بدون شعور يهمس لها :

تدري بعد ما غبت وش كنت أسوي
كنت وخيالك مثل جفـن ٍ علـى عيـن
كنت أنتظر والوقـت .. كنـه عـدوي
لا طال .. زاد الشوق فيني بضـعـفـيـن
حتى قبل ملفـاك .. هالحين تـوي
سافرت أفكر بك ولا أدري على وين
كان يقترب منها مع كل بيت شعر يخرج من فمه ... ليلتصق بها تماما مع نهايتها و يمد اطراف اصابعه ليرفع وجهها اليه .. رفعت عينها بحياء لتراه ... سلطانها .. سلطانها هي فقط .. ليبدءا حوار نظرات ممتد لينتفض كلاهما علي صوت الطرقات .. لتقف بتوتر مبتعدة عنه و الباب يفتح لتدخل والدته حاملة معها علبة مجوهرات فخمه لتهتف بفرح " مبروك يا بنتي مبروك " .. و تحتضنها و تقبل خدها ليعض سلطان علي شفته السفلي في غيظ و هو يلوم نفسه فهو لم يبارك لها .. لتحتظنه والدته و ينحني مقبلا راسها و كتفها و كفها و يمسح دموع فرح انسابت علي وجهها .. ليغمغم بمرح :" انتو يا الحريم ان فرحتوا او زعلتوا بكيتوا " .. لتضرب امه كتفه و هي تهمس :" خل الحريم.. وش تبي فيهم و عندك شيختهم ؟؟" ..بقي لدقائق بعدها فامه اصرت ان يلبس زوجته الشبكة .. و هذه المرة لم ينس ان يبارك لها و يطبع قبلة علي خدها ... لتخرج بعدها بخطوات متعثرة لتتركه مع عتاب امه له بانه "اخجلها" .....
عاد للمجلس الخارجي و ابلغ عمه بان العرس بعد 3 اشهر فهو لديه دورة في العمل ستبدا بعد اسبوعين و لمدة 9 اسابيع ...قبل ان يهمس لعمه بانه سيرسل غدا جوالا لزوجته فهو يريد ان يتحدث معها .. لينهره عمه بان ينتظر حتي تصبح في بيته و بعدها فليحضر لها 10 جوالات ان اراد ..ليكتم ضحكته و هو يسمع عمه يتحلطم علي هذا الجيل الذي لا يعرف الصبر و الركادة ...
الرياض ....الان
زفر سلطان بقوة و هو يمسح علي وجهه بقوة ..ليساله عبدالله بقلق ... فهذا الرجل لا تظهر انفعالاته ابدا :" خير سلطان" ... ليجيبه سلطان بحزم :" خير ... خير " ..
خرج بعد ان تبادل بضع عبارات مع عبد الله و ابنه و ابناء اخوته .. ركب سيارته و اتجه نحو المستشفي ..
ليتوقف علي طرف الطريق و هو يحس بضيق في صدره والم في راسه .. فتح درج السيارة امامه و تناول قرصا مسكنا ابتلعه بدون ماء قبل ان يريح راسه علي ظهر الكرسي و يغمض عينيه و عقله يسبح رغما عنه في الماضي ...
الرياض ... قبل 15 عام
سعيد هو ... سعيد ... لم يحس بهذا الفرح لا عند انهاء دراسته .. و لا حين ترقي في عمله .. و لا حتي حين تم ضمه للادارة الامنية الجديدة برتبة استثنائية استحقها و بجدارة ... يحس ان الكون سعيد معه .. السماء اليوم كانت اكثر زرقة ... و حتي هواء صيف الرياض الحار كان اكثر لطافة اليوم ... لا شئ يمكن ان يعكر صفو فرحته اليوم .. فرحة وجد لها ما يشابهها في عيون والدته الحبيبة ... وقف ليستقبل سيلا جديدا من التهاني من الرجال الذين دخلوا توا ... حتي ابتسامته اليوم استثنائية ... يقف كل بضع دقائق لاستقبال افواج المهنئين ..اقارب .. اصدقاء .. معارف ... يحس ان كل الرياض تشاركه فرحته اليوم .. حلم صبا تحول لفرحة ... حتي لمعة الدموع في عيني امه كانت تعبيرا عن تلك الفرحه ...يحس بان الدقائق تمر ثقيلة .. متي ينتهي كل هذا ... قهقه في خفوت و هو يشعر بان من يفكر الان سلطان اخر .. فسلطان كما يعرفه الكل هادئ متماسك متحكم في اعصابه .... و اخيرا انتهي كل شئ .. لم يسجل عقله شيئا من الزفة و لا الدخول علي العروس التي قهر عينيه الا تريا منها شيئا .. و لا حتي الذهاب الي الفندق .. كل ما يعرفه انه معها الان .. اغلق باب الجناح و التفت ليضع بشته علي اقرب كنبة .. كان الجناح مكونا من صالة و غرفة نوم .. جناح جميل و فخم للغاية .. لكنه لم ير شيئا غير الملاك الواقف امامه .. شعر اسود حالك ماتف في تموجات ناعمة و مجموع فوق راسها ...عيناها المخفضتان بحياء .. انفها الدقيق .. شفتيها الورديتين المرتعشتين مد يده ليحتضن كفيها المرتعشتين و هو يهمس " سديم" .. ليحس بانتفاضتها الخفيفة .. يعلم انها متوترة و خائفة .. و لكن لا سبب .. لا يوجد سبب .. فهو لن يؤذيها ابدا .. اهناك من يؤذي نفسه ؟؟؟.. استطرد بنفس الهمس ." توضي لاجل نصلي ركعتين" .. انتزعت نفسها بخفة و هي تتجه نحو الباب الموجود امامها لتغيب خلفه ... بقي في الصالة نصف ساعة اخري .. يريد ان يمنحها بعض الوقت لتتمالك نفسها ..نظر لساعته قبل ان يقف ليتجه نحو غرفة النوم .. فتح الباب و دفعه ليرتطم بمن كانت تقف خلفه بالضبط .. شهقت بالم ليتلقفها بسرعة قبل ان تسقط ارضا ... رفع ذقنها بيده ليلمس الاحمرار علي جبهتها .. هتف " سلامات .. سلامات .. " .. لينتبه لمحاولتها النهوض من حضنه و تفجر وجهها بالاحمرار .. ثبتها في حضنه و هو يسالها " انتي وش كنتي تسوين ورا الباب؟؟" .ز لتتمتم بخفوت " اا .. كنت ابي اقولك اني توضيت " .. عدل جسدها الغض ليحملها و يضعها علي الكنبة .. شهقتها المتفاجاة كانت رد الفعل الوحيد لها .. تركها و هو يتجه للثلاجة الصغيرة ليعود بزجاجة ماء مثلجه .. وضعها علي الكدمة و يثبت وجهها عندما حاولت ابعادها عنها و هو يقول " صبري شوي ." .. علي هذا القرب كان يحس بوجع لذيذ في صدره .. وجع يدفعه لضمها و الارتواء من شهد شفتيها ... افاق من افكاره علي صوتها يهمس " خلاص .. اصلا خفيفه و ما تعور" .. ليتنحنح و هو ينهض متجها الي الحمام " خلاص باتوضا " .. توضا و خرج ليجدها قد فرشت سجادتين و ارتدت جلال الصلاة ... صليا ركعتين ثم وضع يده علي راسها و دعي بالدعاء الماثور .. ثم عاد ليجلس علي الكنبة و هو يراقبها تخلع جلالها و تطوي سجادتي الصلاة .. لتقفز عندما اقترب منها و هو يهمس "العشا برة " .. لتبتعد عنه برقة و هي تجيبه " كل انت .. بالهنا .. انا شبعانه" .. ليحاصرها عند ركن السرير و هو يخفض راسه لشفتيها " و انا بعد " ....
الرياض اليوم ....
انتزعه رنين جواله من افكاره ليرد بحدة " نعم" .. عقد حاجبيه بشدة قبل ان يقاطع محدثه " انا جاي الحين" .. ادار سيارته و هو يتجه نحو الادارة بسرعة جعلته كانه يطير .. مثل طيران افكاره في راسه ....
الرياض قبل 13 سنه ..
ابتسم و هو يفتح باب منزله ... ستكون غاضبه .. تاخر في سفرته الاخيرة .. و استشف من حديث امه انها غاضبة و بشدة ... كم يعشق غضبها المتفجر و يعشق مراضاتها ...دلف الي الصالة ليجد والدته جالسة و الحزن يغطي محياها العذب ... ليتجه نحوها و يقبل كفيها و راسها .. لتدفن وجهها في صدره و تشهق بالبكاء .. ضمها اكثر و عقله يصرخ بالف احتمال و احتمال ... امسك وجهها بين كفيه و هو يمسح دموعها ليقول بتوتر " يمه فديتك ويش فيك؟؟" .. لتجيبه من بين شهقاتها " سد ..ييم .. طلعت امس مع السائق و ما ردت للحين " ... عقد حاجبيه بغضب و هو يتجه خارجا نحو الملحق ليندفع داخله بدون ان يكلف نفسه عناء طرق الباب .. ليمسك السائق من عنقه و هو يزمجر " وين وديتها؟" .. ليتمتم السائق بصوت مختنق " ما اعرف و الله بابا .. ماما قالت يبي يروه جمئية .. و بئدين قالت روه شارع ال (..) .. لما وصلنا نزلت و ركبت سيارة ثانية و راهت .. و الله " ... فك خناق السائق و هو يعود للمنزل ووجهه قد تحول للون الاسود .. تجاوز والدته في الصالة الي مكتبه .. بدا في عمل عدد من الاتصالات .. لا بد ان يعرف ماذا حدث .. طرقت والدته الباب بعد فترة و هو منهمك في محادثة هاتفية ... وضعت مظروفا وصل للتو علي مكتبه قبل ان تخرج .. بحواجب معقودة التقط المظروف و فتحه .. مع كل كلمة كان يقراها كان وجهه يزداد سوادا و ظلاما .. انهي محادثته بالغاء كل اوامر البحث عن زوجته التي كان قد اصدرها ..ثم خرج للصالة و قال لوالدته "سديم طالق وورقتها بارسلها لعمها اليوم"
الرياض اليوم
وصل الي الادارة و هو يحمد الله الذي ارسل اليه شخصا ليفرغ فيه غضب اليوم و قهره .. يا لسوء حظه ذاك المسكين ... احد المهاجمين لنور في المستشفي .. اصابته كانت طفيفه .. و هو الان جاهز للتحقيق معه ...تجاهل مكتبه و المصعد و هو يستخدم درجات السلم للوصول الي غرفة التحقيق التي يشغلها ذاك الان .. رفض حتي اعطاءهم اسما .. و لكن لن يطول هذا الامر ... قلما احتاج لاستخدام القوة في التحقيق .. فتح الباب بخفة و اغلقه خلفه .. قيم الجالس علي المقعد امامه .. في اواخر العشرينيات .. بنيته العضلية توهله لان يكون مقاتلا ... اذن فهو كذلك .. مقاتل يتم ارساله للمهام التي تتطلب قوة عضلية .. لكن مهما كانت معلوماته قليلة فهي افضل من حالة عدم المعرفة التي هم فيها الان ...
سحب كرسيا جلس عليه و هو يخاطب الجالس امامه " شوف .. بتاخذ قد ما تاخذ من وقت .. بس طيب غصب ما بتطلع من هنا الا و انت هال شريطك كله من اوله لاخره" .. لم تفته الارتعاشة الخفيفة التي مرت بجسده فاكمل بلهجة الين قليلا " لا تتعب روحك و تتعبنا معك .. ترا اللي ارسلك باعك .. و ما يقدر يسوي لك شي " .. لا رد ... حسنا .. وقف بتثاقل و اتجه نحو الرجل قبل ان يمسك كفه اليسري و يلوي اصابعها بقسوة .. لم يخفف الضغط حتي سمع اهة مكتومة ليخفف الضغط و هو يلوي المعصم بقوة و يهتف " انطق قبل ما اكسر عظامك كلها" .. زاد من لوي المعصم حتي بدا المعصم يطقطق .. ليهتف الرجل بصوت مخنوق "اللي ارسلنا اسمه خالد .. ارسلنا ننفذ شغل لواحد اسمه بوعبدالرحمن .. ما قد شفته قط" .. عاد لمقعده بهدوء و هو يقول بحزم " ليش ارسلكم؟؟" .. تمتم و هو يمسد رسغه بالم " نذبح واحدة بالمستشفي .. " ... لم يطل التحقيق كثيرا ... فسليمان لا يعرف اكثر مما قاله بالفعل ..و لكنها خطوة .. او بصيص نور في هذا الظلام الذي وجدوا انفسهم فيه فجاة ... ترك سليمان مع احد الضباط ليقوموا برسم صورة تقريبية لذاك ال خالد .. فتح مكتبه و جلس ثم ادار كرسيه نحو النافذة .. فتح جوال والدته و هو يقرا الرسالة التي وصلتها في وقت سابق ..((يمه .. انا سديم .. تكفين ابي اكلمك ضروري)) ...
ماذا تريدين يا سديم من امي بعد كل هذه السنوات ... الا يكفي انني اكتفيت بالطلاق بدلا عن احضارك و قطع عنقك ؟؟ ... ياللجراة .. بل ياللوقاحه .. ضحك باستهزاء و هو يذكر احد امثال امه المفضله (شين و قوي عين) ... التقط هاتفه و اتصل علي المستشفي .. اطمان علي وضع والدته الذي استقر تماما و سيتم نقلها الي الغرفة قريبا .. اما بنت عبدالله فلا تزال في غيبوبة .. ليتها تستيقظ حتي يعرف منها تفاصيل ماحدث .. فحقيقة ان هذا البوعبدالرحمن يريد ان يقتلها و خاطر ليفعل هذا .. فهذا يعني انها تعلم شيئا ..زفر مرة اخري و هو يخرج من مكتبه و يغلقه قبل ان يتجه نحو ساحة التدريب حيث قرر ان يقضي الساعات المقبلة حتي الفجر .. فلديه الكثير مما يتطلب التفكير به .. و قرار لا بد من ان يتخذه ..
الرياض .. منزل عبدالمحسن الاحمد
فتحت عينيها بتعب و هي تبحث عن جوالها .. فتحت عين واحدة لتنظر الي الرقم المزعج الذي ايقظها من النوم .. اغلقت الصوت و هي تلقي نظرة علي ابنة عمها النائمة بفضل حبة مهدئة اجبرتها علي ان تاخذها بعدما انهارت في نحيب جنائزي عندما صعدوا للنوم .. انهيار جعلها تتصل علي شقيقها الذي طلب منها الحضور للمطبخ ليعطيها حبة مهدئة هي التي اوقفت انهيار ابنة عمها .. القت نظرة اخري علي الشاشة .. تاففت بضيق و هي تجيب بصوت متعب "هلو ... هلا لمياء .. الحمد لله ... اي بس انا في الرياض ... عمي توفي ... مدري ... يمكن نجلس كم يوم ... اها ..ز اجل خلاص ارسليلي ارقام الحسابات و انا الفجر ان شاء الله باسوي اللازم ... لا و لا يهمك ... وش ازعاجه ... باي" ... انهت المحادثة و اعادت الاطمئنان علي ابنة عمها قبل ان تغطي راسها باللحاف و تعود للنوم
الرياض ... احدي فلل محمد الداؤود
القت نظرة علي صغيرتها النائمة ... لا تستطيع النوم ... متوترة و قلقة و خائفة ... اكل هذا لانها عادت الي الرياض ؟؟؟ ... اتجهت لخزانة جانبية و رفعت بعض الملابس لتستخرج الهاتف المخبا تحتها .. نظرت للشاشة .. لا شئ .. لا رد ... ايمكن ان تكون قد بدلت رقمها؟؟ ... ربما .. ف13 عام كفيلة بتغيير كل شئ و ليس رقم هاتف ...اتجهت بشرود نحو سجادتها و قررت ان تتلو ايات من القران حتي الفجر لعلها تهدا قليلا ... لا تدري كم مر من الزمن قبل ان تحس بجسد يجلس الي جوارها ... نظرت اليه بوجل .. ليسالها ببرود " ليش قاعده هنيه" .. لتجيبه بنفس البرود " جالسه مع بنتي" .. ليضحك بخفوت " و زوجج؟؟.. ما عنده حق تجلسين معه؟؟" .. لتهز راسها "لا" .. رفع حاجبيه و هو يسالها بنفس البرود " ليش ؟" ... لتنهض و هي تطوي سجادتها هامسة " عبدالرحمن فكني من شرك " ... لتشهق بقوة قبل ان تكتم يده شهقتها و هو يحملها الي خارج غرفة ابنتها متجها الي جناحه الخاص ... تلوت بين ذراعيه بعنف و دفعته ليبتعد .. الا انه لم يتزحزح و لا تاثر .. انزلها في جناحه و هو يتجه للباب و يغلقه .. وقفت بارتجاف و هي تتلفت حولها في الجناح الواسع .. ليجيب علي تساؤلها الصامت ببرود " باب واحد ما في غيره" ... و بنفس البرود اتجه نحو غرفة النوم لياخذ بيجامة ثم الي الحمام ليخرج بعدها و يتمدد علي الراش و يغمض عينيه و ينام ...
التقطت نفسا لم تكن تدري انها تكتمه في صدرها .. احست فجاة بالتعب و الاجهاد .. جلست علي احد المقاعد و اغمضت عينها .. لتستيقظ و تجد نفسها نائمة في السرير .. عقدت حاجبيها و هي تتذكر ليلة امس .. لم تنم هنا .. هي متاكدة .. نهضت بخفة لتجد الغرفة خالية .. و جلالها مطوي علي طاولة التسريحه ... اخذته و خرجت للصالة و هي تتلفت بهدوء .. ليس هنا ايضا .. ركضت نحو الباب لتجده مفتوحا .. خرجت و توجهت لغرفة ابنتها .. لتسمع ضحكاتها .. دخلت لتراه جالسا مع ابنتها علي الارض امام التلفزيون و يلعبان احدي العابها الالكترونية المفضله .. رفع راسه ليراها .. اشاحت ببصرها لابنتها لتحتضنها و تقبلها قبل ان تتجه نحو الحمام لتتوضا و تصلي الفجر ... خرجت من الغرفة قبل ان تصلي لتهتف بابنتها "صبا صليتي؟" .. لتجيبها ط صليت مع با..مع عمي" .. لتعود سديم الي الداخل و هي غير مصدقة لما سمعته "عبد الرحمن يصلي ؟؟ .. يمكن الشمس طلعت من المغرب" ... صلت الفجر و تمتمت باذكارها قبل ان تنهض و تبدل ثيابها .. ذهبت للخزانة الجانبية .. و بتوتر اختلست نظرة الي الخارج ... لا زال مندمجا باللعب مع ابنتها .. اخرجت الهاتف و تنهدت قبل ان تتصل برقم ام سلطان .. رنة ... اثنتان ... ثلاثة ... اربعه ..." نعم" ... شهقت برعب ... هو .. هو ... لماذا يمه ... لم اخبرتيه ؟؟ ... لا استطيع مواجهته ... لا استطيع ...لم تنتبه في رعبها للباب الذي فتح .. و الشخص الذي اقترب منها .. لم تحس الا و اصابع قوية تنتزع منها الهاتف ......


نهاية البارت السادس
استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه

أزميرالد likes this.

لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-08-15, 01:39 AM   #9

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




همسات الالم
البارت رقم (7):
(( لا تشغلكم روايتي عن الصلاة و العبادة و الدراسة و العمل ))
يا سالب القلب منـي عندما رمقـا لم يبق حبـك لي صبـرا ولا رمقـا
لا تسأل اليوم عما كابدت كبـدي ليت الفراق وليت الحـب ما خلقـا
ما باختيـاري ذقت الحـب ثانيـة وإنمـا جـارت الأقـدار فـاتفقـا
وكنت في كلفي الداعـي إلى تلفـي مثل الفراش أحـب النـار فاحترقـا




الرياض ... منزل عبد المحسن الاحمد
خلعت جلال الصلاة و طوت سجادتها بعد ان صلت الفجر .. التفتت لابنة عمها النائمة .. حاولت ايقاظها عدة مرات بدون جدوي .. لا بد ان مفعول المهدئ قوي جدا .. سحبت حقيبة حاسبها المحمول .. فلديها عمل مهم .. فقد وعدت صديقتها .. لن ياخذ منها الامر اكثر من 20 دقيقة .. نصف ساعة اذا كان في الامر تحدي و بعده ستوقظ وتين .. فلتصل و تعود للنوم ثانية اذا رغبت ... لمست اصابعها ازرار جهازها بخفة .. فتحت بريدها الالكتروني لتاخذ البيانات التي ارسلت اليها .. ثم اندمجت في عملها ... 19 دقيقة بالضبط و ارتسمت علي شفتيها ابتسامة حلوة .. اخذت جوالها و هي تتصل علي لمياء "هلو هلو ... ابي عشرين بالميه ... هههههههههههههههه اجل ويش ... حبيبتي وش سويت انا .. الله يعين ..... مدري يمكن نجلس كم يوم ... اكييييد ... هههههههههههه ... سي يو " .. انهت محادثتها و هي تعقد حاجبيها .. برنامج الحماية المتطور الذي صممته بنفسها اظهر محاولة تعقب لاتصالها بالانترنت ... نقرت علي المفاتيح عدة مرات لتعيد توجيه عنوان الاتصال الي احدي جزر المحيط الهادي ... و تبدا هي في تعقب الاتصال ... لم التعقب ؟؟ .. و من ؟؟ فهي لم تهاجم موقعا محصنا او شبكة داخلية .. كل ما فعلته هو نقل بضعة ملايين من الدولارات من حساب في سوريا عبر عدة حسابات وهمية الي حساب في جزر الكايمن ... ضيقت عينيها بتوتر و محاولتها للتعقب تصطدم بعدة جدران ناريه (firewall : انظمة حمايه ) .... انتزعتها تاوهات وتين .. لتتجه نحوها .. فالفتاة تبدو متالمة .. لمست جبينها لتجده شديد الحرارة ... سحبت شال من حقيبتها لتضعه علي راسها اذا صادفت ابن عمها و خرجت لتبحث عن زوجة عمها ...
نفس المنزل .. المجلس الخارجي ...
اخذ اقصي اركان المجلس و اعطي الكل ظهره .. منذ ان ذهب مع خاله للمستشفي و هو علي هذه الحال .. موجوع .. و يحس بمرارة اليتم في حلقه .. نور ليست شقيقته الكبري فقط .. نور امه التي لم يشبع منها .. رؤيتها بذلك الشكل قطعت قلبه .. اما معرفة انها و ابيه و شقيقه كانوا يواجهون الموت لعدة ايام و هو في الدوحة لا يعلم جرحته و بعمق .. تشنج جسده للمرة الالف و هو يكتم شهقة باكية و يقهر الدموع بارادة جبل .. لن يبكي .. فاذا كانوا يعاملونه كطفل طيلة هذه السنوات فهو قد نضج اليوم و جاوز الاربعين ...

الرياض ... فيلا محمد الداؤد ..
سحب الجوال من يدها و القي نظرة سريعة علي الرقم قبل ان يقذفه علي الحائط ليتحطم .. ليسرع لاخذ البطاقة الهاتفية و يكسرها هي الاخري قبل ان يلتفت لها و هو يهدر بخفوت " سديييييم".. ليسرع اليها و يتلقفها بين ذراعيه قبل ان تسقط علي الارض و يضمها لصدره و هو يحاول اغلاق فمها المتشنج .. لم تصبها هذه الحالة منذ اعوام .. في اول ايامها معه كانت تصيبها بشكل متكرر .. تتشنج و تختنق و يتجمد فكها .. اكل هذا لانها اتصلت به ؟؟ .. ماذا قال لها ؟؟ .. ماذا قالت له ؟؟ .. هل علم بكل شئ ؟؟ .. كان عقله يرسم عشرات السيناريوهات المختلفة و مئات الخطط .. بينما كفيه كانتا تحيطانها و هو يدلك ظهرها بكف و فكها بالاخر .. دقائق مرت قبل ان تشهق ملتقطة انفاسها لتدفن وجهها في صدره و هي تبكي .. جذبها ليمدد ساقيه علي الارض و يشدها لاحضانه اكثر و شبه ابتسامة ترتسم علي شفتيه .. كم عام مرت يا سديم و انا اتمني قربك .. و لا تقتربين مني الا و انت منهارة بهذا الشكل ؟؟؟ دفن وجهه في شعرها و شدها لاضلاعه اكثر ....
نفس الزمان ... الادارة الامنية
وقف فوق راس احد موظفي الكمبيوتر و هو يعقد حاجبيه بشدة ... كان قد صلي الفجر لتوه و اتجه نحو سيارته ليذهب الي المستشفي و منها الي منزله لينام قليلا عندما اتصل عليه احد رجاله و ابلغه .. حركة نقل مبلغ كبير من احد الحسابات المشبوهة المراقبة من قبل ادارتهم لارتباطها بتمويل بعض العمليات الارهابية .. لكن ما يراه امامه علي الشاشة خطير ...خطير لاقصي حد .. فلم يتم تحويل عدة ملايين من الدولارات فقط .. بل و تم محو اثرها تماما .. و لولا وجود ذلك الحساب تحت المراقبة بالفعل لما تم اكتشاف الامر .. و الاسوا انهم عاجزون تماما عن اقتفاء اثر النقود .. فالتحويل يقفز بهم عبر عدة حسابات في افريقيا و اسيا و استراليا .. و المصيبة الاكبر ان محاولة تتبع الاتصال الاول قادهم الي الرياض .. و قبل ان يتمكنوا من تحديد الموقع بدقة انتقل الاتصال الي دولة غانا ... همس بحزم " قد ايش يبيلك لين ما تحدد موقع الاتصال الاول ؟؟" .. ليجيب الرجل بتوتر " ما اقدر احدد سيدي .. برنامج الحماية اللي يستخدمونه ما قد شفت مثله ..احاول افتح بوابة خلفية .. يعني ممكن دقايق او ايام " .. عقد سلطان حاجبيه " وش ايام ؟؟" .. رفع هاتفه لاذنه و هو يتصل برقم .." و عليكم السلام .. وش نسويلك اجل اذا كل المصايب تالي الليول .. ابيك ضروري ....اجل يلا نص ساعه و اشوفك .." ..
بعد 20 دقيقة كان يستقبله .. شاب في الثلاثينات من عمره .. بابتسامة مشرقة تملا وجهه ... بعد تبادل عبارات التحية و السلام دفع الكرسي المتحرك الذي يجلس عليه سيف نحو المكتب التقني ..اوما للموظف بافساح مكان الي جواره و هو يردد علي مسامع سيف اهمية تحديد مكان هذا الاتصال بسرعة .. ليسحب سيف كمبيوترا لوحيا و وصلة بيانات و يصلها مع الجهاز الذي امامه و يبدا في نقر لوحة المفاتيح بسرعة و دقة و هو يتمتم "ان شاء الله " .. اتجه سلطان للخارج قبل ان يعود لسيف و يقول له بنبرة عابثة "الحين وش فادك رالي الصحراء ؟؟" .. ليضحك سيف و هو ينظر له من خلف كتفه " صحيح سيارتي و رجولي الثنتين تكسروا .. بس خذيت اجازة شهرين " ..
مستشفي ال (..) .. الرياض ...
خرج مشعل من غرفة نور و اغلق الباب خلفه قبل ان يودع ابنه . فهو عائد الي الدوحة .. قبل راكان راس والده و كتفه قبل ان يحتضنه و يغادر مشعل ليعود راكان الي مقعده امام غرفة نور ...لم يبق وحيدا لفترة طويلة .. انور و احمد حضرا ليحلف عليه احمد ان يعود الي الفندق و يرتاح قليلا .. ليشيعه بتعليق ضاحك "و لا اشوفك توطوط جنب المستشفي قبل المسا" ... ابتسم ابتسامة شاحبة و هز راسه لفريق الحماية الموجود في بداية الممر قبل ان يخرج من المستشفي ... كان الوقت مبكرا و شوارع الرياض قد بدات في الاستيقاظ ..قرر ان يمشي قليلا قبل ان يستقل سيارة للعودة الي الفندق .. لم يبتعد عن المستشفي قبل ان يحس بسيارة تتوقف الي جانبه ..رفع راسه ليحس بضربة علي صدغه ..تراقصت الاشكال امام عينيه قبل ان يدفع احدهم قطعة قماش مبللة بسائل نفاذ الرائحة .. احس بيدين تدفعه الي الارض قبل ان يحتويه الظلام تماما ...
الرياض .. فيلا محمد الداؤود ..
نامت او اغمي عليها بين ذراعيه .. تنهد بقوة و هو يحملها الي السرير ..غطاها باللحاف قبل ان يضبط درجة التكييف .. اسدل الستائر علي النوافذ و خرج مغلقا الباب خلفه . توقف عند صبا ليوصيها الا تزعج والدتها ..موافقا علي طلبها بالذهاب الي احد مراكز التسوق علي ان تصحب الخادمة معها بالاضافة الي احد الحراس ..اغلق باب غرفة المكتب خلفه و هو ياخذ نفسا عميقا قبل ان يخرج هاتفا صغيرا من احد الادراج و يتصل علي والده ..اجابه من الرنة الثانية ليصله صوته الهادئ "وش صار؟؟" .. لياخذ نفسا عميقا و هو يقص علي والده ما حدث .. يتوقع ان سديم لم تقل الكثير نظرا لانه لم يتركها لوحدها اكثر من بضع دقائق .. فهو وجدها تصلي و عاد بعد 5 دقائق ليفاجا بها تمسك هاتفا في يدها ...امره والده بالحضور اليه حالا .. زفر بحدة و هو يحاول التملص من هذا الامر بلا جدوي ..فقد انهي المكالمة ..
الرياض ..منزل عبد المحسن الاحمد ..
"حبيبي بليز بليز بليييز " .. انفجر رائد بالضحك و هو يقول لها "بس بس .زوش ذي النشبه .زروحي لابوكب خليه يوديكي" .. لتكشر رغد في وجهه و هي تجيبه "داد بيروح العصر و انا ابي اروح الحين " .. لتكمل بخفوت "مابي اترك وتين لحالها " .. لا يعلم ماذا حدث له و لم يؤثر فيه اسمها لهذه الدرجة ..تنحنح بحرج قبل ان يقول لها "خلاص باخذك فايف منتس (5 دقائق) و تكونين جاهزة " .. لتقفز رغد في الهواء و تقبله علي خده قبل ان تغادر مجلس النساء الداخلي و تندفع لاعلي لاحضار عبائتها ... اخبرت والدتها بعجلة و القت نظرة علي وتين النائمة من تاثير المهدئ قبل ان تلقي نظرة علي شاشة حاسوبها ..عقدت حاجبيها و هي تري ان محاولة الاختراق لا تزال مستمرة ..قطعت اتصالها بشبكة الانترنت و ركضت خارجة من المنزل الي شقيقها ..
كانت زيارة قصيرة .. فكل ما سمح به الطبيب هي 5 دقائق .. خرجت و هي تحس بالم في قلبها .. نور كانت دائما الروح المرحة . حتي مع ابتعادهن عن بعضهن كن يثرثرن بالساعات علي السكايب كل بضعة اسابيع .. تبادل شقيقها عبارات مقتضبة مع ابني عمهما قبل ان يتجها للسيارة ليعودا الي المنزل .. ليتوقف شقيقها امام احد الفنادق الفخمة و يدعوها لتناول الافطار ..فهو قد احس بكابتها منذ خرجت من غرفة ابنة عمها ..
انهيا تناول الافطار و خرجا نحو السيارة بعد ان انهي رائد اتصالا مع ابيه طلب فيه حضورهما الي المنزل باسرع وقت .. انهي المحادثة و اخفض نظارته الشمسيه علي عينيه و اتجها الي السيارة لتتوقف سيارة مسرعة امامهما و تدوي الرصاصات

نهاية البارت السابع
استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه


أزميرالد likes this.

لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-08-15, 01:21 AM   #10

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


همسات الالم
البارت رقم (8):
(( لا تشغلكم روايتي عن الصلاة و العبادة و الدراسة و العمل ))
كبدي حـــري ودمعـــي يكـــــفُ
تعــــرف الذنــــب ولا تعترفُ
أيـــها المعــــرض عــما اصــفُ
قـــد نمــــا حبي بقلبي وزكـــا ** لا تــــخــل في الحب أنـــي مــدعي

زفر سلطان بتوتر .. لا بد ان يكتشف ما يحدث .. هناك شئ غير مفهوم .. قلب الصور التي وصلت الي منزل المرحوم عبدالمحسن .. و ما ان اطلع عليها عبدالله حتي اتصل به .. صور لعبد الله و ابنيه و خال ابنائه و ابنه راكان ..و ابناء عبد المحسن ..و تركي و ابنائه .. و دوائر حمراء تحيط بوجوه راكان و رائد و رغد .. و المصيبة الاعظم ان الصور حديثة .. زفر بتوتر مرة عاشرة و هو يجري عددا من الاتصالات برجاله .. ارسل احدهم لاحضار راكان من الفندق فجواله مغلق .. شدد الحراسة في المستشفي و هنا في المنزل .. و تركي اتصل بابنه ليحضر و شقيقته .... لا يحب هذا الاحساس فهو كالاعمي .. يتخبط و ينتظر ما يحدث .. موقع لم يكن فيه بحياته .. و لا يعجبه ابدا ..
اقترب منه عبدالله بملامح هادئة لا تعكس مقدار التوتر الذي يموج في صدر الرجل "وش صاير سلطان ؟؟ من ذا اللي يلاعبنا كذا؟؟" .. ليجيبه سلطان بحزم "مادري .. و المشكلة ان ما به شي مترابط .. ليش يستهدفونك و يستهدفوني في نفس الوقت .. و بعدين من متي الاستهداف كان للعائلة كلها " .. جلس عبدالله و اشار لسلطان بالجلوس الي جواره "اكيد في شي ..معلومة غايبه او تفصيل ما انتبهنا عليه.. كل الحل في التفاصيل يا سلطان " .. ليجلس سلطان جواره و هو يقول بتركيز "السر في شي مشترك بيني و بينك " ....ليخرج عبدالله هاتفه و يتصل "هلا عبدالمجيد ..ابي ملفات القضايا اللي كان فيها تداخل بيننا و بين الرياض .... لا جيبها بنفسك ...انتظرك ...فمان الله " .. انهي الاتصال و تنهد بحرقة .. غير قادر علي استيعاب كل هذا .. من هؤلاء الذين قلبوا حياتهم جميعا ..و ما هو السبب ؟؟؟.. و لماذا قتلوا شقيقه ؟؟ .. و لم يقتلوا ابنه عندما اختطفوا ابنته .. و لماذا حاولوا قتل والدة سلطان .. و ما معني الصور التي وصلت ؟؟ ..
القي نظرة علي ظهر سلطان المنشغل بمكالمة هاتفية و هو يستعيد خلاصة اعوام الخبرة الطويلة ... التفكير بهدوء هو الحل .. مهما كان الموقف معقد فحله سهل جدا . و اذا ابعدنا كل المستحيلات يبقي امامنا الحل الممكن و الوحيد ... قطع عليه سيل افكاره دخول وسام الذي اتجه نحوه و هو يقول "عمي وش صاير ؟؟" .. تنهد بحرقة و هو يهمس لنفسه "ليتني ادري " .. قبل ان يقول بصوت اعلي " اكيد بندري يا يبه " .. ليعود نحوهما سلطان بوجه شاحب و هو يقول "انا طالع .. لما عبد المجيد يوصل دق علي لاجل نتلاقي " .. و اتجه للخارج .. لا بل شبه ركض و هو يستقل سيارته و ينطلق بسرعة جعلت الاطارات تصدر صوتا محتجا ..
اغلق الباب علي سديم و سحب المفتاح ووضعه في جيبه .. تنهد بقوة .. صبا و حسب تعليماته لن تعود من مركز التسوق حتي يتصل علي الحارس ..و الخادمة ذهبت مع صبا .. و الخادمة الاخري منعها من الصعود الي هنا مهما حدث .. و الان يجب ان يذهب لرؤية والده .. يخشي هذه المقابلة .. فوالده متطرف في تصرفاته و لا يؤمن بانصاف الحلول .. قاد السيارة بهدوء و كانه يؤجل المحتوم .. وصل بعد دقائق قليلة .. فقصر والده لا يبعد كثيرا عن الفيلا التي يسكنها .. اسند جبينه للمقود و اغمض عينيه و هو يزفر بتوتر .. يريد ترتيب افكاره قبل ان يقابل والده .. فوالده خبير في بعثرة الافكار و تشتيتها ..انتفض بخفة علي صوت نقرة قوية علي زجاج نافذته .. رفع راسه و هو يشاهد احد رجال والده يشير له بالنزول .. رسم ابتسامة ساخرة علي شفتيه و هو يغادر السيارة ... مر من طقم الحراسة الخارجي و هو يتجه الي مكتب والده بخطوات ظاهرها واثق .. الا انه كان يحاول ابطاءها .. طرق باب المكتب و دخل قبل ان يسمع صوتا ليقلب شفتيه بامتعاض و هو يشاهد الفتاة نصف العارية المتعلقة بعنق والده .. اغلق الباب بحدة لتنتفض و تنهض متجهة نحو الباب .. القي عليها نظرة سريعة قبل ان يتجه بنظراته لوالده و يغمغم بسخرية "عاد هاذي مستحيل تكون فوق ال 15 " .. ليجيبه والده بحزم " 18" ... قبل راس والده قبل ان يجلس علي احد المقاعد و هو ينظر لوالده بتوتر " خير طال عمرك " .. ليهدر والده من مقعده "و انت يجي من وراك الخير ... كم مرة قلت لك الخمام اللي عندك ترميها بالشارع و انت وش سويت ؟؟ .. خذيتها و هجيت الكويت " ..ليرفع احد حاجبيه و هو يكمل "ظنك كذا بتبعدها عني ؟؟ .. تراني تاركها بمزاجي .. و لا لا انت و لا غيرك ما بيردوني عنها " .. قرر عبدالرحمن المحافظة علي هدوءه .. فهو يعلم والده .. و اذا غضب فسيدفع الثمن غاليا ليتحدث بنبرة هادئه "يبه الله يهداك بس .. الحين وش صار لكل ذا .. قلت لك ما لحقت تقول شي .. و اللي صار ما بيتكرر" .. لينهض والده من خلف المكتب و يقف ليقف عبدالرحمن احتراما لوالده .. ليرفع حسين اصبعه في وجه ابنه "بتطلع من هنا و تخلصنا منها و من بنتها ..و ترميهم مكان ما اقول لك" .. انتفض جسد عبد الرحمن بقوة .. قبل ان يعقد حاجبيه و يجيب من بين اسنانه " لا " .. ليصفعه حسين بقوة كادت ان تسقطه و هو يصرخ " تتصرف انت او اتصرف انا يا عبد الرحمن .. ما عندي وقت لكل ذا " .. ليمسك عبدالرحمن بيد والده و هو يهمس "يبه تكفي .. تكفي .. ما قد طلبتك شي ابد .. تكفي ..انا احبها.." .. لتقاطعه صفعة جديدة جعلته يبتلع بقية جملته ووالده يهدر بغضب "انت متي بتصير رجال .. هذا اللي ناقص ولدي انا يوقف في وجهي و يقول لي احب " .. ليمسك بابنه من عنقه و هو يهزه بعنف "اذا تبي الحريم الحين اجيب لك اللي تبيها تحت رجلك .. و" .. ليقطع جملته و هو ينظر الي عيني ابنه المحمرتين و الدمعة التي سالت من عينه اليسري .. خفف من الضغط علي عنقه و هو يهمس بصدمة "تبكي يا ولد ؟؟..تبكي لاجل حرمة ؟؟" ليصرخ عبدالرحمن بثورة "احبها يا يبه ..احبها من يوم ما شفت صورتها في الملف اللي سويته انت عن سلطان .. احبها و انت تقول لي اذبحها " .. ليطبق حسين علي عنقه مرة ثانيه و هو يصرخ "بس .. بس مابي اسمع ذا الكلام .. ما تستحي انت .. رجال وش طولك وش كبرك .. كنك بزر .. لكن الشرهة مهيب عليك .. الشرهة علي اللي تركتك عند امك" .. ليصرخ عبدالرحمن بدوره "و انت كنت تدري عني ؟؟".. ليصفعه والده بقوة اسقطته ارضا هذه المرة .. زحف ليسند ظهره علي الحائط و هو يقول لوالده "سديم ما باذبحها يبه ..و ان ذبحتها اذبحني قبلها " .. ليسحب والده مسدسا من درج المكتب و يشد عبدالرحمن واقفا قبل ان يلصق فوهة المسدس بصدغه و هو يهدر " لا تستفزني يا عبدالرحمن .. لاجل مصلحتي حتي انت باذبحك" .. ليضع عبدالرحمن يده فوق يد ابيه و يزيد من ضغط المسدس علي راسه و هو يهمس " اذبحني يبه " ..
اندفع سلطان باقصي سرعة سمحت بها حالة الطرقات و هو يعيد الاتصال بالرجل الذي ارسله لفندق راكان "ما بين للحين؟؟.. و فريق الحراسة تاكدانه طلع من المستشفي؟؟..لا روح المستشفي "... القي الهاتف علي المقعد المجاور و هو يحس بالصداع ... اين اختفي راكان .. التقط هاتفه مرة اخري و هو يتصل مرة اخري "اسحب لي صور كاميرات المراقبة اللي في محيط مستشفي ال(..) .. دور عن اي شي غريب .. و ابي رقم السيارة اللي طلع فيها راكان .. شاب طلع من المستشفي اليوم ..اجل تابع لي حركة كل رجال طلع من المستشفي صباح اليوم".. انهي الاتصال بحنق .. يعلم ان الرجل لم يخطئ .. فهو لا يعرف من هو راكان .. زفر بتوتر و هو يوقف سيارته في مواقف المستشفي .. اتجه معه احد افراد الحراسة و هو يعطيه تقرير مقتضب عن الحالة الامنية ..توقف في الاستقبال قليلا ليطمئن علي حالة والدته ... ثم اتجه الي القسم الذي به نور .. اذ تقريرا مقتضبا اخر من قائد فرقة الحراسة قبل ان يتجه نحو انور و احمد ... وقف كلاهما عندما شاهداه ليوجه حديثه الي انور "راكان متي طلع ؟؟" .. ليعقد انور حاجبيه و هو يقول " حوالي 6 ليش؟؟" .. ليزفر سلطان بتوتر " ما راح الفندق" .. ليقول احمد "يمكن راح يفطر " .. ليهز سلطان راسه مع عدم اقتناعه بهذا التبرير " يمكن " .. ليتجه نحو المصعد .. فطالما وصل المستشفي سيطمئن علي والدته .. كان عقله يعمل بسرعة محللا الموقف .. قبل ان يجد نفسه امام غرفة والدته ..
عقد سيف حاجبيه بشدة و هو يمرر اصابعه علي لوحة مفاتيح لحاسب الالي بسرعة .. رغم برنامج الحماية المتطور و الذي لم ير مثيلا له من قبل .. يقسم ان من صممه عبقري برمجة .. فخلال الساعة الماضية قفز بهم عبر خوادم حواسب الية في ثمان دول موزعة علي 3 قارات مختلفه .. و لكنه عبقري ايضا و لا يشق له غبار .. استطاع تتبع الاتصال رغم انقطاعه .. و الان هو علي بعد دقائق من تحديد الموقع بدقة .. و لكن ما يقلقه ان هذا المكان سيكون في المملكة .. لا و بل في الرياض ايضا .. اكمل عمله و هو يرسل رسالة نصية قصيرة لسلطان "جاري تحديد الموقع .داخل الرياض" ...
فركت كفيها بتوتر و هي تجلس جوار زوجة عبدالمحسن .. قلبها غير مطمئن .. و عدم رد ابنيها علي الهاتف زاد من قلقها .. لا تريد التعبير عن قلقها فمن حولها متوترون بما يكفي ... نزلت المها من علي الدرج و جلست امامهم لتسالها والدتها عن شقيقتها .. اجابت بانها لا تزال نائمة .. هربت الي المطبخ .. فقلبها غير مطمئن و صدرها منقبض .. حتي انفاسها لا تستطيع التقاطها .. اغلقت باب المطبخ القريب من الصالة و ارسلت رسالة لتركي تطلب منه الحضور حالا .. دقائق و كان يطرق باب المطبخ الخارجي لتفتح له الباب و تلقي بنفسها بين ذراعيه و تنفجر بالبكاء ... شدد من احتضانه لها و هو يهمس في اذنها بحنان "سدومة .. اذكري الله .. وش فيك" ..رفعت له وجها محمرا و عينين مبللتين لتشهق و هي تقول "ابي عيالي .. تركي ابيهم الحين" .. امسك بوجهها بين كفيه و هو يهمس لها " دقيت علي رائد و الحين بيجوا " .. لتنتحب بشدة و هي تتمتم بين شهقاتها " ما .. يرد .. ون .. علي .. و .. خا .... يفة" ... احتضنها بيد واحدة و اخرج هاتفه بالثانية ليتصل علي رائد ... رنة و ثانية و عاشرة .. كاد ينهي المكالمة قبل ان ياتيه صوت رجل ليعقد حاجبيه و يقول بتوتر "انت من ؟ .. ووين صاحب الجوال؟؟"...



نهاية البارت الثامن
استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه


أزميرالد likes this.

لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:44 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.