جراح الماضي * مميزة و مكتملة *

[mona mohamed]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rontii

مسا العسل
انتي فين يا خالتي

مساء النور يا حبي

بعد اقل من ساعة ان شاء الله هنزل الفصل ادعولي بس النت ميقطعش واللاب ميفصلش لان شكله بيودع وميحصلش حاجة تعطلني

[lool44]

بانتظار الفصل .....

[منى سعد]

بلانتظار يسعد مساكي

[نبيله محمد]

تسجيل حضور .......................

[lolo ahmed]

تسجيل حضور وربنا ييسرلك امرك

[mona mohamed]

الفصل الحادي عشر

تجلس في الظلام امام النافذة المفتوحة ضامة ركبتيها الى صدرها وفي يدها قدح من القهوة تمسكه وقد برد في يديها بدون ان تمسه .

عقلها متشتت وبداخلها ألم لا يحتمله صدرها ... رفعت وجهها لتنظرالى القمر بوجهه الحزين وتحدثه كأنه شخص يستمع اليها

فهمست بهدوء" اعلم ان لينا خاطئة فعيناها تحكي الكثير وتصرفاتها التى اصبحت لا تحتمل جعلتني افهم كل شيء ... لكن لماذا تعاملنى انا بهذه الطريقة ... هل عرفت شيئا عن حبي لخالد ... لكني لم اظهر ولو لمرة واحدة ذلك الحب ... اذا لماذا تغيرت معي هكذا ... اشعر ان كل شيء حولي يتغير للأسوأ ... لكن هل سأظل في مقعد المتفرجة "

نظرت الى هاتفها الملقى على سريرها ... تنتظر ان تضيء شاشته بمكالمة من مرسي الذى انقطعت اخباره منذ اكثر من اسبوع ولم تبادر هي بالسؤال عنه

فبعد ما حدث ربما لن يتقبل منها حتى السؤال.

نظرت امامها وهي تستمع الى حفيف اوراق الاشجار والتى تحركها الرياح بشدة لتعزف نغما حزينا كحزن قلبها

كانت حزينة على ما فعلته بمرسي وحزينة على حال اختها التى اصبحت كالفرس الجامح لا شيء يوقفها منذ تعرفت على تلك الفتاة التى تدعى سلمى والمعروفة بسمعتها السيئة واخلاقها المنحلة ... ولينا تلازمها كظلها بل اصبحت تقلدها في ملابسها المبتزلة وتسهر لأوقات متأخرة ... حاولت ان تنصحها باللين لكنها كانت تتلقى منها توبيخا وتدخلا في شجارا لا ينتهي ... ووالدها كم هي مغتاظة منه كثيرا وحانقة من خنوعه ودلاله المفرط في لينا والذى ساعدها للوصول الى هذه الحالة ... تتذكر عندما جلست تحدثه عن لينا وانه يجب ان يوقفها عند حدها كي لا تجلب لنفسها بتصرفاتها الرعناء فاستجاب لها وهو يستمع الى ما ترويه له عن تصرفات اختها التى اصبحت متحررة بتبجح فاستشاط غضبا ودخل الى غرفتها وضربها يومها وشتمها بشتائم لم يعتد عليها فما كان من لينا الا ان تحدته لتخبره انها حرة وانه مهما قام بضربها فلن تمتثل له ... فحبسها في غرفتها ومنعها من الخروج لكنها كانت تتسلل هاربة بدون علمه .

شعرت بالاختناق وهي تجد اختها تسلك طريقا لاتعلم نهايتها بينما هي تحاول ان تجد حلا لهذه المشكلة بعد ان لامت والدها على ضربه للينا واخبرته ان الضرب سيجعلها تعند اكثر واكثر.

حقا تتمنى لو تتحدث اليها وتحكي لها عما حدث معها ليجعلها تتغير بهذا الشكل.

تفكيرها لم يرشدها الا لحل وحيد وهي ان تتحدث الى خالد وتضغط على نفسها وتضع مشاعرها جانبا من اجل مصلحة اختها.

امسكت بهاتفها وكادت تطلب رقم خالد فشعرت بالحرج فالساعة قد تجاوزت منتصف الليل لكنها بالرغم من حرجها تغاضت عنه واجرت المكالمة

كادت تغلق الهاتف لأنها لم تحصل على رد لكن الخط فتح اخيرا وسمعت صوت خالد يقول بلهجة غلبها النعاس " مرحبا ليان "

تحشرج صوتها وخرجت انفاسها بصعوبة ... حاولت تجميع افكارها وقالت اخيرا " مرحبا خالد ... اسفة لاتصالي في هذا الوقت المتأخر من الليل لكن اريد ان اطلب منك طلبا "

قال بصوت اجش اثار الحنين في قلبها " لا تتأسفي ... اؤمريني "

شعرت بنفسها يضيق وهي تستمع الى انفاسه المنتظمة فقالت " اريد رؤيتك فلدي موضوع هام لأناقشه معك "

قال لها وقد بدا عليه الاهتمام " اممممم هل الموضوع بخصوص لينا ؟"

شعرت بلهفة في صوته عند نطقه لاسم لينا فشعرت بالغصة في قلبها لكنها تجاهلتها وقالت " اجل اريد ان اتحدث اليك عن لينا "

فرد عليها " اسف ليان لكن اعتقد انه لم يعد هناك ما نتحدث عنه فكل شيء انتهى بيني وبينها "

لا تدري لماذا شعرت بالغضب منه فقالت بنبرة حادة قليلا " هناك الكثير لا تعرفه عنها والذى من المؤكد انت السبب فيه ... سوف اتحدث اليك وبعدها عليك ان تقرر ان كنت تريد مساعدتها ام لا "

رد بعد فترة من الصمت " حسنا فلنتقابل في الغد "

واغلقت الخط لكنها لم تنتبه ان هناك من تستمع اليها عند الباب

دخلت لينا غرفتها واوصدت الباب بالمفتاح

تريد ان تتأكد من صحة ما سمعته

لقد سمعت ليان تتحدث على الهاتف مع خالد وفي هذا الوقت المتأخر والادهى انها تتحدث عنها

لا تدري ما الذى تخططه ليان من خلفها لكنها لم تعد تثق بها بعد ما عرفته

ليان خسرتها وللأبد ولن تتمكن من مسامحتها يوما على خيانتها لها .. لا تستطيع تقبل فكرة ان تكون اختها عاشقة لخطيبها

ليتها لم تدخل غرفة ليان في غيابها وليتها لم تفتح مكتبها بحثا عن ذلك القلم اللعين وليتها لم تجد ذلك الدفتر الذى لم تعرف عنه الا ذلك اليوم والذي يحمل الكثيروالكثير.

لقد علمت اخيرا سبب حزن اختها الدائم وسبب قبولها بمرسي وهي متيقنة انها لا تحمل في قلبها ذرة حب له

لكن كيف ... كيف تستمر في حبها الصامت لخالد ... الا تعتبر هذه خيانة ... خيانة لتوأمها ... لقد اعتقدت دائما ان ليان مثال للمرأة الكاملة فكانت تغير دائما من مثاليتها لكن كل شيء اتضح وسقط عنها قناع المثالية بعد ان تعرت امامها هذه الحقيقة الموجعة

منذ ذلك اليوم وهي تحاول ان تنسى كل شيء وتتمرد على كل شيء فعادت مرة اخرى الى مصادقة سلمى فبالرغم من كل مساوئها لكنها واضحة وشخصيتها شفافة امامها لاتدعى الفضيلة ولا تخفي غيرتها منها ولا تعاملها كأنها زجاج ممكن ان يتهشم في اي لحظة .

لا تصدق حتى الان ان اختها تفعل بها هذا .

اتصلت بها سلمى لتخبرها عن رحلة تحضرها الى احدى القرى السياحية فوافقت وهي من اعماقها تعلم ان كل ما تفعله خطأ لكنها لم تعد تثق بأحد وسوف تعيش كما يحلو لها .

************************************************

[mona mohamed]

" ماذا بك يا حبيبي اخبرني ما الذى حدث لك لتكون شاردا هكذا طوال الوقت ؟ "

" لا شيء امي انا بخير لا تقلقي على "

لم يستطع ان يخبر امه عن الحالة التى اصبح عليها بعد ما حدث بينه وبين ليان

لقد انكسر شيء بينهما ... كان عليه ان يدرك خطورة خطواته .. كان عليه ان يراعي ان قلبها ليس ملكا له .. لكنه رمى بكل هذا عرض الحائط ولم يبالي فكانت هذه هي النتيجة .

لقد تعبت من ملاحقته لها ... لقد ملت محاولاته الدائمة للحصول على قلبها

لم تخبره صراحة ... لكنها اخبرته بكل ادب انها تريد بعض الوقت لنفسها لأنها تشعر انه يحاصرها او يضغط عليها

تذكر ذلك اليوم عندما احضر لها الزهور في الجامعة واخبرته يومها انها تتمنى ان تحبه فأعطته املا كبيرا

لكن مع مرور الأيام ومع رؤيتها له يوميا

لم تتمكن ان تحبه كما تمنت

بل تعبت من مطاردته لها

يتذكر كلامها جيدا وهو واقفا امامها بعد ان فوجئت به وهو ينتظرها امام منزلها قبل ان تذهب الى الاسواق ليخبرها انه سيصطحبها الى هناك لخوفه عليها

فقالت له وهي غاضبة ... ربما لم تكن غاضبة منه لكنه كان المتنفس الوحيد لها لتبثه كل مشاعرها السلبية " مرسي انا اسفة لكن لا اريدك ان تأتي معي ... اريد بعض من الوقت لنفسي ... اريد ان اتنفس قليلا وانا وحيدة وانت تحاصرني من كل اتجاه "

صدم كثيرا وشعر بالغصة في قلبه لكنه ابتسم لها تلك الابتسامة العذبة واخبرها بكل بساطة وهو ينزل درجات السلم مبتعدا عنها " انا اسف لن ازعجك ثانية "

ليتركها مصدومة وتشعر بدونية ما فعلته معه

يشعر في اعماق قلبه انه اهان نفسه كثيرا وانه قلل من كبرياؤه

لكنه اشتاق اليها واشتاق لصوتها

امسك هاتفه وكاد يتصل بها لكنه رمى الهاتف بعيدا شاتما نفسه لضعفه الشديد امامها

احساسه انه يضيق عليها الخناق عليها جعله يبتعد عنها وها هو يتجاهلها منذ اسبوع

يراها قادمة من بعيد في الجامعة فيركض مسرعا كي لا تلتقي به

لا يريد ان يكون عبئا عليه وهو واثق كل الثقة انه تسرع بخطبتها وهي لم تشفى بعد من حبها البائس

تمدد على سريره محاولا النوم فأمسك بالوسادة ليضعها على رأسه ويتقلب يمينا ويسارا بدون جدوى تذكر

عندها قال بصوت عال " أأأه منك يا ليان يا معذبتي "

***********************************************

" ماسة ارجوك تحدثي الى لماذا تتجاهليني بهذا الشكل "

نظرت اليه ماسة بنظرة ذات مغزى ومالبثت ان قالت " انا لا اتجاهلك انا فقط اتحاشاك واتحاشى والدتك ... ولا اريد ان اسمع كلمة انك في منزلنا فلقد بدأت البحث عن منزل لي وحدي بعيدا عنكم "

رد عليها حانقا " لكن لماذا ... مهما كان ما حدث في الماضي فقد ذهب بلا رجعة وانت الان واحدة منا لقد اصبحنا نشعر انك من عائلتنا وامي تتألم لابتعادك عنا وديالا تفتقدك اتصدقين " وابتسم لها علها تغير تلك النظرة الحزينة وعلها تخرج من صمتها

اكمل حديثه قائلا " اعلم ان فقدان طفلك كان امرا صعبا عليك لكن فكري في الجانب الايجابي ... ربما كان فقدانك له بداية لحياة جديدة "

نظرت اليه بسرعة وكأنه صفعهاعلى وجهها وقالت بحدة " انت تقول ان هناك جانب ايجابي في اجهاضي ... انت اب وتعلم ما اجمل ان يكون لديك طفل ... وانا فقدت طفلي الذى كنت انتظره والذى كان سيخلد ذكرى والده في قلبي فكيف يكون هناك جانب ايجابي "

شعر بمدى غباؤه في هذه اللحظة وانه لا يفعل شيئا في الحياة سوى زيادة الطين بلة

اكملت قائلة " انا ممتنة لك ولأمك على رعايتكما لي لكن ما بين عائلتينا اكبر من ان نجتمع سويا ... وامك تصر على اخفاء ما فعله والدك بعائلتي ولكن يمكنني ان استنتج المشهد الدرامي ... رجل يجعل عدوه يشك بخيانة زوجته له فيذهب الاخر والشر في عينيه ويقتل زوجته ويذهب ليتخلص من ابناؤه الذي يشك في نسبهم لتقتله ابنته بدلا من ان يقتلها هو ... واكاد اجزم ان هذه هي الحقيقة ... فكيف تريدني ان اعيش مع عائلة الرجل الذي دمر حياتي "

وقف امامها لينظر اليها وهي جالسة ببرود على تلك الارجوحة التى اعتادا الجلوس عليها كلما تحدثا

فقال ببرود يحمل غضبا داخله " ووالدك الملاك البريء ... الذى تاجر في المخدر ليساهم في موت المئات من الشباب وضياع الكثيرين ... الذى ساهم في تحطيم احلام الكثير من السذج الذين ركضوا وراء المتعة المحرمة بتناول المخدرات ... وكنت واحدا منهم ... لقد اخبرني بكل مكر وخبث انني مثل ابنه وكان يعرض علي ان اعمل معه ليجرني معه الى طريق اللاعودة ... كان يقدم الى المخدر وكأنه كأس عصيروانا كالأحمق بكل طيش اتناوله واتلذذ به هائما في عالم اخر ... لقد ارتكبت بسبب الكثير من المعاصي ... لقد كنت مغيب العقل ... تشاجرت مع احدهما لأطعنه بدون ذرة رحمة حتى كاد يموت بين يدي ... كل هذا وتقولين ان والدي هو من دمر حياتكم الوردية السعيدة "

هبت واقفة وهي تصرخ به " وانا ما ذنبي في كل هذا ؟ "

وقف امامها مباشرة وكأنهما ثوران يتبارزا في حلبة مصارعة وقال بسخرية " بل الذنب ذنبي انا وانت بريئة تماما "

قالت بعصبية " هل تلومني على ما فعله والدي بك ؟ لقد كنت طفلة في السابعة مجرد طفلة تستيقظ على ابشع جريمة يمكن لأحد تخيلها ... هل تتخيل انت معاناتي وانا صغيرة ... هل تتخيل احلامي وكوابيسي كل ليلة ولا اجد من يضمني الى صدره ويخبرني ان كل شيء سيكون بخير بينما انت كنت مراهق يمكنك ادراك الصواب والخطأ "

نظر الى وجهها الذى احمر غضبا فوجدها شديدة الجمال والجاذبية في هذه اللحظة لكنه عدل عن افكاره التى سلكت طريق خاطيء تماما

قال لها بهدوء ليخفف من حدة حديثهما " ماسة انت قوية ومهما كان حجم المصائب التي مررت بها ستتمكنين من الوقوف على قدميك .. انت اقوى امرأة قابلتها " واقترب منها اكثر قائلا " واجمل امرأة رأتها عيني "

" استاذ عادل "

قالتها وهي تشعر بالحرج الشديد لتقاربهما بهذا الشكل

ينظر الى عينيها بطريقة غريبة ... يكاد يأكلها بنظراته الجريئة

جعلتها تنسى حزنها وألمها مؤقتا وتبادله نظرات حائرة تحاول ان تفهم طبيعة هذا الرجل الواقف امامها

هذا الرجل الذي لا تستطيع تحديد مشاعره نحوها

تذكرت لهفته عليها عندما اغشي عليها يوم سمعت الحقيقة

ظل بجوارها حتى استيقظت ليخبرها بهدوء انها فقدت طفلها الذى كانت تتمناه من كل قلبها وكانت ستسميه على اسم يامن

كانت تبكي طوال الليل وهي في المستشفى وتعاني نزيفا حادا فظل بجوارها حتى لا يتركها وحيدة تعاني بينما امه تشعر بالذنب القاتل لأنها تسببت في موت جنين ماسة

نظرت اليه فقالت بصوت رقيق " عادل اريد ان افهم لماذا تريدني ان ابقى ... ما السبب القوي الذي يجعلك تريد بقائي هنا ؟ "

ظل يحدق بها وكأنه يجمع افكاره حتى قال بهدوء " ماسة الحقيقة ... انا اود ان اقول ... "

" مرحبا عادل ... لم تأتي لاستقبالي فأتيت الى هنا بمفردي "

نظر بسرعة الى صاحبة الصوت الذي كان سبب لعذابه في يوم من الايام

كانت امامه بكل عنفوان الماضي

بجمالها الشديد وشعرها الحريري الاسود ووجهها الشامخ وانفها المرفوع بغرور

لم تتغير ... انها سمر القديمة لم تغيرها سنوات الغربة

لمح في عينيها لهفة وشوق وحنين لكن سرعان ما محت هذه النظرة وحل محلها الجمود وقناع جليدي يخفي مشاعرها

اخفى شوقا لحظيا حل بقلبه لرؤيتها وقال لها برسمية " مرحبا سيدة سمر واهلا بعودتك الى مصر "

مدت يدها تسلم عليه وهي تنظر الى ماسة التى تحدق بها بعدوانية واضحة لا تخطئها عين

اشار الى ماسة قائلا " اقدم لك ماسة "

وقبل ان تسأله عن شخصها

قال بسرعة " خطيبتي "

شهقت كلتاهما في نفس واحد بصدمة

بينما عادل يخفي ابتسامة جانبية وهو يمد يده ممسكا بكف ماسة بتملك واضح

ونظرة غيرة واضحة تشعل وجه سمر

*****************************************

[mona mohamed]

انها المرة الثالثة التى يطلبها للحضور الى مكتبه ولا تمتثل لطلبه

هل تعانده ام تنتفم منه ومن نفسها

منذ عودتها الى العمل وهي تتحاشاه كأنه مرض معد

لقد كسرت فرحته بعودتها

لقد اعتقد ان المياه رجعت الى مجاريها وانها تحدت اخوها وتركت خليل اللزج

لكنه صدم برؤية احدهما ينتظرها يوميا بالتناوب خارج العمل وكأنها في سجن مسموح لها بالعمل فقط

ومؤكد ان سيد لم يمنعها من العودة للعمل ليختلس راتبها بكل حقارة

فرصته الوحيدة ليكلمها هي ان يكلمها هنا في مكتبه والا فليس لديه حل اخر

سمع طرقات خفيفة على الباب

فقال بملل " تفضل "

تنحنحت اسماء وقالت بفتور " مرحبا سليم "

هب واقفا وتحرك ناحيتها مسرعا

اغلق الباب خلفها

وهي ناظرة اليه مندهشة من لهفته

قالت له بهدوء " اعتذر على تأخري في الحضور لقد كان لدي الكثير من العمل "

كان صامتا يتأملها بهدوء اربكها كثيرا خاصة وهي لا تعرف اين ينظر بعينيه

قال اخيرا بصوت متحشرج مليء بالعاطفة " اشتقت اليك "

قالت متهربة بعد ان فاجأها بمشاعره الواضحة

" انا اسفة سليم سأذهب الى عملي "

كاد تخرج فتحرك مسرعا يسد عليها الطريق

همس ووجهه يقترب من وجهها " الا تمتلكين بعض الاحساس "

نظرت اليه بغضب بالرغم من احمرار وجهها لتقاربهما الشديد

وقالت " انا هنا في مكان عملي .. ارجوك سليم لا تزيد الطين بلة بهذه التصرفات وابتعد عني من اجل مصلحتك انت "

قال لها بحدة " انت مصلحتي "

قالت له بحدة مماثلة " وكيف اكون مصلحتك... فقط اخبرني او على الاقل اعترف لي بهويتك التى انا شبه متأكدة منها "

قال لها " الاعتراف صعب .. اصعب مما تتخيلين فقط ثقي ان يوما ما سأخبرك كل شيء "

ابتسمت بفرحة " اذا انت سليم صديق طفولتي ... لكن كيف لقد قالوا لي انك مت"

قال بقسوة " القذرين لم يكتفوا بما فعلوه "

قالت له " من هم وماذا فعلوا "

قال لها مقاطعا " اسماء "

نظرت اليه بمشاعر متقلبة لا تدري حقيقتها لكنها اصبحت تحلم به كل ليلة منذ جاء الى منزلها واحتضنها

قالت له " ماذا ؟ "

قال لها وعينيه على عينيها
" كوني قوية من اجلي وان احتجتي اي مساعدة سأكون بجوارك دائما "

ابتسمت له ابتسامة جعلتها اكثر جمالا واشراقة فبدت كمراهقة صغيرة سعيدة وقالت "
شكرا صديقي "

لاتعلم كم كان وقع كلمة صديقي رائعا اعاد اليه الحنين للماضي القديم جدا

خرجت من الغرفة والابتسامة تزين وجهها

فجلست مبتسمة ببله بينما زميلتها تنظر اليها بتعجب فهي مكشرة طوال الوقت وهذه الابتسامة تعتبر من العجائب

سألتها لماذا تبتسم هكذا

فردت عليها اسماء " لتريحي عقلك وتنظري امامك ولا تحشري انفك فيما لا يعنيكي "

صدمت زميلتها من ردة فعلها لكنها معتادة على هذا الاسلوب من تلك السوقية

فلوت فمها امتعاضا وأكملت عملها

********************************************

تجلس امامه تفرك يديها من التوتر

لم تتخيل ان تجلس يوما بمفردها مع خالد

بدأت الحديث وقالت بتوتر وهي تنظر حولها حرجا لأنه كان محدقا بها بطريقة احرجتها لكنها متأكدة انه ينتظر ان تتكلم ليس اكثر

" اسفة لأنني طلبت رؤيتك لكن الموضوع حقا شديد الأهمية "

قال لها بصوت رخيم " تفضلي احكي "

قالت اخيرا بعد صمت تستجمع فيه افكارها " لينا تحتاج للمساعدة ومساعدة عاجلة ... لا تقل لي انك تركتها فمن الظلم ان تتركها وهي بهذه الحالة ... اذا لم تساعدها ستضيع ... لقد انضمت الى مجموعة فاسدة من اصدقاء السوء واخشى عليها من تهورها "

رد عليها قائلا وقد بدا عليه الاهتمام الذى شابه بعض القلق " لماذا لم تنصحيها انت فأنت اختها واعتقد ان لديك كل الحق لمنعها "

قالت له بيأس وهي تتجنب النظر الى عينيه حتى لا تضعف للحظة واحدة وحتى لا يظهر حبها له من تورد وجنتيها " اتعتقد انني لم احاول ... لقد حاولت كثيرا لكنها ترفض مساعدتي بل ترفضني شخصيا ولا ادري ما السبب المحدد لكنها باتت تعاملني بجفاء وتعاند وتكابر وتتحدى والدي وكأن لا شيء يهمها ... انا اعلم ان لينا تحبك فهي اخبرتني بنفسها لذا اعتقد ان دواءها عندك لكي تعيد اليها عقلها ... ارجوك انا احدثك بقلب اخت تخشى ان تضيع منها اختها الى الابد "

رد عليها بعد تفكير " اعتقد ان لينا كبيرة بما يكفي لتقيم اخطائها ... سأحاول ان انصحها لكن لا اعدك ان اعود اليها فقد ارتكبت الكثير الذى يصعب على غفرانه بسهولة "

شعرت بالحنق من كلماته المثيرة للغيظ فهي تحاول اقصى جهدها ان تفضل مصلحة اختها وان تدهس على قلبها بينما هو لا يساعدها فقالت ببعض الحدة " ان الفتاة تحبك وان كنت تحمل لها بعض الحب ساعدها وعندما تقف على قدميها اتركها كما يحلو لك "

اخذ يفكر في كلامها ثم قال " تقصدين ان اعود اليها من اجل مساعدتها وايهامها انني سامحتها ثم اتركها عندما تتعقل "

ردت بانفعال " ليس كذلك ... لكن اتمنى ان تساعدها وان احببت ان تتركها بعدها لا تجرحها فهي هشة للغاية بالرغم من مظهر الغرور والتكبر "

رد عليها باقتضاب " سأفكر في حل معقول ثم ارد عليك "

شكرته بالرغم من شعورها انه سيظلم لينا كثيرا

[mona mohamed]

انتهى الفصل

بصو انا الفصل جزء منه ضاع بعد كتابته عشان شاحن اللاب باظ واللاب قفل من غير لما احفظ الجزء الجديد فممكن اكتبه كملحق للفصل وانزله خلال الاسبوع او اضمه للفصل الجدييد ايه رايكم

[mona mohamed]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منى سعد

بلانتظار يسعد مساكي

مساء الخير حبيبتي نورتيني