جراح الماضي * مميزة و مكتملة *

[mona mohamed]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايشورايا

روووعه الروايه

شكرا حبيبتي تسلمي

[um soso]

[um soso]

واخيرا ساحظر تنزيل فصل

ياريت كل اسبوع تجيكي عزومه

[mona mohamed]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة um soso

واخيرا ساحظر تنزيل فصل

ياريت كل اسبوع تجيكي عزومه

ههههههههههههههههههه صباح الفل ام سوسو دقائق وسأقوم بتزيل الفصل منور يا جميل

[rontii]

انا هنا تسجيل حضووووووور

[mona mohamed]

الفصل الثاني عشر

وقف امام البوابة الضخمة وضغط الجرس

فتح الباب ليقف في مواجهة ذلك الحارس الشديد الضخامة

قال له بهدوء ظاهري " هل الانسة سلمى موجودة "

رد الحارس بصوت غليظ كأنه صوت مارد خارج من المصباح

" هل لديك موعد مسبق "

قال له خالد ونظرة تحدي بعينيه " لا لكن اود التحدث اليها بأمر هام "

وهم بالدخول فاستوقفه الحارس وهو يقول " الامر ليس بهذه البساطة ... انتظر هنا لأخبرها وان سمحت لك ستدخل "

قبل ان يغلق البوابة قال له خالد " قل لها خالد خطيب لينا ينتظر في الخارج "

بعد دقائق طويلة لمح البوابة تفتح وتخرج من ورائها شابة قصيرة القامة شعرها اسود قصير وعينيها حادتان بهما جرأة وخبرة لا تنكرها عين لايتذكر انه رآها يوما في الجامعة

كانت تتطلع اليه بنظرات يعرفها جيدا حين يتعامل مع امثالها

شعر بالانقباض في صدره وهو يتخيل اي مستنقع اوقعت لينا نفسها به

نظر خلفها فلم يجد لينا تلحقها فشعر بالخوف اكثر

تقدمت الفتاة وهي تتأمل وجهه طويلا

ثم قالت " مرحبا استاذ خالد "

قالتها وهي تشدد على احرف اسمه بجرأة شديدة وكأنها تتغزل به

اقتربت اكثر لتمسك بربطة عنقه المحلولة قليلا

وقالت ببطء تتعمد به اغرائه " انت وسيم جدا اتعلم هذا "

امسك بذراعها ليبعده عنه وقال بنبرة تهديد" اين لينا "

بدت وكأنها غير مهتمة بسؤاله لكنها قالت اخيرا " انها لا تود رؤيتك وطلبت مني ان اخبرك ان تذهب "

شتم في سره وقال وهو يحاول تمالك اعصابه " اذهبي الان واحضريها امامي حالا "

لم يرتح لنظراتها الوقحة اليه فقال بلهجة آمرة " ان لم تذهبي الان سوف احطم لك رأسك هذا فأنا اعرف مثيلاتك ممن يتلذذن باستدراج فتيات محترمات ليوقعنهن في الخطأ "

ردت مدافعة عن نفسها وهي تشوح بيديها " انا لن اخطف خطيبتك المصون ولن اجبرها ان تفعل شيئا خاطئا رغما عنها انها كبيرة وتعرف الصواب من الخطأ وربما ان احببت الدخول فلن تجدها مرتمية في احضان احدهما "

شعر بالغضب الاسود من كلماتها الوقحة فقال لها " اذا ابتعدي عن طريقي لأراها وأكلمها "

ضحكت باستهزاء وقالت وهي تشير بيديها تجاه البوابة " تفضل ادخل الى خطيبتك المصون لن امنعك و بالمناسبة نحن لا نضرب احدا على يده ليأتي الى هنا "

لم يستمع الى حديثها العقيم ودخل دافعا الباب بيديه بينما اشارت هي الى الحارس ان يتركه يدخل والا يعترض طريقه

دخل الفيلا بعد ان وجد الباب مفتوح على مصراعيه

اخذ يجول بنظره في الصالة الواسعة عله يجدها لكنها لم تكن موجودة

سمع صوت سلمى من خلفه تقول له " ستجدها في الحديقة الخلفية امام المسبح"

سار مسرعا للحديقة الخلفية كما اخبرته

ليتوقف مصدوما من المشهد الذى امامه

كانت واقفة تمسك بيدها كأس لا يحتاج ان يتأكد من محتواه

تترنح في مشيتها وتنورة فستانها ملتسقة بجسدها ليظهر وكأنها تتمايل باغراء

وانغام لموسيقى صاخبة تنبعث في المكان

كانت وحيدة لم يكن هناك احد حولها

لكنه شعر بالغضب الاسود من ذلك المنظرامامه

اقترب ببطء شديد ونظرات سلمى مسلطة عليه تكاد تفترسه وهي تشعر بالغيظ من ان تنال لينا حب شخص مثله

وقفت تتسلى بمشاهدة ذلك المشهد وهي تتمنى من داخلها ان يفترقا فلينا لا تستحق رجلا بروعته

وصل اليها

فوقف امامها مباشرة ليرفع يده ويصفعها بقوة جعلتها تترنح لتفقد توازنها وتسقط ارضا ويتحطم كأسها الى ألاف القطع الصغيرة

حاولت استيعاب الصدمة وهي نفسها كانت غائبة عن العالم عندما صفعها لتعود فجأة الى الواقع المرير بعد ان كانت في عالم اخر يخلو من الالم

نظرت اليه بقوة دون ان تشعر بأدنى شعور بالحرج من فعلتها

استقامت تعدل من ملابسها التى كشفت عن الكثير امامه

لتقف في مواجهة عينيه الممتلئتان بغضب اعمى وكأنه على وشك قتل احدهما

قالت اخيرا وهي تكاد تحترق من انفاسه الساخنة على وجهها الذى بات قريبا جدا من وجهه " لماذا تضربني ؟ ما علاقتك بي اصلا لكي تأتي الى هنا في بيت صديقتي لتقوم باهانتي ؟ "

قال لها من بين اسنانه " انت وقحة وعديمة الحياء ... تلوميني لأنني اتيت الى منزل صديقتك المحترمة " قالها باستهزاء وهو يشدد على كل حرف ثم اكمل " اتعرفين اتيت بأي صفة ؟ اتعرفين من اقنعني ان انقذك من هذا المستنقع القذر الذي رميت نفسك به ؟ انا لم ات الى هنا من اجل سواد عيونك لأنك جرحتني كثيرا ولاتزالين تتعمدين جرحي بكل الطرق ... لقد اتيت بسبب رغبة اختك ان انقذك ... اختك التى تبين لي انك لا تستحقين حبها لك ... انا استغرب حقا كيف فتاة في اخلاقها تكون اختها بهذه الاخلاق المنحلة ... الا تدركين مدى خطأك انت تشربين الخمر !!!!"

هنا فاض بها الكيل وقد استنذفت اخر ذرة من صبرها وهي تستمع الى كلماته التى تشبه السم .. والأكثر مرارة انها كلها مقارنة غير عادلة بينها وبين ليان وكأن ليان ملاك بجناح ابيض وهي شيطان اسود بقرنين احمرين

فصرخت بقوة جعلته ينتفض " كل شيء ليان ليان ... ليان فعلت وليان لم تفعل ... ليان افضل منك ... ليان المثالية وانت المنحلة ... انت لا تعرف شيئا وراء تلك القشرة المثالية التي تحيط بليان "

امسك بذراعيها وهو يهزها بقوة ويقول بقسوة " كل ما اعرفه انك غبية حمقاء ولن يستطيع احد ان يوقفك "

دمعت عيناها لكنها لم تسمح لدموعها بالتساقط وتظاهرت بالقوة وهي تقول " اتعرف شيئا ... ليان تليق بك كثيرا "

صمت امام جديتها في الكلام فأكملت

" برأيي لا تتعب نفسك بالمقارنة بيننا ... انا هكذا ولن اتغير اما انت فتستحق زوجة محترمة ذكية كليان لذلك انا اعطيك كل موافقتي لتريح نفسك وتريحني وتريح ليان ايضا فهي تبادلك المشاعر بالمناسبة ... اذهب خالد واخطبها ولا تخشى على انا قادرة على حماية نفسي "

بدا كأنه لم يسمع منها شيئا وتوقف الزمن عند جملة واحدة " ليان تبادلك المشاعر "

كيف تبادله المشاعر

حقا لا يفهم

نسي كل ما قالته وسألها " انت تهذين ... كيف تتهمين اختك اتهاما كهذا ؟ "

رفعت اصبعها لمواجهته وقالت له " انا لا اهذي لقد تأكدت ان ليان تحبك انت ومنذ زمن طويل حتى من قبل ان تعرفني "

وضع كفيه على اذنيه لا يريد سماع كلماتها

فاقتربت منه اكثر وقالت بصوت متألم " ستسمعني خالد ... ليان تحبك وانت معجب بها بدليل انك تتلمس لها جميع الاعذار وتتحدث عنها بالخير دائما بينما انا لم تتعب نفسك بالتفكير في احساسي وألمي ... تراني اخطيء لكنك لا تسألني لماذا اخطأت وبما اشعر ... خالد لا تتعب نفسك وتنكر عليها حبك لليان "

شهق بصدمة وامسك بذراعها بقوة وهو يقول " انت مجنونة انا لا احبها وكل ماتقوليه اوهام من خيالك المريض... انت مخمورة "

هزت رأسها نفيا وقالت " لم اكن يوما مستيقظة مثل هذه اللحظة "

ثم تابعت " لا تخف سأتابع حياتي بعيداعنكما ... وانت ألن تهنئني ؟ "

نظر اليها بدهشة وقال " بماذا ؟ "

قالت ببساطة " لقد خطبت اليوم "

قال لها بصدمة شديدة وشعور بالالم يضرب صدره " ويمكنني ان اخمن ان سعيد الحظ هو كمال حمدي بدون ادنى شك "

هزت رأسها موافقة وقالت له بنبرة لا روح فيها " لقد طلب يدي ووافقت لذلك كن مرتاح الضمير تجاهي واذهب الى ليان التى تليق بك "

صرخ بها هادرا وقد فاق شعوره بالخوف عليها كل مشاعره السلبية تجاهها وقال " انت تبررين خطأك بخطأ اكبر منه ... لا يمكنك ان تفعلي بنفسك هذا ... هيا تحركي معي لأعيدك الى المنزل فربما عاد اليك عقلك "

نظرت اليه وشعرت بطعنة كبيرة في قلبها وقالت بنبرة حزينة " خالد لقد تأكدت الان انك لا تحبني ولم تحبني يوما ... لقد كذبت عليك بخصوص كمال لكي اتأكد من مشاعرك لكنك خذلتني "

اقترب منها ورفع كفها الى فمه يقبله برقة ويقول " اذا انت لم ترتبطي بذلك الرجل ... "

ابعدت كفها بقسوة وقالت له " اجل ارتاح ونم قرير العين فأنا لا ارغب بالارتباط بأي رجل بعد الان "

وخرجت مسرعة لتعتذر من سلمى التى كانت واقفة تستمع الى ذلك الشجار الغريب

نظرت الى لينا التى خرجت تحارب اشباحها تاركة خالد واقفا مكانه كالطفل التائه لايدري ما الذى يفعله

اقتربت منه وعيناها مسلطة على عينيه وانفها يستنشق عطره الرجولي الأخاذ

امسكت بكتفه فأجفل لملمسها ورفع وجهه اليها

لتقول له بصوت مغري " اتريد مني ان اطيب جراحك يا استاذ خالد "

فهم مغزى كلماتها وشعر بالوقاحة والقذارة من وجوده في هذا المكان الحقير

فأبعد يدها عن كتفه وهمس معتذرا قبل ان يخرج وعقله واحساسه مع التى تركته منذ قليل وثارت فيه كعاصفة هوجاء وبعد ان كانت هي المخطئة جعلته الخاطيء بجدارة

**********************************************

[mona mohamed]

شعرت بالألم بعد عودة لينا الى المنزل صامتة متباعدة بشكل مخيف

اقتربت منها لتسألها عن سبب حزنها وتباعدها

فصرخت لينا بها ان تتركها والا تتحدث اليها مرة اخرى مطلقا

صافقة باب غرفتها في وجهها لتتركها وحيدة زاهلة لذلك التباعد بينها وبين توأمها ... أختها الوحيدة التى لا تمتلك سواها في هذه الدنيا

ولكم كرهت نفسها في تلك اللحظة واحتاجت بشدة ان تتكلم مع احد ما

امسكت هاتفها واتصلت بأكثر شخص تشعر انها مهمة معه

" مرسي كيف حالك .. اسفة لاتصالي في هذا الوقت المتأخر "

ابتسم مرسي لمكالمتها التى كان يحتاجها بشدة بالرغم من حزنه الشديد منها لكنه قال بصوته المحبب " لقد تكرر هذا الموقف من قبل "

ابتسمت لأنها تذكرت اتصاله بها في منتصف الليل من قبل لتكررها هي الآن لكن الوقت لايزال باكرا قليلا

قالت له بخجل " كيف حالك .. .لقد مضى وقت طويل منذ ان تحدثنا معا "

رد بصعوبة وذكرى كلماتها القاسية تؤرقه " انا بخير ... بأفضل حال ... وانت كيف حالك تبدين متعبة "

قالت له بنبرة حزينة " انا اشعر بالوحدة ... اشعر انني لاشيء "

رد عليها مجفلا من نبرتها الحزينة المتألمة " لماذا تشعرين بالوحدة ولما هذا الشعور بالنقص ... انت كبيرة ليان ... كبيرة جدا بالنسبة لي ومهمة جدا ايضا "

ابتسمت وهي تمسح دمعة من وجنتها وقالت " لقد كنت بحاجة الى التحدث اليك فأنت الوحيد الذى تجعلني اشعر انني مرغوبة "

صمت امام طريقة كلامها الغريبة وكأنها تتألم بشدة فود لو يحتضنها ويمسح عن وجهها كل ألم

قال لها اخيرا بصوت حنون " مارأيك ان نتقابل غدا في اي مكان تختاريه ونتحدث بما يؤلمك "

ابتسمت للفكرة وقالت له " حسنا موافقة ... لنتقابل غدا عند الشاطيء بجوار العم عبد الله بائع الفطائر الساخنة "

قال مؤكدا على كلامها " اجل العم عبد الله بائع الفطائر وذلك الفتى الصغير بائع المياة الغازية "

ضحكت بشدة لذكرى احمد الفتى الذى لم يتجاوز الثانية عشر والذي كان يبيع المياة الغازية وهو يغني ويدندن بأغاني قديمة وصوته الجميل يجبر الجميع ان يشترون منه

قال بصوت هاديء " اذا لنتقابل غدا وستحكي لي عن كل شيء "

ردت والابتسامة على وجهها والالم في قلبها بدأ يخف تدريجيا بعد حديثها القصير مع مرسي

" سأحكي كل شيء ... كل شيء "

*********************************************

جالسة على الطاولة الخشبية القديمة ذات الارجل المتهالكة

وامامها سيد وبجواره زوجته بقميصها البيتي الفاضح

يتناولون العشاء في صمت وبجوارهم ابناء سيد العفاريت

كانت تشعر بالاختناق من ملازمتهم لها في منزلها وفرضهم لأنفسهم وتدخلهم في كل كبيرة وصغيرة في حياتها

همست لنفسها في ضيق " متى سأنتهي من هذه الحياة البائسة ؟ "

قال لها سيد وهو ينظر الى وجهها بتحديق " لقد اتفقت مع خليل على تحديد موعد الفرح "

هبت واقفة ووجهها ينذر بعاصفة هوجاء

قالت من بين اسنانها " من من من ... تقصد فرحي اناااااا على ذلك العفن ... ذلك في اقصى احلامك "

انتفض سيد واقفا وهو يقترب منها لتتراجع رغما عنها للوراء لكنها تماسكت بصعوبة لتقف في مواجهته بينما زوجته تكتفي بزم شفتيها وهي تقول بصوت مسموع " قلة حياء "

التفتت اليها اسماء وهي تقول " انت احفظي لسانك داخل فمك ولا تتدخلي فيما لا يعنيك "

ضربت زوجته على صدرها لتقول بتشفي " عشنا ورأينا العانس تتكبر على من قبل بها ليسترها "

نظرت اليها اسماء لتقول بتحدي وهي ترفع رأسها " عانس متعلمة تعمل في مهنة شريفة افضل من جاهلة لا تفعل شيء سوى انجاب المزيد من العاهات"

شدها سيد بقسوة وقال لها " اياك ان تهيني حورية امامي "

ابتسمت باستهزاء " اشبع بها يا اخي انها لا تهمني بقدر اهتمامي بقطة ضالة تسير في الشارع "

قال لها من بين اسنانه " زواجك بخليل الاسبوع المقبل ولا نقاش في هذا الامر ... ولا يريد منك جهازا ولا شيء فقط حقيبة ثيابك المتهالكة "

ضحكت حتى ألمتها معدتها وقالت " سبع الرجال يتكفل بكل شيء في البيت وانا اذهب اليه بحقيبة ثيابي .. يالكرمك الزائد يا خليل "

اقتربت من سيد وقالت له بصوت كفحيح الافعى " انسى امر زواجي يا سيد ولتذهب انت وخليل وحوريتك الى الجحيم لأستريح من اشكالكم"

كاد ان يضربها عندما سمعا جرس الباب

قال سيد شاتما " من ذلك العديم الحياء الذى يدق بابنا في هذه الساعة ؟ "

اقتربت اسماء لتفتح الباب بينما دخل سيد ليرتدي جلبابا يستر به نفسه بدلا من ملابسه الداخلية المهترئة والتى لا يخجل من الجلوس بها امام اخته

فتحت الباب لتشهق مصدومة من رؤية سليم امامها

قالت له وهي تلهث رعبا " ما الذى اتى بك الى هنا ... الم اخبرك الا تأتي الى منزلي مرة اخرى ... انت حقا مجنون "

سمعت صوت سيد يقول " من على الباب يا اسماء "

كادت ان تكذب الا ان حورية كانت تقف خلفها مباشرة وهي تتطلع الى ذلك الرجل بهي الطلعة ذو النظارات السوداء

خرج سيد ليرى بنفسه من جاء لزيارتهم في هذه الساعة

ليفاجأ بذلك الرجل الذى ضربه يوما

صاحب العين المفقوعة

اقترب منه ليسحبه خارج البيت غالقا الباب خلفه

وقفا في الظلام وجها لوجه تاركين اسماء بالداخل تدعوالله في سرها الا يصيب سليم اي مكروه

بدأ سيد الكلام وسأل سليم قائلا " قل لي الان ما الذي تريده من اختى ؟ "

تنحنح قليلا قبل ان يقول بثقة " انا اريد ان اتزوجها "

قال سيد باستغراب " ولماذا هي بالذات ؟ "

عندها اقترب سليم منه اكثر وقال له بصوت عميق " انت لم تتذكرني حتى الان يا صديقي القديم "

ضيق سيد عيناه وهو يفرك رأسه محاولا التذكر حتى قال فجأة وبدهشة " وكيف لم ألحظ ... انت سليم ... "

نزع سليم نظارته ليؤكد له انه هو بالفعل سليم

نظر سيد الى عينيه التى فقأت امام عينيه وبكل خسة

ليظل طوال هذه السنوات بتلك العاهة

قال بخفوت " كيف عدت من الموت ؟ ... انا لا افهم لقد علمنا انك مت مع انهيار منزل عائلتك "

قال سليم بهدوء " ومن أخبركم بخبر موتي ؟ "

قال سيد بصدق " لا اتذكر حقا "

قال سليم " عليك ان تتذكر ولا تدعي البلاهة ... والان دعك من كل هذا لقد جئت طالبا ليد اختك "

نظر اليه سيد بتوجس ثم قال بفظاظة " اسف اسماء مخطوبة "

ضحك سليم بسخرية وقال بنبرة جادة " وهل تعتقد ان هذا الشيء يهمني "

وقف سيد امامه في تحفز وقال من بين اسنانه " اجل يهمك انا قررت ان تتزوج اسماء من خليل وانتهى الامر "

قال سليم بنبرة جافة وقد بدا على وشك ارتكاب جريمة " اقتصر وقتي وقل لي كم تريد "

قال سيد وهو يدعي عدم الفهم

" ماذا لا افهم "

قال سليم وقد بدا عليه الشر " كم تريد من اجل تزويجي بأختك ؟ "

فكر سيد قليلا قبل ان يقول " مائة الف "

ابتسم سليم وقد شعر بالحقارة وقال " حسنا سإحضر المأذون الى هنا ... اكتب كتابي على اسماء ثم اعطيك المال "

قال سيد ليزيد الموقف حقارة " نصف المبلغ اولا ثم النصف الاخر"

اكمل عنه سليم قائلا " بالطبع بعد استلام العروس"

مد سيد يده يسلم على سليم وهو يقول" مرحبا صهري"

لم يدرك اي منهما ان اسماء كانت واقفة خلف الباب تشهد عقد بيعها وكأنها سلعة ولم تقلل مشاعرها تجاه سليم احساسها بالحقارة وبالاهانة من هذه الطريقة واخوها القذر يطلب مبلغا كبيرا مبتزا سليم الذى لم يقل عنه دناءة فاحتقرته كما احتقرت نفسها

دخل سليم بصحبة سيد الى المنزل وهو يرحب به ترحيبا مبالغا به بعد ان كاد يموت بين يديه منذ عدة اشهر

نظر سليم الى اسماء الشاحبة كالأموات فأدرك بدون تفكير انها استمعت الى حديثه مع اخوها

نظر اليها نظرة اودعها فيها اسفه لكنها استدارت لتدخل غرفتها صافقة الباب خلفها بكل قوة بينما سيد يسب ويلعن ويقول لسليم مبررا " انها هكذا دائما لكن طالما اخترت فلتحتمل طباعها "

نظر سليم بحزن الى الباب الموصد وادرك شعورها في هذه اللحظة لكنه همس لنفسه " لم يكن لدي حل اخر ... سامحيني "

*********************************************

[mona mohamed]

خرجت الى شرفة غرفتها علها تستنشق بعض هواء الليل البارد ليبرد النار المحترقة في صدرها منذ عودة تلك المدعوة سمر والتى لاتعرف تحديدا سببا مقنعا لعودتها لكنها منذ ان عادت وهي تكاد تلتصق بعادل كالعلقة ولم يخفي عنها شوق قديم في عينيه بدأ يظهر على السطح

سمعت همهمات قادمة من ركن منعزل في الحديقة

جالت بنظرها لتجد سمر واقفة تتحدث في الهاتف

استغربت وقفتها في هذا الوقت المتأخر وشعرت انها تخطط شيئا فتصرفاتها مريبة منذ ان جائت

كما ان معاملتها لديالا شعرت انها ليست حقيقية

تشعر بأنها تصطنع الندم

بداخلها شعور قوي ان هناك سر لعودتها وليس من اجل ابنتها التى ظلت مبتعدة عنها ثلاث سنوات كاملة

وديالا المسكينة تكاد تطير من السعادة لعودة امها لكنهاحزينة لأنها نستها تماما ولم تعد تسأل عنها وكأنها كانت مجرد مسكن للألم حتى عودة امها

لقد بدأت ديالا في طلب طبيب للعلاج الطبيعي وحاليا تحضر نفسها لتجري تلك الجراحة التى ظلت ترفضها لمدة طويلة

بسبب عودتها للحياة بعد عودة امها

شعرت بالغيظ يأكلها فقررت ان تلحق بسمر علها تستمع الى ما تقوله فقلبها يخبرها انها تخطط لشيء

اختفت خلف شجرة كبيرة بدون ان تشعر بها

واخذت تستمع الى مكالمتها التى طالت اكثر من اللازم بينما الجميع نياما في اسرتهم

قالت سمر بعصبية " أخبرتك انني لن اعود ولو على جثتي "

صمتت قليلا لتستمع الى الطرف الاخر ثم هتفت من بين اسنانها

" لا لن تأتي الى هنا هل جننت ستفضحني ... انا بحاجة شديدة الى بعض الوقت فقط اتركني قليلا "

واغلقت الخط وهي تتطلع حولها ثم سارت بهدوء عائدة الى الفيلا بينما ماسة واقفة تحاول تحليل ما سمعته وهي متأكدة انها كانت تتحدث الى رجل لكن من هو ولماذا ترفض العودة من حيث جائت .

استدارت لتعود الى غرفتها فاصدمت بجدار صلب

نظرت لأعلى لتجد عادل واقفا امامها بوجه غاضب

رمشت بعينيها قبل ان تقول بخفوت " ما الذي تفعله هنا؟ "

ابتسم بسخرية وقال " هذا السؤال على ان اسأله لك ؟ انت ما الذى تفعلينه هنا في هذا الوقت ووقفتك المريبة خلف سمر "

ارتبكت واخفضت رأسها خجلا ثم قالت " لا شيء لقد نزلت اتمشى قليلا فوجدتها تتحدث في الهاتف فخفت ان ازعجها "

قال وهو يقترب من وجهها " لقد كنت تتنصتين على حديثها "

هنا شعرت ماسة انها مهانة فقالت له لتدافع عن نفسها " انا اشك بها منذ ان جائت الى هنا ... اشعرانها تفتعل مسرحية توهمنا بها "

اوقفها عادل بكلمة واحدة " اخرسي "

رددت ماسة بغباء " ماذا !!! "

قال لها " لا تتحدثي عن ام ابنتي بهذه الطريقة وتوقفي عن هذه التصرفات الصبيانية "

قالت له بنبرة قوية " ام ابنتك تلك التى نسيت فجأة كل ما فعلته بك وتدميرها حياتك انت وابنتك ثم تعود بكل برود وكأن شيئا لم يكن "

رد عليها بقسوة " وما دخلك انت !!! "

شعرت بالاهانة فردت بحدة " دخلى !! ها تقول ما دخلي انا وانت الذى اقحمتني في حياتك رغما عني ... اخبرتها انني خطيبتك وجعلت مني واحدة منكم وترفض ابتعادي ثم تأتي لتقول لي ما دخلك ... ثم كيف اكون خطيبتك وانت تتجاهلني لتقضي يومك كله معها"

اقترب منها اكثر وقال برقة ظاهرية " اشم رائحة غيرة في الموقف "

رفعت وجهها اليه لتواجه عينيه بقوة وقالت " انا لا اغار ولماذا اغار اصلا "

ابتسم ولمس وجهها برقة فانتفضت من لمسته وقال له بنبرة خافتة " ربما تحبيني بدون ان تعلمي "

هتفت نافية " ماذا ... احبك انت تتوهم انا لا اشعر بشيء ناحيتك ... والان اذهب الى حبيبتك القديمة واتركني "

قال لها بعفوية وهو يضحك " انا لست ممسكا بك "

شعرت بالحرج فركضت عائدة لغرفتها وهي تشعر باحمرار في وجنتيها

*****************************************

جلسا سوية امام البحر مباشرة على مقعدين وسط الرمال

كانت الامواج ترتطم بقدميهما لتبرد من نار قلبها قليلا

كل منهما ممسكا بفطيرة ساخنة لذيذة وزجاجة المياة الغازية

كانت تأكل بصمت ومرسي يتطلع اليها بينما تبدو في عالم اخر

لقد افتقدها كثيرا وشعر بالحنين الغريب اليها

تمنى لو يمحو كل الحزن من عينيها الجميلتين ويخبرها ان كل شيء سيكون بخير

تركت الطعام بجوارها والتفتت اليه بجانبها

كان يتمنى لو يلتقط لها صورة وهي في هذا المشهد الرائع بوجهها الحزين الخالي من الزينة والبحر خلفها بأمواجه المتلاطمة والسماء الرمادية وذلك الهواء البارد الذى يطير وشاح رأسها من حولها ليعطيها مظهرا ملائكيا

تنهد بصمت ثم قال لها " احكي لي ما الذى يجعلك حزينة هكذا "

ابتسمت له ثم قالت " سأقص عليك كل شيء لأنني بحاجة شديدة للكلام والا سأنفجروانا اشعر بأنك صديقي الوحيد "

كم تألم لكلمة صديقي التى خرجت من لسانها بعفوية وكم تمنى لو تكون حبيبي بدلا من صديقي

لكنه اخفى حزنه

وابتسم لها ابتسامة جميلة وقال لها بثقة " كلي اذان صاغية "

وحكت له كل شيء منذ رأت خالد للمرة الاولى وحبها الصامت له ثم صدمتها بخطبته لأختها لتعيش في جحيم لا ينتهي واخيرا تباعد اختها عنها وكأنها اصبحت تكرهها

كان صامتا طوال الوقت وهو يستمع فقط

الى ان انتهت فأخذ نفسا قويا يخفي به حزنه لأنها تتعذب امامه بحب شخص اخر بينما هو يتعذب شوقا لكلمة واحدة منها

قال لها بعد ان استجمع افكاره وصلابته ليخفي ألمه " انت لست مخطئة في حب خالد ... فالمشاعر ليست بيدنا أحيانا نشعر اننا احببنا الشخص الخطأ ونتمنى لو ترجع xxxxب الساعة الى الوراء لنبتعد عنه ... لكن كل خطأك انك تركتي نفسك لتتعذبي اكثر بقبولك بخطبة سريعة اعتقدتي انها ستنسيك حبك بمجرد ان اعترفت لك بمشاعري فاعتقدتي انني سأنسيك حبك لخالد

"

همست ليان " مرسي انا ... "

قال لها " ارجوك دعيني اكمل ... ربما كنت لك كبلسم للجراح لفترة لكنك لم تستطيعي ابدا تقبل انفجاري في المشاعر واعتبرتيها ضغط عليك ... لأنك ببساطة لا تحبيني ... لكن سأترك الحديث عن نفسي الأن واساعدك انت لأنك تهميني كثيرا ... اولا لينا ربما تغار منك وهذا ما لاحظته عليها ...

اتذكرين يوم جئت اليك بالورود في الجامعة ... لقد لمحتها اثناء خروجها واقفة تحدق الينا في صمت ويبدو انها كانت تبكي

لينا تتعذب كما تتعذبين وهي بحاجة اليك انت اكثر من اي شخص ... انت لست بحاجة الي ولا بحاجة الى خالد ... انت بحاجة لأن تتصالحي مع نفسك ومع اختك وتبتعدا عنا تماما وتعودا الى حياة الطفولة ... حياة تجمعكما انتما الاثنتين فقط .. لذا جوابي اذهبي الى اختك اخرجي معها سافرا يومين بعيدا عن كل شيء وعندما تصلحا اموركما ربما ستجدين السلام بداخلك ... وانا لن اضغط عليك بعد اليوم سأكون بجوارك دائما صديقا مخلصا لكن لا يمكنني ان اكون حبيبا فقلبك الصغير لا يتسع لاثنين "

كانت تبكي ... تبكي بقوة وهي تستمع الى كلامه الذى كما كان مطيبا لجراحها وكما كان منطقيا لكنها شعرت انه يتمزق من داخله لكنه يخفي كل هذا وراء ابتسامته الجميلة

همست من بين شهقاتها " انا اسفة مرسي ... انت حقا شخص رائع "

قال لها رغما عنه " وانت أروع حبيبتي "

شهقت اكثر في بكاء مرير بعد ان نطق بكلمة حبيبتي

فقال لها وهو يربت على ظهرها قليلا " ابكي كما تشائين ... لكن اليوم فقط اخرجي كل دموعك واصرخي ان اردتي لتعودي الى منزلك انسانة جديدة ... سمعتي "

هزت رأسها موافقة وقد تحول بكاؤها الى نحيب عال

فتركها ليقف امام البحر مباشرة وخلع حذائه ليبلل قدميه قليلا وهو ينظر بعيدا

وروحه تتألم

[mona mohamed]

انتهى الفصل الثاني عشر قراءة ممتعة ومنتظرة تعليقاتكم على نااااااااااااار

[rontii]

كسرتي قلب مرسي ليه يا مفترية
راجعه كمان نصاية بتعليق مفصل إن شاء الله