جراح الماضي * مميزة و مكتملة *

[rontii]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mona mohamed

ههههههههههههههههههههه انا لو حكومتي بصت بصة صغيرة على صفحتي في المنتدى هتسمعوا خبري

وصيتك العيال يا بتعة

علي كده جوزي بلسم شافي
ده عارف اني مشتركة في منتدي و عارف اني بقري روايات و اوقات بعد احكياو و اقولو البطل عمل كذا و البطل عمل ايه في البطله و اوعي تعمل زيوو هههههههههه ده طلع غلبان علي كده

[سارة هبة]

وييين الفصل ؟؟ 😭

[um soso]

[um soso]

ولما زوجك يدخل على صفحتك

[ourika]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حياتى هى خواتى

ألاه دانتى مستقصدانى بقااا مصممالى صوره تهددينى فيها أه يانى طاااب أنتوا متجوزين وأنا سنجله فين العدل طيب حد يشهد بالحق ولا عشان هى مشرفه يعنى تاكل حقى وأرضى بس أنا هوريكى ‏

اذا انا مشرفة انت مبقلكيش قد الي فات وتبقي كاتبة وتنسجيهم على كيف كيفك

وانا بالانتظار واعملي الي هتعمليه انا مبتهددش

وانا عندي انفصام في الشخصية لما الحكومة تبقى في البيت بعيش الواقع ولما يطلع من البيت بعيش في الخيال

[mona mohamed]

ثوان وهنزل الفصل وبعدين نكمل الحرب

[mona mohamed]

الفصل الخامس

ظل واقفا في مكانه يحاول استيعاب هذا الموقف الغريب ... انه هو لقد عرفه بالرغم من مرور سنوات طويلة ... لا يمكنه ابدا نسيان هذا الوجه القاسي ... لكنه الان لم يعد قاسيا لقد اصبح مسكينا مثيرا للشفقة ... من يراه ربما يعتقد انه ضحية لظلم اولاده ... لكنهم لا يعلموا انه كان هو الظالم.

هل يعود اليه ويساعده احتراما لصلة الدم

ام يتركه وينسى انه قد رآه ولا يعذب نفسه

التفت للخلف ينظر الى ذلك الرجل العجوز

وجده يفتح لفافة كانت في يده .. اخرج منها قطعة خبز يابسة واخذ يقضمها بلهفة ... كان يتضور جوعا ... للحظة شعر بالالم من اجله ... لحظة واحدة تمنى فيها لو يحتضنه ويقبله ... لكن ذكرياته مرت امامه بسرعة لتزيد من نفوره وحقده الذى تراكم في قلبه .. زادت من جرحه الذى لن يشفيه اي دواء في هذا العالم.

لكنه لم يستطع رؤيته امامه بهذا الشكل ويقف متفرجا ... تقدم اليه مسرعا ... وقف امامه

لا يستطيع اخباره عن هويته والرجل لن يعرفه فيبدو انه في حال لا تسمح بالتذكر

رفع الرجل رأسه لينظر اليه بعينين منكسرتين ذليلتين بعد ان كانتا يوما مليئتين بالجبروت والقسوة.

تحاشى خالد النظر الى عينيه الشبيهتين كثيرا لعينيه وسأله بصوت مرتعش " هل لديك منزل ايها العم ؟ "

رد الرجل بوهن " لا لقد طردوني واصبحت بلا مأوى "

سأله خالد وقد خمن الاجابة مسبقا " ومن هم ؟ "

رد العجوز " زوجتي وابنائي "

كاد ان يضحك من قلبه رغما عنه ... لكنه تمالك نفسه فدمعت عيناه حتى كاد ان يبكي

قال للرجل بحدة مقصودة " انا لدي مكان ... يمكنك ان تأتي معي "

لكن الرجل هز رأسه رافضا وقال " لم يبقى من العمر الكثير يا ولدي وانا الان قد تيقنت ان ذنب ناس تخلصه ناس لذلك انا استحق ... اتركتي يا بني واذهب ... لا تشغل بالك بي"

لكنه لم يتركه بل اصر عليه وامسك بذراعه ليساعده على الوقوف

سار به الى السيارة فاركبه في المقعد الامامي ثم انطلق الى المكان الوحيد الذى يستطيع ان يضعه فيه

***********

" مرحبا سليم "

" مرحبا خالد ... ماذا هناك هل حدث شيء ؟ ... لماذا صوتك حزين هكذا "

" لقد قابلته "

رد خالد بحزن

قال له سليم " قابلت من ..."

فكر قليلا ثم قال " تقصد والدك "

تنهد خالد وقلبه مثقل بالهموم وقال بصعوبة " أجل ... لقد قابلت والدي "

قال سليم باستغراب " لكن كيف وهل تذكرك وكيف تعامل معك ؟ "

ضحك خالد بهستيرية وقال " في الوقت الذى كنت اتمنى ان اراه امامي واجعله يتحسر ويعض اصابعه ندما ويرى كيف اصبحت بدونه ... اجده في حال لايمكن ان تتخيله ... انا لا أصدق"

استغرب سليم من طريقة خالد في الكلام وقلق عليه فقال له " اين انت الان ؟ "

قال خالد بسخرية " في سيارتي امام دار العجزة "

استغرب سليم فسأله " ومالذى كنت تفعله في دار العجزة ؟ "

قال خالد " تعال وسأحكي لك ... واتصل بعادل ايضا "

قال سليم بعدم اقتناع وعقله مشغول بصديقه " حسنا سأحضره وناتي اليك ... قابلنا عند المقهى القديم "

" حسنا يا صديقي "

***************

كانوا ثلاثتهم جالسين في مقهى يطل على البحر ... كان بناء خشبي قديم تنبعث منه روائح الشيشة والسمك وابخرة المشروبات الساخنة ... كان صاحبه رجل طيب القلب صياد قديم لكنه تقاعد وافتتح هذا المقهى البسيط

اناقتهم تتناقض مع هذا المكان الشعبي والذى يجلس فيه عاطلين عن العمل واصحاب المهن الحرة و اصحاب المعاشات

كان خالد في حالة غريبة لا يدري هل يبكي ام يضحك

وكلا من سليم وعادل ينظرا اليه باستغراب فلم يسبق لهما رؤية خالد الوسيم خفيف الظل بهذا الشكل البائس

كان سليم اول من بدأ الحوار

" اخبرنا كيف وجدت والدك "

ظل يفكر لفترة ثم قال " في الشارع ... كان يتسول "

شهق عادل صدمة بينهما سليم كانت ملامحه غير مقروءة

قال عادل " وما الذى يعنيه هذا ؟ هل افلس ؟ ام تلك الحية نهبت امواله ؟"

رد خالد بهدوء " لا ادري ما السبب الحقيقي ... لكنه قال لي ان زوجته وابناؤه قاموا بطرده "

قال سليم " الدنيا دوارة "

بينما عادل قال " لقد نال العقاب الذى يستحق "

قال خالد بتأنيب ضمير " لكن مهما حدث لا يستحق هذه النهاية البشعة ... انا لم اتمنى ان اراه هكذا بالرغم مما فعله بي "

قال عادل " اسف يا اخي انا لا اشمت لكن كلما تذكرت مافعله بك تفور دمائي "

سأله سليم " لكن ما الذي كنت تفعله في دار العجزة "

قال " لقد وضعته هناك فلا مأوى له ومهما كان هو والدي ولا يسمح لي ضميري ان اتركه مرمي في الشوارع ... على الاقل سيجد الان من يهتم به وسيجد من يطعمه طعاما نظيفا بعد ان كان يأكل بقايا طعام الناس "

ابتسم خالد بحزن وارتشف قليلا من فنجان القهوة السادس الذى شربه منذ ان جاء

صدح في المقهى صوت اغنية في يوم في شهر في سنة لعبد الحليم

شعر خالد انها تتحدث عنه

فردد مع الاغنية " وعمر جرحي انا اطول من الايام "

نظر عادل وسليم الى حال صديقهم البائس فأشفقا عليه لما مر به في صغره

وكأنه ضغط على جرح كلاهما فأخذ سليم يتذكر طفولته البائسة واخذ عادل يفكر في ابنته المعاقة وزوجته الحقيرة

بدأ كلاهما يغنيان معه لينظر اليهم الجالسون باستغراب وكأنهم مجانين.

ان كان هناك اي تشابه بينهم فسيكون الماضي المؤلم.

************

يتبع

[mona mohamed]

تجلس في غرفتها ممسكة بكتاب دراسي تحاول ان تفهم شيئا من الشرح المعقد

فقد اوصاها خالد ان تهتم بدراستها فمستواها الدراسي لا يعجبه

كم شعرت بالحزن عندما اخبرها بهذا ومازاد الطين بلة انه قارن بينها وبين اختها المتفوقة العبقرية بينما هي فاشلة فشل ذريع

واشعل الغضب بها عندما نصحها بأن تجعل ليان تذاكر لها

" هذا ما ينقصني ان اؤكد لليان انني فاشلة فتعاملني بطريقة المعلم والتلميذ لا معاملة اخت لأختها "

رن هاتفها اعتقدت انه خالد لكنها نظرت باستغراب الى الرقم الغربب الذي يضيء على الشاشة

فتحت المكالمة وقالت " نعم من معي ؟ "

" مرحبا يا جميلة "

شعرت بالغضب فقالت بحدة " من معى "

قال الرجل " انا كمال حمدي سبق وتعرفنا من يومين في زفاف صديقتك "

هدأت قليلا لكنها كانت مستغربة من مكالمته لها وفي هذا الوقت

قالت برسمية " مرحبا سيد كمال ... كيف حصلت على رقمي "

ضحك بصوت عال وكأنها القت نكتة ما ثم قال " رجل في سني وفي مركزي لا تسأليه سؤال ساذج كهذا "

لم تهتم بأسلوبه في السخرية وقالت " هل من خدمة "

قال لها بصوت مبحوح يكشف عن عاطفة تجاهها " انت تعجبيني "

حاولت التهرب من كلمته الوقحة فقالت له " يا سيدي لا يجوز ان تتحدث معي بهذه الطريقة ... انا مخطوبة واحب خطيبي "

بدا انه لم يستمع الى كلامها فأكمل " وما الذى يمكن ان يقدمه لك ... شقة متواضعة ... سيارة بالقسط ... مرتب لا يناسب مع متطلبات جميلة مثلك بينما لا تستطيعي تخيل ما يمكنني تقديمه لك "

تعترف ان اهتمامه ولهفته عليها ارضت غرورها لكن هناك شيء يشبه الغصة لا تعلم مصدره يجعلها متوجسة من هذا الرجل وكأن نوياه ليست كما تظن .

ردت بحدة مقصودة لتختصر معه في الكلام " لا اريد ان اتخيل ولا يهمني ... لقد قلت لك انا احب خطيبي وهو قادر ان يقدم لي كل ما احلم به "

ضحك ضحكة اثارت نفورها وجعلتها تندم انها فكرت ولو للحظة انه كان من الممكن ان يكون زوجها

قال " سأترك لك الفرصة لتفكري في ترك خطيبك والقبول بي ... ان كان ردك نعم اعدك ان اسعدك وامنحك كل ما تتمنيه "

لم يكمل فسألته " وان كان ردي لا "

قال لها " سأحرص على ان اجعلك تندمين انك رفضتي رجلا مثلي "

ردت بدهشة " ماذا !!! هل اسمي هذا تهديد ؟ "

قال بصوت اثار الخوف في قلبها " سمه كما تريدين لكن انا لا امزح ابدا "

واغلق الهاتف في وجهها ليتركها فاغرة فمها تحاول استيعاب ما سمعته للتو .

**************

اليوم هو اول يوم لها في الشركة بعد ان تلقت اتصالا منذ يومين يخبرونها فيه انه تم قبول تعيينها

قلبها كان سيتوقف من الفرحة حتى انها قامت بصنع البسبوسة التى تجيد طهيها وقامت بتوزيعها على جاراتها احتفالا بعملها الجديد

حمدت ربها ان الحياة بدأت تبتسم لها وستحصل اخيرا على راتب معقول لتتمكن من علاج والدتها

ارتدت قميص وردي ضيق وتنورة سوداء طويلة ومحتشمة

رفعت شعرها في تسريحة انيقة تعلمتها من صديقتها صاحبة الكوافير النسائي الموجود في اخر الشارع

وضعت القليل من المكياج الذى لا تملك غيره ثم خرجت من غرفتها لترقيها امها قبل ان تخرج من البيت

قبلت امها واخبرتها انها اوصت جارتهم ام أحمد ان تعتني بها

خرجت من المنزل وعلى وجهها ابتسامة أمل وتمنت الا ترى وجه خليل القذر حتى لا يكدر عليها فرحتها

لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن

كان واقفا في زاوية ضيقة يراقبها من بعيد

شعرت بالاشمئزاز وتمنت لو تبثق في وجهه

اقترب منها ببطء معتقدا انه يسحرها بخطواته المدروسة وكأنه نمر يتوجه الى فريسته بينما هو يبدو كدب يتحرك بصعوبة مع كرشه المترهل

وصل اليها فشمت رائحته المنفرة تشبه رائحة الخنفري وهي عبارة عن عطر رخيص قام بسكبه كله على رأسه

قال لها بصوته المزعج " مبارك العمل الجديد يا روح القلب ... اريد ان اخبرك انه بعد ان نتزوج لن امنعك من العمل فانا لا احب ان احزن الجميلة منى "

شعرت بأعصابها تفور .. تمنت في تلك اللحظة لو كانت ترتدي خفا في قدمها لتخلعه وتنزل به على رأس ذلك الكائن الرخوي لتقتله وترتاح لكنها لن تدنس حذائها الجديد بتلك الرأس

تجاهلته واكملت طريقها لكنه لحق بها كالعلكة وقال لها " لقد تحدثت امس مع اخوك وطلبت منه يدك وقد رحب كثيرا وقال لي انه لن يجد افضل مني زوجا لأخته "

شعرت انها تريد التقيؤ بعد ان سمعت هذا الكلام لكنها تماسكت وقالت له " اذهب انت ووعودك مع اخي وخذ معك اخي الى الجحيم ولتضرب رأسك في اغلظ حائط ... انا لن اقبل بك ... وان لم تكن متأكد افعلها واجبرني على الزواج منك وانا اقسم لك سأحجز لك مساحة في صفحة الوفيات بعد ان اقتلك واقطعك الى اشلاء لتستمتع بها كلاب الشوارع "

صدم من هجومها ومن لسانها الطويل ... التفت حوله ليجد الناس قد تركوا اعمالهم واخذوا يتفرجوا على المشهد المثير امامهم .

رفعت رأسها بغرور قبل ان ترمقه نظرة قوية وذهبت الى عملها لكن بعد ان فقدت كل الحماس

*************

يتبع

[mona mohamed]

ان ليان لا تشعر به .. كلما حاول التحدث اليها عن موضوعهما تهربت وغيرت الموضوع

يعلم انها لا تحبه وان الحب ليس بأيدينا لكنه يتمنى لو يحصل على قلبها

قلبها المشغول بحب شخص اخر وهو متأكد من ذلك

شرودها دائما... عيونها الحزينة عندما رأته مع اختها

لكنه سيبذل كل ما بوسعه ليكسب قلبها وهو يعلم انها تتمنى ان تتخلص من هذا الحب

سيكون هو الدواء لقلبها المجروح

وجدها جالسة وحيدة بدون صديقتها فاتجه ناحيتها ببطء يتأمل وجهها البريء الخالي من المكياج وملابسها الانيقة في بساطتها

وصل اليها رفعت وجهها اليه فابتسمت له ابتسامة جميلة لكن ليست هذه الابتسامة التى يريدها

هو يتمنى ابتسامة نابعة من قلب عاشق وليست ابتسامة مجاملة

قالت له " صباح الخير ... لماذا اتيت باكرا ... انا اعلم ان محاضراتك لا تبدأ الا في وقت الظهيرة"

قال لها " اتيت لكي أراك "

نظر لعينيها الداكنتين ليلمح الارتباك بهما وقد احمرت خجلا من كلماته

" اسمحيلي " واشار الى المكان الخالي بجوارها

فأومأت برأسها موافقة

جلس بجوارها لكنه شعر انها تحاول ان تتباعد لتزيد المسافة التى تفصلهما وتتلفت حولها باحراج

تجاهل شعورها بالحرج وبدأ في الكلام "لما لا نتحدث قليلا عنك ؟ "

ردت بسرعة " انت تعلم عني الكثير واعتقد ليس هناك ما لا تعرفه "

قال "انا اعلم ما تريدين ان يعرفه الناس عنك ... لكن انا اريد ان اعرف الفتاة الضعيفة الموجودة تحت تلك القشرة القوية ... من يراك يقول انك قوية واثقة في نفسك لكن الانطوائية والوحدة صفة اساسية عندك وتظهر لاي احد يراك "

ردت مدافعة " انا لست انطوائية ولا وحيدة ... الا ترى ان لدي صديقة ومشتركة في العديد من النشاطات والجمعيات كيف سأكون انطوائية اذا "

قال لها بثقة " مجرد قشرة ... انت لا تعرفين ما الذي تريديه فقط تلهين نفسك في اي شيء لكن من داخلك انت تائهة "

شعرت بالغضب من كلماته ومن جرأته في الكلام معها فهو لا يتعدى مجرد صديق او ربما هي اعطته الضوء الاخضر دون ان تدري

قالت له " لماذا تنتقدني بهذا الشكل ... من بيته من زجاج لا يرمي الناس بالطوب ... الا ترى انك اكثر مني انطوائية

لم ار يوما صديقا لك ولم ارك تشترك في اي نشاط في الجامعة ... دائما تسير واضعا سماعات الاذن وتسير كأنه لا يهمك شيء في العالم ... انت حتى لا تهتم بمظهرك امام الناس "

اجفل من انفجارها به وشعر بالذنب لأنه قال لها كلام جارح لكنها جرحته ايضا بكلامها القاسي

قال " يبدو انك لست بحال جيدة وانا لن احاسبك على ما قلتيه لكن سنكمل حديثنا في وقت اخر وستخبريني ما الذى تخفيه "

وقام من جوارها وقال " سلام انسة ليان "

لعنت نفسها على غبائها معه ... ماسبب غضبها منه حقا

هل لأنه اهانها بباطن الكلام

لكن لا لم يهينها لقد كان يسأل فقط

ام غضبت لأنه لأول مرة تجد من يفهمها حقا

فمهما حاولت الانكار هو محق في معظم ما قاله

لكن كيف ستخبره ان من يؤرق حياتها هو حب محرم

حبيب لم يقدر لها بل لأختها

تذكرت تلك الليلة عندما اخذت تدعو بقوة وتتمنى من كل قلبها ان ينزع الله حبه من قلبها حتى لا تتعذب اكثر فهي لا تتحمل

كلما رأته مع اختها تشعر بالحزن وهي لا تريد ذلك

هي تتمنى رؤية اختها سعيدة ورؤية خالد سعيد

وان كانت سعادته مع اختها فستنسحب بكل سلام

*************

وصلت الى الشركة ... دخلت اليها لتجد الموظفين يرتدون ملابس غاية في الاناقة والعملية

تبدو الجدية على ملامحهم وكل واحد منهمك في عمله لا ينظر امامه

شهرت بالدونية والرهبة وكأنها جرثومة ستلوث المكان

لكنها رفعت رأسها بإباء وسارت لمكتب الاستعلامات لتسأل عن مكان وظيفتها

وقفت امام الموظف وسألته " هل يمكنني ان اسأل عن قسم خدمة العملاء ؟ "

كاد ان يرد لكنه نظر خلفها ثم قال باحترام " صباح الخير سيد سليم "

" صباح النور " رد عليه وهو يمعن النظر في سمسم التى تألقت اليوم واظهرت انوثتها المخفية فظهر جمالها الذى تتعمد اخفاؤه

كانت سمراء بشعر اسود كالحرير يستفذه ان يحله من عقدته ... عيناها سوداء واسعة

كانت تحدق به بملامح غير مقروءة فابتسم لها ابتسامة صغيرة وقال للموظف " اترك لي هذه المهمة "

اشار بيده امامها يحثها على التحرك وقال " تفضلي انستي سأدلك على مكان عملك "

ردت عليه قائلة " لكن لا يجوز فأنا مجرد موظفة بسيطة "

اتسعت ابتسامته وقال " وانا مديرك ويجب عليك اطاعتي "

هزت رأسها وتحركت امامه بعدم اقتناع

وقفت امام قاعة كبيرة تحتوى على العشرات من المكاتب البيضاء وكل موظف يضع سماعات كبيرة على اذنيه ... منهمكين في الرد على التليفونات

نادى سليم على رجل خمسيني يبدو لطيف ومبتسم بوجه الطفولي وجسده الممتليء

قال له " هذه احد الموظفين الجدد الذين تم تعيينهم مؤخرا اريد منك ان تشرح لها كل شيء وتفهمها طبيعة العمل هنا "

رد الرجل بإبتسامة بشوشة " حسنا يا سيدي ... مرحبا بك يا ابنتي "

ابتسمت اسماء وشكرت سليم الذى قال لها بنبرة تحذيرية لكن فكاهية " لا اريد مشاكل ... ها سمعتني ... لا مشاكل والا ستعاقبين عقابا شديدا "

اومأت رأسها وقالت بتأكيد " لا مشاكل "

لكنها غير مقتنعة بما قالته وهي اشد معرفة بنفسها فهي تجتذب المشاكل اليها كالذباب

غادر سليم وتركها تتحدث الى مدير قسمها وهو سعيد بوجود سمسم في شركته

بعد ساعة جلست على مكتبها تستلم مهامها الوظيفية

نظرت بجوارها لتجد زميلتها المتأنقة كدمية بلاستيكية جالسة تحدق بها بقرف

اقتربت اسماء منها قليلا وقالت لها بصوت منخفض حتى لا يسمعها احد " لماذا تنظري الي هكذا يا فتاة "

ذهلت الفتاة من وقاحة تلك الموظفة الجديدة ذات الملابس البشعة وقالت " لا شيء ... مرحبا بك بيننا " قالتها من بين اسنانها والتفتت لتركز في عملها

بينما اسماء نظرت امامها وقال " لا حول ولا قوة الا بالله ... البداية مبشرة "

*********************

يتبع

[mona mohamed]

هذه الفتاة حتما ستقودها الى الجنون لا تريد ان تخرج من غرفتها ولا تأكل ولا تجلس على الانترنت كباقي البشر ولا تشاهد التليفزيون كل ما تفعله تمسك يوميا بكتاب ولا تنام حتى تنهيه

تتمنى لو تخرجها من قوقعتها التى حبست نفسها بها

لا تدري ما سر كرهها للحياة بهذا الشكل لكنها تتمنى لو تعرف حتى تساعدها

لم تر عادل منذ ذلك اليوم الذى جاءت فيه الى هنا وها قد مر اسبوعان على وجودها وتشعر انها بلا فائدة

السيدة نادين تعاملها كابنتها حتى انها تشفق عليها مما تفعله ديالا معها

لكن هناك سر ويجب ان تعرفه

لم تستطع ان تسأل نادين لأنها ربما ستعتقد انها فضولية وتحشر انفها في كل شيء

فقررت ان تسأل عادل بمجرد ان تراه

صعد الى غرفة ديالاودخلت بدون استئذان

كانت ديالا جالسة على كرسيها المتحرك امام النافذة المفتوحة وفي يدها كتاب كالعادة

سحبت كرسي وجلست امامها

شدت الكتاب من يدها فصاحت ديالا معترضة " اعيديه لي الآن "

لم تهتم ماسة باعتراضها ولا صراخها واغلقت الكتاب ثم رمته بعيدا

سألتها " هل لديك موهبة اخرى غير القراءة "

ردت ديالا من بين انفاسها الغاضبة " لا دخل لك "

تجاهلت وقاحتها وقالت لها " ارى بيانو كبير موضوع في الصالة ولا احد يقترب منه .... هل هو لك ؟ "

اخفضت الفتاة رأسها بحزن ومسحت دمعة فرت من عينيها لتقول لها " أجل هو لي "

ابتسمت ماسة وقالت " اذا انت عازفة بيانو "

قالت ديالا " لا لقد كنت اتعلم ... كان والدي يجلب مدرس موسيقى ليعطيني دروسا في البيانو ... ومن بعد الحادث لم اقترب منه "

" ولماذا ؟ "

" لأنني لا اريد ان اتعلم شيئا ولااريد ان اكمل دراستي واخبري جدتي ان تصرف كل المدرسين فأنا لا اهتم بالدراسة ولن اذاكر حرفا "

ردت ماسة بعد ان طال صبرها " ما الذى حدث ؟ "

ردت ديالا ببلاهة " ماذا "

" كيف حصل الحادث ؟ "

تنهدت ديالا وقالت بعد تفكير "منذ ثلاث سنوات كنت في السادسة ... ذهبت مع والدي الي الحديقة ... ورأيت عربة البوظة تسير في الشارع ... الححت على والدي ان اشتري منها ... فوافق واعطاني النقود لأشتري بنفسي لأن مكالمة مهمة تلقاها على الهاتف "

دمعت عيناها واكملت " عبرت الشارع واشتريت البوظة ... كانت بنكهة الفراولة والليمون ... واشتريت اخرى لوالدي .... لكن وانا عائدة جاءت سيارة مسرعة رأيتها تتجه نحوي لكن لم الحق ان اركض ... تسمرت في مكاني حتى احسست بها ترتطم بجسدي ... فقدت الوعي حتى استيقظت في المشفى لأجد قدمي هكذا "

ونظرت الى ساقيها المشلولتين

تألمت ماسة من اجلها ... من اجل طفلة صغيرة حرمت من ان تعيش طفولتها وان تلعب وتركض كباقي الاطفال

لكنها متأكدة من وجود سبب اخر ... لطالما تسائلت اين امها لكنها لم تجرؤ على السؤال

قالت لها " وماذا قال الاطباء "

"قالوا ان هناك امل وان الطب يتقدم لكن بعد عامين من العمليات والعلاج لم احصل على نتيجة فطلبت منهم ان يتركوني لأرتاح من الامال الواهية ."

حزنت ماسة كثيرا لكنها لم تظهر ذلك فقالت لها " ما رأيك ان نخرج قليلا ؟ "

عادت ديالا الى قناع البرود فقالت " لا لن اخرج والآن اخرجي انت لقد اخذتي من وقتي الكثير "

زفرت ماسة حنقا من مزاج الطفلة المتقلب وخرجت من الغرفة حتى لا ترتكب حماقة وتضربها

*************

جالسا في مرسمه الخاص وقد قرر ان يبدا بلوحة جديدة لكن مختلفة عن اي لوحة

لقد قرر ان يرسم ماسة

فإمرأة مثلها بجمالها وحزنها وعينيها المجروحتين وقوتها في التحمل تعتبر مادة خام لأي فنان

انه متأكد ان لوحتها ستكون اسطورية

بعد ان ينهيهيا ربما سيأتي يوما ويجعلها تراها

ذهب الى الفيلا بعد ان انقطع عن الذهاب لوجود ماسة هناك لكنه يريد ان يراها ... لا يدري ما سبب انجذابه لها لكنها تشده اليها كالمغناطيس

يتمنى ان ينسيها الماضي وان يساعدها ولا يتركها وحيدة هي وطفلها الذى لم ير النور

لكن ما قصتها ولماذا عاملتها خالتها الظالمة بهذا العنف؟

دخل الى الفيلا ليلتقط صوت عزف على البيانو ... عزف ساذج غير متمرس ...

دخل ببطء الى الصالة الكبيرة ليجد منظرا رائعا امامه

كانت ماسة جالسة امام البيانو تنظر ببلاهة الى الازرار الكثيرة وتضغط بيدها على لحن واحد كل الاطفال يعرفونه وهو لحن عيد الميلاد

ابتسم لمنظرها المضحك فاقترب منها ببطء وقال لها " صباح الخير "

توقفت بسرعة ووقفت وهي تشعر بالحرج الشديد فقد كانت مندمجة مع البيانو الجميل بعد ان تركتها السيدة نادين وخرجت لتجد ذلك امامها يبتسم في وجهها ليزيدها حرجا

قالت له "اسفة لتطفلي "

قال لها وابتسامته تتسع " اتريدين التعلم ؟ "

قالت باستغراب" ها ... لا لا لقد كنت العب بأصابعي فقط ... اعذرني وهمت بالرحيل "

فاستوقفها وقال " لا بأس انا مستعد لتعليمك العزف في اي وقت تكوني مستعدة فيه "

اومأت برأسها وهي تشعر بالخجل من ذلك الرجل الوسيم وسامة شرقية محببة

ارجعت خصلة وراء اذنها وقالت له " اريد ان اخذ ديالا في نزهة لكنها ترفض "

قال لها باهتمام " فكرة رائعة ... فقط اتركي لي هذه المهمة "

شكرته وهمت بالتحرك حتى شعرت بالدوار فاستندت على مقعد امامها ليلحقها عادل ويمسك بذراعها ليسندها

فازاحت يدها من بين يديه برقة حتى لا تجرحه وقالت وهي تتحرك "انا بخير لا بأس "

لكنها امسكت ببطنها وشعرت برغبة كبيرة في التقيوء ورغما عنها امالت رأسها للامام لتستفرغ كل ما في جوفها

ركض عادل ليحضر لها مناديل وكأس من الماء وهو لا يعرف كيف يتصرف

اخذت تتأسف منه وتلعن غبائها ثم طلبت منه ان تنظف فعلتها لكنه رفض وطلب منها ان تصعد لغرفتها

ونادى على الخدم ينظفوا القيء من على الارض

شعر بالقرف وخرج من الفيلا وندم على مجيئه الى هنا وعلى افكاره الرومانسية التى تحولت الى هذه المأساة

**********************

اتصل خالد كثيرا بلينا ولم ترد قلق عليها كثيرا وقد كان كل ما يرجوه ان يستمع الى صوتها لتنسيه همومه وتبرد النار المشتعلة في صدره

لكن كيف ستكون ردة فعلها ان علمت الحقيقة

وكيف ستكون ردة فعل والدها ان علم انه كذب عليه بخصوص اهله

هل يخفي الامر تماما ولا يخبرهم عن ظهور والده ام يحكي لهم ما حدث له من البداية

اختار الحل الأول فان علموا الحقيقة ربما سيكون لهم رأيا اخر

عندما لم ترد على مكالماته التى زادت عن العشرون مكالمة

اتصل على هاتف ليان ليسألها عن لينا

كانت ليان واقفة في المطبخ تقوم باعداد طعام العشاء عندما رن هاتفها نظرت للمتصل لتجد خالد يتصل بها

ردت عليه لتسمع صوته الحبيب يقول " ليان اسف لاتصالي بك لكن ماذا بها لينا لا ترد على مكالماتي هل هي بخير ؟ "

قالت له " لا اعلم لقد جاءت اليوم من الجامعة بدون ان تلقي السلام حتى ودخلت الى غرفتها ولم تخرج منها منذ ذلك الوقت "

قال لها بلهفة " هل يمكنك الاطمئنان عليها "

ردت عليه وهي تحاول ان تداري حزنها " حسنا سأدخل اليها واعرف ماذا بها "

طرقت باب غرفة اختها فلم ترد... سألتها بقلق " لينا هل انت بخير "

لم ترد ايضا

امسكت بمقبض الباب لتجده مفتوح فدخلت لتجد لينا جالسة امام النافذة سارحة في الفضاء وكأنها لا تعي ما حولها

اقتربت منها وامسكت كتفها تهزه قليلا لتسألها " لينا هل انت بخير ؟ "

التفتت اليها لتقفز فجأة اليها وترتمي في حضنها وتبكي وسط ذهول ليان

رفعت رأسها بيده ونظرت في عينيها الدامعتين لتسألها " ماذا بك حبيبتي ؟ "

قالت لينا " سأحكي كل شيء لكن عديني انك لن تخبري خالد "

شعرت ليان ان ما ستقوله لينا امر خطير فقالت لها " اعدك ... احكي "