جراح الماضي * مميزة و مكتملة *

[hiba21]

Thank y ou so much

[ourika]

منمون هو في حصار اليوم كمان انت فين .... اه لقيتك في فصل اليوم ولا ايه
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 6 ( الأعضاء 6 والزوار 0)
‏ourika, ‏hiba21, ‏لفلسطين أكتب, ‏mona mohamed+, ‏وهج الروح

[mona mohamed]

انا اسفة جدا جدا جدا على التأخير والله النت كان فاصل من الشركة ولسة جاي من ساعة

هنزل الفصل بعد نص ساعة

[ourika]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mona mohamed

انا اسفة جدا جدا جدا على التأخير والله النت كان فاصل من الشركة ولسة جاي من ساعة

هنزل الفصل بعد نص ساعة

يعني الحكومة ملهاش دعوة هههههههههه
مستنينك نص ساعة ساعة المهم ينزل اليوم

[mona mohamed]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ourika

يعني الحكومة ملهاش دعوة هههههههههه
مستنينك نص ساعة ساعة المهم ينزل اليوم

ههههههههههههههههههه اه الحكومة بريئة المرة دي

[mona mohamed]

دقائق وهنزل الفصل

[mona mohamed]

الفصل الثامن

دخل السيارة ليجدها تحدق فيه بألم ودموع تتجمع في عينيها لكنها تأبى النزول

قالت له " انا اشكرك .. حقا لا ادري كيف اعبر لك عن امتناني لأنك خلصتني من بين يديه "

قدم اليها حقيبتها التى خلصها من بين يدي شقيقها

نظرت الى الحقيبة وفتحتها بسرعة لتتأكد من وجود النقود بداخلها

تنهدت براحة وحمدت الله انه لم يضيع تعبها

نظر اليها بشفقة لأنه يعلم انها كانت خائفة على راتبها

لكن يا ترى لم اصبحت فقيرة هكذا لقد كان والدها صاحب اكبر مقهى في الحارة ويتذكر ان حالهما كان ميسورا وكانت امها ترتدي من الذهب الكثير

لكن يبدو ان أخوها القذر له يد في هذا الموضوع

يريد ان يعرف هل رأت عيناه

ولكن ان رأتها لماذا لم تتعرف عليه او حتى تفعل اي ردة فعل

نظر الى ملامحها بتدقيق منتظرا ان تخبره اي شيء لكنها كانت في حال يرثى له

قالت له
" انا خائفة "

قال لها " من ذلك الوغد اخوك"

اومأت برأسها وقالت " انه عديم الرحمة ... يريد ان يأخذ راتبي بالقوة ليصرفه على القمار تاركا امه بين الحياة والموت بدون علاج يخفف من ألمها .. انا خائفة ان يؤذيها كما آذاني "

قال لها " هل تريدين مني ان اساعدك ؟ "

نظرت اليه برجاء لكنها تماسكت وقالت " لا اشكرك لكن اريد منك فقط ان تأخذني الى اي صيدلية لأشتري دواء امي قبل ان يعيد اخي ما فعله "

اومأ برأسه واخذها لتشتري الدواء

أصر ان يوصلها الى الحارة لكن قلبه قلق عليها

فقال لها " ما رأيك ان اجد لك مكان اخر تعيشين فيه انت وامك بعيدا عن اخاك وشره "

قالت له " اشكرك على لطفك لكن هناك في الحارة يمكنني حماية نفسي جيدا لأن اخي جبان و يعلم ان هناك في الحارة رجال لديهم شهامة ونخوة ليقوموا بحماية نساء بلا رجل "

شعر بالغضب لأنها ربما تكون معجبة بأحدهم ويقوم بالتصدي لبطش اخوها كما فعل

اقترب من الحارة فقالت له برجاء " انزلني هنا ارجوك فلا اريد ان الفت انتباه الناس الى فما الذى سيقولوه عني ان دخلت الحارة مع شاب غريب بسيارة فارهة "

قال لها " حسنا انزلي هنا وخذي حذرك "

كانت ستمشي لكنه استوقفها قائلا " انتظري "

ونزل من سيارته متجها اليها وقال لها " اعطني هاتفك "

قالت له بعدم فهم " لماذا !!"

ابتسم وقال " لا تخافي سأكتب لك رقمي "

امسك هاتفها الصغير وكتب رقمه ثم حفظه باسمه وقال لها " ان احتجتي شيئا اتصلي بي في اي وقت "

ابتسمت له وقالت " حسنا اتفقنا ... واشكرك مرة اخرى "

وسارت بسرعة لتتخطى الشارع فوقف يتأملها وقد شعر اليوم شعورا غريبا عندما وجدها تتلوى بين يدي اخوها الوغد

شعر انها ملكه تخصه وان لا يمكن لأحد ان يؤذيها طالما هو يتنفس

قال لنفسه " أأأأه يا سمسم لو تعلمين كم افتقدتك ... كم اتمنى ان تعرفي حقيقتي "

سارت في طريقها الى المنزل ... كانت تتلفت حولها خائفة ان ترى سيد او خليل فهي منهكة وغير قادرة على التصدي لأحد الآن

تحاول استيعاب ما رأته اليوم

لقد رأت عينيه

لكنها لم تخبره ... لم تستطع ان تنطق

هل يمكن ان يكون هو ... تسائلت بحيرة

لكن سليم صديقها قد مات

لقد اخبرها الجميع بهذا

اخبروها انه مات مع عائلته بعد ان انهار منزلهم

فكيف يمكن ان يكون حي

لابد ان تشابه اسماء

لكنها استغربت وقالت لنفسها " وتشابه عيون ايضا !!! ... نفس العين اليسرى المفقودة!!!! "

اقتربت من منزلها لتجد الناس مجتمعين حوله وسيارة اسعاف واقفة امام البناء القديم

شعرت بالانقباض في قلبها

ركضت بسرعة

وقفت وسط الناس تحاول ان تمر من بينهم

نظرت الى مدخل البناء

لتجد جسدا ملفوف بالابيض محمولا على سرير الاسعاف

************************

[mona mohamed]

" هل سأتمكن يوما من نسيانه ... هل سيدق قلبي لشخصا غيره ... كم التفكير صعب والبعد اصعب ... هل سأتخطى حبه لأتمكن من ان اتنفس ... ان احيا
"

اغلقت دفتر مذكراتها بعد ان كتبت عن مشاعرها في حفل خطبتها ...ذلك اليوم الذى واجهت فيه حبها واجهت خوفها من المستقبل الذى خطت بقدميها اول خطوة فيه بقبولها حب مرسي

ذلك الشاب الرائع الذى اقتحم حياتها كزوبعة اجبرتها على رسم خطة جديدة لحياتها بعد عامين انقضيا في حب لا أمل منه

رن هاتفها فنظرت الى الشاشة لتجد اسم مرسي يضيء امام عينيها

ردت عليه لتسمع صوته يقول " صباح الخير ليان "

ردت عليه " صباح النور"

سألها " هل انت جاهزة للخروج "

قالت له " اجل لكن لم تخبرني الى اين سنذهب "

رد عليها وهو يبتسم " انها مفاجأة "

ابتسمت وقالت " حسنا موافقة ... مر على بعد نصف ساعة "

ركبا سويا سيارة الاجرة

سمعته يقول للسائق " مدينة الملاهي من فضلك "

ابتسمت فقد مر وقت طويل جدا منذ زارتها اخر مرة حتى انها لاتتذكر كم كان عمرها وقتها

وكأنه يشعر بما تفتقده ... انها فعلا مفاجأة ككل ما يفعله لها منذ ان عرفته

وصلا مدينة الملاهي

وقف مرسي امام لعبة الافعوانية العملاقة (قطر الموت)

ابتسم وهو يتخيل منظر ليان وهي تصرخ رعبا اثناء ركوبها تلك اللعبة

اقترب منها واخذ يتطلع بوجهها الحبيب وهي محدقة بطفولية في تلك اللعبة المرعبة

حتى هذه اللحظة لا يصدق انها اصبحت خطيبته

قلبه يكاد يخرج من صدره ويصرخ بحبها

لا يمكن لأحد تخيل مقدار عشقه لها لكن ما ينغص سعادته انها لا تحبه

يعلم انها تعتبره صديقها بالرغم من خطبتهما

يعتقد بل متأكد انها تهربت من حبها بالقبول به لكنه يتفهمها ولا يريد سوى ان يرى ابتسامة وجهها الجميل

قال لها بصوته الدافيء " ما رأيك ان تركبيها "

قالت بسرعة وقد دب الخوف بقلبها " لا لا يمكنني فعل ذلك الا ترى كم هي مخيفة"

قال لها بثقة " ستشعرين انك طائر جربي هذا الشعور واتركي العنان لمشاعرك ومخاوفك واحزانك لتنطلق معك ... اصرخي كما تشائين فالجميع يصرخ ... لكن اصرخي لتخرجي ما يختبيء بداخل قلبك الصغير ... كوني حرة "

نظرت له باندهاش وكلماته تقع كالسحر في قلبها

وكأنه يضغط بكلماته على جراح قلبها فيهدأها

نظرت الى عينيه التى ينظر بها اليها كأنها المرأة الوحيدة في هذا العالم

وقالت " حسنا احجز لنا معا "

اومأ برأسه وتركها ليحجز الدور التالي في اللعبة

ركبا متجاورين على المقاعد التى اغلقت جيدا حول جسديهما

وقد حجز لها مرسي المقعد في مقدمة الافعوانية لترى العالم امامها اثناء سير اللعبة

جلست بخوف وقد تشبثت بقوة في ذراع المقعد

ربت على كفها وقال لها " لا تخافي من شيء طالما انت معي "

نظرت له نظرة أمل لتنطلق بهما اللعبة

اخذت اللعبة تصعد ببطء شديد لأعلى حتى وصلت الى القمة

نظرت اليه بخوف وقالت " انا مرعوبة "

واغمضت عينيها

قال لها بحزم " افتحي عينيك وانظري امامك "

امتثلت لطلبه بغير اقتناع لتتحرك اللعبة فجأة وبسرعة كبيرة جدا لأسفل عندها اخذت ليان تصرخ باعلى قوتها وهي تنظر امامها بخوف لكن في ثوان اعتادت على حركة اللعبة واخذت تصرخ بسعادة وفتحت ذراعيها تستقبل الهواء ثم اخذت تضحك بهستيرية حتى دمعت عيناها

كل هذا ومرسي يراقبها ويبتسم

انتهى الدور

ساعدها على الوقوف فأخذت تترنح لشعورها بدوار خفيف

لكن لم تتوقف عن ضحكاتها

ابتسم رغما عنه لمظهرها المضحك وكأنها ثملة

فقال لها " يبدو انني اخطأت باحضارك هنا "

قالت له من بين ضحكاتها الرنانة " لا لقد كانت فكرة رائعة واود تجربتها مرة اخرى "

قال لها
"لا سنجرب شيئا اخر لكن هيا لاحضر لك شيئا تشربيه اولا "

وافقت على كلامه وسارت بجواره وهي سعيدة لأنه كان محقا

فقد شعرت انها تتطير بالفعل وكان احساس اروع من الخيال

في وقت الغداء اصطحبها الى مطعم بسيط وليس فخما كالذى ذهبت اليه مع خالد ولينا

كان حميميا ولطيفا والناس به بسطاء طبيعيين وليسوا متكلفين

شعرت انها على طبيعتها

وهنا شعرت بالفرق بين مرسي وبين خالد

شعرت ان مرسي في هذا الموضوع يشبهها كثيرا بينما خالد يشبه لينا يحب المظاهر

سيارة فارهة ... مطاعم فخمة

ومرسي مثلها يركب المواصلات العامة

يجلس في مطاعم شعبية

يأكل الذرة المشوية على البحر كما فعلا منذ قليل

يحب الترمس الغارق في الليمون مثلها

حتى انها عندما تخيلت شبكتها كيف تكون

اشتراها لها كما تخيلت

نظرت الى الخاتم الذهبي الرقيق على شكل زهرة في اصبعها

وتلمست العقد الرقيق جدا بزهوره الصغيرة والذى التف حول رقبتها بنعومة

كانت سعيدة بذهبها الجديد

على عكس لينا التى طلبت ان تكون شبكتها من السوليتير فهي لا تحب الذهب وتشعر انها تستحق افضل منه

ليشتري لها خالد خاتما من السوليتير من المؤكد انه بسعر خيالي

في هذه اللحظة شعرت انها على الطريق الصحيح بارتباطها بمرسي

وكما يقولون " الحب يأتي مع العشرة "

ابتسمت لمرسي العاشق الولهان ونظرت في طبقها لتكمل وجبتها المفضلة

********************

[mona mohamed]

اليوم عيد ميلاد ديالا لقد اخبرتها جدتها وقد عقدت النية ان تجعله يوما مميزا لها ورغما عنها حتى و ان رفضت

ذهبت الى غرفة السيدة نادين جلست بجوارها على اريكة مريحة في وسط الغرفة

قالت ماسة " كنت اود ان اسألك عن شيء بخصوص ديالا "

قالت لها " تفضلي ابنتي "

قالت ماسة " اريد ان اعرف هل لديالا اصدقاء ... اعني انا لم ار احدا يزورها فهل كان لها اصدقاء مقربون ؟ "

قالت السيدة نادين بنبرة حزينة " اجل لقد كان لديها صديقتان ... لم يفترقوا ثلاثتهم ابدا ... كانوا سويا في الروضة ثم دخلتا معها نفس المدرسة "

سألت ماسة باهتمام " وهل ابتعدتا عنها بعد الحادث "

هزت رأسها نفيا وقالت " لم تبتعدا عنها بل هي من ابتعدت وتركت المدرسة وطلبت ان تدرس في البيت ... كانتا تأتيا يوميا بعد الدوام أملا في رؤيتها لكنها كانت ترفض في كل مرة حتى انها طردتهم في المرة الاخيرة التى رأيتهما فيها منذ عامين "

قالت ماسة بأمل " هل معك رقميهما "

قالت نادين " لا لكن اعرف ارقام والدتيهما "

قالت ماسة بحماسة " اذا سندعوهما الليلة على الحفل "

سألتها نادين بتردد " هل تعتقدي انها فكرة صائبة "

قالت ماسة " لا حل اخر امامي ... سنجرب "

قالت لها " حسنا ابنتي افعلى ما تجديه صائبا وانا معك في اي قرار "

ابتسمت ماسة لها وقالت برقة " اشكرك سيدتي على ثقتك بي "ا

وقامت لتغادر لكنها توقفت عند باب الغرفة

ترددت قليلا لكنها التفت عائدة الى السيدة نادين

جلست بجوارها تفرك في يديها بتوتر وتطرق بقدمها بسرعة على الارض

لاحظت نادين توترها وكأنها تريد ان تطلب شيئا

فقالت لها " هي هناك شيئا اخر "

قالت ماسة " اعذريني سيدتي لفضولي لكن انا اريد ان اسألك عن شيء يؤرق تفكيري"

نظرت لها نادين باهتمام وسألتها " وما هو هذا الشيء "

قالت ماسة بتوتر " اريد ان اعرف ما سر عدوانية ديالا ... اعلم انها حزينة لشللها لكن هناك شيء غامض ... اشعر انها يائسة وهذا غريب على طفلة في سنها الصغير ... لقد تمنت الموت امامي وكأنها ضائعة وكأن الحياة نفسها سبب في تعاستها .. فقط ارجو منك ان تخبريني حتى اتمكن من مساعدتها "

قالت نادين بعد تفكير " السبب أمها "

ردت ماسة باستغراب " أمها !! "

قالت نادين " اجل ... ام ديالا كانت من النوع البارد لاتظهر مشاعرها ابدا حتى الان انا استغرب كيف وقع عادل في حبها وكان يعشقها حتى النخاع

كانت سمر امرأة فاتنة لكنها باردة كالجليد

كانت تفضل مصلحتها على كل شيء

اصرت بعد الزواج ان تستمر في الدراسة حتى اصبحت استاذة في الجامعة وعادل لم يوقفها

لكنها كانت تهمل واجباتها كزوجة وكأم ... منذ ان انجبت ديالا وهي تنبذها وكأنها جاءت غلطة

كنت ارى ديالا تتوسلها ان تهتم بها ان تخرج معها ومع والدها حتى ان تمشط لها شعرها لكنها دائما ما تردد انا مشغولة انا مشغولة

"

كانت ماسة مندهشة مما تسمع

فقالت نادين وكأنها عرفت ما في بالها " اعلم انك تستغربين ان تكون الام بهذا الشكل والمعتاد ان يكون الاب هو البعيد عن ابنائه لكنه حدث وسمر لم تكن امرأة عادية

عادل بالرغم من اعماله الكثيرة ومتابعته لمعرضه لكن هناك دائما وقت لابنته

لكن امها لا ... قبل الحادث بشهر حدثت مشكلة كبيرة بين عادل وسمر لأنها اصرت ان تسافر الى انجلترا لاستكمال دراساتها ولأنه عرض عليها منصب كبير في جامعة كبيرة هناك

لكن عادل رفض واغلق الموضوع فلم يتحدثا عنه حتى حدث ما حدث واصبحت ديالا مشلولة

كانت سمر في البداية تحاول الاعتناء بها لكنها شعرت ان المسئولية اكبر من قدرتها على الاحتمال وان ديالا اصبحت عبئا كبيرا عليها

فقررت ان تطلب الطلاق لتحقق حلمها في السفر

وتترك ورائها زوجا مصدوما وابنة كرهت الحياة بسببها

كنت ارى ديالا التى كانت تعشق امها بلا امل تذبل امامي

كانت يوميا ترسل اليها رسائل كتبت بها عودي يا امي انا احتاجك لكنها لم ترد على ايا منها

وبعدها انت تعرفين الباقي من الحكاية "

لم تشعر ماسة انها كانت تبكي بحرقة

كانت تبكي على حال تلك الصغيرة المسكينة التى كل ما كانت تتمناه هو حب امها

كرهت تلك المرأة بشدة وتمنت من قلبها ان تعيش وحيدة حتى تصبح عجوز شمطاء لا تجد من يسندها حتى تموت وحيدة في فراشها البارد

قالت بصدق " انا اسفة سيدتي لأنني تدخلت فيما لا يعنيني لكن اشكرك انك اوضحت لي كل شيء ومن الان فصاعدا سأحاول ان اعوض ديالا عن الحنان الذى افتقدته "

قامت من جلستها وقبلت السيدة نادين على خدها وخرجت مسرعة لتجهز لذلك الحفل

******************

[mona mohamed]

مر يومان على خطبتهما ولا يرد على اتصالاتها

يتجاهلها تجاهلا تاما

لا تعلم ما به ولماذا تغير معها هذا التغيير المفاجيء

تشعر ان لذلك الرجل المدعو كمال يدا في الموضوع

كانت تشعر ان هناك شيئا مريبا باصطحابه لها لذلك المطعم

شتمت نفسها الف مرة لغباؤها لأنها ذهبت مع ذلك الرجل

مؤكد فعل شيئا ربما صورها او سجل لها

لا تدري

رأسها يكاد ينفجر من التفكير

قررت ان تذهب اليه

الى منزله لتعلم ما به وتواجهه حتى لا يتهرب منها ولكي تدافع عن موقفها

كانت الساعة الرابعة عصرا ومن المؤكد انه في البيت الآن

اخبرت والدها انها ذاهبة لشراء حقيبة جديدة

وذهبت الى منزله القريب

طرقت الباب عدة مرات فلم يفتح احد

استغربت فأين ثلاثتهم

بعد قليل فتح الباب لتجد خالد أمامها يرتدي ملابس قطنية

وشعره مبلل فيبدو انه خرج للتو من الحمام

شعرت بالاحراج وقد بدا وسيما بدرجة موجعة

قال لها بجدية " ما الذى تفعلينه هنا ؟ "

قالت له " الن تدعوني للدخول ؟ "

تحرك مفسحا لها الطريق وقال لها " ادخلي "

دخلت الشقة التى تراها للمرة الأولى وقد بدا انها شقة عزاب بحق

ملابس ملقاة بعشوائية

بقايا طعام على الطاولة

العشرات من اعواد السجائر في المطفأة

جلست على اريكة مريحة في وسط الصالة

قال لها " كيف جئت الى هنا ... الا تهتمي بما يقوله الناس عنك ... الا تدرين ان هذه شقة شباب ... هل جننت ام انك من التحرر بحيث لا تهمك العادات والتقاليد ؟ "

نظرت اليه بصدمة وهي لا تدري ما الذى تقوله وكيف تدافع عن نفسها وهي لم تفكر في الموضوع من هذا المنظور وقد باغتها بهجومه العنيف

قالت بصوت مرتعش يدل على بكاء وشيك " انا اسفة ... كل ما اردته ان اطمئن عليك ... لم ترد على اتصالاتي فقلقت عليك ... كما انك متغير معي واردت ان اعرف السبب

"

صرخ بها فانتفضت خوفا

" تريدين ان تعرفي السبب ... تعالي معي "

وسحبها من يدها بقوة وادخلها الى غرفة نومه

القاها على السرير

شهقت مصدومة وقالت له وهي تتراجع ببطء " ما الذى حدث لك خالد ؟ هل جننت ؟ من المؤكد انك تهذي "

اقترب منها ببطء وقال لها "لا تجبريني على فعل ما يخالف اخلاقي ومبادئي ... والآن اخبريني ما الذي بينك وبين ذلك المليونير "

رددت بدون تفكير " هل اخبرك ؟ "

هجم عليها فجأة حتى انتفضت مذعورة

امسك بذراعها وقال " اذا اعترفي انك على علاقة به ... وجدتي فيه صيد مناسب كما كنت انا ايضا فريسة لطموحاتك التى لا تنتهي "

كانت تهز رأسها نفيا

فأكمل " اعترفي انني لست اكثر من مجرد رهان بينك وبين احدى صديقاتك التافهات "

قالت له بوهن وقد بدأت في البكاء وتألمت من امساكها لذراعها بهذه الطريقة

" الامر ليس كما تظن ... خالد انا احبك وذلك الرجل لا شيء يجمعني به على الاطلاق "

صرخ بها وقد فاض به الكيل "انت كاذبة "

قالت له " انا لا اكذب ... هو من طاردني ... هو من يتصل بي ليهددني .. ومؤكد هو من اتصل بك ليوقع بيننا "

ضحك بسخرية وقال " لا لم يكن هو من أخبرني ... لقد كانت صديقتك العزيزة هي من حذرتني منك وقالت لي انك لا تحبيني بل تحبين نقودي ومركزي وان لديك فرصة افضل مني مع ذلك المليونير "

شهقت بالبكاء وقالت له " كل هذا كذب "

اقتربت منه تلمسه وقالت له " انا احبك خالد ... احبك اكثر من اي احد في هذه الدنيا صدقني "

قال لها بألم " انا لا اصدقك ... هل تنكرين انك خرجت مع ذلك الرجل في احد المطاعم "

قالت له " لقد هددني فذهبت معه "

هز رأسه وكأنه لا يستوعب صدمه بها

وقال لها
" ما دام قد هددك لماذا لم تلجأي الى لتشتكي لي ... لماذا ؟؟ "

قالت له " لا ادري ... اعتقدت انني قوية لمواجهته بمفردي"

ضحك ساخرا " بالطبع فأنت لينا الرائعة الجميلة التى ليس لها مثيل ... غرورك اعماكي وعليك ان تفيقي"

لمست كتفه وهمست بحزن " انا اسفة حبيبي "

قال لها بقوة " اخرجي من هذا المنزل الآن والا ارتكبت ما سنندم عليه طول العمر "

قالت له " لكن هل سامحتني ؟ "

صرخ بها " اخرجي لينا الآن "

وخرجت من الشقة ممتثلة لطلبه ودموعها تجري على وجهها

ارتطمت بسليم اثناء خروجها

فنظر اليها باستغراب وقال لها " هل انت بخير ؟ "

لم ترد عليه وركضت على السلالم بسرعة

دخل سليم الشقة ليجد خالد يسير كالتائه يمينا ويسارا ممسكا بشعره

ثم امسك بمطفأة السجائر والقاها على مرآة غرفته

ركض سليم اليه وقال له "هل جننت خالد ... ما الذى حدث لك "

قال خالد بألم " لقد خدعت بها ... ليست كما اعتقدتها "

قال سليم بثقة " وكيف اكتشفت هذا"

حكى له خالد انه تلقى مكالمة غريبة من فتاة تحذره من لينا وتحذره من انها مجرد فتاة مادية تبحث عن الثروة

فكر سليم قليلا ثم قال " لا تستعجل خالد ... ربما يكون هناك من يريد ان يوقع بينكما فلا تظلمها واستمع اليها بهدوء "

اومأ خالد بعدم اقتناع لكنه شعر ان حديثه مع سليم خفف عنه قليلا

*****************

دخل عادل الى غرفة ديالا ليجدها ترتدي فستانها الوردي الجديد

بدت جميلة ورقيقة

ساعدها لتجلس فوق مقعدها

ثم اخذها الى خارج الغرفة التى نادرا ما تخرج منها

دخل بها الى الحديقة الواسعة

وجدت امامها خيمة كبيرة مزينة بالبالونات من الخارج

ولوحة كبيرة مكتوب عليها

عيد ميلاد سعيد ديالا

نظرت اليه وابتسمت له

ربت على كتفها ودخل بها الخيمة التى كانت غارقة في الظلام

نظرت باستغراب

وفجأة

فتح الضوء

نظرت امامها لتشهق مصدومة

وجدت امامها الكثير من اصدقائها

نظرت لكنزي وحلا صديقتيها التى حرصت بنفسها ان تبعدهما عنها وها هما حضرتا اليها في عيدها

لمحت معلمتها الانسة مي وقد وقفت تتأملها وارسلت لها قبلة في الهواء

وفي المنتصف وقفت ماسة والتى صدح صوتها وهي تغني " سنة حلوة يا جميل "

ليردد الجميع معها وكل واحد ممسك بشمعة مشتعلة في يده

دمعت عيناها من الفرحة ولم تدري ما الذى تقوله

اقتربت منها كلا من كنزي وحلا

لينزلا امامها على ركبتيهما وقالا لها " لقد افتقدناكي يا دودي "

ابتسمت ديالا وقالت " وانا ايضا افتقدتكما كثيرا ... انا اسفة "

هجما عليها في حضن ثلاثي

نظر عادل الى ابنته

فمسح دمعة هبطت رغما عنه

نظر الى ماسة بفستانها الوردي المنتفش بطفولية

ووجهها السعيد وكأنها حققت معجزة

وقد ادرك في هذه اللحظة ان تلك الجوهرة التى دخلت حياته

قد حازت على قلبه وقلب ابنته

وانقضى الحفل

جلست ماسة بجوار عادل على ارجوحة كبيرة في منتصف حديقة المنزل

نظر اليها عادل وضوء شمس الغروب ينعكس على وجهها الجميل

قال لها " انت رائعة "

شعرت بالاحراج ولم تنطق بشيء

فأكمل " لم اتخيل ان تفعلي كل هذا من اجل ديالا ... انك حقا امرأة مميزة ماسة وانا سعيد انني عرفتك ... وحتى الان انا مستغرب كيف تعاملك خالتك بتلك الطريقة وانت بريئة كالملاك

"

شعر انها تألمت من ذكره لخالتها

فقال " انا اسف حقا لتدخلي فيما لا يعنيني لكن اريد ان اعرف سر معاملتها لك بهذا الشكل القاسي"

قالت ماسة " انه موضوع كبير وقديم ... ربما سأخبرك به يوما ما "

اومأ برأسه وقال لها " وانا في انتظار ان تفتحي لي قلبك يوما ما "

دخل عادل غرفة والدته ليودعها قبل رحيله

سألته باهتمام " عادل ما اسم ماسة بالكامل ؟ "

استغرب عادل من سؤالها لكنه قال لها اسمها الذى ذكر اثناء التحقيق

" اسمها ماسة احمد خطاب "

شهقت امه مصدومة وقالت " لا لايمكن ان تكون ابنته"

قال لها " مالذى تعنيه امي ؟ "

رددت وكأنها لم تسمعه " والد ماسة احمد خطاب ... لا يا الهي لا يمكن"