الخياران يشقيانني

[سجن المؤمن]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
بسم الله الرحمن الرحيم
حياكم الله ..
كنت دائما لا أستطيع أن أقبل بقاء أي زوجة مع زوج يخونها ..
لكن حاولت في هذا النص الذي كتبته أن أكون في مكانها و أن أحس إحساسها ..
خاصة و أن كثيرا من الازواج يحببن زوجاتهن إلا أنهم يخونونهن ..

مع نص : الخياران يشقيانني


و كررت فعلتك مرات و سامحتك مرات و في كل مرة أكتشف فيها فعلتك أشهق شهقة تخرج من رحم حبي لك الممتد على مساحة جسدي و على كل مسمات جلدي و أصرخ في وجهك ناعتة إياك بأسوء النعوت .. كما أعلن عن كرهي لك بكل الحبال الصوتية التي تسكن حناجر العاشقات لما يكتشفهن خيانة من يحببن .. ثم أعض على شفتي محاولة كبح دموعي غير أني أبكي بكاءا مرا .. يظنني من يراني أنني على شفير الموت و أنني أحتضر فكل الدماء التي تسري في شرايني تنهمر دمعا جاريا على خداي اللذان لم يبق فيهما أي تورد أو أحمرار بل الشحوب سمتهما الظاهرة فلم تبق أي قطرة دم في داخلي قد يضخها قلبي فيظهر أثرها على وجنتاي ...
هذه هي الطقوس التي أمر بها و التي أقوم بها في كل مرة أكتشف فيها فعلتك كما أعاهد نفسي بألا أكررها و بأن لا ألقي عليك نظرة واحدة في المرة القادمة فالحل الوحيد هو هجرك لأنجو من هذا الألم الذي تكرر و الذي سئمته لكن المشكلة ليست في عدم قدرتي على تحقيق وعدي المشكلة في إجابتك..إجابتك التي تسجدي كل ذرات العطاء الموجودة في دواخلي .. و كل حنان الأنوثة الذي تكونت منه.. من شعري .. لعقلي .. لأناملي .. لدفاتري و أوراقي التي لا أجرأ فيها على كتابة هذه الكلمات و الحروف التي تختلج بها أعماقي لأني أعلم أنها ستغضبك و ستجرحك !!
أنا لا أعلم لما أكون مذعورة من أي جرح قد يصيبك من غيري أو مني خاصة ..بينما أنت جرحتني كثيرا .. و اعترفت بالأمر في المرات الأولى غير أنك تعلمت أن تكتم و أن لا تعترف فلقد عرفت أن اعترفاتك قاسية لدرجة أنها تبعثرني لأشلاء .
فأفكر بالأمر محاولة أخذ جانب الحياد و الإنصاف و أتذكر إجابتك أيها الذكي ..
نعم أعترف بكل ضعفي و هواني و غبائي بأني أدور ..أدور و أعود لإجابتك .. إجابتك التي أنصفتني و خففت من إزدرائي لنفسي كما أنصفتك .
فأنت تقول أيها الحبيب الخائن الوفي بأنك تحبني أنا .. و أنك ما أحببت مثلي و أني متربعة على عرش قلبك .. قلبك الذي أتعبتني لأصل إليه ..فأنت لما أحببتني أحببتني بكل ما فيّ من سيء و جيد .. أحببت حساسيتي .. عصبيتي .. غبائي .. ضعفي ..
لا أريد أن أتذكر ما قلته عن الجيد فيّ لأنك جعلتني أحس أني الأنثى الوحيدة التي عرفتها و الأنثى الوحيدة التي أحببتها .. و أنك ما خنتني أبدا فحفظك لتفاصيلي الصغيرة التي لا أذكرها يصيبني بالغرور و يجعلني أنسى لدقائق ما تسببه لي من آلام ..
و أنا هنا أريد الحياد .. لذلك أعود لإجابتك ..
تقول لي : أنا أريد أن يكون حبك موافقا لقوة حبي أن تحبي السيء فيّ قبل الجيد .. و قد أثبتي لي ذلك ، فكثيرا ما تغضيت عن تملكي .. عن غيرتي .. عن تسرعي و إندفاعي في قرارت حياتنا لذلك أنا أتساءل أيتها الغالية لما لا تستطعي التغاضي عن خياناتي كما تسميها .. أنا أسميها لهوا لا قيمة له .. و قد أثبت لك مرات أنه لما يتعارض لهوي مع واجباتي نحوكِ فأني اقدمك أنت و لا شيء قد يمنعني عنك ..
أنا أعرف ماذا ستقولين لي ستقولين : إذا كان الأمر كذلك فأنا أستطيع خيانتك شرط ألا تتعارض خيانتي مع الوقت الذي نتشاركه و مع واجباتي تجاهك ..
لكن الأمر مختلف : لأن الخيانة أيتها النقية ليست من تكوينك .. أما عن لهوي فهو من تكويني الذي تريدين تغيره لا أقول أني لا أستطيع الإستغناء عنه قد أستطيع لكن إذا تغيرت فلن أكون من تحبين ..!
وجب أن أتغير من تلقاء نفسي لا جراء ضغطك الذي لن يكون إلا سببا في شقائنا ..
و أنا أقول لك أيتها الحبيبة .. اختاري ..
نعم اختاري ..
إذا قررت البقاء معي عليك احتمال لهوي بدون مرارة .. بدون نقمة ..لا أريد أن أجرك لمستنقع لست متكونة منه .. فأنت تجسيد لنقاء و الحنان .. و إذا لم تستطيعي التحمل .. و إن كنت أسبب لك ألما يتعبك .. يسقمك ..يقتلك ..فأنا يا حمامتي مستعد لإطلاقك.. فأنا أريد أن تبرق عييناك اطمئنانا و راحة لا مرارة و نقمة .

هذه هي إجابتك التي قلتها لي مرات في كل مرة أكتشف فيها خيانتك ..
و كنت كل مرة أبقى بدون أن أصرح بخياري ..
لكن هذه المرة أنا عازمة على أن أختار فإما أن أبقى معك أو أدير ظهري لك
و أنا في حيرة من الخبار ..
ماذا سأختار يا حبيبي ..؟!
ماذا سأختار ..؟!
الخياران يشقيانني ..!