آخر 10 مشاركات
غيوم البعاد (2)__ سلسلة إشراقة الفؤاد (الكاتـب : سما صافية - )           »          ياسميـن الشتـاء-قلوب شرقية(26)-[حصرياً]-للكاتبة الرائعة::جود علي(مميزة)*كاملة* (الكاتـب : *جود علي* - )           »          وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )           »          ثأر اليمام (1)..*مميزة ومكتملة * سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          إمرأة الذئب (23) للكاتبة Karen Whiddon .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          رسائل من سراب (6) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          116 - أريد سجنك ! - آن هامبسون - ع.ق (الكاتـب : angel08 - )           »          91-صعود من الهاوية - بيتي جوردن - ع.ج ( إعادة تصوير )** (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          ملك يمينــــــك.. روايتي الأولى * متميزه & مكتمله * (الكاتـب : Iraqia - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > قسم ارشيف الروايات المنقولة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-09-16, 09:12 PM   #21

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



شعرت بذلك النور الذي يضيء المكان واحست بموجه من الرياح الخفيفه التي تداعب العشب الاخضر لتجعله يتمايل ذات اليمين وذات الشمال... تلامسها تلك الرياح وكأن تلك الرياح تضربها بغته وتجفف دموعها.. ومن بين دموع علقت على وجنتيها تحاول تلك الرياح تجفيفها والنور القوي الصادر من جهة البحيرة....
تصرخ بسعادة عارمة ودموع من الفرح تشكلت على حواف عيونها " امي.."
خرجت بثوبها الناصع البياض.. ابتسامه على محياها توجهها نحو ابنتها الوحيدة التي تنظر اليها بعيون عسليه قد ورثتها منها.. ليخرج صوتها الحاني وقد استقر جسدها على ضفه البحيرة " لا اريد ان ارى دموعك بعد اليوم.. يجب ان تكوني اقوى بكثير لتتغلبي على ضعفك هذا.. لقد مر سنين طويله على فراقنا.. اشعر باشتياقك.. ولكن دموعك تؤلمني.." واخذت تشير الى قلبها بمعنى هنا لتسارع قمر بمسح عيونها بسرعه كبيرة فتكمل والدتها " ألم يقال ان الصبر مفتاح الفرج ( لتومئ قمر هنا برأسها وتكمل والدتها ) اذا ما عليك فعله هو الصبر.. الصبر على ما يصيبك.. فبعد صبرك ذاك ستنالين سعادتك.." ثم اخذت امها تتراجع عائدة الى قلب البحيرة وصورتها تخف تدريجيا مع ذلك النور الذي صدر معها وكلامها الاخير " اصنعي سعادتك بنفسك.. فإن لم تستطيعي ابحثي عنها.. لعل ان تجديها بأكثر شيء تحبينه ثم همست لها " احبك يا قمري.."..
xxxxxxxx
غمامة سوداء قد احاطت به.. وهو يستمع الى كلماتها التي تخرج بألم وقهر.. هل سمعتم بأحد يكره نفسه.. اجل هو قد كره نفسه هذه اللحظة ..فمهما يحاول الابتعاد عن الخطأ وجرح الاخرين يعاود بقسوة قلبه فتح الجراح.. كان قد ذهب لاحضار بعض الماء ليخفف من وطأة الحزن التي حلت بقمره ويجعلها تشعر بالراحة بقليل من الماء.. لقد شعر بقلبه يفيض ألما على حالها لذلك ذهب عنها سريعا مبتعدا حتى لا تخونه عيناه الحجرية وتنحدر تلك الدمعه التي علقت بها... وقد طالت مده غيابه حيث ورده اتصال من احدهم ليتكلما حول شيء يخص الشركة.. وبما اننا لا نفهم من عالم الاعمال الشيء الكثير لن نهتم للحديث الذي دار بينهما.. اغلق هاتفه بعد ان قام بشراء علبتين من الماء البارد وبعضا من الحلوى.. وقادته قدماه حيث هي ولكن.. توقف فجأه وكأنه تذكر شيئا ما.. شيئا يزيح الهم عن قلبه.. فغير مساره مبتعدا حتى تلك السياره الحمراء واختار طريقا لا يستطيع به البقية رؤيته ولكن هل نقول لسوء حظه ام لا!! فقد صادفه رامي بالطريق وابتسامه على وجهه وكأنه يوجه رساله له قد فهم مغزاها.... تجاهله ليتوجه ثم فتح الصندوق الخلفي ليخرج جيتاره الوحيد.. صديقه الذي يزيح جبالا من الهم والغم.. وعادت به ادراجه حيث تركها تستريح... بهدوءه المعتاد.. بل بجموده الذي عهدناه سار بطريقه للعودة متناسيا بل دافعا كوم المشاعر عنه...
الا ان صرخات مدويه استقرت في قلبه.. وجعلت لهيبا حارقا يستقر في عضلته التي تستقر في يسار جسده... كلمات خرجت لتعذبه وتجعل قلبه يفيض من الالم.. الحزن..
" عودي.. او انا اذهب اليك.. ارجوك.."
" السبب هو.. مجد.. منذ ان كسر القلادة.. اخر ذكرى لك يا امي.. لم استطع رؤيتك من جديد.." ثم صرخت من جديد " امي.."
كان صوتها يمتلأ بدموعها التي تتدفق بغزاره .. اراد ان يصرخ.. اراد ان يحمل الالم بدلا عنها فهي ذات قلب رقيق لا يتحمل.. هي فتاة بقلب طفلة .. تمنى لو انه لم يكن موجودا بحياتها .. او حتى ليت والدته لم تلده حتى لا يتسبب في كل هذا الالم في قلبها.. حتى لا يتسبب في اذيته... لقد كسرت اخر ذكرى لها يا مجد.. ماذا فعلت باجمل ما يعيد لقمر ابتسامتها !! هل هانت عليك سعادتها.. لقد كسرته بسبب غيرتك.. بسبب قلبك القاسي.... ااه يا قمر ليتك صرخت وقلت انه لامي.. ااه يا قلبي الممزق.. ماذا فعلت بها؟؟!... وبعد صرختها الاخيره تنادي بها والدتها.. كان داخله يتألم كثيرا ليشعر بقلبه يتمزق اكثر فأكثر.. لتصدر منه دموعا من الصميم... وسهاما قاتله تستقر في احشاءه..وحرقه كبيره شعرها على خديه.. ليلامس احدهما واذ بدموع حارقه قد استسلمت أخيرا وخرجت من قلب ذلك الحديدي... واستمر على حاله يذرف دموع الالم بصمت الا ان تجمدت اطرافه.. فلا يسمع لها اي نحيب.. ولا يسمع لها اي صوت.. غزاه تفكير سيء بأن مكروها حل بها.. فسارع بخطواته وحاول ابعاد اغصان الشجر.. ثم اخذ يجوب بنظره خوفا وقلقا الى ان رآها....
اصيب بالذعر.. وتلاشت قواه.. شعر بقدماه لن تستطيع حمله وترك ما بيده مسرعا هائما على وجهه غير مباليا بجيتاره الذي اصتدم بالارض... وصل ورثى بركبيته.. ملقيه هي على الارض والتعب واضح بل مرتسم على ملامحها...وبرعب اكبر أخذها بين يديه المرتجفتان وهي يدعو بداخله ان تكون بخير وتعود الى وعيها.. ثم يضع رأسها على اليمنى وبيده الاخرى يحاول ايقاظها...

شعرت بذلك الصوت الذي يناديها من بعيد.. تردد اسمها مرات لا تسطيع ان تحصيها.. ذهب ذلك الصوت فجأه وعادت على ظلمتها من جديد.. مضت مدة لم تستطع ان تحصي دقائقها.. ليعود ذلك الصوت مع شيء بارد تسلل على وجهها.. شعرت بضوء خفيف يزعج عيناها.. وصوره غير واضحة تتمثل.. اخذت تغلق عيناها وتفتحها لمرات عدة... الى ان شعرت ان احدهم قد ساعدها بالاعتدال في جلستها كانت مازلت مغمضة عيناها بسبب ضوء النهار.. وتلك اليد ما زالت خلف ظهرها تشعر بارتجافها... وصوت يخرج لم تستطع تحليل حروفه بعد..
وبعد محاولات عدة لانتصار عيونها على الضوء.. فتحتها بتعب واضح.. لتلتقي عيونها الناعسه بعيونه التي ارسلت خيوطها المغناطيسه نحوها.. لم تكن تدرك اي تفسير لعينيه.. فبريق مختلف قد ظهر بهما... حزينه.. لا بل نادمة... قلقه.. لا تدري حقا أي تفسير منطقي تضع لفحوى عيونه وكأن مشاعر الدنيا قد سكبت بعينيه واختلطت برمادها...
" هل انتي بخير..؟!" خرج صوته مرتجفا بعض الشيء.. لتخرج هي من الحلقة المغناطيسيه التي جذبتها.. وتزيح بنظرها ناحيه البحيرة وتبتسم.. " أجل.."
ثم اعادت بنظرها اليه.. وعاودت الغرق في بحر عيناه من جديد واخذت تحدث نفسها ^ اذا كان رؤيتي لك يا امي حلما.. ولكن من الجيد اني رأيتك.. اشعر وان السعادة قد تدفقت في عروقي.. وبرؤيتك ادخلت الامل والتفاؤل.. وشعرت بالفرح يغمرني ويسير بدمي ^ وهنا اتسعت ابتسامتها اكثر امام عيونه المندهشه.. لتقف على حين غره وتدور حول نفسها وهي تضحك بشدة.. وتصرخ بصوت عال.. وكأن الحياة ساندتها من جديد متناسيه وجوده " وأنا احبك يا امي.."
وهنا ايقن مجد ان منبع تلك الابتسامه التي لاحت على شفتيها وهي فاقدة للوعي رؤيتها لوالدتها المتوفاة.. فكما اخبرتهم ريم بأن والدتها تزورها في احلامها بين الفنية والاخرى.. نهض من مكانه وعلى مسامع ضحكتها الرنانه تمنى ان تبقى ملازمه لها.. لا يدري لما قلبه يؤلمه جدا... يؤلمه لدرجه لم يشعر بألم كهذا من قبل.. التقط جيتاره والحاجيات الاخرى التي جلبها لقمر.. وبعد ان استدار عائدا كانت قمر قد شعرت بالتعب من شدة دورانها.. وقعت على الارض وهي تلهث سرعان ما ضحكت بطفوليه قد آلمت قلب مجد.. وهو يتقدم نحوها بخليط عيونه السابق والتي تجعل قمر اسيره هواه.. حيث بدأت ضحكتها الجميله تخف تدريجيا لتعلقها بعيونه الرماديه..
انها الجاذبيه بالنسبه لها... فليبطل نيوتن كل قوانينه ويعاود ترتيب نظرياته من جديد.. ويخبر الجميع ان الجاذبيه هو رماد عيني ذلك الحديدي
نزل لمستواها وهو يقدم لها الماء وبعيونه دمعه لا يستطيع افلاتها ولا سجنها بداخله... ثم يعطيها الماء ويقف مسرعا متجها بجسده نحو البحيره.. لتنتبه هي لفداحة ما تفعل.. وتثني عليه بكلام الشكر لتسرع وتنهض متجهه حيث تلك الزهرة الحمراء... بينما هو يقوم بمسح تلك الدمعه التي خانته ويعاود النظر الى طفلته من جديد وحريق في قلبه قد انتشرت السنته وامتدت الى جسده مع كل دقيقه تمر.. انها اشبه بالطفله وهي تسقي الزهره.. انها انيقه وبريئه..
مجرد حلم صغير اعاد السعاده اليها... انها اشبه بالاطفال فلا تستحق معاملتها يا مجد بتلك الرقيه.. ااه يا قلبي...
تنهد تنهيدة نابعه من قلبه وهو يراها تتوجه نحو الارجوحة الخشبيه مبتسمة المحيى تنظر اليه... ذهب و اخذ جيتاره بعد ان عزم على ادخال السعاده الى قلبها هذا اليوم وان يحاول بأقصى جهده إلانة قلبه..وهمس بألم وعيونه المثبته على ذلك العقد الذي بيدها وهو يقترب " لو كنت اعلم فقط.."

اخذت تبتسم بعدها عندما بدأ بالغناء.. واخذ يطلق صوته الجميل.. ولنضيفه الى قائمة الجاذبية مع عيونها.. وبعد مدة شعر بالتعب ليتوقف عن العزف والغناء في منتصف الاغنية لتكملها هي وهو كله دهشة من لغتها الفرنسيه.. وتذكر لاحقا الامر الخاص بفرنسا.. وحاول قدر الامكان ان لا يضحك على صوتها المريع.. فلم تكن تغني بل كانت تصرخ وتصرخ... لتتعب حنجرتها وتصمت ثم يطلق ضحكة عاليه منه على اثر توقفها لتنظر اليه ببلاهه ثم تفتح عيناها على اتساعها لتدرك انه يسخر منها.... ومن شدة براءتها وعفويتها تضحك معه لانها تعلم ان قدراتها بالرسم تفوق كل الشيء ولكن البكاء هو المتصدر بكل الاحوال.... ليتسريحا بعدها من لعبه الغناء الذي دامت اكثر من ساعه للانتقال الى لعبه الصدق ام الشجاعه.. وكان اخر ما اختاره مجد الشجاعه... لتستقر بفكره شيطانيه تبعتها ضحكة خفيفه وهي تنظر الى شيء ما ليلتفت خلفه ويفرغ فاه..
" لا اصدق.. غيرت رأيي.. اختار الصدق.."
ضحكت قمر فقالت وهي تهز رأسها " لا لا.. انت اخترت الشجاعه.."
نظر اليها بشكل بريء حتى يثير شفقتها ولكنها قالت وهي تشير بيدها لا.. تنهد ثم " اختاري شيئا غير البحيرة.."
قمر بنبرة سخريه " مجرد بحيرة.. هل تخشى الغرق.. ثم ان شروط لعبتنا معروفة.."
قال وهو يبسط ساعديه " وانتي ذكيه اخترت الصدق وتعلمين ان مجد المتعاطف لن يحاول معك بأسئلة محرجة.. كم انتي ضعيفه ولست شجاعه.."
" قلت ذكية... " قالت بتحد وهي ترفع احدى حاجبيها
"اااه..."
ضحكت من كل قلبها على مظهره وهو يحك جبينه ثم اكملت بجديه " لا يوجد تهاون.. هيا للبحيرة.."
وامام ضحكتها وقف الزمان بالنسبة له.. ليصبح سجينا بها.. غير مدركا لما حوله.. لا يشعر بشيء الا بذلك القلب الذي ينبض بداخله وبصدى صوت يخرج من قلبه مرددا قمري.. قمري الوحيد.. ملاكي الابدي.. هائما بعيونها العسلية التي ازدادت جمالا مع سعادتها.. وصدى ضحكاتها يتردد في عقله كموسيقى يميل القلب اليها... وامان نظراتها المستنكره لوقوقفه وهو ممعن النظر اليها... طارت فراشات الحب حولهما لتنثر سحرها عليهما...
وشعور جميل لم ترده حينها ان ينتهي ...

تنهدت بأسى وهي تعود الى واقعها مع ابتسامه رافقتها بعد خروجها من بحر ذكرياتها... لتطوف على سطحه تحدث نفسها..^ كم كنت جميلا وقتها يا مجد.. ااه ان الشوق يملأني وحنين غريب يسير في جسدي.. اتذكر ذلك اليوم الجميل وابتسم واشعر بقلبي ينبض بشدة .. ادركت بعدها كأنك تعتذر لتصرفاتك.. كانت المره الاولى التي تشعرني بسعادة كبيرة.. ولم تعلن حربك ولا كلامك القاسي.. لقد كان وداعك بطريقه جميله ولكنها مؤذية لقلبي.. رسخت في ذاكرتي... لقد شعرت بعطفك وحنانك.. وانك تملك قلبا يضاهي قلب الامهات...."
وظلت على حالها هذا تتأمل تلك الطفله بشرود ممتزج بحزن شديد غارقه في افكار ودوامات من حزن وأسى...

اما رامي فقد لفت انتباهه تلك الفتاه.. تقف مع رجل ببذلهة سوداء قاتمه بالقرب من قسم الاستعلامات الخاصه بهذا الطابق.. يبدو انه رجل فاحش الثراء.. تسائل هامسا " أليست تلك قريبه رائد..!!" شعرها الناري الصارخ الذي جذبه من البعيد والذي يبدو جذابا لرجل يحب النساء مثله ولكن.. يد ذلك الرجل التي انقضت على معصمها لتشعر بالألم.. لم يفكر بشيء سوى انه تقدم ببطئ ثم....

شعرت بتلك الكلمات التي واجهتها واخرجتها من عالم احزانها.. انه رامي يقف بجانبها ويبدو قلقا.. يفكر بشيء ما!! تبدو علامات الاستغراب قد تملكته!! علامات وجهه البشوشه قد اختفت!! ابتسامته غابت عن وجهه!!
قال لها بكلمات مقتضبه " هيا.. لا اريد ان أتأخر كثيراً.."
نظرت اليه بعدم استيعاب.. فرامي لا يعاملها بذاك السوء ابدا.. انه كالأخ بتصرفاته وبحنانه.. فليس من عادته تلك الكلمات المقتضبه استهجنت الامر برمته فكادت ان تسأله لولا يده التي امتدت ليشير اليها بأن تسير امامه فأذعنت لذلك وآثرت الصمت ليتوجها بعدها معا نحو المصعد تحاول فك تلك العلامات والتساؤلات التي عصفت في عقلها
اما هو يحاول انكار ما سمعه قبل قليل....


نظر لساعته للمره الاخيره.. عشرون دقيقه مرت والممرضات ما زلن بالداخل !! وقد زاد قلقه أكثر مع كل دقيقه تمضي!! ماذا تراه حصل!! هل وضع والدته جيد أم..!! انه يستبعد تلك الفكره تماما.. لقد عانى من فقد احدى والديه لا يريد خساره الاخر..!!
تنهد براحه عندما اقلبت عليه ريم فأبعد كل تلك الهواجس والمخاوف والأفكار الشنيعه عنه ..امسكت بمعصمه بهدوء تنظر من خلال النافذة التي تظهر ما بداخلها وكأنها تبعث فيه الراحه والامان " انهم يتفحصونها لا تقلق.."
" عشرون دقيقة.." بعد صمت وهم يتأملون الممرضات يقمن بعمل لا يفقهن منه شيئا..
نظرت اليه وادركت انه يتحدث عن وقت بقاء الممرضات بالداخل.. ينظر بقلق لتقول هي بهدوء " انه عمل روتيني.." ابتسمت عندما نظر اليها واردفت " ثم انها بخير.. ستكون قويه تقف على قدماها من جديد.."
وزادت ابتساماتها واتسعت عندما امسكته واخذت تسير به الى المقاعد " ستشفى تماما.. وتخرج من المشفى.. وتعد لنا تلك الحلويات التي تذوقتها في منزلكم.."
احنى رأسه للأسفل وقال " أتمنى ذلك.."
تنهدت وهي تنظر اليه.. شعره مبعثر.. يسقط على جبينه باهمال.. علامات التعب واضحه على وجهه.. يبدو انه لم ينم ليله أمس..!! ما زال على حاله!! حزينا!! خائفا!! يخشى فقدان والدته!!
اااه يا رائد يا ليتني استطيع إخراجك من حزنك هذا!! ولكنها والدتك.. لا استطيع ان اتوفه بأي شي أحمق يضحكك فيبدو انني لا اتفهم الوضع الذي تمر به الان..!
أسندت رأسها على كتفه ثم...

فتح عيونه عندما لامس شيء ثقيل بعض الشيء كتفه.. نظر جانبا فكانت ريم مغلقه عيناها.. اسندت رأسها الجميل على كتفه وقالت " يا ليتني اكون طبيبتها الآن وافعل ما يلزم.. ولكن شاء قدري ان اكون اصغر سنا.. وفي كليه الادارة.."
ابتسم بألم لجمال هذه المخلوقه وظرافتها.. حتى في اصعب اللحظات تتفوه بما هو جميل.. ولكنك يا رائد لا تعلم لما تفوهت بشيء جميل كهذا!! حلم صغير تمنته كي تسعدك.. تحاول ان تكون معك ليس بكلامها فقط... بل انها تبعث فيك المشاعر المختلفه.. تخبرك انها انقى من فتيات المجتمع المخملي.. ترسل لك شعارات الامل والتفاؤل.. تشعرك بأنها معك دائما...
شعر بشيئ داخله يصبح كآله كوسيقيه تعزف الحانا من الحب ومشاعر شتى.. وخرجت تلك النوتات الموسيقيه بكلام تفوه به رائد تفصح قليلا عن مشاعره المخبأة الى الان " ولكن لحسن الحظ انك هنا.. بجانبي.." ابتسمت اثر عبارته وشدت قبضتها على يده وقالت وهي تعتدل في جلستها " تعتبرني ثرثاره اعلم.. ( ابتسم هو هنا لتكمل هي) ولكن كن قويا من اجل شقيقتك الصغيره.. من اجل والدتك ايضا.." صمتت قليلا ثم قالت وهي تتمعن وجهه وبنبره حزينه " انظر الى نفسك يا رائد لقد اتعبت جسدك.. لترتاح قليلا.." كاد ان يعترض ولكنها قالت تحاول اقناعه " هل تريد من امك ان تستقظ تلقاك شاحبا!!،، هل تريد احزانها ب..."

وقاطعها صوت من الخلف.............



يتبع...





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-09-16, 09:13 PM   #22

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الخلف " اتركيه وشأنه.." ثم قال رامي وهو يتوجه حيث يجلس رائد ويصافحه وبعد ان جلس مقابلهما مع قمر التي تمنت الشفاء العاجل لوالدته
" وبالمناسبة جميع سكان الكره الأرضية تعلم بأنك ثرثارة."
عاد للسخريه من جديد.. لتجحده ريم فليس الوقت ولا المكان مناسباً لسخريته تلك ثم نظرت الى قمر الشارده وزفرت بحراره... ولم تمضي الا دقائق لم تتجاوز الخمس لتنضم اليهم جيداء.... وتجاذبو فيها اطراف الحديث حول امور اعتيادية كسؤال عن الحال والاحوال.. وبعض الامور التي تخص عمل قمر الجديد.. وهكذا..!! الى ان نطق رامي بعد ان نظر الى ساعه معصمه " بالاذن.. لقد قمت بتوصيل الامانة" وهو ينظر الى ريم التي تجحده بنظرات وهي مضيقه لعيناها.. ليكمل موجها حديثه الى رائد بعد ان لمح جيداء ذات الشعر الناري تفرك يديها بتوتر وكأنها تنتظر شيء ما " ان كنت تحتاج اي مساعدة فنحن لها.."
ابتسم له رائد ممتنا " شكرا.. لقد قمتم بما هو افضل.. مساندتي بمحنتي.."
" حقا ان كنت تحتاج لأي شيء... فأنا بالخدمة.." ثم وهو يقترب منه " ماديا ومعنويا.."
تجهم وجه ريم بينما قال رائد ممتنا له " شكرا لك.. لا اعلم كيف سأسدد ديني اتجاهكم.."
قال رامي وهو يغمز الى ريم.." ستسدده لا تقلق.." ثم شد على كلامه " بالمستقبل القريب..."
وما ان نطق كلمته حتى ازهرت ورودا حمراء على وجه ريم فهل غضبا ام خجلا؟؟ ولم يدرك رائد ما المعنى الخفي لكلامه فاكتفي بالابتسام
وحينها تقترب قمر من رامي حيث يجلس بجانبها وتهمس له " حقا ستقتلك.."
وما ان انهت حتى صدر صوت فلاش الكاميرا.. ليتوجه انظار الجميع حيث جيداء التي التقطت صورة تجمع الرباعي عبر هاتفها المحمول... وعلامات الغرابه تعتلي وجوههم...

xxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxx
و في مكان بعيد.. مليء بأحزان.. وآهات!! صرخات من الم شديد!! عيون متعبه من شده البكاء!! صغار هم!! فقدوا حنان امهم!! وعطف والدهم!! يعيشون تحت مسمى قد التصق بهم.. عرف بالايتام!!
لافته معدنية حمراء كتب عليها بخط عريض ابيض ( ملجأ الأزهار الحزينة)،، اسم على مسمى كما يقال.. أزهار حزينة!!

وفي سياره سوداء قد ركنت على جانب الرصيف...
" انتبهي على ملاك جيدا يا سوزان.."
رجل قد اخرج تنبيهاته و وصاياه.. بل اوامره تجاه مربيه ابنته الوحيدة!! ملاكه الذي يخشى ان يحصل لها مكروه!! كانت عيونه الزرقاء متوجه نحو سوزان تستمع لأوامره التي لا تنتهي والتي تخص ملاكه.. التي قالت اخيرا.. طفله صغيره لم تتجاوز التاسعه.. شعرها الذهبي يماثل خطوط الشمس بعيونها الزرقاء اللامعه نظرت الى والدها " والدي العزيز لا تقلق علي.."
ابتسم ووضع قبله على وجنتيه ثم قال بحنان " لا اريد ان يحصل لك مكروه فقط.."
طمأنته سوزان قائله " لا تقلق سيد ماجد.. ملاك مهمتي.." واردفت قائله " لن تطيل مهمتي هنا.. بضع ساعات قليله فقط.."
قال هو منبها " ساعه واحدة فقط..."
بينما ملاكه الوحيد اعترض " ولكن يا ابي.."
" قلت ساعه واحدة.. حتى نعود قبل حلول المساء..."
قوست ملاك فمها لتقول سوزان " لا تقلق يا سيدي.. كما أمرت.."
ثم ترجلتا من السياره لتمضيا في طريقهما وتقول سوزان " هل تعلمين يا ملاك ان والدك يخاف عليك كثيرا!!"
قالت ملاك وهي تتشبث بيدها " اجل.. انه يحبني كثيرا.. فبالاصل انا محبوبة من قبل الجميع"
نزلت سوزان لمستواها وقرصت وجنتها " واثقه من نفسها ومغرورة من الآن كيف المستقبل؟؟"
لتبادلها تلك الصغيرة ابتسامه طفوليه وتمسك وجنتيها بأصابعها وتقرصها وهي تقول " كذلك الأمر.."
ضحكت سوزان على تلك الطفله.. واعتدلت في وقفتها واخذتا تسير داخل تلك الباحه المليئة بالقليل من الفتيات...

خرجت بعد ان ضاق صدرها.. فرامي يتحدث بشؤون الملجأ مع مديرته.. فآثرت ان تمشي بأروقته.. تحدثت مع بعض الفتيات قليلا.. احلامهم المبعثره في الأرجاء.. قواعد للعيش فرضها الزمان من دون عائله!! فقط اصدقاء بنفس الحال!! صغار هم يعانون من فقدان كل شيء!! يريدون حنانا عطفا وأمانا!! ولكن بدل ان يروا كل هذا من عائله!! كانت الدوله كفيله بأن تغدقهم كل ما يريدون ولكن بمشاعر مزيفه اختلوقها هم!! أولئك الازهار الحزينة!!

زفرت بضيق وهي تتوجه خارج الملجأ الذي يحمل في طياته آلام سنين قد عاشتها وكبرت معها.. فكل ركن من أركانه قد شهد على دموع خانتها وانحدرت على وجنتيها.. قبيحه هي السنين وجميله.. مضتها هنا!!! بين احلام راودتها وتريد تحقيقها!! بين امنيات قد حلقت بعيدا وبعيدا فوق سماء المدينه!!

كل ما حولها كما كان.. ملجأ يحوي فتيات يتغلبن على الحياه ببرائتهم.. سعادتهم في اللعب بباحة مسكنهم الوحيد.. فتيات صغار وكبار!! ابتسامات وضحكات يخففون بها آلام قلوبهم التي ذرفت الكثير من الدماء..

" شكرا.. لك يا جميله.."
تفوهت بها قمر بعد ان تنبهت باحدى الفتيات والتي تدعى سيلين في عامها الخامس عشر تناولها بعضا من البسكويت المحشو بالشوكولاته اللذيذه لتأخذ قطعه منه.. ثم اردفت " كيف انتي يا سيلين؟!"
اجابتها سيلين بسعاده قد كشفتها اسنان اللؤلؤ التي تملكها " جيده.. سأخرج من هنا لقد تبنتني احدى العائلات.."
ابتسمت قمر " جميل.. اذا سيشتاق اليك الجميع؟!"
اومأت سيلين برأسها لتكمل حديثها عن عائلتها الجديده " الام تبدو طيبه كثيرا.. لقد احضرت لي بعض الملابس.. اظن انها احبتني.. وانا كذلك....و.."

الى هنا توقفت قمر على استقبال كلمات تلك اليتيمة البريئه.. وكأن حروفها تصتدم في عقلها وتنعكس في الاتجاه المعاكس.. طبقا لقانون نيوتن !! لتركز جل نظرها على تلك التي تسير في منتصف الساحة ذات الارضيه الاسفلتيه.. انها نفسها تلك الفتاه.. ولكن كيف!! هل تتخيلها في كل مكاان تذهب اليه.. قبل قليل في المشفى!! والان هنا!!
فتاة صغيره.. بل طفله جميله.. انعكست اشعه الشمس على جديلة شعرها الذهبية.. تشبك اصابعها النحيلة الصغيره بيد تلك الفتاه العشرينيه.. كانت قد رأتها ترتاد الملجأ في السنين السابقه... تكبرها بعامين او اكثر على ما تعتقد....

" لقد كانت أجرأهن وأكثرهن قوة.. برغم ما اصابها من فقدان والداها بحادث سير مخيف.. وموت جدتها من بعدهما.. الا انها كانت قوية.. يستمد الجميع منها القوة... كانت مصدر شعاع الامل للاطفال هنا.. " تنهدت مديرة الملجأ وهي تنظر من نافذتها حيث سوزان والتي تقف بمنتصف الساحه مع ملاك.. لتكمل حديثها الى رامي بعد ان اعتراه الفضول نحوها " ولكنها تم تبنيها مبكرا من احد رجال الاعمال الكبار في البلدة المجاورة .. بعدما جاءت ابنه عمك بشهرين تقريبا.. وكانت تزور الملجأ بين الفنية والاخرى..."
ثم اخذت تشير اليه بيدها نحو الخارج.. " لذلك علاقتها مع قمر ليست علاقة قوية.. حيث كانت ترفض الحديث مع الاخرين..كانت تعيش مأساتها لوحدها...."
تحدث بنبرة حزينة " وما زالت.."
xxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxx*
اتخذت طريقها حيث مكتب المديره.. لقد اشتاقت اليها والى هذا الملجأ.. لها مدة لم تستطع فيها زيارتهم بسبب عملها... ثم اخذت تعطي ملاك النصائح وما يتبعها من عدم الابتعاد عنها.. ولكنها توقفت بدهشه عندما سمعت رد ملاك الحاد
" وهل انا صغيره لتعطينني تلك الاسطوانه من جديد.." ، ثم اخذت ملاك تقلد لهجتها " لا تبتعدي..لا تقتربي.. لا ولا..."
تنهدت سوزان وقالت " ولكن اخشى ان يحصل لك مكروه"
قالت ملاك وهي تضع يديها على خصرها بتحدٍ " لن يحصل.." صمتت قليلا ثم اكملت بنبرة عتاب طفولية " لماذا جميعكم هكذا.. تخشون علي كثيرا.. تخافون ان اخرج للحديقة..و..." واكملت قائمة الممنوعات التي يجب ان لا تفعلها وحدها...
زفرت سوزان وهي تضع يدها على جبهتها وكأنها تضبط اعصابها.. وكادت ان تتفوه بكلمه لولا ذلك الصوت الذي صدر من خلفهما.. لتلفت اليه وهنا كانت قمر تدنو من ملاك وتتحدث اليها بنبرة حانية...
" أليس جيدا أن تري الاهتمام بمن هم حولك..."
صمتت ملاك واشارت بأنها لا تدري... لتتحدث قمر بعدها وهي تشير الى الفتيات ما حولها " انظري.. هؤلاء الفتيات.."
لتكمل سوزان عنها عندما رأت الفضول على ملاك " انهم يعيشون هنا من دون ام واب وعائلة.."
تسائلت ببراءة " لوحدهم ألا يخافون؟!"
ابتسمت قمر ثم اشارت برأسها بمعنى لا.. ثم قالت وهي تعتدل في وقفتها بكلام لم يسمعه ولم يشعر به الا سوزان " بل يختنقون وجعاً.."
واتبع كلامها قدوم رامي برفقة المديرة التي ابتسمت بوجه سوزان ورحبت بها... اما بالنسبة لابناء العمومة قد خرجا منذ ان توجهت اقدام المديرة مع سوزان وتلك الطفلة البريئة...
وما أن خطت اقدامهم داخل المبنى الكبير الذي يرتسم على جدرانه دموعا وصرخات مدوية.. وحيث اتجهت تلك الاقدام الست نحو مكتب المديرة تسائلت سوزان وهي تدلف داخله " أليست تلك الفتاه هي نفسها قمر؟!"
اجابت المديرة برزانه كبيرة وهي تتجه خلف مكتبها المصنوع من الزجاج الاسود " انها هي بنفسها.."
" ألم تكن تعمل هنا في المأوى تساعدك في بعض الاعمال..؟!"
اومأت المديرة برأسها لتتسائل بعدها سوزان " واين تعمل الان!!"
اجابت المديرة على مضض " في جمعية خيرية؟!" ثم تلتفت حيث ملاك وتسائلت مغيرة دفة الحديث وبابتسامة " ومن هذه الجميلة؟!"


وتتحرك xxxxب الساعة رويدا رويدا... و تنتهي ساعه فتتبعها اخرى.. ويبدأ حلول الظلام... و تبدأ شمسنا باكتساء رداءها الجميل ذو اللون الازرق الذي يتحول الى سواد كاحل فيما بعد.. وامام بوابة المشفى المطلة على الشارع الرئيسي وقف رائد مودعا ريم والتي لازمته منذ الصباح..
قالت له وهي تشير باصبع السبابة " لقد قضيت على عطلتي.. سأحاسبك على ذلك.." ثم ضحكت بمرح لتظهر اسنانها البراقة..
" ومع ذلك اشكرك ايتها المشاكسة.."
" ان اردت شيئا من تلك المشاكسة فقط اتصل.." ثم اخذت تهرول مسرعه حيث السائق الذي ينتظرها وصرخت بمرح وهي تحاول ان لا تتعثر ثم تركب هي السياره من بعدها.. ولم يمضي الا ثوان قليلة حتى اشتغلت محركات السياره ثم تبدأ بالانطلاق... وكاد ان يعود بادراجه نحو الداخل لولا صوتها الذي اخرجته...ليتلفت فيراها قد اخرجت جزء من جسدها عبر النافذه " الى القااااء يااا راائد..."
وكان صوتها يبتعد مع ابتعاد السياره وطيف يدها يهتز يمينا وشمالا مودعا وابتسامتها الجميلة تزين وجهها لتختفي بعدها السياره عن الانظار وابتسامه جميلة قد اخذت ترتسم عليه....
يا لجمالك ايتها الريم...
خرجت من فمه وهو يعود بادراجه للداخل.. فمنذ الصباح قد تشاركت معه همه وارقه وخوفه.. كانت بلسما له حاولت تنسيه ذلك الالم الذي يتسلل بين الفنية والاخرى.. لتذهب به بعيدا حيث جزيرة الامل لتبث فيه التفاؤل بأن الحياه ستقف معه يوما.. بأن تحفظ له والدته وتغنيه عن حاجه الناس.. اخذت ترسم له مستقببلا جميلة مليئا بسحر جميل... وترسل اليه اجمل معاني الحب المخفية وراء كلمات تخرجها من فمها الجميل.. لو ان الزمان يساعده فقط باجتياز ذلك الحاجز بينهما!! لو يعطيه الكلمات السرية لدخوله نحو حياة الحب معها!! لو تعطيه املا بالبقاء في قيدها مدى الحياة... لو لم يحصل معه ما حصل في ماضيه الاليم لكان من الممكن ان تحل شيفره الحب بينهما!!
تنهد براحه كبيرة ثم اخذ يمشي بهدوء شديد وكله لهفه لرؤية والدته من جديد حيث استقيظت وعادت الى وعيها منذ قرابه الساعة واصبحت حالتها جيدة... لتجره قدماه حيث يقبع المصعد الكهربائي... ولكن صوت من البعيد يقول " سيد رائد.."
التفت ليرى احدى السيدات تشير اليه بيدهاا.. لم يكن وجهها غريبا.. فقد كان مألوفا من مكان ما.. اخذ يخطو بخطواته وهو يحاول امعان النظر بملامحها وهو يتقدم خطوة بخطوة... انهااا الممرضة التي اعتنت بوالدته بعد خروجها من العملية.. فماذا تريد!! هل بشأن وضع يخص والدته!! ولكنها استيقظت !!
ليتسائل بخوف وعلامات الذعر بادية على وجهه الابيض بعد ان وصل اليها " خيرا.. هل هناك خطب ما!!؟ هل بشأن والدتي!!"
اجابته الممرضة "انها بخير.."
تنهد براحه ولكن ما الامر..!!
" لكن ما الامر.. !!" رائد وكله ااستغراب
ليتفاجأ بذلك الشاب الذي يجلس خلف الاستعلامات يسأله ببرود الموظفين "هل انت السيد رائد عدنان ال...؟! المسئول عن السيدة عائشة ال..؟!"
اومأ رأسه " أجل... ماذا هناك؟!".. وقبل ان ينطق الموظف بأي كلمة قال رائد مندفعا " ان كنت تتسائل عن المال اللازم دفعه للطبيب الآتي من مشفى اخر والذي اشرف على العملية ف..."
قاطعه الموظف بذات النبرة السابقة " لقد تم حل هذا الامر.."
عقد رائد حاجبيه وقال بشكل متقطع من الاستغراب " كيف.. ذل.. ذلك؟؟!
نظر اليه الموظف وقال بضجر " لقد تم.. انتظر هناك شيئ.. ممم اين هو" ثم اخذ يبحث عن شيء ما في ذلك المكتب ثم قال وهو يناوله الى رائد المرتسم على ملامحه الجمود.. الدهشة..
" تفضل يا سيد.. لقد تم استخدام هذه البطاقة البنكية صباحا للدفع.. وقد نسيها صاحبها مع العجلة.."
ازدرد لعابه بصعوبة.. ثم اخذ تلك البطاقة وينتابه الاستغراب بذلك الشخص الذي لم يعرف هويته بعد.. من عساه يكون قد تخلى عن ماله من اجله هو... هل ريم!! لا لا أظن فهي معي منذ الصباح ولم تفارقني الا قبل قليل.. ام تراه ابن عمها!! هل يعقل!! فقد غادر صباحا وبما ان الدفع قد تم صباحا... زفر بحراره... ثم نظر الى يد الموظف الممدودة للمرة الثانية وعلامات الضجر بادية على وجهه " ان انتهيت من شرودك خذ هذا.. "
شعر رائد بالاستياء من تلك المعاملة.. اخذ تلك الورقة الصغيرة بعد ان رمق الموظف نظره غضب.. ليتوقف وهو ينظر اليها بعيون تحاول كشف الشخص الذي قام بالدفع.... فقد كانت عباره عن وصل للدفع تحوي المبلغ المدفوع واتسعت عيونه هنا!! دهشة بل غضبا بغير تصديق!! زفر بحراره و اصابعه تتخلل شعره الاسود.. اعاد عيونه المندهشة للوصل مرة اخرى ليقرأ الاسم حرفا حرفا!! ويحلل ذلك التوقيع في اسفل الورقة!!
تدفق الدم من عروقه ليتجه خارجا نحو وجهه الذي احتنق وتلون بلون الدماء ثم صر على اسنانه بغضب وهو يهمس " جيدااء..." وشد بقبضته على ذلك الوصل واتجه من بعدها بنفسٍ يتلاحق من الغضب وعيون دامية فمظهره الحانق تنذر بوقوع ثورة بل معركة قوية سيسقط على إثرها ضحايا..
وصل الى جهة المصعد ثم ضغط بقوة على ازراره مرة تتلوها المرة..
" هيا ايها المصعد اللعين.." قالها بغضب شديد وهو يضرب بابه بشده فلو انه ليس مصنوعا من المعدن فقد يتكسر جراء ضرباته المدوية..
ثم اتجه بنظره الى اللوحة التي تعرض ارقام الطوابق الذي يجتازها المصعد..
" تباا.." فكانت اللوحة يظهر بها الرقم 6... زفر بحراره واتجه بعدها نحو الدرج الجانبي.. ليبدأ الصعود.. درجتين درجتين.. مسرعا يتلاحق نفسه الساخن وكأنه تنين يخرج نيرانه.. فيبهط صدره ويعلو..
وصل الى الطابق الذي تتواجد به غرفة والدته.. فمن المؤكد ان جيداء هنا... سار في رواقه الذي تتلون جدران بلون الازرق.. مضربا هائما يكاد قلبه ينفجر غضبا وتقتلع جذوره من مكانها كحمم بركانية تنشق من فوج الارض لتنتطلق في مسيرها عابرة فوهة البركان وتلقي بقذائفها حوله..
واشتد به الغضب وشعر باختناق يجوب صدره ويضغط عليه فيكتم انفاسه... عندما لم تكن تجلس بالمملا ولا بداخل الغرفه..
اخذ نفسا قويا.... ثم اتجه بخطواته مبتعدا عن هذا الطابق حيث الفناء الخلفي للمشفى فقد تكون متواجده هناك...

جال بنظره ثم وقعت عيونه الملتهبة عليها.. تجلس على احد الكراسي الخشبية تشرب كوبا من القهوة شاردة الذهن.. تقدم منها كقنبلة على وشك الانفجار.. ثم صرخ بأعلى صوته.. و شعر بأن حباله الصوتية قد انقطعت وكأن سكين حاد قد اخذ ينحر اعصاب حنجرته.......
" جيدااااااااااااااااااء.."




انتهى الفصل..
توقعاتكم!! وارائكم!! ومتأسفة اذا كان في اخطاء




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-09-16, 09:15 PM   #23

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



\\

السلام عليكم متابعيني الاعزاء..
جمعه مباركة لكم جميعا..
قبل الانتقال للقراءة اتمنى ان تعذروني لقصر الفصل ولكن هذا ما استطعت كتابته ونسجه من مخيلتي.. فالفصل اقتصر على بضع احداث لم تتجاوز الاربع..

والان قراءه ممتعه ^^


الفصل الثالث عشر




اخذ نفسا قويا.... ثم اتجه بخطواته مبتعدا عن هذا الطابق حيث الفناء الخلفي للمشفى فقد تكون جيداء متواجده هناك...
جال بنظره ثم وقعت عيونه الملتهبة عليها... وفعلا قد صدق حدسه... حيث كانت تجلس على احد الكراسي الخشبية تشرب كوبا من القهوة شاردة الذهن.. تقدم كقنبلة على وشك الانفجار.. ثم صرخ بأعلى صوته.. و شعر بأن حباله الصوتية قد انقطعت وكأن سكين حاد قد اخذ ينحر اعصاب حنجرته.......
" جيدااااااااااااااااااء.."..

شهقت بقوة وانسكبت القهوة من يدها جراء صرخته التي انطلقت كقنابل نووية اطلقت على وجه الارض... والناس من حولها ينظرون باستغراب.. تقدم لها كرياح هوجاء ستدمرها لا محاله.. ازدردت لعابها بخوف وبتلعثم واضح " ماذا هناك يا رائد؟!"
زفر بقوة ثم رمقها بنظرة قاسية وهو يشد على يده " من دفع تكاليف الطبيب؟!"
اتسعت عيناها وارتعدت اوصالها ثم بعثرت نظرها وقالت محاولة اخفاء ربكتها " لقد قمت اناااا...."
انطلقت من صرخة تعبر عن قهره " كاذبه.." ثم القى بالبطاقة قهرا على الارضيه امام عيونها المذهولة....
صر على اسنانه ثم " و هذه البطاقة؟!"
اطرقت جيداء رأسها وقد تجمعت الدموع في عيونها لا تدري ماذا تقول او تفعل في هذه الحالة التي تشهدها لرائد... ثم شعرت بيده تكبل يدها بألم شديد.. اغلقت عيونها بألم وقد انحدرت بضع دمعات من مقلتيها..
وبحده وبصوت اعلى من ذي سبق " أجيبي..."
" والدي..." اجابته جيداء بألم....
لوى فمه بضيق " اعلم... ولكن أي واحد منهما... ( افلت يدها) هل المحامي ام صاحب الشركات؟!"
ثم اكمل بلهجة ساخرة " مع ان مصدر اموالهما واحد.."
اخذت نفسا عميقا ورفعت رأسها باضطراب والتقت عيونها الحزينة المتأسفه بعيونه العاتبة ثم تسائل بضعف وهو يجلس على المقعد " لماذا يا جيداء..." اخرج تنهيدة وسارت هي وجلست بجانبه بتردد ودموع متزاحمه تود الخروج لذكريات الماضي..
أكمل بعتاب وهو يديرها ناحيته " لماذا تحيكين الامور من دون علمي.."
" لأنك لن تستطيع دفع تكاليفها..." جيداء بصوت مختنق
تنهد رائد ثم وضع يده خلف ظهرها واسندت رأسها على كتفه حتى تخفف آلامها
" ولكن الجمعية النسائية ما زالت تدفع للعلاج.."
" الجمعية الخاصه بجدة ريم لن تتكفل جميع التكاليف.. لن تستطيع يا رائد.."
تنهد رائد ثم قال بحنية " لكن ما كان عليك ان تخفي عني مثل هذا الامر.. " صمت قليلا ثم اكمل بألم يعتصر داخله كسموم قاتله انتشرت في كامل الجسد وجعلته يأن ويصرخ " انت تعلمين ما عانيته من قبلهم.. ألا يحق لي..."
قاطعته بحدة " هل تعتقد ان ألمي هين وايسر من ألمك... (ثم بضعف ) انت يتواجد لك عائلة اما انا لا اعلم الى اي عائلة انتمي"
تنهد دافعا ألمه خارجا وفاض على هيئة عبارات " انا فقدت والدي.. مرضت امي من بعده.. قمت بتأجيل دراستي.. عانيت المرض مع امي.... عشت معها آلامها ضعفها.. كلما كانت تتألم أتألم داخلي ملايين المرات..."
ابتعد عنها وهو يقف شاعرا بحرارة انفاسه وضيق في صدره واكمل بصوت مختنق " هل تعلمين ما هو اصعب من الفقر... العجز.." صمت .. وبعد ان اخذ نفسا قويا " العجز امام مرض امي.. وامام متطلبات الحياة المعقدة... عدم القدرة على جني المال الكافي لإعالة العائلة..."
" ولكن هذا ليس كما باعني وتخلى عني... لقد حرمني منه لسنين طويلة.." كتمت شهقتها ثم اشارت الى صدرها " ان داخلي يتألم كثيرا يا رائد.. انت لم تصحو يوما وتجد انك في عائلة لا تنتمي اليها.. تتواجد فيها كبضاعه تم شرائها من السوق.. كإنسان يتيم.."
صرخ بها " هذا لا يعني ان تأخذي منه مالا للانتقام.. حتى تشفي حقدك عليه..."
نظرت اليه بذهول ودموعها منطلقه في مسيرها مهاجرة من عيونها ثم اندفعت نحوه صارخة امام مرأى الجميع " هل تعتقد اني طلبت المال من ذلك الحقير الذي يعتبر نفسه والدا بعد سنين.. هل تعتقد انه يمكنني ان أتخلى عن ألمي بمجرد مال اخذه منه..."
" اهدأي يا جيداء.." رائد محاولا ترويضها ولكنها ابتعدت عنه بانفعال شديد ودموعها المنحدرة على وجنتيها " لم اطلب المال من عمك البليد ذاك.. لم اطلب من مَن باعني حتى لا اخذ من الإرث قطرة واحدة.. ولا الذي حرمك من نصيب والدك في الشركة داعيا مصلحتك.. ( ثم بتهالك على المقعد) لم اطلب منه يا رائد..."
جلس بجانبها بضعف شديد يشعر بحرارة تسري سائر جسده.. فلم يكن رائد هو الوحيد الذي عانى من جبروت عمه.. بل ها هي ابنته جيداء قد عانت من قسوته وظلمه..
باعها لأحد معارفه بعد ولادتها.. فأما أمها قد توفت مباشرة بعد ميلادها.. كانت تعاني اثناء فتره الحمل ضعفا بالقلب.. وبعد ولادتها نقلت على اثرها الى العناية المشددة ولكن باغتها الموت تاركة خلفها ابنتها التي لم ترتوي بحنانها وعطفها... وزوجا خلع عنه رداء اللين والطيبة مرتديا قناع القسوة والظلم..

يراها تكفكف دموعها حتى تبدو قوية معتمدة على نفسها.. فمنذ ان علمت بأمر احتضانها لعائله لا تمت لها بصلة اصبحت تلك الفتاة القوية التي تعتمد على نفسها... اكملت اعوامها الدراسية بعد صدمتها .. حيث اضطرت بعدها للمكوث في مدرسة داخلية ترعاها الدولة.. ولكنها ما زالت تشعر بمشاعر المحبة والنتماء للعائلة التي قامت بتربيتها...
تحدث رائد بانزعاج " ولكنه يعمل معه يا جيداء.. يعمل مع عمي!!"
جيداء بضيق كبير " هل تعلم يا رائد.. برغم انه ليس والدي الحقيقي.. ولكنه اشعرني حقا انني ابنته طوال السنين.. لم يبخل علي بشيء ابدا.. حتى بعد دخولي المدرسة الداخلية كان يصر على رؤيتي كثيرا.."
تنهدت ثم اكملت وهي تنظر اليه " انه المحامي الخاص به.. يعمل مع عمك لانه تحت تهديده وسيطرته.. لقد قام بأعمال دنيئة فقط من اجل ان يبقيني معه.."
هز رائد رأسه بقله حيلة وغضب.. فأردفت جيداء " اتصلت صباح اليوم.. عندما رأيتك غير قادر على سداد المبلغ.. فلا مالي يكفي ولا مالك ايضا.. وايضا.."
قاطعها رائد " ولا استطيع ان اقترض من احد اخر..."
" لذلك قمت بالاتصال به.."..
أومأ رائد رأسها متفهما فأكملت جيداء بغصة كبيرة " عندما اخبرته اني بالمشفى قدم فورا.. رأيت الخوف بعيونه.. حالما ينظر الي بعيون مليئه بالمحبة اود ان انسى الماضي.. ( تنهدت ) عندما علم بأمر والدتك.. لم يتقبل في البداية ولكنني شعرت بقسوته اليوم وانه اخذ الصفات السيئه من عمك..."
لوى رائد شفتيه بسخرية وقال " ووالدك البيولوجي ايضا..."
نظرت اليه جيداء وقالت بحسرة وألم " والدي البيولوجي.. الذي باعني..." نفضت رأسها ثم اكملت " عندما علم بحالة والدتك تردد بالمساعده.."
" خوفاً..."
أومأت جيداء رأسها " اجل.. ولكنني قمت باقناعه بطريقه ما ورضخ بالنهاية..."
زفر رائد بحرارة ونظر اليها بوجوم.. انه يحزن عليها اجل.. على حالها.. ولكن هذا لا يعطيها الحق بأن تقوم بخداعه بتلك الطريقة.. انه لا ينكر انها قامت بذلك من اجل مساعدته ولكن... لا يتقبل تلك المساعده.. انها من شركة عمه... عمه الذي تخلى عن الجميع لأجل طمعه وجشعه.. واستولى على أملاك العائلة جميعها...
خرج من تلك الذكريات التس رأها كشريط مصور على جيداء التي قالت بعتاب قبل انصرافها بسرعه " انها المرة الاولى التي اطلب منه المساعدة يا رائد.. وكل هذا لأجلك.."
قال رائد بضعف " جيداء.."... ولكنها لم تستجب.. بل ابتعدت وابتعدت.. ثم احاط رائد رأسه على يديه بتعب شديد..

xxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxx*
ذكرى من عبق الماضي... ♥
في احدى الليالي بقرية صغيرة جنوب فرنسا.. بدأ قدوم فصل الشتاء بثلوجه وعواصفه.. وتدريجيا مع كل يوم يمر خلت الطرقات والحقول واوديتها من العاملين من الطبقة الكادحة... فلزم سكان هذه القرية أكواخهم وبيوتهم البسيطة... يقضون أيامهم بجانب الموقد لعله يدفع فيهم الشعور بالدفء.. وتوالت الايام وانقضى كانون الاول.. وانطوت صفحة السنه التي قبلها.. وبدأ العالم أجمع بعام جديد.. وتزينت الطرقات والبيوت بأشجار الزينة واحتفلوا ببداية عام جديد مع التمنيات الجيدة...
وفي كوخ صغير ينطلق من مدخنته ذلك الرماد ليمتزج مع حبات المطر الساقطة من السماء.. جلست تلك الطفلة بملابسها الصوفية الثقيلة شديدة السواد تحاكي ضفيرة شعرها السوداء التي امتدت على ظهرها النحيل.. بجانب الموقد ممسكة بأقلام التلوين الخاصة بها وأمامها العديد من الدمى المختلفة تحاول بيدها الصغيرة نقل صورتها طبق الاصل على ذلك الدفتر الكبير.. ومعالم وجهها تدل على الاصرار اذ انتقلت الى الصفحة التي تليها عندما اخطأت رسم عين تلك القطة...
قالت بضجر بصوتها الطفولي " لماذا لا استطيع رسمه.." ثم بغضب قذفت ذلك الدفتر جانبا وكتفت يديها ثم قوست فمها دليل على عدم الرضا...
وبعدها بدقائق انطلق صوت من خلفها " ماذا تفعلين؟!"
صرخت باندفاع "أمي..وأخيرا استيقظي؟!"
جلست تلك الامرأة بجانب ابنتها على الارضية ببطىء شديد وثم اخذ سعالها يخرج من جوف حلقها بشدة.. واهتز جسدها النحيل كما لو ان زلزالا قد الم بالمنطقة..
نظرت اليها طفلتها بحيرة وشبكت اصابع يدها اليمنى باليسرى.. ابتسمت والدتها ومسحت على شعرها بحنان "أنه منتصف الليل.. لماذا ما زلت مستيقظة؟!"
احابتها وهي تسقط بين احضانها وكأنها تريد حنانا منها وعطفا " انتظر ابي؟! لقد تأخر.."
ازدردت لعابها لعلها حلقها الجاف كالورق يرتوي " انه يعمل في مكان بعيد.. سيأتي بعد قليل.."
تنهدت الصغيرة ثم ارتعدت بخوف وهي تتشبث بأمها على اثر ذلك الصوت... حيث توارى النور الضئيل في الانحاء وغمرت الظلمة المكان... وبدأت الثلوج تنهمر بغزارة..
مسحت على شعر ابنتها بحنان وانحدرت دمعه من مقلتيها لتقول وهي تشعل بخلايا رئتيها تقتلع من مكانها " هيا الى النوم يا عزي.."
وقبل ان تكمل جملتها بصوتها الواهن وقد تخلل كلماتها السعال من جديد.. انطلقت صرخة من هذه الصغيرة اثر سماعها صوت العاصفة وكأنها تطلق صفيرا قويا ثم تسارعت بقوة ملعلعة بصوتها من اعالي الجبال فترتعش لهولها الاشجار وتنتفض منها القلوب مرتعبه..
احتضنت طفلتها الصغيرة التي تنتحب من خوفها وذعرها تشبثت بوالدتها تختبئ بين أضلعها كأنها الحصن المانع من تلك العاصفة.. احتمت في دفء قلبها الابيض وكأنها الآمان الذي سينجيها من هول تلك العاصفة.. فالأم هي مصدر الحنان والعطاء بلا مقابل.. هي الجندي المجهول الذي يرعى ضعفنا.. ويحاول بما يستطيع ان يبعد الآلام التي زرعها الزمن بداخلها.. فهي صمام الامان.. هي العطف.. وهي منبع العطاء هي الحب الحقيقي....
وفي لحظة ما هدأت تلك العاصفة وكأن السماء عانت من ألم ما فأطلقت أنينها على هيئة صرخاتها المدوية في تلك الليلة.. الى ان خف ذلك الألم بعد أن مر الوقت واكتست البقاع كعروس تزينت بذلك الرداء الأبيض تعانق الأرض كعناق المشتاق لحبيبه.. تجمعت قطرات الثوب المتجمدة وتشابكت لتصبح كالبلورات الماسية منها ما غطت الطرقات والبيوت..ومنها من زينت الأشجار والبساتين... وظلت الارض على حالها مكتسية ثوب الوقار الى ما بعد يومين...
أنت أنينا خفيفا وتلوّت ذات اليمين وذات الشمال... امام صديقه والدتها وهي تمشط خصلات شعرها.. حيث شبهتها تقتلع شعرها من جذورها كآلة حصاد القمح... وضعت قمر يدها على رأسها وقالت " انه يؤلم.."
صديقة والدتها والاستياء بادٍ على تقاسيم وجهها " ولكن خصلات شعرك متشابكة.. تحملي قليلا.."
قوست فمها وبريق الحزن في عيونها العسلية الصغيرة وبصوت واهن قالت والدتها من خلف تلك الكمامه " لا تتعبي خالتك يا قمر.."
اذعنت قمر لوالدتها المريضة ثم بدأت بالعبث في أقلام التلوين كعادتها حتى تتناسى ذلك الألم..
وبعد ان شعرت قمر بأن صديقه والدتها انتهت من شعرها ابتعدت قليلا عنها وبدأت برسم صفحة اخرى.. ثم سمعتها تسأل والدتها " متى سيعود زوجك يا رؤى.. لقد اطال المدة في العاصمة.."
أجابتها رؤى بصوتها الضعيف " لقد اتصل بي.." ثم اخذت نفسا عميقا و " بسبب العاصفة الثل..."
وقاطع عبارتها سعالها القوي من جديد.. نظرت قمر الى والدتها بضعف سرعان ما صرخت بحماس شديد ورمت ما بيدها أرضا بعد سماعها رنين جرس المنزل " أبييييي... لقد عااد.."

قالت رؤى بضعف بعد اختفاء قمرها " اشعر اني قاربت على فراق الحياة.."
امسكت صديقتها بيدها " لا تقولي هكذا يا رؤى.."
أحنت رؤى رأسها وتجمعت الدموع في عيونها " ألا تتذكرين ما قاله الطبيب.." صمت قليلا ثم عضت على شفتيها ألما بعد سماعها ضحكاتهم الآتية من الخارج وأكملت بضعف شديد " التهاب رئوي حاد.."
" ربما ستجدي الأدوية نفعا وتشفين.. ثم بعد ذلك.."
قاطعتها رؤى بخيبة أمل " صديقيني لقد تأزم وضعي كثيراً.. ليس لي نجاة من هذا المرض.."
وما كان من الأخرى الا ان زفرت بعمق ثم وجهت نظرها حيث النافذه " ولكن قمر ما زالت صغيرة..."
وجهت رؤى اناظرها حيث النافذة هي الاخرى ورأت قمر تلهو وتلعب مع والدها بسعادة كبيرة وبصوت متحشرج " انها تحتاج الى رعاية كبيرة.." صمتت قليلا حتى تلتقط انفاسها ثم أكملت بغصة ودموع عالقه بين جفونها " وانا لم تعد لدي المقدرة على رعايتها.."
نظرت اليها صديقتها واكتفت بالصمت امام السعال الذي انتابها على حين غرة.. ثم نظرت ناحية زوج رؤى تنهدت ثم اعادت بصرها الى رؤى..
" ان وجود بجانبي يزيح عن قلبي الهم.." رؤى بابتسامه خافته صمتت قليلا وابتسمت صديقتها وكلها امل ان تصل الى مسامعها الكلمات التي ستحقق مرادها بالمستقبل..
اردفت رؤى بعد صمت عندما شاهدت صغيرتها تنفض عن ملابسها بلورات الثلج " حيث تكون قمر تحت جناح رعايتك.. اشعر انها بأمان.."
ابتسمت رؤى بألم وفي جعبتها حديث تحاول في داخلها تركيب حروفه.. وهي في هذه الحاله من الارتياب والألم.. كانت صديقتها متلهفة لسماع تلك الكلمات التي ستخرجها من مستنقعها مستقبلا بعد موت رؤى... ثم اقتربت يد رؤى الهزيلة المرتجفة وقالت بقلب محترق اصبح رمادا بعد هذه السنين " واتمنى ان تبقى تحت رعايتك بعد موتي..."
ابتسمت داخلها ولكن قالت بأسف " أحب علي ان اقوم برعايتها.. ولكن زوجك ألن...."
قاطعتها رؤى " انه مطلبي الوحيد فقط من اجل قمر.. ثم..." سعلت فجأة وبعد ان هدات نوبه السعال أكملت بوهن " لا تقلقي بشأنه.."
وقبل ان تعبر صديقتها الوهميه عن مشاعر مزيفه كعلاقتها مع رؤى.. دخلت قمر باندفاع غير ابهة بشعرها المليء بقطرات الماء وبعض ذرات الثلج العالقه به... جثت على ركبتيها بعد وصولها حيث والدتها ورفعت ذلك الكيس البلاستيكي الشفاف اما انظارها المتألمه " انظري ماذا احضر لي ابي.." ثم التفتت الى والدها الذي دلف من بعدها " لقد نسيت اسمه.."
ابتسم لها بحنان واقترب منهم " اسمه بينوكيو.."
أومأت رأسها " أجل.." ثم نظرت الى دميتها الجديدة و اخذت تعد على اصابعها احرفه.." ب..ي..ن..ي.." هزت رأسها نفيا ثم عادت من جديد " بينو.. ك..يا.."
وبعدها باستياء " كيف يلفظ اسمه..."
ابتسمت صديقه رؤى فقد وصلت الى مبتغاها وأي شيء يعبر عن حالتها الان فقط ستصبر الى ان يئول برؤى الموت..
نهضت من مكانها فاسحة لزوجها المستقبلي ( والد قمر) المجال للجلوس بجانب زوجته وقالت لقمر " انه بينوكيو..."
مطت قمر شفتيها اللتان بلون التوت " ولكنه صعب.."
قال ولدها " هيا اجلسي بجانبي ولنتفق ان نطلق عليه اسما يليق بمقامه وبلسانك.."
ابتسمت قمر ثم نهضت مسرعه وجلست بجانب والدها بفرح كبير.. ثم بدأ نقاش الأب مع ابنته حول ذلك اللقب الجديد لدميتها امام انظار رؤى الحزينة ودموع قلبها بدأت بالنزيف منذ ان علمت بأمر مرضها حتى ذلك الوقت.. وغيمة من مشاعر احاطت بها تخفيها بين اضلعها.. ثم ادارت وجهها لتلك الصديقة المزعومة المطرقة رأسها وكلها ثقة بانها ستكون الآمان لابنتها من بعدها....
ولكن رؤى لم تدرك تلك المشاعر المخفية في قلب المدعوة صديقتها واكتفت بمشاعر ظاهرة وهمية .. حيث ابتسمت بانتصار من داخلها وكلها رغبة بالقيام بشيء مختلف يناسب مزاجها ومكرها.. لذلك..
" اين الكاميرا.."
نظر اليها والد قمر بعدم فهم ثم من بعده رؤى..
اكملت " اريد ان التقط لكم صورة.. ( وبمكر) للذكرى.."
ابتسمت رؤى بألم واشارت الى احد الاركان... واتخذ ثلاثتهم وضع التصوير وال ابتسامه على وجوههم..
وأيضا رؤى هنا لم تستطع تفسير الابتسامه ابتسامتها التي انطلقت على وجه المدعوة صديقتها بعد ان التقطت الصورة التذكارية لهم...

لو يعود الزمان يوماً.. و تبلغي من المرض اشده..!!
لو لم تستلقي بسلام تحت حفناة التراب بعد شهور من ذلك اليوم يا رؤى!!
لو علمت فقط ان الالم سيكون رفيق ابنتك من بعدك!!
لما جال بذهنك ذلك الطلب وما كنت ستطلبين منها الاعتناء بقمرك!!
ولكن حال خريف عمرك قبل ان تكشفي نواياها!! واختفت الابتسامه عن وجه قمرك الوحيد!! وعانت ألمها،، سقمها،، دمار قلبها لوحدها!!
ولكن لا يمكن لأي احد الهروب من القدر الذي ينتظره.....
وبالتوجه نحو الطائرة التي ستحلق بنا بعيدا للخروج من ذكريات الماضي العتيقة... حيث الغرفة متوسطة الحجم.. المليئة بالاوراق وبعض اللوحات.. اخرجت قمر تلك الصورة التي هربت معنا من الماضي الأليم...
وثبتت الصورة بدبوس صغير اعلى اللوحة.. ثم اتجهت الى احد الجوارير اخرجت منه علبة الوان الباستيل وبعض الاقلام..
توجهت فيما بعد وجلست على الكرسي واخذت تلك الاقلام ذات اللون الخفيف.. وبدأت بنقل التفاصيل الاساسية من الصورة الى اللوحة...




يتبع..





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-09-16, 09:19 PM   #24

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


وبعيدا قمر.. حيث الفناء الخارجي.. وتحديدا على اطرافه الخارجية المطلة على الشارع الرئيسي.. وقفت سيارة التاكسي الصفراء ثم ترجلت منها ريم بعد ان شكرت السائق.. توجهت حيث البوابة الحديدة.. فتحتها ثم دلفت للداخل...
وهي في طريقها العشبي لمحت رامي يتحدث الى الهاتف يبدو عليه الارتباك... وبرغم انه معطيا اياها ظهره الا انها تعلم انه يضع يده اعلى رأسها عند ارتباكه.. ابتسمت بسخرية اذ تأكدت انه يجاري احدى الفتيات.. تقدمت ببطئ وحاولت قدر الامكان ان لا تصدر اي صوت...
ولم يتبقى الا مسافه قصيرة حيث خرجت عبارة رامي " هل تعلم ان هناك من يشتاق اليك كثيرا.."
كتمت ضحكتها ثم اقتربت منه وصرخت بجانب اذنه مع انها لا تعلم من على الطرف الاخر
" اجل.. هناك من يشتااق... ( وهنا صرخت بقوة..) انااا..."
شهق رامي بخوف واضطراب.. وشعره بأن اذنه ثقبت من صراخها.. بينما اكتفى الطرف الاخر بأن انطلقت ضحتكته..
ابعد رامي الهاتف عن اذنه وقال بانزعاج لريم " على سبيل المثال ان كنت احادث احد معارفي..."
رفعت احدى حاجبيها وقالت " بما انه على سبيل المثال.. اذا انت تتحدث مع شخص من العائلة..."
اكتفى بالصمت بينما هي اكملت بمكر " ثم انك لا تتحدث مع معارفك في المنزل.."
قاطعها " لان هناك فضولية مزعجه.."
هزت رأسها نفيا وقالت بسخرية " لانك تحادث فارسات احلامك.."
" ها ها ها.." رامي باستهزاء..
شعرت ريم بالغيظ ثم قالت " على سبيل المثال.. ( ثم اخذت تفرد اصبعا اصبعا.." هناك رانيا... وسميه.. ممم رؤى أيضا.. إيلاف.. سيدرا.."
صمتت قليلا ثم نظرت الى هاتفها الذي اعلن عن وصول رساله.. وبينما هي تنظر اليها ارجع رامي الهاتف الى اذنه وقبل ان ينطق متأسفا لذلك الشخص الذي اعتبر صمت ريم وكانها تفكر بمن هم الفتيات اللواتي نلن مكانه في قلب رامي الخادع..
صرخت ريم بعد رؤيتها الرسالة " اااه قمر..." ثم ولت هاربه حيث الداخل.. غير مدركة لرامي الذي قطب جبينه استغرابا بعد ان سمع تمتمات من الهاتف..
نظر اليه واذ بالطرف الاخر قد اغلق منهيا المكالمه بعد ان رمى كلمات الوداع.. ثم اتسعت عيناه لادراكه السبب وقال وهو يشد بقبضته على هاتفه
" سيكون على يقين الان من سذاجتك يا ريم بأني احبها..."
ثم مضى بطريقه نحو المنزل...

وعلى عتبات السلم داخلي.. كانت تصعد ريم بسرعه كبيرة متجهة نحو قمر... هرولت بسرعه نحو غرفتها.. طرقت الباب ثم على الفور ثم قامت بفتحه ولكن غرفتها كانت فارغه كالعاده.. علت تقاسيم وجهها خيبة الامل.. تنهدت ثم اغلقت الباب.. رمت حقيبتها على الأريكة الفردية الموجودة بالممر ثم توجهت خطاها خارجه منه بفتور كبير... واستادرت بجسدها ناحية الدرج المؤدي الى الطابق الثالث..
" اهلا وسهلا بابنتي العزيزة.."
التفت ريم حيث والدتها المستعدة للخروج وبابتسامه " اهلا امي.."
تقدمت والدتها مرتدية ذلك البنطال وقميصا أبيض اللون وقالت باقتضاب " هيا تجهزي.. نحن مدعوون على العشاء.."
ريم بخيبة أمل " حسنا.. دقائق وأكون مستعدة..."
ابتسمت والدتها وقالت " لا تتاخري.." ثم مضت بطريقها نحو الطابق السفلي.. ومن بعدها ريم التي عادت ادراجها نحو غرفتها وهي تشعر بالضجر والملل فمهما حاولت الرفض فستكون لها والدتها بالمرصاد.. لذلك اختصرت الطريق الطويل للجدال بأن وافقت..
xxxxxxxxxxxxxxxx
اما من كان يتحدث مع رامي قبل دقائق.. اغلق هاتفه بعد ان القى كلماته باقتضاب..
قال والشرر يتطاير من عينيه كلهيب النار " اذا تحبها يا رامي.."
وسار بطريقه خارجا من مبنى المطار.. وصل سيارته وركبها..ثم رمى هاتفه بغضب كبير... ادار مقود السياره و سار بطريقه غاضبا وما دل على غضبه طريقة قيادته المتهورة وعجلات سيارته تصدر صوتا باحتكاكها مع ارضيه الشوارع الاسفلتيه.... وبعد طريق طويل أوقف سيارته بطريقه جنونية قريبا من مقهى صغير يطل على الساحل... ومن داخل سيارته نراه يشد بقبضتيه على المقود وعروقه قد برزت من شده الغضب.. اما عيونه الرمادية قد تطاير الشرر منهما و اصبحتا كشعلتين حمراوتين.. وتقوس حاجباه كسيفين قاطعين... اسند رأسه على المقود وتلاحقت انفاسه.. بين زفير وشهيق متتاليين.. تخرج انفاسه حاره تتضارب بالمقود فتعود بطريقها اليه وتلفح وجهه الناري...ثم اغلق عيونه بألم... وقلبه يعلن ثورته على عقله ليقنعه بمشاعر الحنين والشوق والغيرة من جديد... وأخذ العراك المستمر بين عقله وقلبه محاولا أحدهما فرض سيطرته على الاخر الى ان اعلن القلب انتصاره في ساحه المعركة...
وحينها هدأت اعصابه وكأن القلب ارسل جرعاته من الحب ال سائر جسده فعاد الى حالته الطبيعية دافعا جم غضبه امام ما يترائى لذاكرته... وصوب عيناه ناحية صندوق السياره.. اتجهت يداه وفتحته بلهفة واندفاع شديد ليروي قلبه المشتاق... واخذ ذلك الالبوم الصغير... وبدأت يداه تقلب محتوياته..
وشعر برياح هبت في قلبه جعلته ينبض بحب امام شعرها المجعد يستقر على ظهرها النحيل يغطيه كما تغطي ستارة الليل السماء عند انسدالها.... تأمل الصورة بحب وشغف.. ابتسم وهو ينظر الى تفاصليها.. * يلعب بخصلات شعرها يتراقصان على انغام الموسيقى في ليلة الاحتفال بذكرى مولد ريم...*
تنهد ثم تامل شعرها من جديد.. وتذكر تلك القصيدة بعنوان (( يا ذات الشعر الأسود)).. كان قد قرأها على متصفح الانترنت ذات مره.. وفي كل ليله يعاود قراءتها وهو يتذكر قمره الوحيد الذي يستعلي سماء قلبه... وبدأت خلاياه العصبية بأوامر من قلبه بارسال اشارات للسانه بالحديث ليخرج صوته بنبرة يغلفها بحة جذابه.. واخذ يلقي كلماتها وهو ينظر الى الصورة بحب كبير...
القصيدة بقلم الشاعر: موسى يحيى صبري سورية (قامشلي)
يوماً مررت بدربي
فناداك قلبي وتحسر
قلت ليت: تصبحين الربيع في قلبي
تجعليه بستاناً تتمايل الفراشات على شعرك الأسود
أزهري قلبي
لأنه كان خريفاً صامتاً
أزهريه بخصرك بشعرك ببسماتك أزهريه
يا حلوة يا ذات الشعر الأسود
يوماً كتبت القصيدة
لأهديك أياها يا ربيع القلب
أرسلتها لبستان القلب
لكن القلب أبا ولم يقبل
قال لي: أعطها للربيع
الذي أزهر الخريف
في ضلوع الحجر
يوماً جلست عند شباكي أنطر
فمررت يا ذات الشعر الأسود

وقبل ان يكمل اطل من نافذة السيارة امرأه عجوز قالت بلكنتها الفرنسية " يا ذو العيون الرمادية.."
التفت لصاحبة ذلك الصوت وابتسم بوجهها " يا ذات الوجه الجميل.."
قهقهت بخفة.. وقال وهو يبعد الألبوم " هل تعلمين لقد اشتقت اليك كثيرا يا سالي.."
ابتسمت وقالت بعتاب " هذا لأنك لا تأتي كثيرا الى هنا.."
تنهد ثم ترجل من سيارته وترك بابها مفتوح وقال بأسف بعد ان قبل يدها باحترام " لقد مرت فتره عصيبة بالعمل؟!"
أومأت رأسها بتفهم ثم نظرت خلسة الى ذلك الألبوم وبمكر " من هذه يا معذب قلوب الفتيات..؟؟"
لوى شفتيه " فتاة واحدة.."
" هناك تفاصيل عشق جديدة على ما يبدو.." صمتت قليلا ثم اردفت " دعني ارى.."
هو رأسه ثم توجه بجسده حيث الداخل.. وناولها الألبوم فيما بعد...
بدأت تقلب فحواه وهي تتمعن النظر بصور تلك الفتاة وقالت بعد ان اغلقته
"هل تعلم يا مجد؟! برغم انك تأتي الى هنا ومعك الكثير من الهم والحزن بعكس الآخرين.. واني حقا اسأم من تفاصيل العشق المؤلمة الا انني أقدم لك النصائح.."
ابتسم بامتنان على هذه العجوز الطيبة.. وبادرته الابتسامة ثم قالت " لك شهر ونصف هنا أليس كذلك؟!"
" أجل.." قالها ثم اغلق سيارته وامسك بيدها " هل نذهب للجلوس يبدو انها جلسه حديث طويلة.."
ابتسمت وأكملا سيرهم الى ذلك المقهى امتلأ برجال ونساء من مختلف الاعمار يجلسون على طاولات وكراسي بلون السماء الصافيه.. ثم جلسا على احداها.. وطلبا القهوة لنفسيهما..
وبعد ان رشفت السيدة العجوز (سالي) القليل من القهوة قالت " انظر لي يا مجد؟!"
أكملت عندما رأته مستعدا للانصات " انت في فرنسا الان وهي في بلدك الاصلي.. نحن لا ندرك مشاعرها الى الان ولكن مشاعرك ندركها.."
قال بيأس " انها تكرهني.. لا بد انها سعيدة.."
هزت رأسها نفيا وقالت بابتسامه تشفي المرضى " انها تشعر مثلك بالتحديد وأكثر.."
زفر بحراره وقال " لا اظن.."
" متى سيستوعب عقلك ويتفهم الفتيات.." ثم فتحت ألبوم الصور على احدى الصور.. واشارت اليها..
" انظر يا مصيبة احلت علي هذا المساء.." قالتها بسخرية..
ابتسم بألم وهو يشاهد الصورة ذاتها.. ^^ تقف هي امامه تحيط ذراعيها بعنقه.. وأما يديه احداهما تكبل خصرها النحيل والاخرى تعبث بخصلة من شعرها المجعد.. وعيونه الرمادية مستقرة على عيونها العسلية..^^
قال مجد قبل ان يوجه يده نحو كوب القهوة الخاصه به " انها مجرد صورة لا أكثر.."
" ولكنها من أرض الواقع.."
ارتشف قهوته ثم هز رأسه نفيا غير مؤيد لها.. وكاد ان يفتح فمه حتى اشارت له بالصمت واضعة سبابتها امام فمها.. فلاذ بالصمت..
بينما أكملت سالي " انت تشبه البحر كثيرا.. وهي غارقة بك.."
أردفت عندما رأت الانكار بعيونه " البحر في فصل الصيف هادئ.. تتسارع امواج خفيفة رشيقه وتلاطم الصخور البارزة وتتراجع في انسياب.. اما في فصل الشتاء تثور ثورته.. وتتلاطم امواجه بشدة.. وتتجمع مزمجره ترميها الرياح الهوجاء بكل الاتجاهات.."
مجد بعدم استيعاب " وما شأن البحر الآن؟؟!"

ابتسمت سالي " لانك تشبهه.."
قطب جبينه باستغراب "كيف؟؟!"
تنهدت سالي ثم تحدثت " انت كالبحر.. جبار وعنيد حين غضبك.. وهنا يتحكم به عقلك.."
" حسنا.. اظن اني فهمت شيئا ما..!!" لوى مجد شفتيه بضيق ثم اكملت العجوز " تكون لطيفا و ودودا.. عندما تكون ساكنا ولينا.."
صمتت سالي قليلا ثم اردفت وهي تشير الى الصورة مرة اخرى " وهي في الحالتين غارقة بك.. تحتويها بسكونك.. وتغرق بك حين عاصفتك.."
اكتفى مجد بالصمت وهو يفكر بكل كلمة قالتها.. انه لم يستوعب من قبل ان تكون قمر تبادله ذات مشاعره.. واكدت ريم ذلك اليوم عندما كان يهاتف رامي.. ولكن قلبه لا يستطيع تخيلها مع رامي.. هي محبوبته له وحده... فرامي اللعوب لن يستطيع احتوائها.. هو فقط من يستطيع... ولكنه كلما يحاول ان يفعل ذلك يطلق سيوفه الحادة لتخترق قلبها الرقيق...

زفر بحرارة ورآها تقلب الألبوم.. اخذ كوب قهوته من جديد وارتشف منها القليل.. وصوب نظره امام الناس المتجمهرين في زاوية ما.. ابتسم بألم وهو يرى ذلك الشاب قد جلس على ركبة واحد ة وقدم خاتم الزواج لمعشوقته.. ادار جسده حتى يعود الى سالي ولكنها اختفت.. لم يعر الامر اهتمام فمن المؤكد انها انصرفت للاشراف على عمل المقهى... وضع كوب القهوة ثم اشاح وجهه الحجري ناحية البحر.. يفكر تارة بكلام سالي التي تحتضنه بكلامها ويؤثر به بالصميم..
وتارة اخرى بقمر.. وقلبه يفيض ألما.. تعود له ذكرياته معها من بداية عودته وحتى رحيله ووصوله الى فرنسا.. تذكر دموعها و ضعفها امام جبروته.. تذكر جميع التفاصيل.. مر شريط الذكريات.. ومع كل ذكرى يرتشف قليلا من قهوته وهو متسمر ينظر امامه....
لا يدري كم من الوقت مر الا على صوت النادل بعد استرعى انتباهه بهز كتفته بهدوء شديد..
" لو سمحت... سنغلق قاربت الى العاشرة؟!"
رمش مجد بعيونه الرمادية ثم نظر الى ساعته.. وكانت بالفعل تشير الى العاشرة الا عشر دقائق.. ابتسم للنادل واعطاه المبلغ المطلوب..
تناول الالبوم من على الطاولة.. وسار بذهن مشتت نحو سيارته... فتحها ثم دلف داخلها... اخذ نفسا عميقا ثم ضرب رأسه بقبضته اليمنى بعد ان ألقى الالبوم على المقعد المجاور.. " لماذا تفكر بها باستمرار... لماذا؟؟!"
ثم وضع رأسه على المقود بأسى محاولا ابعادها عن فكره وان لا تشغل ذهنه الى هذه الدرجة... وبعد صراعات داخلية مزقت انسجته وخلاياه ودمرت بقايا الأمل بأن تحمل له لو حتى ذرة مشاعر.. استسلم للنوم وغط في سباته العميق حتى ذلك الوقت....
والوقت الذي بدأت فيها النجوم تتلاشى وتنطفئ الواحة تلو الاخرى.. وبزغ الفجر من بعدها.. وتلونت البقاع وازهرت بعد ان طغى عليها السواد في الليل الموحش.. وفي هذه الاثناء انطلق رنين هاتفه المرة تتلوها المرة.. انتشل نفسه بصعوبة بعد ان اخترق صوت هاتفه رأسه وجعله يغلق مسارات الاحلام التي تود زيارته.... رفع رأسه عن المقود وهو يشعر بصداع خفيف لازمه لعدة دقائق بعد ان توقف هاتفه عن الرنين ثم اعتدل في جلسته واضعا يده على رماد عيونه حاجبا اشعه الشمس....
زفر بضجر وابعد يده عن عيونه بعد ان سمع رنين هاتفه يصر على ازعاجه مرة اخرى.. فمن ذا الذي يريد التحدث اليه في الصباح الباكر؟؟
كان قد القى هاتفه بالأمس بعد حديثه مع ابن عمه رامي.. فالتفت بجسده المتعب بسبب نومه بالسياره لناحية المقعد المجاور وانحنى نحو الاسفل كي يلتقطه.. وهو في مسار رحلته تلك توقف عن الحراك..
" يبدو ان سالي من وضعتها.." بعد ان لوى مجد شفتيه بسخريه بعد ان استرعت انتباهه تلك الورقه البيضاء.. منزلقه من بين ثنايا الالبوم الفوتوغرافي.. لم يعر امر هاتفه ابدا ولا المتصل اي اعتبار فعاد لوضعيته بعد ان اخذ ذلك الألبوم وفتحه على المكان الموجودة بها الورقة... ابعد الورقة من امامه.. وتأمل ملامحها القمرية من جديد...
" هل تحبينه يا قمر.. ؟!"
تنهد بتعب.. ثم أكمل بضيق " هل ستكون عيونك التي تقطر عسلا له وحده؟؟" واعقب قوله ان مرر بأصبعه على عيونها....
" لا أدري بأي لغات العشق استطيع ان اعبر بها لك.. اعبر بها عن سحر جمالك يا قمري.."
صمت قليلا وبصوت متحشرج ونبرة يغلفها الأم " بالتأكيد لا تعلمين عن ما يخالج نفسي من عذاب حبك وألم فراقك يا نرجسيتي.."
تأمل صورتها من جديد بحب وشوق كبيرين واكمل بعد ان ابتلع غصته والتي أملأت حلقه بالمراره " كنت اريد فقط القليل من التعبير عن مشاعر الحب منك.. كنت في اشد الحاجة اليك لتكوني موطني الجديد ولكن سدت جميع الابواب في وجهي وكأن الامل كان يتجدد مع كل يوم جديد ثم لا يلبث ان يتبخر كالضباب في طليعه الصباح التالي.."
ابتسم بمراره " منذ وصولي الى فرنسا.. وكلما امر في الطريق ابحث عن وجهك لعلي اراه في انثى تشبهك.. او اصادف احدا من اشباهك الاربعين ولكن كان علي أن ادرك قبل مغادرتي انك حقا تشبهين القمر.. فأنت فريدة من نوعك.. لا يتواجد من يشبهك.. تشبهين الجمال الذي يزين الارض ويلونها ويجعلها بأبهى حلتها.."
صمت واتكأ برأسه المتعب على المقعد اغلق عيناه و زفر بحرارة مطلقا براكين غضبه الى الخارج.. يحاول ابعادها عن تفكيره ولكن باءت محاولاته بالفشل.. فكلما يهرب منها يهرب اليها....
اتجه من بعدها بانزعاج لالتقاط هاتفه الذي انطلق رنينه المزعج مره اخرى..و بغضب انهى المكالمة.. ورمى بهاتفه باستياء على المقعد..
ثم فتح تلك الورقة البضاء المحتوية على كلام من السيدة العجوز سالي.. فكلما يشعر بحالة يرثى عليها تكون هي الطبيب المداوي لحالته... تذكره بحكمتها وتصرفاتها الحسنة بجدته.. وكم اشتاق الى جدته..
تأمل كل كلمة منها وصدره ينفث حراره الاشتياق.. الحب وكل المشاعر بين العاشقين..
( في عينيها حزن وفي روحها وردة لا تذبل.. انها تحب الحياه ولكنها حزينة.. كنت انت الحياه وحرر تلك الروح من احزانها... عد اليها.. عد للسفينه التي تبحر في قلبك.. وكن انت شاطئها وملجأها الوحيد بكل أحزانها يا مجد..)


هل سيقرر مجد العودة مباشرةلسفينته بناء على نصيحه العجوز الفرنسية سالي؟؟! ام ستطول فتره غيابه اكثر فأكثر؟؟
ماذا سيحصل بشأن رائد وظهور جزء من طرف الماضي (عمه)؟؟
قمر وذكرياتها؟؟ هل ستبقى حبيسه الألم ام سيأتي من ينقذها قريبا!!


انتهى الفصل..
مع لقاء قادم.





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-09-16, 09:21 PM   #25

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


\\

الجزء الاول من الفصل
الرابع عشر



اطلق رامي تنهيدة تعبر عن يأسه من المحاولة.. ووضع هاتفه جانبا ثم قال باستياء " انها الساعه الحادية عشر وما زال لا يجيب على هاتفه.."
اومأت الجدة رأسها بهدوء.. وقالت ريم بنعاس وهي تدلف الى الصالة مرتدية ملابس النوم " انت تعلم مجد يا رامي لا داعي للاصرار.."
وخزتها الجدة بنظرة " ما زلتي بملابس النوم.."
زفرت ريم ثم جلست بجانب رامي الذي يأكل قطع البسكويت " لقد اطلت السهر مع كمال.."
لوى رامي شفتيه بسخرية وقال " هربت الاميرة الجميلة من الامسية لذلك الكمال على حصانه الابيض.."
وخرج صوت كمال وهو يدخل مع ابتسامه " وما به هذا الكمال..؟!"
ثم توجه حيث الجدة ( السيدة زينب) قبل يدها وبادلها تحية الصباح..
همس رامي باستهزاء " لو اننا ذكرنا قطعا نقدية افضل.."
فضربته ريم بالمجلة بخفه وقالت بانزعاج " هلا تصمت رجاء.."
ابتسم رامي بسخرية بينما هي انشدت حواسها للمجلة وبدأت بقراءتها...
تسائل كمال بعد ان نظر الى ساعته الفضية " جئت لآخذ قمر معي الى المعهد.."
احتست الجدة من كوب الشاي ثم قالت " لا بد انها تتجهز.. لما اتعبت نفسك بالمجيء الى هنا.."
" كنت مارا من هنا.. لذلك.."
قالت ريم وهي تقضم من قطع البسكويت " نفس ما يحدث بالمسلسلات والافلام.." ثم اخذت تقلد لهجته وهي تصوب نظرها الى المجلة " كنت مارا من هنا.."
هزت السيدة زينب كتفيها بقلة حيلة ثم قالت " دعك من هذه المجنونة.."
فابتسم كمال..وبينما بدأت الجدة بالحديث مع كمال حول امور اعتيادية.. اقترب رامي من ريم وهمس لها باستهزاء " حتى جدتي تقول انك مجنونة.."
اومأت رأسها بدون اي اهتمام لسخريته ممعنه النظر في حروف المجلة.. عقد رامي حاجبية وتوجهت عيونه نحو الخبر..
" اذا انه زفاف مخملي.."
" اجل.." تفوهت بها ريم ثم وضعت المجلة جانبا..
تسائلت الجدة " هل ستذهبين.. فوالدتك ستذهب؟!"
هزت ريم رأسها نفيا وقالت بامتعاض "اطلاقا.."
رفع كمال احدى حاجبية " ولماذا يا بياض الثلج.."
" انها سندريلا.." رامي بسخرية وهو يحاول الاتصال بمجد من جديد....
اكتفت ريم برفع رأسها بغرور بينما تسائلت الجدة " حقا لماذا لن تذهبي.."
كادت ان تتفوه لولا ان سبقها رامي.. بعد ان نظر نظرة جانبية اليها " لانه منذ الصغر قامت العروس ريما بشد شعرها..."
اتسعت عيونها ثم نظرت اليه بوضعية الهجوم.. " حقا.."
اومأ رامي رأسه بسخرية لاذعه.. وكتم كمال ضحكته لوجه ريم الحانق من تصرفات رامي ثم قال " بياض الثلج.."
قاطعهم بعد ذلك قدوم الخادمة التي توجهت نحو الجدة وقالت " سيدة زينب.. المدير من المؤسسه على الهاتف.."
" حسنا.. قادمة على الفور.." قالت ذلك ثم خرجت تاركة خلفها المشاكسون كما وصفتهم في قرارة نفسها..
اما ريم ظلت ترمق رامي الغير مهتم للامر كليا وما زال يعبث بهاتفه ببرود شديد.. وببروده هذا قد قتل ريم.. فتفوه كمال بعد ان نظر الى ساعته " ايتها الاميرة الحانقة.."
قالت وهي لا تزال تجحد رامي بقسوة وغضب " ماذا؟!"
وعقب قولها دخلت قمر وعلامات الحيوية بادية على ملامحها " كم انتم مزعجين منذ الصباح الباكر.."
التفت كل من ريم وكمال الى مصدر الصوت.. وعلت الابتسامة وجوهيهما... ثم رفع رامي رأسه ورفع احدى حاجبيه " الصباح الباكر اذا.."
تقدمت بهدوء " ايا كان الوقت.. انتم مزعجين على اي حال.."
قوست ريم فمها ببراءه " انه رامي.. يفتعل المشاكل ويشاكسني.."
نظر اليها كمال وابتسم بسخرية لاحظتها ريم فاشحت بوجهها كالاطفال مما جعله يضحك بخفة..
" دائما تخسرين.." رامي وهو يرفع وينزل حاجبيه باستهزاء
فأومأ كمال وقمر رأسيهما..
شهقت ريم ثم رمت الوسادة اتجاه قمر " في طرف من انت؟؟"
ضحكت قمر فأكملت ريم " حقا.. لنقل انهما اصدقاء طفولة.. وانت؟؟!"
ثم بدأت تفتعل الدراما وحركات مسرحية.. وخلال كلامها كان الضحك رفيق الثلاثي..
" هل انت ضد المرأة.. ( ثم وضعت يدها على فمها كأنها مندهشة..) هل تتأمرين ضد الفتيات..(شهقت ثم ضيقت عيونها وهي تشير بسبابتها الى كل من رامي وكمال) هل تأخذين دروساً خصوصية من هؤلاء الوحوش البشرية... "
عقد رامي حاجبيه وباستغراب " وحوش بشرية؟!"
اشارت له قمر بالصمت عندما وقفت ريم وبدأت تسير ثم قالت وهي تلتفت اليهم فجأة " هل حقا تتخلين عن انوثتك لتكوني يدا واحدة مع الاشرار؟؟ (ثم بحركة مسرحية وضعت يدها على رأسها وكأنها تتهالك..) يا الهي لا اصدق.. كيف لك هذا.."
اعتدلت في وقفتها فجأة وقالت وهي تغمز رامي " انظر الان.. انا سأفقد وعيي وانت ستأتي كالفارس المغوار وتنقذني من الوقوع.."
نظر الثلاثي الى بعضهما ثم اشار رامي بيده على انها مجنونة... نظرت اليه ريم ثم قالت " سأغض النظر على حركتك تلك.. لولا اني اقوم بحركة مسرحية لأريتك اللازم.."
اومأ رامي رأسها.. ثم قال كمال وهو ينهض " علينا الخروج الان.. هيا يا قمر.."
اومأت قمر رأسها وهمت بالنهوض.. ثم سارت بجانبه بعد ان ودعت ريم بابتسامه تشفي الألم.. وخرجا من المنزل ثم من الحي بأكمله..

عقدت ريم ساعديها بملل بعد ان جلست.. والتفت حيث رامي المشغول بهاتفه ورأته يحاول الاتصال بمجد مرارا وتكرارا
" لا يجيب اليس كذلك.."
نظر اليها رامي بعد ان يأس من محاولاته وهز رأسه نفيا وهو يعلم السبب... بسبب صراخ ريم باسم قمر البارحة.. زفر بحرارة فأي طريق سيسلكه للخروج من الشبهة هذه.. وكيف سيقنع مجد ذو العقل السميك بتلك المشاعر الاخوية بينه وبين قمر...
ثم التفت حيث ريم وقال بتوجس بعد ان تذكر شيئا ما
" ريم.."
"هممم.." وهي تقلب صفحات المجلة بضجر..
تنهد ثم قال بحدة " هلا تنظرين لي فقط لدقيقه.."
وضعت المجلة جانبا بحقد ثم صرخت " ماذا هناك؟!"
ازدرد لعابه ثم قال " تلك جيداء.."
ارتسمت معالم الحيرة على وجهها الابيض ثم قالت لتبدد الخوف الذي بدأ بالانتشار في جسدها " ماذا بها؟!"
صمت قليلا وهو يحاول ترتيب كلماته.. فقالت ريم بنفاذ صبر " ماذا هناك؟!" ثم ما لبثت ان شهقت وفتحت عيونها على اتساعها " اياك يا رامي ان تحاول الاقتراب منها.. اكتفي بعدد الفتيات اللواتي تحدثهن ليلا ونهارا.."
نظر اليها رامي باستغراب ثم قاطعها " توقفي قليلا.. ليس هكذا!!"
" اذا ماذا هنالك.."
ابتسم رامي " لا انكر اني اعجبت بها.. كل م..."
وقبل ان يكمل كلامه قاطعته ريم بحدة " اياك يا رامي.."
زفر بحرارة ثم قال بغضب " هل ستستمعين الي ام ماذا؟؟"
" حسنا.." ريم بانصياع
وبنبرة هادئة تحدث رامي " كل ما في الامر.. علق بعقلي شيء ما.." صمت قليلا ثم اكمل بتساؤل " ما صلة العلاقة بينها وبين رائد؟؟"
ريم بحيرة " ابناء عم!! لماذا سألت هذا السؤال؟؟"
" أليسا من عائلات مختلفة!!"
اومأت رأسها " اجل.. اظن انها قصه معقدة.. ولم ادخل بتعقيداتها.."
" فضولية بكل شيء.. باستثاءه هو.."
زفرت بحرارة ثم قالت " هذا لانه الموضوع خاص جدا.. لم يخبرني بتفاصيله.."
اومأ رأمي رأسه بهدوء.. اما ريم صمتت قليلا.. ثم " لماذا تسأل؟"
نظر اليها رامي بوجوم وهز رأسه " لا شيء!! هكذا.."
نظرت اليه ريم باستنكار وكادت ان تتفوه بشيء ما لولا دخول جدتها وهي تسألها " ريم.. ما هي صحة والدة رائد!!"
عاد رامي يعبث بهاتفه من جديد والتفتت ريم بحيرة الى جدتها.. فما بالهم تهافتوا بالسؤال على رائد جملة واحدة.. " بخير.. لقد استيقظت البارحة.."
اومأت الجدة رأسها بعد ان جلست " أجل اعلم.. أما كان من المفترض ان يذهب الى الشركة اليوم كما اخبرتني.."
ريم بخوف " لم يذهب؟؟"
هزت الجدة رأسها بلا.. بينما اسرعت ريم بخطاها الى غرفتها باضطراب شديد قبل ان تسمع اي كلمه من جدتها.. والتي منذ ان خرجت ريم نظرت الى رامي وسألت بقلق " لم يجب... اليس كذلك؟!"
رفع رامي نظره الى جدته " لا يا جدتي.."
ثم توجه ناحيتها وامسك بيدها " لا تقلقي فعمي وجدي على وصول كنت قد حدثت البارحة مجد بعد خروجه من المطار حتى يوصلهما.."
" اتمنى ذلك.."
ابتسم رامي لجدته وقبل يدها بحب كبير.. وبادلته الابتسامه وهي تمسح على شعره بحنان كبير.. ثم اتجه من بعدها الى خارج الصاله تاركا الجدة تغلي من قلقها وتتمنى السلامة لزوجها وابنها...

بينما ريم اتجهت بخطواتها نحو غرفتها تسيطر عليها مشاعر الخوف... وباندفاع اخذت هاتفها واتصلت به حالما دلفت اليها..
انتظرت بقلق وهي تسمع رنين الهاتف وتهز قدمها بتوتر.. ومن بين اسنانها " هيا اجب يا رائد.."
وسرعان ما سمعت صوته على الهاتف فقالت باندفاع وخوف " هل حصل شيء لوالدتك؟!"
تثائب رائد وبنعاس " لقد حصل شيء لي.."
شهقت برعب " ماذا؟"
اعتدل في جلسته وهو يدلك صدغيه " امي بخير.. انها نائمة.."
تنهدت براحة كبيرة واتجهت للجلوس على سريرها " وانت؟؟ هل انت بخير.."
" اجل بخير.. ولكنك ايقظتني..."
" انا متأسفه.."
ابتسم رائد " اذا صباح الخير ايتها المزعجة.."
" صباح الخير لك ايضا.. ولكن ألم تخبرني ان جيداء ستبقى عندها وانت ستذهب للعمل.."
زفر رائد بحراره عندما تذكر ما حصل ثم قال " اجل.. ولكن هذا ما حصل؟!"
عقدت ريم حاجبيها باستغراب " كيف؟؟ ما الذي حصل؟!"
نهض رائد عن المقعد الموجود بجانب والدته ثم اتجه بعدها خارجا الى الممر " سوء تفاهم.. ويعد شجارا ايضا.."
شعرت ريم بالحزن فأكمل رائد " لا تقلقي حيال الامر.."
" هل يمكن ان اكون فضولية وأتساءل عن السبب؟!" ريم وهي تتمدد على سريرها..
بعثر رائد نظراتها وقال بمزاح " وهل كنت يوما غير ذلك.."
اعتدلت ريم في جلستها ثم قالت بحزن مصطنع " لا ادري كم عدد الانطباعات التي اخذتها عني..."
" دعيني اقول لك اذا.."
" حسنا.. هيا اخبرني كلي انصات لك.."
ابتسم رائد وبحب كبير " ثرثارة.. مزعجة..فضولية.. تحبين التسوق كثيرا..تعشقين الافلام والمسلسلات..تحبين الرقص والموسيقى.. تعشقين الاكل بدرجة كبيرة.. ثم...ممم.. طيبة.. حنونة.. غير مبالية بدروسها.. تحبين الاطفال كثيرا..(صمت قليلا ثم) وهناك الكثييير.."
تنهدت ريم بحب وهي تستمع اليه.. تشعر حقا انه يهتم بتفاصيلها الصغيرة... وبين صفه واخرى تدخل في دوامة من الحب تأخذها وتسيرها نحوه.. تشعر بحبه يتدفق ويغزو جميع خلاياها بكل دقيقه تمر....
" حسنا يا رائد.. هيا نركز على الفضولية ونترك كل الصفات الان.." ثم بقلق " هل حقا هنالك شيء مهم يدعوك للشجار معها.."
تخللت يده خصلات شعره السوداء وقال " لا تقلقي.."
زفرت ريم " حقا يا رائد.. انت شخص كتوم جدا.. سابدأ اجراءات التحقيق مع جيداء اذا.."
" ان مررت الى المشفى اليوم احدثك عن الامر اذا.."
قالت باستياء " اليوم لا اظن.. لدى امي جدول من الاعمال قد اعدته لي ولها.."
وبخيبة امل قال رامي" حسنا لا بأس.. نتحدث بالامر غدا.."
ابتسمت ريم " حسنا.. سأكون في مكتبك غدا صباحا.. حضر لي ترتيبات الاستقبال وهكذا.."
"تأمرين يا سيادة الوزيرة.. هل من امر اخر؟!"
قهقهت ريم بخفة اضاعت عقل رائد " لا.. يكفي هكذا..." ثم نهضت وتوجهت حيث خزانة ملابسها وقالت بأسف " اعذرني الان... علي الاستعداد فجدول امي مشحون اليوم.. وما علي الا الانصياع لها بالرغم مني.."
" حسنا لا بأس.."
" الى اللقاء ايها الكتوم.."
" الى اللقاء ايتها الجميلة.."
وبعد ان اغلقت هاتفها وضعته ناحية صدرها.. ثم دارت حلو نفسها بسرعه وهي تهتف " احبه جدا.. احبه.."
اما هو فقد تنهد براحة كبيرة بفضلها هي.. وابتسامة اضاءت وجهه الجميل اخذت تزداد شيئا فشيئا وهو يردد داخله " ماذا استطيع ان افعل بدونك.."
وكأنه كما يقال.. على حين غره.. يدخل الى حياتك شخص ما.. من جماله واسلوبه.. لا تستطيع الادراك وتستهجن الامر انك كنت تعيش بالسابق بدونه.. وهذه المقولة تنظبق على كل من رائد وريم الذان تتطاير فراشات الحب من حولهما وتغمرهما بسعادة لا مثيل لها..
xxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxx*
الساعة: الثانية عشر والربع..
اخذ يخطو خطواته بين الطلاب وهو يتحدث بنبره هادئة والجميع من حوله ينصتون اليه " حسنا.. لقد اجتزنا مرحلة جيدة في مدة شهر تقريبا.. وابديتم حسنا.. وقد تطورت قدرات الرسم..".. ثم اشار الى نفسه بغرور مصطنع " وهذا بفضلي.."
ابتسم الجميع له.. فأكمل كمال محدثا طلابه.. والذي يعتبرهم اخوه له واصدقاء " ولكن هناك البعض لم تتحسن قدراتهم بالمستوى المطلوب.. وهذا لا يعني فشلا منهم.."
اومأ الجميع رأسه بتأييد.. ابتسم كمال " حسنا يا طلابي الاعزاء.. اليوم وبعد ان تعلمنا اساسيات الرسم.." اتجه الى احد الاركان واخذ منه تحفة صغيرة.. ووضعها على منضدة مرتفعا بعض الشيء..
" انتم الان ستقومون برسم هذه التحفة.."
تعالت اصوات الاعتراض بعض الشيء.. ولكنه قال " ما المشكلة؟!"
تحدثت احدى الفتيات " انها صعبة.."
قالت اخرى " انظر يا استاذ.. يوجد فيها تفاصيل دقيقة جدا.."
بينما قال احد الطلاب اعتراضا " لا بأس بها.." نظر اليه الجميع باستهجان لهىولكن تحولت الى نظرات عادية بعد ان اكمل " ولكننا ننقل الصورة التي امامنا للمرة الاولى.. ألا نحتاج شيئا اسهل من هذه.."
هز كمال رأسه نفيا وقال بابتسامه مشجعة " انا اعلم الافضل لكم.."
احد الفتيان باعتراض " ولكن يا استاذ.."
قاطعه كمال بصرامه " هياا.. ساعتين لا اكثر.. ارسموا ما تستطيعون.."
قالها ثم خرج.. تاركا عددا من الطلاب يتأففون.. واخرين يتناقشون بضجر.. بينما قالت فتاه ما بجانب قمر " انه ظالم.."
ابتسمت قمر " كل ما في الامر انها تحفة صغيره.. لن نتقنها في البداية.."
" انا اقصد الساعتان اللتان سنقضيهما بالرسم.. " قالتها بملل وهي تثبت لوحتها..
" اسمك ليليان .. أليس كذلك..؟"
أومأت ليليان رأسها وهي تفتح علبة الالوان الخشبية.. " وانت قمر.."
" اجل.." قمر وهي تجهز ادواتها..
ثم نظرت اليها ليليان باستغراب " انتي هادئة جدا.. نادرا ما تتحدثين!! هل هذه معجزة الان!!"
ابتسمت قمر وقالت بعد ان صوبت نظرها نحو ليليان " لم اعتد على الحديث كثيرا.."
" اذا من اليوم ستعتادين على الحديث باستمرار.. ويضج صوتك في سائر البيت.."
قهقهت قمر بخفة وازاحت خصلات شعرها بعد انسدالها عن وجهها القمري... نظرت اليها ليلان وبعد تفكير " ستحتاجين غطاء لشعرك.." ثم فتحت حقيبتها المزركشة واخرجت منها قطعة مطوية من القماش الناعم.. نهضت واتجهت خلف قمر.. التي قالت باستغراب " ماذا هناك.."
" سأضعه لكي.. لأجل شعرك.."
" لا داعي لذلك.."
اعترضت ليليان " لا.. من اليوم نحن صديقات.."
اومأت قمر رأسها بخجل ثم باشرت ليليان في عملها.. قامت بتعديل قطعة القماش وجعلتها على شكل مثلث.. ثم وضعتها على رأس قمر وارجعت خصلات شعرها الطويلة الى الخلف..
ابتسمت قمر وقالت بامتنان " شكرا لك.."
جلست ليليان " لا شكر على واجب... ثم هيا بنا نرسم.. ونتحدث ونحن كذلك.."
ابتسمت قمر وبادرتها ريم الابتسامه الصادقة النابعه من القلب.. وانخرطا في الرسم والحديث الطويل.. وانتهت الساعتان بعد عناء طويل.. وانتشلت الفتاتان نفسهما من الحديث الطويل وعناء الرسم.. ثم خرجا من القاعه حتى يتجها نحو الخارج للمغادرة..
تسائلت ليليان " اذا انتي تعملين وتدرسين في آن واحد؟!"
" اجل.. ثلاثة ايام لكل منهما.."
" ولكن هذا متعب.."
" لقد اعتدت على ذلك..."
" يبدو انك تحبين العمل.. وتنخرطين به وتكادين ان تنسي نفسك.. انظري كم انتي نحيلة.."
ابتسمت قمر.. وقالت ليليان " يبدو انه طبع من طباع عائلتك.. العمل.."
اومأت قمر رأسها بهدوء... وتذكرت ان العائلة جميعها تحب العمل من الكبير حتى الصغير.. جدها وجدتها.. اعمامها وابناء عمومتها.. ومجد ايضا كان ينزوي على نفسه ويعمل بجد.. حتى ريم ايضا ولكنها لا تحب التقيد بضوابط وشروط ومسئوليات...
اكملت ليليان بملل " انت لا تحبين الراحة مثلي.. انا هنا بفضل والدي.."
" كيف؟!.. ألا تحبين الرسم" تسائلت قمر باستغراب
تنهدت ليليان " لا.. ليس انني لا احبه.. ولكن هناك طموحات اكبر من ذلك.." صمتت قليلا ثم اكملت " انا احب فن الشوارع وليس هذا.."
" حسنا.. هذا جميل.."
لوت ليليان فمها بسخرية " ليس جميلا على والدي.."
قالت قمر بتفهم وهي تمسك عضدها " يبدو انه قدرك هنا.. (ثم بغمزة) حتى تلتقين بي..."
ابتسمت ليليان لها بحب " من الجيد اني تعرفت عليك.."
ثم انطلق بوق احدى السيارت والتفتت ليليان لتجد ان احد عائلتها قدم لصحبتها.. فودعت كل منهما الاخرى بحب كبير.. ثم انطلقت كل واحدة منهما في طريقها الخاص...

xxxxxxxxxxxx*
توالت الساعات وانقضى النهار بدون أي شيء جديد يذكر... عادت قمر فيه الى المنزل وقضت بقية يومها بالنوم المريح تعوض به حرمانها من النوم وسهرها الطويل.... اما ريم فاستنفذت جم قواها وطاقتها الجسدية مع والدتها طيلة النهار بين تسوق واستجمام حتى عادت الى مزلها في تمام الساعه السادسة مساء ثم خلدت الى النوم مباشرة منذ ان تمددت بتعب واستقرت برأسها على الوسادة...

xxxxxxxxxxxxxxxx*
وفي منزل ما.. اعتلت فيه الاصوات ونقاش حاد ذلك الوقت...
جلست بعد ذهول امام ما تفوه ابنها به.. فقالت بصدمة " هل ستسافر..؟" صمتت قليلا وهي تعاود هضم كلامه ثم بحدة " هل ستسافر من اجل فتاة!!"
ثم هزت رأسها نفيا غير مصدقة.. بينما هو اتجه اليها وقال بتوسل " ارجوك يا امي.. تفهمي.."
الام بسخرية وما زالت تحت تأثير الصدمة " أتفهم.."
اومأ رأسه بتعب وكان على وشك البكاء.. فامسك يد والدته بعد ان رثى على ركبتيه امامها " ارجوك.. يا امي.. تفهمي انني احبها.."
تجمعت الدموع في عيونها وقالت بأسى " كيف لك ان تغادر من اجل فتاة.. لن استطيع تحمل فراقك يا عزيزي.."
تنهد " ولكن يا امي..."
قاطعته بحدة " لن تذهب وهذا اخر كلام لي.." ثم وقفت وبقسوة " انت لا تعلم كيف هو فراق الام لفلذة كبدها.."
نهض بملل كبير واخرج كلماته كسيوف قاتله نابعه عن قهر داخلي لم يقصد بها مساس قلب امه بشيء " لا تكملي اسطوانتك تلك.. لقد سئمنا العيش تحت جناحك... لقد تزوج اخي من امرأه لا يحبها ولم يرغب بها يوما.. لن يكون مصيري مثله..."
قالت بغصة وخيبة امل " ولكن انا اريد مصلحتكم.."
توجه اليها بحزن عندما شاهد دموعها بدأت بالتحرر من مقليتها " ولكن يا امي.. انا احبها جدا.. لقد وعدتها بالزواج.."
" ولكنها سافرت.."
قال باصرار " وانا استطيع اللحاق بها..."
" هل ستعصي كلامي.. ستذهب بعيدا من اجل فتاة.." قالتها بانهيار..
واكملت بعد صمته " كيف لي ان احتمل ذهابك يا ولدي.."
قاطعها " استطيع القدوم في ايام الاجازات.."
صرخت بانفعال " لن اسمح لك.. ان تتبع قلبك.. لن اسمح لك..."
زفر بحرارة وحاول ان يتمالك نفسه ولكن انفجر مستودعه بوجه والدته
" انا اسمح لنفسي.. هل فهمتم جميعا.." ثم بصوت اعلى وبغضب شديد " لن يستطيع احد ايقافي ..وتحديدا حياتي لن تمسوها بقرارتكم الانانية.. حتى انت يا امي.. سأذهب بعيدا عنكم.. خذو مالكم هذا..."

القى نظرته الاخيرة الى امه التي الجمتها الصدمة وسار مبتعدا خارج المنزل متبعا قراره.. ثم سمع والدته تصرخ قائلة بضعف " ماااجد.." ولم يعر الامر اهتماما.. اكمل سيره ولكنه توقف عندما سمع نداءات الخدم بعد ان هوت والدته ارضا اثر نوبة قلبية...

نفض السيد ماجد رأسه على اثر تلك الذكرى... وقال بندم " لو استطيع ارجاع الزمن لما كنت عصيت امرك يا امي... لما قسوت عليك بالكلام.. لما ذهبت بعيدا يا امي وحصل الذي حصل بعدها..."

استجمع نفسه.. ثم توجه حيث غرفة ملاك.. فتح بابها بهدوء.. فشاهدها تغط في نومها العميق.. تنهد بألم " لم استطع جمعك بالعائلة.. لأن لا عائلة لدي يا عزيزتي... لقد تخليت عن الجميع.. وقسوت على احد افراد العائلة وتخليت عن ابنتي ولكن تخليت عن شقيقتك الكبرى من اجلها.. فمن سيرعاها بعد موت والدتها.. لو اعلم لما كنت قد فرطت بها واعطيتها لأحد معارفي... اما امك.."
اغلق عيونه بألم واكتفى بالصمت.. نظر مطولا الى ابنته ذات الشعر الاشقر وزفر بحرارة لماضيه الأليم واغلق الباب ثم توجه الى غرفه المعيشة حاملا هموما وأحزانا وأخطاءً لن يعفو عنها الزمن... وقبل ان يعود الى عيش جميع ذكرياته... اقبلت عليه احدى الخادمات ممسكة بهاتفه المحمول الذي انطلق رنينه في هذا الهدوء..
اخذه منها ببرود شديد وعادت هي ادراجها حيث مخدعها.. اما هو بدأ بالحديث..
"اهلا.. اهلا.."........" بخير.. ماذا عنكم؟!"......." اه حقا.." صمت السيد ماجد قليلا ثم اكمل " ولكن لي عمل باستراليا.. سأغيب لعدة ايام واعود.."......" يمكننا الالتقاء.. والحديث..."......" حسنا الى اللقاء..."
زفر بحرارة بعد ان اغلق الهاتف ثم تمدد بتعب على الاريكة وراح في سباته العميق.....


xxxxxxxxxxxxxxxx

تجاوزت xxxxب الساعه.. التاسعة.. فأشار عقربها الصغير ما بين الأربعة والخمسة.. حاولت حتى هذه اللحظة ان تعود الى نومها الهادئ.. الخالي من المكدرات.. ولكن دون جدوى.. فمنذ ان انشلها من سباتها العميق رنين هاتفها الذي لم تعتد عليه حتى الان.. ـ ولكن تم شراءه باصرار من ريم ـ... استيقظت بنعاس شديد.. كانت تغمض عيونها وتفتحها بتعب.. امتدت اطرافها المتخدرة بسبب النوم والتقطت الهاتف...
وبصوتها الواهن الذي غلب عليه بحه خفيفه اجابت
"مرحبا.."
ولكنها لم تستقبل اي رد.. اعادت الكره بعد ان اعتدلت في جلستها "مرحبا"
ومنذ ان نطقتها حتى انتهت المكالمة من قبل الطرف الآخر.. عقد حاجبيها باستغراب وابعدت الهاتف عن اذنها وزفرت بحرارة...
ومنذ تلك اللحظة.. بعد ان وضعت الهاتف جانبا.. استلقت في سريرها حتى تعود الغوص في نومها العميق.. ظلت لساعه كامله تتقلب في سريرها بانزعاج ورغبه عارمة للنوم...
تنهدت بتعب بعد ان استدارت بجسدها ناحية جانبها الايمن.. ثم ابعدت الغطاء البنفسجي بملل شديد.. اعتدلت في جلستها وارجعت خصلات شعرها للخلف... ونهضت بتأفف من على سريرها.. وبدأت بالتوجه نحو الشرفه.. ولكن توقفت عن السير على أمل أن تجد عقد والدتها امامها من جديد ولكنه فقد لا تدري كيف؟؟ او أين؟؟ او متى؟؟ ولكن كلها امل ان تعثر عليه.. وان لم تجده تطلب من جدتها ان تقوم بتصميم عقد اخر يطابقه...
ابتلعت قمر غصتها " اشتقت اليك يا امي.."
ثم بدأت بالاقتراب بمشاعرها المختلطة.. نحو ذلك الصندوق الخشبي.. المتوسط الحجم والمجاور لمنضدة مجوهراتها.. انحت ارضا ثم فتحته بأناملها المرتجفة.. وابتسامه قد سارعت للوصول والتغيير في معالمها القمرية.. وبريق جميل تلألأ في عسل عينيها...
أخذت نفسا قويا حتى تسيطر على رجفتها وتحول العاصفة التي بداخلها على هدوء شديد... واخرجت مجموعه من الاوراق البيضاء المطوية.. ثم نهضت بلهفة المشتاق نحو الشرفة وتلك الاوراق كانت مصاحبه لضربات قلبها.. مختبئة بين اضلعها.. وما يحتويها عالق في ذاكرتها... تحجزها بساعدها وتضمها ناحية صدرها خوفا من فرارها..
فتحت باب الشرفة ثم نظرت بابتسامة بأمل وتفاؤل نحو القمر الذي يعتلي السماء.. اغلقت جفونها ثم استنشقت عبير الازهار التي قامت بزراعتها مع جدتها.. زادت ابتسامتها وهي تتقدم الى الامام اكثر.. واستندت على حائط الشرفة المطل على الحديقة.. حررت تلك العصافير الورقية من بين اضلعها.. وامالت رأسها الى الجانب قليلا بتعب.. ثم اخذت تفرد الأوراق وبدأت تقلب الورقة تلو الورقه.. مع ابتسامة ألم.. وبعد مدة من اشعاعات عيونها التي ارسلت شوقا وحنينا لتلك الاوراق التي انحصرت على وجه ذلك الرجل الحديدي بتعابير مختلفة...
استقرت على احداها.. وبنظرة ملؤها الحب والشوق.. ومشاعر الحنين لكل شيء فيه.. اخذت يد قمرنا الناعمة تحتس معالم وجهه المرسومة بهدوء شديد..
" هل تعلم.. أني اشتاق اليك كثيرا.. يوجد في قلبي ثغرة صغيرة.. عد واملأها.. هناك شعور بداخلي انك ستعود.. ستعود كما ليس انت في السابق.. لن تعود وتلك الصفه الحديدية ممتثله بك.. انا كلي يقين وثقة.."
تنهدت ثم نظرت الى الحديقة.. وتحديدا على ذلك المقعد " كنت كل صباح تشرق به الشمس وانت نائم اسفل شرفتي.. امتع نظري بك.. (قوست فمها..) ولكنك غادرت ولم اعد اراك.. حتى صوتك غادر معك.. صورتك وكل شيء فيك... ( نظرت الى الاوراق) لم يتبقى الا وجهك المرسووم.."
اطرقت رأسها بحزن ثم رفعته بهدوء.. وصوبت نظرها ناحية القمر.. " يجب ان اكون كهذا القمر.. برغمه عتمه الليل وبرغم ان ما يرافقه الا قله من النجوم.. الا انه ساطع.. لا يأبه الا بنفسه.. فكما قلت انت لا يليق الحزن بي.. وكما قالت امي فان الصبر هو اساس حياتي.. سيأتي يوم جميل بالتأكيد.."
ضمت الاوراق الى صدرها بقوة.. حتى ان تقاسيم وجهها الحزينة قد تغيرت بعد كلامها هذا.. وحلت محلها ملامح السعادة والأمل.. التفاؤل للحياة القادمة...واشرق وجهها مضيئا كالقمر.. وزادت تعلقا بتلك الاوراق تضمها ناحية قلبها المشتاق... ولكن..
سرعان ما تلاشت تلك الابتسامة الجميلة.. وتبددت ملامحها.. وتحولت الى الذهول.. ثم التفتت بحدة حيث باب غرفتها الذي فتح بقوة... كأن رياحا عاتيه قامت بفتحه.. فارتعدت اوصالها وتملكها الخوف مما رأت.. فتسمرت في مكانها لا تقوى الحراك.. وكأن جسدها قد تعطل واصبح خارج التغطية...
ثم سرت في بدنها رعشة من الخوف والهلع.. وانزلقت الرسومات وتحررت من غيمه الحب وامطرت على ارضيه الشرفة.. عندما رأت تلك الرياح التي داهمت وحدتها على هيئة انسان بشري.. تتقدم نحوها بصوتها المريع.. وعيون محمرة تكاد تشابه الجمر.. وصدر يعلو ويهبط مع انفاس متلاحقة.. فوضعت يدها بهلع على فمها حتى تكتم تلك الشهقة التي واشكت على الانطلاق...


اعذروني لأانني لم اكمل كتابة بقيه الفصل... ولكن لظروف خاصة تمت كتابة القليل منه..
سيكون له تتمه ان شاء الله وسأحاول جاهدة عدم التأخر..

دمتم بود




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-09-16, 09:25 PM   #26

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


\\

الجزء الثاني من الفصل
الرابع عشر





سرعان ما تلاشت تلك الابتسامة الجميلة.. وتبددت ملامحها.. وتحولت الى الذهول.. ثم التفتت بحدة حيث باب غرفتها الذي فتح بقوة... كأن رياحا عاتيه قامت بفتحه.. فارتعدت اوصالها وتملكها الخوف مما رأت.. فتسمرت في مكانها لا تقوى الحراك.. وكأن جسدها قد تعطل واصبح خارج التغطية...
ثم سرت في بدنها رعشة من الخوف والهلع.. وانزلقت الرسومات وتحررت من غيمه الحب وامطرت على ارضيه الشرفة.. عندما رأت تلك الرياح التي داهمت وحدتها على هيئة انسان بشري.. تتقدم نحوها بصوتها المريع.. وعيون محمرة تكاد تشابه الجمر.. وصدر يعلو ويهبط مع انفاس متلاحقة.. فوضعت يدها بهلع على فمها حتى تكتم تلك الشهقة التي واشكت على الانطلاق...

كانت مشاعرها الخائفة تتغلب على الامر.. وما زالت تنظر بذهول وذعر لريم وكل شي فيها ساكن.. دخولها الغرفة بهذا الشكل المرعب اجفلها ودب الرعب في قلبها.. عيونها المحمرة من شدة البكاء وكأن لها حولاً كاملا تبكي.. هبوط وعلو صدرها من إجهاشها بالبكاء.. وصوت شهقاتها كأنها انطلقت عبر مكبر صوت دب الرعب والضوضاء في قلب قمر.. اما الصدمة الكبرى عندما ارتمت بين احضانها بقوة جعلتها تترنح وتكاد تسقط لكنها تماسكت نفسها... بعد ان نطقت ريم ببكاء " قمر.."
وما زالت في صدمتها امام شهقاتها التي تتوالى... فضمتها اليها تحاول تهدئتها ولكن دون جدوى.. انزلقتا الثنتان لتجلسا على الارضية بهدوء شديد.. تتمسك ريم بقمر كأنها طوق نجاتها وميناءها الذي تلتجأ اليه.. كانت الوحيدة التي تستطيع تخفيف المها.. ومحطة القطار الاخيرة لحزنها.. انها الارض التي تمتص دموع غيومها.. انها الوحيدة التي فكرت باللجوء اليها بعد ذلك الحلم الذي راودها وجعلها تنتفض حزنا وذرعا وخوفا.. فلم تستطع الجلوس في غرفتها اكثر فقررت الذهاب الى قمر بكل احزانها...
مضت عشر دقائق... والدموع تجري كسيل من ماء على وجوه الفتاتان.. فلم تستطع قمر كبت دموعها امام انهزام ريم لدموعها هي الاخرى... تحتضنها كطفل صغير يحتاج الحنان.. كانت لها كالموقد الدافئ الذي يحمي من برد الشتاء القارص.. حاولت ان تتماسك حتى تكون الحصن المنيع لريم... تمسح على شعرها بحنان.. تحتضنها بقوة كبيرة لتمتص حزنها الذي تراه لأول مرة على هيئة دموع.. فبرغم قوة ريم الظاهرة الا انها تملك من الضعف ما يجعلها تبكي تماما كقمر ولكن قمر حزنها ظاهر وبادي للجميع.....
ريم بانهيار من بين بحر دموعها وهي تمسك بقمر بشدة " اريده.. لا اريده ان يبتعد عني.."
ثم تدفن نفسها في قمر اكثر فاكثر وهي تبكي.... ويعتصر قلب قمر وتشعر بانقباض قلبها.. انها تتألم الان مع ريم دون معرفة السبب.. ولكن ليس الوقت المناسب لاطلاق دموعك يا قمر..
حاولت قمر ان تتماسك وتكبت دموعها.. قامت بتهدأه نفسها مع شهيق وزفير حتى يبعث لنفسها الراحة والاستقرار.. وهدأت عاصفة دموع قمر.. اما ريم فلا.. لذلك بدأت قمر محاولة النهوض ولكن ريم تمتنع عن ذلك.. فانهياراها هذا جعلها كالجثة.. وكأنه اعطي لجسدها جرعة تحدير فاصبحت ثقيلة لا تستطيع الحراك.. وبما ان بنية قمر ضعيفة حاولت معها بالكلام وهي تمسح على شعرها بحنان..
" هياا عزيزتي ريم.. لننهض ونجلس.."
ومع قليل من المحاولة نجحت الفتاتان بالنهوض.. ترتكز ريم على قمر التي تترنح في مشيتها قليلا حتى وصلتا الى الشرفة.. أجلت ريم على احد المقاعد.. كانت قد هدأت قليلا ولكن دموعها تجري على وجنتيها.. وقربت قمر المقعد الاخر ووضعته بجانب ريم ثم جلست..اخذت بوجهها بين يديها وبدأت بمسح دموع ريم.. " سأجلب لك الماء.. يقال انه يهدئ الاعصاب.."
اومأت ريم رأسها بفتور ثم ضمت قدميها ووضعتها امام صدرها.. وتنهدت وشردت في خيالها من جديد بعيون حزينة...
عادت قمر بعد قليل تجلب كوبا من الماء البارد ومدته الى ريم التي لم تتحرك ولم تنبس بشيء.. وضعت قمر الكوب جانبا.. وجلست بجانبها.. اسندت برأسها على كتف ريم التي ما زالت تنظر الى ما امامها بشرود وصمت مخيف... مرت دقيقة غلفها الصمت ثم امتدت يد ريم لتأخذ الكوب.. واخذت ترتشف من الماء لعله يروي حريق قلبها المندلع...
شعرت قمر بحركتها فابتعدت عن كتفها ونظرت اليها بقلق.. فبادلتها ريم الابتسامة وهي تشد قبضتيها على الكوب ثم ترفع رأسها للسماء وتتنهد..
" هل انت افضل حالا.." قمر بقلق.. فتكتفي ريم بهز رأسها ايجابا بغصه كبيرة لم تخفى على قمر..
" ما الامر.." تتسائل قمر بعطف..
وضعت ريم الكوب جانبا وقالت بأسى " رائد.."
عقدت قمر جبينها باستغراب " هل حصل مكروه له.."
ريم بنبرة يطغى عليها البكاء " لقد راودني حلم.." زمت شفتيه بألم ثم اكملت بعد ان ابتلعت غصتها " لقد حلمت انه افترقنا وللأبد.." ثم تمسح دمعه قد انحدرت واردفت " كنت اسير بطريق ضبابي.... لا اشعر بالبر ولا بالدفء أيضا.. اشعر ان هنالك شيء يشبه الخيوط يمر على قدمي.. ويشعرني بالدغدغة... تحول لون الضباب الى الاسود فاخذت من بعدها اصرخ وانادي واستنجد... ( وهنا انكتم صوتها واصبح شبه مخفي..) فجأة سمعت صوت.. ( وبصوت مختنق اكثر..) صوت رائد من البعيد.. كان صوته يظهر فجأة ويختفي تدريجيا.. كنت اقترب وصوته يبتعد... وقفت بخوف وانا ادور حلو نفسي واشعر ان دموعي قد ملأت الارض واصبحت اسبح بها... اشعر ان السواد يغلف حدقتا عيوني.. اسير بدون هداية.. ثم فجأة بدا يتلاشى الضباب الاسود تدريجيا.. ولكن الظلام كان يحف المكان.. وضوه القمر هو المنجي.. اخذت اسير وانا اكبح دموعي وارتجف.. ولكن سمعت صرخة يا قمر.." وهنا دفنت وجهها بين يديها واجهشت في بكاء مرير.. وقمر تحاول تهدأتها بكل ما تستطيع وتقاوم دموعها حتى لا تسقط هي الاخرى بحفرة الضعف الان فمن سينقذهم من بحيرة الدموع تلك.. اخذت نفسا عميقا عندما بدأت ريم بالحديث بصوتها المختنق من بين شهقاتها..
"كان رائد يصرخ بكلام لا افهمه.. كأن كلماته تتداخل الى عقلي فينسجها بشيء اخر لم استوعبه ابدا... ربما كان يتألم.. سرت نحو مصدر الصوت الذي بدأ يعلو تدريجيا.. حتى توقفت في صدمة.."
صمتت قليلا ونظرت الى قمر بدموعها واردفت بعد ان نفضت رأسها " كان هناك اشخاص بلون سواد الليل... لا ملامح لهم. كانوا يلقون به الى الهاوية.."
اتسعت حدقتي قمر وقالت " ماذا؟"
اومأت ريم رأسها واكملت بعد هطول المزيد من الدموع وبصوت مشبع بالبكاء " ثم اصوات ضحك تبدأ تتعالى يتكرر صداها في كل الاركان... وتبدأ تلك الاجساد بالتحرك نحوي وكلامهم كان يعبر عن فرحتهم بالتخلص من رائد وزعمهم انني تخلصت منه ايضا... وبدأوا بالاقتراب اكثر فأكثر.. ولكن.. استيقظت.."
ثم بصوت باكي " انا اخاف ان ينطبق الحلم الى واقع؟!"
اقتربت قمر من ريم واخذتها بين احضانها بحنان " لم انت خائفة هكذا.. انتم مترافقون سوية ومتوافقون.."
زفرت ريم بحرارة وهي تمسح دموعها " لكن هناك اختلاف يا قمر.. بصفتنا اصدقاء.."
" اعلم ذلك.. ولكن الحب موجود بقلب كل واحد منكم.."
اردفت ريم بمرارة " لم يعترف اي احد منا.. كيف؟؟! اخبريني!! لو كان هناك بيننا علاقة حب.." صمت ريم قليلا وكأنها تستبعد تلك الفكرة
تساءلت قمر بهدوء " ماذا سيحدث؟!"
ابتسمت ريم من بين اثار دموعها " ستكون علاقة الحب اقوى من المشكلات التي تواجهنا.. اقوى من حالته التي تقل عن مستوانا.. واقوى من رفض عائلتي.."
" لم لا تعترفين له؟؟"
ريم باستغراب وعدم استيعاب " كيف؟"
اعتدلت قمر في جلستها وقالت بعد تفكير " اعترفي له بمحبتك.؟؟"
هزت ريم رأسها باعتراض.. فتساءلت قمر وهي تحتضن كفها " ألا تريدين البقاء معه!؟"
اومأت رأسها " اجل.."
" اذا ما عليك الا الاعتراف له ما تكنينه من مشاعر..."
ريم بحيرة " لا ادري يا قمر.."
قاطعتها قمر " لن تخسري شيئا.. صدقيني"
" أخشى ان .." صمتت ريم فجأة وفي جعبتها الكثير من الافكار السوداء..
" ألا تقولين انك تشعرين بمحبته..؟!"
" أجل.. اشعر وبشدة.." ريم بابتسامه باهته.. ولكن قلبها يحمل من الحب من يكفي لاغراق العالم..
" افعلي ما يلزم للحفاظ على الرابط بينكم.. تكونين ازحتي غمامة الهم عنك.. ولن تندمي في المستقبل ان فات الاوان.."
ظلت ريم ساكنه ويبدو انها تفكر بكلام القمر اكملت قمر بعد صمت " اعلم ان الفتيات من يتم عرض الحب عليهن.. ولكن كوني مختلفة ابدأي حبك بشكل مختلف عن الاخريات...."
تنهدت وابعدت عيونها للفراغ.. واخذت تفكر بكلام قمر.. يبدو منطقيا نوعا ولكن قما قالت قمر اعلف الفتيات ينتظرن ان يتم الاعتراف لهن وليس العكس.. (نفضت رأسها).. ولكن هي لا تريد خسارة رائد... لا تريد البعد والجفاء.. لما لا تحاول الحفاظ عليه.. ولكن ان رفض ذلك الحب ماذا سيحصل يا ريم!!؟.. (تنهدت..) يجب ان تنتهز الفرصة .. وان لم تتقدم هي بهذه الخطوة وتعلن حبها فرائد لن يتقدم هو.. ليس كرها ولكن بناء على ظروفنا المختلفة...
تأففت بضجر واعادت بكل خلاياها الحسية الى قمر " هل حقا يجب ان افعلها؟؟"
"ليس سيئا ان قمت بالتعبير عن مشاعرك.."
ابتسمت ريم وكأن جملة قمر قد دخلت وتجذرت بعقلها وترددت مئات المرات ثم قالت بعدها بمزاح " كما تعبرين انت عنه بالدموع.."
لوت قمر شفتيها بسخرية ثم وضعت رأسها على كتف ريم وقالت قبل ان تغلق عيونها " فكري بالامر ونفذيه.. فالحب لا ينتظر.."
عادت ريم للغوص في بحر افكارها من جديد.. تلفحها رياح الهواجس.. وتحركها امواج الأمل.. واكدت في قرارة نفسها ان تمتلك تلك الشجاعة حتى تستطيع اخباره بكل ما في القلب ولكن في الوقت المناسب....

ومع مرور الوقت انطفأت انوار المدينة.. واختلت النجوم بالقمر ليلا تحاكي مصابيح الشوارع.. وغط الجميع في سباتهم حتى صبيحة اليوم التالي صاح الديك صياحه المعتاد معلنا عن بداية يوم جديد... يبدأ فيه الناس بالحيوية والنشاط.. امتلأت نفوسهم أملا ويقينا ان القادم اجمل...


وما ان داعبت اشعه الشمس المتسللة من النافذه جفنها.. تمللت في مكانها بتعب شديد واستدارت بجسدها الى الناحية الاخرى مبتعدا عن ازعاج الضوء....
زفرت ملاك بضيق وهي تبعد الغطاء عنها...توجهت الى طارق الباب وصرخت بحدة بعد ان قامت بفتح الباب " ماذا؟!"
تنهدت سوزان بملل وقالت مجارية دلال ملاك " صباح الخير.."
ابتسمت ملاك ببلاهة " اصرخ بك وتقولين صباح الخير.."
ابتسمت سوزان " اعتدت على هذيانك.."
قوست ملاك فمها و باستنكار " لست مجنونة.."
تقدمت سوزان بفستان بلون الزيتون.. خطوتين الى الداخل " انا لم اقل انك مجنونة.."
واكملت وهي تدلف الى الداخل اكثر فاكثر.. " ولكنك تتصرفين... مممم..ليس كأميرات العصر الجميل.."
مطت شفتيها بعدم فهم فابتسمت سوزان " عليك ان لا تصرخي.. كما ان الاميرات لا تتضجر ابدا.."
اومأت رأسها الاشقر واكملت " حسنا.. وماذا ايضا.."
جذبت سوزان بعض الملابس.. وتحدثت بحنان " علينا الان ان نغتسل ثم نذهب لتناول الفطور.."
صرخت ملاك بمرح " ثم نلعب الرياضه كما البارحة صباحا.."
ضحكت سوزان " حسنا.. هيا بسرعه.."
ثم ركضت ملاك بلهفة الاطفال وتبعتها سوزان من بعد ذلك...

xxxxxxxxxxxxxxxxxxxx

سار بعجلة كبيرة.. والتعب باد على وجهه الابيض.. بيده الاولى هاتفه الذي يتلقى اتصالا خلفه اتصال بشكل متتالي.. اما الاخرى فيحمل بها ملفات كثيرة... اشار لاحدى الموظفات بأن تجلب له القهوة أومأت برأسها وذهبت.. ومضى هو بطريقه محاولا السيطرة على كوم الملفات.. دخل مكتبه وبقوة القى الملفات على المكتب ثم تهالك على الكرسي بتعب شديد.. فشهقت بخوف.. ثم نظرت اليه وهو يلتقطت انفاسه..
نظرت اليه بنصف عين وقالت " هل هكذا تهتم بالاعمال؟!"
فتح عيونه على اتساعهما " منذ متى وانت هنا..؟!"
وضعت هاتفها جانبا " منذ زمن.. هل هناك اعتراض ايها السيد المحترم.."
هز رأسها نفيا.. ثم قالت وهي تشير على مكانه بغرور.." ثم انه مخول لي بالجلوس مكانك.."
رفع احدى حاجبيه " حقا.. ايتها السيدة الصغيرة.."
اومأت رأسها بثقه كبيرة ثم قهقهت بخفة...
" صباح الخير انسه ريم.."
" صباح الخير سيد رائد.."
ابتسم الاثنان بحب كبير.. ثم اكملت هي " كيف انت؟؟ تبدو متعبا!!"
تنهد " اجل.. لم استطع النوم ليلة البارحه جيدا.."
" حسنا.." ثم بنظرة ذات مغزى.. " هناك عمل كثير أليس كذلك؟!"
" اجل.." ثم قال وهو يعتدل في جلسته " ما الذي أتى بك الى هنا.."
" كنت سأتحدث معك.."
اكمل عوضا عنها " بشأن سبب المشاجرة.."
اومأت رأسها.. ثم برجاء بعد ان رأت انه مصر على عدم اخبارها " ارجوك يا رائد.. لست انسانه اتناقل اخبار العالم..."
" اعلم ذلك...." ثم وهو يشير الى الملفات التي امامه " ولكن علي ان انهي هذه..."
" حسنا.." ريم وهي تطرق رأسها باستياء..
" حسنا حسنا... دعينا نتحدث وانا اعمل.." رائد بابتسامه حانية.. فاشرقت شمس الابتسامه على وجهها... ثم التقط احد الملفات.. ووجهه نحوها ثم بأمر " هيا اعملي.."
اومأت رأسها كطفل صغير " حسنا...."
و بدأ هو بشرح لها ما يجب فعله بهذه الملفات... ثم انخرطا بعدها ما بين عمل وحديث عما حصل بينه وبين جيداء دون تدخل منا وتطفل...

والى مشهد يشابه دخول رائد الى مكتبه... ولكن الشخص مختلف بتصرفات مختلفة .. بعمر يناهز الأربعين..
دخل بتقاسيم وجه جافه.. صارمه.. ونظرات قاسية تحتقر من امامه.. توجه الى مكتبه بعد ان امر السكرتيرة ياسمين بفظاظة ان تجلب له الماء البارد...
"اوه..اوه.. لؤي هنا.."
نظر اليه لؤي بقلة حيلة ثم قال بعتاب " ألن تتغير تصرفاتك تلك.."
اخرج سيجارته " لا.. هيا انهض من مكاني.."
نهض لؤي من مكانه بلا مبالاه " حسنا.. علينا ان ننهي أمر سليم.."
اومأ رأسها ببرود " انت من ستنهيه..."
ثم اخرج نفاث سيجارته من فمه " وعلينا حل المسألة الاخرى أيضا.."
اومأ لؤي بانصياع.. " حسنا يا مراد لا تقلق.."
لوى فمه بسخرية ثم بحب الصداقة " لن ولم اقلق.. لانك هنا.."
" انا قمت باللازم من اجل الجميع في السابق.."
قال مراد وهو يعتدل في جلسته " هل تحدثت مع ماجد.."
"اجل.. سيغادر في الغد صباحا.. وبعد عودته سنقوم بالعمل معه.."
سحق مراد سيجارته وابتسم بثقة كبيرة ثم سمح لياسمين بالدخول..
" أين قهوتي.."
ازدردت لعابها " ان سيد.."
وقاطعها ذلك الرجل المسن من الخلف بتعجب " اذا عاد السيد مراد من عمله.."
تقدم لؤي من السيد سليم " اهلا بك.."
نظر اليه السيد سليم مطولا ثم صوب نظره ناحية مراد واكمل وهو يتقدم للجلوس " واخيرا تشرفت بمعرفتك.."
ابتسم مراد ابتسامه صفراء " اهلا بالسيد... عفوا نسيت اسمك.."
ابتسم سليم باستهزاء وقال ببرود " كيف كانت اجازتك؟!"
بادله مراد بنفس نبرة البرود مع تعديل جلسته واصبحت بوضعيه متكبرة " بخير..."
التفت السيد سليم الى ياسمين " هل ييمكنك جلب القهوة لي.."
اومأت رأسها ثم انصرفت.. وعاد هو بجسده ناحية المراد الذي ما زال على نفس الوضعيه رافعا احدى حاجبيه بتحدي.. وتقدم بعد ذلك لؤي بتوجس نحو المقعد المقابل للسيد سليم.. وبدأ الحديث حول الاعمال.. وكيفية التخلص من هذه الشراكة.....
وفي حين ذلك اخذ لؤي ينقل ينقل بصره بينهما بتوتر كبير خوفا من أن تحدث مشادة بينهم.... فمراد صبره محدود.. اما السيد سليم فهو يستطيع استفزازه بكل كلمة ينطقها... فتظهر علامات الحنق على وجه مراد.... زفر لؤي براحة عندما انتهت تلك الحرب المخفية خلف الكلمات... واتجه مراد ناحية النافذة بغضب شديد.. ومن خلاصة الحديث الذي سمعه لؤى تم الاتفاق على موعد يناسب الطرفين لفسخ العقد وانهاء هذه الشراكة... ولكنهم سيخسرون اهم الشركاء وعليهم تعديل الوضع والا تفلس شركتهم.. تنهد ونظر الى مراد و فهم سبب اصراره على اللقاء بماجد وذلك ليتساوى الوضع بعد فض هذه الشراكة..

xxxxxxxxxxxxxxxx*
تأففت بضجر وهي تحرك ملعقة الطعام في كوب قهوتها حتى تذيب قطع السكر... وأمامها العديد من الرسومات التي رسمتها في فتره تدربها بالشركة... وبعض الملفات المهمة... وضعتها امامها على المكتب بعد خروجها من منتصف الاجتماع الذي عقد للنقاش حول الموسم القادم والاصدار الجديد لمجموعه الاحذية... مطت شفتيها ثم اخذت ترتب رسومتها وجمعتها ثم وضعتها في احدى الجوارير...
تنهدت ثم نهضت ووضععت الملفات كل برفه المناسب.... ثم عادت ادراجها الى مكتبها الاسود الزجاجي... وجلست عليه بتعب..
تقدمت اليها احدى الموظفات بابتسامه وقالت " اعلم انه وقت متعب جدا.. ولكن عليك الاعتياد يا قمر.."
بادلتها قمر الابتسامة فاردفت الموظفة " هذا الملف.."
تنهدت قمر بعدم تصديق ثم باعتراض " ولكنني حقا سئمت...."
هزت الموظفة كتفيها بقلة حيلة ثم مضت في طريقها... ثم نظرت قمر الى الملف الذي امامها بيأس " العمل هو العمل.. كما تقول جدتي..."
اعتدلت في جلستها ثم امسكت به.. نظرت الى الساعه ما زالت لم تتجاوز الحادية عشر.. ولقاءها بريم بعد ساعه من الان....
فتحت الملف وبدأت بتصفحه.. كان يحوي معلومات حول الاحذية التي يجب عليها رسمها.. اذا عليها رسم عدد من الاحذية بناء على التعليمات التي تصف كل حذاء.. فيجب على قمر ان تتصوره في مخيلتها بناء على تلك المواصفات... فهمي ما زالت متدربة على أي حال يجب عليها التعلم على مراحل متعددة حتى تستطيع في النهاية الالتزام بالقواعد الهامه لتصميم اي حذاء.. ثم من بعدها ستنضم الى الفريق الخاص بالحقائب والتدرب معهم..
وبعد ان انهته بقراءه سريعه استطاعت به استيعاب ما يتطلب.. ابتسمت براحة " كل ما هنالك.. خمسة انواع من الاحذية.. " ثم امالت رأسها وهي تفكر " ثلاثة..( هزت رأسها نفيا..) لا خمسة ايام الى ابعد تقديير..."
" هل تتحدثين مع نفسك..؟!"
التفت بهدوء الى كامل ثم اتسعت عيناها بغير تصديق " ايها المدير.. هل تتنازل وتحدث موظفيك.. حقا لا اصدق"
ابتسم كمال بسخرية وقال بتأكيد " الان ادركت مدى التجاذب الفكري بينك وبين ريم.."
قهقهت قمر وقالت " هل هذه اهانه الان؟!"
هز رأسه نفيا " لا تعد اهانه.. بل هو امر متعارف عليه.."
ابتسمت قمر بخفوت وقالت " حسنا... انا عقلي كبير لن اتجادل مع امثالك.."
فتح عيونه على اتساعهما.. " سأريكي لاحقا عندما اجهز الرد المناسب.."
ابتسمت قمر ولكن صدر صوت من خلفهما.. " حقا.."
التفتا الى مصدر الصوت فقد كانت ريم قد وضعت يداها على خصرها بحركة طفولية...
كمال ببراءة " اهلا ريم.."
" أيها الشرير.. تصطنع البراءة.."
" هل جئت لكي تقدمي عرضا مسرحيا كما في الصباح.." كمال بسخرية
اخذت تقلد جملته بحنق وتملق.. ثم قالت " لقد جئت لأخذ قمر.."
" حسنا ومن يسمح ذلك.."
وقفت قمر وقالت بملل " كفاكما.. اعقلا.."
نظرت اليها ريم بدهشة.. ثم كمال ايضا بنظره متفحصة... فابتسمت قمر " ما بكما.."
هزت ريم رأسها وقالت " لا شيء سيدتي.. تفضلي.."
ضحكت قمر بخفوت وقالت لكمال " حسنا سأذهب انا الان.. هل اعود بعد استراحة الغداء.."
قال كمال بعد تفكير " لا.. سنهتم بأمر المتجر.."
"حسنا.. لا تنس،مر علينا لتأخذ اللوحة.."
" حسنا.."
" الى اللقاء ايها الشرير.." قالتها ريم وهي تمد لسانها كالاطفال مما دفع كمال للضحك.. واكتفت قمر بايماء يدها للوداع..
ثم تسائلت قمر " ألم تأتي مبكرا.."
أومأت ريم رأسها " ولكن على رائد عمل كثير.."
تفهمت قمر ولكنها توقفت فجأة وتسائلت " ماذا حصل.. هل تم الامر!!؟"
تنهدت ريم وقالت بتوتر " ليس اليوم... في افتتاح متجر السيد كمال.. لقد اقنعته بالقدوم..."
قمر بفرح " حقا.. صدقيني سيتم الامر.."
"أتمنى ذلك"

دعونا نبتعد عن الفتاتان وندعهما تذهبان لوحدهما الى المقهى دون مشاركتهما الحديث في طريقهما... توقفت السيارة امام وترجلتا منها.. ثم دلفتا اليه بمرح شديد وسعادة لا توصف حتى ان عدسة الكاميرا الخاصة بذلك القصي.. لعلكم تذكرتموه!! على اي حال...
بدأ هو بطريقة ما.. حتى لا يكتشف.. ان يقوم بتصوير الفتاتان.. والان قام بتصويرهما حين جلستا وطلبتا من النادل ما تريدان...
قالت قمر " هل تعلمين.. انه فستان جميل.."
ريم بغرورها المعتاد " اعلم ذلك.."
ثم ضحكتا معا.. واكملت ريم بهدوء " لقد جلبة جدي.. واحد لي وواحد لك.."
ابتسمت قمر " الشكر له.."
تنهدت ريم براحة " اه لو تعلمين من قام بشراءه!!"
عقدت حاجبيها باستغراب.. واشتعل قلبها نبضات لا تدري ما الذي استدعاه لذلك.. فأكملت ريم بشعور ما بين السعادة والحزن وبطيب نية " مجد.."
ازدردت قمر لعابها بصعوبة.. وشعرت باضطراب معدتها من التوتر... وقالت بتلعثم " ااه.. حقا.."
اومأت رأسها " اجل.. اختار لي هذا الفستان الملون.. واختار لك فستان أبيض.."
ابتسمت قمر بفتور بينما اكملت ريم بعد ان لوت فمها دليلا على الاستغراب "
هل يراني فوضويه!! ويراك هادئة!!"
"لماذا؟!" قمر وهي تبعثر نظرها وتشعر بالقليل من الشوق والحنين
قالت وهي تشير الى فستانها " ملون.. مم (ثم اشارت الى قمر) وانت ابيض.."
هزت قمر رأسها بمعنى لا ادري... وتحيط بها مشاعر مختلفة.. تنهدت ثم قالت لريم " سأذهب لدورة المياه.."
ريم بقلق " تبدين شاحبة!!"
قمر بهدوء "يبدو انه من العمل.. سأغسل وجهي حتى ارتاح.."
أومأت ريم رأسها "حسنا.. وسأطلب لك العصير الطازج وبعض المخبوزات.."
قمر بابتسامه شاحبة "حسنا.." ثم مضت في طريقها.. تاركة ريم في حيرة من امرها... ولكن بدد تلك الحيرة ذلك الاتصال المفاجئ..

نظرت الى صورتها عبر انعكاس المرآه بدهشة.. كيف حصل هذا الاصفرار في وجهي على حين غرة.. هل لأنها لم تتناول الفطور بشكل جيد.. ام لان ريم ذكرته!! حتى انها تشعر ببعض الدوخة ورأسها يؤلمها.. ام انه الحنين..!!
تنهدت بتعب ثم فتحت صنبور المياه.. وبدأت ترشق وجهها بخفه لعلها تعود الى وعيها قليلا... انتهت من ذلك وشعرت بقليل من التحسن.. واخذت تنشف نفسها وهي تتحدث الى نفسها " ألم نقرر ان لا للحزن في حياتنا.. يجب ان تكوني اقوى من هكذا يا قمر.. حاولي التمسك بالحياة.. حاولي ان تستغلي السعادة الموجودة حولك قبل فوات الاوان.."
زفرت بحرارة.. ثم عادت بطريقها الى ريم.. ولكن مع اقترابها سمعت ريم تحادث احدهم ومما اجفلها وجعل الالم يسلك طريقه اليها.. كلام ريم الاخير قبل ان تغلق حيث أحدث ثقب في قلبها وكأن السكاكين الحادة قد دخلت الى ناحية قلبها واخت تمزق به.... فجلست ببرود شديد....
" بلغ سلامي اذا يا مجد.. الى سالي تلك.. واخبرها بأن ريم احبتها كما تحبها انت واكثر...."


يتبع....





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-09-16, 09:26 PM   #27

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




والان هيا بنا ننتقل الى مكان وزمان مختلفين.. حيث الساعة المعلقه على الحائط..وxxxxبها تشير الى الواحدة ظهرا..... انطلقت انغام ضحكتها وملأت غرفة المعيشة بنوتات الموسيقى الرقيقه الخارجة من فمها الصغير... تلعب مع والدها بكل فرح ومرح طفولي.. وقفت لدقيقه تفكر كأنها كالكبار تفكر اين تضع قطع الشطرنج للفوز على والدها..
" اه.. ابي لا تغش؟!" قالتها باعتراض
ضحك والدها بشدة وقال وهو يحرك احدى القطع.. " انا لا اغش يا ملاكي... ها انظري لقد هزمت هذا.."
ثم رفع قطعة (القلعه..) وقد قوس فمه مثل الصغار... نهضت ملاك ثم اخذت تصفق بمرح شديد وصرخت بقوة " لقد ربحت..لقد ربحت..هيييه.."
وما كادت ان تقفز عدة قفزات حتى جلست بسرعة وهي تلهث بخفة.. نظر ماجد اليها بخوف.. وتقدم منها " هل انت بخيرعزيزتي!!؟"
ومن بين انفاسها المنقطعه " لقد آلمتني قدمي قليلا.."
تنهد براحة.. وامتدت يده نحو قدمها اليمنى.. خلع عنها حذائها البيتي وقام بتدلكتها.. وطلب من احدى الخادمات ان تجلب له كريما يخفف الألم.. نظر بحنان الى ابنته ثم مسح على شعرها بعد انتهائه
" لا تهملي شرب الحليب.. يقوي العظام.."
اومأت ملاك رأسها بطاعة وابتسمت وهي تشعر بقليل من التعب.. وقالت " اين سوزان.. اريد ان العب معها العاب الفيديو؟!"
طبع قبلة على جبينها ثم حملها لتجلس على الاريكة.. وبينما يقوم بذلك قال لها " ستأتي بعد قليل.. لقد ذهبت لجلب بعض الاشياء الخاصة بها.."
قوست بمها بضيق ثم وضعها على الاريكة البنية.. واعطاها بعض القصص لتقرأها وتتسلى بها ريثما تعود سوزان من الخارج....
قالت ملاك بحماس " ابي.. ارجوك اقرأ لي واحدة؟!"
تنهد ماجد بقلة حيلة وقال وهو يأخذ احدها " حسنا.." ثم قرص خدها..
" اذا.. سأقرأ هذه.." ثم فتح صفحاتها..
" كان يا مكان في قديم الزمان.. وسالف العصر والأواا...."

" سيد ماجد.. لقد لقد اتاك اتصال مهم من شخص يدعى المحامي سامي؟!"
ابعد ماجد القصة من امام عيونه.. ونظر الى ملاك التي نظرت بملل.. اقترب منها " اذا سأذهب لاحادث العم سامي الان.."
زفرت بضجر.. ثم قالت " حسنا.."
ابتسم لها وخرج... ووتوجهت هي الى قصة اخرى وبدأت بقراءتها...

" حمدا لله على سلامتك يا سامي.." قالها ماجد بعد ان امسك سماعه الهاتف واخبره الطرف الاخر انه وصل اخيرا الى مقر الشركة في اسبانيا..
" كيف انت,, وملاك؟؟!"
"بخير.. كيف كان السفر.."
سامي بتعب واضح " جيد.. ولكن زحمه المطارات ليس ابدا.."
اعتدل سامي في جلسته.. حيث كان يجلس على كرسي المكتب وقال " لقد رتبت لك امر سفرك الى استراليا وامور الشركة بخير وجيدة جدا.. وقمت باللازم في وقت غيابك.."
" هذا جيد.. اما من سيرافقني في جلسات المحكمة.."
" المحامي المساعد لي.. ثق به.."
"حسنا.. ثقتي بك لأبعد حد فأنت قبل ان تكون المحامي الخاص بي .. كنت من قبل صديقي" قالها ماجد فابتسم سامي بحب..
ماجد بتوتر " كيف هي الاوضاع بالمشفى؟!.."
" بخير.. مستقرة الى الآن.." صمت قليلا جراء صمت ماجد.. ثم اكمل " ما زالت على حالها.. ألن تذهب لزيارتها؟!"
زفر ماجد بحرارة " لا اظن ذلك.."
سامي بعد ان ارتشف من كوب الماء الذي امامه "حسنا.. ألم تأخذ بنصيحتي وتذهب الى..."
قاطعه ماجد " لم اذهب.. ولا انوي الذهاب..".. ظهرت على ملامح سامي قلة الحيلة.. بينما اطرق ماجد رأسه حزنا وضعفا ثم تنهد وقال " بعد كل هذه السنين.."
"صدقني انها ستسامحك.. والجميع ايضا.."
هز رأسها نفيه وكأن سامي امامه وقال باستسلام وندم بعد ان رفع رأسه" ولكن ذنبي كبير.." صمت قليلا.. وكانت علامات الاستنكار بادية على وجه سامي... ثم اكمل ماجد بأسى غلفت نبرة صوته الرجولي " لا استطيع مواجهة أي احد منهم.. اخشى من عدم مسامحتهم لي..."
سامي بتفهم محاولا الانه عقله الحجري الذي يصر على قرارتها وتصوراته " صدقني يا ماجد.. انهم عائلتك.. ألم تسافر الى بلدك كي تعود الى عائلتك.. لماذا استسلمت؟؟!"
" شعرت بالخوف من الحقائق المرة.. من الماضي.. من كل شيء.."
تنهد سامي وقال " حسنا.. وان لم يسامحوك؟؟!.. وان فات الاوان على مسامحتهم لك.."
" لا ادري يا سامي... لقد ازالوا اسمي من بينهم.. لقد تم محوي من سجل العائلة منذ زمن.."
صمت المحامي ثم امعن السمع لصوت ابنه ماجد (ملاك...) الذي احتل الامكان حيث كانت تصرخ بفرح باسم (سوزان..).. زفر بحرارة وقال بعد تفكير" وملاااك..."
ماجد بعدم فهم "كيف؟؟ لم افهم!!"
استرسل سامي بالحديث " انت تظلمها وتحرمها من وجود جو عائلي كامل.. ان حصل لك مكروه ما.. ماذا سيحصل حينها.. امها عاجزة.. الى من ستذهب.."
اغلق ماجد عيونه بألم وهو يفكر بكلام صديقه.. انه محق.. ولكن.. فتح عيونه على اثر جملة سامي " اذهب اليهم قبل ان تحتاجهم في يوم من الايام.."
" وابنتي؟؟!"
تنهد سامي وقال " دعني أتكفل بهذا الامر.."
" كيف؟!" بعد ان عقد ماجد حاجبيه
" عندما تعود من استراليا سأعود بعدك بيومين على الاقل.. وحينها سأقوم بما يجب.."
"حسنا.." ماجد وكأنه لم يستسغ الامر ولم يستوعبه
"اذا علي انهاي العمل هنا بغيابك ايضا.. هيا الى اللقاء.."
"الى اللقاء.."
اغلق ماجد الهاتف بهدوء وراح في تفكيره ما بين ماضٍ وحاضر!! ما بين امل وتفاؤل؟؟ وما بين حقائق وهواجسها!!... ولم يمضي الا عده دقائق بالصمت حتى أتت الخادمة تستديع الى مائدة الغداء...

وعلى المائدة التي امتلأت بالقليل مما لذ وطاب تذمرت ملاك بتعب وهي تقول " اريد سوزان حتى تساعدني على تناول الطعام.."
قال ماجد بعتاب " كفاك دلالا يا ملاك.. اتركي سوزان وشأنها.."
قالت باصرار " ولكن يا ابي.. احاتجها.. اشعر ان ملعقة الطعام ستسقط من يدي.."
تنهد ماجد بقلة حيلة من دلال ابنته الزائد..ثم طلب من احدى الخدم ان تنادي سوزان.. وعند حضورها جلست بجانب ملاك.. ومسحت على شعرها الاشقر بحنان " ماذا بك يا عزيزتي؟!"
" اولا اسمي ملاك وليس عزيزتي.. (قالتها بضجر فابتسما كل من ماجد وسوزان.. ثم اردفت بنعومة..) اشعر بالتعب قليلا.."
اومأت سوزان برأسها وشرعت باطعامها بكل هدوء وعناية شديدة.. وبعد مدة..تحدث ماجد بعد ان توقف عن الأكل..
" عليك الاهتمام بها اكثر.. لأنني سأسافر.."
اومأت سوزان رأسها ولكن ملاك فرغت فاها وبحزن قالت " انك تنشغل كثيرا هذه الفترة يا ابي.. تسافر مطولا.."
ماجد بحنان " ولكنه العمل.."
" انت تهتم بالعمل اكثر مني..." ملاك وقد قوست فمها..
مسحت سوزان على شعرها وقالت بحنان " ولكنه يعمل من اجلك.. من اجل ان تكبري وتصبحي طبيبة.."
نظرت ناحية والدها " ولكنني اضجر بغيابك.."
قالت سوزان بحزن مصطنع " الا اقوم بتسليتك انا.."
" انتي كبيرة جدا.. احيانا لا استطيع التفاهم معك جيدا.." مطت شفتيها وقالت بحذر " لو ان لي شقيق او شقيقة هكذا افضل.." ثم اطرقت رأسها بحزن
تنهد ماجد وقال " ولكنه بضع ايام يا ملاك.."
" امي ليست معنا.. وانت تنشغل بأعمالك.." قالتها ثم هبت من مكانها وابتعدت.. وضع ماجد رأسه بين راحتيه بعد ان زفر بحرارة وقال " ماذا سأفعل معها.."
" سيد ماجد.." رفع رأسها لسوزان ..
" اسمح لنا بالبقاء في الملجأ حين فترة غيابك.. انا اعلم شعورها صدقني.. غياب العائلة.. (تنهدت).."
" ولكن!!.." ماجد بحيرة وخوف على ابنته
" سيكون هناك فتيات من عمرها ولن تسأم.. صدقني انا ادرك شعورها.."
زفر بحرارة ثم نهض وبقلة حيلة " حسناا.."
xxxxxxxxxxxxxxxx*

ان وقت النهار يمضي بسرعة.. وكأن ساعاته تتسابق للوصول الى نهاية المطاف..وقرص الشمس في مسيره ينحدر عن افقه مع كل ساعة تتوالى حتى اختفى بين ثنايا الشفق الاحمر....
دخلت المنزل بكل روح مرحة.. تلفها السعادة من كل جانب.. تسير بطريقها وهي تلتقط عددا من الازهار وتشم رحيقها بكل حب.. تدندن بصوتها الانوثي بكل حب.. ثم تدور حول نفسها بسعادة كبيرة وتضحك... وقلبها يتراقص على طبول الفرح كما يتراقص الجموع على قرع الطبول في الاعراس التقليدية... يتبعها رامي من خلفها بخطى هادئة وبطيئة يتحدث عبر هاتفه المحمول بابتسامة باهته..
خلعت حقيبتها ووضعتها رميا على الاريكة.. ابتسمت جدتها لروحها المرحة عندما قبلتها وشعرت ببعض الغرابة والاندهاش من حالها هذا
" ما بها جميلة جدتها..."
عانقتها ريم بمحبة كبيرة " هذا لأن فتاتك الجميلة ستعترف لرائد عن حبها.."
فرغت الجدة زينب فاهها بعدم تصديق " حقا.."
اومأت ريم رأسها بحياء " اجل.." ثم بلهفة وقفت وبدأت تتحرك بحماس " لقد تم تخريج والدته من المشفى اليوم.."
" هذا جيد كيف وضعها الان.؟؟"
قالت ريم على مضض " جيد جيد.." اردفت بعد ذلك بكل حب " تحدثت مع والدته واخبرتها عن مشاعري.."
" يا لجرائتك.." قالها رامي وهو يدلف الى الداخل معه بعض الملفات
" ان الحب يتطلب جرأة سيد رامي.."
اومأ رأسه " حسن ما فعلتِ.." ثم ذهب وجلس على احدى المقاعد الفردية وبدأ بادخال الملفات في الحقيبة الخاصة به..
ابتسمت له ثم وجهت نظرها للجدة وبدأت تفرك قبضتيها بتوتر " اخبرتها بشكل غير مباشر ولكن اظنها فهمت الامر.. وسمعتني جيداء.. اخبرتني ان اخبره لانه يتقدم بهذه الخطوة"
وهنا رفع رامي رأسه على اسمها وتنهد وابتسم لمرح ريم حينما قالت وهي تقفز " انه يحبني..."
ثم ركضت الى احضان جدتها وغمرتا بعضهما بحب...

اما عن ذاكرة رامي التي ذهب الى ذلك اليوم.. في المشفى عندما ذهبوا لزيارة والدة رائد بالمشفى.. في حينها دلفت اليه ريم بخطى متعجلة متلهفة حتى انها سبقتهم.. سار قليلا حتى لمح تلك الشعلة النارية جيداء.. فشعرها الاحمر الناري الصارخ يجذب بشكل لا يمكن تجاوزه.. تقف مع رجل ببذلهة سوداء قاتمه بالقرب من قسم الاستعلامات الخاصه بهذا الطابق.. يبدو انه رجل فاحش الثراء.. تسائل هامسا " أليست تلك قريبه رائد..!!" شعرها الناري الصارخ الذي جذبه من البعيد والذي يبدو جذابا لرجل يحب النساء مثله ولكن.. يد ذلك الرجل التي انقضت على معصمها لتشعر بالألم.. لم يفكر بشيء سوى انه تقدم ببطئ.... وامعن السمع لكلامتهم المتفرقة
" انظري يا جيداء..."
قاطعته برجاء ودموعها تكاد على وشك الانحدار " ارجوك.. قمت بتربيتي لسنوات طويلة.. لقد ربيتني على فعل الخير.."
تنهد ذلك الرجل " اعلم ذلك.. ولكنك.."
" انظر الى قسوتك هذه..لم اعهدها ابدا... افعل ما تشاء بي بعد ذلك ولكن قم بالدفع.."
قال بصرامة " ستعودين للمكوث في منزل العائلة.."
اومأت له بانصياع " حسنا.. انت تعلم انني لا انسى فضلك علي.. ولكن بعد خروجها من المشفى.."
الرجل بقلة حيلة " حسنا..."
اكملت جيداء بحذر " ولكن منزلي سأتركه لرائد.."

والى هنا انقطعت حبال ذاكرته بصوت جدته التي استدعته لتناول الطعام.. نفض رأسه من الذكرى ثم ابتسم لريم حيث بدا الاستغراب عليها ثم هز كتفيه مع رأسها بمعنى لا شيء ومضيا بطريقهما الى الطعام...

" أين جدتي وجد وجدي..؟" تسائل رامي بعد جلوسه..
قالت قمر بهدوء شديد عندما تقدمت للجلوس " جدتنا متعبة.."
اكملت ريم عنها " وجدي ما زال في العمل.."
ثم بدأ الثلاثي بالاكل.. وبعد مدة تفوهت قمر وهي تبعثر الأرز في وعائها متأكة برأسها على راحتها " ريم؟!"
"مم.. ماذا؟!" وفمها مليء بالطعام
كادت قمر ان تتفوه لولا ان تحدث رامي بسؤاله الاستفزازي " لماذا تأكلين بانهماك وسرعة كبيرة؟! ألا تخشين على لياقتك!! ولن يأتي الخطاب ليقرعوا جرس المنزل.."
تنهدت قمر وعادت تبعثر محتويات وعائها بملل شديد.. قالت ريم بعد ان شربت القليل من الماء " اولا يا سيد رامي.."
"هممم" رامي بسخريته المعتادة
اكملت ريم " آكل بسرعة هائلة حتى استطيع اللحاق بحلقة المسلسل.."
اومأ رأسها " حسنا.. ثانيا.."
" ثانيا.. هناك شيء يدعى رياضه ايها الغبي.."
رفع احدى حاجبيه وقال بتهكم " وكأنني لا اعلم.."
لوت ريم فمها ثم اكملت " لحسن الحظ انك تعلم.. ثم عن اي خطاب تتحدث.. دعني اخبرك.."
ثم اكملت بغرور " وانا في طريقي اصادف الملايين من يطلبون الحب.. ومنهم من يطلب الزواج ولكنني ارفض.."
هز رامي رأسها بقله حيلة " حمقاء.. لا ادري ماذا يفعل معك شخص مثل رائد.."
ابتمست بحب ثم عادت لتشرع باكمال اكلها ولكنها لاحظت شرود وبرود قمر.. ماذا بها الآن؟! تنهدت بتعب ثم تحدثت الى رامي بهمس " هل تعلم ما بها!؟"
" لا اعلم على حالها منذ عودتها!؟"
شدت ريم على قبضتيها وقالت وهي تصر اسنانها " سأقتلها يوما ما .."
كتم رامي ضحته وقال " هل لأنها لا تخبرك بأي شيء.."
اومأت رأسها ثم قالت بجمود " قمر...." زفرت بحرارة عندما لم تتلقى اي رد من ريم بقالت بصوت اعلى حاولت ان تجعله غاضبا بعض الشي " ققمررر..."

شعرت قمر بصوت ريم الذي اخترق شرودها فباغتتها رجفة جعلتها تنتفض من سكونها ثم ترمش عدة مرات... وبعدها نظرت الى ريم بجوم حيث قالت الاخيرة " ما بك؟!"
ازدردت قمر لعابها وطاف على عقلها اسم (سالي..) ابعدت نظرها عن ريم وقالت بمرارة " لا شيء.."
ريم باصرار " قلت ما بك اخبريني!!؟"
قالت رامي بهدوء " اتركيها وشأنها!!؟"
" لا شأن للك.." ثم بحنان الى قمر " اخبريني ماذا هناك!؟"
تنهدت قمر وقالت " قلادة امي.."
نظرت اليها ريم بعدم فهم ثم ازدردت لعابها بتوتر عندما اكملت قمر " انتي تعلمين انها الذكرى الوحيدة لامي.. اخذتها خلسة.. ولا استطيع ان افرط بها.. هل اخبرتك الخادمة بشيء عندما ذهبت للتنظيف!!"
وضعت ريم يدها على انفها وبدأت تحتس به وهي تقول " لا.. للأسف.."
اطرقت قمر رأسها بخيبة امل.. ثم تنهض.. لولا صوت الخادمة التي اقبلت
" السيد كمال في الصالة ينتظرك يا انسة قمر.."
وضعت قمر يدها على رأسها "اووف لقد نسيت.."
وبعد صعود قمر درجات السلم واختفائها عن الانظار قال رامي " لماذا تكذبين عليها؟!"
نظرت اليه ريم بوجوم " حسنا.. ماذا اقول لها؟!"
" الحقيقة؟! اخبريها الحقيقة؟!"
" رامي لا تجعلني افقد صوابي الان.. كل ما الامر انني نسيت اخبار الخادمة؟!"
اومأ رأسه وقال بنبرة تدل على عدم صدقه " حسنا..."
نهضت عن المائدة وقالت بضجر " ثم لماذا كل هذه النظرات الى جيداء اليوم؟!"
ولحسن حظه انطلق صوت قمر تناديه من الاعلى فنهض من مكانه بلا اي اهتمام لريم الحانقة ثم مضى في طريقه بهدوء شديد.. ثم تبعته ريم بالنهوض وذهبت الى الصاله لتشاهد مسلسلها المفضل...

فلنطوي صفحة هذا اليوم.. وتذهب بنا الايام سريعا لما بعد اسبوع تقريبا.. ولكن لتتوقف محركات روايتنا حيث ليلة افتتاح المتجر.... امتلأ الوسط بالصحفين من مختلف الوكالات وانضم اليهم ذلك القصي ليتابع تحرياته بصفته مبعث من احدى الوكالات.. وعج المكان بأصوات الموسيقى الهادئة.. والمدعوون يتجولون في المتجر بعلامات الاعجاب والابتسامه الظاهرة على وجوههم...
اما ابطالنا.. فقد قدم كل من الجد وريم ورامي فقط.. فقمر قد لازمت النزل لانها تشعر بقليل من التعب اما الجدة زينب ووالدة ريم فقد ذهبا لأمسية طعام خيرية.... وبعد فترة تجاوزت الربع ساعة حض كل من جيداء ورائد..
احداث الافتتاح مملة.. فقد مرت بتجول الجميع في المقهى مع بعض المقبلات من العصائر والحلويات اللذيذة.. وخطاب اطلقه كل من كمال ووالده كيف بدأت انطلاقتهما وما الى ذلك من حديث ممل جعل اغلب الحضور يشعر بالملل...
اما عن الشيء الجميل اللذي سيحدث وكانت ريم متوتره لأجله.. واضرابها قد ظهر مارا وتكرارا.. لولا تحذيرات رامي لها وإعطائها بعض النصائح لتخفي توترها واضطرابها تغلبت على الامر في البداية... ولكن عندما توقفت مع رائد بمفردهما ذابت كل عبارت رامي من ذهنها....
تتشبث بحقيبتها تبعثر نظرها هنا وهناك.. تبعد عيونها عنه.. وكنت حالتها تلك غريبة لرائد قتسائل وهو يحك ذقنه " ما بها الثرثارة لا تتحدث.."
ارتعدت اوصالها ثم نظرت اليه.. شردت للحظة بين بحر عيونه ولكنها عادت لشاطئ الهروب من عيونها.. فابعدت عيونها بهدوء وكادت ان تنطق ولكن شعرت لسانها ثقبل.. ازدردت لعابها بتوتر كبير لمرات متعددة امام نظراته القلقه المتفحصة..
" ريم.. هل انتي بخير؟!" وهو يضع يده على كتفه بحنان
اجفلت ريم وزاد توترها وظهرت رجفتها لرائد.. حاولت التحدث بكلام متقطع " انا.. ممم (هزت رأسها حتى تطرد توترها..) اجل بخير..(صمتت قليلا) ولكن.."
عقد حاجبيه وقال بعطفه الجميل " ان كنتي متعبه يمكنني ايصالك بسيارة جيداء.."
هزت رأسها نفيا ثم اغلقت عيونها وشعور غريب يتسلل اليها.. قالت بصوت مختنق وهي تشعر بأن المكان يغلق عليها ويكتم نفسها.." هل نخرج من هنا.."
اومأ رأسه " ان كان هذا يجعلك تشعرين بالراحة.."
ابتسمت من اعماقها برغم ظهور ابتسامة باهته على وجهها.. ثم تبعها الى الخارج والقلق يسيطر عليه.. يبدو ان بها شيء ما.. ولكنها اصرت على مجيئي بأن هناك شيء مهم للحديث.. وعندما اخبرت جيداء ابتسمت واختلست النظر الى امي.. فكرت في شيء جميل!! ولكن الآن لا يبدو ان شيئا جيدا سيحدث!!
جلست على قطعه حجرية مصممه على شكل مقعد زين ببعض من الزخارف.. متواجد على جانب الطريق يبعد القليل من المتجر... جلس بجانبها بصمت شديد وهي اثرت الصمت حاولت اخراج الكلام ولكن كأنها تقف في المنتصف وكأن هناك حاجزا قد منعها للخروج فتعود كلماتها الى مرقدها بسلام...
ان قلبها يتراقص على انغام موسيقى الحب ولكن تلك الانغا ابت ان تتحول الى كلمات يزينها العشق و امتنعت ان تخرج من حجرها الجميل الذي توطنت به.. تنهدت وهي في اوج صراعاتها الداخلية ونطقت كلمات هادئة على مسامع الرائد الذي فضل الصمت مآزرا لها..
" لماذا لا يخرج ما نفكر به ويسمعه العالم.."
ابتسم رائد بألم.. ثم اردفت بعد تنهيدة طويلة " تخرج حتى لا نتكبد عناء اخراجها.."
قال بتفهم " هناك بعض الامور لا نستطيع البوح بها...."
وقفت ثم سارت بضع خطوات " وهناك بعضا يجب قولها.."
" اجل صحيح.. ولكن ان كان البوح بها سيجلب لك المتاعب فيما بعد.."
" مثل ماذا؟َ" سألته عندما تقدمت ناحيته بضع خطوات.. ولم يفصل بينهما سوى خطوة واحدة.. رفع رأسه إلى الأعلى والتقت عيونها المتوترة مع عيونه الحائرة.. تنهد وهز رأسها دافعا الكم الهائل من المشاعر التي سيطرت عليه في هذه اللحظة الشاعرية " هناك أمورا كثيرة.."
عقدت ساعديها " ولكن هناك بعض الأمور.. إن لم تخرج منك ستندم في المستقبل وسيكون قد فات الأوان لإخبار احدهم بها...."
نظر إليها باستغراب وكأن في حديثها لغز ما.. أو شيء تحاول الإشارة إليه...عم الصمت وأخذت عيونهما تتحدث بالنيابة عنهما.... ترسل حبا وعشقا دفن في القلب ولم يظهر.. حتى أن قلوبهم فاضت حبا منذ زمن حتى انتشر سائل الحب إلى جميع أجزاء الجسد... تحركت مشاعره من خمدها وخرجت... و جرته عاطفته وتحكمت به للوقوف وبحركة بطيئة من ريم ارتفع رأسها والتقت عيونهما من جديد... وقلبها الذي يعلن حفلا صاخبا فتزايدت ضرباته وتسارعت بشكل لم تعهده حتى أيقنت أن رائد يسمع الموسيقى النابعة من لحن خفقانه0... فتحركت يديها بهدوء شديد لتمسك بيده اليمنى التي ارتجفت وشعرت بذهوله الذي اعتلى تقاسيم وجهه...
وبمشاعر فياضة أخرجت سهام الحب حتى تخترق قلب رائد " راائد انا....."
.....................
...................
.................
...............
.............
...........
.........
.......
.....
...
.




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-09-16, 09:26 PM   #28

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


\\


همست لي في اذني (اعشقك)...في وقتها تناثرت الكلمات مني ولم اجد أفضل من ان اضمها... هذي هي حواء التي تجعلك تصمت ولا تستطيع الرد عليها يا آدم



" أحبك..."


نطقتها بكل حب يختلج صدرها ويغني بها قلبها.. اخرجتها وكأنها موسيقى كان وقعها غريبا على مسامع رائد الذي وقف ينظر بذهول وكله صدمة.... اما هي بعد ان خرجت كلمتها الجميلة وقفت ونظرت اليه مطولا.. كملاك بريئة وخصلات شعرها تمايلت على نغم موسيقى النسمات الخفيفة الصيفية.....
امسكت يده بكل حنان فاستيقظ رائد من سباته وذهوله فرمش عدة مرات ثم ازدرد لعابه بتوتر وظهرت رجفه يديه لريم.. امالت ريم رأسها بدلع وابتسمت وقالت بنبرة عتاب " ألن تقول شيئا!!"
شعر بتلك المشاعر الجياشة من جديد.. كأن كلمتها تسللت خلسة الى جسده ونشرت بداخله جرعة من السعادة... ابتسمت ريم له وكأن عيونه اخبرتها بما لا يستطيع البوح به هذا الكائن الجميل.. وبريق عيونهما مع مصابيح الشوارع اضائت قلبيهما ليرسل القلب كلامه عبر مقلتيهما اللتان تتواصلا بطريقة مختلفة.. وبدون وعي منه ومن اتصال قلبه بخلاياه العصبية شد قبضته على يد ريم وابتسم بحب كبير وقد وجد وطنه اخيرا وحن عليه.. ان ريم وطن حبه وعشقه اللذي يحتويه.. كانت كلمتها جديرة برفع غطاء الصداقة وبعثرته حتى تنسج خيوط الحب غطاءها من قلبيهما...
وبعد تلك المشاعر التي احاطت بهما انتظرت منه ان يتحدث وكأنها توحي له بعيونها ان يقول شيئا ولكنه لم يستطع.. وكأنها فهمت ذلك فابتسمت.. ازدرد لعابه ببطئ محاولا اخراج كلماته ولكنه ادرك ان اصعب مرحلة بالكلام غالبا ما تصيبك مع من تحب.. انك تعجز كيف تخبره عن الكلام الذي يموت في قلبك ودفن مقبرته بين انسجته ويبقى مخبئا في صدرك...
همست له بعد صمت " رائد..."
" همم..."
قالت بحزن " هل ستبقى صامتا هكذا؟!"
بعد تردد تفوه بهدوء " لقد.. انه.." نفض رأسه وحاول استجماع قوته للحديث.. شعرت بتوتره فابتعدت عنه وحثته على السير للجلوس..
وضعت رأسها على كتفه بهدوء وشدت بقبضتها اليسرة على ساعده فاحتضنته " اعلم.. انها صدمة ولكن.." صمتت قليلا ثم ابتسمت عندما امسك يدها بيده الاخرى فنظرت اليه عندما قال
" كنتِ تنتظيرنها مني ولكنني كنت اخاف.."
ريم باستفهام " من ماذا!؟"
تنهد ثم شد على يدها " من المستقبل.."
عم الصمت لدقائق ثم اردف بعد ان قام بترتيب كلماته " وجود شاب مثلي بجانب فتاة ذات مستوى في المجتمع امر لا يمكن ان يتم.."
رفعت رأسها وقالت بنبره حزينة " ولكن الحب أقوى من كل شيء.." ثم بأمل وتفائل امسك يديه " صدقني بعلاقتنا القوية سنواجه الجميع.. عائلتي والمجتمع وحتى عمك البغيض.."
ابتسم بحب فأكملت بهيام " انت السلام الذي اسعى اليه.. والنور الذي سيضي عتمتي.. انت ستكون بصيرتي ووطني الجديد..."
" ريم...."
" مم ماذا؟" ريم باستغراب
" هل تعلمين؟؟ ممارسة الحب سرا هلاك للقلب..." اومأت رأسها مؤيدة فاكمل هو " كانت جيداء تقول لي اذهب واعترف لها..ولكنني.."
قاطعته " كنت ضعيفا تخشى ان لا اكون انا ريم ذات القلب الطيب والابتسامة الجميلة والروح المرحة والثرثارة ان اكن مشاعرا لك.."
قهقه بخفوت " ان تكوني في موضع الجد ابدا.."
هزت رأسها نفيا وابتسمت بحب "كنت اشعر بحبك لي....."
نظر اليها بتفاجؤ فهل مشاعره كانت ظاهرة لهذه الدرجة ثم اغلقت عيونها بحالمية وما زالت متشبه بقارب حبها.....
عصفت عاصفة الحب في جدسه فتزايدت ضربات قلبه واعلن ثورته الجميلة فأخرج كلمته بعد انتهازه فرصه اغلاقها عيونها وذهابها الى احلامها الوردية.... اقترب منها قليلا وهمس بصوته اللذي تعشقه
" وانا احبك ايضا..."
فتحت عيونها على اشدهما ونظرت اليه باستغراب ثم تحولت فيما بعد الى نظرة مليئة بالحب.. ظلا على حالهما هذا وكأن الربيع دخل الى قلوبهما..حتى كادت عيونهما تفيض من مشاعرهما الجميلة المختزنة داخلهما.. كم كانت ريم فرحة عندما اخبرته بالكم القليل من مشاعرها.. لم ولن تندم ابدا لمصارحتها اياه فهي كانت تعلم او تشعر بمشاعره المختلفة نحوها.. اما هو يعيش في دوامة عيونها التي تأسره دائما...

عيناك ملاذى و هلاكي طوقا لنجاتى يغرقنى بر أمواج تقذفنى شوقا و حنينا يجرفني
عيناك الوهم بأفكاري وحقيقة عمرى كنهاري وأنين الليل بأجفاني وغريب تائه بمزاري
عيناك مليكى إيوانى والتاج لقلبى وهوانى والسجن لقلبى وسجاني وهوىالأحباب و عنوانى
عيناك كذكرى تؤرقنى بليالي السهد فتحرقنى و تقول بأنك تعرفنى وأراك فتوشك تهلكني
عيناك الفارس بخيالى ألقاة فتسقط أحمالى يحملها عنى و يهوانى ويحقق حلمى وآمالى
عيناك تمزق أشلائى و تعود تلملم أجزائى و تكون بقلبى كدمائى و تضم هناءكبهنائى

حامد زيد



والحب سكن قلبيهما الطاهرين.. وكأن قلب رائد تحول من صحراء قاحلة الى جنة يرويها حبها ويرعاها طيف فتاته الجميلة... فريم اصبحت تغني والابتسامة تشق طريقها ومشاعر الخوف والحزن اختفت منذ ان ملك قلبها واعلن حبهما... لقد اسرها وجعلها اسيره هواه متيمة به ومتيم هو بها.. يحملان بداخلهما حبا جميلا يجعلهما يسيران الى الامام برغبة مجنونة تدفعهما لتحقيق المستحيل....
وبرغم قلة لقاءاتهما في الاسبوع اللذي مر الا ان لعنة الحب تسيطر على قلب كل من روميو وجولييت ــ كما سماهما رامي ممازحا كعادته ــ كل منهما يتيهأ طيف الاخر قبل موعد النوم يبتسمان ويذهبا الى سباق عميق مريح ممتزج برائحة الحب.. وخلال هذا الاسبوع ظل رائد محاصرا بين جدران عمله.. وجدران المنزل معتنيا بوالدته.. وكانت ريم تساعده وتخفف عنه بعض الاعباء... وذهبت جيداء مغادرة المنزل تاركة لرائد والعائلة اخذ المجال والراحة به، واستقرت مع والدها الذي رباها مكرهة بعض الشيء ولكنها تشعر بالقليل من الحنين.. اما ذلك القصي فقد كان كالظل لريم ومن تقابله، يتبعها خفية طيلة الايام... اما قمرنا الجميل استقرت ما بين المنزل والعمل ولم تسنح لها الفرصة للخروج والترويح عن نفسها فقد كانت الاعمال شديدة هذه الفترة ما بين عمل الشركة والتدريب بها.. وبين معهد الرسم... وكما انه توطدت علاقتها مع تلك الفتاة التي تدعى (ليليان..) وكونت صداقة بريئة جميلة تداخلت بها ريم للتعرف على تلك الصديقة الجديدة لابنة عمها البريئة التي تحمل قلب طفلة...

اليوم ( أي ما بعد الاسبوع...) والوقت قارب لعصر هذا اليوم الحار.. تنهدت قمر بتعب فأخيرا حان موعد تحريرها من هذا السجن.. فقد انتهى عملها الشاق والمتعب وستتحر يدها من اقلام التلوين لبضع ايام.. فهي تريد اخذ قسط من الراحة.. تشعر ان اصابعها تكاد ان تكسر وتصبح فتاتا من كثرة الرسم والتدرب.. وشعرت بساخة ما فكرت به وهو ان عضلات يدها قد برزت في هذا الاسبوع بالتحديد.. لملمت بعض اوراقها ووضعتهم في حقيبتها السوداء.. ثم رتبت الاوراق الاخرى والملفت على مكتبها الزجاجي.. زفرت بحرارة وهي تشعر ان جسدها بأكمله ينهار تدريجيا وان قنبلة ننوية اطلقت فيه واحدثت انفاجارات في عظامها... اخذت الملف الاحمر عن مكتبها وامسكت بحقيبتها وغادرت قسمها.. استقلت المصعد وضغطت على ازراره.. ثم وقف بسرعة على احدى الطوابق.. راحت بطريقها وتفرعت بممرات هذا الطابق ليستقبلها قسم صغير.. توجهت خطاها ووضعت الملف الاحمر على احدى المكاتب الموزعة في هذا القسم ... ثم من بعدها خرجت من القسم.. ثم من الطابق لترخج بعدها من الشركة بأكملها.. اخذت نفسا قويا جعلها تشعر بقليل من الاسترخاء.. ابتسمت عندما اقبل سائق العائلة فدلفت قمرنا الى السيارة بابتسامتها اللطيفة التي توحي كأنها طفلة صغيرة وولت من بعد ذلك السيارة كالشبح في طريقها....

وعلى منظر الغروب وقفت على شرفتها كعادتها تلتمس اشعه الشمس الحمراء التي تتوارى خلف الشفق.. بفستان ابيض طويل بغير اكمام.. ارتدت من فوقه سترة خفيفة.. وعقدت شعرها كجديلة فرنسية التمتعت ثناياه وبرقت عيونها من انعكاس الشمس... تنهدت بعمق وابتسمت بشفافية كبيرة... انها تحب ان تقف على شرفتها كل صباح وحين غروب الشمس.. فهذه الاوقات يشعر بها الانسان بدفء الكون.. وبهدوء شديد يسيطر عليه وسكينة وطمأنينة بالنفس... يشعر انه ضمن لوحة فريدة جميلة بألوان خلابة وعطر مختلف نابع من الازهار المختلفة وتشعر هي ان الهواء له رائحة زكية تشتمه فيكون دواء لها يشفيها ويجعلها ساكنة هادئة..... واما ما يبدد هذا السكون كالعادة دخول ريم بشكل لا يليق بالفتيات تفتح باب الغرفة وتهرول بسرعة.. فاحتضنت قمر من الخلف بشدة.. وقالت " احبه.. احبه..."
زفرت قمر بحرارة " أحبيه...."
ابتسمت ريم وابتعدت عن قمر " ها عدتي الى هذيانك والنظر الى الطبيعة الخلابة؟!"
" هل تسخرين مني؟!"
اومأت ريم رأسها بمرح ثم قالت " انه من افعال.. المجانين!!" قالتها وهي تشير بيدها بحركة تشير الى المجانين ثم ضحكت بمرح..
ابتسمت قمر لها وتنهت بعد ذلك ثم قالت بعتاب " دائما ما تقطعين خلوتي..."
" اني اسألم لوحدي ماذا افعل!!"
قالت قمر بتهكم مازح " واين حبيبك على الحصان الابيض؟!"
ضربتها ريم بخفة فضحكت قمر ضحكتها الرنانة... ثم شهقت ريم مما اجفل قمر.. ثم قالت " تذكرت...."
"ماذا؟!"
" اريد منك خدمة ما.." ثم سحبتها بسرعة من يدها حتى كادت قمر ان تتعثر وتقع ارضا... وجرتها خلفها حتى تصعد السلم بسرعة وقمر لا تستوعب شيئا فقط خضعت لسيطرتها المفاجئة وتضحك في نفسها على تصرفات ريم التي لا تناسب عمرها بتاتا....

" هل تتذكرين عندما كنا بالمشفى وقامت جيداء بتصويرنا.." امسكت مقبض باب مرسم قمر.. و قالتها ريم بشكل سريع بالكاد استطاعت قمر فهم معظم كلماتها...
" ماذا؟!" قمر بعدم استيعاب
تنفست الصعداء ثم اخرجت هاتفها ووضعته امام عيون قمر وقالت " اريدك ان ترسمي هذه.."
ضيقت قمر عيونها وقالت " حقا؟؟ اترك اشغالي و.."
قاطعتا ريم " ثم انك اخذتي اجازة ايتها الماكرة.. هل استصعبتي رسم رائد وانا فقط.." ثم قالت بخبث " ام انك فقط ترسمين شقيقي مجد.."
توسعت عيون قمر وازدردت لعابها بتوتر.. بالتأكيد رأت رسومتها عندما احتلت غرفتها فجأة تلك الليلة.. ثم قالت " لقد رسمت العائلة بأكملها.."
جلست ريم على الكرسي ووضعت رجلا فوق رجل وعقدت ساعديها كمدير يريد التحقيق مع طالبه " حقا... ولكن هناك عدة رسومات لمجد.."
نظرت اليها قمر وقالت ببرود وهي تتجه ناحية احد الادراج.. " خذي كل هذه وانظري.." قالتها ثم وضعت لها اوراق تحتوي رسومات متعددة... نظرت ريم الى الاوراق ثم الى قمر.. حيث بدى عليها القليل من الحزن .. ثم قالت ريم بأسف " قمر لم اقصد ان اوجه لك التهمة ولكن.."
هزت قمر كتفيها " لا عليك.." صمتت ريم وهي تشعر بقليل من الذنب فقمر فتاة حساسة ولا تظن ريم ابدا ان هناك مشاعر من قمر اتجاه شقيقها حاد الطباع.. تنهدت ثم صوبت نظرها الى قمر حين قالت " حسنا.. ارسمها لك.. ولكن اريد لها صورة على الورق حتى استطيع رسمها فلن احفظها ظهرا عن وجه قلب هكذا.."
ابتسمت ريم وقفزت بحماس ثم اتجهت الى قمر واحتضنتها ثم قبلتها قبلة عميقه فضحكت قمر بخفوت...
" هيا بنا.." قالتها ريم ومسكت يد قمر
عقدت قمر حاجبيها " الى اين؟؟!"
" الى غرفة مجد؟!"
نظرت اليها قمر بعدم استيعاب ثم بدأت تنطق بصعوبة " ماذا؟َ"
" هناك طابعة بغرفته.."
اومأت قمر رأسها بهدوء ثم قالت بتوتر " اذهبي انتِ.."
" دعينا نستغل سفره.." ريم مع ابتسامة ماكرة
تنهدت قمر ثم سارت خلف ريم بقلة حيلة.. وبداخلها مشاعر غريبة كادت ان تدفنها في قلبها ولكنها عاودت للطوفان على بحر حبها وشوقها....

فتح الليل اجنحته منذ زمن وغمر الارض ظلام دامس ما عدا اضواء مصابيح الشوارع والطرقات.. ونور القمر يرسل اشعته البيضاء الى الكون ترافقه النجوم مسيرها في هذا الليل.. وتستمع مع قمرها الى الاغاني والموسيقى التي تضج في الطرقات... وعيون قمرنا تسللت من سريها الى الشرفة... تنهدت بحرارة وكانها تخرج تأجج نيرانها الداخلية ولكن لم تفلح بذلك.. هناك شيء يقبض على صدرها لا تدري ما هو.. وكأن صدرها يضيق مع مرور الوقت... تشعر ان غرفتها لا تسعها وكأنها جدرانها تضيق تدريجيا... تنظر الى الساعه من وقت الى اخر.. زفرت بحرارة فان الساعة تسير بخطى متثاقة بطيئة.. ابعدت غطائها الخفيف واعتدلت في جلستها ابعدت خصلات شعرها المتناثرة التي تحاكي ظلام الليل وارجعتها خلف ظهرها...
وضعت يدها على قلبها وشعرت بتسارق في دقاته فابتسمت وتذكرت المشاعر الخفية التي لم تظهرها عندما دلفت داخل غرفته مع ريم.. تنهدت ثم مدت يدها ومن اسفل وسادتها اخرجت صورة والدتها وقالت بهمس " لقد اطال غيابه.. متى سيعود..اخشى ان لا يعود..وانتي عودي ايضا يا امي.. انظري لقد وعدتك ان اكون قوية واصبحت كذلك.." امالت رأسها وبضحكة " قليلا.."
لم تتفوه بحرف بعد ذلك وضمت الصورة الى قلبها الذي اعلن حرب الشوق والحنين هذه الليلة.. ولكن رافقها اسم (سالي) تلك من جديد.. فزفرت بحرارة ونفضت رأسها بعد ان ساورتها الافكار السيئة.. وذهبت بخيالها الى اخطر الاحتمالات التي تذيب قلبها ألما ولكنها في كل احتمال تطرده من عقلها الى ان آل بها المطاف ان وقفت بعد ان نظرت الى الساعه وكانت قد تجاوزت الواحدة من بعد منتصف هذا الليل الهادئ.. وانعكس هدوءه على اركان المنزل اكمل.. فتحت باب غرفتها ثم خرجت الى الممر.. سارت على اطراف اقدامها بهدوء وحذر.. ثم صعدت عبر السلم الى الطابق الاعلى.. وبعد ان وصلت نظرت ناحية اليمين وناحية الشمال وسرت فيها الحيرة والتردد.. ثم عزمت ان تذهب الى غرفتها لعلها تجد الامان الذي تبحث عنه... استادرت بجسدها وبدأت بالسير ولكن كانت تتقدم بخطى مترددة فتقدم خطى وترجع الاخرى وهي تحتس طريقها المظلم...

وصلت اخيرا.. امسكت مقبض الباب وشعور مخيف يجتاح كيانها.. هناك في القلب شيء لم تستطع تفسيره هل هو ألم ام انقباض؟؟؟ فداهمها الخوف كشرطي يبحث عن السارق.. وهواجس شتى احاطت بها.. اغلقت عيونها واخذت نفسا عميقا.. وهمست حتى تبعث الهدوء على نفسها " لا يوجد شيء.. لن يعلم احد..."
فتحت عيونها وادارت مقبض الباب.. دخلت وشعرت بالراحة قليلا.. سارت ببطئ وهي تبحث عن طيفه.. ولكن استقبلتها صورته ببذلته السوداء ممسكا بحقيبة رجل الاعمل.. ابتسمت بحب واعلنت عيونها بريق الشوق والحنين واختلطت مشاعرها في قالب الحب ما بين شوق وحنين.. وما بين بعد وكره...
ارتسمت علامات الحيرة على وجهها القمري وبرغم قلة الاضاءة استطعات رؤية بعد الملاحظات في احد الجوارير المفتوحة.. يبدو ان ريم قد نسيتها.. وقفت فترة مترددة ثم اقبلت يداها المرتجفة واخذتها من مكانها.. وذهبت حتى تجلس على سريره بلون سواد الليل.. يبدو انه يحب اللون الاسود فديكور غرفته يدل على ذلك.. وكما ان ملابسه ايضا... تنهدت ثم وجهت نظرها وهي تطرد ذكرياتها الى تلك الملاحظات على اوراق صغيرة كتبت بخط اليد... ومع مرور الوقت فكما حل الليل على المدينة حل الليل على قمر وغطت في سباتها العميق.....



يرتدي الصباح رداء بلون النقاء والجمال.. يلوح للأفق بأن القادم اجمل فيبث بأنفاسه نسيما جميلا عليلا.. مع قطرات الندى التي تستيقظ بها الازهار واوراق الشجر.. وشمسنا تعلن عن حبها للنهار فتعانقه مع ابناءها من الطبيعة وبابتسامتها الجميلة تستقبل جميع الافراد وبأشعتها الذهبية قبلت من استقبلها عبر النوافذ المفتوحة...
تململت في سريرها بنعاس شديد ثم تثائبت بانزعاج لصوت ريم التي تطرق الباب... جفلت للحظة ثم نهضت نظرت حولها باستنكار.. وانتابها صمت عميق ودهشة بالغة.. ظلت في مكانها تنظر بدهشة دون ان تتكلم.. وعياناها تتسائل باستفهام...
انها في غرفتها!!! كيف؟!.. اخر ما تتذكره انها كانت تقرأ بملاحظات مجد ثم غفت على سريره والآن هي هنا.. كيف انتقلت الى هنا.. ام تراها كانت تحلم... اخذت تحاول نفسها بحيرة واستغراب ولكنها لم تجد اي طريق للمناص من حيرتها التي استولت عليها، وعجزت عن تفسير ما تسائلها به نفسها، وأطرقت قليلا وهي تفكّر، ثمّ رفعت رأسها عندما لم تجد اي جواب، وقالت بلا اي اهتمام وبذهول " ادخلي.."
دخلت ريم بلهفة وحماس وقات وهي تتوجه ناحية قمر التي ما زالت على وضعيتها " هيا.. هيا.. حان وقت الانتقام.."
" ها..ماذا؟!" قمر بعدم استعياب بعد ان استيقظت من غفوة الحيرة التي ملأتها
تأففت ريم وقالت " ما بك ألم نتفق ليلة امس بعد دخول رامي بشكل مفاجئ وارعبنا عندما كنا في غرفة مجد.."
اومأت قمر رأسها " اجل.."
" اذا هيا بسرعة انها التاسعة والنصف..."
اردفت ريم عندما انهضت قمر بالرغم عنها وهي تعطيها اوامر قيادية لا يجب مخالفتها " ارتدي ملابس مريحية..."
وقفت قمر فجأة وصمتت... حين قالت ريم بعجلة " انتظري دعيني اخبرك الخطة..."

وفي تمام الساعة العاشرة... جلست قمر بلباس بيتي تتصفح عبر الكمبيوتر اللوحي بعض رسومات الاشخاص الهاويين... تشرب القليل من القهوة المثلجة بين حين واخر يقابلها رامي الذي يحصى ميزانيه عمله... اما ريم كانت تحدث رائد على مقربه منهما وهي تبتسم بكل حب وطيور العشق تحلق فوقها... انهت المكالمة واغلقت هاتفها ثم اشارت من بعد الى قمر بأن تبدأ بالتنفيذ...
تركت قمر ما بيدها ثم قالت بهدوء " رامي..."
رامي وهو منشغل بعمله " اطلبي يا جميلة الجميلات.."
ابتمست بخجل وقالت " ما رأيك ان نلعب لعبة.."
" انا موافقة.." قالتها ريم بعد ان جلست
رفع رأسه وقال بحيرة " ماذا تريدين؟!"
قمر ببراءة " ان نلعب.."
ابتسم رامي وترك ما بيده " حسنا.. لك ما تريدين.."
صفقت ريم بيدها بحماس وقالت " ما رأيكم ان نلعب الكرة.."
شهقت قمر وقالت " انها للفتيان.."
ضحك كل من ريم ورامي.. وقال رامي " ولريم ايضا..."
ضربته ريم " اصمت.. وانت دائما تخسر امامي.."
لوى رامي شفتيه بضيق " حسنا.. ولكن لعب على الخفيف من اجل قمر.."
وبينما هم ينهضون قالت ريم " من اجل قمر ام من اجل عدم خسارتك.."
نظر اليها رامي بمعنى ان تصمت فلاذت بالصمت وذهب هو لاحضار الكرة... واشارت ريم لقمر بعلامه النصر فابتسمت قمر.. ثم همست ريم وهي تقترب منها " لا تنسي الخطة.."
اومأت قمر رأسها بانصياع..

" اذا هي بنا.." رامي ثم وضع الكرة تحت قدمه..
وخلال اللعب تتدحرج الكرة ما بين ريم وقمر ورامي.. حيث كان الفريق اثنان ضد واحد.. اي قمر وريم فريق ورامي فريق لوحده.. واستمر اللعب حتى دفع رامي الكرة بغير قصد باتجاه قمر...
لهثت قمر وقالت " لقد تعبت..."
ركع رامي ووضع يديه على ركبتيه " وانا ايضا.." وعقب جملته اذ بشيء يصتدم رأسه بقوة وتنطلق ضحكة الفتاتين معا... وضع يده على رأسه وهو يعتدل في وقفته ونظر اليهما ببلاهة ثم تحولت نظرته الى تحدي...
" هل هذا الذي تجازونني به..."
وضعت ريم ساعديها على خصرها بتحد ايضا وقالت بصراخ " هذا ما تستحقه.."
اشار اليها رامي بسبابته " ايتها الشريرة.."
ضحكت قمر ثم تبتعتها ريم فصرخ رامي " وانت يا قمر لقد اعلن الحرب بيننا..."
ثم ثنى قميصه الزيتي عن ساعديه وقلص صوله.. وقال وهو يسير مهددا " سترون الان.."

وبدأت بعدها الملاحقة.. يركض هو بكل قوته يحاول اصطياد احدهما ولكن كان خياره الاول والاخير ريم.. كانت الفتاتان تهربان يمينا وشمالا.. كل في اتجاه ورامي يتعمد سلوك الاتجاهين مععا.. تحاولان افرار.. ولكن ريم لوحدها من استطاعت وبقيت قمر في ساحة الحرب مع رامي..

" لقد بقيت وحدك وخانتك تلك الحمقاء.."
ازدردت قمر لعابها بصعوبه وقالت " انت ظيب القلب فلا.."
قاطعها وهو يسير ببطئ " ولكنك تستحقين.."
وتبدأ حرب الملاحقة من جديد يتخللها ضحكات من قمر وتحدٍ وتهديد من رامي اللذي يحاول الوصول اليها ولكنها تنجو بالفرار وريم تختبئ داخل المنزل تراقب الوضع بتأهب من خلال الشرفة المطلة على الحديقة...

تلهث قمر اخيرا عندما وصلت الى طريق شبه مسدود.. وصلت حيث البركة الدائرية الشكل.. والماء فيها يلمع من اشعه الشمس.. حيث وضعت قمر يدها على جبينها حتى تحجبها.. فقال رامي " هيا اخرجي.. يكفيكي.."
هزت رأسها نفيا " ستقتلني.."
ضحك رامي وقال " كفاك حماقة انتي الاخرى.."
سارت للخلف خطوة عندما تقدم رامي بضع خطوات.. فنهرها صارخا بحدة " قمر.. هيا.."
وما كاد ان ينطقها حتى سارت للخلف كم خطوة ثم صرخ رامي وهو يقترب اكثر " توخي الحذر..." وانطلقت صرخة منه تعبر عن الرعب عندما شاهد جسدها النحيل ينحدر الى الخلف وتسقط في البركة....





انتهى الفصل..

مقتطفات من القادم:

" تعرضت لنوبة قلبية.."

" للأسف انها في..." صمت قليلا.. ثم اكمل " سرطان الدم..."

" هذه خطيبتي ريم.."

" لقد ماتت.."

" انا هنا بجانبك.."

" انه والد قمر... ( زفر بحرارة) هو السبب.."

ولم تكن حالتها تسمح لها ان تنتبه الى السياره المسرعة القادمة نحوها...


طبعا ما بعرف متى الفصل القادم.. ولكن سأحاول ان اكتب به اجزاء صغيرة وبشكل سريع

دمتم بود





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-10-16, 09:55 PM   #29

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


\\


السلام عليكم
أخباركم؟؟

أولا بعتذر عن تأخري الذي بحجم السماء.. بس صراحة كان عندي ظروف وما قدرت اكتب كتير من الفصل.. بعتذر لانتظاركم الطويل وبتمنى تعذروني وتقدروا حالتي.. كنت بحاجة لفترة حتى استجمع افكاري بالفصل من جديد وما حبيت اطول عليككم اكتر كتبت جزء صغييير كتييير يعني نتووفه صغيرة... وبعتذر لانه قصير... بتمنى يرضيكم.. واسفة اذا كان في اخطاء..

قراءة ممتعة ^^


الفصل الخامس عشر

الظلام حاد كالسيف.. والحرارة شديدة كأنها وضعت في مشواة تلفظ أنفاساً حارة.. صوت حفيف الأشجار المخيف الذي يدب في النفس شعوراً بالفناء.. تركض بسرعة من بين الظلمات.. هل هي غابة؟؟ هي حقاً لا تدري.. تسمع صوت البوم على هيئة صوت أنثوي يتوعد ويهدد.. ازدردت لعابها بصعوبة مع رجفة أطرافها بل جسدها بأكمله تكاد تحاول تمييز ذلك الصوت... ولكن بلا جدوى فكأنه يأتي همساً من البعيد أو على هيئة أصوات متداخلة فيصنع خليطها ضجيجاً يكاد يثقب طبلة الأذن..
تركض بسرعة وأمامها الظلام وصوت لهيب من النار يأتي من البعيد.. تعثرت عدة مرات وفي المرة الأخيرة وهي تنهض نظرت إلى ذلك الشيء الذي يطاردها يبعد عنها مسافة ليست بقليلة ولا بعيدة.. كأنه شبح ناري ظهر من العدم.. أغرورقت عيونها بدموع الخوف واستدارت مسرعة في ركضها وانتفاضة جسدها ذعراً تظهر وهي تركض.. حتى سقطت على الأرض الطينية اللزجة التي أخذت تلتصق بجسدها كمادة اللصق فلا تستطيع إبعادها.. وضعت يدها على صدرها بتهالك شديد فلن تستطيع الركض بعد الآن.. وحيدة.. خائفة.. هشة.. ضعيفة كعادتها.. نظرت من بين دموعها في الأنحاء ولكن ذلك الشبح اختفى.. تنفست الصعداء وحاولت إزالة جسدها من ذلك الطين الذي تظن أنه يجذبها اليها أكثر فأكثر.. ولكن ما لبثت أن شهقت بقوة على إثر ذلك الصوت وما تبعه من صدى تردد حولها لمرات ومرات..
" ليتها تموت وأتخلص من عذابي.. كما تخلصت من والدتها.."
أخذت تبكي وتبكي انهيارا وضعفا.. انها حتى لا تستطيع ان تصمت ذلك الصدى.. صرخت بانهيار وشلالات دموعها تروي الأرضية الطينية من حولها فتقطعت أنفاسها..
أغلقت عيناها باستسلام لوحدتها.. لضعفها وانهمرت دموعها قوية تزلزل قلب ذلك الذي تسلل صوته الدافئ إلى مسامعها " ألم أقل لك لا تبكِ"؟
شعرت برعشة غريبة سرت في جسدها.. وكأن ذلك الصوت أتى من الجنة.. وكأنه السبيل إلى الحرية والفرار من الوحدة والضعف.. هو الملاذ والملجأ لجفاف دموعها.. وانهيار جبال الهم والحزن.. فتحت عيونها بأمل لرؤيته ولكنها رأت الظلام من جديد.. ولكن هذا الظلام مصحوبة برائحة زكية.. مع يدين كبلتا جسدها واحتضناها بدفء شديد..
" عندما تكونين بأمس الحاجة لأحد.. وفي أوقاتك العصيبة، تأكدي تماماً أن هنالك من سيقوم بحمايتك وإخراجك من حالك الحزين.. سأزيل دموعك المؤلمة وألقي بها بعيداً.."
شدت على قميصه ودفنت وجهها في صدره.. وكأنها تقول له " خذها من الآن لا تعيدها إلي.."
ابتسم بحنان ومسح على شعرها " سأكون بجانبك دائماً فلا تقلقي.. سأكون كحارسك وملاكك الذي يحميكِ.. سأكون دائما معك.. فإن لم أكن ممسكاً بيدك.. فأنا بقلبك.."
أومأت وهي تشعر بالراحة " أنت دائماً في قلبي.."
" لا تبكِ.. من بعد اليوم أخبريني إن احتجت درعاً حامياً لدموعك اللؤلئية.. فأرسم بريشة السحر ابتسامتك الأبدية.." صمت قليلاً ثم أردف " أعدك.."
وأعقب جملته بأن بدأ بالابتعاد.. وكأنه فك قيدها..حاولت الوقوف بسرعة قبل أن يبتعد ذلك الملاك الذي أتاها فلم يسعفها الوقت لامساك يده.. بدأت دموعها بالانهمار من جديد.. إنها تريد الأمان الذي سيطر عليها من قليل.. لا تريد لذلك الشخص أن يذهب..
جثى على ركبتيه ومسح دموعه بكلتا يديه وبصوت مختنق " أرجوك لا تبكِ.. أنا هنا.. بجانبك.."
هزت رأسها نفياً وبصوت مجهش بالبكاء خرج صوتها محملاً بالجراح " ابقى معي.."
احتضنها بهدوء وربت على ظهرها فاغلقت عيونها واتكأت على صدره تنعم بهذه اللحظة.. " أنتِ تسمعين صوتي..أليس كذلك؟!"
أومأت رأسها وعادت دموعها تتزاحم على وجنتيها فبللت قميصه ذو الرائحة الجميلة.. شد يديه حولها واعتصرها بين حناياه " إذاً حاولي كبت دموعك تلك.. فلم تعودي لوحدك بعد الآن.. سأكون معك دائماً..."
ابتسمت براحة كبيرة.. ثم فتحت عيونها ببطء شديد.. تراءى لها ذلك الشخص.. فقالت بصوت واهن باستغراب " مجد..."
بادلها الابتسامة التي تخترق بسهام الحب قلبها... قطبت جبينها ثم أغلقت عيونها براحة من جديد...

مع ابتسامة خفيفة نبعت من أعماق قلبها.. وعلى سرير أبيض اللون.. فتحت مقلتيها العسليتين تدريجيا.. رمشت عدة مرات حتى اختفت الرؤية الضبابية.. دارت بعيونها أرجاء المكان.. عقدت جبينها استغراباً.. فأبن هي!! انتقلت من ذلك الظلام الى غرفة بلون الأزرق السماوي.. تحيط بها رائحة غريبة.. وهناك ما يشعرها بوخز خفيف في يدها.. نظرت جيداً فهذه الغرفة الزرقاء والرائحة الغريبة وذلك الوخز من المغذي المتصل بيدها.. إذا هي خرجت من ذلك الحلم الجميل فاصطدمت بواقعها وهي بالمشفى...


" اذا استيقظ قمرنا الجميل..."
أومأت رأسها وابتسمت ثم تنهدت بملل و فغرت فاها مع شهقة خفيفة.. فهناك ألم اجتاح يدها عندما حاولت الاعتدال في جلستها..
تقدمت الممرضة بسرعة وقالت مطمأنة " مجرد كسر بسيط.."
قوست قمر فمها باستياء وبابتسامة تحدثت الممرضة وهي تساعدها بالجلوس " سيزول ألمه ولو بعد حين.."
أومأت قمر رأسها بهدوء ثم تسائلت عندما استدارت الممرضة مبتعدة عنها " ألا يوجد احد من عائلتي هنا..."
" جدتك ذهبت فقد تعبت.. أما البقية لا أعلم..." قالتها الممرضة ثم ابتسمت عائدة تحمل صينية الطعام " والآن وقت الطعام.."
تأففت قمر ثم قالت بامتعاض " لا شهية لي حقا.."
نظرت اليها الممرضة باستياء " ولكن انظري كم عظمك رقيق.. يجب عليك الغذاء.."
" ولكن..؟" قمر باعتراض..
وقبل ان تتفوه الممرضة بأي شي فتح الباب على مصارعيه ودخلت ريم بحنق " ما هذا اجلسي مع الذكور فستحصدين جنونا عقليا منهم.."
ضحكت قمر بخفة.. ثم تفوهت الممرضة مستنجدة " انا لم استطع الاقناع.." ثم اتجهت الى الخارج..
نظرت ريم الى الطعام ثم الى قمر بتحذير.. حيث اشارت لها الاخيرة بتقاسيم وجهها بمعنى انها لا تريد..
قالت ريم بضجر " ولكن حقا يا قمر.. لا تفقديني صوابي انتي الاخرى.."
قمر باصرار " ولكن حقا لا شهية لي.."
أومأت ريم رأسها باستخفاف " اذا ان فقدتي حاسة الشم لديك لا تقولي ما السبب.."
نظرت اليها قمر ببلاهة " كيف؟!"

" لا تصدقي هذه الحمقاء.. تحاول ان تكون مثقفة فقط.."
شدت ريم على قبضتيها ثم التفتت الى رامي بغضب ولكنه لم يعرها اي اهتمام فسار في طريقه مبتسما
" بالشفاء يا جميلة الجميلات.."
ابتسمت له قمر ثم قالت بانزعاج " ألن تكفا عن قلة العقل هذه؟!"
نظر اليها رامي باستهجان في حين أن ريم شهقت اثر جملتها.. ثم تبادلا النظرات اللاسعة نحو قمر التي ارتعدت وقالت " حسنا حسنا.. لم اقصد.."
ابتسم رامي وقال بغرور وهو يشير الى ريم " هذه من يجب نعتها بقلة العقل؟!"
صرخت بغضب " رامي.."
انطلقت ضحكة عفوية من قمر على مظهرهما الطفولي... في حين صدر صوت الممرضة الآتية من الخارج " لو سمحتم يرجى عدم الازعاج.." وكانت تشير بوجهها على تعابير لم تدركها قمر.. ولكن الزوج الآخر فهم المقصد من دخول الممرضة.. فلوت ريم فمها بضيق ثم همست لرامي " أنت السبب..."
وبذات النبرة قال رامي " بل أنتي.."
قالت قمر بانزعاج " اخرجا.. لقد سببتما لي الصداع.."
أخذت نفسا عميقا بعد خروج رامي وريم من الغرفة بعد شعورها بقليل من الاحراج بسبب صراخها المفاجئ.. وبعيدا عن شعور الندم استرخت على السرير فانها تشعر بقليل من التعب ولا شهية لها للأكل في هذا الوقت..فساعة الحائط كما يبدو لها تشير الى السادسة مساءً...مر طيفه أمام عيونها الناعسة المبحلقة بسقف الغرفة ثم ابتسمت تلقائيا وهي تستذكر الحلم الغريب الذي غزا نومها.. كيف لذلك الشيء الجميل أن يحتل كيانها بأكمله !! وكيف له أن يستقر في حلمها هل شوق قلبها ام بعثرة اجزاء ذاكرتها بالبحث عن ذكرياته.. انها حقا اشتاقت له اشتاقت لتلك العيون الحادة ولذلك السم القاتل أيضا.. اشتاقت له بحجم أنفاس العالم.. انها تنكر حبها وكل ذرة مشاعر تولدت سابقا في قلبها..ولكن تلك المشاعر التي دفنت في مقبرة حبها تأججت وخرجت هذا المساء..فمن بين تلك الاشجار الكثيفة الموحشة ومن بين الظلمات اضاعت طريقها حتى جاء ذلك النور واحتضنها بدفء أحضانه... أما آن له الخروج من أحلامها ويستقر هنا على أرض الواقع.. ألم يحن الوقت لتلك المسافة أن تقصر ،ولكوم الاشتياق الهائل أن يندثر!! أما حان لطيفك بأن يتبدد ويتحول الى شخصية تقف أمامي!!
وهل سيظل بعيدا ذلك الحديدي؟؟
تنهدت بتعب وأغلقت عيونها حتى تنام بسلام وتنعم براحة لجسدها بأكمله.. ولتبعد الشوائب الفكرية من عقلها.. والوضع هادئ هدوء الموت بالغرفة لا يشوبه أي صوت...
وعلى حين غرة بينما تحاول السفر الى نوم هانئ بطيفه من جديد كُسر حاجز الصمت المحيط بجدران الغرفة الزرقاء.. صوت انفتاح الباب.. ولم تمتلك القوة لفتح عيونها فشعورها بالتعب كفيل بهدم قدرتها بالحراك...
جاء صوت الممرضة من جديد تقول باستياء " ألم تتناولي طعامكِ؟!"
ثم تبع صوت الممرضة.. صوت ارتداد الباب دليل على اغلاقه..شعرت قمر بقليل من الانزعاج ولكن لم تعر الامر اي اهتمام فكما دخلت الغرفة ستخرج منها لا محالة.. استرخت اكثر في سريرها مع شعورها بقليل من الألم في يدها.. وحاولت ان تلتفت بجسدها الى الجهة الاخرى ولكن... صدرت تلك الرائحة الجميلة.. رائحة قريبة من القلب تعرفها حد المعرفة.... اخذت تحلل الرائحة وكأنها مسألة رياضيات معقدة.. تشابكت خيوطها بطريقة معقدة يصعب ايجاد حل لفكها حتى ذلك الصوت الذي خرج من العدم....
" أنا سأطعمها..."
فتحت عيونها على أشدها وهي تشعر بأن خلاياها العصبية متحفزة وتعمل باندفاع.. بل جعل ذلك الصوت كل خلية في جسدها تنتفض وعضله قلبها تثور وتضطرب.. لقد فقدت الشعور بجسدها انها حتى لا تسمع الا طنين ضربات قلبها العنيفة التي تتقاذف الخفقات بسرعة هائلة...
شعرت بذلك الشيء يسير ويتجه بطيفه نحوها.. ومع كل خطوة تسمعها من كعب حذائه تزدرد لعابها بصعوبة حتى جف حلقها...

ارتعدت اوصالها وكادت لشهقة ان تخرج من حنجرتها.. تسمرت في مكانها لا يقوى جسدها على الحراك تنظر بذهول الى تلك العيون الرمادية وتعلقت بها عيونها الناعسة...
هل ما تراه صحيح؟؟ ام انه صورة خيالية ترائت لها بسبب اشتياقها؟؟!
" لماذا لم تأكلي الطعام؟!"
ذاب قلبها وجمد الدم في عروقها.. ثم ترقرقت الدموع في عيونها.... واغلقت عيونها لتتلاشى تلك الصورة من أمامها.... لا تحتاج لكومة احزان بأن تجتاح كيانها بصورة خيالية توهمها عقلها لتستجد دموعها من جديد...

قطبت جبينها باستياء بعد ان جلست على المقاعد الخارجية في ممر المشفى... مرت دقيقة صمت تحاول فيها الوصول الى استنتاج ما ولكن أبت طرقات عقلها بالتفكير السليم..نفضت رأسها ثم تأففت.. وتبع ذلك تلك اليد الممدودة امام انظارها بكوب قهوة...
" شكرا لك.." قالتها ثم تناولت الكوب من يد رامي المعلقة بالهواء
جلس رامي بجانبها وقال باستغراب " ما بها الحمقاء؟!"
نظررت اليه ريم باستياء ثم " اتركني وشأني أرجوك.."
عقد جبينه استغرابا وشعر أن هناك شيء مهم تفكر به " أخبريني!! ربما استطيع مساعدتك؟!"
نظرت إليه بابتسامة أمل " حقا.."
أومأ رأسه بالايجاب ثم ارتشف القليل من قهوته..
" لندعي ان هناك مؤسسه ما.. كان يترأسها شخصين... مممم"
" اذا.."
اردفت بحزن " توفي احدهم.."
اعتلت تقاسيم وجه رامي الغرابة ثم قال " أكملي.."
" قبل وفاته كان رأس المال وكل شيء مقسم بالتساوي بينهما... وبعدها ( وهنا غلف نبرتها الحزن والحقد) ولكن الاخر استولى على كل شيء مع ان المتوفي قد ترك ماله وحصته بالمؤسسة لأولاده..."
اومأ رامي رأسه بتفهم ثم قال بعد ان اخذ كوب قهوتها ووضعه جانبا " تتحدثين عن رائد.."
نظرت اليه بهدوء ثم اجابت بمرارة " أجل.."
تحدث رامي بتفكير " تقولين ان والد رائد قد اوصى بانتقال املاكه الى رائد وعائلته.."
" أعتقد هذا.." قالتها بشك
"كيف؟!"
" اقصد انه ربما... هذا ما فهمته من كلام رائد انه والده اخبرهم قبل مدة من وفاته انه سينقل بعض الاسهم لهم ولكن اتته المنية.."
اومأ رأسه ثم قال " ربما لم يستطع تجهيز الاوراق اللازمة او ربما تم تسليم الحصص وكل شيء الى عمه ليتكفل امرهم.."
هزت رأسها نفيا وقالت باعتراض " لا اظن.. فكما فهمت انه جشع يحب نفسه كثيرا.."
حك ذقنه " تقولين أنه اخذ كل شيء باحتيال.."
اجابت ريم بتأكيد " أجل انا متأكدة..."
" ولكن لاثبات ذلك نحتاج الى دليل ما.. لا يجب ان نبني فرضياتنا على فراغ..."
تأففت ريم بضجر وقالت بقلة حيلة " وكيف ذلك... بالتأكيد رائد يرفض مواجهة عمه ومنافسته بذلك الامر.."
" ولكن لا يجب عليه الصمت على ذلك.." قالها رامي بعد استهجان تفكير رائد...

" من الذي لا يجب عليه الصمت؟!"
ابتسم رامي لكمال ونهض مصافحا اياه " ما الاخبار يا صديقي؟!"
اجابه كمال بابتسامة كبيرة " جيد جدا.. اتقدم بالعمل بشكل ممتاز.."
قالت ريم بابتسامة باهتة " هذا جيد.."
نظر اليها كمال بنصف ابتسامة بينما انطلق رنين هاتف رامي فاستأذن منهم مبتعدا..
" ماذا هناك ايتها الاميرة الحزينة؟!"
أخذت نفسا عميقا واغتصبت الابتسامة " لا شيء.. ما اخبارك؟!"
نظر اليها بشك ولكنه قال " بخير.. كيف حال قمر الان.."
" جيدة.. أفضل حالا.. سيتم تخريجها الليله.."
قال بهدوء " كأنك تحتاجين لاستنشاق الهواء.."
ابتسمت وقالت " اجل.."

نهضت من مكانها تاركة على مقعدها اشلاء من تفكيرها الذي كونته بخصوص رائد... وسارت بجانب كمال بهدوء شديد.. تشبك اصابعها صامته ولم تنبس ببنت شفه...
تساءل كمال بحيرة " ماذا هناك؟؟ تبدين مرهقة؟!"
هزت رأسها وقالت " لا شيء.. هنالك شيء عالق في ذهني فقط.."
هز رأسه متفهما إلحاحها عدم البوح.. ثم لمحها بطرف عينه تقف على ماكينة المياه المعدنية.. فتوجه واستند بجسده على الحائط..
" ما هي اخبارك مع رائد؟"
ارتشفت القليل من الماء ثم ابتسمت بحب.. منذ ان اعترفت له حتى اصبحا كالتوأم.. شخص بروح واحدة.. يتحادثان باستمرار.. عصفورا حب على اشجار العشق..
" انها جيدة.. فقط لو انه لا يشغل نفسه كثيرا بالعمل.."
"لكان شعر بالملل منك" قالها بمزاح
بادلته الابتسامة " هل لهذه الدرجة انا انسانة متطفلة..؟"
" فقط مع الاشخاص الذين تحبينهم.."
قهقهت بخفة وامالت شفتيها بسخرية... وبدت عليها الغرابة من تحول تقاسيم وجه كمال الى الانزعاج والاستياء...
نظر كمال اليها بغته وقال بهمس " هل نهرب؟!"
اتسعت عيونها " ماذا؟!"
نفض رأسه وقال وهو يمسك بيدها عنوة " هيا ولا تلفظي حرفا.."
نظرت الى تشابك يده بيدها باستنكار ولكن رفعت بصرها عندما تداخل على نظراتها صوت انثوي ينادي ب "كماال.."
وتحولت نظرة الاستنكار من على اليدين على مظهر تلك الفتاة...
" أهلا هنادي.."
قالت وهي تتجه ناحيتهم " ما اخبارك لك مدة غائب.."
" جيد.." قالها باقتضاب.. بينما همست ريم بخفوت " من هذه؟!"
قال كمال بنفس مستوى الصوت " معجبة؟!"
أومأت ريم رأسها وبسخرية " بالتأكيد.." ثم صوبت نظرها الى الفتاة التي بادلتها بنظره احتقار..
" ماذا تريدين؟!" كمال بهدوء وهو يقترب من ريم التي استغربت سبب تصرفه وما كان منها الا ان تبتسم بعدم فهم تنقل بصرها بينهما...
" ارى أنك ابتعدت عنا.." الفتاة وهي تنظر الى ريم من رأسها الى اخمض قدميها..
ابتسم كمال وهو ينظر الى ريم تحدث " اجل.. فقد تم عقد قراني.."
نظرت اليه ريم ببلاهة.. بينما احتقن وجه تلك الفتاة وقالت " حقا.. ومن هي التي امتلكت العيون الخضراء؟!"
وبردة فعل من ريم صوبت نظرها الى تلك الفتاة بعدم تصديق جرأتها.. ثم صعقت عندما تحدث كمال قائلاً وهو يشير اليها " هذه الفتاة الجميلة.."
ثم قال بسرعة حتى يتدارك الموقف ولا يظهر كذبه.. بسبب ريم حيث بدا عليها الاستغراب وعلامات المفاجئة تظهر على وجهها
" نسيت ان اعرفكم.. ريم هذه هنادي....هنادي هذه خطيبتي ريم..."
ابتسمت ريم بتوعد الى كمال بعد ان تحاملت على نفسها ثم نقلت بصرها مكرهة الى هنادي وقالت " سررت بالتعرف اليك.."

تنفس كمال الصعداء عندما ذهبت تلك الهنادي من امامه... ثم نظر الى ريم حيث يبدو عليها القليل من الغضب بسبب الموقف الذي حصل.. وقبل ان تخرج ريم قنابلها الموقوته تحدث كمال " حسنا.. تصرف احمق ولكن لم اكن استطيع فعل شيء لابعادها عني.."
" وما شأني انا... هل تركت الفتيات وحطت عينك علي.." ريم بانفعال
" كنتِ انت الوحيدة التي استطيع.."
قاطعته بغضب " حقا..." ثم بسخرية " يا ذو العيون الخضراء.."
" ريم حقا اعتذر ولكنها تلاحقني منذ فتره... ماذا افعل لأتخلص منها.."
قالت بعدم تصديق " تقوم بادخالي بلعبة سخيفة كهذه.."
" ذاتا لن تقابليها مرة اخرى.."
" اتمنى ذلك..." قالتها ثم رمقته بنظرات ملتهبة.. انها لا تريد لهذا الموقف ان يؤثر على علاقتها مع رائد.. تريد لعلاقه حبهما ان تبقى كماء نهر عذب.. كلوحة فنيه... لا تريد لأي شيء سخيف ان يعكر صفو العلاقه وخاصة سبب كهذا....
" سأحاول تفادي ما حصل... حقا انا متأسف.."
قالت بوعيد " اصلح هذا الخلل الذي احدثته.."
ثم توجهت في طريقها عائدة.. تلفحها رياح الغضب.. بينما وقف هو ينظر الى ظلها ويحك جبينه...


بدي توقعاتكم!!

بخصوص ريم واخر موقف حصل معها؟؟ وهل سيؤثر على علاقتها مع رائد؟؟ ام كانت هواجس من معرفة رائد بأي شكل كان ويفهم الموقف بطريقة خاطئة؟؟

قصة رائد مع عمه؟؟ هل سيحصل على حقه.. ام سيبقى في مصيدة الخوف من مواجهة عمه؟؟

وتوقعوا من عندكم كمان لأبطال الرواية..


دمتم بود
وبعتذر مرة أخرى لتقصيري في النشر والتأخر عليكم






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-10-16, 05:28 PM   #30

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


\\



الفصل السادس عشر


جاء صوته كلحن موسيقي يبعث في النفس شعوراً بالراحة والاطمئنان، تغريدة طير يحلق في السماء.. سيمفونية تدخل الى عالم العشق والغرام...... فتحت عيونها بعد ادراكها لوجوده في الحقيقة وليس خيالا وصورة وهميه كما اعتقدت... فتعلقت عيونها العسلية بتلك العيون الغائبة منذ مدة.. وكأن عيونه تلك المتاهة التي عادت للضياع فيها من جديد... وكأن عيونها تقطر عسلاً تأخذه الى عالم اللاوعي...
لوهلة هي لم تصدق اي شيء.. يقف امامها بعد غياب طويل... لم تدرك كيف الزمان نقله الى غرفتها.. كيف ومن أين ظهر؟؟... وبعيونها المتلهفة لرؤيه الحديدي تسمرت في مكانها غارقه بتلك العيون الفولاذية تذيب جبال ثلج الشوق والحنين... وظل رماد عيونه يرتشف من عسلها.. فقد عاد للغرق في بحر عيونها.. عاد ليسترق النظر الى اللوحة الفنية التي امامه.. عاد بكل مشاعره المتأججه.. بكل براكينه التي تفور.. بحمم شوقه وحبه البركانية.. عاد الى قمره من جديد..
ازدردت لعابها بتوتر عندما جلس بجانبها وسألها " لماذا لم تأكلي الطعام؟!"
بعثرت نظرها واجابت بتلعثم واضح " انا..لا.. فقط..." ثم صمتت وابعدت نظرها عنه.. عن ذلك الجمال المختلف..
لقد تغير مظهره اصبح وسيما واكثر جاذبيه فتلك الذقن التي نمت.. ذات الاشواك الخفيفه قد اضافت لمستها الفنية بابراز جماله.. اما شعره فقد سرحه بطريقة عصرية اظهرت من خلالها تقاسيم وجهه الحجرية..... وذلك الرماد المنطفئ بعيونه كأنه رواية أحداثها شيقة تبقى منسجما فيها تبحر في أعماقها... اغلقت عيونها للسيطرة على ضربات قلبها.. انها تشعر بتلك الطبول التي تقيم حفلا صاخبا في جسدها... تسترق السمع الى انفاسها المضطربة... وتحاول ترتيب فوضى عقلها ...
هل يا تراه سمع ضربات قلبها؟؟ هل لاحظ ارتباكها؟؟ رجفة اطرافها؟؟!

نهض من على السرير واتجه ناحية صينية الطعام.. والصمت يهب برياحه الهادئة في المكان.. ولا يتردد اي صوت الا الكم الهائل من خفقات القلوب.. والحكايا الصامتة من الشوق الكبير واللهفة.. ومشاعر غلفت المكان برائحة العشق....
أخذت نفسا عميقا للسيطرة على انفاعلات حبها الداخلية... تشعر بحركته في الغرفة ولكن لا تستطيع فتح عيونها والنظر.. لأن نظره واحدة اليه كفيلة بأن تعيدها للغرق فيه... وظلت تحاول السيطرة على مشاعرها المرتبكة مغلقة العينين غير مدركة لا يجول حولها حتى تلك اللحظة....
اجتاحته رغبة باطعامها... اصة عندما سمع الممرضة تتذمر بأنها لم تمس منه شيئا... فدخل الى الغرفة والقى بصوته الرجولي الآمر عليها...فهي طفلته الوحيدة التي نما حبها داخل قلبه بطريقة غريبة... وغزت ملامحها طرقات عقله... انها وطن الحب.. وطن العيش والاستقرار.. وطن شفائه من أوجاعه السابقة فهل من مهرب من الوطن؟؟!
تقدم ناحية السرير.. ووضع الطعام جانبا... التفت بجسده الحديدي ناحيتها ثم وقف يتأملها... بكل حب وشغف... بعيون مليئة بالشوق لتلك المخلوقة التي صنعت من الحلوى.. ابتسم بحب فشعرها الاسود يحيط بوجهها وتناثر حول بستان الورود الاحمر الذي زرع غلى وجهها.. مغمضة عيونها ويبدو عليها الخجل بعض الشيء... استجمع نفسه ثم تقدمت يده الى جسدها ناحية كتفها.. ولم يتوقع ردة فعلها اذ شهقت بقوة وفتحت عيونها بذعر... وكأن زلازالا ما قد اصابها.. وتيارات الكهرباء تجري مجراها في أنحاء جسدها.... وعواصف هوجاء تهب على قلبها... حيث لا يدرك هو أن لمسة واحده منه كفيلة باحداث تلك الفوضى في جسدها بأكمله ...
ابتسم لتصرفها الطفولي وقال " لا تخافي.. كل ما هنالك انك ستأكلين الطعام.."
نظرت اليه باستغراب ورمشت عده مرات..... ثم تفوهت بعدها ببطئ " كيف؟!"
تنهد " اولا اساعدك بالجلوس.. ثم اطعمك بيدي" ثم انحنى لتعديل جلستها..
شعرت بانقباض في معدتها وتوتر اطرافها.. وسيل من الكهرباء سرى انحاء جسدها عندما لامست يده جسدها.. ثم اصبحت في حالة اللاوعي تماما.. وكأن لمسته كمخدر ينسيها الشعور.. كمنوم مغناطيسي... ذهبت الى عالم تبقى فيه اسيره مع رجلها الحديدي...
" هل هذا جيد؟!" سألها بعد ان تركها وهو ينظر مباشرة الى عيونها..
اومأت رأسها بهدوء وقالت بصوت منخفض " شكرا لك.."
ابتسم وقال " ان تسمحين لي ساطعمك.. لأن الانسة ريم ليست هنا.."
لاحظ تلك النظرات المضطربة وتشابك أصابعها النحيلة وكأنها وقعت في ورطة ما ولا مفر منها الى اللجوء اليه.. كاد ان يخطو بخطواته متوجها الى الخارج ليستدعي ريم حتى لا تقع قمر في موقف حرج ومخجل بالنسبة لها... ولكنها تفوهت بهدوء بعد أن اخذت نفسا عميقا بعكس العاصفة التي هبت في داخلها
" حسنا.."
*******
نظرت بوجوم الى رامي الذي ابتسم بسخرية عندما اقبلت ناحيته.. ثم جلست بغضب وعقدت ساعديها ناحية صدرها ثم تنهدت بحرارة...
سألها رامي بعد ان جلس بجانبها "ماذا بها أميرة الحب حزينة؟!"
رمقته ثم قالت بانزعاج " هلا تصمت يا رامي.."
رفع احدى حاجبيه متعجبا ثم " هل ما زلتِ عالقة في موضوع رائد؟!"
زفرت بحرارة ثم قالت وهي تشد على قبضتيها " لا.. أجل..." ثم تأففت بضجر من تشويش عقلها فأومأ رامي رأسه...
وبعد دقيقة صمت تساءل رامي وهو يشير بعينه الى كمال الذي اقترب منهما..
" اذا.. ماذا فعل بك هذا الجميل؟!"
نظرت ريم بجفاء الى كمال وقالت باقتضاب " لا شيء.." ثم اعادت نظرها الى رامي وسألته بارتياب " هل هو بالداخل؟!"
اومأ رامي رأسه بهدوء فتنهدت ريم ووضعت يدها على رأسها " اذا ليس لنا فرار منه ومن غضبه.."
لوى رامي فمه ثم قال " ألم يكتفي صباحا من توبيخاته.."
ابتسمت ريم بسخرية ثم نهضت من مكانها وقالت بملل " لا..."
تساءل كمال كي يجذب انتباه ريم " الى اين؟!"
تجاهلته ريم واكملت سيرها فيما ابتسم رامي وقال " الى الغرفة..."،، نهض ببرود ثم اردف مستحثا كمال للسير " هيا بنا..."

قضمت من قطعه الخبز ثم ارتشفت الحساء بتوتر شديد وهي تبعثر نظراتها بين حين و آخر حتى لا تغرق في بحر عيونه الرمادية... ورائحة العشق الصامت تحيط بهم.. وعصافير الحب قد نصبت أعشاشها من جديد في قلب تلك اليتيمة وقلب ذاك المتحجر...كسر حاجز الصمت من بينهما بعد ان وضع الملعقة في الوعاء وتساءل بصوته الموسيقي " ما اخبارك؟!"
زمت شفتيها بارتباك ثم صوبت نظرها نحو يدها المجبرة " بخير.."
لاحظ نبرتها المغلفة بالبرود ولاحظ نظراتها الموجهة ناحية يدها فتنهد بتعب وشد على قبضته اليمنى... بينما هي رفعت رأسها بشجاعة وابتسمت له ابتسامة هادئة وقالت بامتنان
" شكرا لك لقد شبعت.."
اومأ رأسه مبعدا رماد عيونه عن عسل عيونها " لا شكر على واجب..."،، ثم نهض مبعدا صينية الطعام ووضعها جانبا... وعلى اثر ذلك دخل الثلاثي من الممر ريم بوجهها المتجهم ورامي وكمال بابتسامة السخرية والمزاح الغالب على شخصيتهما..
نظر اليهم الفولاذي وقال بابتسامة " اهلا كمال ما اخبارك؟!"
ابتسم كمال له ثم اقبل ناحيته.. بينما اتجهت ريم الى قمر وجلست بجانبها ويبدو عليها امارات الحزن والشتات... واما الشخصية المزاحية الثالثة.. فرامي ذهب وجلس على احدى الارائك متصفحا هاتفه المحمول بلا مبالاه...
تساءل كمال بعد ان صافح مجد بحرارة " متى عدت؟!"
القى مجد بطرف عينه على قمر ثم قال بابتسامة مجهولة المعنى " دعنا نقول البارحة.."
أومأ كمال رأسه " كيف هي فرنسا..؟!..."
أجابه مجد بطبعه الفولاذي " جيدة....."
وأكملا حديثهما بعد ان توجها وجلسا على الارائك.. فيما انتبهت قمر على حزن ريم فتسائلت
" ماذا هناك؟!"
نفضت ريم رأسها وقالت بابتسامه " لا شيء.. فقط..."
قاطعها صوت مجد " ربما لأنها كانت السبب في وقوعك... ( ثم نظر ناحية رامي) هي وذلك الاحمق.."
اطرقت ريم رأسها بحزن بينما رفع رامي عيناه عن هاتفه ثم نظر الى مجد.. ثم من بعدها ال قمر حينما قالت " لا داعي لكل ذلك الحزن..."
ابتسم رامي لها واشار الى مجد بعيون لا مبالية بمعنى " انظر.. لم يحصل شيء.." واعاد بصره الى هاتفه من جديد...
همست ريم وهي تقترب من قمر " حقا انا متأ.."
قاطعتها قمر بابتسامة " كفاكِ هراء...."
مطت ريم شفتيها بأسف " حقا اعتذر.. كانت فكرة سيئه للانتقام من ذلك الابله.."
هزت قمر رأسها وقالت باعتراض " حقا لا داعي لاعتذارك.."
" ولكن يجب الاعتذار مني؟!" قالها كمال بعد ان رفع حاجبيه بغرور..
نظرت اليه ريم بملل وقالت " لماذا؟!"
" بالتأكيد لأنك السبب في غياب ملاك الخير من العمل.. وستغيب الابتسامة عنا.."
كان رامي يسترق السمع لكل ما يجري من حوار ولم تكن له النية بالدخول في نقاش سخيف لن ينتهي ابدا... ولكن عند اخر جمله تحدث بها كمال.. رفع رأسه بتعجب واستنكار.. فرأى ريم تنظر الى كمال وكانها ستقتله فابتسم داخله بسخرية عليها.. بينما قمر ابتسمت بخجل وحياء ثم ما لبث ان تحول ذلك الاحمرار الى ان تطرق رأسها وتلعب باصابعها بتوتر شديد لوى شفتيه فيبدو انها لاحظت تلك النيران المشتعله في عيون مجد... فهل ستظل عيونها تسافر بعيدا بسبب عودة مجد؟!
عقد حاجبيه عندما وصل الى مسامعه نبرة التأفف من كمال حيث قال موجها كلامه الى قمر التي رفعت رأسها بعد ان قام بلفظ اسمها.. " هذا يعني ايضا انك لن تحضري دروس الرسم.."
اومأت قمر رأسها وقالت بحزن " للاسف.." ثم عادت الى فريق المستمعين بهدوء..

شد مجد قبضته ثم تسائل مبعدا جم غضبه " وكيف يسير العمل معك يا كمال؟!.."
تنهد كمال " لا ادري حقا.. انجزت عملا جيدا ولكن افتتاح المتجر يأخذ من وقتي.."
مجد بتفهم " يبدو ان هناك عرقله في الامر؟"
" أجل.. فمن جهة اعطي دروسا في الرسم ومن جهه اخرى عملي.."
اومأ مجد رأسه بتفهم.. ثم تدخل رامي بالنقاش بتهكم " هكذا هو عالم الاعمال.. عمل في عمل في عمل.."
" افضل من الجلوس ومغازلة الفتيات.." قالتها ريم بعد ان مدت احدى المجلات الى قمر ثم اخرجت لسانها كالاطفال
رامي بغرور " هنالك فتاة واحدة فقط الان.. ولا انوي ان ابدلها بأخرى..."
أومأت ريم رأسها بسخرية " بالتأكيد...." وعادت لتتصفح المجلة مع قمر بملل شديد
وبعد دقيقة صمت.. كان خلالها رامي على هاتفه يغازل احدى الفتيات يبتسم تارة وينزعج تارة اخرى.. وريم تقلب صفحات المجلة بملل شديد تبعثر نظرها على احرفها بشرودها المميت.. واما قمر تزدرد لعابها بين ثانية واخرى بسبب شعورها بسيل النظرات ذاك...
نظر كمال الى ساعة معصمه وقال بعد ان نهض " اعذروني يحتم علي الذهاب.. هنالك اعمال كثيفة بالغد.."
ثم نظر ناحية قمر وبابتسامة " لقد نجوت من اعمال الغد.. كان وقوعك توقيتا جيدا.."
اتسعت عينا ريم وقالت بصوت منخفض " بغيض.."
رفعت قمر رأسها بعد ان ضحكت داخلها على كلمة ريم وقالت بهدوء وتوتر " هنالك بعض الرسومات سأرسلها مع السائق.."
ابتسم كمال " حسنا.. الى اللقاء.."

تنهدت ريم وقالت " واخيرا رحل.."
" ما مشكلتك الجديدة معه؟!" تساءل مجد باستغراب
ريم باستياء " لقد عرفني على احدى معجباته بأنني مخطوبته.."
" امر عادي.. لطالما ساعدتني في ذلك.." رامي بعد ان وضع هاتفه في جيب بنطاله
" هذا كان سابقا..."
اومأ رامي " الموضوع يتمحور حلو رائد من جديد.."
تفوهت قمر بتردد " ولكن كمال... بالتأكيد مرغم هو ايضا على هذا الشيء..."
" لا ادري.." ريم بحيرة
تحدث مجد باستفزاز وقهر" يبدو انك تعرفين كمال جيدا.."
نظرت اليه قمر بمرارة وعتاب.. فها قد عاد للعبث في محتويات قلبها من جديد... ولكن افضل شيء لقلبها هو اهمال تصرفاته... فابعدت نظرها عنه بعد ان تحدث رامي " تعمل معه بالتاكيد تحفظ صفاته ظهرا عن وجه قلب.."
" هكذا اذا.." مجد بقهر داخلي...
تحدث رامي ممازحا " ولكنك تعشقين التمثيل ها قد أتتك الفرصه لاثبات مهاراتك الفنيه.."
لوت ريم شفتيها بضيق " التمثيل حلمي من الصغر ولكنه لم يتحقق..."
" جميعنا لدينا الاحلام التي لم تتحق بعد.." قمر بمرارة..
قال رامي قبل ان ينهض " ولكنك بدأت في تحقيقه يا قمر.. لا تسمحي لأي شيء بعرقلة طريقك.. حتى يدك المكسورة تلك..."
" دعك من هذا المجنون.." قالتها ريم بملل.. ثم تحدثت الى رامي الذي اقترب من الباب " رامي... ( التفت اليها فأكملت ) هل يمكنني استعارة هاتفك قليلا.."
" ألم أكن قبل ثانية من قائمة المجانين.." رامي مع رفع احدى حاجبيه
ابتسمت قمر لهما.. ثم نهضت ريم من مكانها متجهة حيث يقف هو " انت تعلم انني امازحك.."
تحدث مجد ببروده المعتاد " هل انتما دائما هكذا كالفأر والقطة.. كم تسببون الصداع!!"
اومأ راسه ثم تحدث " لم لا تأخذين هاتف شقيقك البارد.."
قالت ريم بضجر " ان كان معه بالطبع سآخذه ولكنك تعلم انه تعطل بسبب مساعدته لقمر صباح اليوم..."
وبعيدا عن جو المشاحنة بين ريم ورامي... التفتت قمر بحدة الى مجد الذي بدوره نظر اليها بعد ان تفوهت ريم بجملتها التي ترددت كصدى في اعماق قمر.. فتحركت خصلات شعرها القصيره مع دوران رأسها ناحية رجلها الحديدي.. فبدت كالقمر تماما في عيون مجد... أليس لكل امرأ نصيب من اسمه!! هكذا دار في عقل مجد الحجري.. نظر اليها وبشعرها الاسود الذي تطاير حول وجهها الجميل... انها حقا تشبه القمر كثيرا... وجهها المضيء ومن حوله خصلات مجعده من ظلام الليل الحالك....
لفحتها نسمة الحب من جديد.. وضربات قلبها اعلنت ثورتها.... تنظر بعدم تصديق الى تلك العيون المشعة المصوبة نحوها.. تجتاحها عاصفة من الاضطراب والتوتر.. عيونه المسلطة نحوها مباشرة تشعرها بأن الزمان توقف على هذه اللحظة الشاعرية.. وكأن حبه يتدفق كجريان الدم في عروقها... ولا يستطيع عقلها استيعاب أي شي... فهي في زمان وعالم مختلف عن الواقع... رائحة العشق تسيطر على المكان غارق هو ببحر العسل في عيونها الناعسة... وغارقة هي مبحرة في سفن عشقه الرمادية....

ما بين حاضرغرقت فيه قمر وما بين ماضي الامس الذي لم تكتشفه بعد.... وفي حاله الغرق في العيون وبعيدا عن الجو المليء بحب سري كشفته سطورنا ولم تكتشفه الحياة.... دعونا نذهب الى طائرة الذكريات ونحلق بين سحب عقل رجلنا الحديدي....
وطأت اقدامه أرض حبه... والقمر يسير في السماء السوداء بدرا مكتملا... ابتسم بشوق الى تلك الصغيرة التي حملت اسم القمر بل واخذت صفاته... اخذت كل تفكيره فرحلته اقتصرت عليها.. يفكر بها وحدها.. هل عند عودته ستكون مستيقظة؟؟ هل ما زالت تلك العادة السيئة ملتصقة بها فتستيقظ كل ليلة وتذهب الى مرسمها.. وهل سيكون الحظ حليفه هذه الليلة برؤيتها؟!
انتهت اسئلة عقله بوقوف سيارة الاجرة امام منزله... شعر بشيء غريب يستوطن قلبه فاعطى السائق اجرته ثم خرج واخذ حقائبه مسرعا مندفعا الى الداخل بقلبه الحامل تيارات الحب والشوق واللهفة لجميع من في البيت وخاصة لصغيرته الجميلة... هل يا تراها مستيقظة الى الان؟؟! يريد رؤيتها حتى يمتع قلبه المشتاق... منذ ان صعد طائرته من فرنسا وهي تتجول في طرقات عقله.. ولم يستطع ابعادها عن مخيلته...سيطرت عليه اللهفة لها... يتساءل داخله هل ما زالت كما هي.. تلك الفتاة البريئه كالطفلة..؟؟ هل ما زال شعرها المجعد يزين وجهها القمري؟؟!
ومع ظلام الليل الحالك كشعرها الذي يود استنشاق رحيقه دخل المنزل بمفتاحه الخاص.. وضع امتعته أرضا وجال بنظره في المكان... كان في حالة سكون وهدوء شديدين.. لا معنى لوجود الحياة فيه... فالجميع في سباتهم العميق.. ولكن ما زال الامر مستقرا في قلبه فقد تكون مستيقظة... فهلع مسرعا الى الاعلى.. شوقه وحبه وعاطفته جميعها تجر قدماه نحو مرسمها... ولكن خاب أمله عندما وطات أقدامه الطابق وكاد ان يسير في الممر ولكن لا مبعث للضوء من باب مرسمها... يبدو انها تنعم بنوم هانئ.. وقد لاقت الراحة في بعده وسفره عن المنزل.. فلا يوجد من يشبعها بلسانه السليط وكلامه المسموم...
عاد ادراجه الى غرفته مثقلا بتلك الخيبة.. خيبة الامل من لقاءها.... سار بهدوء شديد وعاصفة الحزن تهب على قلبه.. لا بأس فسيراها صباحا لا محاله وهكذا يضمحل الشوق الذي نما بقلبه طيلة ايام سفره... ابتسم بحب وهو يتهيأ في مخيلته صورتها امامه بعد عودته.. فهل تغيرت ام ظلت كما هي؟؟.. ثم ما لبث ان تلاشت التساؤلات عن عقله وعقد حاجبيه الحادين استغرابا.. فباب غرفته مفتوح ثلثه... ولكن الضوء مغلق.. يبدو ان احدى الخادمات قد تركته مفتوحا... او ان ريم اقتحمت غرفته مستغله غيابه... ابتسم بسخرية وهو ينفض رأسه بعد ان رجح الخيار الثاني...
دفع الباب بهدوء شديد.. وكله رغبة بالنوم بعد سفره لساعات متواصله بدون راحة ونوم بسبب صغيرته الجميلة... اغلق عيونه وفتحها بعدم تصديق هل تراءت له ام انها هي بجسدها تستقل سريره الاسود؟؟
ذلك الجسد الصغير المرمي على سريره.. بل انه ملاك انساني تجسد بكل معاني البراءة والجمال.. ابتسم من اعماق قلبه وهو يقترب منها..تلك الفتاة على هيئة طفل صغير تنام بأريحية وعمق... ابتسم بحب كبير وتدفق الشوق الى عيونه... فشعرها المجعد يتلألأ مع ضوء القمر المتسرب من نافذة الشرفة... رثى على قدمية ثم أخذت يده تمسح على شعرها بحنان... نبض قلبه حبا وشوقا.. واغلق عيونه للسيطرة على الفوضى الذي احدثها قلبه..
أخذ نفسا عميقا ثم اخرجه مع فتح عيونه فظهر الرماد الذي اشتقنا اليه... ثم ابعد يده عنا عندما لاحظ الاوراق الملونة الصغيرة بعضها في يدها والاخريات ملقيات على السرير بجانبها.. نهض من على الارض ثم اتجه ناحيتها واخذ ملاحظاته التي كتبها في فترات سابقة... وضعها جانبا ثم عاد وتأمل محبوبته الصغير ولم يدري ليلتها كم من المشاعر قد احاطت به وقد كونت غلافا سميكا على قلبه حتى يمنع اي عاصفة باردة بالمناص و الولوج اليه... ثم حملها واخذدها بين احضانه...لا اثر يدل انه يحملها الا انها بين يديه وكأنها كريشة صغيره طارت وحصطت بين يده لا يشعر بها الا بصورتها امامه.. وجال في ذهنه (كم هي خفيفة الوزن..)..
ابتسم لا شعوريا عندما لامس جزء من شعرها يده.. وعطره الفواح تخلل الى انفه فاستنشقه بحب كبير حتى ان عضلة قلبه سئمت من عدد الخفقات المستمرة وان عواطفه انحدرت عن جبلها الجليدي... كم أحبها وكم سيحبها؟؟ ستبقى تلك الفتاة التي احدثت الفوضى الغريبة والجميلة في الوقت نفسه... احدثت تيارات وانعكاسات في قلبه المتجمد.. كانت الشعلة التي اذابت جليد قلبه.. ومازالت تلك الفتاة التي تثير براكين حبه بنظرة واحدة اليها.. فهل يكون المرء جميلا حتى عندما ينام... يبدو انه نسي ان لكل امرئ من اسمه نصيب.... وهكذا هي قمر قلبه المعتم...
وضعها على سريرها وقام بوضع الغطاء المصنوع من القماش الخفيف بهدوء شديد.. مسح على شعرها وارسل قبلته الى جبينها ثم غادر الغرفة....


يتبع..




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:52 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.