السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
مساء الورد والعنبر والجوري حبيبتي .....
الفصلان رائعان جدا ومتميزان بكل مافيهما من احداث ومشاعر وأحاسيس "ما شاء الله تبارك الله" ..سلمت يداك على ما خطت وابدعت...كانا مليئان بالمشاعر والأحاسيس الجياشة...اسعدك الله دوما ووفقك الله و سدد خطاك .....دمتي مبدعة....
...
والآن نأتي للفصل الثامن والأربعون:
صمت عاجزة عن العثور على وصف مناسب لحالة فراس .. فالتوى فم الأخير بتهكم مرير وهو يقول :- كمن تلقى قبل أيام طعنة كادت تودي بحياته ؟؟ غريب .. ما كنت لأخمن هذا ..
قال فيردي بإحباط :- لن تخدعني فتتظاهر بأن ما يعتريك هو حالة فلسفية لرجل مر بتجربة الوشوك على الموت ... الأمر مختلف عن هذا وأنت تعرف ..
أتى فجأة صوت ساخط قادم من الباب وهو يقول :- هو رجل كان ليتلقى صفعة على مؤخرته كما كان يفعل عندما كان في الخامسة كلما أخفى عني شيئا ... لو أنني كنت قادرة على الوقوف على قدمي ...
يا إلهي كم انني متألمة لألمك فراس ...الحمدلله على سلامتك عزيزي...الم عجز مرارة هذا ما يشعر به الآن فراس بسبب أمان آه يا أمان مالذي تفعلينه يجب ان تفكري وتذهبِ لتكلمي فراس...اوه انها والدة فراس لا تقلقي عزيزتي انه قوي وسيعود لكم بالسلامة ولكن أيكون بقلب سليم ؟؟ام بقلب متألم حزين استر يارب...
.....
احمر وجهها بطريقة دفعت فراس للتقطيب اهتماما وهو يرى فيردي يقترب ليقف إلى جانبها فيحيط خصرها بذراعه .. بينما قالت أمه بتسلية :- ألم يخبرك فيردي بعد ؟؟ هو وجان باتا خطيبين الآن .. وسيتزوجا خلال أيام ..
رفع فراس حاجبيه وضحكة مستنكرة تفلت منه ... جان !! ... العنصرية كما كان فيردي يصفها ؟؟ والتي كان يفقد أعصابه كلما رآها ؟؟؟
نظر فيردي إلى وجه جان المتورد والعشق يطل من نظراته وهو يقول :- سنتزوج فور أن تقف على قدميك .. إذ أنك ستكون شاهدي يا فراس ... أنت ووالدك .. فور عودته مع ملاك ورامي ... الفرح سيعود إلى عائلة كورتومولوش مجددا ... أعدك بهذا ...
مبارك لكما عزيزاي ..لقد سعدت بهذا الخبر كثيرا...اتمنى لكما السعادة ...
.....
وهكذا بلمح البصر ... اختفت ضحكة فراس ... وغطت الظلمة نظراته ... مما جعل فيردي يندم على عرضه العاطفي بينما ابن شقيقته يعاني بصمت ...
تبا يا أمان ... إن كنت عاجزة عن منحه ما يريد ... ارحلي ... حرريه .. وغادري حياته إلى الأبد ...
قلبي الصغير لا يحتمل ألمك وحزنك فراس انت لا تستحق ذلك ابدا...نعم انا الآن معك بما تقوله فريدي ولكن لنأمل ولو بشيء بسيط أنها سوف تتحرك...
....
أحس بقلبه يرتعش وهو يشعر برجفة جسدها .. وهو يلمس اختناقة البكاء في صوتها ... رفع رأسه نحو والدته التي أدارت عينيها بسأم وهي تدخل مغلقة الباب ورائها ... ربماهي محقة .. ربما آن الأوان كي تتوقف الدراما التي قامت عليها حياته هو وليلى ..
نعم انت محق بذلك ويجب ان تضعا النقاط على والحروف لقد رأيت من نقصان وزنها انها ايضا تتألم من فراقك وتود لو انها تستطيع البوح بما يجول بخاطرها من مشاعر...
....
قربها منه .. وطبع قبلة رقيقة على جبينها كانت أعمق معنى .. وأكبر عاطفة من أي قبلة جامحة تبادلاها .. ثم قال بصوت أجش :- تعالي ... إلى بيتك .. وقصرك .. يا ليلى الشاعر ..
مناداته لها بهذا الاسم الذي أنكرته طويلا ... طويلا جدا ... جعل رجفة تسري عبر جسدها وهي تمنحه يدها أخيرا ... سائرة معه إلى داخل المنزل ... منزل آل شاعر ... منزلها
آه قلبي الملتاع عليكما ارتاح اخيرا...اتمنى لكما السعادة عزيزاي ولا يحدث شيء يعكر صفو حياتكما...
....
قال عندها لوالدته ببرود :- هزار ليست خطيبتي فحسب يا أمي ... هي زوجتي .. تعاني من مشاكل أم لا .. لا أحد .. لا أحد إطلاقا سيتمكن من إقناعي بالتخلي عنها حتى تخرجني هي من حياتها بإرادتها
اتمنى بالفعل ان تتقبل رؤيتك ولا تلم اخيها انه يخاف عليه كثيرا وانا أعلم انك تتألم من صد اخيها لك ولكن لنأمل خيراً...
....
أغمضت هزار عينيها في أول استجابة تلقاها أسرار ... لا .. لم تكن تلك إغماضة عادية ... ناتجة عن التعب أو النعاس ... لقد كانت إغماضة شخص يحاول حجب ذكرى .. بينما كانت أصابعها تتحرك تلقائيا مداعبة الخاتم الذهبي المحيط ببنصرها بدون تركيز ..
مشاعر هزار بهذه اللحظة لا اعلم ماهي فعلا ولكن بما انها لم تخلع ذلك الخاتم وانها تأثرت عندما نطق بأسم عزيز فهذا معناه ولنقل انها بدواخل قلبها انها تريد رؤيته وبنفس الوقت لا تريد رؤيته ....فمالذي ستفعلينه ياترى؟؟..
....
قال متوترا :- أهذا يعني أنك ستخبريني عنها ؟؟
بدا عليها التردد .. والارتباك .. والألم ... ثم تمتمت :- من أول خطوات الشفاء هي الاعتراف بالمرض ... ربما بحديثي إليك عن كل شيء .. قد أثبت لنفسي بأنني قد شفيت حقا ..
ثم نظرت حولها في الشارع الهاديء ... حيث يمكن لأي عابر سماع حديثهما قبل أن تقول :- لم لا نذهب إلى مكان يحظى بشيء من الخصوصية ..
انا متيقنة عندما يعلم الحقيقة لن يتوانا عن استرداد هزار مهما كلفه الثمن لذلك...هذه امنيتي...
....
قالت أسرار بحدة :- هذا غير صحيح ... توقفي أنت وهمام عن معاملتها كمعاقة ... هزار صامتة لأنها ترفض الحديث لا أكثر .. لا لأنها مجنونة ... كما أنني لا أفهم ما الذي يظن همام أنه يجنيه بمنع عزيز عن رؤيتها .. هو خطيبها بحق الله ... بل هو زوجها ...
حديثك جدا رائع وانا معك بكل ما قلته ...
...
سارت بثبات وتصميم نحو سيارته ... حيث كان هو الآخر يجلس خلف المقود .. إلا أنه بدا غافلا تماما عن اقترابها .. إذ كنت تظراته شاخصة في الفراغ ... وجهه شاحب .. وملامحه ....... تعسة تماما ..
انتفض عندما انتزعته من شروده بطرقها على النافذة النصف مفتوحة للمقعد المجاور للسائق .. فاعتلى التوتر ملامحه وهو ينزل زجاج النافذة تماما كي تتمكن من أن تطل برأسها عبره وهي تقول بحزم :- إلى أي حد أنت يائس لرؤية خطيبتك ؟؟؟
هيييييه مرحى واخيرا ....ملامح الشحوب الذي تعتلي وجهه تدل انه علم كل ماحدث مع هزار ...مالذي ستفعله عزيز هل ستأخذ الفرصة التي اتتك على طبق من فضة ...نعم اعتقد ذلك..
...
والآن نأتي للفصل التاسع والأربعون:
إذ أن هناك خطيبة محتجزة في برجها العالي تنتظر أن يتمكن من الوصول إليها ... وسيفعل في النهاية مهما كلفه الأمر
كما قلت سابقا لن يتوانا عن استرداد هزار...قلبي معك عزيز...اعلم انك متألم من كل التجريح والإهانات التي كنت تلقيها على مسامع هزار ولكنك تستطيع ان تمحي كل تلك الأمور عندما تكون بجانب هزار ولا تهتم إلا بها وبحمايتها عندها هي سوف تعود لك....
...
تدفقت دموعها بدون تحفظ هذه المرة وهي تقول ممسكة به ... ساحبه إياه بين أحضانها بقوة وهي تقول :- أبدا ... أبدا لن أتركك .. أبدا لن أبعدك عن عيني مجددا ... أبدا أبدا ..
تشبث بها بقوة وهو يسمح لها بأن تطبق القبلات فوق رأسه .. وجنتيه .. عينيه .. رقبته .. تستنشق رائحته التي طال انتظارها إليه .. وهي تعي بقهر الطريقة التي كان يلمسها هو فيها وكأنه يتأكد من أنها حقيقية .. من أنها لم تكن وهما ... ضمته إليها وهي تنظر إلى والدها من فوق رأسه .. لتضبطه وهو يمسح دموعه هو الآخر تأثرا وارتياحا وهي تكرر :- لن يأخذك مني أحد ... أي أحد من جديد .
يا إلهي كم تأثرت وبكيت معها ..الحمدلله الى سلامة طفلك ملاك...لقد صبرت ونلت عزيزتي الغالية ...مشاعر ملاك بهذه اللحظة عدم التصديق والسعادة والفرحة الشديدين يا الله كيف يكون شعور الأم عندما تلتقي بفلذة كبدها بعد طول فراق...انني سعيدة من اجلكما عزيزتي...
....
هو لن يسامحها أبدا .... أبدا على خيانتها لثقته ... وهي ابدا لن تسامح نفسها على تعريضها إياه للخطر ..
كيف لها أن تبقى هنا .. في بيته .. قريبا منه .. على هذه الحالة ؟؟؟
دون أن تجد إجابة عن تساؤلاتها اليائسة ... عادت أمان للبكاء ...
يا إلهي أمان فكري قليلا اعلم انك خائفة جدا ولكن يجب ان تذهبي أولا وتعتذري منه ومن بعدها قولي له كل ما يجول بخاطرك هذا هو أفضل حل....هيا تحركي لا تتركي أي دقيقة واذهبي إليه أرجوووك...أفعلي كل ما تستطيعين بعدها اذرفي دموعك على الأطلال ..يا إلهي تحركي ...
....
لماذا كانت تبث رهبة غريبة داخله ؟؟ هذه الفتاة ... تخيفه ... وهو لا يعرف حتى ما يمكن أن يخيفه بفتاة صغيرة ونحيلة كهذه ... هي لا تبدو حتى أكبر من هزار إطلاقا ..
تأملته مفكرة وهي تقول :- أنت تعرف بأن الذنب لم يكن ذنبك ..
شحب وجه عزيز بينما رفعت فارديا رأسها هاتفة بحدة :- غروب ...
اوه اهلا اهلا بعزيزتاي غروب و فارديا لقد اشتقت لكما كثيرا جدا....وسعيدة انكما بخير...
....
لم تر غروب وجه فارديا يفقد ألوانه والمعنى يخترق عقلها أخيرا .. إذ غادرت المتجر وابتسامة واسعة تملأ وجهها وقد أنهت ما جاءت لأجله .. لتلحق بموعدها مع نضال ... زوجها وحبيبها منذ أشهر قليلة ... لتخبره هي الأخرى عن الرمانة التي كانت تحملها هي ذاتها بين أحشائها ...
مبارك لكما عزيزاتي ...يا إلهي كم اشتقت لكما ...وسعيدة جدا جدا لسعادتكما...واتمنى ان تستمر دوما...
....
هزت أسرار كتفيها قائلة :- أين الجديد في هذا ... لطالما كنت مجنونة ... واستثمار شيء من جنوني هذا لأجل هزار يعتبر عملا نبيلا ...
نظرت نوار من فوق كتفها إلى باب المطبخ وهي تقول :- إن عرف همام بما تخططين له ... غضب بشدة ..
ارتسمت ابتسامة خبيثة على وجه أسرار وهي تقول :- أنت تعنين ما نخطط له ... إذ أنك وعدت بمساعدتي ..
على الفور تجاوز عزيز البوابة ... ودخل برفقتها إلى داخل المنزل وهو يقول بأنفاسه المتلاحقة :- وفقا لمعرفتي القصيرة بقائد ... من الأفضل لأسرار ألا يعرف بأنها كانت تكذب طوال الوقت وهي تثير جزعهم بهذا الشكل ...
ضحكت وهي تقول :- وفقا لمعرفتي الطويلة بقائد ... هو سرعان ما سيعرف ... وسيستمتع كثيرا بمعاقبتها على كذبتها هذه ..
ههههههههههههه لقد ضحكت كثيرا جدا اه ما اجمل ما تفعلينه أسرار انت ونوار من أجل هزار واتمنى ان يكون ذا نفع لها...
متشوقة لما سيحدث من حوار بين عزيز وهزار...
....
وقال بحنان :- اشتقت إليك يا أمان ... وإلى ردود أفعالك هذه التي دائما تبقيني متحفزا .. إجابة عن سؤالك ... لقد أرسلني والدك هذه المرة محملا بأخبار جيدة ... الرجل الذي حاول إيذائك في المرة الأخيرة قد اعتقل أخيرا ... ومن بعده تمت عدة اعتقالات لبعض الأشخاص المهمين الذين تبين أنهم كانوا يتزعمون تلك العصابة التي كنت تلاحقينها في الجامعة فلاحقتك في المقابل ..
خفق قلبها وهي تنظر إليه قائلة من بين أنفاسها :- ماذا ... ماذا تقصد يا عصام ؟؟
:- ما أقصده هو أنني قد جئت لأخذك يا أمان ... أنا هنا كي أعيدك إلى الوطن أخيرا ...
الحمدلله انه تم القبض عليهم يستحقون اشد العقاب على ما فعلوه...
لاااااا أماان أرجوك لا تتركي زوجك وتذهبي أرجوك فكري قبل ان تذهبي مع عصام ...استر يارب...فراس لا يستحق كل هذا آه قلبي الصغير...
....
وانتهى الفصلان الاكثر من رائعان ومتشوقة لمعرفة المزيد والمزيد من الأحداث..
وفي الانتظار بشوووق وحماس كبيرين للفصل القادم...
تحياتي وودي وقبلاتي لك..
:ts_012::ts_012::ts_012::ts_012::ts_012: