04-12-15, 10:01 PM
| #21 | ||||
 
|  الفصل العاشر :أحتاج إليك.. جارفٌ حُزني كمَدِّ حائرٌ في الخَطْبِ رُشْدي لا تَلُمْ وَجْدَ فُؤادي قد فقَدتُّ اليومَ جَدِّي اروی سعيد المالكي جلسنا أنا وستيف أمام التلفاز بعد أن صلينا العشاء.. كان ستيف يقلب القنوات بضجر :اففف ماهذا الملل .. أما أنا كنت أحاول جاهداً مقاومة النوم.. وحين بدأت أدخل بالنوم أستيقضت علی اثر وسادة القاها ستيف علی وجهي بقوة.. استيقضت بفزع وصرخت:اففف ستيف أنا متعب حقا -اذهب...اذهب للنوم ...طلبت منك الجلوس لتسليتي ..لا النوم بجانبي..افففف...قاتل المرح.. -حسناً تصبح علی خير نظر الي بغضب.. سألته ببلاهة:ماذا.. -لاشيء ..نم ..نم أيها الكسول.. دخلت الی غرفتي واغلقت الباب ..القيت بجسدي المنهك علی السرير...تخيلت وجه ستيف الان..لم استطع منع نفسي من الضحك:هههه ...قاتل المرح كنت أود الجلوس معه ولكنني لا أجد وقتاً للراحه...في الصباح أكون في الجامعة...وفي المساء اذهب للعمل.. أما في عطلة نهاية الاسبوع اذهب للمركز الاسلامي لأتعلم العربية وقراءة القرآن. .. سمعت صوت هاتفي يرن:يا الهي لقد نسيته في غرفة الجلوس...لا اريد النهوض الآن ...سأتصل عليه فيما بعد. . صرخ ستيف :جوووون هاتفك يرن اففف لقد وجدها ستيف فرصة لايقاضي:لا ترد أريد أن أنام.. ولكن ماهي الا ثوان قبل أن يفتح ستيف الباب بقوه.. جلست بغضب:اوووووف ستيف أخبرتك انني أريد أن أنام.. قال ستيف وهو يتوجه نحو السرير:ولكن جدك هو المتصل.. قفزت من السرير بسرعة وأخذت الهاتف من يده:ماذا!!. اشتقت إليه كثيرا ...لم اسمع صوته منذ ثلاث سنوات...حاولت الاتصال به كثيراً. ولكنه لم يكن يرد.. أجبت بلهفة ومسحت الدموع التي بدأت تنزل من عيني:جدي؟ -مرحباً هل أنت السيد جون بدأت أنتفض بخوف وسألت بشك:نعم..ااا..أين جدي؟؟ كنت أدعوا الله في قلبي أن لا يصدق توقعي...لست مستعداً لفقده الآن...ليس وهو غاضب مني… -لقد تعرض جدك لأزمة قلبية...في الحقيقة وضعه حرج جداً. .لقد استيقض قبل قليل وبدأ يردد اسمك...إنه يريد رؤيتك... همست:حسناً أشكرك كثيراً -العفو. . اغلقت الهاتف وجلست علی السرير وبدأت بالبكاء.. جلس ستيف الی جانبي:جون مالذي حصل..جون. . مسحت دموعي ووقفت:يجب أن أذهب الی اشلاند..الآن.. -جون مالذي تقوله..ان المسافة من هنا تستغرق خمس ساعات علی الأقل.. -يجب أن أذهب الآن...جدي يموت ياستيف. ..طلب رؤيتي...لا أريده أن يموت وهو غاضب مني.. -حسناً أنا أتفهمك ولكن الوقت متأخر الآن انتظر حتی الصباح..حسناً. . سجدت بسرعة ودعوت الله من كل قلبي:أرجوك يا الهي..لا أريده أن يموت قبل أن أراه...أرجوك. . الساعة التاسعة صباحاً-اشلاند وصلت الی المشفی أخيراً. ..توجهت نحو الغرفة التي يبقی بها جدي… فتحت الباب بهدوء...اقتربت منه والدموع تتزاحم في عيني.. مالذي فعلته به..لقد نقص وزنه بشكل ملحوظ.. الاسلاك تحيط به من كل مكان...وجهاز الاكسجين موجود علی فمه.. التفت نحوي واشار الي أن أقترب.. جلست بحانبه..وقبلت يده..وما إن لامست يده شفتي حتی انفجرت بالبكاء..كم اشتقت للمسته الدافئة. .. بدأ يقول بصوت يملأه التعب :جوني….لا....تبكي...سامحني يابني….سامحني ازداد بكائي...اشتقت لصوته كثيرا قلت بصوت متهدجً: أنا من يجب عليه الاعتذار...اشتقت اليك كثيراً ياجدي...كثيرا. ...أشعر بالوحدة بدونك أرجوك لاتتركني… شعرت بلمسته الدافئة علی وجنتي وهو يحاول أن يمسح دموعي.. نظرت إلى عينيه...يبدو متعبا جداً. ..أعتقد أنه يحتضر… كنت بموقف صعب جداً. ..أخاف أن أحدثه عن الإسلام فتزداد حالته سوءاً. ..لكن..إن لم أخبره سأندم طوال عمري… أغمضت عيني وأخذت نفسا عميقا...يا الله...ساعدني...ماذا أفعل….ألهمني… نظرت الی يده كان يمسك بيدي بقوه ...وكأنني طفل صغير يخاف عليه من الضياع. .قبلت يده بهدوء. .ثم نظرت الی عينيه.. قلت بتردد:جدي أريد أن أقول شيئاً... إن لم أقله ...لن أستطيع مسامحة نفسي أبداً. . أومأ برأسه بالايجاب.. اغمضت عيني ثم نظرت الی الارض وقلت بتردد: جدي هل تعلم...يوم القيامة ...حين يقف العبد أمام الميزان...ويرى كفة السيئات قد رجحت علی الحسنات...يشعر العبد باليأس...ثم يأتی ببطاقة صغيرة...ينظر إليها العبد ويقول مالذي ستفعله بطاقة أمام هذه السجلات...ولكن حين توضع ترجح كفة الحسنات..بسبب كلمة واحدة فقط. .أتعلم ماهي.. نظرت إليه..أمسك يدي بقوة وكأنه يستحثني علی الكلام… ابتلعت ريقي وقلت بخوف:فقط إن قلت لا إله إلا الله مؤمناً بها من كل قلبك.. نظرت إليه بسرعة خوفاً من ردة فعله..ولكنه لم يبدي أية ردة فعل...نظرت إلی الأرض بيأس لن أتكلم أكثر ما علي إلا البلاغ.. وصل إلی مسامعي صوته المتعب: لا...إله... إلا….الله نظرت إليه بصدمة...أغلقت عيني وفتحتها عدة مرات هل تراني أتوهم.. لكن لا إنه فعلاً يرددها..أغلق عينيه وبدأ يرددها مرة تلو الأخری.. بدأت الدموع تنزل من عيني ...ولكنها في هذه المرة..كانت دموع الفرح..هل أنا أحلم… كلا إنه فعلا يرددها.. كنت أشعر بفرحة غامرة إنه أجمل من حلم...إنه مستمر بترديدها… مسحت دموعي بفرح:الحمد لله. .الحمد لله…. قبلت يده ورأسه بفرح:الحمد لله ..الحمد لله...أشكرك يا الهي.. -لو سمحت ياسيدي....يجب أن يرتاح المريض الآن… -حسناً. . نظرت الی جدي:جدي سآتي في المساء اتفقنا.. أومأ برأسه بالايجاب.. قبلت رأسه بهدوء وخرجت...أشعر بفرحة كبيرة… ولكن ما إن خرجت من غرفته حتی تلاشت ابتسامتي.. ربما قالها من أجلي فقط… هو لم يفهم معناها فالأصل....نعم قالها من أجلي….لم يرد أن يحزنني.. نظرت إلی غرفته بحزن….يا الله ارحم جدي.. عدت الی المنزل...ودخلت غرفة جدي وجدتي ..ألقيت بنفسي علی السرير بحثاً عن الراحة...رائحتهما لاتزال في هذا الفراش...كنت مرهقا من أثر السفر...أغمضت عيني ونمت بهدوء… . . . فتحت عيني بتثاقل.. كم مضی من الوقت علی نومي. ..نظرت إلی الساعة:إنها الساعة الثانية...يا الهي صلاة الظهر .. وقفت مسرعا وتوجهت للحمام...بعد أن انتهيت من الصلاة..هممت بالخروج...سأذهب لاكل شيئا ثم اذهب لزيارة جدي.. لاحظت غرفة المكتب مفتوحة..دخلت إليها..ونظرت الی مكتب جدي...كان مليئا بالكتب..توجهت نحوه وجلست علی الكرسي...وجدت صورتي وقت تخرجي علی المكتب.. مالذي أتی بها إلی هنا..ألم تكن بغرفتي.. شعرت بالفرح..إذا جدي لم ينسني...كان يفتقدني هو أيضاً. . نظرت إلی الكتب الموجودة وكانت الصدمة… كانت جميعها كتب تسيء للرسول محمد صلی الله عليه وسلم. .بدأت أقلبها بصدمة..لا ..لا… لماذا كان جدي يقرأ هذه الكتب.. ولكن ما اثار انتباهي هو وجود كتاب كتب من شخص مسلم..كتب بها سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم بعنوان…(هل محمد رسول كاذب.؟؟) بدأت أتصفحه...كان أسلوبه مقنعاً وسلساً… لفت نظري الی وجود آيات في الكتاب المقدس ..تبشر بالنبي صلی الله عليه وسلم.. ثم بدأ يذكر المواقف التي مرت بالنبي صلى الله عليه وسلم وكيف أن تصرفه معها يثبت كونه نبي.. وأحد أكثر المواقف التي أثرت في نفسي..حين مات ابنه ابراهيم… حيث مات وهو لم يتجاوز السنتان..لقد أحبه الرسول صلى الله عليه وسلم حبا جما.. حين مات كسفت الشمس...بدأ المسلمون يقولون أن الشمس كسفت حزناً علی موت ابن الرسول صلى الله عليه وسلم. .لكن ماقاله النبي صلى الله عليه وسلم كان مدهشا !!! إن لم يكن محمد صلى الله عليه وسلم نبي سيكون إما كاذب أو مجنون تخيل معي أن هذا الموقف قد حدث لشخص كاذب...ألن يستغل الموقف ويقول أنها كسفت فعلاً لأجل ابنه وأن هذا دليل علی نبوته.. حسنا لننتقل للخيار الثاني..إن كان مجنونا. .وسمع الناس يقولون هذا...ألن يصدق فعلاً أنها كسفت لأجل ابنه حقا. . ولكن رده كان مثيرا للاعجاب!! قال حبيبي صلی الله عليه وسلم (( إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر الله وإلى الصلاة)).. ياااه ماهذه العظمة حتی في أصعب موقف عند موت ابنه قام بتعلميهم صلاة الخسوف.. مسحت دمعة نزلت من عيني بسرعة..أتمنی أن يكون جدي قد قرأ هذا الكتاب حقاً. . نظرت إلی الساعة ..يا إلهي إنها الرابعة...لقد تأخرت..انشغلت بقراءة الكتاب.. خرجت وأخذت الكتاب معي أريد أن أكمله فيما بعد.. وصلت الی المشفی..دخلت إلی غرفته...كان نائما...توضأت وبدأت أصلي العصر...بعد أن أنهيت صلاتي ...نظرت إليه ...وجدته ينظر إلي بهدوء.. توجهت نحوه وقبلت رأسه:كيف حالك الآن ياجدي.. وصلني صوته الضعيف:جوني.. الكلمات..لقد...نسيتها.. -أي كلمات -هذا...الصباح.. هل يقصد الشهادة ياتری… قلت بتردد:لا إله إلا الله؟ ؟ اومأ برأسه بالأيجاب.. زفرت بضيق:جدي هل تعرف ماذا تعني هذه الكلمات..إنها تعني الا تعبد إلا إله واحد… إنها تعني أن يسوع عبد لله ورسوله… إنها تعني أن تؤمن بأن محمد رسول لله.. إنها تعني أن تكون مسلماً.. نظرت إلی عينيه وهمست:هل مازلت تريد قولها… أومأ برأسه بالايجاب.. شعرت بفرحة غامرة..وبدأت أبكي بفرح ... -حسنا ياجدي هيا ردد خلفي… بدأت أردد الشهادة وهو يرددها خلفي مراراً وتكراراً. ..بقينا علی هذه الحال نصف ساعة تقريباً. . وبعدها أغمض جدي عينه بسلام... -هل تريد النوم ياجدي.. أومأ برأسه.. -حسنأ أنا سأذهب لأشتري شيئا آكله ثم أعود.. خرجت من غرفته وتوجهت نحو الحديقة المجاورة للمشفی.. أكلت قليلاً ثم أخرجت الكتاب وتابعت القراءة اعجبني الكتاب كثيرا ...لفت نظري إلی أشياء كثيرة لم أكن أعلمها عن حياة الرسول صلى الله عليه وسلم... نظرت إلی الساعة ..مرت ساعة تقريباً منذ تركت جدي..ربما استيقظ الان.. عدت إلی غرفته ولكني فوجئت بخروج كم من الاطباء من غرفته. . -مالامر مالذي حدث هل جدي بخير.. نظر الي الطبيب وقال بأسی:للأسف بذلنا كل مابوسعنا ولكن المريض قد فارق الحياة...تعازي. كان الموقف أكبر من أن أصدقه..كنت مصدوما جداً…. -ههه مالذي تقوله لقد كنت معه منذ قليل...انه بخير.. تجاهلني وأكمل طريقه..جلست بجوار غرفته بصدمة تحجرت الدموع في عيني..شعرت بإنني غريب ووحيد جدا في هذا العالم… لا...لا يمكن أن يتركني هو أيضاً...مستحيل.. أخرجت هاتفي ونظرت لرقم والدي..أو الذي يسمي نفسه والدي… تأملت الشاشة بهدوء..وعدت للماضي البعيد.. ******************* قبل ست سنوات أمام قبر والدتي.. كنت حزيناً جداً. ..كان الجيران والاصدقاء يقومون بتعزيتي.. تقدم نحوي ببطء وقال بشك :جون؟ نظرت إليه :نعم.. عفواً لم أتعرف عليك… احتضنني بشدة وبدأ بالبكاء… امسك وجهي بيديه وبدأ يتأملني.. نظرت إلی جدي باستنكار.. ولكن ماقاله جدي كان صاعقا.. -جون انه والدك.. نظرت إليه بصدمة ...دفعته بقوه وصرخت بأعلی صوتي :إبتعد عني لا اريد رؤيتك.. -جون ياعزيزي أنا والدك.. -أنا ليس لدي أب أتفهم أبي مات.. -ولكن.. وضعت يدي علی اذني ونظرت إليه والدموع تملأ عيني:لا أريد أن أسمعك...انتظرتك كثيراً. ..ولم تأتي ..أما الآن لم أعد أحتاجك أتفهم...لم أعد أحتاجك. .. ************************** مسحت دمعة متمردة نزلت من عيني ثم أرسلت له رسالة : (أحتاج إليك).. وماهي الا دقائق قبل أن يرن هاتفي معلناً مكالمة منه.. أجبت ووضعت السماعة علی أذني.. -جون...هل أنت بخير..بني ...رد علي مالذي حدث.. أجبت بصوت هامس:تعال الی مشفى*** ثم أغلقت الهاتف قبل أن أسمع رده… لن يأتي..أعلم أنه لن يأتي.. طلبت منه هذا في لحظة ضعف.. إنه لا يريدني...تخلی عني حين كنت في أمس حاجتي إليه.. هل سيأتي الآن؟ كنت ما أزال مصدوما...أشعر أنني بكابوس سأستيقظ منه في أي لحظة.. بعد نصف ساعة تقريبا وصلني صوته وهو يناديني :جون..مالذي حدث.. نظرت إليه..كان يقف أمامي تماماً ..قلت بصوت مرتجف: لقد مات جدي….مات...مات.. جدي أنا ...لقد...لقد….مات… يقولون أنه...مات.. هل تصدق...هذا...مات...مات وضع يده علی كتفي:ششش اهدأ يابني -أقول لك انه مات...مات… أتفهم...لقد...مات.. احتضني بشدة:ارجوك اهدأ يابني لاتفعل هذا بنفسك.. شعرت بشعور غريب..وبدأت أبكي كطفل صغير… -آآآآه...لقد مات جدي يا أبي ….مات وتركني...مات وتركني… أصبحت وحيداً الآن….مات جدي… -اششش لا تقل هذا يابني أنا بجانبك اهدأ أرجوك...لن أتركك وحدك أبدأ. -مات جدي يا أبي….مات جدي.. -اهدأ يابني أرجوك...إنا لله وإنا إليه راجعون...إنا لله وإنا إليه راجعون. .. **************** مر أسبوع علی وفاة جدي عدت بالأمس بعد أن دفنته في مقابر المسلمين.. خرجت من غرفتي بسرعة ...قاصداً كلية العلوم...إنها السابعة والربع الآن...أرجو أن لا تكون قد توقفت عن القراءة بعد...أحتاج لسماع صوتها… صحيح أنني أصبحت أستمع إلی العديد من القراء...ولكن ..حين أشعر بالحزن...أری نفسي وبدون أن أشعر ألجأ لكلية العلوم لسماع صوتها..أستمع إليها حتی أشعر بالراحة ثم ابتعد بهدوء دون أن تشعر.. فصوتها فقط يشفي جراحي...صوتها فقط يبدد آلامي...صوتها فقط هو ما يذكرني باليوم الذي أعلنت فيه إسلامي.. واليوم أنا أحوج ما أكون لسماع صوتها...صحيح أنني أشعر بالحزن لوفاة جدي...ولكن ما قاله أبي...زاد حزني أضعافا مضاعفة...أنا أتألم كثيراً. .. وصلت إلی الممر...الحمد لله مازالت تقرأ.. جلست في الممر وأسندت رأسي علی جدار المبنی وأغمضت عيني لاستمع إليها بهدوء.. شعرت بالدموع الحارقة علی وجنتي… ولكن الصوت توقف...لا أرجوك ليس الان..واصلي القراءة.. شعرت بها تقف أمامي ..قلت بصوت متهدج:أكملي القراءة أرجوك...أرجوك أكملي...لا تتوقفي.. قالت بصوت هامس:جون ما لأمر لماذا تبكي ؟.. فتحت عيني وجدتها تقف أمامي..نظرت إلی عينيها وهمست:اشتقت إليك... | ||||
|  |
|
05-12-15, 02:45 PM
| #22 | ||||
| الفصل الحادي عشر :طال الانتظار... بكيت وهل بكاء القلب يجدي؟ فراق أحبّتي وحنين وجدي فما معنى الحياة إذا افترقنا؟ وهل يجدي النّحيب فلست أدري فلا التذكار يرحمني فأنسى ولا الأشواق تتركني لنومي فراق أحبّتي كم هزّ وجدي وحتّى لقاءهم سأظلّ أبكي كانت تنظر إلي بدهشة...لا أعتقد أنها سمعتني..هذا أفضل..لو أنها سمعتني كانت ستبتعد فوراً. . -جون مالأمر هل هناك مشكلة؟ ******************** قبل أسبوع-اشلاند جلست علی احد الكراسي في ممر المستشفی...ذهب أبي ليقوم بالاجراءات اللازمة لاستلام الجثة.. -خذ يابني . رفعت نظري نحوه...كان أبي يحمل بيده كوبا من الماء.. جلس بجانبي ووضع يده علی كتفي:لقد انهيت كل شيء...سنقوم بإجراءات الدفن في صباح الغد.. اخذت الكوب من يده وهمست:شكراً… رن هاتفه...نظر الی الشاشة :انها زوجتي لابد أنها تريد الاطمئنان عليك.. وقف وهو يكلمها وابتعد عن نظري.. نظرت إلى الكوب بيدي بتفكير..لقد قال أننا سننهي اجراءات الدفن في صباح الغد.. ولكن..جدي قد أسلم قبل أن يموت...يجب أن يتم غسله ودفنه في مقابر المسلمين.. يجب أن أخبر أبي بهذا .ولكن ...هل سيتقبل أمر اسلامي؟؟ لايهم حتی لو لم يتقبل هذا...لم أعد صغيرا..أستطيع الاعتماد علی نفسي الآن.. عاد أبي للوقوف أمامي:بني هيا لنذهب للمنزل ...لابد أنك تشعر بالتعب الآن.. نظرت إليه بحزن:أبي يجب أن أخبرك شيئاً -مالأمر يابني . زفرت بعمق:جدي ...لقد أسلم قبل أن يموت أريده أن يدفن في مقابر المسلمين . لم يرد...كانت ملامح الصدمة بادية علی وجهه.. تابعت حديثي: وأنا أيضاً لقد أسلمت منذ ثلاث سنوت.. بدأت الدموع تتزاحم في عينيه:بني هل أنت جاد...هل أسلمت؟؟ أومأت برأسي.. -وجدك...جدك...هل أسلم هو أيضاً؟ ؟ -نعم لقد ردد الشهادة خلفي قبل أن يموت.. قلتها واغلقت عيني في اتتظار ردة فعله.. لابد أنه سيتبرأ مني الآن… تردد إلی مسامعي صوته المتهدج:الحمد لله... الحمدلله. . فتحت عيني ونظرت إليه بصدمة...كان يمسح دموعه وهو يحمد الله… جلس بجانبي وهو يحتظنني بشدة:الحمد لله .. الحمد لله أما أنا...فقد كنت مصدوما. ..لم أتوقع أن تكون هذه ردة فعله...مالذي يحدث...هل أبي مسلم؟؟؟ نظر إلی عيني. وبدأ يتحسس وجهي بحنان وهمس:هل تعلم كم أسعدتني بهذا الخبر ياجون.. سألته بصدمة:أبي… هل أنت مسلم؟؟؟ نظر إلي باستنكار:لماذا...ألم تكن تعلم..أنا مسلم من قبل أن تولد..ألا تعرف سبب افتراقي عن والدتك.. أومأت برأسي بالنفي.. نظر إلی الأرض ..أطلق زفرة عميقة وقال:أسلمت بعد زواجي بأمك بنحو شهرين.. وحين أخبرتها بذلك غضبت كثيرا...كما أن جدك وجدتك لم يتقبلوا هذا الامر ابداً… كان الاسلام من وجهة نظرهم عبارة عن دين همجي يحرض علی القتل.. حاولت التفاهم معها ولكنها لم تستمع إلي لقد قالت لي..إن بقيت علی هذا الدين لن أبقی معك في هذا المنزل.. أخبرتها أنني لن أترك الإسلام أبداً. . وحين اسيقظت في الصباح التالي..لم اجدها.. اتصلت علی بيت جدك فأخبرني بأنها لم تعد تريد العيش معي..وطلب مني أن لا أعاود الاتصال مرة أخری.. أخفت عني حقيقة حملها...تزوجت من امرأة مسلمة و أكملت حياتي..إلی أن اتصل جدك قبل ست سنوات. . نظر إلي وعيناه ممتلأتان بالدموع:أخبرني وقتها أن والدتك توفيت وقال لي..يجب أن تأتي ابنك يحتاج إليك.. حين رأيتك بذلك اليوم عزمت أن أخذك للعيش معي ..ولكنك رفضت التحدث إلي.. مسح دمعة سقطت من عينه بسرعة:جون أنا لم أكن أعلم أن لدي ابن قبل ذلك اليوم… كان بعدك عني يعذبني...ظننت أنك تكرهني بسبب إسلامي. .أصبحت أدعو الله في كل يوم أن يشرح صدرك للاسلام .. وضع يده علی كتفي:الحمد لله لقد استجاب الله لدعائي.. لم أرد...كان الموقف أصعب من أن أصدقه.. كلا انه يكذب..انه يريد أن يبرر خطأه... أبعدت يده بهدوء:هيا لنذهب للمنزل.. ابتعدت عنه بسرعة.. لا أريد رؤيته...لابد أنه يكذب... هل يظن أني سأسامحه إن كذب علي بهذه الطريقة.. كلا أنه مخطئ.. لقد ازداد كرهي له... كيف فكر أن يبرر خطأه بهذه الطريقة المقززة!! يريدني أن أحقد على والدتي؟؟ من المستحيل أن تفعل أمي هذا بي...لن تكذب علي أبداً...مستحيل.. إنه هو من تخلى عني...قال انه لايريدني..هذا ماقالته والدتي.. بقي أبي بجانبي طوال هذا الاسبوع ...أما أنا لم أكن أتحدث إليه...كنت اتعامل معه ببرود.. رغم أني تأكدت من كونه مسلماً..ولكني لم أتمكن من مسامحته.. لقد فقدت الثقة في كل من حولي.. لا أريد أن أتحدث أبداً… ******************* وقفت ومسحت دموعي..تراجعت بخطواتها إلی الخلف.. -إيمي ..هل تذكرين في اليوم الذي أسلمت به...وقتها قلت لك ...لوأن أمي وجدتي علموا عن الاسلام من قبل .. لكان ألمي أخف.. بصوت مختنق :تبين أنني كنت مخطئاً ...ألمي الآن أشد.. .. أخذت نفسا عميقاً:حين أخبرت والدي بإسلامي ظننت أنه سيتبرأ مني .. لم اكن سأحزن كثيراً ..فقد اعتدت الوحدة… بكيت: ولكنه أخذ يحمد الله وهو يبكي.. هل تصدقين هذا كان والدي مسلماً قبل أن أولد!! لقد خدعت من أقرب الناس لقلبي… أحببتهم أكثر من نفسي ولكنهم كذبوا علي بكل سهولة.. حرموني من ابي.. أصبحت أشك بكل من حولي.. لا أستطيع الثقة بأحد بعد الآن.. تمنيت أنني لم أعرف الحقيقة...لقد كرهتهم جميعاً نظرت إلی الأرض بحزن.. -معرفة الحقيقة المرة خير من العيش في مرارتها دائما… رفعت نظري إليها.. - قد تحتاج الكثير من الوقت لتتعافى من وقع الصدمة على روحك لكن في النهاية ستتعداها وتسمو فوق الجراح اخذت نفسا عميقاً:أتمنی ذلك… مسحت دموعي وتابعت الحديث:ايمي هل علم والدك بإسلامك؟ تزاحمت الدموع في عينيها ونظرت إلی الأرض بحزن:كلا… -ايمي يجب أن تخبريه..لاتفقدي الأمل هل تعلمين لقد أسلم جدي… رفعت نظرها نحوي:حقاً. . -نعم لقد فقدت الامل في إسلامه ولكن رحمة الله واسعة.. زفرت بعمق:أنا مضطرة لاخباره فبعد شهر..سأعود لمصر..إن رآني بحجابي سيفهم..لقد قررت هذا.. إن تبرأ مني سألجأ لأخي.. شعرت بالخوف من فكرة فقدانها قلت باندفاع:كلا لاتذهبي.. مسحت دموعها ونظرت الي:ماذا؟؟ قلت بتردد:ايمي لقد أخبرتني ذات مرة أن كل ماكتب لنا في هذه الحياة خير .. فكرت كثيراً مالخير في تأخر إسلامي رغم أنني ولدت لأب مسلم .. نظرت إلی عينيها :وقتها أدركت أنني لو كنت مسلماً من قبل لما تعرفت إليك… إيمي.. هل تقبلين الزواج بي؟؟ نظرت إلي بصدمة .. تابعت بسرعة:انتظري لحظة لا تتعجلي الاجابة..فكري بالأمر جيداً بدأت بالبكاء:آسفة ياجون ولكني لا أجرأ أنا أخبر أهلي بإسلامي ..فضلاً عن اخبارهم بأني سأتزوج من شخص مسلم..سامحني لا أستطيع.. -انتظري ارجوك فكري بالامر جيدا..اتخذي قرارك بهدوء.. أما أنا فسأنتظرك هنا كل صباح..إذا قدمتي إلی هنا سأفهم أنك موافقه..حسناً؟ أومأت برأسها بالايجاب ثم أشاحت بنظرها عني وأسرعت بخطواتها إلی أن ابتعدت عن نظري.. ********************** كنت أمشي مع ستيف باتجاه المسجد لنصلي العشاء.. كان ستيف يتحدث الي طوال الطريق.. ولكني لم أكن أستمع إليه..كنت أفكر بها.. -هي جون..جون.. التفت إليه:مالأمر. . كان ينظر إلي بغضب:لم تكن تستمع إلي أليس كذلك.. -آسف ياستيف ولكني لا أستطيع التركيز بأي شيء.. -لماذا مالأمر.. ابتسمت بخجل:لقد طلبت يد إيمي للزواج .. نظر إلي بابتسامة خبيثه:اووووه جون هل أنت جاد.. أومأت برأسي.. -ههههه هذا حدث تاريخي ستخبرني بالتفاصيل حين نعود للغرفة حسنا -هههه يا الهي كيف سأتخلص منك الان.. -في أحلامك فقط ياعزيزي.. عدنا الی الغرفة بعد انتهاء الصلاة.. جلسنا علی الأريكة وبدأ ستيف بالاستجواب.. -هيا هيا ..أخبرني التفاصيل..أين قابلتها...ماذا قلت لها...وماهو ردها قلت بإحراج:ااا..كنت أشعر بالضيق فذهبت الی هناك لاتحدث معها.. كان ستيف ينظر الي باهتمام:ثم؟ -ثم تكلمت معها قليلاً وبكيت..وتحدثت هي أيضاً وقالت انها ستعود لبلدها وبكت...فقلت لها هل تقبلين الزواج بي..فقط… قلتها ثم ابتسمت برضی نظر ستيف إلي بإحباط:فقط -نعم.. -جون هل أنت جاد… -نعم مالأمر.. -يا الهي الهمني الصبر..مالذي فعلته يارجل. . -ماذا؟ -هل تسمي هذا عرض زواج..أتعلم لو كنت مكانها لن أوافق أبدأ نظرت اليه بغضب:لماذا -لحظه هل وافقت؟ -لم ترد قلت لها انني سأنتظر جوابها.. -طبعاً لن ترد..هل كنت بكامل قواك العقليه وأنت تطلب منها هذا..هل تدرك مالذي فعلته.. -ماذا.. -في عرض الزواج يقوم الاشخاص الطبيعيين بتقديم خاتم الخطبة...يذهب معها لمكان هادئ وجميل..ويقول لها بابتسامة:آنستي هل تقبلين الزواج بي؟ -ههههه ماهذه السخافة لا اظن أن هذا الامر يهمها. . -اضحك اضحك ايها السخيف...تذهب للبكاء أمام الفتاة ثم تطلبها للزواج.. حتی عند طلب الزواج تبكي… لافائدة منك حقاً. … أربع سنوات وأنا أحاول أن أعلمك الضحك ولكن لا فائدة … أنا الان اعلنك رسمياً قاتل للمرح.. نظرت اليه باحباط:هل الامر سيء لهذه الدرجة.. -أسوأ مما تتخيل ..لقد أفسدت كل شيء يارجل.. -افف ستيف ماذا أفعل الان.. -كان عليك أن تخبرني قبل أن تكلمها اما الان فقد انتهی الامر.. -اففف ..لا تقل هذا بدأت أشعر بالاحباط.. -حسناً حسناً ..سأصمت ******************** أصبحت أذهب كل يوم لكلية العلوم انتظر قدومها...ولكنها لم تعد تأتي….فهمت وقتها أنها رفضت عرضي..شعرت بالاحباط في البداية ولكني تقبلت الأمر الآن .. أتمنی لها التوفيق.. أخيراً أتی يوم التخرج.. اتصلت علی والدي بالأمس وطلبت منه القدوم.. قررت أن أفتح معه صفحة جديدة.. فما حدث لم يكن خطأه.. فتح ستيف الباب بحماس:جون ألم تجهز بعد سنتأخر.. -هيا لنذهب.. مشينا معا باتجاه الجامعة … جلسنا علی المدرجات. .. وبعد انتهاء الحفل بدأوا بتكريم الطلاب.. -السيد جون باركر.. توجهت نحو المسرح لاستلام شهادتي.. وقف أبي وهو يلوح لي بحماس. وحين عدت لمقعدي جلست بصمت.. التفت ستيف نحوي:مبارك يا جون.. لم أرد….كنت محبطا...لقد رأيتها….نظرت إليها ولكنها تجاهلتني. . كانت تقف بجوار والدها.. يبدو أنه تقبل أمر إسلامها. .سعدت لأجلها كثيرا… ولكن لا أعلم شعرت بالحزن...فأنا لن أتمكن من رؤيتها مجدداً. . -جون مابك هل تبكي؟؟ مسحت دموعي بسرعة:كلا لا أبكي -جون مالأمر.. -قلت لك لاشيء يا ستيف..كل ما في الأمر أنني تمنيت أن يراني جدي اليوم.. وقفت بسرعة:سأذهب للحمام خرجت من القاعة وتوجهت لكلية العلوم .. جلست تحت الشجرة حيث كانت تجلس دائماً. . سأشتاق لهذا المكان كثيراً. ..سأشتاق إليها.. هل سأتمكن من نسيانها؟؟ أتمنی هذا من كل قلبي... | ||||
|
| |
|
05-12-15, 03:18 PM
| #24 | ||||||||
| مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء  
| الف مبروك انتهاء الرواية ليا تودة بتعليق مفصل بعد الانتهاء من قراءتها بالتوفيق ان شاء الله | ||||||||
|
| |
|
05-12-15, 03:47 PM
| #25 | ||||
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اليوم بحمد الله اكتملت فصول روايتي اتمنى من كل قلبي ان تكون قد نالت على اعجابكم كانت هذه اول تجربة لي في الكتابة لم أتخيل يوماً أن أطرح رواية خاصة بي رغم أني من عشاق قراءة الروايات ولكن في فترة من حياتي توقفت عن قراءتها لانها كانت من وجهة نظري مضيعة للوقت إلى أن قرأت في أحد المرات عبارة لشخص يقول فيها أن الرواية هي مكتبة ثقافية صغيرة تنقل بها أفكارك للقارئ بطريقة ممتعة وهذا كان هدفي الاساسي من طرح الرواية تمنيت ان ارى بعض التعليقات لتوجهني للارتقاء بروايتي نحو الافضل ولكن ما شجعني على اكمال روايتي رغم عدم وجود تفاعل يذكر أني اود ايصال رسالة واتمنى من كل قلبي ان اكون قد وفقت بايصالها ان كان هناك شخص واحد قد استفاد من روايتي سأكون في قمة السعادة اشكركم جميعاً كل ودي واحترامي | ||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
13Likes
.png)
العرض العادي
