جدائلكِ في حلمي (3) .. *مميزة و مكتملة* سلسلة قوارير العطّار

[سيلاسادن]

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 161 ( الأعضاء 87 والزوار 74)
‏سيلاسادن, ‏مالي عزا من دونك, ‏nanash, ‏lina eltayeb, ‏NARNORA, ‏ice.princess, ‏بيبوبن, ‏غير عن كل البشر, ‏انين قلب مجروح, ‏احلام حزينة, ‏جميلة الجميلات, ‏طلبه عفوك, ‏نهى سيد, ‏امانى منجى, ‏smeha, ‏cadbury chocolate, ‏دموع عذراء, ‏hadb, ‏الأسيرة بأفكارها, ‏نسمة نيسان, ‏Layl mohammad, ‏زهرة مغتربة, ‏umryum, ‏ام سليم المراعبه, ‏إم ليان, ‏Bisho roze, ‏صبا., ‏عبيركك, ‏yasser20, ‏za.zaza, ‏Electron, ‏عاشقه الرحمن, ‏hadelosh, ‏شيماء شريف, ‏sosoangle, ‏أشتاقك أمي, ‏ندى طيبة, ‏Ana dodo, ‏Roro2005, ‏مها الخليل, ‏métallurgier, ‏رحيل الامل, ‏جعلنى عاشقه, ‏safy mostafa, ‏جيسكان, ‏البتول عبد الله, ‏nouriya, ‏حنان ياسمين, ‏nodas, ‏mayna123, ‏الروح الهائمه, ‏صمت الهجير, ‏Totooولا أحلا, ‏مسره الجوريه, ‏الجميله2, ‏loly8, ‏الفجر الخجول, ‏voyageur, ‏زهرة الكاميلي, ‏AyOyaT, ‏غروري مصدره أهلي, ‏رااما, ‏Roro adam, ‏hope 21, ‏anna dayob, ‏littlebee, ‏Zainab AF, ‏Nor sy, ‏رهفة, ‏لؤلؤة الحزن, ‏لوجين 65, ‏سحر الحياة, ‏Eman Tarek, ‏Diego Sando, ‏زهره محروس, ‏زينب12, ‏noof11, ‏KHALLOUDA, ‏ندى المطر, ‏fattima2020, ‏خفوق انفاس, ‏ساندي بيل22, ‏زهرة الكاميليا4

[plalk]

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

[سيلاسادن]

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 175 ( الأعضاء 88 والزوار 87)
‏سيلاسادن, ‏بعثرة ذات, ‏nanash, ‏مالي عزا من دونك, ‏غير عن كل البشر, ‏NARNORA, ‏plalk, ‏بيبوبن, ‏انين قلب مجروح, ‏lina eltayeb, ‏ice.princess, ‏احلام حزينة, ‏جميلة الجميلات, ‏طلبه عفوك, ‏نهى سيد, ‏امانى منجى, ‏smeha, ‏cadbury chocolate, ‏دموع عذراء, ‏hadb, ‏الأسيرة بأفكارها, ‏نسمة نيسان, ‏Layl mohammad, ‏زهرة مغتربة, ‏umryum, ‏ام سليم المراعبه, ‏إم ليان, ‏Bisho roze, ‏صبا., ‏عبيركك, ‏yasser20, ‏za.zaza, ‏Electron, ‏عاشقه الرحمن, ‏hadelosh, ‏شيماء شريف, ‏sosoangle, ‏أشتاقك أمي, ‏ندى طيبة, ‏Ana dodo, ‏Roro2005, ‏مها الخليل, ‏métallurgier, ‏رحيل الامل, ‏جعلنى عاشقه, ‏safy mostafa, ‏جيسكان, ‏البتول عبد الله, ‏nouriya, ‏حنان ياسمين, ‏nodas, ‏mayna123, ‏الروح الهائمه, ‏صمت الهجير, ‏Totooولا أحلا, ‏مسره الجوريه, ‏الجميله2, ‏loly8, ‏الفجر الخجول, ‏voyageur, ‏زهرة الكاميلي, ‏AyOyaT, ‏غروري مصدره أهلي, ‏رااما, ‏Roro adam, ‏hope 21, ‏anna dayob, ‏littlebee, ‏Zainab AF, ‏Nor sy, ‏رهفة, ‏لؤلؤة الحزن, ‏لوجين 65, ‏سحر الحياة, ‏Eman Tarek, ‏Diego Sando, ‏زهره محروس, ‏زينب12, ‏noof11, ‏KHALLOUDA, ‏ندى المطر, ‏fattima2020, ‏خفوق انفاس, ‏ساندي بيل22, ‏زهرة الكاميليا4

[رهفة]

تسجيل حضوووورر

[عبيركك]

[IMG]الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 211 ( الأعضاء 91 والزوار 120 [IMG]‏عبيركك, ‏Bo33, ‏reem fleur, ‏رهفة, ‏صبا., ‏مسره الجوريه+, ‏modyblue, ‏Sarah sone+, ‏احلام حزينة, ‏Diego Sando, ‏انين قلب مجروح, ‏lola kok, ‏sosoangle, ‏دموع عذراء, ‏lina eltayeb, ‏ملك الشبح, ‏um habiba, ‏Electron, ‏الأسيرة بأفكارها, ‏noha 3, ‏وروووود, ‏بعثرة ذات, ‏hadelosh, ‏سيلاسادن, ‏plalk, ‏métallurgier, ‏nanash, ‏غير عن كل البشر, ‏NARNORA, ‏بيبوبن, ‏ice.princess, ‏جميلة الجميلات, ‏طلبه عفوك, ‏نهى سيد, ‏امانى منجى, ‏smeha, ‏cadbury chocolate, ‏hadb, ‏نسمة نيسان+, ‏Layl mohammad, ‏زهرة مغتربة, ‏umryum, ‏ام سليم المراعبه, ‏إم ليان, ‏Bisho roze, ‏yasser20, ‏za.zaza, ‏عاشقه الرحمن, ‏شيماء شريف, ‏أشتاقك أمي, ‏ندى طيبة, ‏Ana dodo, ‏Roro2005, ‏مها الخليل, ‏رحيل الامل, ‏جعلنى عاشقه, ‏safy mostafa, ‏جيسكان, ‏البتول عبد الله, ‏nouriya, ‏حنان ياسمين, ‏nodas, ‏mayna123, ‏الروح الهائمه, ‏صمت الهجير, ‏Totooولا أحلا, ‏الجميله2, ‏loly8, ‏الفجر الخجول, ‏voyageur, ‏زهرة الكاميلي, ‏AyOyaT, ‏غروري مصدره أهلي, ‏رااما, ‏Roro adam, ‏hope 21, ‏anna dayob, ‏littlebee, ‏Zainab AF, ‏Nor sy, ‏لؤلؤة الحزن, ‏لوجين 65, ‏سحر الحياة, ‏Eman Tarek, ‏زهره محروس, ‏زينب12, ‏KHALLOUDA, ‏ندى المطر[/IMG]

[plalk]

تسجيل حضورررررررررررى

[princess sara]

تسجيل حضووووور
بيني وبين الحرامي دقادئق معدووووووووده

[كاردينيا الغوازي]

مساء الورد للصحبة الطيبة ..
اخيرا تنتفس الصعداااااااااااااااااااا ااااااااااااااء بعد اعادة تنزيل كل الفصول المحذوفة ورجعنا لمسار الرواية الذي تركناه عند صراخ رباب بكلمة (حرااااااااااااااامي)
وحنواصل رحلة القارورة الثالثة
كان اسبوع مضني واحنا نعيد تنزيل الفصول التي حذفت
عامة اليوم حنزل لكم فصلين .. الثالث عشر والرابع عشر
وهمتكم كل الهمة يا بنات بالتعليقات واللايكات
انا ما قصرت معكم بشي فرجاء لاتبخلوا علي بالدعم الذي احتاجه
احنا بمفترق طريق الان وفيه انقلابااااااااااااات واكشن وانفلاتات عاطفية على جميع المستويات

يا رب يعجبكم الفصلين
لاتنسوا اختكم كاردينيا بالتعليقات
اليكم الفصلان الثالث عشر والرابع عشر

وحزعل جدا للي ما تقرأ وما تعلق
انا قربت اهج لجزيرة منعزلة

[كاردينيا الغوازي]

الفصل الثالث عشر

الملحق (بيت الصائغ)



تضع القهوة على النار ثم تراقبها بعينين تضخان الدموع على خديها ...

لازال كلام الطبيبة يرّن في اذنيها ..

( الامل ضعيف .. لااريد خداعك .. هناك تعقيدات جديدة ...)

لم تكن تفهم حتى شرح الطبيبة لتلك التعقيدات الطبية .. كل ما تفهمه ان الامر بات محسوما وحذيفة يجب ان يتزوج ..

ويجب ان تكلم هدى .. المرأة محترمة وفيها المطلوب ... تجس نبضها اولا ثم ستفاتـ....

" لمن تعدين هذه القهوة في هذا الوقت العجيب ؟! "

صوت حذيفة أتاها من باب مطبخها الصغير فيقطع عليها خطط افكارها ... ترفع يدها بخفة وحرص لتمسح دموعها قبل ان تستدير اليه بابتسامة مرتجفة تحمل لمحات واهية من بشاشة فتقول له

" وجدت أبودي مصابا بصداع وأرق ويبحث عن قهوة في مطبخ بيت اهلك ولا يجد .. فأتيت هنا .. أعدها له مما عندي من البن .."

تقدم حذيفة نحوها وعيناه لاتفارقان ملامح وجهها تدرسانه بعناية ..

وقف قبالتها بضخامته التي تتضاعف امام نحولها وضآلتها ثم مد يده ولاشعوريا اغمضت عينيها تتوقع او ربما تتوق ليلمسها فقط في هذه اللحظة لكنها انتظرت طويلا دون ان تشعر بملمس كفه الخشن ..

فتحت عينيها وهمسه الساخر يصلها

" اطفأت النار قبل ان تفور القهوة وتنسكب خارج الدلة .."

بدت مرتبكة تائهة فرفعت عينيها اليه تتوسلانه دون طلب فما كان منه الا ان انحنى اليها وعيناه تتركزان على شفتيها المرتفعتين بطبيعتهما المغرية فيعذبها ويروي توقها بتقبيله العاطفي الحار لتلك الشفتين ثم يهمس بصوت مبحوح " دمعة مالحة كانت عالقة على شفتيك .. ما الذي يبكيك يا هبلاء ؟ اخبريني .. انت تجيدين البوح في جوف الليل .."

لم تكن تعي انه ألصقها تماما بجسده وان ذراعيها ارتفعتا تلقائيا لتلتفان حول رقبته تتشبثان بجزع وهي تهمس ببوح موجوع

" اريد ان .. ان ... ما هذا الصوت ؟! هل هناك من صرخ بالخارج ؟! "

انقطع البوح قبل ان يبتدأ وقد التف رأس خلود جانبا والتف معه رأس حذيفة وهو يعبس بتركيز واذناه تحاولان التقاط أي شيء ..

هو ايضا تهيأ له انه سمع صوتا ما ..

الملحق في الحديقة الخلفية لبيت الصائغ لذلك افترض ان الصوت قادم من المقدمة ..

ابتعد عن خلود قليلا وهو يقول

" سأذهب لاتأكد ان كان هناك شيء .. وان كنت اظنه مجرد رجل سكير يعربد بعد منتصف الليل .."

هزت خلود رأسها بينما تلحق بخطوات زوجها وهي تسحب حجابها لتغطي به رأسها ..




غرفة اسيا .. بيت العطار



في نوم عميق تململت اسيا بعبوس ..

انه صوت رباب ينادي .. تضايقت من حلمها المظلم حيث لا تسمع الا صوت رباب مستغيثا..

ثم شعرت بيد تهزها في نومها لتنفض عنه بعض سلطانه وصوت ولدها جعفر يقول بارتباك " امي استيقظي .. خالتي رباب افزعتني وهي تصرخ ... هل يوجد حرامي بالبيت ؟!! "

تنبهت حواس اسيا بالكامل لتنهض بجذعها تتلفت حولها تستوعب ظلمة غرفتها وان الشمس لم تشرق بعد ..

ميزت جسد ولدها الصغير كاظم وهو غارق في نومه جوارها بينما جعفر عابس الملامح مرتبكا بعض الشيء وهو يجلس على حافة السرير ..

اخذت تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم بينما تنفض عنها غطاءها وقلبها منقبض ...

كانت تتحرك لتغادر غرفتها وهي توصي جعفر ان يبقى جوار اخيه ولا يفارقه ابدا .. سمعت جلبة مصدرها حديقة البيت في الاسفل وصوت رجل حانق غاضب وكأنه صوت... جارهم سعدون القاضي !

اخذت تبحث عن مبذلها وحجابها وهي تهمس بالدعاء القلق " استرنا يا رب ..."




على الطريق العام قريبا من الحي..



نظر رضا عبر المرآة الامامية ليرى خالته ابتهال على المقعد الخلفي وهي تحتضن شذرة الغافية بملامحها التي تفيض بالحزن ..

قال رضا بإشفاق " الفتاة غفت تماما.."

ردت ابتهال بصوت خافت حتى لاتوقظها

" لقد فعلنا خيرا بعدم مبيتنا الليلة هناك .. لا اصدق ان عمتها تحججت انها تريد المبيت في بيت ابنها الليلة ! لم يكن ينقص الا ان تطردنا بصريح الكلام .."

شعر رضا بالضيق يعاوده ..

الموقف كله كان سخيفا ..

لا يعلم ما جرى في قلوب بعض الناس لتصبح جافة انانية خائفة حتى من فعل المعروف ولو بكلمة !

وكأن المعروف سيأكل مما يملكون !

تمتم رضا " سنصل خلال ثلث ساعة للبيت .."


يتبع بتكملة الفصل في الصفحة التالية وهذا رابطها
https://www.rewity.com/forum/t337208-497.html..

[كاردينيا الغوازي]

الحي .... بيت العطار ...



لم يشعر عبد الرحمن بنفسه وهو يقفز فوق سور بيت العطار ليركض جزعا يبحث بعينيه في الظلمة عن اي شيء يطمئنه ..

انه صوت رباب .. لايظنه الا صوت رباب من صرخت بكلمة (حرامي) ...

وجدها اخيرا .... تقف مسمرة ببداية الحديقة قريبا من باب المطبخ المفتوح على المرآب ، هرول نحوها وقلبه يرتجف في صدره خوفا وقلقا عليها ..

اصبح قبالتها مباشرة فميز ملامحها المبهوتة .. متسعة العينين جامدة الملامح تحدق في زاوية ما من زوايا البيت ..

ناداها بعبوس " رباب .. ماذا جرى ؟ "

فأجفلت منه وكأنها ادركت وجوده للتو وللحظة تراجعت للخلف .. فعاود الاقتراب ليراها مصدومة اكثر منها خائفة !

ثم .. ثم بدت مرتبكة قلقة وهي تعاود النظر لنفس الزاوية ..

امسك مرفقها يهزها قليلا وقد تنبه الان فقط انها بلا حجاب وشعرها مشعث قليلا من اثر النوم .. عقد حاجبيه الكثيفين وهو يقول بصوت حازم ليفهم ما يحدث

" ماذا بك ؟! هل رأيت حرامي ؟ انتظريني هنا سأبحث بنفسي .."

فاجأته وهي تمسك ذراعه بتشبث وهي تقول بصوت خافت مرتعب على نحو غريب

" لا .. لا .. لقد .. هرب ..كان ..."

لم يشعر الاثنان الا بإنارة مفاجئة كاشفة قوية موجهة نحوهما مباشرة من جانب السور وصوت سعدون القاضي عاليا جهورا وكأنه ضابط يصرخ في جنود امسكهم بالجرم المشهود

" ماذا تفعلان هنا في الظلمة وحدكما ؟"

استدار عبد الرحمن وهو مشوش قليلا يرفع يده ليخفف من اثر الاضاءة العالية الموجهة نحوهما فيقول بصوت ثابت قدر الامكان

" لاتقلق يا عم سعدون .. لقد كان مجرد لص ورباب صرخت تستنـ..."

قاطعه سعدون بصراخ عنيف سافر

" كااااذب وهي تكذب معك .. اي لص هذا يكلمها كل ليلة ..؟! "

اتسعت عينا عبد الرحمن ذهولا !

تقدم خطوات للامام يغطي رباب خلفه ويحاول ان يتكلم بينما كلمات سعدون تأتي كالمدفع الرشاش

" يا خسارة تربية امك لك يا فتاة ! وتدّعين العفة وانت ترتدين الحجاب ! اين حجابك الآن وانت تقفين مع عشيقك شبه العاري في هذه الساعة من الليل والناس نيام مستغلة سفر والدتك المسكينة الغافلة ... "

في تلك اللحظة خرجت اسيا تختض وترتجف وهي تتساءل دون ان تستوعب ما يجري

" ماذا يجري هنا ؟! ماذا حصل ؟ "

ترى اختها رباب مصعوقة جامدة مكانها بلا حجاب بينما سعدون يصرخ عند السور مع إضاءة كاشفة وعبد الرحمن عاري الصدر يقف بمنتصف المسافة يرد عليه بعنف

" ألزم حدودك واحترم سنك ..."

ركضت اسيا عائدة ناحية المطبخ لتجلب حجاب اختها عندما اصطدمت فجأة برقية وهي تحمل الحجاب فلم تتنبه لحالة رقية المصفرة الوجه وهي ببنطال جينز وبلوزة !

سارعت اسيا لتأخذ الحجاب من يد رقية ثم تقترب من رباب لتغطي رأسها ..

كانت اسيا ما تزال لاتستطيع ان تستوعب لتتصرف بينما تتقدم ناحية عبد الرحمن وهي تسمع المجنون سعدون يواصل صراخه

" آآآخ يا ابن الصائغ يبدو ان بلاد الغرب افسدت اخلاقك ولم تعد تحترم حرمات العائلات ومقام الناس المحترمين ..."

لم يعد عبد الرحمن يحتمل فتقدم من باب المرآب لبيت العطار يفتحه ليخرج لهذا المعتوه يوقفه عند حده بينما فُتح اكثر من باب للجيران ليخرج بعضهم وهم يتساءلون ماذا يجري وصوت حذيفة وهو يلاحق خطوات عبد الرحمن المتوجه لسعدون ..

" عبد الرحمن ... ماذا يجري ؟"

لكن عبد الرحمن كان يغلي من الغضب حتى وصل لسعدون وضرب بقوة عن الانارة الكاشفة التي يحملها بيده فأوقعها ارضا وانكسرت بينما يهدر في الرجل العجوز واخاه حذيفة يطوقه في اللحظة الاخيرة ليمنعه التهور بضرب رجل كبير بالسن " سأقطع لسانك الوسخ هذا يا غراب البين ... "

بدا سعدون خائفا وهو يرفع ذراعيه امام وجهه وكأنه يحمي نفسه من ضربات محتملة سيوجهها نحوه عبد الرحمن ..

اسيا خرجت للباب مصعوقة بتطور الامور وخروجها عن نطاق السيطرة بسرعة عجيبة وخلود تقف قربها وهي تتساءل بصدمة عم حصل .. كل هذا و رباب ما زالت مكانها مسمرة وصوت رقية يأتيها معتذرا بهمس وجزع

" اسفة .. اسفة .."

حدجتها رباب بنظرة عنيفة اخرست رقية وهي تطأطئ رأسها للارض ويداها تتقبضان الى جانبيها ..

ستجعل حارث يدفع الثمن غاليا ..

تقسم بروح ابيها انها ستجعله يدفع الثمن لهذه الفضيحة في الحي ..

كان الموقف محتدما في الشارع وحذيفة ما زال يعاني ليمسك أخاه الاصغر وهو يصرخ فيه " توقف عبد الرحمن .. اهدأ .. فقط افهمني ما يحصل .."

لكن سعدون لايرتدع وقد اخذته العزة بالاثم بينما يرى بعض الجيران الذي استيقظوا على الاصوات يقتربون من مكان الحدث فيشعر ببعض الدعم والحماية والرغبة المجنونة بالاستعراض والظهور ليقول بصوت مرتفع عن عمد " اجل اخبر اخاك حذيفة ولننادي لكبيركم رضا فيعرف معنا ماذا يجري في جنح الليل ؟ آآ ... نسيت .. ابو جعفر سافر مع حماته .. وقد خلا الجو بالكامل .."

كان حذيفة من صرخ فيه هذه المرة

" اخرس ..."

بينما جن جنون عبد الرحمن واوشك ان يفلت من طوق اخيه عندما أتى محسن راكضا ليتعاون مع حذيفة على تكبيله وهو يصرخ هو الاخر ليفهم ما يحدث ...

رحاب خرجت مهرولة ايضا ومعها ابنها الاكبر عقيل بنظراته المبهوتة لابيه وعميّه فيقف مع أمه جوار اسيا المصعوقة وخلود التي لم تكف عن التساؤل بصدمة عما يحصل وبعض الجيران حيارى لايفهمون وبعضهم اخذت الشكوك تراوده وهو يرى عبد الرحمن عاري الصدر ...

تقدم عقيل خطوة عندما جاءته نظرة آمرة من والده ليظل جوار النساء المصدومات ..

فجأة علا جاء صوت بدرية .. حازما رادعا ثابتا كخطواتها التي تقترب قائلة " خسئت يا رجل وقبح الله وجهك.. حقا انك غراب البين ..."

تضاءل حجم سعدون تلقائيا وهو يواجه نظرات الغضب والسخط من الجميع ...

خاصة بدرية هذه .. دوما كانت تسبب له نوعا من الرهبة .. كما لها ذاك التأثير الذي يجعل الاخرون منحازون لها تلقائيا ....

وبدا الجيران فجأة كلهم ساخطين مستائين من سعدون القاضي ...

وصلت سيارة رضا في هذا الموقف المحتدم بينما اسيا ما زالت في ذهول وصدمة لاتعرف كيف التصرف ليترجل رضا يعدل عباءته فوق كتفيه وهو ينظر بعبوس متسائل لما يحدث فتقترب منه اسيا وهي تقول باختناق باك

" الحمد لله .. الحمدلله .. رضا ..هذا الرجل .. اثار فضيحة لا اعلم .. سببها .. لقد ايقظ الحي بأكمله .. ولا افهم ما يريد .."

اخذ رضا يهدئها وعيناه على اخوته بينما ترجلت ابتهال ومعها شذره التي استيقظت من النوم وفي حالة صدمة هي الاخرى ..

تقدمت ابتهال وهي تنظر حولها بضياع فتتساءل " ماذا يجري ؟!"

فيعلو صوت سعدون دون ان يمنع نفسه وكأنه لايقاوم اثارة الاحداث التي يعيشها ويريد ان يكمل الحكاية حتى اخرها

" ها قد وصلت امها المسكينة .. تعالي يا ام اسيا .. تعالي وافتحي عينيك لاعمال ابنتك وهي تقابل عبد الرحمن في ظلمات الحديقة بعد منتصف الليل كـ.."

هذه المرة لم يستطع احد ايقاف عبد الرحمن وهو يلكم سعدون حتى اوقعه ارضا ليصرخ به وسط الجمع الذي تجمهر

" ايها العجوز المجنون الخرف ! حتى كبر سنك لن يوقفني .. انها خطيبتي وستصبح زوجتي ايها المعتوه .. فلماذا اقابلها في جنح الليل كاللصوص ؟! "

صمت عم المكان والكل يتطلع لعبد الرحمن ما بين تفاجؤ وتشكك .. اما عبد الرحمن فقد بدا واثقا ثابتا بعينين تغليان بغضب كالجحيم ...

تمتم سعدون بغباء وبلاهة وكأنه فاته اهم حدث ولايعرف كيف " خطيبتك ؟! "

عندها قالت بدرية تؤكد كلام عبد الرحمن وهي تحدج سعدون بنظراتها المتوعدة

" مؤكد خطيبته ايها الأبله الخرف .. لقد خطبها ليلة الخميس من امها والخميس القادم حفل خطبتهما الرسمية .. كل ما فعلته ايها السفيه انك افسدت على الناس فرحتهم كما تحاول افساد سمعتهم بالباطل وتفسيراتك المريضة ..."

اخذ عبد الرحمن يبعد اخويه حذيفة ومحسن عنه ليقترب رضا ويسأل برزانة

" هل سيشرح لي احدكم ماذا حصل بالضبط هذه الليلة ؟ "

عينا رضا ثبتتا على عيني عبد الرحمن الذي رد بنفس النبرة الثابتة

" صحوت لاصنع لنفسي القهوة .. كنت في المطبخ ثم سمعت صرخة بالاستنجاد وقد كنت قلقا على البنات هنا طوال الليل لاني اعرف ان خالتي ابتهال سافرت معك ومع شذره.. لم اشعر الا وانا اركض واقفز فوق السور لاجد رباب مرتعبة في الحديقة وقد رأت حرامي يهرب من الجهة الخلفية للبيت .. "

ثم حول عبد الرحمن نظراته الغاضبة نحو سعدون وهو يهدر

" كنت ما زلت احاول تهدأتها لاذهب وابحث عن الحرامي عندما أتى هذا الخرف بأنواره الكاشفة صارخا كالمجنون مثيرا فضيحة في الحي ايقظت كل الجيران من نومهم ..."

اخذت عينا سعدون تتنقلان بين الوجوه الساخطة التي حملت الادانة .. وبعض الجيران انسحبوا عائدين لبيوتهم منعا لمزيد من الحرج وترك الامور لاصحابها حتى يحلوها ..

قال رضا بنبرة قاطعة وهو يحدق في سعدون بقسوة نادرة منه " عد لبيتك يا سعدون .. ولي كلام آخر معك لانتهاكك حرمة بيتي وعائلتي..."

تمتم سعدون بخزي " لكن يا ابا جعفر .. اقسم لك انا ... لم تكن المرة الاولى التي اراهما في جنح الليل .. في عرس حفيدة بدريـ...."

عندها تدخل حذيفة صارخا وهو يدفعه

" اخرس .. ولاتجعلني افقد اخر شعرة من صبري فأنسى انك تكبرني سنا بما يكفي لامنحك مقاما .."

كان سعدون لاول مرة مشوشا مرتبكا تائها بينما حذيفة يدفعه ليعيده لبيته ..

" تحرك .. تحرك ..."

ادخله لبيته بينما سعدون يعتب عليه ويتوسله بالقول

" هل تدفعني هكذا يا حذيفة وانا الرجل المسن ؟ الا يكفي أخاك الاصغر الذي لكمني واوقعني أرضا ؟! "

اقترب حذيفة بوجهه من وجه سعدون ليقول من بين اسنانه

" اقسم بالله لولا شيبتك لكنت ابرحتك ضربا على ما فعلته بنا هذه الليلة.. "

فيدافع سعدون عن نفسه بالقول " وماذا فعلت؟! أهذا جزائي لاني اغار على اعراضكم ؟!"

دفعه حذيفة دفعة قوية ادخله عبر الباب الداخلي لبيته وهو يهدر فيه " خسئت .."

يتراجع سعدون بضع خطوات ناحية غرفة المعيشة وهو يواصل باصرار دفاعه

" اقسم بالله انا رأيت خيالهما قبل اسبوع فقط تقف معه في الظلمة في احدى زوايا الحديقة... حتى انها لم تكن تغطي رأسها بحجاب وشعرها يرفرف في الهواء.. هي رباب بقصر قامتها ..."

للحظة تنبه حذيفة لأمر ما قاله سعدون لكنه سرعان ما استعاد هيئته الوحشية الغاضبة ليهدده بالقول الصريح " سأحشر الطين في فمك قبل ان أدفنك حيا اذا اعدت هذا الهلوسات على مسامع احد .. هل فهمت ؟ هل فهمت ؟"

كرر اخر جملة بعنف سافر جعل سعدون يرتعد مكانه ثم تركه حذيفة ومضى مغادرا بيت القاضي وعقله يضج بالافكار ...

يعيد في راسه تكرار الجملة التي قالها سعدون (هي رباب بقصر قامتها ... بقصر قامتها.. بقصر .. قامتها ! )

قدحت عينا حذيفة شررا وهو يطبق فكيه بتوتر شديد ...



يتبع ...