آخر 10 مشاركات
نساء من هذا الزمان / للكاتبة سهر الليالي 84 ، مكتمله (الكاتـب : أناناسة - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          قبل الوداع ارجوك.. لاتذكريني ! * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : البارونة - )           »          السر الغامض (9) للكاتبة: Diana Hamilton *كاملة+روابط* (الكاتـب : بحر الندى - )           »          عشقكَِ عاصمةُ ضباب * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : نورهان عبدالحميد - )           »          سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          رسائل من سراب (6) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          تريـاق قلبي (23) -غربية- للمبدعة: فتــون [مميزة] *كاملة&روابط* (الكاتـب : فُتُوْن - )           »          ارقصي عبثاً على أوتاري-قلوب غربية(47)-[حصرياً]للكاتبة::سعيدة أنير*كاملة+رابط*مميزة* (الكاتـب : سعيدة أنير - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree2153Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-11-16, 07:04 PM   #6601

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي


مساء الورد للصحبة الطيبة ...
جاهزين نفسيا للفصلين ؟؟
احم ...
شوفوا هم فصلين صعبين بمشاهدهم
من اكثر المشاهد ارهاقا كتبتها في حياتي
لذلك محتاجة منكم تاخذوا نفس وتركزوا بالتفاصيل وتحسوا بكل شخصية
وتذكروا انها دراما اجتماعية لطبقات مختلفة من البشر احيانا تتقاطع دروبهم
اتمنى منكم الاهتمام بابداء الرأي بكل موضوعية في كل الاحداث لاني بصراحة شديدة ليس لدي فكرة كيف ستكون ردة فعلكم فاحتاج اسمعها ...
ممكن البعض حيشوف الموضوع بسيط وممكن البعض حيتأثر بقوة
فاريد اسمعكم

اعيد واكرر ... التعليقات رجاااااااااااء ثم اكيد اللايكات تفرحوا قلب كاتبتكم
اليكم الفصلان العشرون والحادي والعشرون (متتابعان)


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-11-16, 07:07 PM   #6602

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

الفصل العشرون


العشق ... ما العشق ....؟!

انه التسرب بدهاء وخبث لخلايا الروح ..

استعمار وحشي متغطرس لتلك الخلايا حتى يلتحم بها ويصبح حقيقة واقعة...

لا مفر منها ولا .. رحيل..

على كرسي مريح في المطبخ تحتسي جوري قهوتها الصباحية بتلذذ .. تحاوط الفنجان باصابع يدها اليمنى بينما اصابع اليد الاخرى تختار العبث بخصل شعرها الداكن المنسابة على كتفها ...

تضع ساقا على ساق فيرتفع جلبابها البيتي الازرق كاشفا عن بياض ناصع يثير حسد فتيات البلد ...

بياض لم يقدره الرجل الوحيد الذي ملكه..!

عيناها تشعان بزئير غاضب لايخلو من القسوة و .. الرضا ...

اجل ... تتكاتف مشاعر القسوة مع الغضب لتشكل الكثير مما يدور برأسها وتنفذه حرفياً خطوة بخطوة فتحصد مع كل خطوة احساسا عارماً بالرضا ...

كلما نظرت لعينيه ورأت فيهما ذاك العشق يستعمره تنتفض بالنشوى والرضا ...

انه لا يشعر او ربما يشعر وراضٍ هو الآخر بمصيره المجهول معها ...

لا يهم .. لم يعد يهم ..

تبتسم وشفتاها ترتعشان بينما تهمس

" تقبل قدرك يا مهند كما تقبلت قدري .."

عادت لتحتسي قهوتها بينما يرن هاتفها الملقى قريباً منها معلناً عن وصول رسالة نصية ..

التقطت الهاتف وهي تضع فنجانها جانبا ولم تكون بحاجة للشك انه لم يكن الا مهند

( هل (الكباب المشوي) كان رشوة كفاية حتى تعفيني من الطلب التالي ؟)

ليته يعرف !

ليته يعرف ان نجاحه في الطلب الثاني واداركه لغايتها منه قد اثر فيها فعلا ..

لو كان احضر لها فستانا او كتاباً لكانت أنهت كل شيء بالامس يأسا من الوصول لما تريده منه .. لكنه نجح بإبهار ! ابهرها بكل معنى الكلمة بنجاحه الساحق ..

الآن .. هل حان وقت الطلب الجديد ؟

عضت طارف شفتها السفلى قبل ان تلتمع عيناها واصابعها تطبع ........




يمسك فستانا من فساتينها في قبضة يده .. اصابعه تتحسس القماش وعيناه تلتهمان التفاصيل والخطوط ..


خيالاته ترسمها وهي ترتدي الفستان وتشغل بانوثتها منحنياته ..

لا شك ان رجولته تشتاقها حد اليأس..

لكن الامر أبعد من هذا .. اخطر من هذا ..

لقد أكتشف ان قلبه يدمنها ...

روحه تدمنها ..

احساس جديد لا يصدق حتى اللحظة انه قادر على الشعور به ...

تن تن تن .. وصلت رسالة .....

( اريدك ان ... تمتنع عن رؤيتي لشهر كامل.. لاتحاول حتى النظر الي من بعيد .. لاتهاتفني و لا تراسلني .. )

أطلق نفحة هواء حار من فمه وهو يستلقي بظهره على السرير ...

اغمض عينيه يستجمع افكاره ..

لم يصبه (الادمان) بالغباء لهذا الحد...

انها تلعب به وتلاعبه ..

لقد عرف الكثير من النساء ويستطيع ان يميز رائحة مكرهن وكيدهن ...

حتى وإن كانت امرأة متفردة غامضة كجوري الا ان رائحة المكر النسائي تبقى واحدة ..

ان يقع ويقع ويقع ... يشعر انه يتهاوى في وادٍ سحيق اسمه (جوري) ...

ويراها تنظر اليه من بعيد راضية وتبتسم ..

الفستان ما زال في قبضته فيحرك يده ليصل بالفستان لأنفه يتشممه هامسا بصوت أجش يفيض بالحيرة و .. الوجل !

" ماذا ستفعلين بي يا سيدة المكر ..؟"



يتبع ...


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-11-16, 07:09 PM   #6603

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

بيت الصائغ ... المطبخ



بيت الصائغ هادئ صباحاً مما جعلها اقل توترا..

تمسك بدلة القهوة لتضعها على النار ..

تغمض عينيها وهي تشعر بنار اخرى ذي خيال ضخم تقف خلفها مباشرة ..

يهمس لها واصابعه تسرح متمهلة على طول ذراعها " اخلعي حجابك .."

تعانده وهي في قمة الضعف امامه لتقول بعبوس وهي تفتح عينيها وتحدق في القهوة

" اخوتك قد يدخلون في اية لحظة .. أم تراك نسيت ان لديك ثلاث اخوة رجال يحجبون ضوء الشمس .."

يضحك وصدى ضحكاته تملؤها نشوى وفرح رغماً عن أنف خجلها منه وتوترها من مغازلاته الجريئة التي لاتنتهي .. ليقول بعدها

" لو سمعتِ الكلام يا قرفة لكنت الآن تعدين قهوتي في مطبخنا انا وانت .. وبحريتك الكاملة في جناحنا الخاص .."

لايهزم خجلها الا النقار معه والعناد و الجدل و.. " انه مطبخك وجناحك فقط .. لاتضف صفة الجمع بيني وبينك .."

كانت قد ابعدت اصابعه عن ذراعها والتفتت اليه تدفعه بقبضتيها في صدره ليبتعد قليلا عنها ..

ابتلعت ريقها وهي تنظر لعينيه ...

لقد باتت تحلم بهما ! ليلة الامس حلمت بالاعلان الذي صممته حبيبة لدار العطار للازياء .. وعيناه في الاعلان تلمعان بالشقاوة والعشق كما تلمعان الآن في الواقع ...

يا الهي .. الامور كلها خرجت من بين يديها .. كل شيء بات مشوشا مبهجا مفعما بمشاعر مجنونة مشعة تطغى على كل المشاعر السلبية التي سكنتها لأعوام ..

تتمتم في سرها بجزع

( ورطتك كبيرة يا رباب فأين المفر ؟! انت تغرقين للقاع وهو يغرق معك ..)

عادت اصابعه لتتسلل الى ذراعها تلامسها وهو يقول بصوت أجش

" وان يكن مطبخي وجناحي .. المهم انك ستكونين على راحتك فيه .."

فترد عليه بلؤم

" وانت لن تدخر جهدك لـ(اخذ راحتك) .."

ثم تعاود الالتفات لدلة القهوة وتبدأ بسكبها في الفنجانين الصغيرين لتسمعه يقول بتنهيدة خافته " من حقي ان أخذ تعويضا .. يكفي ليلة الامس المحبطة ..! "

تكتم ضحكتها وهي ترفع الفنجان لتلتفت اليه وتقدمه وهي تتساءل ببراءة

" ولماذا محبطة ؟ّ! كان عشاء عائليا حلوا"

اخذ منها الفنجان وسار معها حتى مائدة الطعام ليسحب كرسيا ويجلس عليه بينما هي تفعل المثل فتجلس جواره بأريحية عفوية ..

يناظرها بتأنيب وهي ترتشف من فنجانها قائلا بما يعبر عن نظراته تلك

" اجل انت قضيته تضحكين مع حبيبة تاركة اياي لاضطهاد ابنتها سكينة التي تكرهني لسبب مجهول .. و.. لطرافة زوجها الثقيل يحيى الذي يجد في مراقبتنا مادة للتندر ..! "

تخفي ابتسامتها بالفنجان وهي تعلق ببساطة

" انت تعاديه .. اعترف بهذا .."

يكز على اسنانه وهو يرد بغيظ

" اجل اعاديه .. وسأظل أفعل حتى يكف عن مناداتك بعسلية .."

ارتفع حاجبا رباب وهي تتساءل

" هل سمعته عندما همس بها ؟! "

يعقد حاجبيه الكثيفين بشدة وللحظة اوشكت رباب ان تنفجر ضاحكة خاصة وهو يتبعها بتكشيرة شريرة قائلا من بين اسنانه

" وهل همسها فعلا ؟! همسها قرب اذنك لكنه يعلم عن يقين ان همسته وصلتني .. انه يضرب على الوتر الحساس عندي عند عمد .. "

تطبق فمها وهي تعض شفتيها الاثنتين تمنع ضحكتها للحظات فقط لكنها لم تستطع الصمود لتنفجر ضحكتها الرنانة المشعة وهو يحدق فيها كالاهبل وقد تلاشى عبوسه وغيظه وحنقه وكل شيء الا سعادته العارمة ونشوته لوجودها اخيرا قربه ...

عندما يتم العرس سيخطفها بعيدا لشهر كامل .. فقط عليه الصبر على ما ابتلاه رب العباد مع هذه الفتاة العنيدة الصلبة التي ما زالت تقاومه .. حتى وان كانت مقاومة هشة وتكاد تذوب امامه كلما اقترب منها .. تبقى تلك المقاومة كرماد مخادع اي هبة هواء ستنفخ اللهب فيه وتشعله ...

مدّ كفه ليحاوط كفها المستريح على سطح المائدة فيرفعه لفمه ويلثم باطنه هامساً بصوت مبحوح " كل هذا لا يهم .. المهم اني لم اختلِ بك لحظة واحدة ليلة الامس .. وهذا ... كان فوق احتمالي ... "

ترتعش كفها بلمسة شفتيه الدافئتين فتحاول سحبها وهو يمنعها يتمادى بقبلاته حتى معصمها ليقبل نبض قلبها المتسارع هناك ..

تحاول الادعاء بالقوة والسيطرة وهي تقول بتلعثم ما بين ارتباك وتوبيخ

" وها قد .. ازعجتني منذ الصباح الباكر وكأي طفل مدلل تجرجرني لأُعد... لك القهوة .. وامي... امي بابتسامتها الراضية المغيظة من الاذن للاذن تدفعني... عبر باب بيتنا نحو بيتكم ! وكأنها لاتطيق صبراً لـ (كنسي) خارج بيتها ..."

يضحك بارتعاش خافت وهو يلثم ابهامها هامسا " انا الابن المدلل حتى لخالتي ابتهال"

ما زال يمسك بيدها ليحتجزها فوق سطح المائدة ثم يمد يده الحرة ليلتقط فنجانه ويرتشف منه بتلذذ يغيظها فيقول بمرح

" قهوة رائعة .. لكن خالتي ابتهال تفوقك بلذتها.."

كانت تعرف انه يمزح ويناغشها فتقول بغيظ " لا افهم ما تفعله معها لتجعلها حليفتك دائما وتدللك بتنفيذ رغباتك ؟! "

غمزها وهو يرد عليها بغرور مشاكس " ماذا افعل اذا كنت محبوبا من صغري ؟! وما علي الا ان اذكرها فقط بحقيقة اني ذاك الطفل المحبوب الذي لايقاوم وكانت هي تحمله يوماً بين ذراعيها .. ثم .. اضيف بعض (البهارات) كيف اني كنت متعلقاً بها على وجه الخصوص واحيانا افضلها على امي .. "

تهز رأسها باحباط قائلة " انك كرقية تماما، مخادعان تسحرانها عن عمد لتحقق لكما ما تريدان متغاضية عن مبادئها الراسخة .."

تساءل وهو يعض شفته السفلى مبتسما

" اي مبادئ ؟!"

نفثت رباب نفسا من أنفها بمزيد من الغيظ وهي ترد عليها بعينيها اللامعتين وتعدد على اصابعها الرشيقة " اخوك رضا بقدره العالي لم يختلِ باسيا الا يوم العرس وقد كان يوم عقد قرانهما .. اما يحيى ورغم اصرار امي على عقد القران قبل الزفاف بفترة حتى يجهزان البيت لم تكن ترضى بخروجه مع حبيبة بمفردهما الا بشق الانفس .."

يهز كتفيه وهو يقول بلؤم

" معها حق .. يحيى لا يؤتمن .."

تعقد حاجبيها وهي تناقره

" وانت الذي يؤتمن ؟! "

فيرمش بعينيه ويقترب من وجهها حتى لفحته انفاسها هامساً لعينيها المرتبكتين " مؤكد ! انظري في عيني سترين انهارا وينابيعا من البراءة تتدفق .."

تراخى جفناه قليلا ونظراته تنحدر لشفتيها وقبل ان تبتعد سمعت صوت باب داخلي يفتح ثم سعال رجولي خشن ..

ابتعد عبد الرحمن متأففا وهو يهمس بحنق

" انه حذيفة .."

كان خداها يشعان بالحمرة وهي تتلاهى بشرب باقي قهوتها التي بردت بينما خطوات حذيفة تقترب من المطبخ لتسمع صوته يقول بنبرة متسلية " صباح الخير للعروسين .."

شَرِقت رباب بقهوتها فسعلت قليلا قبل ان ترد عليه بخجل فظيع " صـ..صباح .. الخير .."

لم تعرف هل يفترض ان تقف او تظل جالسة؟!

هل تعرض عليه اعداد القهوة ام تغلق فمها ؟!

اللعنة كل هذا الحرج بسبب هذا الطفل المدلل ... المتأنق ربما حتى في سريره !

يا ربي ما هذا الاحراج ؟!

تحرك حذيفة ناحية باب المطبخ الخارجي وهو يسأل بنبرة بدت غريبة على مسامع عبد الرحمن " كيف كان نوم امي بالامس ؟ خلود قالت انها لم تكن بخير وانك قررت المبيت جوارها "

وقف عبد الرحمن ليتبع أخاه وهو يرد " نعم .. لم تكن مرتاحة ثم استيقظت فجرا وصلينا معاً وثرثرنا حتى عادت للنوم قبل ساعة فقط.. اذهب اليها فربما تجدها مستيقظة .."

للحظة قست ملامح حذيفة وخرجت بعض القسوة في نبرته وهو يقول " لا ... عندما أعود ظهرا سأكلمها .. لدي ما اقوله لها .."

فتح حذيفة الباب وهو يودع رباب بتلويحة من يده ثم خرج وعبد الرحمن ما زال يتبعه للمرآب ويسأله بفضول واستغراب وحذيفة يفتح باب المرآب " هل ستخرج حذيفة ؟!"

رد حذيفة وهو يعود لسيارته القديمة التي يصر على عدم تغييرها من سنوات فيفتح باب السائق وهو يرد " نعم .. ذاهب للمعمل .."

بدى عبد الرحمن محتارا عابساً بفضول وهو يقول لاخيه " لكن... ليس من عادتك ! حتى خلود لا تبدو على طبيعتها طوال الاسبوع الماضي.."

جلس حذيفة على كرسيه وهو يقول بنبرة قاطعة " لاتتدخل .."

امسك عبد الرحمن باب السيارة يمنع حذيفة من اغلاقها ويسأله بمزيد من الفضول

" هل انتما متخاصمان ؟! "

بحركة قوية مفاجئة سحب حذيفة الباب منه ليغلقها فأفلتها عبد الرحمن بسرعة حتى لا يؤذي يده بينما يخفض حذيفة الشباك ويقول له بابتسامة متسلية " اذهب لعروسك يا ابن والدي واهتم بشؤونكما ..."

ثم شغل محرك السيارة ليضيف بصوت خافت ساخر " و ... خفف من هجومك العاطفي قليلا.. لا نريد مزيدا من الفضائح في الحي .. كما اننا للتو تنفسنا الصعداء لانها رضيت اخيراً بمجنون عصبي المزاج مثلك .."

عينا عبد الرحمن شردتا قليلا ناحية المطبخ فيلمح هيئة رباب الجالسة على كرسيها منحنية الرأس بخجل وهي ترتشف قهوتها ..

اجل .. لقد تنفس الصعداء لانه اجبرها على الرضا .. لكنه يجب ان يعترف خلف كل سعادته ما زال .. خائفا !

ما زال يشعر ان شيئا ما غير محسوس سينفجر في وجهه دون سابق انذار او توقع ...

فقط لو يعرف ماهية ذاك الشيء كي يكون مستعداً له ...

" ما زالت تقاوم اليس كذلك ؟"

جاء صوت حذيفة ليخرجه من شروده ويعكس افكاره في ذات الوقت ..

فيرد عبد الرحمن بعبوس مفكر

" ولا تخبرني بالسبب .."

حرك حذيفة منظم السرع ليستعد للتحرك للخلف بسيارته قبل ان يقول بثقة تتخللها السخرية المرحة

" ستفعل في الوقت المناسب .. ما دمت قريباً منها طوال الوقت وتطبق على انفاسها هكذا ستأتي اللحظة التي تكشف سريرتها امامك.. لن تستطيع الاخفاء على الدوام .."

لوح حذيفة وهو يرجع بسيارته للخلف تاركاً عبد الرحمن بشعور غير مريح ...

نعم يريد ان يعرف ... لكن قلبه يخبره انه ان عرف قد يقطع الخيط الذي يربطه برباب ..


يتبع ....


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-11-16, 07:09 PM   #6604

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

في السوق الكبير



لاتصدق انها خدعته بسهولة هكذا !

جعلته يدخل احدى محال الصاغة المتواضعين مدعية انها ستلحق به خلال لحظات لانها تريد النظر لما هو معروض في الواجهة اولا وحالما دخل وانشغل مع البائع سارعت لتهرول بين جموع المارة تضيع بينهم وتدخل بين حارات السوق بشكل عشوائي لتمحو اثرها من ان يتبعها تحسين ..

كانت تلهث وهي تنظر خلفها لتتأكد انها اضاعته ولا يلحق بها فاستندت بيدها على احد الجدران تستعيد بعض انفاسها ثم لمحت زير ماء كبير في احدى الزوايا القريبة منها ليشرب منها المارون من مرتادي السوق ...

اقتربت حتى وصلت اليه و التقطت القدح المعدني الذي يوضع فوقه فترفع غطاء الزير وتغمر القدح فيه وترفعه حتى تدخله بين طرفي عباءتها فتصل لفمها وتروي عطشها ...

اعادت الغطاء لمكانه ووضعت القدح فوقه كما كان ثم تحركت وهي تستعيد حيويتها وتفكر كيف ستصل لمبتغاها ..

رأت احد الحمالين الذين يدفعون العربات الخشبية فنادته على عجل وهي تحاول التمييز كم بعدت عن سوق صاغة الذهب ..

وقف الحمال الذي يبدو ناهز الاربعين وسيجارته بطارف فمه ينظر اليها بلامبالاة تعبر عن لامبالاته بكل ما حوله فسألها بتضجر " هل ناديتني ؟! هل لديك حمولة ؟ انا اخذ (....) دينار لقاء نقلها للشارع العام "

ابتلعت حسناء ريقها فتسأل برجاء " لا حمولة لدي يا اخي .. انا احتاج فقط ان تدلني طريقاً مختصرا يوصلني لمحل الحاج رضا الصائغ .. انه موجود في محله اليس كذلك ؟ احتاجه لأمر عاجل .."

عوّج الرجل فمه بامتعاض والسيجارة تتأرجح بين شفتيه قبل ان يرد عليها بملل

" ظننتك زبونة نستفتح بها صباح الجمعة ! حسن .. ابو جعفر لا يأتي يوم الجمعة .. لكن مساعده يفتح المحل منذ الصباح الباكر .."

شعرت بالغباء لانها نسيت تماما ان اليوم هو الجمعة ! اوشكت الدموع التي تغلبها عندما تماسكت في اخر لحظة لتسأله بعزم

" بالله عليك .. دلّني لطريق مختصر للشارع العام .. اريد ان أخذ سيارة اجرة .."

اشار لها الرجل يمينا وشمالا لتتحرك حسناء على وصفه وهي تشكره .. ثم سبقته الخطوات المهرولة وهو يناظرها بلامبالاة ليعود لدفع عربته ..

لم يشعر الحمّال الا بكف غليظ تهبط على كتفه وصوت رجل خشن يأتيه من الخلف يسأله بنبرة مخيفة

" عمّ كانت تسألك المرأة ؟"



يتبع ....





كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-11-16, 07:09 PM   #6605

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

عند باب بيت العطار ...



يعاندها وهو يتشبث بحافة الباب الحديدي للمرآب فتحاول اغلاقه في وجهه وهو يمنعها ويدفع الباب فتنفث بغضب متصنع بينما يبتسم هو ابتسامة ذائبة ويتطلع لوجهها قائلا بعتب العاشقين

" لماذا لم تصعدي معي للجناح ؟ كنتِ ستحبينه .. المرة السابقة لم ترينه بتمعن وتركيز .. لقد نظفته بنفسي ليلة الامس وعطرته .. لكن كل تعبي ذهب هباء وانت تلازمين امي في غرفتها تحكين لها عن فساتينك ! "

بعينين نصف مغلقتين وبنبرة تدعي الجدية قالت له " اذهب للمسجد يا عبد الرحمن .. لقد تأخرت على صلاة الجمعة .. اخواك هناك منذ نصف ساعة .."

مال قليلا ناحيتها فيهمس بخشونة

" لئيمة خبيثة ! لااعرف فتاة تطرد زوجها بهذه القسوة .."

أجفل وتورد وجهه قليلا عندما أتاه صوت اسيا فجأة من الخلف وهي تقول له " فتاتك على حق يا صغير الصائغ .. لن تجد مكانا تصلي فيه داخل الجامع وستضطر للصلاة مع الصفوف المتأخرة الممتدة لخارج اسواره ... "

تنحنح وهي يلقي السلام على اسيا بينما يلاعب يد الصغير كاظم الذي تحمله اسيا بين ذراعيها فيداري على حرجه ...

تكتم رباب ضحكة مستمتعة بينما لاتكتم عيناه نظرات متوعدة ...

صوت سيارة قادمة جعلت الثلاثة يلتفتون عفوياً ناحيتها فيرون سيارة رحاب الصغيرة قادمة لتركن امام بيتها المجاور لبيت الصائغ فتتبسم اسيا بمحبة وهي تتمتم

" هذه رحاب .. لم أرها منذ فترة .. يبدو انها كانت في الخارج مع سوسو .."

تطلع عبد الرحمن لرحاب وسوسو تجلس جوارها ثم تلتقط عيناه سوادا ما في الخلف بينما يتكلم بتلقائية " لقد اخذت سوسو لكشك الحاج ابو ناجي لتبتاع لها فرشاة للتلوين و بعض الاصباغ الزيتية التي تحتاجها في اعمال المدرسة .."

كان يضيق عينيه ليحاول ان يعرف من يلتحف بالسواد هكذا في المقعد الخلفي ليأتي سؤال اسيا يعبر عن تساؤله

" من هذه المرأة بالعباءة السوداء ؟"

تمتم عبد الرحمن " لا اعرف ..."

ترجلت رحاب تتبعها سوسو التي اخذت تركض لتدخل بيت الصائغ الكبير وهي تلوح لهم بابتهاجها المعتاد ثم تلتفت رحاب لتفتح الباب للمرأة المجهولة وبدت وكأنها تقنعها بأمر ما ...

لم تمر الا بضع لحظات فتقترب رحاب منهم يتبعها خيال امرأة ترتدي العباءة السوداء التقليدية وتخفيها من قمة رأسها حتى اخمص قدميها .. فقط شق صغير موارب يظهر منه جزء من احدى عينيها لتتلمس طريقها وهي تسير بتعثر وارتباك واضح ..

ألقت رحاب السلام " السلام عليكم جميعا .."

فيردون عليها والفضول يشع من نظراتهم لتفسر لهم رحاب بإشفاق واضح وهي توجه كلامها لاسيا " يا ام جعفر .. هذه المرأة وجدتها على بعد شارعين من هنا تبحث عن بيت زوجك .. قالت انها تريده في أمر عاجل ومهم لا يحتمل التأخير .. قالت انها مسألة حياة او موت ..."

اخيرا خرج صوت المرأة ضعيفاً وبدت منهكة للغاية " السلام .. عليكم ..."

تقدمت اسيا لتبادر بالقول اللطيف وقد اخذتها الشفقة لحالتها

" وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. اهلا بك اختي تفضلي و ادخلي لتشربي الشاي بضيافتنا .. ابو جعفر في الصلاة الان وسيعود خلال نصف ساعة لا اكثر"

ثم التفتت لعبد الرحمن تقول له " عبد الرحمن ابلغ رضا ان هناك ضيفة تنتظره .."

للحظة اوشك عبد الرحمن على الاعتراض .. هو بطبعه شكوك ولا يأمن الناس بسهولة .. لم يكن يريد اسيا ان تدخلها البيت ورضا غير موجود وهم لا يعرفون من هي تلك المرأة بالضبط .. خجل ان يبدي لاسيا اعتراضه ليقول بنبرة هادئة

" نعم سأخبره .. لكن يجب ان انتظر حتى تنتهي الصلاة لاني لن استطيع الوصول اليه وهو في الصفوف الامامية .. "

لوح عبد الرحمن مغادرا بخطوات متعجلة وفي داخله يأمل انه ربما سيستطيع الوصول لاخيه داخل الجامع .. لايشعر بالراحة ابدا لتلك الغريبة المتشحة بالسواد ...

رباب كانت هادئة اكثر مما يجب ولم ينتبه ايا منهم لردود افعالها البطيئة بينما اسيا تزيحها عن باب المرآب لتسمح للمرأة بالدخول وهي تدعوها بلطف " تفضلي .. هذا بيت والدي ولايوجد احد الا امي واخواتي البنات .."

ترددت المرأة وبدت حائرة مشتتة تائهة لاتعرف اين تقود خطواتها ... تمتمت اخيرا

" انا انا .. سأثقل عليكم .."

فألحت اسيا بالدعوة وهي تقول " لاتقولي هذا .. تفضلي .. ابو جعفر لن يتأخر .. "

وبينما تخطو المرأة عبر باب المرآب كانت اسيا تدعو رحاب ايضا لتدخل فتقول لها

" تعالي رحاب وشاركينا شرب الشاي .."

اعتذرت رحاب بالقول " لا عزيزتي .. يجب ان أعود لاساعد سامي في بعض دروس العلوم .. انه لم يذهب لصلاة الجمعة مع ابيه خصيصا حتى يدرس لامتحان الغد .."

لكن اسيا ألحت بابتسامة حلوة رغم ان وجهها بدى شاحباً قليلا في عيني رحاب

" تعالي واشربي الشاي معنا ثم اذهبي لسامي .. انها فقط خمس دقائق .. لايصح ان تغادري من الباب هكذا .. كما ان امي ستفرح برؤيتك.. البارحة تحديدا سألتني عنك وقالت لم نعد نرى رحاب كثيرا ..."

تبسمت رحاب في استسلام للدعوة وخطت خلف اسيا والمرأة ذات العباءة ..

تتبعهن خطوات رباب البطيئة ونظراتها التي لم تفارق ذات العباءة السوداء ..



عندما دخلن المطبخ وقبل ان تتوجه اسيا بضيفتها للصالة تعمدت رباب السؤال لتجعل الضيفة تنظر اليها


" اتشربين القهوة ام الشاي ؟ .."

الضيفة كانت قد أرخت عباءتها فظهرت عيناها بوضوح و جزءا من وجهها ...

انقبض قلب رباب وهي تلتقط تلك النظرات التي كانت تلقيها المرأة ناحية اختها الكبرى .. اسيا ...

ألتفتت اسيا للضيفة تشجعها بابتسامة فترخي المرأة عينيها وتهمس بضعف مؤثر

" انا .. انا ... فقط اريد ان اكلمك على .. على انفراد .."

توقفت خطوات رحاب لتقول بتفهم

" حسن .. انا سأبقى هنا في المطبخ .. أساعد رباب بإعداد الشاي .. اظن ضيفتنا تفضل الشاي التقليدي على القهوة ..."

بعد ذهاب اسيا والمرأة الغريبة ارتفعت قبضة رباب حتى قلبها متكورة توترا كتوتر ملامحها فعقدت رحاب حاجبيها تسألها

" ما بك يا رباب ؟"

فترد رباب بانفاس مختنقة

" لا اعلم .. قلبي انقبض من هذه المرأة .."

عقدت رحاب حاجبيها بتفكير وهي تنظر في اثر اسيا والمرأة " هل تظنين ان وراءها مشاكل؟"

ابتلعت رباب ريقها قائلة " لا اعلم .. لكني قلقة على اسيا .. لمحت في عيني المرأة نحو اسيا ما يشبه ... الحسد والحسرة !"

شعرت رحاب بالضيق هي الاخرى .. تساءلت

" اين خالتي ابتهال ؟"

بدت رباب متوترة بوضوح بينما ترد على السؤال " انها تصلي في غرفتها.. ستأخذ بعض الوقت حتى تنتهي .."

عندها قالت رحاب " دعينا نعد الشاي ثم ننتظر خمس دقائق اخرى و نذهب ناحية غرفة الضيوف نتقصى الامر .."

هزّت رباب رأسها وهي تمد يدها لحافظة الشاي..


يتبع ...


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-11-16, 07:10 PM   #6606

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

في غرفة الضيوف



اصرت حسناء ان تجلس على الارض رغم كل محاولات اسيا لتدفعها للجلوس على الاريكة جوارها ..

لكن المرأة الشابة لم تتزحزح من مكانها وهي تلملم عباءتها حولها بارتباك كامل ..

قالت اخيرا بصوت مرتجف متوسل " كرم .. اخلاقك وروحك... الطيبة التي غمرتني بها تجعلني اطمع ..بك... لتساعديني .. بالله عليك ساعديني .."

سألتها اسيا باهتمام كامل " هدئي من روعك اختي .. اخبريني كيف اخدمك ؟ هل تريديني ان اكلم زوجي بأمر ما ..؟ "

ارتجف صوت حسناء اكثر وهي تقول باضطراب " بل انا ..هي خادمتك .. سيدتي .."

اخذ الاشفاق بقلب اسيا لاقصى حد ..

تنظر لوجه المرأة المرتعبة المرتجفة و التي بدت شابة لاتتجاوز الثلاثين .. وجه ذو جمال خلاب يذكرها بجمال بنات الاهوار في الجنوب خاصة مع هذه النقط الثلاث الزرقاء المتراصة على ذقنها ...

حاولت ان تخفف عنها وهي ترد على كلامها

" استغفر الله .. لاتقولي (خادمتك) .. اخبريني مطلبك وانا بعون الله اقضيه .."

عندها نزلت دموع حسناء وهي تشعر للحظات وجيزة انها وصلت بر الأمان وبصوت متهدج تقول " سيدتي اسيا .. انا اسمي ... حسناء .."

تتبسم لها اسيا وهي تمد يدها لعلبة المناديل الورقية وتعطيها لها قائلة " امسحي وجهك .. تشرفت بمعرفتك حسناء .. وانت اسم على مسمى ... "

وكأن هما وانزاح عن كاهل حسناء .. تحسب ان الامر مقضياً فيشرق قلبها بالامل الوافر وهي تتطلع لوجه اسيا العطار فترى به انعكاسا لوجه سيدها رضا ...

لم تكن ترى الصورة كاملة لما تسعى اليه وتظنه هيناً وهو عظيم !

فقط تفكر بخلاصها القريب الوشيك (كما تظنه) .. تنساب دموعها اكثر وتكاد لاتصدق حتى اللحظة انها نجت لتتسربل الكلمات الباكية من فمها

" رفع الله قدرك وجبر بخاطرك .. ما انا الا امرأة مسكينة سيئة الحظ .."

ثم تمسح وجهها والدموع ما زالت تسيل لتضيف ببعض التركيز القليل الذي تملكه

" اتوسلك الصبر علي لاحكي لك ... حكايتي .. انا امرأة فقيرة جاهلة يتيمة وارملة دون ان يرزقني الله بولد .. اعيش بمفردي في حي الشيخ الفقير .. حيث الرعاع والحثالة يرتعون فيه كما يشاؤون لايحكمهم الا سطوة فتوة اكثر ظلما منهم ومنذ ان........"

قاطعتها اسيا رغما عنها وهي تتعجب بالقول

" فتوة ؟! هل ما زال هناك فتوات ؟!!"

تظلم ملامح حسناء الباكية وهي ترد بانكسار الفقر والظلم " نعم سيدتي .. فتوتنا تحسين .. اعرفه منذ نعومة اظافري .. عنيف منذ طفولته ويقول للشر قم انهض وقاتلني ! دخل السجن لعشر سنوات لكن افرج عنه في العفو الحكومي العام الذي شمل كل المسجونين دون استثناء.. كنت اخبرت .. سيدي رضا عن بعض حكايتي .. "

عقدت اسيا حاجبيها قليلا وهي تتساءل

" رضا ؟ هل سبق وكلمتِ رضا ؟ "

عندها .. عندها فقط شعرت حسناء بنبض قلبها يتباطأ ..

لاتعرف بم تفكر ...عيناها شردتا ورغما عنها ارتعشت شفتاها للذكرى وهي تقول بصوت ضعيف متلكئ بعض الشيء

" نعم .. ذهبت اليه .. في محله الكبير .. قبل شهرين او اكثر ... لااذكر ..و.. سيدي .. عرض علي عرضاً .. ان اغادر الى الحي الصناعي واعمل واسكن هناك .. في البداية رفضت لاني اعتدت مكاني وامثالنا لايغادرون ما يعتادوه خاصة امرأة وحيدة مثلي .. كما اني لا اعرف كيف اعيش بحي جديد مع غرباء ثم .. تراجعت و قررت اني سأوافق ممتنة لسيدي رضا .. لكن .. خرج تحسين من السجن ليحكم علي انا ان اكون سجينته ..."

صوت اسيا الجاد اعادها للحاضر وهي تسألها

" سجينته ؟! ولماذا يفعل هذا معك ؟!"

رمشت حسناء لبضع لحظات ثم ابتلعت ريقها قبل ان تسبل اهدابها لتقول بلوعة " يريدني زوجة بالاكراه .. هذا السكير العربيد الذي يعاشر حثالات النساء كل ليلة يريد ان يجبرني ان اكون امرأته بالحلال او الحرام ..."

همست اسيا بتأثر " يا ساتر يا الله ..."

تعضعض حسناء شفتيها وقلبها ينبض سريعا عنيفا في صدرها كلما تذكرت وجه تحسين هذا اليوم فتتسارع الكلمات على فمها كمن يغرق ويتعلق بقشة " ليس لي غير سيدي رضا ليفك أسري .. لقد هربت بشق الانفس من تحسين لأصل الى هنا.. حلفتك بالله سيدتي لا ترفضي .."

أجفلت اسيا وحسناء تثب فجأة نحوها لتضع كفيها في حجرها تتشبث بجلبابها وتتوسلها بعينيها الواسعتين وتردد نفس الجملة

" لا ترفضي ... لا ترفضي .."

شعرت اسيا بعدم الارتياح وهي تنظر لوجه حسناء اسفل منها بينما تحاول التصرف بعقلانية وهدوء وهي تسألها " ارفض ؟! ولماذا ارفض ان يساعدك زوجي ؟ لم أفهم ما ترمين اليه .. هلا اوضحت اكثر ؟ "

بدت حسناء بعينيها اللامعتين بتشوش واضح في عالم آخر وهي تقول بصوت لاهث " الآن .. لم يعد عرض سيد رضا مجدياً وتحسين لن يعتقني وسيجدني في اي مكان ارحل اليه في العاصمة او حتى خارجها .. سيصل الي لا محالة .. ويعيدني ذليلة لحي الشيخ .. وقد يغتصبني عقابا لفعلتي .."

الرعب كان واضحا جليا على ملامحها وبما لا يقبل الشك ..

وبينما اسيا تنظر اليها بعجز عن الفهم تواصل حسناء وهي تشد جلباب اسيا باصبعها المتقلصة " اريدك ان تتفهمي ضعف امرأة يتيمة ارملة لا ولد ولا اهل لها .. كل ما تبتغيه الحماية والستر ..."

حاولت اسيا ان تفك اصابع حسناء عن التشبث بملابسها لكن لم تستطع وحسناء تبدو في رعب هستيري فتحاول اسيا بالكلام والمنطق

" اهدئي .. انا لا زلت لاافهم!! هلا اوضحت مطلبك مني ؟"

تختنق بالقول ونظرات الرعب تضج في عينيها والدموع تتدفق اكثر من ذي قبل وهي تقول بشهقات البكاء " مطلبي عند سيدي ابي جعفر ولن يلبيه الا برضاك .. الا برضاك .."

شعرت اسيا بالخوف منها لاول مرة ..

عينا اسيا تحركتا ناحية باب غرفة الضيوف المغلق وهي تدعو الله ان تدخل رباب ورحاب بينما تتمتم بارتباك لحسناء " رضاي انا ؟!! "

اصابع حسناء المتشبثة بملابسها تهزها هزا والتوسل يتدفق مع كل كلمة كتدفق الدموع من عينيها " اجل يا ام الجود والكرم... طرقت بابك اتوسل رضاك بعد ان انغلقت في وجهي كل الابواب ولم يبق لي الا باب سيدي ابي جعفر وهو لن يفتحه بوجهي الا برضاك انت ... انا ... انا ..."

شيء ما نهش اسيا بمخلب حاد فاتسعت عيناها وهي تنظر لجمال حسناء بشكل مختلف بينما تواصل حسناء توسلها الهستيري

" انا... طلبت اسم سيدي رضا سترا وحصنا منيعا يمنع تحسين وغيره من الرعاع الطامعين عني ... لااريد الا اسمه .. اتوسل اليك لاترفضي .. حلفتك بالله لاترفضي .."

طنين عال في اذنها ولم تعي اسيا انها وقفت على قدميها بحركة عنيفة لاارادية بينما باب غرفة الضيوف بات مفتوحا الآن ورباب تحدق مسمرة مكانها ورحاب تتقدم للداخل بخطوات غاضبة..

تخرج الكلمات من فم اسيا وكأنها في كابوس يحبس صوتها في حنجرتها فتأبى الكلمات ان تنطلق

" تريدين .. الزو...اج .. من .....!"

كانت رحاب عنيفة بعض الشيء وهي تميل لتمسك بذراع المرأة وتشدها لتقف على قدميها تصرخ فيها " ما الذي تقولينه لاسيا يا امرأة ؟! هل انت مجنونة ؟! "

هتفت رباب وهي تقترب من اختها الكبرى

" آسيا .. هل انت بخير ..."

تصرخ رحاب " امسكيها يا رباب انها تترنح ..."

تدخل ام اسيا الغرفة وهي تهتف

" ماذا هناك ؟! ماذا هناك ؟ من هذه المرأة ؟"

رحاب تترك حسناء لتمسك باسيا من الجهة الاخرى تجلسها على الاريكة مع رباب بينما تتراجع حسناء للخلف والدماء تنسحب تماما من وجهها وعيناها تجحظان في صدمة ولم تشعر الا بيدها تلطم على خدها وتولول " يا سواد وجهك يا حسناء .. يا سواد وجهك.."

صرخت بها رحاب

" اخرجي من الدار حالا .. اخرجي .."

وقبل ان تلتفت كانت رباب تصرخ

" آسيااااااااااا...."

لتصرخ ابتهال ايضا وهي ترى ابنتها الكبرى فاقدة للوعي ..



يتبع ...


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-11-16, 07:14 PM   #6607

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

تركض تركض تركض ..

وتضيع منها الطرقات فلا تجد طريقها وتتوه من ادراكها بضعة وجوه محدقة فيها فلا تتعرف على وجه واحد .. واحد فقط ... تألفه وتركن اليه..

تلهث .. تبكي .. تولول و.. تركض...

خصل من شعرها أفلتت من الحجاب لتنسدل على جانب وجهها المحمر وتلتصق بالدموع التي اغرقت خديها ..

يتطاير طرفا العباءة السوداء فتكشف عن جلبابها القاتم التي ترتديه تحته ...

لقد انكشف سترها ... وانكشفت روحها ..

وانكشف سواد وجهها ...

يا ربي .. ماذا فعلت .. ماذا فعلت ؟!!

تعثرت بحجر فهوت الى اسفلت الشارع القاسي .. تطلق وجيعة ألم وهي تتلمس ركبتها المجروحة من أسفل العباءة ...

تشهق بالبكاء وهي تخفي نفسها بعباءتها..

لم يعد لديها ستر الا ستر هذا القماش الاسود..

تنوح وهي تنادي بافتقاد اسم والدها .. تنادي اسم زوجها .. ثم تجهش بالبكاء العالي وهي تنادي ... يا الله ... انجدني ...

" لا خلاص لك ... "

صوت تحسين وكأن ملك الموت أتاها .. اجل .. هذه هي الاستجابة .... انه الخلاص بموتها...

تخدرت للحظات مستسلمة بينما تشعر بظله القاتم فوق رأسها ... يرفسها في ساقها هادرا

" قومي يا امرأة ..."

فتنطلق من حنجرتها آهة وجع لتخنقها في نفس اللحظة وهو يميل نحوها يقبض على ذراعها بين اصابعه التي تنغرز في لحمها تكاد تصل العظم وهو يتمتم بغضب اسود

" اكتمي صوتك والا سأذبحك ها هنا على الاسلفت .."

يرفعها بحركة قاسية عنيفة ويسوقها كنعجة مذبوحة تترنح وهي تطلق انفاسها الاخيرة ...

بضع خطوات فقط وقبل ان تفيق من خدر الرعب والاستسلام له وجدت نفسها تركب سيارة ما غارقة بسواد عباءتها بينما تشعر به يجلس جوارها لتسمع صوته الآمر

" انطلق يا فالح .."

ارتعدت بعنف والسيارة تنطلق بحركة رعناء لتشهق من رعبها بينما يتهدج صوتها همساً

" الى .. اين ...؟"

لم يرد عليها بينما يضحك المدعو (فالح) ضحكة قبيحة ليقول بعدها بلؤم وصفاقة

" الى مقبرتك يا حلوة .. آآآآه ..."

كان هذا تحسين قد ضربة بقبضة حديدية وهو يصرخ فيه بعنف أسود

" لاتكلمها ابدا .. والا قتلتك قبلها.."

انكمشت حسناء على نفسها واوصالها ترتعد..

اخذت تردد الشهادتين ودموعها لاتتوقف بينما جسدها يختض ...

كانت ما تزال تختض وهو يجرها جراً لتنزل من السيارة التي توقفت في مكان مقفر ليدمدم تحسين ببضع كلمات في اذن فالح ثم يتركهما فالح وينطلق بالسيارة مبتعداً ..

علا صوتها بالتشهد وقد آمنت هذه نهايتها حقاً حتى تراءت لها صورة والدها تتخيلها تناديها...

صفعة على وجهها اخرستها وهو يهدر بوحشية

" ايتها الحقيرة السافلة .. تنادين والدك الآن؟! واين كان والدك وانت تذهبين للصائغ في محله .. واين كان وهو يدفع لك ثمن جسدك ها ؟ سمعة الصائغ النظيفة لم تقاوم امام حسنك ...! ايتها القذرة الفاجرة .."

ضربت على صدرها وهي تبكي بلوعة وتقول

" ماذا تقول ؟! ماذا تقول ؟ حسبي الله ونعم الوكيل .. كيف تقول هذا ؟! الا تخاف الله لتتهمني في شرفي وعرضي .."

انهارت الى الارض المتربة القاسية لتولول

" يا ستري الذي انكشف بعدك يا ابي .. يا دنيا سوداء حقيرة تفعل بي كل هذا من بعدك .. ليتني مت معك يا ابي .."

ثم فقدت رشدها فأخذت تقبض على اي حفنة تراب واوساخ من حولها وتنثرها فوق رأسها في حركات هستيرية وهي تولول بنفس الكلام..

كل هذا لم يحرك شعرة تحسين ليراقبها بتشفٍ وقسوة وحشية قبل ان ينحني نحوها ليوقفها على ساقيها بالإجبار وهو يهمس بنبرة قبيحة " قومي ... لم أعد اطيق سماعك او النظر اليك .."

تلملم عباءتها وهي تعاود ترديد الشهادتين بصوت عال مرتجف النبرات بينما هو يسحبها خلفه الى جهة مجهولة ..

يعاودها الاختضاض وعيناها تناظران سماء الظهيرة الزرقاء من شق العباءة فتنحدر الدموع وصوتها يعلو أكثر " اشهد ان لا إله الا الله واشهد أن محمداً رسول الله "

سمعت صوته الهامس الخشن بضراوة

" يحق لك ان تتشهدي وتطلبي الرحمة لنفسك.. لكن لاتتعجلي .. قبلها ستترحمين على رضا الصائغ .. لن تموتي قبل ان أُريك عزائه ...! "



انتهى الفصل العشرون
يتبعه مباشرة الفصل الحادي والعشرون
يا ريت الي تقدر تعلق على الفصل الاول قبل قراءة الثاني مع اني عارفة نصكم الان اغمى عليهم
استرها يا رب
احم .. لاتنسوا اللياكات على الاقل وانتوا مغمى عليكم :a555:





كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-11-16, 07:17 PM   #6608

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

الفصل الحادي والعشرون



سمعت صوته الهامس الخشن بضراوة

" يحق لك ان تتشهدي وتطلبي الرحمة لنفسك.. لكن لاتتعجلي .. قبلها ستترحمين على رضا الصائغ .. لن تموتي قبل ان أُريك عزائه ...! "

دفق من وجع انتشر بكل جسدها ليضج به فهتفت دون ارادتها وقلبها يقرع بعنف في صدرها

" لا .. لا .. لا تقتله .. اقبل يديك وقدميك لا تقتله .. لا تقتله .. سيدي رضا لم يفعل شيئا.. انا التي ذهبت لاستنجد به ... "

تلكأت خطوات تحسين بينما يسب ويشتم بأفظع الكلمات القذرة ...

عاودت التوسل وهي تحاول ايقاف خطواته ولم يعد يهمها شيء الا انقاذ سيدها ابي جعفر بعد كل الاذى الذي تسببته له ولاهل بيته .. يا الهي ما فعلته مع زوجته سيدتها اسيا لايغتفر...

كيف اقدمت بغباء وطمع بما لايمكن ان يُعطى لامثالها ؟!

" تحسين .. فقط اسمعني .. سيدي رضا و زوجته .. من افضل .. الناس .. كنت ذهبت اليه سابقا .. لاطلب .. مساعدته .."

تباطأت خطوات تحسين وهو يلتفت نحوها ...

ثم توقفت تماما تلك الخطوات ليقف قبالتها مباشرة وعيناه الوحشيتيّ النظرات تحدجانها بعنف أسود ...

تراخت اطرافها حتى انفرجت عباءتها لتكشف وجهها الباكي امامه فيهدر فيها بانفاس ذي رائحة مقرفة

" كنت تذهبين اليه دوما في السوق .. اي مساعدة قذرة كان يلبيها لك ؟!"

بقلب مكلوم تذكرت وقفتها هناك في السوق الكبير تنتظر طلة سيدها ابي جعفر.. لاشهر ربما وقفت هكذا لاتجرؤ على الاقتراب منه .. بهيبته وملامح وجهه و خطوته.. رجل ولا كل الرجال ...

انسكبت الدموع بغزارة هامسة بحشرجة ألم ووجع " كنت .. كنت اذهب .. للسوق .. لكني لم اتكلم معه .. الا مرة واحدة .. لم اجرؤ ان .. اطلب مساعدته .. الا مرة واحدة .. كان الرعاع يدقون باب .. بيتي كل يوم .. فذهبت اليه .. استنجدت .. به .. مرة واحدة .. اقسم لك .. مرة واحدة ..."

الجنون يسيطر عليه ويحفر خطوطا وحشية في وجهه المنفر فيصرخ فيها " وماذا اعطيته لينجدك ؟! كم دفع لك ؟ كم ...؟!"

كانت تبكي دون توقف لكن لم يكن يهمها ان تثبت طهرها وعفتها وكل ما تفكر به انقاذ سيدها رضا من براثن تحسين ..

استغفرت الله ثم اغمضت عينيها لتترك طرفي العباءة ينفرجان تماما فيشكفان عن جسدها في الجلباب القديم القاتم الذي ترتديه ..

مغمضة العينين ولهاثه يصلها ويخبرها بمدى رغبته المتأججة فيها ..

بل تستطيع ان تشعر حتى بعينيه تنشهان جلدها ولحمها وتصل حتى العظام ...

فلتمت بين يديه لا يهم ... لا يهم ...

قالت بارتجاف " سيدي رضا .. عرض علي المساعدة بايجاد مكان في حي اخر أكثر أمنا .. و .. و ...."

شعرت باصابعه فوق ذراعيها من تحت العباءة تتجرآن عليها وهو يمررها فوق قماش جلبابها بخشونة لاهثا بارتعاد الرغبة التي تصارع غضبه في معركة شرسة محتدمة

" وماذا .. ماذا .. قولي ..."

ردت وهي تبكي دون دموع ظليمتها

" كنت سأفكر .. عدت للبيت لافكر .. لكنكَ .. عدت .. في نفس اليوم ..عدت.."

شهقت بعنف وارتدت للخلف عندما شعرت باصابعه الخشنة الغليظة تلامسان مفاتنها ...

كان ينهت وعيناه محمرتان بشكل مخيف ..

اوشك ان يقترب ويأخذها ها هنا .. وسط هذا المكان المقفر القذر عندما استحلفته بالقول

" استحلفك بالله .. لاتؤذي الرجل الطيب .. انا من رميت ببلائي على كاهله .. انا .. انا سأتزوجك ... اجل .. سأتزوجك .. و.. سأعيش معك .. لاخر .. عمري .. لكن .. لا تؤذه .. اتوسل اليك تحسين .. لا تؤذه .."

ما زال يبدو مرعباً بوقفته تلك امامها وكأنه يوشك على فعل كل الفواحش التي في الدنيا ..

وكأن الشياطين اجتمعت كلها فيه لتسيطر على حواسه وتدفع به لكل رذيلة وفسق وجرم تهتز له السماوات السبع ..

حتى رأته يخرج هاتفه من جيبه ويتصل .. عيناه لاتفارقان مفاتنها وهو يقول بصوت ثقيل.. ثقيل جدا

" فالح .. عد .. سنذهب لحي الشيخ .."

اغلق الهاتف ثم تقدم نحوها وهي تتراجع للخلف رغما عنها فتسمع فحيح كلماته

" هناك شيء ما بينك وبينه .. وسأعرفه يا حسناء .. لكن اليوم .. الآن .. انت ستكونين ملكي.. بالحلال ..."

ادركت هو الموت حقاً .. الموت وهي حية تتنفس كباقي الاحياء الاموات الذين تراهم يعيشون ضنك الحياة في حي الشيخ ...



يتبع ....


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-11-16, 07:18 PM   #6609

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

بيت الصائغ الكبير

غرفة الجلوس



يجلس رضا بوجه شاحب بعض الشيء ولا تفارق ذهنه صورة اسيا وهي ممددة على سريرها في غرفتها القديمة في بيت والدها العطار ...

بدت شاحبة جدا دمعات رقيقات منسابات على خديها ورمشيها مسدلين ...

لم تكلمه ولم تكلم ايا ممن حولها ...

احضر لها الطبيب فأخبره باحتمالية ان تكون حامل ...

كل لهفته للاطفال لم تتحرك لتبهج قلبه بهذا الخبر ...

لا شيء على الاطلاق يبهج القلب الا رضا (اسيا) ...

هل تشك به ؟! بماذا تفكر وهي تنأى بنفسها بعيدا عن الجميع ...؟ حتى عنه هو ...

شعر بيد محسن تربت على ذراعه وهو يسأله

" هل كلمتك ؟"

رد بملامح لاتفصح عن لهفة قلبه اليها

" لا ... تركتها نائمة تستريح وامها معها ..."

جاء صوت حذيفة خشناً جدا من عند الباب

" الن تفمهنا من هذه المرأة ؟"

رفع رضا عينيه لاخيه فيرى بوضوح اكفهرار وجهه وفي ظهره يقف عبد الرحمن الذي بدى متماسكاً اكثر رغم تشوش نظراته ..

ثم تباعد الاخوان عن بعض عندما دخلت الام سعاد تتكئ على عصاها وتسندها خلود في مشيتها لتطلق هي الاخرى تساؤلها

" اجل بني .. افهمنا ما يحصل .. ثم .. اين بدرية ؟! "

فتلتفت لخلود تحدجها بتأنيب ضمني وهي تقول " ألم اقل لك اتصلي بها لتأتي ؟!"

ردت خلود وهي تتجنب النظر ناحية رضا

" ابو جعفر قال لا داعي .."

وقف رضا على قدميه ويضع العباءة المذهبة الاطراف فوق كتفيه بينما يقول بصوت ثابت حاسم " الامر لايحتاج لكل هذا.. سأوضحه لمرة واحدة امامكم ولن نعاود الحديث فيه .. بل لن اسمح لأي كان ان يفتحه امامي او امام اسيا مرة اخرى ... حسناء باختصار امرأة مسكينة ارملة .. وحيدة بعد وفاة والدها وزوجها .. لاابناء لها .. تعيش في حي الشيخ في شقة والدها القديمة لكن سكان ذاك الحي لايتركونها وشأنها.."

عبست سعاد بينما بدى حذيفة متصلبا بملامح خشنة .. كل خلاياه في تحفز ... حتى شعر عبد الرحمن بالندم لانه اتصل به حالما حصلت المصيبة ..

كان مشوشا جدا بينما ينصاع دون تفكير لطلب خلود ان يتصل بحذيفة ليرجع وقد كان لا يرد على اتصالاتها به ...

التزم عبد الرحمن الصمت بينما تغادر خلود الغرفة بعد ان أجلست امه وهي تتمتم في اذنه انها ستحضر القهوة ..

جاء صوت رضا بنفس النبرة الثابتة

" المرأة استجارت بي لكنها طلبت ما لا استطيع تقديمه لها ... "

تقدم حذيفة خطوة وهو يقول بحاجبين معقودين " ارادتك ان تتزوجها ؟"

فرد رضا " نعم .. ارادت ان استرها باسمي واحميها بالزواج من طمع باقي الرجال.."

انفجر حذيفة رغما عنه وهو يهدر " وعندما رفضت .. تأتي بكل حقارة لآسيا تطلبك منها؟! اي جرأة ووقاحة هذه .."

نظرات رضا لم تفارق وجه حذيفة وهو يقول

" انها يائسة ... ضعيفة مظلومة .. في بيئة وضيعة لا ترحم .."

تتقبض يدا حذيفة وتتسع عيناه بنظرة حارقة قبل ان يقول ببطء وعيناه في عيني اخيه الاكبر " انا على استعداد للزواج بها ان كانت مطلبها منك هو الستر فقط .."

الانظار اتجهت في لحظة للجسد الضئيل الذي يقف في الباب وتحمل صينية فناجين القهوة بين يديها ...

جامدة كتمثال من الصخر فيقف محسن على قدميه وهو يكلم اخاه ببعض التوبيخ

" حذيفة ! .. انها .. ليست لعبة .."

عينا حذيفة للحظة خاطفة فقط مرتا على زوجته قبل ان يعاود النظر لرضا ويقول له

" انا جاد يا رضا .. وخلود موافقة .. منذ اشهر تخطب لي النساء من وراء ظهري وانا ارفض .. تريدني ان انجب من زوجة ثانية بما ان حملها متعثر ..الان سأحقق لها ما تريد .. لذلك اخبر تلك المرأة ان لم تكن تمانع .. انا سأتزوجها وامنحها اكثر من اسمي .. سأمنحها بيتي .. وطفل مني .."

سقطت الصينية ارضا بينما خطوات خلود المهرولة تتباعد عن الاسماع ....



يتبع بتكملة الفصل الحادي والعشرون في الصفحة التالية وهذا رابطها https://www.rewity.com/forum/t337208-662.html....





كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-11-16, 07:18 PM   #6610

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

حي الشيخ ...



قنينة الشراب في يده يعب منها عبا في فمه حتى يتساقط بعض الشراب من جانبي شفتيه ليغرق به قميصه ...

عيناه المحمرتان تعريانها تماما وهي تقف امامه تختض كشجرة يابسة هبت عليها ريح عاصفة ستقتلعها حتماً من جذورها...

لقد خرج المأذون للتو مع الشاهدين ... وحسناء باتت ملكه كما حلم يوماً ان يفعل ..

لكن الجنون يسيطر عليه ...

وامتلاكها يحرقه كماء النار ..

لايستطيع ان يتوقف عن التفكير انها فرطت بنفسها لرضا الصائغ ..

انه حتى لايعلم لم عقد قرانه عليها ..

كان يستطيع اخذها هناك في الارض المقفرة .. يستطيع ان يشبع جوع جسده اليها مرارا وتكرارا ... لكنه .. لم يفعل ..

لم يكن لاجلها قدر ما كان لاجله ..

ارادها بالحلال .. صبر كل هذا ليأخذها بالحلال .. ولايعلم اي جوع فيه لا يُسد الا بأخذها بالحلال ...

رمى قنينة الشراب ارضا بعد ان افرغها في بطنه ولعب السكر بحواسه وادراكه ورغباته المجنونة فيها ...

لكن .. كلما اراد الاقتراب وجد امامه حاجزا يقف بوجهه .. لا يستطيع حتى الخمر ان يشوش ذهنه عن حقيقة وجود شيء بينها وبين ابن الصائغ ...

الخمر اخذ يثير مزيدا من جنون الغيرة والشك الاقرب لليقين ...

فقد سيطرته وهو يزمجر بصوت مريع

" تعالي يا ابنة الكلـ...."

صرخت دون ان تستطيع منع نفسها " لاااااااا..."

فما كان منه الا ضربها بقبضته على وجهها حتى اوقعها أرضا فتشهق وهو يعاود رفعها ويمزق عباءتها وهي تصرخ وتنازع ...

حجابها وقع وشعرها انتثر وهو يصفعها مرارا وتكرارا يصرخ بعنف اسود

" ايتها العاهرة .. ايتها الفاسقة .. انت لست بافضل من حمدية التي تشمئزين منها مدعية الطهر .. "

وجهها تورم قليلا واحمر باثار اصابعه الغليظة وهي تشوح بكفيها في هستيرية تحاول ان تحمي نفسها مما لن تستطيع درءه عنها ..

هذه المرة صوت تمزق جلبابها جعلها تصرخ صرخة مدوية جعلت الطيور تفزع هربا من اعشاشها على سطوح المباني المتهالكة في الحي .. لكن دون ان تفزع قلباً واحدا من قلوب البشر التي تقطن حجرات تلك المباني ليجرؤوا على انقاذها من مصير محتوم مع تحسين ..

ضربة جديدة منه لتهوي الى الارض بجلبابها الممزق ثم لحظة وتشعر بجسد تحسين الضخم فوق جسدها ورائحة الخمر تكاد تدفعها للتقيؤ ...

كان مجنونا لينالها و جسدها بات مكشوفا امامه والدموع تغرق وجهها والجروح تشقق حنجرتها التي كفت عن الصراخ ..

ثم .. اخذت تخدع نفسها بوهم القول

" انه زوجك .. امنحيه نفسك .. سيهدأ ان فعلتِ .. سيرضى عنك الله ان فعلتِ .."

استكانت فجأة وتركته يفعل كل ما يفعل حتى سمعت صوته يضج بالكثير بينما يناديها بصرخة رهيبة " حُسنااااااا "

فينالها بعنف لم تتعرض له طوال حياتها ..

بل لم تعرف يوما ان هناك عنفا يحمل سماً ينتشر في كل الجسد فيقتله خلية خلية ..

لم تشعر يوماً بكل هذا الامتهان لآدميتها ..

لقد شعرت انها ادنى من ان تكون انسانة ..

اهون من ان تكون لها قيمة ...

شعرت انها ابخس من البساط القديم المهترئ الذي يغطي الارض الصلبة تحتها ..

وبينما ينالها مرارا كان ألم جسدها يستكين لكن ألم روحها لايعرف الاستكانة ...

ولن يعرفه ابدا ..



يتبع ...


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:28 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.