آخر 10 مشاركات
جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          الرغبة المظلمة (63) للكاتبة: جاكلين بيرد×كامله× (الكاتـب : cutebabi - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          كل المنــــــى أنتِ للكاتبة / سراب المنى / مكتمله (الكاتـب : اسطورة ! - )           »          همس الشفاه (150) للكاتبة: Chantelle Shaw *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          وأغلقت قلبي..!! (78) للكاتبة: جاكلين بيرد .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          كوابيس قلـب وإرهاب حـب *مميزة و ومكتملة* (الكاتـب : دنيازادة - )           »          فرسان على جمر الغضى *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : وديمه العطا - )           »          110 قل..متى ستحبني - اليكس ستيفال ع.ج (كتابة /كاملة )** (الكاتـب : Just Faith - )           »          انتقام النمر الأسود (13) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree2153Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-07-16, 08:23 PM   #1751

mo'aa

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية mo'aa

? العضوٌ??? » 6110
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,213
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » mo'aa has a reputation beyond reputemo'aa has a reputation beyond reputemo'aa has a reputation beyond reputemo'aa has a reputation beyond reputemo'aa has a reputation beyond reputemo'aa has a reputation beyond reputemo'aa has a reputation beyond reputemo'aa has a reputation beyond reputemo'aa has a reputation beyond reputemo'aa has a reputation beyond reputemo'aa has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك max
افتراضي


انا بحاول والله انتظر عشان اسجل حضور وابسطك يا كارى
بس والله عندى ميعاد تطعيم علىّ
حهاول كل شويه ادخل و ان شاء الله احضر التنزيل
موااااااااااه


mo'aa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-07-16, 08:25 PM   #1752

هّـمًسِـآتٌـ

? العضوٌ??? » 350494
?  التسِجيلٌ » Aug 2015
? مشَارَ?اتْي » 391
?  نُقآطِيْ » هّـمًسِـآتٌـ has a reputation beyond reputeهّـمًسِـآتٌـ has a reputation beyond reputeهّـمًسِـآتٌـ has a reputation beyond reputeهّـمًسِـآتٌـ has a reputation beyond reputeهّـمًسِـآتٌـ has a reputation beyond reputeهّـمًسِـآتٌـ has a reputation beyond reputeهّـمًسِـآتٌـ has a reputation beyond reputeهّـمًسِـآتٌـ has a reputation beyond reputeهّـمًسِـآتٌـ has a reputation beyond reputeهّـمًسِـآتٌـ has a reputation beyond reputeهّـمًسِـآتٌـ has a reputation beyond repute
افتراضي

تكفيييين ياكاردي خلي البارت 9لنى شريحتي بتسكرعلي اليووووم تكفين لاترديني

هّـمًسِـآتٌـ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-07-16, 08:28 PM   #1753

sweethoney
alkap ~
 
الصورة الرمزية sweethoney

? العضوٌ??? » 114952
?  التسِجيلٌ » Apr 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,255
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » sweethoney has a reputation beyond reputesweethoney has a reputation beyond reputesweethoney has a reputation beyond reputesweethoney has a reputation beyond reputesweethoney has a reputation beyond reputesweethoney has a reputation beyond reputesweethoney has a reputation beyond reputesweethoney has a reputation beyond reputesweethoney has a reputation beyond reputesweethoney has a reputation beyond reputesweethoney has a reputation beyond repute
افتراضي

تسجيل حضور

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 56 ( الأعضاء 41 والزوار 15)
‏sweethoney, ‏هّـمًسِـآتٌـ, ‏mo'aa, ‏المثقفة الصغيرة, ‏mnmhsth, ‏مايا كناز, ‏احاسيس ضائعه, ‏crazygirl-1995, ‏رهفة, ‏الجميله2, ‏حدوووتة, ‏جميلة الجميلات, ‏سارة الربيع, ‏rontii, ‏asmaa ayman, ‏ريمين, ‏sweet123, ‏نور ضياء, ‏حنان الرزقي, ‏Souriana, ‏ام هنا, ‏Omima Hisham, ‏الماسة2007, ‏رااما, ‏Vardia AL-shater, ‏sona badr, ‏نهى سيد, ‏Heyam Raslan, ‏cadbury chocolate, ‏بيوونا, ‏رودينة محمد, ‏butter fly, ‏صمت الهجير, ‏sara sarita, ‏مجد22, ‏هبة سارة, ‏Bent Alex, ‏ناي محمد, ‏دلووعة2


sweethoney غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-07-16, 08:47 PM   #1754

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

مساء الورد للجميع ...


حنزل الفصل الان لان هذا الوقت الوحيد المتاح لي

ويا دوب ألحق :a555:

انا من خارج البيت ارسل الفصل ويا رب ينزل على خير


ما اوصيكم بالقراءة المتمعنة والتفكير العميق واكيد ما تبخلوا علي بالتعليقات واللايكااااااااااااااااات

والا اطفش بباقي الرواية واخليكم حايرين محتارين

وايضا اوصيكم بالصببببببببببببببببببر
ما زال هناك الكثير ليتوضح



كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-07-16, 08:49 PM   #1755

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

الفصل الثاني


خلال لحظات بدت له اقل حتى من لحظات كانت المرأة المحجبة تجثو على ركبتيها جواره وتنتزع منه.. (حبيبة) .. انتزاعا ...

احساس مقيت بارد شلّ ردة فعله فيستسلم لتلاشي احساسه بجسدها مُطوقا بذراعه ...

ألم فظيع لا يحتمل وضربات كالمطارق تدّك خيالاته السابقة دكّا فتحطمها وينتثر ركامها ويتطاير كذرات الغبار مع رياح الواقع..

الألم .. العجز .. الـ .. وحشة !

يتراخى فيه كل شيء وينظر بكآبة لوجه الفتاة التي اسبلت رمشيها وهي تغمر وجهها في صدر رفيقتها ...

اخذ مهند يردد بحزن موحش وصحوة موجعة

" اسمها .. شذره ! .. شذره ..."

يرفع نظراته الكئيبة للمرأة المحجبة فيراها تنظر اليه بعبوس وارتياب بينما تتشبث بذراعها الطفلة الشقراء ويجثو قربهما فتى صغير لايتعد السابعة او الثامنة ربما تجاوره فتاة اخرى من نفس السن تقريبا ويبدوان متشابهين بشكل ملفت حتى ليظنهما الرائي انهما توأمان ..

طال الصمت واربعة وجوه عابسة في وجهه بينما يلقي الفتى تساؤلا خشن النبرات

" هل نتصل بأبي او عمي يا خالتي ؟"

فترد المحجبة تطمئنه

" لا داعي يا جعفر .. انها فقط دائخة وستستعيد نشاطها الآن فنعود للبيت .. "

ثم تعود باهتمامها لـ..شذره .. متسائلة بنفس العبوس " ربما التهاب الاذن الوسطى الذي اصابك قبل فترة لم يشف جيدا حتى الآن .."

ابتلع مهند ريقه وهو يستوعب الحوارات من حوله ليقول بتشبث احمق اخير وهو يطرق بنظراته ناحية وجه شذره

" بامكاني ايصالكم الى حيث شئتم.. ربما الفتاة لاتستـ..."

قاطعته المحجبة بصرامة

" لا داعي شكرا لك .. نحن سنأخذ الحافلة العامة بعد قليل .. ان هي الا محطتين ونكون قرب شارعنا وبيتنا .."

وقبل ان يقول شيئا كانت .. (شذره) تتحرك وهي تهمس ببعض الحرج

" انا بخير الآن .. دعينا نذهب يا خلود .."

لم تكن خلود الا المرأة المحجبة والتي اخذت تساعدها لتقف على قدميها والاطفال الثلاثة يعينونها وهم يسندون جسد شذره وكأنها ستفقد توازنها وتعاود السقوط مرة اخرى ...

وقف مهند على قدميه ببطء وعيناه تتمليان النظر بملابسها المحتشمة البسيطة ..

بلوزة زرقاء صوفية فوق تنورة موردة فضفاضة من قماش مخمل سميك ..

لا .. لم تكن كنوعية ملابس حبيبة ...

مؤكد ليس هذا ما كانت ترتديه (حبيبته)..

يا الهي .. لكنها .. تشبهها ..

هي كلها تشبهها ..

" شكرا لك ..."

صعقته !

عيناها الزرقاوان في عينيه وتبتسم له بضعف خلاب وهي تنطق بالشكر ..

ملامح ضعفها ذكرته بليلة بعيدة مشؤومة قبل تسع سنوات عندما تذوق شفتيّ حبيبة في لحظة ضعف منها ومنه ...

لم تتنبه لصمته المصعوق بحاضره وماضيه لتلتفت بمساعدة رفيقتها خلود حتى تسير قدما نحو محطة الحافلات العامة ومهند يراقب بعجز اكبر وغضب .. غضب اوجع !

يداه تتقبضان وملامحه تتشنج ليقفز في مخيلته فجأة صورة ... جوري ... !

تفور الدماء في عروقه ويلتهب جسده بحاجة ضارية فلا يتردد لحظة وهو يتوجه ناحية سيارته وعيناه تبرقان بنية واحدة ...

ركب سيارته والبريق في عينيه يشتد ...

لكن بكل سيطرة على النفس اتصل بعمله اولا يعتذر عن العودة بعد فترة الغداء ثم يغلق الخط ويتصل هذه المرة ..... بها ...!

بضع رنات من الانتظار يزداد خلالها فورانا وغضبا حتى ردت عليه " مرحبا مهند .."

سحق اسنانه وهو يشعر بغضبه يضطرم ...

يكره سيطرتها الغالبة على نفسها كما يكره لحظات ضعفها النادرة التي تفلت منها وتنكشف امامه فلا يبالي بها ...

صوته خرج حادا خشنا عنيفا بحاجات ملعونة.. اه كم حاجاته ملعونة ...!

" انا قادم للبيت .. انتظريني .. واتركي حبيبة مع امي ..."

صمت طال وطال من الجانب الاخر وهو انتظر وكأنه في تحفز لان تقول لا او تدعي انها لم تفهم مقصده المعلن ..

ولغيظه وقهره قالت برخامة صوتها المسيطرة


" ستجدني كما تشاء ..."

ثم ببساطة هي من اغلقت الخط !


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-07-16, 08:50 PM   #1756

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

ثبتت عدة اوراق مستطيلة بيضاء على واجهة لوح خشبي مائل بزاوية 45 درجة ومثبت على سطح مكتبها .. سطح أملس مشع بخطوط متمايلة ذي ألوان متعددة وكأنها تتراقص في دلال على خلفية بلون السماء الصافية ...

لقد اختارت تصميم مكتبها بطلب خاص من صاحب اثاث لديه ورشة حرفيين شرحت لهم رؤيتها وهم نفذوا الطلب بطريقتهم ليكون اجمل حتى مما تخيلت ...

خاصة مع اللمسة الرقيقة التي وضعها احد الحرفيين عندما اضاف شعار (دار ازياء العطار) على احدى زوايا سطح المكتب..

الشعار عبارة عن اسم الدار بخط انثوي متلو داخل دائرة تشع من خارجها خطوطا رفيعة متلوية ايضا فبدت كشمس مشرقة مشاغبة...

كانت فخورة دوما بمكتبها هذا ...

انه اولى علاماتها في دار ازياء العطار ...

اولى الخطوات لتحقيق الحلم بعد طول صبر وتأني ..

اخذت نفسا عميقا قبل ان تبدأ برسم شخبطاتها الخاصة على الاوراق البيضاء.. مجرد خطوط مبسطة تمثل فساتين طويلة بتصميم حيادي .. منسابة على جسد انثوي حتى الكاحلين ...

انها لاتملك موهبة حبيبة على تجميع الصورة كاملة في رأسها وتحويلها لحقيقة .. لذلك تحتاج ان تضع كل شيء امامها كأدوات ابتكار لتبدأ رحلتها بين ما هو خيالي و مادّي ...

التقطت رباب بعض انفاسها (الفكرية) وهي تمعن النظر في اوراقها البيضاء الخاصة وقد جهزت الآن ..

انها ترى خطوط تلك الفساتين الباهتة هي (اوراق عقلها البيضاء) التي سترسم فوقها لوحاتها لتضفي عليها ألق الجمال كما تراه في مخيلتها بشكل غير واضح لتبرزه وتشكله حقيقيا على فساتينها ..

ولوقت طال كانت قد فعلت الكثير فتوقفت لتستريح وهي تبتسم للنتائج ..

تركت اوراقها حيث هي ثم توجهت نحو دمى نسائية متراصة على جانب الغرفة ألبستها تلك الفساتين وقد حان الوقت لاضافة الألق عليها كما خططته ورسمته على اوراقها ..

حدقت في الفساتين للحظات قبل ان تتحرك يمينا لتجثو على ركبتيها قرب صندوق خشبي كبير مليء بالوشاحات الملونة والاكسسوارات المختلفة الاحجام والاطوال والاشكال ..

تلتقط بضع وشاحات تمعن النظر فيها للحظات ثم تربطها بخفة حول رأسها وفوق حجابها ..

ثم ترفع بضع قلائد تضيق عينيها وهي تنظر بتفكير لتلبس بعضها حول رقبتها وتعيد البعض الاخر للصندوق ...

واخيرا تلتقط من داخل الصندوق الكبير صندوقا اصغر مقسما ومصنفا حسب نوعيات الخرز والازرار والمنمنات الخاصة التي تضيفها بنفسها على ما تراه يناسبها ...

وقفت على قدميها وهي تبدو كطفلة مبهرجة لتعود لدمياتها وتبتدأ العمل ...

وشاح طويل شفاف بلون ذهبي باهت ..

ثلاثة وشاحات اخر بنفس الطول تقريبا و بلون الشذر .. ازرق مخضر ..

اخذت تظفر الوشاحات الثلاث وتحشر بينها خرزات صغيرة شفافة بنفس اللون الشذري وعندما انهت تلك الضفيرة باتت مميزة بلونها الجذاب وخزراتها التي تعكس بنعومة الاضواء من حولها ..

جمعت الضفيرة الشذرية مع الوشاح الذهبي ثم اقتربت من الدمية التي ترتدي ثوبا ابيضا بحواف رفيعة ذهبية ...

رفعت يديها لتضع ما جمعته خلف رقبة الدمية ثم تمد الطرفين على جذعها لتربطهما للخلف من جهة الظهر ..

تفرد بحركات بطيئة متأنية حواف الوشاح الذهبي فيضفي بألقه البراق توهجا ناعما على خرزات الضفيرة وينعكس الوهج على الفستان وكأنها تضرب بعصا سحرية لتجعله يشع ...

ابتسامة حلوة داعبت ثغرها وهي تسرح بافكارها مطيلة النظر بذاك الفستان وتتخيله عند اتمام تصميمه وخياطته كفستان عرس آشوري ...

تراخت ابتسامتها ونهرت قلبها المبتسم وهي تهمس له " مؤكد .. ليس لي ..."

" هل هذا دار ازياء ام رياض اطفال ؟!"

استدارت بعنف مجفلة لتراه امامها شاخصا متعاليا مبتسما وهي يستند بكتفه على باب مكتبها ..

اطبقت اسنانها بتوتر وهي تقاوم تراقصات القلب ... ان تلتقيه مرتين في يوم واحد فهذا كثير .. كثير جدا ...

تقدمت نحوه ترسم ملامح الجدية والهدوء مع ابتسامة مجاملة تدربت عليها كثيرا لاجل زبائنها وهي تقول له

" مرحبا عبد الرحمن ... شرّفت دار ازياء العطار بزيارتك الاولى ..."

عيناه تبرقان وسط وجهه ...

وكم تحب عينيه هاتين .. اللعنة !

لم تكونا حتى مميزتين .. لا لونهما البني غريب ولا استدارتهما ملفته ولا رموشهما كثيفة تضفي جاذبية ولا اي شيء ..!

لكنهما بطريقة ما .. بنظراتهما هذه ... تحبهما .. تحبهما جدا..

قاومت بجزع ان تبتلع ريقها لانها تعرفه يتتبع بلا هوادة كل سكناتها يبحث بشراسة صامتة عما بات يعرف انها لن تعطيه اياه ...

كسا البرود الثلجي محياه وهو يتقدم نحوها بمشية متراخية قائلا ببساطة وعيناه في عينيها " الواقع لم آتي في زيارة مباركة .."

ضيقت عينيها صامدة بصمت ثم يبتسم بطريقة غريبة تظهره مختلفا مشاغبا شقيا وهو يدور بنظراته حول رأسها

" ولا لأشهد احدى ألعابك البناتية مع وشاحاتك وقلائدك الملونة حتى تملئين فراغ المكان من حولك ..."

للحظة لم تستوعب ثم توردت وجنتيها ويتزايد التورد شيئا فشيئا حتى تحول لحمرة مخضبة وهي ترفع يدها لتلامس رأسها مدركة صورتها المضحكة التي تؤكدها لها عيناه بخبث ولؤم ...

ردت له اللؤم والخبث وهي تقول باستهانة

" ومؤكد لم تأتي لتلعب العابا ولادية مغيظة تناسب المراهقين السذج خاصة وقد كبرت عليها كثيرا ! "

قدحت عيناه شررا وتحجرت ابتسامته ليقول بقسوة " عليك ان تتعلمي الكثير من المداهنة في الكلام حتى تبيعي ... سلعك..."

اطبقت فكيها بقوة قبل ان تقول من بين اسنانها " ماذا تريد يا عبد الرحمن ..؟"

رد بنبرة غامضة وبصوت رخيم" رقية ..."

ضربة مباغتة منتصف القلب ...

وجيعة لم تخطر ببالها شطرت الجدار الصلد لذاك القلب لتصل بشظاياها النيرانية حتى عمقه ..

حتى قلب القلب ..

وهل تحتاج لمزيد من اسباب الألم والوجع ؟!

لم تدرك رباب وهي تتصدى بضراوة لتلك الضربة المفاجئة ان وجهها شحب تماما وان عبد الرحمن كان يتشرب ردة فعلها بخليط منفعل ما بين رضا وغضب و ... وجع ....

رفعت وجهها قليلا تنظر اليه بقناع من الجمود لتتساءل بتأن

" رقية ؟! تقصد .. انك تريد رقية ؟"

لم يخدعه ابدا ذاك القناع ليمعن في قساوته عليها وهو يتشدق بالقول

" هل يزعجك ان اطلب رقية للزواج يا رباب ؟"

رآى عينيها العسليتين كيف اتسعتا وقد بدت كلها مضحكة جدا بطريقة ... مؤلمة...

ما بين تناقض تعابيرها الصامدة في جمودها مع الوشاحات الملونة المربوطة حول رأسها بعفرته وتلك القلائد السخيفة المبهرجة حول عنقها ...

وجد في تلاعبه هذا متنفسا لكل الغضب الذي يكبته في داخله منذ اشهر فيقترب منها تكاد انفاسه تلفحها وهو يضيف بابتسامة شرسة " ربما افعلها .... لم لا .. "

تراجعت رباب خطوة للخلف وهي تلهث وتهتف به " إلزم حدودك يا عبد الرحمن .. ليس من مقامك ولا مقامي ان نجري حوارا ممجوجا كهذا .. ان كنت تريد ... رقية.. اذهب لاخيك الاكبر واطلبها منه .."

تلاشت تعابيره الساخرة لحظة وتوقفت ساعة الزمن بينهما وهما يمعنان النظر في بعض بصمت ..

اسئلة لاتجد اجوبتها الصريحة وجدران ترتفع عاليا بينهما دون اسباب منطقية ..

عقد عبد الرحمن حاجبيه الكثيفين وهو يفكر ... هل يعقل .. بسبب ان رفيدة تزو......

لم يتم الفكرة لينفضها من رأسه .. رافضا اي محاولة للوصول الى اي تكهنات صحيحة .. لقد وعد ...

وعد نفسه بوعد انه لن يبحث لها عن مبررات لكسرها قلبه وكبريائه قبل ان يعد رضا انه سينسى كل شيء وكأنه ما كان ...

لقد كان هذا مطلبها ورضا اوصله وعبد الرحمن نفذه ..

كسر عبد الرحمن تلك المواجهة الصامتة المحتدمة بينهما ليطرق برأسه وهو يقول بهدوء شديد

" اتيت لاكلمك عن ... رقية .."

سمع صوتها تخونه .. عثرة ... وهي تسأل باختصار " ماذا بها ؟"

اخذ يتساءل في غيظ هذه المرة ...

ما الذي اتى به ؟! لماذا جاء لرباب الآن ؟

ألم يكن يفترض ان يذهب ليحدث رضا عن الموضوع او ربما حتى اسيا ...

امسك بزمام سيطرته وهو يرفع لها وجهه خاليا من اي تعبير ليسأل بنفس الهدوء

" هل لديك معرفة بمن تصاحب في الجامعة؟"

للحظة مرت تعابير المفاجأة على وجهها وكأنها لم تتوقع للحظة ما سيقوله ..

ثم في ثوان كانت بقمة السيطرة والشموخ وهي ترد عليه " لا احتاج لاعرف فأنا أثق برقية .. قد تراها اجتماعية جدا وتحب ان تتمازح وتتباسط مع الاخرين لكن هذا لايعني انها تسيء اختيار صحبتها .. "

كان يعلم ان رباب كبرياؤها عال جدا وكرامتها لاتمس .. وامها و اخواتها خط احمر لتلك الكرامة ..

لذلك مؤكد لن تُظهر اختها رقية بمظهر المخطئة حتى وان اعتقدتها مخطئة ...

كانت ما تزال تحمل تعابير التحدي والشموخ لكن نظراتها العسلية سرحت بعيدا عنه وقد شابها بعض القلق ..

ما الذي يجعلها مميزة بحق الله ؟ انها مغرورة بنفسها وباحلامها التي تشكل جلّ اهتمامها ..

كما انها ليست بارعة الجمال حتى بعينيها العسليتين هاتين .. وقد رآى جمالا ابهى ونضارة اشد وحلاوة تذيب قلوب الرجال ..

اللعنة .. اللعنة ...

رباب العطار فتاة عادية .. عادية جدا ...

اذن لم تؤثر به بهذه الطريقة ؟

لِمَ تسكن بل تحتل قسرا كل احلامه وتقبض بيد واحدة جلّ خياله وتشع حوله بوهج بهجة براقة كلما التقى بها ...

ما سر ابنة العطار ؟!

عاوده الغضب المقيت القاتم فتتجهم ملامحه وهو ينظر لوجهها فيقول بخشونة

" انا اردت تحذيرك لا اكثر لاني اعلم انك الاقرب اليها ... اراها كثيرا داخل اسوار الجامعة او في مطاعم الوجبات السريعة المقابلة لبوابة الجامعة مع مجموعة فتيات وشبان من اقسام مختلفة وكلهم مريبين وسمعتهم ليست بالجيدة تماما ..."

اشتدت ضراوة التوهج في تلك العينين الناريتين فيبتلع عبد الرحمن ريقه ويعقد حاجبيه بعنف وللحظة تقدم خطوة متهورة ناحيتها هامسا بخشونة اشد

" هذا ما اردت قوله عن .. رقية .. هل ظننت حقا اني قد اطلبها للزواج ؟! هل ترينه فعل منطقي يا (منطقية) ؟! ثم الا يوجد غير بنات العطار في هذا البلد ؟! "

جحظت عينا رباب وهي تحدق فيه بصدمة ..

لم تبتعد حتى عنه وهو يقف قريبا جدا منها يشم عطرها ويدقق في تفاصيل وجهها ..

لديها شامة !

شامة داكنة واضحة اسفل نهاية فمها من جهة اليسار ...

لم يرها يوما ... لم يتنبه لوجودها ...

فارت دماؤه وهو يقاتل بضراوة لكي لايبدو ضعيفا متأثرا هكذا ...

وكم اراد ان يتنفس الصعداء وهو يراها تطرق برأسها وقدماها تأخذانها بعيدا عنه بخطوة ..

على الاقل ابتعدت عنه قبل ان تفلت الامور منه..

قالت بعدها ببرود شديد " بنات العطار قوارير الحاج يونس لايقدرن بثمن وأسأل اخاك رضا وابن عمكم يحيى ..."

سحق اسنانه وقبل ان يرد عليها كانت تتحرك بخفة قامتها المتوسطة الطول ومشيتها الجدية فتنزع وشاحاتها المبهرجة عن رأسها لتتقدم من صندوق كبير مفتوح فتضع فيه الوشاحات وهي تقول بنبرة غريبة موسيقية " شرفتنا يا ابن الحاج عقيل .. دار العطار نورت بزيارتك .."

لاتنظر اليه بينما تنزع قلاداتها ايضا فتحرك عبد الرحمن ليغادر مارا بقربها باشعاعات ما يعتمل في صدره فيقول بصوت رجولي ثابت فيه لمحات واضحة من تملك صرف

"الشرف لنا والدار ... دارنا ..."


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-07-16, 08:50 PM   #1757

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

في سريرهما المعطر برائحة البخور كما اعتاد منها ان تفعل منذ زواجهما كان مهند يعاني تشتتا واهتياجا ..
يا الهي انها جميلة ... جميلة جدا ...
بيضاء .. شديدة البياض ... لكن لا ..
هو يريد بشرتها برونزية حارة .. يريد خصرها اهيفا رشيقا تنساب اصابعه عليه بشغف وشهوة العشق...
عطر البخور يثير حواسه لكنه لايريد هذا ..
ليس هذه المرة ..يريد عطرا اخر..عطرا اخر..
اخذ يشتم ويلعن فتلهث هي بين ذراعيه تسأله بهمس انثوي " ماذا ... بك ؟"
يرفع وجهه فوق وجهها يحدق بلهاث مجنون في بشرتها المحمرة من اثار قبلاته الخشنة ثم شفتيها المكتنزتين وعينيها الواسعتين الجبارتين .. ولتكتمل الصورة بشعرها الاسود المنثور على خديها ..
ربااااه ... انه يريدها ولا يريدها ...
يرغب في اتمام ما يفعله حتى اوج جنون الشغف ولا يرغب بفعله معها !
عادت جوري لهمسها وعيناها تبديان التوتر
" هل هناك ... نقص ما ؟"
عندها فقط اظلمت عيناه فيهدر مهتاجا
" لايهم .. لايهم ..."
يغمض عينيه وتنغمر حواسه في خيالات اخرى فتتحرك يداه ببطء على خصرها و.. فجأة يشعره غدا أهيفا ! ويكاد يقسم لو فتح عينيه سيرى بشرتها بلون لفحته الشمس ...
ابتسم بحرارة وعيناه مغمضتان ودون كلمات كان يضيع معها ويضيعها معه وهي تتخبط لتنجو ...


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-07-16, 08:51 PM   #1758

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

بعد ايام ... الجمعة بعد الصلاة

عابسة شاردة بتفكير عميق وهي تعتصر بين اصابعها بهمة حبات الطماطة مع حبات تمر الهند..

رائحة الباميا مع اللحم الضأن تعم ارجاء المطبخ فتجتذب شهية زوجها لتقرقر بطنه وهو يقترب منها من الخلف وتعلو ابتسامة الخبث شفتيه ... غافلا عما يتردد في عقلها..


( انت غالية جدا خلود .. تعرفين هذا .. انت اغلى عندي من رحاب واسيا بكثير .. بل انت ابنتي وسندي .. وما اطلبه منك عشما بك انك ترينني غالية وتقدرين احساس الام ورغبتها برؤية ابن ابنها ...)

كلمات حماتها ترن في اذنيها منذ الصباح بل منذ الفجر بعد ان ساعدتها لتؤدي الصلاة ..

خلود لم تكن غبية حتى لاتفهم تلميحات الخالة سعاد منذ سنوات ..

وما لاتعرفه الخالة سعاد انها سبق وطلبت من حذيفة ان يتزوج لكنه رفض بشكل قاطع ومنعها تكرار الحديث في الامر ..

" انا جائع ..."

اجفلت شاهقة وهي تشعر بجسد زوجها الضخم يلتصق بها من الخلف بمشاكسة حميمة ..

التفتت اليه وهي تترك ما تعتصره وتلتقط منشفة المطبخ لتمسح يديها فتعبس وهي تدفعه في صدره العاري الرطب الظاهر من قميصه المحلول الازرار رافعة نظراتها لشعر رأسه المبلل فيشتد عبوسها وهي تقول باسترسال موبخ وتشوح بيدها يمينا وشمالا

" زرّر قميصك والبس بلوزة سميكة فوقه .. هناك واحدة طويتها للتو في غرفة المعيشة مع باقي الملابس النظيفة .. يا الهي ماذا افعل معك ؟! كيف خرجت من الملحق الى هنا وانت عار هكذا ؟! ستصاب بذات الرئة يوما ما بسبب افعالك الصبيانية هذه .. رجل لايسمع الكلام اسوأ من ابنته ..."

يرتد رأس حذيفة للخلف وهو يقهقه من قلبه فتتنهد خلود وهي ترمي المنشفة جانبا وتتقدم منه تزرر له قميصه بنفسها بينما تتمتم بحنق امومي

" اجلس سأعد لك بعض الشاي ليدفئك بعد الحمام ..ثم احضر لك البلوزة بنفسي .."

كانت تبتعد وهي تطرق بنظراتها عندما سحبها حذيفة من ذراعها ليشدها اليه وهو يمازحها بالقول

" هل وضعت تمر هند كفاية في قدر الباميا ؟ الحاجة سعاد ستنتف ريشك هذه المرة اذا لم تضعي كمية ترضيها .."

اخذت خلود تتهرب من مواجهة عينيه بينما تقول بحشرجة غلبتها " لا تخف .. انا اجيد ارضاءها مهما غضبت مني .."

ثم دفعته مرة اخرى و انتزعت ذراعها منه ببعض الخشونة وكأنها .. تريد الفكاك من امساكه بقلة صبر ..

تضايق من شعوره انها تنبذه !

قد يكون شعورا طفوليا منه حتى وهو يعلم انشغالها الشديد يوم الجمعة تحديدا لانها المسؤولة عن اعداد طعام الغداء للتجمع العائلي الاسبوعي ..

لكن ... لايعرف لم يشعر انها .. تدفعه عنها لسبب اخر ...!

رآها تتحرك ناحية صنبور الماء برشاقة .. فستانها البيتي يغطيها تماما و حجابها مرخى على كتفيها وقد جمعت شعرها المشعث للخلف في لفة دائرية ..

مدت يدها لتلتقط ابريقا معدنيا ملأته بالماء لتعود ناحية الطباخ بنفس رشاقة حركتها الطبيعية ... لكن رشاقتها لم تخفِ توترها ...

يكاد يشعر بهذا ..

عبس حذيفة قليلا مفكرا وهي يسحب كرسيا ليجلس عليه ثم سألها بخاطر مر في ذهنه " هل سيأتي خليل اليوم على الغداء ؟ "

ردت وهي تضع الابريق المعدني على النار

" انت تعرف خليل وعزة نفسه .. لا يحب ان يتناول الطعام هنا .."

ازعجه انها توليه ظهرها فتخفي وجهها عنه فلا يرى تعابيره ..

قال حذيفة يحاول استفزازها لتستدير اليه

" شاب عنيد ... يتكابر علي وقد ربيته مراهقا ... "

نجح في مسعاه فتلتفت اليه وشفتاها تتحركان في اغراء طبيعي يحبه فتدافع عن اخيها بالقول " لا تقل يتكابر يا حذيفة .. تعرف انه طيب ولا ذرة كبر في قلبه .."

تلكأت تلكما الشفتان قليلا وكأنهما ارتعشتا قبل ان تضيف بتأثر

" انه فقط طيب ووحيد ..."

عيناه ارتفعتا بتنبه لعينيها فرآهما لامعتين بدموع لم تهطل ..

نظرتها كانت .. غير مفهومة تماما ..

ثم تغيرت تعابيرها وبدت حائرة وهي تثرثر

" منذ زواج امي قبل ثلاثة اعوام من العم عبد المنعم وتركها العاصمة لتعيش مع زوجها في بلدة (....) وخليل اشعره يتغير .. فيه شيء يتغير ولا استطيع تفسيره او فهمه .."

استدارت خلود سريعا وهي تسمع أزيز فوران الماء في الابريق فالتقطت علبة الشاي لتضع ملعقتين فيه بينما يقول حذيفة

" انه مشغول فقط يا خلود .. لاتكبري الامور بالله عليك .. انت تعرفين انه المسؤول بالكامل عن المحل الذي افتتحناه في سوق العاصمة الكبير لتصريف بضاعة المعمل .. انا أكاد لااصل هناك واترك فوق رأسه كل التعاملات وامور البيع والشراء ..."

خفضت النار تحت الابريق لتعاود النظر نحو زوجها ترفع قبضتها ناحية قلبها وهي تقول بملامح قلقة

" لا حذيفة .. الفتى يشكو من شيء غير العمل .. قلبي متلوع لاجله ... وانا قلبي لايخطئ .. انه يصدقني القول دوما .. "

ابتسم حذيفة ابتسامة شريرة وهو يشاكسها بالقول الساخر

" اول مرة اعرف ان للقلوب ألسنة تتكلم ! "

عقدت حاجبيها بحنق وهي تلتفت لتصب له الشاي ثم تقترب وتضعه بحركة عنيفة على المائدة امامه وهي تقول من بين اسنانها

" اشرب شايك يا حذيفة .. مزاجي متعكر ولا اتحمل مشاكساتك .."

ارادت الابتعاد فيمسكها من معصمها وهو يكتم ضحكته بشق الانفس ليدعي الجدية في ملامحه وهو يسأل ببراءة

" حسن سأتوقف لاتغضبي .. امممممممممم فقط سؤال مهم واحد .. هل لقلبك اسنان تعض ايضا ؟!"

زمجرت خلود بصوت متوحش وهو يضحك من قلبه .. تحاول تحرير معصمها دون فائدة ..

قال اخيرا وهو مستمتع بمحاولاتها للتحرر

" اعترفي انك بمزاج متعكر لانك افتقدتني ليلة الامس جوارك .. كان عليك التسلل من جوار والدتي حالما غفت فأنت تعرفين يقينا انها تتدلل عليك لتؤنسيها حتى تنام .."

فجأة توقفت عن محاولاتها المجنونة التي تبهجه وعادت تلك النظرة لعينيها وهي تحدق في وجهه !

حسنا ... الامر بات مقلقا !

اوشك ان يسألها بشكل مباشر عندما استغلت ارتخاء قبضته عن معصمها لتسحب يدها وتبتعد وهي تقول بنبرة باهته

" ساذهب لاحضر لك البلوزة .. ما زال امامي ان أعد بعض الكباب المقلي .. ابو جعفر يحبه.."

ثم تركته ومضت مغادرة المطبخ بينما الافكار المتوجسة تتلاعب بعقل حذيفة ..


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-07-16, 08:52 PM   #1759

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

جاثيا تقريبا وهو يربط حزام الامان لابنته التي تحتضن دميتها لصدرها واذناه تطربان لصوت دندناتها الغنائية لبرنامجها المفضل ...

قبّل خدها بخشونة كما يفعل معها دوما وهي تضحك وتنكمش برأسها على كتفها الايمن متشكشكة من لحيته النابته الخشنة ...

وقف مهند على قدميه واغلق الباب فتنظر اليه صغيرته بعينيها الجميلتين ثم تخرج لسانها الاحمر له فينفجر مهند ضاحكا ثم يعض شفته السفلى متوعدا اياها بنظراته الشريرة..

من يرى ملامحه العابثة الشقية المرحة مع ابنته لايصدق انها تعود لنفس الوجه الذي استدار في اللحظة التالية ليتحرك ناحية مقعد القيادة ..

الكآبة .. الموت البطيء .. الانتحار روحيا !

لم يشعر حتى باقتراب والده الذي وقف في طريقه قبل ان يفتح باب السيارة ..

وقف الاب مواجها لولده الوحيد بجلبابه الرمادي السميك الذي يرتديه خصيصا للصلاة في الجامع يوم الجمعة ..

لم يرفع مهند رأسه وعضلة في خده الايسر تنبض بقوة بينما عيناه جامدتان لاتفارقان حافة الجلباب الرمادي عند القدمين ...

سأله الاب بهدوء " الى اين ستذهب يا مهند ؟!"

رد مهند بصوت أجش وهو يرفع نظراته ببطء لوجه ابيه

" سأخرج مع حبيبة لاشتري لها سريرا لدميتها.. لقد وعدتها بها منذ ايام ..."

حوار عادي بين اب وابنه .. لكن لا النظرات ولا النبرات تحمل اي شيء عادي ...

يحدقان ببعض احدهما ينظر ببعض الاشفاق والثاني ينظر كمن ينتظر الخلاص ...

سأل الاب " ألن تأخذ جوري معكما ؟"

بحدة ضارية شرسة هتف مهند " لا ...."

عينا مهند تشتعلان بالرفض .. بالغضب .. بما يتخبط غريقا في بحور ضياعه الهائجة ....

تتسع عينا الاب في ذهول وهو يتمتم اسم ولده

" مهند ..."

همس مهند بعذاب صرف " اتوسل اليك ابي .. انا .. تعبان .. تعباااان .. "

لم يستطع الاب تركه وهو يلح في الاستفسار

" فقط اخبرني بما يحصل معك ؟! ما هو الجديد الذي طرأ على حياتك وألهب العذاب في قلبك .. "

تقبضت يدا مهند حتى ابيضت مفاصله ..

ماذا عليه ان يفعل ... ؟!

كيف يواجه مصيبته ..؟

كيف يخبر والده بخزيه الاكبر ؟

يخبره انه اكتشف ببساطة انه ... عالق..! سجين ذليل خلف قضبان حبيبة العطار ...

ما حصل قبل ايام بينه وبين جوري لايصدق ..

حتى الان هو نفسه لايمكنه ان يستوعب كيف عاشر زوجته وهو فعليا كان يعاشر حبيبة بكل عاطفته ...!

مجرد فتاة تشبه حبيبة قلبت كيانه واحيت اوجاع جراح ظنها برأت ...

لسنوات وهو يجاهد ليبرأ من حبيبة العطار ..

ثم تزوج جوري .. ولم يتحرك قلبه نحوها ..

خدع نفسه لثلاث سنوات ان لاكيمياء بينه وبين زوجته .. انهما لم يكونا محظوظين كفاية ليمتلكا ما يؤجج مشاعر احدهما نحو الاخر ..

هي امرأة باردة مسيطرة وهو رجل شغوف .. شغوف جدا ..

يحب ان يفقد نفسه في امرأته ...

لكن لا ... لا .. لقد كان جبانا .. جبانا ليعترف بالحقيقة ..

جوري اشجع منه لانها عرفتها دون ان تعرف تفاصيلها ... مؤكد هي تشعر به ..

كل تلك الاشارات منها كان يتجاهلها بحمق..

" مهند ! جبينك يتصبب عرقا !! ادخل للبيت فالجو بارد و ستمرض .."

دون وعيه وبعنف دفع مهند يد ابيه التي كانت تتحسس حرارة وجهه ليقول هاذرا

" دعني ابي .. استحلفك بالله دعني .. ان بقيت في البيت اليوم سيحصل لي شيء .."

ابتعد الاب للخلف خطوة وكأن ابنه صفعه بالكم الهائل من المعاناة التي طفحت على وجهه قبل ان يقولها لسانه ..

فتح مهند الباب وركب في سيارته ليخرج بها من المرآب بحركة سريعة متهورة ...

نكس الاب رأسه ليتحرك بخطى ثقيلة .. ثقيلة بثقل الهموم التي يحملها ..

حالما اغلق باب البيت خلفه واستدار رآى جوري تقف على بعد بضعة امتار ..

وجهها جامد لايعبر عن شيء ابدا ...

كم تحيره هذه الفتاة ..

ناداها الاب بلطف " تعالي يا ابنتي .."

بطاعة هادئة دوما تثير دهشته اقبلت نحوه وهي تقول بذاك المحيا المحير

" هل تؤمرني بشيء عماه ؟"

سألها دون مواربة وعيناه تمعن النظر لوجهها

" هل حصل بينك وبين زوجك امر ما ؟ اقصد هل تشاجرتما ؟"

لم يهتز لها جفن وهي ترد بثبات " لا عماه ..."

ازدادت حيرة الاب لتسطع نظرات جوري السوداء فجأة وهي تقول بنفس الثبات

" في الواقع منذ ايام وهو يكاد لايوجه لي كلمة ولاينظر الي على الاطلاق ..."

اراد ان يقول شيئا .. ان يواسيها ..

او يحثها على الصبر لكن تلك النظرة في عينيها اخرسته..

اعتذرت جوري منسحبة وهي تقول بصوت انثوي مميز

" اعذرني عماه .. لدي بعض العمل على الحاسوب يجب ان انهيه .. بالاذن منك .."

ثم تركته واستدارت لتتحرك ناحية الدرج تتسلقه بتأن .. درجة درجة .. تاركة حماها خلفها يضرب اخماسا باسداس ..



يتبع بتكملة الفصل في الصفحة التالية
https://www.rewity.com/forum/t337208-177.html



التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 29-09-16 الساعة 06:28 PM
كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-07-16, 08:53 PM   #1760

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:22 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.