آخر 10 مشاركات
حب في عتمة الأكــــــاذيب " مميزة و مكتملة " (الكاتـب : Jάωђάrά49 - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          مرت من هنا (2) * مميزة *,*مكتملة*..سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          نقد مقال بوابات الجحيم التي فتحت فوق سيبيريا عام 1908 لغز الانفجار الكبير (الكاتـب : الحكم لله - )           »          صدمات ملكية (56) للكاتبة: لوسي مونرو (الجزء الأول من سلسلة العائلة الملكية) ×كــاملة× (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          [تحميل] مكيدة زواج ، للكاتبة / سلمى محمد "مصرية " ( Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          مـــا أصعب الإبتعاد عنها *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : عيون الرشا - )           »          حرمتني النوم يا جمان/بقلمي * متميزه و مكتملة * (الكاتـب : esra-soso - )           »          أحزان نجمة ( تريش جنسن ) 446 ـ عدد جديد (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          الوصية ـ ربيكا ونترز ـ 452 ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات العربية المنقولة المكتملة

Like Tree2Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-12-15, 11:54 AM   #11

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



الفصل التاسع

" بطلي و أيضاً ...أخي الأمير "

------------------------

تلقى الضابط نورالدين معلومات مفصله عن المخطط القادم لمجموعة السبق، فكما يبدو بعد فشل تنظيمه أرادوا التعويض عما فاتهم من لهو و متعه، و حسب المعلومات القادمه من قسم الIT .

لعبتهم القادمه يُطلقون عليها حورية الفلانتاين، و لحوالي ساعتين قام نورالدين بدراسة كل البيانات المحوله له و لكن الذي استوقفه هو صورة الفتاه التي استُمد منها عنوان اللعبه، و اخيرا و بعد طول انتظار استطاع أن يحصل على خيط ملموس لتلك الشله ، فجميعهم حتى الآن كانوا مجرد مجموعه من الأسماء الوهميه التي تخطط خلف ستار الشبكه العنكبوتيه و لكن تلك الفتاه لديها اسم و عنوان .

لكن ..لكن ..لكن هل هي فعلا متورطه معهم ، فهيئتها ليلة راس السنه كانت مريبه للغايه ، و لِمَ يبحثون عنها إن كانت ضمن شلتهم ، هل فعلت شيئا أثار غضبهم ، أم تُرى تلك اللعبه مجرد ستار لما هو قادم ، ربما تكون تمويهاً للعبه أخرى .

حسنا ، التحقيق معها لن يكون مثمراً ، فليلة راس السنه أنكرت و بشده أي علاقه لها بذلك السبق، ربما عليه محادثة إياد الحداد ، كفيلها .
نقر نوالدين بالقلم على سطح مكتبه و أحجم عن هذه الفكره ، فتلك الفتاه جميله جداً ، جمال يُذهب بتوازن أكثر الرجال حكمه.

وإياد الحداد بالرغم من سمعته الطيبه الا أنه في النهايه رجل ، رجل أصر و بشده على الدفاع عنها ليلة راس السنه .. بل استمات في الدفاع عنها .
و ربما استطاعت أن تَنفذ إلى قلب كفيلها ، فإن حادثه بشأنها لربما حذرها وأخذت حيطتها .

أغلق نورالدين الملف أمامه ، و توجه إلى مكتب رئيسه للتشاور معه .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

《we need to talk about lot's of things my dear Nessrin..plz don't ignore me like you did since new year’s eve.》
《عزيزتي نسرين ، احنا محتاجين نتكلم عن حاجات كتير، من فضلك بلاش أسلوب التجاهل اللي
مصممه عليه من ليلة راس السنه《

بدأت نسرين صباحها بتلك الرساله من كريم ، و ما الجدوى من الحديث معه الآن ، ليُذكرها بليلة راس السنه.. لا لن تسمح له بإحراجها أكثر مما فعلت هي بنفسها، ضغطت زرالحذف و تخلصت من رسالته كما أملت أن تتخلص قريبا من دقات قلبها المتسارعه كلما رأته أو تلقت رساله منه .

حملت حقيبتها و غادرت الفيلا ، على البوابه استوقفها منادياً : نسرين .

استدارت ، ألقت عليه نظره ثم تابعت السير .

نادى كريم بحده : نسرين .. استنى عندك ...!

أحست نسرين بخطواته خلفها ثم أحست بيده تقبض على معصمها و أدارها لتواجهه.

قالت نسرين بلامبالاه : معلش أصلي أتأخرت و لازم امشي ، ورايا التزمات كتير انهارده .

قال كريم بانفعال : بطلي شغل العيال ده .. احنا محتاجين نتكلم .

زمت نسرين شفتيها و قالت : اوك .. عايز تقول ايه ؟

سأل كريم بعصبيه : انتي ازاي توافقي عليه ؟ !!!

قالت نسرين مدعيه عدم الفهم : تقصد ايه ... مش فاهمه .؟

قال كريم بنفاذ صبر : مستر رائد .

قالت نسرين بامتعاض : دي حاجه متخصكش ..و أنا مش مضطره أوضحلك أي حاجه تخص حياتي الشخصيه.

رد كريم بعنف : انتي مش بس مضطره، انتي مجبره كمان !

ضحكت نسرين باستخفاف و قالت : كونك صديق أخويا ميدليكش أي حق تتدخل فحياتي ، و مش معني إن ماما و جدو بيعتبروك زي إياد بالظبط يبقى أنا كمان لازم اعاملك زي ما تكون أخويا الكبير!

ثم أضافت بحده : أنا عندي أخ واحد ..واحد و بس.

قال كريم بهدوء: بس اللي قلتيه و عملتيه ليلة راس السنه بيقول غير كده.

شعرت نسرين بالحنق الشديد لتذكيره لها بذلك الموقف المذل و قالت بتهكم : انت لسه فاكر .. ده رهان عبيط عملته مع مايا...بس شكلك ترجمته غلط.

اقترب كريم منهاو قد علت شفتيه ابتسامة المنتصر : مستحيل يترجم غلط .. ده انتي و بكل اللغات اللي في العالم ادتيني الحق مش بس ادخل في حياتك الشخصيه، لا كمان شفايفكو دول قالوا إن أنا الربان و القائد.

ثم اقترب منها أكثر و همس في أذنها : ايه مش فاكره .. تحبي أنعشلك الذاكره .. و قام بتمرير أحد أنامله على شفتيها...

و قال : ها افتكرتي.

أحست نسرن بالاحتقار الشديد لنفسها فبسبب تصرفها الأرعن ذاك هو من جعل كريم ينظر لها بتلك الجراءه الآن.

أبعدت يده بعنف و بعنف أشد قالت : حقير.. و استدارت مبتعده عنه ..

فيما بقي كريم في مكانه يتابعها حتى اختفت عن ناظريه، و لكن لم يختفي الغضب بداخله، غضبه منها أو من نفسه ، ماذا يريد الآن تلقينها درساً ،و لكن هل الوضع يسمح بإضاعة المزيد من الوقت .؟

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

تأملت سماح صديقتها جنه بعيون حانيه ، فتلك البراءه و ذلك النقاء البادي على وجهها ما هو الا مرآه لما بداخلها من صفاء و طيبه ، و ربما سذاجه ، سذاجه تجعلها غير مدركه لحقيقة تصرفات من حولها ، فبعد الذي قصته عليها جنه ليلة أمس عما حدث مع إياد الحداد جعلها عاقدة العزم الآن على الحديث الذي خشيت أن تجريه معها سابقا بخصوص ابن الحداد، فبالرغم من السمعه الطيبه لعائلة الحداد الا أن تصرفات إياد مع جنه أقلقتها ،و ما يقلقها أكثر هو النشأه التي نشأتها جنه ، فوالدتها كانت تخاف عليها بشده و نظراً لكونها ارمله فقد كان عالمها منغلقاً ، و أما عن إقامتها مع خالها في السنوات الماضيه فكانت أكثر انغلاقا فالبكاد سمح لها بالخروج للمدرسه أو الكليه ، و تلك المعاناه ربما أصقلتها لتحمل الظروف الصعبه و لكن بالتأكيد لم تهيؤها للتعامل مع المجتمع و خاصة الرجال.

قالت سماح بعد أن أنهيتا فطورهما : لسه عند قرارك وهتروحي ترجعي الفلوس .

- أيوه .. بعدما خلص دوام هاسيبهم عند السكرتيره.

- طب ايه رأيك لو ترجعيهم كلهم.

- ازاي كل مرتبي ميكفيش نص تمن الموبايل.

- ما أنا محوشه قرشين ، خوديهم و ادفعي تمنه كامل.

شعرت جنه بالامتنان تجاه صديقتها و قالت : طبعا مقدرش و بعدين انتي محتاجه الفلوس دي جدا وخاصه دلوقتي.

قالت سماح : مش فاهمه ، خاصه دلوقتي ليه ؟

قالت جنه مداعبه لصديقتها : يعني أقصد في جهازك ، مش بردو عبدالله ناوي يتقدملك.

ردت سماح بحزن : بلاش هزار في الموضوع ده ، و بعدين اسمعيني كويس ..أنا مكنتش ناويه اتكلم و كنت بفترض حسن النيه عنده.

سألت جنه باهتمام : تقصدي مين ؟

قالت سماح : أقصد البشمهندس إياد ، لكن بعد اللي حكتيه امبارح لازم ترجعيله الفلوس و مش ناقصه مليم كمان ، و متزعليش مني فاللي هاقوله بس ده لاني خايفه عليكي ، واحد زي إياد الحداد وفي شكله و مركزه و ثروته لما يجي يتجوز هيبص لواحده من نفس المستوى..

قاطعتها جنه : ايه اللي بتقوليه ده، أنا اساساً مبفكرش فيه بالطريقه دي و كل الحكايه إنه اتحمل مسئوليه قدام الظابط و خايف أسببله مشكله.

قالت سماح : يبقى حرص و لا تخونش ، ما هو يا جنه مفيش راجل يجيب هديه لواحده و يصر يعزمها على العشا لله كده ، أكيد عايز مقابل ...لكن خلينا نفترض حسن النيه ، بس كمان نحط حدود للتعامل و أول حاجه تعمليها انهارده ترجعي كل الفلوس و مش عايزه نقاش .

ثم أضافت مازحه : و انا اول كل شهر هاستنى و ازن على دماغك و اطالب بالقسط بتاعي .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

شعرت جنه بالضيق لأنها قبلت مساعدة سماح ، و لكن صديقتها أصرت و بشده .

خرجت جنه من المصعد و توجهت إلى مكتب السكرتيره و بادرتها قائله : مساء الخير.

رفعت السكرتيره نظرها عن جهاز الحاسوب ثم قالت و قد علا الارتباك وجهها : مساء النور ، ثوان بس أبلغ البشمهندس بحضورك.

قالت جنه : لا ..لا مفيش داعي .

و لكن لم تعر السكرتيره كلامها أي اهتمام ، و بالفعل قامت بإخبار إياد على الهاتف بحضورها.

ثم قالت بحزم : اتفضلي ، تقدري تدخلي للبشمهندس دلوقتي .

ردت جنه بحزم هي الأخرى : قلت لحضرتك مفيش داعي ، ثم فتحت حقيبتها و أخرجت ظرفاً ، و أضافت : يا ريت توصلي الظرف ده للبشمهندس و هاكون شاكره جدا ليكي .

أغلقت جنه حيبتها وهمت بالانصراف ، و لكن استوقفتها شهقة الفتاة التي قالت متوسله : من فضلك استني ، البشمهندس إياد هيدايق مني جدا لو عرف إنك مشيتي .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

دقيقتان ، دقيقتان امتدتا كأنهما دهرا ، دقيقتان ينتظر بلهفه دخولها مكتبه ، متناسياً تماماً قراره البارحه ،
و مع دخول الدقيقه الثالثه غادر مكتبه ، ليجدها تتحدث مع سكرتيرته ، تقدم منهما و قال موبخاً : أنا مش قلتلك تدخل حالا.

حاولت سكرتيرته الدفاع عن نفسها و لكنه تجاهلها و أكمل موجهاً حديثه لجنه : اتفضلي ..نتكلم فمكتبي .

ثم عاد و قال لسكرتيرته: و انتي حسابك معايا بعدين.

قالت جنه : حضرتك فهمت غلط..

قاطعها إياد وقال : كلامنا ميكونش هنا قدام الموظفين ، تفضلي فالمكتب.

دخلت جنه المكتب و تبعها إياد الذي قال بعد أن أشار عليها بالجلوس : تحبي تشربي ايه ؟

ردت جنه بحزم : متشكره مش عايزه حاجه ، و بالنسبه للسكرتيره هي فعلا قالتلي أدخل لحضرتك ، بس أنا كنت مستعجله و عايزه امشي، هي ملهاش ذنب.

سأل إياد : مش فاهم هتمشي ليه ..ثم أضاف غاضباً : هو انتي بقالك كتير هنا قبل ما تبلغني بحضورك ؟

قالت جنه : لا لا انا لسه جايه بس مكنتش حابه ازعج حضرتك ، و كنت جايه اديك تمن الموبايل و سبت الفلوس في ظرف عند سكرتيرة حضرتك.

ثم أضافت : أنا هاقوم اجيبه لحضرتك.

استوقفها إياد و قال : لا ، استني أنا هاخليها تجيبه هنا .

و في غضون دقيقه دخلت السكرتيره و سلمت الظرف إلى إياد ، ثم غادرت بعد أن رمقت جنه بنظره تقطُر سُما ً.

أمسك إياد الظرف و فتحه مطلعاً على محتواه ، ثم وضعه على المنضده الموجوده بينهما و قال : أولا ، احنا مش اتفقنا بلاش تديني الفلوس قدام الموظفين .

ردت جنه : أعمل ايه ما هو حضرتك مش راضي تاخدهم .

قال إياد : تقومي تحطيني قدام الأمر الواقع و تحرجيني قدام اللي بيشتغلوا عندي .

قالت جنه معتذره : آسفه ، بس ملقتش طريقه غير كده عشان تاخدهم .

قال إياد متأففا : ما أنا قلتلك أنا مش محتاج الفلوس دي و متفرقش معايا.

قالت جنه بحزم : و أنا قلت لحضرتك المسأله مسألة مبدأ بالنسبالي .

قال إياد بحنق : طالما هي مسألة مبدأ ، تقدري تقوليلي جبتي المبلغ ده كله منين ؟

أجابت جنه بتلعثم : أنا استلفت الفلوس دي من سماح و هابقى اردهم براحتي .

لسبب لا يفهمه إياد ، أزعجه أن تكون مدانه لأحد ، و إن كان لا بد من استدانتها للمال فليكن منه هو و ليس من غيره ، حتى لو كانت صديقتها.

سأل إياد معاتبا : طب اشمعنى قبلتي تستلفي من سماح ؟

ردت جنه : سماح زي أختي بالظبط ، و مفيش فرق بينا.

قال إياد على الفور : أنا كمان بعتبرك زي أختي نسرين بالظبط.

نطق إياد بتلك الكلمات التي ربما تعتبر أكبر كذبه قالها في حياته ، فمشاعره تجاه جنه و إن كان لم يجد لها مسماً بعد ، فهي بالتأكيد بعيده كل البعد عن مشاعر الأخوه.

و لكن لم يجد حلا سوى الكذب لاقناعها و أضاف : بس الظاهر انتي مش بتعتبريني زي أخوكي .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

شعرت جنه مره أخرى بالاطمئنان تجاه إياد ، و نفضت عنها المخاوف التي زرعتها سماح هذا الصباح بداخلها ، فهو يراها كأخته ، ربما إن كانت صادقه تماماً مع نفسها لقالت أن ذلك أزعجها و لو قليلا و لكنها تغاضت عن هذا الصوت ، فإن كان يريد أن يلعب دور الأخ في حياتها سترحب بذلك وبشده، بل ستسعد بأي صفه منطقيه تبقيها قريبه منه .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

أجابته جنه بابتسامه عريضه : لا بالعكس، دي حاجه تشرفني .

لم يدر إياد أيشعر بالغبطه لأنه جعلها تطمئن له مره أخرى ، أم بالضيق لسعادتها من فكرة الاخوه بينهما .

قال إياد محاولا إخفاء ضيقه: طيب بما إننا اخوات يبقى تاخدي الظرف ده و ترجعيه لصاحبتك.

أخذت جنه الظرف و قالت باضطراب : اوك، بس حضرتك ضروري تاخد أول قسط.

و أخرجت بعضاً من الجنيهات و قالت : اتفضل .

تنهد إياد و قال بفروغ صبر : طب موافق، بس دول مش هاخدهم ، ايه رأيك لو تروديلي عزومة امبارح.

لاحظ إياد ارتباكها ، فأكمل ليحثها على الموافقه : أصلي مقدرش آخد فلوس من بنت ، و في نفس الوقت مش عايزك تزعلي لو مخدتهمش ، فده حل هيرضيني و يرضيكي .

قالت جنه بتردد : بس ...

قال إياد : مفيش بس.. و أضاف مازحاً : بعدين ميغركيش مكتبي و الشركه ، أنا انهارده مفلس و مفيش جنيه واحد فجيبي و هينوبك فيا ثواب لو قبلتي تعزميني .

ابتسمت جنه و قالت : بس بلاش المطعم بتاع امبارح .

سأل إياد بقلق : ايه في حاجه دايقتك هناك ؟

هزت جنه رأسها بالنفي و قالت : لا مش كده بس أصله ..

- أصله ايه ...؟

أجابت جنه بحرج : أصله ..غالي اوي و كده مش هقدر على تمن العزومه .

ضحك إياد بسبب عفويتها الشديده في الاجابه ،ثم استدرك نفسه عندما رأى الاحمرار يغزو وجهها و قال : طب خلاص انتي اختاري المكان اللي يعجبك.

أجابته جنه : ما أنا لسه معرفش الأماكن هنا ، مش بخرج الا عالمكتبه أو جنب البيت.

قال إياد : خلاص أنا عندي الحل ..هنروح مطعم واحد صاحبي و هو دايما دايما بيعملي تخفيض.

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤¤¤

أنهت سماح مهامها الاشرافيه على فتيات المصنع و بعد أن تأكدت من إغلاق جميع الآلات خرجت من البوابه بعد أن ألقت التحيه على الحارس.

ثم انضمت إلى جموع المنتظرين على الرصيف للحصول على مواصلة العوده للبيت ، و تساءلت متى ستعود و في انتظارها ابنتها الحبيبه، و بمجرد تذكرها لابنتها ملأت الدموع عينيها ، و لكن على الأقل الآن لديها جنه ، ألم تكن هذا الصباح كسيده في الخمسين من عمرها تُسدي النصح لابنتها الشابه ، ضحكت لتلك الفكره و مسحت دموعها، و تذكرت اتفاقها مع جنه على العوده لبيت جارتها القديم و السؤال عن زوجة طليقها ..و لكنها طلبت من جنه أن يؤجلا هذا البحث .. اه يا سماح مم تخافي ..أتخافي أن تعودي للأمل مره أخرى لتلقي نفس النتيجه ..كانت غارقه في أفكارها عندنا لاحظت عينان تراقبانها و مره أخرى تقدم باتجاهها، حتى وقف لا يفصل بينهما سوى بضعا من السنتيمترات و قال : ازيك يا آنسه سماح ؟

ردت سماح باقتضاب : الحمد لله ..ثم أشاحت بوجهها عنه.

قال عبدالله بتلعثم : الآنسه جنه قالتلي إنك كنتي تعبانه.

قالت سماح و قد عادت تنظر إليه مره أخرى : بس دلوقتي بقيت كويسه الحمد لله.

ابتلع عبدالله ريقه ثم نظر إلى الأرض و قال بصوت مرتعش : إنتي متتخيليش أنا قلقت عليكي ازاي ، و كنت هآجي بنفسي اطمن عليكي بس كنت خايف لتدايقي.

ثم أضاف : آنسه سماح ..... أنا ...

《 عبدالله ..ازيك يا عبدالله...》

كانت تلك إحدى الفتيات العاملات بالمصنع و إن لم تخطىء فهي قريبة عبدالله ، استغلت سماح انشغال عبدالله بالقادمه لتحيته و ابتعدت لتستقل أول مواصله سنحت لها ، فلا جدوى لتعريض نفسها لنظرات اللؤم من تلك الفتاه.

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

شعرت ماهيتاب بالضجر الشديد و تساءلت إلى متى ستمنع نفسها عن الاستمتاع بحياتها و الخروج للهو مع أصدقائها ، أرادت أن تثبت لإياد أنها تغيرت ، و لكن يبدو أن انتظارها سيطول ، و فكرت ما الضير إن خرجت الليله و استمتعت قليلا ، فإياد بالتأكيد لا يراقبها أو تصله تحركاتها طوال الوقت.

أمسكت هاتفها و طلبت صديقتها جيرمين التي أخبرتها بعدم استطاعتها الخروج الليله بسبب زيارة بعض الأقارب لهم.

تأففت ماهيتاب قليلا ثم تذكرت ذلك الشاب الذي قابلته في أحد النوادي الليليه و الذي ما انفك يلاحقها و الغريب في الأمر أنه توقف منذ فتره عن الاتصال بها ، ترى هل فهم لعبتها، فلطالما انتشت ماهيتاب على ملاحقة الرجال لها ، فذلك يرضي غرورها و بالطبع لا تسمح لهم بالنيل منها ، فهي ليست بالغبيه و لكنها توقفت عن ذلك طمعا في نيل رضا إياد مره أخرى ، حسنا ربما عليها الاتصال بذلك الشاب ، لن تسمح له بأن ينتصر عليها ستكون الكلمه الأخيره لها .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

استيقظ هيثم على صوت هاتفه معلنا وصول رساله جديده ، تناول الهاتف و فتح الرساله و قرأ :

《فينك يا بنتي ، مش بتردي ليه، ده في ريستورانت فتح جديد و بيقولوا أكله كله دايت و تحفه ، تحبي أمر عليكي و نتعشى سوا》

كانت الرساله من تلك الفتاه اللعوب ماهيتاب ، لو لم يفطن لألاعيبها لظن أن تلك الرساله وصلته بالخطأ كما يدل محتواها ، و لكن نظرا لخبرته بها قرأ ما بين السطور فهي دعوه مبطنه له شخصيا ، يبدو أنها شعرت بإهماله لها فمنذ ليلة راي السنه أصبح مهووسا بتلك الفتاه، و لكن ما الضير الآن سيبدأ سهرته الليله مع ماهيتاب و يوما ما سينال منها ، فتلك اللعوب تحتاج إلى النفس الطويل .

فرك عينيه ليزيل عنهما آثار النوم ثم أرسل برساله إلى ماهيتاب .

《رب صدفه خير من ألف ميعاد، أنا كمان كنت ناوي اتعشى فالمطعم ده، يارب تقبلي عزومتي》

جاءه الرد سريعا 《 اوبس ... اسفه بعتهالك بالغلط》

و بعد حوالي ربع ساعه، تدعي فيها التمنع قبلت أن يمر و يصطحبها للعشاء.

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤

ركبت جنه في المقعد الأمامي بجوار إياد الذي تولي قيادة سيارته و سألته : امال فين عبدالله ؟

أجابها إياد : قلتله يروح ، حابب أسوق بنفسي ، و لا انتي مش عجباكي سواقتي ؟

ابتسمت جنه و قالت : لا ابدا ، بس هو عبدالله بيشتغل عند حضرتك ايه بالظبط ؟

قال إياد : أولا ، بلاش حضرتك دي ، احنا مش اتفقنا إني زي أخوكي ، و بعدين يا ستي عبدالله تقدري تقولي عليه دراعي اليمين ، يعني مفيش مسمى معين لوظيفته.

سألت جنه : يعني هو حد بتثق فيه ؟

رد إياد بعصبيه : ايه هو احنا هنفضل نتكلم عن عبدالله طول الطريق !

لم تُرد جنه بأسئلتها سوى الاطمئنان على صديقتها سماح ، و التأكد أن عبدالله شخص ثقه ، و لكن يبدو أنها تعدت حدودها و الآن سيظن إياد أنها شخصيه فضوليه تتدخل فيما لا يعنيها .

و حدثت نفسها : دلوقتي هيقول دي ما صدقت أقولها أنا زي اخوكي و هتفتكر نفسها واحده من العيله.

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

أصرت ماهيتاب على اختيار مائدتهما في نهاية المطعم حتى تكون بعيده عن الأنظار و تتمكن من ممارسة لعبتها المفضله بدون أن يراها أحد من معارفها فلربما وصلت أخبارها إلى إياد.

قال هيثم متأففا : مش كنا قعدنا ع الطربيزه اللي فالنص دي.

ابتسمت ماهيتاب و قالت بدلال : ايه ده ، احنا يدوب وصلنا و بالسرعه دي ادايقت من طلباتي .

أمسك هيثم يدها وقبلها قائلا : ايه الكلام ده ، في حد يدايق و القمر جنبه ، أنا كنت أقصد إن الاضاءه هناك أحسن و أقدر أملي عنيا منك.

ضحكت ماهيتاب و قالت : هو القمر محتاج إضاءه .!

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤

شعر إياد بالاستياء من نفسه ، و عدم مقدرته عل التحكم في أعصابه ، فلقد أزعجه اهتمام جنه و أسئلتها عن عبدالله ...

عظيم ..فا هو الآن يشعر بالغيره من الموظفين تحت إمرته ، و لكنه سرعان ما نفض تلك الفكره من رأسه ، ليست غيره و لكنه خوف و إحساس بالمسئوليه تجاه جنه ، خاصه لو دخل في المشهد رجل آخر ، فمن خلال تعامله معها أحس بطيبتها الشديده و براءتها التي تثير فيه غريزة الحمايه ، و خير دليل على تلك البراءه ، هو سهولة اقناعها بالخروج معه هذه الليله.

عكس الليله الماضيه ، كانت تشعر بالقلق و كأن ما تفعله خطأ ، و لكن الليله بعد أن طمأنها بأنها في مقام أخته نسرين ، أخذت كلامه محل ثقه و صدقته.

و لثوانٍ أحس بتأنيب الضمير و لكنه سرعان ما عذر نفسه ، فهو يفعل ذلك ليجعلها تطمئن له و تخبره لِم َهربت من بيت أهلها و بالتالي يستطيع أن يقدم لها المساعده الملائمه لوضعها.

قال إياد محاولا كسر الصمت الذي خلقه بعصبيته : مش هتقوليلي رحتي فين ؟

سألت جنه : مش فاهمه ..تقصد ايه ؟

أجاب إياد : أقصد المكان اللي رحتيه زي ما حصل مع جدي.

أجابته جنه بصدق : حقيقي مش عارفه ، آه أنا فاكره المكان كويس و لو شفته هاعرفه ، بس للاسف معرفش هو فين و لا حتى ايه بالضبط .

أوقف إياد السياره بعد أن وصلا إلى وجهتهما و قال : بس كده هتتعبي لغاية أما تلاقي نصك التاني زي ما حصل مع جدي.

و كما توقع فقد احمرت وجنتاها خجلا ، فقال ليريحها من احراجها : وصلنا .

همت لتفتح الباب و لكنه استوقفها و قال : لا استني و ترجل من سيارته و التف ليفتح لها الباب قائلا بطرقه مسرحيه : اتفضلي يا أميرتي الصغيره .

ضحكت جنه برقه و قالت : متشكره يا سمو الأمير.

قال إياد بعد أن دخلا المطعم : و دلوقتي هتسمعي كلام أخوكي الأمير و تاكلي كويس مش زي اكل العصفوره بتاع امبارح.

قالت جنه بحماس : لا متخفش ، أنا جايه و ناويه آكل بضمير من غير وصايه .

سألها إياد : اشمعنى ؟

ردت جنه بمرح : مش أنا اللي هدفع .

و للمره الثانيه في هذه الليله شعر إياد بتأنيب الضمير فهو يعلم جيداً أنها لن تدفع ثمن هذا العشاء .





فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 26-12-15, 11:56 AM   #12

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



الفصل العاشر

" و اشتعلت نارُ الغيره "

-------------------------
" وصلت كتب جديده انهارده و لسه محتاجه وقت عشان أصنفهم ..هاضطر اتأخر شويه ، متقلقيش "

كانت تلك هي الرساله التي ردت بها جنه على رسالة صديقتها سماح و التي بعثتها مستفهمه عن سبب تأخرها .

لم تستطع جنه البوح بالحقيقه لصديقتها على الأقل ليس بمجرد رساله، فسماح لن تفهم ، نعم فهذا الصباح حذرتها بشده من أياد ، بالتأكيد لن تفهم أن هذا الشخص الذي تشك بدوافعه هو مصدر الأمان الوحيد لها ، فلقد غادرها كل من أحبت .

في البدايه والدها الذي لم تره قط في حياتها ، لتلحق به والدتها التي كانت هي عالمها بأسره ، و من ثم جدها ، حتى سماح رحلت عنها ، حتى و إن عادت الآن هل تضمن بقاءها ، لا أحد يستطيع أن يضمن القدر .

و شيء ما يحدثها بأن إياد لن يرحل أبدا من حياتها ، ألم يصر على البقاء معها في القسم مع أنه وقتها لم يكن قابلها قبل ذلك ...

أخرجها من شرودها سؤال إياد الذي أنهى لتوه اخبار النادل بطلبهما : ممكن أعرف المسج دي من مين و لا ده سر ؟

أجابته جنه على الفور : لا مش سر و لا حاجه ، دي من سماح بتسأل اتأخرت ليه.

سألها إياد مازحا : و قلتلها بتتعشي مع أخوكي الأمير ؟

أجابته جنه بتلعثم : آه ...طبعا .

دخل إياد في دوامه من الشكوك بعد ما لاحظ ارتباكها في الاجابه على سؤاله ، هل كذبت عليه ، و ممن تلك الرساله حقا ، لن يبقى في تلك الشكوك طوال الأمسيه عليه أن يختبرها .

سألها إياد بخفه : انتي متأكده إن المسج دي من سماح.

رفعت جنه كتفيها و أجابت : طبعا .

قال إياد متصنعا المزاح : طب وريني كده ، اتأكد .

و بدون تردد ناولته جنه الهاتف .

حرك إياد يده بالنفي و قال : انتي صدقتي ، أنا كنت بهزر.

أعادت جنه الهاتف إلى حقيبتها و على وجهها علامات الاستغراب من تصرفه .

أما هو فشعر بالحماقه الشديده ، و مشاعر أخرى لم يفهمها ، هل تولد لديه حب التملك تجاهها لدرجة أنه كان سيُجن لمجرد شكه بأنها تخفي عنه شيء ما، و أن من حقه معرفة أدق التفاصيل عن حياتها .

عليه التخلص من تلك المشاعرو بسرعه ، و الطريق الى ذلك سيتحقق بمعرفته ممَ تخاف و لم هربت من بيتها ، حينها سيستطيع مساعدتها، و ستختفي كل هذه المشاعر .

سألها بدون مقدمات : انتي عندك اخوات يا جنه ؟

أجابته جنه بحزن : أعتقد .

ضحك إياد على إجابتها الغريبه و قال : تعتقدي ! هو فيلم هندي و هتلاقيهم في النهايه ، ما هو يا عندك اخوات يا معندكيش.

فركت جنه يديها و قالت : أقصد معنديش ، ثم أضافت بمرح : بس دلوقتي بقى عندي أخ و أمير كمان .

ابتسم إياد لدعابتها ، ابتسامه لم تلامس قلبه ، فرغم تكراره طوال اليوم أنه بمثابة أخاها ، الا أن تلك الكلمه لم ترقه عندما خرجت من شفتيها .

حضر النادل و قام بوضع العشاء على المائده أمامها .

قال إياد بعد انصراف النادل : على فكره الأكل هنا كله دايت ، أصل صاحب المطعم دكتور تغذيه .

قالت جنه بحزن : ماما كان نفسها تتخصص في التغذيه .

سأل إياد : و ايه اللي منعها ؟

أجابته جنه باقتضاب : جدي أصر إنها تتجوز قبل ما تكمل الكليه ، و بعد ما بابا توفى بقت مسئوله عني و مقدرتش توفق بين الشغل و المذاكره.

أحس إياد بحب جنه الشديد لوالدتها ، و لكن يبقى اللغز ، لماذا هربت من البيت ، هل كان في الصوره زوج أم صعب المراس جعلها تفضل الهرب على المكوث مع والدتها ، الطريق الوحيد للتأكد هو بسؤالها .

سأل إياد آملا أن يلقى إجابه : شكلك متعلقه اوي بمامتك ، امال ليه سبتي البيت و جيتي هنا ؟

أجابته جنه و قد ملأت الدموع عينيها : ماما توفت من زمان .

شاهد إياد جنه و هي تحاول جاهده السيطره عل دموعها و عدم البكاء ، و لعن نفسه لأنه أثار حزنها و قال : أنا آسف إذا كنت دايقتك .

اكتفت جنه بهز رأسها بالنفي و أخذت تعبث بالطعام أمامها .

لم يشأ إياد أن يسبب لها المزيد من الضيق ، و لكن فضوله غلبه لمعرفة كيف كانت حياتها قبل مجيئها هنا، وجد نفسه يسأل : كنتي عايشه مع مين بعد ما توفت ؟

نظرت جنه إليه بصمت لثوان ، أحس فيها بترددها ثم قالت : مع قرايبنا .

أتبعت جوابها بسؤال : و إنت درست ايه ، أنا عارفه إنك مهندس بس لغاية دلوقتي معرفش تخصصك ايه ؟

سألت بصوت مليء بالمرح المزيف ، لم يعرف إياد هل أرادت أن تكسر الحزن الذي ساد قبل قليل ، أم تلك طريقتها في التهرب من الإجابه على المزيد من الأسئله .

أجابها إياد : هندسه معماري زي بابا الله يرحمه .

قالت جنه بمرح : يعني حضرتك مش بس أمير لا كمان فنان .

ضحك إياد و قال : هو احنا مش اتفقنا بلاش حضرتك ، و بعدين بالراحه عليا أمير و فنان كده هاتغر ، بس فعلاً العماره محتاجه موهبه و الموهبه دي ورثتها من والدي ، و أنا صغير كان دايما يلعب معايا بالليغو و كنا كل يوم نبني بيت شكل ، و لما كبرت شويه بقينا نروح الأرض بتاعتنا و نبني بيوت بالخشب و آخر مشروع عملناه سمناه بيت الشجره بس للاسف والدي توفى قبل ما نكمله .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

أثار حديث إياد عن والده الشجن في قلب جنه ، فهي قط لم تلتقِ بوالدها و عندما ذهبت للعيش مع خالها ، كان بعيداً كل البعد عن صورة الأب التي طالما رسمتها في مخيلتها ، أما عن مشروع إياد الأخير مع والده ، تساءلت جنه هل من المعقول ...

قام إياد بفرقعة أصابعه أمام وجهها ليخرجها من شرودها قائلا ً : ايه يا دوده رحتي فين ؟؟؟

رمقته جنه بنظره حانقه و قالت : ايه دوده دي !!!!!!

ابتسم إياد و أجابها : دودة قرايه ، عشان كده تخصصك مكتبات مع ان مجموعك عالي جدا، أنا قريت السي في بتاعك وواضح جداً إنك بتعشقي القرايه .

عضت جنه على شفتها السفلى و سألته : انت قريتها كلها ؟؟؟

أجاب إياد و قد ازدادت ابتسامته : لو تقصدي الخاطره ، أيوه قريتها و الحقيقه أبهرني أسلوبك.

شعرت جنه بالاحمرار يغزو وجهها ، بسبب ما كتبته في تلك الخاطره.

قام إياد بالتنحنح ثم أكمل : خاطرتي بعنوان " أنا و عشقي الأول ..القراءه " .

صمت مفكراً ثم قال : كنت بتقولي إن القراءه ليست مجرد هوايه بل هي حياه ...و ايه كمان يا إياد .. اها افتكرت ، من أحب الكتب عندك الروايات الرومانسيه و خاصة لما البطل بيكون ...

قاطعته جنه و قد أخفت وجهها بيدها : خلاص ..كفايه .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

دخل إياد في نوبه من الضحك فطريقتها الطفوليه في إخفاء حرجها أغبطته ، أراد الاسترسال في أحراجها حتى يرى المزيد من الطفله بداخلها و لكنه أشفق عليها و قال من بين ضحكاته : آسف ، أنا كنت عايز اساعدك ، أصل طريقة كتابتك للسي في محتاجه شوية تعديلات ، بس الخاطره تاخد 10/10.

" طب و الأكل يا مان "

التفت إياد و جنه في نفس الوقت ليريا من هو صاحب ذلك السؤال.

ثم قال إياد : مش محتاجه سؤال ، 10/10 يا دوك.

أجابه كريم : شكرا يا هندسه .

سأل إياد : هو انت مش كنت هتسافر انهارده ؟.

أجابه كريم : مكنتش فالمود ، ثم نظر إلى جنه وقال : ازيك يا جنه ، و قبل أن تجيبه أضاف : اسمحيلي اقلك جنه من غير ألقاب ، أصلي حاسس إني أعرفك من زمان و كمان مبحبش جو الرسميات اللي بتعملوه هنا .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

نظرت جنه مطولاً إلى صديق إياد ، كريم حسن ثابت ، تفرست فيه للحظات ، تدرس ملامحه و لكن للأسف لم تجد في وجهه شيئاً مألوفاً ، و قالت : أكيد يا دكتور.

أحضر كريم كرسياً و جلس على المائده و قال : ممكن اقعد معاكو شويه ؟

أجابه إياد : ما انت قعدت خلاص .

قالت جنه وقد وجدتها فرصه لمعرفة المزيد عنه و التأكد من شكوكها : اه طبعا اتفضل .

ثم سألت : هو حضرتك صاحب المطعم ؟

أجابها كريم : أيوه ، هو إياد مقلكيش ، و إن شاءالله هفتتح مطعم تاني و ده هيكون للأكلات الشعبيه بس بطريقه صحيه و مختلفه ، يعني هندخل شوية تكات أمريكاني للأكلات المصريه .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

دفع هيثم ثمن الفاتوره و همَ بمرافقة ماهيتاب و المغادره ، ليفاجأ بها تشهق و تعود للجلوس مره أخرى .

سأل هيثم بقلق : ايه مالك ، في ايه ؟

قالت ماهيتاب بتوسل : معلش خلينا قاعدين كمان شويه .

قال هيثم بفروغ صبر : بس كده هنتأخر عالبارتي .

أعادت ماهيتاب توسلها : عشان خاطري خلينا كمان شويه .

لاحظ هيثم نظرات ماهيتاب المصوبه خلفه ، التفت ثم سألها : هو في حد هنا مش عايزاه يشوفنا و لا ايه الحكايه ؟

أجابته ماهيتاب بضيق : أيوه ، ابن عمي و خايفه يشوفني و يعملي مشاكل مع ماما أصله يا سيدي معجب و عايز يتجوزني ، بس أنا مش بطيقه و لو شافني هيشغل الاسطوانه لماما ، بنتك محتاجه حد مسئول عنها والكلام الخنيق ده .

استدار هيثم مره أخرى لينظر خلفه و قال : هو فين ، انهي طربيزه ؟

أجابته ماهيتاب : اهي اللي ع اليمين ، جنب جروب البنات اللي هناك.

أشاح هيثم بنظره حيث أشارت ماهيتاب ليفاجأ بوجه تلك الفتاه، فتاه راس السنه .

سأل هيثم بلهفه : و البنت اللي قاعده دي أخته ؟

نظرت ماهيتاب مره أخرى و قالت : لا مش أخته .

سأل هيثم : امال مين و لا يمكن تبع اللي قاعد معاه ده .

أجابت ماهيتاب : تقصد كريم ، ملوش أخوات بس يمكن تبعه و لا يمكن الاتنين بيتسلوا عليها ، أصل كمان لبسها مش مستوى كريم خالص.

استمر هيثم في النظر لتلك المائده ، بالفعل هندامها متواضع جداً ، عكس شريكيها في المائده يرتديان بذلات من أرقى الماركات العالميه ، و ليست قريبه لأحد منهما ، اذن فقد صدق حدسه ليلة راس السنه و حدث نفسه : فعلا واحده من إياهم ، و لما شافتني مسطول خافت مدفعش تمن الليله ، و أنا فكرت إني ظلمتلك ، ده انتي مقضياها جوز فالليله.

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

استمر كريم بالتحدث عن نفسه و مشاريعه كما ألِفه إياد ، و لكن المختلف اليوم هو شعور إياد بالضيق ، و للمره الأولى استثقل إياد أن يكون كريم نجم المكان ، فكريم اجتماعي بطبيعته ، كثير الكلام و العلاقات ، و أينما حل ينصت الجميع لأحاديثه المشوقه ، فلديه كاريزما محببه إلى القلب ، و لطالما سَعُد إياد بالتغير الذي حل على صديقه فمن طفل منطو إلى الرجل اللبق الاجتماعي ، أما الآن تمنى لو أن باستطاعته أن يطفىء هذا البريق الذي يحيط بصديقه فمنذ جلوسه معهم لم تُزح جنه بنظرها عنه و كأنما نسيت أنه موجود و كأنما أصبحت أسيره لكل كلمه ينطقها صديقه .

سألت جنه : و ايه سبب اختيارك للطريقه الأمريكاني ؟

أجابها كريم : أصلي بقالي سنين عايش فامريكا ، و أنا صغير كنت بنزل هنا فالاجازات ، بس بعد ما خلصت دراسه وقتي متوزع نص هنا و نص فامريكا ، بس خلاص أخيرا قررت استقر في مكان واحد.

قالت جنه باهتمام : و أهلك عايشين فامريكا ؟

قال كريم : والدي مقيم دائم فامريكا .

سألت جنه بلهفه : ووالدتك ؟؟؟؟؟؟

وصل ضيق إياد إلى ذروته و بدون مقدمات نهض من مقعده و قال قبل أن يجيب كريم على سؤال جنه : احنا لازم نمشي ..كده هتتأخري.

شاهد إياد جنه تنتفض من مكانها هي الأخرى ، ثم أمسكت بحقيبتها و قالت : حاضر بس استنى ادفع الحساب الأول.

تدخل كريم قائلا بمرح : حساب ايه اللي تدفعيه ، الأكل هنا مجاني لإياد و كل مَن مع إياد .

قالت جنه بحرج : بس إياد ...

قاطعها كريم :بس ايه ، هو في ايه يا إياد ... انت عامل فيها مقلب ما إنت عارف إني موصي الموظفين مياخدوش فلوس منك .

قال إياد بضيق : حاجه كده ، ويلا احنا اتأخرنا ، عن اذنك.

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

قال هيثم : اهم قاموا ، يلا بينا.

قالت ماهيتاب بعصبيه : يا سلام على ذكائك ، استنى أما يخرجوا.

أراد هيثم الخروج و اللحاق بهم لمعرفة عنوان تلك الفتاه و لكن من المحتمل جداً أن تقضي الليله برفقه ابن عم ماهيتاب .

قال هيثم بعد أن غادروا المطعم : يلا بقى هنتأخر.

كان هيثم يحث الخطى للحاق بهم ليفاجأ عند خروجه من البوابه بشهقه أخرى من ماهيتاب : يا نهار اسود.

قال هيثم بنفاذ صبر : ايه في ايه تاني ؟؟؟

قالت ماهيتاب بحنق : بص قدامك ، مش شايف الراجل اللي بيصور ده .

رد هيثم بعصبيه : و احنا مالنا بيه .

قالت ماهيتاب بغضب : يعني ايه مالنا بيه ، ده شكله خاد صوره لينا وبكره الاقيها نازله فكل مكان .

تأفف هيثم و قال : طب ماتنزل ، هيحصلك ايه يعني .

قالت ماهيتاب : انت اتجننت ، بدل ما تروح تكسر الكاميرا دي على دماغه .

شاهد هيثم ماهيتاب تتقدم باتجاه ذلك الرجل ، و ركب سيارته غير عائبا بها ، فعليه أن يلحق بتلك الفتاه.

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

أطفأ الكاميرا و استعد معتز لينطلق خلف سيارة إياد الحداد ، فلليله الثانيه على التوالي يسهر برفقة تلك الفتاه ، فتح باب سيارته لينهال عليه وابل من الشتائم ، استدار ليرى من صاحبة ذلك اللسان السليط و قال : حضرتك تقصديني أنا ؟

أجابته : امال مين خيالك ؟

أمعن معتز النظر إليها ، نعم تلك ماهيتاب خطيبة إياد الحداد السابقه ، فالشهر الماضي قام بجمع المعلومات عنه و مما توصل إليه أن فسخ الخطبه جاء غير موافقا لهواها .

سددت ضربه إليه بحقيبتها و قالت : أنت ازاي تجرؤ و تاخد صوره لينا .

أجابها معتز بخبث : أنا كنت بصور ابن عمك و حبيبته .

سألت ماهيتاب باهتمام : حبيبته ؟ و انت تعرف ازاي شكل علاقتهم ، و ازاي تعرفني أساسا ؟

صفق معتز لنفسه ، لقد ألقى قنبلته و صدق توقعه فلقد غضبت من ذلك الخبر و ها هي الفرصه سانحه أمامه للحصول على المزيد من المال و الأهم ربما كانت ماهيتاب طريقه للوصول إلى المزيد من الفضائح في ذلك المجتمع الراقي .

قال معتز : ا مممم انتي كده عايزه التفاصيل ببلاش .

قالت ماهيتاب بعصبيه : طب عايز ايه .

قال معتز : طب ايه رأيك اوصلك و نتفاهم ، بما إن صاحبك ركب عربيته و مشي يجي من خمس دقايق.

نظرت ماهيتاب حولها ثم قالت : مش قبل ما تقولي انت بتراقب إياد ليه و الاصح تبع مين ؟

قال معتز : مش حد غريب ، جوز أختك .

قالت ماهيتاب باستخفاف : و ايه اللي يأكدلي كلامك ؟

أخرج معتز بطاقه من جيبه و قال : ادي الكرنيه بتاع الشغل .

قالت ماهيتاب بهدوء : انا بقى مش عايزه معلومات عن اياد ، عايزه اعرف كل حاجه عن البت دي و كله بتمنه.

اتاها رد معتز سريعا : و انا تحت أمرك.

قالت ماهيتاب : يبقى كده deal

لم تكن مواعدة الفتيات و السهر لليالي متتابعه بدون رابط رسمي من شيم إياد ، و سهره مع تلك الفتاه لليلتين متتاليتين له معنى واحد فقط ، أنه حتما سيخطبها ، لذا عليها معرفة التفاصيل حتى يتسنى لها إعداد العده و القتال في سبيل الحصول على إياد مره أخرى، فلن و لم يخلق من يتركها ، فالكلمه الأخيره ستكون لها دوما، و فسخ خطبتها من إياد كانت أكبر طعنه وجهت لكبرياؤها و أنوثتها في نفس الوقت ، و الأدهى إن اتخذ إياد تلك الفتاه زوجه له ، فمن منظرها يبدو أنها من أسره متواضعه ، اه كم ستكثر شماته الشامتين بها ، يترك ماهيتاب ذات الجمال و الحسب و يتزوج بتلك الحشره ، لا لن يحدث ذلك ، على الاقل بدون قتال ، ففي الحب و الحرب كل شيء مباح كما يقولون ، و بالحب تعني حبها لذاتها بالتأكيد.

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

غلب القلب على العقل و الكرامه و بالتأكيد الأمانه ، فا هي تلبس خاتم رجل و تقف على نافذتها للاطمئنان على وصول رجل آخر ، رجل شغل قلبها و كيانها لسنوات ، لم يكف إذلالها هذا الصباح لتتغلب على تلك العاده ، فهي تعلم جيداً أنه لن يغمض لها جفن حتى تطمئن على سلامته.

و لحسن حظها لم يدم الانتظار طويلا هذه الليله فلقد رأت سيارته تدخل إلى الفيلا ، تابعت تحركاته حتى وقف في تلك البقعه التي طالما رفع رأسه و نظر إلى نافذتها منها .

و بالفعل رفع رأسه ...آه ...هل أرسل لها قبله في الهواء ، أم تراءى لها ذلك !

انشغلت نسرين بحيرتها ثم شاهدته يشير بيده ناحية نافذتها ، ثم رسم قلباً في الفراغ و من ثم ربت بيده على صدره ، و غادر بعد أن وصل صدى ضحكته لمسامعها.

همست نسرين ، حقير ، فما زال مصراً على تذكيرها بذلك الموقف المذل ، حسنا الليله حتما ستضغط زر delete له من قلبها.

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

صمت رهيب ساد طريق العوده ، فلم تجرؤ جنه على التفوه بكلمه ، فمنذ مغادرتهم المطعم أحست بالتغير الرهيب في تصرفات إياد ، و احتارت في السبب ، هل كان السبب هو تباسطها مع صديقه كريم ، أيظن أنها تحاول فرض نفسها بالقوه على محيطه و أصدقائه .

لقد غضب سابقا ً من سؤالها عن عبدالله ، و ربما سبب ضيقه الآن هو أسئلتها لكريم ، و الأهم من ذلك أنه ما كان عليها أن توافق على العشاء معه ، صحيح أنها متيقنه من دوافع إياد ، و لكن ماذا عن البقيه ، ماذا لو رآها شخص يعرفها ، هل سيُحسن النيه و تذكرت انضمام كريم لهم ، بالفعل منظرها يثير الشبهات لمن يعرفها.

فتاه تسهر برفقة شابين لا تجمعها بهم سوى معرفة شهر أو أكثر بقليل .

بالفعل أخطأت و خطأ فادح للغايه .

أذعن إياد لإشارة المرور هذه المره و أوقف السياره ، حمدت جنه ربها في السر ، فالاشاره السابقه تخطاها و لولا ستر الله لكانا الآن إما في المشفى أو في عداد الموتى .

قال إياد و هو يفك ربطة عنقه : أنا هنزل اجيب حاجه اشربها .

بعد لحظات عاد و بيده قدحين من مشروب ما .

مده يده بأحدهما لها متأففا ناظرا أمامه و دون أن يقول شيئا .

شعرت جنه بالحرج و بأن وجودها غير مرحب به فقالت : متشكره ، بس مش هقدر اشرب حاجه.

انطلق إياد بالسياره مجددا ، ثم ألقى القدحين من النافذه و قال : ان شاءالله عنك ما شربتي.

تبدد الحرج ليحل مكانه الغضب من أسلوبه معها الآن و قالت بحده : لو سمحت وقف العربيه ، انا هنزل و آخد تاكسي .

رد إياد بعنف : عشان خاطر ميتينك يا شيخه ، بطلي شغل العيال ده .

قالت جنه بعصبيه : انت بتعاملني كده ليه ، هو أنا اللي اتحايلت عليك عشان نتعشى سوا ، ولا اترجيت جنابك عشان توصلني ، أنا مش هاغلب و المواصلات كتير ، وقف لو سمحت .

ضرب إياد بيده على المقود و قال : قلتلك بطلي شغل العيال ده .

ردت جنه مغتاظه : أنا بعمل شغل عيال ، و لا حضرتك ، كنت عارف و متأكد إن صاحبك موصي الموظفين مياخدوش فلوس تمن العشا ، و انا بما إني مغفله صدقت إنك هتقبل عزومتي عشان القسط و طبعاً حضرتك طول القعده مستمتع بلعبتك ، مين بقى اللي بيتصرف تصرفات العيال .

قال إياد بهدوء يخفي كثيرا من الغضب : حاسبي إنتي بتقولي ايه .

قالت جنه بصوت حزين : و انت محاسبتش ليه على شكلي ، كنت واقفه زي الهبله قدام صاحبك...

قاطعها إياد و قال بعنف : آه ، ماله صاحبي بقى ، يهمك فايه شكلك قدامه .

ردت جنه بأسى : و لا حاجه ، لا إنت و لا صاحبك تهموني فأي حاجه .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

بركان ، تلك الكلمه التي تصف المشاعر التي عصفت بإياد في الساعه الأخيره ، ألهذه الدرجه أخلت جنه بتوازنه فأصبح مهووساً بها ، يغضب إن سألت عن أحد الموظفين ، ثم يُجن لمعرفة مَن يراسلها ، هل ظن أن ذلك أحد حقوقه البديهيه ، من الواضح أنها لا تشاطره نفس الرأي ، أو نفس ذلك الشعور الجامح كلها رآها.

فبمجرد وصول صديقه نست تماماً أنه موجود و كأن ما يقوله كريم هو نغمات تطرب آذانها ، وبالتأكيد لن ينسى تلك اللحظات التي قضتها تتفرس في ملامح صديقه ، و هي التي بالكاد تنظر إلى وجهه ، وتأبي دائما أن تتلاقى نظراتهما سوى لخطفات من الثانيه .

إن علمته الليله شيئا ً فهي أن عليه العوده إلى قواعده ، فكم المشاعر التي تثيرها في نفسه ربما أدت إلى عواقب غير محموده ، ألم يكد أن يتسبب في حادث قبل قليل ، هل ينتظر حتى يجد نفسه في ورطه أخرى كما فعل سابقا بارتباطه بماهيتاب ، و التي كانت بسبب مشاعره القويه تجاه ساره آنذاك ، لا ، لن يكرر ذلك السيناريو ، و ربما أوقعته جنه في سيناريو أسوء من ذلك .

أوقف السياره أمام بيت الطالبات ، ليجدها تعبث في حقيبتها مخرجه الهاتف ثم وضعته على التابلوه قائله : اتفضل .

وجد إياد نفسه يمسك بحقيبتها واضعا الهاتف بها و هو يقول بعصبيه شديده : يخربيت سنين الموبايل ده .

لتقول جنه بغضب : انا من بكره هروح للظابط و اعفيك من المسئوليه ، متقلقش.

و نزلت تغالب دموعها ، وانطلق هو متصارعا مع غضبه .



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 26-12-15, 11:58 AM   #13

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



الفصل الحادي عشر

" مَنْ جُنَ حقاً ؟ "


---------------------

" أرجوكي يا سماح ، أرجوكي سبيني دلوقتي ، أنا حتى مش قادره اتنفس "

رقدت سماح في فراشها حزينه عل حال صديقتها ، و لكنها تعي جيداً السبب ، فلليله الثانيه على التوالي تصل جنه في ساعه متأخره و في سيارة إياد الحداد.

ربما هي غير مستعده بعد للتحدث و الافضاء بما أزعجها، لذا انصاعت سماح لتوسلاتها و لم تُلح لمعرفة سبب تكدرها ، ستتركها الليله تهدأ و من ثم ستحدثها في الأمر غداً .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

قبَلت ساره ابنتها النائمه ، و جلست بجوارها تقرأ لها ما تيسر من آيات القرآن الكريم ، راجيه الله أن يحفظ ابنتها من كل سوء .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

تقلب رمزي في فراشه فللمره الخامسه تصحو ساره من نومها وتتجه إلى غرفة ابنتهم ، أزاح الأغطيه و نهض عازماً على معرفة سبب قلق زوجته هذه الليله .

وقف رمزي على باب الغرفه يستمع لتلاوة زوجته بصوتها الأجش ، اقترب للداخل و قبل زوجته ثم قال : صدق الله العظيم ، يلا يا حبيبتي عشان تلحقي تناميلك ساعتين .

ابتسمت ساره و تبعت زوجها ، و في داخل غرفتهم سأل رمزي : مش هتقوليلي ايه اللي مطير النوم من عينك الليله ؟

قالت ساره بحزن : رولا .

سأل رمزي : مالها صاحبتك ؟

أجابت ساره : أنا ياما نصحتها بس هي صممت تمشي ورا عواطفها و آدي النتيجه .

قال رمزي : و الله ما أنا فاهم حاجه .

قالت ساره بأسى : خطيبها بيهددها بصور و عايز منها مبلغ و قدره .

سأل رمزي بقلق : و خطيبها هيهددها ليه و صور ايه دي ؟

أجابت ساره بحرج : أصلها كانت عايزه تفسخ الخطوبه ، بعد ما عرفت أنه طمعان في فلوس أهلها ، بس ربنا يهديها كانت بتعمل تجاوزات معاه ، و الندل كان بيصورها و دلوقتي ياما تدفعله فلوس ، ياما هينشر صورها ع النت و يبعتها لكل معارفهم .

قال رمزي بحنق : تستاهل ما هي لو واحده محترمه مكنتش تقبل تعمل كده من الاول .

ردت ساره : و الله محترمه و أهلها ناس قمه في الاحترام و الأخلاق بس هو الشيطان أوقات بيزين الحاجات الحرام و حتى لو هي أذنبت ، ايه ذنب أهلها يتفضحوا ، دول ناس طيبين اوي .

ثم أضافت : متقدرش انت يا رمزي تشوفلها حل أو تكلم خطيبها .

قال رمزي مفكرا : في شرطة مباحث الانترنت ، تقدر تقدم شكوى و هما هيساعدوها.

قالت ساره : طب ايه رأيك نروح أنا و انت معاها ، أصل هتبقى بهدله عليها تروح أقسام .

رد رمزي بعنف : احنا مالنا بيها ، خليها تتحمل نتيجة غلطها .

قالت ساره متوسله : عشان خاطري يا رمزي ، احنا عندنا بنت ، حط نفسك مكان أهلها تخيل لو لا قدر الله بنتنا وقعت فمصيبه مش هتحب حد يقف جنبها و يساعدها.

قال رمزي بحده : تفي من بؤك ، احنا هنربي بنتنا أحسن تربيه...

قاطعته ساره : ما أهلها برده ربوها أحسن تربيه ، و رولا دي تتحط ع الجرح يبرد و مع ذلك غلطت ، احنا هنعمل خير عشان يتردلنا في بنتنا .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

جلس إياد برفقة نسرين يتناولان طعام الإفطار في الحديقه ، فكلاهما يعشقان رائحة الهواء التي تحمل في طياتها آثار المطر ، أما والدتهما و جدهما فآثرا البقاء بالداخل .

قالت نسرين معاتبه : بقالنا كتير مقعدناش و فطرنا سوا فالجو ده .

سيطر الاحساس بالذنب على إياد ، فنسرين محقه ، ففي الفتره الأخيره انشغل عن عائلته و خاصه نسرين ، فهي مقدمه على خطوه هامه جداً في حياتها ، و منذ بداية خطبتها خالجه شعور قوي بأنها غير مقتنعه بما تفعله .

رد إياد معتذراً : معاكي حق ، أنا فعلا كنت ملهي مع نفسي و يدوب قادر أركز فالشغل ، بس احنا فيها أخبار أختي الغلباويه ايه ؟

وضعت نسرين كوب الشاي على المائده و قالت : أخبار ايه ، ده انت اللي باين عندك أخبار و جامده كمان .

أراد إياد النفي ، فأوقفته بإشاره من يدها و قالت : تؤ تؤ تؤ اوعى تنكر لسه قايل بعضمة لسانك ، إنك ملهي و مش مركز فالشغل ، و إياد الحداد مش ممكن دماغه متركزش فالشغل إلا لو كان في سبب قوي و قوي جدا كمان .

ضحك إياد و قال : انتي شكلك عايزه تتهربي من الاستجواب اللي هاعملهولك فقلتي تقلبي الطرابيزه ، بس على مين أنا فاهمك و حافظك ..
ثم أضاف بصوت حانٍ : أنا ليه عندي احساس قوي إنك مش سعيده بخطوبتك من رائد .

همت بالرد و لكنه قاطعها و قال : متخبيش عليا يا نسرين ، و لو انتي مش مستريحه أو مدايقه من حاجه يا ريت تقولي .....

" good morning و لا اقول صباح الانسجام"

قطع ذلك الصوت استرسال إياد في الحديث و التفت ليشاهد صديقه كريم قادماً باتجاههم .

جلس كريم على المائده يتوسط كلا من نسرين و إياد : ايه مالكم محدش بيرد الصباح ليه !

انتقل كريم بنظره بين إياد و نسرين ثم قال : لا ده أنا باين وجودي غير مرحب بيه بالمره ، أقوم أحسن .

أمسكه إياد من معصمه و قال : اقعد اقعد ، انا بس كمان شويه هاقوم ورايا معاد مهم .

سأل كريم ضاحكا : معاد مع الموزه بتاعة امبارح ؟

رد إياد بحده : كريم مش وقته الكلام ده .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

نسيت نسرين قرارها بتجاهل كريم ، و سألته و قد غلبها فضولها : تقصد مين ؟ و ايه اللي حصل ... أرجوك تسيحله !

أجابها كريم : صاحبتك جنه ..

نظرت نسرين إلى إياد غير مصدقه و قالت : جنه !

أضاف كريم : Yes ... كانوا بيتعشوا عندي فالمطعم .

قال إياد منزعجاً : مش مكسوف من نفسك ، امتى هتبطل شغل العيال ده !

سألت نسرين : يعني الكلام ده مش صحيح .

قال كريم مؤكدا : و أنا هاكدب ليه يعني !

قال إياد بحزم : الحكايه و ما فيها ، كان عندها مشكله و كنت بساعدها مش أكتر .

قال كريم ساخراً : فعلا في امريكا بيقولوا العشا مع شمعتين بيساعد جداً في حل المشاكل .

ثم أضاف : و إن شاء الله قدرت تحل المشكله ، و لا محتاج مساعدة صديق ،انت عارف أنا رقبتي سداده .

ضحكت نسرين و قالت : كفايه بقى يا كريم ، بس أنا لحد دلوقتي مش مصدقه بقى جنه القطه المغمضه دي قدرت تتوغل و تنفذ و تكسر القفل الحديدي اللي حاطه على قلبك !

رد إياد بعصبيه : انتي هتعومي على عومه .. دي بنت غلبانه و كنت بساعدها ، لا أكتر و لا أقل .

قال كريم بخبث : اها يعني الطريق أمان لو في حد صاحبنا معجب بيها ، تبقى طريقه بيس يا مان .

رد إياد بفتور : أنا مالي ، ربنا يوفقها و يوفقه .

ثم انصرف متعللاً بذلك الموعد.

كانت نسرين مستمتعه بالحديث مع إياد و كريم ، و كعادتهم دوماً لم يخلو حديثهم من المرح ، و لكن ما أفسد متعتها الآن هو تذكرها التوتر الذي خلقته مع كريم بفعلتها تلك ، نعم للحظات نسيت نفسها و غلبتها عادتها ، فلطالما أحبت الاشتراك في المزاح مع كريم و استفزاز أخاها الرصين .

و لكن ما أزعجها حقا الآن هو سؤال كريم الأخير ، هل حقا هو معجب بجنه ؟

و لِمَ لا ؟ فجنه فتاه جميله ، ألهذا السبب نفى إياد أن يكون معجبا بها ، ألأنه أحس بمشاعر صديقه نحوها !

أخرجها سؤال كريم من شرودها : سرحتي فايه ... اوعي تقوليلي في مستر رائد بتاعك ، لأنه مستحيل أصدق .

تعلم جيدا أنه أراد استفزازها ، و لكن هناك ما هو أهم تود التيقن منه .

سألته مباغته : انت ايه رأيك في جنه ؟

رأت الدهشه في عينيه ثم قال : و يهمك فايه رأيي فيها ؟

ابتسمت نسرين و قالت :لا اوعى تكون فهمتني غلط ، أنا بس عايزه اطمن على إياد ، مش لسه حضرتك كنت بتلمح أنه معجب بيها .

تنهد كريم و قال : و أنا هجاوبك بصراحه ، مع إني مشفتهاش و لا كلمتها غير تلات مرات بس حاسس إني أعرفها من زمان ، مش عارف ليه بحس براحه غريبه اوي ناحيتها ...

قاطعته نسرين وقالت مغتاظه : أنا سألتك رأيك فيها ، مش طلبت منك تسمعلي قصيدة شعر.

ثم غادرت مسرعه و لم تلاحظ الابتسامه العريضه التي ارتسمت على شفتي كريم.

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

نظرت جنه إلى هاتفها الملقى على مكتبها و قالت محدثه نفسها : مين يصدق إن موبايل يعمل المشاكل دي كلها ، مكنش لازم أوافق و آخده من البدايه ، على رأي سماح لازم ابطل عبط.

و تذكرت التأنيب الشديد الذي تلقته من سماح بعد أن روت عليها هذا الصباح ما حدث الليله الماضيه ، ترى هل سماح محقه في تخوفها من إياد؟

صفعت جنه وجهها و عادت لتحدث نفسها : فوقي انتي لسه بتفكري فيه ، مشفتيش اتجنن ازاي امبارح لما كلمتي صاحبه ، صحيح بيساعدك ووقف جنبك و كتر خيره ، بس مش معنى كده إنه هيتشرف بيكي و يقول دي زي أختي قدام الناس .

انتي بالنسباله زي الصدقه ، ايده الشمال متعرفش اليمين ادت ايه !

مسحت جنه دمعه نزلت رغما عنها ، و تذكرت مشكلة سماح و كيف بانشغالها نسيت وعدها لها بالذهاب و البحث عن عنوان تلك المرأه .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

قام رمزي باستدعاء معتز إلى مكتبه للاطلاع على آخر تطورات المهمه التي كلفه بها بخصوص إياد ...

سأل رمزي : ها عملت ايه ؟

قال معتز بهدوء : شوف يا فندم أنا عندي صور لإياد الحداد و هو مقبوض عليه مع واحده و شكلها كده مش تمام.

قال رمزي بلهفه : انت بتتكلم جد .. طب هو دلوقتي فالحجز و ليه مقلتش من بدري ؟

أجابه معتز : لا حجز ايه ، أنا هافهم حضرتك ، لما كلفتني بالمهمه بدأت اجمع معلومات عنه ، و لما شفته كنت متأكد إني صورته قبل كده ، فين و ازاي مكنتش فاكر ، فضلت ادور فالصور اللي عندي لغاية أما عترت فصورته دي .

سأل رمزي بفتور : يعني الحكايه قديمه ؟

أجاب معتز بسرعه : لا قديمه ايه .. القبض عليه كان في ليلة راس السنه ، بس لما رحت ودعبست عرفت إنه خرج فليلتها ، بدون أي تهمه .
قال رمزي : يعني طلعت على فشوش .

أجابه معتز بثقه : لا فشوش ايه ، اسمعني للآخر ، هو صحيح خرج منها بس البت اللي اتمسكت معاه قالت إن في شخص حاول يعتدي عليها ، و قالت إنها مقدرتش تشوف الشخص ده ، لان الدنيا كانت ضلمه اوي ، و كمان رفضت تدي عنوانها للظابط و مخرجتش الا تحت كفالة إياد الحداد.

قال رمزي : مش فاهم ، عايز توصل لايه ؟

أجابه معتز مبتسماً : أنا بقالي فتره برسم و اتكتك ، بس عايز اجمع شوية معلومات عن البت دي، لانه فايدها هيكون نجاح الخطه اللي رسمتها .

سأل رمزي : خطة ايه ؟

قال معتز : لو احساسي طلع صح ، و البت دي هربانه من أهلها ، يبقى بالصور اللي عندي نقدر نهددها و نخليها تغير أقوالها و تدعي إن إياد هو نفس الشخص اللي حاول يعتدي عليها ، حتى لو التهمه مثبتتش عليه ، كفايه بس إننا ننزل اللقاء معاها فالجريده و فضيحته هتبقى بجلاجل.

قال رمزي بحزم : طب انت اجمع معلوماتك الاول عن البت دي و متتخذش أي خطوه معاها بدون ما ترجعلي .

و بقي رمزي يتساءل لم شعر بالضيق الشديد من خطة معتز ، فإياد فعلا يستحق الفضيحه ، ألم يحاول استدراج زوجته إلى شقته و .. ، و لكن ما ذنب تلك الفتاه !! !

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

قالت جنه محدثه نفسها : هو الراجل ده مبيفكرش الا في بطنه .

لقد اختفي الساعي مره أخرى معطلا جنه عن المغادره ، عليها الآن أن تنتظر عودته ،و دعت في سرها أن يكون ذاهب لقضاء حاجته ، و ليس كما يفعل دوما للتسامرو مشاركة العشاء مع حارس البنايه المقابله للمكتبه .

عادت و جلست على مكتبها ، تاره تعبث في هاتفها ، و تاره في جهاز الحاسوب ، و من حين لآخر تنظر إلى البوابه على أمل أن يعود الساعي قريبا .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

لم يسلم اليوم أي من الموظفين من غضب إياد ، فقد أمضى ليلته ينفث غضبه في كيس الملاكمه الموجود بغرفته ، و ما إن هدأت أعصابه حتى عاد هذا الصباح لنفس الحاله ، و السبب هو ذلك الحديث مع نسرين و كريم عنها .

على أحدهم أن يذكر اسمها فقط لتنتابه تلك المشاعر الجامحه من جديد .

أخذ إياد نفسا عميقا ، فكل مشكله و لها حل ، و الحل هنا يتحقق بالتفكير بالعقل و تنحيه المشاعر ، اذن فجنه مجرد فتاه تحتاج إلى مساعدته ، أما شعوره تجاهها فهو شعور بالمسئوليه فقط .

أما عن غضبه طوال اليوم فبالتأكيد هو غاضب من تصرفه الأرعن معها ليلة أمس و ربما نفذت قرارها و ذهبت للضابط.

و بالتالي عليه الآن أن يذهب للمكتبه فقط ليتأكد من عدم مضيها فعليا في هذا القرار .

و في غضون دقائق كان في سيارته متجها الى المكتبه .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

تأففت جنه فللمره المليون تفشل في تخطي المستوى الأول لأحد الألعاب الموجوده على هاتفها ،وضعت الهاتف في حقيبتها و تمتمت : اهو انت مش جاي من وراك غير الهم ، خليني في الكتب أحسن، بفهمها و تفهمني.

همت جنه بالنهوض و إحضار أحد الكتب عندما لمحته بطرف عينها ، و ببطء شديد دخل المكتبه ، و اتجه إلى ركن الكتب المصوره .

رقص قلبها فرحا لعودته ، فلقد ظنت أنها أخافته عندما لحقت به المره الماضيه ، و لكن يبدو أن هذا الشقي الصغير لا يخاف بسهوله .

بقيت جالسه في مقعدها تراقبه من بعيد ، فلقد أحدثت ثغره عمداً في رف الكتب المصوره حتى يتسنى لها رؤيته إن عاد .

لاحظت جنه وجود كدمه سوداء على عينه اليمنى ، انفطر قلبها حزنا ، نهضت من مقعدها و سارت بهدوء شديد نحو ركن الكتب المصوره .

شاهدته عن قرب ، و لم تكن مجرد كدمه سوداء ، بل هناك جرح في ذقنه و يده اليسرى مليئه بعلامات على ما يبدو من آثار حرق ما .

بقيت للحظات تحملق فيه ، أما هو فمثل المره الماضيه ، التفت يمينا و يسارا ليتأكد من خلو المكان ، و لكنه اليوم قام بإخراج كتابا من سترته ووضعه على الرف ، ثم أخفى الكتاب الذي كان يطالعه مكانه .

ابتسمت جنه فصغيرها ليس بسارق ، هو فقط يستعير الكتب ، ثم يعيدها ، و تساءلت أي أسره تلك التي تضربه و تهمله و في نفس الوقت تزرع وازع الأمانه في داخله .

لن تكتفي بالمشاهده عليها مساعدته ، فبشكل أو بآخر يذكرها هذا الصغير بحياتها القاسيه في بيت خالها .

خرجت جنه من خلف الرف ، و دخلت الممر الموجود به ثم اقتربت منه و قالت : ازيك يا حبيبي، أنا مبسوطه إنك رجعت تاني .

تسمر الصبي في مكانه و ظهرت علامات الفزع على محياه ، فقالت جنه : متخفش ، انا بس عايزه اتكلم معاك شويه ، ممكن ؟

بقي متسمرا في مكانه ، و لم ينطق بحرف ، قالت جنه : انت بتحب الكتب اللي فيها صور ...صح ؟

أومأ الصبي لها برأسه .

قالت جنه : و أنا كمان ، كده ينفع انا و انت نبقى صحاب .

ابتسم لها فقالت : أنا اسمي جنه ، و انت يا بطل اسمك ايه ؟

نظر الصبي إلى الأرض ثم عاد بنظره إليها و قال : الست بتقولي يله ، و العيال محمد .

انفطر قلب جنه أكثر عند سماعها إجابته و سألت برقه : الست ..تقصد مامتك ؟

هز الصبي رأسه بالنفي و قال : هي بتقول إنها أمهم و بس .

سألت جنه : طب انت فين مامتك ؟

" آنسه جنه ، آنسه جنه انتي لسه هنا ؟ "

ظهر الخوف على وجهه فور سماعه صوت الساعي ، قالت جنه مطمئنه : ده عمو فريد ، و هو طيب خالص .

و لكن لم تنجح محاولتها في طمأنته ، ثوان و كان خارج المكتبه .

قالت جنه للساعي على الفور : أنا مروحه ، تقدر تقفل المكتبه يا عم فريد .

حملت حقيبتها و غادرت المكتبه ، وقفت على البوابه تنظر يمينا و يسارا تبحث عنه ، وجدته يسير بالقرب من كشك الصحف ، و من ثم دخل في أحد الشوارع الفرعيه .

انطلقت جنه تحث خطاها للحاق به ، توقفت عند ذلك الكشك و نظرت باتجاه الشارع الفرعي ، وجدته قد وصل إلى نهايته ، لحقت به مسرعه ...و صرخت مناديه محمد استنى شويه ...

و لكن يبدو أن نداءها أتى بنتيجه عكسيه فلقد أسرع بالعدو هارباً منها ، لم تجد جنه بداً سوى بالعدو خلفه و استمرت تتبعه من شارع لشارع ، تلهث و قد انقطعت أنفاسها ، و إذ بيد أحدهم تجثم على كتفها و صوت غاضب يقول : " انتي اتجننتي !!! "

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

ألقت سماح التحيه على الفتيات الملتفات حول شاشة التلفاز في الصاله الموجوده في الطابق الأرضي للسكن ، و ذهبت لاستقلال المصعد إلى شقتها ، عندما استوقفتها إحدي الفتيات قائله : استني يا سماح ...

قالت سماح : خير ...

- في ست كبيره جت من حوالي نص ساعه و عايزه تقابلك .

- مقلتش اسمها ايه ؟

- بتقول الحاجه رقيه .

- هي فين ؟

- في مكتب المشرفه .

- طب أنا هاروح أشوفها عايزه ايه .

طرقت سماح الباب و دخلت ، حيتها المشرفه و استأذنت تاركه المجال لها للحديث مع تلك المرأه .

مدت سماح يدها و قالت : ازيك يا حاجه رقيه ؟

- الحمد لله ، ازيك انتي يا بنتي !

- الحمد لله ..خير كنت عاوزاني فايه ؟

ابتسمت الحاجه رقيه و قالت : الظاهر انتي مش عارفاني ... أنا أم عبدالله .

زفرت سماح بقلق ، فهي بالتأكيد غير مستعده للحديث الذي ستجريه معها أم عبدالله .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

زفر إياد بقوه و تساءل من فيهما الذي جُنَ حقاً !

هو الذي ظل لحوالي الساعه قابعاً في سيارته أمام المكتبه متردداً هل يدخل و يُحادثها ، أم عليه فقط أن يتبعها ليرى إن كانت حقا ستذهب إلى قسم الشرطه .

ساعه كامله قضاها حائراً ، ليجدها تخرج من المكتبه كالتائهه تلتفت يمينا و يسارا ، ثم و كأنها وجدت ضالتها لتنطلق مهروله بسرعه و عندما اختفت في ذلك الشارع الفرعي جُن عقله ، ترجل من سيارته و لم يجد بداً سوى اللحاق بها للاطمئنان عليها .

استدارت جنه لتقول بأنفاس متقطعه بعد أن رأته : خضتيني ..حرام عليك .

رد إياد بعصبيه : خفتي مني ؟ لكن مخفتيش و انتي بتجري من شارع لشارع متعرفيش حتى رايحه فين ؟

قالت جنه بصوت متقطع من آثار العدو : مين قالك معرفش رايحه فين ؟

رمقها إياد بنظره مليئه بالسخريه و قال : طيب يا شاطره ،احنا فين دلوقت ؟

نظرت جنه حولها ثم قالت : هنكون فين يعني ، في الشارع .

و تابعت قائله : هو انت كنت ماشي ورايا ؟

أجابها إياد : أنا اللي أسأل مش انتي ، ايه اللي خلاكي تخرجي زي المجنونه و تجري كده من شارع لشارع ؟؟؟

تنهدت جنه و قالت : اسمع يابشمهندس ، زي ما قلت كنت بجري من شارع لشارع ، فأنا تعبانه و مجهده و مليش خُلْق أكمل التحقيق ده .
ثم ثبتت حقيبتها على كتفها و قالت : عن اذنك .

جذبها إياد من مرفقها و أعادها إلى مكانها السابق في مواجهته و قال : ما هو انتي مش هتزحزحي من مكانك ده الا ما أعرف كنتي رايحه فين؟

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

أحست جنه بالدوار ، و شيئا فشيئا تباطتء دقات قلبها، فركت عينيها علَ هذا يخفف من شعورها بعدم الاتزان .

و لكن دون جدوى ، ليأتيها صوت إياد : كمان ده سر زي عنوان أهلك !

قالت جنه متوسله : إياد ..أرجوك ، بجد مش قادره .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

كانت تلك المره الأولى التي يسمعها تنطق باسمه ، مما أثار قلقه ، هل هي متعبه حقاً أم تحاول فقط التهرب منه ؟ ؟ ؟

لم تدم حيرته طويلا ، فلقد ترنحت أمامه و لولا أن أسندها في اللحظه الأخيره لسقطت ارضا .

قالت ووجها ملتصق في صدره : مش قادره آخد نفس ، حاسه إني هاموت .

أبعدها إياد قليلا عنه حتى يتفرس في وجهها و قال بصوت هادىء لا يعكس القلق الذي اعتراه : أنا هآخدك دلوقتي و نروح المستشفى ، تقدري..

لم يكمل طلبه فلقد شاهدها تغيب عن الوعي أمام عينيه.

حملها و عدى راجيا الماره إيقاف سيارة أجره لينقلها إلى أقرب مشفى .


فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 26-12-15, 11:59 AM   #14

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل الثاني عشر

" لَقدْ عَاد مَنْ يَعْجَزْ الكلُ أمَامَه "

---------------------------------
عشر دقائق تلك هي المده التي استغرقها سائق الأجره لإيصالهم إلى المشفى ، عشر دقائق مرت و كأنها عشر عقود ، عشر عقود من الرعب و القلق على سلامتها ، جلس في سيارة الأجره ينظر إلى ذلك الوجه الملائكي و الجسد النحيل يتآكل قلبه من قلة حيلته ، تمنى لو بمقدوره مساعدتها و لكن فشلت جميع محاولاته بإيقاظها .

فور توقف سيارة الأجره حملها و هرول مسرعاً إلى داخل المشفى ، صارخاً يطلب الإسعاف الفوري ، تقدمت منه إحدى الممرضات
و قالت : اهدى أرجوك و حالاً هيجي الدكتور .

حضر المسعفون و تم نقلها إلى إحدى الغرف المجاوره ، صرخ إياد : أنا لازم ادخل معاكو ، عايز اطمن عليها ، وقفت الممرضه أمام الباب و قالت آمره : ممنوع حضرتك اتفضل في الاستراحه و أنا أول بأول هاطمنك عليها .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

داخل غرفة الطوارىء

قال الطبيب الشاب : نبض القلب منخفض جداً ، لازم نعمل انعاش .

قالت جنه : هو أنا ليه مش قادره افتح ، شكله رجع تاني ، ليه يا قلبي ، ليه دلوقتي !

ثم شهقت .. بلاش الصاعق .

ثوانٍ بعد تلقيها الصدمه أحست بعودة دقات قلبها كما اعتادتها و تدريجياً اختفت الآم الصدر التي كانت تحس بها ، و لكنها ما زالت متعبه ، لا بأس ستبقى مغمضة العينين قليلا ً حتى تحصل على قسط من الراحه.

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

حاول إياد اعتراض طريق المسعفين عندما أخرجوا جنه على النقاله ، أراد أن يطمئن عليها و لكن أوقفه الطبيب قائلاً : حضرتك جاي مع المريضه ؟

أجاب إياد : أيوه أنا أخوها ، طمني يا دكتور، هي كويسه ؟

أجابه الطبيب : مخبيش عليك ، هي عندها بدايه سكته قلبيه ، لكن احنا لحقناها و قدرنا نرجع نبض القلب لطبيعته مره تانيه .

تراجع إياد و جلس على المقعد ، فلم تقدر قدماه على حمله بعد تلقي ذلك النبأ و قال : يعني ايه سكته قلبيه ، دي لسه طفله ، و السكته دي احتمال ترجع تاني ، احتمال تموتها ....

كان إياد يهذي باحتمال تلو الآخر مما اضُطر الطبيب إلى الصياح في وجهه و قال : اهدا يا أستاذ ، لسه في فحوصات كتير لازم تتعمل عشان نتأكد هل القلب سليم ، و لو في مشكله كل شيء و له علاج ، بلاش تستبق الأحداث و تتوقع الأسوء ، خلي أملك في الله كبير ، و أحب اطمنك إن قلبها استجاب بسرعه للانعاش و في ثانيه رجع لمعدله الطبيعي ، و دي إشاره كويسه .

قال إياد متوسلاً : أنا لازم اشوفها و اطمن عليها .

أجابه الطبيب : نظراً لحالتك أنا هخليهم يسمحولك تشوفها ، بس الأول لازم يتعملها بعض الاجراءات و عشر دقايق و تقدر تدخل تشوفها .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

طلبت الممرضه داخل غرفة العنايه المركزه من إياد أن يلتزم الصمت .

ثم أضافت بصوت آمر : خمس دقايق و بس .

أومأ إياد برأسه موافقا ، ثم تقدم من السرير الذي ترقد عليه جنه ، و جلس على المقعد المجاور ، أراد أن يُمسك بيدها ليتأكد من عودة نبضها لطبيعته كما قال الطبيب ، و لكنه لم يستطع فحسب تعليمات الطبيب ممنوع اللمس أو الكلام .

سمعها تتمتم : لازم الاقيه ، حرام ...هتحرقه تاني .

همس إياد : جنه ، أراد أن يفيقها لينتهي هذا الكابوس الذي تمر به .

أعاد نداءه هامساً مره أخرى : جنه متخافيش ، ده كابوس .

شاهدها تدير رأسها ببطء ناحيته ، ثم فتحت عينيها لتعود و تغلقها ، و تمتمت : إياد ، أخويا الأمير ، ثم أضافت بأسى : بس للأسف طلع أمير شرير .

ابتسم إياد رغما عنه فمصطلحاتها الطفوليه أسعدته و همس قائلاً : حمدالله على السلامه يا أميرتي الصغيره .

لم ترد جنه ، فيبدو أنها في حالة من اللاوعي ، دخلت الممرضه و أشارت بأن عليه الخروج فقد مضت أكثر من خمس دقايق .

نهض من مقعده ، و نظر إلى جنه ثم انحنى و قبل جبينها هامساً : لازم تخفي بسرعه عشان أخوكي الأمير يرجع طيب زي ما كان .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

جلست سماح تصغي إلى حديث الحاجه رقيه " أم عبدالله " ، تاره تعلق و تاره تبتسم لدعابة المرأه التي تفوق الستين عاماً ، و ذات الوجه البشوش ، و تمنت للحظات لو أن باستطاعتها أن تكون مثل باقي الفتيات عندما تأتي والدة أحدهم لخطبتها ، تمنت لو أن قلبها تتخالجه تلك الأحاسيس التي تسمع عنها من غبطه و قلق و بهجه و توتر في آن واحد .

قالت رقيه : من زمان و أنا نفسي أقابلك من كتر ما عبدالله حكالي عنك ، بس هو كان بيقولي أما الظروف تسمح .

ردت سماح بهدوء : حضرتك تقدري تشرفي في أي وقت .

قالت رقيه ضاحكه : ما خلاص بكره هتبقي زي بنتي تمام .

قالت سماح بأسى : رينا يخليكي يا طنط .

قالت رقيه بصوت ينم عن الجديه : معلش يا بنتي أنا رغيت كتير و لسه متكلمتش فالموضوع اللي عبدالله بعتني عشانه .

تنهدت سماح و قالت : خير يا طنط .

قالت رقيه بفرح : خير و كل خير ، عبدالله ابني و نور عيني قالي يا ريت تزوري الآنسه سماح و تاخدي عنوان أهلها عشان نيجي نزوركم و نطلب إيدك من أهلك .

تنحنحت سماح و قالت : بس الاول في حاجه عايزه أصححها .

قالت رقيه باستغراب : حاجه ايه اللي تصححيها يا بنتي ؟

أجابت سماح بضيق : أنا مش آنسه .

ضحكت رقيه و قالت : مش آنسه ازاي يعني ؟

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

أمضى إياد الساعتين المنصرمتين أمام غرفة العنايه المركزه ، ينتظر الطبيب ريثما ينتهي من الفحوصات الضروريه لمعرفة ما العله الموجوده بقلب جنه .

حضرت الممرضه و قالت : تقدر تفضل في غرفة الدكتور ، نتيجة الفحوصات ظهرت ، و إن شاء الله تطمن عليها .

شكرها إياد و توجه إلى غرفة الطبيب ، طرق الباب و من ثم دخل .

قال الطبيب : تفضل استريح حضرتك .

سأل إياد بقلق : طمني يا دكتور ، جنه هتبقي كويسه مش كده .

قال الطبيب مطمئناً : هي بقت كويسه الحمد لله .

سأل إياد باهتمام : بس حضرتك قلت إن عندها بدايه سكته قلبيه .

أجاب الطبيب بتردد : فعلا الأعراض اللي دخلت بيها المستشفى هي أعراض السكته القلبيه ، من ضيق تنفس و فقدان للوعي و تباطىء دقات القلب بشكل كبير ، لكن قلبها دلوقتي سليم ميه فالميه .

سأل إياد : طب ايه سبب اللي حصلها ؟

قال الطبيب بعد تفكير : يمكن تكون سكته مفاجأه و ده أصعب نوع ، بيجي بدون مقدمات و غالباً بيؤدي للوفاه ،لكن قلبها دلوقتي بيؤدي وظايفه بشكل طبيعي .

قال إياد بحزم : طالما حضرتك مش متأكد ، أنا عايز أعرف امتى أقدر انقلها لمستشفي متخصص ، أنا مستعد اجبلها أكبر المتخصصين بس تخف .

قال الطبيب : مبدئياً ضروري الليله تبات هنا فالمستشفي تحت المراقبه .

قال إياد : طب أنا محتاج نتايج الفحوصات و التحاليل اللي عملتها .

رد الطبيب معتذراً : للاسف مقدرش ، دي حاجه تخص المريضه ، و اللي عرفته إن حضرتك مش أخوها ، فمقدرش اديك معلومات عن المريضه ، أنا هنا عملت استثناء لأننا كلنا شفنا قلق حضرتك عليها ازاي ، لكن نتايج و فحوصات لازم بإذن المريضه .

قال إياد ممتعضا ً : طب هي فاقت دلوقتي ، أقدر ادخل اطمن عليها ؟

أجاب الطبيب : الحمد لله فاقت و بتتكلم و مُصره تخرج من المستشفى كمان .

نهض إياد من مقعده و قال مسرعاً : طب عن اذنك ، أنا هاروح اطمن عليها .

استوقفه الطبيب و قال : استنى ، أنا طلبت ينقلوها من قسم العنايه المركزه .

سأل إياد بقلق : نقلتوها فين ؟

أجاب الطبيب بحرج : متقلقش نقلناها غرفه تانيه ، حالتها مستقره ، و زي ما انت شايف المستشفي إمكانياته قليله و في مرضى كتير محتاجين عنايه أكتر منها .

زفر إياد بغضب و قال : طب هي فين دلوقت ؟

أجاب الطبيب بتثاقل : اهو هاكلمهم و اشوف نقلوها أنهي قسم .

انتظر إياد ريثما ينتهي الطبيب من المكالمه ، عازما ً على نقل جنه في الغد إلى مستشفي متخصص في أمراض القلب ، فهذا المستشفى ذو امكانيات متواضعه كما هو ظاهر و لكن عندما فقدت وعيها اضطر إياد للجوء إليه نظرا لكونه الأقرب.

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

نزلت ماهيتاب الدرجات كالفراشه ، فالليله بفضل هذا الهيثم ستحضر حفل " شباب مجنون " ، تلك الشله المسئوله عن تنظيم ذلك السبق الشهير ، لم تقتصر العضويه فيها على أبناء بلدتها بل تضم بعض من أبناء كبار نجوم المجتمع من مختلف المدن ، وجدته ينتظرها بسيارته على مدخل الفيلا و تكدرت .

فتحت الباب و ركبت بجواره في المقعد الأمامي و قالت بضيق : أنا مش قلتلك تستنى على آخر الشارع .

قال هيثم متهكماً : ايه خايفه من مين يا حلوه ، مش بابا الله يرحمه برده .

قالت ماهيتاب بحنق : مش حكاية خايفه ، بس ليه أجيب لنفسي وجع الدماغ.

سأل هيثم بخبث : ابن عمك برده ؟

ردت ماهيتاب : ما انت عارف و فاهم اهو .

سأل هيثم مدعياً عدم الاهتمام : بس ده شكله مرتبط مع الموزه بتاعة المطعم .

قالت ماهيتاب بغضب : مزه ، ايه شكل حضرتك معجب بيها بقى .

قال هيثم مسرعاً : لا معجب ايه ، أنا مش مالي قلبي و لا عقلي غيرك يا روحي ، و أما نوصل الحفله هتعرفي أنا سألت عنها ليه .

قالت ماهيتاب : احنا هنفضل نرغي كتير ، يلا شغل العربيه دي بلاش نتأخر .

بعد أقل من نصف ساعه ، أوقف هيثم السياره و ترجل منها و كذلك فعلت ماهيتاب التي تأبطات ذراعه و دلفا إلى مدخل الفيلا المقام بها الحفل .

على البوابه ، قام شاب يرتدي زي الخدم بتسليم كل منهما مظروفاً مكتوبا عليه بخط عريض "تفاصيل اللعبه"

Game’s Instructions

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

وقف إياد على باب الغرفه التي أخبره الطبيب بنقل جنه إليها ، حاملا في يده حقيبتها ، طرق الباب لتفتح له الممرضه مبتسمه ، و قالت : اتفضل حضرتك ، قريبتك أول سرير على ايدك اليمين .

شكرها إياد و دلف إلى الغرفه ، ماراً بثلاثة أسره ، وقف بجوار الستاره التي تحجب جنه عن السرير المجاور لها ، تنحنح و قال : جنه ، ممكن ادخل اشوفك ؟

ردت جنه بصوت خفيض : اتفضل .

أزاح إياد الستاره قليلا ليدخل ، ثم أعادها كما كانت و قال : حمد الله على السلامه.

أجابت جنه و هي تقبض بيديها على الملاءه : الله يسلمك .

بقي لحظات يتأملها ، وبقيت هي على حالها تقبض على الملاءه بشده و تنظر إلى الحائط بتركيز شديد كأنها في خضم حل لغزٍ ما في ذلك الفراغ .

قالت جنه : ممكن الشنطــ قال إياد : الدكتور طمنـ

تحدثا في آن واحد ، ثم صمتا ، ليقول إياد : كنتي عايزه تقولي ايه ؟

قالت جنه : عاوزه اكلم سماح ، زمانها قلقانه عليا جدا .

قال إياد : طب قوليلي رقمها و أنا هاكلمها و اطمنها عليكي .

ردت جنه : ما أنا مش حافظه الرقم ، عشان كده ممكن تديني الشنطه آخد الموبايل اكلمها .

قال إياد مطمئنا : خلاص أنا كمان شويه هاكلمها ، الاول طمنيني عليكي انتي كويسه.

قالت جنه بنفاذ صبر : معلش أنا حابه أكلمها بنفسي.

قال إياد محاولاً إقناعها : هتكلميها دلوقتي ، هتيجي جري على المستشفى ، و هتحتاس فالمواصلات فالوقت ده ، أنا بعد شويه هاكلم عبدالله يروح يوصلها و يجبهالك لحد عندك ، ايه رأيك و لا عايزه صاحبتك تتبهدل فالمواصلات فالوقت المتأخر ده .

أومأت جنه موافقه : عندك حق ، ثم أضافت :و متشكره اوي تعبت حضرتك معايا .

و عاد الصمت سيداً للمكان مره أخرى ، و مره أخرى ظل يتأملها و ظلت هي تنظر للحائط و تقبص بيديها على الملاءه .

قال إياد : طمنينـــــــــ قالت جنه : حضرتك تقدر .....

و مره أخرى تحدثا في نفس الوقت ، ليضحك إياد و يقول : المرادي هقول أنا الأول .

و أضاف : الدكتور طمني عليكي و قال إن الحاله مستقره .

قاطعته جنه : آه ما هو جه و طمني و قال إني أقدر أخرج بكره .

قال إياد بحزم : بس مش هتروحي البيت على طول .

نظرت جنه إليه بقلق و سألت : بس الدكتور قال إني أقدر اروح البيت بكره !

حاول إياد إخبارها بما عزم عليه دون أن يقلقها و قال : صحيح ، لكن زي ما انتي شايفه المستشفى هنا إمكانياته متواضعه ، و الدكتور المختص لسه شاب و معندوش خبره كافيه ، فأنا من بكره هأنقلك لمستشفى متخصص ، يعني عشان نبقى مطمنين
و ناخد second opinion مش أكتر .

هزت جنه رأسها بالنفي و قالت : مفيش داعي ، أنا مش حاسه بوجع و لا تعب ، و هابقى اعمل زي ما قال الدكتور ، هاخلي اسبرين في شنطتي لو حسيت بوجع هآخد حبايه و هابقى كويسه .

زفر إياد و قال بهدوء : برده مش هنخسر حاجه لو عرضنا حالتك على دكتور تاني.

قالت جنه : مفيش داعي حضرتك تقلق ، خلاص أنا بقيت كويسه ، شوية ارهاق و راحوا لحالهم ، و زي ما قلت هاخلي الاسبرين احتياطي معايا.

لم يتمالك إياد نفسه و قال بعصبيه : حبايه ايه و اسبرين ايه ، انتي مستوعبه حالتك ، ده انتي مكنتيش قادره تاخدي نفسك ، هتلحقي تاخدي حبايه ، بكره هنروح و نعرضك على دكتور متخصص .

قالت جنه بحنق : اظن أنا اقدر أحدد إذا كنت محتاجه دكتور متخصص و لا لا ، و الحمد لله أنا بقيت كويسه ، و تقدر حضرتك تتفضل تروح .

لعن إياد نفسه بصمت ، فبعصبيته هذه لن يستطيع اقناعها ، و حتماً ما زالت متأثره بما فعله و قاله لها في طريق العوده البارحه .

قال إياد بصوت حانٍ : هو انتي لسه زعلانه مني ؟

ردت جنه على الفور : و هازعل منك ليه يعني ، ده كتر خيرك جبتني هنا .

قاطعها إياد و قال : أنا أقصد عشان اتعصبت عليكي امبارح .

هزت جنه رأسها و قالت : لا مش زعلانه ، و عموماً كل واحد بيتصرف حسب أخلاقه.

ضحك إياد و قال مازحاً : مالها أخلاقي بقى ، ده أنا حتى أمير ، يعني أخلاقي أخلاق الفرسان .

قالت جنه بفتور : ما أنا كنت فاكره كده برده .

قال إياد مدعياً الزعل : و دلوقتي ، غيرتي رأيك .

صمتت جنه ، فقال إياد : أنا آسف إني اتعصبت عليكي ، بس أنا كنت زي أي أخ بيخاف على أخته ، و ساعات من خوفه بيتعصب عليها و يزعلها ، لكن كمان أخته لازم تقدر مشاعره و تلتمسه العذر.

سألت جنه بغيظ : كنت خايف عليا من ايه بالظبط ، معلش مش فاهمه !!!!

فكر إياد في الرد الأمثل قبل أن يجيبها ثم قال : مش حاجه معينه بالظبط ، و لا كلامي اللي هاقوله أقصد بيه كريم لانه عشرة عمر و أعرفه كويس ، بس أنا خايف عليكي من طيبتك الزياده و تلقائيتك في التعامل مع الناس و خاصه لو اللي بتتعاملي معاه راجل ....

قاطعته جنه : مفيش داعي تكمل ، أنا فهمت قصدك الحقيقي .

سأل إياد بجديه : و ممكن أعرف بقى قصدي اللي فهمتيه ؟

قالت جنه : انت مكنتش خايف عليا ، انت كنت خايف اتعدى حدودي ، و اخرج بره الاطار اللي انت محددهولي .

قال إياد بدهشه : ايه الكلام الكبير ده ، أنا مش فاهم أي حاجه !

ثم أضاف : تحبي احلفلك عالمصحف ، و الله كله من خوفي عليكي .

احتار إياد ماذا يفعل لإرضائها ، و تمنى أن تقتنع بالسبب الذي ذكره لانفعاله عليها البارحه ، فهو بالتأكيد لن يستطيع أن يبوح بالسبب الحقيقي ، على الأقل الآن ، لن يستطيع أن يخبرها بمشاعره و هي في هذه الحاله .

عنَت له فكره و قال : طب لو مقلتيش إنك مش زعلانه ، هاعمل اعتصام و هنام جنبك هنا عالارض و خلي بالك ..

قاطعته جنه و قالت : مش هتقدر ، ممنوع راجل يبات عند الستات .

قال إياد بمرح : طب تراهنيني و نشوف مين يكسب .

قالت جنه بتردد : مفيش داعي ، أنا خلاص مش زعلانه .

سأل إياد بجديه : من قلبك ؟؟؟

أومأت جنه برأسها و قالت : مش هتكلم عبدالله .

قال إياد : أما أتأكد الأول إنك مش زعلانه .

قالت جنه مؤكده : و الله خلاص مش زعلانه .

سأل إياد : امال ليه مش راضيه تبصيلي ، أنا من ساعة ما دخلت و انتي مركزه اوي مع الحيطه دي !

نظرت جنه إليه و قالت : مش عايزه سماح تقلق .

قال إياد بجديه : يبقى الأول أوعديني تسمعي الكلام و بكره تيجي معايا نشوف دكتور متخصص.

قالت جنه و هي تغالب دموعها : اهو انت كده على طول عاملني لعبتك ، اسمعي الكلام اكلم عبدالله ، تعالي نتعشى الأول و هآخد القسط ، اعزميني و مش عارفه هيحصل ايه...

اضطرب إياد لدى رؤية دموعها و قال : أنا مش قصدي ازعلك ، و اهو خلاص هاكلم عبدالله ، بس متعيطيش.

و في غضون ثوان أنهى المكالمه و قال : كلها نص ساعه و سماح تكون عندك.

مسحت جنه دموعها و قالت : متشكره .

قال إياد بفتور : العفو ، على ايه.

أحس إياد بفشله الذريع فهو حتى الآن لم يقنعها برؤية طبيب آخر ، زد على ذلك تكديره لها و تسببه في بكائها .

عضت جنه على شفتها السفلى و نظرت إليه ثم قالت بتردد : حضرتك تقدر تتفضل ، أنا تعبتك معايا ، و سماح زمانها جايه .

قال إياد بعتاب : ايه زهقتي مني ؟

قالت جنه بحرج : لا مش كده ، بس حضرتك أكيد وراك حاجات مهمه .

زفر إياد و قال : احنا مش اتقفنا بلاش حضرتك دي ، و لا خلاص معدتيش عاوزانا نفضل أخوات .

قالت جنه : لا ازاي ، أكيد حابه نفضل اخوات .

قال إياد محاولاً استفزازها : بس أنا حاسس غير كده خالص .

نظرت إليه جنه مندهشه و سألت بقلق : ليه بتقول كده يا إياد ؟

ضحك إياد و قال : الله اتاري اسم حلو و انا مش عارف.

ابتسمت جنه فأضاف : طب لو احنا اخوات بجد ، قوليلي كنتي بتجري ليه كده و رايحه على فين ؟

قالت جنه بصوت مليء بالحزن : كنت عايزه أساعده ، بس مقدرتش .

سأل إياد باهتمام : تقصدي مين ؟

قالت جنه : أصل في ولد بيجي المكتبه و شكله غلبان اوي ، هدومه مقطعه و مش نضيف ، اول مره جه خاد كتاب ، افتكرته بيجي عشان يسرق ، لكن انهارده جه و رجع الكتاب اللي خده ، و أول مره هرب و لحقته كنت عايزه اساعده بس شكله خاف مني .

قاطعها إياد : يعني دي مش أول مره تخرجي تلفي وراه فالشوارع ، و المره اللي فاتت حصلك ايه .

ابتسمت جنه و قالت : فاكر أما بت عندكو في الفيلا ، اهو يوميها كنت ماشيه وراه ، و هرب مني و حصل اللي حصل بعدها .

قال إياد بغضب : تقومي تعملي كده تاني ، ايه مش خايفه يحصلك حاجه ، و لا يكون وراه مصيبه .

قالت جنه مدافعه : أصل المرادي كان شكله مضروب جامد ، و ايده ، ايده يا إياد كانت زي اللي محروقه ، صعب عليا محستش بنفسي ، كان لازم اعمل أي حاجه عشان أساعده و انقذه من البيئه اللي هو فيها .

قال إياد موبخاً : هو انتي مش بتسمعي أخبار و لا بتقري جرايد ، أكيد اللي بيعمل كده حد من أهله ، هتعملي ايه ساعتها هاتشتكيهم للبوليس .

قاطعته جنه : لا مش أهله ، هو قالي ان الست بتقوله أنها مش مامته .

لم يشأ إياد أن يجادلها أكثر في هذا الموضوع ، فما زالت متعبه ، و عليه أن يقنعها بأن تذهب معه غداً لرؤية طبيب آخر.

قال إياد محاولا إقناعها : ايه رأيك لو جه الولد ده تاني المكتبه ، تكلميني فساعتها و أنا هابعت حد يعرفلك عنوانه و ساعتها نقدر نساعده ، بس بعقل .

أومأت جنه موافقه و قالت : متشكره اوي يا إياد ، أنا مش عارفه اشكرك ازاي .

قال إياد مستغلا الفرصه : توعديني بكره نروح لدكتور متخصص ، و نآخد رأيه ، مش هتخسري حاجه .

لاحظ إياد ترددها فقال مازحاً : ايه مش عايزه تطمني قلب أخوكي الأمير ، على فكره كده هتبقي أنتي الأميره الشريره .

ابتسمت جنه رغماً عنها و قالت : أمري لله .



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 26-12-15, 12:03 PM   #15

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



الفصل الثالث عشر

♡♡♡ و إلَيكِ أمِيرتِي ~ تَحْلُو الرَسَائِلْ ♡♡♡

----------------------------

جلست ماهيتاب على البار مستمتعه بنظرات المعجبين حولها ، ارتشفت قليلا من مشروبها ، ثم سألت هيثم : ايه بقى قوانين اللعبه دي ؟

قال هيثم بخبث : افتحي الظرف و انتي تعرفي .

قالت ماهيتاب بدلال : افتح و إنت موجود ..تؤ ..تؤ .. كده هزعل .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

ضحك هيثم و قال : و أنا مقدرش على زعلك.

أمسك هيثم الظرف و تردد قليلا ، و لكن ألم يحضرها إلى هنا لمحاولة إيجاد معلومات عن فتاة راس السنه ، فلقد فشل تلك الليله في اللحاق بهم عندما قام ابن عمها بتخطي اشارة المرور بشكل مفاجىء ، فتح الظرف و أخرج الصوره .

قالت ماهيتاب : دي البت اللي كانت مع إياد !

قال هيثم مؤكدا : أيوه .

اختطفت ماهيتاب الصوره منه و قلبتها لتقرأ المكتوب خلفها ، ثم قالت : و مين صاحبنا ده اللي هيموت ويلاقيها .

أجاب هيثم مضطربا : الحقيقه البت دي ادتني حتة قلم لسه معلم على قفايا ، و نفسي افش غليلي و آخد حقي منها ، مش انتي قلتي إنها شمال ..؟

قالت ماهيتاب بعد تفكير : اكيد اكيد شمال و نص كمان ...

سألها هيثم بلهفه : طب متعرفيش معلومات عنها ؟

أجابت ماهيتاب : ا م م م ، هو انت ناويلها على ايه ، قول و متخفش مش هزعل .

قال هيثم مازحا : ناويلها على ليله حمرا .

ضحكت ماهيتاب و قالت : طالما كده يبقى اطمن ، هاجبلك قرارها.

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

ركبت سماح السياره مع عبدالله مرغمه ، فلولا معرفتها أن صديقتها بالمشفى لما نزلت من الأساس لتقابله فبعد حديثها مع والدته أرادت نسيان كل ما يتعلق به .

و لكن عندما أخبرتها المشرفه بأن عبدالله بانتظارها في الخارج ، و أن الأمر يتعلق بصديقتها جنه ، نزلت مهروله لمقابلته .

لاحظت سماح قيام عبدالله بين الفينه و الأخرى بالنظر إلى المرآه الأماميه ، يبدو أنه يريد أن يقول شيئا لها و لكنه كالعاده متردد .

و أخيرا نطق : آنسه سما... قصدي مدام سماح ، أنا عايز اعتذرلك لو حصل يعني ووالدتي من غير ما تقصد قالت كلمه دايقتك.

لم يكن سبب تكدرها كلمه قالتها والدته ، و لكن التغير الذي حل عليها عندما علمت بأنها مطلقه هو ما أزعجها ، في البدايه كان رد فعلها عفويا و استطاعت أن ترى الشفقه في عينيها ، و من ثم الرفض ، رفض أن يتزوج ابنها بمطلقه ، و لكن الحق يقال لم تنبس بكلمه تؤذيها .

ردت سماح بحزم : حضرتك بتقول كده ليه ، والدتك كانت في منتهى الذوق معايا .

سألها مباشره : هو ليه محدش يعرف إنك مطلقه ، دي لا حاجه عيب و لا حرام ؟

أجابت سماح بهدوء : دي حاجه خاصه جدا ، و أنا مخدعتش حد ، أنا اتجوزت و اطلقت و كنت لسه طفله ، و لما اشتغلت مع د.نوال نصحتني مقولش تفاصيل كتير عن حياتي الشخصيه الا لو حد بثق فيه ، كانت خايفه عليا لاني زي ما قلت كنت صغيره جدا.

نظر عبدالله إليها عبر المرآه و قال : أولا أنا مقلتش إنك خدعتي حد ، و ثانيا أتمنى إني أكون حد بتثقي فيه ،

صمتت سماح ليقول عبدالله : عموما الوقت كفيل يثبتلك إني هاكون جدير بثقتك .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

كانت نسرين غارقه في بؤسها عندما قال رائد : كان نفسي نقعد أكتر من كده.

قالت نسرين معتذره : معلش أصل عندي صداع جامد.

أوقف رائد سيارته أمام مدخل الفيلا ثم سأل : ايه رأيك بكره أمر عليكي و تشوفي التوضيبات اللي عملتها في الشقه .

أومأت نسرين برأسها و همت لتفتح الباب ، قال رائد : ايه هتنزلي ، خلينا قاعدين شويه .

قالت نسرين : معلش أصل جدو لوحده و حابه اطمن عليه ، و بعدين هانقعد فالعربيه نعمل ايه ؟

ابتسم رائد و قال مقتربا منها : نعمل زي ما اي اتنين مخطوبين بيعملوا .

ثم أمسك يدها و رفعها إلى شفتيه .

سحبت نسرين يدها بسرعه ثم فوجئت بباب السياره يُفتح و يد تسحبها بعنف للخارج .

قالت نسرين بحده : ايه اللي بتعمله ده يا متخلف !

قال كريم : أنا متخلف يا محترمه !!!!!!

تدخل رائد : ايه ده ميصحش كده يا دكتور .

قال كريم : و انت مال أهلك .

قال رائد : لا انت زودتها اوي .

قال كريم و قد أمسك بياقة قميصه : هو انت لسه شفت حاجه.

قال رائد : الله عيب كده ، مفيش داعي للكلام ده .

أرخى كريم قبضته عنه و قال : طب يلا الله يسهلك .

قال رائد : انا مش عايز اعمل مشكله و عامل خاطر للعيله لانهم بيعتبروك واحد منهم .

ثم قال موجها حديثه لنسرين : تصبحي على خير و بكره هامر عليكي نروح الشقه زي ما اتفقنا.

فور ركوبه سيارته قال كريم : و كمان بقيتي تروحي شقق .

قالت نسرين بعنف : اخرس يا حقير.

قال كريم : طب انا قاعدلك بكره ووريني هتروحي معاه ازاي.

قالت نسرين من بين دموعها : انت ملكش دعوه بيا فاهم !

و انطلقت مهروله إلى غرفتها ، حزينه على اختيارها لهذا الرائد الذي وقف مذعورا أمام عنف كريم ، و هرب من المواجهه ، لم تصدق عيناها عندما رأت الخوف البادي عليه حينما أمسك كريم بياقة قميصه ، و غادر حتى قبل أن يتأكد من أن كريم لن يسبب لها أي مشكله .
حسناً ، ماذا كانت تتوقع من شخص بسلبيته .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

" تقريبا فاضل ساعتين و آجي آخدك"

كانت تلك الرساله من إياد الذي سيأتي و يصطحبها لأحد الأطباء المتخصصين في القلب ، ابتسمت و ردت برساله :
" و أنا جاهزه و في الانتظار يا سمو الأمير "

أتاها الرد سريعا : " و أنا بوعدك طول ما انتي بتسمعي الكلام هأفضل أمير طيب ، لكن لو ... "

ضحكت جنه و أرسلت : " لكن لو ..؟؟؟"

أرسل إياد : " لو مسمعتيش كلامي ، مش هقدر اضمن الأمير الشرير هيعمل ايه"

أرسلت جنه : " و انت فاكرني هخاف ، انا عندي اخ امير طيب ، هيدافع عني و يقتل الأمير الشرير"

أرسل إياد : "انتي عبيطه باين ! "

أرسلت جنه : " انا باغلي "

أرسل إياد : " ورد جميل "

أرسلت جنه : " لا ، مش عايزه "

أرسل إياد : " في حد يرفض الورد !"

أرسلت جنه : "طب ده من الأمير الطيب ، و لا اللي ما يتسمى ؟"

أرسل إياد : " هههههههههه من الأمير الطيب أكيد "

أرسلت جنه : " طب كده ضروري تشكر الامير الطيب "

أرسل إياد : " على فكره "

أرسلت جنه : " ايه ؟ "

أرسل إياد : " الأمير الطيب ممكن يدايق و يتعصب و ممكن يتصرف تصرفات زي الأمير الشرير بس مش معنى كده إنه بيكون قاصد"

أرسلت جنه : "ايه ده ، ما أنا قلتلك خلاص مش زعلانه و نسيت اللي حصل اساسا "

أرسل إياد : "طب اتتي بتعملي ايه دلوقتي ؟ "

أرسلت جنه : " بقرأ كتاب ، و انت ؟ "

أرسل إياد : "أنا في اجتماع "

أرسلت جنه : " يا خبر في اجتماع و سايبني ابعت مسجات و اعطلك "

أرسل إياد : " لا ده اجتماع روتيني و ممل جدا "

أرسلت جنه : "اها و حضرتك قلت أما اتسلى عليها شويه "

أرسل إياد : "بالظبط كده ، ده انتي طلعتي نبيهه خالص باضحك "

أرسلت جنه : " انا باغلي"

أرسل إياد : "طب هاعمل ايه دلوقتي عشان اصالحك ، بتاع الورد قفل "

أرسلت جنه : " يا سلام "

أرسل إياد : " آه و الله "

ثم أتبعها برساله : "طب تنفع دي والله لو انتي شايفة كده ماشي "

أرسلت جنه : " انت تدي الموبايل حالا لإياد ، و الا شكلك هيبقى عامل كده متخرشمة "

أرسل إياد : "ايه ده هو انتي بتعرفي تضربي ! بعدين ما أنا إياد !!! "

أرسلت جنه : " لا انت الأمير الشرير ، إياد مش ممكن يعمل كده "

أرسل إياد : "اهو إياد رجع و معاه ورد كمان وردة من قلبي "

أرسلت جنه : " مش بتاع الورد قفل برده ! "

أرسل إياد : " ده من محل تاني "

أرسلت جنه : "يعني كنت عارف أنه في محل تاني ، و سبتني المده دي كلها زعلانه ! "

أرسل إياد : " المده دي كلها ! !! "

أرسلت جنه : " أيوه ، خمس ثوان ، خمس ثوان بحالهم "

أرسل إياد : " على فكره انتي ظالماني جدا "

أرسلت جنه : " كنت عارف إنه في محل تاني و لا لا !؟ "

أرسل إياد : " مكنتش أعرف "

أرسلت جنه : " امال جبت الورد ازاي ؟"

أرسل إياد : " شوفي أنا حسيت إني زعلتك جدا ، قلت لازم اجبلك هديه قيمه عشان ترضي و تتنازلي و تصالحيني ، فرحت عند محل الالماس لقيته قفل ، و بالصدفه الصدفه البحته لقيت جنبه محل ورد ، فاشتريت منه ، شفتي ظلمتيني ازاي ! "

أرسلت جنه : " أنا آسفه "

أرسل إياد : " آسفه ايه بقى ، أنا سايب اكل عيشي ، و داير من محل لمحل و انتي قاعده رجل على رجل و بتظلمي فيا "

أرسلت جنه : " ورد جميل "

أرسل إياد : " لا مش هينفع "

أرسلت جنه : " وده بيثبت إني أحسن منك "

أرسل إياد : " اشمعنى ؟ "

أرسلت جنه : " عشان أنا قبلت الورد و صالحتك "

أرسل إياد : " انتي شكلك مش فاهمه !"

أرسلت جنه : " مش فاهمه ايه !"

أرسل إياد : " مش فاهمه طبيعة الرجل "

أرسلت جنه : " و ده علاقته ايه بأن قلبك أسود و مش راضي تصالحني "

أرسل إياد : " كمان مره بتظلميني ، أنا قلبي مش أسود و لا حاجه "

أرسلت جنه : " امال ليه مقبلتش الورد ؟ "

أرسل إياد : " هافهمك ، في فرق كبير جداً بين لما الراجل يصالح البنت ، و لما البنت تصالح الراجل "

أرسلت جنه : " ايه ده ، ده انت بتقول حكم و مواعظ اهو "

أرسل إياد : " أقصد إن البنت ممكن تتصالح بورده ، لكن الراجل بيبقى عايز حاجه تانيه خالص "

أرسلت جنه : " اها ...بيبقى عايز اكله حلوه من ايديها ، مش بيقولوا قلب الرجل في معدته "

أرسل إياد : " لا طبعاً ، عموماً أنا تعبت أشرحلك ، انتي عارفه عشان تفهمي لزمك ايه ؟ "

أرسلت جنه : " ايه يا حضرة الفيلسوف "

أرسل إياد : " تشوفيلك واحده من صحابك ، تكون أميره شريره وبنت حلال و هي هتفهمك "

أرسلت جنه : " يعني كده هتفضل مخاصمني كتير "

أرسل إياد : " ليه بتقولي كده ! "

أرسلت جنه : " لانه معنديش غير صاحبه واحده ، و هي طيبه خالص "

أرسل إياد : " طب خلاص متزعليش ، أنا هاصالحك "

أرسلت جنه : " هاستنى كتير "

أرسل إياد : " تستني ايه ؟!!! "

أرسلت جنه : " الورد بتاعي ، مش قلت هتصالحني ؟ "

أرسل إياد : " يا مفتريه ، أنا قلت إنك تصالحيني مش أنا اللي أصالحك "

أرسلت جنه : " أنا مفتريه ، اهو عشان الكلمه دي لازم تبعت ورد و حالاً "

أرسل إياد : " اهو وردة من قلبيوردة من قلبيوردة من قلبيوردة من قلبيوردة من قلبيوردة من قلبي: "

بعد دقيقتان أرسل إياد " ايه الورد مش عاجبك "

أرسلت جنه : " أصله كتييييييييير اوووووووي "

أرسل إياد : " و دي حاجه دايقتك "

أرسلت جنه : " لا مش كده "

أرسل إياد : " امال ليه قعدتي دقيقتين من غير ما تردي !"

أرسلت جنه : " أصلي مش ملاحقه احطهم فالفازات ، استنى فاضل خمسه و أخلص "

أرسل إياد : " ههههههههههه ، ها خلصتي "

أرسلت جنه : " أيوه ، و متشكره جدا ، اوضتي بقت كلها ورد ف ورد "

أرسل إياد : " العفو على ايه ، بس اوعي تنسي !!!!!!!! "

أرسلت جنه : " انسى ايه ؟؟؟؟؟ "

أرسل إياد : " قبل ما تنامي تفتحي الشباك ، عشان الورد هو كمان بيتنفس ، و ممكن يخلص الأكسجين اللي فالاوضه "

أرسلت جنه : " هافتح الشباك بالليل ، و فالجو التلج ده ، مش هاقدر "

أرسل إياد : " طب أنا عندي حل "

أرسلت جنه : " ايه هو ؟؟؟؟"

أرسل إياد : " ايه رأيك ترجعي الورد ، و تاخدي بدالهم دول والله لو انتي شايفة كده ماشيوالله لو انتي شايفة كده ماشيوالله لو انتي شايفة كده ماشيوالله لو انتي شايفة كده ماشي "

أرسلت جنه : " لا ده شكل إياد انشغل فالاجتماع و جه الأمير الشرير و سرق موبايله تاني ، أنا هاقوم أكمل قرايه في الكتاب أحسن "

أرسل إياد : " آخ ، ايدي وجعتني"

أرسلت جنه : " تستاهل "

أرسل إياد : " حرام عليكي ، و أنا اللي كنت بضرب الأمير الشرير عشان بيدايقك"

أرسلت جنه : " بجد .....؟؟؟؟؟؟؟؟ "

أرسل إياد : " طبعاً ، و خلاص وعد مش هيقرب منك تاني "

أرسلت جنه : " يبقى سلامة ايدك ، ألف سلامه"

أرسل إياد : " الله يسلمك ، بس ايه اسم الكتاب اللي بتقريه ؟ "

أرسلت جنه : " لا تحزن "

أرسل إياد : " هو انتي حزينه يا جنه ؟ "

أرسلت جنه : " دلوقتي لا "

أرسل إياد : " امال ليه بتقري الكتاب ده ؟ "

أرسلت جنه : " شكلك فهمت الكتاب غلط ، مش نكد على فكره خاااالص "

أرسل إياد : " طب فهميني بيتكلم عن ايه "

أرسلت جنه : "بيتكلم عن التفاؤل و الرضا "

ثم أتبعتها برساله : " مش هاقدر أوصلك جمال مضمونه ، ايه رأيك لو تقراه ؟ "

أرسل إياد : " بس أنا مبحبش القرايه "

أرسلت جنه : "معقول !!! ده انت على كده مش عايش "

أرسل إياد : " طب ايه رأيك تساعديني أحبها "

أرسلت جنه : " ياريت أقدر ، بس ازاي "

أرسل إياد : " أنا هاقولك ازاي "

أرسلت جنه : "اتفضل "

أرسل إياد : " أصل ..... "

أرسلت جنه : " أصل ... ايه ؟ "

أرسل إياد : " خايف أكون هتقل عليكي "

أرسلت جنه : " طب كويس "

أرسل إياد : " هو ايه اللي كويس ! "

أرسلت جنه : " أنا أقصد كويس أننا نتبادل الأدوار "

أرسل إياد : " ازاي يعني نتبادل الأدوار !!!!"

أرسلت جنه : " أقصد بدل ما أنا على طول متقله عليك ، اهو تتقل عليا انت كمان و نبقى خالصين "

أرسل إياد : " اتقل عليكي ، تتقلي عليا ، احنا عمرنا ما هنبقى خالصين ، احنا مكملين باذن الله "

أرسلت جنه : " هههههههههه مكملين المشوار "

أرسل إياد : "اتريقي براحتك ، بس عمرك ما هتخلصي مني "

أرسلت جنه : " طب مش هتقولي ازاي هاقدر اساعدك "

أرسل إياد : " تساعديني فايه ؟ "

أرسلت جنه : " انت لحقت تنسى ، واضح أنه في عمار جدا بينك و بين الكتب "

أرسل إياد : " آه ، تقصدي القرايه "

أرسلت جنه : " امال يا بشمهندس ، و خلاص قررت و عزمت إني هساعدك و مش هتقدر تتهرب ، هتحب القراءه يعني هتحبها "

أرسل إياد : " مش أول تعرفي هتساعديني ازاي ! "

أرسلت جنه : " و من غير ما أعرف أنا خلاص في خلال 6 شهور هاكون أنشأت قارىء مبتدأ "

أرسل إياد : " طب عظيم ، ايه بقى أول كتاب هتقريهولي ؟ "

أرسلت جنه : " تقصد أول كتاب هتقراه ، أنا بقترح لا تحزن "

أرسل إياد : " لا أنا أقصد أول كتاب هتقريهولي "

أرسلت جنه : " امممممم مش فاهمه "

أرسل إياد : " ما هو أنا عشان أحب القرايه لازم تساعديني "

أرسلت جنه : "و أنا قلت هساعدك "

أرسل إياد : " يبقى كل يوم هاخد من وقتك ساعه تقريلي شويه لغاية أما أحب القرايه "

أرسلت جنه : " كل يوم ! "

أرسل إياد : " أيوه أنا هآجي المكتبه ، و تختاري كتاب و تقريلي لمدة ساعه "

أرسلت جنه : " بس ممنوع الصوت العالي في المكتبه "

أرسل إياد : " ليه يعني ؟ "

أرسلت جنه : " عشان منزعجش القراء ! "

أرسل إياد : " اها ، يبقى أنا هآجي بعد ما يخلص الدوام "

أرسلت جنه : " أوك ، و أنا موافقه "

أرسل إياد : " بس في مشكله "

أرسلت جنه : " خير ؟ "

أرسل إياد : " أيام الاجازه هتقريلي ازاي ؟ "

أرسلت جنه : " خمس ايام كتير اوي ، و إن شاء الله فمده قصيره تكون حبيت القرايه و تقرأ بدون مساعدتي "

أرسل إياد : " لا مده قصيره ايه ، انتي قلتي 6 شهور "

أرسلت جنه : " ما أنا كنت فاكره إني هارشحلك الكتب و انت تقراهم لوحدك "

أرسل إياد : "مليش دعوه ، انا عايز ال 6 شهور اللي وعدتيني بيهم "

أرسلت جنه : " و أنا مش هاكسفك 3 شهور و هاديك الشهاده "

أرسل إياد : " ههههههه ماشي يا بكاشه "

ثم أرسل :"و على فكره أنا عندي حل كويس جدا "

أرسلت جنه : " حل لايه ؟ "

أرسل إياد : " على فكره انتي مش مركزه معايا خالص ، اوعي تكوني انشغلتي بحاجه "

أرسلت جنه : " حاجه ايه بس !"

أرسل إياد : " بتاكلي مثلا ؟؟؟ "

أرسلت جنه : " هو انت فاكرني مفجوعه ، أنا أقدر اصبر من غير أكل لفتره كبيره على فكره ! "

أرسل إياد : " أنا قلت مفجوعه ، فين ده !!! "

أرسلت جنه : " امبارح بعتلي يجي 3 مسجات " اوعي تاكلي حاجه الدكتور محرج و الا التحاليل هتبوظ" و انهارده كمان بعتلي مسج كده عالصبح ! "

أرسل إياد : " هههههههههه على فكره أنا اكتشفت فيكي حاجه جديده ، أقول و لا بلاش ؟ "

أرسلت جنه : " لا من فضلك ، نورني ايه الاكتشاف ده ؟"

أرسل إياد : " قماصه "

أرسلت جنه : " نعم !!!! "

أرسل إياد : " بتتقمصي بسرعه خالص جداً "

أرسلت جنه : " فين ده"

أرسل إياد : " كل ده و فين ده ! "

أرسلت جنه : " كل ده ..!!. طب كتر خيرك إنك مستحملني كل ده "

أرسل إياد : " مش بقولك قماصه ..بس على قلبي زي العسل "

أرسلت جنه : " طب انت عندك اجتماع دلوقتي ، و أنا عطلتك بما فيه الكفايه "

أرسل إياد : " لا ده انتي قماصه قماصه "

أرسلت جنه : "حرام عليك ، والله ما زعلت بس بجد مش عايزه اشغلك عن الاجتماع اكتر من كده "

أرسل إياد : " و كده فعلا أثبتي التهمه عليكي "

أرسلت جنه : " على فكره مسمهاش قماصه ، يمكن حساسه شويه "

أرسل إياد : " اها عندك حق ، و أنا لازم آخد بالي بعد كده "

أرسلت جنه : " لا عادي ، و هتآخد بالك من ايه ! "

أرسل إياد : " يعني أحاسب على كلامي بلاش أميرتي القماصه تزعل "

ثم أرسل : " أقصد أميرتي الحساسه ، بس انتي مش عايزه تعرفي الحل ؟"

أرسلت جنه : " آه صحيح ، تقصد حل لايه ؟ "

أرسل إياد : " ايام الاجازه ، أنا فكرت ممكن تقريلي عالفون "

أرسلت جنه : " ربنا يسهل "

أرسل إياد : " أوعدك هاكون طالب ملتزم "

أرسلت جنه : " تمام "




بعد خمس دقايق




أرسل إياد : " ايه بقى اللي شغلك عني ؟؟؟؟؟؟؟ "

أرسلت جنه : " خلاص ، دوشتك مسجات "

أرسل إياد : "بلاش لف و دوران ، انشغلتي عني بايه ؟ "

أرسلت جنه : " ابدا ، سماح كانت بتسألني لو لسه ناويه أروح معاك عند الدكتور "

أرسل إياد : " هي مش عايزاكي تروحي للدكتور و لا ايه ؟ "

أرسلت جنه : " لا مش كده "

أرسل إياد : " شكلك مخبيه عني حاجه ! "

أرسلت جنه : "لا أبداً "

ثم أرسلت " ممكن أسألك سؤال ؟ "

أرسل إياد : " اتفضلي"

أرسلت جنه : " هو ايه الاجتماع الغريب ده ، و ازاي بتقدر تبعتلي كل المسجات دي ؟! "

أرسل إياد : " الاجتماع ده يا غلباويه ، عباره عن اللقاء السنوي مع الموظفين ، تقدري تقولي زي احتفال كده بنتغدى سوا ، و كل موظف بنديله فرصه يتكلم عن نفسه ولو عنده مشكله يقولها ، و أنا قاعد بسمعلهم و بعد ما الكل يخلص حضرتي هاطلع على المنصه و اقول كلمه و بعدين هاكرم الموظفين اللي عملوا انجاز السنادي ".

أرسلت جنه : " و امتى هتقوم تلقي الكلمه "

أرسل إياد : " يعني كمان شويه "

أرسلت جنه : " طب خلاص كفايه مسجات ، خليك تستعد نفسياً للالقاء "

أرسل إياد : "ههههههههه الالقاء .... طب تحبي تسمعي الالقاء بتاعي ؟ "

أرسلت جنه : " ياريت "

أرسل إياد : "اوك ، أنا أول ما اطلع المنصه هاكلمك و احط الفون عند المايك و تقدري تسمعي و كأنك معايا بالظبط "

أرسلت جنه : " عظيم ، بس اوعى تنسى"

أرسل إياد : " مستحيل انسى أميرتي الحساسه ، بعدين تتقمصي ولا حاجه ، الطيب أحسن "

أرسلت جنه : " انا باغلي "

أرسل إياد : " وردة من قلبي"


فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 27-12-15, 11:57 AM   #16

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



الفصل الرابع عشر

" دقيقه ~ و اختفت البراءه "

--------------------------

أخرجت ماهيتاب جميع حقائبها لتبحث عن البطاقه التي أعطاها لها ذلك الصحفي معتز ، و بعد البحث لمدة عشر دقائق وجدتها في حقيبتها الفضيه ، أمسكت البطاقه و طلبت الرقم المدون بداخلها .

أتاها الرد سريعا : آلو الصحفي معتز ، مين معايا .

ماهيتاب : أنا ماهيتاب فاكرني ؟

- طبعا ، فاكرك و فاكر اتفاقنا بس الظاهر انتي اللي نسيتي .

- معلش انشغلت شويه ، لكن لسه أكيد ملتزمه بالاتفاق .

- كلام و بس مش هينفع ، لازم تدعميني .

- اوك.

- ماشي ، تحبي نتقابل ، و نخلص الديل .

- تمام ، بس الأول قبل ما ادفع المبلغ اللي طلبته ، عندي سؤال .

- اتفضلي اسألي .

- هو أنت ليه متأكد اوي إن إياد على علاقه بيها ، يعني ليلتين سهروا مع بعض ممكن يكون في شغل بينهم !

- لا ده في حاجات كتير حصلت ، أما نتقابل احكيلك و تتأكدي .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤

أغلقت سماح الخط قلقه على صديقتها ، فما زالت مصره على الذهاب للطبيب برفقة إياد ، و قالت محدثه نفسها : مش هينوبك يا جنه الا وجع القلب من اللي اسمه إياد ده ، امتى بقى تفهمي !

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤

" إلقاءك كان تحفه ، عشره على عشره "

قالت له ذلك و هي تهم بالدخول إلى سيارته و الذهاب إلى الطبيب .

انطلق إياد بالسياره و قال بعد برهه : الاجتماع الجاي لازم و أكيد تحضري ، المرادي كنت ناوي أعزمك ، بس عشان معاد الدكتور خفت لتتعبي من القعده .

قالت جنه بأسى : مين عارف هنكون فين السنه الجايه .

قال إياد بحزم : مع بعض ، ثم أضاف : و بلاش التشاؤم ده ، الظاهر إني خوفتك لما أصريت ناخد رأي دكتور تاني ، بس ده عشان نطمن مش أكتر .

قالت جنه بمرح : أنا مش خايفه من نتيجه الفحوصات ، صحتي كويسه و الحمد لله ، أنا بس وافقت عشان خاطر متزعلش.

قال إياد بتوتر : حتى لو في مشكله لا سمح الله ، العلاج دلوقتي متطور جدا .

ضحكت جنه و قالت : انت بطمني و لا بطمن نفسك !

قال إياد مبتسما : أنا كده ، بحب أفكر و اعمل حساب لكل الاحتمالات .

قالت جنه بجديه : بس كده غلط .

سأل إياد : ليه غلط ، مش فاهم ؟

قالت جنه : أنا قريت كتاب اسمه " السر " ، ده كتاب مشهور جدا ، و مترجم لاكتر من أربعين لغه ، بيقول إننا لازم نفكر فالحاجات الايجابيه عشان نقدر نجذبها لحياتنا .

قال إياد : يبقى ده أول كتاب هتقريهولي .

قالت جنه بفخر : أنا قريت النسختين عربي و انجلش ، تحب أنهي فيهم ؟

قال إياد : ده لازم عجبك جدا عشان تقري الأصل و الترجمه.

قالت جنه : فعلا .

أوقف إياد السياره و قال : قبل ما نوصل أنا عايز أقولك حاجه مهمه جدا .

ألقت جنه نظره على ساعتها و قالت : بس بسرعه ، أحسن نتأخر.

نظر إياد إليها للحظات ، ثم أعاد نظره للأمام و قال : معاكي حق هنتأخر .

أدار محرك السياره و انطلق من جديد ، أراد أن يصارحها بمشاعره نحوها قبل أن تعلم نتيجه الفحوصات ، فربما ظنت ما سيقوله نابع من باب الشفقه أو العطف ، و لكن كلامها عن ذلك الكتاب جعله مترددا ، ربما عليه أن يفكر فقط بأنها ستكون بخير و حينها يستطيع اخبارها و هو مرتاح البال ، و كما خطط لمفاجأتها اليوم .

نعم ، ذلك الكتاب محق ، و ستكون بخير ، و سيخبرها تماما كما خطط لذلك و هي سعيده مرتاحة البال و ليست قلقه كحالها الآن .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤¤¤¤¤¤¤

جُنَ عقل ماهيتاب بعد المعلومات اللي عرفتها عن جنه ، فهي ليست بالفتاه الفقيره أو ذات الخلفيه المتواضعه ، بل ابنة عز و جاه ،عليها التصرف سريعا .

أمسكت هاتفها و طلبت رقم هيثم .

هيثم : آلو ...

- شكلي صحيتك مالنوم ، بس عندي ليك خبر بمليوووون جنيه .

- قال هيثم بلهفه : عرفتي عنوانها ، صح ؟

ضحكت ماهيتاب و قالت : طب بالراحه ، آه عرفته.

- طب مستنيه ايه ، قولي .

قالت ماهيتاب بدلال : تؤ تؤ أما نتفق الاول .

- اللي انتي عايزاه هيكون من غير ما حتى أعرفه .

- انت قلت ناويلها على ليله حمرا ، أنا بقى عايزه صور الليله الحمرا دي .

قال هيثم : deal

قالت ماهيتاب بخبث : على فكره أنا مش بس عايزه صور ليها ، أنا عايزه صوركو أنتو الاتنين مع بعض .

قال هيثم : و صوري أنا ليه ، أكيد مش هاقدر .

- تؤ تؤ مش ضروري وشك يبان ، افهم بقى يا ذكي .

قال هيثم باستخفاف : اوك.

سألت ماهيتاب : طب أنا ايه يضمني إنك هتنفذك وعدك ليا .

قال هيثم : متصعبيهاش بقى ، أنا فايدي ايه أعمله عشان أقنعك !

قالت ماهيتاب بعد تفكير : يبقى خلينا نخطط سوا ازاي هنوقعها .

قال هيثم : الله ، مش انتي بتقولي إنها شمال .

قالت ماهيتاب : أيوه أيوه ، بس دلوقتي هي ماشيه مع ابن عمي ، و أنا عارفاه طبعه حمقي و صعب ، فأكيد يعني هتخاف منه و تعمله حساب و مش هتقدر تلعب بديلها .

قال هيثم : اها .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤

على باب قسم المباحث ، خرجت رولا مهروله إلى صديقتها ساره و زوجها رمزي شاكره إياهما على مساعدتها ، و الوقوف بجوارها و إخراجها من تلك المحنه ، فلولاهما لفُضحت و جلبت العار لعائلتها .

و في طريق العوده وبخ رمزي نفسه ، أمن المعقول أن يتستر على فتاه و يخلصهامن براثن ذلك القذر ، ليقوم هو بذلك الدور مع فتاه أخرى !

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤

سأل رائد : امال فين إياد ؟

ردت نسرين : معلش أنا نسيت أبلغه إنكم جايين .

نظر رائد لوالدته ، فهي التي أشارت عليه بالحضور اليوم و طلب موعد لتحديد كتب الكتاب .

تنحنح رائد ثم قال : و الله مش عارف هينفع اطلب طلبي ده دلوقتي و لا لا ، لكن البركه في جدو رفعت .

قال رفعت طه : اتفضل يا بني .

قال رائد : أنا و ماما شايفين ، أنه الوقت مناسب جدا إننا نكتب الكتاب .

قال كريم الذي حضر لتوه : كتب كتاب ايه ، ده انتومكملتوش شهر مخطوبين .

اتجهت نظرات الجميع نحو القادم بما فيهم نسرين التي قالت : و أنا موافقه ، فكره كويسه جدا .

قال كريم بحده : أظن عيب جدا يبقى جدو و طنط موجودين و تقرري كده من غير ما تاخدي رأيهم .

قالت نسرين بعصبيه : ده اللي ناقص هتعلمني ايه العيب و المش عيب .

صاحت د.نوال بعنف : نسرين كفايه كده ، و يلا اطلعي اوضتك .

هتفت نسرين : ماما !!!!!

أعادت نوال كلماتها بهدوء هذه المره : اتفضلي اطلعي اوضتك و سيبي الكبار يتكلموا .

جزت نسرين على أسنانها و رمقت كريم بنظره غاضبه ، ثم صعدت إلى غرفتها .

و في الداخل سمحت لدموعها بالانهمار ، فمره ثانيه يثبت هذا الرائد خطأها الفادح ، فلقد جلس متفرجا على المشهد و لم ينبس بكلمه واحده ، أهذا من تريده أبا لأولادها !

كانت غارقه في دموعها عندما أحست بباب غرفتها يُفتح .

قالت و هي تخفي وجهها بوسادتها : ماما ، أرجوكي سبيني لوحدي ، كفايه هزئتيني قدامهم كأني عيله صغيره .

سمعت الباب يغلق ، وصوت أقدام ...أقدام ثقيله تسير باتجاه سريرها ، تلك الخطى بالتأكيد ليست ملكاً لوالدتها .

هتفت من وراء وسادتها : اخرج بره ، مش عايزه أشوفك .

لم يعبأ بصراخها ، جذب الوساده بعنف و ألقاها على الارض ، ثم أحضر كرسيا و جلس قبالتها و قال : مش كفايه عند ، مستنيه ايه ..أما تتزفي عليه !

قالت نسرين بعنف : انت عايز مني ايه ، حرام عليك ، سبني فحالي ، سنين سنين قايمه نايمه بحلم لو بس يوم تحس بيا ، تقدر مشاعري ، عارف أنا طول عمري فاكره إنك فعلا مش واخد بالك ، لكن الايام اللي فاتت أثبتتلي إنك كنت طول الوقت عارف و بتتلذذ بتعذيبي ، و ما صدقت اللي عملته ليلة راس السنه عشان يبقى لعبك عالمكشوف و تتسلى براحتك .

قال كريم بصوت حانٍ : مش صحيح ، أنا بحبك يا نسرين ، أقسم بالله العظيم بحبك .

ردت نسرين : من فضلك توفر الشفقه دي لحد محتاجها ، أنا خلاص يا دكتور طبت من كريم .

قال كريم بحده : طبتي ! امال ايه الدموع دي ، عشان مستر رائد !

قالت نسرين : متقلقش لو خايف اتجوزه ، أنا خلاص قررت إني أفسخ الخطوبه ، لاني فعلا مش متخيله شخص بسلبيته يكون أب لاولادي ، و تقدر بقى تطمن و مفيش داعي لكلام الأفلام ده عشان تنقذني منه .

قال كريم : بس فاضل أنقذك من نفسك .

قالت نسرين : لو تقصد اللي عملته ليلة راس السنه ، يبقى برافو ، انت علمتني الدرس كويس جدا .

قال كريم بنفاذ صبر : كنتي عايزاني أعمل ايه ، و أنا شايفك مش انتي ، لا شكلك و لا أخلاقك المفروض كنت أستغل حالة الضعف اللي كنتي فيها ، و أخون ثقة صاحبي و الأهم أخون ثقتك فيا.

قالت نسرين بتهكم : ثقة صاحبك و فهمناها ، إنما ثقتي ازاي يعني !

رد كريم بصوت حانٍ : أنا عاهدت نفسي إني لا يمكن أصرحلك بمشاعري و أنا لسه مش عارف أنا عايز ايه و هاستقر فين ، مكنتش عايزك تدخلي فالدوامه دي معايا، و أنا آسف انا عارف إن أنا السبب فاللي وصلناه ده دلوقتي ، كان لازم أكون حازم في قراري ، بس اللي كان بيصبرني إني كنت عارف و متأكد إنك ليا و إنك مستحيل تفكري في حد غيري ، يمكن كنت طماع شويه و فاكراك هتصبري عليا ، كنت فاكر إن مشاعري ناحيتك و حبي ليكي حاجه بديهيه مش محتاج أوضحهالك ، أنا آسف آسف يا نسرين ، لكن انتي متعرفيش دبحتيني ازاي أما وافقتي عليه ويمكن استاهل اللي عملتيه، لإني ركنتك ع الرف لغاية أما يجي الوقت المناسب ليا ، بس خلاص كفايه عند و سوء فهم ، أنا بحبك و خلاص مش هاقدر أبعد عنك أكتر من كده، أرجوكي صدقيني ...

نظرت له نسرين محتاره ، هل تجرؤ على التصديق ،آه .. كم ترغب بذلك ، و كم حلمت و تمنت هذه اللحظه ...و لكن ..

و كأنه قرأ أفكارهل فقال هامساً : مفيش لكن .

أزاح الكرسي إلى الخلف و نهض ممسكاً بيديها يشدها للنهوض معه ، حتى أصبحت أنفاسه تلامس جبينها و قال بحب : بصي ف عنيا.

رفعت نسرين نظرها بتردد ، فقال : ها شايفه ايه فيهم ؟

ردت نسرين بأسى : شايفه ، بس مش قادره أصدق.

أفلت يدها اليسرى ، و قبض بكفيه على يمناها ، ثم رفعها واضعاً إياها على صدره و قال : طب قلبي كمان مش هتصدقيه !

ترقرقرت الدموع في عيني نسرين ، و قالت : مش قادره أحس بيه ، ثم انتزعت يدها من قبضته .

أحاط كريم وجهها بكفيه و اقترب منها ضاماً رأسها على صدره ، ثم قال : اسمعيه ، اسمعيه يا نسرين .

ثم أضاف بصوت أجش : بيقول بحبك ، بعشقك ، بموت فيكي و بموت لو يوم رجعت و مكنتيش مستنياني عالشباك و مت ألف مره لما قبلتي تلبسي دبلة راجل غيري.

أجهشت نسرين بالبكاء ، بكاء لم تستطع السيطره عليه ، حاولت أن تتحدث ، فأسكتها كريم ضاماً إياها بشده : اش ش ، طلعي كل الحزن اللي جواكي ، عشان بعد الليله مش هسمح لدموعك دي تنزل تاني.

لم تدرِ نسرين كم بقيت على تلك الحاله ،ثوان ، دقائق ، و لكنها في النهايه شعرت بالارتياح و بأن حملاً ثقيلاً قد أنزاح عن صدرها ، و يدها أيضا ، فقد تسللت أنامل كريم نازعه خاتم رائد من أصبعها.

ابتعدت عنه و في عينيها سؤال ....

قال كريم : هآخده هو والشبكه و أي حاجه من ريحته و ارجعهالو .

قالت نسرين : ميصحش ، أنا هاخلي ماما تديها لوالدته.

قال كريم بعنف : مستحيل ، لازم يعرف إنك بقيتي بتاعتي ملكي...

قاطعته نسرين : ولو قلتلك عشان خاطري ، هتزعلني .

قبل كريم جبينها هامسا و هو يجذبها إليه : يبقى دلوقتي حالا ، مش عايز أي حاجه منه تفضل عندك.

ارتبكت نسرين فلقد غلبت عليها مشاعرها قبل قليل .

ابتعدت عنه ليقول كريم : مالك في ايه ؟

قالت نسرين : انت لازم تخرج دلوقتي .

ابتسم كريم و اقترب منها قائلا : لسه شويه ، ثم أحاط وجهها بكفيه وقال : في حاجه لازم ...

أزاحت نسرين يديه بعنف و قالت : هو أنا عشان اتهببت و غلطت مره هتفتكرني واحده رخي....

قاطعها كريم بعنف : don't say it ..... اوعي تقوليها ، ...

قاطعته هي بدورهاو قالت : امال ايه اللي بتعمله ده ، انت مش لسه قلت مكنتش عايز تستغل حالة الضعف اللي كنت فيها.

قال كريم : معاكي حق ، أنا وجودي هنا غلط ، بس كنت هاعمل ايه ، اضطريت لكده و آسف إني مقدرتش اتحكم في نفسي ، بس أنا مقدرش اشوف دموعك دي و أقف ساكت .

مسحت نسرين دموعها و قالت : يبقى يا ريت تتفضل حالا تخرج بره اوضتي .

ابتسم كريم وقال : حاضر ، و انا هنزل دلوقتي حالا اتكلم مع طنط وجدو .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤¤¤¤¤¤¤¤

" هي نتايج الفحوصات هتطلع امتى " ..سألت جنه بعد أن غادروا المستشفى و خضعت للعديد من الفحوصات.

أجابها إياد : أنا كنت فاكر هنعرف انهارده ، بس الدكتور قال لسه شويه ، و أنا هاكون على اتصال بيه و أول ما أعرف هاطمنك إن شاء الله .

قالت جنه : متشكره اوي تعبتك معايا ، بس انت ليه سايق من الشارع ده ؟

ابستم إياد و قال : قبل ما أوصلك ، لازم اكلك ، مش جعانه برده ؟

ضحكت جنه و قالت : هموت مالجوع ، ده أنا صايمه من امبارح ، بس منينفعش آجي معاك .

و نظرت في ساعتها و قالت : لازم أروح ، سماح هتقلق عليا جدا .

قال إياد : بسيطه ، كلميها وقوليلها هتتأخري كمان شويه .

قالت جنه باضطراب : لا روحني أحسن .

قال إياد بعد أن أوقف السياره : مقدرش أروحك ، خلاص وصلنا .

نظرت جنه من النافذه تتطلع حولها ، ثم نظرت لاياد و قالت : وصلنا فين ؟!!!

قال إياد بغموض : دلوقتي هتعرفي .

فتح باب السياره و ترجل منها و تقدم فاتحاً الباب لها .

نزلت جنه من السياره ثم قالت : انت بتهزر صح ؟

فقد أوقف سيارته على جانب الطريق ، طريق يخلو من الماره أو السيارات ، و على جانبيه من كل اتجاه مساحات من الأراضي المليئه بالأشجار .

قال إياد : مش بهزر و الله ، يلا خلينا نوصل قبل ما الأكل يبرد .

خطى إياد باتجاه تلك الأشجار على الجانب الأيمن من الطريق ، ثم توقف عند شجره كبيره و هتف : يلا ، و أشار إليها بيده للتقدم .

بقيت جنه مسمره مكانها ، ليعود إياد و يجذبها من مرفقها : هو أنتي خايفه ؟؟؟

قالت جنه بتردد : لا لا .. بس انت هتاخدني على فين ؟؟؟

ابتسم إياد و قال : للمكان اللي اتقابلنا فيه أول مره .

نظرت جنه إليه بعتاب و قالت : قصدك اللي اتقبض علينا فيه .

ضحك إياد و قال : أنا عارف ليلة ما اتقابلنا كانت ليله صعبه عليكي ، ثم صمت لبرهه يراقب ردة فعلها ، و أضاف : بس أنا مش عايزك تفضلي فاكره الحاجات الوحشه ، عايز أمحي الذكريات دي و نعمل ذكريات حلوه.

ثم قال بشجن : أصل المكان ده ليه قيمه غاليه اوي عندي.

سألت جنه بفضول : ليه ؟

قال إياد : تعالي معايا و أنا هوريكي ليه .

نظرت جنه إليه و التردد ظاهر على محياها ، فقال يستحثها على الموافقه : يلا أنا متأكد إنه هيعجبك انتي كمان .

أفلتت جنه مرفقها من قبضته و قالت : طب خش انت الاول و أنا هامشي وراك .

فرك إياد رقبته ثم قال : براحتك ، ثم تقدم بخطوات سريعه إلى داخل الأرض غير عابىء بلحاقها به .

استمرت جنه تنظر إليه حتى غاب عن ناظريها ، ثم انطلقت مسرعه في عقبه .

توقف إياد عن السير و استدار ليبحث عنها ، وجدها تهرول في اتجاهه ، فارتسمت ابتسامه عريضه على شفتيه .

عندما وصلت كانت تلهث و قالت معاتبه : كده تسبني و تمشي.

لم يرد على معاتبتها بل أمسك بيدها و قال : يلا فاضل شويه و نوصل .

استمرا بالسير عبر الأشجار حتى وصلا إلى فضاء واسع يتوسطه بيت ، و أمام ذلك البيت توجد مائده و مقعدين .

قال إياد بفخر : ها ايه رأيك ؟

لم تستطع جنه الرد على سؤاله ، لم تقدر على النطق ، فلقد أحست بثقل كبير يجثم على صدرها ، و عادوتها تلك النغزات التي شعرت بها في المرتين السابقتين قبل نقلها للمشفى .

سأل إياد بقلق : ايه مش عاجبك ؟

لاحظ إياد اختفاء اللون من وجهها فسأل : جنه انتي كويسه !

وضعت جنه يدها على صدرها و هزت رأسها بالنفي .

قال إياد : أنا آسف مكنش لازم اتعبك .

قالت جنه و قد عاد إليها صوتها : ده عشان مكلتش من امبارح .

ثم ابتسمت و قالت : يلا عالسفره و لا عايزني يغمى عليا من الجوع .

نظر إياد إليها متفحصا ثم قال : لا طبعا مش عايز يغمي عليكي ، عشان كده ....

شهقت جنه فقد حملها إياد ، وقالت : ايه ده ، نزلني نزلني لو سمحت .

وكأنها لم تقل شيئا ، استمر بالسير حتى وصل إلى المائده ، ثم أجلسها على الكرسي قائلا : العشاء يا سمو الأميره .

و جلس بالجهه المقابله لها .

نظرت جنه ليمينها و قالت : ده بيت الشجره صح ؟

قال إياد : كنت هازعل اوي لو معرفتيهوش .

سألت جنه : مش ناوي تكمله ؟

أجايها إياد : و أنا جايبك هنا ليه ، مش عشان تساعديني أكمله .

ابتسمت جنه وقالت : بس أنا مبفهمش فالبُنا .

قال إياد : مش مهم ، زي ما هتساعديني فالقرايه ، هعلمك البُنا .

ضحكت جنه و قالت : يبقى هاموت و لسه مش اتعلمت حاجه .

قال إياد بصوت أجش : بعد الشر عليكي ...

ابتسمت جنه و قالت : ايه هنفضل نرغي كده كتير و مش هناكل .

قرب إياد مقعده بجوارها و قال : قولي باسم الله ، ثم أزاح الغطاء الموضوع على المائده .

نظرت جنه للأصناف الموجوده و هتفت : الله ده الاكل شكله تحفه، بس مش ملاحظ حاجه !

رد إياد : حاجه ايه ؟

قالت جنه : فين الشوكه و السكينه ، ده حتى مفيش معلقه ، هناكل ازاي بقى .

قال إياد : اه صحيح.

ثم أضاف : بسيطه ناكل بايدنا .

ثم اقتضم لقمه من الرغيف و غمسها في الطبق و قربها من فمها و قال : يلا هم يا جميل .

و بسرعه زحف اللون الأحمر إلى وجنتيها ليقول إياد : حرام عليكي ، ايدي وجعتني .

تناولت جنه اللقمه من يده و قالت بعد أن ابتلعتها : معلش هابعد الكرسي شويه عشان أعرف آكل.

ابتسم إياد ، فحرجها دوما يغبطه.

قال بعد أن ابتعدت عنه : بعد الأكل هافرجك على البيت و عايزك تقوليلي رأيك بصراحه .

ابتسمت جنه و أكملت طعامها ، ودت لو أن باستطاعتها أن تقول له : من غير ما تفرجني ، البيت جميل جدا ، ما أنا شفته قبل كده ، شفته و افتكرت نفسي في الجنه ، و أول ما شفته انهارده قلبي كان هيقف بس المرادي من الفرحه .

و لكنها عوضاً عن ذلك قالت : انت متأكد إن ده المكان اللي اتقابلنا فيه ، أصل الدنيا كانت ضلمه اوي و ملحقتش اخد بالي بعد اللي حصل .

لعق إياد أحد أصابعه ثم قال : اها هو بالظبط ، كنت يدوب وصلت هنا لما سمعتك بتصرخي ، خدت الكشاف و مشيت عشان أعرف ايه الحكايه ، و هناك ، و أشار بيده إلى جذع شجره ملقي على الأرض ، و هناك بالظبط لقيتك ، صحيح كانت ظروف منيله بستين نيله ...

ضحك كلاهما فور نطقه بتلك الكلمات ، ثم أكمل : بس كانت أحلى نيله تحصلي في حياتي .

صفقت جنه له و قالت سارخه : الله ، اهو ده اللي بيسموه فالشعر ذم بما يشبه المدح .

و أضافت مقلده صوته : " كانت أحلى نيله تحصلي فحياتي "....أنا نيله !!!!

همَ إياد بقول شيء ما ، و لكنها أسكتته بإشاره من يدها ، و قالت : و أنا اللي بقول عنك أمير و فنان ، ده جزاتي ، ابقى نيله و قماصه و ايه كمان ...

كانت تتحدث بسرعه لتشهق منزعجه بعد أن قام إياد بإلقاء قطعه من الطماطم باتجاهها لتقع على شفتيها و يقول إياد ضاحكاً : و طمطمايه .

قالت جنه بغيظ : نيله و قماصه و فهمنا ، إنما طمطايه دي على أساس إني مثلاً كلبوزه و مكعبره و أنا مش واخده بالي .

ضحك إياد و قال : لسه قبل شويه و أنا باكلك وشك كان أحمر زي الطماطم دي بالظبط .

قالت جنه نافيه : أنا ....!! مش ممكن ، ده لازم عندك ضعف نظر .

تنهد إياد و قام بتقريب مقعده مره أخرى بجوارها و قال : معاكي مرايه .

أجابت جنه باستغراب : معايا مرايه ، ثم أضافت ساخره : ليه هتزبط الميكب بتاعك ؟

مد إياد كفه و قال غير عابئاً بسخريتها : المرايه لو سمحتي .

زمت جنه شفتيها و قالت : حاضر ، و عبثت في حقيبتها و أخرجت مرآه صغيره زهرية اللون ، ثم وضعتها في كفه الممدوه.

قال إياد : عظيم .

التقط إياد قطعة تفاح من طبق الفروت سلاد ، و اقترب أكثر من جنه ، و قال هامسا : يلا هم يا طمطمايه .

ارتبكت جنه لقربه منها ، حاولت الابتعاد ، و لكنه ضغط على مرفقها مانعاً إياها من التحرك و قال : ايه ، مش عايزه تشوفي نفسك .

وضع المرآه أمامها و قال : معاكي حق ، مش طمطايه ، لا دي فرولايه لذيذه خالص .

ثم أدار ذقنها بيده لتتلاقى نظراتهما و قال و قد تسارعت أنفاسه : جنه أنا بــــَ.....

انتفضت جنه من مكانها قائلة : أنا لازم امشي حالا.

ألتقطت حقيبتها و استدارت ، لتفاجأ بيده تقبض على خصرها و أدارها في مواجهته.

قال اياد بصوت خفيض : لا مش هينفع ، لازم تشوفي البيت الاول .

أزاحت جنه يده مبتعدة عنه و قالت بحزم : معلش أنا لازم أروح دلوقت ، كده اتأخرت اوي .

عاد ليقترب منها و قال بصوت لاهث : كده هزعل منك .

قالت جنه بعصبيه : قلتلك لازم اروح دلوقتي و حالا .

قال إياد بتوسل : عشر دقايق ، أرجوكي يا جنه ، عشر دقايق بس .

عشر دقائق ، ألم تكن دقيقه واحده كافيه لنزع هالة البراءة التي تحيط بعلاقتهم ، دقيقه نسيت فيها ما هو الصح و ما هو الخطأ ، دقيقه أصبحت الآن تخيفها، و ما يخيفها أكثر هي تلك النظره التي يرمقها بها الآن ، نظره لم تعهدها منه من قبل .

أمسك إياد بيدها و سار جاذبا إياها معه في اتجاه البيت قائلا : مش هنقعد كتير ، بس لازم تشوفي حاجه ضروري..

هتفت جنه بصوت مليء بالذعر : إياد ، عشان خاطري ، خلينا نروح .



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 27-12-15, 12:01 PM   #17

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الخامس عشر

" بيت المصيده "

------------------------------------------------

قادت ماهيتاب سيارتها إلى شقة هيثم ، للاتفاق على الخطه .

فتح لها هيثم الباب و قد بدت على ملامحه امارات الغضب ، فقالت : ايه مش هتقولي اتفضلي .

تراجع هيثم للخلف ، مفسحا لها الطريق للدخول ، و قال بإمتعاض : اتفضلي .

قالت ماهيتاب : مالك قالب خلقتك كده ليه .

رد هيثم : عشان حاسك بتلعبي بيا .

قالت ماهيتاب بدلال : اخص عليك ، ليه بتقول كده !

قال هيثم بحده : طب يلا اديني عنوانها .

ضحكت ماهيتاب و اقتربت منه ، ثم جذبته من ياقة قميصه و قالت : ايه يا ثومتي ، شكلك زعلان مني اوي .

لاحظت ماهيتاب تسارع أنفاسه نتيجه لقربها منه ، فقالت : و أنا مقدرش على زعلك يا روحي ، ووقفت على أطراف أصابعها و طبعت قبله على فمه .

أطبق هيثم بيديه على خصرها ، و جذبها أكثر معمقاً تلك القبله .

أزاحت ماهيتاب وجهها بعيداً عنه و قالت بدلال : كده هتزعلني منك .

قال هيثم و قد أرخى قبضته عنها : أنا خلاص مش عايز عنوانها ، يبقى عندي القمر ده و اروح ارمرم .

ابتعدت ماهيتاب عنه و أدارت ظهرها له تمشي بدلال ، ثم استدارت مره أخرى لمواجهته ، و قالت و هي تضع يديها على خصرها : لو عايز القمر ده يبقى ملكك ، يبقى لازم ترمرم الأول .

سأل هيثم : يعني ايه ؟

قالت ماهيتاب : جنه ، اسمها جنه ، ورمرم معاها براحتك .

سأل هيثم : بس انتي مش هتزعلي !

أجابت ماهيتاب : و هزعل ليه ، دي واحده قذره و بتلف على ابن عمي ، و لازم تتربى .

قال هيثم بجديه : واحده ، واحده، فهميني مش ابن عمك ده برده اللي مش طايقاه و بيجري وراكي و عايز يتجوزك !

قالت ماهيتاب برقه مصطنعه : بس احنا اتربينا سوا ، و طول عمري بعتبره زي أخويا ، و مستحيل أشوفه بيغرق و ممدش ايدي عشان أساعده.

قال هيثم و قد بدا عليه عدم الاقتناع : طب ازاي بيجري وراكي ، و ازاي عايزه تنقذيه من البت دي ، ما هو يااما بيحبك انتي ، يا واقع مع البت السو دي .

تأففت ماهيتاب و قالت : ده بيحاول يغيظني بيها ، استنى بقى أما تستغل الفرصه و يتجوزها ، مهما كان ده زي أخويا و تهمني مصلحته .

قال هيثم : اللي بيشيل قربه مخرومه بتخر فوق دماغه ، انتي مالك .

كانت ماهيتاب تغلي غضبا من اعتراض هيثم على مخططها ، ربما عليها تزويد الجرعه لإقناعه .

عادت لتقترب منه و قالت بدلع : و لو قلتلك عشان خاطري يا ثومتي ، و لا خاطري قليل عندك ..ها

قالت ذلك ثم أمسكت بكفه ووضعتها على وجنتها ، و لم تكن وجنتها فقط من سمحت ليده بأن تصول و تجول عليها.

و لكن في النهايه حصلت على مرادها و بأقل الخسائر الممكنه ، فا هو قد بصم على خطتها .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

أفعى رقطاء ، و لكنها أفعي لا تقاوم ، و إن أردتها عليك الالتزام بقوانينها ، فلدغتها و القبر، فمنذ لحظات كان باستطاعة هيثم أن يأخذ ما يريده منها و لكنه اكتفى بما عرضته و ياله من عرض...عرض أطاح بتفكيره ، صحيح أنه مهووس بتلك الجنه ، و لكن أرادها بدون تعقيدات و بدون أن يورط نفسه كثيرا .

و لكن وعود تلك الحسناء ماهيتاب و كلامها المعسول نال منه في مقتل ، فهو كالمدمن يريد أن ينهل المزيد و المزيد من سحرها ، سحر فتاة الطبقه الراقيه الممزوج بحرفنة بنات الليل ، فنقطة ضعفه كانت و ستظل الجمال ، و عندما تعرف الجميله كيف تستخدم أسلحتها فتلك نهايته .
تمنى هيثم أن يحصل على ماهيتاب قريبا قبل أن تورطه في المزيد من المتاعب ، فنهاية كل جميله بالنسبه إليه هو تذوقها .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤

قالت جنه بصوت مليء بالذعر : إياد عشان خاطري ، خلينا نروح .

توقف إياد عن السير حينما سمع نبرة الخوف في صوتها ، أفلت يدها و زفر بقوه محاولا تهدئة ضربات قلبه المتسارعه ، ثم أكمل سيره باتجاه البيت ، و عندما وصل للشرفة الأماميه قال لها : ثوان و ارجعلك ، خليكي مكانك.

لم ترد جنه فهتف إياد مجدداً : سمعاني ، خليكي مكانك.

أومأت جنه برأسها ، فاستدار إياد صاعداً الدرجات المؤديه إلى داخل المنزل .

و في الداخل ، اتجه إياد للغرفه الوحيده التي قام بالعمل عليها في الفتره الأخيره ، كان يريد أن يريها لجنه و يفاجأها بطلبه ، و لكن حماقته قبل قليل أخافتها ، و لعن نفسه التي لم يستطع السيطره عليها ، فلقد سمح لنفسه بأشياء ليست من حقه بعد ، و الآن من المستحيل أن تصدقه ، فلربما ظنت اعترافه سيكون بهدف اقناعها بالدخول معه الى البيت ، و لربما ذُعرت منه أكثر.

حسناً ، عليه الآن أن يعيد جو المرح الذي ساد بينهما في الفتره الأخيره ، عليه أن يعيد ثقتها به ، و يقتل جو التوتر الذي خلقه بحماقته.
أخذ الصندوق المغلف الذي قام بإحضاره كهديه من ضمن أشياء كثيره حضرها لها ، ثم خرج من الغرفه ، و أغلق الباب و بخطوات سريعه كان خارج المنزل يقف أمام جنه قائلاً : آسف اتأخرت عليكي.

قالت جنه بتردد : لا ابدا ..قالت ذلك و هي ترمق الصندوق الذي يحمله بنظره قلقه.

ثم أضافت : مش يلا نروح .

قال إياد بمرح: أول لازم نلعب لعبه .

قالت جنه بفزع : لعبة ايه بس ، أنا لازم امشي دلوقتي .

قال إياد محاولاً طمأنتها : و أنا هاروحك متخافيش ، و بعدين اللعبه دي سهله خالص .

لاحظ إياد ترددها فقال : و بعدين مش كفايه مقبلتيش تشوفي البيت ، كمان مش هتلعبي مع أخوكي الأمير .

ابتسمت جنه و قالت : طب قولي ايه هي اللعبه ؟

و كالعاده بمجرد ذكر كلمة الأخوه تعود لتطمئن اليه ، قال إياد : عروستي.

ثم أضاف : هقولك معلومه عن اللي في صندوق لغاية ما تعرفي فيه ايه ، و ليكي جايزه قيمه .

سألت جنه بعد تفكير : و ايه الجايزه بتاعتي ؟

قال إياد : هتاخدي الموجود في الصندوق.

قالت جنه على الفور : طب قولي ايه اللي في الصندوق الأول ، عشان أقرر لو حابه العب !

رد إياد : فيه أي....، توقف ليضحك قائلا : بقى كده بتحاولي تستغفليني .

قالت جنه مازحه : أي ... ايه كمل .

قال اياد : طب عشان حاولتي تغشي ، أنا هاصعبهالك .

قالت جنه بجديه : و أنا أدها وادود ،...عروستي .

قال إياد : لونها أبيض .

قالت جنه : يا سلام، مليوووون حاجه لونها أبيض .

رفع إياد كتفيه وقال : عشان تحرمي الغش .

قالت جنه باستسلام : طب عروستي .

قال إياد : فيها كتب كتير .

قالت جنه : عروستي .

قال إياد : فيها كاميرا ، و مهواش موبايل و لا لاب .

قالت جنه : عروستي .

قال إياد : شبه الايفون بس حجمه أكبر .

قالت جنه : عروستي .

قال إياد بدهشه : معقول كل ده و معرفتيش .

قالت جنه : و شكلي مش هاعرف ، و بجد بجد لازم امشي دلوقتي .

تيقن إياد بأنها تدعي عدم المعرفه حتى لا تضطر لأخذ ما بالصندوق كما اتفقا .

تنهد إياد و قال : انتي ليه مش عايزه تاخدي الايباد ؟

قالت جنه مدعيه عدم الفهم : ايباد ايه ، مش فاهمه !

قال إياد بحزم : لا فاهمه ، و عارفه إن اللي فالصندوق ايباد ، ليه مش حابه تقبلي هديتي ؟

قالت جنه بخجل : عشان مش هقدر أجبلك هديه غاليه زيها .

قال إياد غاضبا : ليه يا جنه ، ليه عايزه تعملي رسميات ما بينا ، بس طالما بتحسبيها كده بالورقه و القلم ، يبقى الايباد ده هيكون مقابل الكتب اللي هتقريهالي .

ثم قام بنزع الغطاء عن الصندوق و أخرج الايباد و قال : كمان نزلت عليه كتب كتير ، عشان تقريلي منهم .

قالت جنه بصوت حزين : يعني هتدفعيلي تمن لقرايتي .

قال إياد و قد أزعجته نبرة الحزن في صوتها : طب أعمل ايه عشان تاخديه .

قالت جنه : و لا حاجه ، أنا بجد مش هاقدر آخده .

قال إياد بحده : براحتك ، ثم أمسك بمرفقها و قال : يلا هاروحك .

و عندما استقلوا السياره ، قالت جنه : عشان خاطري متزعلش ، بس فعلا مش هاقدر آخده ، كفايه الموبايل .

مرر إياد يده في شعره يشعثه بعنف ، ثم فرك عينيه و قال : ممكن منتكلمش فالموضوع ده ، معلش عندي صداع .

قالت جنه بحرج : سلامتك .

و ساد الصمت طوال الطريق ، فلم يثق إياد بأن يتحكم في عصبيته إن حاولت قول المزيد بخصوص الايباد ، نعم فالصمت أفضل .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

ركل إياد باب الفيلا يغلقه خلفه ، و ألقى بمفاتيحه على المنضده القريبه ، ثم سار في الممر المؤدي إلى غرفة المعيشه ، ليجد جده ووالدته منخرطين في حديث يبدو أنه مهم مع صديقه كريم ، بينما تجلس نسرين صامته بجوار والدته .

ألقى إياد التحيه ، ثم قال بعد أن رُدت تحيته من قبل الجميع : طمنوني ايه الموضوع المهم الخطير اللي لازم أسيب كل حاجه فإيدي و آجي عشانه ؟

هتفت نسرين : إياااااد.

نظر إياد لها باستغراب : ايه مش لسه بعتيلي المسج دي ، ايه بقى الموضوع المهم الخطير ده ؟

هتفت نسرين مره أخرى : إياااااد.

عقد إياد حاجبيه ، ثم انتقل بنظره بين والدته و جده و قال : ما تفهموني ، مالها المجنونه دي .

نهضت نسرين من مقعدها و قالت بصوت يشوبه الغضب : أنا طالعه اوضتي .

قال إياد و هو يهم بالجلوس بجوار كريم : هي مالها ؟

تنحنح كريم و قال : أصل .... أنا كنت لسه ...

لم يكمل كريم فقال إياد : كنت ايه ؟

أجابت د.نوال : أصل كريم طلب ايد نسرين .

نظر إياد لوالدته ثوان غير مستوعباً لما قالته ، ثم سأل : ازاي يعني طلب ايدها ؟

قال رفعت طه : يعني تقدملها ، عايز يتجوزها ، أصل نسرين انهارده فسخت خطوبتها من رائد .

قال كريم بصوت رخيم : و طبعا أنا طمعان في موافقتكم و أوعدكم إني هاحافظ عليها و أحطها جوه عنيا ، ثم أضاف مازحاً : مش بيقولوا كده فالافلام برده .

صاح إياد غاضبا : هي الحاجات دي كمان بتهزر فيها ، و بعدين ازاي يعني تفسخ خطوبتها و ليه ، و بعدين لسه بدري عليها ترتبط بحد تاني الأول تاخد وقتها و تفكر كويس .

قال كريم بحنق : عن اذنكم ، أنا مضطر امشي .

فور مغادرته قالت د.نوال : ليه كده يا إياد ، الحكايه متتخدش قفش كده ، و بعدين وقت ايه ما احنا كلنا من زمان حاسين بمشاعرهم لبعض ، و بعدين ده ترباية ايدي يعني مش محتاجين وقت عشان ندرسه .

قال إياد معتذرا : معلش أصلي جاي مخنوق من بره و الظاهر جت فكريم ، عموما أنا هاطلع اتكلم مع نسرين .

أوصته والدته قائله : لو هتتعصب بلاش أجلها لبكره .

قال إياد : متقلقيش يا ست الكل ، ثم نظر لجده و قال : عن اذنك يا جدي .

صعد إياد الدرجات المؤديه إلى الطابق العلوي ، توقف أمام باب غرفة نسرين ، و أراح رأسه على الباب مفكراً ، ثم استدار و توجه إلى غرفته ، فوالدته محقه عليه أن يهدأ اولا قبل محادثته لنسرين فلا ذنب لها ليعرضها لموجة غضبه .

فرفض جنه هديته أثار حنقه ، و مع أنه طوال الطريق حاول أن يقنع نفسه بأن رفضها لا يستحق كل تلك الثوره التي اشتعلت بداخله ، فهو يعلم جيداً بأنها خجوله بطبعها و خجوله جداً اذا اقتضى الأمر قبول هديه ثمينه ، و الهاتف خير دليل على ذلك .

و لكن ألم تتطور علاقتهما ، أم أنه هُيء له ، فلقد أحس في الفتره الأخيره بذوبان حاجز الرسميات بينهما ، و أحس بارتياحها و تصرفها بعفويه أكثر من ذي قبل ، هل أرادت اليوم برفضها هديته العوده للوراء و الالتزام بالرسميات .

و تذكر تصرفه الأحمق ، دقيقه ، دقيقه كانت كافيه بنسف كل ذلك ، ربما عليه أن يطمأنها قبل أن يأخذ الخطوه القادمه .
خلع سترته مخرجا هاتفه منها ...فإلى جنته تحلو الرسائل .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

كانت جنه تجلس في فراشها مستمعه لتوبيخ سماح لها للمره المليون بخصوص إياد ، عندما أعلن هاتفها وصول رساله .

و بسرعه فتحت الهاتف لتقرأ الرساله : " الحمدلله ، الصداع راح ، ميرسي إنك سألتي "

سألت سماح بغضب : منه ؟

هزت جنه رأسها بالنفي ، و قالت : " تصبحي على خير " ، ثم تدثرت بغطائها ، مديره ظهرها لصديقتها ، و لأسئلتها المزعجه ، و التي ستكون أكثر إزعاجاً إن تجرأت و باحت لصديقتها بالحقيقه ، فنعم تلك الرساله منه ، هي تعلم جيدا أن صديقتها محقه ، أرادت أن تطفىء الهاتف و تستمع لصوت المنطق بداخلها ، فتلك العلاقه حتى و إن حاولت أن تغلفها بإطار الاخوه تبقى غير صحيحه و ما حدث اليوم هو خير دليل على ذلك .

و لكنها عوضاً عن ذلك وجدت نفسها تكتب :"طب الحمدلله ، و آسفه انشغلت مع سماح شويه "

أتاها الرد سريعا : " اه، هو مين لقي صحابه ، نسي إخواته "

قرأت جنه الرساله و تنهدت ، فلقد ظنت اليوم أن مشاعره تتعدى مشاعرالاخوه ، و لكن يبدو أنها كانت غلطه من قبله ، و هو الآن يريد أن يصححها.

أرسلت : " لا ، ازاي انتو الاتنين زي بعض عندي "

أرسل إياد : " لو احنا اخوات بجد ، كنتي معملتيش فرق بينا و خدتي الايباد"

أرسلت جنه : " تاني الايباد ، بجد أنا مش هاقدر آخده ، و ياريت منتكلمش فالموضوع ده تاني زي ما قلت ، لإني مش عايزاك تزعل مني ".

أرسل إياد : " طب ابعتيلي حاجه حلوه و أنا مش هازعل "

أرسلت جنه :" جلا جلا"

أرسل إياد : " هههههههه مقبوله منك "

أرسلت جنه : " تصبح على خير "

أرسل إياد : " هتنامي دلوقتي !"

أرسلت جنه : " أيوه ..."

أرسل إياد : " طب خليكي سهرانه كمان شويه "

أرسلت جنه : " نعسانه جداً انا باناااااااام"

أرسل إياد : " شويه صغيرين "

أرسلت جنه : " حاضر "

أرسل إياد : " تحبي نتكلم فون "

أرسلت جنه : " أنا أحب أنام الحقيقه ، بس عشان خاطرك هاسهر ، و مش هاقدر اكلمك فون لأن سماح هتنام كمان شويه و مش عايزه أزعجها "

أرسل إياد : " طب قوليلي هتقريلي ايه بكره "

أرسلت جنه : " كتاب السر"

أرسل إياد : " طب قوليلي مقطع كده منه .."

أرسلت جنه : " ثق بالله و تحل بالايمان ..و اتخذ الخطوه الاولى ، فأنت لست مضطرا لرؤية السلالم كلها للصعود ...فقط اصعد الدرجه الأولى ".

أرسل إياد : " كنت بتفكري كده لما سبتي بيت قرايبك ؟؟؟ "

ثم أرسل عندما لم يتلق إجابه : " ايه السؤال صعب ! ؟ "

أرسلت جنه : " أصلي مش بحب أفتكرهم "

أرسل إياد : " ليه عملوا معاكي ايه عشان تكرهيهم ؟ "

أرسلت جنه : " أوعدك يا إياد إني هاقولك ، بس مش دلوقتي ، مش هاقدر "

فهي لم ترد أن تُشعره بالمزيد من الشفقه تجاهها .

أرسل إياد : " براحتك ..."

أرسلت جنه : " ورد جميل "

أرسل إياد : " بمناسبة ايه الورد ده "

أرسلت جنه : " يعني عادي ابتسامة"

أرسل إياد : " متخافيش ، أنا مش بتقمص زيك "

أرسلت جنه : " يعني مش هتزعل لو قلتلك دلوقتي تصبح على خير "

أرسل إياد : " مش اتفقنا هتسهري شويه صغيرين ، دول حتى صغيرين اوي "

أرسلت جنه : " أمري لله "

أرسل إياد : " في حاجه حصلت انهارده و حابب آخد رأيك فيها "

أرسلت جنه : " حاجة ايه ؟ "

أرسل إياد :" نسرين متقدملها عريس "

أرسلت جنه : " هي مش اتخطبت "

أرسل إياد : " ماهي فركشت و دلوقتي في حد تاني متقدملها ، حزري هو مين ؟ "

أرسلت جنه :" و أنا هاعرف ازاي "

أرسل إياد : " كريم صاحبي "

أرسلت جنه : " طب كويس "

أرسل إياد : " مش عارف "

أرسلت جنه : " طب هي ايه رأيها "

أرسل إياد : " طب انتي ايه رأيك ؟"

أرسلت جنه : " طالما صاحبك ، يبقى عارف أخلاقه كويس و الا مكنتش تستأمنه يدخل بيتك ، يبقى أكيد هو حد كويس "

أرسل إياد : " يعني لو تقدملك ، توافقي عليه "

أرسلت جنه : " لا مستحيل "

أجابتها أغبطته ، و بقي عليه التأكد من حقيقة مشاعر كريم تجاه جنه ، فهو لن يقبل أبداً أن تقترن أخته بشخص لا يراها المرأه الوحيده بين النساء ، صحيح أن كريم يعامل جنه كما يعامل غيرها من معارفهم بذوق و احترام و لكن احساس إياد ينبؤه بأن هناك شيئاً آخر و حتى الآن لم يستطع أن يضع أصبعه على ذاك الشيء ، و ربما تصريح كريم بارتياحه الشديد تجاه جنه ما زال يعزز شكوكه.

أرسل إياد : " دلوقتي بس أقدر اقولك تصبحي على خير "

أرسلت جنه في الحال : " وأنت من أهله باي باي "

أرسل إياد : " كده ما صدقتي "

أرسلت جنه : " طب خلاص متزعلشي ، انت دلوقتي تعمل ديليت للمسج اللي فاتت ، و أنا هابعتلك دي بدالها
" ما بدري ، خلينا سهرانين كمان شويه ""

أرسل إياد : " هههههههه ماشي يا لمضه ، عملت ديليت ، و دلوقتي هنتكلم فايه "

أرسلت جنه : " نتكلم ايه بس ، شوف انت دلوقتي زي الشاطر تروح بعتلي مسج تقولي معلش أصلي ورايا مواعيد مهمه بدري بكره و لازم أنام ، أقوم أنا أبعتلك يبقى تصبح على خير ، انت ترد تقولي و انتي من اهله ...و توته توته نروح فسابع نومه "

أرسل إياد : " لا غلط ، مش هاروح فسابع نومه الا اما اسمع صوتك الاول "

أرسلت جنه : " ما قلتلك مش هينفع "

أرسل إياد : " بس ثوان ، اسمع تصبح على خير يا اياد "

أرسلت جنه : " حاضر "

و فور رنين هاتفها أجابته هامسه : " تصبح على خير يا إياد "

رد إياد : " و انتي من أهله يا أحلى جنه "

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

قالت ماهيتاب : يعني حبكت الدنيا تمطر دلوقتي !

قال هيثم : ما قلتلك الجو انهارده زفت ، خلينا نأجلها ليوم تاني .

قالت ماهيتاب بحده : تاني ايه ، أنا لا يمكن اصحى بدري كده تاني ، يعني هي المزغوده دي لازم تخرج الصبح بدري كده !

قال هيثم ساخراً : آه ، هما الناس اللي بيجروا على أكل عيشهم لازم يخرجوا بدري .

فركت ماهيتاب يديها لتبث فيهما الدفء و قالت : طب خلينا نراجع الخطه .

قال هيثم : بما أنها يومياً بتروح المكتبه مشي ، أول ما نشوفها فآخر الطريق اللي ورانا ده ، تنزلي انتي و تدخلي الشارع الفرعي اللي هناك و أشار بيده لشارع ضيق مليء بالقمامه ، و أول ما تشوفيها معديه تقومي مصرخه آه يا رجلي آه يا رجلي أبوس ايدكو حد يساعدني ، بس مش بصوت عالي اوي ، مش عايزين حد تاني ياخد باله .

و الباقي عليها لو حصل زي ما احنا عايزين و جت عشان تساعدك ، هتطلبي منها تسندك لغاية ما تصلي بيتكو اللي هو فآخر الشارع و أول ما توصلوا الباب هاكون أنا جوه و معايا القماشه دي اللي فيها مخدر ، هاكتم نفسها ، و بعد كده مش هتحس بحاجه ، و طبعا كله هيتم بسرعه جدا مش عايزين حد ياخد باله .

سألت ماهيتاب : انت دفعت للراجل صاحب البيت مبلغ كويس ، مش عايزين يخل بالاتفاق .

قال هيثم : عيب تسألي السؤال ده .

قالت ماهيتاب : بتأكد مش أكتر ، أنا واثقه فدهائك يا روحي .

ثم نظرت لساعتها و قالت آمره : يلا انزل بقى عشان تستناني فالبيت ، ثم ضحكت و قالت : بيت المصيده ، اللي هنصطاد الحوريه بتاعتك فيه .
قال هيثم بتأفف : بس تخف المطره شويه ، أصلا مش معقول هتنزل فالجو ده !

قالت ماهيتاب : يلا كفايه دلع ، انزل .

أطاعها هيثم مرغماً و ترجل من السياره و سار في اتجاه ذلك البيت ، بيت المصيده خاصتهم .

نظرت ماهيتاب في المرآه تعدل الحجاب الذي ترتديه و تمتمت متأففه : أنا عارفه ازاي بيستحملوا يلبسوه كل يوم .

و بعد أن تأكدت من قناعها و ملابسها الرثه التي ارتدتها مغيره هيئتها و شكل ملامحها ، أخذت تنظر في مرآه السياره الاماميه ، منتظره وصول جنه ، بعد انتظار دام عشر دقائق ، خف هطول الأمطار شيئا فشيئا ، إلى أن توقف تماما .

تعلقت عينا ماهيتاب بالمرآه منتظره ظهور تلك الخرقاء ، و ابتسمت قائله : بعد شويه هنديكي شهاده بتقول إنك شريفه شريفه خالص ، و ابقى كده القلب اللي خايف على مصلحتك يا إياد و اللي يهمه شرفك و سمعتك اللي كنت هتديه لواحده زي دي .

ثم صفقت لنفسها و قالت : برافو ده أنا دماغ ، و بكره تجيني راكع و ساعتها ...

لمحت جنه قادمه من بعيد ، فوراً ترجلت من السياره و انطلقت بخطوات واثقه نحو ذلك الشارع الموجود به بيت المصيده .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

سمعت جنه صراخ صادر عن امرأه ، التفتت لتبحث عن صاحبة الصوت ، فيبدو أنها بحاجه للمساعده ، و تذكرت ما حل بها ليلة راس السنه ، و كيف تمنت أن تلقى من يساعدها .

ابتسمت فرغم قساوة تلك الليله إلا أنها جمعتها بإياد .

ظلت تلك الابتسامه مرسومه على شفتيها و هي تسير في ذلك الشارع الفرعي الضيق ، و في منتصف الطريق وجدت امرأه ترتدي ملابس رثه و تأن من الوجع .

سألتها : خير ، ايه اللي حصلك ؟

أجابت المرأه : رجلي مش قادره أقف عليها ، و عايزه أوصل البيت قبل جوزي ما يرجع و يعرف إني خرجت ، أصله بيشتغل بالليل و يجي الصبح .
سألت جنه : هو بيتكو بعيد .

أجابت المرأه : لا ده قريب ، ثم أشارت بيدها : اهو اللي بابه أخضر.

قالت جنه : طب اتسندي عليا و هاوصلك .

قالت المرأه : متشكره ليكي يا ست هانم .

قالت جنه : يلا هاتي ايدك .

اتكأت المرأه عليها حتى أوصلتها إلى باب البيت ، لتقول المرأه بصوت عال : متشكره اوي ليكي .

ابتسمت لها جنه ، ثم استدارت مغادره ، لتجد يداً تقبض على خصرها و تجرها للداخل ، أطلقت صرخه و ضربته بمرفقها و لكن قام مهاجمها بتكميم فمها ، و في غضون ثوان ، فقدت الوعي .......



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 27-12-15, 12:06 PM   #18

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل السادس عشر

" إزعاجات و لكن لطيفه !"

--------------------------

قام هيثم بحمل جنه الفاقدة الوعي ووضعها على أحد الأسره الموجوده بالغرفه الصغيره و الوحيده في هذا المنزل ، ثم قال موجهاً حديثه لماهيتاب التي تبعته إلى الغرفه : لحد هنا و ستوب .

قالت ماهيتاب : ستوب ايه ، انتي ناسي أنا عايزه أصور ، ثم قامت بإخراج هاتفها و قالت : يلا قلعها هدومها.

و أضافت بخبث : و انت كمان و لا هتتكسف مني !

قال هيثم بإنزعاج : يوه يا ماهيتاب ، اصبري شويه ، اطلعي دلوقتي و لما أخلص رمرمه ، هتيجي و تاخدي كل الصور اللي انتي عايزاها .

صاحت ماهيتاب غاضبه : ما يمكن لو استنيت تكون فاقت ، لا يا بيبي صوري الأول و بعدين ترمرم براحتك.

قال هيثم مقترحاً : اسمعي أنا هاربطها فالسرير بحيث لو فاقت متقدرش تتحرك و تقدري تاخدي صور براحتك.

قالت ماهيتاب باعتراض : يا ربي على الغباء ، ما هي لما تفوق هيبان على وشها الخوف ، هاستفاد ايه بالصور ، دي تبقى صور تنفع فالمحكمه .

قال هيثم بقلق : بلاش سيرة المحاكم دي دلوقتي و حياتك .

قالت ماهيتاب : طب يلا ع الشغل ، أنا فكرت ممكن أعمل فيديو لطيف ، و متقلقش وشك مش هيبان .

قال هيثم : ثواني ، أصلي دلوقتي مش فالمود خالص .

قالت ماهيتاب بحده : نعم يا روح مامتك ، مش فالمود ، ليه يا عمري !

قال هيثم : مرعووووب مرعوب من اللي عملناه ، و كلك نظر.

قالت ماهيتاب ساخطه : يخربيت كده ، هو انت من إياهم .

رد هيثم على الفور : إياهم ايه بس ، بقلك مرعوووب مش قادر أتلم على جتتي ، سبيني اهدا و بعدين إن شاء الله يحصل .

ثم نطقا مفزوعين في آن واحد : ايه الصوت ده !

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤

جلس إياد في مكتبه تاره ينظر من النافذه و تاره لهاتفه ، فحتى الآن قام بإرسال أكثر من عشر رسائل ، لم ترد جنه على واحده منها ، و عندما حاول محادثتها لم ترد على مكالمته .

حاول تهدئة نفسه ، فربما تجعل هاتفها صامتاً حتى لا تزعج القراء ، و لكن أي قراء يأتون في مثل هذه الساعه الباكره ، لن ينتظر هنا مكتوف الأيدي ، سيذهب للمكتبه و يطمئن عليها ثم يعود و يُكمل عمله مرتاح البال .

استدعى عبدالله و أمره بتوصيله إلى المكتبه .

فور وصوله حياه الساعي قائلاً : أهلا يا سعادة البيه ، شرفتنا .

قال إياد : ازيك يا عم فريد ، الآنسه جنه جوه ؟

قال الساعي : لا لسه موصلتش يا بشمهندس ، بس الشهاده لله هي دايماً بتيجي على معادها بالثانيه ، عل المانع خير انهارده .

شكر إياد الساعي و توجه إلى سيارته و قال لعبدالله : اسمع أنا عايزك تفضل هنا و أول ما تيجي جنه تكلمني على طول .

أومأ عبدالله موافقا ، و أعطي مفاتيح السياره لإياد الذي انطلق مسرعاً ليتفقد جنه في بيت الطالبات .

و لكن المشرفه أخبرته بأن جنه غادرت متجهه إلى المكتبه ، حينها جُن جنونه ، فأين هي الآن ، هل حدث لها مكروه في الطريق ...أم .... قررت فجأه العوده لبيت أقاربها ، حاول أن يُنحي تلك الفكره عن رأسه ، فلقد أحس بمدى خوفها و نفورها منهم ، و لكن يبقى السؤال أين هي الآن .

و تذكر صديقتها سماح ربما تعلم شيئاً ما ، عاد ليطلب رقمها من المشرفه ، طلبها و بعد الرنه الثالثه أجابت : السلام عليكم.

رد إياد : و عليكم السلام ..معاكي إياد الحداد.

قالت سماح : ما أنا عارفه ، رقم حضرتك متسيف عندي ، خير يا بشمهندس.

قال إياد : تعرفي الآنسه جنه فين دلوقتي ؟

قالت سماح : أكيد في المكتبه يا بشمهندس.

قال إياد : أنا رحت المكتبه و مش موجوده هناك ، و رحت البيت عندكم و المشرفه قالت إنها خرجت للمكتبه.

قالت سماح بقلق : امال هتكون راحت فين ، معلش هاضطر أقفل مع حضرتك هاكلمها و أعرف هي فين .

رد إياد : أنا حاولت أكلمها كتير بس مبتردش ، عموما حاولي انتي و ضروري طمنيني لو عرفتي هي فين .

قالت سماح بصوت ملىء بالقلق : ربنا يستر.

أغلق إياد هاتفه و أدار محرك السياره مره أخرى ، لا يدري أين يبدأ بالبحث عنها و سار هائما في الشوارع بسيارته .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤

قالت ماهيتاب مستدركه : ده باين الفون بتاعها بيرن ، استنى اشوف مين بيكلمها دلوقتي.

خرجت من الغرفه ثم عادت و معها حقيبة جنه ، قالت و هي تنظر إلى الرسائل : ده شكله واقع لشوشته.

أغلقت هاتف جنه ثم سألت : و انت عامل ايه ، دخلت المود و لا لسه ؟

قال هيثم : طب ما تساعديني شويه و اقترب منها..

قالت ماهيتاب : الله يقرفك ، انت هتساويني بالأشكال دي.

قال هيثم ساخراً : شكلك نسيتي ليلة امبارح .

كادت ماهيتاب أن ترد و توبخه إلا أن طرقات عنيفه على الباب أفزعتهما .

قال هيثم مفزوعاً : يانهار أسود ، ايه ده ؟

قالت ماهيتاب محاولة اظهار الشجاعه : أكيد حد من الجيران ، روح افتح أحسن شكله هيكسر الباب.

قال هيثم : لالا ، احنا نسيبه شويه و هيزهق و يمشي.

لم تجدا ماهيتاب بُداً سوى الإنصات لرأي هيثم و لكن الطرقات لم تتوقف بل ازدادت عنفاً ، و بعد لحظات سمعا صوت اصطدام قوي ، خرج كلاهما مسرعين من الغرفه ليفاجآ بزوج من الأسلحه مصوبه باتجاههم .

" ايدكو لفوق "

وقعت ماهيتاب مغشياً عليها ، أما هيثم رفع يديه المرتعشه بعد أن بلل بنطاله .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤

فتحت جنه عينيها بصعوبه ، شاعره بالإرهاق الشديد ، ألقت نظره حولها ، و تساءلت لِمَ هي في المشفى ، أغمضت عينيها مره أخرى محاولة تذكر ما حدث لها ، حسناً لقد خرجت هذا الصباح متجهه إلى المكتبه ثم سمعت صراخ تلك المرأه و أوصلتها إلى منزلها ....
صرخت جنه عند تذكرها ما حدث بعد ذلك ، و استمرت في الصراخ و البكاء متخيله أسوء السيناريوهات التي من الممكن أن تكون قد حدثت لها و هي فاقدة للوعي .

كانت تبكي بحرقه ، عندما فُتح الباب و دخلت إحدي الممرضات محاولة تهدئتها .

قالت الممرضه : أرجوكي تهدي ، حضرتك بخير و محصلش حاجه وحشه .

قالت جنه من بين دموعها : ازاي محصلش حاجه ، ازاي !

قالت الممرضه : دلوقتي الظابط هيجي ، أرجوكي حاولي تهدي شويه ، أنا مش عايزه اديكي مهدأ.

قالت جنه : و الظابط عايز مني ايه ، أنا معملتش حاجه.

قالت الممرضه مطمئنة : هيجي ياخد أقوالك يا حبيبتي ، و اطمني لما جيتي هنا الدكتوره عملتلك فحص شامل ، و مفيش أي آثار اعتداء عليكي ، بس لإنك كنتي فاقدة الوعي اضطروا ينقلوكي هنا و الحمد لله حضرتك صاغ سليم .

مسحت جنه دموعها و قالت : بجد ، طب هما عملوا معايا كده ليه ؟

ربتت الممرضه على يدها و قالت : ربنا ينتقم منهم ، أنا هاجبلك حاجه تشربيها و عاوزاكي تروقي كده عشان الظابط لما يجي ياخد أقوالك توديهم في ستين داهيه ولاد الحرام دول .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤

كان إياد مازال هائماً في الشوارع بسيارته ، عندما أتاه اتصال من محامي العائله ، لم يشأ إياد أن يتلقى الاتصال فربما كانت جنه في ورطه و حاولت الاتصال به لتجد هاتفه مشغول ، ضغط إلغاء و لكن المحامي عاود الاتصال أكثر من مره ، لم يجد إياد مفرا من تلقى المكالمه .

رد إياد : خير يا أستاذ شريف .

قال شريف : و الله مش خير يا بشمهندس ، الآنسه ماهيتاب كلمتني و أنا دلوقتي معاها في القسم .

سأل إياد : ليه عملت ايه المجنونه دي ، هو أنا كنت ناقصها دلوقتي .

قال شريف : للأسف متورطه في حاجه كبيره ، بس يمكن حضرتك تقدر تساعدها .

قال إياد متأففاً : أساعدها ازاي ، و حاجه ايه اللي متورطه فيها ، أرجوك يا أستاذ شريف لو تقدر تحل المشكله بمعرفتك يكون أفضل ، لاني بجد معنديش وقت أضيعه عليها .

قال شريف : بس هي تم القبض عليها بتهمة خطف ، هي وشاب اسمه هيثم ، خطفوا آنسه و لما البوليس مسكهم لقوا البت متخدره يعني كمان في شبهة اعتداء عليها .

قال إياد بدهشه : خطف ، و أنا أقدر أساعدها ازاي ، خطف و محاولة اعتداء يبقى تستاهل الحبس و البهدله .

قال شريف : أصلها قالتلي إنها كانت بتحاول تنقذ حضرتك من البت دي .

قال إياد : ايه الهطل ده ، و ازاي تجرؤ و تدخلني فالجريمه دي !

قال شريف : هي بتقول إن البت دي بتشتغل عندكو فالمكتبه و بتحاول تلف ...

تحاشى إياد أن يصطدم بالعامود فلقد شلَه كلام المحامي عندما ذكر المكتبه .

أوقف السياره على جانب الطريق و سأل محاميه : انت قلت ايه ؟؟؟؟؟؟؟؟

قال شريف : خير يا بشمهندس ، أنا زي اللي سمعت صوت عربيتك ...

قاطعه إياد : أنا كويس ، عيد تاني الكلام اللي قولته قبل شويه .

رد شريف : خطفوا البت اللي بتشتغل عندكو فالمكتبه و اسمها جنه .

لم يستمع إياد لباقي المكالمه ، ألقى هاتفه و انطلق مسرعاً إلى قسم الشرطه .

في القسم ، توجه إياد إلى غرفة الضابط ، و على الباب وجد المحامي الذي بادره قائلا : ازيك يا بشمهندس ، ماهيتاب خادوها ع الحجز ، بس في حكايه تانيه كمان غير الخطف.

قال إياد بنفاذ صبر : لا تانيه و لا تالته ... جنه فين ؟؟؟؟؟

قال شريف : تقصد البت اللي خطفوها .

قال إياد : أيوه ، هي فين ؟؟؟

قال شريف : نقلوها المستشفى لانها كانت فاقدة الوعي لما دخلوا البيت .

قال إياد : مستشفى ايه و هي كويسه و لا عملوا فيها حاجه .

قال شريف : و الله لسه مش عارف تفاصيل ، بس المستشفى اللي جنب القسم ، دلوقتي بعد اذنك عايزين ..

قاطعه إياد : أنا مضطر امشي .

و غادر مسرعاً إلى ذلك المشفى ، كان يعلم ما يود قوله المحامي ، يريد طريقه لمساعدة ماهيتاب ، عليه الآن أن يطمئن على جنه و من ثم يأتي حساب ماهيتاب .

و في الطريق عصف القلق و الخزي بإياد ، فكيف سيواجه جنه عندما تعلم أن ابنة عمه وراء هذه الجريمه بحقها ، عض على أصابعه و لام نفسه للمره المليون ، ما كان عليه أن يرتبط بها .. لو أنه .. و لكن لو لا تنفع الآن .

أوقف سيارته على مدخل المشفى ، و في الاستقبال سأل عن غرفتها ، أخبرته الموظفه برقم غرفتها ، و تنهد فأخيرا سيراها و يطمئن عليها .

استقل المصعد و ضغط الرقم ، ثوان و كان في الممر يبحث عن غرفتها ، و على بابها وقف ، أخذ نفساً عميقاً ، ثم طرق الباب عدة طرقات خفيفه ، فإن كانت نائمه لا يرد أن يزعجها ، يكفيها ما حل بها .

و فجأه فُتح الباب ليجدها تقف أمامه ، هتفت : إياد ايه اللي جابك هنا !!!!!!!!

نظر إليها مطولا ، كانت عيناها حمراء جدا ، ربما من البكاء ، تألم لتلك الفكره ، و لكن ما قتله هو نظرة الرعب الموجوده هناك بعينيها ، عدا ذلك كان هندامها مرتب و في يدها حقيبتها و كأنها كانت تهم بالخروج ، استمرت تنظر إليه بارتباك ، ثم قالت : انت عرفت إني هنا ازاي ؟

لم يقو على رؤيتها بتلك الحاله ، أراد طمأنتها و اخبارها بأنه سيكون دوماً بجوارها لحمايتها ، و لكن كيف و الطعنه كانت من قريبته ، خذلته الكلمات فهمس قائلا : جنه ، ثم احتواها بين ذراعيه ، أراد أن يخبئها من تلك القسوه الموجوده ببعض البشر مثل ماهيتاب ، بل و أراد أن يحميها من العالم بأسره ، أراد أن يطمئنها بأنه سيبقي دوما بقربها ، حاولت التملص من قبضته عليها و لكنه أبي أن يفلتها فهو لا يضمن أن تكون آمنه إن ابتعدت عنه ، ليأتيه صوت نحيبها الشديد فاضطر أن يفلتها و قال معتذرا : أنا آسف ، أرجوكي متعيطيش .

و لكنها دخلت في نوبة بكاء هيستيريه ، لعن نفسه و رعونته و قال محاولا تهدئتها : أنا آسف متزعليش مني .

ثم أمسكها من مرفقها و اقتادها لتجلس على السرير .

ناولها بعض من المناديل لتجفف دموعها و تمسح أنفها ، أخذتها منه شاكره .

قال إياد : أنا هاقوم أشوف الممرضه تجبلك ميه .

أشارت جنه بيدها للمنضده بجوار السرير فعليها توجد زجاجه من المياه .

ناولها إياد كوب الماء ، أخذته بيد مرتجفه و شربت قليلا منه .

ثم قالت بأنفاس متقطعه من أثر البكاء : انت عرفت اللي حصل ؟

قال إياد : أيوه ، و متتخيليش كنت هموت من القلق عليكي ازاي .

سألت جنه : و عرفت ازاي ، هو الظابط كلمك ؟

أجابها إياد بتردد : حاجه كده ، فلن يستطيع الآن البوح لها بأن بحقيقة ابنة عمه .

قالت جنه بحزن : أنا مش عارفه هما عملوا كده ليه ، ده لولا الظابط كان حاطط مراقبه ورايا كنت زماني رحت فستين داهيه .

قال إياد : بعد الشر عليكي ، بس الظابط كان حاطط مراقبه عليكي ليه ؟

قالت جنه : هو الحقيقه قالي لسه مش هيقدر يبلغني بالتفاصيل ، لغاية أما يحقق معاهم .

قال إياد : أنا هاكلم الظابط و أعرف منه كل حاجه ، متشغليش بالك ، المهم انتي كويسه ؟

أجابت جنه : آه ، الحمد لله.

سأل إياد بارتباك : انتي متأكده ، أنا عرفت إنهم جابوكي هنا و كنتي فاقده الوعي .

قالت جنه بحرج : الدكتوره اللي كشفت عليا ، قالت إنها عملت فحص شامل ، و أنا كويسه الحمد لله.

تنهد إياد بارتياح و قال : الحمد لله ، لو كانوا عملوا فيكي حاجه كنت هاقتلهم بايدي حتى لو هاخد اعدام .

ابتسمت جنه و قالت : بعد الشر عليك ...

قال إياد : انتي لازم تكلمي سماح و طمنيها .

قالت جنه : بس أنا مش عايزاها تعرف اللي حصلي ، مش عايزاها تقلق عليا ، انت قولتلها حاجه .

أجابها إياد : أصلك مكنتيش بتردي على موبايلك فقلقت عليكي و رحت المكتبه ، مكنتيش موجوده ، و سألت عنك فالبيت قالوا رحتي المكتبه ، فكلمت سماح لقتها متعرفش حاجه.

ابتسمت جنه و قالت : عملت كل المشاوير دي عشان بس مردتش على موبايلي .

قال إياد بعتاب : ما هو انتي لو بتسمعي كلامي ، مكنش حصل كل ده.

قالت جنه : حرام عليك ، ده أنا مطيعه جدا .

قال إياد : عشان كده رفضتي آجي أوصلك للمكتبه و اروحك ، فعلا مطيعه .

ضحكت جنه و قالت : الحق عليا ، مش عايزه أتعبك .

قال إياد : طب طالما ضحكتي يبقى أنا عايز أعرف منك ايه اللي حصل و ازاي خطفوكي ؟

بدأت جنه تسرد ما حدث معها ، و بعد أن أنهت روايتها قالت له : بس أنا مش عايزه سماح تعرف ، كفايه الحزن اللي هي فيه .

سأل إياد : ليه مالها ، حصلها ايه ؟

حكت جنه لإياد قصة ابنتها و عزمها على الذهاب للبحث عن تلك المرأه.

قال إياد منزعجا : انت شكلك هتجبيلي الضغط ، ست ايه اللي تروحي تدوري عليها ، اديني العنوان و أنا هاخلي عبدالله يروح هناك و يسأل ، و لولا اللي حصلك انهارده كان هيبقى ليا معاكي كلام تاني .

قالت جنه بغيظ : كلام تاني ايه ان شاء الله .

قال إياد بجديه : هو انتي مستعده تساعدي أي حد ، مره ولد المكتبه و دلوقتي ست بتصرخ تقومي جري تساعديها على طول من غير ما تفكري .

قالت جنه : طب مش انت لما سمعتني بصرخ ليلة راس السنه قلت إنك جريت تشوف ايه الحكايه .

قال إياد بحزم : بس أنا راجل و أقدر احمي نفسي كويس .

تنهدت جنه و قالت : طيب ، دلوقتي أنا هاقول ايه لسماح !

أجابها : قوليلها الساعي مكنش جه و اضطريتي تقعدي في كافيه عبال ماجه و نسيتي تليفونك مغلق .

أومأت جنه موافقه و تناولت هاتفها و فعلت ما قاله بالضبط .

ثم قالت لإياد بعد انهائها المكالمه : يا خبر دي كانت قلقانه عليا اوي .

قال إياد : الحمد لله إننا اطمنا عليكي ...

قالت جنه : أنا آسفه ، أزعجتك بازعاجاتي اللي مش بتخلص دي ، بس و الله غصب عني .

ضحك إياد و قال : أنا على فكره مش بنزعج أبدا من ازعاجاتك اللي مش بتخلص دي ، و في نفس الوقت بنزعج جدا من ازعاجاتك اللي مش بتخلص دي .

ضحكت جنه بدورها و قالت : فزوره دي !

قال إياد : قصدي تقدري تلجأيلي في أي حاجه من الازعاجات دي حتى لو شايفاها تافهه ، و في نفس الوقت بنزعج جدا وبقلق لما يحصلك حاجه زي انهارده.

قالت جنه بشرود : أنا بجد آسفه ، و كفايه عطلتك الشويتين دول، و أنا دلوقتي لازم اروح ، و انت كمان لازم تشوف شغلك.

قال إياد : أنا هوصلك و بعدين أتكلم مع الظابط.

قالت جنه : مفيش داعي ، هما خلاص قبضوا عليهم ، و لما يخلص التحقيق الظابط وعدني هيجي و يفهمني كل حاجه .

قال إياد : زي ما قلتلك ، انتي دلوقتي متشغليش بالك و أنا هاكلم الظابط و أعرف منه كل حاجه .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤¤¤

قال الضابط موجها حديثه لإياد : احنا جتنا معلومات عن اللعبه الجديده لمجموعة السبق ، و للاسف الآنسه جنه كانت محور اللعبه دي .

سأل إياد بغضب : ازاي و ايش عرفهم بيها ؟

قال الضابط : ازاي هما كانوا عاملين جايزه للي يعرف عنوانها ، حد منهم قابلها مره و عملت فيه فصل بايخ و عايز ينتقم منها ، ده اللي قاله المتهم ، أما ازاي قابلها و ليه لسه بنحاول مع اللي اسمه هيثم عشان يعترفلنا على باقي الشله ، و إن شاء الله يتم القبض عليهم ، فعشان كده أنا كنت محتار هل هي متورطه معاهم و لا مجرد ضحيه ، فاحنا حطينا مراقبه عليها لانه اعتقدنا إنها هتوصلنا ليهم و الحمد لله قدرنا بمتابعتنا ليها نمنع اللي كان هيحصلها و في نفس الوقت قبضنا على واحد منهم .

سأل إياد : و ماهيتاب من ضمن الشله دي ؟

قال الضابط : شريكها فالجريمه بيقول هي المخطط الاساسي للجريمه و الخطف.

قال إياد : أنا عايز أقابلها.

قال الضابط : تمام وأنا هاكون شاكر جدا لو قدرت توصلنا لأي معلومات منها .

قال إياد : أكيد يا فندم .

اقتاده العسكري لزنزانة الحجز التي توجد بها ماهيتاب ، فور رؤيتها له هبت من مكانها و تعلقت بباب الزنزانه قائله : إياد ، أنا كنت عارفه إني مش هاهون عليك ، شايف عملوا فيا ايه ، و أنا اللي كنت بحاول أنقذك من السافله دي .

قال إياد بغضب : سافله، ده انتي اللي حقيره و مجرمه ، عملتلك ايه عشان تعملي فيها كده ، انتي جواكي شيطان ، مش معقول تكوني بني ادمه زينا .

حاولت ماهيتاب التحدث ، و لكن إياد أكمل : أنا جيت بس عشان أقولك إنك من دلوقتي مش بنت عمي و لا أعرفك ، و حسك عينك تكلمي المحامي بتاعنا ، شوفيلك حد وسخ من عينتك ، أنا حاولت كتير أساعدك لكن لحد جنه و كفايه ، سامعه ، انتي لازم تدفعي تمن وساختك .

قالت ماهيتاب بغضب : معلش لسه مخدوع بوش البراءه اللي راسماه عليك ، لكن أنا مش هاتكلم و قريب هاجبلك الدليل...

قاطعها إياد : مش هتبطلي السم اللي جواكي ، حتى و انتي فالحاله دي ، بدل ما تدعي ربنا ، مبتتعظيش .

ثم غادر غير عابئا بما قالته صارخه .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤

احتضنت سماح جنه و قالت : ده أنا مت من الرعب عليكي .

قالت جنه : أنا آسفه رعبتك عالفاضي .

سألت سماح : و سي إياد بقى ، كان ماله كده ملهوف يعرف انتي فين !

قالت جنه بلامبالاه : مش عارفه ، يمكن كان عايز كتاب و لا حاجه.

قالت سماح ساخره : كتاب و الله .

قالت جنه بجديه : سيبك من كل ده ، احنا مش اتفقنا نروح ندور على عنوان مراة طليقك .

قالت سماح : و الله مش عايزه اتعبك معايا .

أشاحت جنه بيدها و قالت و قد أحضرت ورقه وقلم : اكتبيلي هنا اسمها ايه و العنوان القديم و كمان اسم جارتكو و الدايه وأي حاجه مفيده .

دونت سماح ما طلبته منها صديقتها و سألت : هنروح امتى ؟

أجابت جنه بتلعثم : الاسبوع الجاي إن شاء الله .

قالت سماح : معلش هاتعبك معايا .

قالت جنه مداعبه : تعبك راحه يا جميل ، قوليلي بقى أخبار عبودي معاكي ايه ؟

تأففت سماح و قالت : أنا الحق عليا اللي بقولك كل حاجه .

ضحكت جنه و قالت : أصله انهارده كلمني و عايزني اتوسط ما بينكو .

قالت سماح : و انتي شفتيه فين ؟

قالت جنه بتلعثم : أصل ..هو جاني عالمكتبه مخصوص عشان الموضوع ده .

قالت سماح بلفهه : و قالك ايه ؟

ابتسمت جنه : ام م م طب تدفعي كام و اقولك ؟

حدفتها سماح بالوساده و قالت بغيظ : مش عايزه أعرف .

ضحكت جنه وقالت : عموما دي أمانه و لازم أوصلها ، و انتي حره بقى ، المهم هو قال كلام كتير اوي عنك ، واضح إنه عاشق ولهان و بيحبك يا موزه.

سألت سماح بخجل : و هو معقول قال الكلام ده ، ده حتى بتكسف جدا .

قالت جنه : لا مش مباشره ، بس أنا استشفيت من كلامه .

قالت سماح بامتعاض : ياريت تحكي من غير ما تضيفي استشفافاتك .

قالت جنه : طيب ، هقولك الخلاصه ، هو عايز يقعد و يتكلم معاكي في مكان عام و لو تحبي أنا أكون موجوده معندوش أي مانع .

سألت سماح : و انتي قولتيله ايه ؟

قالت جنه : قلتله هاكلمك و ربنا يسهل .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤

أنهت جنه صلاتها ، و أتبعتها بركعتي شكر لله تعالى ، فبفضل حفظه و رعايته نجت اليوم من أيدي أولئك المجرمين ، ابتسمت و طوت سجادتها فاليوم كانت أقوى ، ربما التجارب الصعبه في النهايه رغم قساوتها ، الا أنها تُكسب عودنا صلابه .

و تذكرت إياد ، فوجوده الدائم بجوارها جعلها تنسى ما حدث لها اليوم ، و لسبب لا تعلمه فهي تشعر بالأمان الشديد ، و كأن ما حدث اليوم لم يحدث لها هي شخصياً ، و لكن ما يُنغصها هو هذا الصداع الذي أتاها منذ عودتها للشقه ، ربما تلك هي طريقه جسدها للتنفيس عن التوتر .

بحثت في الأدراج عن مسكن ، وجدت الشريط فارغ ، ستضطر للنزول إلى الصيدليه لشراء شريط آخر ، فهذا الصداع لا يُمكنها احتماله .

ارتدت ملابس الخروج ، و أخبرت سماح بوجهتها ، فرغم إعلان الليل بداية حلوله ، الا أن الشارع ما زال يعج بالماره ، و خاصه المصلين بعد صلاة العشاء.

خرجت من البيت و اتجهت للصيدليه القريبه ، دخلت و ابتاعت ما تحتاجه و غادرت لتقطع الشارع مره أخرى .

و لكن حركته استوقفتها ، فعندما نظرت إلى يسارها لتتأكد من خلو الطريق من السيارات ، لمحته بجوار أحد مكبات النفايه يبحث عن شيء ما ، تراجعت إلى الخلف لتقف على الرصيف مره أخرى ، و راقبته لتجده يخرج شيئا من النفايه و يضعه في فمه .

آه ، أذن صغيرها جائع ، و طعامه الوحيد لهذا اليوم من القمامه ، و ربما لم يذق الطعام منذ أيام .

منظره أدمى قلبها ، و جعلها عازمه على مساعدته و لكن كيف ...؟ ، فهي تخشى إن تقدمت إليه يعدو هاربا .

شاهدته و هو يبتعد عن مكب النفايه ، و يقطع الطريق ليتوقف عند مكب آخر ، ما زال جائعا ، حسنا لن تقف مكتوفة الأيدي هذه المره ، و لن تتصرف بطيش كالمره السابقه ، ستتبعه لتعرف مكان إقامته و لكن بدون أن يلحظها حتى لا يعدو هاربا كالمره السابقه .

بعد أن عبث في المكب ، انطلق يسير إلى الأمام ، تبعته جنه حتى وصلا إلى منتصف الطريق ، انعطف إلى اليسار ، و لثوان وقف ليبحث في مكب النفايه المتواجد هناك ، ثم تابع مسيره حتى وصل إلى منتصف الشارع ، و انعطف إلى يساره مره أخرى ليدخل و يدخلها معه أحد الشوارع الفرعيه الضيقه .

استمرت في تتبعه ليدخلها من شارع ضيق لشارع أضيق ، شوارع لم تكن تعلم بوجودها أو وجود تلك البيوت المتهالكه بها .

تعبت قدماها ، ترى كم مضى من الوقت منذ لحاقها به ، نظرت في ساعتها و لم تصدق ما رأته ، هل حقا مضى أكثر من ساعه و نصف !

لا جدوى من التراجع الآن ، ظلت تتبعه ، ليقف أخيرا أمام أحد البيوت المتهالكه ، شاهدته يطرق الباب ثم دخل سريعا بعد أن قام أحدهم بفتح الباب له .

وقفت جنه بالقرب من هذا المنزل محتاره ، ماذا تفعل ، هل تطرق الباب لتواجه المجهول ، فلربما لديه فرد من العائله مجرم أو بلطجي ، هل تخاطر بسلامتها ، و إن دخلت ماذا ستفعل هل تعطيهم بعض المال ، و لكن كيف ستضمن أنهم سيعتنون بصغيرها ، و هل ستتوقف معاملتهم القاسيه معه ، و لربما نجم عن تصرفها نتيجه عكسيه و أشعلت غضبهم ضده ، ربما كانوا مثل خالها يملؤهم الحقد و الكراهيه بلا سبب معقول .

كانت تصارع أفكارها عندما بدأت مجموعه من الشباب الصغير بمضايقتها ، همت بالمغادره و لكنها فقدت احساسها بالطريق ، و هل تضمن أن طريق العوده سيكون آمناً ، أم ستلحق بها هذه المجموعه .

ربما كان عليها الاتصال بإياد كما اتفقا ، و لكنها لم تظن أنها ستقطع كل هذه المسافه ، عضت على شفتها السفلى فا هو اسمه ينير هاتفها .

ضغطت رد و قالت بصوت يشوبه القلق : آلو .

رد إياد على الفور : مال صوتك ، انتي لسه خايفه من اللي حصل انهارده ؟

ردت جنه بتلعثم : لا أنا كويسه بس أصل ...

قال إياد : أصل ايه ، و ايه الصوت اللي حواليكي ده ، هو انتي فالبلكونه ؟

كانت مجموعة الشباب تقوم بالتصفير و اطلاق الضحكات بصوت عال .

قالت جنه : لا مش فالبلكونه ، أنا بره البيت .

صاح إياد بعنف : بره البيت فين في ساعه زي دي !

قالت جنه : أصل ..

صاح إياد بعنف أكبر : أصل ايه ، قوليلي انتي فين بالضبط و معاكي سماح و لا لوحدك ؟

أجابت جنه : ثوان بس أبعد عن الدوشه ، عشان أعرف أكلمك .

و اتجهت الى المقهي المقابل و جلست على إحدى الطاولات.

أتاها فتى المقهي سريعا وقال : القمر يؤمر بايه ، ساقع سخن كله موجود يا جميل .

تمتمت جنه : مش وقتك ، ثم أجابته : شاي لو سمحت.

و في نفس الوقت صاح إياد : قوليلي حالا انتي فين ؟

لم تجد بُداً من قول الحقيقه : ما هو المشكله إني مش عارفه أنا فين بالظبط !

وصلها عبر الهاتف زفره قويه من إياد ، ثم قال : واحده واحده و فهميني ايه اللي حصل ، لاني شويه و هافقد أعصابي ، قولي كل حاجه و مش هقاطعك.

قالت جنه باستسلام : أصلي شفت الولد اللي بيجي عالمكتبه ، و أنا رايحه الصيدليه ، و يا إياد كان بياكل مالزباله ، مقدرتش اروح واكلمه خفت ليهرب تاني ، فاضطريت امشي وراه عشان اعرف ساكن فين ، و محستش بالوقت و لا الطريق لغاية أما لقيت نفسي مش عارفه أنا فين .

سأل إياد بهدوء : طيب الأول انتي فمكان فيه ستات .

قالت جنه : أنا قاعده عالقهوه، بس مفيش فيها ستات .

قال إياد : طب مفيش ستات بتمشي في الشارع .

قالت جنه : لا مفيش ، بس في ستات واقفه ع الكشك قصاد القهوه.

قال إياد : طب خليكي معايا ع الخط و روحي اعرفي العنوان و أنا هآجي اخدك.

قالت جنه : حاضر ، و اتجهت لمجموعة السيدات و سألت عن العنوان .

أخبرتها إحداهن بالعنوان ، لتخبره لإياد بدورها .

قال إياد : خليكي واقفه معاهم لحد ما آجي .

قالت جنه : بس دول مشيوا ، أنا هاروح استنى عالقهوه.

تنهد إياد و قال : طب خليكي عالخط ها ، أنا هادور العربيه .

بعد حوالي نصف ساعه قضتها تجيب على سؤال إياد بين الفينة و الأخرى : انتي كويسه ، حد دايقك؟

توقفت سيارته أمام المقهى ليترجل منها ، نهضت على الفور عند رؤيته و هتفت بصوت عال : إياد إياد ..أنا هنا .

انتبه إياد لهتافها و تقدم لاغيا المسافه بينهما ، و قال بغضب : انتي ايه ...ناويه تموتيني ، مش كفايه الصبح ، حرام عليكي .

قالت جنه معتذره : أنا آسفه و الله آسفه .

قال لها بعصبيه : اتكتمي خالص ، مش طايق اسمع و لا كلمه منك .

ثم أمسكها من مرفقها و اقتادها إلى سيارته ، فتح لها الباب لتدخل ليعود و يغلقه بعنف أربكها ، و استدار و دخل السياره بدوره و أدار المحرك.
قالت جنه : غصب عني محستش بنفسي.

أغمض إياد عينيه لثانيه ، ثم قال بهدوء : أنا قلت ايه قبل شويه ، مش طايق اسمع و لا كلمه منك ، متخلنيش أفقد أعصابي ، انتي فاهمه !
ثم انطلق بالسياره و انطلقت دموعها بالانهمار .

بعد حوالي عشر دقائق ، أوقف إياد السياره على جانب الطريق و سأل غاضبا : فهميني بتعيطي ليه دلوقت ، كنتي عايزاني آخدك بالحضن ، ده لولا اللي حصل معاكي الصبح كنت اتصرفت معاكي تصرف مش هيعجبك نهائي ، انتي مش متخيله أنا طول الطريق دماغي بتودي و تجيب فافكار سوده و كنت سايق زي المجنون ، و كل ده عشان ايه حتة عيل و مين عالم يمكن وراه مصيبه زي ما حصل لما ساعدتي ماهيتاب الصبح .

بقيت جنه صامته تغالب دموعها ، فهي لم تألف بعد هذا الجانب منه ، ثورات غضبه ، و عصبيته الشديده.

شاهدته بطرف عينها يمرر يده في شعره يشعثه ثم يعود لترتيبه من جديد ، ثم نظر إليها و قال آمرا : بصيلي .

وضعت جنه يدها على فمها محاولة اسكات شهقاتها ، لتجده أمسك بحقيبتها مخرجا بعض المناديل و ناولها إياها.

جففت دموعها و مسحت أنفها ، ليقول من جديد :بصيلي .

أدارت رأسها ، نظرت إليه قائله : أنا آسفه .

قال إياد : أنا مش عايزك تتأسفي ، أنا عايزه أعرف ايه اللي مخليكي متعلقه بيه كده و هتموتي تساعديه ؟

قالت جنه باستنكار: ده المفروض اللي كل الناس تعمله ...مش بس تتعاطف لا ..لازم تساعد و تلاقي حل كمان.

قال إياد : ده كلام انشا يا جنه ... أنا عايز أفهم ليه تعرضي نفسك للخطر أكتر من مره عشانه ..ليه مش بتساعدي فالمعقول زي باقي الناس..يا جنه ده تاني مره تجري وراه و متعرفيش حتى انتي في شارع ايه و لا هتلاقي مواصله و لا تضمني إن محدش يتعرضلك تاني ، ايه اللي مخليكي تلغي دماغك و تنسى الخوف ايه اللي مخلي قلبك يدق كده و ينسيكي تستخدمي عقلك ليه يا جنه ليه ، نفسي أفهم.

قالت جنه بأسى : انت عمرك ما هتفهم .

ثم أضافت بانفعال شديد: انت متعرفش احساسه عامل ازاي ، طفل لا حول له و لا قوه بيخاف من أقرب الناس ليه اللي المفروض تكون مصدر الامان.
متعرفش يعني ايه تروح المدرسه كل يوم و الابله و المديره تشوف علامات الضرب باينه على وشك فالأول بيتخضوا و يستدعو ولي الأمر و يجي ولي الأمر و يتكلموا معاه و خلاص هتتخيل إنك هاتروح البيت و معدش حد يقدر يجي جنبك ما خلاص المديره اتصرفت لكن تتفاجأ إن ده محصلش و مفرقش حاجه و تاكل علقه ألعن من اللي قبلها لانك اتجرأت و فتحت بؤك وتروح المدرسه تاني يوم الابله تشوفك و ساعتها مش هتلاقيها مصدومة زي أول مره هتلاقي في عينيها نظرة شفقه اللي هتفهمها بعدين أما تكبر شويه نظره بتقول ربنا يعينك يا بنتي لانها بقت متأكده إن مسلسل التعذيب هيستمر و مفيش حاجه هتتغير مش لأنها مش قادره تعمل حاجه .. أو يمكن هي فعلا متقدرش تعمل حاجه لكنها محاولتش فيها ايه لو حاولت تاني فيها ايه لو تعبت نفسها شويه أضعف الايمان تبلغ المديره مره تانيه و يمكن تكون عملت كده لكن في النهايه المعظم بيقول وأنا مالي ما أنا حاولت اساعد ..عملو أضعف الايمان زي ما معظم الناس بتعمل ...
و ده مش كلام إنشا ده حصل فعلا لواحده صاحبتي .. مكنتش عايزه كل الناس تتعاطف معاها ... كان نفسها بس شخص واحد يتحرك يعمل حاجه ..متتخيلش الرعب اللي هي كانت عايشه فيه.. عشان كده أنا مقدرش أعمل زي كل الناس مقدرش اكتفي بأضعف الايمان مقدرش.

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

احتقر إياد نفسه لتسببه في تكدرها و حزنها بهذا الشكل ، فهو يعلم جيدا أنها لم تكن تتحدث عن صديقة ما ، و لكن عن ما مرت به خلال طفولتها و صباها.

و أحزنه أنها ما زالت تخفي عنه الكثير ، و أراد أن يقول لها الكثير و لكن اليوم كان قاسيا جدا عليها ، لن يضغط عليها لتعترف له بماضيها المؤلم ، ربما ليس الآن ، و لكن غدا بالتأكيد لن يحتمل المزيد من الأسرار.

قال إياد محاولا التخفيف من تكدرها : أوعدك يا جنه إننا هنساعده و مش هنكتفي بأضعف الإيمان .

أومأت جنه مبتسمه .

قال إياد : الاول قوليلي قدرتي تعرفي عنوانه يا حضرة المفتش كرومبو.

أجابت جنه بثقه : ايوه بيتهم قصاد القهوه .

قال إياد : كده قطعنا نص الطريق ، بس الأول ضروري توعديني إنك مش هتروحي هناك لوحدك تاني .

قالت جنه على الفور : أوعدك ، أوعدك ..

قال إياد معاتبا : ما إنتي وعدتيني قبل كده لو شفتيه تاني تكلميني ، و برده مشيتي وراه لوحدك.

قالت جنه : معلش أصل انهارده كنت متلخبطه بسبب اللي حصلي .

قال إياد : طب سماح المرادي ، و أنا مالليله هابعت حد يسأل و يعرف كل حاجه عنه، و ساعتها هنقدر نتصرف بالعقل و خطوه خطوه عشان نقدر نساعده بالشكل الصحيح .

قالت جنه : يارب نقدر يارب .

قال إياد : باذن الله هنقدر .

قالت جنه : انا بجد فعلا لتاني مره بزعجك...

قاطعها إياد مداعبا : يوووه مش قلتلك مش بنزعج من ازعاجاتك اللي مش بتخلص دي ، دي حتى ازعاجات لطيفه خالص ، تخيلي لو مش بتزعجيني كنت هاقدر اشوفك مرتين انهارده !

ثم أوصلها للسكن ، و انطلق يشوبه الكثير من القلق ، ليس بسبب أحداث اليوم فقط ، و لكن بسبب رفض الطبيب اخباره بنتائج الفحوصات على الهاتف ، و اصراره على حضوره لتلقيها .



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 27-12-15, 12:08 PM   #19

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



الفصل السابع عشر

"أهي البدايه ~ أم بداية النهايه "
----------------------------------------

دخلت جنه الشقه متعجبه من أن سماح لم تستعوقها ، فلقد تأخرت كثيراً بالنسبه لمشوار بسيط إلى الصيدليه ، و لكن و لدهشتها وجدت صديقتها تغط في نوم هانيء ، اقتربت من سريرها و طبعت قبله على جبينها.

أفاقت سماح و قالت بصوت ناعس : انتي جيتي يا جنه ؟

أجابت جنه : آه يا قمر ، كملي نومك ، أنا بس كنت عايزه أطمنك إني وصلت .

سألت سماح : هي الساعه كام دلوقتي ؟

أجابت جنه بتلعثم : بعد العشا بشويه ، يلا يلا كملي نومك زي الشاطره .

أغمضت سماح عينيها لتحس جنه بتأنيب الضمير فلقد باتت تكذب كثيراً على صديقتها ، و لكن بنظرها تلك كذبات بيضاء ، فسماح لديها هم يُثقل الأكتاف و ليست بحاجه للمزيد من الهموم .

غيرت جنه ملابسها و اتجهت للمطبخ .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

ركن إياد سيارته في الكراج ، و سار متجهاً إلى بيت الضيوف ، فعليه الحديث مع كريم بخصوص نسرين .

طرق الباب ليفتح له كريم محيياً : ازيك يا مان ؟

أجاب إياد : تمام و انت عامل ايه يا عريس ؟

أجاب كريم بلهفه : يعني نلت الرضا و تنازلت و قبلت تناسبني !

ثم أضاف بطريقه مسرحيه : أحمدك يا رب .

دفعه إياد في صدره و قال : مش تكرم نسيبك و تدخله البيت.

ابتعد كريم عن الباب و قال : اتفضل يابونسب .

دخل إياد و جلس على أحد المقاعد و قال : أبو نسب ايه ،انت ما صدقت ، الأول في حاجات لازم أعرفها قبل ما تنول الرضا يا دوك.

قال كريم : أنا كنت حاسس إنك لازم تذلني الاول ، اتفضل هات ما عندك.

قال إياد : دلوقتي ده كلام جد ، أولاً أنا عايز أعرف ليه دلوقتي ، ما نسرين طول عمرها قدامك ، اشمعني يعني بعد ما اتخطبت ؟

أجاب كريم بجديه : أنا طول عمري ..ثم صمت ليختار كلماته : أنا طول عمري شايف نسرين نصي التاني بقلبي و عقلي ، لكن مكنتش قادر آخد خطوه لأني مش عايز أحرج حد ، ده لأني عارف و متأكد إن محدش فيكو هيقبل إنها تسيب هنا و تيجي تعيش معايا بره ، فمقدرتش أفاتح حد فالموضوع و أنا أساساً مش مقرر لسه أنا هاستقر فين ، مكنتش عايز أدخلها فالدوامه دي معايا ، و يحصل مشاكل ما بينها و بينكو.

قال إياد : ده ايه كل الثقه دي ، و هي هتعمل مشاكل معانا ليه ، عريس أتقدم و مش مناسب ، عادي جدا .

قال كريم بحنق : انت هتعمل نفسك مش فاهم !

ابتسم إياد و قال : طب حضرتك نويت تستقر فين إن شاء الله ؟

أجاب كريم : هنا و على طول ، طبعاً هابقى أسافر كل فتره أطمن على بابا و لكن شغلي و حياتي كلها هتكون هنا باذن الله .

قال إياد : دلوقتي اقدر أقول مبروك يا دوك .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

في داخل غرفته ، أمسك إياد هاتفه يريد أن يطلبها ليطمئن عليها ، ثم تراجع فربما كانت نائمه ، لن يوقظها فيومها كان شاقا للغايه ، و لكن لفت انتباهه وجود اسمها مضاءاً على أحد برامج الدردشه التي نصحها باستخدامه...

فكتب لها : " أخيراً استوعبتي البرنامج و انضميتي لركب التكنولوجيا "

كتبت جنه : " أعمل ايه ما أنا مش مولوده و في إيدي موبايل زي ناس "

كتب إياد : " هو انتي بتلقحي الكلام ده عليا ، انا أكاد أُجزم إنهم مكنوش لسه اخترعوا الموبايلات سنة ما اتولدت "

كتبت جنه : " صحيح ، انت عندك كام سنه ؟ "

كتب إياد : " إنتي تديني كام ؟. "

كتبت جنه : "أما تضحك 20 و انت مكشر كدهون غضبانة جدا 45 "

كتب إياد :" ههههههههههه طب و أنا عادي؟ "

كتبت جنه : "امممم يمكن 27 ، 28 "

كتب إياد :" برافو عليكي هما 27 و 4 شهور "

ثم كتب :" طب انتي عندك كام سنه ؟ "

كتبت جنه : " في حد يسأل واحده عندها كام سنه !"

كتب إياد :"" مش مهم ، ما أنا عارف "

كتبت جنه : " ازاي ؟"

كتب إياد :" انتي نسيتي إني قريت السي في بتاعك"

كتبت جنه : " اوبس فاتتني ازاي دي ! انا متنرفزة "

كتب إياد :" بس على فكره ، انتي تباني أصغر بكتير من 32 سنه "

كتبت جنه : "" 32 سنه ! قريتهم فين دول ، أكيد مش فالسي في بتاعي "

كتب إياد :" طب قوليلي انتي عندك كام سنه ؟ "

كتبت جنه : " 21 سنه فقط لا غير "

" هههههههه أنا كنت ناسي السنه اصلا "

كتبت جنه : " برافو "

كتب إياد :" انتي سهرانه لحد دلوقتي ليه ! "

كتبت جنه : " أبدا ، مش جيلي نوم "

كتب إياد : "و أنا كمان "

كتبت جنه : " صحيح امتى هاعرف نتيجة الفحوصات "

كتب إياد بعد تفكير : " لسه شويه،بس اطمنى أول ما يكلمني الدكتور هاطمنك "

كتبت جنه : " شكرا "

كتب إياد :" العفو "

ثم كتب : " جنه "

كتبت جنه : " نعم "

كتب إياد :" مين صاحبتك اللي حكيتلي عنها الليله ؟ "

كتبت جنه : " واحده متعرفهاش "

كتب إياد :" بس أنا حاسس إني أعرفها جدا "

كتبت جنه : " و ايه رأيك فيها ؟ "

" كتب إياد : " فالاول كنت فاكرها ضعيفه و مش اد إنها تواجه واقعها ، فاختارت الحل الأسهل و هو إنها تهرب من كل مشاكلها "

كتبت جنه : " و دلوقتي ؟ "

" كتب إياد : "دلوقتي أما عرفتها و عرفت ازاي مستعده تخاطر بنفسها ، عشان تساعد أي حد محتاج ، اكتشفت إنها قويه جدا و إنها مهربتش الا لما شافت إن ده الحل الوحيد اللي تقدر فعلا تساعد نفسها بيه "

كتبت جنه : " فعلا ، مكنش قدامها تعمل غير كده ، عشان لو حبت ترجع تكون قويه "

كتب إياد :" انتي ناويه ترجعي تاني يا جنه؟"

كتبت جنه : " مش عارفه "

كتب إياد :" أنا مش عايزك ترجعي نهائي "

كتبت جنه : " خلاص مش هارجع نهائي "

كتب إياد :" طب مش هتقوليلي كنتي عايشه مع مين ، و ايه اللي خلاكي تهربي ؟ "

" كتبت جنه : "كنت عايشه في بيت خالي ، بس كان خال بالاسم فقط ، طول عمره بيعاملني وحش ضرب و إهانه و ذل ، لحد خلاص معدتش قادره أتحمل أكتر من كده ، ربنا مبيحبش العبد الضعيف ، عشان كده قررت اكون قويه وأعتمد على نفسي "

كتب إياد :" ده اكيد حيوان ، لو حاول بس يقربلك تاني هاقتله ، أقسم بالله اقتله "

كتبت جنه : " اللي زيه ميستهلش حد يضيع نفسه عشانه "

كتب إياد :" أوعديني يا جنه ، لو عرف مكانك و حاول ياذيكي تبلغيني على طول "

كتبت جنه : " أوعدك "

كان يريد معرفة المزيد من التفاصيل ، مثلا ما الذي دفعها أخيرا للهرب و لكنه اكتفي بما قالته ، فهناك ما يشغل باله أكثر و هو صحتها.
كتب إياد :" أيوه كده خليكي مطيعه "

كتبت جنه : " يا سلام "

كتب إياد :"ياسلام ، كفايه اللي عملتيه فيا انهارده "

كتبت جنه : " آسفه و الله غصب عني "

" كتب إياد : "عارف و فاهم ، بس مكنتش هعرف و لا أفهم من غير ما تفتحيلي قلبك ، و أتمنى بعد كده متخبيش عني حاجه "

كتبت جنه : " و انت مش هتخبي عني حاجه ! "

كتب إياد :" أكيد "

كتبت جنه : " طيب ممكن أسألك سؤال ؟ "

كتب إياد :" اتفضلي "

" كتبت جنه : "و احنا فالعربيه ، لما كنت متعصب و قلت اسم الست اللي خطفتني ، مش عارفه حسيت إنك تعرفها "

كتب إياد :"لاني للأسف فعلا أعرفها ماهيتاب تبقى بنت عمي "

كتبت جنه : "انا لما الظابط قالي اسمها ، مفكرتش لثانيه إنها ممكن تكون قريبتك "

ثم كتبت : "طب هي عملت كده ليا ، تفتكر ؟ "

كتب إياد :" تصدقيني لو قلتلك مش عارف "

كتبت جنه : "طبعا "

كتب إياد :"هي إنسانه الحقد مالي قلبها ، و بكره لما يكمل التحقيق هنعرف أكتر "
كتبت جنه :"تمام "

كتب إياد : " و أنا آسف إني كنت السبب في اللي حصلك "

كتبت جنه : " مش معنى إنها بنت عمك يبقى ، هتتحمل مسئولية تصرفاتها "

كتب إياد : " انتي مش فاهمه ، احنا كنا مخطوبين ، و بعد فتره حسيت إني غلطت جامد أما ارتبطت بيها و فسخت الخطوبه "

كتبت جنه : " و بعدين ..."

كتب إياد : " و بعدين هي متقبلتش ده ، و حاولت تعملي مشاكل كتير و المرادي جت فيكي انتي "

كتبت جنه : " برده مش معنى كده ان انت السبب ، و بعدين ...."

كتب إياد : " بعدين ايه "

كتبت جنه : " مش عارفه ، أصلي مش متخيله أبدا إنك ترتبط بواحده كده "

كتب إياد : " شوفي دي حكايه طويله و هابقي احكيهالك بعدين "

كتبت جنه : " وعد "

كتب إياد : " وعد "

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

قالت ساره : أنا مش عارفه امتى بقى هتفوق من الوهم اللي هي معيشه نفسها فيه ، ده حتى و هي فحالتها دي لسه مُصره تنتقم منه .

قال رمزي : من مين ...

قالت ساره : هيكون مين يعني إياد .

قال رمزي بتردد : أنا كنت عايز أسألك عن حاجه و أتمنى إنك تكوني صريحه معايا.

قالت ساره : حاجه إيه ؟

قال رمزي : إياد ، أنا من بعد ما اتقبض على أختك و عرفت اللي عملته محتار .

قالت ساره : مش فاهمه تقصد ايه ؟

قال رمزي : بصراحه أختك كذا مره تلمحلي إنه كان في بينك و بين ابن عمك مشاعر ، و يعني.. هو

قررت ساره في هذه اللحظه أن تخفي جزء بسيط من الحقيقه ، و ذلك فقط لاراحة بال زوجها ، فهي تعلم جيداً أنه لن يتقبل فكرة أنها في يوم من الأيام أحبت رجل آخر ، و لكن ذاك زمن مضى ، و لم يعد هناك في قلبها سوى بعض الذكريات اللطيفه ، أما حبها و حياتها فهي الآن لزوجها و ابنتها ، فلمِ البوح بأشياء دُفنت منذ زمن و إحياؤها لن يجلب سوى المتاعب لأعز إنسان على قلبها ، زوجها.

قاطعته ساره : أنا عمري ما كان بيني و بينه أي حاجه غير إننا ولاد عم و اخوات ، بس هي عايزه تخلق أي حجه تبرر فيها لنفسها ، مش قادره تتقبل أنه سابها..

قال رمزي : طب و هو ؟؟

قالت ساره : هو ايه بس يا رمزي ، ده احنا مش بنشوف بعض الا صدف ، و بعدين إنت بتسأل ليه السؤال ده ، هي ماهيتاب قدرت تأثر فيك ، تفتكر واحده عملت اللي عملته ده تقدر تثق بكلامها .

أومأ رمزي موافقاً ، فكلام معتز عن إياد ، و الذي قام بمراقبته في الفتره الأخيره يقول أنه مرتبط و بشده بتلك الفتاه جنه .

أمسك رمزي هاتفه و طلب معتز ليكلفه بالمهمه الجديده .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

كانت حالة جنه من الحالات التي سببت الحيره للطبيب مجدي بركات ، فجميع فحوصاتها سليمه و تدل على قلب معافى سليم ، و لكن ما يؤرقه هو التقرير الصادر عن المشفى الذي نقلت إليه ، فكما أوضح التقرير أن قلبها كان بحاله سيئه جدا و على وشك التوقف عن العمل ، و لولا أن تم إنعاشه لكانت الآن في عداد الموتى .

رفع رأسه عن الأوراق بعد أن سمع طرقاً على الباب .

قال د. بركات : اتفضل .

دخل إياد ملقياً التحيه ، و على الفور سأل : طمني يا دكتور ، نتيجه الفحوصات ايه ؟

أجاب د. بركات : شوف أنا هتكلم معاك بصراحه ، هي قلبها سليم و كل الفحوصات كويسه و مفيش حاجه تقلق ، لكن اللي يقلق هو إنها و حسب تقرير المستشفى تعرضت تقريبا لسكته قلبيه و لولا الانعاش قلبها كان هيقف ، و الأهم إني لما تكلمت معاها ذكرت أن الحالة دي مش أول مره تحصلها .

عشان كده أنا قررت إني أتكلم مع الدكتور اللي استقبلها في المستشفي ، و فعلا اللي حصلها كان سكته قلبيه مفاجئه ، و ده النوع الأسوء لأننا مش بنقدر نتنبأ بحدوثه .

سأل إياد مستفسرا : يعني ايه ، مش فاهم!.

أجاب د. بركات : زي ما قلت قلبها سليم ، لكن أنا مقدرش أتنبأ أو أجزم إن الحالة اللي مرت بيها مش هتتكرر تاني .

سأل إياد بقلق : يعني احتمال تتكرر تاني يا دكتور ؟

أجاب د. بركات : للأسف ، التقرير و كلامها إن الحاله حصلتلها قبل كده ، بيدل إن دي سكته مفاجئه ، و طالما تكررت أكتر من مره ، فاحتمال وارد جدا أن تحصلها تاني ، فضروري يا بشمهندس لو بس حست بأي أعراض مشابهه اللي حصلتلها ضروري تنقلها على المستشفى لأن الدقيقه في حالتها هتفرق اوي.

قال إياد بيأس : يعني ايه ، مش حضرتك بتقول قلبها سليم ، طب ليه هيحصلها سكته تاني ؟

قال د. بركات : للأسف أنا مش قادر أحدد ايه العله الموجوده فقلبها اللي بتخليه فجأه غير قادر على أداء وظيفته.

قال إياد : برده مش فاهم ، هي ايه المشكله فقلبها ؟

تنهد د. بركات و قال : أعضاء جسم الانسان فيها خبايا و أسرار كتير ، و أحيانا بتفاجئنا بحاجات مش متوقعه ، زي حالة جنه قلبها سليم ظاهريا ، لكن يمكن في حاجه لسه مش قادرين نوصلها بالكشف العادي ده حاليا.

قال إياد بصوت مخنوق : يعني احتمال لو حصلتلها تاني و هي لوحدها ممكن قلبها يُقف و تموت .

أجاب د. بركات : الأعمار بيد الله يا بشمهندس ، و لكن هاكون صريح معاك فعلا لو مقدرناش نعمل انعاش سريع للقلب ، احتمال حالتها تؤدي للوفاة .

قال إياد بيأس : طب ازاي ...

قاطعه د. بركات وقال : شوف يا بشمهندس احنا كاحتياط ضروري تمنع عنها أي عمل مُجهد و أنا هاكتبلها شوية أدويه مساعده ، لكن الفيصل هنا ضروري تجبها عندي لو حصلتلها الحالة تاني ، لاني مش مطمئن ،الفرق بين المرتين اللي حصلتلها الحاله فيهم قليل جداً ، فوارد جداً تتكرر قريب .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

لقد أجل إياد زيارته للطبيب لمدة أسبوع كامل ، فحدسه كان يخبره بأن الأنباء لن تكون ساره ، أراد خطف بعض اللحظات السعيده معها قبل أن يخيم الحزن على قلبه و على علاقتهم ، فلقد خرج من عند الطبيب محطم الفؤاد ، فجنته مريضه ، بعله لا سبب لها ، و حتى الآن لا يعرف مسماً لها ، ففي أي لحظه قد يتوقف قلبها عن الخفقان دون سابق إنذار .

من الآن فصاعدا سيبقى بقربها ، لن يفارقها لحظه ، شاءت أم أبت ستكون تحت نظره و رعايته طوال الوقت ، لا مزيد من البعد بعد الآن.
أوقف سيارته أمام أحد المحال الشهيره ، ابتاع ما أراده ، ثم انطلق باتجاه المكتبه .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

سارت سماح محرجه جداً إلى خارج المصنع لملاقاة عبدالله ، بعد أن أخبرها الساعي بحضوره و طلبه مقابلتها.

قالت سماح بحده : خير يا أستاذ عبدالله .

قال عبدالله بصوت أجش : ازيك يا مدام سماح ؟

قالت سماح : لو سمحت ده مكان عمل و مقدرش أقف هنا كتير ، لو عندك حاجه عايز تقولها ، اتفضل اتكلم بسرعه .

قال عبدالله مباشره : الموضوع يخص بنتك .

هتفت سماح : و انت ايش عرفك إن عندي بنت !

قال عبدالله بحزم : مش مهم عرفت ازاي ، أرجوكي اسمعي اللي عندي للآخر من غير ما تقاطعيني ، عشان مش عايز أعطل حضرتك عن الشغل !

قالت سماح : اتفضل قول بسرعه .

قال عبدالله : أنا رحت عنوان الست مراة طليقك و سألت عنها ، و مقدرتش أعرف عنوانها ، لكن قابلت جارتك و دلتني على الدايه اللي ولدتك ...

قاطعته سماح : معلش ، بس انت ايش عرفك بحكايتي و ايه اللي يخليك تروحي تسأل على مراة طليقي ؟

قال عبدالله : البشمهندس إياد طلب مني أروح و أسأل عنها .

فهمت سماح السبب ، بالتأكيد جنه هي من طلبت من إياد ذلك ، و تمتمت بس أشوفك يا جنه ، كده تحرجيني مع عبدالله !

أكمل عبدالله : المهم لما حكتلهم عن سبب إنك عايزه عنوانها و بتدوري على بنتك اللي خدتها معاها ، لقيت الدايه استغربت جدا و قالت أنك مخلفتيش بنت ، قالت إنها فاكره كويس إنه كان ولد مش بنت .

هتفت سماح بعدم تصديق : بس مراة طليقي قالت إنها بنت .

قال عبدالله : لازم كدبت عليكي ، لأن الدايه متأكده من كلامها .

همت سماح بقول شيء ما ، لكن عبدالله قاطعها و قال : اسمعي ، في خبر كويس ، البشمهندس إياد من قيمة كام يوم اداني عنوان ولد بيقول إن كان بيجي المكتبه عند الآنسه جنه و حالته صعبه أوي و حابب يساعده ، و طلب مني أعرف تفاصيل عن أهله و حالتهم عامله ازاي ، و فعلا رحت العنوان و سألت و عرفت كل حاجه عن الولد ده و أهله .

سألت سماح باستغراب : و ده دخله ايه بمشكلتي ؟

قال عبدالله : أصل الولد ده عايش مع مراة طليقك ، و سنه نفس سن ابنك ، وا لست دي باقي خلفتها بنات حسب ما سألت و عرفت .

قالت سماح بصوت خفيض : انت عايز تقول إن الولد ده يبقى ...

قال عبدالله مكملا لها : يبقى ابنك يا سماح ، ابنك ، أنا شفته و ده حتى عنده نفس عنيكي الخضره الجميله .

استدرك عبدالله نفسه و قال : ده شبهك اوي يا سماح .

لم تنتبه سماح لمنادتها لها بدون ألقاب كعادته ، بل أخذت تبكي بشده قائله من بين شهقاتها : أرجوك خدني هناك ، أنا عايزه اشوفه ، عايزه اشوف ابني أرجووووك.

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

نظرت جنه إلى الصحيفه المحليه غير مصدقه ، فصورتها تتصدر الصفحه الأولى تحت عنوان " الحوريه التي ساهمت في الإلقاء على شلة السبق " ، كان في المقال الذي كتبه الصحفي معتز قنديل تفاصيل كثيره ، منها كيف أنهار مختطفها هيثم و أعترف على باقي المجموعه بعد أن وعدته الشرطه بتخفيف الحكم عليه ، لتتفاجأ جنه بعد اعتراف صديق تامر مترأس تلك الشله بأن هيثم هو من حاول الاعتداء عليها ليلة راس السنه ، ربما ذلك الخبر طمأنها قليلاً عندما حادثها الضابط معتذراً عن عدم تصديقه لها تلك الليله ، ووعده لها بالحرص على أن يأخذ الجُناه عقابهم ، و لكن لم تشأ أبداً أن تذكر تفاصيل تلك الحادثه في الصحف ، و لكن ما يُخيفها الآن هو أن يصل هذا الخبر إلى مرأى ومسمع خالها ، فصورتها واسمها موجودان في المقال ....

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

حيا إياد الساعي ثم دلف إلى المكتبه و في الداخل رآها منكبه على قراءة الصحيفه ، بقي يتأملها يريد أن يشبع عينيه منها ، أن يطبع صورتها في ذاكرته جميله مشرقه غارقه في عشقها الأول ، القراءه .

رفعت رأسها معلنه إحساسها بوجوده ، و في عينيها تلك النظره ، كما نظرت إليه ليلة راس السنه ، اقترب منها و سأل : في حاجه حصلت و دايقتك .؟

فتلك النظره تعني أنها في ورطه و تستنجد به .

أشارت بيدها إلى الصحيفه ، تناولها إياد ثم قال : هي الصحافه كده للأسف لازم يعملوا جذب عشان القراء ، لكن برده انتي بقيتي بطله محليه .

قالت جنه : مش التفاصيل اللي دايقتني ، بس احتمال خالي يوصله الخبر و يعرف إني هنا .

قال إياد بعنف : طول ما أنا موجود مش هاسمحله يمس شعرايه منك ، اوعي تخافي يا جنه ، و أنا خلاص قررت إنك هتيجي تعيشي معانا في الفيلا .

ضحكت جنه و قالت : قررت مره واحده ، بس للأسف المرادي مش هاكون جنه المطيعه ، لانه بجد مينفعش الكلام اللي بتقوله ده !

قال إياد بحزم : لا هينفع يا جنه .

أخذ نفساً عميقاً ثم قال و هو يمعن النظر إليها : جنه ... احنا هنتجوز .

ضحكت جنه و قالت ساخره : و نقعد فالفيلا و نبوز .

قال إياد منزعجاً : أنا بتكلم جد يا جنه .

ثم أخرج من جيب سترته صندوقاً مخملياً و قال آمرا : هاتي ايدك .

نظرت جنه إليه باستغراب ، ليقول لها : خلاص هاخدها أنا ، فتح الصندوق و أمسك بيدها اليمنى ملبساً إياها محبساً ذهبياً رقيقاً .

ثم قال : دلوقتي دورك .

نظرت جنه ليدها ثم له و قالت : أنت بتهرج !!!

قال إياد بجديه : قلتلك بتكلم جد ، و اللي بعمله جد ، واللحظه دي كلها جد فجد.

قالت جنه بعصبيه : أرجوك يا إياد ، أنا ما صدقت أصدق إنك مش مجرد بتعتبرني حاجه أو طريقه تكسب ثواب فيها ، أو إني صعبانه عليك و حاسس بالمسئوليه ناحيتي ، و مش عشان قلتلك خايفه من خالي يبقى في نظرك تكمل معروفك و تتجوزني عشان تحميني منه !

قاطعها إياد قائلاً : طيب و الدبل دول كانوا معايا قبل مآجي هنا ليه .

أرادت أن تتحدث و لكنه أسكتها بإشاره من يده و قال : آه فالأول كنتي صعبانه عليا و احنا فالقسم مكنش قدامي إلا إني أساعدك ، تخليت للحظه لو نسرين كانت مكانك كنت أحب حد يمد ايده و يساعدها ، و مش هاقول إني دلوقتي مش حاسس بالمسئوليه ناحيتك ، لا ده احساسي زاد فوق ما تتخيلي ، و أيوه عايز أحميكي من خالك و من أي حد يستجري و يقرب ناحيتك.

صمت للحظه ثم تابع : بس اللي زود الأحساس ده هو إني بحبــــــك ، مش لأنك صعبانه عليا ، بحبـــــك يا جنه ، بحــب براءتك و طيبتك ، بحـــب رقتك و خجلك ، بحـــب عنيكي اللي بتفهمني ، و أوقات مش بتفهمني ، بحبـــــك عشان صدقتيني لما قلت إني زي أخوكي ، بحبــــك عشان بتصدقيني في عز ما أنا بكدب ، بحب ثقتك فيا ، ثقتك اللي بتخليكي و انتي مدايقه تبصيلي بنظره بتقولي " مش هخاف و انت جنبي"،و اللي خلاني أحبك أكتر ، اللي خلاني مش عايز تغيبي لحظه عني ، و متمرش ثانيه غير و انتي جنبي ، أنك رجعتيني أصدق من تاني ، أصدق إني ممكن أصنع جنتي عالأرض ، أرجع عايز أكمل بيت الشجره ، عارفه ليه ، عشان علمتيني أننا لازم نحاول تاني و تالت و منكتفيش بأضعف الإيمان .

توقف ليمسح عبراتها التي ما فتأت تنهمر من عينيها و أكمل : عشان في عز ما انتي خايفه جريتي وراه ، جريتي و مهمكيش هيحصلك ايه بعد كده ، جريتي و كل همك أنك تساعديه ، بحبــــــك عشان بتنسى كل حاجه و بتمشي ورا قلبك ، وعايزك دلوقتي أكتر من أي وقت تسمعي لقلبك .

سكت لبرهه ، ثم أضاف : قلبك بيقولك ايه يا جنه ؟؟؟

كانت جنه على وشك الانخراط في نحيب شديد ، لم تصدق ما سمعته ، أو بالأحرى لم تجرؤ على التصديق ، فلقد كان حلماً بعيداً عن متناول يدها ، لم تستطع حتى أن تبوح لنفسها بتلك المشاعر ، بل سعُدت عندما أعطاها الحل لتبرير مشاعرها القويه تجاهه و تغليفها بإطار الإخوه ، و ها هو يقف أمامها ليخبرها بأن مشاعرها تجاهه ليست مستحيله بل من الممكن جدا أن توضع في إطارها الطبيعي ، و لكن هل تجرؤ على الاعتراف بمشاعرها و مواجهة كل ذلك الألم من جديد .

عاد إياد يسأل من جديد : قلبك بيقولك ايه يا جنه !

قالت جنه من بين دموعها : مش بيقول بحبك ، و مش عايز يحبك .

قالت ذلك و لاحظت الإستياء على وجه إياد ، مسحت دموعها و أكملت : إنت مش فاهم .

تنهدت و أضافت : قلبي مش عايز يحبك زي ما حبيت ماما ، و بعدين تيجي حاجه و تبعدك عني ، و لا حتى عايز يحبك زي سماح ، لانه جه وقت وبعدت عني ، و أنا قلبي مش هيستحمل لو ثانيه بعدت عني ، و لا عايز يحبك زي ما حبيت خالي ، كان قلب طفله بيحب كل الناس حتى لو أذوه ، و قلبي لحد دلوقتي مصمم يحب كل الناس ، بس انت غير كل الناس ، عشان كده قلبي بيقولي مش لازم أحبك لأن الحب عنده شيء بيوجع ، و قلبي حاسس أنك عمرك ما هتوجعني ، فازاي هيحبك ، بس انت جوه قلبي ، و قلبي مش عايز يحط مسمى لاحساسه بيك ، و لا قادر يقول إنه بيحبك عشان خايف و لو عايز تسمعها منه يبقى لازم توعدني إنك عمرك ما هتبعد عني ، أوعدني يا إياد ...أوعدني ...

كانت تقول كلماتها تلك و قد دخلت في نوبه بكاء شديده ، بكاء أدمي قلبه ،قال إياد على الفور : أوعدك يا جنه ،أوعدك عمري ما هابعد و لو ثانيه عنك ، بس كفايه عياط ، أنا قلبي مش هيستحمل يشوف دموعك أكتر من كده.

ثم أعطاها بعض المناديل الموجوده على مكتبها و قال : أوعدك على طول هفضل جنبك.

قال إياد ذلك شاعرا بالضيق الشديد ، وفي داخله يقول : "مين يوعد مين يا جنه ، مين اللي يضمنلي إني هفضل جوه قلبك ، و إنه مش هيتعب و هو شايلني جواه و في لحظه يقرر يبطل يدق ، بس أنا مش زيك مش عشان خايف أتوجع هابعد عنك ، قلبي خلاص حبك يا جنه ، حب عمره ما حس بيه ، و كل لحظه بيعيشها جنبك تستاهل كل الوجع اللي فالدنيا ."

قال بعد أن هدأت : و دلوقتي دورك تلبسيني الدبله أنا كمان .

قالت جنه بحرج : يعني لما تلبسها هنبقى كده مخطوبين ؟

قال إياد ساخراً : لا هنبقى ولاد عم !

ضحكت جنه و قالت : أصلك فاجئتني. ثم أضافت : اممممم بعدين مش احنا المفروض اخوات !

قال إياد ملوحاً بأصبعه أمامها : و بعدين معاااااكي.

أرادت جنه التحدث ، فقاطعها و قال : اسمعيني أنا مش عايز أضغط عليكي و كنت حابب أديكي وقت و تفكري بس للاسف مش هاقدر ، مش هاقدر أعيش ثانيه واحده و دبلتي مش فايدك .

ثم أضاف مداعباً : و دلوقتي انتي تلبسيني الدبله و نبقى كده مخطوبين ، و بعدين تقدري تفكري براحتك .

قالت جنه تصطنع الجديه : طب افرض فكرت بعد كده و شفت إننا كإخوات أحسن بكتير من مخطوبين.

تنحنح إياد و قال : بسيطه ، ساعتها عشان نقدر نقيم الموقف نتجوز ، و بعدها تاخدي وقتك و تفكري هل احنا كمخطوبين أفضل و لا متجوزين أحسن.

عقدت جنه ذراعيها وقالت : لا أقنعتني جدا .

قال إياد آمرا :طب يلا ، دورك ، و مده يده أمامها .

قامت جنه بالباسه الخاتم و قالت : يعني بجد كده بقينا مخطوبين.

ابتسم إياد لعفويتها الشديده و قال بصوت حانٍ : معاكي حق متصدقيش ، المفروض كنت أنزل على ركبتي و أعمل زي الأفلام و أطلب ايدك ، و بعدها أما تتكرمي و توافقي نروح نشتري الدبل ..

قاطعته جنه مداعبه : نشتري الدبل ، ده انت قديم اوي ، في الأفلام بيكون معاه خاتم و بيلبسهولها فنفس اللحظه.

قال إياد : طيب يا غلباويه ، ثم أخرج من جيبه صندوقاً آخر ، و جثى على ركبته أمامها و قال : تقبلي يا أميرتي القماص.....احم احم قصدي أميرتي الحساسه ، تقبلي تتجوزيني .

قالت جنه : ام ممممم مش عارفه ، قولها بالانجلش كده زي الأفلام.

تنهد و قال إياد : أمري لله ..... بس في مشكله عويصه هتواجهني ؟

قالت جنه على الفور : مشكلة ايه ...!

قال إياد مداعباً : أصلي معرفش تحديداً يعني ايه قماصه بالانجلش.

زمت جنه شفتيها و قالت : طب مش لاعبه .

و جلست على مكتبها تدعي قراءة الصحيفه .

قال إياد : مش لاعبه ده ايه ، هو انتي فاكره دخول الحمام زي خروجه.

عادت جنه تنظر إليه و قالت بغيظ : حمام ، الله ده ايه الرومانسيه اللي انت فيها دي !

ضحك إياد و قال : طب اعمل ايه ، حرام عليكي ، ركبتي وجعتني .

تنحنت جنه و قالت : تصدق صعبت عليا ، يلا قول البوقين بتوعك و خلصنا .

قال إياد متصنعاً الغضب : بوقين ، طب أنا بعد ما نخلص المشهد ده هيبقى ليا معاكي كلام تاني .

ثم أضاف : هما بوقين ..احم... قصدي كلمتين ، تقبلي تتجوزيني !!!!

أومأت جنه بخجل .

أخرج الخاتم و ألبسه لها .

نظرت جنه إلى الخاتم و قالت : ده شكله غالي اوي ، أنا مش هاقدر أقبله .

قال إياد : هو ايه اللي مش هتقبليه ، انتي هتعمليها حكايه زي الموبايل ، أنا دلوقتي خطيبك يعني عايز ألبسك خاتم غالي رخيص أنا حر و انتي تسمعي الكلام ...و بعدين لو مش عاجبك ممكن ..

قاطعته جنه : بالعكس ده رقيق جداً و كفايه أنه منك.

نظرت له بارتباك ليقول : ما احنا بنقول كلام حلو اهو...

رن هاتفها لتقول : دي سماح ، أنا لازم أقولها دي هتفرحلي اوي.

أومأ إياد مبتسماً .

ردت جنه : سماح ...... مالك في ايه .........طب اهدي الأول و فهميني ... لا مش هينفع كده
اهدي الاول ... فهميني عبدالله قالك ايه ؟؟؟؟؟؟

و بعد عشر دقائق أنهت جنه المكالمه ، غير مصدقه ما سمعته أذنيها .

قال إياد بعد أن رأى حالتها : خير ، مالها سماح ؟

قالت جنه : مش هتصدق ، بجد مش هتصدق !

و روت له تفاصيل مكالمتها مع صديقتها ، و بالفعل كان شيء لا يُصدق.

و لكن الأغرب من قصة سماح ، و الذي لم يستطع تصديقه حتى الآن هو كيف حالفه الحظ ليقابل جنته و أميرته المتوجه على عرش قلبه ، أميرته التي بدأ للتو معها مشوار العمر .

و تنهد إياد ، أهي البدايه لمشوار العمر يا أميرتي ، أم هي بداية النهايه .


فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 27-12-15, 12:11 PM   #20

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل الثامن عشر

" أكرهكِ ~ و لكن "

---------------------------

أمسكت جنه بيد سماح تضغط عليها برفق و تطمئنها قائلةً : متقلقيش إياد قال هيتصرف و إن شاءالله ابنك هيرجع لحضنك يا حبيبتي..

قاطعتها سماح قائله : بس أنا عايزه أروح هناك و آخد حقي منها بإيدي و سناني ، عايزه أموتها زي ما موتتني ميت مرة ، و بعدين عايزه أفهم ليه ، ليه عملت فيا كده ؟؟؟ ، كل ده حقد ، ده أنا كنت طفله ، طفله خايفه من كل حاجه و مش فاهمه أي حاجه ، لا أعرف يعني ايه جواز و لا زوج و فجأه لقيت نفسي حامل و هأبقى أم ، صدقتها يا جنه ، صدقت إنها هتساعدني لكن دي كانت بتخطط عشان تحرق قلبي ، و كل ذنبي أن عندي أهل ميستحقوش تتقال عليهم الكلمه دي .

مسحت جنه على شعر صديقتها و قالت : صدقتيها لدرجة إنك مشكتيش و لو للحظه إنها ممكن تكون بتكدب عليكي ، و مش قادره أفهم ليه كدبت و قالت إنك خلفتي بنت ، يفرق ايه عندها بنت عن ولد ؟

أجابت سماح بأسى : يمكن عشان جوزها أول ما عرف إني حامل ، كان بيقول دي اللي هتجبلي الولد مش زي خلفتك كلها بنات ، يمكن هي فكرت كده هتقهرني لما أعرف إنها بنت و إني مقدرتش أحقق رغبة جوزها ، الغبيه فاكراني كنت بحبه و لا يفرق معايا هو بيفكر فايه .. غبيه و مجرمه .

قالت جنه مؤكده : فعلاً مجرمه ، و المجرم الأكبر جوزها اللي قبل يشتري عيله بكام مليم و يسرق براءتها و طفولتها.

ثم أضافت و هي تمعن النظر لصديقتها : بس أنا مش عارفه ازاي مخدتش بالي من الشبه اللي بينكو ، ده عينيه يا سماح الخالق الناطق عنيكي الخضر دي يا قمر ، ده غير المناخير النونو و الغمازات الجميله .

ثم ضحكت و أضافت : و الشعر الكيرلي ، و أنا اللي كنت فاكره إن الوليه السو مش بتخليه يسرح شعره ، أتاريه وارثه منك.

صمتت جنه لتحثها سماح على الإكمال : قوليلي كمان عنه ...

قالت جنه : بس يا ستي الظاهر هو قلبه كان حاسس إن مامته انتيمتها مدمنة قرايه و طالع بيحب الكتب لخالتو جنه .

سألت سماح بلفهه : يعني شاطر و هايحب المذاكره .

أضافت جنه : لا و أمين و عنده ضمير ، تاني مره جه المكتبه رجع الكتاب اللي خده أول مره ، و دي أكيد ورثها بالفطره منك .

نهضت سماح من مقعدها و قالت : أنا هاجبله كتب كتير كتير ، و أي حاجه نفسه فيها ، و مش هاضربه أبداً ، حتى لو كان شقي جداً ، مش هاضربه يا جنه ، عمري ما هامد إيدي عليه .

نظرت جنه لصديقتها التي كانت على وشك البكاء ، و احتارت ماذا تفعل ، فمنظرها و حديثها عن ابنها جعل جنه هي الأخرى ترغب في البكاء.
قالت جنه مازحه : ده احنا هندلعه دلع ، هنخليه يقول " والله وحشتيني الست السو اللي كنت عندها "، هيزهق لعب و فسح و دلع يا سماح .

ثم أضافت لتستفز صديقتها و تمنعها من البكاء : و مين عارف يمكن كمان نجبله أب ، أممممم اسمه ايه يا جنه ، آه افتكرت اسمه عبدالله .
صاحت سماح : جنه ، الموضوع ده خلاص انتهى .

قالت جنه بخبث : اوبس ..أنا نسيت أقولك حاجه مهمه .

سألت سماح بتردد : حاجة ايه ؟؟

قالت جنه ببراءه : ما هو انتي لما كلمتيني عشان تقوليلي اللي حصل و إن عبد الله مش راضي يديكي العنوان و خايف عليكي ، قمت أنا كلمت إياد يعني عشان هو المدير بتاعه ، قام بعتلي عبدالله ع المكتبه عشان يقولي إن هو هيتصرف و أصر إنه يوصلني هنا .

استغفرت جنه في سرها على هذه الكذبه ، فهي لم تخبر سماح بأمر خطبتها من إياد ، فالوقت غير مناسب بالمره .

قالت سماح : و بعدين ....

ابتسمت جنه ، فمهما أنكرت سماح أن عبدالله لا يعنيها ، مشاعرها دوماً تفضحها .

قالت جنه مكمله : أبدا ببص قدامي لقيت عيني جت في عينه فالمرايه ، وفلحظتها لقيته بيقولي : آنسه جنه ..

و قالها بصوت عالي جداً ، ما علينا .. قلتله : خير ..

قام قالي تاني : آنسه جنه أنا عايزك تأكدي لمدام سماح إني لسه مُصر على طلبي ، و إني ما زلت شايفها الزوجه المناسبه ليا ، و اللي أقدر أئتمنها على اسمي و بيتي ، و ابنها هيكون زي ابني تمام ..

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤


استمع إياد إلى المحامي الذي كلفه بإجراء جميع الاحتياطات القانونيه لإرجاع ابن سماح لها و النيل من تلك المرأه التي أختطفته كل تلك السنوات .

قال المحامي : شوف يا بشمهندس ، الست دي صحيح بتعامل الولد وحش جداً ، و زي ما عرفت من جارتهم حتى الأكل مش بتأكله الا يدوب طقه فاليوم ، ده غير الضرب ، ومش بتخليه يدخل البيت الا بعد المغرب ، و طول يومه بيقضيه في الشوارع ، بس هي عندها غيره 4 بنات ، 4 بنات ملهمش معيل غيرها، جوزها قالت إنه اختفى و بتوصلها أخبار أنه اتقتل ، والشهاده لله أنا لما رحت و قعدت عندهم بناتها مؤدبين و نضاف و كانت بتعاملهم حلو قدامي ، و جارتها كمان بتقول إنها بتعاملهم كويس جدا ، و مش عارف مصير البنات هيكون ايه لو احنا قدمنا فيها بلاغ للبوليس و إنها خطفت الواد خاصة إن جارتهم زمان مستعده تشهد مع مدام سماح ، لأنها شافت بعينها و هي واخده الواد فاللفه و كمان شافت حالة مدام سماح وقتها .

ثم أضاف : و تاني حاجه هي أول ما قعدت معاها و حكتلها عن الولد قالت إنها نفسها تلاقي أمه و يغور من وشها ، بس كانت خايفه لمدام سماح تشتكيها للبوليس ، و هي دلوقتي مستعده تعمل أي حاجه بس متأذوهاش عشان خاطر بناتها ، و القرار دلوقتي يرجع لسيادتك .

و أكمل : هي كمان بتقول إن الولد رغم اللي بتعمله معاه الا إنه عمره ما هيصدق أن مدام سماح والدته الا لو هي بنفسها فهمته الكلام ده ، معرفش ده تهديد منها ، و لكن أنا سألت صديق ليا مختص ، و فعلا أكدلي الكلام ده إنه الطفل رغم قسوة الأهل عليه إلا أنهم عنده محل ثقه و بيصدقهم ، فهو شايف إن دي نقطه مهمه جدا و هتساعد مدام سماح في تعاملها معاه .

شكر إياد محاميه على جهوده ، مخبراً إياه بأن عليه أولاً التحدث مع سماح و معرفة رأيها .

و على الفور اتصل بجنه و أخبرها التفاصيل .

و بعد إنهائه المكالمه ، أذن للطارق بالدخول ، دخلت والدته و قالت : انت كمان نقلت الشغل و المحامين فالبيت ، يا بني ده أنا حاسه إنك بقيت فدنيا تانيه خالص .

نهض إياد من مقعده ليقبل يد والدته قائلاً : آسف يا ست الكل ، بس دي كانت حاجه طارئه ومهمه جدا.

ربتت نوال على يد ابنها و قالت : طب يلا اتفضل معايا تقعد مع أختك وخطيبها اللي عايز يكتب الكتاب و هما لسه ملبسوش الدبل.

ضحك إياد و قال : و هو يقدر ، لازم خطوبه الأول ، و بعدين ندرسه و بعدين نفكر ينفعنا و لا لا.

ضحكت نوال و قالت : ربنا يخليكو لبعض ، و تفضل كده سند و أمان لأختك.

قال كريم فور حضور إياد ووالدته : فينك يا مان ، ده احنا قربنا نتزف و انت مش موجود ، و يا عالم لو فضلت مختفي كده ممكن نجيب نونو وا نت و لا انت هنا .

قال ذلك و غمز لنسرين التي أخفضت رأسها خجلا وقالت : أنا مش عارفه يا إياد هو مستعجل كده ليه ، أنا بقول نعمل خطوبه الأول .

قال إياد : و ده فعلاً اللي هيحصل.

صاح كريم : يا جماعه الخطوبه دي اللي بتجوزوا صالونات و مش بيكونوا عارفين بعض ، لكن أنا و نسرين حافظين بعض ، عارف امتى تبقي مدايقه و هي عارفه امتى ببقى مبسوط..

قاطعه رفعت طه : و المهم كمان انكو تكونوا عارفين إنكو اتخلقتوا لبعض .

قال إياد : عندك حق يا جدي .

قال كريم : يبقى على بركة الله ، اهو احنا زي ما قال جدو اتخلقنا لبعض ، يبقى نكتب الكتاب على طول.

قال إياد : و انتي رأيك ايه يا نسرين ؟

قالت نسرين بخجل : اللي تشوفه انت و جدو.

قال كريم بفروغ صبر : ها عايزين نحدد المعاد ، عشان احجز تذاكر شهر العسل ، نسرين عاوزانا نروح..

هتفت نسرين : كريم !!!!

قال إياد : و أنا معنديش مانع .

قال رفعت طه : مبروك ياولاد.

قال كريم : يبقى الحد الجاي إن شاء الله ، وأنا هاعمل كل الترتيبات اللازمه .

ثم أضاف بخبث موجهاً حديثه لإياد : بس أنا مكنتش أعرف أنك من العيال إياهم اللي بيلبسوا خواتم وسلاسل و الحركات دي.

قالت نوال بعدم فهم : ايه الهزار اللي ملوش معنى ده ، خواتم ايه دي بس !

لكزت نسرين والدتها التي كانت تجلس بجوارها و قالت : بصي على ايد إياد اليمين .

نظرت نوال حيث أشارت ابنتها و قالت : الله هو انت لابس دبله يا إياد .؟

و قال رفعت طه مازحاً : اوعي تكون اتجوزت و احنا منعرفش.

نظر إياد لكريم نظره لو تحدثت لقالت : "و الله هيجي يوم و أقتلك " .

فمع انشغاله بأمر سماح نسي أن يخبر والدته برغبته في الزواج من جنه ، أراد أن يمهد لها الموضوع لانها ستحزن بالتأكيد إن علمت أنه قام بخطبتها دون أن يخبرها أولا ، ولكن ما دفعه لخطبتها دون إخبار أهله أولا هو حتى لا تشعر جنه بالحرج أو النقص فهو يعلم جيداً أنها حاليا بلا أهل فممن يطلبها.

و الآن عليه أن يخبر والدته بأنه بالفعل قام بخطبتها ، دون أن يشرح لها دوافعه.

أخيراً قال إياد : الحكايه حصلت بشكل تلقائي ، و بعدها انشغلت بحاجه مهمه جدا أخرتني إني أبلغكم ، بس كنت ناوي الليله أقولكم .

هتفت نسرين : حكايه ايه !!! هو كلام جدو صحيح و انت اتجوزت من ورانا ؟؟؟؟

قال إياد : طبعاً مش كده ، أنا قررت إني أخطب .

قالت نوال بفرح : أخيراً يا بني هتفرح قلبي .

ثم سألت بلفهه : و مين سعيدة الحظ ؟

قالت نسرين : استني يا ماما ، انت قررت و لا خطبت فعلا ، لان الدبله اللي فايدك بتقول إنك مش بس قررت لا كمان نفذت .

قالت نوال بعتاب : صحيح الكلام ده يا إياد.

عبث إياد بشعره قائلاً : أصل الحكايه جت عفويه و بتلقائيه .

قاطعته نوال : يعني ايه ، خطبت من غير ما حد فينا يعرف ، مبقلناش قيمه عندك !

قال إياد : يا أمي هو انتي شفتيني عملت حفله و صوري نزلت فالجرايد ولا الجيران عرفوا وانتو لا ، كل الحكايه إني حسيت حاجه و نفذتها و كنت ناوي أجي أبلغكم على طول بس انشغلت شويه.

قالت نوال معاتبه : انشغلت إنك تبلغنا حاجه مهمه زي دي .

قال رفعت طه : بالراحه عليه يا بنتي ، هو مشي ورا قلبه ، و العتاب ملهوش لزوم ، احنا دلوقتي نقوله مبروك .

قاطعته نوال و قالت : اهو كلامك يا بابا عن الحب و حكاويك عن ماما والحاجات دي هو اللي خلاه ميفكرش و يخطب من غير مايقولنا.

قال رفعت طه : شوف ازاي ، ايشحال لو مكنتش أمك .

قال إياد بصدق : أنا كنت جاي و ناوي اقلكم بس و الله انشغلت بحاجه مهمه .

قال كريم مازحاً : انت هتقولي ، ده أنا بقالي اسبوع بجري وراك عشان نقعد القعده دي.

قالت نسرين : طب مين سعيدة الحظ ، و لا ده كمان سر؟

قال إياد : جنه .

سألت نوال على الفور : تقصد جنه اللي بتشتغل في المكتبه ؟

قال إياد : أيوه يا ماما ،هي بعينها.

قالت نوال بغضب : بس دي لا ليها أصل ولا نعرف حتى أهلها مين ..

قاطعها إياد و قال : أبوها و أمها متوفيين و كانت عايشه مع خالها قبل ما تيجي هنا.

قال رفعت طه : و الله أنا قلبي كان حاسس إنك بتحبها ، دي بنت تدخل القلب على طول من غير استئذان .

قالت نوال : يا بابا بلاش الكلام ده أرجوك ، الجواز مش بس حب ، ده مسئوليه و عيله وولاد و نسب ، والبنت دي أنا متأكده إنها سابت البيت لان قرايبها مش كويسين معاها يعني كمان نسب ميشرف..

قاطعها إياد و قال : مش انتي يا ماما اللي تقولي الكلام ده ، مش د. نوال اللي بتحس بالبنات دول و بتحاول ترفع ظلم أهاليهم عنهم ، تقوم تحملهم ذنبهم .

ثم قال كريم : وبعدين يا طنط ، جنه دي بجد بحسها out of this earth ،حاجه كده زي الملايكه ، تعرفي يا طنط أنا أول ما شفتها حسيت إني أعرفها من زمان و لما كلمتها حسيت براحه غريبه اوي ناحيتها ، أرجوكي عشان خاطر إياد متحكميش عليها من غير ما تقعدي معاها و تكلميها و تعرفيها كويس.

قالت نوال : ربنا يسهل ، خلينا دلوقتي فموضوعك انت و نسرين .

لم يعِ كريم أن وقع كلماته أثار مشاعر سلبيه لدى كلاً من نسرين و إياد.

قالت نسرين لوالدتها بصوت مرتعش : أنا شايفه إننا ضروري نعمل فترة خطوبه قبل كتب الكتاب.

و قال إياد : و أنا شايف كده برده.

قال كريم : و أنا شايف إنكم اوفر ، ما تقول حاجه يا جدو.

قال رفعت طه : و الله مش عارف يا بني ،بس طالما انت مقتنع حاجه و نسرين بحاجه تانيه يبقى نأجل كلامنا يومين و كل واحد يفكر تاني و بعدين نتكلم.

قال كريم موجهاً حديثه لنسرين : يومين ، 48hours ، و دبلتي هتكون هنا ، وأشار بيده إلى يدها اليسرى.

أومأت نسرين وقالت بتهكم : ديل يا دوك.

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

قالت سماح بصوت مليء باللهفه : هو أنا لسه هافكر ، أنا عايزه ابني ، ابني و بس، وهي ربنا هياخدلي حقي منها يوم الحساب ، عارفه يا جنه لو المحامي قال إنها بتعامل بناتها وحش ، زي ما أهلي و خالك كانوا بيعملوا معانا كنت أكيد هشتكيها و أقدم فيها بلاغ ، لكن طالما بتحب بناتها و بتعاملهم كويس ، مش هاخدهم بذنبها ، و أنا عارفه كويس ازاي الوحده تعيش من غير ما يكون ليها سند أو ضهر و لا حتى حضن حنين يطبطب عليها ، اللي ذاق الظلم لازم يحس بالناس.

قالت جنه بحب : و الله إنتي ملاك يا سماح .

قالت سماح : ده انتي الملاك اللي ربنا بعتهولي من السما ، لولاكي يا جنه مكنتش هاعرف مكانه ، أنا لو فضلت أشكرك من دلوقتي لآخر عمري مش هيكون كفايه.

ضحكت جنه وقالت : ده ايه النكد اللي احنا فيه ده ، يلا قومي نوضب الشقه و نشوف العفريت ده هينام فين.

قالت سماح : آه ، صحيح و كمان لازم اشتريله هدوم و حاجات كتييير.

ثم أضافت بقلق : أنا خايفه ، خايفه ميحبنيش يا جنه .

ابتسمت جنه و قالت : في حد ميحبش الملاك ده ، يلا قومي نصلي و بعدين نشوف هنوضب الشقه دي ازاي.

قالت سماح : طب مش هتكلمي البشمهندس إياد تبلغيه قراري.

قالت جنه : هو قالي الصبح هيجي و نتكلم ، وكده كده مش هينفع نروح عندها الوقت أتأخر جداً.

قالت سماح : بس أنا خايفه لتاخده و تهرب تاني.

قالت جنه مطمئنه : متقلقيش إياد قالي إن عبدالله صمم يراقب بيتهم لأنه كمان خايف لتعمل كده ، بس ملوش داعي المحامي بيقول هي أصلا نفسها تخلص منه بس مكنتش عايزه تورط نفسها.

قالت سماح : معقول عبدالله هيقعد قدام البيت المده دي كلها .

قالت جنه مبتسمه : أنا عارفه .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

اتفق إياد مع محاميه أن تقوم زوجة طليق سماح بالحضور إلى مكتبه و معها ابن سماح ، و بالفعل حضرت و معها الصبي و كل الأوراق الرسميه الخاصه به ، و كما وعدت أخبرته أنه اليوم سيقابل والدته و يذهب للعيش معها ، و لكن إياد آثر أن يصرفها قبل حضور سماح و جنه تجنباً لوقوع أي مشاحنات بينهما .

سأل محمد : هي ماما هتيجي امتى بقى ؟

أجاب إياد مطمئنا : زمانها على وصول يا بطل .

قال محمد براءه : أنا مش مصدق إنه أخيرا هيبقالي أم زي اخواتي البنات .

قال إياد : لا صدق يا بطل ، و مامتك طيبه جدا و بتحبك جدا جدا .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

ظلت جنه ممسكه بيد سماح حتى وصلتا إلى مكتب إياد ، و ما إن دخلتا ، نهض محمد مسرعا و عدا باتجاه جنه محتضنا اياها : ماما !

احتضنته جنه بدورها و عبثت في شعره قليلا ، ثم أبعدته عنها و قالت : انت ناسي ، احنا صحاب، بس بص جنبي .

نظر محمد إلى سماح لتقول جنه : دي تبقى ماما يا حبيبي ، شايف جميله ازاي .

سأل محمد : هي اسمها سماح ، الست قالتلي اسمها سماح .

أومأت جنه و قالت : أيوه يا حبيبي .

سأل محمد : بس هي بتعيط ليه ، هي زعلانه عشان هآجي أعيش معاها ؟

قالت جنه بسرعه : لا يا حبيبي دي مبسوطه جدا ، ثم وجهت حديثها لسماح التي كانت ترتجف بشده و دموعها تنهمر بغزاره ، و قالت بصوت خفيض : كده هيخاف يا سماح ، أرجوكي اهدي شويه .

ثم قالت لمحمد الذي مازال متشبثا بملابسها : روح يا حبيبي احضن ماما و بوسها عشان هي بتحبك اوي اوي .

قالت سماح أخيرا بعد أن تمالكت نفسها : أيوه بحبك اوي ، و كنت بدور عليك من زمان ، ثم فتحت الكيس الذي تحمله و قالت : شوف جبتلك ايه ، الشوكولاته دي عشانك يا حبيبي .

حينها فقط أفلت قبضته عن جنه ، و مد يده ليأخذ الحلوى و قال : دول كتير اوي .

قالت سماح : و لسه هجبلك غيرهم ، كل يوم كل يوم هجبلك شوكولاته.

سأل محمد بلهفه : كل يوم ؟

أجابت سماح : و أي حاجه بتحبها هجبالك .

سأل محمد : أنا عايز شكولاته كل يوم زي ما قلتي .

تنهدت سماح و اقتربت منه لتحتضنه بشده و قالت : هاجبلك كل اللي نفسك فيه ، بس الاول خلينا نروح بيتنا ، مش عايزين نزعج عمو إياد أكتر من كده .

قال إياد : محمد يقدر يقعد هنا زي ما هو عايز ، و لو حابب يمشي فعبدالله مستني تحت و هيوصلكو.

قالت سماح : مفيش داعي .

قال محمد : لا أنا عايز أركب مع عمو عبدالله ، ده جبلي لعبه حلوه اوي.

ثم ركض باتجاه المكتب و أحضر لعبه سياره و قال : شايفه يا ماماا العربيه حلوه ازاي ، و قالي كمان لما أكبر هيعلمني السواقه ، أنا عايز اروح معاه يا ماما .

قالت سماح : حاضر يا حبيبي ، حاضر .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤

أوقف عبدالله السياره ، و سأل محمد : تحب ننزل و نتغدى بيتزا ؟

هتف محمد : ياريت ، أنا عمري ما دقتها .

قالت سماح : أنا هابقى أجبلك بيتزا ، بس دلوقتي لازم نروح بيتنا و بلاش نعطل عمو عبدالله.

قال عبدالله : بالعكس أنا هازعل اوي لو مكلتوش معايا .

فتح عبدالله باب السياره و ترجل منها قائلا : يلا يا محمد ، امسك ايد ماما و تعالوا نتغدى سوا .

على الفور فتح محمد باب السياره و نزل إلى الشارع صائحاً : يلا ياماما ، عاوز بيتزا ، مش وعدتيني هتجبيلي اللي أنا عايزه .

نزلت سماح من السياره و أمسكت بيد ابنها الذي قال : أنا عايز بيتزا كبيره اوووي.

ضحك عبدالله وقال : أكبر بيتزا هتكون عندك دلوقتي حالا .

جلس محمد بجوار كل من والدته و عبدالله ، يلتهم قطعة بيتزا تلو الأخرى غير مكترث لما حوله .

قال عبدالله دون مقدمات : أنا بفضل الله جهزت بيت كبير ، دورين ، الدور الأرضي هيكون فيه أمي و أختي ، و الدور التاني هنسكن فيه أنا و انتي و ابننا .

قالت سماح بحده : نعم !

قال عبدالله مترجياً : أرجوكي يا سماح ، متعمليش نفسك مش فاهمه ، أنا كلمت الآنسه جنه ووصيتها تبلغك طلبي .

قالت سماح بصوت خفيض : مش وقته الكلام ده.

قال عبدالله : لا وقته ، أنا استنيت كتير و صبرت كتير ، بس خلاص مش هاستنى أكتر ، و أنا حاسس إنك بتبادليني نفس مشاعري ، بس بتكابري .

هتفت سماح : عبدالله ، الولد قاعد .

قال عبدالله : تحبي اطلب ايدك منه ، يا سماح بلاش تضيعي وقت عشان ..

قاطعته سماح : يا عبدالله أنا لسه واخده ابني فحضني ، و مش عارفه هتعامل معاه ازاي ، أنا محتاجه وقت أتأقلم أنا و هو قبل ما افكر مجرد تفكير فالجواز .

قال عبدالله : بالعكس ، ده هو ده الوقت المناسب ، بدل ابنك ما هيلاقي أم هيلاقي كمان أب و هيعيش في أسره طبيعيه .

قالت سماح : معلش يا عبدالله سبني أفكر .

قال عبدالله موجها حديثه لمحمد : محمد ... ايه رأيك لو يبقى ليك أب كمان .

قال محمد : آه ياريت عشان ألعب معاه كوره زي باقي الأولاد ما بيعملوا .

قالت سماح : عبدالله ، أرجوك بلاش تدخل الولد فالكلام ده .

أكمل عبدالله : و ايه رأيك لو أكون أنا بابا .

قال محمد بعد أن ابتلع قضمه كبيره من البيتزا : ياريت أنا حبيتك اوي يا عمو .

قال عبدالله : بس في مشكله .

سأل محمد بقلق : ايه ياعمو ؟

قال عبدالله : ماما مش موافقه .

نظر محمد إلى سماح و قال : أرجوكي يا ماما ، أرجوكي وافقي ، أنا بحب عمو اوي ، و عايزه يكون بابا .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

" الحوريه التي ساهمت في الإلقاء على شلة السبق "

أثار هذا العنوان فضول عبير الرفاعي لتضغط على الصحفه التي تحتوي على تفاصيل هذا الخبر .

و بمجرد أن فتحت الصفحه ، شهقت عبير قائله : دي شبه جنه اوي .

أكملت قراءتها للمقال لتفاجأ بأنها فعلا جنه ، و على الفور حملت حاسوبها و اتجهت إلى مكتب والدها .

دخلت هاتفه : بابا أنا عرفت جنه راحت فين !

قال جميل : انتي بتتكلمي جد .

قالت عبير : طبعا يا بابا ، اهو اتفضل اقرا، ووضعت جهاز الحاسوب أمامه على المكتب.

نظر جميل الرفاعي إلى الصوره ثم قرأ المقال و قال : أخيرا لقيتك يا بنت....

قالت عبير: بس غريبه جدا

قال جميل : ايه الغريب ، اكيد راحت عند اخوها ، بس عترت فيه ازاي مش عارف.

قالت عبير : لا مظنش ، أصله امبارح ضافني عالفيس و قعد يسأل عن مامته و كده ، و زي ما وصتني مجبتش سيره إنه ليه أخت ، و هو كان واضح من كلامه إنه لسه ميعرفش إن جنه إخته إو حتى قابلها.

قال جميل : قولي لمامتك تحضر الشنطه بتاعتي ، هاروح و مش راجع الا و هي فايدي .


فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:23 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.