آخر 10 مشاركات
بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          قبل الوداع ارجوك.. لاتذكريني ! * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : البارونة - )           »          السر الغامض (9) للكاتبة: Diana Hamilton *كاملة+روابط* (الكاتـب : بحر الندى - )           »          عشقكَِ عاصمةُ ضباب * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : نورهان عبدالحميد - )           »          سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          رسائل من سراب (6) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          تريـاق قلبي (23) -غربية- للمبدعة: فتــون [مميزة] *كاملة&روابط* (الكاتـب : فُتُوْن - )           »          ارقصي عبثاً على أوتاري-قلوب غربية(47)-[حصرياً]للكاتبة::سعيدة أنير*كاملة+رابط*مميزة* (الكاتـب : سعيدة أنير - )           »          بريق نقائك يأسرني *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : rontii - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: من هو اكثر ثنائي نجح في جذب انتباهكم بقصتهم
قاصي و تيماء 2,118 58.56%
مسك و امجد 738 20.40%
ليث و سوار 761 21.04%
المصوتون: 3617. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree999Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-05-16, 11:18 PM   #4681

amiraa22bk
alkap ~
 
الصورة الرمزية amiraa22bk

? العضوٌ??? » 335550
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 178
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » amiraa22bk is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
ياسيدي ان قلب المرأة وطن والوطن الذي لا تسعي لتحميه فوالله لا تستحق العيش فيه
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


ممكن تنزلى الفصل بدري يا تيمو
اختك ثانويه عامه مش عاارفه اذاكر ����


amiraa22bk غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس
قديم 07-05-16, 11:24 PM   #4682

لؤلؤة الحزن
 
الصورة الرمزية لؤلؤة الحزن

? العضوٌ??? » 316536
?  التسِجيلٌ » Apr 2014
? مشَارَ?اتْي » 281
?  نُقآطِيْ » لؤلؤة الحزن has a reputation beyond reputeلؤلؤة الحزن has a reputation beyond reputeلؤلؤة الحزن has a reputation beyond reputeلؤلؤة الحزن has a reputation beyond reputeلؤلؤة الحزن has a reputation beyond reputeلؤلؤة الحزن has a reputation beyond reputeلؤلؤة الحزن has a reputation beyond reputeلؤلؤة الحزن has a reputation beyond reputeلؤلؤة الحزن has a reputation beyond reputeلؤلؤة الحزن has a reputation beyond reputeلؤلؤة الحزن has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة amiraa22bk مشاهدة المشاركة
ممكن تنزلى الفصل بدري يا تيمو
اختك ثانويه عامه مش عاارفه اذاكر ����
مش أنا لوحدي الحمد لله..
علمي ولا أدبي ؟


لؤلؤة الحزن غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 07-05-16, 11:24 PM   #4683

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

مسا الورد يا سكاكر ..... أنا حنزل الفصل حالا .... أرجو الامتناع عن التعليق للحظات

tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 07-05-16, 11:25 PM   #4684

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

الفصل الثالث عشر :

هل تتكلم الآن ؟!! .......
منذ ما يقرب من الساعة وهو يدور بالسيارة و هي تجلس بجواره في صمتٍ تام ... لا تجرؤ على النطق ....
فلقد اقترفت غلطة لا تغتفر .....
على أنها لم تسامحه بعد .... لكن على الرغم من ذلك فهي لن تغفر لنفسها ايذاء مشاعر مسك بتلك الطريقة ....
لكن من أين لها تعرف و هما الإثنين يعملان على اشعال النار بها و كأنها لعبة بين أيديهما , يتسليان بها !! ....
أخذت تيماء نفسا مرتجفا و هي تنظر اليه بطرفِ عينيها ....
تتأمل وجهه الجانبي ....
ملامحه غاضبة و اكثر .... لم تهدأ ذرة من غضبه , بل بدا اكثر صرامة .....
عيناه ..... عيناه شديدتي الإحمرار و هذا أكثر ما اوجع قلبها عليه !!
هل بكى خلال الأشهر الماضية ؟!! ...
ترى هل كان وحيدا يبكي موت سليم !! .... ذلك الشخص الي كان ينظر اليه على انه درعا يحميه من شرور نفسه كما اخبرها !!
كانت تشك في أن يستطيع قاصي البكاء أبدا .....
لكنها الوحيدة التي تعرف جميع الصراعات بداخله .... و تعرف أن اختبائه ليس بيده ....
يختبيء فقط حين يفقد القدرة على اخفاء مشاعره .... ضعفه ....
فيسقط قناعه الساخر !!
فهل تساقطت دموعه مع سقوط القناع الساخر ؟!! .....
تأوهت تيماء بعنف و هي تتخيل ذلك الرجل الضخم ... و الذي تملأه الجروح الجسدية , من شفتيه و وجهه و حتى صدره .... و جروحا أكبرو افظع بداخله ....
تخيلته كطفل يبكي وحيدا !!!!
لا يمنحها الحق في أن تكون بقربه ..تعانقه ..... تضمه الى صدرها ..... لأنه يخشى أن تفر منه !! ....
كم هي عمياء ؟!!!
و ما حركتها سوى غيرتها متناسية روحه الغير سوية في آلامها .....
و من هنا استمدت القوة أخيرا لتهمس بصوتٍ حنون
( قاصي !! .......... )
رأت أصابعه تنقبض على المقود بقوة حتى ابيضت مفاصل أصابعه بشدة ..... و اشتدت ملامحه أكثر و توترت قبل أن يقول بصوتٍ قاسي صلب
( اخرسي ......... )
ضمت تيماء شفتيها المرتجفتين و هي تطرق برأسها .... فشبكت أصابعها و تلاعبت بهما بصمت , قبل أن ترفع عينيها اليه و تهمس مجددا
( قاصي ......... )
و كان نفس الرد .... لكن الإختلاف هنا هو أنه التفت اليها وهو يقول بصوتٍ غاضب أشد صلابة ...
( اخرسي ......... )
لكن بعد أن خرجت الكلمة من شفتيه بعنف .... التقطت عيناه الدموع الحبيسة في حدقتيها ....
كانت كصفحة بحيرةٍ هادئة .... عمقها اللون الفيروزي لعينيها .....
حينها توترت ملامحه .... و رقت عيناه قليلا , الا أنه ابعد وجهها سريعا ما أن ابتسمت له بارتجاف .....
فابتلعت ريقها بصعوبةٍ قبل أن تقول بخفوت
( لم أستطع تمالك نفسي ....... )
ارتفع حاجبي قاصي و التفت اليها ليصرخ بجنون
( لم تستطيعي تمالك نفسك ؟!!! ...... بهذه البساطة !! .....أنت .... انت ..... أنت .... . )
بدا و كأنه غير قادر على كبت العنف بداخله و لا يجد الوصف المناسب لها ... فصمت للحظة , قبل أن يصرخ بغضب
( عمياء ........ معتوهة ..... )
هنا انفجر غضب تيماء بعد ان ضغط عليها أكثر مما يجب
( توقف عن اهانتي ..... أعلم أنني تهورت و اخطأت , الا ان هذا لا يمنح لك الحق في اهانتي ..... خاصة و انك السبب الأساسي فيما فعلته ...... هل نظرت لمرة واحدة للطريقة التي تعاملني بها ؟!! ..... هل أنت الاعمى أم أنك تتعمد معاملتي بتلك الطريقة كي تنتقم مني لسبب مجهول مريض في نفسك تجاهي ..... )
نظر اليها نظرة صدمتها ... الا أنها كانت نظرة صامتة ... وسرعان ما اعاد وجهه الى الطريق دون أن يرد
و قد اكتسى وجهه بقناع صامت جامد ....
فتابعت تيماء هاتفة
( أحيانا أشعر بأنك ...... أنك ........... )
صمتت و قد اختنقت الكلمات في حلقها فصمتت تنظر من نافذتها مبعدة وجهها عنه .... و مرت عدة لحظات قبل أن تسمع صوته الصلب الغير واضح المعالم يقول بجفاء
( بأنني ماذا ؟؟ .......... )
تنهدت تيماء و هي تضع أصابعها على فمها المرتجف ...
لا تعلم كيف تشرح له ...... كيف تشرح له أنهما تغيرا تماما عما كاناه منذ سنوات ... و في نفس الوقت لم يتغيرا ......
مازال كل عشقها له مستحيلا .... و على الرغم من ذلك فهي تحارب الرياح ... و تحفر في الأمواج .....
كيف تشرح له ؟!! ....... و طالما أنها تحتاج الى الشرح فهذا يعني مدى بعدهما عن بعضهما .....
قالت أخيرا بخفوت يائس .... بعد فترة طويلة
( ها أنا أعود لكوني المراهقة المدللة الغيورة على حبيبها ..... بينما أختها الوحيدة تخضع لكشفِ ورمٍ خبيث ...... أستطيع استنتاج ما تفكر به الآن ..... )
ساد الصمت بينهما لعدة لحظات .... قبل أن يسألها قاصي بخفوت
( و ما هو ما أفكر به الآن ؟!! ........... )
زفرت تيماء بقوة ثم صرخت بعنف
( توقف عن اجابة كل سؤال بسؤال ....... هذه طريقتك دائما كي تتهرب من الرد ...... )
صمتت و هي ترتجف من شدة الغضب .... تشتمه في سرها كي لا تتهور اكثر و تضربه بأي شيء ....
لكنها لاحظت أن السيارة تباطئت الى ان وقفت الى جانب الطريق ....
ظلت تيماء على موقفها ... توليه ظهرها ناظرة من نافذتها الجانبية .....
فقالت بصوتٍ جامد دون أن تنظر اليه على الرغم من ارتجاف قلبها و انتفاضه في آنٍ واحد
( لماذا توقفت بالسيارة ؟! ........... )
قال قاصي بخشونة
( انظري الي حين أكلمك ..........)
قالت تيماء ببرود دون أن تنظر اليه
( و هل تكلمت ؟!!! ..... اعذرني فأذني تعاني من غباءٍ مفاجىء ......)
زفر قاصي بضيق قبل ان يقول بتعجب
( هل يسمحون لكِ حقا بتدريس الطلاب في الجامعة ؟!! .... هذه كارثة تعليمية أتعلمين ذلك ؟!! .... تدريسك للأجيال الحديثة يعد جريمة في حق البشرية ........)
نظرت اليه بامتعاض و هي تقول باختناق
( لا أحتاج الى رأيك الظريف ..... هلا أعدتني الى سيارتي الآن ..لا يزال أمامي طريقا طويلا للعودة , فأنا لا أرى الطريق جيدا في الظلام ....... )
ظل قاصي ينظر الى عينيها طويلا .... حتى ارتبكت و احمرت وجنتيها , لطالما كان قادرا على النفاذ الى أعمق أعماقها بهذا الإقتحام ... دون طلب .... دون استئذان ....
ثم قال بخشونة على الرغم من النظرة العميقة بعينيه
( سافرت ثلاث ساعات كي تضربين مؤخرة سيارتي ..... أيتها المعتوهة !! ..... )
رمشت تيماء بعينيها تبعدهما عن حصار عينيه .... و ازداد تشابك أصابعها الخرقاء , بينما كان قلبها ينبض بسرعةٍ كأرنبٍ يلهث ....
لكنها همست بخفوت
( بل سافرت كي ...... أراك , لكن رؤيتي للبسماتِ بينكما طار بالبقية المتبقية من تعقلي .... )
للحظات ظنت أن عينيه قد ازدادتا توهجا ... حد الاشتعال , الا أن ملامحه ظلت جامدة أمامها بلا تعبير ...
تحرك قاصي ببطء ... و رأت يده ترتفع تجاهها .... فانتفضت مذعورة تتراجع للخلف الى ان التصقت بالباب خلفها ...
الا أنه أمسك ضفيرة صغيرة من الضفائر المتراصة على نهاية وشاح رأسها ... و لفها حول اصبعه دون أن يحرر عينيها من سطوة عينيه ....
فهمست باختناق و هي ترتجف فعليا
( اتركني ........... )
لم يمتثل لأمرها .... و لم يتحرك من مكانه وهو يقول بخفوت
( أنا لا امسك بكِ ........ )
ابتلعت ريقها بصعوبة و همست باختناق أكبر
( أترك حجابي ......... )
ايضا لم يحرر حجابها .... أو عينيها ..... بينما قال بخفوتٍ جاف خشن
( ألازال شعرك سلكيا متجعدا كما كان ؟!! ........ )
عقدت حاجبيها و هتفت بعنف رغم تحشرج نبراتها
( لا دخل لك ...... ثم أنني راضية عنه و عن نفسي تماما ...... )
حتى و هي تنطق تلك الكلمات لم تستطع السيطرة على عينيها من الإنحدار على شعره الملامس لياقة قميصه الاسود .... بدا وسيما على الرغم من الجروح و قساوة الملامح ...
به جاذبية لا تختفي بتشوه و لا تنقضي مع سنوات العمر .... جاذبية تنبع من داخله مرافقة للألم القابع هناك ....
قال قاصي أخيرا بصوتٍ أكثر خفوتا
( لم تكوني يوما راضيا عن أي شيء يخصك ...... بيتك ... عائلتك ... والدك .... حتى اسمك , أتتذكرين هذا تمارا !!.......)
رفعت عينيها الفيروزيتين الى عينيه القاتمتين النافذتين الى أعماقها ... فهمست باختناق
( الا زلت تتذكر هذا ؟!! ......... )
قال قاصي بنفس الصوت الأجش
( و هل أنسى أي شيء يخصك ؟!! ....... كنت تتخلين عن اسمك بكل حماقة .... تلك الأرض الرحبة التي أملكها .... أرضي ..... )
أطرقت بوجهها قليلا بينما عزف قلبها الحانا على أوتار صوته الخافت ...
عجزت عن النطق تماما , بينما تابع قاصي وهو يجذب تلك الربطة الصغيرة حول اصبعه اكثر
( شيء واحد فقط كان يخصك .... و كنتِ راضية عنه تمام الرضى ..... )
صمت عدة لحظات الى ان رفعت عينيها الى عينيه مجددا فقال مباشرة
( أو الأصح .... شخصا واحدا ........ يخصك ....)
ابتلعت تيماء ريقها فتشنج حلقها بقوة .... بينما هي تراه يترك طرف وشاحها ليضم قبضته و يربت بها على قلبه مرتين ....
" أنت تخصينني ........ "
كانت عيناها شاردتين في حركته القديمة .... مسحورتين بها ..... و همست بنعومة
" نعم ......... "
كانت كالمنومة مغناطيسيا و هي تنطقها !! ....
لحظة .... هل نطقتها فعلا ؟!! ... هل عبرت شفتيها و سمعها ؟!! ....
من المؤكد أن هذا هو ما حدث لأن شفتيه ارتفعتا قليلا في ابتسامة تماثل العمق بعينيه .....
سارعت تيماء بابعاد وجهها عنه و تحشرج صوتها و هي تهمس باختناق
( هلا أعدتني الى سيارتي ..... رجاءا ..... يجب أن أسافر الآن .... )
الا أن قاصي لم يكن ليتركها , بل قال بصوتٍ غريب
( سافرتِ اليَ ... و سافرت اليكِ .... و تقابلنا في النهاية , فهل تتخيلين أن أتركك ؟!! .... )
ابتلعت الغصة في حلقها و قالت مرتبكة و هي تحاول جاهدة تجنب النظر الى عينيه الحراقتين المحاصرتين لها ....
) أخبرتك بأننا .... أنني لا أرى الطريق جيدا في الظلام ...... )
سمعت ضحكة خشنة صدرت من عمق حلقه ... جعلتها ترتعش أكثر بينما قال بخفوت
( و تظنين أنني سأسمح لكِ بالسفر بعد هذا الإعتراف ؟!! ..... على الرغم من رغبتي العارمة في ضربك و تأديبك على فعلتك الشنيعة , الا أنني أكره أن أراك محطمة على الطريق قبل زواجنا .... )
تجرأت على رفع وجهها اليه و هي ترى نظرات الصدق في عينيه فقالت متلعثمة
( أنت ..... انت لم تقصد ما قلته عن كوننا س .... س ...... )
رفع قاصي حاجبيه و قال ببراءة يتمم جملتها المتبعثرة
( سنتزوج ؟!! .... الآن و حالا ؟!! ..... بلى قصدت .... )
شحب وجه تيماء و همست بنبرةٍ حاولت جعلها حازمة قدر الإمكان
( لا ........... أنت واهم .... )
الا أن ابتسامته التي بدت كابتسامة فهد مفترس جعلتها ترتجف أكثر و هو يقول ببساطة
( بل أنا متأكد .... كان عليكِ التفكير في الأمر قبل السفر الى هنا و كسر مصباحي سيارتي , فهذه غلطة لا تغتفر .... لو كنتِ رجلا لضربتك , لكن و بما أنكِ امرأة .... امرأتي .... تيمائي .... فيمكنني الإستفادة من وجودك و الزواج منكِ ..... )
زفرت تيماء نفسا مرتجفا و هي تهمس بغضب متداعي
( كن جادا ...... لا يمكننا فعل ذلك بهذه الطريقة !! ...... )
لم يفقد قاصي ابتسامته وهو يقول ببساطة و ثقة
( بلى يمكننا و سترين .......... )
رمشت تيماء بعينيها و هي تنظر حولها في تلك السيارة الضيقة .... و كأنها تحاول البحث عن مهرب , ثم همست بتوتر
( لا يمكننا ..... أنا لست مستعدة , كل شيء حدث بسرعة .... و نحن لم نتعافى بعد ... من كل ما حدث لنا ..... أنت واقع تحت تأثير وفاة صديقك .... و أنا .... أنا في حالة انعدام وزن منذ ان رأيتك بعد كل تلك السنوات !! .... )
لم تعلم أن ابتسامته كانت تزداد عمقا مع كلماتها الخرقاء الاخيرة ... الا أنها بدت و كأنها ضائعة في حالمٍ خرافي بعيد .... ثم قالت بخشونة محاولة متابعة حججها
( أمي ....... لا يمكنني الزواج هكذا دون ....... )
اختفت ابتسامة قاصي و قست عيناه وهو يتابع كلماتها التي خفتت و صمتت غير قادرة على المتابعة ...
( أمك ...... صحيح , ....... لكنها تزوجت و أصبحت لها حياة مستقلة و أنتِ كذلك .... )
هبطت كتفي تيماء فجأة بشعورٍ مفاجىء من الخيبة .... سكنت ملامحها و هي تنظر بعيدا عنه , بينما كان هو يراقبها بدقة ....
ثم قال بخفوت
( لم تخبريني عن ردة فعلك عند معرفتك بزواجها .......... )
فغرت تيماء شفتيها قليلا و هي شاردة ... ثم لم تلبث أن هزت كتفيها بلامبالاة و هي تقول بفتور
( انصرفت بهدوء ..... لا يمكنني لومها , فلقد أضاعت شبابها و من حقها أن تسعد في حياتها ..... )
قال قاصي بخشونة
( و هل سيسعدها هذا الطفل ؟!! ....... )
ابتلعت ذلك الطعم الصدىء بحلقها و هي تقول بخفوت
( هذا خيارها و هي تبدو سعيدة به ........ )
ظل قاصي مكانه ينظر اليها طويلا قبل ان يقول بهدوء
( يمكنك البكاء أمامي ...... لماذا تحجمين دموعك ؟!! أنه أنا ..... قاصي ..... )
هزت تيماء كتفيها مجددا و هي تبدو باردة لتهمس بخفوت
( أنا لن ............. )
لا تعلم ماذا حدث لها فجأة .......
فقد اختنقت الكلمات الكاذبة بحلقها و تحشرج صوتها فضاع تماما و هي تشعر فجأة بلسعة الدموع الحارقة بعينيها .... و شهقة بكاء تصاعدت فجأة الى شفتيها فغطتهما بيدها و هي تغمض عينيها بقوةٍ لتجد نفسها تنخطر في بكاءٍ قوي ...
استمر بها الحال عدة لحظات و هي تبكي بصوتٍ عالٍ الى ان رفعت كفيها مستسلمة و اسقطتهما بيأس ... و هي تهز رأسها هاتفة باختناق
( لا أعلم ماذا يحدث لي ؟!! .... لم أكن أعاني يوما من المشاعر الهيستيرية بهذا الشكل المخزي !!! ...... لا أعلم ماذا جرى لي منذ أن عدت و قابلتك ....... )
قال قاصي بخفوت و عيناه تلتهمانها
( الا تعلمين ؟!! ...... لقد عدتِ الى بيتك .... وطنك .... و هنا يمكنك النحيب و الصراخ كما تشائين , طالما كان ذلك على صدري .....عيناكِ تدركان ذلك و لهذا تسلمان حصونهما و تبكيان أمامي ..... )
رفعت تيماء عينيها الحمراوين اليه .... فاغرة شفتيها المنتفختين من البكاء كالأطفال .....
وجهه القاسي .... و عينيه المعذبتين .....
اختصرتا الزمن و عادا بها سنواتٍ مضت ......
كانت تحاول الكلام ..... تحاول النطق ......
حينها لم يترك لها قاصي المزيد من الفرص , بل قال بصوتٍ آمر
( سنتزوج اليوم ........... )
بهت العالم من حوله ... و اصبح صورة ضبابية غير واضحة العالم و تبقى هو بألوانه الصاخبة المتوهجة ... يكاد أن يغشى عينيها و قلبها .....
ووجدت شفتيها تتحركان و تهمسان
( سنتزوج اليوم .......... )
ابتسمت عيناه لها طويلا ... و توهج الجمر بهما قبل أن يقول بخفوت
( يبدو أنكِ أحسنتِ بالمجيء على أية حال ..... فقد وفرتِ علي الأيام الطويلة من الإقناع .... )
ابتسمت تيماء له واحدة من اجمل ابتساماتها ..... بينما عينيها لا تزالان مبللتين بالدموع .....
فتحشرجت أنفاسه وهو يشعر بها هنا .... قريبة من صدره ... على بعدِ أقل من خطوة فقط ....
و خلال ساعات سيسحق تلك الخطوة البائسة التي ظلت بينهما كآلاف الأميال .....
لا تعلم كم استمرت لغة الحوار بينهما ... بين أعينهما .....
الا أن رنين هاتفها أفسد تلك اللحظة و قد بدا كطنين مزعج .... جعلها تنتفض بذعر , بينما اجفل قاصي ليهمس شاتما وهو يبتعد عنها لينظر امامه , و يداه على المقود ....
و دون انتظار قام بتحريك السيارة و ملامح العزم بادية على وجهه .....
أما تيماء فكانت ترتجف بقوة و هي تضع الهاتف على أذنها لترد بخفوت ... محاولة جعل صوتها ثابتا قدر الإمكان ....
انتفضت فجأة و هي تستقيم مكانها ... هافتة كلصٍ ضبط بجرمٍ مشهود
( جدي .............. )
كان الذعر قد بدا على وجهه فتركه شاحبا مرتجفا بشكل مثير للتعاطف , فنظر اليها قاصي مجفلا ....
كانت باهتة الملامح خائفة و أصابعها متشنجة على الهاتف .... و كأن جدها يراها بالفعل ....
جعله منظرها الغريب يشعر بشيء يقبض على صدره بقوة .... و غضب عارم يتفاعل بداخله ...
لم تبد في تلك اللحظة كأستاذة جامعية .... لم تكن كشابة ناضجة , بل بدت كطفلة تعرضت الى شيء فظيع ... قاتم ...... شديد القتامة ....
لم يحتمل قاصي منظر رعبها فأشار اليها كي ترد دون أن يتكلم ....
انتفضت تيماء لاشارة قاصي فأخذت نفسا مرتجفا و هي ترد بخفوت ....
( نعم .... نعم معك يا جدي .... أنا بخير, طمئنني على صحتك الآن ..... )
كان قاصي يقود السيارة بعصبية ... بينما كل عضلاته متوترة و أذنه تلتقط كل حرف تنطق به تيماء ...
فقالت بخفوت ترد على جدها
( اعرف أنني قصرت معك يا جدي حين سافرت سريعا .... لكن كان .... كان لدي عمل و لا أستطيع ترك أمي أكثر ... و ..... )
واضح أنه قاطعها في الحديث فصمتت و هي مطرقة الوجه .... و نظر اليها قاصي بطرف عينيه فوجدها تهز ركبتها بسرعة و توتر ....
كانت خائفة .... وجوده بجوارها لم يبث فيها الأمان , بل على العكس .... يزيدها رعبا !!
و هذا الشعور بعث في نفسه نارا موقدة من حممٍ و شظايا .....
الا أنه تمكن ببراعة من اخفاء انفعالاته خلف ذلك القناع الجامد الناظر للطريق يسمعها ترد بإجفال
( اليوم ؟!!! ..... لماذا يا جدي هل حدث شيء ؟!! ...... )
نظر اليها قاصي بقوة .. فارتعشت و أبعدت وجهها عنه لتهمس الى جدها بتعثر
( الأمر ليس بهذه البساطة يا جدي , لدي عمل لم آخذ منه طلبا للإجازة ..... ثم ... ثم أن السفر يتطلب حجزا أولا ....... )
باتت تيماء في اسوأ حالاتها و هي تنظر حولها في كل مكان باستثناء قاصي الذي كان يحاصرها بعينيه كحيوان صغير مرتعب و محجوز بأحد الزوايا ....
فقالت بتوتر و
( جدي هل أنت بخير ؟!! ..... لماذا تريدني على وجه السرعة ؟!! ..... )
تعالى صوت جدها فأبعدت الهاتف عن أذنها قليلا و هي تغمض عينيها بينما سمعه قاصي بوضوح وهو يهدر قائلا
( أريدك هنا ما أن تجدي حجزا لتذكرة طائرة أو قطار ...... أفهمتِ أم أبعث اليكِ أحدا من أبناء أعمامك ليحضرك ....... )
نظرت اليى قاصي الذي برقت عيناه و رأته يفتح فمه الا انها وضعت اصبعها على فمها و اتسعت عيناها بذعر ... و لولا هذا الذعر في عينيها لكان قد اختطف الهاتف من أذنها و رد على جدها مثبتا ملكيته لها ... حقه بها ....
لكن ذعر تيماء كان نقطة ضعفه ..... هو الشيء الوحيد الذي منعه .....
قالت تيماء بصوتٍ خافت مرتجف
( جدي ........ الأمر صعب أنا ........ )
صرخ بها جدها مرة اخرى
( الموضوع حياة أو موت يا تيماء ..... تحملي مسؤولياتك و احملي نفسك الى هنا حالا .... )
ثم أغلق الخط !!
نظرت تيماء الى الهاتف بنظرة واسعة فارغة .... ثم نظرت الى قاصي الذي كان ينقل عينيه بينها و بين الطريق و هما تشتعلان , بينما ملامحه تزداد قساوة بدرجة مخيفة ....
فقالت بصوت غريب
( جدي ليس في حالٍ جيد ........ يبدو أن الأمر خطير فعلا !!! ..... )
قال قاصي بصوت جامد مهدد و خطير .... كان يهددا حرفيا ......
( خطير أو غير خطير ..... لن يكون أخطر من محاولة اقناعي ....... )
رفعت تيماء حاجبيها و قالت بخفوت أجوف
( اقناعك !!! .......... )
نظر اليها قاصي نظرة غاضبة موجزة وهو يقول بصوتٍ مخيف
( ماذا ظننتِ ؟!! ....... أن أسمح لكِ ؟!! ........ أتعرفين أن جدك على الأرجح يريد الضغط عليكِ كي تختاري سريعا ليتم انهاء الأمر !! ..... )
هزت تيماء رأسها قليلا غير قادرة على التفكير بشكلٍ سوي .....
ثم لم تلبث أن قالت بقليل من المنطقية على الرغم من صوتها الذي لا زال مرتجفا
( لا ... لا أظن ذلك يا قاصي , لن يفكر جدي في زواجي في هذه الفترة بعد وفاة زوج سوار رحمه الله ... هذا لا يصح و لا يناسب العادات ..... )
نظرت اليه حين لم تجد منه ردا فلاحظت الحزن القاتم الذي ظلل عينيه ... فشعرت بقلبها يهفو اليه و يضمه خارج صدرها , ... حينها قالت بخفوت رقيق
( آسفة قاصي ..... لم أقصد ايلامك ....... )
نظر اليهالا بطرف عينيه نظرة غريبة هزتها من خارجها و حتى أعمق أعماقها ... ثم قال بصوتٍ خافت كئيب
( أحقا لا تقصدين ايلامي ؟!! ........ اذن لا تجادليني بعد الآن ,.... )
فغرت تيماء شفتيها الصغيرتين و هي تنظر اليه بصمت و عشقٍ ظنته مات مع الأيام .... ثم قالت بخفوت و تردد
( أظن ..... أظن أنه يجب علي الذهاب يا قاصي .... جدي صوته غريب و هو متعب منذ وفاة سليم و قد تركته في صحة متعبة ...... لا أستطيع التخلي عنه لكن أنا استطيع الدفاع عن نفسي ضد أي شيء لا أرغبه ...... )
نظر اليها قاصي طويلا ... ثم اعاد عينيه الي الطريق ليقوا بصوتٍ غريب
( سنذهب معا اذن ................ )
اتسعت عينا تيماء بذهول و ارادت الصراخ معترضة ... مرتعبة .... مذعورة مما قد يحدث ...
الا أنها ....
صمتت قبل ان تصرخ .... و ظلت صامتة مكانها ....
تنظر اليه و قد أدرك قلبها فجأة ......
أدرك أنها لم تعد تخاف بعد الآن .... لن تخاف فهي لم تعد في التاسعة عشر ....
لن تخاف الا في غيابه فقط ....
سمعت لحنا خافتا يعزف في اذنيها وهو يقتنص اليها النظرات الغاضبة الحازمة ....
قالت تيماء بخفوت متردد
( قاصي .......... )
الا أنه قاطعها بصوت خفيض خطر
( لا تحاولي ...... لقد أوقعتِ نفسك بقبضة يدي و أنا لن أحررك أبدا ..... )
وجدت الأبتسامة طريقها الى شفتيها رغم عنها ..... هذا التملك الفظ .... تلك النبرة الآمرة بحصرية لا يملكها غيره ... لكم اشتاقت الى كل هذا !! ....
لكنها تمكنت من القول بخفوت
( لا أريدك الذهاب الى هناك يا قاصي ..... هناك ما قد .... ما قد يوجعك و أنا لا أريد ذلك ... )
ظل قاصي على نفس الملامح الجامدة .... بينما تحولت عيناه الى زجاجٍ قاسي حاد قادر على ان يبتر من يقترب منه .....ثم قال أخيرا بصوتٍ ميت
( لم يعد هناك ما يوجعني سوى اخذك مني أنتِ أيضا ....... )
صمت لينظر اليها نظرة جانبية أفزعتها وهو يقول متابعا
( فهل تنوين انزال هذا الوجع بي ؟!! ....... )
قالت تيماء بحرارة كي تخفف تلك القسوة من ملامحه الصلبة
( لست أنا ...... هناك ما لا تعرفه ...... بعد وفاة سليم .... لقد ...... )
صمتت و هي لا تعرف كيف تصوغ الأمر له و هي تعرف جيدا العواقب ..... الا أن قاصي تكلم اخيرا دون ان ينظر اليها بصوتٍ غامض غير مقروء
( تقصدين أن سليمان الرافعي قد أفرج عن .... عمران ... و أنه وقف بجواره و بجوار أعمامك كتفا بكتف !! و كأن شيئا لم يكن ! ..... )
اتسعت عينا تيماء و بهت وجهها تماما تنظر الى ملامحه الحجرية و كأن روحه المعذبة هي كائن سريع الإختفاء خلف تلك القوقعة الصلبة .....
فهمست بخفوت
( هل عرفت ؟؟ ........... )
قال قاصي بصوته الميت
( أنا اعرف كل شيء ..... و أكثر , ...... )
ظلت تيماء تنظر اليه طويلا قبل أن تقول بصوتٍ خافت متألم ....
( أنا لن أسمح لك بالذهاب ...... لا أريدك أن تتقابل معه .... أو معهم ...... )
نظر اليها قاصي و قال ببساطة
( و انا لن أسمح لكِ بمقابلتهم مجددا وحدك ...... كان هذا عهدا أخذته على نفسي منذ أن تركتك ووثقت بهم قديما ..... )
ابتلعت تيماء غصة مؤلمة في حلقها و همست باختناق
( لم يكن عليك ....... لم يكن عليك أن تثق بهم فيما يخص القوانين .... )
أظلمت عينا قاصي و لم يرد .... بل لم يستطع النظر اليها و مواجهة عينيها العاتبتين , الا أنها رأت حلقه يتحرك بصعوبة و كأنه يحارب ذكري قاتمة تأبى ان تتركه ....
حينها قالت تيماء مغيرة الموضوع كي تصرفه عن المٍ هي السبب به ... حتى و ان كانت هي الضحية ...
( لا تذهب معي يا قاصي ....... )
ارادت ان تكون صارمة ... حازمة .....
لكن من اين جاءت تلك النبرة المتنهدة المتوسلة ... ذات الحنين الصافي !!.....
ترى هل لمح الرجاء في نبرتها ؟!! ....
نعم على ما يبدو , لأنه التفت اليها .... يدقق بعينيها بنظرةٍ ابلغ من الكلام ....
ثم قال أخيرا بصوتٍ قطع أنفاسها اللاهثة
( لا تقلقي ........ لن أتركك أبدا ..... )
.................................................. .................................................. ...............
" لا تقلقي .... لن أتركك أبدا ...... "
عبارة قصيرة من مقطعين .... كانت جواب السؤال و الرجاء ....
كانت خاتمة فراق ووجع السنوات ...
عبارة رافقت سفرهما معا الذي استغرق أكثر من عشر ساعات بالقطار .....
عشر ساعات و هي تجلس وهو يجلس في مقابلها ينظر اليها ....
يلتهمها بعينيه المفترستين ....
كل تفاصيلها دون رحمة ....
بينما الإحمرار يغزو وجهها أكثر و أكثر مع كل نظرة .....
تحاول تجنب نظراته و تلتفت الى النافذة بجوارها و قلبها يخفق بعنف .... لكن عينيه كالمغناطيس , تجذبانها بكل قوة لتعود الى حممهما خلال لحظات ...
كانت الساعة أمامه تمر دهرا ... وهو لم يكن أقل منها معاناة فمنظر يديه المنقبضتين على ذراعي مقعده كان ينبئها بالقوة الخرافية التي يمارسها كي يسيطر على مشاعره ...
حتى أنه لم يتكلم أبدا خلال الساعات الطويلة ... كان فقط ينظر اليها ....
ينهل من جمال قدها الصغير ... عائدا الى واحة عينيها لينهل منهما بعد ظمأ .....
زفرت تيماء نفسا مرتجفا و همست و هي تبعد عينيها عنه بارتباك
( لا تنظر الي بتلك الطريقة ..... هناك بشر حولنا و نظراتك يمكن ترجمتها بمنتهى الوضوح .... )
ارتفع احد حاجبيه ببطىء و قال بخفوت بطيء ... لا تعلم ان كان ساخرا أم لا مباليا
( حقا !! ..... و ماذا تقول نظراتي ؟!! ...... )
كانت الإبتسامة تحارب للظهور على شفتيها ... لكنها كتمتها بصعوبة و أبعدت عينيها لتقول بخفوت و تحشرج
( أنت تعرف ............. )
سمعت صوت ضحكة صغيرة خافتة ... فنبض قلبها بعنف قبل أن تسمعه يقول
( هذا أقصى ما أستطيعه حاليا .... لذا لا تحاولي استفزازي و ابقي صامتة للساعات المتبقية ... )
زفرت تيماء مجددا و هي تتلاعب بأصابعها بارتباك .... تنظر في كل مكان متجنبة وجهه ...
كلماته خطيرة و معناها أخطر و هي لا تريده أن يتجرأ أكثر ....
فقالت أول ما خطر على بالها و هي معتقدة أنها تتكلم عفويا
( الطريق طويل جدا ..... لايزال أمامنا ساعات كثيرة ....... )
ساد صمت متوتر مشحون قبل أن يقول قاصي بخفوت أجش
( نعم ..... لا يزال أمامنا ساعات طويلة ..... جدا ..... )
عضت تيماء على شفتيها و هي تسمر عنقها كي لا تلتفت اليه ..... و صدرها يلهث نابضا بكل عنف ...
حتى أنها بدأت تشعر بالدوار من شدة المشاعر التي تحيط بها دون رحمة ... و قاصي لا يرحمها ...
الى أن سمعته يقول أخيرا بخفوت هادىء .... تتنافى صفة الهدوء به عن كل ما يخص قاصي
( هل أنتِ خائفة ؟!! ........ )
استوعبت سؤاله ببطىء ... و طاف بذهنها طويلا .....
هل هي خائفة الآن ؟!! .... في تلك اللحظة أم خائفة من ليلةٍ قد تأتي أو لا تاتي ....
ابتسمت تيماء بعصبية و قالت بخفوت
( قليلا فقط .......... )
حينها رماها قاصي بسؤاله القوي دون تردد و قد بدت في عينيه نظراتٍ جدية مهتمة
( خائفة مني ؟!! ...........)
فغرت شفتيها قليلا و هي تنظر اليه بقلبٍ وجل .... ثم همست بخفوت شديد ... مرتجف
( ل ...... لا ....... )
ضاقت عينا قاصي و قال بجمود
( لا تبدين واثقة !! .......... )
ضحكت مجددا بعصبية فبدت خرقاء و هي تقول
( بلى أنا واثقة ......... توقف عن بث الخوف في قلبي .... )
نفذت عيناه الحادتين الى أعماقها بقوة سهمٍ مصوب بمهارة ... ثم قال أخيرا بصوتٍ واثق بعد فترة طويلة
( سأفعل ما هو أفضل ....... سأعالج خوفك .... )
نظرت اليه تيماء بعينين واسعتين ضبابيتين .... و تشابكت أصابعها بارتباك لكن و قبل أن تسأله عن معنى سؤاله رأته يتراجع في مقعده , مرجعا رأسه للخلف ثم أغمض عينيه قائلا ببساطة
( أقترح عليكِ أن تنامي الآن كما سأفعل أنا ..... فلدينا ليلة طويلة جدا ....)
نظرت اليه تيماء و هي ترى صدره المنتظم في التنفس بعكسها .... لكنها على الرغم من ذلك كانت تشك في أنه نائم أو أنه سيستطيع النوم مطلقا ...
الليلة طويلة جدا ......
نظرت تيماء من نافذتها الى الأراضي الزراعية المترامية و قد بدأت الشمس في المغيب .....
ضاعت نظراتها و هي تتسائل عن مصيرهما المجهول ... هل سيعودان معا ؟؟ .... أم سيفقد أحدهما الآخر مجددا ؟!! ....
انتفض قلبها و هي تفكر في أنها قد تخسره و للأبد هذه المرة ....
فبعض القوانين لا تعرف الفرصة الثانية ....
شهقت تيماء دون صوت و هي تنظر اليه .... حيث هو نائما أو متظاهرا بالنوم بهدوء ...
مشبكا كفيه على صدره ... يمد ساقيه الطويلتين العضليتين فكادتا أن تلامسان ساقيها على الرغم من أنها قد حرصت أن تبعدهما عن مرماه ....
كانت تنهب الوقت و هي ترسم ملامحه في ذاكرتها طويلا ..... فقد تكون المرة الأخيرة ...
شهقت بارتياع
" لا ............. "
كانت قد هتفت بكلمتها المذعورة همسا ... فرفعت يدها الى فمها تكتمها و نظرت الى قاصي لكنه على ما يبدو قد نام فعلا .... فتنهدت بارتياح , لا عجب في ذلك , فقد سافر ثلاث ساعاتِ اليها ثم عادت في مثلها من أجل مسك و الآن هو في القطار منذ عدة ساعات لأجلهما معا ....
فقط طفل صغير هو من سمع شهقتها و نظر اليها متسائلا .... فابتسمت له تيماء بارتباك حزين تطمئنه ,
ثم أعادت عينيها الى قاصي تتأمله مجددا و كأنها لن تشبع منه أبدا ....
دمعت عيناها رغما عنها فعضت على شفتيها و هي تغمضهما كي لا تنفجر في البكاء ... ثم نهضت من مكانها ببطىء و هي تلتقط وشاحها الصوفي ...
و اقتربت منه لتنحني و تغطيه بوشاح كتفيها دون أن تحدث صوتا ..... الا أنها لم تبتعد على الفور , بل ظلت منحنية تنظر اليه بضعف قبل أن ترفع يدها لتلامس بها مقدمة شعره الناعم فوق جبهته .....
ذلك الشعر الذي عشقته دوما .... و تلك الملامح الرجولية الخشنة الجذابة ....
حتى ذلك الجرح الحديث بيد أخيه بدأت تحبه ... بل تعشقه على الرغم من كرهها لليد التي فعلت ذلك بحبيبها !! ......
كانت لمساتها كلمسات الفراشة ... حرصت الا يشعر بها كي لا يستيقظ ..... و ما أن بدأت تستقيم حتى تعود الى مقعدها .... حتى ارتفعت يده و قبضت على كفها فجأة !!
فشهقت تيماء و هي تنظر اليه لتجد أن جمرتي اللهب تنظران اليها بلهيبٍ ازداد توهجه ... و يده تقبض على كفها الرقيقة بينما أصابعه تتحسس أصابعها ....
ابتلعت تيماء ريقها و همست بخوف
( ابتعد يا قاصي ..... الناس ..... حولنا ..... أرجوك ...... )
الا أن قاصي لم يرحمها , بل رفع كفها الى فمه و فتحها ليقبل راحتها بقوةٍ أضعفت مفاصلها و عيناه على عينيها ... و ما أن أوشكت على الإغماء حتى ترك يدها ليقول بصوتٍ غريب
( عودي الى مقعدك ........ و لا تتهوري مجددا يا زمردة ....)
تراجعت تيماء بظهرها و هي ترتجف الى أن ارتطمت ساقيها بالمقعد فسقطت عليه جالسة فابتلعت ريقها و هي لا تزال تنظر اليه ....
أما هو فقد أغمض عينيه مجددا متمسكا بوشاحها , الا أنه رفعه الى أنفه قليلا ليستنشق عطرها به .... و على وجهه علاماتٍ رفض عقلها المتوتر تفسيرها ......
نظرت تيماء مجددا الى النافذة و قد بدأ الظلام يزحف ببطىء و على استحياء ...
متسائلة الى متى سيستمر هذا العذاب المضني من الترقب .... بينما خادمها الآمر الناهي مستلقيا أمامها بتربص .....
بعد عدة ساعات ...
قفزت تيماء من مكانها على صوتِ قاصي وهو يقول بهدوء
( هيا يا تيماء ........ آخر الركاب خرج من القطار , لم يتبقى الا نحن .... )
نظرت تيماء حولها و بالفعل رأت القطار خاليا ..... و كأنها كانت تحاول تأجيل الأمر المحتوم .....
أعادت عينيها اليه و همست
( لا أريد يا قاصي .... دعنا نعود أرجوك ..... )
نظر اليها قاصي طويلا , قبل أن ينهض من مكانه مزيحا وشاحهها عنه .... ممسكا به في قبضته و كأنه رايةِ حرب ينوي غرسها في أرضه التي غزاها لاثبات ملكيته لها ....
فوقف أمامها مشرفا عليها من علو ... و قال بصوتٍ صلب
( لن نعود قبل أن ننهي هذا الأمر للأبد ....... لن نظل في تلك الرحلة أكثر , تلك نهايتها .... فهل أنتِ معي ؟؟ ....)
و ليؤكد على كلامه مد اليها كفه القوية الخشنة ذات الخدوش و العروق .....
نظرت تيماء الى كفه طويلا ثم رفعت عينيها الى عينيه ..... قويتين ... مشتعلتين .... عازمتين
حينها فقط أخذت نفسا عميقا , ثم وضعت يدها في كفه ليجذبها ببساطة حتى وقفت على قدميها .....
فرفعت وجهها المستدير اليه .... و ابتسمت بضعف و هي تهمس
( أنا معك ................. )
جرها قاصي خلفه بقوة .... و الوشاح لا يزال بيده ...........





يتبع


tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 07-05-16, 11:27 PM   #4685

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

و كأن القصر اختلف !! ....
بدا منيفا ... ضخما و مخيفا أكثر ........ ربما لأنهما يقفان امامه و لا يعلمان ماذا سيحدث خلال دقائق ...
و ربما لأنها أصبحت تمتلك ما تخاف عليه .... بعكس المرة السابقة التي كانت فيها فاقدة الروح و لا يهمها شيء .....
الليلة عادت فيها تيماء الى دار الرافعية ... و يقف قاصي بجوارها أمام الجميع .....
نظرت اليه تلتمس بعض القوة ... و كأنما قرأ الطلب في عينيها , فابتسم لها ابتسامة لم تطل الى عينيه و قال بخفوت شرس
( أنا معك للنهاية .......... )
ابتسمت له بضعف و هي ترى خوفه عليها في عينيه .... فهمست
( و أنا كذلك .......... )
حين دخل قاصي للقاعة الضخمة .... تتبعه تيماء ناظرة حولها بحذر , كانت هناك حالة من التوتر في المكان ....
تستطيع استشعار ذلك ... حتى الآن لا تعرف السبب الذي جعل جدها يأمرها بالمجيء على وجه السرعة ...
و كان قلبها منقبضا لما قد يحدث ....
فقالت بخفوت هامس
( قاصي ......... أظن أنه من الأفضل أن تنتظرني هنا و أنا سأذهب للبحث عن جدي .... حتى الآن أنا لا أعرف السبب الذي يريدني لأجله ..... دعني أسمع منه أولا ..... )
التفت اليها قاصي و قد بدت ملامحه مخيفة و عينيه حادتي النظرات وهو يقول بخفوت
( مستحيل ..........هل جننتِ ؟!! ..... )
الا أنها أمسكت بذراعه و هي تلاحظ تحفز جسده بوضوح ملتفتا اليها بكليته فهمست مترجية
( قاصي أرجوك افهمني ..... جدي يردني بشيء هام و صوته كان مخيفا , أنا لا أريد جرحه قبل أن أعرف السبب الذي يريد رؤيتي لأجله .... هذا الرجل أنا مدينة له على الرغم من كل شيء ..... كل ما أطلبه منك هو عدة دقائق فقط لا غيرها ...... و مع أي اشارة خطر سأصرخ منادية اسمك كما كنت أفعل دائما ... )
الآن لامست نقطة ضعفه و هذا ما رأته في عينيه بوضوح .... فعقد حاجبيه بألم , الا أنها ابتسمت له و همست مكررة
( فقط عدة دقائق ...... انتظرني هنا و لا تتكلم مع أحد .... )
ابتسم قاصي رغم عنه وهو ينظر اليها بعينين لم يصلهما المرح ... و قال بصوتٍ أجش
( سمعا و طاعة .... أمي ....... )
اتسعت ابتسامتها حتى ظهرت غمازتيها عميقتين ... و نظر كل منهما الى عيني الآخر ...
الشفاة تبتسم .... أما الأعين فتحوي الخوف على الآخر ......
أبعدت تيماء يدها عن ذراعه ببطىء و كأنها تسلخ نفسها عن جزءٍ حي من جسدها و همست باختناق
( فقط عدة دقائق .......... )
انزلقت يدها على ذراعه حتى وصلت الى معصمه ... و رسغه ... فقبض عليها بكفه قبل أن تهرب بها ....
سمعت صوت قرقعة مفاصل أصابعها الهشة , الا أنها لم تبالي بالألم ... فقد كانت تعرف أي حالٍ يعانيه الآن ...
جذبت كفها من يده اخيرا برفق ... حتى امتثل و تركها على مضض , فسارعت تستدير عنه قبل أن تضعف و تترجاه مجددا أن يهرب بها من هنا ....
و حثت خطاها على الجري دون هدى ... تاركة اياه ينظر في اثرها بعينين تحترقان و صدرٍ يخفق بعنف ...
.................................................. .................................................. ......................
صعدت تيماء السلالم جريا حتى وصلت الى الباب الضخم لجناح جدها ....
فوقفت أمامه تلهث و يدها على صدرها الخافق .... تحاول تهدئة رعبها ....
الرعب يتحول الى ذعر من مصير لا يعلمه الا الله ...
الا أنها تماسكت في النهاية .... و أخذت نفسا عميقا مرتجفا , لكن و قبل أن تطرق الباب , سمعت صوت فريد يقول من خلفها بدهشة
( تيماء !! ........ متى وصلتِ ؟!! .... )
استدارت تيماء من مكانها مندفعة و هي تنظر اليه عند بداية الممر يقترب منها ...
فقالت بقلق
( مرحبا فريد ..... هل كنت تعلم بقدومي ؟!! ..... )
وصل اليها فريد و قال بحيرة
( نعم ..... الجميع ينتظرك , لكن لم نعلم بوصولك ...... )
رمشت تيماء بعينيها و هي تهمس و قد تضاعف قلقها
( لماذا ينتظرني الجميع ؟!! ...... )
عقد فريد حاجبيه و قال بغموض
( الم يخبرك جدك عن سبب قدومك ؟!! ........... )
ابتلعت تيماء ريقها و همست باعياء
( لا ..... لم يخبرني بعد , ما الأمر ؟؟ ..... أرجوك أخبرني .... )
تنهد فريد وهو ينظر أرضا يضع يداه في خصره بتوتر .... ثم لم يلبث أن قالت بهدوء ناظرا اليها
( يريدك أن تعجلي في الإختيار ...... اختيار زوجا لكِ .... )
اتسعت عينا تيماء بذهول .... و هي غير مستوعبة لما نطقه فريد للتو ..... و حين رأت علامات الجدية على وجهه هتفت همسا
( و هل هذا وقته ؟!!! ...... لديكم حالة وفاة هنا و جدي لا يزال يفكر في الأمر و يطلبني على وجه السرعة كي أسرع به ؟!!!!! ..... )
قال فريد بصوت خفيض
( هناك ما جد في الأمر يا تيماء ........ )
عقدت حاجبيها و صمتت تنظر اليه ... يبدو قلقا غير راضيا .... فقالت بتوتر و أعصابها تكاد أن تنهار
( ماذا ؟!!! ....... ما الجديد ؟!! ...... )
مط فريد شفتيه بتوتر , ثم نظر الى عينيها قائلا
( جدك سيخبرك حين تدخلين اليه .....لكنني سأنصحك بمن تختارين ..... اختاري زاهر .... لو تأزم الأمر كثيرا فاختاري زاهر ابن عمك حاليا ..... )
اتسعت عيناها أكثر و أكثر .... و فغرت شفتيها ....
كانت تهز رأسها بغباء و هي غير متفهمة فاقترب منها فريد خطوة و قال بجدية
( اسمعيني الآن جيدا ... اختيارك لزاهر سيمنحك الفرصة كي تتهربي من قانون جدك حاليا .... فزاهر سيرفضك ما أن تختاريه ..... )
عقدت تيماء حاجبيها و هتفت بغضب أنثوي
( يرفضني !!! ..... ذلك الجلف الفظ يرفضني أنا ؟!!! ...... و هل سيجد من هي أفضل مني ؟!! و هل هناك من ستقبل به من الأساس ؟!! ... )
هتف فريد همسا بقوة
( نعم سيرفضك يا غبية ..... زاهر ينوي الزواج بالفعل , الا أنه ينوي الزواج من اثنتين .... و لو تزوج بكِ فلن يستطيع حينها الجمع بينكما ..... )
هزت تيماء رأسها و هتفت همسا بشراسة
( المختل ينوي الزواج باثنتين و لا يريدني احداهما !!! ...... بالله عليكم لماذا اهملتم علاجه حتى الآن ؟!! .... كان من المفترض أن يدخل الى مصحٍ عقلي منذ زمن ..... )
زفر فريد و همس بجدية
( هو يريد الزواج و الحصول على أطفال ..... و يريد في نفس الوقت فتاة أخرى لا يمكنها أن تنجب ... لأنه يريدها منذ سنوات و قد سنحت له الفرصة أخيرا ..... )
كان العالم يدور من حول تيماء و يجعلها تبدو كطفلٍ غبي يقف في منتصف الطريق لحظة اضاءة اشارة المرور الخضراء .....
و قبل أن تسأل .... أجابها فريد ببطىء كي تستوعب
( يريد الزواج من مسك .... و لن يستطيع الجمع بينكما .... )
الكثير من المعلومات !!!!
بل الكثير من الجنون !!! ....
بل الكثير و الكثير من البلايا .. واحدة تلو الأخرى حتى أصبح اسم عائلة الرافعي مرتبطا بالنسبة لها بالبلايا القاتمة الكحلية ....
ما أن فغرت تيماء شفتيها و تكلمت حتى همست بغباء ذاهل
( الوغد عديم التقدير .... عديم التحضر و المتأخر عن البشرية كلها ..... السافل عدو المرأة .... )
همس فريد بقوة
( أفيقي يا تيماء ... ليس هذا وقت مناصرة قضايا المرأة ........ )
هزت تيماء رأسها بقوةٍ و هي ترفع يدها الى جبهتها محاولة استعادة اتزانها .... ثم أشارت بغباء الى باب الجناح و همست
( يجب ...... يجب أن أدخل ..... لا مفر ..... )
استدارت تيماء لتدخل الا أنها عادت و نظرت اليه و سألته بتوتر
( كيف حال سوار ؟؟ ........ )
ضاقت عينا فريد وهو ينظر اليها علمت أن هناك المزيد من الأخبار السيئة .... الا أن فريد قال بجمود
( سوار بخير .... لا تزال تحت تأثير الصدمة الا أنها لا تستسلم أبدا .... )
أومأت تيماء برأسها بعدم فهم .... ثم همست بخفوت شارد
( سأمر بها للإطمئنان عليها ما أن أخرج من جناح جدي ..... هذا إن خرجت أصلا ..... )
نظرت تيماء الى عيني فريد فابتسم لها متعاطفا ... الا أن عينيه كانتا رافضتين لما سيحدث ....
لكن تيماء أبعدت وجهها و شجعت نفسها و طرقت الباب ....
ثم دخلت حين سمعت صوت جدها يدعوها للدخول ...
دخلت تيماء الى ذلك الجناح .... الجناح الذي ودعت به جدها منذ أربعة أشهر و اكثر قليلا ....
كان متعبا ... مقسوم الظهر بعد وفاة سليم .....
بدت سنوات العمر على وجهه يومها و بدا غير قادرا على الإستقامة لوداعها ....
يومها قبلت يده و دموعها على وجنتيها ... تهمس له بأنها ستغادر مضطرة , فهي لم تعد قادرة على تحمل المزيد من الألم ... و امها تحتاج اليها ...
أما اليوم ....
فقد رأته كسليمان الرافعي الذي عرفته دائما ....
كان جالسا في كرسيه الضخم الوثير بجوار النافذة ..... ممسكا بعصاه كالعادة ...
مهيب الملامح ... صلب القسمات , .... عيناه كعيني صقر طاعن في السن الا انه لا زال صقرا جارحا ....
استطاعت بلمحة واحدة رؤية والدها يجلس بالقرب منه ....
فالتقت أعينهما للحظات ....
الوجع القديم .....
ذلك الوجع كلما التقت أعينهما .... ذلك الرجل الذي نبذها طفلة و ذبحها مراهقة ... و قتل أنوثتها و جعل منها شبح امرأة باهتة أسيرة لذكرى مريرة لم يرد بها سوى ايقاع أشد درجات الذل و الهوان ...
أبعدت تيماء عينيها عن عيني سالم الصارمتين .... و نظرت الى جدها تهمس بخفوت
( السلام عليكم يا جدي ....... لقد وصلت .... )
التفت سليمان الرافعي ينظر اليها و قد بدت تعابير وجهه صعبة القراءة ..... ثم مد كفه اليها , يدعوها أن تقترب منه و تقبلها ... قائلا بخشونة
( تعالي يا صغيرة ....... اقتربي ... )
حسنا انها تكره أن يدعوها جدها الى فعل ذلك , لكنها تغاضت عن امتعاضها و اقتربت منه تتجنب النظر الى والدها و جثت على ركبتيها أمامه تقبل كفه ثم رفعت وجهها الشاحب اليه ...
مد سليمان كفه الخشنة يلامس بها وجنتها الناعمة كوجنات الأطفال ثم قال بصرامة
( لماذا لم تخبرينا بساعة وصولك كي أرسل عبد الكريم اليكِ بالسيارة ؟!!! .... كيف وصلتِ وحدك ؟؟ .... )
ارتبكت تيماء بقوة و رمشت بعينيها قبل أن تقول بسرعة كي لا يطيل في هذا الحوار
( لا بأس جدي .... حين وصلت للمحطة وجدت احدى سيارات الأجرة الخاصة بالسفر أوصلتني الى هنا سريعا ..... لم أجد الوقت كي أهاتفك , دعك من هذا الأمر و أخبرني عن صحتك .... )
قال سليمان بهيبة و صلابة
( الصحة ملك لمانحها ..... أتركي صحتي الآن و استمعي الي جيدا ..... )
أخذت تيماء نفسا عميقا .... و رددت عدة آياتٍ في سرها كي تسيطر على الذعر بداخلها مستعدة للكارثة المحدقة بها ....
ثم قالت بخفوت و هي تختلس النظر الى عيني والدها الغاضبتين ....
( جدي .... هناك ما س ......... )
الا أن سليمان قاطعها ليقول بصرامة و غضب
( لقد تأخرتِ جدا فيما طلبته منكِ يا فتاة ..... تأخرتِ جدا ...... و الآن نحن في مزنق بسبب دلالك ..... كان عليكِ اختيار أحد أبناء أعمامك منذ أشهرٍ و الإنتهاء من الأمر سريعا ... الا أنك ماطلتِ و تهربتِ الى أن حدث ما حدث ...... )
عقدت تيماء حاجبيها و قالت بخفوت
( ما الجديد يا جدي ؟!! ..... هذا هو ما أنتظر سماعه منذ وقتٍ طويل ..... )
زفر جدها زفرة قوية قبل ان يقول بقوة
( عقدنا جلسة صلح كبيرة بين عائلتي الرافعي و الهلالي طلبا منهم لإنهاء الثأر ..... جلسة حضرها كبار البلدة و شيوخها ...... انتهى الأمر بعقد زواجين متبادلين .... شاب و فتاة من عائلتنا ... لشاب و فتاة من عائلتهم ....... و قد طلب يدك احد شباب عائلة الهلالي بعد أن رآكِ في حفل الزفاف مع سوار ..... )
تركت تيماء يد جدها ببطىء و هي تنظر اليه بوجهٍ باهت .... ميت .... ميت من شدة ما أطاح بها من هذه العائلة ....
بقت جاثية أمامه أرضا و كأنها ترجو العفو عن شيء لم ترتكبه ....
و ما أن وجدت صوتها أخيرا حتى قالت بصوتٍ لا حياة به ...
( امنحني الفرصة كي أفهم هذا يا جدي ..... في البداية كنت تصر على أن أتزوج من أحد أبناء أعمامي .... أما الآن فأنت مستعد لتزويجي لابن عائلة أخرى ايقافا للثأر ؟!!! ....... )
بدت عينا جدها غريبتين عليها و هما تنظران الى عدم استيعابها الذاهل .... الى أن قال أخيرا بصوتٍ أجش هادر القوة
( الذنب ذنبك ...... لقد تأخرتِ في الإختيار , و قد رآك احدهم هناك و انتهز الفرصة ما أن بدأ عرض الأمر في عائلة الهلالي ..... )
زفر جدها بغضب و كبت و هو ينظر من النافذة الى الليل القاتم الممتد أمامه ... ثم قال أخيرا بصوتٍ متعبا ... غاضبا و عنيفا
( لازلتِ بعيدة كل البعد عن مجتمعنا ... تجهلين أحكامنا و قوانيننا ...... تجهلين معنى الدم ... تجهلين معنى تجاهل الثأر .... تجهلين الحرب الطاحنة بداخل رجلا مثلي , تقتله الرغبة في الأخذ بثأر حفيده بينما الحكمة تأمره أن يتغاضى عن نار الدم الحارق بصدري ... و يعمل على الصلح صاغرا .... )
نظر سليمان الى وجه تيماء الذي كان يهتز باشارة نفي غير مفهومة ... ثم قال متابعا بقسوة
( أبناء أعمامك يريدون الثأر ... وحينها يضيعون واحدا تلو الآخر ما بين سجنٍ و قتل ....... )
فغرت تيماء شفتيها المرتجفتين و هي تنظر الى جدها بعينين مبللتين بدموع قهرٍ حارقة... ثم رفعت يدها الى صدرها اللاهث و همست بعدم تصديق
( و كان القرار أن أكون أنا الحل ؟!!! ...... أنا دون غيري ؟!!! ....... أنا التي لم أرى من هذه العائلة سوى النبذ طوال سنوات عمري !! ...... )
استدارت على ركبتيها و هي لا تزال جاثية أرضا تنظر الى وجه والدها القاسي و صرخت فجأة بعنف ...
( أنت ...... أنت ........ تجلس الآن صامتا ... بارد القلب و الشعور و أنت تقدمني بمنتهى البساطة كضحية لايقاف الثأر .... و تنتظر مني الموافقة بهدوء و طاعة ؟!!! ..... حتى الآن لازلت الرجل الأكثر فظاعة و قسوة في حياتي .... لم ترفع يوما اصبعا للدفاع عني , بل رفعت يدك لتقتلني .... و الآن تجلس صامتا !!! ...... )
نهض سالم من مكانه مهتاجا وهو يصرخ بعنف
( احترمي نفسك يا عديمة الحياء ....... أنت لازلتِ كما أنتِ ..... قذرة .... )
نهضت تيماء على قدميها و هي ترتجف من شدة الغضب لتصرخ بعنف أكبر
( أنا قذرة !!...... أنا قذرة !!!........ نعم أنا قذرة لأنني لم أجد أبا يتولى أمر تربيتي يوما , ..... أنت تخليت عني و فضلت اختي و جعلت منها ابنتك الوحيدة .... )
صرخ بها والدها وهو يرفع سبابته في وجهها هادرا
( أنا لم أتخلى عنكِ يوما ...... كنت تحيين مع امك حياة مترفة , لم ينقصكِ أبدا شيئا ..... كنتِ أعطيك مثل ما اعطي مسك تماما , لكن أنتِ وضيعة النفس منذ صغرك ..... لا ترين الا ما بيد غيرك و تنتقمين حين لا تحصلين عليه ...... انتقمتِ مني وواعدتِ خادما عندي و مرغتِ رأسي بالوحل ...... و تريدين مقارنتك بمسك !!! .... شتان ..... شتاااااااااان ..... )
كانت فاغرة فمها بينما الدموع تجري على وجهها الأحمر من شدة الغضب و هي غير مصدقة لما تسمع
حتى بعد كل هذه السنوات !!! .... لم يشعر ولو بذرة ذنب لتخليه عنها !! ... ذرة ... فقط ذرة لتجعلها تشعر بالآدمية في حياته ....
صرخت تيماء و هي تنشج بنحيبٍ قوي
( لم تمنحني ما تمنيته طوال حياتي ..... وجودك بجواري , لكان أهون لي أن تموت .... أن أدعو لك و أبكي على قبرك .... لا أن تنبذني و كأنني قطة مصابة بالجرب , تركلها بقدمك كلما اقتربت منك ..... أتتذكر كم مرة توسلت لك بها أن أقابلك .... أمكث معك ..... أو حتى أراك من آنٍ لأخر .....
و الآن تخبرني أنكِ أعطيني مثل ما أخذت مسك ؟؟؟ ..... مسك التي لا تزال تجلس على ركبتيك في سنها هذا !! .... )
صرخ بها سالم بقوة و قد انتفخت أوداجه و أحمرت العروق في عنقه من شدة الغضب
( أعطيتك ما استطعت اعطاءه ........ لم أستطع المزيد , لم أملك المزيد .... )
عضت تيماء على شفتيها المرتجفتين و هي تشهق بنحيبٍ عنيف .... ثم همست باعياء
( لم تستطع المزيد ؟!! ...... لم تستطع حتى رؤيتي ..... أخبرني فقط لمرة واحدة بحياتك , هل أحببتني يوما ؟؟ ...... هل فعلت ؟؟؟ ..... )
ساد صمت مروع بينهما .... كان سالم ينظر اليها بعينين غائمتين , فتح فمه ... الا أنه عاد ليغلقه و هو يبتلع غصة بحلقه ....
حينها فقط رفعت تيماء كفيها تغطي بهما وجهها و هي تبكي بعنف هاتفة من بين كفيها
( ياللهي !!! ......... )
أما سليمان فقد كان مخفض الوجه وهو يستند الى عصاه بكفيه و جبهته ... غير قادر على النظر اليهما ....
نبتة فاسدة .... ولديه ... عمران و سالم .... لذا فمن الطبيعي ان تكون براعمهما تحمل مرضا غير قابل للعلاج ....
.................................................. .................................................. .....................
كان قاصي ينظر الى أنحاء القاعة المهيبة ....
يداه في جيبي بنطاله وهو يراقب تلك الزوايا و الأركان بنظراتٍ غامضة .....
تلك الزوايا التي شهدت على الكثير من الظلم .... كان هو البطل بمعظمه ......
لم يقاسمه البطولة سوى شخص واحد ....
تيمائه ..... أرضه المهلكة ......
أقسم أن يعود و عاد .....
أقسم أن ينال الثأر لأمه .... لكن وجود تيماء أخره ..... و درعه كان سليم ....
و ماذا حدث الآن ؟ ......
مات سليم و خرج عمران .... و عادت الأيام لتجري بين تلك الجدران و الزوايا و كأن شيئا لم يكن .....
همس قاصي بصوتٍ خافت مخيف
( فلتجري الأيام حاليا ....... ... لا بأس .... )
خسر الكثير الا أنه ربح تيمائه .... و كان هذا الربح هو القوة التي ستمنحه الطاقة و الإنتظار ....
استدار يرفع وجهه الى حيث اختفت تيماء ... الا أنه رآى سوار تقف أمامه بباب القاعة ....
كانت تبدو كشبح ... فقد فقدت الكثير من وزنها و باتت شاحبة الوجه و هشة الجسد ....
لكن العينين العسليتين لم تفقدا ذرة من قوتهما الجبلية .... صلبتين و قاسيتين ....
اقترب قاصي منها و قال بصوت خافت
( سيدة سوار ......... هل أنت بخير ؟؟ ..... )
رفعت سوار ذقنها و نظرت الي قاصي طويلا قبل أن تقول بخفوت و دون مقدمات
( لماذا أحضرت تيماء الى هنا يا قاصي ؟؟ ...... )
ضيق قاصي عينيه و تحفزت عضلات جسده وهو يستشعر القلق لكنه قال بحذر
( إنها المرة الأخيرة ........ لن أحضرها الى هنا مجددا سيدة سوار ... )
قالت سوار بلهجة جليدية ...
( لن تكون الأخيرة يا قاصي .... الم تفهم بعد ؟ ...... إنها الآن تواجه نفس ما واجهته أمي منذ سنوات طويلة .... يريدون التنازل عن دم زوجي بها ...... )
أخرج قاصي يديه من جيبي بنطاله ببطىء .... وهو ينظر الى سوار بملامح أخذت تتجمد و تتشنج ...
و عينين تتسعان تدريجيا ... ثم نظر الى حيث اختفت تيماء فجأة .....
ووجد قدميه تتحركان ببطىءٍ دون ارادة منه ....
و أخذت خطواته تتسارع فجأة الى ان بدأ يعدو وهو يصعد السلالم كل درجتين معا مناديا بقوة و صرامة عنيفة هادرة ....
( تيماااااء ........تيماااااااااء .. )
وصل الى الرواق المؤدي الى جناح جده .... و هناك وجدها !!!
وقف قاصي مكانه لاهثا وهو ينظر اليها واقفة في الرواق ... مستندة بكتفها الى الحائط و تبكي كطفلة بوجهٍ متورم .... فغر شفتيه وهو يراها تنزلق على الحائط حتى جلست أرضا و اخذت تبكي و تبكي ....
حينها اندفع اليها و ما أن وصل حتى جثا بجوارها و امسك بكتفيها يهزها قليلا وهو يقول بخوف
( ماذا حدث يا تيماء ؟!! ..... ماذا فعلوا بكِ ؟؟؟ .... )
رفعت تيماء وجهها الأحمر اليه و نظرت اليه طويلا و هي تبكي بصمت , قبل أن ترفع يديها و تمسح بهما وجهها و همست باختناق
( يريدون تزويجي برجل ... لا أعرفه و يحملونني دما مستقبليا في عنقي إن لم أوافق و قالو كلاما غريبا لم أفهمه .....و أبي .... أبي لم يتحرك للنطق بكلمة و ما أن نطق حتى قال أنني قذرة و انني ..... )
كانت عينا قاصي تتوحشان مع كل كلمة تنطق بها ... على الرغم من انها كانت تهذي بكلماتٍ متبعثرة ...
و دون أن يرد عليها نهض و جذبها من ذراعيها بقوةٍ حتى أوقفها على قدميها ثم أمسك بكفها و جرها خلفه بقوة ....
اتسعت عينا تيماء و هي تنظر اليه مدركة بأنه يتجه عائدا بها الى جناح جدها .....
حاولت التشبث في الأرض بقدميها و هي تهمس بهلع
( انتظر يا قاصي .... انتظر الأمر لا يحتمل الآن ...... )
الا أنه كان في حالٍ من الهياج جعلته يبدو كالمجنون .... و يوشك على قتل أحدهم ....
وصل الى الباب المفتوح فأمسكت تيماء بإطاره و هي تهمس بتوسل مذعور
( لا تفعل الآن .... أرجوك ..... لا تفعل ..... )
الا أن قاصي جذبها بكل قوة و عنف حتى تركت اطار الباب و تعثرت فكادت أن تسقط أرضا الا أنها تماسكت وهو يجرها خلفه مجددا حتى وقف أمام جدها ووالدها ....
ساد صمت صادم بين أربعتهم ....
سليمان الرافعي ينظر الى قاصي بصدمةٍ عنيفة , لم تلبث أن تحولت الى غضب جارف وهو يرى كف قاصي الممسكة بيد تيماء دون حياء أو أدب ....
بينما كان سالم في حالة من الذهول ... عاجزا عن النطق أو التصديق .....
أما سليمان فكان أول من تمالك ذهوله و هدر بقوة
( اترك يدها يا ولد ..... كيف تتجرأ على التصرف بهذا الشكل الوقح ..... )
حاولت تيماء نزع يدها من كف قاصي بذعر , الا أنه لم يسمح لها بل شدد يده عليها بقوة عنيف وهو ينقل عينيه بين سليمان و سالم بنظراتٍ نارية قاتلة تتوهج بجنون
هجم عليه سالم صارخا بغضب
( ابعد يدك عن شرفي أيها القذر ...... الا تمتنع عن غدرك أبدا .... )
لكن سالم كان أوهن من أن ينتصر على قاصي الذي قبض على مقدمة قميصه دون أن يحرر كف تيماء و جذبه بعنف ليهمس بشراسة من بين أسنانه الشبيهة بأسنانِ قرشٍ جائع
( تيماء ليس قذرة ........ و الشيء الوحيد الذي يحميك من غضبي هو أنك والدها لحسن حظك و سوء حظها .....)
دفعه بقوةٍ فتعثر سالم للخلف حتى كاد أن يقع ... فهمست تيماء بارتياع
( ياللهي ....... ياللهي اجعل هذه الليلة تنتهي ....... )
الا أن صوت قاصي قصف كالرعد
( تريدون منها أن تكون تتزوج لإنهاء الثأر بين العائلتين ؟!! ...... بأي حق تحكمون ؟!! .... أي ضمير لديكم ؟!! ..... )
نهض سليمان من مكانه بعنف فارتج كرسيه من خلفه وهو يهدر بعنف
( اخرس يا ولد و أخرج من من هذا الدار حالا .... اترك كف حفيدتي قبل أن أفرغ اعيرة سلاحي كلها بصدرك .... )
صرخت تيماء بذعر , الا أن كف قاصي شدت على كفها بقوةٍ محطمة ....
و هدر متابعا
( كنت اتوقع هذا من الجميع الا منك يا ...... جدي ....... لكن لا تقلق لن أنطقها مجددا , لأنني لا أريدها .... ما أريده سأمد يدي و أختطفه بنفسي .... )
رفع كف تيماء أمام عيني سليمان و سالم الذاهلتين و تابع صارخا
( مثل كف تيماء التي أمسكها تلك في قبضتي ....... )
صمت قاصي للحظة يلتقط أنفاسه الهادرة ..... ثم لم يلبث أن صرخ بقوةٍ زلزلت ارجاء المكان
( يؤسفني أن افسد خطتكم ...... فلقد سبقتكم , لقد عقدت قراني على تيماء ظهر اليوم و انتهى الأمر ..... )
جلس سليمان على كرسيه ذاهلا .... بينما اتسعت عينا سالم و بهت وجهه تماما كمن فقد القدرة على استيعاب الموقف ....
أما تيماء فقد أخفضت وجهها و هي تتشبث بذراع قاصي و تختفي خلفها مرتجفة بصمت ......
قال سليمان اخيرا بصوتٍ مخيف
( هل هذا صحيح يا فتاة ؟!! ....... هل تزوجتهِ دون وليً ؟؟...... )
ظلت تيماء على صمتها ووجهها مطرق أرضا لعدة لحظات .... قبل أن ترفعه أخيرا لتنظر الى جدها بصمتٍ بائس ثم همست
( و من كان ولييِ يا جدي ؟؟ ...... لم يكن هناك سوى قاصي ...... دائما و أبدا .... )
انعقد حاجبي سليمان بشدة و قال بصوتٍ مهزوم خشن
( اخرجي من هنا ..... لا أريد أن أراكِ مجددا ....... )
هتف سالم بجنون
( كيف تخرج يا حاج سليمان ..... سأقتلها , سأقتلهما معا ......... )
لم تكن تعلم ان كان والدها لديه سلاح في تلك اللحظة ... الا أنها كانت تعرف بأنه صادق و أن السلاح لو كان بيده حاليا لقتلهما دون تفكير ...
لذا و دون تردد تركت ذراع قاصي و وقفت أمامه و هي تقول برعب
( اقتلنا معا اذن ..... لم أعد أهتم , لقد مررت بهذا الموقف من قبل .... على الأقل أنا الآن أدافع عن زوجي ... )
الا أن يد قاصي التي لا تزال ممسكة بكفها دون رحمة ... جذبتها للخلف حتى تعود و تحتمي خلفه ووقف في مواجهتهما ينظر اليهما بصمتٍ قاتل وهو يقول
( انتهت المقامرة بها ..... فلتبحثوا عن غيرها لقوانينكم ..... تيماء قدرت لي منذ البداية و أنا لن أتركها .... )
ساد صمت ثقيل عليهم و تهاوى رأس سليمان وهو يقول أخيرا
( عقد زواجك هذا باطل .......... )
ابتلعت تيماء غصة في حلقها و همست باختناق
( العقد الباطل يا جدي هو ما كنتم سترغماني عليه ..... لقد قطعت عليكم السبيل لاحتجازي و اجباري و أنت تعلم أنك كنت لتفعل ذلك ....... )
ظل سليمان مطرق الرأس غير قادرا على النطق .... بينما قال سالم بصوتٍ بشع النبرة
( اكبر خطأ ارتكبته في حياتي هو انجابك ..... منذ اليوم الأول و أنا أعرف بأنكِ ستكونين وصمة عارٍ لي ..... كنت تتمنين هذا منذ طفولتك .... متمردة و لا تعرفين الأخلاق , ترفضين كل قانون ..... و الآن تتزوجين من ذلك الحقير عديم الأصل ... و الذي لا جذور له ... و تغمرين نفسك في المستنقع معه لا لشيء الا لاذلالي ...... )
نظرت تيماء الى قاصي بهلع بعد أن نطق والدها بتلك الكلمات المسممة .... و كانت تعرف بأنه قد ضربه في مقتل ....
فرأت الألم يعصف بعينيه .... و القسوة تزداد في ملامحه , أما أصابعها فقد سُحِقت بين أصابعه الفاقدة للإحساس بشكلٍ مهدد بكارثة ...
حينها قالت أخيرا و بقوة تدافع عن زوجها بكل قلبها العاشق الأمومي
( هذا ما تتخيله أنت ..... الحقيقة أنك أصبحت خارج دائرة اهتماماتي منذ سنواتٍ عدة .... لقد تزوجت قاصي لأنه الرجل الوحيد الذي رعاني و اهتم بي .... و ليس بي فقط بل بمسك أيضا .... حتى أنت لم تستطع ابقائه بعيدا عنها في مرضها ..... صلته بنا أنت بدأتها لكنها تعمقت و غرست جذورا صارت اقوى من أن تستطيع اقتلاعها .... أنت منحت له الجذور التي لا يمتلكها يا أبي .... )
رفع سالم عينيه الى عيني قاصي و قال بصوتٍ شديد الخفوت
( أفعى ...... أفعى و ربيتها ببيتي فطالت و بثتني من سمها ..... )
أظلمت عينا قاصي بشدةٍ و التوى حلقه , الا أن تيماء كانت هي المشددة على قبضته هذه المرة .... ثم ربتت على ظهر كفه و همست
( أتركني للحظة فقط يا قاصي ..... فقط للحظة ..... )
نظر اليها قاصي بنظرةٍ فارغة و كأنه لا يراها .... حينها جذبت تيماء كفها برفق و اتجهت الى جدها ببطىء ... متعثرة فوق البساط الشرقي الثمين القديم ...
حذرة لأي حركة من والدها ... تعرف بأنها قد تكلفها حياتها و حياة قاصي .....
الا أنها كانت عازمة على أن تدافع للنهاية عن حبها ... لذا وصلت الى جدها و عادت تجثو أمامه ... تنظر اليه بصمت و قد ظهرت عليه الضربة الثانية بعد موت سليم ... فشعرت بوجعٍ بائس يعتصر قلبها ...
لكنها همست بصعوبة و تردد ...
( جدي لقد جئنا اليك بأرجلنا .... نعلم بأننا قد لا نخرج من هنا أحياء ... و مع ذلك جئنا , لسبب واحد فقط .... أنا لا أريد أن يكون عقد زواجي باطلا .... أرجوك أن تكون وليي ... لا تتخلى عني ... )
رفع سليمان وجهه اليها , ينظر الى عينيها بنظراتٍ فقدت للمحبة القديمة ... ثم قال أخيرا بصوتٍ جامد كالحجر
( أنتِ من تخليتِ عن عائلتك كلها لأجله ...... )
شعرت تيماء بأنه قد صفعها , الا أنها هتفت بحرارة
( الأمر أكبر من ذلك يا جدي .... كان هو عائلتي الوحيدة .... لا أستطيع أن أتزوج رجلا آخر بينما عمري كله الا قليلا قضيته و أنا أتمنى الزواج بقاصي ..... لقد اهتم بي في أكثر أيامي وحدة .... ليس من العدل أن تحكم بقتلاعه مني و زرعه في قلب مسك .. لمجرد أنني الارض التي ستأتي لأبي بالوريث .... هذا ليس عدلا ..... كيف لأخت أن ترى الرجل الذي ترغب في الزواج منه متزوجا من أختها ..... و هي تتزوج ابن عمٍ لها .. و تدور دائرة الحرمان و البغض بين أربعتنا ... و تبقى الأرض .... نحن أهم من الأرض يا جدي ...... قلوبنا أهم من الأرض و من عاداتٍ بالية منذ جدود الجدود .... أرجوك افهمني .... )
نظر جدها اليها طويلا ثم قال بهدوء
( هل انتهيتِ ؟؟ ............. )
زفرت تيماء بيأس و بقت جاثية مكانها أرضا ... مطرقة الرأس و كفيها على ركبتيها باستسلام ...
ثم همست بألم
( نعم انتهيت ........... )
نهض جدها واقفا أمامها , فرفعت وجهها تنظر اليه من مكانها أرضا ... تحاول السيطرة على ذعر ضربات قلبها بينما هو ينظر اليها من علو ثم قال بصوتٍ جاف خالي من المشاعر
( سأكون وليك ....... )
انتفضت تيماء مكانها و صرخ سالم غاضبا , الا ان سليمان رفع يده و هدر بقوةٍ فجأة
( كفى ......... )
الا أن تيماء أمسكت بطرف عبائته و همست بشكرٍ حار
( أشكرك ..... أشكرك يا جدي ..... )
لكنه عاد و قاطعها بنفس اللهجة الصارمة
( اصمتي ........... )
زلزلتها الكلمة و جعلتها تبتلع كلماتها المتبقية ... ناظرة اليه باستعطاف الا أنه نفض عبائته من بين أيديها بعنف ثم قال بصوتٍ جامد كالصخر
( لن أقبل أن تتزوج حفيدتي بلا ولي ..... لكن و بما أنكِ ستفعلين و تعارضين ما أردته لكِ من اسم و كرامة و مكانة ... ما أن يتم عقدك بشكل صحيح حتى تغادري هذه البلدة للأبد .... لا تعودي مطلقا .... )
بهتت ملامح تيماء على الرغم من ان هذا هو ما توقعته ... و أنها لن تخسر الكثير , أكثر مما لم تمتلكه من الاساس ....
لكن قسوة جدها كانت كصفعة على قلبها .....
ظلت على حالها تنظر بتلك النظرات الواهية , الى أن نظر اليها عدة لحظات ثم قال بصوتٍ خفيض
( هذا الولد يمتلك روحا مشوهة .... و سيؤلمك يوما ما , كوني مستعدة لذلك و لا تأتي الى هنا طلبا للمساعدة ....... )
ساد صمت طويل بينما انقبضت كفي قاصي الى جانبيه وهو ينظر الى سليمان الرافعي بنظراتٍ سوداء كسواد الليل خارج هذا الجناح ....
نهضت تيماء من مكانها ببطىء لتواجه وجه جدها الصارم ... فقالت بخفوت
( أعلم أنه يمتلك روحا مشوهة بسبب أحد أبناءك .... و أنا بدوري أملك روحا معطوبة بسبب الابن الآخر , لذا كل ما نطلبه هو الهرب بعيدا عما فعله بنا ولديك ...... )
نظر اليها جدها طويلا و ظنت أنها رأت الألم و الرجاء في عينيه الا تفعل ذلك فتخسر للأبد .....
الا أنه أبعد وجهه سريعا و قال بلهجةٍ آمرة
( سنعقد قرانك هنا سريعا ..... فلا أريد رؤيتك أكثر ........ اخرجي من هذه العائلة للأبد .... )
لو كانت سمعت تلك العبارة منذ عدة أشهر لكانت طارت فرحا .. هربا ... سعيا خلف أهدافها بعيدا عن كل ما يربطها بعائلة الرافعي ....
لكن الآن شعرت بألم يفوق قدرتها على التحمل .... كنصلِ خنجرٍ حاد ....
جدها .... سوار .... فريد .... حتى المحب دون سيطرة عرابي ..... أناس تعرفت عليهم , بكت و ضحكت كثيرا ... حتى شعرت بأنها فرد في عائلة حقيقة تتعاضد و تتشاجر و تعود لتتماسك مجددا ....
رفعت تيماء وجهها الشاحب و نظرت الى ظهر جدها الصلب و همست بخفوت
( أشكرك يا حاج سليمان على كل ما قدمته لي .... الآن و على مدى سنوات , لن أنسى معروفك أبدا .... وشيء أخير أريد اخبارك به .... لقد أحببتك جدا كوالد لي على الرغم من الفترة القصيرة التي تعارفنا بها ........ )
اختنق صوتها و أطرقت بوجهها بعيدا عنه و هي غير قادرة على كبح دموعها .... الا أن كفا قوية أطبقت على ذراعها جعلتها تلتفت الى قاصي رافعة وجهها الباكي اليه , فشدها الى صدره , متحديا أن يمنعه أحدهما .... و رحبت هي بتلك الأرض الرحبة التي أراحت وجنتها فوقها و أجشت ببكاء خافت , ...
تسلمه أمرها ... و حياتها .... و عمرها القادم كله .... ليكون عائلتها و تكون وطنه ..... ..
.................................................. .................................................. .....................
سافر قاصي و تيماء بالطائرة عودة الى المدينة .....
كانت تجلس بجواره و هي صامتة تماما ... شاحبة الوجه .... عيناها كبيرتين و اللون الفيروزي بهما عميق و داكن ... متنافر مع شحوب وجهها ....
كانت تنظر من نافذة الطائرة الى ذلك الفضاء الأسود الواسع الذي يسبحان به .... و كأنها رمت بنفسها الى المجهول تماما .....
كانت قد بدأت تهدأ و تسيطر على حالتها العاطفية التي انتابتها في بيت جدها ... شعور بالفقد غريب لم تحسب له حسابا ...
الا أن قاصي كان بجوارها ... و ما أن انتهى الأمر حتى جذبها من يدها و خرجا من البيت دون انتظار ....
كانت تتبعه لحياةٍ مجهولة لا تعرفها ... و كانت أكثر ارهاقا من أن تسأله عن وجهتهما ....
الآن و هما في الطائرة .... كانت تعلم بأنهما متجهان الى مدينته ....
أجلت السؤال طويلا .... و كأنها تخشى افساد المزيد من اليوم ....
ضحكت بخفوت و هي تنظر الى ساعة معصمها .... و تسائلت أي مزيد من اليوم ؟!! ......
إنهما الآن بعد منتصف الليل ..... بساعتين ...
كان يوما طويلا و صادما بأحداثه .......
انتفضت فجأة و هي تسمع صوته الخافت يهمس بالقرب من أذنها
( ما الذي يضحكك ؟!! ........... )
التفتت لترى وجهه قريبا جدا من وجهها ... عيناه تلمعان كالفهد الكاسر ... و ابتسامته مفترسة ...
ارتج قلبها و سارعت لابعاد نفسها و هي تتنحنح قليلا بحزم و صرامة ..... ثم قالت بخفوت متزن
( لا شيء ..... مجرد أفكار ....... )
برقت عينا قاصي و همس لها بخفوت
( أفكار وقحة على ما أظن ؟!! ............. )
اتسعت عينا تيماء بذهول و فغرت شفتيها , قبل أن تلتفت ناظرة من نافذة الطائرة و كأنها ترى شيئا ما بالفعل ....
الا أن قاصي لم يتركها .... بل همس لها بخفوت أكبر
( لم تجيبيني يا زمردة .......... )
ابتلعت تيماء ريقها و همست من بين أسنانها دون أن تنظر اليه
( الا تمتلك بعضا من الإحتشام ..... الناس من حولنا ..... )
ضحك قاصي باستياء و همس وهو يميل عليها أكثر و هي تبتعد عنه باصرار حتى التصقت جبهتها في زجاج النافذة ....
( تبا لوسائل المواصلات ..... لا يحصل بها المرء على أي قدر من الخصوصية .... )
حمدت الله على أن المرء لا يحصل بها على خصوصية و الا لكان تهور ذلك القاصي الذي يبدو ككائن جائع على استعدادٍ لالتهامها دون تباطؤ .....
اتسعت عيناها أكثر و ارتسم حاجبيها على شكل رقم ثمانية و هي تتخيل ما قد يحدث خلال ساعات و انتابتها نوبة من الرعب ....
ضحك قاصي مجددا و قال بخفوت متسليا
( ليس هناك مساحة أكبر لتبتعدي بها يا تيمائي ... الا اذا كنتِ تنوين القفز من الطائرة و الهرب مني .... )
زفرت تيماء بعصبية و عادت ببطىء الى مقعدها و هي متحفزة كقطة حذرة من أي هجوم ....
تنظر اليه بطرف عينيها وهو ينظر اليها نظراتٍ عميقة مذهبة للعقل ....
فقالت بخفوت متوتر
( توقف عن النظر الي بتلك الطريقة ..... )
ضحك قاصي عاليا .... فنظرت اليه متفاجئة و هي ترى تراجع رأسه للخلف ....
و كأنه يحتاج الى تلك الضحكة المنفعلة و التي أخرج بها الكثير من الكبت في صدره المتألم و يرفض أن يحرر ألمه أمامها حتى الآن ....
ما أن هدأت ضحكته التي لفتت اليهما معظم الرؤوس ... حتى نظر اليها و همس بصوتٍ أجش
( أجلس أمامك تأمريني .... أجلس بجوارك تأمريني .... أين أجلس اذن كي أتمكن من النظر اليكِ بحرية ؟!! .... )
أخفضت تيماء وجهها و هي تتلاعب بأصابعها مرتبكة .... بينما تابع قاصي بصوتٍ هامس أكثر
( ما رأيك أن تجلسي على ركبتًي حتى أنظر اليك بأريحية ....... )
زفرت تيماء بغضب و همست دون أن تنظر اليه
( أنت قليل الأدب .......... )
ارتفع حاجبي قاصي و سألها ببراءة
( قليل الأدب لأنني اقترحت أن تجلسي على ركبتي فقط ؟!! ...... ماذا لو ..... )
همست تيماء ملتفتة اليه بشراسة
( اصمت يا قاصي الحكيم فورا ...... أنت تتلاعب بأعصابي , أنا حزينة الآن ..... )
ظل قاصي مكانه ينظر اليها نافذا الى أعماقها ثم قال بهدوء
( حزينة أم خائفة ......... )
رفعت تيماء اليه و همست
( لست خائفة منك إن كان هذا ما تقصده ...... أنا لن أخاف منك يا قاصي , كما لم أكن أبدا من قبل ..... قد تؤلمني لكنني سأتحمل و لن أخاف .... مهما آلمتني سأعرف أنه جزء قليل من ألمك لذا سأشاركك به و لن أتراجع ..... )
ضاعت التسلية من وجهه تماما وهو يستمع الى كلماتها الهادئة الخافتة .... وبدا عاجزا عن الرد ...
ثم لم يلبث أن تراجع في مقعده وهو يغمض عينيه قائلا ببساطة
( أقترح عليكِ أن تنالي بعض الراحة .... فسوف تحتاجين اليها لاحقا ..... )
ارتفع حاجبي تيماء و هي تنظر اليه بخيبة أمل .... أهذا هو أقصى ما استطاع النطق به ؟!! .....
فقالت بفتور
( مجددا ؟!! .......... أنت على ما يبدو تنام أكثر مما تتنفس ...... )
لم يرد عليها قاصي و لم يفتح عينيه حتى .... فنظرت اليه طويلا تشبع عينيه من ملامحه الجذابة ....
هذا الرجل أصبح زوجها !!! .......
انتابتها رغبة مفاجئة في الصراخ فرحا من أعلى قمة جبل في العالم ......
الصراخ بعلو صوتها
" يا بشر .... لقد تزوجت قاصي الحكيم ..... لقد تزوجت قاصي الحكيم ..... "
ابتسمت برقة و هي تستند بذقنها حالمة الى قبضة يدها تتأمل جمال تلك الكلمات التي أعادتها الى سن الثامنة عشر من جديد ....
الى ان أعلنت الطائرة عن وصولها أخيرا ....
تسمرت تيماء مكانها و اتسعت عيناها , بينما فتح قاصي عينيه لينظر الي عينيها طويلا , ثم ابتسم ببطىء و همس بصوتٍ أجش
( لقد تحررنا أخيرا يا زمردة .......و أصبحتِ ملكا لي رسميا و جغرافيا .... و أتوق لأن أباشر بالدرس العملي ... )
ابتسمت تيماء بارتجاف و هي توميء براسها .... و همست بتوتر
( نعم ....... لقد تحررنا ........... )
.................................................. .................................................. .................
لم تكن متأكدة من وجتهما تماما ....
لكن مع كل طريق تعبره سيارة الأجرة ليلا في الشوارع الخالية من المارة تقريبا كان ينتابها الشك , الى أن تحول الشك الى يقين ....
انه يصطحبها الى شقته القديمة .... الا يزال يسكن بها ؟؟!! .....
ظلت تيماء على صمتها الكئيب وهو يدفع لسائق سيارة الأجرة بعد أن خرجت و نظرت الى البناية المظلمة الصامتة في هذه الساعات من الليل ....
ثم نظرت اليه وهو يهمس لها مبتسما ممسكا بكفها ...
( ليس من المعقول أن تكوني قد نسيتِ العنوان !!! ....... لقد تمكنتِ من الوصول الى هنا وحدك و أنتِ في الرابعة عشر من عمرك ....... )
بقت ملامح تيماء صامتة كئيبة و هي تصعد معه الى أن وقفت أمام باب الشقة ....
نفس الباب ..... و الذي فتحه قاصي فوقفت خلفه ثم همست فجأة في جوابٍ متأخر
( كيف أنساها ؟!! ..... كانت لي بها ذكرى أخيرة مريرة ...... )
توقف قاصي مكانه مستديرا اليها , يراقبها في الظلام , و بقى هكذا لعدة لحظات قبل أن يمد يده و يضيء الشقة ... فغزا الضوء الشاحب ملامحها الباهتة الحزينة ....
ثم قال أخيرا بجدية و دون أثرٍ للهزل
( و أنا أنوي تبديل كل ذكرى مريرة بأخرى سعيدة ....... )
رفعت تيماء عينيها الكسيرتين اليه و همست
( لماذا أحضرتني الى هنا يا قاصي ؟؟ ........ )
رد عليها قاصي بنبرةٍ قاسية قليلا
( أخبرتك عن السبب ......... )
الا أن تيماء همست بتوتر
( لا أريد هذا المكان ...... )
ثم استدارت تنوي الهرب , الا ان قاصي كان أسرع منها فقبض على ذراعها يمنعها من الهرب و لفها اليه بقوة ينظر اليها ببريقٍ خشن مخيف ...
الا أنه ما أن شعر بارتعاش جسدها حتى خفف من قبضته عليها قليلا و رقت عيناه ثم قال بجفاء خافت
( ألم تخبريني أنكِ ستتحملين ايلامي لكِ لأنه جزء من ألمي ؟!! .... و ستشاركيني به ؟!! .... )
رمى اليها التحدي بقسوة ... فابتلعت غصة حادة و همست برقة
( لكن هذه قسوة منك ........... )
اظلمت عيناه و جذبها اليه برفق حتى أخفضت رأسها و لامس وجهها صدره , فلامست شفتيه جبينها البارد
و همس على صفحتهٍ بلهيب أجش
( لا أملك غير هذا ....... هذا هو أنا , فلا تتراجعي الآن تيمائي ..... لن أسمح لكِ ... )
رفعت يدها تلامس قلبه الذي كان يضخ الدم بقوةٍ هادرة ارتجفت لها أصابعها ....
تستطيع استشعار ألمه .... ترى هل تملك القوة و الشجاعة فعلا لمجابهة هذا الألم ؟!! .....
رفعت وجهها اليه و همست بخفوت و بابتسامة رقيقة كنسيمٍ عليل في ليل صحراءٍ مقفرة
( دعنا ندخل ......... )
ابتعد قاصي عنها خطوة .... و أمسك بيدها وهو ينظر الى عينيها قبل أن يستدير و يجرها خلفه , مغلقا الباب ......
لقد غير الكثير من أثاث الشقة .....
لا يمكنها ان تنسى كل قطعة بها ..... تحفظ مكان كل قشة ....
لكنه غير الكثير ... و كأنه قد تخلص من معالمها القديمة ...........
همس قاصي اليها بصوتٍ خافت متوتر وهو يجذبها قليلا
( تعالي ............. )
تبعته بصمت بائس الى غرفة النوم .... حيث كان يقودها ......
كان الذعر يتلاعب بها أسوأ ألعابه و أشدها شراسة ... الا أنها سيطرت عليه بمهارة .......
لكن لا مفر الآن ... ستسير معه للنهاية ....
حين أضاء الغرفة لاحظت أنها قد تغيرت كذلك ....... غير من أثاثها و كأنه كان ينتظر قدومها
لقد ذهب السرير الفردي المعدني ... و حل محله سرير آخر عصري مزدوج أنيق ....
و غرفة جميلة ببساطتها .....
وقفت تيماء تجيل عينيها المرتبكتين في أنحاء المكان ... الى أن سقطت عيناها على نقطة محددة في الأرض لا تزال تتذكرها جيدا ... و ابتلعت ريقها بتشنج و هي تشرد الى عالم بعيد ....
تتبع قاصي نظراتها طويلا ثم همس بصوتٍ أجش
( لقد نظفت بقعة الدم بنفسي ....... دمك ....... )
تنهدت تيماء و هزت رأسها قليلا لتبعد تلك الصورة عن ذهنها ثم التفتت اليه و هي تفتعل ابتسامة مرتبكة
( ماذا نفعل الآن ؟!! ....... )
ارتفع حاجبي قاصي و برقت عيناه وهجم عليها الا أنها صرخت بقوة و هي تفر منه كغزالٍ رشيق الى نهاية الغرفة .... ووقفت مكانها تضحك بهيستيرية عصبية , حتى دمعت عيناها و هتفت
( لم أقصد الوقاحة النابعة من أعماق عقلك الملوث ..... قصدت أنني لا أمتلك ملابس و لم أحضر معي أي شيء ........ )
كان قاصي واقفا مكانه ينظر اليها بصمت ....
عيناه تتوهجان كمرجلين يغليان .... يتأكد من أنها هنا في شقته أخيرا بعد كل تلك السنوات ....
تجري و تقفز و تضحك ......
لا تزال قصيرة كقزم .... و غمازتيها تبدوان كغرزتي تطريزٍ رائع لوردتين على وجنتيها ....
و الشامة الوردية يتعمق لونها مع ضحكها ......
عيناها بلون الفيروز النقي .... و شفتيها ككرزٍ ناضج يتوسله كي يقتطفه بأسنانه ......
اقترب منها قاصي ببطىء ... فتراجعت بسرعة حتى ارتطم ظهرها بالنافذة من خلفها , فتوقف قاصي مكانه و همس بصوتٍ مختنق متحشرج
( لا تقفزي من النافذة ....... على الأقل الليلة كي لا تفسديها .... )
احمر وجهها بشدة و اختنقت أنفاسها المذعورة المضطربة .....
الا ان قاصي مد اليها يده و قال بخفوت كي لا يرعبها
( تعالي ......... لا تخافي مني ...... )
ظلت تيماء مكانها ناظرة الى يده طويلا قبل أن تقترب ببطىء و حذر .... الى أن وصلت اليه و وضعت يدها في كفه برفق فأطبق كفه عليها يستشعر نعومتها بتهمل ....
ثم تنهد وهو يسحبها معه الى حيث الدولاب .... و ما أن فتحه , حتى ترك يدها و انحنى ليخرج من شيئا ....
بدا شيئا ثقيلا كبيرا ....
اتسعت عينا تيماء تدريجيا و هي تراقبه .... الى أن تحولتا الى ذهولٍ تام ....
كانت حقيبة ملابسها التي تركتها هنا منذ سنوات !!!
رماها على السرير مفتوحة ......
فغرت تيماء شفتيها و هي تقترب من الحقيبة بصدمة
كانت الحقيبة على حالها .... تحتوى على ملابسها القديمة .......
و زجاجة عطره التي دستها بين ملابسها !!! ....
استدارت تيماء تنظر اليه بذهول و هي تهمس بصوتٍ أجش
( قاصي !!!! ........... )
كان قاصي ينظر اليها بصمت مكتفا ذراعيه .... عيناه بعيدتين و في نفس الوقت قريبتين , نافذتين الى أعمق أعماقها .....
و حين تكلم أخيرا قال بصوتٍ جاد خافت
( احتفظت بها لكِ لحين عودتك ....... كنت واثقا أنكِ ستعودين الى نفس المكان ذات يومٍ مهما ابتعد ..... )
لمعت الدموع في مقلتيها و هي تنظر اليها ... و لم تستطع النطق سوى باسمه فقط ....
فنشجت هامسة
( قاصي .......... )
اقترب منها قاصي حتى وصل اليها ..... ثم مد يده من خلفها و أخرج أحد أقمصة نومها الخاصة بالعرائس بلونٍ ناري .... و مد اليها وهو يهمس بنعومة
( ارتدي هذا ......... حلمت بكِ لسنواتٍ و ليالٍ و أنتِ ترتدينه لي ....... )
ابتلعت تيماء الخوف في حلقها و هي ترى ذلك القميص المريع !!!
كيف كان ذوقها منذ خمس سنوات ؟!! ......
كيف تخيلت أن ترتديه أمامه ؟!! ...... لقد كان مصمما ليظهر كل جزء بها !!!
أحمر اللون و قصير للغاية و شفاف أيضا !!!
ما فائدته ؟!! ..... ستكون بدونه أكثر احتشاما !!! ....
همست تيماء باعياء
( لم أعد في التاسعة عشر يا قاصي ....... لم يعد هذا يليق بي ..... )
همس قاصي في أذنها وهو يقربها من صدره و يداه تتلمسان خصرها ....
( لم يتغير بكِ شيء ...... أنتِ كما أنتِ كفاكهة ناضجة شهية ..... )
كان أطول منها بالكثير , حيث يضطر الى اخفاض رأسه كي ينظر اليها .... ثم لفها بذراعيه من خلفها حتى استراح ظهرها على صدره بنعومة .....
و همس برجاء أجش
( أريد رؤيتك به ..... لا تحرميني منذ ذلك الحلم المضني الذي طال كثيرا ..... )
أغمضت تيماء عينيها على نبضات قلبها المرعشة المذعورة ....
كان يتأرجح بها ببطىء وهما واقفين في مكانهما .... تيماء مغمضة عينيها أما قاصي فيحني وجهه أكثر حتى لامس أنفه وجنتها بنعومة .......... وهو يهمس بخفوت
( أخيرااااااااا ....... )





يتبع


tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 07-05-16, 11:28 PM   #4686

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

( أخيرااااااااا ....... )
و استمر تمايلهما طويلا شعر بأنفاسه تحترق فأدارها اليه بسرعة و قبل أن تعترض كان قد التهم كرز شفتيها يمنعها من الرفض أو الإعتراض .....
أحاطها بذراعيه بقوة و سحقها على صدره بينما شفتاه تلاحقان ملامحها و عينيها و تعودان الى شفتيها بقوةٍ أكبر و هي كالمغيبة بين ذراعيه ... لا حول لها و لا قوة ....
كان كعاصفة ألقيت بها .... لا ترحمها و لا تحررها .....
لا يسمعان سوى صوت اسميهما فقط ..... و ما أن شعرت بأصابعه الخرقاء تحاول أن تفك الوشاح عن رأسها بينما اليد الأخرى تتجرأ على فتح أزرار قميصها ...
حتى قفزت و هي تدفعه عنها بقوة هاتفة
( انتظر يا قاصي ........ أرجوك انتظر لحظة ...... )
الا أنه بدا كالمجنون وهو يتعامل مع تلك الازرار المتزمتة الغبية .... و اليد الاخرى أكثر غباء في حل معضلة بسيطة كفك وشاحها ...
الا أنها تمكنت من ضربه في صدره بقبضتيها بكل قوتها و ابتعدت عنه تلهث بعنف ...
ارتفع حاجبي قاصي و همس بأنفاسٍ غير ثابتة
( هل ضربتني للتو ؟!! .......... )
انعقد حاجبي تيماء قليلا و قالت بصوتٍ متحشرج أجش
( آسفة .... لم أقصد ذلك , مشاعري خانتني قليلا ...... )
ارتفع حاجبيه أكثر و اقترب منها خطوة وهو يقول بدلالٍ ناعم
( كم هي سيئة اذن ..... دعيني أعاقبها .... )
الا أنها قفزت للخلف مجددا و هتفت بذعر
( ابتعد يا قاصي ........... )
توقف قاصي مكانه و همس برقةٍ خادعة , تتناقض مع الحريق المستعر بعينيه
( أريد فقط رؤية شعرك لا أكثر ........ )
هتفت تيماء بغضب
( أو تظن أن الأمر سهلا ؟!! ...... رؤية شعري تتطلبها اجراءات معقدة ...... )
قال قاصي ببراءة
( و كأنك تتكلمين مع شخصٍ لا يعرفك !! ..... أنا أتذكر شعرك جيدا يا تيماء فلا تقلقي ..... )
اقترب منها مجددا فصرخت بصوتٍ أكثر صرامة
( لا ........ لن تقنعني أبدا ..... اخرج قليلا من فضلك ...... و الا أقسم بالله سأنام الليلة بالحجاب على رأسي ...... )
ظل قاصي واقفا مكانه ينظر اليها بغباء ... ثم زفر أخيرا بقوةٍ وهو يهمس من بين أسنانه
( فليكن لكِ ما تريدين ...... تبا لكِ ..... )
خرج قاصي من الغرفة صافقا الباب خلفه بعنف ......
بقت تيماء واقفة مكانها تنظر الى الباب المغلق بذهول .....
ثم نظرت حولها بنظرات مصدومة و هي تتسائل إن كانت حقا قد أصبحت زوجة قاصي !! .....
اقتربت من المرآة ببطىء متخاذل و هي مطرقة الوجه ... صدرها لا يزال يلهث بعنف من شدة المشاعر التي تشاركها للتو !!
لم تكن تظن أنها قادرة على الشعور بتلك المشاعر مجددا !! ...
رفعت وجهها الشاحب ذو الوجنتين الحمراوين و نظرت الى عينيها الكبيرتين ثم قالت بخفوت
( ماذا ستفعلين الآن يا تيماء ؟!! ......... أين الشجاعة القديمة ؟!! .... إنه قاصي لا غيره , فلا تهدري تلك اللحظات الثمينة لكِ معه ..... )
رفعت يديها و أخذت تفك حجابها بأصابع مرتبكة ... و ما أن حررت شعرها أخيرا حتى هتفت بصدمة
( ياللهي !!!!!!!!! .......... إنه كارثي الشكل !!! .....أبدو كقنفذ منتفش !!!.. )
سمعت طرقا على الباب و صوت قاصي يقول بقلق
( هل انت بخير ؟!!! ....... تيماء !! .... هل أدخل ؟!! ..... )
صرخت تيماء بعنف
( لا لا لااااااااااااا .... أمنحني عدة دقائق فقط , أرجوك ..... )
سمعت صوت زفرة غاضبة و شتيمة على ما يبدو .... الا أنها لم تهتم ... بل التفتت تنظر الى نفسها في المرآة و هي تحاول أن تصلح تلك الزوابع على شعرها جراء ساعات السفر الطويلة ....
ثم استدارت لتنظر بيأس الى القميص الأحمر الملقى أرضا .... و تسائلت بداخلها بقنوط
" ترى .... هل تتجرأ على تحقيق حلمه ؟!! ....... "
مرت عشر دقائق ..... فقط عشر دقائق !!!!! ....
ووجدت مقبض الباب يتحرك و قاصي يدخل الغرفة دون اذن ........
لكن لحسن الحظ كانت قد خرجت متلثمة جريا الى الحمام و عادت في الخفاء صافقة الباب خلفها لتنعش نفسها قليلا بعد ساعات السفر الطويلة و تصلح من منظرها .....
و أصبحت جاهزة خلال عشر دقائق فقط !! .... لم تكن ممن يحتجن الى وقتٍ طويل في اعداد شكلهن ....
انتظرت في منتصف الغرفة بقلبٍ يرجف .... و هي تراه يدخل ببطىء ...
الى أن وقف و رفع وجهه اليها !!!!!!!
حينها توقف العالم بينهما و هي ترى المفرقعات النارية تتلاعب في عينيه بصدمة ... و هو يتسمر مكانه ...
حتى أنها كانت بالفعل تسمع صوتِ العابٍ نارية يتردد في أذنيها بألوانها الصاخبة .....

لم يصدق ما تراه عيناه !!!
جنية من عالم الأساطير تقف أمامه ......
لم يكن قادرا على التعرف اليها تماما .....
كانت مختلفة بعكس ما اخبرها أياه منذ دقائق !! .....
بدت كأنثى ناضجة .... مختلفة كلية !!
تحشرجت أنفاسه وهو ينظر مذهولا الى ذلك الشعر النحاسي الذي ازداد لونه قتامة عما يتذكره ....
و بات ككتلة نحاسيةٍ من أسلاكٍ حلزونية متشابكة .... امتدت و امتدت .... و استطالت بحريةٍ غجرية حتى وصل الى خصرها !!!
خصرها !!!! .....
هل هذا هو شعرها حقا ؟!!! .....
حتى جسدها بات أكثر نضجا بشكلٍ أصعب من أن تتحمله أعصابه الضعيفة و القميص اللعين الذي اختاره بنفسه لا يخفي عن عينيه المذهولتين شيئا !! .....
تحرك قاصي أخيرا ببطىء بينما كانت وجنتي تيماء تماثلان لون قميصها احمرارا في الضوء الذهبي الخافت لمصباح الغرفة ....
مشبكة أصابعها خلف ظهرها و هي تنتظر بصورةٍ خرقاء ......
لكنه لم يقترب منها كما اعتقدت ....
بل تحرك الى أقرب كرسي في الغرفة و جلس عليه ببطىء دون أن ينزع عينيه عنها ....
رفعت تيماء حاجبيها تنظر اليه بتساؤل ....
فقال بخفوت بطيء شارد .... بجدية و مشاعر شديدة العمق بعينيه
( أريد النظر اليكِ قليلا ........ أحتاج للنظر اليكِ ....... أنتِ حقا هنا ...... )
ابتسمت له برقة و عيناها تدمعانِ بدموعٍ ماسية ... ثم همست برقة ...
( نعم ....... أنا هنا .............. )
مرت دقائق طويلة وهو ينظر اليها ... وقد بدت السكينة على ملامحه كما لم تراها من قبل .....
كانت عيناه تغمضان بوضوح .... و رأته من خلف جفنيه الناعسين يسافر الى عالمٍ آخر ....
حينها فقط شعرت بالإطمئنان و اقتربت منه بشجاعة حتى وصلت اليه ...... انحت اليه و همست برقة فوق جبهته
( قاصي ......... )
الا أن صوت شخيرٍ أجش كان الرد على ندائها الناعم , فضحكت بحنان و دموعٍ حمقاء تطرف من عينيها ....
و دون أن تخاف ضمت رأسه الى صدرها بحنان و هي تطبع قبلة أخرى على جبهته .... ثم همست له بمحبة
( نم يا حبيبي , ..... تصبح على خير ..... )
ثم استقامت لتحضر الغطاء من فوق السرير و عادت الى قاصي تغطيه به .....
ثم توجهت الى السرير و استلقت به بضعفٍ و هي تتأوه بارهاق ....
ظلت تنظر الى السقف عدة لحظات قبل أن تهمس بقلقٍ ناعس
( كيف سأنام ؟!! ...... سأظل مستيقظة طوال الليل و أنا أعرف أنه مستلقيا على الكرسي المجاور ..... لن أستطيع ال خخخخخخخخ .... )
.............................................
كان نومها محملا بالكوابيس كالعادة ....
هي و الكوابيس أصدقاء منذ سنواتٍ طويلة ......
تحديدا منذ خمس سنوات و هي تعاني من حالةٍ نفسية تصاحبها زيادة في الكوابيس و الأرق بعدها ...
الا أنها من شدة التعب راحت في نومٍ عميق متأقلمة مع كوابيسها القاتمة و التي كانت تجعلها تصرخ فزعة كالعادة ....
لكنها الليلة و كلما صرخت ... كانت تجد ذراعين حنونتين تحيطان بها و تضمانها الى صدر رحب .... و شفتان تقبلان جبهتها برقة ....
فتنتدس في هذا الصدر محتمية به و هي تهمس بنعومةٍ طفولية
" أبي ......... "
و مضت ساعاتٍ طويلة نامت نومها المتعب الى أن بدأ شيء ما يخترق أعماقها و يجذبها من هذا البئر الأسود الذي يبتلعها ...
كانت كألحانٍ .... بل كلماتٍ هامسة في أذنها .....
شخص يغني برفق و يعزف على أوتارٍ تعرفها جيدا !! ......
كانت الدوامة السوداء تبتلعها من جهة .... و تلك الألحان تجذبها من جهة أخرى .....
بدأت الكلمات تغزو ذهنها المتعب بوضوح
كلماتٍ عاشقة .... متغزلة بفتاة جميلة , بالتأكيد ليست هي ...
و الصوت الرجولي يهمس لها ....
" يا غريب الدار بأفكاري
قد تخطر ليلا ونهارا
ادعوك لتأتي بأسحاري
بجمال فاق الأقمار
الثغر يغني ويمني
والطرف كحيل بتار
والقلب أسير هيمان
ما بين بحور الأشعار "
و مع تغزله بثغر الفتاة العاشقة ... كانت تشعر بشفتين تقبلان شفتيها برقةٍ و سخاء !!!
منذ متى كانت كوابيسها تتحول الى أحلامٍ وردية ؟!! ....
تنهدت تيماء بضعف و هي تتمطى في فراشها ترغب في أن تنهل من هذا الحلم طويلا بعد .....
الا أن اللحن كان اختفى مع اختفاء الأوتار ....
و استمرت الكلمات تهمس في أذنها و هي تشعر بثقلٍ يجذبها اليه ....
حينها فتحت تيماء عينيها بذعر و هي تجد نفسها بين ذراعي قاصي الذي كان منحنيا اليها و بعينيه ألف شعلةٍ تحترق .... و ما ان استوعبت وجوده تماما حتى همس متنهدا
( أخيراااااا ........ )
و قبل أن تستطيع النطق كان وجهه قد هبط اليها ينهل من ثغرها المسكر ....
أغمضت تيماء عينيها و هي تشعر بنفسها على وشكِ الإنهيار ... و ما أن استطاعت أن تحرر شفتيها من سطوته حتى همست بذعر قافزة لتجلس في السرير تجذب الغطاء اليها .... ناظرة حولها بعدم استيعاب والشمس تغمرها بأشعتها الذهبية .... بينما هي لم تستفق بعد .....
( أين أنا ؟!! .......... )
ضحك قاصي بخفوت وهو يقترب منها أكثر مستلقيا بجوارها .... ثم همس في أذنها
( أنتِ في بيت زوجك ....... صباح الخير يا كسولة .... )
ابعدته عنها بقوة و هي تقول بتوجس عاقدة حاجبيها , تبصر الجيتار موضوع أرضا بجواره ...
( متى استيقظت ؟!! ....... هل كنت تغني للتو ؟!!! ...... )
ابتسم قاصي وهو يضمها الى صدره القوي قائلا برقة
( يبدو أنها عادة سأكتسبها منذ اليوم بوجوك في فراشي كل صباح ....... كي تستيقظي )
أبعدته تيماء مجددا و هتفت بذعر
( انتظر لحظة ..... هل ...... أين ........ )
كانت تبحث عن أي عذر ... الى ان هتفت فجأة بقوة
( مسك ..... الا يجدر بنا الإطمئنان على مسك ؟!!! ..... يجب أن أهاتفها و أعتذر لها .... )
عقد قاصي حاجبيه وهو يقول بلهجة تهديد من بين أسنانه
( مسك !!! ...... الآن ؟!!! ........ حقا يا تيماء ؟! هلا أجلتِ هذا التعاطف الأخوي المفاجىء قليلا .... )
و لم يترك لها المزيد من الوقت كي تتهرب منه فقد كان صدره يموج بمشاعر تم تأجيلها طويلا ....
فاندفع اليها يغمرها بعنف أشواقه الا أنها صرخت برعب
( قاصي أرجوك ...... اسمعني أولا ..... )
أظلمت عيناه و لم يختفي الجمر بهما ... ثم قال بصوتٍ شرس
( لن أسمع يا زمردة .... يا تيمائي المهلكة ..... سمعت كثيرا فدعيني الآن أضمك الى قلبي لأشعر بخفقات قلبك تخبرني أنني وطأت أرضي أخيرا .... )
كانت عيناها متعبتان و تحتهما هالاتٍ زرقاء تجعلها أكثر هشاشة و طفولية .... و على الرغم من ذلك تكلمت بصوتٍ يائس قوي
( قاصي أنا لم أعد كما كنت ...... لم أعد تلك المراهقة العنيفة المشاعر التي عرفتها يوما .... شيئا بي تغير لم أعد أستطيع مبادلتك عنف مشاعرك ... )
عقد قاصي حاجبيه و همس بخفوت بالقرب من أذنها دون أن يحررها
( ما هذا الهراء ؟!! ......... أنت هي .... كبرتِ قليلا و بتِ أكثر جمالا ..... شعرك الزغبي الذي أمرغ به وجههي هذا لا يزال محافظا على عطره ..... عيناك بلون البحر الصافي في أشد لحظاته اخضرارا ... على نفس لونهما الذي يزداد عمقا كلما اقتربت منكِ ..... شفتيك ....... و آه منهما .... )
أبعدته و هي تنظر الى عينيه قائلة بخفوت
( لم أعد كما كنت .... يمكنني استشعار ذلك ........ )
نظر اليها قاصي طويلا ملامحه غريبة و نظراته عميقه .... ثم قال أخيرا وهو يرفع يده ليضعها برفق على موضع قلبها مباشرة
( أما أنا فيمكنني استشعار ذلك القلب الذي ينبض بعنف كلما اقتربت منكِ ... نفس السرعة و نفس القوة ..... لم يتغير شيء بشعورك تجاهي أبدا .... )
عضت على شفتيها و هي تنظر الى عينيه لتهمس بخفوت ضعيف
( أشعر بنفسي كهلة جدا ...... لست أنا ..... منذ أن حدث لي أن ....)
رفع أصابعه ليغطي بهما شفتيها ثم همس بصوتٍ أجش
( هشششش ..... منذ أن تركتك فقط..... و ها أنا عدت .... لا أشيء أكثر قد حدث .....)
لمعت الدموع في عينيها و هي تنظر اليها ...بينما كان يتأملها بمشاعرٍ عاصفة وهو يبعد طرف قميص نومها عن كتفها الغض ... قبل أن يهز رأسه بذهولٍ هامسا
( ياللهي ما أجملك !! ..........)
ثم غرس أصابعه في كتل شعرها الغزيرة الغجرية بقوةٍ كادت أن تقتلع بعضها وهو يهمس بجنون
( و ما أجمل شعرك !!........... )
همست بترجي
( قاصي أرجوووك ....... )
الا أن رجائها ضاع في همس مشاعره العنيفة وهو يهمس لها متغنيا على نفس اللحن ....
" يا غريب الدار بأفكاري
قد تخطر ليلا ونهارا
ادعوك لتأتي بأسحاري
بجمال فاق الأقمار "
.................................................. .................................................. ......................
( تيماء مخطوبة لأحد أبناء أعمامها .... و انتهى الأمر عند هذه النقطة ... )
سادت الهمهمات بين كبار العائلتين ... بينما سليمان الرافعي يبدو مظلم الوجه و لا أحد قادر على قراءة تعابير وجهه ....
تكلم أحد كبار عائلة الهلالي
( لكن يا حاج سليمان لم يكن هذا ما استنتجناه حين طلبنا يدها لابننا منصور !! .... )
قال سليمان الرافعي بصوتٍ صارم لا يقبل الجدل
( لا أحد يملك محاسبتي .... خاصة بعد ما صدر من أحد ابنائكم و قتله لحفيدي .... يكفي أنني وافقت على الصلح و الله أعلم بالنار المتقدة في صدري .....حفيدتي و فضلتها لأحد أبناء اعمامها , من يملك محاسبتي )
كان ليث في تلك الدرجة ينظر للجميع صامتا و قد بدأت النفوس في الاشتعال من جديد ....
و التحفز يشحن الجو من حوله بموجاتٍ من الكره المتبادل و الذي تولد حديثا ....
بينما قال الرجال من عائلة الهلالي
( لمن هي مخطوبة اذن ؟؟ ..... زاهر أم أمين ؟؟ ...... )
علا صوت سليمان وهو يقول بصرامة
( لا أريد الكلام في خطبة و زواج الآن .... الا زواج الصلح .... ابننا عرابي و سيتزوج من ابنتكم جويرية .... أنا أرى ان الصلح تام بهذا الشكل .... )
قال الحاج حسين الهلالي ....
( اذن نخطب نورا شقيقة أمين ....... )
عقد سليمان حاجبيه و هتف بقوة
( الفتاة في السادسة عشر .... و لا يزال طريق الدراسة أمامها طويلا ..... لن أقبل بذلك , .... )
اعترض الرجل قائلا
( لكن يا حاج سليمان , كان الإتفاق على زواج متبادل ....... لا يفصمه ثأر من جديد .... )
هدر سليمان بقوة و قد بدأ ينفعل
( و ما الذي يجبرني على مخالفة العادات ؟!! ...... القاتل من عندكم ..... ماذا تريدون بعد ؟!! .... )
سادت الهمهمات الغاضبة و بدأ الإنفعال يشتعل , لم يكن سليمان الرافعي يوما فظ الأخلاق الى هذه الدرجة مع كبار العائلات .... أما ليث فقد كان مخفضا رأسه و غارقا في تفكير عميق بدا على ملامح وجهه و كأنه قد قرر أمرا .... و لا سبيل الى من يرجعه عنه ....
تكلم الحاج حسين الهلالي قائلا بغضب
( لكن لم يكن هذا اتفاقنا !! ....... هل تراجعت في كلمتك يا حاج ؟!! ..... )
ضرب سليمان الارض بقوة و هو يهدر بصوتٍ عالٍ
( راجع كلامك يا حاج حسين ..... ليس سليمان الرافعي من يتراجع في كلمته أبدا .... كلمتي سيفا ... )
هدر الحاج حسين في المقابل
( أتصرخ بي يا حاج سليمان ؟!! ..... و نحن في دارك ؟ ... )
تعالت الهمهمات و بدأ الشرارات تشتعل و النفوس تتقد .....
حينها علا صوت ليث موقفا الجميع
( من فضلكم يا سادة .... لدي ما أقوله ...... )
التفتت الرؤوس اليه بتوجس و حيرة و الإهتمام في آن واحد ..... فنظر ليث الى سليمان الرافعي طويلا قبل أن يقول بوضوح مشددا على كل حرف
( أنا أطلب يد سوار ابنة عمتي للزواج يا حاج سليمان ........ لقد وصاني بها سليم رحمه الله و أنا أراني أولى بها ...... )
تراجعت بصدمة ما أن اخترقت العبارة أذنها كقذيفة ... فجرت وعيها فجأة !!!
من خلف الباب و هي ترهف السمع كالعادة
جائت عبارة ليث ضاربة لها بكل المقاييس !!!
هل طلبها للزواج للتو ؟!! .... على مسمع من كبار العائلتين ؟!! ....... بينما زوجها توفي فقط منذ اربعة أشهر !!! ....
أظلمت عينا سوار العسليتين و هي تتراجع خطوة بعد خطوة بظهرها .... الى ان استدارت و صعدت درجات السلالم ... و في داخلها بركان يغلي من الغضب
دارت بها الايام ... و ها هي تقف نفس المنعطف .... أمام رجلين
راجح و ليث ....
كلاهما يريد الزواج بها ما ان توفي سليم رحمه الله !! .... و كلاهما متزوج !!
ضرب سوار باب غرفتها خلفها بعنف و هي تزمجر بجنون !! .......
الهذه الدرجة بات دم سليم رحمه الله رخيصا ؟!! ....
اقتربت من مرآتها و نظرت الى صورتها التي بدت كصورة من الصلابة و القوة .... على الرغم من رغبتها العنيفة في البكاء ... الا أنها كانت تمنعها بشدة و تحتجز تلك الدموع التي بدأت تتحول مع الأيام الى أسيد حارق يتآكل به صدرها ....
جملة واحدة اخترقت أذنها أكثر من باقي الكلام ... حتى أكثر من طلب ليث للزواج منها
كانت جملته التي هدر بها بثقة
" لقد وصاني بها سليم رحمه الله و أنا أراني أولى بها ......"
نظرت سوار الى عينيها في المرآة و هي تتسائل بحيرة
هل أوصاه سليم بها فعلا قبل وفاته ؟!!!
هو تحديدا و ليس أي أحد آخر ؟!!
تعلم جيدا أن ليث لا يكذب أبدا .... هذا أمر مفروغ منه
و طالما قال كذلك .... فقد حدث فعلا !!
استدارت سوار و هي تهمس بصوتٍ غريب
" لماذا ليث يا سليم ؟!! ...... لماذا هو تحديدا ؟!! ..... "
تحركت سوار و هي تجر طرف عبائتها على الأرض و جلست على الكرسي الوثير في غرفتها ....
تنظر من نافذتها بصمت كحالها في الآونة الأخيرة ......
منذ أن خرجت من المشفى و هي تجلس وحيدة تتجرع مرارة الندم على تهورها الذي تسبب في فقدها للطفل
ابن سليم الذي كان ليحي ذكراه أمام عينيها .... على أن ذكراه لن تموت في قلبها أبدا .....
مدت يدها تتلمس بطنها المسطحة الخالية و الدموع الخائنة تريد ان تطرف من عينيها و هي تمنعها بقسوة كي تتعذب أكثر و أكثر ....
ثم همست باختناق
" سامحني يا سليم ..... سامحني يا حبيبي , أعرف أنك غاضب مني .... لكنني لم أكن في حالٍ سوي .... ما أن سمعت بما نطق به راجح حتى ..... "
صمتت قليلا و هي تنظر الى السماء البعيدة بعينين قاسيتين قبل أن تهمس بصوتٍ جامد كالجليد
" راجح ......... "
أغمضت عينيها و هي تطرق بوجهها قليلا , تزفر نفسا لاهبا غاضبا ....
لن يكون له ان يمس شعرها في الحلال أبدا .... ليفعل ذلك غصبا و ستقتله حينها .... ستقتلع قلبه بأظافرها ....
نشبت أصابعها في بطنها الخالية بقوة و هي تحاول السيطرة على الغضب بداخلها و همست مجددا
" أعدك بذلك يا سليم ...... أعدك "
سمعت صوت طرقا على الباب فتنهت ببطىء قبل أن تقول بصوتٍ ميت خالي من الحياة
( أدخل ......... )
دخلت أم سعيد الى الغرفة و هي تحمل صينية الطعام .....
لم تحتاج سوار للإلتفات اليها .... فقد كانت رائحة الطعام أكثر من كافية تزكم الأنف من قوتها ...
قالت أم سعيد بخفوت
( صباح الخير يا سيدة سوار ........ )
الا أن سوار ردت بجمود
( خذي هذا الطعام و أخرجي به عائدة من حيث أتيت يا ام سعيد ...... )
وقفت أم سعيد مكانها و قالت بترجي
( كلي القليل يا سيدة سوار .... فأنت لم تضعي لقمة بفمك منذ أيام .... )
الا أن رد سوار كان كما هو و هي تقول بنفس الجمود
( خذي الطعام و اخرجي من هنا ..... أريد البقاء بمفردي ..... )
لكن أم سعيد بقت مكانها تحاول و قالت بترجي أكبر
( ستهزلين تماما يا سيدة سوار .... كلي لقمتين فقط و سأرحل .... )
كان هذا أكبر من احتمالها , فاندفعت فجأة صارخة بغضب
( ابتعدي من هنا .... لا أريد الاكل ..... لا أريد ...... )
شحب وجه أم سعيد و هي تفاجىء بحالة سوار , فقد كانت المرة الاولى التي تصرخ فيها .... لم تفقد أعصابها أبدا .....
أطرقت سوار بوجهها و هي تشعر بندمٍ على قسوتها مع أم سعيد للمرة الأولى .... لكنها كانت أكثر تعبا من أن تحاول الإعتذار ....
قلبها موجوع و لا يشعر بها أحد ....
ظلت أم سعيد واقفة مكانها بحزن ... تريد المحاولة مجددا ....
الا أن دخول سليمان الرافعي جعلها تتراجع بسرعة مخفضة الوجه وهو يقول بهدوء جاف
( اخرجي و اتركينا بمفردنا يا أم سعيد ....... )
خرجت أم سعيد من الغرفة تاركة سليمان و سوار التي نهضت من كرسيها و قالت بهدوء
( تفضل بالجلوس يا جدي ......... )
اقترب سليمان و جلس على الكرسي الذي كانت تحتله بينما جلست هي على كرسي آخر أصغر أمامه .... كانت تلك هي الجلسة التي تفضلها مع سليم دائما حين كان يقرأ من المصحف أو ينشد ابتهالاته ...
شعرت بالغصة في حلقها تتورم و تحتقن أكثر الا أنها أخفت وجعها بمهارة ...
نظر اليها سليمان طويلا قبل أن يقول بصوتٍ خافت فاقدا للروح
( أنتِ غاضبة من جدك يا سوار ........ )
رفعت سوار وجهها اليه صامتة لعدة لحظات قبل أن تقول بخفوت هادىء
( لماذا تقول ذلك يا جدي ؟! ......... )
نظر اليها و قال بجمود
( كنت قاسيا معكِ قليلا بعد خروجك من المشفى ...... صدمني ذهابك الى بيت ليث دون اذن بينما نعاني ما نعانيه ..... كان هذا خطأ لا يغتفر يا سوار , و ابلاغنا بما حدث عن طريق أهل زوجته كان مدعاة للخزي .... )
ظلت سوار جامدة الوجه صلبة العينين و هي تقول بخفوت بعد فترة
( عامة لقد نلت عقابي .... فقد كنت السبب في فقدان طفلي من سليم , باللإضافة الى الحجز الذي فرضته علي داخل جدران الدار .... )
عقد سليمان حاجبيه و قال برفضٍ على مضض
( ماذا كنتِ تتوقعين مني بعد ما فعلتهِ ؟!! .......امرأة تدخل بيت غريب لتأخذ بثأر زوجها بنفسها !!!. )
قالت سوار بفتور
( لا داعي لهذا الكلام الآن يا جدي ..... لقد حدث ما أردتم و ها أنتم على وشكِ اجراء الصلح مجددا ..... مثلما حدث مع أمي تماما , على الأقل أنا سعيدة لأن تيماء فرت بنفسها من هذا المصير ... )
صرخ سليمان فجأة بعنف و قسوة
( لا أريد سماع هذا الاسم هنا مجددا ..... لم تعد تنتمي الى تلك العائلة بعد اليوم , والله لو أنا كنا في زمنٍ آخر لكانت غارقة في دمائها .... فلتحمد ربها أن الزمن تغير , لكنها لم تعد من عائلة الرافعي بعد الآن .... )
قالت سوار بنفس الفتور
( و متى كانت من عائلة الرافعي ؟!! ..... )
نظر اليها سليمان مصدوما ثم هتف بعنف
( ما بالك يا فتاة ؟!! .... ماذا جرى لكِ و أصبحتِ تناطحيني الكلمة بمثلها ؟!! ..... )
أبعدت سوار وجهها جامد الملامح عن جدها و نظرت من النافذة الى الأراضي الممتدة الخضراء ... ثم قالت بجمود ميت
( مات زوجي يا جدي .... و أنا أتابع مجريات الصلح بين العائلتين عن بعد , لذا اعذرني ان كنت قد تغيرت قليلا في الآونة الأخيرة ..... )
أطرق سليمان بوجهه قليلا ... ثم قال بعد فترة طويلة من التفكير القاتم العميق
( هناك اثنين يريدان الزواج منكِ يا سوار ........ ابن عمك راجح , و ابن خالك ليث الهلالي .... )
رفعت سوار ذقنها و هي تنظر الى جدها بصلابة .... ثم قالت حين وجدته صامتا
( هل تخبرني يا جدي أن ..... القرار يعود لي ؟!!!! ...... )
رفع وجهه المغضن ينظر اليها ... ثم قال بصوتٍ أجش
( زواجك بليث سيكون لإتمام الصلح بين العائلتين ........ أما زواجك براجح ..... )
صمت وهو يتنهد بتعب و اجهاد .... بينما سوار تنظر اليه بصمت ثم قالت أخيرا
( و أنت ...... ماذا تريد يا جدي ؟؟ ..... )
نظر اليها سليمان و قال بصوت مستسلم
( لا بد لكِ من الزواج عاجلا أو آجلا يا سوار .... لازلتِ شابة و لن يصح بقائك بلا زواج طويلا ... )
رفعت ذقنها و قالت بصلابة
( باختصار .... فإن عليً الإختيار ما بين الإثنين !! .... اليس كذلك ؟!! ..... )
ظل سليمان صامتا طويلا ..... لا يجد الرد المناسب , فنهضت سوار من مقعدها و هي تقول بحزم
( أريد مقابلة ليث أولا يا جدي .... قبل ابداء أي رأي ........ )
.................................................. .................................................. .....................
دخل ليث الى غرفة نومه .... ووقف هناك وهو يرى ميسرة التي كانت مستلقية على جانبها , تقلب صفحات مجلة من مجلاتها العديدة ....
كانت تتمايل و تدندن بميوعة .... و لم تتوقف حتى و هي تراه يدخل و يقف أمامها ...
كانت عيناه غريبتين و غامضتين ....
مطت شفتيها و هي تنظر اليه طويلا ثم قالت ببرود
( هل قررت أخيرا العفو عني ؟!!! ....... ياللسعادة !! ...... )
ظل ليث صامتا عدة لحظات قبل أن يتقدم خطوة ليقول بهدوء
( هناك ما أريد اخبارك به يا ميسرة ...... )
ظلت على نفس وضعها و هي تمضغ قطعة من اللبان بطريقة مستفزة .... بعد الجفاء و الحرب الشعواء معه بسبب فضحها لما فعلته سوار علنا .... كانت تريد اشعال غضبه أكثر و أكثر .... كي لا يحاول اعادة ما فعله بها مجددا ....
الا أنه بدا الآن هادئا ... عكس الأيام الماضية , عيناه ضيقتان و هما تنظران اليها ...
فانتابها الفضول و هي تستشعر أهمية ما سيحادثها به ..... فقالت بنفس البرود الجليدي
( نعم ..... خير ان شاء الله ....... )
صمت ليث للحظة قبل أن يفجر قنبلته بهدوء حازم
( أنا سأتزوج ......... )
شعرت فجأة و كأن العالم قد تحول الى شظايا من حولها و هي تستقيم ببطىء لتجلس ناظرة اليه بصدمة باهتة .... قبل أن تقول بصوتٍ واهٍ
( ماذا قلت ؟!!! ......... )
رفع ليث وجهه و قال بهدوء وهو يدس يديه في جيبي بنطاله
( اليوم تقدمة لخطبة امرأة للزواج منها .... و أنا في انتظار ردها ..... )
كان وجهها ممتقعا و العالم زائغ أمام عينيها و هي تقول بنفس النبرة الغريبة
( من ؟!! ........ من هي ؟!! ..... )
رفع ليث حاجبيه ليقول ببرود قليلا وهو يستعد للعاصفة التي ستحدث حالا
( سوار ............. )
كلمة واحدة ... لم يحتاج أكثر من كلمة واحدة كي يفجر بها كل شياطينها ., و عيناها تتسعان بذهول قبل أن تقفز فجأة صارخة بجنون هيستيري
( مستحيييييييييييل ...... مستحييييييييييييل ..... لن تفعل بي هذا .... كيف لك أن تكون بهذه القسوة ؟!! ....)
و دون تفكير اندفعت اليه تريد أن تضربه بكل قوتها , الا انه أمسك بمعصميها بقوة يمنع وجهه عن أذاها
ثم هزها بقوة وهو يهتف أمام عينيها
( القسوة تعتبر لا شيء أمام صفاتك الذميمة كلها من حقدٍ و غل و أعمالٍ تغضب الله .......)
صرخت ميسرة بجنون و هي تتلوي بين قبضتيه
( و الآن فقط تريد معاقبتي على صفاتي ؟!! ........)
هدر بها ليث بقوة
( لا أريد معاقبتك ..... انا فقط أريد بعض الراحة , أريد الحياة مع روحٍ طيبة .....)
صرخت ميسرة و هي تضربه بكل قوتها
( أيها الكاذب الحقير الملعون ... الخاضع لسحرها البائس , أنت تعشقها .... تعشقها كالمهووس .....)
ثبتها ليث مكانها بقوة و هتف بها
( فقط حين توافق على طلبي .... يمكنني حينها اجابتك على سؤالك .... و حتى هذا الحين لا أريد سماع اسمها على لسانك بما يسيء .... فهي ستكون زوجتي مثلك تماما .... لها نفس الحقوق ... إن أردتِ البقاء و بداية صفحة جديدة أكثر نقاءا معي فسأقدرك على رأسي .... أما إن أردتِ الإنفصال بمعروف ... فلن أعترض .... )
دفعها عنه ليبتعد تاركا الغرفة .... و تاركا ميسرة خلفه تنظر في اثره بذهول ....
لا تصدق ما حدث للتو ....
و ما أن بدأت تستوعب قراره الأخير حتى صرخت عاليا و اخذت تقطع في شعرها بجنون .... مرتمية فوق طاولة الزينة ... مسقطة كل ما عليها و هي تصرخ بجنون .....
لا تتوقف أبدا ......
( يا ملعونة ......... يا ملعونة ....... احرقها , ماذا تنتظر ؟ ..... احرقها و اجعلها تتفحم أمام عيني ......)
.................................................. .................................................. ......................
كانت ترتكز بمرفقها الى الوسادة و هي تتأمل ملامح وجهه الرجولية المتعبة ....
نائم كطفلٍ صغير متعب ..... شعره الجميل مبعثرا على الوسادة تمشطه لها بأصابعه .... بينما ملامحه غير مستقرة .....
همست تيماء لها و كأنه يسمعها ....
" أين كنت يا حبيبي ؟!! ..... و كيف طاوعني قلبي على الإبتعاد عنك كل هذه السنوات ؟!! ... "
تلك المشاعر التي تشاركتها مع قاصي منذ ساعة لم يكن أحد ليستطيع بترها من قلبها أبدا .... قلبها الذي كان يخفق بجنون مع كل همسة منه ...
حتى لو مزقوا من جسدها شرائح شرائح .... لن يتمكنوا من اقتلاع تلك المشاعر من قلبها ابدا .....
أخذت تمشط شعره بحب و هي تبتسم لوجهه النائم ....
لكنها أجفلت ما أن سمعت صوت جرس الباب !!! .....
عقدت تيماء حاجبيها و هي تنظر الى ساعة معصمها ..... من سيأتي في مثل هذا الوقت من الصباح ؟!!
أدركت الآن أنها في بيتٍ غريب و في مدينة غريبة !!!
لا تعلم شيئا عن حياة قاصي أو معارفه .... أو من قد يأتيه في مثل هذا الوقت !!
هزت كتفه و هي تهمس برفق
( قاصي ...... قاصي .... هناك أحد بالباب ....... )
همهم قاصي متذمرا , الا أنه عاد و أصدر شخيرا بدأت تعتاد عليه ......
ابتسمت له برقة ثم انحنت لتقبل شفتيه نعومةٍ و خجل ... قبل أن تستقيم جالسة و تنهض من السرير واضعة وشاحها على رأسها و كانت ارتدت كامل ملابسها في وقتٍ أبكر ما ان استيقظت .....
سارعت تيماء الى باب الشقة و هي تشعر بالتوجس ...
تتذكر المرة التي خرجت فيها لتفتح نفس الباب ووجدت والدها مشهرا السلاح بوجهها و منذ يومها تحولت حياتها الى كابوس .....
جمدت تيماء قلبها و اقتربت من الباب لتفتحه بهدوء ....
فوجدت امرأة متوسطة العمر .... تقف منتظرة و بجوارها طفل مهذب صغير ينظر أرضا يبدو في الخامسة من عمره ....
نظرت تيماء مجددا الى المرأة التي ارتبكت ما أن رأتها ..... ثم قالت بحيرة
( عفوا ....... كنت أريد السيد قاصي ..... )
ابتسمت تيماء برفق و قالت
( إنه نائم في الوقت الحالي ,,,...... هل تريدينه في أمرٍ هام ؟!! ...... )
ارتبكت المرأة أكثر ثم قالت بعدم فهم
( عفوا ...... لكن من تكوني انت , أنا لم أركِ هنا من قبل ....... )
على الرغم من أن السؤال بدا فضوليا و أقرب للوقاحة ... و كان بإمكان تيماء أن تتجاهل الرد عليها ....
لكن معلومة أن تلك السيدة معتادة على المجيء الى هنا منذ فترة طويلة أثار فضول تيماء أكثر ... لذا أجابت ببساطة
( أنا زوجة قاصي ........ تزوجنا بالأمس فقط ......)
اتسعت عينا المرأة بذهول .... و فغرت شفتيها لعدة لحظات و هي غير مستوعبة للخبر , ثم لم تلبث أن تداركت نفسها و هي تقول بسرعة مرتبكة
( آآآه حقا ..... أنا ..... كنت ..... مبارك لكما , لم يخبرني السيد قاصي .... لو أخبرني لكنت أجلت قدومي الى هنا في مثل هذا الوقت .... لكن أنا أتيت بناء على موعد ايصال عمرو ....)
أشارت بيدها الى الطفل الصغير الواقف بجوارها ....
فعقدت تيماء حاجبيها قليلا و قالت بصوت أجوف و هي تتأمل الطفل الصغير ذو الملامح المألوفة ...
( و من هو عمرو ؟!! ........)
نظرت اليها المرأة طويلا ..... بتعبير وجهٍ فارغ ..... ثم قالت ببطىء و هي تلاعب شعر الطفل الصغير
( هذا هو عمرو ...... ابن السيد قاصي ......)
هل لطمها أحد للتو !!!! .....
من المؤكد أن هذا هو ما حدث ....... لأنها ترنحت للخلف خطوة و هي تشعر و كأنها لم تستيقظ من كوابيسها بعد ...
لكن حركة خلفها جعلتها تستدير مندفعة لتنظر خلفها .... و كان هو هناك .....
كان قاصي واقفا يرتدي بنطاله فقط .... عاري الصدر و شعره يداعب عنقه و حاجبيه منعقدين بشدة ....
همجي الشكل و معذب الروح .... لكن الأكيد .... ان نظراته تؤكد صدق كلام تلك المرأة ......





انتهى الفصل 13 .... قراءة سعيدة

















tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 07-05-16, 11:35 PM   #4687

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 305 ( الأعضاء 233 والزوار 72)‏tamima nabil, ‏lina eltayeb, ‏زهرة مغتربة, ‏ام سم, ‏la feuille blanche, ‏ناي محمد, ‏داليا انور, ‏rontii+, ‏شموخي اسطورة, ‏gawgaw, ‏sweet hime, ‏fatma ahmad, ‏hnoo .s, ‏fattima2020, ‏ward allel, ‏غروري مصدره أهلي, ‏aya biry, ‏Souriana, ‏أم لين, ‏amolty, ‏@همس انثى@, ‏noran assal, ‏last hope, ‏حووووووور, ‏Aurora+, ‏علا علي, ‏نوف بنت ابوها, ‏lasha, ‏ام علي اياد+, ‏فتكات هانم, ‏نوراني, ‏bosy el-dmardash, ‏ronita1417, ‏صرخة وداع, ‏س?ر, ‏رياح النصر+, ‏za.zaza, ‏princess sara+, ‏safy mostafa, ‏hawa500, ‏rashid07, ‏مسره الجوريه, ‏صمت الزوايا, ‏meryamaaa, ‏sara alaa, ‏lizabennete, ‏Totooولا أحلا, ‏قسامية الهوى, ‏angela11, ‏farameme+, ‏زهرة الليلك4891, ‏doudo+, ‏منيتي رضاك, ‏شيمو عصام, ‏حواء بلا تفاح^, ‏mar mar, ‏Engineer Esraa, ‏maha kamal, ‏روح هاربة, ‏Riham**, ‏ايه الشرقاوي, ‏هبوش 2000, ‏101So so, ‏nadahosney, ‏خفوق انفاس, ‏princess miroo, ‏bassa, ‏ensho, ‏ghader, ‏khma44, ‏mesho ahmed, ‏وعد بالخير, ‏RWANABDO, ‏نهولة, ‏Electron, ‏rayadeeb, ‏خضره, ‏اسراء حجازى, ‏maimickey, ‏دعاء 99, ‏حنان الرزقي, ‏ام الور, ‏Light dream, ‏nashwa magdy+, ‏سهى منصور+, ‏escape, ‏dada19, ‏shahd shosho, ‏ماريمارر, ‏la luz de la luna, ‏REEM HASSAN, ‏semona, ‏deegoo+, ‏enashady, ‏eng miroo, ‏ياسمين نور, ‏ekbal yussef, ‏الهجرس, ‏زالاتان, ‏لؤلؤة الحزن, ‏forbescaroline, ‏11_roro, ‏نهى حسام, ‏flower 33, ‏ام معتوق, ‏amiraa22bk+, ‏noof11+, ‏ساره يزيد, ‏flower90, ‏sonal, ‏maha_1966, ‏رمـاد الشوق, ‏mona_90, ‏نهيل نونا, ‏بريق العابرين, ‏الآنسة تاء, ‏شوشو العالم, ‏شطح نطح, ‏بياض القلب, ‏mahy15, ‏browen eye, ‏nona amien+, ‏babo, ‏métallurgier, ‏لين محمد, ‏huzayma, ‏وردة شقى, ‏محمد الناصري, ‏hayaty alquran, ‏HYUNAEXOGIRLL, ‏Noor2568, ‏ghada salah, ‏ام^عزووز, ‏luz del sol+, ‏سكر نبات, ‏najla1982, ‏Nor sy, ‏لعنه الحب, ‏لما سعيد, ‏مروة صادق+, ‏ام رناد, ‏beau, ‏roro.rona, ‏Lolita ,,, ‏shoagh, ‏عروب 55, ‏زهرة البانسيه, ‏yoda5, ‏يمنى اياد, ‏**sweet girl**+, ‏tarteel, ‏ام هنا, ‏كريستنا, ‏كتكوته زعلانه, ‏زهرة اللوتتس, ‏prue, ‏beauty anastasia, ‏حور الجنان, ‏نيورو, ‏همسات المطر, ‏الاميره بونى, ‏ebrU, ‏JoryRose, ‏lolo.khalili, ‏princessran, ‏totoranosh, ‏دوسة 93+, ‏رقاوي, ‏dalloula, ‏مِــزاجـِـيَّة, ‏نور محمد+, ‏Ellaaf, ‏haa lo+, ‏khaoula Ci, ‏sasad, ‏princess amany, ‏KHAD.A, ‏سهر واشواق, ‏سماح الحسين, ‏ToOoOmy, ‏تتعب معاي, ‏مى عبد الرحيم, ‏fibi, ‏Bassantota, ‏ghdzo, ‏نجوى1, ‏وفاء الحب, ‏noraan, ‏سمر 99, ‏كلي جنون, ‏sawpalmetto, ‏امم حور, ‏زينة و نحول, ‏sosomaya, ‏الصقر الصقر, ‏سومة111, ‏فرنسيس, ‏canad, ‏yurii, ‏merna tarek, ‏lovemanga, ‏nada alaa, ‏a_geo, ‏ملاك الرحمان, ‏breathless sound, ‏Nonty Nona, ‏يا من تحب+, ‏Aya youo, ‏ayaoya, ‏هوس الماضي+, ‏fofoo92, ‏بعثرة مشاعر, ‏لؤلؤ واصداف, ‏الفراشه النائمه, ‏lolololy909, ‏toto2009, ‏دودي الخليفي, ‏JOURI05101, ‏زهرة برية, ‏shammaf, ‏كيوانو, ‏noorvay, ‏اغلى ناااسي, ‏toma_koki, ‏Meesho, ‏ام احمدوايادواسر

tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 07-05-16, 11:36 PM   #4688

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 314 ( الأعضاء 235 والزوار 79)‏tamima nabil, ‏sara-khawla, ‏rainfall+, ‏um3bdulla, ‏داليا انور, ‏دوسة 93+, ‏سوما, ‏browen eye, ‏@همس انثى@, ‏egyptian and proud, ‏نوف بنت ابوها, ‏rasha emade, ‏نوراني, ‏روح هاربة, ‏سودوكو, ‏sara zentar, ‏lina eltayeb, ‏زهرة مغتربة, ‏ناي محمد, ‏شموخي اسطورة, ‏gawgaw, ‏sweet hime, ‏fatma ahmad, ‏hnoo .s, ‏fattima2020, ‏ward allel, ‏غروري مصدره أهلي, ‏aya biry, ‏Souriana, ‏أم لين, ‏amolty, ‏noran assal, ‏last hope, ‏حووووووور, ‏Aurora+, ‏علا علي, ‏lasha, ‏ام علي اياد+, ‏فتكات هانم, ‏bosy el-dmardash, ‏ronita1417, ‏صرخة وداع, ‏س?ر, ‏رياح النصر+, ‏za.zaza, ‏princess sara+, ‏safy mostafa, ‏hawa500, ‏rashid07, ‏مسره الجوريه, ‏صمت الزوايا, ‏meryamaaa, ‏sara alaa, ‏lizabennete, ‏Totooولا أحلا, ‏قسامية الهوى, ‏angela11, ‏farameme+, ‏زهرة الليلك4891, ‏doudo+, ‏منيتي رضاك, ‏شيمو عصام, ‏حواء بلا تفاح^, ‏mar mar, ‏Engineer Esraa, ‏maha kamal, ‏Riham**, ‏ايه الشرقاوي, ‏هبوش 2000, ‏101So so, ‏nadahosney, ‏خفوق انفاس, ‏princess miroo, ‏bassa, ‏ensho, ‏ghader, ‏khma44, ‏mesho ahmed, ‏وعد بالخير, ‏RWANABDO, ‏نهولة, ‏Electron, ‏rayadeeb, ‏خضره, ‏اسراء حجازى, ‏maimickey, ‏دعاء 99, ‏حنان الرزقي, ‏ام الور, ‏Light dream, ‏nashwa magdy+, ‏سهى منصور+, ‏escape, ‏dada19, ‏shahd shosho, ‏ماريمارر, ‏la luz de la luna, ‏REEM HASSAN, ‏semona, ‏deegoo+, ‏enashady, ‏eng miroo, ‏ياسمين نور, ‏ekbal yussef, ‏الهجرس, ‏زالاتان, ‏forbescaroline, ‏11_roro, ‏نهى حسام, ‏flower 33, ‏ام معتوق, ‏amiraa22bk+, ‏noof11+, ‏ساره يزيد, ‏flower90, ‏sonal, ‏maha_1966, ‏رمـاد الشوق, ‏mona_90, ‏نهيل نونا, ‏بريق العابرين, ‏الآنسة تاء, ‏شوشو العالم, ‏شطح نطح, ‏بياض القلب, ‏mahy15, ‏nona amien+, ‏babo, ‏métallurgier, ‏لين محمد, ‏huzayma, ‏وردة شقى, ‏محمد الناصري, ‏hayaty alquran, ‏HYUNAEXOGIRLL, ‏Noor2568, ‏ghada salah, ‏ام^عزووز, ‏luz del sol+, ‏najla1982, ‏Nor sy, ‏لعنه الحب, ‏لما سعيد, ‏مروة صادق+, ‏ام رناد, ‏beau, ‏roro.rona, ‏Lolita ,,, ‏shoagh, ‏عروب 55, ‏زهرة البانسيه, ‏yoda5, ‏يمنى اياد, ‏**sweet girl**+, ‏tarteel, ‏ام هنا, ‏كريستنا, ‏كتكوته زعلانه, ‏زهرة اللوتتس, ‏prue, ‏beauty anastasia, ‏حور الجنان, ‏نيورو, ‏همسات المطر, ‏الاميره بونى, ‏ebrU, ‏JoryRose, ‏lolo.khalili, ‏princessran, ‏totoranosh, ‏رقاوي, ‏dalloula, ‏مِــزاجـِـيَّة, ‏نور محمد+, ‏Ellaaf, ‏haa lo+, ‏khaoula Ci, ‏sasad, ‏princess amany, ‏KHAD.A, ‏سهر واشواق, ‏سماح الحسين, ‏ToOoOmy, ‏تتعب معاي, ‏مى عبد الرحيم, ‏fibi, ‏Bassantota, ‏ghdzo, ‏نجوى1, ‏وفاء الحب, ‏noraan, ‏سمر 99, ‏كلي جنون, ‏sawpalmetto, ‏امم حور, ‏زينة و نحول, ‏sosomaya, ‏الصقر الصقر, ‏سومة111, ‏فرنسيس, ‏canad, ‏yurii, ‏merna tarek, ‏lovemanga, ‏nada alaa, ‏a_geo, ‏ملاك الرحمان, ‏breathless sound, ‏Nonty Nona, ‏يا من تحب+, ‏Aya youo, ‏ayaoya, ‏هوس الماضي+, ‏fofoo92, ‏بعثرة مشاعر, ‏لؤلؤ واصداف, ‏الفراشه النائمه, ‏lolololy909, ‏toto2009, ‏دودي الخليفي, ‏JOURI05101, ‏زهرة برية, ‏shammaf, ‏كيوانو, ‏noorvay, ‏اغلى ناااسي, ‏

tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 07-05-16, 11:38 PM   #4689

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 321 ( الأعضاء 241 والزوار 80)‏tamima nabil, ‏egyptian and proud, ‏la luz de la luna, ‏s.m..ssous.m.s+, ‏manal abass, ‏سكر نبات, ‏عيوني تذبح, ‏ToOoOmy, ‏ward allel, ‏princessran, ‏Aurora+, ‏roro.rona, ‏هبه ياسين, ‏كادىياسين, ‏داليا انور, ‏mona_90, ‏روح هاربة, ‏رحيل الامل, ‏فتكات هانم, ‏ayaoya, ‏um3bdulla, ‏rontii+, ‏sara-khawla, ‏rainfall+, ‏دوسة 93+, ‏سوما, ‏browen eye, ‏@همس انثى@, ‏نوف بنت ابوها, ‏rasha emade, ‏نوراني, ‏سودوكو, ‏sara zentar, ‏lina eltayeb, ‏زهرة مغتربة, ‏ناي محمد, ‏شموخي اسطورة, ‏gawgaw, ‏sweet hime, ‏fatma ahmad, ‏hnoo .s, ‏fattima2020, ‏غروري مصدره أهلي, ‏aya biry, ‏Souriana, ‏أم لين, ‏amolty, ‏noran assal, ‏last hope, ‏حووووووور, ‏علا علي, ‏lasha, ‏ام علي اياد+, ‏bosy el-dmardash, ‏ronita1417, ‏صرخة وداع, ‏س?ر, ‏رياح النصر+, ‏za.zaza, ‏princess sara+, ‏safy mostafa, ‏hawa500, ‏rashid07, ‏مسره الجوريه, ‏صمت الزوايا, ‏meryamaaa, ‏sara alaa, ‏lizabennete, ‏Totooولا أحلا, ‏قسامية الهوى, ‏angela11, ‏farameme+, ‏زهرة الليلك4891, ‏doudo+, ‏منيتي رضاك, ‏شيمو عصام, ‏حواء بلا تفاح^, ‏mar mar, ‏Engineer Esraa, ‏maha kamal, ‏Riham**, ‏ايه الشرقاوي, ‏هبوش 2000, ‏101So so, ‏nadahosney, ‏خفوق انفاس, ‏princess miroo, ‏bassa, ‏ensho, ‏ghader, ‏khma44, ‏mesho ahmed, ‏وعد بالخير, ‏RWANABDO, ‏نهولة, ‏Electron, ‏rayadeeb, ‏خضره, ‏اسراء حجازى, ‏maimickey, ‏دعاء 99, ‏حنان الرزقي, ‏ام الور, ‏Light dream, ‏nashwa magdy+, ‏سهى منصور+, ‏escape, ‏dada19, ‏shahd shosho, ‏ماريمارر, ‏REEM HASSAN, ‏semona, ‏deegoo+, ‏enashady, ‏eng miroo, ‏ياسمين نور, ‏ekbal yussef, ‏الهجرس, ‏زالاتان, ‏forbescaroline, ‏11_roro, ‏نهى حسام, ‏flower 33, ‏ام معتوق, ‏amiraa22bk+, ‏noof11+, ‏ساره يزيد, ‏flower90, ‏sonal, ‏maha_1966, ‏رمـاد الشوق, ‏نهيل نونا, ‏بريق العابرين, ‏الآنسة تاء, ‏شوشو العالم, ‏شطح نطح, ‏بياض القلب, ‏mahy15, ‏nona amien+, ‏babo, ‏métallurgier, ‏لين محمد, ‏huzayma, ‏وردة شقى, ‏محمد الناصري, ‏hayaty alquran, ‏HYUNAEXOGIRLL, ‏Noor2568, ‏ghada salah, ‏ام^عزووز, ‏luz del sol+, ‏najla1982, ‏Nor sy, ‏لعنه الحب, ‏لما سعيد, ‏مروة صادق+, ‏ام رناد, ‏beau, ‏Lolita ,,, ‏shoagh, ‏عروب 55, ‏زهرة البانسيه, ‏yoda5, ‏يمنى اياد, ‏**sweet girl**+, ‏tarteel, ‏ام هنا, ‏كريستنا, ‏كتكوته زعلانه, ‏زهرة اللوتتس, ‏prue, ‏beauty anastasia, ‏حور الجنان, ‏نيورو, ‏همسات المطر, ‏الاميره بونى, ‏ebrU, ‏JoryRose, ‏lolo.khalili, ‏totoranosh, ‏رقاوي, ‏dalloula, ‏مِــزاجـِـيَّة, ‏نور محمد+, ‏Ellaaf, ‏haa lo+, ‏khaoula Ci, ‏sasad, ‏princess amany, ‏KHAD.A, ‏سهر واشواق, ‏سماح الحسين, ‏تتعب معاي, ‏مى عبد الرحيم, ‏fibi, ‏Bassantota, ‏ghdzo, ‏نجوى1, ‏وفاء الحب, ‏noraan, ‏سمر 99, ‏كلي جنون, ‏sawpalmetto, ‏امم حور, ‏زينة و نحول, ‏sosomaya, ‏الصقر الصقر, ‏سومة111, ‏فرنسيس, ‏canad, ‏yurii, ‏merna tarek, ‏lovemanga, ‏nada alaa, ‏a_geo, ‏ملاك الرحمان, ‏breathless sound, ‏Nonty Nona, ‏يا من تحب+, ‏Aya youo, ‏هوس الماضي+, ‏fofoo92, ‏بعثرة مشاعر, ‏لؤلؤ واصداف, ‏الفراشه النائمه, ‏lolololy909, ‏toto2009, ‏دودي الخليفي, ‏JOURI05101, ‏زهرة برية, ‏shammaf, ‏كيوانو, ‏noorvay, ‏اغلى ناااسي

tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 07-05-16, 11:39 PM   #4690

farameme
alkap ~
 
الصورة الرمزية farameme

? العضوٌ??? » 117266
?  التسِجيلٌ » Apr 2010
? مشَارَ?اتْي » 631
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » farameme has a reputation beyond reputefarameme has a reputation beyond reputefarameme has a reputation beyond reputefarameme has a reputation beyond reputefarameme has a reputation beyond reputefarameme has a reputation beyond reputefarameme has a reputation beyond reputefarameme has a reputation beyond reputefarameme has a reputation beyond reputefarameme has a reputation beyond reputefarameme has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

رفقا بقلوب قراء قد ذابو فى عشق الكلمات
يااااااااااااااا ويلى من فصولك يا مصنع الحلويات


farameme غير متواجد حالياً  
التوقيع
قلبى لايقع تحت اضلعى .......انما قلبى يقع خلف جمجمتى
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:23 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.