آخر 10 مشاركات
عاطفة من ذهب (123) للكاتبة: Helen Bianchin (الجزء الأول من سلسلة عواطف متقلبة) كاملة (الكاتـب : salmanlina - )           »          البجعة الورقية (129) للكاتبة: Leylah Attar *كاملة & تم إضافة الرابط* (الكاتـب : Andalus - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          روايه لا يغرك نبض كفي وارتجافه ضاق بي قلبي وشلته في يدي (الكاتـب : غِيْــمّ ~ - )           »          نقطة، و سطر قديم!! (1) *مميزه و مكتملة*.. سلسلة حكايات في سطور (الكاتـب : eman nassar - )           »          عشقتها فغلبت قسوتي-ج1من سلسلة لعنات العشق-قلوب زائرة-للكاتبة:إسراء علي *كاملة+روابط* (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          صمت الحرائر -[حصرياً]قلوب شرقية(118) - للمبدعة::مروة العزاوي*مميزة*كاملة & الرابط* (الكاتـب : noor1984 - )           »          لك بكل الحب (5) "رواية شرقية" بقلم: athenadelta *مميزة* ((كاملة)) (الكاتـب : athenadelta - )           »          كاذبة للأبد (35) للكاتبة الرائعة: strawberry13 *مميزة & كاملة* (الكاتـب : strawberry13 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: من هو اكثر ثنائي نجح في جذب انتباهكم بقصتهم
قاصي و تيماء 2,118 58.56%
مسك و امجد 738 20.40%
ليث و سوار 761 21.04%
المصوتون: 3617. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree999Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-09-16, 06:29 PM   #7521

malakrohy

? العضوٌ??? » 381205
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 81
?  نُقآطِيْ » malakrohy is on a distinguished road
افتراضي


شكرا تميمة علي مجهودك في تنزيل الفصول من جديد وتسلم ايديكي الفصل اكتر من روووعة وكل مدي ابقي متشوقة جدا للبعده دمتي مبدعة 😍😍😍

malakrohy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-09-16, 06:45 PM   #7522

miss baio2
alkap ~
? العضوٌ??? » 317656
?  التسِجيلٌ » Apr 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,055
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » miss baio2 has a reputation beyond reputemiss baio2 has a reputation beyond reputemiss baio2 has a reputation beyond reputemiss baio2 has a reputation beyond reputemiss baio2 has a reputation beyond reputemiss baio2 has a reputation beyond reputemiss baio2 has a reputation beyond reputemiss baio2 has a reputation beyond reputemiss baio2 has a reputation beyond reputemiss baio2 has a reputation beyond reputemiss baio2 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

مبروك أعاده التنزيل بصراحه انا كنت مفتقده الروايه جدا جدا ومستنيه الفصول الجديده

miss baio2 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-09-16, 07:57 PM   #7523

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسمين نور مشاهدة المشاركة
خاطرة على لسان قاصي إلى تيماء

أعشقك
(أ)
أحبكي دائما وأبدا
أشعر معكي بحنان أمي
وصداقة أختي وحب ابنتي
(ع)
عنواني هو قلبك
(ش)
شوقي إليكي يقتلني
ويحييني ويبعثني
(ق)
قلبي لكي وحدك
(ك)
كل أيامي وسنيني
كل آمالي وأحلامي
تبدأ بعينيكِ وتنتهي عند حدود شفتيكِ

نعم يا مهلكة أنا أعشقك



رهيييييييييييييييييييبة .... رهيبة جدا ... مش معقولة مدى جمالها و الابداع في رقتها
تسلم ايدك والله الف مرة حبيبتي ياسمين
كل حرف فيها هو جمال بعينه



tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 30-09-16, 08:06 PM   #7524

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rymi مشاهدة المشاركة
ممم بما اني هبدا من هنا خليني احييكي تميمة انتي قلم راااائع اوعي تبطلي كتابة ابدااااا انتي الي زيك لازم يكتب كل يوم والله 🤔🤔😉😉
#قاصي و #تيماء .. اجن ثنائي فعلا كش شايفة غير انهم كا ينفعوش غير لبعض هيا خلاصه وهو خلاصها واللي لسا مش قادر يفهمو قاصي انه تيماء مش حتسيبو غير بسببه هو مش بسبب اهلها ميقدروش يأثرو عليها وهو لسا مش مستوعب انه بيوجعها وكل يوم بيدفعها اكتر للطريق دا .. اما تيماء فانا مستغربه برودها وعدم اظهارها وتحكمها لغيرتها كون من اول الرواية وهيا نااار ومتملكة اكتر حتى من قاصي نفسه هيا في طريقها للانفجار وربنا يستر منها 🙄🙄
#امجد و #مسك انا حاسة بمسك جداااا بصراحة بديها عذرها للبدود اللي هيا فيه هي بس بتحمي نفسها من جروح تانية عشان اي جرح تاني حيكون نهايتها بجد اللي مرت بيه لاااا تحسد عليه وكونها فقدت رحمها دا لوحده كفيل يخليها حجر بس املي في امجد ربنا يعينه عليها ويعينه هو على ها التضحية مش سهل ابدا #غدير ايه الحقد دا يا ربي؟؟؟ فعلا في حالات تنطبق على المثل اتقي شر من احسنت اليه بس الحقد مش بيقتل غير صحبه مش حتاذي غير نفسها و عمرها ما حتلقا الراحة ابدا
#ليث بطليييييي يا لهوييييي هو في كدا؟؟؟؟ رجولة وقوة وعشق عشق غييييير محدود بجد ابدعتي في وصفه ورسم شخصية انبهاااااررر فعلا فاق كل الوصف #سوار مشكلتها اللي لسا معترفتش لنفسها واللي انا شيفاها انه هيا ببساطة حاسة بالذنب ناحية سليم اولا لانها ما سلمتوش حقه غير في اخر ايامه وثانيا لانها في داخلها معرفتش تحبه كحبيب ودا اللي مخليها قاسة وعماله تجرح اللي حوليها
#ميسرة دي بتضحكني انا شايفه انها مش بتعمل غير انها بتقربهم لبعض اكتر وهي فكرة انها بتبعدهم 😂😂 بالعكس كل مادا بتثبت غبائها في نظري حتى لو استخدمت الي عمله راجح مش حتلاقي غير حلين اولا ادت ليث الفرصة يتخلص منها نهائي ثانيا هو حيتمسك اكتر من سوار اللي حيخليها تقربلو وتحبو غصب عنها ولو انها ما تستاهلوش يخرب بيته قمر قمر 😍😍😍😍😍
#فريد حاسة انه حيبقى وحيد على طول 😂😂😂
#امين باين قصة جديدة ومعتقدش حيقرب لياسمين مش من نوعه خالص وحيجرها
متشوقة اخيرا اشوف قاصي حيعمل ايه لما يعرف عن عمرو ؟؟؟🤔🤔🤔🤔
اخيرااااا يا تيمو واسمحيلي اقلك تيمو انتي فعلا اسطورة بالتوفييييق يا رب لكي احلى تحية 😍😍😍😍



تعليق كله غاية في الروعة .... الله على جمال كل شخصية فيه
بس اكتر كلمه حبيتها من كل قلبي هي عن تيماء و قاصي
هي خلاصه و هو خلاصها
منتهي الجمال
تسلم ايدك الف مرة حبيبتي على التعليق الاكثر من رائع


tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 30-09-16, 08:29 PM   #7525

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة amolty مشاهدة المشاركة
عزيزتي تميمة تحياتي لكي
الفصل الاخير كان رائعا وفي تغيير ملموس في شخصيات الأبطال
مسك بدأت تلين بعد ان اثارت حنق جميع متابعي الرواية ببرودها الزائد عن حده مع شخصية رائعة مثل أمجد فلعل الفصل الجديد يحمل لنا موافقتها عليه لتبدأ تحديات من نوع اخر
الحقيقة لو صنعت من حجر لكان تفتت من شدة الطرق عليه ان توافق او تقتنع ان من حقها ان تعيش كباقي البشر ومن يرفض أصلا فرصة كتلك
هناك من يعلم من الأطباء ان ما بقي له من عمر لا يتجاوز شهور فيحاول ان يحياها كما لما يحيا الحياة من قبل فيعمل كل ما حرم منه ولو لوقت قصير حتي يحين الأجل
وطبعا الإعمار بيد الله ومن منا يملك اليوم او الغد ؟!
فلم الاكتئاب والاستسلام
سوار اعتقد انها بدأت تميل لليث
اعتقد ان البرج العالي الذي كانت تعتليه قد بدأ ينهار تحت ضربات الليث المستمرة
المصممة
ليث اتمني ان يطلق سراح ميسرة قبل ان تنشر السم في أوصال حياته الجديدة
بالنسبة لراجح
الشخصية الشريرة في الرواية لم أكرهه أبدا رغم افعاله فهو نموذج منتشر لشباب اليوم المشتعل بالعاطفة الجامح
هو نموذج اغلب الشباب
هو شب علي نمط معين من الأخلاق ولم يجد اب يوجهه ومن شب علي شئ شاب عليه
وقد قابلت في حياتي نماذج مثل راجح كثيرة منهم أيضا الكثير ممن هداه الله بعد الزواج او الإنجاب
فدوام الحال من المحال
لعله يهتدي ان يرد اليه زوجته حتي يتربي ابنهم بينهم
وان يتستر علي بدور ليرضي ضميره
نتمني صحوة ضمير لراجح
تيماء بدأت اخيراً تحس بالغيرة !
غيرة بجد من زوجة تحل لزوجها وسبقتها اليه حتي لو ورقيا !
مَش غيرة ونار من واحدة كلمته في الشارع عابر سبيل !
اي حب تدعيه وهي من تذكره بعمله وبيته الثاني ! الحقيقة فاضلها جناحات وتطير زي الملايكه
وتمشي تنور في الشارع ما هي مَش بشر !!!!
مفيش ست تحب ترضي بمشاركة امراه لزوجها او حبيبها باي صورة اي كانت
كنت اعتقد انها بعد حملها ستخيره بينها وبين بيته الاخر وهو حقها لان لا ريماس كانت مراته بجد ولا عمرو ابنه من صلبه
تيماء وابنها اولي كليا به
وإزاي هو بيحبها ويسيبها بالايام من غير ما يطمن عليها وهي حامل وكان هيموت علشان يتأكد ! تناقض غريب
فين خوفه عليها أشهر الحمل الاولي هي الاصعب علي الإطلاق
هي لن تظلمه او تظلم الريماس دي لو خيرته بينهم
حتي تعرف هي واقفة فين من القاصي الداني هذا
الفصل ملئ بالاحداث بشكل يخطف الانفاس
ابدعتي تميمة وموفقة دايما


كمان تعليق في منتهى الرووووووووووووووعة
حبيت كل شخصية فيه , تسلم ايدك حبيبتي ....
بس حبيت اعلق على شيء لاحظته من اكتر من بنت ... انتى تقريبا بتتكلمي عن الفصل 23
عن تناقض قاصي و تركه لتيماء دون ان يطمئن عليها
لا هوا بيكلمها عادي .... بس انا ظنيت ان دا بديهي دون ذكره
هوا حياته استقرت على السفر بين بيتين ... و مكث مع تيماء حوالي اسبوعين ... ترك فيهم ابنه و شغله
فكان لازم يرجع و قضى مع ريماس و ابنه 3 ايام .... لكن بيتصل بيها عادى ....


tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 30-09-16, 08:33 PM   #7526

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Roqaya Sayeed مشاهدة المشاركة
واوووووووووووو الفصل روعه ... صح انا بقرء الفصل للمرة الثانية بس والله كنت مبتسمة وانا بتخيل مشهد قاصي وهو بيعترف بحبه لتيماء
المفتري تعبها لحد ما نطقها للكلمة صح احنا بنعرف انه بيعشقها وبيموت عليها بس يبقى الاعتراف اله طعم اخر .... انا فرحانه معاهم
سوار بتعذب وتجرح ليث كثير ليه كدا يا حبيبي يا ليث
لا سوار ولا ميسرة الساحرة بيستاهلو ليوثي حبيبي
القفلة رهييييييييييييييييييييييي يييييييييييييبه ومشوقة
تسلم ايدك تيمو انا بحبك جدا جدا جدا


رقية يا حبيبة قلبي .... تسلميلي يا رب على اعادة القراءة و التعليقات و دعمك ليا دائما
ربنا ما يحرمني منك ابدا حبي
انتى بجد من احب قرائي لقلبي و من اغلى صديقاتي
تسلميلي يا قمر


tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 30-09-16, 08:40 PM   #7527

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

مسا الورد أنا حنزل الفصل 23 حالا

tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 30-09-16, 08:40 PM   #7528

نداء الحق

نجم روايتي وعضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية نداء الحق

? العضوٌ??? » 122312
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 6,902
?  مُ?إني » العراق
?  نُقآطِيْ » نداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond reputeنداء الحق has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مساء الخيرات والسرور والسعادة على عيونك ياتموم وعلى كل من مر وسيمر ويترك عطر مروره بلايك وتقييم وتعليق يليق بهذا الجمال وبهذه الملحمة المتميزة

قاصي
تختار اسوء الاوضاع واسوء الاوقات لتعترف اعترافاتك المهلكة
وياتيماء انت تنتظرين اعترافا في حين هو يتصرف معك من منطلق ان مابينكم اكبر من كلمات قد تقال وتفقد بريقها فيما بعد
علاقتكما اوطد من اي دم او مشاعر
انها لقيا
انها وطن
انها انتماء
انها علاقة المولود بوالده
انت ابنته وحبيبته وزوجته وامه
انت كل الاناث بكل صفاتهن بحياته
ولكن عمق الالم الذي يعاني منه والمعاناة ستخرج منه وحشا لن يتوقف حتى يكمل انتقامه
وكل خوفي ان يكون هو سبب ابتعادك عنه
لن يفلح اي كان في خرق تلك الحلقة التي تربطكما الا قاصي الحكيم نفسه

لان بيده المفتاح
ماحاجتك للمال ياقاصي
توقف لاتبحث عن اشباح الماضي فتعود اليك بكل قوتها لتطيح بالتوازن الهش الذ بنيته في حياتك


مسك وامجد

رغبة امجد بمسك قوية ولكن تحفها العديد من العوائق اولها مسك وثانيهما عدم قدرتها على الانجاب
المشاكسات التي تحدث بينهما تعود بالتحفز على وجه مسك وتجدد فيها الحياة على الرغم من عدم اعترافها بالامر
هي قد اكتفت من الظهور بمظهر الصلابة في مواجهة كل مايحيط بها وبكل ماألم بها من مصائب
الا انها تستشعر حلاوة ان يكون هنالك من تستند اليه حتى لاتقع
تستشعر حلاوة ان تجد من يجدد فيها رغبتهافي الحياة والعيش والانطلاق بها بكل حيوية
ارجو ان تكون اكثر هدوءا في دراسة طلب امجد


سوار وليث
سوار الانسانة التي وجدت نفسها في يوم وليلة ضمن تسوية لوقف نزيف الدم
سوار التي كازالت تشعر بالذنب تجاه سليم وما حدث له
تحس انها تخون ذكراه وعلى يد من قتلوه
اعتقد انهم لو صبروا عليها وتم الامساك بالقاتل لاصبحت رؤيتها للموضوع اكثر عقلانية
هي تحب ليث كأبن خال لها
تشعر بالاعجاب رغما عنها به ولكن تحارب نفسها بنفس الوقت لكي لاتنجر لما اكثر من ذلك
ليث بنفس الوقت كان حكيما وهو يتدرج معها في العلاقة

ميسرة الدبور جاتك داهية تلفك وترميك في مثلثث برمودوا قولوا اميين انت ونسيم وراجح الكلب وسالم الاجرب
ماهذه العروض المبتذلة
وانت يادكر البط ياسي ليث واقف زي الاهبل والست ميسرة تتمسح فيك
ماهو انت جوز الاثنين جاتك داهية
كنت احترمتك لو كنت طلقت الحقود ميسرة
بس انت اهبل وكل فكرك ان العقرب لن تلدغ


ريماس
جت الحزينة تفرح ملقاتلهاش مطرح
وكل خوفي ان الحقير يجرك بالاهتمام الزائف وياخذك انت وابنك من قاصي كانتقام منه
وانت راح تركضي وترمي حالك تحت رجليه لعله يرضى عنك



ربنا يحرقكم بنار جهنم ياكفرة


ههههههههههههههههه
سلمت يمينك ياتموم


نداء الحق غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس
قديم 30-09-16, 08:46 PM   #7529

bint_balad

فراشة الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية bint_balad

? العضوٌ??? » 99424
?  التسِجيلٌ » Oct 2009
? مشَارَ?اتْي » 1,419
?  نُقآطِيْ » bint_balad has a reputation beyond reputebint_balad has a reputation beyond reputebint_balad has a reputation beyond reputebint_balad has a reputation beyond reputebint_balad has a reputation beyond reputebint_balad has a reputation beyond reputebint_balad has a reputation beyond reputebint_balad has a reputation beyond reputebint_balad has a reputation beyond reputebint_balad has a reputation beyond reputebint_balad has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم تميمه،

جزاك الله خيرا عالابداع اللي بتعمليه، روايه اكتر من رائعه....

لكن لي اراء صغيره على روايتك، لا اعلم أهي ايجابيه؟!!
ولاكون صريحة انا المتابعين الجدد، قرأت الروايه منذ مده قصيره ...
اولا لاشرح نظريتي في بدايات الروايه كان اكثر من راىءع ابداع، بسيط ، جميل تريد ان تعيشه ، وتتمنى ان هناك أشخاص بهذا المواصفات خال من الكريستول، لكن مع تسلسل ونزولا الى فقرات الاخيره، غموض عنف سواد، حقد ، كان صعبا علي ان اهضمه...
ولا سيما في فقرات بعد موت سليم البدري، اقصد سليم ، واختطاف سرار، وزاوجها من ليث...
مع سرعه زواج سرار، ولا الومها من صد ليث لكني كرهتها واشمازيت منها، تجابهه بكل وقاحه، هناك أساليب لمعالجه هذه المواضيع، كيف تنطق باسم رجل اخر لو حتى كان زوجها المتوفي.. عنيف هالمشهد، لم اقدر ان استحمله..

على رأي السيدة لطيفه حبك مش هادي .... حبك قاسي * * * * * * و انا مليت الحب القاسي

حبك جارف .... * * * * * * و انا مليت الحب القاسي

عايزة اكتر من كده بعد * * * * * * عايزة ااقل من كده قلب

عايزه تبعد عن قلبي * * * * * * عايزة حب هادي

ده انا ملين من الجارف
فالله يخليكي خففي علينا ياتيمووا، وماتدخلوش علينا بالتقيل،


bint_balad غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-09-16, 08:46 PM   #7530

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

الفصل الثالث و العشرون :

( راجح !! .............. )
نطقتها مجددا بصوتٍ ذاهل و كأنها تحاول طرد تلك الصورة من مخيلتها ... لعله حلم كئيب من احلامها التي اعتادتها على مدى السنوات الماضية ....
نبرتها المرتجفة , جعلته يفيق من نظرته الطويلة المتجهمة التي كان يراقب بها عمرو بحدة .... فرفع عينيه لينظر اليها ...
حينها فقط عاد العبث القاسي الى عينيه وهو يتأملها بوقاحة قائلا بسخرية
( نعم راجح .... هل تتذكرين الاسم أم أنكِ تختبرين اعادة لفظه بطريقة جديدة ؟! ..... )
كانت ريماس تتراجع دون ارادة منها و هي تنظر اليه بعجزٍ غير مصدقة ... بينما تقدم هو مغلقا الباب بقدمه دون أن يرفع عينيه عنها ... ثم تابع قائلا بهزلٍ عنيف
( أتذكر حين كنتِ تنطقين اسمي همسا و توسلا مشتاقا في كل مرة ... فماذا حدث ؟!! و من تلك المرأة الغريبة التي تقف أمامي مذهولة !! ..... )
ابتلعت ريماس ريقها و هي تنظر اليه بصدمة , كان ذهولها قد تضائل قليلا , الا أن مرآه أمامها الآن بدمه و لحمه يجلب لها ذكرياتٍ موجعة , فضلت أن تنساها منذ سنواتٍ طويلة ...
ذكرى والدها الذي طردها من بيته للأبد ..
ذكرى أمها و هي تنتحب مشيحة بنظرها عنها , غير قادرة على كسر أوامر والدها ...
ذكرى الاتصال الذي وصلها يخبرها بوفاة أمها دون أن تراها ...
ذكرى ابنها الذي مات و أوجع قلبها على الرغم من أن الموت كان راحة له مما قد يعانيه وقتها ....
ارتجفت شفتاها و هي ترى شريط حياتها منذ أن اقتحمها راجح .... شريط أسود اللون يمر أمام عينيها الحزينتين ...
راجح لم يجلب لها سوى الخراب في حياتها و رغم ذلك لم تستطع مقاومته أبدا ... كانت تمنحه طرف الطوق الذي يخنقها به كل مرة ... ثم يتركها ذليلة وضيعة .... دون كرامة ... ميتة دون حياة .....
مرت عدة لحظات و هي تخضع الى تقييمه الوقح لها .... تقييم أخبرها بوضوح , كم كبرت ... و كم تركت السنوات على ملامحها و جسدها آثارا أزيد من المفترض ...
آثارا نتيجة الإدمان لفترة .... حمل يلي حمل .... وحدة و ذل ......
لم تعد نفسها الجارية الفاتنة ذات العشرينات من عمرها .... بل باتت امرأة ذاقت الأمرين في نضجها ....
وجدت صوتها أخيرا فقالت بنبرة أجشة مرتجفة
( ماذا تفعل هنا يا راجح ؟؟ ......... )
ارتفع حاجبه بسخرية و قال هازئا
( الا تملكين أي قدرٍ من الضيافة ؟!! ...... لقد تغيرتِ فعلا , أتذكر حين كنت ..... )
هتفت ريماس بقوة و ألم و هي تنظر الى عمرو بطرف عينيها
( كفى ........... )
أجفل عمرو و انتفض في مكانه , فتمالكت نفسها و أغمضت عينيها للحظة قبل أن تعاود فتحهما , لتقول بخفوت هامس
( كفى أرجوك ........ لا تفعل ..... )
ازداد التواء ابتسامة راجح قسوة , بينما قال ببساطة وهو يتحرك ليتأمل المكان بتعالٍ
( لا بأس ..... لدينا كل الوقت كي نعيد ذكرياتنا القديمة سويا على أقل من مهل .... )
صمت للحظة وهو يتابع نظراته باستعلاء واضح ثم قال أخيرا بتكبر
( اذن هذا هو العش الذي اختاره لكِ ابن الحرام كي يأويكِ به !! ....... ألم يكن لديه مكان أفضل قليلا ؟!! .... )
نظرت ريماس الى عمرو الذي كان يراقبهما باهتمام و تحفز و هي تشعر بطعنة كلمات راجح تقتلها دون رحمة ...... ثم اعادت نظرها اليه , لتقول بفتور مرتجف
( على الأقل كان لديه مكان لي .... و لابني ...... )
شتمت لسانها الغبي الذي ذكره بعمرو فعاد ينظر اليه بحدة , يراقبه من جديد .... الا أنها قالت بصوت متوتر و هي تفرك أصابعها
( ادخل غرفتك الآن يا عمرو ......... )
نظر اليها عمرو عاقدا حاجبيه دون فهم .... لكنه قال محاولا أن يؤخر أمر دخوله
( سنتأخر على موعد حافلة المدرسة ........ )
ردت ريماس مبتسمة بتوتر بينما العرق يغطي جبهتها
( لا يزال الوقت مبكرا حبيبي .... ادخل و العب قليلا .... )
تحرك راجح ليرتمي على الأريكة المريحة بأريحية وقحة و كأنه يمتلك المكان , ثم قال واضعا ساقا فوق أخرى آمرا ....
( انتظر يا ولد ....... تعال الى هنا .... )
توقف عمرو ينظر اليه , بينما قالت ريماس بذعر مترجي و هي تنقل عينيها بينهما
( راجح !! ......... )
الا أنه لم ينظر اليها و لم يهتم بها حتى ... بل تابع مراقبته الحادة الى عمرو الذي كان يبادله النظر مقطبا بتحفز ... فأعاد راجح آمرا
( ألم تسمع ما أمرتك به يا ولد .... لقد أمرتك بالإقتراب , أم أنك جبان ؟!! ...... )
قال عمرو عابسا
( أنا لست جبان ...... و أنا لست ولد ....... )
ارتفع حاجبي راجح بدهشة قليلا , قبل أن يضحك عاليا ضحكة قصيرة , قال بعدها ...
( تعال اذن و أرني أنك لا تخاف ال ......... غرباء ...... )
نظر عمرو الى أمه نظرة واحدة , و كانت تبدو في حالة من الذعر و كأنها تخشى أن يقتل راجح ابنها لو اقترب منه .... أو يصيبه بشيء ....
لكن عمرو تحرك على غير عادته ... فهو عادة يرفض الإختلاط بالأغراب , لكنه أخذ يخطو بحذر تجاه راجح الى أن وصل اليه , فوقف أمامه بجوار ركبتيه ... بينما كان راجح ينظر اليه نظرة قوية دون أن يتحرك من مكانه ..... ثم قال أخيرا بصوتٍ ساخر , الا أن السخرية لم تصل الى عينيه
( جيد ..... يبدو أنك لا تخاف رغم منظرك الضعيف , ما هو اسمك اذن ؟؟ ..... )
رد عمرو قائلا بصوت خافت و بعبوس
( عمرو ........... )
كان راجح لا يزال يتأمله مليا قبل أن يأمره بخشونة
( الا تستطيع نطق اسمك كاملا يا ولد !! ........ )
تردد عمرو قليلا الا أنه قال في النهاية بخفوت
( اسمي عمرو راجح الرافعي .... و أنا لست ولدا , الأستاذة تستخدم هذه الكلمة للتوبيخ ..... )
لم يهتم راجح الى عبارته الأخيرة , بل بدا و كأنه يتذوق الإسم للمرة الأولى , بينما هتفت ريماس بتوسل
( أرجوك ..... أرجوك دعه يدخل غرفته فهو ...... يجب أن يستعد للمدرسة .... )
كان راجح لا يزال ينظر الى عمرو , قبل أن يأخذ نفسا عميقا قبل أن يلوح اليه بعجرفة كي يبتعد , لكن عمرو ظل ينظر الى أمه قليلا فهمست له مترجية
( اسمع الكلام حبيبي .... هيا اذهب ..... )
جرى عمرو الى غرفته بينما وقفت ريماس ... مغمضة العينين , مطرقة الرأس بخنوع أمام راجح الذي كان يجلس أمامها بسلطة , يخضعها الى تأمل حاد .... و كأنه يقصد أن يذلها أكثر مع كل نظرة ....
الى أن همست أخيرا دون أن تفتح عينيها
( لماذا أتيت يا راجح ؟؟ ....... لماذا ؟؟ ..... )
ساد الصمت لعدة لحظات , قبل أن يقول ببساطة أشد قسوة من الصراخ
( أتيت كي أرى ...... ابني ...... )
فتحت ريماس عينيها بعنف و هي تهتف
( ابنك !!!! ....... )
نظرت الى غرفة عمرو بهلع , قبل أن تعيد عينيها الى راجح مخفضة صوتها قليلا لتقول بقسوة
( منذ متى يا راجح ؟!! ..... متى كان عمرو ابنك ؟؟!! .... )
ارتفع حاجبيه وهو يقول بلامبالاة زادت من رعبها
( عمرو ابني منذ تكونه في أحشائك ..... اسمي الذي يلي اسمه يؤكد ذلك .... )
قالت ريماس مندفعة و كأنها تدافع أمام جلاد ظالم
( الاسم لا يعني شيئا ..... هو لا يعرفك ... )
ابتسم راجح ليقول هازئا
( الاسم يعني كل شيء .... لن يمر وقت طويل قبل أن يستوعب أنني أنا والده , و ليس ابن الحرام الذي يأوي أمه .... و يطعمها لقاء القليل من المتعة المتبقية في جسدها الجاف الجائع .... )
هتفت ريماس بأنين متألم ... كحيوان صغير يحتضر
( لماذا عدت ؟؟!! ..... ما الذي ذكرك بي , كي تعود و تذلني أكثر ... لقد خرجت من حياتك للابد أنا و ابني ... فماذا تريد منا ؟!! ...... )
نهض راجح من مكانه ليقول بصوتٍ كريه وهو يخترقها بنظراته الحادة
( أنتِ آخر ما يهمني .... انظري الى نفسك , لست سوى بقايا امرأة مثيرة للشفقة ... تحيا على التسول بجسدها المتهالك .... كل ما يهمني هو ابني ..... )
صمت للحظة قبل أن يقول بصوتٍ قاطع مخيف و قد اختفى الهزل من عينيه تماما
( أريده ......... )
صرخت ريماس برعب و هي تتحرك لتقف في الطريق المؤدي الى غرفة عمرو
( على جثتي ...... لن تأخذه , الا على جثتي ..... )
ضحك راجح فجأة عاليا , قبل ان يقترب منها ببطىء الى ان وصل اليها , فارتجفت و كادت أن تسقط , الا أنها تماسكت و هي ترتعش بدموعٍ حبيسة في عينيها ... بينما وقف راجح ملاصقا لها , و أنفاسه تلفح وجهها ... تكاد أن تحرقه ..... ثم قال بسخرية مخيفة ... خافتة ....
( و ماذا تظنين نفسك ؟!! ..... ما أنتِ الا جثة يا ريماس ... لذا سيكون أخذه منكِ أسهل و ارخص من استسلامك لي .... )
رفعت وجهها اليه و هتفت بقسوة رغم الدموع التي انسابت على وجنتيها
( لن يحدث يا راجح ..... كل ما فات بيننا من ماضٍ مخزي في كفة .... و ابني في كفة أخرى .... لن أستسلم لك مطلقا .... سأحاربك .... )
ارتفع حاجبي راجح قليلا و شفتيه تلتويان بسخرية , قبل ان يقول بنبرة غريبة
( يبدو أن بعض الروح لا تزال تنبض بكِ !! ..... أتسائل عن وجود أشياء أخرى حية لا تزال تسكنك !!! ... )
و قبل أن تفطن الى مقصده ... شعرت بيده الساخنة تلامس خصرها فوق قميص نومها الحريري الطويل , فشهقت و هي تنظر اليه بعينين متسعتين صدمة ....
ابتسم راجح وهو يدرك جيدا ما يفعله ... بينما تحركت أصابعه في حركة اغواء لا تكاد أن تكون ملحوظة ...
فازداد شهيقها الصامت ... بينما همس في أذنها
( أتتذكرين تأثير لمستي بكِ ؟!! ........ )
أطبقت ريماس عينيها بشدة و هي تبتلع ريقها بصعوبة ... فارتفعت أصابع يده ببطىء على طول جسدها مما جعلها تنتفض بعنف تحت حركة أصابعه التي وصلت الى عنقها تتحسس تشنجه المؤلم ... فأفلتت منها تنهيدة حادة ... جعلته يبتسم وهو يهمس لها برفق
( لم ينسى جسدك أصابعي أبدا ..... )
كان لكلماته تأثير الصفعات اللاطمة على وجهها ... ففتحت عينيها و هي تشهق بصوتٍ عالٍ ... متراجعة للخلف برعب و كأن أفعى سامة لامستها الى أن ارتطم ظهرها بالجدار بينما طوقت صدرها بذراعيها , علها تمنع سرعة حركته المذعورة ....
استمر الصمت بينهما لعدة لحظات و كل منهما ينظر الى الآخر ... ما بين ذعر ريماس و الدموع الجافة على وجنتيها و الصدمة البادية في عينيها ... صدمة من نفسها و ردة فعل جسدها قبل أن تكون صدمة منه ... و بين السخرية الظاهرة في عينيه ....
كانت على وشك السقوط أرضا , الا أنه قال في النهاية مبتسما وهو يتراجع للخلف
( ربما لن تحاربين حقي ..... بالقوة المطلوبة , يا ريماس ...... )
لم تستطع النطق ... بل لم تسمعه من الأساس , لكنها رأته وهو يرفع اصبعيه الى جبهته مودعا وهو يقول ببساطة
( أراكما قريبا ......... )
و أمام عينيها الذاهلتين رأته يبتعد الى أن خرج من الشقة مغلقا الباب خلفه .... أما ريماس فقد ظلت ملتصقة بالحائط ... تحيط جسدها بذراعيها و هي تنظر الى الباب المغلق بذعر الى أن سقطت أرضا و هي تشهق باكية بصمت .... كاتمة صوت نحيبها كي لا يصل الى عمرو ...
.................................................. .................................................. .....................
بعد ساعتين من الزمن و ما أن استطاعت تمالك نفسها بصعوبة ....
كانت ريماس في غرفة عمرو ... مستلقية معه على سريره , تضمه الى صدرها و تتنعم بنعومة شعره على وجنتها ...
عيناها حمراوين و منتفختين ... و هي تنظر بشرود الى البعيد ... بينما عمرو مستكين بين ذراعيها تماما و كأنه يمنحها راحة لا يستوعبها بسنوات عقله الصغير ...الا أنه قال بخفوت
( لماذا قررتِ ان أتغيب من المدرسة يا أمي ؟!! ..... ... كنت قد ارتديت ملابسي و مستعدا للذهاب ... قالت الأستاذة الا نتغيب كثيرا كي لا ننسى الكلمات الجديدة التي نتعلمها كل يوم .... )
ربتت ريماس على شعره تتخلل خصلاته الناعمة بشرود و هي تهمس باعياء
( أنا تعبت قليلا حبيبي .... و أحتاجك الى جواري , تساعدني و لا تتركني .... أبدا ..... )
دفن عمرو وجهه في صدر أمه وهو يقول بوداعة
( لن أتركك أبدا .......... )
أغمضت ريماس عينيها و أفلتت منها شهقة بكاء عالية دون ارادة منها , فضمها عمرو اليها أكثر وهو يقول دون أن يستوعب
( لا تبكي ...... لن أتركك .... )
الا أن ريماس لم تستطع الصمود , فعادت تبكي و تبكي .... و هي تشدد من ضم عمرو الى صدرها , و بعد فترة طويلة ... رفع عمرو وجهه اليها وهو يقول بحيرة
( أمي ..... من كان هذا الرجل الذي أتى الى هنا و أغضبك ؟؟ ..... )
تسمرت ريماس مكانها فجأة ... و تصلب جسدها , قبل أن تنظر الى عمرو بعينيها المنتفختين الواسعتين , قبل أن تمسح وجهها بظاهر يدها و هي تقول محاولة الكلام بجدية و تحذير
( هذا شخص خطير يا عمرو ...... اسمعني جيدا , لو أتى هذا الرجل الى مدرستك أو رأيته في أي مكان فلا تذهب معه مطلقا مهما أقنعك .... هل تتذكر ما قلناه عن عدم الذهاب مع الغرباء مهما كانو لطفاء و مقنعين ؟!! ..... اياك يا عمرو أن ترافقه أو ترافق أي شخص غريب الى أي مكان .... مطلقا .... لن يصطحبك الا أمك و قاصي ... والدك ..... فقط .... لا مخلوق سوانا ..... مفهوم حبيبي ؟؟ ...... )
نظر اليها عمرو و قال ببساطة
( و تيما .......... )
تصلبت نظرات ريماس , قبل ان ترفع عينيها الى السقف باحساس قميء .... يرافقه طعم الصدأ في حلقها , فقال عمرو حين لاحظ صمتها
( لو اتت تيما الى مدرستي كي تصطحبني ... فهل اذهب معها ؟؟ ...... )
تأففت ريماس بصوتٍ عالٍ ثم قالت ببرود خافت
( ريماس تسكن في مدينة أخرى حبيبي ..... انساها الآن و استمع الى جيدا .... )
أمسكت بجانبي وجهه بقوة كي تستجمع كل اهتمامه , ثم قالت مخاطبة عينيه بصوت هامس بطيء
( عمرو .... هذا الرجل الذي أتى الى هنا , سيكون سرا بيني و بينك .... لا تخبر به أي مخلوق .... اتفقنا ...... اي مخلوق يا عمرو ..... )
ظل عمرو صامتا قليلا .... قبل أن يوميء برأسه دون رد وهو يستشعر خطورة نبرة والدته , و التي قالت بهمس اكبر
( حتى قاصي ....... لأنه سيغضب منا لو علم بأننا سمحنا له بالدخول .... فسيقاطعنا و لن يكلمنا مجددا .... )
همس عمرو بخفوت مؤكدا
( لن أخبره مطلقا .......... )
ابتسمت ريماس بحزن و هي تداعب شعره بألم .... الا أن صوت مفتاح في باب الشقة جعلها تنتفض بذعر ناظرة الى باب الغرفة بهلع .... بينما قفز عمرو هاتفا بسعادة
( أبي ...... أبي ...... لقد عاد أبي ...... )
و دون انتظار , كان قد قفز من بين ذراعي والدته ليجري الى باب الشقة حيث دخل قاصي و القى المفاتيح جانبا قبل ان ينظر الي عمرو رافعا حاجبه وهو يقول بصرامة خادعة
( لماذا تغيبت عن المدرسة ؟!! ............ )
قفزت ريماس من سرير عمرو جريا وراءه كي تمنعه من الكلام .... الا انها تسمرت مكانها , تبتلع ريقها و هي ترى قاصي وهو يرفع عمرو فوق كتفيه عاليا , بينما هتف عمرو بجذل
( لأن أمي كانت مريضة و تحتاجني بجوارها ...... )
رفع قاصي وجهه الى ريماس التي كانت واقفة في بداية الرواق ... متصلبة و مكتفة ذراعيها , فنظر الى عينيها المتورمتين الحمراوين ووجهها الشاحب قبل ان يقول بتفكير
( حقا !! ........ )
أومأ عمرو برأسه وهو يقول بقوة
( كانت مريضة جدا ...... و كانت تبكي لأن ..... )
هتفت ريماس بذعر و هي تفك ذراعيها
( كفى يا عمرو .... أنت تقلق والدك دون سبب , سيغضب منا و لن يكلمنا لو ..... بالغنا , اتذكر !! ... )
أومأ عمرو برأسه ... بينما اقترب قاصي من ريماس التي اخفضت وجهها باحساس بالذنب ما ان واجهها بنظراته التي تخترق كيانها و كأنها كائن شفاف ..... وصل اليها حاملا عمرو فوق كتفيه , ثم قال باهتمام
( هل أنتِ بخير ؟!! ........ )
رفعت وجهها الشاحب اليه و قد بدت عيناها منتفختان وواسعتان بشدة .... لكنها اومأت بعصبية و هي تقول مؤكدة
( طبعا ....... طبعا بخير ........ لماذا لا أكون بخير ؟؟..... )
عقد قاصي حاجبيه قليلا , وهو ينظر اليها بترقب , فتهربت من نظراته بعينيها و هي تشبك اصابعها بتوتر ... فقال ققاصي بخفوت
( لا تبدين كذلك ..... هل آخذك الى الطبيب ؟؟ ..... )
رمشت بعينيها قبل أن تهز رأسها و هي تدلك ذراعها
( لا ..... بالطبع لا ...... أنا فقط ...... كنت مرهقة و لم أستطع النزول مع عمرو لانتظار الحافلة ... )
أنزل قاصي عمرو من فوق كتفيه وهو يضربه على كتفه قائلا
( حسنا يا بطل .... لا مفر اذن من اصطحابك معي الى المطبعة , اذهب و ارتدي ملابس الخروج .... اسرع و الا ذهبت وحدي .... )
راقبت ريماس عمرو وهو يجري الى غرفته , ثم استدارت الى قاصي قائلة بتوتر
( لماذا تأخذه معك ؟! ..... اتركه معي أرجوك ..... )
وضع قاصي يديه في خصره وهو يقول بخفوت أجش
( وضعك لا يعجبني ...... لماذا كنتِ تبكين ؟!! ........ )
رفعت ريماس عينيها اليه و قالت باجهاد بعد فترة
( و هل تهتم ؟!! ............ )
ازداد عبوس قاصي وهو يقول مؤكدا
( بالطبع أهتم ..... أنت أم عمرو و لا أريد سوى أن أراكِ في أفضل حال , ..... )
استدارت ريماس عنه و هي تتنهد بصمت شاردة في البعيد ..... ثم همست بعذاب
( أنا لست في أفضل حال ....... لست في أفضل حالٍ أبدا ...... )
ظل قاصي يراقبها طويلا بحاجبين منعقدين , قبل أن يقترب منها ثم وضع كفيه على كتفيها برفق فانتفضت لكنها لم تبتعد ... فقال قاصي بخفوت
( لو أردتِ فسوف أمنحك الطلاق لتتزوجين ..... و أنا أتكفل بعمرو .... )
ظلت ريماس على صمتها لعدة لحظات قبل أن تقول من بين أسنانها
( لو طلقتني فسوف آخذ عمرو و نسافر للأبد .... و لن ترانا مطلقا , لو كنت أحتاج لمجرد مالك لاستطعت بيع جسدي و الحصول على الكثير منه .... )
ازداد عبوس قاصي و قال بخشونة و سطوة
( لا تتكلمي بهذا الرخص ..... بذلت معكِ مجهود جبار حتى أصبحتِ امراة محترمة .... بعيدة عن السموم و التخاذل و القرب من بيع جسدك كما تقولين طلبا للمخدر .... تعبت الى أن جعلت منكِ أم لا تفكر سوى في مصلحة ابنها بعد أن جنت عليه و على أخيه بانجابهما من والد نذل ...... ريماس , أن الأوان لتتعبي قليلا كي تعوضي ابنك عن فقدانه لوالده الذي رماه دون ذنب لمجرد أنكِ ضعفت و استسلمتِ له للمرة الثانية دون كوابح ....... )
ظلت ريماس توليه ظهرها و هي تغمض عينيها بألم , فأدارها نحوه كي تواجهه الا أنها ابقت وجهها منخفضا , لكنه قال بصوت أكثر تهديدا
( لا اريد سماع التهديد بحرماني من عمرو مجددا ....... هل كلامي واضح ؟!! ..... لي فيه أكثر مما لكِ و سأحاربك أنت شخصيا لو تطلب الأمر ....... )
رفعت ريماس يدها الى جبهتها و هي ترتجف فعليا .... فتنهد قاصي ثم أبعد يدها عن جبهتها وهو يقول بخفوت
( لم أقصد أن أكون قاسيا معك و أنتِ متعبة نفسيا الى هذا الحد .... أعرف أنكِ تعانين يا ريماس , لكن ليس بوسعي مساعدتك فيما تطلبين .... الأمر خارج عن ارادتي ..... )
هزت ريماس رأسها و هي تقول بعصبية و أنين
( أعرف .... اعرف ...... لأنك مدموغ باسم حبيبتك الصغيرة التي تتحكم بحياتك و جسدك و كل كيانك .... و رغم ذلك لم تستطع اقتحام الهوة السوداء بداخلك لأنك لم تسمح لها بعد .... )
عبس قاصي و عقد حاجبيه , فاقتربت منه و همست من بين أسنانها بغضب
( أنت لن تخدعني يا قاصي ..... أنا هي من تعرف ذلك السواد بداخلك و تفهمه جيدا , لكن هي ..... هي تحيا في النور و تظن نفسها قادرة على جذبك اليه .... )
ابتعد عنها قاصي يزفر بعنف ....فاقتربت منه ريماس لتمسك بكفه و هي تغرس اظافرها في راحته مترجية بأنين عالٍ
( دعنا نسافر ..... نبتعد للأبد ..... أرجوك يا قاصي , دعنا نأخذ الشيء الوحيد المتبقي لنا و نبتعد من هنا ..... )
استدار اليها قاصي ذاهلا وهو يهتف بعنف
( هل جننتِ ؟؟ ..... أتريدين مني ترك تيماء و الهرب ؟!! ....... إنها الآن تحمل .... )
الا أن عمر كان قد خرج في تلك اللحظة وهو يهتف
( هيا يا أبي ...... أنا جاهز ..... )
اخفض قاصي وجهه ينظر اليه ... يتأمل ملامحه الشبيهة بملامحه هو تماما , حتى أنه يكاد أن يقسم على أنه ابنه بالفعل ... فداعب شعره مبتسما بحنان قبل أن ينخفض على عقبيه ليعقد رباط حذائه قائلا بخفوت
( كم مرة علمتك عقد الرباط ؟؟ ..... و كل مرة تتركه مفكوكا لتتعثر به و تسقط على أسنانك .... )
قال عمرو بسعادة
( أنا أتركه مفكوكا لتربطه أنت ........... )
رفع قاصي وجهه الى مستوى وجه عمرو , ثم قال مبتسما
( حسنا أيها المخادع ..... هيا بنا , لكن ابتعد عن الماكينات و عن عم محمود ... و عم عبد العال .... لأنهم هددوني بغلق المطبعة في اليوم الذي سأصطحبك فيه .... )
رفع عمرو يده و قال ملتزما
( لن أقترب منهم ..... أقسم على هذا ..... )
انتصب قاصي واقفا , ثم استدار الى ريماس قائلا بخفوت وهو يخرج شيئا من جيب بنطاله
( قبل أن أنسى ..... هذه هي مصاريف الشهر و فوقها مقدار ما يحتاجه عمرو للمدرسة ..... )
وضع الرزمة الصغيرة على الطاولة بجوارها .... فقالت ريماس ساخرة
( هل تنال تيماء مثل ما أناله ؟!! ...... )
عبس قاصي و قال محذرا
( لا شأن لكِ ....... هل ينقصك شيء و لم ألبيه ؟!! ..... )
نظرت الى عينيه طويلا , ثم همست بلهجة حزينة ذات مغزى
( نعم ........... )
تنهد قاصي بصوت عالٍ وهو يرجع شعره للخلف بأصابعه قائلا بصرامة
( هيا بنا يا عمرو ........ لقد تأخرنا .... )
هتفت ريماس من خلفه تقول
( تناول افطارك على الأقل ...... لقد وصلت من السفر لتوك .... )
نظر اليها قاصي قائلا بجفاء
( تناولته مع تيماء ............. )
رفعت ريماس حاجبيها وهي تنظر الى الساعة التي كانت تشير الى الثامنة و خمسة عشر دقيقة .... فقالت بسخرية
( متى تناولته معها ؟!! ........ )
رد عليها قاصي بجفاء وهو يتحرك محضرا بعض الأغراض الخاصة بعمرو في حقيبة
( أعدته تيماء بنفسها بعد استيقاظها فجرا لاداء الصلاة .......)
بدت ملامح ريماس متصلبة ... شاحبة و جافة تماما , مثلما وصفها راجح تماما .... لكنها قائلت بسخرية مريرة
( ما ألطفها .... ألم تعد لك بعض الشطائر للسفر أيضا ؟؟ ...... )
قال قاصي بعنف
( هيا بنا يا عمرو ....... )
لكنه ما أن تحرك عدة خطوات حتى نادت ريماس من خلفه برجاء
( قاصي ......... )
توقف مكانه دون أن يستدير اليها , فهمست برجاء
( لا تغفل عن عمرو لأن ...... قلبي ليس مرتاحا ..... أرجوك ... )
التفت قاصي اليها قليلا ثم قال بخفوت أجش
( لست في حاجة الى تحذير ...... أنا أرعاه بحياتي ....... )
ترددت ريماس قليلا ثم همست بصوتٍ أكثر ضعفا
( قاصي ....... هل لي برجاء آخر من فضلك ؟؟ ...... أرجوك لا تخذلني .... )
استدار اليها و قال بجفاء
( ماذا تريدين ؟؟ .......... )
ردت عليه ريماس بصوت يرتعش و عينين قلقتين
( هلا قضيت ليلتك هنا ؟؟ ....... أرجوك , سأعد لك الفراش و أنام أنا على الأريكة , ....... لا تدعني أترجاك أكثر ... )
نظر اليها قاصي بضيق طويلا , فهمست مبتسمة
( هيا يا قاصي ..... لن أتهجم عليك ليلا أثناء نومك , يمكنك سحقي على الحائط لو اقتربت منك .... )
ابتسم رغم عنه , ثم قال أخيرا بصوت أجش
( لا بأس ...... سأبيت الليلة هنا , اعتني بنفسك .... كلي شيئا و رفهي عن نفسك و أنا سأريحك من عناء العناية بعمرو طوال اليوم ..... )
ابتسمت له و هي تومىء برأسها دون جواب ..... فانصرف قاصي و عمرو مغلقا الباب خلفهما , بينما وقفت ريماس في منتصف الشقة ... لتحرر ما بداخلها فجأة و تهتف بعذابٍ موجع رافعة رأسها للأعلى .... محيطة جبهتها بذراعيها
( ياللهي ...... ياللهي ..... أكان كابوسا أم حقيقة ؟!! ......... )
.................................................. .................................................. ....................
ارتفع حاجبي ميسرة و هي تحاول استيعاب ما سمعته للتو من نسيم .... بينما فغرت شفتيها المكتنزتين الحمراوين بذهول و هي تهمس
( يا ويلتي على نساء عائلة الرافعي و فضائحن !!! .... الستر علينا يا ربي , سلمت نفسها له قبل الزفاف ؟!!! ...... يا مصيبتها و السواد المحيط بها ..... )
همست نسيم بصوت خفيض
( وكيلك الله هذا ما سمعته يا سيدة ميسرة ........ )
بدت ميسرة شاردة تماما و هي تفكر فيما سمعته للتو , بينما همست و كأنما تحادث نفسها
( لكن بأي شيء تفيدني هذه المعلومة ؟!! ..... ماذا لو افتضح امرها , بما أستفيد أنا ؟!! ..... )
قالت نسيم باهتمام
( هل تقولين شيئا سيدة ميسرة ؟!! ........... )
عبست ميسرة و هي تنظر اليها قائلة بصلف
( اخرسي و لا تسألي ...... أعيدي على مسامعي ما سمعتهِ في بداية الحوار .... ما يخص سيدتك سوار .... بسرعة و لا تنسي حرفا واحد ..... )
اقتربت نسيم منها اكثر و همست في اذنها و هي تنظر الى الباب برعب , تخشى أن يدخل أي أحد , حينها سيقتلها السيد ليث و يمثل بجثتها .... فهي باتت تعلم جيدا طبعه و عقوبة من يحاول تجاوز حرمة بيته ....
" أنا أعرف ما فعله راجح معكِ ........"
عقدت ميسرة حاجبيها بينما برقت عيناها بشراسة و هي تهمس
" ماذا فعل معها ؟!! ...... ليت ما في بالي صحيحا !!! .... تابعي بسرعة ... "
بدت نسيم مترددة ... مهزومة الملامح , منكسرة العينين و هي تنظر الى الباب , فقرصتها ميسرة بعنف مما جعلها تشهق ألما ... الا أن ميسرة كتمت فمها و هي تقول بصوت خفيض متوحش
( اخرسي ..... اياك أن يعلو صوتك , انطقي و الا والله سوف أشردك و أتسبب في طردك من البلد للأبد ... لو لم أحصل منكِ على خبر يساوي قيمته فسوف أجعلك تندمين طوال عمرك .... )
ارتسم الرعب في عيني نسيم و هي تهمس
( و ما ذنبي يا سيدة ميسرة ؟؟ ..... اخبرتك عن خبر مهم للتو .... )
همست ميسرة من بين أسنانها بنبرة خفيضة مرعبة
( أريد ما يخص سيدتك سوار ..... أخبريني كل كلمة , و الا عذبتك في كل يومٍ متبقي من حياتك .... انطقي بما تخفينه .... )
بدت نسيم عاجزة و هي تعض أصابعها رعبا .... تتذكر الفرشاة الذهبية التي أهدتها لها سوار ... و معاملتها الطيبة ..... و الأكل الفخم الذي تتناوله هنا , و الذي لم تتذوق مثله في حياتها ....
فالسيدة سوار تجبرها على الأكل من نفس الطعام الذي تتناوله مع السيد ليث ....
انها ..... طيبة , لا تستحق الأذى ......
همست ميسرة بنبرة ظفر قاسية
( أعلم أن هناك خبر مجزي ..... أراه في مقلتي عينيكِ ..... لذا ستنطقين به أو أدبر لكِ جريمة .... ربما كانت شرف مثلا !! ..... )
فغرت نسيم فمها بذهول .... و هي ترى ملامح ميسرة و قد تحولت الى ملامح شيطانية مرعبة ....
فابتلعت ريقها و همست تقول بعجز
( قالت الضيفة .... قالت الضيفة ..... قالت أنها علمت بأن السيد الذي يدعى راجح أجبر .... أجبر السيدة سوار على ..... على ....... )
قرصتها ميسرة مجددا بطريقة أكثر عنفا و هي تهمس بجنون من بين أسنانها
( انطقي أو أقتلع لحمك بين أصابعي ..... على ماذا أجبرها ؟؟ ...... )
أخفضت نسيم وجهها و همست بصوت مختنق
( أجبرها على قضاء ليلة ..... معه ....... )
للحظات تسمرت ملامح ميسرة تماما و كأنها تحولت الى صنم , قبل أن تبدأ في التحول تدريجيا ... فأخذت عيناها تتسعان ... و تتسعان ...ليظهر بهما بريق شبيه بمن تقمصه الجن ....
قبل أن تفغر شفتيها بذهول أخذ يتحول الى ابتسامة غير مفهومة ... مخيفة ... بل مرعبة ....
مما جعل نسيم تتراجع للخلف خائفة منها فعلا و هي تسرع لتقول بلهفة
( لكن الضيفة قالت أن السيد راجح كان غرضه شريفا .... و لم يمسها بسوء مطلقا .... أقسم بالله لقد قالت هذا ... )
رفعت ميسرة كفها و هي تقول بحدة دون أن تفقد عيناها بريقهما الشرس
( كفى ....... كفى لقد اكتفيت و سمعت ما أريد , ..... احتفظي بالعبارة الأخيرة لنفسك ... )
رمشت نسيم بعينيها و هي تهمس بصعوبة
( لكنه عرض السيدة سوار .... و هي تحمل اسم السيد ليث زوجك ... )
ما لم تتوقعه نسيم هو أن يسقط كف ميسرة فجأة و بسرعة لم تلاحظها على وجنتها ... و بكل قوة ....
شهقت نسيم عاليا من هول الضربة و تراجعت للخلف و هي تضع يدها على وجنتها المحمرة , متسعة العينين , فاغرة الفم ......
بينما تعالى صوت سوار فجأة من عند باب المطبخ و هي تهتف بنبرة قاطعة ... مزلزلة تردد صداها بين جنبات المطبخ
( ميسرة .......... تحكمي بيدك طالما أنت تحت سقف بيتي , انا لا أسمح لكِ .... )
شهقت نسيم و هي تضرب وجنتها الحمراء بكفها مرتعبة من أن تكون سوار قد سمعت الحوار الذي دار بينهما ...
الا أن ميسرة استدارت ببطىء و هيمنة .... و قد ارتسمت الإبتسامة الشياطنية على وجهها ببطىء , قبل أن ترمق سوار بنظرة طويلة .... مختلفة و كأنها تراها بطريقة مختلفة و للمرة الأولى ...
نظرة شملت سوار كلها بأدق تفاصيلها و على الأخص مفاتنها ... و كأنها ترى صورا خاصة ... مقززة ...
سرى النفور في جسد سوار من نظرة ميسرة ... الا أن الأخيرة ضحكت ضحكة منفرة قصيرة ... ثم همست بنبرة مقيتة مترفعة
( هل تخاطبينني أنا ؟!! ...... تعاتبين زوجة كبير عائلة الهلالي أمام خادمتك ؟!! .... من تظنين نفسك ؟!! ... )
ارتفع ذقن سوار و تصلبت عيناها و هي تقول بصوت عال قوي و عنيف
( لا أظن .... بل أعرف أنني أنا ايضا زوجة كبير عائلة الهلالي , و أنك في بيتي .... تتجاوزين سلطاتي و تضربين خادمتي ..... بيتي ليس دارا للعبيد , و لا يصفع فيه أحد الخدم ..... مطلقا ... )
زالت الإبتسامة من وجه ميسرة و هي ترمق سوار بنظرة قاتمة .... بدت كالجحيم الأسود ...
ثم قالت بصوت يرتج بخفوت من شدة الغضب
( ليس لفترة طويلة .... و اعتبريه وعد مني .... )
ابتسمت سوار بسخرية و هي تقول
( بات هذا الوعد مكرر الى درجة أنني أنتظر خطوة في طريق تحقيقه .... لكن على الأقل أظهرت حقيقة نيتك في تهنئتي بكل مرة دخلتِ بها داري .... )
كانت ميسرة تنظر الى سوار بنفس الطريقة الغريبة التي حركت معدتها بعدم ارتياح .... ثم لم تلبث أن نفضت طرفي عبائتها خلفها و هي تقول مبتسمة بترفع
( لا بأس يا زوجة الكبير ...... لننتظر .... و نسمع ...... )
تحركت لتتجاوزها بقوة ... ضاربة كتفها و هي تمر بها , الا أن سوار لم تترنح و لم تهتز ... بل وقفت ثابتة و هي تتبعها بنظراتها الغاضبة ذات الكبرياء .... قبل أن تلتفت و تنظر الى نسيم ....
و التي كانت في حالة من الهلع و هي تتراجع الى أن التصقت بالموقد ... فهتفت سوار بقوة
( احترسي ...... )
ثم جذبتها من ذراعها بعيدا عن موقد اللهب ... بينما نسيم منكمشة و متجمدة من الذعر فعبست سوار و هي تقول برفق
( لا تخافي بهذا الشكل .... لن تمسك مجددا ...... )
كانت عينا نسيم كطبقين واسعين و هي تنظر الى سوار ... تتسائل ان كانت قد سمعتهما , و تتخيل رد فعل ليث وهو يربطها في مكان مجهول ليمزق من أوصالها على مهل ...
الا أن سوار قالت أخيرا بصوت متزن و هي تبعد يد نسيم عن وجنتها تتفحصها
( لماذا صفعتكِ ؟؟ .......... )
رمشت نسيم بعينيها عدة مرات قبل أن تهمس بصوت مختنق غير مسموع
( ألم ...... ألم تسمعي ما قالته السيدة ..... ميسرة ؟!! ...... )
عقدت سوار حاجبيها و هي تقول بخفوت
( لقد سمعت صوت الصفعة .... و ذهلت من علوه ...... )
افلت النفس المرتجف من بين شفتي نسيم النازفتين قبل ان تهمس باختناق و هي تنفجر في البكاء من الرعب الذي عاشته للحظات
( لقد ارادت مني تحضير المزيد من القهوة ... فرجوتها أن أنهي عملي في اعداد الطعام أولا , فأنا في خدمة زوجة السيد ليث كما هي زوجته ..... )
نظرت اليها سوار بغضب .... قبل أن تتنهد بضيق ثم جذبتها الى صدرها و هي تقول مربتتة على رأسها برفق
( حسنا ...... توقفي عن البكاء , .... توقفي .... )
كانت نسيم تبكي و ترتعش , بينما دخلت ام مبروك الى المطبخ و هي تنظر اليهما بذهول ثم هتفت
( ماذا حدث ؟!! ...... أنت يا نسيم , ابتعدي عن السيدة حالا يا فتاة .... ستلوثين ملابسها الفخمة ..... )
لكن سوار رفعت كفها تمنعها عن المتابعة .... ثم قالت بهدوء
( لقد جرحتكِ خواتمها الكبيرة , تعالي لأمرر مكعبا من الثلج على الجرح .... و ارتاحي قليلا , سأتعاون انا و أم مبروك على انجاز العمل .... )
هتفت أم مبروك بذعر
( لا يصح يا سيدة سوار ...... ماذا يتخيلن نساء العائلة و هن يرينكِ تطبخين بنفسك ؟!!...... هل عدمتِ الخادمات !! .... )
قالت سوار باصرار و قسوة
( فليقلن ما يردن ..... يكفي أن نسيم قد جرحت بسبب دفاعها عني و عن أولوية عملها لدي ..... )
ما ان سمعت نسيم ما قالته سوار حتى اغمضت عينيها و هي تسقط رأسها لتدفنها بين ذراعيها فوق طاولة المطبخ لتبكي بقوة أشد ...
فقالت سوار بعزم و هي تشمر عن ساعديها استعدادا للعمل و اتمام اعداد ما لم يجهز بعد ...
( لا تحزني يا نسيم ...... أنا سآخذ لكِ حقك , حتى لو اضطررت الى اللجوء للسيد ليث بنفسه ... )
شهقت نسيم و هي تضرب وجنتها بكفها برعب ... بينما قالت أم مبروك باستنكار
( كفى ميوعة يا فتاة و اجمدي ..... من يراكِ يظن أنكِ بنت عائلة كبيرة و لم تعرفي الضرب في الخدمة قبلا ..... )
قالت سوار بنبرة صارمة
( ليس في خدمتي يا ام مبروك .... الآن اعملي و توقفي عن الكلام ...... )
و رغم البداية السيدة , الا أن الوليمة كانت ناجحة و قد أدت سوار دورها بمنتهى المهارة ... من حسن استقبال و اعداد و ترفع ..... و لم يتأثر مظهرها للحظة .....
لكنها كانت تعي جيدا نظرات ميسرة اليها ...
كانت نظرات غريبة .... تجمع ما بين المقت الشديد , لكنها تضم شيء غير مفهوم .... و كأنها ظفرت بكنز .... أو كأنها قطة حظت بوليمة دسمة مشبعة ....
نظرتها كانت مخيفة .... لكنها لم تخف سوار , بل واجهتها بسخرية و هي ترفع وجهها بتعالٍ عن قصد .....
و كانت نظرات جميع النساء تتجه اليها بانبهار , خاصة و هي تسترعي انتباههن بالحديث اللبق كعادتها ...
فهي فنانة به .....
و قبل انتهاء الزيارة .... استئذنت سوار بتهذيب لتصعد الى غرفتها , و ما ان دخلت حتى اخذت تفتشها جيدا و بنتهى السرعة .....
حتى وجدت ضالتها .... فما أن انحنت تحت السرير و مدت كفها حتى لامست سائلا ملونا بطريقة غريبة ....
رفعت اصابعها لتشم رائحته , فعبست و هي تنقبض من تلك الرائحة النفاذة الشبيهة بالخل و العسل معا ....
رفعت سوار وجهها و هي تزم شفتيها بغضب .... قبل ان تنهض بعنف كي تغسل يدها ....
ثم نزلت تتهادى و هي تبتسم للأعين التي تلاحقها ... و خاصة عيني ميسرة ....
استمرت الزيارة لفترة بعد الغذاء ... ثم بدأت النساء في المغادرة واحدة تلو الأخرى ... الى أن بقت ميسرة في النهاية عند باب الدار المفتوح ... تواجه سوار و هي بدورها تواجهها دون أن تجفل أو يرف لها جفن ...
الى أن قالت ميسرة أخيرا بخفوت شرس
( استقبال موفق جدا يا زوجة الكبير ...... أخشى أنه لن يتكرر .... )
ابتسمت سوار بسخرية و هي تهز رأسها .... ثم قالت أخيرا بنفس الهدوء و بنبرة ساخرة
( الاستقبال المقبل سيكون في دارك يا ميسرة ..... لكن الفارق أنني لن أقتحم غرفة نومك لأدس أعمال السحر بها .... اتقي الله , يوما ما ستنالين جزاء شر اعمالك ..... لا أصدق أن امرأة متعلمة مثلك , تتجه الى الكفر ..... اتقي الله في بيتك و زوجك .... )
ارتفع حاجبي ميسرة و هي تنظر الى سوار بذهول شرس قبل أن تقول غير مصدقة
( أنت ..... تعظينني أنا ؟!! ....... أنتِ يا مغوية الرجال , يا ساحرة ..... تقلبين الطاولة و تتهمينني أنا بالسحر ؟!! ...... )
ابتسمت بوحشية و هي تتراجع للخلف مكتفة ذراعيها و حليها الذهبية الضخمة تصر صوتا جلل ... ثم قالت بصوت متشنج
( ابحثي عن سبب آخر لعلة زوجك معك يا ساحرة .... فهو معي لا يعاني خطبا .... رجل كالسبع ... )
امتعضت سوار من سوقية الحوار , الا أنها سمحت لروح الأنثى بداخلها أن تتنازل و تنحدر قليلا في الحوار و هي تميل اليها مبتسمة ابتسامة متشفية لتقول بصوتٍ خافت ... يحمل نبرة شديدة النعومة و ذات مغزى
( من بلغك عن حياتي الخاصة مع زوجي .... إما هو أعمى , أو جاهل لا يدرك الكثير من حقائق الحياة ..... قريبا , لو ارادت مشيئة الله .... ربما تحملين طفلي من زوجك , لكن على كل حال لن يمسه طرفك .... فأنت مدنسة , غير سوية .... )
رفعت ميسرة كفها بشراسة و هي تنوي صفع سوار و قد فقدت أعصابها , الا أن سوار كانت أقوى منها , فسراعت لامساك معصمها بقوة كانت أن تسحق عظامها اللينة مما جعلها تشهق ألما ... الا أن سوار قالت بابتسامة قوية
( عندك يا ميسرة ...... فأنا لست نسيم , أنا سوار الرافعي , ابنة وهدة الهلالي .... لو يدك ارتفعت لتمسني لقطعتها لكِ ...... )
نفضت معصمها بعنف ... و هي ترمقها بنظرة مزدرية , بينما وقفت ميسرة ترد لها النظرة بشراسة و عجز ... و كأنها تحاول جاهدة السيطرة على آخر سلاح في يدها .... الا أنها همست اخيرا بنبرة غريبة
( لو حدث الحمل بهذه السرعة يا سوار ..... حينها ستكون فضيحتك فضيحة , و لن يرحمك أحد .... )
عقدت سوار حاجبيها و يه تنظر الى ميسرة بقلق من مغزى كلامها , الا ان ميسرة غادرت بسرعة و عبائتها السوداء ترفل خلفها كأذيال الشياطين ....
وقفت سوار في الباب المفتوح تراقب مغادرة ميسرة بينما الهواء البارد يلامس وجهها و يطير وشاحها
لم يكن ليث قد وصل بعد .... و لم تعرف أين هو , لذا وجدت أن أفضل فرصة ... بل ربما الوحيدة في الذهاب الى دار الرافعية هي الآن و حالا .... علها تعود قبل رجوعه
و حتى لو عاد قبلها .... لن تخافه , المهم أن تنجز مهمتها , بعد أن أمنتها بدور عليها ....
فربما كانت الفتاة حامل .... لن تنتظر أبدا أن تنتهي فترة احتجاز سوار كعروس في دار الهلالية ....
لذا أسرعت سوار الى هاتفها تطلب الرقم الأرضي لدار الرافعي ... و ما أن وصلها صوت أم سعيد .... حتى قالت بنبرة آمرة
( أم سعيد ..... هذه أنا سوار , قبل السلام و التهنئة , أبلغي عبد الكريم أن يأتني بالسيارة .... فأنا آتية لجدي في زيارة عاجلة .... )
.................................................. .................................................. ..................
أخذت ترمق جدها بنظرة حانية ....
كان لا يزال محافظا على هيبته و سطوته ... و رأسه مرتفعا , لم يحنه مطلقا .....
لكن عيناه لم تستطيعا خداعها ..... كانت بهما نظرة منكسرة ....
جعلتها تهمس بخفوت و هي تقترب منه في مقعده حتى انحنت على كفه الممسكة برأس عصاه تقبلها برفق
( ما عاش من تسبب لك في هذه النظرة يا جدي ....... )
نظر اليها سليمان الرافعي بنظرته الصقرية النافرة من بين تضاريس الزمن القاسية .... ثم قال بصوت مهيب
( عشتم يا سوار ..... عشتم و احنيتم ظهري بآخر أيامي , و كأن الله يعاقبني على جرم ارتكبته في شبابي و أيام سطوتي .... جعل كل أحفادي يحطون من قامتي قرب النهاية ..... ابنة سالم ... وولديً عمران ....
بينما طاقة النور الوحيدة في هذه العائلة ... لم تدم , فمات سليم و تزوجت انتِ فداء الدم .... لتغادر درة عائلة الرافعي بيتها للأبد .... )
أظلمت عينا سوار و هي تشعر بغصة كبيرة في حلقها , كيف تجادله .... كيف تقنعه بأن الآتي أفضل ؟!!
أي أمل في أحفاد عائلة الرافعي سوى الأمل في الله .....
قالت سوار بخفوت و هي تشدد من قبضتها القوية فوق أصابعه
( ربما لم يكن كل الذنب على الأحفاد يا جدي .... انهم يحملون ثقل خطايا ابائهم .... لا تلقي كل اللوم عليهم )
نظر اليها سليمان يقول بصوت خفيض أجش
( اللوم كل اليوم يبدأ من رأس العائلة ... مني أنا , أنا هو من لم يستطع احكام السطوة عليهم .... )
قالت سوار بهدوء
( لا تكن قاسيا على نفسك يا جدي ..... لم تنقصك السطوة يوما , لكن لم تكن هي ما هم في حاجة اليه ... لقد افترى عمي عمران جدا , و لم يجد من يردعه .... و الآن ولديه يعيشان طريقه أحدهما اختار الطريق بملء ارادته و الآخر يحيا قسوة الظلم الذي تعرض له هو و أمه ....
و عمي سالم فرق بين ابنتيه ..... فكان ان استقلت ابنته البعيدة و اختارت طريقها بنفسها هي الأخرى ... . )

تنهد سليمان بقوة وهو يقول بأسى
( و ماذا عن سليم ؟؟ ...... كيف أنساه ..... كيف أهون على نفسي فراقه ؟؟ .... )
أغمضت سوار عينيها بقوة و هي تغلق قلبها على جرحٍ لم يندمل بعد .... فهمست بصوت خافت
( رحمه الله يا جدي ..... رحمه الله ..... اللهم لا اعتراض )
فتحت سوار عينيها لتنظر اليه .... ما أتت اليه هو المهم الأكثر بغضا على قلبها ...
و رغم أنها لم تنسى و لن تنسى أبدا ما فعله راجح بها ... و لن تؤخر وسيلة في الإنتقام منه , الا أنها كانت مضطرة ... حفاظا على سمعة بدور ...
لذا أخذت نفسا عميقا ... ثم قالت ببطىء
( جدي ..... لن استطيع المكوث معك لفترة طويلة و أنت تعلم أن خروجي اليوم يعد معجزة .... لكن هناك أمر خاص أود محادثتك به ...... )
نظر اليها سليمان الرافعي بعينين ضيقتين .... ثم قال بصوت أجش
( علمت من نظرة عينيك يا ابنة غانم أن هناك طلبا لك ... وهو لن يروق لي مطلقا .... )
أسبلت سوار جفنيها و هي تشدد من قبضتها على كف جدها الممسكة ...ثم قالت بهدوء ثابت ...
( وهو لا يروق لي مطلقا يا جدي ...... لكن .... ضميري يجبرني على مناقشتك في أمر زواج بدور من راجح .... )
اشتعلت عينا سليمان الرافعي و نهض بقوة وهو يقول
( زواج بدور و راجح انتهى .... لقد طلقها و انتهينا منه , لماذا تفتحين مناقشة الأمر ؟!! .... )
نهضت سوار تتبعه و هي تقول بعزم
( اسمعني يا جدي .... أعرف أنه حقير و قذر و انا لم و لن أسامحه مطلقا , لكن ما ذنب بدور ؟؟ .... أرى أن نتمم زواجهما , على أن يبقى بعيدا .... أو تعاقبه بالطريقة التي تراها , ..... )
استدار سليمان اليها رافعا حاجبيه وهو يقول مصدوما بصوتٍ جهوري
( نتمم زواجهما ؟!!! ...... هل جننتِ يا سوار ؟!! ..... لماذا أزوج حفيدتي من عديم الرجولة مثله ؟؟ .... )
اخذت سوار نفسا عميقا و هي تعلم أنها تحارب في قضية خاسرة , الا أنها قالت بشجاعة و هي تبذل اقصى جهدها انقاذا لبدور
( اسمعني لحظة يا جدي ..... لقد عقد قرانهما لفترة طويلة و هذا سيؤثر على فرصتها في الزواج .... و هي ابنتنا و لا نريد أن ....... )
ارتفع حاجبي سليمان وهو ينظر اليها و كأنه ينظر الى مجنونة
( لقد أصاب شيء ما عقلك يا سوار !! ........ أتوقع هذا الكلام من امرأة جاهلة و ليس منكِ , ما الذي يعيب حفيدتي ؟؟ ..... انظري الى ابنة عمك مسك التي طلقت هي الأخرى وقد حرمت من نعمة الرزق بالبنين و ها هي تتشرط و تتمنع بثقة ..... لماذا أقبل بأن أزوج بدور براجح بعد فعلته الحقيرة ؟!! .... )
قالت سوار بسرعة
( لا يعيبها شيء مطلقا يا جدي ..... أنا فقط قصدت أنها ربما تكون السبب في اصلاحه ...... )
زمت شفتيها و هي تخفض وجهها غير مقتنعة بما تقوله .... حتى صوتها غريبا لأذنيها .... فقال سليمان الرافعي فجأة وهو يرفع وجهه الي الباب يقول
( و لماذا أحكم أنا ..... ها هو والدها قد جاء بنفسه , ....... اقنعيه بنفسك لو استطعتِ ..... )
انتفضت سوار و هي ترى عمها والد زاهر و بدور يدخل غرفة جدها متجهم الوجه كعادته .... فتوترت تلقائيا
كان لديها أمل أن تقنع جدها بالحكمة , بالرغم من سطوته الا أنه أكثر تفهما من عمها ... لطالما كان شديد الطباع دون تفكير أو تمييز ... و لا أمل لها في اقناعه ...
قال والد زاهر متجهما بصوت أجش
( ما الذي أتى بك يا سوار و أنت لا زلتِ عروس ؟!! ....... )
رفعت سوار ذقنها و هي تقول بثقة
( هل أصبحت ممنوعة من دخول دار الرافعية يا عمي ؟!! ....... )
زفر عمها وهو يقول بحدة
( ها قد بدأنا في وقاحة فتيات هذه العائلة ...... كان يجب كسر أضلاعكن منذ طفولتكن , كي لا تعيبونا في شبابكن ...... )
أرادت سوار الصراخ به أنها ليست فتاة , بل هي امرأة .... أرملة و الآن متزوجة من آخر و قد رأت من الدنيا ما يجعلها أقدر الناس على المواجهة و الدفاع ...
الا أنها لزمت الصمت بقوة كي لا تفسد ما جاءت لأجله ....
نفض عمها عباءته وهو يتابع بخشونة آمرة
( المهم ..... ما الذي تريدين اقناعي به ؟؟ ........ )
ظلت سوار صامتة , بينما تطوع جدها وهو يشير اليها قائلا بجفاء
( سوار تظن أنها المسؤولة عن طلاق بدور من راجح .... و هي تود لو منحته فرصة جديدة كي يعقد على بدور من جديد ...... )
الذهول الذي ارتسم على ملامح عمها كان كفيلا باعلامها رأيه بمنتهى الوضوح .....
كان ذهولا ممتزج بالعنف و الغضب الأسود ..... قبل أن يهتف مستنكرا
( منحه ماذا ؟!! ...... أتريدين مني رمي ابنتي لهذا الجبان ؟! و لماذا ؟!! ..... ماذا يعيب ابنتي ؟؟!! .... )
زفرت سوار بصمت و هي تعيد برتابة
( لا يعيبها شيء يا عمي .... أنا فقط يصعب علي أن أكون سببا في خراب البيوت , ..... بدور لا ذنب لها .... )
هدر عمها بقوة .....
( كفى ........ كفى يا بنت غانم , و لا تتدخلي فيما لا يعنيكِ ...... بدأت أشك في نواياكِ فيما يخص غيرك من بنات عمك بعد ما أصابك .... )
شحب وجه سوار و أجفلت ملامحها من هذا الإتهام الباطل ..... بينما علا صوت سليمان بقوة
( كفى يا ولدي ..... لا يحق لك اهانة أحب حفيداتي الى قلبي , و أرملة الغالي أبن الغالي ..... )
عمها بقوة و غضب
( اذن فلتهتم بنفسها و تعود لدار زوجها ...... ابنتي , سأزوجها لمن يستحق نسبها و يقدره ..... أما الحقير راجح فلو خطت قدماه الى ارض البلد فسأقتله بنفسي ..... )
أحاطت سوار رأسها بوشاحهها جيدا , قبل ان تقول بصوت حازم قوي
( سأغادر الآن يا جدي ...... ... )
انصرفت مرفوعة الرأس , ثابتة الخطوات .... بينما ناداها جدها من خلفها بصوته المهيب
( سوار ............... )
استدارت تنظر اليه طويلا .... فقال لها بصوته الحاني الخاص بها وحدها
( لا تغيبي عني يا سوار ......... سيظل هذا دارك دائما ..... )
ابتسمت سوار و هي تقول بخفوت حزين
( لن يمنعني أحد عن داري يا جدي .... اي كان ...... )
ثم غادرت و هي تشعر بمشاعر غريبة .... ما بين الغضب ... الاسى ..... و الرفض ....
الرفض لكل شيء و كأنها بدأت فجأة ترفض كل القوانين التي اعتادت على احترامها ...
ترفض ما ستتعرض له بدور مهما كان ما اقترفته في حق نفسها .... الا أنها سترى الويلات خاصة حين يتم اجبارها على الزواج من آخر ....
ترفض رفض ليث قدومها الى هنا .... دارها ..... و الذي لم تعترف بغيره دارا حتى الآن ...
ترفض صفقة زواجها كصلح بين العائلتين لحقن الدم ...
ترفض ان أحدا لم يتحرك للأخذ بثأر زوجها ....
ترفض اتهام عمها لها ... و طرده لها من دارها .......
و بينما هي تسير في الرواق الطويل ... ارتفع جفناها و هي تنظر الى الباب المغلق البعيد .....
باب جناحها هي و سليم رحمه الله .....
وقفت مكانها و هي تتنفس بصوت خافت ناعم .... قبل أن تهمس
" سليم ...... "
كانت و كأنها تسمع صوت انشاده من خلف الباب المغلق ....
أرهفت السمع جيدا ... و كادت تقسم على ذلك ....
حلاوة صوته تصل الى اذنيها بوضوح ...... و دون أن تدري كانت قدماها تقودانها ببطىء الى الباب المغلق ....
حتى وصلت اليه , و فتحته و هي تبحث عنه بعينيها ....
كان حال الجناح كما تركته تماما .... لم يتغير به شيء , فدخلت و أغلقت الباب خلفها .....
ابتسمت سوار و هي تنظر الى المكان الجميل الذي اعتاد سليم أن يجلس به متربعا ينشد من ابتهالاته ....
ضيقت عينيها فرأته جالسا أمامها , .... يبتسم لها و صوته يرن في أذنها بحلاوته
همست سوار مبتسمة بحنين
( سليم !!! ......... )
اقتربت منه الى أن جلست ببطىء على مكانه .... تربت على نعومة تلك الأغطية التي عرفت طيب رائحته ...
فهمست مجددا و هي تغمض عينيها
( أكاد أشعر بوجودك ...... مكانك خالٍ , لا يحتله سواك ...... )
تراجعت بظهرها للخلف .... الى أن اتكئت و هي لا تزال مغمضة عينيها .....
صوته لم يغادرها الا و قد سرقها معه في غفوة صغيرة .... رأته فيها , يمد يده لها مبتسما وهو يهمس باسمها .....
لم تجد حرجا من أن تحرر شعرها طويلا على ظهرها , رغم وجودهما في حقلٍ واسع زاهي بالخضار ....
أما هو فقد ازداد وجهه جمالا عما تتذكره ... و كأنه يشع نورا .... و ابتسامته خلابة ....
فضحكت و هي تهمس
" أحب ابتسامتك يا سليم ..... تشعرني بأن كل شيء سيكون على ما يرام ... "
حينها فقط رد عليها دون أن يفقد ابتسامته
" كل شيء سيكون على ما يرام ........ "
ارتجفت شفتيها و هي تهمس بأسى مفاجىء
" سليم ..... أنا آسفة , لا ترحل قبل أن تسمعها .... "
لكنه كان قد اختفى من أمام عينيها ... التفتت حولها تبحث عنه في كل مكان , الا أنها كانت وحيدة تماما , فأخذت تناديه خائفة
" سليم ..... أنا آسفة , أترجاك لا ترحل سريعا ..... "
انتفضت سوار فجأة جالسة في متكئها ..... و هي تتنفس بسرعة واعية الى وجودها في جناحها القديم , و كان الظلام قد بدأ يرخي ستاره قليلا ....
ضيقت سوار عينيها و هي تعتدل في جلستها الا أنها شهقت فجأة بصوتٍ عالٍ و هي ترى الظل الجالس في مقعد وثير بعيد ....
فصرخت فجأة بقوة
( راجح !!!! ........... )
لم تكن قد تبينت شكله بعد , الا أنه لم يتحرك من مكانه , .... بل ظل جالسا بهيمنة , واضعا ساقا فوق الأخرى .... ينظر اليها بملامح صلبة , غير واضحة ....
ثم سمعت صوته يقول أخيرا بهدوء قاتل
( بل ليث .... زوجك ...... )
رفعت سوار يدها تلامس بها وجنتها الباردة , و هي تهدىء من تنفسها المتسارع .... ثم قالت بعدم فهم
( ليث ؟!! ..... ماذا تفعل هنا ؟!! متى أتيت ؟!! ..... )
ساد الصمت بينهما عدة لحظات قبل أن يقول بنفس النبرة الهادئة العميقة
( سؤالان .... الأصح أن أسئلهما أنا .... و أنتظر منكِ الجواب .... )
تداركت نفسها و نهضت بأناقة من مكانها لتقول بخفوت و هي تبحث عن وشاحها الذي سقط عن رأسها
( يبدو أنني غفوت قليلا ...... لقد تعبت اليوم جدا في الإعداد للزيارة المفاجئة , و لم أشعر بنفسي و أنا أسقط نائمة ..... )
لم يرد ليث على الفور ... بل ظل ينظر اليها بحدة دون أن تستطيع تبين ملامحه في الظلام المحيط بهما نسبيا ثم قال أخيرا بصوته الذي لا تعلو نبرته و مع ذلك يظل خطيرا ... مسيطرا ..
( حين تشعرين بالتعب أو الإرهاق ..... فمكانك هو سرير زوجك , بغرفته .... في بيته ..... هذا هو ما أفهمه .... )
شعرت سوار بالعصبية تملأها فقالت بحدة
( هل تنوي أن تصنع منها قضية يا ليث !!! ...... أتيت الى بيت عائلتي و غلبني النوم قليلا , فنمت .... الأمر بسيط ..... لكن الغير بسيط هو دخولك الى هنا , الى هذه الغرفة تحديدا ..... هذه الغرفة تخص سليم رحمه الله و انت تنتهكها بدخولك لها دون اذن و التصرف فيها بحرية ..... )
نهض ليث من مكانه فجأة ليقترب منها بخطوة واسعة .... الى أن واجهها لا يفصلهما سوى خطوة , ثم قال بنبرة خافتة مشتدة
( لن نتكلم هنا ...... و ردا على ملاحظتك المحترمة , أنا سأتواجد بأي مكان تكون فيه زوجتي .... ان كان صاحب الدار نفسه قد أذن لي بالدخول اليكِ , ..... فكيف لكِ منعي !! .... )
قالت سوار بشدة خافتة
( أمنعك يا ليث ..... أمنعك من دخول هذا الجناح , ...... لا مكان لك به .... )
بدا ليث على وشك ضربها ... فقط من نظرة عينيه التي أجفلتها , و انتظرت منه رد فعلٍ عنيف , الا أنه حزم أمره في النهاية و قال بصوتٍ آمر
( جهزي نفسك ....... سنغادر حالا ....... )
فتحت فمها لتعارض ... دون أن تدرك حتى وجه اعتراضها , الا أنه كان أسرع منها فرفع اصبعه محذرا
( لا تجادليني ..... و احذريني الآن ...... )
زمت سوار شفتيها و هي تنظر اليه بإباء ..... تنفسها يتسارع بحدة و الدم يغلي في عروقها .....
لكنها آثرت أن تمتثل لأمره و تتبعه , فهي لن تختفي هنا في جناحها القديم مع سليم للأبد ....
لذا و دون كلمة اضافية لفت رأسها بالوشاح , بل و غطت وجهها أيضا كي لا تسمع المزيد من الإعتراضات ...
.................................................. .................................................. ....................
( توقفي مكانك ....... )
تسمرت سوار مكانها على تلك النبرة الرجولية المتسلطة من خلفها في غرفتة نومها بدار ليث ...
لم تعتد أن يحادثها أحد بتلك النبرة من قبل .... مما جعل كل أعصابها تتحفز و عضلات جسدها تتوتر ...
أغلق ليث الباب خلفه ثم نظر الى ظهرها المشتد و رأسها المرفوع دون أن تستدير اليه فتابع آمرا
( انظري الي ..... )
استدارت سوار تنظر اليه بصمت دون أن تحيد بعينيها العسليتين عن مستوى نظره بتحدي ..
نظر ليث اليها طويلا نظرة تجمد الدم في عروق أعتى الرجال .... لكن ليس بعروقها هي ...
اقترب منها خطوة قبل أن يخلع عبائته و يلقي بها بعيدا ... ليبقي بقميصه و بنطاله .... يواجهها بملامح غير قابلة للتفاوض حتى ... ثم قال أخيرا بصوت قوي ,
( هل تعتقدين أنكِ تتصرفين بطريقة تليق بكِ و بمكانتك الجديدة ؟؟؟ ........ )
رفعت سوار وجهها و قالت بعنفوان
( أنا دائما أتصرف بطريقة تليق بي و بمكانتي ...... مكانتي عالية , لا جديدة أو قديمة ....... )
انعقد حاجبي ليث بشدة وهو يقول بصوت تردد صداه بهيمنة
( و هل مكانتك العالية تجعلك تتحدين كل ما أطلبه منكِ .... كل الأصول التي كان عليك مراعاتها قبل أن ألفت نظرك اليها .... )
لوحت سوار بذراعيها و هي تخلع عباءتها ووشاحها بعصبية لتلقي بهما بعيدا هاتفة
( كل هذا لمجرد زيارة الى بيت عائلتي ..... لم أعلم أنك متسلط الى هذا الحد !! ..... )
لمعت عيناه ببريق الخطر وهو يقطع المسافة بينهما ليمسك بذراعيها وهو يقول بصوتٍ خافت مهدد
( لا تتمادي يا سوار ..... فهناك حدود لقدرتي على لجم غضبي ..... )
رفعت وجهها المشتعل اليه و هتفت
( و لماذا أنت غاضب من الأساس ؟!! .... لأنني عيصت أوامرك ؟! الأمر كان هاما و عليك الثقة بي ..... )
قال ليث من بين أسنانه و أصابعه تشتد على كتفيها
( الثقة لن تحصلي عليها غصبا يا سوار ..... عليكِ اقناعي أولا .... )
ضحكت بعصبية و هي تهز رأسها قائلة
( اقناعك بماذا ؟!! .... أيجب علي اخبارك بسبب الزيارة ؟! لأنه لن يحدث هذا .... انه أمر لا يخصني .... )
هزها قليلا للحظة وهو يقول محتدا
( لم تجرؤي حتى على اخباري بذهابك ....... )
هتفت سوار
( لأنك وقتها كنت سترفض .... إما أن أخبرك عن سبب ذهابي و إما أن تمنعني , و الموضوع كان خدمة لأحد يحتاجني ... فكيف أرده ؟!! ..... )
ضحك ليث بسخرية قاتمة وهو يقول
( كيف ترد سوار الرافعي أحدا طرق باباها !! .... و ماذا عني ؟!! ...... )
انعقد حاجبيها قليلا و هي تقول بتوتر
( ماذا تقصد ؟!! .... منذ أن تزوجنا و أنت تحصل على كل ما تريد ...... )
هزها مرة أخرى وهو يقول بلهجة خافتة ..حادة و حارة كادت أن تلفح وجهها
( هل تدركين شعوري و أنا أراكِ نائمة في غرفة زوجك الراحل .... تهمسين باسمه , و ما أن تفتحين عينينك حتى تناديني باسم رجل ثالث !! ..... )
اتسعت عينا سوار و فغرت شفتيها و هي تتذكر أنها بالفعل قد حلمت بسليم ... و نادته كثيرا , و حين فتحت عينيها تصورت أن راجح على وشك خطفها مجددا ...
ظلت مصدومة الملامح لعدة لحظات , غير قادرة على الرد عليه ... بينما تابع هو و أصابعه تحترق على كتفيها كنظرة عينيه لها تماما
( أنا أغار عليك من رجلٍ ينظر الى وجهك .... فكيف بما اختبرته منذ قليل , في جناحك القديم!! ... )
ظلت صامتة و كأنها قد فقدت القدرة على النطق .... عيناها متسعتان و هي تراقبان اللهيب في عينيه يحتد و يحرقها وهو يهمس بشدة
( انطقي ..... كيف تتخيلين شعوري وقتها ؟!! ...... )
لعقت سوار شفتها بتوتر , قبل ان تقول بخفوت
( ليس جيدا على ما اعتقد ......... )
هتف ليث بصوت اجش وهو يهزها قليلا
( مدمر .......... )
سحبت سوار نفسا مرتجفا بعد صفعتها كلمته القوية , ثم قالت بخفوت و هي تبعد عينيها عنه
( أحلامي عن سليم رحمه الله , لا يد لي بها .... كيف تحاسبني عليها ؟! ...... )
قربها منه دون ان يحرر كتفيها , بل زادت سطوة اصابعه وهو يهمس لها بعنف
( أتدركين أنك تهمسين باسمه معظم الليالي أثناء نومك !! ....... و أنا أنظر اليك و أصبر لأنني لا أملك سوى الصبر ....... )
ارتجفت شفتيها للحظة , لكنها همست بخفوت دون أن تنظر اليه
( ان كنت تريدني أن أقتل ذكرى سليم بقلبي يا ليث فهذا ما لن ألبيه لك .... لأنني أرفض قتل ذكراه , ارحمني ..... )
همست الكلمة الأخيرة متمنية منه أن يتفهمها , الا أنه شدها اليه و هتف فوق جبهتها بعنف
( أتطلبين الرحمة !! ..... ارحميني أنا ...... ارحمي قلبي ..... )
أمسك يدها بالقوة ليضعها على صدره محل القلب ... فهالها أن تشعر بتلك الطاقة الجبارة التي تضخ تحت راحتها ....
( اشعري بهذا القلب و ارحميه .... لا تكوني بمثل هذا الجحود ..... )
ابتلعت سوار ريقها بصعوبة و هي تحاول سحب يدها من تحت يده , الا أنها كانت كمن يقاوم قيدا حديدا ...
فقالت بضعف و هي تحاول ابعاد وجهها عنه
( ليث ..... أرجوك ....... )
الا أنه ابتعد بوجهه عنها دون ان يحررها ...... لينظر الى عينيها طويلا بنظرة لم تفهمها , ثم همس لها بصوت اجش
( لماذا ناديتني باسم ....... باسمه ....... )
لعقت شفتها مجددا و هي تهمس
( كنت احلم ............. )
شدد ليث من قبضتيه عليها وهو يقول بقوة
( قصدت رااااا ........ )
صمت قليلا وهو يتمالك نفسه .... ثم تابع بمرارٍ أجش مخفضا صوته و كأنه ينطق اسما بمعنى الصدأ ...
( قصدت ...... راجح ....... )
نظرت اليه بحدة قبل ان تهتف بغضب ...
( لأنني حين فتحت عيني و نظرت اليك في الظلام .... ظننته ..... موشكا على خطفي مجددا , .... )
رفع ليث يده ليقبض على فمها بقوة وهو يهمس بعنف
( هشششششش ....... )
الا انها كانت هي من قبضت على كفه لتنزعها عن فمها بقوة و هي تهمس بحدة و صلابة
( لا .... لن أصمت , ان كنت تخاف آذان الجدران فلم يكن عليك بدء الحوار .. أنت من خالفت أوامرك في عدم فتح الموضوع مجددا .. )
همس ليث بصوت أجش وهو ينظر الى عينيها
( هذه المرة لم أخاف آذان الجدران ....... بل لم أستطع سماع ما حدث مجددا ...... )
ظلت سوار تتنفس بصعوبة .... كسرعة أنفاسه المعقدة و كلا منهما ينظر للآخر .....
الى أن نطق أخيرا بهمسٍ عنيف أجش
( ماذا يمثل لكِ ؟؟ ............. )
عقدت سوار حاجبيها بشدة و هي تقول
( ماذا تقصد ؟!! ......... )
ابعد ليث يده عن قلبه , ليضع يده هو على قلبها ... ثم قال بصوت خافت يحترق
( الا زال في قلبك ؟!! ......... )
هتفت سوار بحدة و جنون
( أنا لا أسمح لك بأن ....... )
الا أن ليث هدر فجأة بعنف ألجمها و سمرها في مكانها
( اجيبيني .......... )
تسمرت سوار من هول صيحته الجهورية و شحب وجهها قليلا قبل أن تهمس بخفوت
( لا يوجد في قلبي تجاهه سوى الرغبة في ايذاءه ....... )
اخترق ليث عينيها بعينيه , كعيني الليث بعنفوانه .... و كأنه يريد قراءة ما هو مسطور على قلبها حقا ...
ثم قال أخيرا بتعب
( ماذا فعل حين كنتما ........... )
رفعت سوار يدها تلامس فمه و هي تهمس لتقاطعه
( لا ....... لا تفعل ......... )
الا أنه أمسك بأصابعها فوق فمه و همس
( أجيبيني ...... ارحميني ....... )
قالت سوار بشدة رغم أن كلامهما سويا لم يتعدى الهمس
( سبق و أجبتك ........ تعرف ما حدث ...... )
كان ينظر اليها كرجل يتألم , ثم قال بصوت أجش
( لا رجل قادر على مقاومة سحرك ...... )
ابتسمت سوار رغما عنها .... خانتها شفتاها و ابتسمت , قبل أن تهمس
( هذا ما تراه أنت فقط ..... و زوجتك غريبة الأطوار ...... )
قبل أصابعها التي لا تزال على شفتيه وهو ينظر اليها
( أنتِ زوجتي ............. )
ارتجفت أصابعها بملمس شفتيه و همست و كأنه صوت غير صوتها
( و ميسرة ؟!! ............. )
فقال ليث بخفوت و كأنه يفشي سرا بغدر
( القلب لكِ أنتِ ...... و الحب لم يخط لسواكِ ........ )
أسلبت سوار جفنيها و هي ترتجف .... ثم قالت بخفوت
( أنت غريب ..... و كأنك شخص غريب لم أعرفه من قبل , لست أنت من علمني حمل السلاح ..... لست أنت من علمني حب هذه الأرض بقوانينها ..... لست أنت من استقيت منه القوة و الهجوم ..... )
قال ليث بخفوت
( بلى ...... هو أنا , لكن عيناكِ لم تبصران العشق بداخلي ...... )
نظرت سوار أرضا ..... يده لا تزال على قلبها و يدها على شفتيه , لم تستطع منع الكلمات الرجولية من التسلل الى أذنيها ....
همست أخيرا بخفوت
( لكنني لم اعد نفس الفتاة المراهقة التي أحببتها قديما ........ )
قال ليث بصوت أجش خافت
( الغريب في الأمر أنني بدأت أحبك أكثر منها .... و صدقيني لا أعلم السبب ...... )
رفعت وجهها تنظر اليه بعينين مختلفتين .... تصارعان شيئا مجهولا ... خفيا .....
فهمست بعنف
( لا أملك ما أستطيع منحه لك ...... لم أعد قادرة على البهجة و ...... الحب ..... )
تركها ليث لكن لا ليحررها ..... بل ليحيط وجهها بكفيه , ثم همس لها بخشونة
( لا تبذلي أي جهد ...... دعيني فقط أذيقكِ حبي , عله يلون قلبك و يصيبك بعدواه ..... )
فغرت سوار شفتيها .... و الألم ظاهر في عينيها جليا , ثم همست بيأس
( ليث ....... أنا ....... أنا أنوي أن ....... )
الا أنه كتم اعترافها ..... وجدت شفتيه تسكتان الإعتراف الأخرق الذي أوشك على الإفلات منهما ....
حنان دافق غلف شفتيها بحلاوة الشهد .... فكيف لكلمة الثأر أن تنافس هذا الجمال ؟!! .....
شعرت سوار بنفسها ترتفع عن الأرض فجأة و ليث ينحني ليحملها بين ذراعيه .... فتعلقت بعنقه شاهقة و هي تهمس بخفوتٍ سحري
( ألم تكبر قليلا على حملي كل مرة ؟!! ..... خاصة و أن عظامي في وزن عظام الرجال ..... )
نظر اليها ليث طويلا قبل أن يهمس لها بجفاء
( تجدد شبابي بكِ ...... و سأحملك كل ليلة عقابا لكِ , لتعليقك على عمري ..... )
خانتها شفتاها مجددا فابتسمت رغما عنها ..... و تاهت عيناها بعينيه , فقد كان ينظر اليها بطريقة غريبة ...
طريقة أخبرتها أنه لم يسامحها بعد .... بل كان غاضبا ... غيورا .... لكنه كان عاشق , ينوي أن يذيقها من حبه كما وعد .....
و بداخلها سرى ضعف لم تعتده من قبل .... وهن جميل كانت في حاجة اليه بعد عناء هذا اليوم , لذا قررت تأجيل محاربتها لاقتحامه العاطفي للغد .... أما الليلة فستغمض عينيها للدلال ...
فتحت سوار عينيها ما ان شعرت به يقترب من فراشهما فهمست بقوة
( ليث ............ )
وقف مكانه عاقدا حاجبيه وهو يلمح نبرة الخوف في صوتها , فهمس لها بقلق
( ماذا يا حبيبة ليث ؟؟ ........ )
قالت سوار بخفوت و هي تدفن وجهها في عنقه
( لا أريد هذا الفراش ........ و لا هذه الغرفة .... )
ازداد انعقاد حاجبيه قبل أن يهمس لها بعدم فهم
( هذه غرفتنا .... و هذا فراشنا ........ )
لم تظن يوما أن تكون ناعمة الى هذا الحد و هي تهمس له بخفوت
( أدخلني غرفة أخرى ........ رجاءا .... )
و لم يكن ليرد لها رجاءا ناعما كهذا , و دون كلمات .... وجدته يتحرك بها الى باب الغرفة فهتفت بخجل
( أنزلني أولا .....قد يرانا أحد ...... )
الا ان ليث ابتسم لها رغم غضبه منها و قال بخفوت
( والله لا تدخلي غرفتك الا محمولة بين ذراعي كل ليلة ....... )
فغرت سوار شفتيها بذهول و هي تراه ينحني ليفتح الباب , ثم يخرج بها , متجها الى احدى الغرف المعدة
بينما كانت هي تنظر اليه و تختبر جفاءا لم تعرف أجمل منه من قبل , فلو كان هذا جفاءه فكيف يكون حبه ؟!! ....
.................................................. .................................................. ......................
( كنت متأكدا أنك ستحضرين الى العمل اليوم ..... )
رفعت مسك وجهها عن أوراقها لتنظر الى أمجد الذي دخل مكتبها دون اذن .... متجهما .......
أخذت نفسا عميقا و هي عازمة على مقاومته بكل قوة حتى ينسى عرضه المجنون , فقالت بهدوء
( و ما وجه الشك في وجودي هنا اليوم ؟!!! .......... )
ازداد تجهمه وهو يقول باستياء
( ربما لأنكِ لو أخفضتِ وجهك لوجدت أن كاحلك مربوطا ... ملتويا ... و كان يمكن أن يكون ظهرك فتشبهين علامة الاستفهام حينها ..... )
مطت مسك شفتيها و هي تتظاهر بالضحك قائلة
( ها .. ها ... ها , أحاول الضحك لكن اعذرني , القولون ليس مستعدا لخفة ظلك ...... )
اقترب منها وهو يقول بحدة
( أنا لا أحاول اضحاك سيادتك ..... بل أنبهك فقط الى ضرورة رعاية نفسك بشكلٍ أفضل مما تبذلينه ... )
ارتفع حاجبيها و هي تقول بعجب
( هل تعلم مصلحتي أكثر مني ؟!!! ........ )
رد أمجد بصلابة و دون تردد
( على ما يبدو ............ )
هزت مسك رأسها بيأس , ثم لم تلبث أن قالت بهدوء
( اذهب الى عملك يا أمجد ...... من المؤكد أن لديك شيئا أكثر أهمية ... و حرفية لتقوم به عوضا عن ازعاج يومي ..... آه و بالمناسبة ..... أشكرك جدا على تعليماتك التي أمليتها لوفاء , ... فلقد أرسلت الي وليمة و ليس مجرد عشاء ..... )
ابتسم أمجد رغم عنه و قال بزهو و بنبرة راضية
( نحن عائلة كريمة ..... و أهل واجب , ستعلمين ذلك ما أن تصبحين فردا منا .... )
اسندت مسك وجنتها الى كفها و هي تنظر اليه طويلا .... و كأنها تتأمل حالة غريبة أو نموذج متحور من البشر .... ثم قالت أخيرا بخفوت
( أنت لا تزال تتحدث عن الزواج !! ......... )
قال أمجد ببساطة وهو يقترب ليجلس على الكرسي المقابل لها بأريحية
( نعم ........ و هل لدينا موضوع أهم منه حاليا ؟!! ...... )
ردت مسك تقول بجدية
( آآآآآآ .... ربما المشروع الذي أسعى جاهدة في تحضير دراسته كي أنال رئاسته .... بينما تبدو أنت لا مباليا تماما ..... )
نظر اليها أمجد مبتسما وهو يقول
( لقد قررت التراجع خطوتين كي تناليه .... فمن الواضح أنكِ ستقتلين نفسك عليه , لذا لن أفز برئاسته عمدا .... )
صمت قليلا , قبل أن يغمز لها متابعا بنبرة مداعبة .... أظهرت غمازته تحت اللحية الشقراء
( لأجلك ........... )
اشتعل الغضب بداخلها فجأة فهتفت و هي تفتح ذراعيها ملوحة
( لا والله !!!!! ...... تتعمد الخسارة لأجلي !!! ........ )
نظر أمجد الى الباب المفتوح , قبل أن يعيد عينيه اليها محذرا وهو يهمس معاتبا باستفزاز
( مسك !! ...... ما هذا الاسلوب ؟!! ...... أنت موظفة محترمة تطمح الى رئاسة مشروع ضخم , لا بائعة فجل ....... )
أغمضت مسك عينيها و هي تقول زافرة من بين أسنانها
( الصبر ....... الصبر يا الله .......... )
ابتسم أمجد راضيا وهو يقول
( هذا أفضل ....... لكن عامة كنت قلقا من اختلاف الحضارات بينك و بين عائلتي , فأنت تبدين ارستقراطية تماما ..... لكن مع أسلوب غضبك هذا , أشعر أن المستوى قد اقترب .... )
فتحت عينيها و نظرت اليه طويلا قبل أن تقول باستسلام
( و ماذا بعد يا أمجد الحسيني ؟!! ....... الى أين تنوي الوصول ؟؟؟ ..... )
لم يفقد ابتسامته , الا أنه تكلم بجدية هادئة .... لا تقبل الجدل
( أنوي الوصول معك الى باب شقتنا ان شاء الله .......... )
تنهدت بنفاذ صبر قبل أن تقول بغضب
( إما أنك مجنون ..... و إما أنك تتسلى بي ........ في الحالة الأولى أنا لا أقبل بالمجانين و في الحالة الثانية ستكون عاقبة تماديك وخيمة معي ..... )
لم يتراجع أمجد بل قال بهدوء
( احتفظي بخياريكِ لنفسك ....... أنا رجل يريدك لا أقل .... لكن أكثر بالتأكيد .... )
تراجعت مسك في مقعدها و هي تتلاعب بقلمها الذهبي ناظرة اليه باهتمام قبل أن تقول بأناقة
( متى ؟!! ....... متى وجدت نفسك متمسكا بي الى تلك الدرجة ؟!! .... بالأمس عصرا ؟!! ..... ألا ترى نفسك انسان مبالغ , و غير منطقي على الإطلاق ؟!! ..... )
مال الى سطح مكتبها وهو يقول بجدية
( بل أنا الرجل الأكثر منطقية على سطح الأرض ..... حين أقرر الا أضيع من يدي انسانة تمنيتها لنفسي بشدة ..... أريدك يا مسك و اريد كبريائك و شجاعتك .... و أريد تخفيف الألم عنكِ ..... )
هزت رأسها و هي تجيبه ببرود و تكبر
( لست متألمة ..... عليك الإقتناع بذلك ....... )
تراجع هو الآخر في مقعده وهو ينظر اليها مليا قبل أن يقول بهدوء
( اسمعيني .... لديكِ حلين .... إما أن تقتنعي بالمكتوب سريعا فتوفري علينا الكثير من الوقت المصحوبة بخيبات الأمل .... و إما أن تستمري في عنادك و عندئذ لن ترهقي سوى نفسك , لأنني لن أتراجع ..... )
قالت مسك ساخرة
( هل تنوي انتظار نتيجة ردي على كل خاطب من بعدك ؟!! .... الى متى تستطيع الإنتظارقبل أن تيأس ؟!! ... عام ... اثنين ... ثلاث ؟!! ..... )
قال أمجد ببساطة
( أنا عن نفسي قادرا على الإنتظار لسنواتٍ لو اقتضى الأمر ..... لكن اطمئني فأنتِ لن يتقدم لكِ الكثير من الخاطبين .... و من سيتقدم سيكون جاهلا بحقيقة قدرتك على الإنجاب , لذا سيرحل سريعا ... )
فغرت مسك شفتيها فجأة .... و ارتفع حاجبيها بذهول , قبل أن تقول بصوت غريب
( هل تتعمد ايلامي ؟!! ........ )
قال أمجد بجدية و دون رحمة
( نعم .......... )
ازداد انفراج شفتيها قبل أن تقول بصوت باهت
( لماذا ؟!! ......... هل أنت سادي النزعة ؟!!! .... )
قال أمجد بهدوء قوي النبرة
( بل على العكس تماما ..... أنا أطلق عليكِ رصاصة الرحمة , علكِ تنهارين على صدري باكية .... حينها سأرتاح و أبدأ في مداواتك على مهل .... )
لم ترد مسك على الفور .... بل ظلت مكانها تنظر اليه بذهول , قبل أن يتابع أمجد مازحا
( طبعا عبارة انهيارك على صدري كانت عبارة مجازية .... على الأقل لحين زواجنا , و بعدها يمكنك احتلال صدري كما تشائين ... نظريا و فعليا ..... )
احمرت وجنتي مسك رغما عنها فأسلبت جفنيها .... فانعقد حاجبي أمجد وهو يميل اليها محدقا قبل ان يهتف
( هل تخجلين ؟!! ..... هل هذا احمرار خجل ؟!! .... يالبركة دعاء الوالدين .... أنت بشر مثلنا اذن , كنت قد بدأت أشك في هذا الأمر ....... )
زمت مسك شفتيها قبل أن ترفع عينيها الغاضبتين اليه قائلة ببرود
( أستطيع أن أشوك بدعوى التحرش اللفظي ..... أتدرك ذلك ؟! .... و حينها سأتخلص منك شاكرة , مودعة , ملوحة للأبد ...... )
ابتسم أمجد وهو يقول متنهدا وواعدا
( لهذا أريد الإسراع في اتمام الزواج ..... كي أستطيع التحرش كما أشاء .... )
تأففت مسك بصوتٍ عالٍ قبل أن تقول
( أنت تتصرف كالمراهقين ..... احترم سنك و مركزك على الأقل ..... )
قال أمجد بدهشة
( الحلال لا سن له .......... )
هتفت مسك بحدة و تعجب
( و هل بيني و بينك أي حلال أيها الرجل المجنون !!! ........ )
قال أمجد بجدية مبررا
( و لهذا السبب أريد الإسراع في الزواج ...... نحن نعود الى نفس النقطة .... )
رفعت مسك كفيها الى رأسها و هي تهتف بقوة و يأس
( يا ربي ....... هذا كثير ..... كثير ..... انت حقا ابتلاء .... )
ابتسم أمجد وهو ينظر الى رأسها المحنى قبل أن يقول برقة
( أما أنتِ ...... فأجمل ابتلاء ...... )
ارتفعت عيناها لتنظران اليه .... وطال بهما الصمت الى أن قالت أخيرا بهدوء
( لا أصدق أن والدتك ستقتنع بما تريده ....... لست متفائلة الى هذا الحد .... )
لم تختفي ابتسامته , الا أنها بدت أكثر جدية و كذلك نظراته , قبل أن يقول بصدق
( و لا أنا بهذا التفاؤل ....... )
ارتفع حاجبيها و هي تقول بدهشة
( أنت مدرك اذن أنها سترفض ....... )
نظر أمجد الى أصابعه مفكرا ليقول بعدها بهدوء
( عندي عرض أعرضه عليكِ .......... )
قالت مسك بتعب
( عرض آخر !!! ..... عروضك زادت جدا يا سيد أمجد ..... )
نظر اليها أمجد ليقول بجدية
( العرض الأخير ........ .... )
من جدية نظراته و نبرة صوته ..... قالت مسك بحذر
( ما هو عرضك ؟؟ ........ أمتعني بالسماع .... )
قال أمجد بهدوء
( دعينا نحتفظ بالموضوع لأنفسنا ...... و حين يطول وقت الإنتظار سأخبرها أنني غير قادر على الإنجاب و حينها ستكون شاكرة لكِ طوال العمر ..... )
فغرت مسك شفتيها بذهول ..... قبل أن تهتف بحدة
( أنت حقا مجنون !!! ....... ما الذي يجبرك على ذلك ؟!! ...... )
نظر اليها أمجد ليقول بنبرة غريبة
( لست مجنونا يا مسك ..... أنا أريد منحك الضمان الذي يرضيكِ , أريد أن اثبت لكِ جدية طلبي ..... )
قالت مسك بحدة
( و حتى و ان فرضنا أنني قبلت بهذا الخداع .... هل سيمنع الكذب ألمها ؟!! ..... على العكس , ستتألم أكثر و هي تفقد الأمل الوحيد في حصولها على حفيد )
تنهد أمجد وهو يقول
( أنت لا تعرفين أمي ..... لقد ذاقت ابتلاءات كثيرة جدا و تعلمت منها الصبر بابتسامة ..... لذا قد ترفض في البداية و تحاول اقناعي بالعدول عن الزواج بكِ ..... و في حالة ظنها أن العلة مني ستبكي قليلا , الا أنها ستعود و تحمد الله و تشد من أزري .... )
رفعت مسك ذقنها و قالت ببرود
( أمجد ....... عد الى مكتبك رجاءا ..... لقد انتهى وقتك معي و انا لدي عمل .... )
نظر اليها دون أن يرد .... فقد كان يعلم أنها لن تسلم بهذه البساطة , انها تماما كالماس الخام .... صلبة و حادة ..... و صقلها يحتاج الى مجهود جبار ...
حاولت مسك النهوض من مكانها بأناقة .... كي تفهمه أن الزيارة قد انتهت , الا أنها ما أن داست الأرض بقدمها حتى تأوهت ألما و تشبثت بحافة المكتب بقبضتيها مغمضة عينيها بشدة ....
نظر اليها أمجد بفتور دون أن يحاول النهوض لمساعدتها .... و ما أن عاد لون وجهها قليلا حتى قال ببرود
( الى أين ستذهبين ؟؟ ......... )
قالت مسك ببرود مماثل
( الى خزينة ملفاتي .... أريد منها ورقا للطباعة ....... )
نهض أمجد من مكانه ليتجه الى الخزينة دون الإهتمام بها فهتفت به
( هذا ليس الطريق الى الباب ...... الى أين أنت ذاهب ؟؟ ...... )
قال أمجد بلامبالاة ودون أن يستدير اليها
( سأجلب اليك ما تريدين .... اجلسي لترتاحي ...... )
هتفت به بحدة و هي تضرب سطح المكتب بقبضتها
( أنا لا أحتاج الى مساعدتك ..... اخرج من مكتبي , لقد أضعت وقتي بما يكفي .... لقد سئمت الدور الذي تريد وضعي به و كأنك متلذذا بعرض خدمات أنا لا أحتاجها .... لطالما اعتدمت على نفسي و لم أكن يوما .... )
قطعت كلامها فجأة وتوترت ملامحها و هي تراه يستدير عائدا اليها بسرعة , بملامح متجهمة و كأنه قد ضاق بها ذرعا .... فقالت بقلق
( ماذا ..... ماذا ستفعل ؟!! ..... أنا أحذرك .... )
الا أن أمجد كان قد وصل اليها قبل أن يهدر بها بصرامة
( اجلسي ....... )
فغرت مسك متفاجئة و همست بخوف
( أنا لست ........... )
الا أن أمجد أعاد بصرامة أكبر
( قلت اجلسي مكانك .......... )
سقطت مسك جالسة على كرسيها و لم تكن تلك هي المرة الأولى التي يرهبها فيها و يأمرها أن تجلس , لكن و قبل أن تلتقط أنفاسها كان قد استدار خلفها ليمسك بظهر مقعدها الجرار ذو العجلات الصغيرة .... ليجذبه و هي فوقه ..... يجره فوق الأرض المصقولة الناعمة بينما مسك تتشبث بذراعي المقعد برعب هاتفة
( ماذا تفعل ؟!! ......... )
رد أمجد بهدوء
( الا تريدين أن تكوني مستقلة حتى في ألمك ؟؟ ........ حسنا لن أجادلك , اذهبي بنفسك .... لكن و بما أنك غير قادرة على أن تخطي خطوة واحدة بعد الجلوس طويلا .... لذا اسمحي لي ..... )
و قبل أن تدرك ما يقصده .... كان قد دفعها بالمقعد الجرار فوق الأرض الناعمة و هي تهتف بخوف
( أمجد !!!!! ........... )
تحرك الكرسي تجاه الخزينة فأنزلت قدمها السليمة توقف تقدمه .... و هي تضحك بشدة مغمضة عينيها ,
بينما كان أمجد واقفا مكانه ينظر اليها مبتسما بهدوء .... يتأمل ضحكتها التي أفلتت منها دون قصد ....
و ما أن انتهت منها حتى نظرت اليه تصرخ بغضب و هي ترفع اصبعا محذرا
( أنا لا أسمح لك , ...... أنت تعديت كل حدودك ...... )
الا أن أمجد أمرها بهدوء مبتسما تلك الإبتسامة الشاردة
( احضري الورق الذي تريدين و كفى تهديدا .... فأنت لا تنفذين منه شيئا .... )
تأففت مسك بقوة و نفاذ صبر , الا أنها فتحت الخزينة لتجلب منها رزمة الورق الأبيض ... لكن ما أن رأت أمجد يقترب منها حتى قالت بحدة
( لا ...... لا ........ )
الا أنه هذه المرة كان مبتسما بدعابة الى أن وصل اليها , فأمسك ظهر مقعدها ليدفعها عودة الى مكتبها ....
أغمضت مسك عينيها بشدة و هي تضم الورق الى صدرها ضاحكة بعنف و امجد يتأملها مشدوها لتلك الضحكة الخائنة ...
لكن و قبل أن يصل الكرسي بها الى حافة المكتب , كان أمجد قد أمسك بها ... في منتصف الطريق , ففتحت مسك عينيها و رفعت وجهها لتجد وجهه منحنيا اليها بابتسامة خلابة .... ثم قال ببساطة
( تزوجيني ....... )
ظلت مسك تنظر اليه بصمت لعدة لحظات قبل أن تقول بهدوء
( لنفترض ....... لنفترض أنني قبلت بعرضك , و رضيت تضحيتك ... و مضت بنا بضعة سنوات , فقدت بها سنوات شبابك و أفضل سن كي تكون فيه والدا .... ثم اكتشفنا فجأة أن المرض عاودني ....... )
بهتت الإبتسامة على وجه أمجد .... و شحب وجهه , بينما تحولت عيناه الى بئرين عميقين و كأنها لامست بداخله خوفا ..... حاول أن يسكنه , لكن مسك تابعت بهدوء أنيق كجراح ماهر ....
( ستكتشف حينها أنك قد راهنت على الفرس الخاسر ..... و أنك ضيعت وقتا هاما كان يمكن أن يكون لك خلاله طفلين أو ثلاثة .... )
ساد صمت حزين مهيب بينهما .... و كل منهما ينظر الى الآخر ....
ثم تكلم أمجد أخيرا ليقول بصوت أجش خافت
( ماذا لو ..... ماذا لو قبلتِ بعرضي .... و تزوجنا و سافرنا لقضاء أجمل شهر عسل في التاريخ , و عرفتِ معي طعم السعادة .... و جمال الضعف و الإعتماد على شريك حياتك دون الشعور بالمهانة أو النقص .... و ما أن نعود بأيامٍ قليلة , حتى أتعرض لحادث و أتوفي ...... و تبقين أنتِ وحيدة من جديد .... الن تكوني وقتها قد راهنتِ على الفرس الخاسر كذلك ؟!! ..... )
ظلت مسك صامتة تنظر اليه , ... الى عينيه ذات النظرة الغريبة , ثم قال أخيرا بخفوت
( نحن لا نقوم برهاناتٍ يا مسك .... ونحن بالتأكيد لسنا خيول في سبق يراهن كل منا على حياة الآخر ..... علاقة البشر أسمى من هذا بكثير و لا تحمل أي ضمانات ...... )
اخفضت مسك وجهها ذو الملامح الكلاسيكية الأنيقة .... الشاردة ....
كان أمجد ممسكا بظهر مقعدها ينظر الى قمة شعرها الحريري .... تاج الشجاعة و الجمال ....
يتمنى لو لامسه ولو لمرة .... الا أنه كان يعلم بأنه لو لامسه لقبل خصلاته بعدها مباشرة ....
مسك الرافعي ليست قصة حب ....
بل هي قصة اعجاب .... اعجاب بشيء استثنائي فريد في روعته ..... ... لم تسيطر عليه رغبة من قبل , كرغبة الفوز بتلك الفريدة كزوجة ..... لتزين حياته ببريقها الماسي ...
انقطع صمتهما الشارد بأفكارهما فجأة بصوت متهكم
( علمت أنني سأجدك هنا , حين طال انتظاري لك في مكتبك الخالي ....... )
التفت كلا منهما مجفلين لينظرا الى غدير الواقفة في باب مكتب مسك .... مكتفة ذراعيها و هي ترمقهما بنظراتٍ ذات معانٍ كثيرة .... كل منها أسوأ من الآخر ...
استقام أمجد باعتدال وهو يقول بصوتٍ هاديء
( هل تحتاجين شيئا يا غدير ؟؟ ......... )
نظرت غدير الى مسك و التي بادلتها النظر بعينين قويتين .... تقلبان أعماقها كلما نظرت اليها ...
عيني مسك الرافعي .... و التي لم تفلح الأيام في كسرهما مطلقا ...
حتى الآن لا تزال تشعر بالخزي كلما نظرت اليها مسك .... رغما عنها تتذكر العشرة بينهما و التي نقضتها
لا .... لم تنقضها ..... لقد أخذت ما هو حقها و أشرف أحبها فأصبح حقا لها ....
هي لم تسرقه , وهو ليس مغيبا ... فاقدا لعقله كي يسمح لها بأن تسرقه
لقد اختارها و ترك مسك الرافعي ....
فضلها على الأميرة مسك الرافعي و التي لم تعرف الرفض يوما ..... التي لم تذق طعم الحاجة أو الهوان ...
قالت غدير بفتور
( كيف حالك يا مسك ؟؟ ........ لم يتسنى لنا الكلام منذ حفل زفافك .....)
ابتسمت مسك ابتسامة ساخرة , قبل أن تقول
( أنرتِ المكان في الوقت القصير الذي أمضيناه في الزفاف حبيبتي ..... )
قالت غدير بخفوت
( لا داعي للسخرية يا مسك ..... أنا لا أتمنى لكِ الشر ..... )
قالت مسك ببساطة و هي تبتسم هازئة
( أعرف يا غدير ..... لا تقلقي بخصوص رأيي , أثق أنكِ لا تريدين الشر .... أنت تريدين ما تحتاجين فقط , أيا كانت ملكيته ......)
شحبت ملامح غدير بينما عبس أمجد بشدة , بداخله اندفع شعور من الضيق .... نفس الشعور الذي داهمه ما أن رآى مسك جالسة مع أشرف ..... شعور بالغيرة , .....

أبعدت غدير عينيها عن عيني مسك المترفعتين بازدراءٍ خفي ... و نظرت الى أمجد تقول بخفوت
( أريد الكلام معك في أمر هام ........)
قال أمجد ببساطة
( تفضلي ........ أنا أسمعك ........)
أظلمت عينا غدير , الا أنها لم تفقد اصرارها .... بل قالت بخفوت
( أمر خاص ..........)
قالت مسك مبتسمة و هي تنهض من كرسيها بأناقة
( لقد انتهينا أنا و امجد .... يمكنكما الذهاب , .....)
و أمام عيني أمجد المذهولتين , رآها تمشي بصورة شبه طبيعية .... على الرغم من شبح الألم الذي ظلل نظراتها و العرق الذي بلل جبهتها و لم يلحظه سواه ...
كانت تتعمد السير بأناقتها المعتادة حتى وصلت الى مكتبها .... ثم التفتت تقول مبتسمة و هي تضع رزمة الأوراق
( أتعلمان ..... سأكون أكثر كرما و أترك لكما المكتب كي تتكلمان فيه بحرية .... فأنا في حاجة للذهاب الى أكثر الأقسام ازعاجا .... لكن لا تعبثان بشيء , فأنا أقدر خصوصية أغراضي .... )
انصرفت أمامهما ببطىء و هي تتجه الى الباب , فناداها أمجد بخشونة
( مسك ............ )
استدارت مسك اليه و قالت مبتسمة بعينين زجاجيتين
( لا تنسى أن تغلق باب المكتب بعد خروجكما من فضلك ....... )
ثم غادرت ..... تاركة كل منهما ينظر الى مبتغاه متلهفا .... فهو كان ينظر الي الباب حيث خرجت , بينما غدير تنظر اليه بلهفة متحسرة حزينة ...
و حين طال صمته , همست تناديه
( أمجد ............ )
نظر اليها أمجد بجمود قبل أن يقول بهدوء , وهو لا يزال ممسكا بمقعد مسك و كأنها لا تزال تحتله ...
( نعم يا غدير ......... )
أخذت غدير نفسا عميقا , قبل ان تقول بقسوة خافتة
( ما الذي تظن نفسك تفعله ؟!! .......... )
ارتفع حاجبي أمجد قبل ان يقول ببرود
( ماذا تقصدين بالضبط ؟؟ ......... )
عادت غدير لتكتف ذراعيها قائلة
( أنا و أنت كنا أصدقاء ذات يوم يا أمجد .... أعرف أنك تكرهني و قد تكون محقا , لكنك لن تنكر ان اياما طويلة جمعتنا سويا ... وجدتك بجواري في كل مرة احتجتك فيها .... و الآن اشعر بنفس الحماية تجاهك , مهما سخرت مني ... وهما بلغت كراهيتك لي ...... لن تمنعني من محاولة منعك عما تقوم به ..... )
ابتسم امجد بدهشة و سخرية وهو يقول
( تمنعيني !! ...... عن ماذا تحديدا ؟!! ........ )
ردت غدير بصلابة و دون تردد
( ماذا تريد من مسك ؟؟ ......... )
اتسعت ابتسامة أمجد وهو ينظر اليها بعجب , قبل أن يقول ببساطة
( هل أفهم من سؤالك أنكِ تخافين على مسك مني ؟!! ....... )
تنهدت غدير و هي تقول بخفوت
( مسك لا تحتاج الى من يخاف عليها ....... مسك قادرة على العناية بنفسها جيدا .... )
ضحك أمجد قبل أن يقول هادئا
( اذن تخافين علي منها ؟!! ........ )
قالت غدير بحدة ,
( بل أخاف عليك من نفسك ...... الى أين سيصل تعلقك بها ؟!! ..... كنت أظن أنك بعد أن تعلم بحقيقة مرضها ستنهي كل علاقة لك بها .... الا أنك لم تفعل بعد , فلماذا تمنحها الأمل من جديد و لماذا تعلق نفسك بها أكثر في علاقة محكوم عليها بالفشل ؟!! ..... خاصة بعد أن علمت أن زواجكما مستحيل .... )
ساد صمت مشحون بينهما .... هي تنظر اليه بعينين متلهفتين , تلتهمانه بكل ملامحه المشبعة للقلب و النظر ....
قال أمجد أخيرا بمنتهى الهدوء
( من قال أن زواجنا مستحيل ؟!! .... انا أحاول اقناعها و هي تتدلل قليلا , و أنا أسمح لها بالدلال , قبل أن يتم زواجنا فعلا , حين يفرغ صبري .... )
بهتت ملامح غدير و فغرت شفتيها , قبل ان تهمس بهذيان
( الا تزال ناويا على الزواج منها ؟!!! ......... )
رد أمجد بثقة و دون تردد
( بالطبع و اكثر من ذي قبل ......... )
ارتجفت شفتاها و هي تهمس بذهول
( لكن كيف ؟؟ ....... ماذا عن ..... حالتها ..... الم تسمع بنفسك عن .... )
قال امجد بصلابة
( هذا امر شخصي يا غدير , يخصنا وحدنا ...... )
همست غدير بجنون
( ما معنى هذا ؟!! ..... هل فقدت عقلك ؟!! ..... هل ستتنازل عن ابوتك لاجلها ؟!! ..... هل أحببتها الى هذا الحد ؟!!! .... )
قال أمجد بصوت محذرا
( غدير ..... لا تزيدي , ليس من حقك ..... )
الا أن غدير هتفت بعذاب و هي تشير الى نفسها
( أنا لست سيئة يا أمجد ..... لو كنت سيئة , لكنت اخبرتك بحالتها منذ اليوم الذي علمت فيه بنيتك في الزواج منها .... لكنني كتمت السر و علمت أنها ستخبرك قبل ان توافق على عرضك ..... و حينها ستبتعد عنها لا محالة ...... )
لم تدرك انها كانت تبكي ... الا بعد ان لامست الدموع وجهها الشاحب و هي تتابع مختنقة
( انا لست سيئة يا امجد ....... لست كما تظنون ..... )
نظر اليها امجد طويلا قبل ان يقول بهدوء
( لا تهتمي لما نظنه يا غدير ..... يكفي ان تكوني راضية عن نفسك .... )
هتفت غدير بقوة و هي تبكي
( لكنني لا اريد لك هذه الحياة ....... أريد أن أمنعك عنها ...... لأنك تستحق الأفضل .... )
لم يثر و لم ينفعل .... بل نظر اليها برثاء , ثم قال اخيرا بثقة هادئة
( و من أفضل من مسك الرافعي ؟!! ......إنها من أريد تماما .. )
فغرت غدير شفتيها و هي تقول تهز رأسها باعياء
( لا ....... لا ........... )
قال أمجد بتعاطف
( تقبلي الأمر يا غدير .... أعلم أنكِ تعبتِ في حياتك كثيرا و أنها لم تكن سهلة .... لذا أنا لم احاكمك يوما , لكن عليكِ التسليم بأن هناك من قد تكون أفضل منكِ .... هناك من قد تأخذ نصيبا أكبر من نصيبك .... و هناك من تنال ما تتمنيه أنتِ ..... و أنك بالتأكيد لن تحظي بكل شيء في هذه الحياة , لذا تقبلي الأمر ... و اهتمي بما في يدك قبل أن يضيع منكِ ..... )
بكت غدير و هي تهز رأسها هامسة باختناق
( لا أستطيع .... أمجد أنا ...... أنا ...... أنا أحبك ...... )
انعقد حاجبي أمجد بشدة قبل أن يهمس بعنف من بين اسنانه
( استغفر الله ......... اخرجي من هنا حالا يا غدير و سأعتبر أنني لم أسمع منكِ شيئا ..... )
همست بنشيج خافت
( أمجد أرجوك .......... )
الا أن أمجد استدار عنها و قال بصرامة
( اخرجي يا غدير ...... أريد التأكد من غلق باب مكتب مسك ....... )
أغمضت غدير عينيها قبل أن تخرج باكية بعنف ...... بينما بقى أمجد مكانه ينظر الى البعيد غاضبا , ... منفعلا .... ليس فقط من اعترافها , بل ما يعنيه هذا الإعتراف ...
فخلف هذا الإعتراف يوجد زوج .... ليس قانعا بحياته و ينوي الفكاك منها و ربما ..... العودة الى حبه القديم ...
.................................................. .................................................. ......................
وقفت مسك أمام المصعد تنتظر قدومه و هي تنظر الى الأرقام بنظرات متصلبة ....
تسند وزن جسدها الى قدمها السليمة .... بينما تمسك بالعصا الطبية التي اشتراها لها أمجد ....
امجد .... لقد رفضت رؤيته مجددا خلال المتبقي من اليوم وهو لم يحاول ....
على ما يبدو أن غدير قد أحكمت الطوق من حوله و سال لعابه عليها من جديد ....
أغمضت مسك عينيها و هي تهمس
( أستغفر الله ........ )
فتحت عينيها بنفاذ صبر , الا أنها شهقت و هي تجد فتاة قد تجسدت بجوارها في لحظة دون ان تشعر باقترابها ....
فهمست و هي تضع يدها على قلبها
( بسم الله الرحمن الرحيم .......... )
قالت أسماء تكرر بفتور عبارة كانت مسك قد قالتها سابقا
( هل رأيتِ عفريتا يا آنسة مسك ؟!! ........ )
زفرت مسك و هي تقول بنفاذ صبر
( لماذا لا تصدرين صوتا و انتِ تقتربين ؟؟ ........ )
قالت أسماء بنفس الفتور
( هذا لأنني ارتدي حذاء رياضي ارضي خفيف ..... مناسب للعمل , بخلاف صوت كعبي حذائك الذي نستدل منه على اقترابك من بداية الرواق ..... )
رفعت مسك عينيها تنظر الى ارقام المصعد قائلة ببرود و ترفع
( ها قد بدأنا الوقاحة ............. )
توقعت ان تتمادى أسماء ... الا انها صمتت تماما و هي تنظر الى الارض .... ثم قالت بخفوت دون ان ترفع وجهها وكأن ما تريد قوله أصعب من ان تواجه به مسك وجها لوجه
( المرة السابقة ...... في مكتبك , كنت قد خرجت باكية ..... لم أستطع الكلام , ...... )
قالت مسك و هي لا تزال تنظر الى الأرقام ....
( نعم لاحظت ذلك ..... و كان هذا في منتهى الذوق منكِ كعادتك ..... )
ظلت أسماء تنظر الى الأرض قليلا ثم قالت
( لم أستطع أن أشكرك على عرضك بأن تتكفلي بعلاج ابنة المرحومة اختي ...... و توصيتك لها في مشفى خاص ...... )
قالت مسك بهدوء دون ان تنظر اليها ,
( لم يكن هذا عرضا ...... بل قرار , العرض تملكين الحق في رفضه .... اما القرار فانتهى امره ... )
رفعت اسماء وجهها المتخاذل تنظر اليها بصمت قبل ان تقول بخفوت
( الا املك حق الرفض ؟؟ ........... )
نظرت اليها مسك نظرة عابرة قبل ان تقول ببرود
( لا ..... لا تملكين حق الرفض فأنا لن اتكفل بعلاجك انتِ كي تقبلي او ترفضي ..... )
قالت أسماء بصوتٍ متداعٍ
( لكنني المسؤولة عنها ..... .... )
قالت مسك بسخرية
( و لأنك المسؤولة عنها ..... أيمنحك هذا السلطة كي ترفضي فرصة لعلاج على نحو كامل و أفضل !!..... و نعم المسؤولية عندئذ......... )
صمتت أسماء و هي تخفض وجهها من جديد شاعرة بغصة في حلقها ..... بينما كانت مسك تعرف جيدا ما تعانيه ....
انها لا تصدق نفسها من فرحة العلاج الذي ستحصل عليه ابنة اختها , الا أنها ترفض أن تكون المساعدة آتية من طرفها .... لأنها ترى اهتمام أمجد بها .... و هي معجبة بأمجد ...
ابتسمت مسك بسخرية سوداء و هي تفكر
يبدو أن الكثير من النساء منجذبات الى أمجد الحسيني ......
وصل المصعد و فتح أبوابه , فقالت أسماء سريعا لكن بقنوط
( شكرا لكِ ...... لقد قبلت احسانك , و أنا شاكرة جدا ..... )
دخلت مسك الى المصعد ثم استدارت اليها لتقول
( ليس من التهذيب أن تقولي " احسانك " .......... )
ردت أسماء بصوت مختنق
( ربما لو كنتِ سألتني عن اسمها ..... و عرضتِ زيارتها في المشفى , لما اعتبرته احسانا ..... )
قالت مسك بعد فترة صمت بصوت جامد لا تعبير فيه
( أنا لا أحب دخول المشافي ........... )
صمتت للحظة ثم رفعت وجهها و قالت بهدوء
( ألن تدخلي ؟!! ......... )
ردت أسماء بخفوت و هي تأخذ نفسا محتقنا
( لا أريد أستخدام المصعد ...... لقد أتيت لشكرك فقط ..... )
ثم استدارت لتغادر , .... و بعد خطوتين سمعت مسك تقول من خلفها
( ما اسمها ؟؟ ............. )
وقفت أسماء مكانها دون أن تستدير ...... ثم قالت أخيرا بخفوت
( زهرة ........... )
أغلق المصعد ابوابه , و تحركت أسماء ..... و كل منهما تنافس الأخرى في ملامح الحزن و الألم .....
.................................................. .................................................. ................
كانت مسك واقفة تنتظر ظهور اي سيارة أجرة فهي طبعا لم تستطع القيادة .... لكن الوقت كان صعب و السيارات كلها مشغولة ...
فظلت واقفة بصبر تستند الى العصا التي كانت نعم العون لها ...
لكنها تسمرت حين وجدت سيارة مألوفة تقف الى جوارها قبل أن ينحني السائق اليها وهو يقول ببشاشة
( اركبي ......... )
نظرت مسك الى أمجد نظرة تجمد الدم في العروق , قبل أن تقول ببرود
( شكرا ....... أنتظر سيارة أجرة ...... )
قال أمجد دون أن يفقد مرحه
( لن تجدي سيارة أجرة في مثل هذا الوقت أبدا ........ لذا اركبي و لا تعاندي .... )
قالت مسك بصوت جامد
( طريقي غير طريقك .............. )
رفع أمجد حاجبيه وهو يقول بدهشة و براءة
( ألم أخبرك ؟!!! ....... أنا مدعو لتناول الغذاء مع وفاء و زوجها , لذا فطريقنا واحد ....... )
نظرت اليه مسك طويلا بحاجب واحد مرتفع .... فابتسم أمجد أكثر وهو ينحني ليفتح لها الباب المجاور لها قائلا بتشدق
( اعطفي على سائقك الخاص سيدتي الجميلة ....... )
زفرت مسك و هي تدعي نفاذ الصبر .... بينما هي مخدرة الإحساس من شدة الألم النابض في ساقها , لذا جلست بحذر قبل أن تصفق باب السيارة بغضب .... فقال أمجد عاقدا حاجبيه
( على مهلك على السيارة يا آنسة ............... )
زفرت مسك مجددا بينما ابتسم أمجد و حرك السيارة لينطلق بها ثم نظر اليها مبتسما وهو يقول
( لن ننسى أن نرسل اليكِ بعضا من طعام الوليمة ....... أتحبين صدر الدجاجة أم فخذها ؟!!! ..... )
نظرت اليه مسك ثم قالت ببرود .....
( كيف تطيق نفسك من شدة خفة ظلك ؟!! ......... )
ابتسم امجد وهو يقول ببساطة مركزا عينيه على الطريق
( ماذا أقول .... بعض الرجال نالو نصيبا وافرا من قوة الحضور و " الكاريزما " ..... )
قالت مسك بشفتين ممطوطتين
( واضح ....... خفف من الكاريزما الخاصة بك رجاءا , ستخنقنا ...... )
ضحك أمجد عاليا , بينما التفتت مسك مشيحة بوجهها بعيدا عنه و هي تنظر من نافذتها .... و قد خانتها الإبتسامة و أطلت على شفتيها ....
.................................................. .................................................. ..................
لقد ارتكبت الكثير من الحماقات في حياتها ....
حولتها الغيرة لأكثر النساء جنونا ....
تهورت و ندمت ... و عادت لتغار من جديد و تجن من جديد ....
الا أنها كانت تعلم أنها هذه المرة تمادت كثيرا
وقفت تيماء و هي تنظر الى الباب الخشبي البسيط بملامح فاترة شاحبة ... و عينين واسعتين و ذابلتين من السهر و الم الفراق
ثلاثة أيام على فراقه لها ..... تحرقت في لياليها على فراشهما و هي تتمنى سماع صوت مفتاحه ....
ثلاثة أيام كان أقصى احتمال لها .... فقامت بعدها بأخذ أكثر خطوة مجنونة في حياتها ...
سعت الى العذاب بنفسها ....
.................................................. .................................................. ................
كانت ريماس تقلب الحساء فوق النار بشرود , تحيا الرعب بأبشع صوره منذ ثلاث أيام ....
و هي تنتظر ظهوره مجددا في أية لحظة ....
وجود قاصي معها اراحها بعض الشيء .... لكنه زادها رعبا من جهة اخرى , فقد يعلم بقدوم راجح الى هنا و نيته في استرجاع ابنه ...
ربما كان ثملا .... او متعاطيا لأي نوع من المخدر ثم استفاق و نسي بعدها ...
فهو لم يظهر من وقتها ....
انتفضت ريماس فجأة من شرودها على صوت جرس الباب ..... فاستدارت بهلع بعد أن أغلقت نار الموقد ...
ليس هذا قاصي , لو كان قاصي لفتح بمفتاحه .....
لقد أخبرها أنه سيمر بعمرو في المدرسة و يصطحبه الى المطبعة ..... فليس هو من يطرق جرس الباب ابدا ...
تحركت ريماس بقدمين ترتجفان حتى وصلت الى الباب ....
كان صدرها يعلو و يهبط بعنف ....
مما هي خائفة ؟!! ..... حتى لو كان راجح قد عاد فعمرو ليس موجودا ليخطفه .....
أخذت ريماس نفسا عميقا قبل أن تفتح الباب بقوة و دون سؤال ....
الا أنها تسمرت مكانها رافعة حاجبيها .... و طال بها الصمت قبل أن تميل زاوية شفتيها في ابتسامة ساخرة خبيثة قبل أن تقول
( ابني يصف بمهارة ..... وجه أبيض و عينين زرقاوين ... و ثمرة فراولة قرب الفم ...... )
اتسعت ابتسامتها مكرا و ميوعة و هي تقول بنبرة كالحرير
( مفاجأة سعيدة يا تيماء ...... أنرتِ بيتي المتواضع ..... )



انتهى الفصل 23 .... قراءة سعيدة












tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:38 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.