آخر 10 مشاركات
لا تتركيني للأوزار (الكاتـب : تثريب - )           »          صمت الحرائر -[حصرياً]قلوب شرقية(118) - للمبدعة::مروة العزاوي*مميزة*كاملة & الرابط* (الكاتـب : noor1984 - )           »          أزهار قلبكِ وردية (5)*مميزة و مكتملة* .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          لك بكل الحب (5) "رواية شرقية" بقلم: athenadelta *مميزة* ((كاملة)) (الكاتـب : athenadelta - )           »          رواية أحببت فارسة أكاريا (الكاتـب : الفارس الأحمر - )           »          494- اخر خيوط الحب - كارول مورتيمر -روايات احلام الجديدة(مكتوبة/كاملة)* (الكاتـب : *سهى* - )           »          2– التجربة - شارلوت لامب - ق.ع.قديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          بقايـ همس ـا -ج1 من سلسلة أسياد الغرام- للكاتبة المبدعة: عبير قائد (بيرو) *مكتملة* (الكاتـب : noor1984 - )           »          بين نبضة قلب و أخرى *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : أغاني الشتاء.. - )           »          عشقتها فغلبت قسوتي-ج1من سلسلة لعنات العشق-قلوب زائرة-للكاتبة:إسراء علي *كاملة+روابط* (الكاتـب : قلوب أحلام - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: من هو اكثر ثنائي نجح في جذب انتباهكم بقصتهم
قاصي و تيماء 2,118 58.56%
مسك و امجد 738 20.40%
ليث و سوار 761 21.04%
المصوتون: 3617. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree999Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-10-16, 11:23 PM   #8191

rasha shourub

? العضوٌ??? » 267348
?  التسِجيلٌ » Oct 2012
? مشَارَ?اتْي » 1,873
?  نُقآطِيْ » rasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond repute
افتراضي


الف سلامة عليكي يا تميمة

rasha shourub غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-10-16, 11:49 PM   #8192

شهرازادة

? العضوٌ??? » 382033
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 162
?  نُقآطِيْ » شهرازادة is on a distinguished road
افتراضي

ياريت الفصل ينزل بدري النهاردة
مشتاقة موت لقاصي وتيماء يارب معظم الفصل يكون عليهم


شهرازادة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-10-16, 11:57 PM   #8193

سوما

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية سوما

? العضوٌ??? » 30369
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,657
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » سوما has a reputation beyond reputeسوما has a reputation beyond reputeسوما has a reputation beyond reputeسوما has a reputation beyond reputeسوما has a reputation beyond reputeسوما has a reputation beyond reputeسوما has a reputation beyond reputeسوما has a reputation beyond reputeسوما has a reputation beyond reputeسوما has a reputation beyond reputeسوما has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك action
?? ??? ~
My Mms ~
Elk

مســـــــــــــاء الورد يا بنات
فى احتمال كبير ان الفصل ينزل الساعة12
بناءً على مباحثات الفيس مع تميمة
حبيت اطمنكو يا رفاق
ههه


سوما غير متواجد حالياً  
التوقيع
لا إله إلا أنت سبحانك انى كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 17-10-16, 12:04 AM   #8194

احلام وعبير

? العضوٌ??? » 377777
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 95
?  نُقآطِيْ » احلام وعبير is on a distinguished road
افتراضي

هو باقى الفصل مش نزل لحد دلوقتى

احلام وعبير غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-10-16, 12:05 AM   #8195

الجميله2

? العضوٌ??? » 315137
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 2,977
?  نُقآطِيْ » الجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond repute
افتراضي

صباح الخير كيفك تيمو و حشتينا

الجميله2 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-10-16, 12:20 AM   #8196

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

مسا الورد يا بنات .... أنا حنزل الفصل حالا , بس أولا حابة أعتذر لكم جدا عن تأخر الفصل ليوم ... انا مبارح تعبت جدا في الفجر و ما قدرت أنزله أبدا و حتى ما قدرت أدخل المنتدى ..... أعذروني و أسفة جدا .......
mareen likes this.

tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 17-10-16, 12:21 AM   #8197

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

النصف الثاني من الفصل 25 :

" منذ بضعة أيام ...... "

( حقك .. و حقي أن أسافر للأبد , دون أن تمتلك حق منعي , لأنني سأكون قد حصلت على الطلاق منك ....)

ساد الصمت بينهما تماما , بعد أن ألقت بعبارتها الجليدية في وجهه ووقفت تنظر اليه , تنتظر ردة فعله ....
كانت صلبة خارجيا , الا أنها كانت مرتعبة داخلها .... لم تكن مرتعبة خوفا على نفسها منه ...
بل كانت مرتعبة من نوبات غضبه التي تعرفها جيدا ... و التي تدرك بأنها تكون خارجة عن حدود سيطرته ....
الآن لم تعد نفس الفتاة التي تتحمل هذا العنف بقلبٍ يدرك علة حبيبه ....
الآن هي تحمل طفلا .... طفلا تخاف عليه .... طفل قاصي , و الذي تخاف عليه من بطش قاصي نفسه ...
لذا و دون ان تدرك , كانت يدها قد ارتفعت لتلامس بطنها بأصابع مرتجفة , و كأنها تحمي طفلها منه بتلك الطريقة ...
انخفضت عينا قاصي الناريتين الى حركة يدها التي لامست بها بطنها ... و كأنه أدرك ما تفكر به , فزاد العنف في نظراته بصمت ....
راقبته تيماء بعينين جامدتين , بينما قلبها يصرخ بعنف
" اخترني ..... أرجوك اخترني "
وقفت تنتظر تقرير مصير حبها .... و كل لحظة تمر , تخبرها كم هو هين حبها عليه , كي يتردد بتلك الطريقة ....
انتظرت منه أن يصرخ و يكسر .... و يحطم كل ما حولها بفقدان للذرة المتبقية من عقله ...
الا أنها لم تتوقع أن يتراجع رأسه للخلف لينفجر بضحكةٍ عالية مخيفة !! ...
ابتلعت تيماء ريقها و شعرت بخيط بارد يمر في عمودها الفقري و هي تسمع صدى ضحكاته المخيفة ... فتراجعت للخلف خطوة تلقائيا و عيناها الواسعتان تنظران اليه بقلق ...
استمرت ضحكاته بينهما كصوتِ رعدٍ مرعب ... الى ان بدأت تخفت وهو ينظر اليها بعينين لا تحملانِ ذرة من المرح .... و اقترب منها خطوة , فتراجعت تيماء خطوة أخرى و هي ترفع وجهها محاولة الا تظهر له خوفها منه ... الا أن كفها كان لا يزال ماكثا على بطنها .... يحمي جنينها ....
وصل اليها قاصي وهو ينظر اليها بتلك العينين اللتين عشقتهما دائما و أبدا .... لكنهما الآن تنظران اليها بطريقة تثير فزع اعتى الرجال ....
وقف امامها تماما .... حينها فقط ارتفع وجهها اليه و تكلمت حين شعرت أن هذا الصمت يكاد أن يقتلها ....
فقالت بفتور
( هل انتهيت من ضحكك ؟!! .... يسرني أن أكون قد رفهت عنك .... )
وضع قاصي كفيه في خصره وهو ينظر اليها , قبل ان يقول بصوتٍ غريب .... لا يعبر عن العاصفة الموشكة على الإندلاع في أية لحظة ....
( بل و أكثر ..... هل تخيريني بينك و بين ريماس ؟!! ..... )
شعرت تيماء بقبضة جليدية تغلف صدرها , الا أنها واجهت عينيه قائلة بجمود
( هل تراه طلبا مبالغا فيه ؟!! ..... يؤسفني اذن أن قدرت نفسي بشكل أكبر مما تستحق .... )
ضحك قاصي مجددا بعصبية وهو ينظر اليها مستنكرا ... نظرة مجنونة صماء , قبل أن يصرخ في وجهها فجأة
( أي قدر الذي تتكلمين عنه ؟!! .... تعرفين أن ريماس ليست في الكفة الأخرى من الميزان من الأساس , و لم أتخيل مطلقا أن تنزلي من قدرك و تضعي نفسك محل اختيار !!! .... )
لم يرهبها صوته الجهوري ..... بل أثار غضبها لتصرخ به هي الأخرى
( و أنا لم أظن أن تتزوجني ساهيا عن اخباري حقيقة زواجك من امرأة أخرى قبلي .... لاغيا حقي في الموافقة أو الرفض ..... )
هدر بها قاصي وهو يندفع اليها قابضا بكفيه على كتفيها حتى حفرت أصابعه في بشرتها بقسوة
( هل عدنا لنفس النغمة من جديد ؟!!! ..... و الآن تحديدا ؟!!! .... بعد أن سكن طفلي أحشائك .... )
كان الألم يعصف بها .... يتلاعب بقلبها دون هوادة , الا أنها جابهته بكل عنف هاتفة
( طفلي هو السبب الرئيسي في اجباري على وضع حدٍ لهذه المهزلة ...... أنت تخطىء في حق الجميع , حقي و حقها .... و طفلي و طفلها ...... الا يمكنك أن تتنازل عن أنانيتك و تقرر ماذا تريد حقا ؟!! ...الى متى تنوي تركها رهينة معلقة بين يديك ؟!! .... )
كانت عيناه تلمعان بالغضب و بدا و كأنه على وشكِ ضربها .... , الا أنه كان قد ارتدى قناع السخرية القاسية كي يخفي شعوره عنها , فقال باستهزاء عنيف
( هل ألمح تعاطفا منكِ على حالها ؟!!!! .... كم أنتِ رقيقة القلب يا تيمائي !! ........ )
شعرت تيماء بقسوة سخريته , الا أنها نظرت اليه ببرود و قالت بفظاظة
( لا أشعر بأي تعاطف معها ..... لكنك ستكون الخاسر بتقييد امرأة لا تزال تملك من الشباب ما يجعلها تتمنى حياة زوجية طبيعية ..... )
ضاقت عينا قاصي وهو ينظر اليها محاولا فهم ما ترمي اليه , ثم قال بصوت غامض
( ما الذي تريدين قوله تحديدا ؟!! .......... )
رمشت تيماء بعينيها و هي تخفض وجهها محاولة لجم لسانها عن قول المزيد .... بامكانها اشعال فتيل جنون رجولته و اخباره عن زيارة راجح لزوجته .... بل و عناقهما و ملامسته لها ....
الا أنها لم تكن لتفعل ذلك , فهي لا تملك من الأدلة سوى أقوال طفل صغير ..... و هي لا تعلم كيف سيتصرف قاصي لو علم بالأمر ....
أخذت تيماء نفسا عميقا , ثم نظرت اليه و قالت بفتور خافت ...
( ألم تفكر للحظة ..... أنه ربما كان من مصلحة عمرو أن يتعرف الى والده , لربما رغب في ضمه اليه ؟!! ..... )
اتسعت عينا قاصي بذهول وهو يستمع الى ما تقول ... و كأنه ينظر الى معتوهة , تطاولت عليه ...
أما تيماء فتابعت بشجاعة ... محاولة الكلام بصوت ثابت متزن قدر الإمكان ....
( حسنا ..... أدرك كم هو شخص دنيء .... و ألقى بابنه منذ سنوات , لكنه يظل والده ... وهو لم يره بعد حتى الآن .... ماذا لو رآه و أحبه و رغب في أن يكون والده ..... حينها لن تستطيع أن تعارض حقه .... فراجح سيظل والد عمرو شئت أم أبيت ..... و من حق عمرو أن .... )
هدر قاصي فجأة بعنف
( اصمتي ............. )
صمتت تيماء و هي تبتلع المتبقي من كلماتها .... ناظرة الى الغضب الذي تجلى في عيني قاصي بصورة مرعبة .... لكنها قالت بخفوت بعد عدة لحظات
( لن يمكنك السيطرة على عمرو طوال عمره .... سيكبر و سيرغب في ..... )
صرخ قاصي مجددا وهو يشدد على ذراعها
( قلت اصمتي يا تيماء ........ لا تتدخلين في أمرٍ لا تعرفين عنه شيئا ...... )
اطرقت تيماء بوجهها الشاحب و هي تنظر أرضا .... قبل أن تكرر كلماته بخفوت شارد و كأنها تحادث نفسها بسخرية مريرة
( لا أتدخل ....... بالطبع , من أكون أنا لأتدخل بين أفراد الأسرة الواحدة ..... )
هتف قاصي بها بنفاذ صبر
( كفي عن أسلوب النواح هذا , فهو لا يليق بكِ .... و لن تثيري تعاطفي معكِ بتلك الطريقة العاطفية الرخيصة ..... )
رفعت تيماء وجهها اليه و هي تقول بصدمة
( أثير تعاطفك ؟!! ..... هل هذا هو ما استنتجته من كلامي كله ؟!! ...... أنا لا أحتاج الى تعاطفك , أنا هنا لأفرض حقوقي ... فأنا لن أقبل بأن ...... )
قاطعها قاصي فجأة وهو يتراجع بها الى أن ارتطمت بالحائط خلفها فأغمضت عينيها و هي تحاول تهدئة الخوف المتردد داخلها , بينما انحنى قاصي حتى أصبح وجهه مواجها لوجهها فهمس لها بشراسة
( لن تقبلي !!! ...... لن تقبلي ماذا ؟!! ...... دعيني أنعش لكِ ذاكرتك تيمائي الصغيرة , لقد سبق و قبلتِ بالفعل .....)
رفع يده فجأة يلامس بشرتها الظاهرة من أزرار قميصها العلوية المحلولة ... فازداد ارتجفاها بأسى وهي تسمع ضحكته الخافتة القريبة من أذنها , فأبقت على عينيها مطبقتين .... الى أن همس بخفوت أجش
( لقد وقعت عقدا يا تيماء .... و ختمتِ عليه روحا و جسدا , و سأكون ملعونا لو سمحت لكِ بفسخ هذا العقد لأي سببٍ كان .... )
فتحت تيماء عينيها و هي ترفع وجهها لتنظر الى وجهه الأحمر الغاضب العنيف و الذي يعد مخيفا لغيرها .... لكن ليس لها ..... خوفها كان من تأثير ردة فعله العنيفة عليه هو .. و على طفلها ....
لكنها لم تخافه يوما .... و لن تخافه أبدا ...
مهما ظلمها و تجبر .... مهما قسى و استأسد .... لن تخافه , ستظل تيمائه الوحيدة ....
لكنها ستقتل أنانيته تجاهها حتى ولو تطلب هذا فراقها عنه ... مجددا ....
فغرت تيماء شفتيها لتقول بخفوت
( الكرة في ملعبك يا قاصي ..... أنت من ستفسخ العقد بيننا , أو تبقي عليه .... )
صمتت للحظة تبتلع الغصة المسننة في حلقها لتتابع باختناق هامس
( عقد الحصرية يا قاصي ..... أتتذكره ؟!! ...... )
ازداد انعقاد حاجبي قاصي ... و لمع شيئا ما فيه عينيه , تمنت أن يكون الألم ...
رفعت قبضتها المضمومة لتضرب بها قلبه وهي تتابع بصوتٍ أكثر اختناقا تذكره
( أنت تخصني وحدي ..... أتتذكر ؟!! ...... )
لمعت الدموع في عينيها الفيروزيتين كغلالةٍ ناعمة ... دون بكاء أو نحيب , مجرد ستار صافٍ جعل عيناه تتألمان بوهج حريقهما أكثر وهو ينظر الى هاتين العينين الواسعتين كأجمل ما فيها ....
حاولت ابعاد قبضتها عن صدره و هي ترمش بعينيها مشيحة بوجهها بإباء كي لا تبكي أمامه , الا أنه سارع بالتقاط قبضتها و أطبق عليها مبقيا اياها فوق قلبه وهو يقول بصوتٍ أجش
( ما الذي حدث لكِ ؟!! ...... تركتك مبتهجة و تتوهجين عشقا , و الآن تبدين كقطة شرسة , تريد تمزيق صدري بمخالبها الصغيرة ...... )
رفعت تيماء وجهها اليه و هي تستند برأسها للجدار من خلفها .... تتأمل ملامحه بكل ذرة فيها .....
تحبه .... اي والله تحبه و تعشقه ...
همست له بخفوت
( الكلمة الصحيحة الوحيدة فيما نطقت هي ..... " تركتك " ..... )
غامت عيناه للحظة وهو يميل اليها .... مستندا بكفه الى الجدار بجوار وجهها , و أنفاسه تلامس بشرتها , بينما أصابع يده الأخرى ارتفعت لتلاحق ملامح وجهها الناعم ببطىء ..
أعلى وجنتها و فكها نزولا الى شفتيها وهو يهمس لها بصوت أجش بطيء
( كل هذا لأنكِ اشتقت ِ الي يا مجنونة ؟!! ..... و أنا اشتقت اليكِ أكثر ,..... اشتقت للنوم و رأسي يرتاح بين أحضانك .... )
قالت تيماء بخفوت و هي تلتهمه بحدقتيها الواسعتين
( نعم اشتقت اليك , و بأكثر مما تتصور ..... لكن الشوق ليس هو ما يحركني و يتحكم بعقلي , ..... اختر و الآن يا قاصي .... )
تسمرت أصابعه للحظة فوق فكها ..... و تشنجت ملامحه و اربدت , بينما ضربتها نظرة مستعرة منه , لكنه لم يلبث ان ضحك ضحكة قصيرة خشنة , لا تحمل اثرا للمرح وهو يقول بخفوت يحمل لمحة من القسوة
و اصابعه تداعب عنقها ....
( لا تبالغي يا تيماء ..... فأنا أستطيع أن أخضاعك , و حالا .... )
كان لكلماته المفعول القوي الذي احتاجت اليه ... كي تحارب بها وهج عشق النظر اليه , ....
فتسمرت كل عضلة بجسدها .... و أظلمت عيناها , بينما ارتفع وجهها بملامح غريبة جديدة و هي تقول فجأة بصوتٍ قوي متصلب هادىء
( لم تستطع قبيلة بأكملها اخضاعي ...... لذا لن تستطيع أنت ما لم أمنحك أنا الإذن , ...... )
الآن فقط فقد القناع اللطيف الذي كان يرتديه ليخفي عنها تجدد غضبه ,,,, ما أن لاحظ جديتها و صلابة صوتها , فانخفضت يده عن وجهها , و ابتعد عنها خطوة , ناظرا اليها بنظرة غريبة , بينما استقامت تيماء من استنادها الى الجدار ووقفت امامه تواجهه قائلة بثبات
( يبدو أنك أخطأت استيعاب خضوعي لك يا قاصي .... لقد كان بأمرٍ مني , لا بأمرك .... )
ساد الصمت بينهما لعدة لحظات و كل منهما يقف مواجها للآخر ....
الى أن قال قاصي بصوتٍ غامض أجش
( يبدو أنني فعلا قد أسأت فهمك !! ......... لقد تخيلت بمنتهى الغباء , أنكِ سلمتِ بوجود كل منا في حياة الآخر , مهما كانت العواقب أو الظروف .... )
رفعت وجهها و هي تقول بصوتٍ اكثر قسوة
( ليس حين يكون احد تلك الظروف هو وجود امرأة أخرى في حياتك ..... )
صرخ فيها بعنف جعلها تنتفض مكانها .. وهو يضرب جانب رأسها باصبعه بقسوةٍ آلمتها حتى تأوهت
( لا وجود لها في حياتي ...... حاولى أن تقحمي هذا في عقلك الغبي .... )
أزاحت يده عن رأسها بقوة و هي تهتف
( ماذا تعني بأن لا وجود لها في حياتك ؟!! ..... )
لم يرد عليها قاصي وهو ينظر اليها متجهما بجنون , الا أنها لم تصمت , بل تابعت و هي تضربه في صدره صارخة
( أنت تلبي لها ما تريد ... تخضع لتعبها وألمها ... تربي ابنها , و تنفق اليها , بل و تتحدث معها عما يوجعك .... و في نهاية المطاف ذهبت لتقضي معها لياليك خوفا عليها ..... فماذا ينقص بعد ؟!!! .... )
كانت قاصي يتنفس بعنف و بصوتٍ مسموع ... بينما كانت هي قد انفجرت و انتهي الأمر , بعد أن فقدت اللجام على سيطرتها ... فصرخت بقوةٍ أكبر
( أجبني , ماذا ينقص بعد ؟!! ......... )
صمتت تلهث للحظة بينما تحول اللون الفيروزي في عينيها الى لهيب قاتل و هي تضرب صدره بقوة , قبل ان تتابع صارخة
( مشاركتك الفراش ؟!! ...... هل هذا هو ما ينقص ؟!!! ..... أهذا هو ما يتميزني عنها به ؟!! .... أجبني , هل هذا هو ؟؟؟ ........ اذن خذ تلك الميزة لا أريدها , فهي أتفه ما قد تقدمه لي , فأنا لا أشعر بك بهذه الطريقة من الأساس ...... )
اتسعت عينا قاصي بذهول وهو يستمع الى ما تصرخ به , الا أنها كانت قد جنت من شدة ما تعانيه , فتابعت صراخها بعنف
( ما بكِ ؟!! أراك مذهولا .... تبدو و كأنك نسيت على ما يبدو , ..... نسيت ما يسعدني و ما لا أشعر به من الأساس .... أنا لا أشتاق لفراشك كل ليلة , .... لا أشاركك المتعة , أتعلم لماذا ؟!! ..... )
صرخ قاصي بها بجنون وهو يلهث من فرط ما يشعر به ...
( اخرسي ........ )
الا أنها لم تخرس , بل ضربت صدره مجددا مرة ... ثم مرتين و هي تصرخ
( لا لن أخرس ..... سأذكرك إن كنت قد نسيت , أنا لست مولعة بعلاقتنا الزوجية الخاصة , .... لأنهم قتلوا بي تلك المتعة , .... بسببك ..... )
هجم عليها قاصي ليكتم فمها بقبضته .... الا أنها تلوت لتفر من بطش قبضته و صرخت مشيرة باصبعها الى شقته التي يقفان بها
( حين تبعتك الى نهاية العالم .... عمياء العينين , لا يحركني سوى قلبي الغبي بعشقك , .... ووصلنا الى هنا ..... هذه الشقة .... هذه الشقة تحديدا .... )
صرخ قاصي مجددا وهو يلهث بعذاب
( اخرسي يا تيماء لا تزيدي .......... )
الا أنها تابعت بعذابٍ يفوق عذابه ...
( و هنا في هذه الشقة أمسك بي والدي ...... و بسببك عوقبت بأبشع طريقةٍ قد تتخيلها , ..... )
صمتت قليلا و هي تلهث بألم , واضعة يدها على بطنها ترتجف من شدة الإنفعال الذي تعانيه .... فأطرقت وجهها تلتقط أنفاسها بصعوبة ,و هي تقول باعياء
( يبدو أنك قد نسيت ...... نسيت أنني على أرض تلك الشقة , نزفت دما بسبب حبي لك ..... )
رفعت وجهها تنظر اليه حيث كان قد استدار عنها يوليها ظهره .... يرتجف فعليا بجسده الضخم , الا أنها لم تتبين ملامحه ....
ثم قالت أخيرا بصوتٍ ميت
( لذا ..... يمكنني التنازل عن علاقتنا الزوجية يا قاصي , على أن تبقى لي وحدي ..... فقلبي ما زال حيا , ألم يكن هذا هو ما همست لي به في احدى الليالي و أنا بين ذراعيك ؟!! ..... " لم يسلبوكِ دقات قلبك يا تيماء " .... و كنت محقا , لم ينجحوا في قتل نبضات قلبي المجنونة كلما نظرت اليك .... ....
سأتنازل عن الفراش .... و تبقى لي وحدي ...فما هو قولك ؟! ... )
ساد الصمت لعدة لحظات مرعبة , لا يقطعه الا صوت تنفسهما العنيف الى أن تحرك قاصي فجأة ممسكا باحدى الأواني الزجاجية الموضوعة بالقرب منه , ليضربها بكل عنف وهو يصرخ عاليا كالمجنون .... فاختلط صوت صراخه بصوت تحطم الآنية بالحائط , مما جعل تيماء تنتفض و هي ترفع كفيها الى أذنيها حتى انتهى صرخته المجنونة ...
و ما أن استعادت وعيها , حتى اندفعت تجري الى غرفة النوم حيث وشاحهها ملقى أرضا .... فانحنت لتلتقطه و حقيبتها ... ثم استقامت و هي تلفه حول وجهها كيفما يكون .... لتندفع و هي تجري الى باب الشقة , فخرجت دون أن تنظر الى الخلف ..... لكنها سمعت صرخته الوحشية من خلفها وهو يناديها ما أن لمح هروبها
( تيمااااااااااء ....... )
لكنها لم تبطىء و لم تلتفت اليه , بل سارعت الى المصعد و ضربته بقوة , لحسن حظها كان في الطابق الذي يعلو طابق شقة قاصي مباشرة , ففتح أبوابه بسرعة ....
و ما أن دخلت و استدارت حتى رأت قاصي يتبعها كالمجنون .... لكنه لم يدركها , بل أغلق المصعد أبوابه مخفيا عنها ملامح وجهه المعذبة المخيفة ....
ضرب قاصي المصعد المغلق بقبضته بكل عنف وهو يصرخ عاليا
( تبا ..... تبا .... تبا ........ )
ثم انطلق لينزل السلم جريا دون أن ينتظر .... أما تيماء فقد تراجعت كي تستند الى جدار المصعد و هي تغمض عينيها , تتنفس بتعب ... و يدها لا تزال على بطنها ...
لم تعرف يوما حماية ... كتلك التي تشعر بها تجاه طفلها الذي لم يرى النور بعد ......
لقد أرهقته .... و أتعبته نبضات قلبها العنيفة المعذبة , وهو لا يستحق منها تلك المعاملة ....
فتح المصعد أبوابه بعد أن وصل الى الطابق الارضي .... ففتحت عينيها و هي تستقيم لتخرج منه و من البناية كلها متجهة الى سيارتها التي أوقفها قاصي أمام بوابة الxxxx بمسافة قصيرة ....
ففتحت بابها , الا ان قبضة قوية من خلفها امتدت لتصفق باب السيارة و تغلقه مجددا قبل ان تديرها الى وجه رجولي غاضب ... مجنون ..... و عينين كالجمر تحرقان ما حولهما , ....
اتسعت عينا تيماء برهبة و هي تنظر الى الحالة الغير مسيطر عليها و التي وصل اليها قاصي ....
كانت قبضته تكاد على تمزيق لحم ذراعها , بينما صدره يعلو و ينخفض ... و أنفاسه تتردد بصعوبة على وجهها و كأنه عاجزا عن الكلام ...
لذا تطوعت هي و قالت بصلابة رغم ارتجافها ..
( اترك ذراعي يا قاصي ........ )
الا أن كلماتها المستفزة تسببت في حفر أصابعه أكثر و أكثر حتى شهقت ألما .....
بينما همس لها بصوت متشنج عنفا
( اصعدي معي الى الشقة دون احداث جلبة .... )
قالت تيماء بقوة و رفض
( لن يحدث يا قاصي ..... لن أصعد معك , الا بعد أن تختارني .... وحدي و دون شركاء .... )
ضرب قاصي بعنف على سقف السيارة وهو يصرخ عاليا
( اصعدي معي يا تيماء و كفى غباءا ....... )
حاولت جذب ذراعها من قبضته الا أنها لم تفلح , فصرخت به
( اتركني يا قاصي و لا تعاملني بهذه الطريقة ,,,...... أنا لن أصعد معك ..... )
الا أنه كان قد وصل الى مرحلة عدم السيطرة وهو يجرها معه هاتفا
( ستأتين معي شئتِ أم أبيتِ ......... )
بينما ظلت هي تصرخ به و هي تضرب ظهره ,
( اتركني يا قاصي .... أنا حامل , تبا لك , لا تفعل هذا ...... )
استدار اليها دفعة واحدة قبل أن ينحني اليها وفي حركة واحدة رفعها في الهواء , حتى شعرت بنفسها تطير الى أن استقرت بين ذراعيه , وهو يحملها ببساطة ....
فغرت تيماء شفتيها و هي تستوعب منظرها وهو يحملها في قارعة الطريق على مرأى و مسمع من الجميع , فهتفت به بجنون بينما اشتعلت وجنتيها و هي ترى عددا من الأشخاص يحدقون بهما ,
( أنزلني ..... أنزلني يا قاصي , لا تفعل هذا .... )
لكنها كانت كمن يخاطب صنما ... لا يسمع و لا يشعر , لا يصنف الا حجرا باردا بملامح قاسية عنيفة ....
تحرك بها خطوتين , الا أنهما سمعا صوتا نسائيا من خلفهما ينادي بذهول
( قاصي ؟!!! ...... ماذا تفعل ؟!! ...... )
تسمرت تيماء مكانها و هي تغمض عينيها حرجا و هي تتعرف على صوت السيدة امتثال , جارة قاصي و التي كانت آخر شخص على وجه هذه الأرض تتمنى رؤيته في تلك اللحظة ...
شعرت تيماء بجسد قاصي يتصلب على جسدها , وهو يتعرف الى الصوت كذلك ... فظنت أنه سيتجاهلها و يتابع طريقه , الا أن امتثال سارعت لتتجاوزهما حتى وقفت أمام قاصي و هي تحمل في يديها أغراض البيت التي اشترتها للتو ....
نقلت نظرها بينهما بذهول يدعو الى الضحك في وقتٍ آخر .... لكن الضحك كان آخر ما قد تشعر به تيماء في تلك اللحظة , لذا أخفت وجهها في كتف قاصي و هي تتمنى لو انشقت الأرض و ابتلعتها , ... بينما قال قاصي بقسوة و دون ترحيب
( اعذرينا يا سيدة امتثال .... الوضع غير مناسب لتبادل التحية حاليا ,... )
حاول تجاوزها , الا أنها تركت الأكياس من يدها أرضا لتقبض على ذراعه و هي تقول بصرامة
( لا لن أعذرك .... لماذا تحمل ابنة أختك بتلك الطريقة المهينة , هل جننت ؟!!! .... أنزلها حالا أنت تتصرف بطريقة مخزية ..... )
كانت تيماء تهمس بداخلها برعب
" ياللهي ..... ياللهي ...... يا رب .... "
الا أن رعبها تحول الى ذعر و هي تسمع قاصي يصرخ فجأة بعنف في وجه امتثال بجنون
( انها ليست ابنة أختي ..... أنا لا أخت لي من الاساس .... إنها زوجتي .... هل سمعتِ ؟!! تيماء سالم الرافعي هي زوجتي .... هل هذا واضح ؟!! ..... )
توقف قلب تيماء من شدة الهلع و هي تواجه هذا الموقف ... خاصة و هي ترى نظرة الذعر التي ارتسمت على ملامح السيدة امتثال .... لكن قاصي لم يتراجع , أو يتردد ... بل دار حول نفسه وهو يحملها بين ذراعيه , ناظرا الى بعض ممن ينظرون اليهم و تابع صارخا
( إنها زوجتي ...... تلك المرأة التي أحملها بين ذراعيها , هي زوجتي ..... هل تعرفتم اليها جيدا ؟!! لأنها ستقطن هنا منذ الليلة و للأبد ....... هل رأيتموها جميعا ؟!!!!!! ..... )
همست تيماء بذعر و ألم و هي تغمض عينيها
" يا رب ..... أريد الموت , أتمنى الموت ...... "
تراجعت امتثال للخلف خطوة و هي تنظر اليه ذاهلة بحاجبين منعقدين ... و كأنها ترى أمامها مجنونا فارا من مشفى الأمراض العقلية .... ثم قالت أخيرا بصوتٍ ممتقع
( زوجتك كيف ؟!! ...... و منذ متى ؟!! ..... لقد كانت تزورك في بيتك منذ أن كانت طفلة !! ..... )
صمتت للحظة قبل أن تهمس بتقزز و عدم تركيز
( ما تلك القذارة ؟!! .......... )
ارتجفت عضلات قاصي قليلا , وهو يبادل امتثال النظر بملامح عمياء .... و كأنه ضريرا غاضبا لا يرى من يقف أمامه , و من يحادثه ....
فانتهزت تيماء تلك اللحظة كي تتلوى من بين ذراعيه و هي تهتف بعذاب
( أنزلني أرجوك ....... أرجوك أشعر بالغثيان .... )
بدا مترددا للحظة و كأن صوتها المتوسل يخترق حواجز غضبه الذي طمس عقله , حينها فقط قفزت تيماء من بين ذراعيه حتى تعثرت و كادت أن تقع أرضا , الا أنها تماسكت و استقامت فوق ساقين طريتين كالهلام .... ثم انطلقت تجري حتى وصلت الى سيارتها و دخلتها لتتحرك بها بأصابع مرتجفة , ....
لحقها قاصي و اخذ يضرب زجاج السيارة بقبضته , وهو يهدر بقوة , لكنها كانت قد أوصدت الباب و النافذة ...
ناظرة أمامها بعينين ميتتي النظر قبل أن تحرك المقود..... و اندفعت بالسيارة دون أن تنظر للخلف ....
وقف قاصي ينظر حوله بجنون قبل أن يركل حجرا كان في الأرض وهو يشتم بألفاظٍ نابية , مدركأ أن سيارته كان قد تركها بالقرب من المطبعة .... ليقود سيارة تيماء ....
و ها هي تختفي من أمام عينيه بينما هو يقف كالمجرمين لا يدري كيف يلحق بها ........
اما امتثال فقد كانت واقفة مكانها تنظر اليه بصمت ... نظرة مزدرية , و ما أن مر بجوارها ينوي الصعود ليجلب بعض النقود حتى يلحق بتيماء ... حتى قالت امتثال بصوت قاتم
( لطالما شعرت منذ بداية شبابك بأنك شخص تحيط به هوة سوداء ملوثة ..... لا أهل و لا أسرة , لا نعرف لك سوى ابن , الله أعلم متى أنجبته و من هي أمه ...... و فتاة كنت تدعي أنها من محارمك حتى تبين العكس ..... )
صمتت للحظة و هي تواجه نظرته السوداء المظلمة بعد أن وقف يستمع لكل كلمة تنطق بها ... قبل أن ترميه بكلمة أخيرا
( قذر ........... )
وقف قاصي مكانه و كأنه قد تسمر تماما ..... ثم قال أخيرا بصوت ميت ذو صدى أجوف
( هل انتهيتِ ؟!! ........ )
لم ترد امتثال و هي تقلب شفتيها بقرف ناظرة اليه و كأنها تنظر الى حيوانٍ موحل .....
بينما ابعد قاصي عينيه عنها لينظر الى الجمع الذي تجمهر من حولهما ... الكثير منهم من سكان هذا الحي , ... ينظرون اليه باستنكار و غضب .... و قلق من معارضته ...
كان الجمع شبيها في عدده بالبشر اللذين تجمعوا حوله وهو يحمل تيماء ضاحكا في الملاه ... ليخبرهم بصوته الجهوري أن زوجته تحمل طفله بين أضلاعها ...
لكن الآن اختلف كل شيء ... النظرات السعيدة استبدلت بأخرى مستنكرة مزدرية ....
و السعادة التي كان يشعر بها حينها , حل محلها الغضب و الجنون ...
أما تيماء التي كانت تضحك بين ذراعيه بسعادة , .... لم تعد بين ذراعيه , بل فرت منه دون أن تنظر الى الخلف ...
هدر قاصي فجأة بصوتٍ شق المساء الساكن
( هل استمتعتم جميعكم بالعرض المجاني ؟!! ..... هل من أحد آخر يريد نعتي بالقذارة ؟!! ..... )
سادت بعض الهمهمات وهو ينظرون اليه , بينما هو يدور حول نفسه , ناظرا اليهم بسخرية ... ثم هتف قائلا بقوة
( ماذا ؟!! ........ لا أسمعكم , هل لدى أحدا منكم أي اعتراض على زواجي ؟!!! ..... )
استمرت الهمهمات و النظرات المستنكرة , الى أن صرخ بهم مجددا
( هل من رجلٍ بينكم يريد أن يواجهني ؟!! .............. )
لم يرد عليه , أحد ..... فنظر اليهم جميعا فردا فردا , الى أن تواجهت عيناه مع عيني امتثال ..... فصمت وهو يتنفس بسرعة , بينما هي تنظر اليه بازدراء ... ثم قالت أخيرا بخفوت
( اذهب لتلحق بزوجتك ...... و كفى فضائح في الطريق , الله ستار حليم ..... لكن بعدها , لو غادرت حينا سنكون ممتنين لك ..... )
تحرك قاصي تجاهها بعينيه القاسيتين المظلمتين .... فتراجعت امتثال للخلف بخوف , الا أنه رمقها بنظرة صامتة قصيرة , قبل أن يتجاوزها ليصعد الى شقته .....
بينما بدأت القصص و الحكايا تتناقل بين الجميع عن سر وجود تيماء ... و زواج هذا الرجل الذي قضى معهم عمرا في هذا الحي ..... دون أن يعلم أحدهم شيئا عن أصله ... و نسبه ....
.................................................. .................................................. ....................
لا تعلم كم دارت بالسيارة في شوارع المدينة المضيئة ليلا ..... ,
هاتفها على المقعد المجاور لها ... يضيء بصمت , لا يتوقف عن الإتصال معلنا أن صاحب الإتصال لن يهدأ له بال قبل أن ترد عليه ....
لقد اتصل بها عشرات المرات , حتى أغلقت الصوت .... و وضعت الهاتف بجوارها , بينما قادت سيارتها , تشاهد الليل في المدينة ... حيث السعادة تضيء وجوه العاشقين ممن خرجوا في هذه الليلة للأستمتاع بهذا الليل و أضواءه .....
كان من المفترض أن تبدأ طريق السفر عودة الى مدينتها منذ ساعة على الأقل ....
لكنها لم تستطع , كان العالم يدور بها , و لا تكاد ان ترى الطريق أمامها , حتى بدأت الأضواء تتداخل أمامها ....
لذا مالت بالسيارة الى جانب الطريق ثم اوقفتها لترتاح بذراعيها و رأسها فوق المقود ....
لم يكن هذا هو ما توقعته من قاصي .....
أم لعله ما توقعته تماما ؟!! .....
لا تستطيع حتى التحديد ...... كل ما تعرفه , هي أنها أدركت بما لا يقبل الشك بأنها لا تحتل من مساحة حياته و أولوياته الا أقل القليل ....
رفعت وجهها قليلا و هي ترى الهاتف يضيء من جديد .... اسمه لا يزال له نفس التأثير على قلبها .... و كأنها تسمع صوته ... و كأنها تسمع ندائه من بعيد ....
لكنها كانت تنظر للهاتف بعينين مظلمتين الى أن انقطع رنينه المضيء الصامت ... حينها فقط أمسكت به و بدأت كتابة رسالة مختصرة
" أنا بخير ..... لا تقلق على الطفل .... "
أرسلت تيماء الرسالة , ثم تراجعت للخلف و هي تسند رأسها تراقب النجوم اللامعة في سماء المدينة القاتمة ....
الى أن وصلتها رسالة بعد لحظات , ففتحتها بملامح لا تعبير لها , لتقرأ رسالته المجنونة التي بدت حروفها كصراخٍ مدوي
" ملعون غبائك .... ملعون غبائك ...... اخبريني اين أنتِ ؟؟ أنا أبحث عن سيارتك على الطريق السريع منذ ساعة ..... "
ظلت عيناها تقرأ الحروف الغاضبة طويلا , الى أن كتبت له رسالة جديدة ....
" لن تجد السيارة , فتوقف عن المجازفة بسلامتك .... أنا بخير و لن أؤذي طفلك , مهما آذيتني أنت .... "
و ما أن أرسلت الرسالة , حتى سارعت بالإتصال برقم آخر .... و ما أن سمعت صوت مسك الهادىء حتى قالت بخفوت
( مسك ..... أنا لا زلت هنا في المدينة , أنا أكثر ارهاقا كي أقود عائدة الى مدينتي ...... )
ساد الصمت لعدة لحظات , قبل أن يأتيها صوت مسك قائلا بغضب مكتوم
( هذا تحديدا ما توقعته ...... أخبريني أين أنتِ تحديدا و سأصل اليكِ في أسرع وقت .... )
شرحت تيماء مكانها لمسك بالتحديد , ثم أغلقت الخط و هي تنظر أمامها بتفكير عميق ..... و استمر بها الصمت لعدة لحظات .... ثم قامت بالإتصال برقم آخر و هي تزم شفتيها بقوة ....
و انتظرت .....
مرت عدة لحظات قبل أن يصرها الصوت ذو الرنين الرخيم .... ناعسا ... مدللا ...
( نعم ....... من معي ؟؟ ......... )
أغمضت تيماء عينيها و هي تلتقط نفسا عميقا , قبل أن تفتحهما لتقول بهدوء صلب
( تيماء ...... )
ساد الصمت لعدة لحظات , قبل أن تقول ريماس بصوت هادىء بارد و قد استفاقت تماما
( ياللها من مفاجأة للمرة الثانية في نفس اليوم !! ..... هل اشتقتِ الي بهذه السرعة ؟!! .... )
ردت تيماء ببرود مماثل و هي تبتلع غصة الألم التي لا تهدأ في حلقها ..
( شوقي لكِ لا يزيد عن شوقك لي ...... لقد اتصلت بكِ لأمر محدد ..... )
مرت لحظة قبل أن تسمع صوت ريماس يصلها بسخرية
( لقد أثرتِ اهتمامي ...... حسنا , كلي آذان مصغية , لكن أخبريني أولا .... اليس من الفترض بكِ الآن أن تكوني بين احضان زوجك عوضا عن ملاحقة ضرتك ليل نهار ؟!! ..... لقد غبت في النوم قليلا , ثم استيقظت لأجد عمرو بجواري .... فاستنتجت أن قاصي قد حمله و أدخله الى فراشي و انا نائمة .... لذا لم أجد الفرصة كي أخبره عن زيارتك الكريمة ..... )
انعقد حاجبي تيماء بألم و هي تتخيل الصورة التي رسمتها ريماس بمهارة و خبث ...
صورة قاصي وهو يدخل الى غرفتها و يراها و هي نائمة .... بما يظهر منها .... لينحني اليها و يضع ابنه بجوارها ...
و كم آلمتها تلك الصورة دون رحمة ..... لكنها لن تسمح لهذه المرأة بأن تنال منها مهما كان , لذا قالت تيماء بهدوء
( لا تشغلي بالك ..... فقد أخبرته أنا , أنا لا أخفي عن قاصي شيئا ..... بعكسك .... )
ساد صمت متوتر بينهما .... قبل أن يصلها صوت ريماس و هي تقول بتردد قاسي
( ماذا تقصدين ؟!! ...... لما لا تقولين ما أتصلتِ لأجله , فأنا لست متفرغة لتواصلك المفاجيء و الغير مرغوب فيه معي ......)
أخذت تيماء نفسا عميقا , ثم قالت ببرود و دون مقدمات
( لقد عرفت بزيارة راجح لكِ ......... )
عاد الصمت بينهما مجددا ... الا أن صوت تنفس ريماس العالي وصل الى اذن تيماء بوضوح , و قد أخبرها بأن القصة حقيقية تماما .... مما زاد من عزمها و اصرارها ...
تكلمت ريماس أخيرا بعنف خافت
( ما الذي تهذين به بالضبط ؟!!!!! .... هل جننتِ أم أنكِ قد تعاطيتِ شيئا ؟!! ..... )
قالت تيماء بجمود و كأنها لم تسمعها من الأساس
( اسمعيني جيدا .... لأنني لن أكرر كلامي مرتين , و لن أعيد تحذيري لكِ ...... أنتِ تحملين اسم قاصي الحكيم , أتدرين من هو قاصي الحكيم ؟!! ..... إنه زوجي و حب عمري .... لن أسمح لكِ مطلقا بأن تسيئي لاسمه في نوبة ضعف جديدة لكِ ..... )
سمعت تيماء صوت شهقة مكتومة ... قبل أن تهتف ريماس برعب
( ما الذي ..... كيف يمكنك ؟؟؟ ... انا لا أسمح .... )
قاطعتها تيماء بصوتٍ باتر صلب
( ألم يعانقك مثلا وسمحتِ له بذلك ؟!!! ............ لما لا أخبر قاصي و أدعه يتقصى الأمر بنفسه ؟!! ... )
كان صوت تنفس ريماس الآن يبدو كشهقاتٍ مختنقة .... ثم همست باختناق
( لم يحدث ..... أنتِ تلجأين الى أرخص الطرق كي تبتزينني بها ..... )
ابتسمت تيماء بسخرية , ثم قالت ببرود
( أنا لا أحتاج الى الإبتزاز ..... فليس لديكِ ما أبتزك لأجله , ..... نهاية كلامي , أنكِ ستكونين دائما تحت عيني و لو علمت بأنكِ سمحت له بمقابلتك مجددا و دخول بيت قاصي فلا تلومي الا نفسك .... أنت لا تعرفين قاصي رغم سنوات زواجك منه .... لو تلاعبتِ باسمه فقد تخسرين لسانك او عينك .... أو ربما حياتك نفسها ..... و أنا لا أريد له أن يتأذى بسببك .... )
هتفت ريماس بغضب
( انتظري لحظة , أنا لست ............... )
لكن تيماء أغلقت الخط و هي ترمي هاتفها جانبا , لتعاود النظر الى السماء المظلمة .... و حينها فقط , سمحت لدموعها بالإنهمار ....
.................................................. .................................................. ......................
( ألن تأكلي شيئا ؟!! ..... أنتِ شاحبة للغاية .... )
كانت تيماء مستلقية على ظهرها في السرير الوثير الناعم ... تنظر الى السقف بصمت , ......
لكنها أدارت وجهها ما أن سمعت صوت مسك آتيا من باب الغرفة ....
فردت عليها بفتور
( لا شكرا ...... لست جائعة , لقد تناولت ما يكفيني حين كنت هنا منذ ساعات ..... لست في حاجة للمزيد )
ردت عليها مسك بجمود و هي تدخل الى الغرفة ببطىء
( كان هذا منذ ساعات .... من المؤكد أنكِ جعتِ ولو قليلا ...... )
هزت تيماء رأسها نفيا بصمت ., ثم همست بخفوت
( أنا بخير ...... لا تشغلي بالك ....... )
جلست مسك على حافة السرير الذي تستلقي عليه تيماء واضعة ساقا فوق أخرى ... تراقبها مليا و بنظرة غير راضية .... ثم قالت أخيرا بفتور
( هل حقا أنت بخير ؟؟ ...... لا تبدين كذلك .... )
ابتسمت تيماء و هي تقول بلا حياة
( اعتدت الألم و الصدمة في أقرب الناس الي .... لا تقلقي .... )
رفعت مسك ذقنها ثم قالت بحزم
( تعرفين أنكِ قمتِ بالصواب ...... لم يكن أمامك حل آخر , اياكِ أن يكون ما يشغل بالك حاليا هو احساسك بأنكِ قد تسرعتِ ..... اياكِ أن تكوني بمثل هذا الغباء .... )
عادت تيماء تنظر الى السقف بصمت لعدة لحظات , ثم قالت أخيرا بخفوت
( أتدرين ما الذي كنت أفكر فيه قبل دخولك للغرفة مباشرة ؟!! ...... )
قالت مسك بهدوء
( ماذا ؟؟ ............ )
فغرت تيماء شفتيها و هي تهمس بشرود
( كنت أفكر أن أكثر ما سيحزنني في فراقي عنه , هو عودته للكوابيس من جديد ما أن يعود للنوم بمفرده .. )
ارتفع حاجبي مسك بصمت و دون أن ترد .... بينما استدارت تيماء على جانبها و هي تنظر اليها لتقول مبتسمة بمرح زائف
( هل أشي لكِ بسر و أفضحه ؟؟ ........ )
قالت مسك مبتسمة برزانة
( قولي ......... )
اتسعت ابتسامة تيماء الزائفة و لمعت عيناها و هي تقول
( قاصي المرعب الذي تعرفينه .... يخاف الظلام ...... )
ارتفع حاجبي مسك أكثر , بينما أومأت تيماء برأسها مصدقة .... ثم تابعت تهمس بنبرة عاشقة متعاطفة ...
( هل تصدقين أنه لا ينام الا و الضوء مفتوح ......... لو أحاط به الظلام لغرق في الكوابيس , لكنها خفت كثيرا منذ زواجنا ..... فأنا أحرص على فتح الضوء الجانبي للسرير و أضمه الى صدري كطفلي .... )
ابتسمت مسك برقة و هي تشعر ياللغرابة بالألم ..... من المفترض أن تصب جام غضبها على قاصي الآن ,,,, الا أنها شعرت بالألم عليه و على حاله في تلك اللحظة ...
ضحكت تيماء و هي تقول
( لكن في الحقيقة رأسه ثقيلة جدا .... يكاد أن يطبق بها على أضلعي و أنفاسي و أظل أنا مختنقة معظم الليل , لكنني لا أجرؤ على ابعاده .... )
صمتت للحظة ثم شردت عيناها و ماتت ابتسامتها الزائفة .... قبل ان تهمس بشرود
( ترى كيف سينام ؟!! ...... و أي كوابيس ستراوده من بعد فراقي !! ..... )
قالت مسك بصوتٍ هادىء
( سيتدبر أمره ..... كما ستدبرين أمرك ..... هكذا هي الحياة , محاولة من التأقلم لا تنتهي .... )
مدت تيماء يدها تلامس بطنها بشرود و عيناها تظلمان بعواصف الحزن الذي يريد أن يعود و يسمح لها بالإنهيار .... الا أنها ترفض ....
لكن مسك فهمت ما تفكر به تيماء , فقالت بثقة
( وهو أيضا سيكون بخير ...... )
نظرت اليها تيماء بتساؤل , فأشارت مسك بذقنها الى بطن تيماء مبتسمة باناقة و هي تقول
( طفلك ........ سيكون بخير .... )
أظلمت عينا تيماء أكثر بغلالة من العذاب و هي تهمس
( هل تظنين هذا حقا ؟!! ........... )
قالت مسك مؤكدة
( بل أثق في هذا ...... تستطيعين الإلتفات الى حياتك و متابعتها , لتشاركي طفلك بها , لم يقتل الحب أحدا من قبل .... و لن يفعل هذا معكِ فأنت تحملين موروثات عائلة الرافعي رغم كل شيء , و نساء الرافعي لا يقهرن .... هذا شيء معروف .... )
أومأت تيماء برأسها في صمت ..... بينما ارتفعت يدها الأخرى لترتاح على قلبها الذي يموت صارخا ....
وصلتها رسالة فجأة .... فالتفت تنظر الى هاتفها بصمت و الذي لا يزال بجوارها على المنضدة الجانبية ....
قالت مسك ببرود
( ألم يتوقف بعد عن ارسال الرسائل ؟!! .......... )
هزت تيماء رأسها نفيا , ثم قالت بخفوت
( هو يريد الإطمئنان على الطفل ..... يظن أنني عدت الى مدينتي و أنا أقود سيارتي ليلا , لذا فهو لا يزال يبحث عني على الطريق السريع على الأرجح .... )
نظرت الى مسك و قالت بجدية
( أنا خائفة عليه جدا ....... قاصي حين ينتابه الجنون يتحول الى شخص اعمى و هو حاليا غير مؤهل للقيادة مطلقا .... )
مطت مسك شفتيها و هي تقول بيأس
( يا حمقاء اهتمي بنفسك أولا و خافي على الطفل في بطنك ..... كفى غباءا .... )
أغمضت تيماء عينيها و هي تزفر ببطىء كي تهدىء الكثير من عواصف الألم و الخوف بداخلها ....
لكن مسك تابعت تقول ببساطة
( ألن تقراي الرسالة ؟!! ...... )
هزت تيماء كتفيها و هي تقول
( انه يسأل عن مكاني على الأرجح ...... كعشرات الرسائل التي سبقت .... )
قالت مسك بجدية
( و مع ذلك عليكِ قرائتها , إن كنتِ خائفة عليه كما تدعين ...... )
ارتسمت فجأة في خيال تيماء , صورة لسيارة قاصي محطمة على الطريق ... و أحدهم يحاول الوصول الى زوجة قاصي عبر الإتصال بها أو ارسال الرسائل .... و ربما كان قاصي غارقا في دمه وهو يهمس باسمها ...
انتفضت تيماء و سارعت تلتقط الهاتف لتقرأ الرسالة و قد تحولت أصابعها الى قوالب جليدية بينما لسانها يهمس بارتجاف
" يا رب سلمه من كل شر .... "
لكن ما أن طالت عيناها الكلمتين الوحيدتين في رسالته المختصرة , حتى قفزت جالسة في السرير و هي تنظر اليهما بذهول ....
عقدت مسك حاجبيها و هي تقول بقلق
( ماذا ؟!! ...... ماذا قال ؟!! ......... )

رفعت تيماء وجهها عن الرسالة و هي تنظر الى مسك بعينين متوهجتين قبل أن تدير الهاتف اليها , كي تقرأ الرسالة بنفسها .... و لم تكن الرسالة سوى كلمتين فقط
" لقد اخترت ...... اخترتك .... "
.................................................. .................................................. .....................
كانت تدور في شقتها كالمجنونة .... تفرك بأصابعها و هي تتعرق بعرقٍ بارد مؤلم ....
ملامحها شاحبة و الهالات الزرقاء تحيط بعينيها ....
منذ ساعات و هي على هذا الحال .... منذ اتصال تيماء بها , تلك الصغيرة الخبيثة .....
لقد بثت سمها في اتصال لم يتجاوز الدقيقة .... و كان له تأثير السم في عروقها ....
لقد أوشكت على ايقاظ عمرو و ضربه حتى يصرخ طلبا للرحمة ... بعد أن باح لتيماء بسرهما ,,,,,
الا أنها تراجعت و تغلبت عليها أمومتها في النهاية ....
كانت تشعر بالجنون من السرعة التي سيطرت بها تيماء على ابنها عمرو و نالت ثقته فبات يبوح لها بكل كبيرة و صغيرة من حياتهما , مهما أوصته الا ينطق بحرف ...
و الآن ماذا ستفعل ؟!! ...
ماذا ستفعل ؟!! .....
توقفت ريماس مكانها في منتصف الشقة و هي تهمس لنفسها بعدم تصديق
( لماذا ؟!! ...... لماذا أخفيت عنه الأمر ؟!! .... لماذا لم أخبره و أنفي التهمة عن نفسي ؟!! ... لماذا ؟!! .... لماذا تحكمت بي لحظة جنون غبية ..... )
رفعت ريماس وجهها لتواجه صورتها في مرآة مقابلة لها ...
كانت صورتها تنظر اليها بسخرية و اتهام .....
سخرية من ادعائها الجهل , و اتهام لها بالضعف من جديد أمام راجح .... و كأن السنوات لم تمر ....
ظلت ريماس تنظر الى تلك الصورة الساخرة الباهتة ....و الرعب في داخلها يتزايد مما تحولت اليه !!
هل ترغب في الأخين معا ؟!! ....
ماذا دهاها ؟!! ....
الى أي مسخ تحولت ؟!! .......
كانت تشعر بغثيان مؤلم و دقات الساعة تخبرها بأن الفجر قد حل .... و سرعان ما سيحل الشروق , و هي على نفس الحال .... اهترأت قدماها من الدوران المهلك ....
لكنها تسمرت مكانها فجأة و قفز قلبها الى حلقها و هي تسمع صوت المفتاح في باب الشقة , .....
لتجد قاصي يدخل بصمت , مظلم الملامح , ميت العينين ......
أغلق الباب خلفه قبل أن يرفع وجهه ليفاجأ بوقوفها في منتصف الردهة ..... فبقى كلا منهما ينظر الى الآخر بصمت الى أن قال قاصي اخيرا بصوت خافت
( لماذا تقفين هكذا ؟! ..... ما الذي أيقظك في مثل هذه الساعة ؟!! .... )
حاولت ريماس استنتاج شيئا من ملامحه ..... الا أنها لم تتبين بوضوح ...
كانت عيناه حمراوين بلون الدم و ملامح وجهه مرهقة و مخيفة في آن واحد ...
فابتلعت ريقها و قالت بخفوت
( نمت مبكرا ..... حتى أنك أدخلت عمرو الى سريري دون أن توقظني .... )
تلاعب قاصي بالمفاتيح بين أصابعه , ... مطرق الرأس ... شارد الفكر ..... فقالت ريماس بقلق متابعة
( تبدو مرهقا للغاية ..... هل ...... هل حدث شيء ؟؟ ..... )
رفع قاصي وجهه ينظر اليها بصمت , قبل أن يقول بخفوت
( لم أستطع الإنتظار حتى النهار .... بعد ساعات و ساعات من الرعب و القيادة فوق الطرق السريعة ... قررت المجيء الى هنا , لعل رعبي ينتهي ..... )
ارتجفت شفتي ريماس قليلا , الا أنها همست بخفوت
( لم أفهم شيئا .... ماذا تقصد ؟!! ....... )
ظل قاصي واقفا مكانه ينظر الى عينيها القلقتين بصمت مضني و كأنه يحلق شاردا في سماء قاتمة خاصة به وحده ... لا يعلم عنها أحد سواه .... ثم قال أخيرا بصوتٍ أجوف
( أريد الكلام معكِ يا ريماس قليلا .... و أرى أن الآن أنسب فرصة خاصة في نوم عمرو , فأنا لا أريده أن يسمع ما أنا بصدد قوله .... )
شعرت ريماس بأن كل عظامها قد تجمدت بصقيع غريب .... و راقبت قاصي وهو يتجه الى مائدة الطعام , فسحب كرسيا لها وهو يقول بخفوت
( تعالي يا ريماس اجلسي .......... )
أجبرت ريماس قدميها على التحرك بصعوبة الى أن وصلت للكرسي فجلست بصمت و هي تشبك أصابعها فوق المائدة , بينما جلس قاصي على الكرسي المقابل لها ... راميا المفاتيح أمامه على سطح المائدة بصوت مزعج .... ثم ظل مطرقا بوجهه شاردا .... متجهم الملامح ...
الى أن قالت ريماس في النهاية بقلق
( هل الأمر صعب الى هذه الدرجة ؟!! ....... )
رفع قاصي وجهه ينظر اليها , بعينين غريبتين قبل أن يقول بخفوت
( أظن أن الوقت قد حان يا ريماس ....... )
ارتفع حاجباها لتقول بصوت مرتجف
( أي وقت ؟!! ...... ماذا تقصد ؟!! ....... )
نظر قاصي الى عينيها قبل أن يمد يده ليقبض على كفيها المتشابكين فوق سطح المائدة ليقول بصوت أجش
( الوقت حان لننفصل .......... )
فغرت ريماس شفتيها و هي تقول بصدمة
( ماذا ؟!! ...... لماذا ؟!! ...... ماذا فعلت كي تتركني ؟!! .... )
قال قاصي بصوت أجش دون أن يترك كفيها
( لم تفعلي شيئا ..... لكنني أختار تيماء , هذا حقها ...... )
ظلت ريماس على حالها فاغرة فمها و هي تنظر اليه بعينين زائغتين , غير مستوعبتين , ....
قاصي ينفصل عنها ؟!! ....
تبقى وحيدة من جديد ؟!! .... عرضة لرغباتها في التعاطي و الرجال !!! .......عرضة لأن تكون كقشة رخيصة في مهب الريح ؟!! .....
تكلمت ريماس أخيرا و همست باختناق
( لكن ..... لكن .... و عمرو ؟؟ .... ماذا عنه ؟؟ ....... )
شدد قاصي من قبضته على كفيها وهو يقول بصرامة
( سيظل حال عمرو كما كان تماما ..... لن يتغير شيء ... أي شيء ..... )
ارتجفت شفتيها و هي تهمس بذعر
( و أنا ؟!! ..... ماذا عني أنا ؟!! ..... أنا لا أستطيع أن أحيا وحيدة ؟!! ...... لم يعد بإمكاني هذا .... )
رد عليها قاصي قائلا بخفوت أجش
( لن ينقصك شيء .... ما عليكِ سوى أن تطلبي فقط , ستبقين أم عمرو للأبد , أي أنكِ ستظلين تحت رعايتي دائما ..... لن يتغير شيء مطلقا ..... )
صرخت ريماس فجأة و هي تنزع قبضتيها من بين يديه بعنف
( بل سيتغير كل شيء .... أنا ضعيفة .... أنا ضعيفة , لست قادرة على متابعة حياة الإلتزام وحدي .... أحتاج الى اسمك , الى حمايتك و اصرارك .... الى وجودك ..... )
قال قاصي بصوت متصلب
( أنتِ لستِ مغيبة الى هذا الحد يا ريماس .... لقد تحولت الى امرأة أخرى تماما غير تلك التي تزوجت منها انقاذا لطفلها ..... و لن تتخلي عن حياتك المستقرة مجددا لأي شهوة مهما بلغت سطوتها ... )
صرخت به ريماس بعذاب
( بل سيحدث ..... سيحدث ....... أنا أحتاجك ...... لا تتركني .... )
تنهد قاصي وهو يسوي حملا على كتفيه , قبل ان يقول بصوتٍ أجش
( و أنا أحتاج الى تيماء ........... )
هتفت ريماس فجأة بعنف
( اذن فقد أمرتك أن تختار بيني و بينها !! .... و هي تعلم بالطبع من ستختار دون جدال ..... تبا لقسوتها ألم تفكر في عمرو الذي تدعي حبه ؟!! ..... )
قال قاصي بصوتٍ خشن
( ريماس ...... انسي تيماء , فحياتك ستظل كما هي و لن أسمح لكِ بالتراجع .... )
رفعت اليه عينين براقتين بشراسة و هي تقول من بين أسنانها
( لن يكون لك الحق في السماح من عدمه .... فأنا سأكون حرة , و قد أتزوج أو أسافر و حينها سآخذ ابني معي .... و حينها لن تراه مجددا و سأحرص على هذا ..... )
لمعت عينا قاصي بطريقة مخيفة , قبل ان يميل اليها وهو يقول بخفوت مهدد خطير
( لن تجرؤين على ابعاد ابني عني ...... لي فيه أكتر مما لكِ أنتِ و لا تستطيعين انكار هذا .... )
ارتجفت ريماس قليلا من سطوته .... لذا لعقت شفتيها و هي تنظر اليه بصمت و بدت شاردة الذهن و اكثر توترا .... و كأنها تفكر في أمر معقد , قبل أن ترفع وجهها لتنظر اليه قائلة ببرود
( أنا مضطرة لإخبارك بشيء كنت أخفيه عنك ........ )
ضاقت عينا قاصي وهو يقول بصوت غير مرتاح
( ماذا ؟؟ ........... )
بدت ريماس اكثر ترددا و توتر .... لكنها قالت في الأخير بجمود
( لقد ...... لقد أتى راجح الى هنا ....... في غيابك , ...... )
انتفض قاصي فجأة واقفا حتى وقع الكرسي الذي كان يحتله ارضا , بينما هدر بها بذهول
( ماذا ؟!! ..... متى و كيف ؟!!! ...... كيف لم تخبريني ؟!! .....هل دخل الى هنا ؟!!! ..... )
قفزت ريماس واقفة و هي تهتف بهلع
( أتى قبل مجيء تيماء الى هنا مباشرة , لم يدخل بل جاء برسالة واحدة ..... مطالبا بعمرو ... إنه يريده ...... )
صرخ قاصي بجنون وهو يقبض على ذراعيها بعنف و قد تحولت عيناه الى عيني شيطان
( طالب بماذا ؟!! ...... اقسم أن أجعله يطالب بالرحمة و لن ينالها .... )
ابتعد متجها الى باب الشقة الا أنها هتفت من خلفه بقوة
( هل ترى أنها صدفة ؟!! ..... راجح يريد عمرو بعد كل هذه السنوات فجأة , بينما على صعيد آخر تطلبك تيماء بالإختيار بيني و بينها .... بعد أن كانت متأقلمة و راضية ؟!! .... )
توقف قاصي مكانه فجأة دون أن يستدير اليها .... بل ضاقت عيناه قليلا و كلمات تيماء تقفز الى ذاكرته ...
لقد نصحته بارجاع عمرو الى راجح !! ....
هز قاصي رأسه يبعد عن تفكيره هذا الجنون قبل أن يندفع خارجا من الشقة و الشياطين تلاحقه .......
بينما وقفت ريماس تراقب انصرافه بعينين متسعتين ... مرتعبتين .....
ثم همست بصوت مذهول يرتجف
" يا ربي ماذا فعلت ؟!! ............ "



يتبع


mareen, Bint almahri, ru'a and 4 others like this.

tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 17-10-16, 12:24 AM   #8198

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي


تحرك راجح من مكانه متعثرا وهو يسمع الطرق المجنون على الباب مرافقا الرنين المزعج لجرسه ...
فنهض من نومه شاتما وهو يقسم على أن يقتل من يطرق بابه في مثل هذا الوقت و بتلك الطريقة ..
فتح الباب بعنف , لكن و قبل أن يصب لعناته على الطارق ... وجد فجأة قبضة كالمطرقة , اندفعت لتضرب فكه بكل قوتها .... حتى أسقطته أرضا !!! .....
لامس راجح فكه المكدوم و شفتيه النازفتين بذهول وهو يهمس بعدم استيعاب
( ما اللذي ؟!! ......... )
لكنه صمت و اشتعلت عيناه وهو يرى قاصي يدخل شقته ليغلق الباب خلفه بقدمه .... بينما عيناه متسمرتان على راجح الملقى أرضا و قد تحولت نظراته الى نظراتٍ بشعة مخيفة ....
قفز راجح واقفا على قدميه وهو يهتف
( أيها القذر كيف تجرؤ ....... سأقتلك ...... )
الا أن قاصي لم يمهله , بل أمسك بالعصم الذي ارتفع يضربه , قبل أن يضرب أضلع راجح بقبضته مرة أخرى و بكل قوته ..... وهو يقول من بين أسنانه هامسا
( تريد ابني ؟!! ....... بأي حق ؟!! ........ )
نهض راجح من مكانه مرتنحا وهو يبصق الدم من اللكمة الأولى ... و ممسكا بجانب صدره متوجعا من اللكمة الثانية ..... الى أن استقام وهو ينظر الى قاصي بشراسة , قبل أن يهتف بغضب
( ابني أنا يا ابن الحرام ....... )
رفع راجح قبضته ينوي الهجوم على قاصي , الا أنه كان أسرع منه , فابتعد يمينا قبل أن يندفع راجح للهواء , فاستدار قاصي و ركله في ظهره بحذائه ليسقطه أرضا مجددا وهو يقول بوحشية
( ماذا تعرف عنه يا ابن الحلال كي تطالب به ؟!! ..... لقد ولد ابنك يتيما في حياتك , و لا يعرف والدا غيري ..... )
وقع راجح على وجهه لاهثا وهو يكاد أن يشتعل جنونا من فرط الغضب , فقفز مجددا رغم الألم الذي يشعر به .... استدار الى قاصي وهو يترنح بدوار قليلا .....
لكنه لم يهجم عليه هذه المرة , بل وقف مكانه ينظر الى قاصي بحقد .... قبل أن يبتسم ابتسامة بطيئة , تشبه ابتسامة الأفاعي .... ليقول ماسحا الدم بظاهر يده
( و هل مثلك يعد والدا من الأساس ؟!! .... أنت ابن زنا , لا أصل لك و لا شرف كي تورثه لطفل ..... أرجو الا تتهور و تسارع بجعل زوجتك حاملا ..... فستجني على حياة مخلوق لا ذنب له في دنس أمك ..... )
توقف قاصي مكانه .... و انتفضت عضلة في حلقه ..... قبل أن يقترب من راجح ببطىء و عيناه على عيني أخيه .... و الذي لم يكتفي بعد , بل صمت قليلا ثم ابتسم بعبثٍ متابعا ....
( بالمناسبة ... زوجتك جميلة جدا . .. لطالما أردت سؤالك عن سر لون عينيها , هل هي طبيعية أم ..... )
لم يستطع راجح متابعة حواره الفاسق , فسرعان ما هجم عليه قاصي , ليقعا أرضا و هو يطبق على عنقه بكفيه ..... هادرا من بين انفاسه الحادة
( إن تجرأت على ذكر زوجتي من جديد على لسانك القذر فسأقتلك ..... سأقتلك يا ابن عمران ...... سأقتلك .... )
جحظت عينا راجح وهو يحاول الفكاك من بين يدي قاصي و الذي بدا عليه في هذه اللحظة و كأنه قد تحول الى شيطانٍ لا ينوي الا الشر ....
ثم همس من بين أسنانه بشراسة ...
( لن تمس ابني يا راجح ..... لو قضيت المتبقي من عمري فقط لأمنعك عن هذا فسأفعل .... لن تمسه ,و لا تحاول الإقتراب منه بعد الآن و الا قسما بالله , لن أكون هادىء الأعصاب في المرة المقبلة .... )
أوشك راجح على الإختناق بين يدي قاصي و حين ظن أنها النهاية لا محالة .... دفعه قاصي بقوة , وهو يستقيم لاهثا ... قبل أن يركل جانب صدره المصاب بقدمه ....
تلوى راجح على جانبه وهو يتأوه و يسعل .... الا أن قاصي رمقه بنظرة أخيرة مزدرية قبل أن يقول بخفوت
( أستطيع قتلك الآن .... لكنني سأنتظر , فقائمة الحساب لم تبدأ بعد ..... فقد استعدا أنت ووالدك .... )
استدار قاصي ليغادر من باب الشقة المفتوح .... الا أنه و قبل أن يخرج هدر راجح من خلفه بصوتٍ متحشرج
( سآخذه ..... سآخذه و أحرق قلبك على فراقه يا ابن الحرام , و لست وحدي من سيفعل , بل حماك العزيز يساندني ..... استعد للقضية التي رفعتها لضم الولد الى حضانتي ... )
توقف قاصي قليلا , قبل أن يسمع صوت ضحكة راجح المقيتة وهو يتابع برجفة الشر في داخله
( نعم ...... لقد أقسم عمك , على حرمانك منه , و من كل ما تملك .... و أولهم زوجتك ..... )
صمت للحظة قبل أن يبتسم بخبث رغم ألمه اللاهث .. ثم قال بنبرة مقززة
( و من يدري ..... ربما ساعدت عمي في سلبك زوجتك , ففي النهاية سيفضلني عليك ....ما رأيك لو تراهننا عليها ..... لنمرح قليلا . )
استدار قاصي لينظر اليه بصمت , فواجهه راجح بنظرته النارية التي تفيض غلا .... لكنه كان من الغباء بحيث أدرك انه تلاعب بآخر ذرات الكرامة الرجولية لدى قاصي الحكيم .... وتحديدا فيما يخص تيمائه ...
أرضه ... وطنه ... و كرامته ....
لذا و في غمضة عين اندفع قاصي في خطوتين واسعتين ,......
أما راجح فقد زالت الإبتسامة عن وجهه و لم يجد الوقت كي ينهض ... قبل أن ينحني قاصي اليه , يطعمه من كل أنواع الجنون و فنون الدفاع عما يملك .... عن تيماء تحديدا ...
و صراخه يدوي ....كصوت رجل كهفٍ جهوري
( لو فكرت ... مجرد التفكير في الإقتراب منها .... فسوف ......... )

.................................................. .................................................. .................
كانت الساعة تقترب من السابعة صباحا و مسك كالعادة في أوج استعدادها للعمل و بكامل أناقتها .... بينما تيماء كانت ترتجف في سرير مسك من فرط الإنفعال ... فمنذ أن قرأت رسالته و هي تنتفض حرفيا و قد فقد قلبها دقاته .....
كانت تتلاعب بأصابعها كطفلة صغيرة و هي تنظر الى مسك التى وقفت أمام المرآة ترفع شعرها في ربطة أنيقة .... مرتدية احدى أطقمها شديدة الكلاسيكية و الجمال , ...
بينما قالت تيماء بصوت متوهج
( هل كان من المفترض أن أتصل أنا به ؟!! ...... أنا لم أرد و ربما ظن أنني اعتبرت موافقته على شرطي أمرا مسلما به .... و أنني أتدلل و أتعمد التحقير من تضحيته .... )
استدارت مسك الى تيماء و هي تهتف بعنف و قد عيل صبرها
( تضحيته ؟!!! ....... أسمعيني مجددا ..... أي تضحية تكلمين عنها يا ذات العقل القاصر ؟!! ..... هذا أبسط تصرف قد يقوم به , في محاولة لتصليح ما ارتكبه في حقك , و لن يكفي أيضا .....
و بالطبع موافقته على شرطك يعد أمرا مسلما به ...... تعقلي يا غبية و لا تفقدي ثباتك الآن بسبب كلمة تافهة ... )
عضت تيماء على شفتها و هي تقول بعصبية
( أنت لا تفهمين يا مسك أهمية عمرو الى قاصي ..... إنه ابنه , و التخلي عن أبوته له يعد أكبر تضحية , خاصة بالنسبة الى شخص في مثل ظروف قاصي .... و لقد فعل ..... فعلها لأجلي .... كان من المفترض أن أتصل به بعد أن قرات الرسالة .... )
التفتت مسك اليها بملامح صلبة و هي تقول بنفاذ صبر
( ما الذي فعله ؟!! ..... بالله عليكِ كل ما فعله هو ارسال كلمتين !!!! .... لا تكوني بمثل هذا الغباء , و كفى كلاما عنه لقد تعبت ..... الا يكفي أننا لم ننم للحظة واحدة و سأذهب للعمل بعد مستيقظة منذ ثمانية و اربعين ساعة ..... )
زفرت تيماء بخفوت و هي تقول يائسة
( نعم ..... معكِ حق , ....... أنت محقة ...... لكن لماذا لم يتصل ؟؟ ...... )
قالت مسك و هي تضع بعضا من مسحوق التجميل على وجهها
( انها استراتيجية الرجال عامة حبيبتي ..... يرخي لكِ الحبل و يلوح لكِ بوردة حمراء .... قبل أن يجذبه فجأة يخنقك به ..... )
قالت تيماء بقنوط و هي تنظر اليها
( أنت معقدة على فكرة ............ )
استدارت مسك لتحمل حقيبتها و حقيبة الحاسوب و هي تحاول التوازن على قدمها المصابة قبل أن تقول بثبات
( ربما كنت معقدة , الا أن عقدتي بالتأكيد لن تقارن بعقدة حبك المريض لقاصي الحكيم .... )
اتجهت الى باب الغرفة و هي تقول
( أنا مضطرة الى الذهاب للعمل الآن ...... هل ستكونين بخير و أنت بمفردك ؟؟؟ ..... )
ابتسمت تيماء و هي تقول بنبرة فاترة
( كنت بخير دائما و أنا بمفردي ...... لا تقلقي و اذهبي الى عملك و أنا سأسافر على الأرجح اليوم مساء , إن وجدت حجزا متوفرا في القطار ..... )
قالت مسك بهدوء آمر
( لكن لا تتحركي لحين عودتي .... هل فهمتِ ؟؟ .... أياكِ و المجازفة ..... )
فتحت تيماء فمها لترد , الا أن صوت رنين جرس الباب قاطعها فجأة فأجفلت ..... بينما عقدت مسك حاجبيها و هي تنظر الى ساعة معصمها قائلة بقلق
( من سيأتي في مثل هذه الساعة ؟!! ........ )
قالت تيماء و هي تنهض من السرير واقفة
( ربما كان أحد العاملين على نظافة البناية ..... أو حارس الأمن ..... )
صمتت قليلا , ثم قالت بقلق و توتر
( هل يمكن أن يكون والدك قد عاد من السفر ؟!! ..... ياللهي , لن أتحمل ذل الطرد الآن .... ياله من موقف .... )
قالت مسك و هي تتجه الى الباب
( والدك يحمل معه المفتاح دائما ..... لا ليس هو , بالتأكيد , سأذهب لأرى .... )
ذهبت مسك الى باب الشقة , لتفتحه و ما أن فعلت حتى تسمرت مكانها و هي ترى قاصي واقفا أمامها ....
كان غريب المنظر ... غير حليق الذقن , أشعث الشعر ... و عيناه حمراوين و غريبتين ,
مرهقا .... مرهقا جدا , الا أن به شيء مخيف ...
قالت مسك بدهشة
( قاصي ؟!! ......... ماذا بك , لماذا تبدو على هذا الحال ؟!! ..... )
رفع قاصي وجهه اليها ..... كان يضع قناعا من حجر , لا ينم عن شيء الا القسوة و انعدام الإحساس ....
ثم قال أخيرا بايجاز
( هل هي هنا ؟؟ .......... )
رفعت مسك ذقنها بادراك متأخر .... دون الحاجة لسؤاله عمن يقصد , لكنها لم ترد .... بل قالت بصوت ثابت
( أنت متعب جدا .. و أي كلام الآن لن يصح , لما لا تعود الى بيتك الآن و ترتاح قليلا ثم تعود و نتكلم .... )
خرجت تيماء في تلك اللحظة تحديدا و هي تجري لخطوتين ثم وقفت عن بعد .... فلفتت انتباه قاصي الذي رفع عينيه اليها ....
كانت واقفة من بعيد ..... جميلة .... مهلكة ....
ترتدي احدى منامات مسك على الأرجح ..... و شعرها الطويل , مجنون .... مشعث و مجنون و متطاير كالأسلاك .....
جسدها المغري يخبره دون شك بحقيقة حملها .... دون أن يظهر الحمل على بطنها بعد ....
عيناها تتألقان كالنجوم ... و ابتسامة مختصرة تناضل كي تظهر على شفتيها و كأنها مراهقة تتدلل على حبيبها الأول ....
نفس نظراتها لم تتغير منذ أن كانت طفلة ...
نفس الشقاوة و الوعد المغوي الساكن بهما رغم طفولتها و برائتها ....
لم يطلق عليها تيمائه المهلكة من فراغ ....
راقبها و هي تقترب منه ببطىء الى أن تجاوزت مسك ووقفت أمامه مباشرة .... فأمسكت بالباب , تتشبث به كي يدعمها , ثم قالت أخيرا بصوت خافت
( تلقيت رسالتك ........... )
لم يرد قاصي , بل ظل واقفا ينظر اليها بصمت , و هي تعض على شفتها قبل ان ترفع وجهها اليه لتقول بصوت ثابت ناعم ... كامرأة واثقة
( ستكون لي وحدي ....... و أنا لك وحدك ...... سنعود قاصي و تيماء لا ثالث لهما , كما كنا دائما ..... آآآه ثالثهما طفلهما , كدت أن أنساه .... )
ضحكت برقة و عذوبة و هي تقول بدلال ناظرة اليه , عاقدة حاجبيها بعتابٍ مغري
( أنسيتني طفلك برسالة من كلمتين ........ كما أنسيتني الفضيحة التي افتعلتها , امام بوابة بنايتك , لقد أشفقت على السيدة امتثال , بل و خفت عليها أيضا .... و تمنيت لو انشقت الأرض و ابتلعتني .... لكنني أسامحك , ففي النهاية كانوا سيعلمون ... مهما طال الوقت , كان سيعلمون في النهاية ... )
كانت تثرثر بنعومة و رقة و هي تخفض رأسها خجلا و كأنه آتيا كي يتقدم لخطبتها للمرة الأولى ...
قالت مسك بحذر من خلفها
( تيماء .... تراجعي قليلا , لما لا تدخلي لتعدي الشاي لقاصي .... )
التفتت تيماء لتنظر اليها كي تجيبها , الا أن قبضة قوية اندفعت لتمسك بذقنها فجأة تعيد وجهها اليه حتى كاد ان يقتلع رأسها من جذورها ....
شهقت تيماء مجفلة من قسوة قبضته وهو يرفع وجهها اليه بالقوة و اتسعت عيناها و هي تنظر الى عنف ملامحه بعدم فهم !!!
ألم يكن هو نفسه من أرسل اليها الرسالة ؟!!! .... ماذا به اذن ؟ّ!! ....
فتح قاصي فمه ليقول بصوت غريب بطيء وهو ينظر الى عينيها بعينيه الصلبتين
( سؤال واحد و أريد جوابا عليه ........ هل لكِ أي دخل في مطالبة راجح بحضانة عمرو ؟!! ..... هل تواطئتِ معه و مع سالم ؟!!! ...... )
ساد صمت مهيب بينهما و كلا منهما ينظر الى الآخر ..... بينما تحولت عيناها الى طاقتين من زجاج بارد قبل أن تقول بصوت يماثل في غرابته , صوت قاصي
( هل هذا ما أتيت لاجله الآن ؟!! ....... )
شدد قاصي قبضته على ذقنها وهو يقول من بين أسنانه و دون أن يرفع نبرة صوته
( سألت سؤالا و أريد عليه جوابا ...... هل كان شرطك , مجرد خطوة كي يأخذ راجح عمرو مني ؟؟ ..... )
مات الدلال و ذبحت الشقاوة ... و لم يتبقى سوى عينيها الزجاجيتين تنظران اليه بصمت , و هي لا تشعر بقسوة أصابعه التي على الأرجح ستترك علاماتٍ على بشرتها الحساسة ...
فغرت تيماء شفتيها لتقول بعد صمتٍ طويل و بصوتٍ جامد جليدي ....
( نعم ........ .... )
تجمدت عيناه عليها ... و تراخت أصابعه عن ذقنها , قبل أن تتابع تيماء بنفس البرود
( كنت ادافع عن حياتي و لا يمكنك لومي على ذلك ...... على الأرجح , أنك قد ندمت على رسالتك المتهورة التي ارسلتها الي في نزوة حب مفاجئة ... اليس كذلك ؟!! ..... لكن لا تقلق , يمكنني مسحها من صندوق رسائلي بكبسة زرٍ واحدة ..... )
تركت أصابعه ذقنها ببطىء , و نظرت اليه بانفعال داخلي مجنون , الا أن وجهها كان باردا كبرودة جثة طافية فوق المياه ......
تحرك خطوة للخلف فظنت أنه سيرحل هكذا ببساطة , الا أن هذا لم يحدث .... لم تدرك سرعة ارتفاع يده في الهواء , ليهبط بها فجأة فوق وجنتها ....
اتسعت عينا تيماء بذهول و هي تشعر بلسعة حارقة فوق وجنتها المحمرة , و هي لم تستوعب بعد ما حدث ...
بينما صرخت مسك بعنف و هي تندفع لتقف بينهما صارخة لتضربه في صدره ... تدفعه خارج الشقة
( هل جننت .... هل فقدت عقلك أيها الهمجي , لتضرب أختي !!!! ..... )
هل ضربها فعلا ؟!!! ....
هل هذا ما قالته مسك للتو ؟!!
هل فعلا ضربها ؟!! .....
كانت تنظر اليهما بذهول صامت و كفها فوق وجنتها و كأنها تراقب مسرحية هي ليست طرفا بها , بينما كان قاصي ينظر اليها بنظراتٍ تفيض كرها وهو يقول متجنبا ضربات مسك بسهولة
( لم أتخيل للحظة أن يأتيني الغدر منكِ أنتِ تحديدا ... توقعت الغدر من الجميع و فلح توقعي , لكن أنتِ ؟!!)
هتفت به مسك و هي تحاول دفعه عبثا
( أخرج من هنا حالا ..... أخرج قبل أن تندم أكثر من هذا أيها الغبي .... )
الا أنها بدت كمن يزيح صخرة من الطريق بينما أبعدها عنه بذراعٍ واحد بمنتهى السهولة وهو يندفع الى تيماء ليقبض على ذقنها و فمها مجددا , وهو يقول بوحشية
( لن تفلح خطتكم .... و لو علمت أنكِ قد تواصلتِ مع راجح بأي وسيلة كانت يا تيماء , فسترين مني ما لم تريه من قبل .... و أرجو أن تكوني قد اتعظتِ من البداية , فهي البداية فحسب ...حاولي فقط السماح له بالوصول اليك .... حاولي ... )
لم ترد تيماء , بل ظلت واقفة مكانها و هي تواجهه بصمت رافعة وجهها اليه بعينين صلبتين ... صامتتين , الى أن ترك وجهها أخيرا , ثم استدار ليغادر .... بينما وقفت مسك تنظر اليه بغضب و استنكار , لتهتف من خلفه
( أستطيع الإتصال بأبي و سيوقفك عند حدك ........ )
قال قاصي دون أن يستدير اليها
( سأكون ممتنا لكِ حينها .... لأنني سأكسر ساقه كما سبق و كسرت له ساعده بعد أن تجرأ و حاول أخذ ما هو ملكي ...... )
رأته مسك يبتعد و هي تتنفس بسرعة و عنف , قبل أن تستدير الى تيماء لتنظر اليها بقلق و هي تقول
( هل أنتِ بخير ؟؟؟ ........... )
أنزلت تيماء كفها عن وجنتها , قبل أن تنظر الى مسك , لتقول بهدوء دون تعبير أو احساس
( أنا بخير .......... )
لكن عيناها لم تكونا كذلك , كانتا قاسيتين .... و مظلمتين بعد أن انتهى منها المتبقي من أملٍ خائب ....
.................................................. .................................................. .....................
استلقت مكانها ببشرة متوردة ... براقة .... و هي تشعر بالخجل , محاولة سحب الغطاء عليها , متجنبة النظر اليه ...
فقد كان مستلقيا بجوارها , مستندا بمرفقه الى الوسائد , وهو يتأمل ملامحها دون ملل و دون أن تضيع الإبتسامة عن شفتيه ....
أخذت سوار نفسا مرتجفا و هي تتمنى لو ابتعد ... يخرج من الغرفة ليجد له شيئا يفعله .... و يتركها مع حالة الحرج التي تعيشها حاليا ....
تسمرت سوار فجأة تماما و هي تسمع نبرته المبتسمة العميقة وهو يهمس لها بنعومة
( صباح الخير ....... )
أبقت جفنيها منطبقين لعدة لحظات , شاعرة بالنقمة على العرق الذي ينتفض في عنقها حاليا , و من الأرجح أنه يراه بكل وضوح .... لذا حاولت تشتيت انتباهه عن هذا العرق المنتفض لتقول بخفوت
( هل نحن مساءا أم صباحا ؟!! ......... )
ما أن نطقت بالسؤال الساذج حتى تبين لها مدى غبائه , ... فازداد احمرار وجهها بشدة مما جعله يضحك سعيدا منتشيا , فأغمضت عينيها و هي تزم شفتيها من هذا الإرتباك الأحمق الذي يلازمها منذ ساعة وصوله ...
تكلم ليث أخيرا وهو ينحني اليها الى أن شعرت بأنفاسه على وجنتها قبل أن يقبل تلك النبضات المندفعة بجنون , و كأنه يحاول أن يهدئها
( صباحا أو مساءا .... لا يهم , المهم أنكِ هنا .... معي أخيرا ..... )
ابتلعت سوار ريقها بتوتر و هي تحاول سحب الغطاء أكثر الا أنه منعها ليمسك بقبضتها المتشنجة , حتى تركت الغطاء ... فرفعها الى فمه ليقبل ظاهرها وهو يهمس فوق بشرتها
( كفي عن الهرب ...... تبدين خيالية الجمال .... )
أخذت سوار نفسا طويلا قبل أن تقول بتهذيب و هي تنظر الى السقف بعينين واسعتين
( شكرا ......... )
عادت ضحكته من جديد بشكلٍ أكثر وضوحا .... ثم انحنى مجددا ليقبل انحناءة كتفها الغض وهو يهمس لها
( لا شكر على واجب يا سيدة الحسن و الجمال ........ )
أسبلت جفنيها قليلا و هي تقول بخفوت
( أنت تبالغ ............... )
ابتسم وهو يلاحق ملامحها ذات الكبرياء الشرقي بنعومة قبل أن يقول بصوتٍ أجش خافت
( لو ترين نفسك بعيني كما أراكِ في تلك اللحظة , لما قلتِ هذا ........... )
صمت للحظة وهو يبعد خصلات الشعر الأسود عن جبهتها بنعومة , ثم لم يلبث أن استقام جالسا وهو يقول ضاحكا
( و ما الحاجة للتخيل !!..... تعالي سأريكِ نفسك , لتحكمي على جمالك بعينيكِ .... )
جذبها من كفها فاستقامت جالسة , مما جعلها تصرخ بذعر و هي ترفع الغطاء بسرعة
( لا ...... لا .... توقف يا ليث , ....... )
الا أنه كان يقول ضاحكا
( أنا مصر ............ )
صرخت سوار مجددا و هي تقاوم قيد كفه بينما تحارب كي تتشبث بالغطاء كدرعها الحامي ....
( لا أرجوك ..... صدقتك ..... صدقتك ...... )
جذبها مرة أخرى ضاحكا , الا أنه قرر أن يرحم احمرار وجهها , و لا يضغط على أعصابها المرهقة أكثر ....
فتركها , الا أنه لم يحررها .... بل جذبها الى أحضانه برفق حتى ارتاحت تماما , أما قلبها فكان متوترا يخفق بعنف معلنا عن المزيد من توتر أعصابها ....
حينها فقط همس لها في أذنها بنعومة
( اهدئي ..... لا داعي لمثل هذا التوتر , فأنتِ بين ذراعي عاشقك , ... من ملًككِ قلبه و حياته .... )
قالت سوار بخفوت و هي تحاول التحرر منه
( لست متوترة ......... )
مد ليث كفه ليمسك بها ذقن سوار يرفع وجهها اليه , فنظر الى عينيها العسليتين الشبيهتين بشمسين مشرقتين في نهارٍ ربيعي رائع ....... ثم همس لها بصوته الأجش الخافت
( كاذبة ....... أنتِ متوترة و تكاد عروقك تنتفض من عنقك الأبيض , تثير عطفي ,.... و تسبي نظري ... )
عضت سوار على جانب شفتها قليلا , الا أنه رفع اصبعه الى شفتها يربت عليها برفق وهو يقول آمرا مبتسما
( هل تأكدتِ الآن من توترك ؟؟ ... أتركيها ....... هيا اتركيها .... )
بدت سوار كجرو متوتر يعض على شيء ما و يرفض تركه ... و بالفعل كانت من شدة التوتر بحيث رفض عقلها اعطاء الأمر بترك شفتها على الفور .... لكن و ما أن هدأت قليلا حتى تركتها بالفعل ... دامية متوترة ...
مما جعل ليث يلاحق تلك الإصابة الصغيرة باصبعه , ثم قال بخفوت
( لما كل هذا يا مليحة ؟؟!! .... أين تلك المرأة التي أخبرتني في الهاتف أنها تشتاق و تغار ؟!! ..... هل تحتاجين الى الهاتف كي تختبئين خلفه و أنت تخبريني بما تشعرين تجاههي ؟؟ ..... )
ظلت سوار ساكنة قليلا بين ذراعيه ... تنظر الى نافذة غرفتهما .... حيث تلوح لهما السماء شاحبة .... لا تعلم تحديدا هل هو المغيب أم الشروق ... فقد استفاقت منذ دقائق على قبلاته الدافئة التي تخبرها أنه قد سمح لها بما يكفيه من النوم .... و لم يعد قادرا على الإنتظار بعد ....
أغمضت عينيها و هي تتلقى منه قبلاتٍ ناعمة كالفراشات بينما هو يهمس بينها برقة
( ربما قبلاتي ساعدتك على الإجابة ...... )
زفرت سوار بنعومة و هي تستسلم بكرم .... حتى أنها ابتسمت بخيانة من شفتيها الناعستين ....
حينها فقط رفع رأسه ينظر الى تلك الإبتسامة التي خانتها بوضوح , فهمس في أذنها بصوتٍ أجش ....
( سلمت لي الإبتسامة و صاحبة الإبتسامة ..... و سلم الثغر الذي تبسم فساعد الشمس في شروقها ... )
تأوهت سوار و هي تبتسم أكثر ... و دون أن تفتح عينيها , غير قادرة على مواجهة عينيه وهو ينطق بتلك الكلمات ... لكنها همست بخفوت ساحر
( تجيد حمل السلاح ..... و تجيد الكلام ..... ترى هل هناك ما لا تجيده ؟!! .... )
انحنى ليث اليها ليقبل وجنتها هامسا بجدية
( الفوز بقلبك .......... )
بهتت الإبتسامة على وجهها , حتى اختفت تماما , و فتحت عينيها تنظر الى النافذة من جديد بشرود حزين ....
بينما ليث يمشط لها خصلات شعرها بأصابعه و يفردها على وسادته كالحرير الأسود الحالك .... منتظرا منها الكلمات ... متلهفا لكلمة تحيي بها قلبه ....
و حين تكلمت همست بصوت خافت ... بعيد .... بعيد جدا ....
( لا أريد ان تتورط معك مشاعري يا ابن خالي ............ )
توقفت أصابع ليث عن تمشيط شعرها .... ليتأكد مما سمع للتو .... و لم يستطع تحديد مشاعره في تلك اللحظة تحديدا ...
كانت مشاعرا متناقضة عنيفة ....
ما بين نشوة استنتاج أن الفرصة سانحة أمامه بعد أن كانت مستحيلة .... و بين الغضب من رفضها للإستسلام له قلبا قبل الجسد ....
أخذ ليث نفسا عميقا ... و سيطر على انفعالاته قبل أن يقول بصوت خافت متزن ... و لا يقبل التهرب
( لماذا ؟؟ ......... )
لماذا ؟!! ..... كم هي كلمة مختصرة بسيطة , لا تطلب الا الصراحة ...
بينما الجواب عليها قد يتطلب حروبا شعواء ...
لأن لا أمل لي معك .... لأن لا أمل لي في الحياة بطيب خاطر بعد أن رحل سليم ....
لأنني لا أشم في أنفي سوى رائحة الدم ... بينما أنت لا تشم الا عطر شعري لتتغزل به .....
لو كان الأمر بيدها , لكانت قصت هذا الشعر الذي يتغزل به في قصائد , تفوق جمال قصائد الشعراء ....
لكنها لم تمتلك الجرأة ... و كأنها تحولت الى ملك من ممتلكاته .... لا تتصرف فيما يخصه الا باذن كتابي منه ...
كم تغيرت خلال أسابيع قصيرة !! ....
هل يعقل أن تكون هي نفسها سوار الحرة ذات البأس !! .... لماذا تبدو الآن على وشك الإستسلام لتخمة مشاعره فيضعف عزمها !! ...
" هل نسيت سليم يا سوار ؟! ..... "
عند هذا السؤال تحديدا انتفض جسدها لا اراديا , فشعر به ليث , مما جعله يضمها اليه بقلق وهو يهمس لها بخفوت
( ماذا بكِ ؟؟ ........هل تشعرين بالبرد ؟؟ !! .. )
وعت سوار الى نفسها فسارعت الى هز رأسها نفيا دون أن تجيب ... فزم ليث شفتيه وهو ينظر اليها بملامح قاتمة , قبل أن يقول بصوت قاسي قليلا رغم خفوته
( لا زلت أنتظر ردا على سؤالي ........ )
شعرت بقبضة تغلف صدرها و هي تراه لا ينوي تركها الا بعد أن تقر أمامه بحقيقة نواياها كلها ....
لذا تعمدت ادعاء النسيان و هي تقول بفتور
( أي سؤال ؟!! .... لقد نسيت عما كنا نتحدث .... )
رأت الظلال السوداء ترسم في عينيه الداكنتين عاصفة ساكنة .... حاول السيطرة عليها , جاهدا الى ان ابتسم أخيرا دون أن تصل الإبتسامة الى عينيه ... ثم قال بخفوت
( لا عليكِ ... لم يكن سؤالا مهما على أية حال ..... )
اسبلت سوار جفنيها و هي تشعر بتأنيب ضمير غريب ... لا محل له من الإعراب ....
لكنها رفضت أن تستسلم لمثل تلك المشاعر , لذا رفعت وجهها و نظرت الى وجهه لتقول بخفوت هادىء
( كيف كانت سفرتكما .... أنت و ميسرة ؟؟ ...... )
ارتفع حاجبي ليث قليلا , قبل أن يقول مبتسما بخفوت
( ما الذي تريدين معرفته تحديدا ؟!! ......... )
رفعت سوار كتفيها و هي تقول بلامبالاة ... لكن بتهذيب
( شعرت أنه من التهذيب أن أسأل عن نجاح سعيكما ..... في انجاب طفل .... )
ارتفع حاجبيه أكثر , لكنه لم يتكلم على الفور .... بل ظل ينظر اليها عدة لحظات قبل أن يقول بهدوء
( هل تظنين أن هذا هو المكان و التوقيت المناسب ... كي تتمنين فيه الخير و التوفيق لضرتك ؟!! .... )
ابتلعت سوار ريقها و زمت شفتيها قبل أن تقول ببرود
( أنا لا أحقد .......... )
ابتسم ليث بمداعبة وهو يقول ببساطة
( لم أطلب منكِ أن تحقدي ..... لكن على الأقل ... احترمي خصوصية المكان الذي تحتليه الآن ..... )
مطت سوار شفتيها بامتعاض رغم الإحمرار الذي غزا وجنتيها و قالت بفظاظة
( الفراش !! .......... )
لم يرد ليث على الفور , لكنه قال بعد لحظة بهدوء
( قصدت ذراعيً .......... )
ارتفع حاجبي سوار بينما انسدل جفنيها و هي تشعر بالغباء .... و ياللغرابة و كأنه يقرأ أفكارها فقد قال ببساطة
( هل تشعرين بالغباء يا مليحة ؟!! .... لا بأس أن تشعري به من آن لآخر متنازلة عن ذكائك قليلا ... )
ابتسمت رغما عنها .... حينها مد ليث يده ليقبض على ذقنها بين اصبعيه وهو يقول بهيام
( حين تبتسمين يزداد طابع الحسن عمقا .... و كأنه يتحداني كي أقبل حسنه ..... )
ضحكت سوار رغما عنها و هي تقول بخفوت مختنق
( هلا توقفت عن التغزل بي !! ..... بدأت أظن أنك تمتلك الموهبة و تستخدمني فقط كنموذج عرض لتنمي هوايتك ..... )
ضحك ليث بنعومة وهو يقول
( و هل سأجد عارضة أجمل منكِ كي أبثها أشواقي !! ..... أنتِ المرأة التي انتظرتها عشر سنوات , حتى عبرت من عالم المراهقة الى عالم النضج بعيدة عني ..... و الآن , حين أنظر الى جمالك الملوكي بين ذراعي و قد نلته أخيرا .... تتدفق الكلمات من بين شفتي دون أن أجد القدرة على ايقافها .... )
ابتسمت سوار و هي لا تملك سلاح الكلمات كي ترد عليه في مبارزته الكلامية الغزلية ....
ربما لأنها لا تملك سلاح القلب الذي يمتلكه ......
لذا حاولت تغيير الموضوع مجددا و همست و هي تنظر اليه
( أنت تتمنى أن تنجب طفلا من ميسرة ..... اليس كذلك ؟؟ ..... )
انعقد حاجبي ليث بجدية وهو ينظر اليها , ثم قال بهدوء خافت
( ميسرة تشغل بالك كثيرا هذه الأيام ...... ما اللذي يقلقك ؟!! ...... )
قالت سوار بخفوت
( أنا أسال عن الأطفال , لا عن ميسرة .... انت تقارب الأربعين الآن و من المؤكد أن قلبك تاق للأطفال و الأبوة منذ سنوات .... ما الذي جعلك تنتظر كل هذا الوقت ؟!! .... )
قال ليث ببساطة وهو يداعب شعرها بنعومة
( ما اللذي كان بإمكاني فعله ؟!! ..... إنها مشيئة الله .... )
ارتفع حاجب سوار بينما تصلبت ملامحها بصلف و هي تقول ببرود لم تقصده
( كان بإمكانك الزواج من أخرى ....... منذ سنواتٍ خلت , لكنك لم تفعل و مرت بك السنوات فزاد الشيب بشعرك و أنت لم تحصل بعد على ولد ..... )
حين قالت كلماتها الأخيرة , طالت عيناها الشعرات الفضية على جانبي وجهه دون تركيز منها .... و كم زاده هذا الشيب المبكر جاذبية , عما كان عليها منذ عشرة سنوات مضت ....
ضحك ليث ضحكة رجولية بدأت تتعرف عليها مؤخرا بل و تشتاق اليها ايضا ان غابت ...
ثم قال متأوها يدعي الرعب
( كنت لأكون متزوجا من ثلاث نساء الآن .... ياللهي !! ..... )
مطت سوار شفتيها و هي تقول ببرود
( من يعلم .... ربما كنت قد امتنعت عن فكرة الزواج بي لو كنت متزوجا من اثنتين ..... )
ابتسم ليث بحنان قبل أن يقول هامسا
( لم يكن هذا ليحدث .......... كتب القدر أن تكوني لي في نهاية المطاف ... )
قالت سوار و هي تنظر اليه بقوة
( لكنك رفضت الإنجاب من امرأة غير ميسرة .... لا يفعل هذا الا رجل يحب و بقوة قادرة على فعل المعجزات ..... )
لم ينكر ليث ... بل أومأ برأسه وهو يقول بهدوء
( صحيح ..... لا يفعل هذا الا رجل يحب ....... )
انعقد حاجبي سوار ... و هي تميل بوجهها مبتعدة عن عينيه و هي تشعر بمشاعر مؤلمة غريبة ....
نار ... نار فجائية دبت في أعماقها ....
نار أشبه بال ...... الغيرة ....
كانت تتنفس بسرعة و ألم , قبل أن تشعر بكف ليث ترتاح على قلبها وهو يميل ليهمس في أذنها بخفوت
( لأنني أحبك لم أستطع تكرار التجربة .. لا أقسى من زواج رجلٍ بإمرأة , بينما قلبه مع امرأة اخرى .... )
ارتجفت شفتي سوار و كلماته تدغدغ مشاعرها ... بينما انقلبت النار في داخلها الى فيض وردي من سائلٍ عذب أشبه بالشهد في حلاوته ...
رفعت وجهها اليه .... و نظرت الى عينيه و كأنما لم تعد قادرة على مقاومة النظر اليهما أكثر , ثم قالت بهدوء خافت
( إن كان الأمر كذلك ..... فلا بأس ..... )
ضحك ليث بسعادة وهو يبدو في سعادته أصغر سنا .... ثم قال برقة وهو يقبل وجنتها بشقاوة
( سلمت لي عينا الواثق من نفسه ..... )
ابتسمت سوار بخجل و هي تتجرأ و تداعب بأصابعها ساعده الأسمر ... ثم قالت بخفوت
( لكنني أظلمك .... و اشعر بالكره لنفسي لهذا السبب ... )
رفع ليث وجهها اليه و قال بجدية خافتة
( الامر أسهل مما تتخيلين .... ما عليك الا الشعور بالغيرة من محاولات ميسرة , لتحملي طفلا ..... الطفل الذي أشتاق اليه أكثر من أي شيء آخر في هذه الدنيا .... طفلك يا مليحة .... )
أظلمت عينا سوار و هي تطرق بوجهها .... بينما تلبدت ملامحها تماما ..
نظر ليث الى عنقها الذي كان يلتوي بوضوح و كأنها تصارع نفسها , .... تعاني و يمكنه رؤية هذا ....
الى أن نظرت اليه أخيرا و قالت مبتسمة بهدوء
( لما لا أنزل و اعد طعام الإفطار لكلينا ........... )
ساد الصمت لعدة لحظات دون ان يجيبها ليث , بل كان ينظر اليها بجدية و دون مرح , ثم قال أخيرا بهدوء
( لما لا ......... )
.................................................. .................................................. ..................
حين دخل ليث الى الحمام الملحق بالغرفة .... وقفت سوار تنظر الى نفسها بشرود في مرآة طاولة الزينة المذهبة ...
بدت و كأنها تنظر الى امرأة أخرى لا تعرفها .... ككل مرة ....
باتت هذه المرآة كنافذة لها , تريها كم تتغير كل مرة تنظر فيها الى نفسها ....
لكن في هذه اللحظة كانت كامرأة أخرى من الأساس .... امرأة لا تعرفها ....
متوهجة الوجنتين .... براقة العينين ...
و كلماته لا تزال ترن في اذنيها منذ ان تركها .... كلمة كلمة تتذكرها و كأنها لحن قديم يأبى أن يغادر ذهنها ....
زفرت سوار و هي تستدير لتبتعد عن صورتها الجديدة و التي بدأت تستفزها ...
طرقة على باب غرفتها أخرجتها من شرودها ... فعقدت حاجبيها , قبل ان تتجه الى الباب لتفتحه بنفسها ... واقفة خلال شقه كي لا يظهر شيئا من الغرفة خلفها .. او السرير الفوضوي المشعث ....
كانت نسيم تقف امامها ... أقصر منها , الا أنها كانت تحاول اختلاس النظر الى الغرفة من خلف سوار و هي تقول بخفوت
( صباح الخير سيدة سوار ...... )
احكمت سوار اخفاء ما ظهر من الغرفة امام عيني نسيم الفضوليتين , ثم ردت بهدوء
( صباح الخير يا نسيم ....... لقد أبكرتِ في الصعود , كنت سأنزل لتحضير الفطور بنفسي ... )
قالت نسيم بارتباك و توتر
( هل السيد ليث في الحمام ؟!! ...... )
ارتفع حاجبي سوار بتعجب و امتنعت عن الرد قصدا , فازداد ارتباك نسيم و هي تقول بخفوت هامس متلعثم
( أسال .... لأنني جئتك بما طلبتِ ...... )
برقت عينا سوار فجأة و هي تهمس بقوة مندفعة
( هل عرفت طريق فواز الهلالي ؟!!! ...... )
انعقد حاجبي نسيم و هي تهمس بخفوت
( لا بالطبع ..... و كيف لي ان أعرفه , لقد اختفى تماما , ... لكنك كنتِ قد طلبتِ مني عنوان بيته بالتفصيل .... )
تنهد سوار بتعب و هي تفرك جبهتها ثم قالت بهدوء
( آه ... نعم , هل حصلتِ عليه ؟؟ ..... )
أومأت نسيم برأسها ثم سارعت بإخراج ورقة صغيرة من صدر جلبابها و مدتها الى سوار هامسة
( هذه خريطة مرسومة .... يمكنك منها الذهاب الى بيته بسهولة .... )
أخذت سوار الورقة المطوية , ففتحتها و نظرت اليها مليا قبل أن تقول بخفوت
( جيد .... شكرا لك يا نسيم , كنتِ نعم العون ..... )
ابتسمت نسيم بارتباك و هي تهمس
( لم أفعل ما يستحق يا سيدة سوار ....... عسى أن أكون قد نفعتك بهذه الورقة ... )
رفعت سوار وجهها تنظر الى عيني نسيم ثم قالت بهدوء
( نفعتيني بما يفوق تصورك يا نسيم ...... يكفيني اخلاصك و تفانيكِ في خدمتي ... )
انخفض وجه نسيم مباشرة ما أن نطقت سوار بما قالته , ... لكن و قبل أن ترد سمعت سوار صوت باب الحمام يفتح و ليث ينادي عليها فأخفت الورقة لتقول بخفوت
( اذهبي أنت الآن يا نسيم و سألحق بكِ ........ )
أومأت نسيم برأسها ..... ثم استدارت لتنزل السلالم جريا بينما أغلقت سوار الباب و استدارت الى ليث الذي كان يراقبها مبتسما وهو لا يزال مبلل الشعر و الصدر ... و الرجولة تنضح من كل ذرة به و تحيطه بهالة جذابة للنظر ...
قال ليث برفق مبتسما
( مع من كنتِ تتكلمين ؟!! ....... )
ابتسمت سوار برزانة و قالت
( إنها نسيم ..... تسألني عن الوقت الذي نريد تناول الفطور فيه ...... )
قال ليث وهو يمد اليها كفيه ... فوضعت يديها بهما تلقائيا و كأنها اعتادت قربه , ليجذبها اليه هامسا في أذنها بنعومة
( لا داعي للأكل الآن ..... لدي ما هو أهم ..... )
الا أن سوار انتفضت و هي تقفز من بين ذراعيه لتقول بسرعة و هي تبعد شعرها خلف أذنها
( لا ...... أقصد ..... يجب أن تتناول شيئا , ... أنت لم تأكل منذ أمس ... )
ابتسم ليث و قال مداعبا بخفوت عابث محبب
( لم ألحظ ..... كنت مشغولا ..... )
ازداد احمرار وجنتيها , الا أنها قالت متلعثمة بحرج
( لكن أنا ....... أنا جائعة , ..... سأعد لك الفطور بنفسي ...... )
كان يتمنى لو منعها بالقوة , الا أنه لم يشأ أن يضغط على أعصابها أكثر , لذا التقط كفها و رفعها الى فمه يقبل ظاهرها بنعومة وهو يقول مبتسما
( حسنا كما تحبين ...... سلمت يداكِ مقدما ...... )
أومأت سوار مبتسمة دون أن ترد , فرفع ليث رأسه لينظر الى عينيها قائلا بهدوء
( هل تودين زيارة جدك اليوم ؟؟ ........ )
اتسعت عينا سوار و هي تقول بدهشة
( حقا ؟!!! .............. هل تتكلم بجدية ؟!! ..... )
ارتفع حاجبي ليث وهو يقول بتأكيد
( طبعا أتكلم بجدية ..... ابنة وهدة الهلالي سيدة هذا البيت و ليست سجينة فيه , أنا كنت فقط أراعي بعض الأصول و التقاليد القديمة ..... )
قالت سوار بخفوت
( شكرا ...... شكرا لك يا ليث , كنت في حاجة للخروج من هذا البيت قليلا .... )
أظلمت عينا ليث قليلا قبل أن يجذبها الى أحضانه يضمها الي صدره بقوة و حنان , ثم قال بجدية
( أعلم ما تعانينه يا سوار ..... أعلم أن شخصيتك حرة , مندفعة و ذات عنفوان لا يقبل التقييد .... و أنا لا أبقى معكِ طوال الوقت ...... أعلم جيدا حبيبتي , لكنني سأعوضك .... سنسافر في رحلة طويلة و أقضي المتبقي من عمري محاولا اسعادك ...... )
أغمضت سوار عينيها و هي تهمس في داخلها
" كفى ..... كفى أرجوك ........... "
الا أنها تحررت من بين ذراعيه بلطف و هي تقول متجنبة النظر الى عينيه
( سأتصل بجدي كي يرسل لي عبد الكريم بالسيارة ...... )
عقد ليث حاجبيه وهو يقول بحيرة
( و لماذا عبد الكريم ؟!! ...... أنا أقلك بنفسي ..... )
سارعت سوار لتقول بهدوء حازم
( لا .... ارتاح أنت قليلا , لا أريد أن أتعبك , ثم أنني كنت أريد جدي في موضوع خاص ان لم يكن لديك مانع وهو يسعد بارسال عبد الكريم الي ....... )
راقبها ليث طويلا بصمت ... حتى بدأت تتململ و تنظر بعيدا شاعرة بالارتباك , متمنية الا يلاحظه في مراقبته الصامتة لها
ثم قال أخيرا بصوت هادىء ..... ثابت
( لا بأس ........ لا بأس يا سوار ....... )
.................................................. .................................................. ..............
جالسة في المقعد الخلفي لسيارة جدها العتيقة التي يقودها عبد الكريم ....
كانت شاردة تماما , انما بعينين ثابتتين , تفيضان بالعزم .....
تراقب الطرق التي يمران بها , و ذهنها يسجل كل منعطف رغم شرودها ..... و ما أن وصلت الى منعطف محدد بعينه , حتى نظرت الى عبد الكريم و قالت بهدوء
( هلا أوقفت السيارة هنا لدقائق يا عبد الكريم ........ )
نظر اليها عبد الكريم في مرآة السيارة قبل أن يقول بدهشة
( هل هناك مشكلة يا سيدة سوار ؟؟ ........ )
رفعت سوار وجهها و قالت برزانة
( لا مشكلة اطلاقا .. لكنني أردت المرور على بيت سيدة بسيطة أساعدها , دقائق و سأعود اليك سريعا ... )
قال عبد الكريم وهو ينظر حوله
( أين هو البيت يا سيدة سوار و أنا سأقلك حتى بابه ؟!! ........ )
سارعت سوار تقول ببساطة
( لا داعي يا عبد الكريم .... أنه قريب جدا , و سرعان ما سأعود ..... )
قال عبد الكريم معترضا
( لكن يا ابنتي ......... )
فتحت سوار باب السيارة و هي تقول مقاطعة بهدوء
( لن أتأخر ..... انتظرني هنا ......... )
قال عبد الكريم باستسلام ....
( كما تأمرين يا ابنتي ........ سأنتظرك و خذي الوقت الذي تحتاجين ..... )
تحركت سوار في الطريق الفرعية المغبرة و عبائتها الحريرية تزحف خلفها بينما عملت أصابعها على جذب طرف الوشاح لتغطي به وجهها .... تاركة عينيها فقط .....
كانت قد حفظت الورقة التي أعطتها لها نسيم عن ظهر قلب ..... فسارت على الخطوط المرتسمة في ذاكرتها ....
الى أن توقفت أمام دار قديم .... منقوش الجدران ......
وقفت سوار تنظر الى الدار البسيط المتواضع بدقة و هي تتأمل كل جزء فيه .... الى أن تحركت قدماها ببطىء متجهة الى باب الدار ... ثم رفعت قبضتها لتطرقه بقوة ... مرة و اثنتين ....
الى أن سمعت صوت أمرأة تنادي من الداخل
( قادمة ....... قادمة .......... )
و مرت لحظة قبل أن يفتح الباب ... فرأت سوار امرأة بسيطة الملبس , هزيلة الجسد , و هشة الملامح تنظر اليها بقلق من خلف الباب و هي تحاول اخفاء وجهها بمنديل أسود تلفه حول رأسها ...
ثم قالت بقلق
( من ؟!! ........ من أنتِ يا شابة ؟؟؟ ....... )
ردت سوار بترفع
( هل يمكنني الدخول لدقائق ؟؟ ........ )
بدا القلق في عيني المرأة يتزايد , لكنها قالت بتوتر
( ليس قبل أن أعرف من تكونين ........... )
قالت سوار بهدوء و ثبات ....
( أنا زوجة ليث الهلالي ............... )
تسمرت المرأة مكانها و اتسعت عيناها حتى أن المنديل سقط من كفها و ظهر وجهها البسيط واضح الملامح .... ثم قالت بخوف
( أنت ....... أنت لست السيدة ميسرة ...... )
قالت سوار ببرود
( الا تعرفين أن ليث الهلالي متزوج من امرأتين ؟!!! ....... )
الآن اتسعت عينا المرأة بهلع أكبر و هي تقول بخوف
( أنت ...... أنت ....... هل أنت ......... )
أومأت سوار و هي تقول بسخرية
( سوار غانم الرافعي ....... هل ستبقيني على الباب أكثر ؟!! ........ )

انتهى الفصل 25 ... قراءة سعيدة






tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 17-10-16, 12:30 AM   #8199

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 404 ( الأعضاء 244 والزوار 160) ‏tamima nabil, ‏سراء^_^, ‏marmora_95, ‏هاجر شلبية, ‏alyaa elsaid, ‏toma_koki, ‏eng miroo, ‏jojo333, ‏ام يسر, ‏eiman hashem+, ‏body222, ‏hebaa, ‏sajanody, ‏Marale, ‏مشمش حطب, ‏Um alhasan, ‏canad, ‏pearla, ‏موجة هادئة, ‏starmoon+, ‏بسنت محمد, ‏Youyty, ‏need.you, ‏سهى منصور+, ‏lamia31, ‏different, ‏نور الضى, ‏نهيل نونا, ‏Seawaves, ‏رهفه+, ‏نيرفانا22, ‏sanahdb, ‏amoaasmsma, ‏princess of romance, ‏rosetears, ‏amolty, ‏وصال العارف, ‏توقه, ‏جاسمينات باسو, ‏دلووعة2, ‏fibi, ‏مهرة..!, ‏منيتي رضاك, ‏ميار111, ‏ebti, ‏سوما, ‏لذة ععشق .., ‏ن و ا ر ى, ‏Souriana, ‏mai el, ‏monica g+, ‏Abeiir7, ‏meriam 1992, ‏شموسه3, ‏ندى المطر, ‏*جوود*, ‏حنان ياسمين, ‏doudo+, ‏مملكة الاوهام, ‏ضميري, ‏gentle dona, ‏شيماء عبده, ‏rowidasaeed, ‏هامة المجد, ‏rawa21, ‏Hams3, ‏sosoangle, ‏رااما, ‏زينب_سرور, ‏لولة العسولة, ‏noora alshehhi64, ‏Rymi, ‏hidaya 2+, ‏asmaa kamal, ‏Alaaawawda, ‏احلام حزينة, ‏نسمات الشتاء, ‏mimi0000, ‏رحيل الامل, ‏kimi mi, ‏ons_ons, ‏ندى محسن, ‏bosy el-dmardash, ‏Roka.M, ‏amatoallah, ‏خفوق انفاس, ‏meesho777, ‏sona badr, ‏mem. 1957, ‏mary kori, ‏nona amien+, ‏رحيق السوسن, ‏{ غلا !, ‏ابن الشام2+, ‏ريمين, ‏حياة زوجية, ‏Nody Nody, ‏تالينا, ‏دوسة 93+, ‏hanan hanana, ‏bassa, ‏زالاتان, ‏بيوونا, ‏mouna ABD, ‏angela11, ‏ابتسامتي دليلي, ‏رحيق الحياه, ‏ghader, ‏سميراء, ‏روان شهاب, ‏الثقلين, ‏fahad., ‏Hope&, ‏وردة الياسمين الحلوه, ‏داليا انور, ‏Essonew, ‏lola taha, ‏حنين مريم, ‏ياسمين قمر+, ‏•.نســــــناس الليـــل, ‏نور محمد+, ‏♡~ غلا ~♡, ‏nimo22, ‏roro.rona, ‏nada alaa, ‏yasmyna, ‏swair1, ‏ذكريات الأمس, ‏dentistaya, ‏Yara Ali, ‏ام معتوق, ‏suzan11, ‏س?ر, ‏هينمات., ‏ام رناد, ‏toma kobese, ‏غرامي الدلوعه+, ‏mama roca, ‏Mary~), ‏غيداء هلال+, ‏ابتسامة تفاؤل, ‏Ana farah, ‏جود الفرح, ‏Khaledya, ‏esraa roaa, ‏najla1982, ‏bas bas, ‏عطر الوردة, ‏fofa ali, ‏ayman_barya, ‏celinenodahend, ‏*رسل*, ‏نيورو, ‏باربرة, ‏omniakilany, ‏nody d, ‏So_Amatullah, ‏نعمة الرحمن, ‏نهى حسام, ‏Rozitaa, ‏Margo mego, ‏الصقر الصقر, ‏MaNiiLa, ‏شهرازادة, ‏نولا ٢٠٠٠, ‏ايه الشرقاوي, ‏ماري ماري, ‏كحيلة العيون, ‏جونسينا, ‏نوراي, ‏فتكات هانم, ‏لولو73, ‏جوافه., ‏rfrofi, ‏القمر المضئ, ‏Zaaed, ‏نور ضياء, ‏prue, ‏لهفه, ‏شام الهوى, ‏s.m..ssous.m.s+, ‏كتكوته زعلانه, ‏shahoda91, ‏giba.2200, ‏rouka2000, ‏سمسمونة, ‏haeinjoan, ‏احلام عادل, ‏نهى سيد, ‏semm, ‏نوف بنت ابوها, ‏shery2+, ‏فادو., ‏reman111, ‏ebrU, ‏لين محمد, ‏duha_al, ‏ليال الود, ‏Eyad ahmed, ‏meryamaaa, ‏emanmostafa, ‏Engineer Esraa, ‏Alzeer78, ‏عزيز الروح, ‏ToOoOmy, ‏بيبوبن, ‏pretty dede, ‏Bo33, ‏نور الحيااة, ‏eman emano, ‏Dona ashraf, ‏sayowa, ‏هبوش 2000, ‏همهمات صاخبة, ‏OOomniaOO, ‏eeman9, ‏Raghad3060, ‏غروب الامل, ‏fofoo92, ‏shaimaa alos, ‏صمت الزوايا, ‏ايوتة بنت ليبيا, ‏مشاعر حرة, ‏نجدي 21, ‏سومة111, ‏koukou1384+, ‏علا علي, ‏همسه ود, ‏^_*, ‏Waf4sa, ‏هوتوهوري, ‏زموردة, ‏سارة فؤاد, ‏habiba bibo+, ‏ملكة بأخلاقي, ‏KHAD.A, ‏الوية احمد علي, ‏SUZ, ‏ماجدة/
mareen likes this.

tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 17-10-16, 12:31 AM   #8200

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 427 ( الأعضاء 260 والزوار 167) ‏tamima nabil, ‏gentle dona, ‏asmaa kamal, ‏nona samir, ‏سراء^_^, ‏حور مقصرات, ‏princess of romance, ‏sweet123, ‏marmora_95, ‏rainfall+, ‏أ م ن ع ش ت, ‏need.you, ‏منال فايز حمودى+, ‏toma_koki, ‏remasa997, ‏همهماتى, ‏meryeme, ‏حصون من جليد, ‏anna dayob, ‏fibi, ‏sosalma, ‏Youyty, ‏بت ابريش, ‏sanahdb, ‏احلام حزينة, ‏jojo333, ‏a7bk 77, ‏تى تى بك, ‏roro.rona, ‏مشمش حطب, ‏حنان ياسمين, ‏دعاء الدنينى, ‏هاجر شلبية, ‏alyaa elsaid, ‏eng miroo, ‏ام يسر, ‏eiman hashem+, ‏body222, ‏hebaa, ‏sajanody, ‏Marale, ‏Um alhasan, ‏canad, ‏pearla, ‏موجة هادئة, ‏starmoon+, ‏بسنت محمد, ‏سهى منصور+, ‏lamia31, ‏different, ‏نور الضى, ‏نهيل نونا, ‏Seawaves, ‏رهفه+, ‏نيرفانا22, ‏amoaasmsma, ‏rosetears, ‏amolty, ‏وصال العارف, ‏توقه, ‏جاسمينات باسو, ‏دلووعة2, ‏مهرة..!, ‏منيتي رضاك, ‏ميار111, ‏ebti, ‏سوما, ‏لذة ععشق .., ‏ن و ا ر ى, ‏Souriana, ‏mai el, ‏monica g+, ‏Abeiir7, ‏meriam 1992, ‏شموسه3, ‏ندى المطر, ‏*جوود*, ‏doudo+, ‏مملكة الاوهام, ‏ضميري, ‏شيماء عبده, ‏rowidasaeed, ‏هامة المجد, ‏rawa21, ‏Hams3, ‏sosoangle, ‏رااما, ‏زينب_سرور, ‏لولة العسولة, ‏noora alshehhi64, ‏Rymi, ‏hidaya 2+, ‏Alaaawawda, ‏نسمات الشتاء, ‏mimi0000, ‏رحيل الامل, ‏kimi mi, ‏ons_ons, ‏ندى محسن, ‏bosy el-dmardash, ‏Roka.M, ‏amatoallah, ‏خفوق انفاس, ‏meesho777, ‏sona badr, ‏mem. 1957, ‏mary kori, ‏nona amien+, ‏رحيق السوسن, ‏{ غلا !, ‏ابن الشام2+, ‏ريمين, ‏حياة زوجية, ‏Nody Nody, ‏تالينا, ‏دوسة 93+, ‏hanan hanana, ‏bassa, ‏زالاتان, ‏بيوونا, ‏mouna ABD, ‏angela11, ‏ابتسامتي دليلي, ‏رحيق الحياه, ‏ghader, ‏سميراء, ‏روان شهاب, ‏الثقلين, ‏fahad., ‏Hope&, ‏وردة الياسمين الحلوه, ‏داليا انور, ‏Essonew, ‏lola taha, ‏حنين مريم, ‏ياسمين قمر+, ‏•.نســــــناس الليـــل, ‏نور محمد+, ‏♡~ غلا ~♡, ‏nimo22, ‏nada alaa, ‏yasmyna, ‏swair1, ‏ذكريات الأمس, ‏dentistaya, ‏Yara Ali, ‏ام معتوق, ‏suzan11, ‏س?ر, ‏هينمات., ‏ام رناد, ‏toma kobese, ‏غرامي الدلوعه+, ‏mama roca, ‏Mary~), ‏غيداء هلال+, ‏ابتسامة تفاؤل, ‏Ana farah, ‏جود الفرح, ‏Khaledya, ‏esraa roaa, ‏najla1982, ‏bas bas, ‏عطر الوردة, ‏fofa ali, ‏ayman_barya, ‏celinenodahend, ‏*رسل*, ‏نيورو, ‏باربرة, ‏omniakilany, ‏nody d, ‏So_Amatullah, ‏نعمة الرحمن, ‏نهى حسام, ‏Rozitaa, ‏Margo mego, ‏الصقر الصقر, ‏MaNiiLa, ‏شهرازادة, ‏نولا ٢٠٠٠, ‏ايه الشرقاوي, ‏ماري ماري, ‏كحيلة العيون, ‏جونسينا, ‏نوراي, ‏فتكات هانم, ‏لولو73, ‏جوافه., ‏rfrofi, ‏القمر المضئ, ‏Zaaed, ‏نور ضياء, ‏prue, ‏لهفه, ‏شام الهوى, ‏s.m..ssous.m.s+, ‏كتكوته زعلانه, ‏shahoda91, ‏giba.2200, ‏rouka2000, ‏سمسمونة, ‏haeinjoan, ‏احلام عادل, ‏نهى سيد, ‏semm, ‏نوف بنت ابوها, ‏shery2+, ‏فادو., ‏reman111, ‏ebrU, ‏لين محمد, ‏duha_al, ‏ليال الود, ‏Eyad ahmed, ‏meryamaaa, ‏emanmostafa, ‏Engineer Esraa, ‏Alzeer78, ‏عزيز الروح, ‏ToOoOmy, ‏بيبوبن, ‏pretty dede, ‏Bo33, ‏نور الحيااة, ‏eman emano, ‏Dona ashraf, ‏sayowa, ‏هبوش 2000, ‏همهمات صاخبة, ‏OOomniaOO, ‏eeman9, ‏Raghad3060, ‏غروب الامل, ‏fofoo92, ‏shaimaa alos, ‏صمت الزوايا, ‏ايوتة بنت ليبيا, ‏مشاعر حرة, ‏نجدي 21, ‏سومة111, ‏koukou1384+, ‏علا علي, ‏همسه ود, ‏^_*, ‏Waf4sa, ‏هوتوهوري, ‏زموردة, ‏سارة فؤاد, ‏habiba bibo+, ‏ملكة بأخلاقي, ‏KHAD.A, ‏الوية احمد علي, ‏SUZ, ‏ماجدة/
mareen likes this.

tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:26 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.