❤ مواويل الوجد ❤ * مميزة ومكتملة *

[دنيازادة]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مساء الخير أعزائي رجعتلكم مجددا مع ❤مواويل الوجد❤ نصوص أطرح فيها مواضيع معينة من خلال شخصيات متواجدة في حي جبلي ولكل منهم قضيته.. لكن الأحداث بتتاليها وتوابعها تكاد تقارب لرواية نوعا ما 😉 كما أني استخدمت أسلوب التوثيق لمرحلة مهمة استثنائية..
المواويل اكتبها بلغة بسيطة للاقتراب أكثر من الناس العادية.. أكتب عن بيوت المدن الجبلية، النوافذ المغلقة، المواعيد السرية بالأزقة، الشاردين بالحارات، وما يحدث أمام ساحة الجامع ظهيرة الجمعة..
أكتب عن الأخطاء الطبية وتحديات ذوي الهمم، وضحايا حوادث السير في الشوارع المعتمة وتحويلات الطرق الخالية من يافطات إرشادية..
اكتب عن هموم شاب بمقتبل العمر يستعد لزواج من حبيبته لكنه غارق بالديون ويبحث عن كفيل في بنك إسلامي.
اكتب عن اللواتي يعشقن قراءة الروايات بحثا عن حياة افتراضية أجمل دون أن يعلمن أنهن بطلات مواويل الوجد 💕
موعدنا بإذن الله يوم بعد يوم
بتمنى المواويل تنال اعجابكم وتفاعلكم ولايكاتكم🌹🌺

روابط الفصول

الموال الأول ❤ عطاف ❤ .. بالأسفل
الموال الثاني 💙 صفوان 💙
الموال الثالث 💚 العشاق 💚
الموال الرابع 💛 أمنيات 💛
الموال الخامس 💜 ليلك 💜
الموال السادس 💜على ساق واحدة ج١💜
الموال السابع 💜 على ساق واحدة ج٢ 💜
الموال الثامن
💜 على ساق واحدة ج٣ 💜
الموال التاسع ⚡ اغتراب ⚡
الموال العاشر 💚 راجعين يا هوى 💚
الموال الحادي عشر ج١ 💙 نيار 💙
الموال الحادي عشر ج٢ 💙 نيار 💙
الموال الثاني عشر ❤ ركين ❤
الموال الثالث عشر ⚡إلى الحجر الصحي⚡
الموال الرابع عشر 💛 زُها 💛
الموال الخامس عشر⚡حظر شامل ج١⚡
الموال السادس عشر⚡حظر شامل ج٢⚡
الموال السابع عشر⚡المنطقة الحمراء الموبوءة⚡
الموال الثامن عشر⚡في مركز العزل⚡
الموال التاسع عشر الأخير⚡رمز⚡

[دنيازادة]

الموال الأول ❤ عطاف ❤
ترمي الشال على كتفها وتسير إلى الجامعة غير آبهة لنظرات من تمر بمحاذاتهم، تمشي في زقاق الحي العمّاني المكتظ بالبيوت الواقعة على منحدر جبلي، تهبط الدرجات الحجرية العتيقة بخطوات سريعة متجاهله غزل تعليقات الشباب وراءها وهم يلاحقونها بأبصارهم ممعنين بحسنها الفتان:- هاي مش لازم تدرس تمريض، اصلا هاي العلاج بذاته.
واجدة صبية جميلة بالمعنى الحقيقي، تنتمي بأصلها إلى أمجاد عشيرة عريقة، لكنها أيضا ابنة ثقافة الجيل الحديث. ولدت في مطلع الألفين، ومنذ مراهقتها ظهرت عليها معالم الأنوثة الشرقية، تقاطيع وجهها نضره بلون بشرة حنطية صافية، أنفها منسجم مع اتساع العينين اللتين تجبر على تأمل ألق السحر الباهر.. قبل أن تنهي التوجيهي انهالت عليها عروض الزواج.. رفضت رقيبا في سلاح الدروع له شقة مجهزة بالكامل لا ينقصها ألا العروس الحسناء.. ورفضت مهندسا تخرج من جامعة العلوم والتكنولوجيا بمرتبة الشرف وصدر مؤخرا من ديوان الخدمة المدنية كتاب تعينه أستاذ رياضيات في مدرسة حكومية، ألا أنه ماديا ميسور الحال لإعطائه دروس خصوصية بعد الظهر في مراكز تقوية.. ورفضت كذلك ملازم أول في المخابرات. أم واجدة قالت لجاراتها تبرر موقفهم:- شو بنتي ماسكينها مع المعارضة وبدنا واسطة إلها!
أكملت تهز كتفيها:- واجدة مدللة أبوها ومش ناوي يجبرها لتوافق على أي عريس بالغصب.

- أحنا ما عنا بنات ينغصبوا ع الزواج.. الموضوع منتهي.
هكذا أوضحت باختصار صارم عمة واجدة الآنسة عطاف وهي تنهض لتغادر جلسة الاستقبال الصباحية، سارت بهداوه في الدرب القديم تستعيد مراهقتها بأواخر السبعينيات، تحديدا في الزمن الذي بدأ اسم هاني شاكر يعلو نجمه بالساحة الغنائية، لكن عطاف بقيت مخلصة لعبد الحليم حافظ مغرمة به، هائمة في هواه.. كانت تعود من المدرسة وتسرع نحو الراديو لتحرك أكرته فتنساب منه ألحان بليغ حمدي، تجلس وتحتضن الجهاز الضخم مصغية لصوت أسمراني النيل مداح القمر، تشرد في خيالها لتعيش قصة حبها للعندليب.. موال افتتانها هذا جعلها تتصرف باندفاع وتحاول الانتحار ما أن تناهى لسمعها كصاعقة خبر وفاته.
حينما أتمت السادسة عشرة سن الزواج المتعارف عليه آنذاك أخذت الأمهات بالكلام عنها لأبنائهم كي يرغبوا في خطبتها، ألا إن لا أحد من الشباب تقدم فعلا، ودارت الأسئلة حول عدم إقبال أي عريس لطلب يدها.
لم تكترث عطاف لتأخر زواجها، وكانت تفرح لزميلاتها بالمدرسة ولصبايا العشيرة والحي وهن يتزوجن واحدة تلي الأخرى... في عرس أخر صديقة من بنات جيلها شعرت ببعض الحزن، أحست والدتها بما يعتريها وهما تغادران الحفل، كانتا تسيران في الطريق المتعرج عندما همست تواسيها وتطمئنها:- لا تخافي يمّا يا حبيبتي، إلك نصيب وبيجي لعندك.
توقفت عطاف عن المشي والتفتت تجيب بصدق:- والله وصلاة محمد ما هو هاد إلي ببالي.. أنا زعلانه لأنو ما ظل لي رفيقات يزوروني، بكرا زواجهم ما راح يسمحولهم يطلعوا ألا عند أهلهم.
وعلى الرغم من ضيقها لابتعاد رفيقاتها المتزوجات ألا أنها تفهمت موقفهن، فهي بطبعها ذات نفس طيبة، كريمة، ودودة، راضية بما قسمه الله لها طائعة في عباداتها فلا تقطع فرض صلاة وتحفظ الآيات القرآنية عن ظهر قلب، كما أنها كانت على الدوام تذهب كل يوم خميس إلى الجامع لحضور دروس الواعضات في مصلى النساء.
عطاف اشتهرت في الحي بكونها من لمعدلات ذوات الهمة والنشاط الدءوب، تكنس البيت والحديقة والباحة الخارجية لتصل إلى الشارع، تدعك الجدران وتُلمع زجاج النوافذ فتصبح متلألئة بوهج ضوء شعشعة الشمس.. في المطبخ تبدع كطاهية محترفة، وباتت معروفة بالعزائم كأمهر من تنظف الفوارغ وتخيط الكرشات، تتقن سلق الملفوف وحشوه باللحم والأرز، بارعة في إعداد أصناف الكفتة وتقريص الكبة.. صواني الدجاج والبطاطا تُخرجها من الفرن محمرة شهية.
وعلى الرغم من أن جمال عطاف عادي وطولها أقرب إلى القصر لكن لم تكن هناك من تضاهيها بشياكة الأناقة، فوالدها لطالما أوصي لها الثياب من أسواق دمشق، وأحيانا يأخذها معه لتجول بين المحالّ وتختار ما تريد وما يعجبها من تشكيلات فساتين بألوان زاهية وتصميمات موديلات حديثة تلبسها الفنانات والمذيعات اللواتي تشاهدهن بالتلفاز.
عانت عطاف من شعور الوحدة لفترة طويلة، لكنها وجدت سلوتها بجهاز التلفزيون الذي يبدأ بث برامجه في المساء، تنهي جلي صحون العشاء وتنضم سريعا لوالديها في غرفة المعيشة، تستريح بمقعدها الأثير أمام الشاشة تنتظر انتهاء فترة الأخبار لتتابع الساعة الثامنة والنصف مسلسل أبو عواد على القناة الأردنية، تحدق دون أن ترمش بإطلالة الممثلة عبير عيسى وما ترتديه من فساتين جميلة.. تكمل أمسيتها بالانتقال إلى المحطة الأرضية لقناة التلفزيون السوري حيث ينقل على الهواء مباشرة سهرة فنية غنائية، تبهرها المذيعة عزة الشرع بتألقها وطريقتها في تسريح شعرها فتعد نفسها:- لما يجي العيد بدي أشتري فستان متل عبير عيسى، وأقص شعري متل عزة الشرع.
في العيد والدتها تعطيها عيدية نقدية تصل للمئة دينار، إخوانها الكبار يشترون لها الهدايا الثمينة من مصاغات ذهبية ثقيلة ليملئوا عينيها دائما فلا تنتابها مشاعر النقص أو الغيرة.. حتى أبيها سريع الغضب سليط اللسان يتحول إلى رجل وديع معها، فكانت الوحيدة التي بوسعها التأثير عليه وإقناعه بأي أمر. حتى أنه عندما داهمه المرض ورقد في الفراش ينازع الموت قال للجميع:- كل شي إلا عطاف، وصيتكم بنتي، طلباتها أوامر تلبوها.
كذلك حينما توفيت والدتها بين يديها في سيارة الإسعاف وهم بالطريق إلى مستشفى البشير، غمغمت بأنفاسها المُحتضرة:- ميمتي يا عطاف قلتلهم لا حدا يضايقك ويزعلك، ترا بغضب عليهم في قبري.
توالت السنوات سريعة وبلغت عطاف الثلاثين.. تقدم لخطبتها رجال فوق الخمسين بين أرمل ومُطلق، ذات مرة طلبها أطرش فعلقت متبرمة:- قضيت عمري عايشه لوحدي ساكته وبس أتزوج ما في مين يسمعني!
بعمر الأربعين قررت عطاف الامتناع عن استقبال طلبات عروض الزواج من ضحايا القدر أمثالها قائلة:- شو جابرني أتنفس بوجه زلمة مش عاجبني أصلا.
حين كبرت وبلغت الخمسين أصبحت ناشطة نسويه في الجمعيات الخيرية وتشارك بمبادرات مناهضة للعنف ضد المرأة. وفي أكثر من مرة أوقفت زيجات الغصب بعد أن يلجئن الصبايا لبيتها، يشتكين إليها بما يتعرضن له من ظلم واضطهاد ويرجونها أن تعينهن وتساعدهن.. عطاف بدورها تتجه إلى الأهل لدفاع عن حقوقهن وتتفاهم بود ولطف بشأنهن.
في عُمر الستين لبست نظارة طبية وتحولت إلى حائط مبكى لصديقاتها المتزوجات اللواتي يتحدثن معها بأريحية عن مشاكلهن الأسرية وما يكابدنه من هموم بشأن أصهره أزواج البنات وكناين زوجات الأبناء.
إحداهن أتت إلى بيتها ذات يوم غاضبة وقالت بحرد من زوجها:- خلص بطلت طايقه عيشة النكد والقهر معه.. بدي أطلق.. من الصبح طالعه ع المحكمة لأخلعه.
كانت عطاف مسترخية على الأريكة تلوك بفمها الكواجا والفستق الحلبي وهي تتابع بتركيز برنامج وثائقي عن الربيع العربي، شاهدت مقطعا من محاكمة حسني مبارك عبر شاشة التلفاز فالتفتت إلى صديقتها الثائرة :- هلأ بعد أكثر من ثلاثين سنة تذكرتي لتخلعيه!
____________________________________
اعزائي بتمنالكم قراءة ممتعة
بانتظار ارائكم وتفاعلكم

[دنيازادة]

[ام شیماء]

بالتوفيق قلم رائع ويستحق التقدير

[دنيازادة]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام شیماء

بالتوفيق قلم رائع ويستحق التقدير

تسلمي عزيزتي كلماتك شهادة بعتز فيها 😍🌹

[نهى حمزه]

السلام عليكم دنيازاده الجميله احلى فكره انك تنزليهم فى المنتدى هنستمتع بالراحه انا بعيد وازيد براحتى اولا احييكى روعه سرد مبهج ثرى ممتع وعميق ووجد بتمثل المثل الشهير خطبوها اتعززت وفضلت تتعزز حتى اصبح الزواج بعيد المنال لكن مع وجودها فى الجبل لا مجال للوحده فهى اصبحت مرسى للمعنفات والمقهورات فعلا تحفه تسلم ايدك ولو قريتها الف مره لا تزال الحلاوه والمذاق الشهى ينبض فى القلب

[نهى حمزه]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نهى حمزه

السلام عليكم دنيازاده الجميله احلى فكره انك تنزليهم فى المنتدى هنستمتع بالراحه انا بعيد وازيد براحتى اولا احييكى روعه سرد مبهج ثرى ممتع وعميق ووجد بتمثل المثل الشهير خطبوها اتعززت وفضلت تتعزز حتى اصبح الزواج بعيد المنال لكن مع وجودها فى الجبل لا مجال للوحده فهى اصبحت مرسى للمعنفات والمقهورات فعلا تحفه تسلم ايدك ولو قريتها الف مره لا تزال الحلاوه والمذاق الشهى ينبض فى القلب

مش عارفه مين وجد دى بس انا قصدى عطاف السموحه يا دنيتى

[كلبهار]

اولا الف مبروك حبيبتي ان شاء الله بالنجاح والتوفيق
الفكرة جدا جميلة وحبيت قصة عطاف امرأة قوية وصلبة عاشت حياتها مثل ما تريد هي ولم تهتم لكلام الناس
اما وجد فحقها يعني هذا زواج مو لعب اطفال لازم تتأنى وتختار على مهل المال ليس مقياس للزواج ... حبيت الاجواء الدافئة الجميلة ....عاشت ايدج حبيبتي ومنتظرة الباقي بشوق

[دنيازادة]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نهى حمزه

السلام عليكم دنيازاده الجميله احلى فكره انك تنزليهم فى المنتدى هنستمتع بالراحه انا بعيد وازيد براحتى اولا احييكى روعه سرد مبهج ثرى ممتع وعميق ووجد بتمثل المثل الشهير خطبوها اتعززت وفضلت تتعزز حتى اصبح الزواج بعيد المنال لكن مع وجودها فى الجبل لا مجال للوحده فهى اصبحت مرسى للمعنفات والمقهورات فعلا تحفه تسلم ايدك ولو قريتها الف مره لا تزال الحلاوه والمذاق الشهى ينبض فى القلب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
تشريفك وحضورك الاحلى 😍😍 شكرا حبيبتي على روعة تفاعلك المشجع وكلماتك المحفزة بتمنى اكون عند حسن تقديرك وبانتظارك تعقيباتك وخدي راحتك بالاستفاضة ربي يسعدك 💕💕

[دنيازادة]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نهى حمزه

مش عارفه مين وجد دى بس انا قصدى عطاف السموحه يا دنيتى

فهمت عليكي غاليتي💓
واجدة بتكون عمتها عطاف 🤗