❤ مواويل الوجد ❤ * مميزة ومكتملة *

[دنيازادة]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صل على النبي محمد

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد

لا تنسوا الباقيات الصالحات

سبحان الله

الحمد لله

لا إله إلا الله

الله أكبر

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

اللهم صل على نبينا الحبيب سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله ولله أكبر
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

[دنيازادة]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dalia22

السلام عليكم ورحمه الله وبراكاته

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

[دنيازادة]

اعزائي سأقوم بعد قليل بتنزيل موال ليلك💕

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 ( الأعضاء 3 والزوار 1)
‏دنيازادة, ‏Moon roro, ‏يافعية

[دنيازادة]

الموال الخامس 💜 ليلك 💜
من يراها تغادر حي الجبل العمّاني يرجح بأنها طالبة جامعية في سنتها الدراسية الثانية، لكنها في الحقيقة أنهت تحصيلها الجامعي منذ سنوات. والليلة بالتحديد ستطفئ الشمعة السابعة والعشرون من عمرها، بجسدها الضئيل سارت بتؤدة واعية تماما لواقع وضعها، تدرك أن الأوان قد حان ويتوجب عليها توديع مواويل طفولتها التي على الرغم من بساطتها لم يتحقق منها شيء.
في سن مبكر تركز موالها حول أن تعود إلى الدار لتجتمع مجددا مع أبيها وأمها وأخيها.. كانت كلما تكلمت لتفضفض عما يعتمل ويجيش بوجدانها أمام المقربين منها يجفلون لوهلة، ثم يدارون وجوههم للجهة الأخرى كي لا تلمح تكاثف الدمع في عيونهم، يتنحنحون ويواسونها بصوت مثقل بالشجن:- ربنا يتقبلهم شهداء، ويجمعك فيهم بدار جنة الآخرة إن شاء الله.
ليلك لم تكن حزينة بسوداوية على حالها، لم تنتابها يوما أحاسيس الغيرة أو الحسد ممن لديهم أهل.. لم تشعر باليتم الذي يتم تصويره بمبالغة درامية تراجيدية في الأفلام الهندية.. ربما لأن كثيرا ممن أحاطوا بها في الحي الجبلي العمّاني من جيران ومقربين غمروها بمحبتهم ولطفهم، لم يقفل أحد منهم يوما باب في وجهها، جميعهم كانوا يستقبلونها بترحاب، ولهذا لا تنكر ليلك فضلهم عليها، فبطريقة ما ساهموا كلهم بتنشئتها وتربيتها وتعليمها...
شيخ الجامع مدالله العارف كان يعتبرها بمثابة حفيدته، يحرص أن يزورها ويتفقد أحوالها على الدوام، وفي خطبة الجمعة يقوم بتذكير الناس بقول الرسول عليه الصلاة والسلام "أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا، وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما."
الدكنجي أبو عوني حين يشاهدها تلعب في الحارة يناديها ويعطيها مجانا مثلجات البوظة بالصيف وألواح الشوكولاتة بالشتاء.. حتى الشارد صفوان لطالما تجنب إيذائها بسلاطة زلات لسانه ويتستر على فضائحها، بل وأحيانا يدافع عنها ويحامي لها في مناوشات معارك الصغار..
أما الناشطة الاجتماعية الآنسة الأنيقة عطاف كانت مع بدء كل موسم من فصول السنة تهديها حقيبة مليئة بأجمل الفساتين الجديدة، تجلس قربها بود وتنصحها بإرشادات مهمة لتعرف حقوقها وواجباتها، ثم تعظها وتنهاها كي لا تقع في المحظور وخطيئة ما حرمه الخالق عز وجل.
عمها صايل لم تعرف إلا في وقت متأخر أنه ليس عمها، بل ابن عم أبيها.. ورغم أنه كان طول سنوات طفولتها وصيا أمينا عليها، وعلى بيتها الذي ورثته بعد وفاة ذويها، لكن ليلك لم تستطع أن تعتبره كأبيها.. لا يمكنها نكران معروفه، ولا التشكيك بمحبة ساكني الجبل، فالجميع اهتموا بشؤونها وتعاملوا معها كابنة، ألا أنهم بالنهاية ليسوا أهلها.. فلا أحد يعوض الأهل.. ولهذا السبب كانت تشعر بالاستياء من معلمة اللغة العربية في حصة الإنشاء لاختيارها مواضيع عن العائلة.. ليلك تتلكأ بتنبيش حقيبتها، ثم على مضض تخرج دفتر التعبير، مرغمة بمقت تفتحه وكل ما تكتبه لا يتجاوز السطرين، بضع جمل مقتضبة بخط عريض.. وأحيانا تكتفي بوضع العنوان فقط.. رحلة عائلية إلى البتراء.. عيد الأم.. وتترك الصفحة فارغة تماما، لا تعرف ما اَلدَّاعِي لأن تصف عن رحلة عائلية إلى المدينة الوردية مثلا أو احتفالا مبهجا يضم أفراد الأسرة.. ذلك يحدث للذين لديهم آباء وأمهات، أخوة وأخوات، لكن ليس معها، فلا وجود لأفراد أسرتها إلا كظلال أطياف بعيدة في ذاكرتها.. ولهذا كانت تمتنع عن حل الواجب، فهي لا تستطيع التعبير عن أشياء لم تعشها ولم تجربها ولم تفعلها.. لا تمتلك خيال الروائيين لاختلاق أكاذيب منمقة بحرفية يصدقها القارئ.

كانت ليلك بالكاد تبلغ الخامسة عندما قدر لها الله سبحانه النجاة من حادث سيارة مروع على الطريق الصحراوي باتجاه مدينة العقبة الساحلية.. لا تتذكر بدقة تفاصيل الاصطدام الكارثي الذي أودى بحياة أفراد عائلتها في شارع الموت المظلم حيث لا أعمدة إنارة ولا لافتات تحذيرية أو إرشادية.. السفرة السعيدة انقلبت إلى مأتم عزاء وتعاسة أبدية.
أمضت ليلك في المستشفيات مدة طويلة تتعالج من كسور عظام جسدها.. أثناء المأساة عمها صايل وزوجته بقيا إلى جانبها ولم يفارقاها، لاسيما حين قرر الأطباء بتر ساقها اليسرى من فوق الركبة..
بعد خضوعها لعدة عمليات جراحية خرجت من المستشفى على ساق واحدة..

موظفو شؤون التنمية جاؤوا لزيارتها وقدموا اقتراحهم بوضعها في مؤسسة خيرية لرعاية المعاقين الأيتام، لكن عمها صايل رفض بشدة فعل ذلك وقرر أن يتحمل مسؤوليتها، انتقل ليقيم معها في مسكنها بالحي الجبلي.. ميسون زوجته تقبلت التغيير الذي طرأ على حياتها كأمر لا مفر منه، لكنها بعد فترة من العيش المشترك أخذت تعتبر ليلك تعويض إلهي عن طفلتها التي فقدتها بخطأ طبي فادح في مستشفى البشير، ابنتها البالغة ثلاثة أعوام عانت من مغص شديد، ولأيام متعددة راجعوا الطوارئ، الطبيب المناوب أعطى الصغيرة علاجات لم تفلح بتسكين آلامها، بل أزداد مرضها سوءا واسترعى دخولها للعناية الفائقة، ووسط إهمال وتأخير الأطباء بتشخيص حالتها فارقت الطفلة الحياة.. الأمر المريع الصادم تبين لاحقا بعد تشريح الجثة، حيث جاء في التقرير أن سبب الوفاة انفجار الزائدة الدودية.
محاولات ميسون بالإنجاب من جديد فشلت، ولهذا وجدت باليتيمة ليلك سبيلا لتكون أم بديلة..
ليلك بالمقابل في البداية كانت محايدة بمشاعرها اتجاه ميسون فلم تنظر لها كأم حنونة ولا زوجة عم شريرة.. لكنها احترمتها وقدرتها كثيرا لاسيما حينما تسمعها وهي تمتدحها أثناء استقبالها للجارات زائرات الصباح:- ليلك الله يرضى عليها ما بتغلبني أبدا، بنت مؤدبة رقيقة وبطبعها نشيطة، ما شاء الله عنها نظيفة ومرتبه بتعرف كيف تهتم وتعتني بحالها.
ليلك منذُ أن قامت بتركيب طرف اصطناعي لساقها اليسرى بدأت فعليا تعتمد على نفسها، دربت حالها كي لا تتكل على أحد، فتعلمت ارتداء ملابسها والاستحمام لوحدها.
في الصباح تستيقظ قبل رنين المنبه، تضع المرهم المرطب حول منطقة البتر وتلفها برباط طبي لمنع حدوث التهابات وتشققات جلدية، من ثم تقوم بإضافة الطرف الاصطناعي بلا مساعدة.. حينذاك تستطيع أن تغادر السرير، تتجه إلى الحمام فتغسل وجهها وتنظف أسنانها وتمشط شعرها.. تمشي إلى المطبخ فتحضر كوب الحليب الدافئ وتشربه أثناء إعدادها لشطيرة اللبنة والسنيورة. بعد ذلك تحمل حقيبتها المدرسية فوق ظهرها وتخرج من البيت بلا ضجيج، تسير بحذر في الطرقات وتحلم أن تركض كما زميلاتها الطالبات في ساحة المدرسة.

بعد بضع سنوات ومع التطور التكنولوجي والتقني تمكنت من استبدال طرفها القديم بساق اصطناعية حديثة أكثر مرونة.. فرحت ليلك كثيرا بطرفها الذكي وظنت أنها تستطيع ممارسة هواياتها ونشاطاتها بسهولة وحرية، باتت قادرة على التحرك بخفة في كل الاتجاهات، تسير، تدور، ترقص، تقفز.. اعتقدت أنها ستتمكن أخيرا من تحقيق إحدى مواويل أحلامها فتصبح لاعبة كرة سلة.. تقدمت للإدارة بطلب من أجل الانضمام إلى فريق المدرسة. المديرة أحالت القرار للمرشدة التي ترددت ونصحتها بحلم متاح سهل المنال، حاولت إقناعها مرارا وتكرارا صرف النظر عن طموحها بأن تكون بطلة في الرياضة، أرادت منها الانتساب إلى هواية لا تتطلب بذل جهد بدني، ولا تعتمد على اندماج روح الفريق، ولهذا وجهتها بإصرار لاختيار المطالعة وقراءة الكتب كهواية تملأ فراغها وتلهيها عن شجونها، بل وحثتها على إلقاء الشعر وكتابة الخواطر.. لكن ليلك لم تحبذ هواية تركيب الحروب والكلمات، سيما وأنها متواضعة القدرات لغويا ولا تمتلك القواعد الأساسية لمهارة فن الكتابة، لها أخطاء إملائية فادحة، ولا تعرف موقع الهمزة في الكلمة، كما تعجز عن استخدام الطباق والجناس والتشبيهات المجازية، وكثيرا ما تفوتها البلاغة بمعناها النحوي والمعجمي والأدبي..
قبلت المرشدة انضمامها لنشاط رياضي..
معلمة الرياضة رحبت بها وأثنت على شجاعتها وحماسها، واظبت ليلك على الالتزام بحضور حصص التمارين، فغدت بمثابرتها بارعة بالتسديدات القوية، ألا إن زميلاتها لم يتقبلن وجودها، رفضن أن تكون بينهم لاختلافها.. أغلبهن كن ينتهزن كل فرصة لنعتها بالمعاقة، حاولن إقصاءها عن المباريات بحجة عدم استطاعتها الالتحاق بتمريرات الكرة أثناء هجمات اللعب.. ليلك استنكرت اتهاماتهن الكيدية، فطرفها الاصطناعي الذكي لا يؤخر حركتها وتجري بسرعة، لكن الطالبات بالمدرسة استمروا بالتنمر عليها ونبذها وصدها.
ذات مرة قالت تتوعدهم:- بكرا بتشوفوا، راح أصير بطلة في لعبة كرة السلة.
ضحكوا ورددوا باستهزاء:- إنتِ يصير عندك بالأول ساقين طبيعيتين متلنا وأمشي اعتيادي.

يومها رجعت ليلك إلى البيت غاضبة، دخلت غرفتها وقد انهمرت من عينيها سيول دموع القهر والعجز.. خلعت الطرف الاصطناعي ورمته في الركن المظلم.. أخذت تراقب عن كثب الجزء الفارغ المفقود من جسدها، بقيت تتفقد منطقة البتر كلما غفت مساءً واستيقظت صباحا، ولمدة طويلة انتظرت أن تنمو ساقها المقطوعة، أملت بحدوث معجزة.. لكن ساقها لم تنمو لتقفز بها نحو حلمها، وحينها عرفت ليلك أنها منذورة لمواويل الأحلام المستحيلة.

حضرت ركين لزيارتها وأصرت على انتزاعها من انطوائية حردها قائلة:- هيك بدك أضلك حابسه حالك عشان نتفت حكي من بنات سخيفات مكيودات.. لا تكوني حساسة زيادة.. أعملي متلي وطنشيهم، أي أنا كل مره بطلع ع نشاطات مسرح المدرسة بسمع منهم كلام بسم البدن بس فشر يأثروا فيي.. والله ولا بعبرهم.. هذا كله من غيرتهم.. قومي يلا عاد.. قومي وشوفي شو عملك أخي نيار.
- شو بدو يعملي يعني؟
- قومي وشوفي بعيونك..
تابعت ركين:- مبارح أخي استفقدك.. سألني وينها ليلك عنك؟.. ليش ما بتيجي وتريحنا من نقك؟.. عجبك هيك.. قال أنا نقاقه!!.. ليش وليش طلبت منه يسمعلي دوري بالمسرحية اللي بنحضرها عشان احتفال المدرسة.. حضرتوا زوّغ وقال مشغول عنده أبحاث لمحاضراته ومراجعات لمخطوطات هندسية.. بس لما حكيتلوا عن اللي صار معك كتير أنزعج لزعلك.. قام وجهزلك مفاجئة.. أما شو مفاجئة يا ليلك.. كتير كتير راح اتحبيها.

وقفت ليلك في الحديقة الخلفية لدار مبهورة لا تصدق ما فعله نيار من أجلها، بالفناء ثبت فوق الجدار لوحة تحتوي على حلقة معدنية مستديرة يلتف ويتدلى منها شبك.
رمى نيار نحوها كرة لونها برتقالي بخطوط سوداء. التقطتها ليلك بسهولة والدهشة ما زالت تعتلي قسمات وجهها.. خاطبها بلطف:- وهيك يا ليلكتنا صار إلك مكان بتدربي فيه براحتك وقت اللي بدك لتصيري أمهر لاعبة كرة سلة.

********************

تشجيعا لأخته ركين وليلك وعدهما نيار بعد انتهاء امتحانات الثانوية العامة باصطحابهما معه في رحلة إلى العقبة قام بتنظيمها الطلبة في الجامعة.
لكن وقبل يوم واحد جاء لركين اتصال من المركز الثقافي الملكي حيث كانت قد سجلت طلبا للمشاركة في نشاطات المسرح الصيفي، سريعا اتخذت قرارها بعدم الذهاب إلى رحلة الجامعة لكي تلتحق بحلم التمثيل على المسرح.
ليلتها نشب خلاف في الفناء الخارجي عند العتبات، سألت ليلك باستهجان:- كيف يعني ما بدك تروحي الرحلة؟
هزت ركين كتفها بلا اكتراث تجيب:- هذا اللي صار.. عندي الأولوية لتمثيل.
- بس أنا جهزت حالي، وبنتظر هالطشة من زمان.

- ما راح افوت فرصتي بالتمثيل ع مسرح المركز الثقافي الملكي.

- الرحلة كلها ثلاث أيام.

- مخرج المسرحية خلقه ضيق، نرفوز وما بيعطي أعذار.. إذا غبت مرة عن التدريب بجيب غيري فورا.
نفثت ليلك أنفاسها وأخذت تفكر متذمرة بصوت مرتفع:- ما إذا حضرتك ما أجيتي الرحلة معناها انلغت روحتي ع البحر لانو عمي صايل وافق عشان أنتي معي.
هزت ركين كتفها:- خيرها في غيرها.. الرحلات جايات.
- وهيك كمان أدوار التمثيل.

- لاااا غلطانه.. الدور اللي بروح صعب ألاقي بداله،

تأففت ليلك وباحتقان تساءلت:- كيف بدنا انحلها؟

تبادلتا النظرات، اخذتا تتفاهمان بصمت عن طريق رموز الإشارات ذات المغزى.

فجأة زعقت ركين:- ما بدي أطلع الرحلة.

- غصب عنك بدك تطلعي الرحلة يا ركين.

- مش رايحه.. وفرجيني شو بدك تعملي يا ست ليلك.

تعالى انفعال صراخهما، استشاطتا بالغضب وتصاعدت حدة عباراتهما المتراشقة إلى ما يشبه الردح.. صفوان ظهر من منعطف الزقاق فكان أول الحاضرين لمواكبة تطور الخناقة.. بحلق بهما بعينين متسعتين بالحيرة.. التزم السكوت فلم يعلق أو ينبس بحرف، اكتفى بمراقبة المشهد كمن يتابع استعراضا كرنفاليا.
أضيئت الأنوار في غرف البيوت المعتمة التي ينام أهلها بعد صلاة العشاء، نوافذ الجيران فُتحت لاستطلاع ما يجري.. الآنسة عطاف نهرتهم:- استحوا.. عيب يا بنات تتهاوشوا.. يلا أنضبوا.. كل وحده تفوت ع بيتها.
لكن ركين وليلك رفضتا الامتثال، استمرتا بالشجار اللفظي الذي اتجه لمنحنى العنف مما استدعى تدخل الأهل لفض اشتباك الأيادي..
الشيخ مدالله العارف وقف في باب الجامع يستغفر ويلقى موعظة عن حكم الدين في النساء اللواتي يرفعن أصواتهن.

لتهدئة الاحتدام وإيقاف فضيحة العراك تقبل صايل عم ليلك أمر ذهابها إلى الرحلة الجامعية دون شرط مرافقة ركين.. بضيق وإحراج تكلم يعتذر للجميع بصوت جهور:- آسفين يا جيران.. لا تواخذونا أزعجناكم بهالليل.. حقكم ع راسنا من فوق.

أم نيار بلهجتها اللبنانية أنبتهما معاتبة:-جرصتونا قدام الناس.. يا عيب الشوم.. ما بصير هيك تتقاتلوا.

وافقتها ميسون وعلقت باستغراب:- طول عمركم أعز من الخوات، كل وحده منكم مستعدة تستغني عن اللي إلها عشان تبسطوا بعض.. بالحارة كلها ما في متلكم صحبه.. عين وصابتكم.. الله يحميكم ويبعد عنكم شر الحاسدين.

- استهدوا بالله.. يلا يا أمامير يا حلوات صفوا قلوبكم واتباوسوا.

تقدمت الفتاتان من بعضهما وتعانقتا.. دلفتا إلى الداخل وكل منهما تهمس بأذن الأخرى.
- وليه ليلك طلعتي شاطره بالتمثيل!

- وقت لزوم بعجبك.

عندما التفتا وجدتا قبالتهما نيار بطوله الفارع واقفا مكتفا ذراعيه فوق صدره، بادرهما بغضب مكتوم:- انتو بخططكم ومؤامرات اتفاقياتكم ممكن تقتلوا القتيل وتمشوا بجنازتوا.

- نفسي مره وحدة يا أخي ما اتكون فكرتك عنا صح.

نكزتها ليلك:- بدل ما اتكحليها.. عمتيها.

وعت ركين لخطئها فاستدركت سريعا:- ييي ييي قصدي فكرتك عنا غلط.. غلط.

اندفعت إلى غرفتها تتهرب من الموقف تاركه ليلك تبرر:- والله وصلاة نبينا محمد ما احنا شريرات ولا خبيثات.

استرسلت تعبر بصوت هادئ:- كل لحكايه وما فيها إني زهقانه بهالعطله الصيفية، أنا متل مبتعرف لا طلعه ولا طشه، ما عندي منفس إلا أتمشى حولين دواير الحديقة أو انتظر بنات الجيران يتجمعن بعد العصر لنقعد فوق السطح.. ولهيك بدي أغير جو ومصره أطلع رحلة الجامعة.

انفكت عقدة جبين نيار، أرخى ذراعيه على جنبيه وقال بلطف:- والله بعرف ما في أطيب منك يا ليلك.. خلص كوني جاهزة الصبح بدنا نطلع بكير.

حذرها مبتسما:- لا تروح عليكي نومه.

- ليش مفكر النوم بدو يجيني.

أردفت بتنهيدة:- نفسي أشوف بعيوني البحر يا نيار.

- راح اتشوفيه بعيونك وتسمعي صوت الموج وتمشي على رمل الشط جنب البحر.

- يمكن صعبه أمشي عالشط جنب البحر.. بلكي غرزت ساقي الاصطناعية بالوحل ووقعت وغرقت.

- لا تقلقي ما بتغرقي.

هزت رأسها مؤكده له:- أي أنا بغرق بشبر مي، مابدي أغرق ببحر.

- ووين أنا عنك!

- بدك تنشغل مع اصحابك وزميلاتك، فأكيد ما حتكون فاضيلي.

- اطمني حكون فاضي أشغال لحضرتك.

نظرت إليه متمتمة بصوت يختلج بالتأثر:- ياالله أديشك منيح.

- ليش أحنا عنا كم ليلك؟

ردت بخفة:- ليلك وحده.
أضافت ضاحكة تسخر من نفسها:- وما بتملك إلا ساق وحده.

__________________________

أعزائي بانتظار لايكاتكم وتوقعاتكم
يا ترى كيف حتكون أجواء الرحلة الجامعية؟

[الاوركيدا.]

شكرًا لك وبارك الله فيك

[دنيازادة]

😍😍😍😍😍
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 16 ( الأعضاء 3 والزوار 13)
‏دنيازادة, ‏احب القراءه, ‏نهى حمزه

[نهى حمزه]

السلام عليكم ورحمة الله رائعة الجمال ليلك وركين عسل جدا صداقه عميقه اما عن نيار فهو الداعم لاحلامهم البسيطه وليلك وحادثه بشعه لكن سبحان من سخر لها اهل الجبل فعلا مجتمع ساحر بكل تناقضاته لكن الخير فيه غالب تسلم ايدك تحفه تحفه

[نهى حمزه]

حلو قوى مشهد الخناقه ههههههههههههههههه

[دنيازادة]

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 15x( الأعضاء 2 والزوار 13)‏دنيازادة, ‏الاوركيدا.

[دنيازادة]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الاوركيدا.

شكرًا لك وبارك الله فيك

الشكر موصول لك وبهمني اعرف رأيك بالمواويل