آخر 10 مشاركات
598 - حين يتحطم القلب - ريبيكا ونترز ( أنت قدري ) - ق.ع.د.ن (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          قـيد الفـــيروز (106)-رواية غربية -للكاتبة الواعدة:sandynor *مميزة*كاملة مع الروابط* (الكاتـب : نورهان عبدالحميد - )           »          رواية قصاصٌ وخلاص (الكاتـب : اسما زايد - )           »          الفجر الخجول (28) للكاتبة الرائعة: Just Faith *مميزة & مكتملة&روابط اخف* (الكاتـب : Andalus - )           »          حب في عتمة الأكــــــاذيب " مميزة و مكتملة " (الكاتـب : Jάωђάrά49 - )           »          عيون حزينة (1) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة قلوب حزينة (الكاتـب : mira24 - )           »          مهجورة في الجنة(162) للكاتبة:Susan Stephens (كاملة+الرابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          594- فراشة الليل -روايات عبير دار ميوزيك (الكاتـب : Just Faith - )           »          319 - زواج غير تقليدي - راشيل ليندساى - احلامي (اعادة تنزيل ) (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree1139Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-10-17, 06:18 PM   #4841

seham26
 
الصورة الرمزية seham26

? العضوٌ??? » 106537
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 1,064
?  نُقآطِيْ » seham26 has a reputation beyond reputeseham26 has a reputation beyond reputeseham26 has a reputation beyond reputeseham26 has a reputation beyond reputeseham26 has a reputation beyond reputeseham26 has a reputation beyond reputeseham26 has a reputation beyond reputeseham26 has a reputation beyond reputeseham26 has a reputation beyond reputeseham26 has a reputation beyond reputeseham26 has a reputation beyond repute
افتراضي


تسجيل حضور فى انتظارك

seham26 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-10-17, 06:31 PM   #4842

rontii

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية rontii

? العضوٌ??? » 289729
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 20,876
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ﻻ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
افتراضي


الفصل السادس والثلاثون


.. لاتخون !!! ..


ارشد مأمون هارون نحو المكان المطلوب ...
وتصلبت ملامحه بجديه بهذه الاثناء فحياه قدر بخطر وعليهم انقاذها فوراً ...
بينما التقط علي الجهاز اللاسلكي و طلب من سيارات الشرطه خلفهم ان تتمهل ...
ويغلقون صوت التنبيهات حتى لا يثيروا ذعر افراد العصابه ....
توقفت سياره هارون بمكان مخفي عن الاعين ..
واستدار بجسده نحو مأمون وارتفع حاجبه عندما رآه يُعد سلاحه ...
فقال مأمون وقد ظهرت صف اسنانه بابتسامه عريضه :- انه سلاح مرخص حضره الضابط ...!!!!! انه ضروره لاحمي نفسي ..
لم يبدو على هارون انه قد صدقه ..
ايصدق رجل مافيا ؟؟!!! ...
فأردف مأمون صادقاً بتسليه :- والله ...
تأفف هارون بضيق ...
ما يجعله يصمت انه قدم لهم العون عده مرات من قبل ...
وبعض الامور الجيده التي يسمعها عنه في حيِه بعض الاحيان ..
والمساعدات التي يقدمها للاطفال المتشردين ومن بينهم لالين ..
وإلا ماكان ليثق به ابداً ..
هذا الرجل يثير به الحيرة دوماً ..
لانه بالطبع لن ينسى مافعله بهدير عندما اذاها في تلك الفتره ..
لهذا يبدو له مأمون رجلاً غريب الاطوار بتناقضاته ..
ويعجز ان يفهم بما يفكر ..
تنهد هارون ثم اشار بذقنه نحو ساقه ..
وقال :- ربما من الافضل ان تبقى هنا .. لن تستطيع التحرك بساقك المصابة ..
همس مأمون :- لا تقلق .. استطيع تدبر امري ...
ترجل هارون من السياره ..
ثم قبل ان يغلق الباب انخفض بجذعه ..
قائلاً بجفاف :- شخص مثلك .. لن يثير قلقي اطلاقاً ...
==========
صعد علي مع بعض الرجال ليطوقوا سطح السفينة وبعض الرجال حاصروا السفينة من كل جانب في الخارج ..
دخل مأمون وهارون لداخل السفينة ..
واشار مأمون باصبعه :- غرفه العمليات من هذا الاتجاه .. ستذهب منه وانا سألتف للجانب الآخر حتى لا اسمح لأحد بالهرب .. ولكن بسرعه قبل ان يأذوا قدر ...
رد هارون متهكماً :- امرك حضره الضابط .. هل لديك اوامر اخرى ؟؟!
تنهد مأمون بإستياء من هذا الضابط الذي يركز على كل تفصيله يقوم بها بدقه ملاحظته منذ البداية ...
داهما المكان وشاهدا الطبيب وقد كاد يغرس اول ابره للجسد المستلقي على الفراش ..
ولكنه انتفض بذعر عندما شعر بأحد ما يقتحم المكان ويدفع الباب بقدمه ليُصدر صوت صرير مزعج ...
استدار الطبيب بإرتعاش هز اطرافه ..
ولم تخفى هذه الصدمه عن مقصود وبضعه رجال آخرين بالداخل من هذه المفاجأه ..
القوا اسلحتهم فور ان قصف بهم هارون بصوته واطلق عده عيارات للسقف بسلاحه ..
قائلاً بصوته الجهوري مشدداً على كلماته المعهودة بهذه المواقف :- شررررطه .. القوا استلحتكم وانبطحوا ارضاً وايديكم خلف رأسكم حالاً ..
نفذ الجميع الأمر باستسلام والقوا اسلحتهم للأمام ..
وجثوّا على ركبهم عاقدين ايديهم خلف رأسهم ..
اثناء اقتحام بعض رجال الشرطه للمكان وبدؤوا بتقيديهم ..
و مقصود هو الوحيد الذي لم يخضع ..
انتفض على قدميه دافعاً الشرطي الذي حاول تقييده ..
بعد ان مثل الخضوع وتناول سلاحين من امامه ..
وبدأ يطلق عده عيارات عشوائيه حتى يستطيع الهرب ...
ولكنه ادرك انه لامجال للفرار ابداً عندما بدأ صوت تنبيه السيارات في العمل في الخارج ...
مما يعني ان الشرطه تحاصر المكان ...
لهذا هذه فرصته الأخيرة ليتخلص من مأمون وينتقم لأخيه المغدور ...
وليحدث ما يحدث هو لن يهتم ...
رأى هارون بعينيه الثاقبتين مقصود يوجه سلاحه نحو مأمون بنيه واضحه لقتله ..
فانقض على مأمون دافعاً اياه ليتدحرجا معاً على الأرض ...
واضطر ان يطلق على مقصود ليعيق حركته ..
انتفض هارون واقفاً وقبض على مقصود مكبلاً ذراعيه خلف ظهره ليضع له الاصفاد ويدفعه ببعض العنف لاحد رجال الشرطه ...
وفي هذه الاثناء دخلت نقاله سياره الاسعاف وماهر يعدو خلفهم ...
وقد شاهد بعض رجال الشرطه يُخرجون المجرمين للخارج واحداً تلو الآخر بمساعده هارون ...
اتسعت حدقتيه ليروعه رؤيه جسد لالين المسجي على السرير الذي يشبه سرير المشفى ولكنه قديم جداً ...
وتلك الاجهزة حولها تبدو ملوثة وقديمه ...!!!!!!
اندفع نحوها ليتحسسها يحاول استكشاف مافعلوه بها دون جدوى ..
لا يوجد اي اثر لما فعلوه ...
لا يوجد ....!!!!
ويصرخ بجنون :- ماذا فعلوا بها ؟؟!!!
اكتنف وجهها البارد بين كفيه وهو ..
يهمس بصوت ملتاع :- لالين ارجوكِ استيقظي .. لا تفعلي ذلك بي ... اعدك ان افعل كل ما تريدين ولكن استيقظي ....
نظر بجانبه ورأى رجلاً يرتدي مئزر ابيض و يجثو على ركبتيه ويجهش بالبكاء ...
ومعصميه مقيدين امامه ..
خمن انه الطبيب الخارج عن القانون ..
انخفض الى مستواه وقبض على مقدمة قميصه يهزه بقوه ...
وصرخ به :- ماذا فعلت بها ؟؟؟!!
همس الطبيب بذعر يقول كل ما يعرفه ليبرئ نفسه :- اقسم انني لم افعل شيئاً .. كنا سنأخذ القليل من نقي عظامها فقط .. ولكن الشرطه داهمت المكان .. اما كليتها المفقوده فقد باعها مقصود منذ سنوات لا علاقه لي والله ..
ماذا ؟؟!!!
كليتها المفقودة ..!!!
كليتها المفقودة ...!!!
باعها منذ سنوات ... !!!
ما هذا الهراء الذي يقوله معدوم الضمير هذا ؟؟؟!
اي كليه مفقوده ؟؟!
شحب وجهه بدهشه بينما ربت هارون على كتفه حتى يسانده ...
وهمس بخفوت :- ستكون بخير لقد استطعنا انقاذها باللحظه الأخيرة الشكر لله ...!!!!
وكل شيء سيكون على ما يرام لا تقلق ... كل شيء سيتحسن بمرور الوقت ...
نعم ...!!!
لقد انقذوها ... !!!
انقذوا جسدها من الانتهاك من الالم والعذاب ... !!!
والموت ...!!!!!!
ولكن من سينقذ روحها وكيانها هذه المره ؟؟!!
من سيعالج جروحها النازفة ؟؟!
هل ستقبل ان يبقى بجانبها بعد كل ماحدث ؟؟؟!!!
ان يمد لها يد العون كما فعل من قبل .. !!!
ام انها ستصده لانه خذلها ..!!!!!!
الصغيرة بالكاد استطاعت ان تتماسك وتقف على قدميها ...
وتستجمع شتات روحها وقلبها وتبني شخصيتها الجديدة ...
انها ليست بتلك القوة التي تحمي بها نفسها ...
هو ادرى بها وبتفاصيلها ...
خلال اشهر قضاها معها اصبح يفهمها ويفهم لغتها ..
ويدرك بعد انها لم تتغلب على ضعفها وعدم ثقتها بنفسها ...
ارادها ان تسافر قليلاً مع والدتها حتى تتنفس و لا يضغط عليها ...
و تسائل ...
ان كانت هذه الحادثه ستجعلها تسقط مجدداً ؟؟!! ..
ام تنهض بقوه ؟؟!!! ....
القى للسرير نظره متألمه ووجده فارغاً وعلم بأنهم اخذوها لسياره الاسعاف ..
وتبعهم ليبقى بقربها ويفحصها ويفحص تنفسها وذلك المخدر الذي خدروها به ..!!!!!
=========
تنهد هارون بأسى عندما غادر ماهر مكسوراً ...
لقد كُسِر لما حدث للالين وقد كاد ان يفقد عقله عندما رأها بحالتها تلك ...
ولا يلومه على ذلك ابداً ..
خاصه انه شعر بشعوره وربما اكثر عندما عثر على هدير بعد ان اختطفت ....
وقلبه لن يتحمل ان يتكرر ذلك .....!!!!!!!!
نظر لمأمون الذي يتلوى على الارض من الم ساقه ..
فتقدم منه بخطوات صلبه ومد له ذراعه بصمت ...
يتحاشى التفكير بالماضي ...
حدق مأمون متحفزاً لكف هارون الممدوده له ...
ولا يعلم لما جائته فكره ان يغدر به كما يغدر به جميع من حوله ...
كريم هو الوحيد الذي اثبت له اخلاصه ...
ربما لانهما كانا معاً منذ الصِغر بقيا معاً في ذات الملجأ القذر الخاص باللقطاء ...
على الاقل الايتام كان لهم دار رعايه خاص بهم ..
ولكن هو وكريم لم يحصلا هذه الرفاهيه ...
قال هارون بجلافه :- هل سأبقى هكذا طويلاً ؟؟!! اظن بأنك ترى جيداً انني امد لك يد العون ... رغم انك لا تستحق ..
مد له مأمون يده بلا تردد ليسحبه هارون ويثبت ذراعه خلف عنقه ...
ويقول ساخراً :- إن كنت لا تراني استحق .. لماذا تساعدني اذاً ؟؟!!!
رد هارون بإقتضاب دون ان ينظر اليه :- وظيفتي هي حمايه الناس ...
خرجا من هذه السفينه المشؤومه التي اصبحت تحت عهده الشرطة لفحصها ..
و شعر مأمون بقبضه تعتصر قلبه وقد تذكر الفتاة السمراء وهي تمد له يد العون ...
ولكنه خذلها ...!!!!
نعم خذلها من اجلها ..!!!!
ويشتاق اليها ..
هاهو قلبه يبدأ يحترق شوقاً لها ولم يمضي الكثير على مغادرتها إياه ....
ويعلم انها لن تعود اليه ابداً ...
ولكن هذا ما يجب ان يحدث ...!!!
هكذا يستطيع ان يطمئن بأنها ستكون بخير ...
ترك هارون مأمون عند سياره الاسعاف الاخرى ...
وبدأ المسعفون يفحصون جرحه دون الحاجه لأخذه للمشفى ...
رأى هارون الجرح وعرف بفطنته انه جرح رصاصه يبدو حديثاً ...
عقد حاجبيه وتذكر تلك الفوضى التي رأها في منزل مأمون ...
و سأله هارون ببرود :- مما اصابك هذا الجرح ؟؟!! الا ترغب ان تشتكي على احدهم ؟؟!!
رد مأمون بهدوء :- لا شيء مهم .. ولا يوجد من اشتكي منه ..!!!!
التمعت عيناه ينظر لهارون ...
ويردف بتسليه :- يا حضره الضابط ...!!!
رد هارون ساخراً :- بالطبع تفضل اخذ ثأرك بنفسك ...
صمت مأمون ولم يجب لان هارون مُحق هو يفضل اخذ ثأره بيديه ...
وعندما يحصل على الدليل سيسلمه للشرطه ويغادر البلاد ...
بلل هارون شفتيه ولم يقاوم فضوله ليسأله بلا تردد :- غريب جداً ..!!! لماذا تساعد المتشردين ؟؟!!! بالرغم ان الجميع يعرفون واجهتك ومن تكون ..!!!!
مالت شفتي مأمون بإبتسامه ..
كان بإمكانه ان يرواغ ويخبره ان الجميع يقدمون الخير وانه عمل صالح يحسب له ...
وليس حصراً على احد معين ...
ولكن اراد ان يرمي له الطعم كما رماه لزوجته وهما الاثنان سيركبان الاحاجي معاً لتظهر حقيقه نسبه وعائلته للسطح ...
هو منذ زمن لم يعد يريد البقاء بالظل كرجل المافيا الذي يتلقى الاوامر وينفذها ...
تحديداً بعد ان اكتشف حقيقه عمه وقتله لوالديه ...
لقد كان راضياً ومقتنعاً بحياته الهادئه الرتيبه ...
ولكن الآن سينتزع حقه انتزاعاً من اعماق الجميع ...
ويحصل على ماهو له و من حقه ...
هو يريد الخروج الى النور ...
يريد الثأر من خاله وعمه ...
وكلاهما سيفقدان عقلهما ان ظهرت الصله التي تربطهما به ويشعران بالعار منه ...
بعد ان ينتهي هيجان الحرب التي سيفتتحها بنفسه سيعود لتلك الفتاة السمراء ليأخذها معه ...
لن يتركها لاحد مهما كان ...
ان خرج سالماً من الحرب بالطبع ...!!!!!
انهى المسعف تضميد جرحه ليمد مأمون ساقه ويريحها على سرير سياره الاسعاف ...
نظر له هارون ينتظر جوابه ولم يرد ان يسأله مجدداً ...
وقد قرأ بخبرته بعض الالم الذي انجرف من عينيه ..
أما مأمون فقد ظهرت فجأه صورته وهو طفل يهيم بالشوارع ويحتضن جسده الضعيف بذراعيه المرتعشتين من البرد ..
ينهب الثلوج ومعدته تصدر صوتاً لان يرحمها ويعطيها بعض الطعام دون ان يستطيع تلبيه ندائها ...
بخفوت وصوت حاول ان يكون بارداً غير مهتماً ..
قال :- ربما لأنني كنت مثلهم من قبل .. عندما حصلت على المال لم ارد منهم ان يجوعوا يوماً كما جعت ولا يجدون الطعام ... لم ارد ان يشعروا بالبرد كما شعرت دون ان يعثروا على ما يمدهم بالدفء ...
بالكاد ابتسامه ظهرت على شفتيه ...
ليقول بحبور :- رؤيه ابتسامتهم بعد ان اساعدهم تنسيني ....
قطع جملته وقد كاد ان يتهور ويقول " الم الماضي " ...
لن يسمح ابداً لهذا الرجل ان يرى ضعفه ويشمت به وبماضيه ....
الماضي لم يعد موجوداً والالم اختفى وبرء الجرح ...
كرر بداخله ..
لا يوجد الم ...!!!
لا يوجد الم ...!!!
ولكن هارون فهم من إيماءات جسده ومحاولته اخفاء مشاعره الحقيقية ..
وعرف انه هذا الرجل يتجرع المرارة والعلقم منذ الصغر ..
طفلاً بريئاً لا حول له ولا قوه ...
اردف مأمون بقوه :- ولكن في يومٍ ما قرر عمي مشكوراً الاعتناء بي وإسداء المعروف ولكنه بالطبع لم يعترف بي كابن اخيه .. وعرفتُ فيما بعد ان لا احد يقدم المعروف بلا مقابل ...
نهض عن السرير في سياره الاسعاف واشار بيديه لجسده ...
قائلاً بسخرية :- هذا هو الثمن الذي كان عليّ ان ادفعه .. الرجل الذي تراه امامك ... تربيه عمه ...
وقد حوله لهذا الرجل المسخ ...
رجل مافيا يقتل بكل دم بارد ...
وينهب الناس اموالهم واملاكهم ...
إلى ان بدأت هذه الغمامه تزول ببطء عن عينيه ...
ليدرك بأنه رجل يستطيع اختيار طريقه بإرادته ...
ليس كما يريد عمه ...
بل كما يريد هو ...!!!!!
عقد هارون حاجبيه بضيق ولم يكن يعلم ان مأمون كان مشرداً ...
معلومه جديده تضاف إلى عقله ...
آلمه كثيراً ان يمر بكل هذا الاسى ...
ولكن لا شيء من هذا يشفع له كل اعماله السيئه التي قام بها وقد كانت بإرادته ..
حتى وان بدأ في مساعدتهم لتغليف جميع افراد العصابة ...
فذنبه كبير ....
قد لا نستطيع اختيار البداية ولكن بالتأكيد بإمكاننا اختيار النهاية ...
ومن الواضح ان مأمون قد اختار نهايته التي لن تعجب عمه ...
ربما مأمون لم يشرح له تفاصيل الالم والوجع الذي مر به وحاول اخفائه عنه لكبريائه ..
ولكن الوجع تدفق في عينيه ليقرأ حزنه ككتاب مفتوح ...!!!!!!
==========
كانت سلطانه تجلس بين فيروزه وهدير ...
قبضت فيروزه على كف سلطانه تربت على ظاهره تواسيها ..
وقالت بشفقه :- هدير ضعي المزيد من الكالونيا .. ضعي .. ضعي ... انها تكاد تفقد وعيها مجدداً ...
وضعت هدير بعض الكالونيا على راحه كفها وقربته من انف عمتها المنهارة وكادت ان تموت بعد اختفاء لالين فجأه دون ان تعرف إلى اين ذهبت ابنتها .. ؟؟؟!!!
وقد فقدت عقلها خشيه ان تضيع مجدداً ويُعيد التاريخ نفسه ...
بينما الناس في المطار بدأت تتجمع حولها بنظرات مشفقه ..
واتصل احدهم على اخر رقم في هاتف عمته ليخبر ماهر عن انهيارها ..
و عاد اليها ماهر مجدداً بعد ان اوصلهم للمطار بنفسه واطمئن عليهم ...
همست سلطانه بتحشرج :- لا استطيع التنفس .. ابنتي .. اريد ابنتي ....
ارادت ان تكون قويه من اجل ابنتها عندما تأتي ولا تحزن لرؤيتها هكذا ..
ولكنها لم تستطع ..!!!!
لم تستطع ..!!!
خشيت ان ابنتها لن تعود كما لم تعد من قبل ...!!!!
هبطت دموعها وبدا صوتها مختنقاً قطع قلب كل المتواجدين معهم ...
وهم عاجزون عن فعل اي شيء ...!!!!
اي شيء ...!!!!!
عندما قالت :- اعيدوا لي ابنتي .. اعيدوها لم اشبع منها بعد .. لم اشبع ...
لم تتمالك هدير نفسها لتنزل دموعها ببطء ..
لا تصدق ان هذه المرأه الحنونه وذات القلب والروح الرائعه هي اخت والدها الظالم ...
اجفلت عندما ربت ثائر على كتفها في نفس الوقت الذي بدأ صوت هاتفها يعلو بإتصال ما ..
وهمس :- اذهبي وتحدثي في الهاتف قد تكون اخبار مهمه بشأن لالين ... سأقيس لها الضغط واعطيها بعض المهدئ حتى تنام وتنسى الالم قليلاً ...
ولم تمانع سلطانه من حقنه لها بالمهدئ حتى تنام وتدخل بغيبوبتها المؤقته ...
ان تطلب الامر هي لا ترغب حتى ان تفتح عينيها مجدداً ...
ان لم ترى ابنتها مره اخرى هي لا تريد العيش ...
ربما تحملت الم اختفائها في الماضي ولكن الآن هي لن تستطيع ان تتحمل وتصبر ...
لن تستطيع ...!!!!
اومأت له هدير بصمت ..
ونهضت لتجيب على الهاتف في احد الزوايا ...
وهمست :- ما الامر يا برهان ؟؟! هل هناك شيء مهم اني مشغوله الآن ؟؟!! ....
رد برهان :- لقد طلبتِ مني ان اذهب لسمراء حتى اطمئن عليها ..!!!
تابعت تقول بعجله :- نعم .. نعم انها مختفيه منذ اسبوع ولم تطلب اجازه .. هل وصلتك اخبار عنها ؟؟! هل هي بخير ؟؟؟!!!
قال برهان بتردد حزين :- ذهبت الى منزلها ولم اجدها وعندما سألت سكان الحي عنها .. قالوا بأن اخيها قد عثر عليها وقتلها وانها مسأله شرف .. كما قالوا انها كانت مصابه بالايدز .. اخبرت السيد فرات فطلب فريقاً شاملاً ليفحص المطعم والمطبخ وكذلك اخضع جميع الموظفين للفحص الطبي ... وغضب جداً .. هذا هو اهم ما حدث ...
اتسعت عينيها بصدمه مذهوله من كل هذه المعلومات التي يقولها لها ..
وهمست :- هل تعي ما تقوله يا برهان ؟؟؟!! كيف يقتلونها ؟؟!! وقبل اسبوع ونحن اخر من يعلم بذلك ....
رد بهدوء :- لم نكن نظن ان هذا ما سيحدث ..!!! انها منطويه مع الجميع نوعاً ما لا احد يعرف قصتها وما حكايه مرضها .. لقد اصبت بالصدمه انا ايضاً لانها اخفت عنا امر مرضها .. ولكن سكان الحي قالوا لي ان الشرطه قبضت على اخيها ولم يستطع الفرار ....
تنهدت هدير بأسى :- يا الله امنحنا الصبر .. حسناً تابع الامر واخبرني ان جد شيء جديد ..
برهان :- تمام .. إلى اللقاء ...
في هذه الاثناء ....
نظر ثائر ببرود نحو فيروزه التي تحاشت النظر إليه ببعض الحيرة من نظراته التي شعرت بها ولكنها لم تتجرأ وتنظر ..
كي تكون قويه وتجابه العالم لوحدها عليها ان تبتعد كما امرها ماهر ..
وإلا المشاكل لن تتركها بحالها وخاصه ان والدها المزعوم لم يعترف بها حتى الآن ...
وهي لم تعد تحتاجه او تحتاج اي احد ..
ستكون قويه ومستقله بذاتها ولوحدها ...
لن تحتاج احداً ...
ستقف لوحدها ...
آلمها قلبها عندما فكرت بأنها ستبقى وحيده لما تبقى من عمرها ..
ولكنها الطريقة الوحيده لتحتفظ على كبريائها وتحمي نفسها ...
و بالرغم انها كانت تجد بعض المواساه في الحديث مع ثائر ..
فهو يدخلها لعالم آخر بمرحه تنسى به ما يؤلمها وما يُخيفها وتنسى نبذ الجميع لها ...
لقد كانا صديقين جيدين لبعض من الوقت ولكن كما يبدو لها عائلته لن توافق ابداً ...
وهي ستكسر الشر من اوله ..
ولهذا استطاعت ان تتماسك وان لا تنظر لثائر ...
اما ثائر فقد كان يفكر انها منذ اشهر وهي تهرب منه وتتجاهل رسائله و وجوده ونادراً جداً تأتي لزيارتهم وتكتفي برؤيه هدير في الخارج ...
وكأنها لا تريد اي لقاء به ..
ولا يعرف السبب ؟؟!!
وكبريائه كان يمنعه من ان يركض خلفها اكثر من بضعه ايام حتى يسألها ذلك السؤال الذي يدور في خاطره منذ اشهر ...
لماذا تهربين ؟؟!!
لقد كانا صديقين جيدين ولكن يبدو انها لم تعد تريد هذه الصداقه ...
فتحاشى النظر إليها ...
ربما هو هذا الافضل وماهر محق نوعاً ..
لان هذه الفتاه لا تناسب التي سيختارها زوجه في يومٍ ما ...
ويخشى التعلق بها ...
تنهد بعمق لينظر نحو السِلم ...
وقد كانت هدير تعتليه لتفتح الباب بعد ان صدح صوته المزعج ...
ثوانٍ معدوده فقط ...
عادت هدير تهبط السلم ببرود وقد استحال وجهها للون الاحمر الداكن وكأنها تكتم الغضب بداخلها ...
وخلفها آخر شخص توقع رؤيته هنا هذا اليوم ...
وهمس بذهول :- أبي ...
عقد ايوب حاجيبه ينظر لحال الجميع ...
ليهتف بصوته الجهوري :- ما الذي يحدث هنا ؟؟! لما تبدون كمن تلقيتم صفعه على وجهكم ؟؟!!
قالت هدير ساخره من خلفه :- اي انك تدعي بأن العصافير لم توصل لك الخبر ..!!! وجئت وانت لا تعلم ما الذي يحدث ؟؟!!!
استدار اليها بقوه وروعته كميه الكره التي رأها في عينها له هو وحده ...
لم تستطع هدير ان تصدق هذا الظالم ...
لثاني مره يفعلها ... !!!!
لثاني مره ..!!!!
يأتي من اجل لالين وكأنها ابنته ..
ولكن هل تهتم ؟؟!!
لا هي ابداً لن تهتم ...
همس جاسر لوالده حتى لا تسمع عمته وينكأ جرحها مجدداً :- لقد اختطفوا لالين يا ابي ..!!!!!
شحب وجه ايوب واختفت منه الالوان ..
وهمس مصدوماً :- ماذا ؟؟!! أهل مجدداً ؟؟! ....
لم تتمالك هدير نفسها ...
وهتفت من بين اسنانها :- لا تتظاهر بأنك لا تعرف شيئاً ...!!!!!
زم جاسر شفتيه من وقاحتها وطريقتها في التحدث لوالده ...
ولكنه لا يملك ان يلومها ...
كيف يلومها ومنذ معرفتهم بها ووالده يتجاهلها ..!!!
انه يفهم والده ...
لقد كان يشعر بالخزي ولا يستطيع النظر اليها او التحدث او حتى ان يطلب العفو والسماح ..!!!!
لقد كان ضعيفاً جداً امامها وامام ما تركها تعاني منه ...!!!!
زمجر ايوب بها :- انني صادق لم اعرف بذلك إلا في التو واللحظه .. لقد جئت من اجلك .. لم تريدي رؤيتي في يوم زفافك حتى لا يفسد بوجودي فجئت اليوم لنتحدث ونضع النقاط على الحروف وينتهي التوتر بيننا في كل مره ... على هذا الامر ان ينتهي ...
حاولت ان لا ترفع صوتها عليه كما تمنت ..
ليس من اجل احترامه ...
بل من اجل عمتها الملكومة بابنتها المفقودة فقط ...
وقالت بنبره طبيعية :- نعم انت محق عليه ان ينتهي و لقد انتهى وقت الحديث منذ زمن طويييييل .. تأخرت كثيراً يا
تابعت ببطء ساخر بالعربية :- سيد ايوب ...
لتردف من بين اسنانها :- انت منذ زمن بعيد مجرد اب لأخوتي وابي الوحيد هو سردار فقط ..!!!! وهذا الشيء لن يتغير ابداً ... انت لن تكون ابي مهما طال الزمن .... انك مجرد لوحه باهتته الالوان ...
تابعت بشراستها المعهودة :- هل فهمت ذلك ؟؟!! انك لا تعني لي اي شيء ... اي شيء ...!!!!!!
نفذت انفاسها ..
لتنهت بإنفعال وتختم حديثها تشد على كلماتها كلمه كلمه بغضب مكتوم :- انا قلبي اسود لا اغفر ..!!! لا اغفر ابداً ....!!! خاصه لك انت ..!!!!!
قال ايوب بخفوت :- اعلم بأنني تأخرت .. ولكن لم استطع مواجهتك منذ البدايه لذلك كنت اتجاهلك ظاهرياً بينما حواسي كلها تلتفت اليك ...
همس جاسر بتأني لهما :- هل يمكنكما التوقف عن الشجار الآن من اجل عمتي ؟؟!!!
تنهد ايوب بصبر ويعلم ان طريقه معها طوييييل جداً ..
على الاقل لتتقبل وجوده اولاً ثم الزمن كفيل بحل كل المشكلات ...
هذا ان تقبلته صاحبه القلب الاسود ...
لقد اخطأ عندما تجاهلها الاشهر الماضية وقد ظن انها عندما تهدأ ستقبل التحدث اليه ..
كان ضعيفاً ولم يستطع استجماع شجاعته ومواجهتها منذ البدايه ....
ولم يكن يعلم ماذا سيقول لها ؟؟!!!
او كيف سيعتذر ؟؟؟!!!
وهو الذي لم يعتذر لاي احد في حياته ...!!!
وقد ظلمها لسنوات طويله ...
ارادها ان ترتاح بين اخوتها وتأخذ عليهم وتتقبلهم علّ وعسى تتقبله هو الآخر ....
يشعر بألم يشطر قلبه لكل مافعله بها في الماضي حتى يحافظ على تماسك وتشبث عائلته ...
ولكن جذور عائلته كانت تتشتت ..
ولم يعد يستطع ان يمسك بجميع الحبال بيد واحده ...
انها ثمره صنع يديه ...
نظرت فيروزه لظهر الرجل الصلب وعرفت انه والد هدير الحقيقي ...
وشعرت بالكره تجاهه كما شعرت تجاه والدها الحقيقي ...
تتمنى ذلك اليوم الذي يأتيها والدها بهذا الشكل حتى تطرده كما فعلت هدير بل اسوء من ذلك ...
ستخرج عليه كل المها وعذابها ...
ولن تغفر لن تغفر له ابداً ...!!!!
صدح رنين هاتف هدير ..
التي قالت بلهفه تتناسى وجود والدها البيلوجي :- انه هارون .. ان شاء الله يحمل اخباراً جيده ...
التفت لها الجميع بتحفز ماعدا عمتها التي كانت تغفى بسكون موجع ..
و فتحت الهاتف لتضعه على اذنها ..
تقول بصوت ملتاع :- الوو .. هارون ارجوك طمئننا ..
اتسعت ابتسماتها بقوه ...
ثم همست بحب عميق :- شكراً لك يا حبيبي .. شكراً ..
اغلقت الهاتف واندفعت لعمتها النائمه بفرحتها التي حملتها معها وجلست على ركبتيها ...
تهمس بدموع الفرح :- لالين بخير يا عمتي .. لقد وجدوها انها مع ماهر .. سيأتي بها إلى هنا .. انها بخير ... عندما تستيقظين سترينها مجدداً ...
تنهدت فيروزه براحه وهمست :- الحمدلله ...
لقد كانت هدير تتحدث العربيه ولكنها فهمت ما حدث من رده فعلها التي اتضحت على وجهها وعنما تحدثت لهارون ...
قالت هدير بالتركية و بفخر تربت بكفها على صدرها :- زوجي وبطلي هو من انقذها ... لاكون فداء له ..
ارتفع حاجبيّ فيروزه بخبث لذيذ ..
لتغزلها بهارون ...
ولكن هدير ظنت امراً اخر ..
لتتابع بخبث ألذ :- وعلوش ايضاً ساعده .. لن آكل حقه ...
مطت فيروزه شفتيها ومازالت تصاب بالذعر كلما ذُكر امر " علي " ..
كما تصاب بالذعر عندما يذكرون جنكيز امامها ...
كيف لا تصاب بالذعر وهذه العقده تملأها منذ الطفوله ...!!!!!!
طفوله قضتها بالخوف والترقب ...!!!!
ومهما ظنت انها قويه تعلم ان داخلها هش ..!!!
هي الوحيده التي تعرف ذلك ..!!!!
لن تسمح لاي احد ان يرى ضعفها وهشاشتها ...
وستحمي نفسها بقوتها المزيفة مهما حدث ...
عقد ثائر حاجبيه وشعر ان هناك امر مريب ...!!
ولكنه لم يهتم كثيراً بينما كانت هي تتجاهله منذ زمن وتوقفت عن التحدث اليه ....
و حمد الله بداخله على سلامه لالين .....
هبط جسد ايوب على مقعد طاوله الطعام يحدق بفرحه الجميع بفتور غمر عينيه ....
وشيء ما قبض على قلبه وصدره ...
==========
تأكد توبراك ان الخاله جيهان قد ذهبت لتناول بعض الطعام في الكافيتريا التابعة للمشفى ..
وطلب من احد الرجال ان يراقبها ويخبره بتحركاتها ...
و توجه بتصميم نحو غرفه بهار ..
وهذه المره ليس ليطمئن عليها ...
بل كان وجهه صلباً كما لم يكن من قبل ...
دخل للغرفه بعد ان طرق الباب وسمع اذن الدخول ...
شهقت عندما رأته يتقدم نحوها ..
لتهدر به بإنفعال :- ماذا تفعل هنا ؟؟!!!
هتف بها غاضباً :- جئت لاقول انكِ انانيه وطُفيلية .. كما انكِ طفله مدللة لا تشبع من الدلال .. و مثل كل فتاة طمّاعه ومائعه التقيتها ..
تابع بأسى :- للاسف ظننتك مختلفه .. ولكنك لا تختلفين ولا بمقدار ذره عمن عرفتهن سابقاً ..
ترقرقت عينيها بالدموع لذكره نسائه السابقات وعبثه معهم ...
وهمست بألم :- انا لم افهم .. لماذا تهاجمني هكذا ؟؟!!! لم افعل لك شيئاً ....!!!!
رفع سبابته يهتف بإنفعال :- لم تفعلي لي .. ولكنك فعلتِ لاختي لقد عانت هدير طوال حياتها بسبب والدها ومرضها الخطير ومافعله اخيك عندما تركها معلقه من قبل وفسد عرسها بسببك .. وقد اصبحتِ بعمر جدتي ومازلتِ تتدللين على اخيكِ كطفله وتفسدين شهر عسلهم ... بمحاولاتك الغبية لإبعاده عنها ...
عبست بوجهها وهمست بضيق :- انا لم افعل شيئاً ولم افسد شهر العسل .. انك تتهمني ظلماً .. امي اخبرتني ان قريبه هدير قد اختطفت ولهذا هما لم يذهبا ...
قال بحده غاضبه :- حتى وان لم تُختطف انا واثق من انانيتك وستطلبين من هارون البقاء بجانبك بدعوى انكِ تتألمين ... بينما انكِ تبدين كالقرد امامي ... وستخرجين بعد عده ايام ...
هو لن يخبرها بأنه البارحة كاد يموت قلقاً عليها ..
ولذلك بقي يهيم في المشفى دون ان يشعر احد بوجوده ..
وعندما جاء هارون فجراً ليطمئن عليها استمع صدفه لحديثه مع والدته التي شرحت له كل شيء بينما كانت تبدي استيائها من بهار وابدى هارون ضيقه نوعاً ..
ومع ذلك لم يُرد ان يكسر بخاطر شقيقته ...
قال بهدوئه الثقيل و المعهود :- اسمعي جيداً .. الكون لا يدور من حولك فقط ... بالنسبه لي انا اهتم بسعاده اختيّ اكثر من اي شيء اخر .. دعكِ من هدير وسعادتها التي لا تهمك .. ولكن ...!!!!!!!
سألها بترقب :- هل ايضاً لا تهتمين بسعاده اخيكِ الذي لم يقصر معكِ طوال هذه السنوات ؟؟!! يعمل كثيراً ويشقى من اجلك ومن اجل والدتك دون ان يرتاح من عمل لآخر .. هل ترين بأنه لا يستحق السعادة وان من واجبه دوماً الاهتمام بكِ وبدلالك لانه مُكلّف بذلك ؟؟!!!!
هبطت دموعها كجدولين صامتين على وجنتيها بألم ..
وهي تسمع هذا الكلام القاسي الذي يقذفه لها كالرشاش من بين شفتيه ...
ويُعرِّيها من عيوبها ويفرشها امام عينيها لتراها بوضوح ...
وكم شعرت انها فتاه سيئه ...
ولو ان النظرات تقتل لقتلتها نظراته الغاضبة ...
قال ببعض الحده :- فكري بما قلته جيداً ... ولا تظهري امامي قبل ان تفكري جيداً .. هل هذا مفهوم ؟؟!!
أومأت بصمت تكتم غصه حلقها المسننة ..
اوجع قلبه صمتها وحزن عينيها ...
ولكنه رفع كتفيه بتصميم ...
كان عليه ان يقسو عليها حتى تتوقف عن دلالها المهووس و المُغيظ ...
وتتعلم ان الدنيا لا تدور حولها فقط وان هناك من هم حولنا يستحقون بعض السعادة ...
بالرغم انه يغار من هارون إلا انه لم يسمح لهذه الغيرة ان تسيطر عليه ويحقد عليه ...
بل هذه الغيرة غذته وحفزته لتجعل منه رجلاً ..
رجلاً حقيقياً ... !!!
لا مجرد ظل رجل ...!!!
هارون وشقيقته كانا سبباً من اسباب نجاحه في العمل الذي كلفه به والده ...
كانا سبباً ليجعلاه يتوقف عن عبثه مع النساء وينظر للحياة بجديه اكبر ...
كانا سبباً ليصبح رجلاً بحق ..!!!
وليس مجرد شاب تافه لا هدف له في الحياة ...
من جهه رؤيته لرجوله هارون وكيف يهتم بعائلته ويكافح بكل قوته وجهده من اجلهم ..
وجهه اخرى شقيقته التي تعيث في قلبه عواصف لا يعلم متى ستهدأ ...
ويفكر جدياً بالارتباط بها رباط رسمي مختلف عن علاقاته السابقه .....
بالطبع لان هارون لن يقبل اي علاقه عير رسميه وهو يحترم ذلك ..
كما يحترم زوج اخته المجنونة ...
==========
في اخر هذه الليلة الطويلة والمرهقة للجميع ...
دخل هارون لحديقه منزله الجديد يكتنف ماحوله بنظرات ملئتها فيض من الحنان ..
وابتسم بزهوّ ...
هذا المنزل هو عشه الذي افنى به عمره وروحه ليعيش فيه ماتبقى من عمره مع عائلته و ...
حبيبته ...!!
نعم ..!!!
هذا هو احساسه بها دوماً ...
حبيبته التي تنتظره الآن في الداخل ..
وقد قررا ان يتركا الفندق برغبه عارمه منها ...
قابلته هدير عند الباب لترتمي بين احضانه بلهفه ...
واسندت جانب رأسها على صدره واحاطت خصره بذراعيها ...
مغمضه عينيها تنهل من دفئه ورفقه ...
وهمست بخفوت :- الشكر لله اعادك لي سالماً ...
يبدو انها ستبقى ماتبقى من عمرها تخاف وتقلق عليه في كل مره يخرج بها في العمل للميدان ...
ليت عمله فقط يقتصر بالمكاتب داخل المديرية ..!!!!
ياليت ...
بالرغم من ارهاقه وتعبه هذا اليوم إلا انه لن يُضيع هذه الليلة ..
وسيعيش سعادة كل لحظه افتقدها بها منذ سنوات ...
فلم يقاوم عناقها اللذيذ ليحيط جسدها بذراعيه ويسحبها اليه بخفه ويقبل جبينها بقبله عميقه ...
بينما رائحتها تتغلغل لأعماقه ..
ثم لمعت عينيه بتصميم وقرر انه سيهرب بها لشهر العسل فور ان تخرج شقيقته من المشفى ويطمئن عليها ...
علهما يخرجان من جو المشاكل والألم الذي يحيطهم دوماً ...
ابتعدت عنه قليلاً لتهمس وعينيها تشعان بعشق لاقرار له :- هيا لندخل حتى ترتاح وغداً تحكي لي ما حدث ...
اسندا ظهرهما على السرير ثم احاط هارون اكتافها ليسحبها اليه ....
ويهمس بينما يمرر ابهامه على وجنتها :- لماذا مصيبه رأسي تبدو حزينه ؟؟؟!!
هزت كتفيها بلا اهتمام ومطت شفتيها :- اليوم جاء عديم اللزوم البيلوجي ... لقد ظننت انه جاء فور ان سمع باختطاف لالين لأنها تهمه اكثر مني ولكن اتضح انه لم يكن يعرف ... في الحقيقه لا اعرف هل اصدق ام لا ؟؟؟!!! انني لا اثق به ولو بمثقال ذره ...
تنهد وقد فهم من تقصد ..
وقال ببعض الجدية المختلطه بالعتاب :- عيب ما تقوليه عنه .. مهما حدث ومهما فعل يبقى والدك ... لا استطيع ان اجبرك على تقبله او حبه ومحادثته دوماً .. ولكن عليك احترامه كما تحترمي جميع الناس ... تخيلي بأنه ليس والدك الحقيقي كيف كنت لتتصرفي معه ؟؟؟!!
همست دون ان تنظر اليه :- حتى ماهر يحزن عندما اعامله بقسوه امام الجميع ... واحاول ان اتمالك غضبي امامه من اجل اخوتي ... ولكن لا استطيع ... على الاقل هم عاشوا تحت ظله وكرمه معهم وبالتأكيد لن يقبلوا ان اتصرف معه بفظاظه ...
ابتسم هارون وهمس :- هل تعرفين بالرغم انني احزن كثيراً واتألم لما فعله بك ؟؟؟!! وغاضب جداً لتركه لكِ .. إلا انني اناني و ممتن بعض الشيء لما فعله ...
اتسعت عينيها ...
ليتابع بحنان :- لو لم يترككِ ويغادر ماكنتِ لتبقي في عهده خالك .. ماكنتُ لألتقي بكِ واعرفك .. ماكنتِ لتبقي بجانبي الآن على فراشي ....
تحولت نغمه نبراته لوجد بثه لها :- ماكنتُ لأشتم رائحتك بهذا القرب .. ماكانت انفاسنا لتختلط معاً ..
شعرت بالحراره تغمرها كالعاده عندما يبدأ همساته المشتعلة قليله الادب بهذه الطريقه ...
وكأنه يرسل لها مشاعره على هيئه نغمات وهمسات صغيرة ..
اي كلمات تنتظرها منه وهو يبثها كل هذا العشق الذي تقرأه في عينيه وتشعر به بقلبها ؟؟!!!
انها فقط طريقته المميزة في التعبير ..
بعد ان كتم مشاعره إلا من بعض المناغاشات فتره خطوبتهم احتراماً لاخوتها ....
دفعها بخفه على السرير ليميل قليلاً ويقبلها ...
بين همساته المحببة التي تحرقها ...
قبلها مجددا دون أن يدرك تأثير همساته عليها .. ضاعت تماما ورجولته تسحقها ..
تطالب بلا رحمة بكل ذرة من أنوثتها التي لم تعرف طريقها إلا بين يديه ...
أحست بأنامله تتحرك عبر شعرها حتى رقبتها .. ثم لحمالات قميصها الرفيعة تزيحها عن كتفها قلم تقو على المقاومة ...
وانهت ما تبقى من قوتها ....
==========
وضع ماهر لالين برفق على سريره وقد بدأت تستعيد وعيها تدريجياً ..
رمشت بعينيها البنيتين عده رمشات وكان الضوء يغشى عينيها ...
نهض ماهر ليطفئ ضوء الغرفة الساطع ويفتح ضوء المصباح الخافت جانب السرير ...
حتى تسترخي اعصابها ...
همس :- كيف تشعرين الآن ؟؟!
بعد لحظات ابتلعت غصه مسننه ..
تهمس بلهاث وانفاسها تتدحرج بخوف :- لست بخير ..!!! لست بخير ..!! لا اشعر بقدمي .. ربااه ..!!! هل انتزع قدميّ ؟؟!! هل اخذهما ؟؟!!!
عض على شفتيه يكتم بهما غصه المه وغضبه من ذلك الحقير الدي سبب لها كل هذا الرعب ...
ثم التقط كفها يحرك ابهامه بحركه خفيفه ورفيقه على خطوط باطن كفها حتى تسترخي ..
كانت والدته تقوم بهذه الحركه لهم عندما كانوا اطفالاً ..
وقد كانت حركه كالسحر تسترخي اعصابهم فجأه وتهدأ انفاسهم ويغرقون في نوم عميق ...
وهمس :- لا تقلقي لم يأخذ شيء وإلا كنت قد اخذت روحه .. لقد وصلنا بالوقت المناسب ...
تجمعت الدموع في عينيها لتهمس بنفس النبرة اللاهثة والمتقطعة :- لقد خدرني ..!!! فقدت وعي ..!!! لم استطع المقاومة ..!!! لم استطع حمايه نفسي ..!!! وسبق ان اخذ مني ....
عاد يحرك انامله على خطوط كفها وابتسم برفق عندما رأى انفاسها تهدأ وقد اثرت بها حركته وابدت مفعولها كالسحر ....
قال بفتور :- انها اثار المخدر لم تزل تماماً ولكنها ستزول وستكونين بخير ...
حركت رأسها ببطء وبخفوت تنظر حولها :- اين امي ؟؟!!
ابتلع ريقه :- انها نائمه .. لقد انهارت كثيراً لإختفائك مجدداً ولكن لا تقلقي عندما تستيقظ ستأتي اليكِ ... ستجتمعان معاً اعدك بذلك ... اعدك ان افعل لكِ كل ما تريدين وما تطلبين ... فقط اهدئي وكوني قويه ... لا تسمحي لهم ان ينتصروا عليكِ ويحطموكِ ...
همست بصوت كاد يغيب عن الوعي :- نعم لن اسمح لهم بقتلي مجدداً .. لن اسمح يا ملاكي الحارس ...
ابتسم برفق عندما سمته بالملاك الحارس ...!!!!
انه ابعد من ان يكون كذلك ...
لقد ضغط عليها كثيراً ليعرف ماضيها بجميع تفاصيله ..
وقد ادرك للتو بأنها كانت تهرب منه ....
من ماضيها المرير وأوجاعه ...
ومحاولتها جمع ذكريات جديده و حلوه معه ...
وهو خذلها ..!!!!
ولكن هذه المره سيكون معها بحق سيرشدها للطريق الصحيح ويدلها عليه ..
وان طلبت ان يطلق سراحها من قيوده التي آلمتها سيفعل ....
انها تستحق الافضل ...
تستحق من يفهمها ويقدرها ويقف بجانبها ويساندها لتقف على قدميها بجسارة ...
لا ان يدفعها بقوه كما فعل ......
ربت على منابت شعرها ...
وقال بخفوت :- هيا نامي وارتاحي كل شيء سيكون على ما يرام ... اعدك ....
بعد ان شعر بانتظام انفاسها وسكون جسدها ...
ظن بأنها قد عادت للنوم بينما هي كانت تغمض عينيها لتريحهما وحسب ...
تابع تحريك اطراف انامله على خطوط كفها ..
و همس يناجيها :- لقد اشعرتني بالخوف عليكِ يا صغيرة .. ماهر التميمي لأول مره في حياته يشعر بكل هذا الخوف .. ان افقدك كما فقدتك منذ سنوات ... ولكن انا اعدك سأنقذك حتى من نفسي ...
زفر كل تعب هذا اليوم ونهض ليستلقي بجانبها على السرير ...
ارخى رأسه على الوساده ولم يكن يفكر سوا بافراغ تعبه بالنوم العميق ....
==========


Layla Khalid likes this.

rontii غير متواجد حالياً  
التوقيع














رد مع اقتباس
قديم 18-10-17, 06:32 PM   #4843

rontii

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية rontii

? العضوٌ??? » 289729
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 20,876
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ﻻ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
افتراضي


صباح اليوم التالي ...
استيقظت هدير لتجد نفسها في آخر السرير ..
بينما هارون في الطرف الآخر ...
وعبست .....!!!!
لقد نامت بحضنه كيف تنهض وهي بعيده عنه هكذا ؟؟!!!
زحفت على ظهرها ببطء تقترب منه ...
لترفع ذراعه الذي شعرت بثقله ودست نفسها بين احضانه ..
وتنفست براحه و حدثت نفسها بحبور ...
" نعم هذا هو مكاني وموطني الجديد هنا دائماً وابداً " .... !!!!!!
استرخت هدير على صدره بينما بدأت يده تداعب شعرها فور ان شعر بها تقترب منه ..
ليهمس بصوت اجش وعينيه مغمضتين :- صباح الخير ...
ابتسمت له :- ولك ايضاً صباح الخير ...
بعد بضعه دقائق ...
فكرت ان تخبره بأمر مأمون لانه لو اكتشف الأمر صدفه ..
تعلم جيداً ان سيغضب ويثور عليها ...
فتنحنحت حتى تجلي صوتها ..
وتقول بجديه :- هناك شيء مهم علي ان اقوله لك ...
هارون :- همممم .. ماذا هناك ؟؟!! نبرتك تخبرني انك تخبئين مصيبه يا إبتلائي ...
رفعت نفسها لتسند جسدها على ظهر السرير ...
وتقول :- ذلك اليوم الذي اصيبت به بهار وذهبنا للمشفى رأيت بالصدفه مأمون صاراي خان ...
انتفض هارون يجلس على الفراش فور ان سمع اسمه ..
ينظر لها بعمق ...
ويهمس بنبره قلقه :- هل اذاكِ ؟؟! او هل هددك ؟؟!! هل فعل لكِ شيئاً ؟؟!! .....
هزت رأسها نفياً بقوه لتقول بسرعه :- بل قال اغرب شيء سمعته في حياتي ...
عبس بوجهه قائلاً :- هذا الرجل بات يظهر كثيراً في حياتنا الآونه الأخيرة ... وقلبي لم يعد يرتاح لظهوره المستمر حولنا ...
ابتلعت ريقها وهمست :- ربما اعرف سبب ظهوره المستمر ...!!!
ثم اردفت بحسم :- لقد قال بأن جدي يكون خاله وان جنكيز هو عمه .. وان قاتل امي يحوم حولنا وهو قريب منا وموت والديه وماحدث على اليخت كلها تلتقي عند نقطه واحده ....
عقد هارون حاجبيه ...
ثم ارتفعا تدريجياً بدهشه وقد قام بتجميع القطع و تركيب الاحجية ...
نظر لهدير بتوتر وأخبرها ما عرفه عن مأمون ليله البارحة ...
بينما يربط كل الحبال في رأسه ...
و تأكدت هدير من صدق مأمون عندما ربطته بما اخبرها هارون عنه ..
وقالت بألم :- لا اصدق ..!!!! كيف يفعل به جدي ذلك و لم يعترف به ؟؟!! لماذا جعله يعيش في الشارع و لم يخبرنا عنه ؟؟! بل لماذا لم يخبرنا ان جنكيز كان له علاقه بالأمر ؟؟؟! لانه كان صديق ابي منذ زمن طويل وبالتأكيد كان يعرف شيئاً عن الماضي ... بما انهم يعدون انسباء ...
ثم تابعت بدهشه وكأنها تذكرت :- اووووه ليس هذا فقط ...!!!! حتى انني نسيت ان اخبرك لقد اتضح ان فيروزه هي ابنه جينكيز الحقيقية مما يعني انها تكون ابنه عم مأمون ...!!!!! وهناك الكثير من الاسئله التي تحتاج لجواب ...
رد مصدوماً :- كيف ذلك ؟؟!! وان كانت ابنته كيف وصلت الى قصركم ؟؟! انا اعرف انها كانت في الميتم ...!!!!
شرحت له هدير قصتها بإقتضاب و كل ما اخبرتها به فيروزه عن والديها اللذين نبذاها ...
ربااااه ....!!!!
كيف كانت غارقه بسعادتها وايامها الحلوه مع هارون وقت الخطوبه ..
دون ان تلاحظ وتبحث في هذه التفاصيل لاجل اختها ....
ربما لان فيروزه كانت قويه مثلها ولم تسمح لاحد ان يتعدى عليها وعلى حياتها ...
ومع ذلك تآكلها الذنب ...
ولم تكن تلاحظ هشاشتها الداخلية ...
عانقها هارون بخفه وهمس :- لا تقلقي كل شيء سيتضح قريباً ونعرف كل الاسرار المختبئه .. اننا نسير على الطريق الصحيح ...
همست تمط شفتيها :- مأمون محق ... لقد قال لي بأنه لو لم يرد ان يُكتشف امر جنكيز ما كنا استطعنا الوصول اليه ... هو من ارشدنا اليه ...
عبس هارون بضيق من صحه كلامها فهم مهما عملوا بجهد وعناء لم يستطيعوا العثور على اي ثغره تؤدي لجنكيز او لمأمون سابقاً ... لانهم يجيدون عملهم ببراعه ...
ومع هذا لم يصرح بما فكر به ...
وقال :- ما زالت لا افهم لماذا يساعدنا هذا المغتر الآن ؟؟!!! ما الذي تغير ؟؟!
تنهدت بعمق بالقرب من صدره :- انا ايضاً لا اعلم .. ولكن يبدو انه سبب قوي .. هل يمكن انه يريد ان يتوب ؟؟!!!
هز كتفيه بلا معنى :- ربما ...!!! ان كان كذلك حقاً فالله يقبل توله الجميع ويفرح بتوبه عبده له ...
همست وهي تشفق على حاله :- ان شاء الله يكون كذلك ... انا سامحته على مافعله بي من قبل ... اليوم ادرك فقط بأن ماوصل اليه لم يكن بصنع يديه ...
همهم يقول بحيره :- لقد قال لي ذلك البارحة .. بعد ان اعتنى به عمه جينكيز كان الثمن هو ان يصبح الرجل الذي يعرفه الجميع ... ان كان كل مايقوله صحيح فهناك الكثير من المور ستتغير ...
التفت اليها ووضع كفيه على كتفيها ..
واردف بجديه :- هناك طريقه واحده لتعرفي جواب كل الاسئله التي تدور بذهننا وان كان صحيح ام لا ؟؟! ...
أومأت له بإصرار ...
وهمست :- نعم انت محق .. علي ان اواجه جدي وابي بالحقيقه .. ولن اهدأ قبل ان اصل للنقطه التي اخبرني عنها ...
لم يخبرها هارون بشكوكه حول تلك النقطه ..!!!!
فعقله البوليسي بدأ بالعمل بعد ان جمع بعض القطع ولكنه سيتمهل قليلاً ويرى ما سيحدث بهذا الموضوع ...
فهو لن يصرحّ بشكوكه قبل ان يتحرى ويبحث في الماضي بجديه ....
زفر بهدوء وغامت عينيه بشرود ..
يتمنى ...!!!!!
يتمنى ان يكون ما يفكر به مجرد هراء لا صحه له ولا حقيقه ..!!!!!
وإلا ستهدم الدنيا على رؤوسهم جميعاً .....!!!!!
==========
بعد عده ايام في الشركة ...
صاح اسماعيل بغضب بعد ان اكتشف بالصدفه ماحاول سردار فعله ..
:- كيف تفعل ذلك ؟؟!! وتذهب من خلف ظهري لتشتكي علينا ..!!!!! هل فقدت عقلك لترمي بنا بالجحيم ؟؟؟!!!! كنت اشك انك ستقوم بفِعلٍ غبي كهذا ... !!!
صرخ به اكثر :- ولكن لم اكن اعرف انك ستقوم به حقاً ....
لوح بذراعه بغلاظة ...
و رد سردار بما استطاع من هدوء :- لقد اخبرتك من قبل وسأخبرك مجدداً لقد سئمت من هذه الحياه .. سئمت من النفاق وان هذا الامر سينتهي قريباً ... لم اكن لاقحمك بالامر .. ليس من اجل شيء ..!!! فقط لانك لابي ...!!!!!!!
صاح بإنفعال :- يدي مكتوفتين لانك ابي ومن اجل اولادي ...
لوح هو الاخر بذراعه غاضباً وهتف بإنفعال :- ولكن لم ينفع ... اي شيء لم ينفع .. وهدد اولادي امام عيني واجبرت على الصمت كما اجبرت لسنوات ...
كز على اسنانه ليقول بألم :- انا لست مثلكما ..!!! لا اعرف كيف العب حتى احميهما من خطر تهديده .. لا اعرف ان احيك المكائد مثلكما لاوقع به ...
زفر اسماعيل انفاساً غاضبه ...
ابنه الابله محق هو لا يجيد اللعب وحبك المكائد ...!!!
اما هو فهو يعرف تماماً كيف يلعب .. !!!
سيندم جنكيز لجرأته على تهديد حياه حفيديه ...
سيدفع الثمن غالياً ...
سيدفع ثمن تصويبه فوهه بندقيه نحوهما ...
سيجعله يعيش ذعر هذا الأمر بأغلى ما يملك ...
تنهد سردار بتعب وقد اكتنف رأسه بين كفيه ...
وهمس :- لقد تعبت اعصابي كثيراً .. لم اعد استطيع التعايُش مع الامر ..!! متى سينتهي هذا الأمر ...؟؟!!!
سايره اسماعيل وقال :- لا تقلق لن يحدث شيء بما انك لا تتهور بغباء مجدداً فتوبراك وهدير لن يصيبهما اي اذى ... هل فهمت عليك ان تصمت وتغلق فمك الكبير لأجلهما ...
سحب إسماعيل نفساً ليسأله ممثلاً عدم الاهتمام :- اما زلت ستبقي ابنته عندك بعد كل ما حدث ؟؟؟!!!
نظر سردار له بحده ..
وهتف من بين اسنانه :- فيروزه ليست ابنته .. انها ابنتي ... ابنتي انا ... لن ارميها لجحيمه بيديّ ... وتعرف ذلك جيداً ....
قاطع حديثهم طرقاً على الباب ..
لتدخل هدير بعد ان سمعت اذن الدخول على غير عادتها ..
وكأن بعد خطوبتها لهارون قد بدأت انوثتها وتصرفاتها المتهورة تتهذب نوعاً على يديه ..
ولكنه بالطبع لم يستطع تهذيب جنونها الذي تشعر انه سينفجر الآن ...
تنهدت بعمق لتجلس امام المقعد تقابل والدها ...
قائله بهدوء ظاهري :- مرحباً ...
حاول سردار التظاهر بالمرح ....
و ابتسم بحنان ابوي :- اهلاً بكِ يا ابنتي ... هل تناولتِ فطورك ؟؟!!
نظرت لجدها وقالت بحذر :- نعم .. تناولته مع زوجي ...
وكما توقعت عبس جدها ومط شفتيه بضيق ومازال رافضاً لزواجها الذي تم على خير ...
اما اسماعيل فحاول تجاهل ضيقه من هارون الذي حاول التخلص منه يوم زفافه ولكن الرصاصه اصابت شقيقته الفضولية ...
وسيخفف اللعب لانه ان تمادى اكثر سيحيط نفسه بدائره الشك ....
ولا ينقصه ذلك ... !!!!
قالت هدير بلا مواربه :- حسناً ..!! انتما تعرفان انني لا احب اللف والدوران .. لذلك سأدخل بالموضوع مباشره ...
اومأ سردار برفق ..
بينما تحفز اسماعيل ..
وتابعت بجديه :- هل مأمون صاراي خان ابن شقيقتك نازان يا جدي ؟؟؟!! يعني انه واحد من اقربائنا ...
نظرات الإجفال التي علت وجههما اعطتها الجواب اللازم ..
ولكن جدها قال بنبره قاطعه :- ابن الــ *** هذا ليس من اقربائنا او ماشابه ... لا اريد ان اسمع هذا الكلام مجدداً ...
همست هدير بصوت مسموع وكأنها تعبر عن صدمتها بهمستها :- ابن الـ ....
لم تستطع نطق الكلمه التي قالها جدها ..
لتقول بتوتر :- أهل هذا هو السبب الذي جعلك تتخلى عنه ؟؟؟!!! لان شقيتك تزوجت وانجبته بدون رضاك ... ولكن امي فعلت ذلك ايضاً ..!!! تزوجت دون رضاكم ولم تتخلوا عني كما تخليتم عنه ..!!!!!!
التفت لها اسماعيل بقوه وقد عرف انه لا مجال للانكار وان الحقيقة التي اخفائها لسنوات قد ظهرت ...
لقد سطر القدر سيفه الذي لا يرد ...
ليُخرج غضبه هذا اليوم عليها صارخاً بحده :- امك لم تهرب مع ابيكِ .. نعم لقد تزوجت بدون رضانا ولكن بالحلال ...!!!
هدأت نبرته ليتابع بقوه بعقليه القُرى القديمة التي ماتزال تسيطر على افكاره :- ولكن اختي داست على ناموسنا وشرفنا وهربت مع قليل الاصل ... ومنذ تلك الليله مُسحت من العائله .. لم تعد موجوده ولم تعد شقيقتي ...
قال جملته الاخيره بحده كحده نصل السيف ...
همست بألم :- وما ذنب مأمون بكل هذا ؟؟؟!!! لقد كان طفلاً تائها وانت خاله ...
نظرت لسردار وتابعت بصوت اجش :- اين انصافك يا ابي ؟؟؟!!! كيف سمحت ان يتربى مأمون بعيداً في الفقر والملاجئ ؟؟!! ولديه عائله تملك كل هذا الثراء .. انت الذي ربيتني ولست ابنتك الحقيقه وتبنيت فيروزه واعتنيت بها ... اين انصافك ؟؟!!
ابتلع سردار ريقه ليهمس :- صديقني يا ابنتي كنت شاباً لا املك شيئاً وليس لي اي رأي ابي كان من يتحكم ويمسك زمام كل شيء لم استطع اقناعه بأخذه تحت عهدتنا وعندما كبرت واصبحت مسؤولاً عن نفسي وعن حياتي كان الاوان قد فات ...
همس بوجع :- فات .. !!! واجبرت ان اصمت ...
نظر لوالده بمراره ..
كانت تلك الفتره التي اخذه بها جنكيز ليقوم بتربيته ويصنع من ذلك الطفل الرجل الذي يعرفه الجميع الآن ..
اما اسماعيل لم يهتز ولا للحظه ومازال عقله يصدق ان ما فعله هو الصحيح ...
ولو اعاد الزمن نفسه لفعل نفس الشيء ...
ربما تغيرت الدنيا الآن ...!!!!
واحفاده يعيشون بتطور الزمن يوماً بعد يوم ...!!
ولكن هو وعقله تربيا على طباع قريتهم القديمة ..
التي تحافظ على الشرف ...!!!!
ومجيئه لمدينه اسطنبول لم تغير ذره من تربيته ....
سألته بقوه حاده :- وما ادراك انهما لم يتزوجا ؟!!! ربما قد تزوجا فور ان هربا بسبب عاداتكم القديمة ورفضكم زواجهم امام الملأ ؟؟!!!
في الحقيقه هي محقه لقد رفضت عائلته العريقه ارتباط شقيقته من ذلك الفقير المحتال ...
ولم يفرق معه فيما بعد ان تزوجا او مازالا على فسقهما ...
كل ما يفرق معه ان شقيقته داست على شرفهم وهربت مع ذلك الرجل للجحيم ....
رمش بعينيه ولم يجبها لعده لحظات ..
ثم اجابها ببرود :- ذلك ليس مهماً .. يكفي بأنها خالفت أوامرنا وهربت ...
زمت شفيتها بعصبيه ..
و سألته بقوه :- وماذا حدث لوالديه بعد ذلك ؟؟!
رد اسماعيل باقتضاب :- رحلا للجحيم ...
عبست ولم يعجبها ذلك ..
فقالت :- هل حاولت ان تنظف شرفك ؟؟!!!!
نظر لها بعينيه اللتين استحالتا ولمعتا بالغضب ...
ويضرب بكفه على مكتبه الضخم داخل احد الغرف الفاخرة بالشركة ...
ويصرخ :- كيف تجرؤين ان تتهميني هذا الاتهام الباطل ... انا جدك ...!!!!!
اردف بحده :- هل فهمتِ .. انا جدك ....!!!!
خفتت نبرته الخشنة وتنحنح ليجلي حلقه .. ويتابع بكذب :- ولكن لاعطيكِ الجواب ان اردتِ ...
توحشت عيناه :- لو كنت استطعت الوصول اليها لأخذت روحها ببطء وانتزعت كبدها ... ولكن تلك الايام كانت ايام حظها عندما ماتت بأجلها هي وقليل الاصل ...
ازدردت ريقها بصعوبه ..
ولا تعرف لماذا تشعر ان والدا مأمون قد قُتلا غدراً ولم يموتا بأجلهما ..
قاطع اسماعيل افكارها ..
قائلاً بتجهم ساخر :- دعكِ منه ابن الـ*** واخبريني .. كيف تدافعين عنه وقد اختطفك وقام بتعذيبك ؟؟!! ... وقد كنتِ مريضه تحتاجين لنقل نقي العظام لتستمري بالحياة ...
تذكرت ذلك الالم الذي مرت به وعبرت بحنجرتها غصه مسننه ...
ولكنها قالت بفتور :- لقد اخطأ .. لا انكر ..!!! إنه ثمره صنع يديك و تركك له بالشارع بين مواء القطط ونباح الكلاب .. دون ان تعتني به ..
سألته ساخره :- ماذا ظننت انه سيكون طبيباً كبيراً ؟؟! ام مهندساً محترفاً ؟؟!! وضربه لي لانني استفزيت غضبه ورجولته بحديثي والا فأنا واثقه بأنه لم يكن ليفعل لوبقيت صامته ... ثم انه لم يكن يعلم بأمر مرضي ...
نظرت لهما بوجه باهت والم اخترق قلبها ... وتذكرت ماقاله لها هارون عنه هذا اليوم ...
و عندما وصف له مأمون بعضاً من حاله ممثلاً القوه والتماسك ...
وقالت بصدق :- لقد نسيت الماضي وسامحته .. هو يستحق المسامحه .. لأسباب تخصني ...
:- يليق بكِ ذلك .. محظوظ هو من سينال سماحك ...
قالها سردار مبتسماً بحنان ...
بمعنى بأنه هو الآخر سيكون محظوظاً بسامحها ان عرفت الحقيقه في يومٍ ما ...
دون ان يدرك قُرب ذلك الأجل ...
لم تفهم هدير ماذا قصد بكلامه ؟؟!!
ولكنها نهضت لتقول بحده :- جدي اظن انه يجب عليك ان تراجع حساباتك وتعترف بأمره .. هذا اقل ما تفعله من اجله بعد كل هذه السنوات .. اقل شيء ان تعطيه اسماً ..!!!!!!
هدر اسماعيل :- ليس انتِ من ينبغي ان يقول لي ماذا افعل ...!!! هل هذا مفهووم ؟؟!!
قالت بشجاعه :- مفهوم .. ولكن انا لن اتوقف عن اللقاء به والتحدث اليه لأشعره بأنني بجانبه و لن اتخلى عنه ... انا وفيروزه اكثر من يعرف كيف يتألم الانسان بلا عائلته ...
تأوهت وكأنها تذكرت :- اووه نعم ..!! فيروزه .. هي ايضاً لن تقصر معه في النهايه هي ابنه عمه ..!!!!!! اي انها ابنه السيد جنكيز ..!!!
اتسعت عينا سردار بدهشه ..
وقال :- هل تعرفين بذلك ؟؟!!!
همست بصدمه لدهشته التي ابداها ..
وردت بفتور :- انت تعرف ايضاً ...!!!
قالتها بتأكيد ولم تكن تتسائل ...
ثم اردفت ببعض الحده :- ان كنت تعرف منذ البداية والدها الحقيقي لما لم تخبر فيروزه بذلك ؟؟!!
رد بصدق :- لم ارد ان اخسر ابنتي ..
وتجاهل ان يذكر بأن والدها انسان سيء ولم يكن ليفرط بفيروزه إليه ....
ردت بألم :- لم تكن لتخسرها ابدا هي ايضاً تعرف من يكون ولكنها لم تقترب من والدها ابداً لانه هو الآخر يعرف عنها ايضاً ولكنه لم يحاول التحدث اليها .. وبالطبع كرامتها لم تسمح لها ان تذهب اليه ....
فكرت بأنها قد عرفت الآن لماذا اخفى جنكيز الامر ..
بالتأكيد لم يكن يريد ان يعرف احد بشأن مأمون واشعره ذلك بالخوف ...
ولكن الكهل الخرف لا يدرك ان الحبال التي يشدها بدأت تتبعثر من بين يده ....
التفت اسماعيل اليها بحده والتمعت عيناه بخبث ...
هكذا اذاً ....!!!
الاب وابنته يعرفان بعضهما ولم يلتقيا ومل واحد منهما له اسبابه الخاصه حتى لا يخوض الخطوه الاولى ..
وهو سيفعل خيراً عندما يجمعها معاً ويوصل لجنكيز الرساله ..
بدأ القلق يغمر اعماقه عندما بدأت كل هذه الحقائق تنحسر حقيقه خلف الأخرى ...
وقال يمثل عدم الاهتمام قدر الامكان :- هل هذا ما تعرفيه فقط علاقتنا المرتبطه مع مأمون وفيروزه وجنكيز ؟؟!! ام ان هناك شيء اخر ؟؟!!!
ابتلعت ريقها ...
ودخلت ذره للشك لقلبها مع سؤاله الذي لم يكن في وقته وكأنه يخشى ان تعرف شيئاً اخر ...
عندما قرأت في عينيه ذلك القلق الذي حاول تلافيه ...
تعلم ان جينكيز هو رئيس العصابه الكبير ومأمون يتبعه ولكن يبدو ان هناك شيء ما تغير بذلك الأخير ...
وكأنه لم يعد يريد البقاء بالظل ..
ويرغب باستعاده حقوقه التي خسرها ...
وهاهي الآن تعرف بأن عائلتها ترتبط بجنكيز نوعاً ما ...!!!
من جهه فيروزه التي دخلت الى حياتهم ..
ومن جهه اخرى مأمون ..
و صداقه قديمه كانت بينه وبين والدها انقطعت فجأه دون ان تتضح الاسباب ..
ومع ذلك هم يلتقون صدفه في المناسبات الاجتماعيه ...
وهناك احتمال ضئيل انهم يشاركون جنكيز اعماله الممنوعه التي يتستر بها خلف الجمعيات الخيرية ...
عنفت نفسها قائله ...
انهم عائلتك هدير ....!!!
عائلتك منذ الازل ...!!!!
لا يفعلون ذلك ....
طمأنت قلبها وعقلها بهذه الافكار ...
وتتمنى ان هارون لم تنتابه هذه الافكار بعد ان عرف هذه الحقائق وهاهي تتأكد منها ...
نعم ..!!!
يجب عليها ان تطمئن وتثق بعائلتها ....
عائلتها لا تخون الدوله ...!!!!!
لاتخون ...!!!!
قالت بمواربه بعد صمت للحظات :- هل هناك شيء يجب علي ان اعرفه ؟؟!!!
دمدم اسماعيل ولوح لها بكفه بمعنى ألّا تهتم ..
فمن الواضح له انها لا تعرف شيئاً اخر ..
بينما رد سردار بحنانه ورفقه :- بما انك عرفتِ امر مأمون فهي مجرد مسأله وقت ليعرف الجميع بذلك ونعترف به ... هو يستحق ذلك بعد تحمله البقاء في الظل لسنوات طويله ...
ونظر لوالده نظرات ذات مغزى ..
يقول بتصميم :- اليس كذلك يا ابي ؟؟!!!
تأفف اسماعيل وعرف انه لن يجابه سردار في هذا الامر وسينقلب الجميع ضده في وقت قريب ...
ولكنه فضل السكوت حتى لا يثير الشك في قلب حفيدته ....
انصرف سردار مع هدير ليبقى وحيداً داخل المكتب ..
الذي يشعر بجدرانه تطلق على انفاسه ...
تناول هاتفه بهدوء ليضغط احد الارقام ...
ويقول بغضب :- اختر احد افضل رجالك وجهزه فوراً .. وارسله للعنوان المطلوب .. هناك فتاه شقراء عليك التخلص منها ...
اغلق الهاتف ..
وفكر بحقد عمّا يمكنه ان يفعل جنكيز عندما يعلم ان ابنته التي لم يعترف بها حتى الآن بخطر ...!!!!!
والتمعت عيناه بحقد اعمى ...!!!!
==========
ظهراً ...
طرق توبراك بقلمه على الطاولة برتابه يفكر بعمق بما حدث في الاونه الاخيرة ...
وغضبه ونقمته من والدته التي طلبت رؤيته قبل ايام في احد المقاهي لتطلب منه المال ..
فقط تطلب المال ...!!!!
لم تخبره بأنها قد افتقدته او اشتاقت إليه ....!!!!!
عندها انفجر غضبه عليها ملفتاً نحوهما النظرات الفضولية ..
وبعضهم عرف من يكون " توبراك قولو اوغلو " " امير الليالي " ...
و ليزداد فضولهم النهم نحوه ...
وخاصه بأنه لم يعد امير الليالي الذي يظهر في الصحف والأخبار كل يوم ...
رفض اعطائها المال ليغادر المكان و ليقطع نظرات الفضوليين ..
ما فعلته والدته بوالده وخداعها له بشأن فيروزه في طرف ..
ثم اختفائها فجأه وعودتها الجشعة له لتطلب المال منه بدعوى انها اعتنت بهم اكثر مما ينبغي ولها الحق ان تطلب منهم المال كله في طرف اخر ...
لا شيء عنده يشفع لها طمعها وتصرفاتها المخجله ...!!!!!!
لا شيء عنده لأم رحلت بإرادتها وتركت اولادها خلف ظهرها ...
لا شيء ... !!!
دخلت مساعدته بعد ان طرقت الباب ...
وقالت باحترام :- توبراك بيه .. مساعده السيد سردار الآنسه بهار هنا ... وارادت ان تتحدث اليك ...
زم شفتيه وتبعها بتغصن بين حاجبيه ..
واشار لها صامتاً بكفه ..
لتفهم مقصده وتخرج ..
لحظات قصيره ودخلت بهار تضم كفيها امامها كطفله مشاغبه معاقبه في المدرسة ...
اخفى توبراك انفعاله من وجودها هنا ..
وسألها بهدوء :- لماذا اتيت هذا اليوم ؟؟؟! اليس من المفترض انك باجازه لعده ايام اخرى بعد خروجك من المشفى ....!!!!!
همست بخجل :- جئت لأخذ بعض اغراضي التي احتاجها .. ولاقول لك اني فكرت بكلامك ووجدت بأنك محق ... لقد استطعت ان تقذف بوجهي ماكنت اخاف ان اعترف به دوماً ... وهو كم انني فتاة سيئه ...
اخفضت رأسها بألم :- انني ادرك انني انانيه وقد اعتدت على الدلال ..
عقدت حاجبيها الرقيقين ..
وتابعت بخفوت :- ولكن الامر ليس بيدي لا استطيع ان اتمالك نفسي ...
تنهد و اشار بكفه للمقعد امام مكتبه ..
هامساً :- اجلسي قليلاً ..
قال بعد لحظات :- انا اعرف جيداً انك انسانه جيده وبداخلك نقاء وقلب صافي .. كل شخص لديه عيوب ومزايا .. كل ما عليك هو تهذيب عيوبك وعدم اظهارها لاحد .. بل عليك المجادله لتشهري كل مزاياك وتتغلبي على سواد قلبك ...
رفعت رأسها بحده لتنظر له بعينين مغشيتين ..
تهمس بحزن :- قلبي الاسود ..!!!
شبك انامله ببعضها وهمس :- اسف لقول ذلك .. ولكن هذه الحقيقه ان استمررتِ باظهار عيوبك فقلبك يوماً عن يوم سيزداد سواداً وينعكس هذا السواد والحقد على وجهك وروحك ...
هز رأسه بأسى :- لا تفعلي ذلك بنفسك و ...
تردد قليلاً ليردف بحراره :- وبنا ...!!!!
انفرجت شفتيها ببطء ورددت خلفه :- بنا ...!!!
عقد حاجبيه وقال بحسم :- نعم ... بنا .. اظن انك تعرفي ماضيّ الاسود لقد استطعت بإرادتي التغلب عليه و على سواد قلبي ...
تابع بهدوء :- لقد ساعدني احدهم بالتغلب عليه دون ان يشعر .. قد اخبرك بذلك يوماً ما ...
مطت شفتيها ولم تفهم عن ماذا يتحدث ؟؟!!
قال وقد فرش ذراعيه جانباً :- اي ما اقصده انني الآن شخص مختلف عن ذلك العابث الذي يظهر بصفحات الصحف كل يوم واظن انك تدركين ذلك وقد لاحظته ...
همست بحيره :- نعم لاحظت ...!! ولكن ما شأني لتخبرني بذلك ...
قال برفق :- انا اشعر بشيء ما تجاهك كلما اراك اشعر بالعواصف تعصف داخل قلبي .. اريد ان اتعرف اليك عن قرب ان نخرج معاً لنفهم بعضنا اكثر لتطمئني لي واطمئن لكِ لاثبت لكِ انني تغيرت ولتثبتي لي انك لن تخذليني ...
همست بشفتين منفرجتين :- انت تعرف جيداً هارون لن يقبل بذلك ابداً .. وانا لا استطيع فعل ذلك من خلف ظهره .. لن افعلها بأخي .. مستحيل ..
ابتسم ليقول بخبث لذيذ :- اعلم ذلك جيداً واحترمه لهذا قررت ان يكون ما بيننا جدياً ورسمياً .. سأتقدم لخطبتك ولا اظن انه سيمانع خروجنا معاً بعد ذلك ..
اتسعت عينيها بذهول مما يقول ..!!!!!
توبراك يخطبها هي ...!!!!
بين كل الفتيات في هذا العالم يختارها هي ...!!!!
بينما كانت منذ اشهر لا تثق به ابداً و تتألم بصمت من رؤيته مع كل فتاه كل يوم بنشرات الاخبار والصحف ..
يأتي ويختارها هي زوجته ..!!!!!
هي الفتاه البسيطه العادية ...!!!!
فكرت ساخره بألم ..!!!
بأنه قد شبع من عبثه وتنقله بين جميع الفتيات ليكبر ويعقل ويختار فتاه ليس لها اي تجارب سابقه مع الرجال ..
ولن يمسها رجل غيره ...
فتاه ساذجه تحبه وتصونه والاهم انها اصبحت واحده من اقربائه ...
لتكون هي الاختيار الامثل ...
لم يكن يدرك توبراك كم اذى قلبها وجرح كبريائها ..
وشعرت انها رخيصه مثلها مثل كل فتاه عاشرها من قبل ...
عندما قرر ان يختارها بعد ان اصبح جاداً وقرر ترك حيته اللهو ..
وهي الدميه الجديده التي ستبقى معه ما تبقى من العُمر ...
قطع افكارها اقتحام امرأه للغرفة تدفع عربه اطفال ...
بينما مساعده توبراك تقف خلفها ..
تقول بحاجبين مقطبين :- اسفه توبراك بيه لم استطع منعها من الدخول ...
اومأ لها توبراك لتنصرف وتغلق الباب ...
ويحدق بها توبراك بريبه ...
شاهدت بهار بألم الفتاه خارقه الجمال تدفع شعرها الطويل للخلف ..
وتقول بغرور :- شكراً لك لانك لم تحرجني وتطردني ...
تجاهل ماقالته وهدر بها بقوه :- ما كل هذه الوقاحه ؟؟! من انتِ ؟؟! وماذا تريدين ؟؟؟!!
ابتسمت بهدوء ..
لتقذف بوجهه قنبلتها التي اعتنت بها جيداً لاشهر ..
قائله بثقه خرجت من عينيها :- جئت لاحضر لك ابنك ...!!!
هزت كتفيها وقالت بلا اهتمام :- لم تكن بهذه القسوة عندما القيت ظرفاً من المال بوجهي لاجهض الطفل .. لقد كنت بارداً جداً وكأنك معتاد على هذا .. وانا لم استطع التفريط بطفلنا ...
اردفت بعمليه كريهه :- يوجد معي تحليل لإثبات ابوتك واعلم انك لن تصدق ذلك .. لهذا سأذهب معك لاي مركز تختاره لنجري التحليل مره اخرى .. !!!!!
بالطبع هي لم تفرط بطائر الحظ الذي يبيض بيضه من ذهب و قد حط على رأسها ...
نظر بعنف نحو بهار ووجدها تبتلع ريقها بغصه مسننه علقت في حنجرتها ..
وترمقه بوجع لم ينتهي منذ وقتٍ طويل ...
وجعها معه لم ولن ينتهي ابداً ...
يا " وجع قلبي وعقلي الأزلي " ...
لقد قتلته نظرتها التي اخبرته بوضوح ان قصتهم قد انتهت قبل ان تبدأ ...
بدايه من عرضه المهين لها وانتهائاً بطفله القادم ...
اسبلت اهدابها تُداري دموعها ..
وهمست بحزن :- اسفه لمقاطعتكم .. علي الذهاب الآن ..
نظرت له نظره شطرته لنصفين ..
لتتابع همستها بغصه :- وداعاً توبراك بيه .. وداعاً ...!!!!!!
==========
مساءً ...
:- كيف اصبحتِ الآن ؟؟؟!!!
قالها ماهر برفق للالين التي كانت تجلس على السرير بهدوء غير معتاد منها وتقرأ كتاباً عربياً بعنوان " لأنك الله " ..
كان قد اهداه لها من قبل لتتعلم اللغه وتمتحن نفسها بإيجادتها للقراءة تاره ..
وتستفيد من محتواه تاره اخرى ..
أومأت له برقه :- بخير ..!!!
ابتسم ببعض الراحه لأنه وجدها تقرأ ..
لقد خشي ان تؤثر بها حادثه اختطافها وتجعلها تتراجع عن طريقها الذي بدأت بأولى خطواته ...
ولكن هو واثق أن هذه الحادثه لم تمر عليها مرور الكرام ...
ويحاول ان يكتشف كيف اثرت بها وهي تبدو بكل هذا الهدوء الغريب عليه ..
و قد شعر بأنها قد فقدت روحها ..
و فقدت ابتسامتها الرقيقه دوماً ...
فلم يشعر بنفسه عندما همس :- ابتسمي العالم يحتاج ابتسامتك ..!!!!!
انفرجت شفتيها قليلاً ونظرت له بدهشه من اسلوبه الذي تغير معها وكأنه يشفق عليها ...
وهي تكره هذه الشفقة ..!!!
تكرهها ..!!!
و لم تبتسم كما اراد ...
التقط كفها ليحرك انامله على راحتها بحركته الأثيرة فشعر بالرعشه تجتاحها ..
رعشه لذيذة تنتابها منذ ان بدأ يقوم بها قبل بضعه ايام ...
وقال بحسم :- هل تودين ان تتكلمي ؟؟؟!!
بريبه خافته وقد وضعت الكتاب جانباً :- عن ماذا ؟؟!!
رد ببطء :- عن مخاوفك ؟؟! احلامك ؟؟! ماتريدين تحقيقه في المستقبل ؟؟!! .. اي شيء تريدينه ابدأي من مكان ما ..!!!!! يعني اذا اردتِ ...
تنهد ليردف بجسارة :- لا يجدر بكِ ان تهربي منها وتخفيها داخل قلبك... عليكِ ان تخرجيها وتقاوميها ولا تسمحي للحادث الأخير ان يدمر خطواتك التي خطوتها وبدأتها ...
تابع بتصميم حاد :- لا تجعليه يهزم ويهدم ما تعبنا لبنائه معاً لأشهر ابداً ثم ابداً ... اعتبري ان هذا امتحان قد مررتِ به ...
لم تشعر بدموعها وقد سالت على وجنتيها كجدولين مالحين ..
ويبدأ جسدها يرتجف ...
ليقول برفق :- ما رأيك لنبدأ بلماذا انتِ حزينه الآن ؟؟!
همست والكلمات ترتعش على شفتيها :- انا لست بخير .. لست بخير ابداً ... انني اتألم كثيراً ... لا اريد تذكر الماضي اردت ان انساه ان اهرب منه ..
شهقت بقوه وذكرياتها المريرة وكفاحها ومجادلتها منذ الطفولة تغزوها بعنف هائل ...
وقالت بإختناق قوي :- ولكن لم انجح ... لم استطع نسيانه ... انه يحاصرني في صحوي ومنامي وكوابيسي ... يحاصرني في كل مكان ... ولكنني انجح في البقاء هادئه في تمثيل اللامبالاه ..
تنهد ماهر ونهض ليجلس على طرف السرير ويمد ساقه ويرفع الأخرى قليلاً ...
ويحيط اكتافها ...
هذه المره لم يفكر بأي شيء سوا لأن يحتويها و يجعلها تهدأ لعلها تبوح له بما لم تبح به لأي احد من قبل ...
واجبر رأسها ان يسترخي على كتفه براحه ...
ولكن هذه المره مختلفه ...!!!!
لقد اصبحت تفهم انه يحتويها ويخفف عنها فقط و لن تبني معه الاوهام مجدداً ..
انه ليس لها منذ البداية ...!!!
و لان فكره عنها لن يتغير بين يوم وليله ...
وان تغير سيكون ذلك لانها اعترفت له بطهرها ...
وهي لن تقبل ابداً ان يتكرم بقبولها زوجته لأجل ذلك ..
لقد كان الجسر الذي تعبره لتخطو خطواتها وحسب ....
اسبلت اهدابها ببطء وخفتت انفاسها المتلاحقة بالتدريج حتى سكنت فجأه ....
وهمس ماهر :- يمكنك ان تتكلمي هكذا .. دون ان تنظري الي ... تستطيعين تخيل بأني غير موجود ...!!!
وكأن قُربه الدافئ وحركته الأثيرة لباطن كفها ..
اعطتها اثراً كالسحر لتسترخي اعصابها ...
وتستكين بين احضانه ...
ولأول مره في حياتها شعرت انها ترغب ان تُخرج كل ما في قلبها وترميه بلا اي عوده ...
فملاكها الحارس يستحق ان يعرف ما لم يعرف به اي احد من قبل ..
لانه هو وحده كان معها منذ البداية ويعرف اكثر مما يعرف الجميع ...
وبدأت تحكي له بهدوء رتيب كل ما مرت به منذ ان وعت على هذه الدنيا في طفولتها ...
حكت له عن برائتها عندما كان يسخر منها الاطفال في الحديقة مع ذويهم لأنها مجرد لقيطه ...
بينما كانت تظن انهم يمزحون معها لتضحك هي معهم على نفسها ..
تضحك معهم على سذجاتها وغبائها في طفولتها ..!!!
ثم تابعت ببرود عند نقطتها الحساسه التي تلمس كرامتها ..
كم جاعت وشعرت بالبرد وتسولت من اجل " الخبز " وقطع الحلوى ...
حكت له كم ضُربت من الشخص المسؤول عن الأطفال المتسولين ان لم تعد بقدر المال الذي حدده لهم منذ الصباح ...
كانت تحكي وتحكي بهدوء ظاهري ...
ويا للعجب لم تعد تتألم ...!!!
ذكرياتها هذه اصبحت ماضي ..!!!
انها الآن لالين التميمي ...!!!!
وليست قدر المشؤومه ...!!!!
لقد حققت احدى امنياتها ان تترك اسمها الحقيقي لمستقبلها النظيف ان وُجِد ...
وهاهو قد وُجِد ...
لم تشعر ماذا كانت تفعل بقلب ماهر الذي ينبض الماً ووجعاً مع كل حرف تنزفه من بين شفتيها ...
ولم تشعر بدمعته التي خانته ومسحها بسرعه قبل ان تلاحظها ....
وقد بدأ عقله يتخيل ويصور كل ما تحكيه له من الم وعذاب ..
شد على جسدها يضمها اليه اكثر ...
وقد حاولت ان لا تتأثر بإحتضانه ...
لن تتأثر ...!!!
نظرت له بهدوء وقد وصلت لتلك المراحل التي عثر عليها مأمون ...
وهمست بخفوت :- لقد سألتني من قبل لما لم اجد عملاً محترماً ... في الحقيقة لقد عثرت في البداية ...
صمت ماهر ولم يجب ينتظرها ان تتابع ..
لقد كانت المره الاولى التي تحكي بها عن ماضيها بهذا الانطلاق ...
لقد فهمت صمته الآن ينتظرها ان تحكي حتى لا يقاطعها وتقول له كل شيء ....
تابعت لالين :- كان هناك دار ايتام يتعامل معه مأمون منذ سنوات طويله .. جعلني اعمل به عندما رفضت ان يصرف علي .. كان عملاً نظيفاً امسح الممرات وارتب اسره الاطفال واسره البنات الكبيرات .. كان ميتماً كبيراً وضخماً ولكنني لم اتعب ... لقد كونت صداقات مع البنات وكنا نستمتع معاً بعض الأحيان ...
هزت كتفيها لترفع رأسها قليلاً تنظر اليه من طرف عينيها ...
فواجهتها ذقنه الداكنه بلحيته الكثيفة نوعاً ما ....
لتقول بفتور :- اي انه لدي بعض الذكريات الحلوه .. لم تكن جميعها مؤلمه ...
ثم صمتت وكأن ما بعد ذلك هو الأكثر إيلاماً مما مرت به سابقاً ..
همس ماهر وقد شعر بأنها قد استنفذت انفاسها :- لا تتابعي ان اردتِ الآن .. لقد قطعتِ شوطاً جيداً ... وتتابعين في وقت لاحق ...
هزت رأسها نفياً ثم اطرقت رأسها تنظر لكفيها وهي تتلاعب بهما ...
وبشرود :- قلت لي لأنجح علي المقاومة ...
ثم سرحت نظراتها للامام تتذكر تفاصيل ذلك اليوم ..
تتابع ببرود عاصف تحسد عليه :- ذات يوم كنت انظف دوره المياه ودخل مقصود فجأه واخذني عنوه بعد ان اغلق فمي وخدرني .. فتحت عينيّ في مكان اشبه بمصنع ما ومكان قديم .. ظننت وقتها امراً اخر وكدت اجن وافقد عقلي ...
صمتت ولم تستطع ان تنطق بما اوجعها ...
وعادت الدموع تتجمع في عينيها ولم تنجح بالسيطرة على ألمها ...
وفهم ماهر ماكانت تظنه فاشتدت كفه على عضدها يؤازرها ...
عاد صدرها يعلو ويهبط بإنفعال ...
و تابعت بوجع :- لقد حدث كل شيء بعد ذلك بسرعه .. واخبرني بأنه باع كليتي واعطاني بعض المال وصرف بعضه على علاجي بعد ذلك لان الاجهزه كانت قديمه وملوثه ... وهددني ان اخبرت مأمون بذلك سيقتلني ويبيع اعضائي ويستفيد منها جميعاً .... لقد تركت العمل في الميتم لان صحتي تدهورت كثيراً وقاموا بانقاذي بصعوبه في المشفى ... ولم استطع ان اخبر مأمون كان مايزال يظن بأني اعمل في الميتم واموري تجري على ما يرام ...
ابتلعت ريقها وبدأ جسدها يرتجف بعنف مع شهقاتها التي سيطرت عليها واصبحت تنهت ببطء ...
ان كان قلب ماهر قد كاد يتوقف وهي تحكي عن طفولتها ..
فقلبه الآن توقف فعلاً لما التمسه بكل ذلك الألم الذي تحكي به ...
تمالك نفسه وما يشعر به من عذاب ...
وربت على شعرها يشدها إليه حتى تطمئن ...
ولكنها كانت شجاعه ....!!!!
شجاعه عندما تابعت تهمس :- تلك الايام كنت اشعر بالتعب وجاء مأمون ليطمئن علي وعلى اطفاله كما كان يسميهم .. ولاحظ تعبي ولم اجرؤ ان اخبره ... وقرر ان سيعثر لي على عمل اقل تعباً وانا رجوته ان يكون عملاً بجانبه مهما كان ...
ابتلعت ريقها بصعوبه ...
واكملت بقوه من بين دموعها الغزيرة :- ظننت انني عندما اكون بجانبه لن يستطيع احد ان يتجرأ ويؤذيني ... وكما تعرف ويعرف طبيعه عمله ... كان احد مكاتبه في حجره مخفيه داخل ذلك الملهى ... عملت هناك كما رأيتني ذلك اليوم ... واصبحت تحت حمايته ولم يجرؤ احد على الاقتراب مني من بعدها ... لم اهتم وقتها لعملي بقدر ما كنت اشعر بالامان ...
لم يتمالك ماهر نفسه ان يغار من ذلك الرجل المسمى " مأمون " ...
عندما شعرت معه بالامان ...
وكانت تنتابه الحيرة منه ...
كيف يكون هكذا ؟؟! وهو قائد للمافيا ؟؟!!
كيف ؟؟!!!!
ماهذا التناقض ؟؟؟!!!!
شعر بجسدها يرتجف فشد عليه اكثر ..
وهمس :- هشششش .. حسناً هذا يكفي اليوم .. لقد كنتِ شجاعه وانتِ تحكين ... شجاعه وقويه وذلك سيكون لصالحك ان تتجردي من ذكرياتك ومخاوفك ...
نظرت له وقالت بحبور وكأنها طفله تجاوزت امتحان ما :- حقاً ..!!!!
أومأ لها مبتسماً :- نعم حقاً ...!!!!
قالت بهدوء متردد وقد هدأت نوبه بكائها :- لقد بقي جزء بسيط علي ان اقوله ليسقط عن كاهلي ... لا استطيع كتمانه أكثر من ذلك ... لأنني اشعر بالذنب ...
تنهد بهدوء وقال :- حسناً ... ان كنتِ تشعرين انكِ سترتاحين قولي ...
قالت بحزم :- عندما عملت هناك ظننت انني تخلصت من مقصود للابد ولكنني كنت مخطئه .. لقد كان رجل مأمون وملازمه ... وذات مره احتجت للمال كثيراً لاجل ايجار شقتي وإلا لبقيت في الشارع .. وخجلت ان اطلبه من مأمون .. واقترح علي مقصود ان اقوم بعملٍ بسيط من اجله ...!!!!
عقد حاجبيه متحفزاً ...
لتتابع بلهاث منفعل وانفاسها تتدحرج بعنف :- مقصود الذي باع كليتي وبسببه اصبحت اعمل بذلك المكان بجانب مأمون خوفاً منه وتدهورت حياتي بسببه .. هو من دلني على فيروزه .. ارادني ان احتك بها واتعرف اليها لأخدعها واجذبها اليه وفي المقابل يعطيني المال وقد فعل مقدماً ...
اتسعت عينيه بصدمه :- أهل هي فيروزه خاصتنا ؟؟!!
هدأت مجدداً من موجه انفعالها ..
و أومأت ببطء :- نعم هي ... بدأت اتعرف اليها ثم طلبت مساعدتها لاجل العمل لأكون بقربها .. في الحقيقه لم اكن احتاجه ولكنني شعرت بالراحه كان عملاً نظيفاً ان اعمل عندها في النهار لينقلب حالي في الليل ...
اخفضت رأسها بألم ...
ثم لمس ذقنها بأنامله ليرفع رأسها إليه ...
ويسألها بلا مواربه :- هل سلمتِ فيروزه له ؟؟؟!!
هزت رأسها نفياً وهمست :- لا .. لم استطع .. لقد احببت فيروزه لقد اصبحت صديقتي لم استطع ان افرط بها وافعلها ...!!!!! وكنت اماطل كلما سألني عنها إلا عندما نفذ صبره وكاد يؤذيني في احد الازقه .. ثم ..
صمت ماهر وهمس بتردد وكأنه يتذكر شيئاً ما من العدم :- إلى ان انقذتك منه ذلك اليوم ..!!!! اليس كذلك ؟؟؟!!
أومأت له بهدوء وشعرت ببرد وسلام وهي تحكي له كل شيء وتتجرد من كل ماضيها ..
دون ان يجثم شيء ما على قلبها ...
الآن عرف ماهر لما بدا له مقصود مألوفاً ...
اذ بالقدر جعله يدخل حياتها لينقذها من ذلك القذر ...!!!
ومن حياتها السابقه ...!!!!
وماضيها المؤلم ... !!!!
وهو سيفعل ذلك سينقذها من كل هذا ومن نفسه ان ارادت ذلك ...
فهو ايضاً قد سبب لها الالم حتى بعد عثورهم عليها ... !!!!! ..
ولم يختلف كثيراً عن أولئك الاوغاد اللذين اذوها دوماً ...
مسح على شعرها برفق حاني ...
وهمس بفخر :- كنت اشعر بأنكِ لن تبيعي فيروزة .. لستِ من ذلك النوع الحقير .. ولكن اين ذهبت ذلك اليوم ؟؟!! بالكاد ذهبت لأجلب حقيبتي لاساعدك واذ بك اختفيتي ...
حاولت ان تبتعد عنه حتى لا تعتاد دفئه وحرارته اكثر من ذلك ...
وهمست بتورد :- لقد اخذني رجال مأمون كان يرسلهم خلفي لحمايتي ... وعندها خاف مقصود منه وهرب .. هرب ولم يعد ...
فكر ماهر بأنه " أهل مأمون مجدداً ؟؟؟! " ...
شردت قليلاً وهمست :- وظننت ان الكابوس انتهى بهربه ...
رد بحسم :- لقد انتهى ... كل الكابوس انتهى .. وستتابعين طريقك من حيث توقفتي .. لا رجوع للخلف .. هل فهمتِ ؟؟؟!!! لا رجوع ...
هذه المرة ابتسمت ابتسامه باهته :- معك حق .. سأتابع ولكن سأتابعه مع امي واختي .. ليس معك ..!!! انت تستحق من تليق بك وبمستواك اكثر مني ... كما قالت صديقتك الطبيبه انني تربيه شوارع لا اليق بك ...
تجاهل تلميحها لإنفصالهم ...
وتجاهل تلك النغزة التي وخزت قلبه دون ان يدري ما السبب ؟؟! ...
و قال ببعض الغضب :- أولا انا لا اعترف ابداً بشيء اسمه صداقه بين الرجل والمرأه ... هي مجرد طبيبه تعمل معي في نفس المكان .. ولا تقولي ذلك مره اخرى ...!!!!!
ابتلعت ريقها ونظرت له ..
وقالت ببراءه :- وثانياً ؟؟!!
ابتسم برفق :- قولي لي ما هي احلامك التي تتمنينها ؟؟!! بالتأكيد لديك احلام ...
ابتسمت لان مسار الموضوع قد تغير وبدأت تشرق روحها من جديد ...!!
ردت برقه :- لقد حلمت دوماً ان يكون لي عائله كبيره تحبني واحبها ... واتعلم القراءه والكتابه ان اصبح امرأه ناجحه .. ولكن المقارنة بي معك مجحفه جداً انا لن اصل ابداً إلى مستواك لأليق بك ...
وتجاهلت ان تذكر له حلمها بإرتداء فستان ابيض حتى تشعر بأنها عروس طاهره ... !!!
عروس نقيه استحقت ارتداء الابيض ...!!!
قاطع افكارها ببعض الحدة :- كيف سيصدقك اي احد ؟؟! .. اذا لم تصدقي نفسك ؟؟!
نظرت له قاطبه حاجبيها بعدم فهم ...
ليتابع بحده :- انظري ...!!!! كان لديك حلم وجعلته حقيقه .. عائله كبيره ولديك عائله ..!! وها انتِ تتعلمين القراءه والكتابه بلغتين ..!!! وتصنعين الحلوى والكعك لانك تحبين ذلك وتستطيعين ان تفتحي متجراً مستقبلاً ويصبح احد احلامك التي تتحقق ...!!!
عقد حاجبيه مردفاً بقوه :- ولكن انت لا تصدقين ان حلمك اصبح حقيقه ...!!!! مازلت ترين نفسك ادنى ممن هناك لا تجدين نفسك تليقين بعرش آل تميم وأحلامك ..
هدأ انفعاله ليبتسم لها بحنان خاص به ..
واردف :- لأحكي لكِ حكايه ريانه احدى اقاربنا من القبيلة .. فتاه مختلفه عن الجميع هناك ... سألت والدها يوماً هل العلماء امثال الخوارزمي وابن سينا من البشر ؟؟!! ليجيبها والدها بنعم !!! فترد عليه لماذا اذاً لا نراهم حولنا اريد ان اصبح واحده منهم .. فيرد عليها والدها بحسم اذا اردتِ ذلك ستصبحين يا ابنتي ...
همس بخفوت وكأن ذاكرته تعود للبعيد ...
ونظر للالين ليقول بفخر لمع بعينيه :- ولقد اصبحت .. بحجابها ودينها والتزامها .. اصبحت عالمه في التقنية الحيوية ...!!! غضبت عليها عشيرتنا هددوا والدها بالطرد ان تابعت مسيرتها ولكن لم تهتم لكل ذلك كان والدها يقف خلفها كالجبل يحميها ويسندها دوماً حتى مشت ...
تنهد بأسى ليتابع :- ولكنها طردت مع عائلتها ولم ترد العودة ...
شتت افكاره عنوه عن ذلك الماضي ..
ليقول لها :- المغزى مما اقوله .. نجاح المرأه لا يعني ان تصبح طبيبه لتليق برجلها الطبيب او مهندسه لتليق بزوجها المهندس .. كل امرأه تنجح بطريقتها الخاصة وبما تحب ان تفعل ...
نظرت له مبهوره كطفله احبت ان تسمع الحكاية ...
وسألته بلهفه :- وماذا حدث مع قريبتكم ؟؟! هل عادت بعد كل هذه السنوات ؟؟!
مط شفتيه وقال :- لا لم تعد .. لقد انقطعت اخبارها منذ زمن طويل ...
غمز لها بتسلية ..
وقد ارتاح لأنه استطاع ان يخرجها من مزاجها الحزين والغارق في الماضي ...
وقال :- لأخبرك اذاً قصتي المتواضعة .. هل تعلمين لو ان ابي لم يجبرني على دراسه الطب لكنتِ الان تزوجتِ من متسكع يلعب كره القدم في الشوارع مع شباب الحيّ ؟؟؟!!
انفرجت شفتيها بصدمه :- هل اجبرت على دراسه الطب ؟؟!
ابتسم لها :- نعم ..!! كنت اكرهه كثيراً ... حلمي كان ان اصبح لاعب كره مشهور ...
شهقت لالين بدهشه غير مصدقه لذلك ....
فضحك قليلاً من رده فعلها ...
وقالت :- وكيف استطعت ان تنجح بالطب وانت لم تحبه ؟؟!
سرحت نظراته الجذلى لأيام الثانوية ...
وهمس :- كان هناك احد اصدقائي في الثانوية اسمه " خالد " .. عندما قلت له لماذا ستدخل كليه الطب ؟؟!! انها كليه معاتيه يضيع الباقي من عمرك بها دون ان تتخرج ... ضحك وقتها ببشاشه كان وقوراً ورزيناً بينما انا كنت متسكعاً وعابثاً نوعاً ما واعطاني تلك الاجابه التي كانت بمثابه صفعه لي .. اغرب اجابه مرت علي في حياتي .. جعلتني افكر لايام وايام ولم الاحظ انني بدأت اتعلق بالطب يوماً عن يوم حتى احببته ...
لهثت انفاسها بحماس مع قصته التي تعرفها لاول مره ..
وسألته بفضول :- ماذا قال لك ؟؟؟!!!
رد بإبتسامه :- رد علي بآيه من القرآن الكريم ... " وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا " ...
هل تتخيلين ؟؟! ! ان انقذت روح انسان واحد فكأنني قد احييت الناس جميعاً .. لقد تمعنت بتفاصيل هذه الاية لايام وايام .. حتى احببتها واحببت الطب ...
رددت خلفه تقلده كطفله تتعلم القراءه ونطقت حرف الـ " هـ " بدل حرف الـ " ح " ...
ليضحك بصوت مرتفع هذه المرة ..
ويصحح لها برفق :- أَحْيَاهَا .. أَحْيَاهَا ...
ضحكت برقه وقالت :- صعبه جداً هناك بعض الحروف صعبه النطق لم استطع ..
ربت على شعرها مبتسماً :- لا بأس ستتعلمين كل شيء واحد تلو الآخر لا يمكن ان تتعلمي كل شيء معاً .. و عندما تكونين مستعده ستستقر الحجاره في اماكنها من تلقاء نفسها دون ان تشعري ... لتليقي بي او ...
تردد قليلاً ليتابع بحسم :- او بغيري ...
تنهدت بهدوء لذكر هذا الموضوع ..
ثم صمتت وشعرت بأنها تعبت من الحديث ...
ولكنها عادت تلتفت له بقوه عندما سمعته يقول بخبث لذيذ :- لأخبرك بسري الذي لا يعرفه اي احد يخص ما نتحدث عن الآن ...
بما انها قد افصحت له عن ماضيها لا بأس ان يخبرها القليل عن ماضيه ...
حتى لا تشعر بأنها هي من تتحدث فقط ...
تحتاج لسماع الامور التي تقوي عزيمتها ...
وسيبذل كل وسعه لذلك ...
تابع يقول برفق يخصه لها :- حين كنت في عمرك كنت ما ازال اجاهد في كليه الطب .. كان لدي استاذ له مكانه خاصه في الجامعه .. كان هو الاكثر احتراماً وقيمه دون نقاش .. السيد صابر ...
شردت نظراته وهو يتذكر كل التفاصيل ..
ووضع كفه على فخذه بتحفز قائلاً :- هل تعرفين ماذا قال لي عندما تخرجت من كليه الطب ؟؟!
نظر اليها فرأى تلك اللهفه اللذيذه للمعرفة تحوم في عينيها ...
قال بقوه اجفلتها يقلد صوت الاستاذ الخشن بطريقه مضحكه :- انت استلم بسطه في الرصيف يا ماهر .. لن يسمحوا لك بإجراء عمليه واحده في هذا العالم يافاشل ..
شهقت بروعه مما قاله وهمست :- كم هذا عيب ..
قال بإبتسامه واسعه :- لا ..
عقدت حاجبيها ...
ليرد وهو يرفع حاجبيه بتسليه :- لقد كان هذا محفزاً لي اكثر من كل الجوائز والشهادات والنتائج التي حصلت عليها في الكليه ...
ثم تابع فيض الذكريات :- حين سمعت ذلك انهارت الدنيا على رأسي .. بكيت .. تخيلي انا ماهر التميمي بكيت ..
لكن فهمت بعد ذلك انني احب هذا العمل كثيراً .. وعملت بجهد وخرجت للطريق وها انا هنا افضل جراح في المشفى الذي اعمل به الحمدلله والشكر له ..
تنهدت براحه لطالما كانت تراه انسان ناجح ورائع ويستحق الافضل دوماً ...
همس لها يقرص ارنبه انفها :- ذلك الاستاذ لم يؤمن بي ولكني أمنت بنفسي .. لذلك انتِ ايضاً آمني بنفسك لانكِ ستنجحين ...
نامت هذه الليله قريره العين وابتسامتها تتراقص على شفتيها وكلها تصميم واراده لان تنجح ..
ستصبح امرأه ذات قدر كبير ...
هي تؤمن بذلك ..
تؤمن بنفسها ....
==========


Layla Khalid likes this.

rontii غير متواجد حالياً  
التوقيع














رد مع اقتباس
قديم 18-10-17, 06:33 PM   #4844

rontii

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية rontii

? العضوٌ??? » 289729
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 20,876
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ﻻ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
افتراضي


تنهد علي بضجر بينما يراقب فيروزه تعمل برقتها المعهودة في صالونها ..
شعرها الاشقر الفتح يُشع كالشمس المشرقة من خلف واجهه الصالون الزجاجية ..!!
ما الذي تفعله يا علي ؟؟؟!!!
هل يليق بك مراقبتها كالمنحرفين ؟؟؟!!!
سحقاً لكِ يا هدير على هذا الوضع ..!!!!!
ما الذي تحاولين فعله ؟؟؟!!
منذ ايام يراقبها بعدما اقلقته هدير بشأنها وبأن عليه ان يحميها ..
يراقبها من بعيد ولا يقترب منها وكبريائه يرفض العودة لها او التحدث اليها بعد ان تركته وهربت منه دون ان توضح له اي سبب ..
لقد مضى الكثير منذ تجاوز الماضي ...
ولا رغبه له بتكراره ...
لاحظ ذلك الرجل الذي اثار ريبته منذ خمسه عشر دقيقه بالضبط وهو يحوم حول الباب الزجاجي ..
ويرتدي قبعه يغطي بها رأسه وجزءً من وجهه ...
يتحفز بوقفته ويدخل يده لجيب سترته عندما همّت فيروزة بتناول حقيبتها لتخرج من الصالون بعد ان اغلقته ...
ويتبعها الرجل ...
لم يحتج للكثير من التفكير ليدرك انه يريد ايذائها في مكان خالي من العامة في هذا الوقت من الليل ...
اندفع نحوهما بتصميم وعلامات الغضب ترتسم على وجهه ...
شعرت فيروزه بأحدٍ يسير خلفها وكأنه يتبعها في الطريق ..
شدت قبضتها على حزام حقيبتها واسرعت بخطواتها ...
وانفاسها تتعثر بخوف ...
خوف لم يفارقها منذ سنوات ...
منذ ان خرجت من الميتم وهي تتخيل احدهم يهرول خلفها ليهيم بها ضرباً او يتحرش بها بالاماكن الضيقة والفارغة ..
ولكن لا يوجد احد ....!!!!!
في كل مره تلتفت لا تجد احداً كالعادة ...
خاصه انها خرجت بهذا الوقت من الليل والرصيف خالي من المارة ...
فبالتأكيد انها تتوهم كما العادة ...
الجميع يظنها قويه وتتحمل الألم ...
وقلبها خالي من المشاكل والهموم ..
يظنون دوماً انها بخير عندما تقول " انا بخير " ...
وهي ليست بخير ... !!!
ليست بخير ابداً ...!!!!
دوماً كانت تظن ان مشاكل الناس من حولها اكبر واعمق من مشكلتها السخيفة ...
الا يقولون ان من يرى مصائب الناس تهون عليه مصيبته ...
وهي تفكر دوماً بذلك وتمد روحها بقوه واهيه حتى تتسلح بها ...
مشكلتها سخيفه .....!!!!!
سخيفه لا تستحق ان يلتفت احدهم اليها ....!!!!!
:- توقفي ..!!!!
ارتجفت عندما سمعت صوت خشن يقطع افكارها يأمرها بحده ان تتوقف ...
وتصلب جسدها بذعر ...
هذه المره ليست وهماً ..!!!!
هناك حقاً من يطاردها ويريد ان يسرق حقيبتها مثل تلك المرة التي مرت امام عينيها في الماضي ....
التفتت له بإرتعاش خائف حتى تتأكد فقط ...
ربما وصلت اوهامها لدرجات متطوره لتسمع اصواتهم قربها ...
فوجدت رجلاً يخرج شفره كبيرة من جيب سترتة وقد اشهره في وجهها ...
غطت وجهها بيديها المرتجفتين وكتمت صراختها بداخلها كما اعتادت ان تفعل دوماً ...
ان تكتم صرخاتها وألمها وخوفها في قلبها ..!!!
قلبها وفقط هو من يحتويها ...!!
مضت لحظات وهي غارقه في الظلام والذكريات ...
ثم بدأت تسمع لبضعه اصوات اخرى سببت الجلبة .....
ابعدت يديها عن وجهها لترى علي ...!!!!
يهجم على الرجل بشراسه ويركله ويضربه بعنف ..!!!
مثل تلك المرة الأخيره التي تركته من بعدها ...!!!
التاريخ يعيد نفسه ..!!!
حاول الرجل التخلص من قبضه علي فجرحه جرحاً قوياً على عضده ...
واستطاع الفرار عندما كز علي على اسنانه من الألم ...!!!
شهقت فيروزه بقوه وترددت ان تهرب كما اعتادت ...!!!
ام تذهب لعلي الذي انقذها للمره الثانية ممن حاول سرقه حقيبتها خاصة بأن معالم الثراء الواهي تتضح عليها ...
وفي كلا المرتين ضرب وصرخ واثار رعبها ...
لم يطاوعها ضميرها ان تذهب وتتركه هكذا ...
وقد احرقه جرحه من الالم حتى ينزلق علي ويستند إلى الحائط ..
اقتربت ببطء حذر وانخفضت على عقبيها برقه ..
وهمست :- علي هل انت بخير ؟؟!!
غطى جرحه بكفه ..
وهمس بخفوت :- هذا السؤال موجه لكِ .. !!! ثظ
تابع بجديه :- هل انتِ بخير ؟؟!!
كان جسدها مازال يرتجف قليلاً ...
ونظرات الخوف احاطت مقلتيها ...
ولكنها ردت كما اعتاد لسانها :- بخير ...!!!
نهضت تشير لصالونها القريب ...
وقالت :- انتظر قليلاً لاذهب واجلب عده الاسعاف لأجل جرحك ..
رد ببساطه :- لا امانع ان ذهبت معكِ ....
اتسعت عينيها بذعر ...
من المستحيل ان تنفرد مع اي رجل لوحدها مهما كان ..
خاصه ان الصالون الآن فارغ ولا يوجد احد ...
قالت بتلعثم :- لا .. لا .. سأذهب بسرعه واعود لن اتأخر ...
تنهد علي يحدق بنظراتها المألوفه وقد كانت تنظر له هكذا بعض الاحيان ...
ولم يكن يعرف معنى هذه النظرات المسروقة ...
وبعد لحظات افترقت شفتيه قليلاً ليستوعب ان نظراتها كانت خائفه ومذعورة ..
كتم شهقه كادت تخرج من صدره ...
فيروزته الثمينة كما كان يحب ان يسميها داخله ....
كانت ومازالت تخاف منه ...!!!!
ولكنها لم تظهر له ذلك من قبل ....!!!!!!
لا يعرف ماذا حدث فجأه ؟؟!!
ليتذكر الايام الماضيه عندما كان يراقبها حتى تعود لمنزلها بأمان ..
تتلفت خلفها بذعر وكأن احداً يلاحقها ...
ثم تذكر الماضي وكيف كانت تتصرف حوله بحذر وترفض ان تنفرد به ..
والكثير من الامور التي عادت لذاكرته النائمه ...
ملامحه كانت خاليه التعابير عندما همس وكأنه يقرّ واقعاً :- هل تخافين مني يا فيروزة ؟؟!!
أكد بكلماته مجدداً :- مني انا ...!!!!!!
تلاحقت انفاسها ببطء عندما لاحظ خوفها ..
جحظت عينيها قليلاً ...
لا .. لا .. لا ...
هي لا تريد لأي احد ان يكتشف كم هي جبانه ومثيرة للشفقة ...
لقد نجحت طوال سنوات بتمثيل القوه واللامبالاه ...
لا يمكنه ان يأتي الآن ليجردها من قشرتها ... !!!!
لا يمكنه ..!!!!
قست نظراتها ...
وهتفت بقوه :- لا .. من قال ذلك ؟؟!! من انت لأخاف منك او من غيرك ؟؟!!! .....
نهض ليقترب منها كالظل الاسود يهيم فوقها وباتت امامه كالفأرة المذعورة ...
ارتد جسدها للخلف بهلع ملأ عينيها ..
وسارت للخلف في كل خطوه يقترب منها ...
حتى انزلقت قدمها عن الرصيف إلى الشارع غافله عن تلك السيارة القريبة التي كادت تختطفها في رمشه عين ..
لولا ان سحبها علي ببعض العنف نحو صدره ويحيط خصرها بذراعية ..
واحاطت هي خصره بذراعيها من فزعها الشديد هذه الليله ...
تلاحقت انفاسها بقوه ...
رباااه ... !!!
حضنه دافئ ...!!!
لم تتكن تتخيل ان يغمر داخلها بهذا الدفء في لحظات قصيرة وثواني معدوده ...
عض علي شفته بقوه يمسح على شعرها ...
كاد قلبه ان يتوقف عندما انزلقت عن الرصيف ..
لم يقصد ان يسبب لها كل هذا الفزع ...!!!!!
اراد ان يواجهها لينتزع الحقيقة من فمها ...
عَلا صدره وانخفض بانفعال وقد كانت المره الاولى التي يسحبها إلى صدره ...
همس :- فيروزه هل تعرفين ماذا فعلتِ بي عندما اكتشفتُ انكِ تخافين مني ؟؟؟!!!
رفعت رأسها ببطء اليه تنظر له بأمواج الزيتون الخضراء ...
فعانق وجنتها الطرية بخشونه كفه ...
فكرت بأنه يا للغرابه لم تنتفض ولم تبعده عنها كما كانت ستفعل بالعادة ...
وقال علي بحراره :- لقد قتلتني ..!!! اكتشفت بغفله ان الفتاه التي كنت اهتم لأمرها تخاف مني ..!!!! ومنذ زمنٍ طويل ولم ادرك ذلك ...
كيف لم يلاحظ ذلك ؟؟؟!!
ربما لانه اهتم بكبريائه وكرامته عندما رحلت وطلبت الانفصال ...
وربما لان تعارفهم كان في اوله ولم يهتم كثيراً بما تشعر به ...
وربما لانها بدت له قويه وشجاعه ذات كبرياء انيق يليق بها ...
ربما .. ربما ... وربما ....
....
لم يحاول ان يبعدها عن صدره وقد اعجبته وضعيتهم هكذا ...
ابتسم بحنان عندما وضعت جانب وجهها على صدره كطفله صغيرة تطالب بالأمان .....
ولم تحاول دفعه و الابتعاد ...
أما هي كانت تشعر بالامان كما لم تشعر به من قبل ...
وخافت ان ابتعدت ان لا يعود لها هذا الشعور مجدداً وعندها ستموت ...
همس بخفه :- لماذا تخافين مني ؟؟! هل فعلت شيئاً بغير قصد وأذيتك ؟؟؟!!!
هزت رأسها نفياً :- الأمر ليس متعلق بك شخصياً ... انها العادة فقط ...
شد على وجنتها اكثر ليهمس :- فيروزه ..!! انتِ غاليه جدا ً وليس الآن وحسب .. بل منذ زمن طويل .. انا لن أوذيكِ مهما كان من المستحيل ان اضرك .. اعدك .. اعدك بأنني لن أؤذيكِ أبداً وسأحميكِ بقدر ما استطيع ...
لقد شعر ان عليه ان يقول لها ذلك حتى يدخل الطمئنينه لقلبها الملتاع ...
وبالفعل نجح بذلك وشعرت بالسكون من بعد كلماته وارتخت ملامحها الجميلة ..
كانت المره الاولى التي تشعر بها بشيء مثل هذا الدفء والاطمئنان ..
والمره الاولى التي يحدثها احدهم بهذه الحرارة والرفق ...
وكأن لكلماته مفعول السحر الذي جعل انفاسها تهدأ ...
انفرجت شفتيها بصدمه ..
ويا للعجب لم تشعر بالخوف وهو يعانقها هكذا ..!!!
لاحظت انها كانت تحضنه هي الاخرى وكأنها تستمد منه الأمان ...
فابتعدت بقوه كالملسوعه ..
هل فعلاً عقدت يدها على خصره كالاخطبوط ولم تشعر بذلك ؟؟!
احمرت وجنتيها بحرج بالغ ...
ثم لاحظت ملامحه تشتد بألم وتذكرت جرحه ...
التقطت كفه على غير العاده ..
وقالت بشجاعه تحسد عليها :- تعال لنذهب لاضمد جرحك ...
ابتسم ببطء ولم يمانع بينما تدخله للصالون وتفتح بعض الاضواء الخافتة ..
وقد كان الستار متعدد الطبقات يغطي الباب الزجاجي اي ان لا احد يستطيع رؤيتهم في الداخل ...
انتهت من تضميد جرحه ..
وهمست :- لماذا لاتذهب للطبيب ؟؟!! انه يبدو عميقاً وقد يحتاج لتقطيب ...
ابتسم لها مجدداً بينما يلاحظ تورد وجهها الجميل وحرجها منه وتتحاشى النظر لعينيه :- لا بأس اعتدت على ذلك ... سلمت يداكِ ايتها الفيروزة الثمينة ...
اخفضت رأسها بخجل من تغزله المباشر ..
ليسألها علي برفق :- هل ستخبريني الآن ما الذي يخيفك دوماً ؟؟!!
ابتلعت ريقها وقالت بلا تردد :- العنف ... لانك تضرب الناس بعنف ...!!! كما ضربت الرجل قبل قليل ..
عقد حاجبيه :- لقد حاول ان يقتلك ... هل كنت لامزح معه مثلاً ؟؟؟!!!
رفعت رأسها إليه وبدأت تفرك عضدها كالمهوسة .. بحركه اعتادتها لسنوات ...
وقالت :- ذلك غير مهم ... انا فقط اخاف كثيراً عندما ارى اي احد يُضرب امامي بكل هذا العنف ... افكر واظن بأنه سيأتي اليوم الذي تضربني به هكذا عندما أُغضبك ....
اتسعت عينيه بذهول :- من المستحيل ان اضرب امرأه .. فكيف ان كانت المرأه التي اهتم لأمرها ؟؟!!
اردف بدهشه :- كيف تفكرين بذلك ؟؟!
ثم سألها بشك :- هل هذا ما جعلك تفرين هاربه من علاقتنا منذ وقت طويل ؟؟؟!!!! ...
أومأت ببطء :- نعم .. عندما كنا معاً ذات مره .. و حاول احدهم سرقه حقيبتي وضربته بقوه إلا ان هرب بعد ان توسلتك ان تتركه .. ومره اخرى عندما جئت لزيارتك بالعمل ادخلتني هدير لغرفه التحقيق ورأيتك عبر الزجاج العازل فلم تستطع انت رؤيتي كنت تعنف المجرم حتى يعترف وضربته ... كل ذلك سبب لي الخوف ولم افكر الا انه سيأتي يوماً ما وتضربني هكذا عندما تغضب مني ان تعمقنا بعلاتنا اكثر ... وظننت انه من الافضل ان ننفصل ...
تنهد بقوه وهمس :- لماذا اذاً كنتِ تنتقلين من شاب لآخر لفترات قصيره ؟؟!!
همست بخزي :- حاولت ان اتخلص من خوفي عندما اعثر على شخص يهتم لامري حقاً ولا يعايرني لبقائي في دار الايتام ... لا استطيع الثقه بأي احد بسهوله صعب جداً .. لا استطيع الاقتراب كثيراً منهم وهم كانوا يسأمون مني لانني لست خفيفه .. و لم اكن لاستسلم حتى اتغلب على خوفي من كل شيء .. !!!!
اطرقت رأسها بأسى وهمست :- ولكنني لم انجح ..
علي برفق :- لما تخبرينني بذلك الآن وليس من قبل لنحل المسأله ؟؟؟!
هزت كتفيها بمعنى انها لا تعرف ...!!!
ثم همست :- ربما لأنك عرفت بأني خائفه بينما الجميع كان يظنني قويه ولا اخاف .. وربما لانكحاصرتني بنظراتك الغريبه واسألتك المباشرة ...
ابتسم بمكر لذيذ :- ما بها نظراتي ؟؟!!
احمرت وجنتيها خجلاً :- لا اعرف .. غريبه كما كانت دوماً ....
غامت عيناه بحنين ورفق اليها ..
ولم تلاحظ ان نظراته كانت معجبه وهائمه بها ...
كما لم يلاحظ هو نظرات حزنها وخوفها ....
هذه الصغيره ماتزال عالقه في الماضي وتحتاج لمن ينتشلها من هناك ..
تحتاج لمن يحتضنها ويمدها الأمان والرفق ..
قد تكون خائفه وضعيفه بداخلها ...
الا انها قويه حقاً وليست قوه واهيه وستتجاوز كل المها ....
فرد ذراعه وهمس :- تعالي إلى ....
نظرت لصدره بتردد وشدت على يديها حتى لا تندفع اليه كالمهووسه ...
حتى لاتندفع نحو احتياجها مع شخص قد يشفق عليها فقط ...
قال ببعض التسليه وقد اصبح يعرف الآن مقدار حاجتها :- هيا ضعي رأسك هنا .. اصبحتِ تعلمين انه دافئ ...
وكأنها لم تحتج لدعوته اكثر من ذلك لتتسحب ببطء خجول الى صدره ...
فيحيط بذراعه على كتفيها ويتمتع برقه جسدها المقارب لجسده ودفئه ...
ويقول بصوت اجش ليطمئنها :- عندما ارى اي احد يقوم او يحاول إيذائك فأنني افقد عقلي واجن ... ولا اسمح له بالفرار قبل ان اقتص لكِ منه لا اتحمل رؤيه ألمك او رؤيتك تخافين مني ... اما في عملي فهذا طبيعته وتلك شخصيتي التي تتلبسني هناك علينا استخدام الاساليب المختلفه مابين الرفق والقسوه والغضب حسب طبيعه المجرم الذي يواجهنا ... لننتزع الاعتراف من فمه ... ولكن بإمكاني ان اثبت بأن شخصتي مختلفه قليلاً خارج العمل وليس تماماً ...
همست :- هل يعني انني حكمت عليك بشكلٍ خاطئ ؟؟!!
قال بضيق :- لا .. ربما فعلاً اكون قاسياً نوعاً ما وقد اخفتك ... ولكنني نادم لأنني لم احاول من قبل ان اظهر لكِ كم انتِ مهمه ... ربما لأني ظننت ان الوقت مبكر وقد كانت بدايه علاقتنا ...
شردت نظراتها :- ربماً ...!!!!
مط علي شفتيه ثم قال بتصميم :- مازال هناك الكثير لم تحكيه ليه .. ما الذي يجعلك تشعرين هكذا بالخوف من الجميع ؟؟!
وضع يده على يدها التي تحك عضدها ليجعلها تتوقف ..
مردفاً :- و لماذا تحكين ذراعك بهذه الطريقه ؟؟! له علاقه بخوفك اليس كذلك ؟؟!
صمتت قليلاً وترددت ان تتحدث ...
لقد مضى زمن طويل بقيت به غارقه في صمتها ...
هل ان تحدثت سيخف عليها هذا العبء ؟؟!!
هل سيساعدها علي لتجاوز مخاوفها ؟؟؟!
ام سيزيدها بتصرفاته الخشنه ؟؟!
او ربما هو لن يتدخل ابداً ...!!!!
وكأنه يقرأ افكارها ليقول :- ان بدأت تتحدثين بما يخيفك ويؤرقك .. سيخف العبء الذي تحملينه على كاهلك ...!!!!
تشجعت اكثر بعد كلامه لتبدأ وتحكي له ما عاشته من امور بالميتم وسبب لها كل ماتعيشه من خوف بصمت و لسنوات ...
:- عندما كنت بالميتم كان زوج المديره يأتي احياناً ويضربها غالباً يكون مخموراً ولا يشعر ... وهي تخرج غضبها وألمها وحرجها بنا لتضربنا على أقل خطأ نرتكبه ... اعتدت على ذلك مع الوقت ولم اعد اشعر بالألم ... ولكن اذكر في مره كنت جائعه وكان وقت الطعام الرسمي قد انتهى منذ وقت بالكاد كان يكفي لجميع بنات الميتم .. فتسللت للمطبخ حتى اسد القليل من جوعي و...!!!!
تنهدت ولا تعرف كيف ستخبره بالباقي ...
ربما كان بسيطاً نوعاً ما ان تخبره عن ضربها والمها ولكن ما بعد ذلك صعب جداً ...
زاد حكها لعضدها ..
وقالت باختصار :- وجدت زوج المديرة يدخل من بعدي ويحاول ان يلمسني ولكن لم ينجح ..
اختلست نظره للاسفل بحرج وهمست :- كان الله هو من ينقذني دوماً ... والمديرة كانت تلاحظ ذلك وتعاقبني بشكل خاص وتحبسني بعض الاحيان في غرفه الغسيل الضيقه والمظلمه ان جاء زوجها ...
نظرت له ووجدت ان وجهه كان صلباً بلا اي تعابير ..
ولم تستطع قراءه نظراته التي تتألم لأجلها ...
لتقول ببعض المرح حتى تكسر التوتر :- بعد ذلك بفترة قصيره جاءت امي واخرجتني من الميتم .. على كل حال مضى الامر .. مضى ولم يعد ... وعوضني الله عن كل الاذى ...
تنهد علي ويعلم جيداً ان لا شيء قد انقضى ...!!!
ذلك الحقير كان يلمس عضدها وترك لها هذا الأثر لسنوات كعاده تقوم بها لتمسح اثاره ...
افترقت شفتيه بصدمه ...
الآن تذكر كم كانت تفرك عضدها بأغلب الاوقات عندما تكون متوتره ...
لقد ظن وقتها ان بها حساسيه ما ...!!!!
او جرب اثار اشمئزازه نوعاً ....!!!!
كم كان احمقاً ولم يلاحظ اي شيء من تصرفاتها ...
لولا ملاحظته لنظراتها الخائفه والقريبة منه بالشارع قبل قليل ومحاصرته لها لتعترف له برفق ...
لما عرف ابداً انها كانت تخاف منه ....
وكان قد عرف تقريباً ما فعلته والدتها القاسية عديمه القلب والضمير ...
وقد تركتها بإرادتها بالميتم ...
انه الآن يحقد عليها كما لم يحقد على انسان من قبل ....
شدها اكثر لصدره ووعد نفسه انه سيخرجها مما فيه ويجعلها تتجاوز كل مخاوفها ...
بقدر انه لم يكن متفهماً فيما مضى فهو مدين لها بذلك على الاقل ...!!!
قال بهدوء :- هل تسمحين لي بالبقاء بقربك ومساعدتك لتتجاوزي ماضيكِ .. كأصدقاء ..!!!
لم يرد ان يفجعها ويخبرها بأنه يريدها اكثر من مجرد اصدقاء ...
ولكن سيسير معها بهدوء حتى تتخلص من كل مخاوف الماضي وتواجهها ...
:- اصدقاء ...!!!
قالتها بغرابه ...
ثم همست :- هل ذلك يعني ان افضي لك بما اتذكره ويؤلمني من حين لآخر ؟؟؟!!!
أومأ بصمت ينظر لعمق عينيها الجميلتين ...
فسألته بحيره :- هل ستهتم ؟؟! ولن تسأم ...!!!
ابتسم وهز رأسه نفياً :- لن اسأم وبالطبع سأهتم ...
سيهتم كما لم يهتم من قبل ...
هذه المره ابتسمت له اجمل ابتسامه قد يراها على امرأه ...
لتمد له كفها ويصافحها ...
قائله بإبتسامه حلوه :- اتفقنا ..!!! اتمنى ان لا تندم ... !!!
تجاهل جملتها الأخيرة وربت بكفيه على كتفيها ..
وقال بحسم :- هيا إذاً .. حان وقت ان اقول لكِ الحقيقة .. اعلم انها ستؤلمك ولكن يجب عليكِ ان تعرفي ذلك ... لا استطيع ان اخفي ذلك عنكِ وابقى طوال يومي افكر بأنكِ بخطر ...
نظرت له بحيره وحاجبيها الاشقرين ينعقدان عقدة صغيرة ..
فتابع :- وجودي هنا لم يكن تصادف ابداً ...
:- ماذا ؟؟!!!
تنهد قليلاً ليقول :- لقد عرفت انك ابنه جنكيز كايا الحقيقية ..
ابتلعت ريقها ببطء ..
وقالت تمثل بعض القوه :- انا لا اهتم له .. لم يكن اباً لي ابداً ... خاصه بعد ان عرف بأمري ولم يفكر برؤيتي ...
قال بجديه :- هناك امر لا تعرفينه عنه .. لقد اتضح انه الرئيس الكبير لعصابه المافيا ونطاردها منذ سنوات دون اي جدوى ...
شهقت فيروزه بذعر ..
وارتجفت عينيها بخوف ...
وتابع علي :- عندما اخبرتني هدير بأنك ابنته ظننا بأنكِ ستكونين بخطر لأنه يعلم بأمرك ولكنه لم يتحرك اي خطوه اتجاهك .. اخذت اجازه لبضعه ايام حتى اراقبك واطمئن عليكِ ... وكنت محقاً الرجل الذي قبل قليل وحاول ايذائك قد يكون من احد اعداء والدك .. قد يكون منه هو .. لا احد يعلم بذلك ... كل ما اعلمه انكِ في خطر إلى ان ينتهي هذا الامر للأبد ....
شردت نظراتها وهمست :- كنت اشعر بذلك ... كنت اشعر بأنه رجل سيء ومنافق ... لقد رأيته وهو يحاول خنق احدهم بحفله افتتاح جمعيته الخيرية .. كان هذا سبباً إضافياً لخوفي من الرجال وعدم الثقه بهم ...
سألها بهدوء بعد ان تنهد :- اين حقيبتك ؟؟!!
استدارت بجذعها لتتناولها ..
وتهمس :- هاهي ..!!! لماذا ؟؟!!
قال بجديه :- لن استطيع ان استمر بمراقبتك وحمايتك علي ان اهتم بالعمل لنلقي القبض على العصابه ووالدك بالذات انه خطر خطر جداً على الجميع ...
ترقرقت عينها بدموع الخوف والفزع ..
ولم تكن تعلم ان الامر بهذه الخطورة ...
التقط يديها يربت عليها ..
هامساً برفق :- لا تخافي ..
اخرج من جيبه جهاز صغير ووضعه في حقيبتها ...
وقال بتصميم :- هذا الجهاز ليبقى معكِ .. اياكِ وان تخرجيه من الحقيبة مهما كان ليبقى معكِ دائماً مهما مضى الوقت .. حتى ينتهي هذا الأمر اتفقنا .. بهذا الجهاز استطيع الوصول اليك لأي مكان واستطيع حمايتك ..
شد على يديها يهمس بجديه :- اتفقنا ..!!!
لترد ببعض الخوف الذي اكتنز قلبها رغماً عنها :- اتفقنا ..!!!!!
ولكنها الآن تثق به وتثق بأنه سيحميها كما وعدها ...
وكم هي ممتنه لذلك ..!!!
==========

انتهى



rontii غير متواجد حالياً  
التوقيع














رد مع اقتباس
قديم 18-10-17, 06:34 PM   #4845

rontii

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية rontii

? العضوٌ??? » 289729
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 20,876
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ﻻ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
افتراضي

مساء الورد يا بنات
ارورا تعبانة شوية و النت عندها سئ شوية
انا كان مفروض انزله 6 بس حصل لخبطة بسبب فرق التوقيت
قراءة ممتعة ان شاء الله


rontii غير متواجد حالياً  
التوقيع














رد مع اقتباس
قديم 18-10-17, 07:19 PM   #4846

Aurora

كاتبة ومصممة في قسم قصص من وحي الأعضاء وعضو في فريق مصممي روايتي وساحرة واحة الأسمر بقلوب أحلام

alkap ~
 
الصورة الرمزية Aurora

? العضوٌ??? » 346573
?  التسِجيلٌ » Jun 2015
? مشَارَ?اتْي » 6,779
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Aurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
وأكتبلك من حروفي شعر ..وأغزلك نجوم السما ..وأهديك من عمري عمر ...
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

معليش يا بنات تأخرنا بتنزيل الفصل
بس من لما صحيت وانا مصدعه وتعبانه واخده برد شكلي
ارسلت الفصل الظهر لرونتي تنزله على السته اذا ما قدرت
ورحت عند اهلي عشان حريح عندهم يومين
وانشغلت شوي
ورونتي لخبطت بالوقت

فسامحوني على التأخير الغير مقصود ..


ياليت تعملوا تصوير للحضور اذا ما بكلف عليكم
ما رح اقدر اضل موجوده على الجوال


Aurora غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-10-17, 07:37 PM   #4847

bella snow

نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية bella snow

? العضوٌ??? » 348392
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,857
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » bella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 27 ( الأعضاء 18 والزوار 9)
‏bella snow, ‏تفاحة ذهبية, ‏Dndn1992, ‏قمر الليالى44+, ‏القرنفله, ‏Aurora+, ‏باسم محمد ابراهيم, ‏كريستنا, ‏ran79t, ‏onedone, ‏sasad, ‏لمحة من الكون, ‏samam1, ‏seham26, ‏rontii+, ‏ريف محمد

أحلى سيلفي لعيون رورو و مأموووووووون


bella snow غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس
قديم 18-10-17, 07:59 PM   #4848

قمر الليالى44

مشرفة اسرة حواءوذات الذوق الانيق وفراشة متألقة،ازياء الحب الذهبي ..طالبة مميزة في دورة الخياطة جزء1وأميرة فستان الأحلام ولؤلؤة بحر الورق وحارسة وكنزسراديب الحكايات و راوي القلوب

alkap ~
 
الصورة الرمزية قمر الليالى44

? العضوٌ??? » 159818
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 18,208
?  مُ?إني » فى القلب
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » قمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
ياقارئا خطي لاتبكي على موتي فاليوم أنا معك وغداً في التراب فإن عشت فإني معك وإن مت فللذكرى وياماراً على قبري بالأمس كنت معك واليوم في قبري أموت ويبقى كل ماكتبته ذكرى فيا ليت كل من قرأ خطي دعا لي
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 28 ( الأعضاء 18 والزوار 10)
‏قمر الليالى44, ‏القرنفله, ‏Dndn1992, ‏Aurora+, ‏باسم محمد ابراهيم, ‏Maysan, ‏كريستنا, ‏ran79t, ‏onedone, ‏sasad, ‏لمحة من الكون, ‏samam1, ‏seham26, ‏rontii+, ‏ريف محمد, ‏noor3eny


قمر الليالى44 غير متواجد حالياً  
التوقيع





رد مع اقتباس
قديم 18-10-17, 08:06 PM   #4849

قمر الليالى44

مشرفة اسرة حواءوذات الذوق الانيق وفراشة متألقة،ازياء الحب الذهبي ..طالبة مميزة في دورة الخياطة جزء1وأميرة فستان الأحلام ولؤلؤة بحر الورق وحارسة وكنزسراديب الحكايات و راوي القلوب

alkap ~
 
الصورة الرمزية قمر الليالى44

? العضوٌ??? » 159818
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 18,208
?  مُ?إني » فى القلب
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » قمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
ياقارئا خطي لاتبكي على موتي فاليوم أنا معك وغداً في التراب فإن عشت فإني معك وإن مت فللذكرى وياماراً على قبري بالأمس كنت معك واليوم في قبري أموت ويبقى كل ماكتبته ذكرى فيا ليت كل من قرأ خطي دعا لي
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اولا سلامتك الف سلامة يا اورورا
وشكرا لكى يا رونتى على تنزيل الفصل الطويل
الحمد لله وصلوا فى الوقت المناسب لانقاذ لالين
مقصود فى السجن واتمنى يتعفن فيه
مامون مؤلم ماضيه فقد كان مشردا وهيك عرفنا لمذا يهتم بالمشردين
هدير ومواجهتها لسردار واسماعيل بخصوص مامون
اسماعيل وضع عينه على الفتاة الشقرا
لالين وماهر وتقاربهما الذى ازداد وادراكه انه ظلم لالين ومحاولته تشجيعها نحقيقاحلامها
توبراك وبهار هل تغيرت بهار فعلا بفضل نصيحة توبراك بخصوص انانيتها؟؟
ومن هى ام الطفل التى خربت عليهما؟؟؟؟؟؟؟
فيروزة وعلى تقاربهما ومحاولته حمايتها من الخطر المحدق بها لانها ابنة جنكيز
يسلموووووووو يا اورورا
ويعطيكى العافية
وبانتظار القادم


قمر الليالى44 غير متواجد حالياً  
التوقيع





رد مع اقتباس
قديم 18-10-17, 08:06 PM   #4850

bella snow

نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية bella snow

? العضوٌ??? » 348392
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,857
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » bella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 33 ( الأعضاء 21 والزوار 12)
‏bella snow, ‏قمر الليالى44+, ‏ام ياسر., ‏جنغوما, ‏queen.kay, ‏sona81, ‏رباب بدر, ‏ساءر في ربى الزمن, ‏ندى المطر, ‏تفاحة ذهبية, ‏Dndn1992, ‏القرنفله, ‏باسم محمد ابراهيم, ‏كريستنا, ‏ran79t, ‏onedone, ‏sasad, ‏لمحة من الكون, ‏samam1


bella snow غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:44 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.