20-03-16, 10:49 PM
| #102 | ||||
| كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء 
|  الفصل الاول ابتعد قاسم بعينيه وكأنه يعيد رسم اياما وسنينا لم تشكله وحده بل شكلت كل من سكن هذا البيت و مِن واقع تلك العلاقة المعقدة بين ابنه زين وابنة أخيه مياس يبدو وكأن يد البيت ستمتد لتعبث بكل جيل يمر به. منذ اكثر من ثمانية وعشرين عام لم يكن البيت بنفس حجمه الان ... بل كان تقريبا نصف مساحته وبدون تلك الحديقة الغناء . وعلي الرغم من دلك وقف شامخا بين البيوت الصغيرة حوله... ربما كان سر شموخه هو أصحابه عائلة الحاج عثمان نجار المنطقة الاول والذي كان يطلبه الوالي خصيصا لوضع لمساته الفنية علي الأبواب والدواليب ... لم يكن يوما نجارا بل فنانا حقيقيا. ورث منه هذا الفن أولاده وأحفاده رافضين حتي المتعلم منهم ترك مهنة النجارة . ولكن المؤكد ان شموخ البيت جاء من اخلاق وسيمات ساكنيه.... الذين كانوا دوما كرماء علي مر حولهم دون ترفع او تصنع ماديين يد المساعدة لكل محتاج .. كان اليوم الذي رأه قاسم بداية حكايات البيت ليس كأي يوم ابدا فاليوم زفاف فاطمة ابنة الحاج منصور واخت قاسم الصغيرة. نزل قاسم درجات السلم الداخلي بعد ان صلي بغرفته الخاصة فريضة الفجر متجها لمصدر أصوات تبدو لمن لا يعرف عائلة الحاج عثمان رحمه الله وكأن المكان قد تحول لساحة حرب او ربما مشاجرة حامية الوطيس. لكن قاسم اتجه بهدوء للمطبخ الكبير حيث وجد هناك مشهد مألوف في نظره وحتي وان لم يكن يوما بهذه الضخامة. تجلس عمته عزة – زوجة عمه عبدالحميد – تتناقش بحدة مع عمته كريمة التي تركت بنتيها رقية وسهر لزوجها وجاءت مصطحبة ابنها الصغير ( ديك البرابر) معاذ ذي الثمانية سنوات لتبيت ليلتها عندهم لمساعدة امه في تحضير غداء الفرح. ولكن من الواضح ان المرأتان قد اندمجتا في النقاش ونسيا امه التي تعمل باجتهاد وهي تدندن كعادتها دون ان تأبه لهما . اقترب قاسم من والدته ليحتضنها محييا إياها. منذ وعي الدنيا ولازالت نفس الملامح التي تقابله بها والدته لم تتغير .... ابتسامة هانئة وفرحة تمتد للعين كأنها تري معجزة من معجزات الكون ( صباح الخير ياأم العروس) همسها قاسم لخد والدته المتوهّج بحرارة المطبخ ، فأجابت كعادتها ( اسمي ام قاسم .. عاش قاسم واسم قاسم في قلبي وكنيتي) كم تعشق امه ان تنادي بأم قاسم وهو الاسم الذي عرفت به منذ ولادته ولا يجرؤ احد علي النطق بغيره.علي الرغم من عشقها للطبخ وألوانه ..حافظت دوما ام قاسم علي رشاقة تليق بهذا الجسد القصير وبالرغم من سنوات سنها التي تخطت منتصف الأربعينات الا انها دوما تحافظ علي مظهرها مرتبا نظيفا باحتشام. هتفت فجأة للمتشاحنتين بصرامة لا تليق بهذا الوجه الصبوح ( الصوت انت وهي وإلا سأطردكن من المطبخ كما اطرد الفئران بالمكنسة) في لحظة عم الهدوء المطبخ بعد ان صمتت عمتيه ثم تمتمت كلتاهما بعبارات متفرقة علي قبيل ( أعطني البصل لاقشره يا ام قاسم ... أين الدجاج لاسلقها يا ام قاسم) رفعت والدته هزيمة – وهذا اسمها الحقيقي البعيد كل البعد عن شخصها – حاجبها في انتصار ثم أعلنت وهي تعود للعمل باجتهاد ( والدك اصطحب فاطمة لغرفة الصالون وطلب إبلاغك باللحاق بهم) أمتلئت عيناها بالدموع وهي تتنهد ( صغيرتي فاطمة ستتزوج ياقاسم... ستذهب نوارة البيت لتنير بيت غيري) التقط قاسم يد امه مقبلا إياها ثم انحني بطوله الذي يتجاوزها بحوالي خمسة وعشرون سنتي مقبلا رأسها لتصرخ في أذنه مباشرة ( لا اصدق هذا.... اكثر من تسعة عشر عاما من الزواج ولازلت لا تجيدين طهي دجاجة) اندفعت امه لحيث تقف عمته كريمة مرتبكة كطفلة صغيرة في الثالثة بينما لازال صغيرها معاذ يحتضن ساقها. اتجه قاسم علي فوره لغرفة الصالون.... استأذن للدخول فسمع صوت والده الهادئ يأذن له . تجلس فاطمة كعادتها علي طرف الكنبة الضخمة بينما والده يجلس علي الكرسي المقابل لهامقتربا منها ممسكا يديها. لم ير فاطمة تلك الشابة الجميلة ذات الحجاب الأبيض الرقيق الذي يختبئ تحته شلال من شعرها عسلي اللون والعينين تماثل الشعر في اللون و العمق ... إنها فاطمة الطفلة التي كانت تجلس لسنوات نفس الجلسة لتستمع معه لدروس ونصائح ابيهم ( تعال ياولدي...... كنت اتمني ان تحضر) قال والده مشيرا له بيده. الحاج منصور عثمان.... سهل المعشر مع وقار شديد .... هادئا علي الدوام ... مثال للأب الحنون المتواجد دائما لأجل أولاده ... لم يتحجج يوما بالعمل في ورشتهم للنجاره حتي يبتعد عن بيته .... اجاد الموازنة فأجاد التربية. ( اعرف يا بنيتي ان أمك حتما قد تحدثت معك طويلا عما انت مقبلة عليه) بدأ منصور حديثه حين استقر قاسم بجوار فاطمة ولازالت يده تحتضن يديها ( لكني سأستغل كون لازال لي بعض حق عليك لتسمعيني) انحنت فاطمة تقبل يد ابيها بحب هاتفة ( ستظل ياابي اكثر من يملك علي حقوق ماحييت) ربت منصور علي رأسها بحنان وهو يهز رأسه نافيا ( لا يابنيتي.... زوجك الان من له عليك كل حق... تعلمين ان سعيد اراد الزواج منك لسنوات الا اني اجلت الموافقة لأَنِّي لم أرد ان تظلمي بالزواج صغيرة كعمتك كريمة ... فالزمن اختلف. لكنك الان بنيتي واعية وقادرة علي إنجاح زواجك) التعديل الأخير تم بواسطة rontii ; 20-03-16 الساعة 11:04 PM | ||||
|  |
|
20-03-16, 10:50 PM
| #103 | ||||
| كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| راقب قاسم ذلك الرجل الذي طالما شكل له لغزا محيرا .... كيف تكون قادرًا علي التواصل بكل تلك القوة وكل هذا التلاحم مع اولادك دون ان تفرط في التدليل او العاطفة.... كيف تكون رجل حرفي بسيط التعليم وإنما تملك من رجاحة العقل مالايملكه علماء. قاطع أفكاره صوت ابيه يستطرد ( ابنتي ... نجاح الزواج ليس في استمراره فقط وإنما في استمراره بسعادة واحترام واحتواء.... لا اتمني لك ابنتي زيجة تستمر لسنوات دون راحة نفسية وهناء ..... اطلب منك يابنيتي ان تتعاملي في بيت زوجك كمرآة لا كلوح زجاج عاكس) حين ادرك منصور ان مقصده لم يصل لفاطمة او حتي قاسم شرح بابتسامة علي محياه ( ان تعكسي له حين يراك اجمل ماتعلمت في بيت اهلك وأفضل ماتستطيعين تقديمه لبيته دون ان يري من خارج هذا المنزل شيئا ممايدور بالداخل) تنهد وهو ينظر لقاسم منتظرا تأكيد علي ماسيقول ( ولكن لتعلمي ان هذا البيت بيتك وبيت اولادك ليوم الدين وحتي بعد ان اعود لربي) انحنت فاطمة علي يد ابيها ثانية بينما سارع قاسم قائلا ( اطال الله عمرك ياابي) دخلت ام قاسم في تلك اللحظة فنظر لها منصور نظرة امتنان ( كوني كأمك دخلت بيتي وانا اظنها مدللة أمها بعد وفاة ابيها رحمه الله لاجدها ام تحتوني وتحتوي اخوتي عبد الحميد وكريمة وتحتوي حتي أمي نفسها. وجدتها خير رفيقة لدربي) كان هذا اعترافا صريحا نادرا لدرجة الانعدام من منصور لهزيمة بالحب.... فكلاهما قليل الكلام كثير الفعل .... لذا اقتربت منه تربت علي كتفه بحياء فتاة في السادسة عشر. وبينما لازالت نظرات الامتنان والكلمات الطيبة المتعثرة تشغل والديه كان قاسم علي وشك الخروج دون ان تنتبه له امه حين نادته فاطمة بلؤم هامس ( أين تذهب ياقاسم! هل ستذهب للورشة يوم فرح اختك) اجاب قاسم بهدوء حتي لايلفت له الأنظار وهم يخرجون من الصالون للردهة حيث يجتمع الباقون ( فقط نسيت بعض الأشياء في الورشة انوي إحضارها والعودة علي فوري) همست له رافعة حاجبها الأيسر ( لاداعي للذهاب ستراها اليوم وبالمناسبة لقد سألت عنك بالامس) غار قلبه في تجويفه وشعر بعروق رقبته وصدغيه علي وشك الانهيار تحت ضغط مشاعره المهتاجة من مجرد التلميح لمحبوبته. تمالك نفسه وهو يسأل فاطمة برزانة ( من تقصدين!!) ضحكت فاطمة بخبث وهي تقول ( ومن غيرها مقصوفة الرقبة غزل ! لقد كانت في منتهي الوقاحة لتقترب مني في حفل حنتي لتسأل مسبلة العينين " كيف حال قاسم! هل سنراه غدا في الحفل) لم يتمالك قاسم نفسه من الانفجار ضاحكا وأخته تقلد طريقة جميلته غزل المغنجة ( لا افهم ...) قال من بين ضحكاته ( ألمً تكن غزل صديقتك المقربة؟ ماذا حدث الان) تخصرت هاتفة بغيظ ( كان ذلك قبل ان تلتف كحية رقطاء حولك... عموما لا اهتم. فلتحمد الله ان أمك او احدي عمتيك لم يسمعنها وإلا كانت كل خططك ذهبت الي قوس قزح) كان علي وشك الرد عليها حين اقتربت منهم الصغيرة الناعمة في زيها الوردي فكعادته لم يتمالك نفسه من ان يرسم لها ابتسامة حنون نابعة من القلب هامسا كأنه يخشي علي تلك الناعمة من اقل آذي ( كيف حالك يا غزل البنات؟) لم ترد الناعمة عليه سوي بنظرة لوم حزينة لم يستوعبها فشرحت فاطمة ( تحزن منتهي حين تناديها غزل البنات وتري انها لم تعد طفلة في الرابعة بل آنسة كبيرة في الرابعة عشر) ضحك قاسم ضحكته المميزة مغمضا عينيه ثم يمسح علي فمه ثم انحني بطريقة مسرحية لمنتهي قصيرة القامة والتي لايمكن ان يتوقع من يراها انها بالرابعة عشر ( اسف آنسة منتهي عبد الحميد اذا كانت غزل البنات قد اغضبتك) لا يستطيع اي شخص في بيت عثمان البقاء غاضبا من قاسم وعلي راس الجميع منتهي ... لذا قالت بصوتها الذي لازال يحاول قاسم بالرغم من سماعه لملايين المرات ان يستوعب انه صوت حقيقي او حتي ان يعرف له توصيفا ( قيس أخي ينتظرك عند البوابة لتذهبا معا لاصطحاب رقية وسهر من محطة القطار ) ودون إضافات التفت عائدة لغرفتها. كانت لازالت ابتسامة علي وجهه وهو يتجه للبوابة .. ابتسامة لاترسمها سوي أميرة ابيها كما يطلق عليها العم عبدالحميد.... ابتسامة لانه لازال يراها بأثوابها الوردية المنتفخة التي تمسكت بها حتي سن العاشرة لتذكره دوما بحلوي غزل البنات. كان قيس ينتظره عند البوابة .... بالرغم من فارق السن الذي يصل لعشر سنوات الا انه كان دوما هو وقيس أصدقاء مقربين ... ربما لان كلاهما سهل المعشر محب للمرح والفكاهة علي عكس عدي الأبن البكر للعم عبد الحميد بسلوكه الخشن وطبيعته الحادة. لكن ذلك لم يمنع ان صلة أقوي من الصداقة كانت دوما تربط بين عدي وقاسم. شعر قاسم ما ان رأي قيس وعينيه المرهقة ونظراته الزائغة بالرغم من محاولاته رسم بسمة عريضة علي وجهه ان هناك مايشغله ويؤرق مضجعه..... بدآ في التحرك سيرًا علي الأقدام لقرب محطة القطار من منزلهم الأصيل ... التعديل الأخير تم بواسطة rontii ; 20-03-16 الساعة 11:09 PM | ||||
|
| |
|
20-03-16, 10:50 PM
| #104 | ||||
| كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| (حسنا ياقيس سأحاول ان اسري عنك بعد قليل..... اما الان فأنا بحاجة لان استوعب ماقالته تلك المجنونة فاطمة عن جميلتي غزل) . مجرد مرور اسمها علي باله جعل الدماء الحارة تضرب بجسده كالطوفان. غزل الجميلة ... تلك الفتاة الفاتنة صارخة الأنوثة .... فتاة يتمناها كل شاب تقع عينيه عليها بمشيتها المتمايلة وجسدها وتقاسيمه المنحوتة. ولكنها اختارته هو لتوجه له نظراتها المكحلة بعناية بدموع المفتونين. يعترف بأنه جاهل تماما في عالم النساء .... آمي في فنون الغزل والعشق ... لقد تربي علي غض البصر والحياء الذي يزين فطرته النقية. الا ان كلماتها المغنجة التي تطرق باب قلبه وعقله بعنف مع تلك اللفتات المهلكة جعلته يخر صريعا دون مقاومة تذكر. ( ها قد وصلت الفتيات) قاطعت كلمات قيس المتلهفة بوضوح استرسال قاسم في أفكاره ليدب القلق في نفسه بسبب تلك اللهفة التي تظهر علي استحياء في صوت الصغير....(ما الامر يا قيس... هل سندخل في صراع اخوي مقيت..... يا آلهي لاتحملنا ما لا طاقة لنا به..... إياك ياقيس وسهر) لم تظهر تلك الكلمات علي ابتسامة قاسم المرسومة بإتقان وهو يقبل علي بنات عمته. من يري رقية وسهر لا يحسب ابدا أنهن اخوات بل ومقربات جدا. سهر بمشيتها المتقافزة في شقاوة طفولية لا تخلو من اعتداد بالنفس يصل لحد الغرور. يصعب علي فتاة في جمالها بشعرها العسلي الطويل وعيونها الذهبية ان لا تكون مغرورة. بينما رقية تمشي ببطء شديد في محاولة منها ان تخفي عرجها الدائم. ولدت رقية بأحدي ساقين اقصر من الآخري فكان العرج رفيقها منذ نعومة اظافرها .رقية ذات الشعر الأسود المغطي جيدا تحت حجاب بنفس لونه وكأن صاحبته ترفض اي تميز او تألق بينما عينيها الزرقاوين في اختلاف عن اغلب عائلة عثمان ذوات العيون العسلية تعلن بانتصار ان رقية ستظل جذابة رغم انفها. ألتقطت رقية نظرة احدي المارة تنظر لها بشفقة فزادت من بطئها وهي تطأطأ رأسها في حرج. بادر قاسم بالتحية وهو يلتقط حقيبتهم الصغيرة ( كيف حالك يارقية! كيف حالك يا سهر) فاقترب قيس بعد ان كان غارقا في البحور الزرقاء التي تدعوه للغرق في عينيها ( كيف انتي يارقية؟) أجابت رقية بصوتها الرقيق وابتسامتها الرائعة قد بدأت تحل محل الحرج ( كيف حالك ياقيس .... هل وجدت ليلاك) تمازحه منذ الصغر بتلك الكلمات.... تصفعه بها صفعا ... أراد حملها بين يديه بقامتها القصيرة التي تميز بنات العائلة وهو يصرخ بها ( متي تعرفين انك ليلاي وإني لن اغني لسواك يوما ) هتفت به سهر التي تماثله في العمر سبعة عشر عاما بينما رقية تكبرهما بعامين ( ما الامر ياغليظ... هل هناك ليلي او حتي ام السعد سترضي بك.... لا تحلم كثيرا) كانوا قد اقتربوا من المنزل سيرًا علي الأقدام فقال قيس وهو يلاعب حواجبه صعودا وهبوطا ( قد لا اجد ام السعد ولكني لن ارض بالدجاجة) وكان هذا هو اللقب الذي أطلقه قيس علي سهر منذ الصغر لخوفها الشديد من الحيوانات والزواحف تطاير الشرر من عينها بينما قيس قد بدأ فعلا بتقليد صوت الدجاجة وهو يدور حول سهر في دوائر لينتهي الامر بأن يجري بينما هي تطارده وقاسم ورقية مستغرقان في الضحك. قبيل بوابة المنزل كانت سهر علي وشك اللحاق به وتلقينه درسا حين اصطدمت بحائط بشري صلب جدا لدرجة انها ارتدت للوراء موشكة علي السقوط لولا انه تمسك بيدها بقوة تقرب للقسوة وهو يهمس من بين اسنانه وعينيه أيه من آيات الغضب ( كم مرة قلنا أنكما قد نضجتما علي اللعب في الشارع) صارع قاسم واقفا بين الحائط البشري وسهر المرتعدة في رعب ( لا تقلق عدي لم يلعبا كثيرا فقط امام المنزل) ابتعد عدي خطوتين للوراء وهو لازال يتنفس بصعوبة بينما ملامحه لازالت مشدودة كوتر علي وشك الانقطاع. ( لماذا لم تأت لاستقبالنا مع قاسم وقيس) قالت رقية ممازحة حتي تخفف من حدة الموقف ( هل خفت ان تضطر لحمل ابنة عمتك المسكينة المريضة) رسم شيئا علي وجهه ... شيئا من الاهانه ان نقول انه ابتسامة وهو يقول ( كيف حالك يارقية... لك عندي ان أحملك فوق رأسي) افترضت الدجاجة ان لاأحد سيلحظ هروبها فالتفت لتبتعد . (سهر...) نداء بصوته الخشن سمرها في مكانها دون حتي القدرة علي العودة تلك الخطوات. حجبت الشمس فعرفت ان المارد قد وصل اليها ثانية مادا يده السمراء ( ألن تحييني!) تمتمت بشئ عديم الملامح وهي تلمس يده بالكاد قبل ان تندفع مبتعدة في اثرها رقية ببطئها المقصود وقاسم حاملا الحقيبة. وقف عدي وحده امام البوابة في تلك الزاوية المنعزلة رفع أطراف أصابعه التي لامستها سبب سهره وضغط بهم بقوة علي قلبه مسجلا اقتحامها لأسوار هذا المنيع مرة بعد مرة. (لماذا تنتفض الان ياأحمق؟ دكت حصونك من قبل ان تشيد) كان عدي يناجي قلبه ولازالت أطراف أصابعه تودع ماتبقي من اثر لسهر بين حنايا القلب المسكين.... عذاب مستعر ..... هذا هو حال عدي لسنوات مضت وهو يراها أمامه وردة بيضاء تتفتح بإبداع الخالق..... حبه لسهر لم يكن يوما هادئا رقيقا بل كان منذ يوم ادراكه الاول لهذا الحب وعدي في صراع مع ذاته التي تدعوه بأنانية ليست من طباعه لينقض علي وردته البيضاء وينتزعها من أمانها ليخبئها في قصر قلبه الحصين فلا يطالها طائل ولاحتي فراشة.....ولكن بقايا عقل في رأسه العنيد تمنعه من ان يخوض في معركته المصيرية وهو في هذا السن .... فشابا في العشرين من عمره ليس رجلا بشكل كاف في نظر مجتمعه التقليدي بعاداته وتقاليده حتي وان كان شابا يعمل منذ نعومة أظافره في النجارة بجانب دراسته الجامعية .ابتسم عدي لنفسه وهو ينظر لنافذة تلك الغرفة التي تمكث بها دجاجته الان محدثا نفسه ( لازالت حبيبتي صغيرة كذلك ... اعرف نفسي جيدا لست سهل المعشر كقاسم ولا معسول اللسان كقيس فأني لصغيرة مغرورة كحبيبتي تحملي بنزقي وشديد بطشي.... لننتظر حتي اصبح رجلا في نظر العادات لتصبحين انت امرأتي) مع غروب الشمس توهجت الأنوار الملونة التي جعلت من المنطقة المحيطة بمنزل عثمان فرحة بحد ذاتها بينما انبعثت الموسيقي الشعبية القوية مع دخول سعيد وفاطمة للشارع يتبعهم سهر ورقية ومنتهي.... ولكن مالبثت رقية ان تنحت جانبا في حرج.... فبالرغم من ان فستانها الأزرق المحتشم ضيقا بشكل غير مبتذل إنما سمح لها الحركة بسلاسة الا ان خجلها كان أقوي من ان تشارك ابنة خالها تلك اللحظات .... لم تعرف ان عينا مسحورة بهذا التناغم بين لون عيون رقية وفستانها تراقب بتفان...... ما ان آفاق قيس من سحره الذي ملك لبه حتي تبعها مسرعا. (رقية انتظري)ناداها فتوقفت بابتسامة تقول ( أرجوك قيس لا تطلب مني العودة ... يكفيني المراقبة عن بعد) وقف أمامها يشحذ شجاعة خذلته دفعة واحدة فلم يعد لديه من الجهد ما يمكنه من الحديث . ( قيس ... اعذرني سأذهب بالجلوس في اي ركن) قالتها رقية وبدأت تتحرك ببطئها المعهود متجاوزة قيس الذي هتف متمسكا بأذيال غيه ( رقية انتظري فأنا احبك ) . التعديل الأخير تم بواسطة rontii ; 20-03-16 الساعة 11:10 PM | ||||
|
| |
|
20-03-16, 10:57 PM
| #105 | ||||||||
| نجم روايتي 
| مع الأسف الحكومة ما نامتش و آخر العنقود في نشاط و حيوية ...إديتك لايكات انما القراءة و التعليق بكمرة ان شاء الله بعد ما يروحوا البنات للمدرسة و سي السيد للشغل | ||||||||
|
| |
|
20-03-16, 10:57 PM
| #106 | ||||||||
| مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء 
| يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 21 ( الأعضاء 9 والزوار 12) rontii, jene, najla1982, lil77, ليانا21, samah soliman, shymaa abou bakr+, aya el-swahly, sweet123 | ||||||||
|
| |
|
20-03-16, 11:05 PM
| #107 | |||||||||
| نجم روايتي ومشرفة سابقة 
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 23 ( الأعضاء 11 والزوار 12) ضحى كرم, rontii, souhai, najla1982, nour hana, jene, ليانا21, samah soliman, shymaa abou bakr, aya el-swahly, sweet123 | |||||||||
|
| |
|
20-03-16, 11:23 PM
| #110 | |||||
| كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
| |||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
126Likes
.png)
.png)
العرض العادي
