داويني ببلسم روحك (1) .. سلسلة بيت الحكايا *متميزه و مكتملة*

[samahss]

فى انتظارك يا شيما

[انجوانا]

مسأالخير والفل ...
تسجييييل حضور

[haa lo]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تسجيل حضور فى الانتظار شيماء

[rontii]

[shymaa abou bakr]

لفصل الثالث

دعت الله بلهفة وتوتر ان يكون الجميع لازالوا نائمين تحت تأثير حفل فاطمة الذي استمر لساعة متأخرة من الليل.... تتحرك بهدوء لا تريد لأحد ان يراها وهي لازالت بجلباب النوم وقد لفت فوق شعرها الأسود حجابها بإهمال.زاد توترها وهي تفتح باب الغرفة بنهاية الصالة الواسعة بهدوءوحذر.كان منصور لازال علي سجادة الصلاة يختم صلاة الفجر فتهللت أساريره لتلك المتوترة
( اهلًا يالراقية... لماذا استيقظت باكرا بينما لازال الكل يغط في النوم....هل اشفقت لحال خالك المسكين المصاب بالأرق لابتعاد ابنته)
ابتسمت رقية لخالها منصور بحب..... دوما يصر علي ان يناديها راقية...فيعطيها شعورا بالتميز تفتقده كثيرا.مزحت وهي تجلس علي الارض بجوار خالها( لا اصدق ان عمتي ام قاسم ستترك وحيدا لوقت طويل.... لاتقلق)
نظر لها بتمعن ورد بهدوء( انت محقة ستنضم لنا قريبا بالتأكيد.... لذا قولي ماعندك يا راقية)
تفاجأت وعادت لتوترها وهي تري خالها يقرأها ككتاب مفتوح حتي قبل ان تتحدث
تنهدت بقوة لتخرج قليلا من شحنة القلق بداخلها وقالت بصوت خافت ( خالي حدث امر البارحة.... ولم استطع ان ائتمن عليه سواك)
ابتسامته المشجعة جعلت الكلمات العصية تسترسل من فمها دون عوائق او حدود حتي انتهت من سرد ماحدث علي سطح بيتهم دون ان تخفي ولو كلمة اوهمسة دارت بينها وبين الملثم.نظرت لخالها لازال صامتا يحرك حبات مسبحته بتأن وعينيه مثبتة علي موضع السجدة كأنه يستدعي قوي دعواته التي يودعها هذا المكان.
اخيرا تحدث بصوت خفيض( راقية ..يالراقية أتعرفين كم اخطأت فيما فعلت؟ أتعرفين ايضا كم أصبت!)
لم تفهمه ولكنها جاوبته بتردد( اعرف اني ما كان يجب ان استقبله في غرفة الغسيل وانه كان من الممكن ان يقتلني او يضربني دون ان يدري بي احد)
تطلع منصور بهذا الكائن الرقيق دهشا انها لم تَر ما هو اسوء وقال (ماذا ان رأك احد معه باعلي... ماذا خرج هو او دلال ليقول انه كان مع ابنة الحاج عثمان فوق بيتها) جحظت عينيها مع كلمات خالها وهي تتصور ان يحدث هذا فوضعت يدها تغطي فمها وهي تهمس بخوف ( يا ألهي)
اقترب منها منصور يربت علي شعرها الذي سقط عنه الحجاب هامسا ( لا تخشي شيئا ابنتي...لقد أحسنتي صنعا بإخباري)
وقف يتطلع من النافذة علي النهار الوليد مستغرقا في التفكير حتي اعتقدت رقية انه نساها وأخيرا التفت اليها بابتسامة ( موقفك بنيتي بالرغم من خطورته الا انه نبيل أنقذ حياة أشخاص عده...لذلك أريدك ان تكملي جميلك ولا تخبري احدا نهائيا عما حدث.... تلك أعراض وشرف)هزت رأسها مؤكدة فاستطرد ( ما ان يطّلع النهار أريدك ان تهاتفي دلال لتأتي لزيارتنا قبل ان تعودي لبيتك)
اختارت ام قاسم تلك اللحظة لتدخل حاملة صينية عليها إفطارا شهيا لزوجها فانتهي الحديث بإيمائة بين رقية وخالها.
خرجت رقية من الغرفة تعد الساعات حتي تهاتف دلال.... بينما جلس منصور يتناول إفطاره وعقله يبحث عن حل لهذا الوضع.


كانت سهر تنزل السلم الداخلي ولازالت بفستانها الفضي الا انها الان حافية القدمين..... رأت فراشة رائعة بلون ابيض واسود تبدو كعروس طائرة لم تستطع ان تقاومها فطاردتها رافعة فستانها حتي الركبتين وشعرها العسلي يطاردها كعاشق مجنون.
في البداية راقبها من بعيد الا انه لم يعد يستطع ان يقاوم سحرها.... فاقترب عدي كالمسحور... يريد فقط سماع صوتها .... يتمني فقط لمسها. تلفت حوله يطمئن ان لا احد يراه واقترب بهدوء تتلمس انفه انفاسها يملئ بها صدره. لم يلحظ وهو مغمض العينين اقتراب سهر منه لتقف أمامه تماما تتطلع بقامتها القصيرة بوجهه بشوق شديد... سألها عدي مرتبكا( ماذا تريدين ياسهر)
ابتسمت ابتسامة مغوية وهي تنكزه في صدره بأصبعها بغنج ( انت من تريد .... أنسيت كلامك لي... قلت انك ستنتظرني...)
اقتربت اكثر وهي تقف علي أطراف أصابعها لتهمس لشفتيه بسحر ( لم يطاوعني قلبي ان اترك قلبك في الانتظار) لم يعد يتحمل... هو فقط بشر.... عدي فقط رجلا تقف أمامه فتاته التي يعشق وعينيها وشفتيها تطالبه بالانصهار ... فأنصهر في سهر.
شدها اليه بعنف وهو يطبع علي شفتيها قبلة اعلان ملكية...قبلة عنيفة ككل شئ في عدي ... فتح عينيه المغمضتين ليري معشوقته تائهه وعلي شفتيها اثار قبلة وابتسامة تطالب بالمزيد فأحتضنها هامسا ( يا حياتي)
فهمست بأغواء ( لاتتركني حبيبي... لا تتركني الا وانا ملكك كلية.... خذني.... خذني ياقيس) تائها في كلماتها حتي نطقت بأسم أخيه.....ففتح عينيه مذعورا لينظر في مرأة مقابلة فيجد نفسه قد اختفي ومن بالمرآة هو قيس يبتسم له بسخرية.
قام منتفضا ليجد نفسه لازال بسريره بكامل ملابس الحفل غارقا في عرقه.اعتدل ولازال جسده يعاني اثار حلما تحول لكابوس.
نهض يشعر بالاختناق وخلع ثيابه بضيق .كانت الغرفة في حالة فوضي....تذكر ماحدث فعاد الالم لقلبه حيّا يتلوي....عاد لغرفته يختبئ يأبي ان يري المزيد من المشاهد الغرامية بين سهر وقيس...
كان قلبه كمرجلا مشتعلا .... أراد قتل الالم ... أراد ان يشعر براحة تبدو مستحيلة لذا فتح خزانته العريضة واخرج ذلك الصندوق ليفرغ محتوياته علي السرير.... كانت منحوتات خشبية لكافة الاحجام لفراشات مختلفة ... حلي رائعة امضي ساعات وأيام في صوغها ونحتها من أخشاب الصندل وأنواع اخري من الأخشاب العطرة وطعمها بالأحجار الكريمة وصندوق مجوهرات ابدع في صنعه وتطعيمه بقطع خزفية جعلته يتلألأ كقطعة من النجوم..
لم يعد يحتمل فصرخ بقهر رجل لم يعرف القهر قبلها ( آه ياسهر.... قتلتيني وقتلني حبك... موجوع ياربي ودمي ينزف بلا دم... خذ روحي ياربي واجعلني شيطانا اطاردها فلا تُهنأ يوما ولا ترتاح) وبغل حارق نزل بكل قوته بكفيه علي المنحوتات الخشبية الرقيقة محطما اياها.
ينظر الان في ضوء النهار علي الفساد الذي صنعه ويده التي جرحتها نثرات الخشب فلم يهتم ولكن تذكر كلامه الاحمق فقام مسرعا يتوضأ ويستغفر عل الله يقبل منه توبة ويريح عذابه.

( كل يغني علي ليلاه..... وقيس لازال بلا ليلي) تردد صدي الكلمات داخل نفسه وعقله أوصله للهذيان .... خرج قيس من المنزل مع تباشير الصباح متحججا بالمدرسة ولكنه أراد الهرب... الهرب من حيّز تواجد رقية... كانت الثورة بداخله تهدد باندلاع سيأتي علي الأخضر واليابس.
وصل للمدرسة وهيجان نفسه وصل للذروة فلم يكن أمامه سوي ان يفتعل مشكلة مع احد زملائه لتدور معركة حامية الوطيس لم تهدأ من غضب قيس بل ضاعفته ومعلمي المدرسة يلقبونه بالولد...وكدرب الشيطان دوما يهاجمنا في اضعف لحظاتنا.... اقترب منه علاء.... زميل يكبره بسنوات الا ان فشله الدراسي جعله لازال في نفس المستوي..... ولد فاسد مدلل خبير بكل مفسدات النقاء...رأه قيس ولازالت كلمات رقية المهينة تتردد في كيانه.
اقترب قيس من علاء ومجموعته التي تشبهه كثيرا... فتحفر علاء لمعرفته ان قيس لا يتقبله ولا يتقبل رؤيته الفاسقة للحياة
( ماذا تريد يا سيد مجتهد) سأل علاء بسخرية وهو يمرر أصابعه في شعره اللامع.... لثوان صمت قيس بينما تلاشت السخرية من وجه علاء وهو يلاحظ ملامح قيس المشدودة وعينيه المحمرتين...صمت قيس لم يطل وهو يقول بصوت جامد ( اريد فتاة ليل)

[shymaa abou bakr]

فرغ البيت تماما من ساكنيه بعد توجه السيدات مع منتهي وسهر وعبدالحميد وقاسم للاطمئنان علي فاطمة وتوصيل فطور الصباحية تاركين الحاج منصور ورقية خلفهم.... فانتهزت رقية الفرصة وهاتفت دلال للحضور علي الفور.
لم تكذب دلال خبرا وحضرت مرتعدة منكسة الرأس بعد فضيحتها امام رقية التي استقبلتها بملامح مضطربة داعية اياها لغرفة الصالون.
ما ان خطت للغرفة حتي زاغ بصرها وتماسكت بصعوبة وهي تري الحاج منصور جالسا في صدر الغرفة..... تمالكت نفسها يداعبها الأمل ان لا تكون رقية قد أخبرته عما حدث وألقت السلام.
( وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.....) رد الحاج منصور بصوت قوي( أقاربي يا دلال لا متسع من الوقت للف ولا دوران)
بحركة عصبية رفعت دلال يدها تلطم خديها وهي تنظر لرقية برعب فصاح فيها الحاج منصور ( دلال .... تمالكي نفسك.... لن تحبي اثارة غضبي الان) صوته القوي وعينيه الصارمتين لم يصيبا دلال فقط بالخرس والتجمد وإنما شعرت رقية بأن شعر جسدها كله اقشعر هلعا.
اشار الحاج منصور لدلال لكي تجلس وحين همت رقية بالجلوس قال لها خالها بصوت حنون يناقض الصوت المخيف الذي سمعته قبلا( انتظرينا بالخارج رقية.... واتركي الباب مفتوحا)
دون نقاش غادرت رقية الحجرة تاركة وراءها تلك المستغيثة
( هل ارتكبت معه مايهتز له عرش الرحمن) سأل بصوت ثابت يرفض الكذب
فنفت دلال مسرعة وهي ترفع عينيها لأول مرة عن الارض ( اقسم لك عمي لم يحدث حتي ان لمسني)
لازال صوته ثابتا وهو يتطلع بعينيها بنظرة ثاقبة شعرت معها دلال انه قادر حتي علي قرأت افكارها ( هل تتصورين اني سأصدق ان رجلا زار فتاة خلسة ولم.....)
قاطعته برجاء ( أرجوك عمي صدقني ... لم يحدث بيننا شيئا .... أردت فقط التحدث اليه)
نظراته المستفهمة جعلتها تستطرد ودموعها تجري علي خدها الأسمر ذي الغمازة التي قلما تظهر هذه الأيام ( أردت ان اتحدث مع احدهم... منذ وفاة زوجي والكل يعاملني كنذير شؤم كما اسمتني حماتي في العزاء....مرت سنة وعدة أشهر ولم يقترب رجل من بيتنا ليطلب يدي بعد ان انتشر الخبر اني لست فقط شؤما وكأني انا من قتلت زوجي ولكن اني لا أنجب كذلك لأَنِّي تزوجت لسنة كاملة دون إنجاب) هرب بعينيه من عينيها ففمهت انه بالتأكيد سمع تلك الشائعات عنها فأكملت بصوت مكلوم ( نذير شؤم! الم يسمعوا بقضاء الله وقدره.... حتي وان كنت لا أنجب .... مادخل بائعة الخضار وبائع اللبن وكل من بالحي بذلك؟.... مع كل كلمة كان الضغط يزيد علي والدي فيزيد من ضغطه علي... أصبحت أعيش سجنا .... لا تخرجي ... لا تزوري الجيران.... لاتضحكي)
انفجرت في بكاء مرير لم يجد أمامه منصور سوي ان يهدئها بذكر الله حتي تنهي كلماتها من بين دموعها( أردت ان اتحدث بحرية.... أردت ان اخبر احدا اني اشتاق للفرح... للضحك .... اشتاق لقدر ضئيل من الحرية حتي وان كانت مسروقة وغير صحيحة)
نوبة بكاء ثانية لم تستطع مقاومتها وهي تُمسح عينيها المكحلتين برموش كثيفة تحدد سواد يتمني اللمعان.... لدقائق تركها الحاج منصور تبكي وتخرج كل المها.... يعرف جيدا انه حين تبكي الأنثي لاتحاول إسكاتها ستشعر هي حينها بغصة قد تستمر لساعات ...لذا ترك لها حرية البكاء دون ان يتركها وحيده
حين هدأت تنهد قائلا ( لاحول ولا قوة الا بالله.... اسمعيني بنيتي... لست رجلا غرا لا يستطيع الحكم علي من أمامه.... لذا انا متيقن ان لاشئ مما كنت اخشاه قد حدث بينك وبين هذا الشاب... ربما أردت انت التحدث لكن اقسم لك لم يكن هذا غرضه ابدا.... )
استطرد وهو يري وجهها يحمر خجلا وإحراجا ( عديني يابنيتي ان لا تدعي فرصة الستر التي حباها الله لك علي يد رقية تضيع هباءا. عديني ان تتقي الله حتي يجعل الله لك مخرجا.عديني)
شعور غريب بالتحرر احتوي دلال وهي تعد الحاج منصور بذلك ليهز رأسه مبتسما وهو ينظر بعينيها مطمئنا (وانا ايضا يا دلال أعدك)
حملقت به في استفسار وقبل ان يشرح دخلت رقية مرتبكة لتدخل في أعقابها ام قاسم.
بالرغم من غرابة الوضع التي لم تجد لها تفسيرا الا ان ام قاسم ابتسمت ببشاشة في وجه دلال المتورم من البكاء مرحبة قبل ان تسحبها رقية لتخرج الفتاتان بسرعة..... يتبعهم الحاج منصور قاطعا علي زوجته فرصة الاستفسار.

[shymaa abou bakr]

تمر يوما كل تلك الساعات دون ان يمتع عينيه برؤياها. لذا ما ان وصل عمته وعائلتها الصغيرة ،اتجه علي فوره لورشة النجارة عله يلمح ظل جارة القمر غزل.
يجلس علي نار امام الورشة يترائ له خيالها المتمايل خلف شباكها الموصد.... حين مرت ساعات بلا أمل لم يجد حيلة لإجبارها علي الخروج للبلكونة سوي تشغيل ماكينة قطع الخشب علها تدرك انه بالورشة فتطل من نافذتها. وفعلا لم تمر دقائق بعد ان شغل قاسم الماكينة المزعجة ووقف ينتظر.... حين رأي نافذتها تفتح بلهفة. من فرجة الشباك المتسعة رأها تلوح له بحماس بيدين عاريتين وشعر دائخ... وحين ابتسم لها بشوق لم يعد قادرًا علي التحكم به... لن ينكر ان انجذابه الجسدي لها يجعل أذنيه تطن وعينيه تجحظان..... يري أمامه امراءة كاملة وأكمل ما فيها انها راغبة فيه
مافعلته غزل تاليا كان صادما لقاسم...... حين أرسلت له بدلال وإغواء عدة قبلات هوائية جعلت وجه قاسم يتوهج خجلا وهو يطأطأ عينيه أرضا مقسما علي ان يعجل من مفاتحة والده في امر زواجه من تلك الفاتنة.

في المساء خرج الحاج منصور وأخوه عبدالحميد يجلسا علي المقهي في الميدان قليلا بينما كانت ام قاسم وعزة يحضران العشاء.
( ما بك ياعزة! منذ ساعات وانت لا علي حامي ولا علي بارد ... ما الامر يا امراءة ) هتفت ام قاسم في عزة المتململة بحنق..فأجابت عزة متلجلجة ( شئ ما يزعجني يا ام قاسم ولن اهدأ الا حين أفصح)
تأففت ام قاسم (اللهم طولك يا روح..... اذا افصحي وهل منعك احد)
اندفعت عزة وهي تقرب كرسيها من كرسي ام قاسم ( بصراحة يا اختي سأطلب من رقية الا تدعو دلال لمنزلها ثانية) نظرت له ام قاسم باستنكار فاستطردت( نعم... المنزل به شباب وهي ارملة وحيده وشا جميلة)
شهقت ام قاسم وصرخت بعزة ( هل جننت ! هل ينقصنا الان الخوض بالأعراض)
أسرعت عزة بخوف من رد فعل ام قاسم( لا لا اقسم لك لم اقصد شيئا ولكن البيت به رجال... وحتي بعيدا عن اولادنا....لا تنسي ان أزواجنا رجالا وقد تتحرك رغبتهم تجاه دلال وليس من المستبعد ان يفكر عبد الحميد او الحاج منصور من الزواج منها)
مرت اكثر من ساعة علي تلك القنبلة التي ألقتها عزة في وجهها..... لذا ظلت جالسة علي كرسيها حتي بعد ذهاب عزة للاطمئنان علي منتهي تاركة اياها وحدها.
وحيدة مع شيطانها يعيد لها مرارا وتكرارا مشهد رقية تدخل الغرفة مسرعة حين رأتها مقبلة..... مما يعني ان دلال ومنصور كانا وحيدين.... والأكثر إقلاقا هو الارتباك المرسوم علي محيا ثلاثتهم عند الخروج ( معقول يامنصور) حدثت نفسها ونغزات غبية تدمي قلبها(اتريد ان تتزوج من دلال وتحضر ضرة للبيت.... اهذا ما يحدث بينما انا غافلة تماما) شعرت بالشيطان يوسوس لها فاستعاذت وهدأت نفسها في انتظار وصول زوجها. كانت دوما معروفة برباطة الجأش وقوة الشكيمة لذا حين دخل ابو قاسم استقبلته ابتسامة عريضة وأذرع مفتوحة.
لاحظت كل اختلاجاته بينما يتناول الطعام المفرودعلي طاولة غرفتهم سارحا. تعشق هذا الرجل عشقا اكبر من الحياة نفسها. ....طوله الفارع و جسده الفتي....عينيه العسلية وملامحه الوسيمة.....حين يسافر تقف في المرآة لوقت طويل تتطلع في ملامحها التي تشبهه بنهم.ابن عمها وهو الذي شبت علي حبه ....... سهرت الليالي تتمناه. حين كان يأتي لزيارتهم كانت ترفض ان يغسل الكوب الذي يشرب منه .... تأخذه لغرفتها خلسة تقضي الساعات في تتقبيله وتلمسه بأصابعها .... زواج استمر لستة وعشرين سنة ولا يعرف منصور انها هي من طلبت يده.كانت لازالت في الثامنة عشر وتوفي والدها تاركا اياها وامها في عهدة اخوه ابو منصور. .....لكن حبها لمنصور أقوي من ان يروض او يخفي......لكنها كانت دوما تتصف بسيطرة قوية علي الذات لذا قررت ونفذت...... واتجهت لعمها تطلب منه الزواج من حبيبها وابن عمها منصور.
لازالت تذكر كيف دخلت علي عمها ورشته برأس مرفوع وسألته ( هل تري بي ياعمي مايعيب)
تعجب عمها من قولها ونفي( ما عاذ الله انت أميرة البنات)
عدت لعشرة وقالت بهدوء ( اذا زوجني منصور)

. ابتسمت له بعشق لم ينقص علي مر سنوات الزواج بل زاد.
نظر لها منصور بعمق سألا( ام قاسم مارأيك في دلال ).

وقفت امام المرأة تكفكف دمعاتها قبل ان توقظه من النوم. حين سألها عن رأيها في دلال معللا انها صديقةً أمها وتعرفها جيدا لم تتمكن من الكذب او الافتراء ..... لا يمكنها ان تلوث سمعة فتاة دون خوف من الله فجاوبته والله اعلم بجرحها ( فتاة رائعة ... مهذبة ومحترمة ومؤدبة..... تعتني بأخواتها الصغار وتجيد اعمال المنزل ببراعة)

حك ذقنه كعادته حين يفكر وأعاد سؤال ( الم تري منها ما يشين)
نفت بسرعة تدرأ وساوس الشيطان الذي يجمل لها الخوض في عرض الفتاة ( ما عاذ الله يا أباً قاسم.... هي فتاة لها ظروفها التي يعرفها الجميع لكن أخلاقها ممتازة)
ابتسم لها زوجها وقام مقبلا رأسها وهو يتنهد براحة
سمعته يهمهم في نومه فاقتربت بعد ان تأكدت ان دموعها خفية لتسمع مايقول فشعرت بخنجره يدب في قلبها وهو ينادي في نومه ( دلال .... دلال)

[shymaa abou bakr]

للاسف في جزء كبير لتمسح مني وانا بحاول اظبط الفصل هاحاول استرجعه واضيفه

[shymaa abou bakr]

ركبت العمة كريمة وبناتها القطار بعد ان ودعن قاسم في غياب ملحوظ لعدي وقيس. كانت كلا من الفتاتين في عالم غير العالم غير متابعات لحوار امهم الذي لا ينقطع لولدها الوحيد معاذ.
رقية سارحة تراقب المناظر الطبيعية التي يمر بها القطار وعقلها لازال هناك في بيت جدهم تعيد ما حدث مرارا وتكرارا .... تشعر بالاسي بقسوتها مع قيس .... تشعر بالتفاؤل كلما تذكرت حال دلال بعد خروجها من لقائهما مع خالها منصور....ولكن الإحساس المستتر الاقوي خلف تلك المشاعر... هو إحساسها الغريب بهذا الملثم الذي ترك دمغا قويا علي كيانها....ترفض تلاعبه بمشاعر دلال وتنقم علي انتهاكه لحرمة البيت لكن تتعجب كلما تذكرت كيف تعامل معها باحترام وكيف تقبل كلامها الجارح.... وفي النهاية لا تملك سوي التمني ان تكون كلماتها الواعية لاقت في نفسه صدي.
اما الفراشة التي لا تهدأ الا حين تستكين بجوار لهب قد يدمر أجنحتها كانت في حالة وجل..
نادت الخالة ام قاسم سهر قبل ان تخرج لتعطيها كيسا تركه لها عدي...كان هذا تصرفا عاديا من اولاد الخال لبنات عمتهم لذا لم يسأل احد عن ماهية الكيس... الا سهر.
ان يقف عدي... عدي رمز الرجل وفارس الأحلام بكل مافيه من عيوب و مزايا.... غيرته الزائدة علي كل أنثي تخصه حتي ام قاسم..... شجاعته التي تصل لحد التهور اذا ما مَس احدهم ظل قاسم او قيس..... حنانه الأبوي في نظراته لأخته منتهي.... كل هذا يختبئ أسفل تقطيبة شديدة وصوت آمر.ان يقف هذا الكيان الخشن القادر علي دغدغة مشاعر اي أنقي يخبرها بصوته الخشن انه ينتظرها ان تختاره لحلم بعيد ( اتحبينه سهر.....) سألت نفسها( وهل يحتاج شعوري تجاهه لسؤال... احبه جدا واهابه جدا..... آه يا عدي لو استطعت يوما ان تجعل كفة الحب هي الأرجح حينها لن تحتاج لانتظاري)
حين وصلت لغرفتها اغلقت خلفها باب الواقع لتفتح الكيس متطلعة في محتوياته المكسورة.... في البداية لم تفهم كنه تلك القطع الخشبية حتي ضربتها الفكرة فهمست محدثة احدي الفراشات( اذا تريدني ياعدي ان اتعلَّم الصبر بإعادة تصليح تلك الأشياء الجميلة.... انت فقط اؤمر)
فردت القطع تحاول تحليلها ثم جمعت بعضها تهمس لها بين قبلات تطبعها عليها ( عدي.... يا عدي يا رجلي المخيف.... فراشتك بانتظارك)

[قمر الليالى44]

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 10 ( الأعضاء 7 والزوار 3) ‏قمر الليالى44, ‏Nora28+, ‏shymaa abou bakr, ‏yawaw, ‏عبيركك, ‏مسره الجوريه, ‏haa lo+