داويني ببلسم روحك (1) .. سلسلة بيت الحكايا *متميزه و مكتملة*

[modyblue]

تسجيل حضورررررررررررررررر موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

[doaapakr]

تسجيل حضوررررررر يا اغلى شوشو فى حياتى

[deegoo]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shymaa abou bakr

ياحياتي نزلت الخاطرة. شوفيها بالله عليكي

فين ياشيمو نزلتيها بالفيس قصدك ؟!!

[meyssa]

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

[ضحى حماد]

مسالخير يا شوشو

هاد تعليق من شكرإن مافيها نشرتو بسبب النت التقيل يا قلبي

اي الجمال دا فصل يقطع النفس بكل حذافيره مستحيل غزل تستاهل قطع رقبتها دلال ياروحي ام بالفطره تجنن حانا الدنيا بيها منتهى سكر يخواتي اما سهر فاجمل مافي الروايه هي وعدي يخلاشي اموت فيهم مشاكسه وغاضب اكو احلى من هيك شي تسلميلي شيماء روحت مع فصلك لعالم ثاني يجنن
فصلك هذا جنينه مش فصل مليان احلى انواع الورود





تسلميلي حبي ممنونه منك كثير كثير

[deegoo]

شفتها يااااشيمووو طلعت حلوووووة اووووي تسلمي بجد حبيبتي .. ♡

[shymaa abou bakr]

لفصل السادس

(اخر يوم في شهري العسل) ضحكت دلال لنفسها بسخرية وهي تخفق البيض بحماس.عادت أمامها ذكريات كلا الشهرين العجيبين منذ تلك الجملة التي رماها بها اصلان كسهم ( انت محرمة علي كأمي وأختي) ... التف بعدها بهدوء وارتمي علي الفراش الضخم تاركا اياها مسمرة في مكانها للحظات.... اتجهت بعدها للاريكة البعيدة في نهاية الغرفة مصدومة حتي انهارت تنتحب في صمت.... (يا الهي.... الم تتقبل توبتي.... يارب سامحني يارب ) استغفرت ربها لأفكارها التي توجهها لنهاية سوداء فقررت ( سأقوم لأصلي الفجر ولن اهتم.... لم أخطئ واعلم ان الله قد تقبل توبتي... سأعود لبيتي في الصباح وليفعل بي ابي مايريد.... لا لن اذهب للبيت .... سأذهب لعمي منصور هو من سيأويني ولن يدع مكروها يصيبني) ارتاحت اخيرا لهذا الخاطر وخرجت من الغرفة بهدوء للوضوء.
( دلال... تعالي يابنتي)كانت ام اصلان لازالت علي الأريكة في ردهة المنزل وبين يديها مصحفها الضخم.... فقدت دلال القدرة علي الكلام او الحركة لثوان وهي توضع في أولي المواجهات وأصعبها عليها لانها بالفعل احبت تلك السيدة الحكيمة. ما ان جلست دلال حتي قالت ام اصلان مع تنهيدة( انا الليلة اسعد مايكون... لقد دعوت الله ان يمد في عمري حتي اطمئن علي مصير تلك الاسرة الذكورية وقد كان... لقد رزقهم الله اما تصلي الفجر حاضرا)
ازدردت دلال لعابها وهي تحاول البوح بحقيقة ماسيحدث فقاطعتها ام اصلان بابتسامة ( اعرف يابنتي ان اصلان لم يعد سهل المعشر كما كان ولكن ما مر به صعب بحق.... لكنه في النهاية رجل... ولم يخلق الله رجلا يصمد امام سحر الأنوثة النقية) قالت كلماتها الاخيرة وهي تربت بحنان علي خد دلال التي انهمر الدمع من عينيها وهي تهمس( آسفة يا أمي ان خيبت ظنك الا ان الامر لم يعد بيدي) كم ودت دلال لو انها لم تجرح ام اصلان بهذا الحديث الا انها أخبرتها بكل شئ حتي تبرر لها قرار العودة لبيت اَهلها .انتهت وعادت تقول من بين دموع القهر ( آسفة ياأمي ...) استوقفتها ام اصلان بهدوء وان كان شحوب وجهها دليلا عما يعتمل بنفسها ( لا تأسفي يابنتي .... الذنب ذنبي وحدي)نظرت لها دلال مستفسرة الا انها استطردت( اذهبي يابنتي لتصلي والله المستعان)
انتهت من صلاتها في سكينة وهدوء راضية بما كتب الله لها.... فمن لها سواه !
(اسمعي يا دلال واعلمي ان الله وكيلي انني لا اريد لك سوي الصالح) فهزت دلال رأسها مؤكدة فاستطردت ام اصلان( لن تتركي المنزل.... انت وحدك من سينهشه الناس في هذه الحالة... لن يتحمل أباك عودتك يوم صباحيتك ابدا) مسحت دلال دمعها وهي تؤكد( ولكن لا ترضي لي ياأمي ان أعيش عيشة حرام)
نفت ام اصلان ( لا يابنتي حاشالله... اذا قال انك اخته فسوف تعيشين معنا كأخت له.... لن تحتكا ابدا كزوج وزوجة وهذا وعد مني)
كانت دلال تتطلع بأم اصلان تائهة تتمني الصواب فأستطردت ام اصلان بحماس ( حين تتزوج المرأة صدقيني يابنتي تبحث عن بيت واطفال وسند أليس كذلك!) هزت دلال رأسها بانكسار لذكر الأطفال
( حسنا ها هو البيت بيتك وانت سيدته والأطفال ثلاثة صبيان لا أم لهم سواك... اما السند فقد قال انك اخته لذا فليحمل عنك كأخ)
لا تصدق دلال انها وافقت علي ماقالت ام اصلان الا ان تلك السيدة مقنعة جدا وتسوق اي شخص لتنفيذ ماتريد بالحرف ولن تنكر ان صورة ابيها وهو يراها عائدة يوم صباحيتها اثارت الذعر في قلبها فوافقت.
والحق يقال لم يحتك اصلان بها نهائيا او حتي يتحدث اليها كأنها ليست اصلا موجوده... فتعودت علي الحياة بسرعة وسهولة خاصة وهو لا يعود للبيت الا حين ينام الجميع...فينام مع شهاب وبهاء بينما احتلت هي ونور الغرفة الكبيرة.
(شهاب وبهاء) همست لنفسها وهي تبتسم وتلقي البيض المخفوق في المقلاية (طرفي النقيض)
اول حديث لها مع شهاب المبتسم دوما مع نظرة....استجداء كان حين استيقظت مبكرا لتجده يعد الافطار...فتناولت ما بيده في دهشة وهي تقول( ماذا تفعل ياشهاب!!لماذا تعد الافطار!انا سأفعل كل شئ)
هز رأسه شهاب –طفل في العاشرة لا يشبه والده وإنما أشقر مع عيون زرقاء حزينة-رافضا( لا.لا أريدك ان تفعلي شيئا فقط ارتاحي...أرجوك)
لم تفهم دلال سر نظراته المستجدية وقالت بإصرار (لا ياشهاب... هذا واجبي ومن الان فاصاعدا انا من سيقوم بأعمال البيت كلها... الا اذا كنت لاتريد ان تتذوق طبخي)قالتها مازحة ولكنه نفي ثانية بهزة رأس مذعورة... اما بهاء فأعلن عليها العصيان من اول يوم وهو يهتف ( لن أناديك أمي... اعرف ستعامليننا جيدا امام ابي وجدتي وحين يلتفتوا ستعذبيننا) ضربه شهاب بقوة علي كتفه ( لا تتحدث معها بهذه الطريقة)
سارعت دلال تفض بينهما( شهاب أرجوك لاتضرب اخيك ثانية... بهاء اذا كنت لاتريد ان تناديني أمي فلا مشكلة ناديني بما تريد... ولا تقلق لن أعاملك بشكل سئ حين لا يراني احد لأَنِّي مؤمنة ان الله يراني في كل وقت)
قلبت البيض وهي تفكر ( الحمدلله اعتاد نور علي واحبني...خفت مشاغبات بهاء كثيرا وقامت بيننا صداقة... ولكن يبقي شهاب بلطفه الشديد ومراعاته الزائدة عن الحد ونظرات الاستجداء بعينه لغزا لا ينتهي)

زفر اصلان بغل وهو يسترق النظر من باب المطبخ ليراها علي ابتسامتها الحمقاء تقلب البيض في هدوء .... يريد ان يشرب فنجانا من القهوة قبل الذهاب للعمل وطبعا لا يطلب منها شيئا لذا عليه انتظار خروجها حتي يدخل هو
(ابتسامتها المستفزة تلك سأمحوها يوما ما.... كم اتمني ان اصفعها بقوة علي تلك الغمازات ال....ال... المستفزة... كل مافيها مستفز.. تعتقد انها لن تخطئ ولكني لها بالمرصاد وحينها لن ارحمها) لم يشعر انه نطق تلك الكلمة الاخيرة بصوت عالي الا وأمه من جلستها تصدر صوتا اعتراضيا وتقول( الرحمة من عند الرحمن وحده . استغفر ربك)
استغفر اصلان وهو يحك ذقنه طلبا لهدوء لم يجده فهتف عند باب المطبخ ( هل سيستغرق عمل البيض ساعة اخري... خل انزل اشرب القهوة بالمقهي)
رأها تنظر له تلك النظرة الهلعة التي تخصه بها فعاد لغرفته حانقا ليغير ثيابه ويذهب .حين خرج لم يجدها هي او امه ولكن سمع صوتهما في الشرفة ...كاد ان يفتح الباب ويخرج حين رأي فنجانا من القهوة علي الطاولة.كانت رائحته قوية وشكله رائع وكمدمن قهوة لم يقاوم هأول رشفة أدت لرشفات كثيرة .... لم يعرف اصلان حينها ان قهوة دلال إدمانا .

[shymaa abou bakr]

صوت الزغاريد والتهاني تضج بالحي العتيق من كل بيت وشرفة....وقف قاسم وولدي عمه وباقي العاملين بالورشة يوزعون أرغفة الخبز بداخلها قطع اللحم علي الجيران....تلك هي التقاليد في الفرح واي فرح اكبر من زفاف ابن كبير الحي الحاج منصور...قاسم زينة شباب الحي.
(توقف عن الابتسام والضحك ... ستصاب بتشنج في عضلة خَدَّك ) انفجر قاسم ضاحكا لمزحة عدي ثم ضربه علي كتفه بقوة ( وانت توقف عن عدم الابتسام او الضحك.... ستصاب بتشنج في عضلة قلبك) ثم غمزه باتجاه قيس الذي كان يحاول التحدث بشكل طبيعي مع الجيران... كل ما بِه عاد الا انكسار العين لازال موجودا.

خرجت في تلك اللحظة غزل من بيتها تتهادي ببنطلون جلدي احمر وبلوزة بيضاء لاتليق ابدا بحيهم او قيمه...تحدث معها كثيرا بأمر ثيابها الا انه يضعف اما سحرها في كل جولة وينتهي به الامر مهاديا اياها هدايا ثمينة حتي ترضي... وهذا شئ اخر تعلمه قاسم عن غزل... عشقها لكل ثمين.فحين فرضت حصار الشهر ... قلصه قاسم لأسبوع بالهدايا الذهبية التي كان يرسلها اليها.وحين ذهب مع عائلته لطلب يدها ادرك مدي ضعف والديها امام شخصيتها المتجبرة.وما أدهش الجميع هو شرطها الأساسي للسكن في بيت العائلة... حتي وان كان في غرفة قاسم مؤقتا حتي يتم تجهيز جناح لهما.
لوحت بدلال وهي تبتعد مع صديقتها لعمل اخر بروفة لفستان الزفاف الذي رفضت تماما ان يراه علي انه " مفاجأة"

(يارب .. منتهي..يارب .. منتهي) ردد علاء دعائه بصوت خفيض وهو يطرق باب بيت عائلة قيس الذي اعتاده خلال الشهرين السابقين... لقد زاره اول مرة بعد ان أكله الشهور بالذنب تجاه قيس الذي غاب عن المدرسة لفترة طويلة...كان الخطأ خطئه نسبيا. حين كانا في الطريق لأحد البيوت المشبوهة التي يرتادها... ما ان لاحظ توتر قيس وارتجافه لما هو مقبل عليه حتي أعطاه زجاجة جعة اذاب فيها دواءا يجعل جسده يضج بالرغبة الجنسية وذلك ما اصاب تلك المرأة بجنون الشهوة فجعلها تفعل ما تفعل. خاب امله حين فتحت له السيدة ام قاسم الباب مرحبة به وأوصلته غرفة الضيوف... اذ عليه تحمل فترة قبل ان يعود وإلا ضاق قيس به... لقد ارتبط بقيس المختلف تماما عن كل أصدقائه الآخرين ويشعر معه براحة ولكن شعوره بمنتهي غير.
حين رأها للمرة الأولي شعر بروحه تسمو تاركه تحتها كل خبث لوثها خلال السنوات الماضية... رأي فيها نقاءا لم يقابله منذ مدة وصمت روحه بالسواد.وبالرغم من ذلك رأي فيها انثي تتفتح بهوادة...ندت منه آهة نشوة وهو يتخيل تلك الأنثي بعد الاكتمال له وملكه .زفر حانقا لعدم رؤيتها ولكن القدر اراد ان يكافئه لاعترافه بخطئه تجاه قيس ففتح الباب ودخلت بتلة الورد من الباب بالقهوة..وقفت امامه لاترفع عينيها عن الارض . كانت اليوم ملائكية بحق في فستانها الأبيض المنزلي المزين بوردات صغيرة تشبهها وشعرها العسلي منسدل حول وجهها بنعومة..... والعين حزينة.
علاء الذي عرف من النساء كل صنف ونوع " حسب تعبيره" وقف أمامها صامتا تماما لا تسعفه الكلمات حتي التفت لتخرج (انتظري بالله عليك) هتف فيها بقوة جعلتها ترجف ( لا تتركيني دون كلمة اي كلمة)
رفعت حاجبيها باستنكار ( عفوا.... )
فهمس بصوت مبحوح وهو يهز رأسه رافضا ( لا لن اعفو عن سارقة قلبي)
تجمدت منتهي مع كلماته المصحوبة بنظرات ولهي وعقلها وقلبها يصرخان بجنون ( هل تغزل بي شابا لتوه... هل يقصد انه معجب بي انا... هل هناك من يراني)
اقترب علاء منها مادا يده فابتعدت بسرعة تقول بتوجس ( ماذا تريد)
اجاب بصوت ضائع ( اريد ان أتأكد انك حقيقية.... تبدين كغيمة سماوية)
تبدل حال منتهي اما ناظره في ثانية وعيناها تمتلئ دمعا ( اكره تلك الكلمة.. اكره كلمة غيمة)وابتعدت مسرعة .


صعد درجات السلم صديقته التي تكون غالبا صديقة تفكيره ببطء... يعود الليلة في وقت متأخر عن كل يوم.. زاره الحاج منصور وسعيد وقاسم لدعوته لزفاف الاخير. كانت الجلسة ممتعة بحق وهو يتعرف لأول مرة عن قرب لقاسم ذلك الشاب الذي رأي فيه نفسه قبل سنوات... قبل الجرح. حين حان موعد الانصراف خبط الحاج منصور علي كتف اصلان وهو يسأل بجدية ( كيف حال أمانتي عندك!) ارتبك اصلان ولم يرد...بما يرد عليه وهو يعرف داخليا كم اهان الإمانة. استطرد الحاج منصور بابتسامة ( لا ترتبك... لولا ثقتي بك لما آتمنتك اصلا ) . لن ينكر ان شعورا بالذنب نغس قلبه تجاه تلك السمراء ذات الغمازات المستفزة الا انه نفضه بغضب( لا تفتح بابا يا اصلان لتتسلل)
دخل البيت الغارق بالظلام في هدوء حتي لا يوقظ صغاره فجر قدميه بإرهاق لغرفة الصبيان.
(يا أبا شهاب) تسمر في مكانه حين سمع صوتها الطفولي يناديه...اول مرة توجه له خطابا تقريبا منذ عرفها.كررت ندائها يخفوا ظنا منها انه لم يسمع فالتف لها بحدة ألجمتها .... كانت تجلس علي الأريكة ترتدي احدي تلك العباءات التي يبدو ان دلال تملك منهم مئة...تلملم شعرها بمنديل منزلي مزركش ونور نائما في حجرها. زوجة مصرية عتيدة ... الا انها ليست زوجة...هي محرمة.
اقترب منها مستفسرًا بحدة( ماذا تبغين) حدجته بنظرة شرسة وهي تشير له ان يخفض صوته حتي لايوقظ الطفل.ازدردت ريقها بصعوبة وهي تعلن بصوت مرتجف ( لقد حضرت ام قاسم وفاطمة لدعوتنا لزفاف قاسم)
هز رأسه وهو يداعب شعر ابنه النائم في سلام
أعلن بصوت جامد ( نعم لقد زارني رجال العائلة ليدعوني كذلك)
خرج صوتها ماعرفت رغما عنها ( وهل سنذهب!!)
حدجها بنظرة ارادها محرقة ومن انكماشها علي نفسها فقد نجح ( سأذهب مع ولدي الكبار..)
قالت بمهادنة ( ولكن ام قاسم أتت ودعتنا... عدم ذهابنا سيغضبها)
رد بقوة وهي يلتف مبتعدا لينهي الكلام ( لا ذهابي انا سيغني عن ذهاب الحريم)
وضعت نور برفق علي الأريكة وقامت مسرعة بغيظ وهتفت خانقة ( لكني اريد الذهاب)
كادت ام اصلان التي تتصنت من خلف باب غرفتها ان تصفق في حبور لقوة رد دلال.
استدار اصلان ببطء واقترب من دلال وملامحه الصارمة تشهد بما يعتمل داخله من غضب.... وضع إصبعا خلف أذنه وهو يقول مؤكدا علي كل حرف( رجاءا أعيدي ما قلت ثانية... وبنفس اللهجة الوقحة)
تلاشي الغيظ وولي الحنق فرارا وهي ترد بارتجاف لم تتمكن من منعه ( العفو منك لا اقصد ابدا ان أكون وقحة.... لكني تمنيت الذهاب ...جدا)
تعالي بداخله زعيق مزعج.... صفارات الانذار تعوي ( لها عشيق في الحي القديم تفتقده وتريد ان تراه... لا والله لن أكون مغفلا للمرة الثانية)
وقبل ان يصرخ ((خائنة)) استطردت بصوت مفضوح العبرات ( خرجت من الحي وصغيره قبل كبيره يناديني شؤما عاقرا... أردت العودة مع عائلتي... دخول حارتنا ويمسك بكفي أولادي ويسبقني.... زوجي... الناس هناك لاتأخذ سوي بظاهر الأمور)
رأي دمعة لؤلؤية تنحدر بنعومة فوق الخد الأسمر لتتوه في متاهة الغمازة... فتسارع نبضه رغما عن انفه
لثاني مرة خلال اقل من ساعة شعور ما نحوها يجلده ولكن الضربات تلك المرة كانت اعنف لذا هتف بضيق دون تفكير ( اذا سنذهب كعائلة... ولكن اقسم ان طلبت شيئا بتلك الوقاحة ثانية لن تعرفي ماذا سيحدث لك)
وقفت مسمرة امامه لاتصدق انه وافق فعلا فأشار لها محركا يده بغيظ ان تنصرف...التفت تغادر الغرفة قبل ان يغير رأيه فقال بحدة ( انتظري.... اصنعي لي فنجانا من القهوة اولا)

[shymaa abou bakr]

أصوات الحفل بالخارج تضرب بقوة.... الأغاني والزغاريد لا تتوقف بالرغم من عدم وصول العروسين بعد....وحدهن جلسن فتيات العائلة وكل تندب وجعها. لم تتخيل منتهي حضور حفل زفاف قاسم...يكفيها محاولة استيعاب انه سيعيش مع زوجته معها ففي نفس المنزل.تعبت من التفكير في مخرج حتي ضربتها فكرة كانت قد رأتها في احد الأفلام ...ففي صبيحة الحفل تناولت في غفلة من أمها وأم قاسم كم رهيب من قرون الفلفل الأحمر ومسحوقه.ولت تمر سوي دقائق وارتفعت حرارتها بشكل هستيري وتشقّقت شفتاها...فلم تجد أمها بدا من تركها في المنزل...لم تعرف ان مرض منتهي ليس في حرارة مرتفعة وشفاه دامية... العلة في قلب مفطور.
اما البائسة الثانية فكانت رقية الراقية.... حين وضعت جانبا خجلها الفطري من الظهور في تجمعات كبيرة ونزلت للحفل.... لم تتمكن من رفع بصرها بسبب الحصار ...من ناحية كان قيس بنظراته الجريحة المحملة بالعار ... كم ودت الذهاب اليه ونهره ( لا تخجل فمشاعرك تاج فوق رأسي ولكن انا من تعاملت مع الموقف بسذاجة ) ومن ناحية اخري كانت نظرات تلك العجوز المبتسمة التي تراقبها عن كثب بل وانتهزت الفرصة لتقترب ببطء معرفة بنفسها ( ام ابراهيم) .... قدحت رقية ذهنها بشدة علها تتذكرها بدون فائدة فاعتذرت بعد التحية لتبتعد. كانت علي وشك دخول المنزل حين استوقفتها دلال بارتباك وهي تحمل طفلا صغيرا في حضنها ....عرفت رقية بزيجة دلال لذا بادرتها ( مبارك يادلال الزيجة... أرجو من الله لك كل سعادة وتوفيق)
ازدردت دلال ريقها ثم تنحنحت عل صوتها المرتعش يخرج قويا ( رقية.... اذا ظللت أشكرك عمري كله لن اوفيك حقك ... لا املك سوي ان ادعو لك بقصة الحب التي طالما حلمت بها ونحن صغار... قصة حب سعيدة بلا نهاية)
ابتسمت لها رقية بحب وهي تحتضن تلك السمراء الطيبة التي لازالت تذكر.
كانت تراقب من نافذة شرفة منتهي دلال الان تجلس بجوار حماتها ويجلس بجوارها ولدي زوجها الصغار بينما زوجها يجلس في طرف الرجال...( يبدو رجلا صعبا...) فكرت رقية وهي تراقب اصلان( اعانك الله يادلال علي ترويضه)
جالت بنظرها في صيوان الرجال وهي لا تملك سوي ان تفكر( تري هل عرف الملثم بزواج دلال؟ ربما موجود هو اليوم بين الرجال يراقب حبيبته وزوجها) شعرت بغصة لا تجد لها سبب أخرجتها من حالتها تلك تأوّهات منتهي النائمة في هروب.


وإذا جاء ذكر البؤس اذا فالملكة بلا منازع الفراشة المنكمشة في نهاية السرير تدعي النوم.
بحثت سهر منذ حضرت في الصباح عن عدي بلا اثر.... لازال يبتعد ولازالت في صراع للاقتراب.
وحين تجهزت وارتدت فستانها التائه بين فراشاته... فستانا عسليا بلون شعرها وعينيها ...محتشم الا انه يجسد أنوثتها برقي...زادت عليه هي فراشات ذهبية لها نفس الشكل وبأحجام مختلفة وحين جربته سهر بدت كحورية تقف وسط إعصار من الفراشات.
بحثت هي عنه... لاتقوي علي الانتظار....تفتقد عدي... حائطها البشري الذي عشقت منذ الصغر ارتطامها بصدره مولدا بداخلها شرارات كهربية تلمع في ثناياها....(هل يصح ان اقول اني افتقد رحابة صدره وطني...هل يصح ان اشتاق لضمة ذراعيه... بالرغم من اني لم اجربها من قبل)لمست شعرها ثم نزلت بأصابعها تتلمس ملامحها بنعومة( اشتاق قبلة توشم شفتاي بلون شفتيه التوتية )
استمر بحثها المجنون كبحث فراشة عن اللهب مابين الحفل وماحوله...حتي قررت في النهاية البحث بالمنزل.
دخلت المنزل تتلفت فلم تَر ما أمامها فاصطدمت... غاصت داخل عالم من الرجولة الخشنة فهمست دون ان تبتعد باسمه.... لن تنكر ان الشوق غلب فيها كل شئ حتي الحس السليم...فلم تعد للوراء بل ظلت بمكانها ووجهها ملاصقا لصدر عدي الحار...لم يساعدها هو ويبتعد فقلبه الخائن يشتاق يضرب بجنون وجسده يشتعل كجمرة تحيا تحت رماد..ماذا سيحدث ان لمس شعرها العسلي مرة...مرة واحدة فقط وبعدها يتوب عن سهر...كانت جميلة الليلة بكل تلك الفراشات التي تعطيها طابعا بوهيميا...وعسل يشفي العلل يسيل من شعرها لعينيها وحتي الفستان...ما الكارثة التي ستحل اذا ذاق العسل مرة!
رفع يده بسرعة قبل ان يخبره عقله بالعدول وأغرق أصابعه الطويلة انهار العسل شعرها فندت عنها شهقة...شهقة استسلام... رفع عينيه متأوها فصدمه انعكاس صورتهما بالمرآه.....عادت له ذكري الكابوس حية فابتعد للوراء تاركا سهر بصدر يعلو ويهبط بسرعة ووجه مشتعل وعينان مغمضتان.
عادت لها الذكري وارتجفت وهي تتذكر ماحدث حين فتحت عينيها بعد ان طال الصمت... كان عدي يقف قريبا جدا منها وبيده...مقص حديدي ضخم.
وقبل ان تتاح لها حتي الفرصة للاندهاش بدأ يقصقص الفراشات البارزة عن فستانها ببراعته المتوقعة بينما يده الآخري تثبتها بقسوة حين حاولت التحرك... وفي ثوان كانت اغلب الفراشات مفارقة الحياة علي الارض.
كان وجهه مخيفا...ملامح مشوهة بحقد دفين اذا خرج لآتي علي الاخضر واليابس...وحين تحدث صوته كان جحيما بذاته ( لقد لفتت الأنظار بما يكفي... ووقع بأسرك أفضل شاب بالدنيا.... قسما بربي اذا ارتديت مثل هذه الملابس الملفتة ثانية فلا تتوقعي مني ان أظل طيبا)
أغمضت عينيها بقوة مدعية النوم وهي تسمع هتاف رقية ان العروسين قد وصلا.... لا تستطيع مواجهة اي كان الان ولا حتي رقية.... عليها استيعاب ماحدث...الا ان ابتسامة ارتسمت علي شفتيها النائمة ( أفضل شاب بالدنيا!!!!... ياربي علي غرورك يامغرور..تسمي نفسك أفضل شاب بالدنيا ولازالت غيرتك مجنونة)

وصل قاسم متأبطا ذراع غزل التي بدت حرفيا كملكة متوجة برداء ابيض طويل ذي ياقة عالية علي شكل زهرة اللوتس ... كانت تغطي كل انشا فيها حتي لم يبد منها سوي الوجه والشعر المرفوع فقط...
قلب قاسم ينبض بجنون فما هي سوي خطوات وتصبح تلك الفاتنة له وحده...اما غزل فنظرات الذهول بأعين المحيطين جعلتها تنتفخ غرورا حتي انها لم تحتضن والديها كعادة كل عروس.
جلسا في منتصف الصيوان علي ترابيزة معدة لعقد القران....قاسم يبثها نظرات السعادة والتقدير بينما تنظر له عزل من برج عال.
تم عقد القران وتعالت الزغاريد واقترب قاسم ليقبل رأس غزل كعادة العرسان الا انها مدت له يدها بابتسامة ثقة لم يلحظها ورضخ لتقبيل يدها ظنا منه انها خجلي.
اقتربت صديقتها وفاطمة وأم قاسم بينما تأبط قاسم ذراعها لشقة في دور سفلي في بيت مجاور ملكا لأبو قاسم لتعد نفسها للحفل الذي يلي عقد القران.
كانت هزيمة تحتضن قاسم وتغرقه يقبلات محملة بدموع وهي لا تتوقف عن الدعاء له في سعادة ....بينما يقبل قاسم يدها داعيا ان لا يحرمه الله اياها....حين صمتت فجأة كل الأصوات بالغرفة.
التف قاسم لحيث ينظر الجميع بينما ام غزل تلطم خدها. كانت غزل قد خلعت الرداء ليظهر فستانها العاري حد الاشمئزاز. فستان ابيض قصير جدا جدا من الامام مظهرا بسخاء وركيها ويكشف نحرها وصدرها علي شكل حرف سبعة غائرا...طبعا بلا أكمام او حمالات.
قال قاسم بصوت غريب عن أذنيه (انت لن تخرجي للحفل بهذا الشكل أليس كذلك)
ضحكت غزل بسخرية( طبعا حبيبي سأخرج بهذا الشكل... وهل هناك احلي من هذا الشكل!) استدارات بميوعة حول نفسها..ثبت نظره عليها لثوان ثم قال بهدوء من يقول أمرا مفروغ منه ( انت لن تخرجي من هنا بهذا الفستان مهما حدث.... ضعي رداءك ثانية) وعقد ذراعيه
في البداية أجابت بالرفض بهدوء... ثم استعملت سلاح الميوعة والدلال... ثم هددت بالبكاء...حتي بدأ صوتها يرتفع وتصرخ وقاسم لازال ثابتا كحائط ....حينها بدأت بالسب( أيها المتخلف الرجعي انا لن اخلع فستاني ولن اخرج الا به هل تفهم يا....)
اقترب منها بخطوة واحدة بعاصفة غاضبة... حتي امه لم تره بهذه الملامح المتوحشة من قبل فجرت تقف بينه وبين غزل (اهدأ ياولدي بالله عليك )كانت ملامح قاسم مخيفة متوحشة ... حتي دب الرعب في قلب امه وأبعدت غزل بجسدها اكثر خوفا عليها.
(وانت يابنيتي) قالت وهي تلتف لغزل ( استعيذي بالشيطان الرجيم واسمعي كلام زوجك)
كانت ملامح غزل الان أقبح مايمكن وعينيها غارقة بحمرة الغل وعروقا زرقاء تنبض في جبهتها وهي تزأر( ابتعدي عني يا شمطاء...ولا تضعي يدك القذرة علي... لقد أقسمت ان أخرجك من البيت ما ان أضع قدمي فيه)
حدقت فيها هزيمة بصدمة بينما ام غزل تولول بضعف ....استغل قاسم صدمة امه وأبعدها بهدوء...... قبض علي ذراع غزل بعنف وهو يهمس (اذا لن تضعي قدما في البيت...... انت طالق)
دخل في تلك اللحظة منصور وأبو غزل اللذان سمعا ماقال قاسم فأسرع اليه منصور بنية ثنيه عما قال لتهتف غزل بوقاحة شديدة ( هذا أفضل.... ما كنت لأتزوجك ياابن أمك ابدا.... هل كنت اتزوج رجلا او أمرأة)
في هذه اللحظة تحول قاسم لوحش حقيقيا وهي يقترب ليَفْتِك بغزل فتكا حين هتف به ابوه بقوة ( قاسم... لاتضع يدا عليها... نحن رجالا لاتضرب النساء)
وشد قاسم مبعدا إياه تماما وهو يقول مشيرا لفاطمة وعزة وكريمة ( الا اننا كذلك لن نتمكن من منع نساؤنا من تربية من بلا تربية)

[shymaa abou bakr]

معلش ياجماعة. ممكن حد من المشرفات يمسح الجزء الاول لانه نزل كده مرتين

المرة التانية هي الأصح هي الكاملة.