آخر 10 مشاركات
عذراء اليونانى(142) للكاتبة:Lynne Graham(الجزء2سلسلة عذراوات عيد الميلاد)كاملة+الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          124 - مر من هنا - آن شارلتون (الكاتـب : pink moon - )           »          لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          ثأر اليمام (1)..*مميزة ومكتملة * سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          ملك يمينــــــك.. روايتي الأولى * متميزه & مكتمله * (الكاتـب : Iraqia - )           »          معذبتي الحمراء (151) للكاتبة: Kim Lawrence *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          409 - غدا لن ننسى - تريزا ساوثويك (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          عمل غير منتهي (85) للكاتبة : Amy J. Fetzer .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-06-16, 06:08 PM   #11

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


8- بالرغم من الاعمال والمناسبات التي كانت تشغل ادريان , احست بوحشة فراق غرانت, وبينما كانت تحلم بعودته متأملة اشجار الجكرندا, وصل ليفاجئها بانه اللتقي بوالدها وبأن زوجته تحمل مولداً..
لم تر ادريان غرانت كثيراً في الاسابيع القليلة التالية لأنه لازم الحقول وميدان الخيول من الشروق الى الغرب, ولم ينس مشاغله اثناء العشاء, وذات ليلة , اوت فيها السيدة ماننغ الى فراشها باكراً نتيجة الم في رأسها, خاطبته ادريان:
- تبدو كثير المشاغل والشرود هذه الايام , فماذا هنالك.
تطلع اليها بلهفة , ثم كرر كلامها بلهجة مثيرة:
- ماذا هنالك؟ هذه الايام مزدحمة بالعمل , لقد فقدت بعض المواشي , وانا منهمك بالبحث عنها الآن , علاوة على انشغالي ببعض الامور , انه لوضع يدعو الى الشرود !
احمرت وجنتها وقالت بارتباك :
- تبدو وكأنك تجد عبارتي سخيفة .
- لم يقل لي احد من قبل اني كثير الشرود, اني اتعامل وقعها.
شعرت بشيء من الضيق على عادتها معه:
- لماذا لا تحمل كلامي على محمل الجد وتسخر باستمرار؟
- لو حملت كلامك محمل الجد فماذا سيحل ياصغيرتي, خصوصاً في زحمة الاعمال؟
تنهدت واستلقت على المسند وقد تحولت امارات الرغبة في عينيها الى لامبالاة, رفع رأسه وهم ان يفوه بكلمات مطمئنة, لكنه غير رأيه , اكتفى بالابتسام, اما هي فاختلست نظرة اليه وتيقنت من عزمه على الكلام بالرغم من التعب البادي على محياه , تخلت عن صمتها لتسأله :
- هل استطيع ان اركب مع الرجال؟ ربما استطعت مساعدتهم في رعاية المواشي .
------------------------------
تبدد تعبه وقهقهة قائلاً:
- ما اغرب اقوالك ياصغيرتي , لاشك انك ستقعين من اللحظة الاولى عندئذ ماذا يحل بي؟
وقفت وهي في غاية الغضب , لكنه لم يتوقف عن الضحك, فصرخت:
- حلولت ان اساعدك خصوصاً واني اعلم ان تامي دونالدسون تساعد والدها في مزرعته, تبدو وكأنها ولدت على ظهر جواد.
لمسها بحنو فوجدت نفسها تضع يدها في يده على غفلة منها فأخذ يربت على راحة يدها , يالحيله! ثم حدثها بلطف:
- هل ترغبين في تقليد العمال بركوب الخيل والسعي اثر المواشي؟ ان الحاجة تدعو تامي الى العمل في مزرعة والدها, لكن لا داعي لأن تفعلي الشيء عينه هنا, مااكرمك واحلى روحك! اني اشكر لك استعدادك.نتديات
صمتت فهز يدها قائلاً:
- كنت سأطلب اليك ان تعزفي قليلاً لترتاح اعصابي.
شرعت تعزف مقطوعة لم ترقها كثيراً على الرغم مافيها من اثارة, لم تكد تعزف جملتين منها حتى استوقفها معلناً :
- لست ادري لماذا لا احب هذه المعزوفة , ارجوك اعزفي غيرها.
شاطرته رأيه , وحاولت تذكر معزوفة اخرى هادئ ترضيهما, اخذت تعزف الحاناً متنوعة بينما اشعل سيكارة واتكأ على مسند الكرسي, بعد نصف ساعة استدارت على مقعدها امام البيانو لتكتشف ان غرانت يغط في النوم, الحمد لله , لقد غفا مطبقاً فمه, ولكن , مالها وللطريقة التي يغفو بها الرجل؟ مشت على رؤوس اصابعها نحو مقعده وانحنت فوقه, فانفتحت عيناه فوراً, مد يديه وشدها نحوه متسائلاً:
- ماذا كنت تفكرين؟
- انك تغفو وانت مطبق الفم . وهذا امر جيد.
انتفض ووقف فأوقفها معه ثم سألها:
- من يعتبره امر جيداً؟ ( اكمل وهو يراقب حمرتها تتعاظم ) اوتدرين اني اعتبرك مجنونة احياناً؟ ( ثم ادارها نحو الباب قائلاً مري على هيلن في طريقك الى غرفتك.
- هل تصرفني ؟
- اجل ياعزيزتي..انك احد اسباب شرودي.
اكتفت باطلاق ضحكة خفيفة من دون ان تودعه وتتمنى له ليلة سعيدة لانه لا يستحقها, قرعت باب السيدة ماننغ ثم دخلت لتجدها جالسة في السرير متكئة على كدسة وسائد مطرزة الاطراف الا انها فوجئت اذ وجدتها تضع نظارتين طبيتين لم تكن قد رأتهما من قبل خاطبتها السيدة:
- تفضلي ياعزيزتي . لقد سمعت عزفك المهدئ.
وجدت صعوبة في تركيز بصرها على السيدة الجالسة في السرير اذ بدا لها ان قطع الاثاث ليست قديمة فحسب بل جميلة ونادرة , فهناك الى جانب اللوحات الزيتية المرسومة في القرن الثامن عشر مكتب وطاولة للعب الورق مصنوعات من خشب الجوز يعودان الى عهد الملكة آن, كما يوجد بساط آخر لاشك انه حيك في مدينة بخاري المشهورة بصنع السجاد والبسط, والكريب محفور ومطلي بالذهب غطى الرخام اعلاه فتحول بذلك منضذة عرض عليها احد التماثيل الجميلة.
حاولت جاهدة الا تبدو مشدوهة اذ احست ان الزمان قد رجع بها قرنين كاملين الى الوراء, جلست بحذر على المقاعد العائدة الى ايام الملك لويس الرابع عشر وهي تشعر انها اشبه بوصيفة , لم يخف شعورها على مضيفتها التي تطلعت حولها مزهوة وقالت:
- هل تعجبك تحفي؟
- كثيرً ..ان غرفتك رائعة تماماً ككل اجزاء المنزل.
- انا وغرانت نهوى جمع التحف, فهو قد احضر الثريتين والمرآة المصنوعة من مدينة البندقية , اما انا فتوفر لي تحفي السلوى والعزاء فاعتبرها اولادي , وانت تعلمين انه لازوج لي ولا اولاد.
وافقتها ادريان ضمناً على رأيها.
----------------------------
سرعان ماتخلصت هيلن من انقباضها وعادت تتحدث عن مشاريعها :
- انني افكر باعداد مهرجان تجاري فيه دورات لسباق الخيل وسحب يانصيب ونختمه بحفلة راقصة وعشاء يعده كل فرد بنفسه, فما رأيك؟
امتنعت عن ابداء تحفظها, لكنها قالت :
- انها فكرة رائعة , لكنها تتطلب جهداً وعملاً عظيمين.
ارتدت نظارتيها لحاجتها اليهما وقالت:
- هذا صحيح الا انني ارغب في حرمان ليلا من فرصة العمل على انشاء الجناح الجديد لانها لن تستعمله, لذا ارغب ان اسبقها الى العمل, لا اعتقد انها ستأتي بفكرة افضل من فكرتي.
لماوجدت ادريان في كلامها اجحافاً بحق ليلا وظلماً قالت:
- اني اوفقك على رأيك , ولكن الا تعتقدين ان كل هذا العمل والجهد سيرهقك؟
لقد حاولت ثنيها عن المشروع لعلمها انه سيرهقها هي ايضاً, السيدة ماننغ هي صاحبة القرار بالطبع , غير انها تحتاج الى جنود وعمال كثر.
طمأنتها قائلة:
- من هذه الناحية لا تخافي علي لأنن سأكون اشد تنظيماً هذه المرة .
هزت رأسها تعبيراً من اقتناعها ولم تنطق بكلمة ظناً منها ان صوتها سيخونها في ذلك, ثم وقفت وهي تقول مبتسمة:
- لن ازعجك اكثر ياسيدتي , اؤكد لك اني ساساعدك بكل طريقة ممكنة.
- اني اعلم ذلك ياعزيزتي واراهن عليه.
حافظت على هدوئها بالرغم من انزعاجها وتمنت لها ليلة سعيدة, وفي طريقها الى جناحها رأت النور مشعلا في مكتب غرانت المنفصل عن مكتبها , قرعت بابه المفتوح قائلة:
- سأراك في المهرجان الكبير.
- ماذا؟
ضغطت اصبعها على شفتها وابتعدت بهدوء.
تحركت عربة المهرجان بسرعة وكاد غرانت ان يضع العصي في دواليبها صباح اليوم التالي حين خاطب هيلن بلهجة حادة:
- لعل من الخير ان امول المشروع بكامله وانتهى من هذا العناء, فانا الآن سأدفع الفاتورة بالتقسيط, اعتقد ان المشروع سيرهقك ياهيلن.
- ولكن لا احد يريدك ان تفعل ذلك لان المشروع جماعي بطبيعته.
- اذا كان كذلك, فليتعاون الجميع على تنفيذه, والا فليلغ , لا اريد ان اراك انت وادريان متعبتين ومنهكتي القوى.
تمسكت بموقفها على غير عادتها لخوفها من ان تطلع ليلا بفكرة بارعة تقضي على آمالها , قالت:
- اعدك ياعزيزي ان اكون اشد تنظيماً هذه المرة , ان السيدات يرغبن من اعماقهن في تنفيذ المشروع.
وضع فنجان قهوته الساخن على الطاولة بانفعال ثم كلمها ساخراً قبل ان يخرج من الغرفة:
- ابلغي السيدات الامر اولا ثم اطلبي اليهن المشاركة.
تساءلت بقلق واضطراب : ماذا دهاه؟
- اتوقع ان يكون متعباً من كثرة الاعمال والسهر.
- لا تزيدي او لست اعرف؟
طالما اعتبرت السيدة ماننغ غرانت مصدر طاقة ونشاط لا ينضب وتناست ان يتعب كغيره من البشر, بعد الفطور انطلقت ادريان الى المكتب بينما جلست السيدة ماننغ الى الهاتف لتضع مع سيدات اللجنة تفاصيل خطة المهرجان , الامر الذي استغرقها النهار كله.
في المساء لم يحضر غرانت الى العشاء مخالفاً عادته ابلاغ هيلن امر غيابه سلفاً, عند العاشرة تملك الخوف ادريان وتنبأت بوجود خطر, غير ان هيلن لم تشاركها مخاوفها , بل قالت:
- لا داعي للخوف , سآوي الى فراشي بعد هذا النهار المضني.
همست ادريان بشرود:
- حسناً! اين هو غرانت.
تأملتها رفقيتها بقلق اذ لاحظت ان الامور تزداد تعقيداً , وهاهي ادريان تسأل بهلع عن مكان وجود غرانت.
طمأنتها بقولها :
- لا تقلقي ياعزيزتي لان مشاغله كثيرة وهو يعرف كيف يعتني بنفسه أنّي ذهب , اطمئني , انه بخير , تصبحين على خير.
---------------------------------
عند الحادية عشرة والنصف سمعت ادريان وقع اقدام في الممر فعرفت فوراً انها خطوات غرانت , انطلقت الى الخارج تحت جنح الظلام الذي يلف الحديقة, نادت وقلبها يخفق بعنف:
- غرانت! هل عدت ؟ اين انت؟
ركضت نحوه فحملها بين ذراعيه , قالت مذعورة:
- ظننت اللصوص قادمين.
- هل تتظاهرين بالجنون ام انك مجنونة فعلاً؟
اسندت رأسها الى صدره وهي تشكر الله , لقد عاد كل ماتريده , خاطبته برقة:
- اخبرتني ان هناك من يسرق مواشيك , ولماتعودت ان اعرف سلفاً اذا كنت ستتخلف عن العشاء ام لا , ظننتك احد اللصوص.
ضحك عميقاً وهو يجيب:
- اللصوص! اللصوص! دعي مدير الشرطة يهتم بهم.
انتقل بها الى بركة الضوء المتسرب من مدخل المنزل حيث لاحظ ان التوتر قد غاب عن محياها وهي تقول:
- الا تريد الدخول؟
- لست ادري . ان الجو شاعري هنا برفقة ساحرة صغيرة مثلك.
غير انه حملها بعد قليل الى البهو حيث اوقفها قائلاً:
- كم يسعدني ان تسرعي للقائي يا ادريان , اني اكره الظن بانك بعيدة عني.
سوى شعرها قبل ان يريح يده على وجنتها , احست بالارتياح والفرح يغمرانها ولم يهمها اذا كان قد فطن الى خوفها وقلقها عليه ام لا , خاطبها بقوله:
- مااجمل ان يشعر المرء ان هناك من يعتني به ويقلق عليه , لم اختبر هذا الشعور منذ زمن بعيد, اذهبي الآن الى السرير ياصغيرتي, ان كل شيء على مايرام.
- اني سعيدة برجوعك , تصبح على خير.
- اتمنى لك نوماً هادئاً.
ما ان اطفأت النور في غرفتها حتى تنبهت الى انه لم يخبرها اين قضى سهرته.
بعد بضعة ايام حضر غرانت الى المكتب ليودع سكرتيرته قبل ان يطير الى ميلبورن لحضور مؤتمر لمنتجي الاصواف الطبيعية , قال بحزن وهو يلمس وجنتها الناعمة باصبعه:
- من المحزن الا تكوني قد تجاوزت الاربعين .
هبت تستنكر وتصيح : ولكن , ان بعض..
اشار عليها بالصمت وقال:
- انا لااقصد.. اللعنة ! ماارمي اليه هو اني كنت ساستعين بخدماتك, اما الآن, فلا يمكنني اصطحابك.
لم تكن مغفلة بحيث تسأله عن السبب , غير انها عبرت عن تعاطفها معه بقولها:
- واخسارتاه!
اوقفها وهو يبتسم فشحب لونها وقال:
- هل اردعك الآن؟
طوى ذراعه فوق كتفيها وهو ينظر بشوق الى عينيها الحائرتين , ورأى انها مضطربة بعض الشيء بعد ان اثار خبر سفره قلقها , وانتظر حتى تكلمت:
- من منا سيقذف امام امام الاسود حتى تلتهمه؟
رفع يدها الى فمه ثم ودعها ضاحكاً.
مرت باقي ايام الاسبوع رتيبة مزعجة الا ان نهايته شهدت , فبينما جلست السيدة ماننغ وادريان ترتشفان بعض القهوة المثلجة صباح السبت سمعنا هدير سيارة تجتاز الممر المفضي الى السكن , فرقص قلب الفتاة طرباً وتفجرت السعادة داخلها ينبوعاً متدفقاً, لقد رجع غرانت ! توجهت هيلن الى النافذة ثم استدارت لتقول وقد بدا الخوف والاشمئزاز على محياها:
- ياالهي ! لقد حضرت ليلا مع امتعتها.
خرجت الى المدخل لتستقبلها بعد ان كبتت مشاعرها , سمعت ادريان كيف حيت سيدة المسكن ضيفتها غير المرغوب فيها , فضحكت وهي تستغرب الحرارة في لهجة هيلن التي ربما احصت الحقائب ومافيها .
انتظرت قليلاً قبل ان تخرج الى الشرفة حيث وقفت الصديقتان القديمتان تتبادلات القبل والاشواق , خاطبت السيدة دنكن بقولها :
- صباح الخير ياسيدة دنكن, هل تريدين ان اساعدك في نقل امتعتك؟
--------------------------
استدارت نحو الفتاة التي ذعرت اذ رأتها تقترب منها وقد فتحت ذراعيها , طفح وجهها باشراق الحب الاخوي العارم وقبلتها بقوة وهي تقول :
- الم يتزوجك غرانت حتى الآن يا آنستي؟
يالها من عجوز مخيفة , لكنها محبوبة! جفلت ادريان وهزت السيدة ماننغ رأسها محذرة صديقتها صاحبة الشعر الاحمر , لماذا فجرت هذه العجوز اللعينة القنبلة الموقوتة في هذه اللحظة؟ غير ان ليلا التي لم تحب ان يطول الاستقبال, استأنفت حديثها:
- هيا ندخل ,فلدي اخبار كثيرة اطلعكم عليها.
تبعتها المرأتان, لكن ادريان انطلقت الى المطبخ لابلاغ السيدة فورد امر وصول ليلا , لا تحتاج مدبرة المنزل الى من ينبهها لانها تملك جهاز انذار خاص بها جعلها تعد الشاي الذي تحبه ليلا, عندما رجعت ادريان الى البهو كانت ليلا مسترسلة في حديثها وهي تحمل اداة امساك السجائر وتمنع السيدة ماننغ من مقاطعتها قالت:
- ساشرح لك كيف اطبق مشروعي امالت عنقها نحو الفتاة) هل طلبت اليها اعداد الشاي لي؟
- انها في طريقها اليك.
عبثت السيدة ماننغ اللؤلؤ الانيق الذي يحيط بعنقها فيما خاطبت ادريان:
- مارأيك ياعزيزتي بمروءة ليلا التي حضرت لمساعدتي؟ انها تحسب اني شخت ولم اعد قادرة على تدبر الامر بمفردي, اليس هذا لطفاً عظيماً؟
تأوهت ليلا استياء من السخرية الظاهرة في حديث هيلن وقالت:
- لاشك انك ستحتاجين الي عليك ان تقري ان ليس بوسعك فعل كل شيء .
اشتد حنق هيلن لان ليلا تكبره كثيراً في السن, انها تقارب الثمانين من العمر وقد عمرت اكثر من الجميع بحيث لايعرف احد عمرها بالضبط , جاء كلام العجوز ليزيد نار غضب هيلن تأججاً :
- لم تعودي شابة كما كنت قبل عشر سنوات.
لم تصرخ مع ان الاجهاد بدا عليها , لأنها تتصرف كمضيفة ممتازة.
ابدت ادريان صديقتها بالقول:
- اعتقد ان السيدة ماننغ قد وضعت الترتيبات لكل شيء تقريباً, اليس كذلك؟
- طبعا ياعزيزتي.
لم تقنع ليلا لعلمها ان المشروع يتطلب جهداً جماعياً, لذت صممت ان تكون احد المساهمين فيه, ماالطف الصدفة التي جمعتها باحدى عضوات اللجنة التي اخبرتها عن المشروع حتى تنسى لها المشاركة في تحضيره وهي تعرف ان هيلن لن تفسح لها المجال حتى تشترك, لو انها تأخرت يوماً واحداً عن الحضور لأصبح من المستحيل عليها ان تفعل شيئاً , تراجعت في مقعدها وهي تتناول الشاي من يد السيدة فورد وتقول:
- كيف ساقك يا نل؟
تطلعت السيدة ماننغ نحوها بندهاش اما من السؤال بحد ذاته او لأنها نادت مدبرة المنزل باسمها, اظهرت السيدة فورد سرورها بلقاء ليلا في حين حولت هيلن بصرها الى ادريان على نحو يوحي بيأسها من الوضع الخارج عن سيطرتها, اما ليلا فاكملت حديثها:
- اصبحنا اثنين ياعزيزتي, اني اشكو من الم في ساقي.
تحدثت السيدة ماننغ في هذه اللحظة الى مدبرة المنزل بكل جدية ولطف:
- ستقيم السيدة دنكن عندنا بعض الوقت ياسيدة فورد , فارجو ان تعتني بها وبامتعتها.
اومأت مدبرة المنزل برأسها اعراباً عن استعدادها ثم خرجت من القاعة بسرعة وانضباط , عادت ليلا الى الكلام:
- لا اخفي عليك انني حاولت الحصول على شيء من نقود صديقتنا.
ما أزعجها! لا تذكر هيلن انها اضطربت وغضبت كما فعلت الآن.
عادت ليلا تتحدث:
- لا شيء ينفع معها, اتراهيني انها ستحضر المهرجان وتساهم؟
قهقهت ثم اخذت تكح بشدة , فنهضت هيلن وربتت على ظهرها بقوة تعجبت منها ادريان كيف ستمضي الصديقتان القديمتان عطلتهما معاً , يا للغرابة , انجلى سوء التفاهم وزال التوتر في المساء وبعد صباح مشحون.
--------------------------
سعت ليلا لاثبات شخصيتها فروت قصصاً مضحكة تتطرق الى مواضيع حساسة وتجاهلت اعتراضات مضيفتها التي ادعت ان ادريان لا تحب هذه الاحاديث وهي صغيرة لا يليق ان تسمعها الا ان الضيفة اصرت على رواية نكاتها والتمتع بها , في هذا المساء ارتدت بورشاً ماسياً وقرطاً مماثلاً لم تحول ادريان بصرها عنهما حسداً وطمعاً, انها واثقة انها ستبدو اشد جمالاً وجاذبية ان ارتدتهما بدل السيدة دنكن العجوز التي زجرتها قائلة:
- لا تنظري الى حليي يافتاتي , فهي هدية من زوجي المتوفي.
لمست البروش بحنو وصاحت شاتمة حين نخزتها مسكته, راقبتها ادريان ترفع المنديل الحريري عن الطاولة وتمسح قطرة الدم التي سالت على رغم مافي ذلك من وقاحة تجاه مضيفتها التي بدا عليها الارتياح والتشفي حين جرحت ليلا اصبعها , من المؤكد ان الصديقتين القديمتين تشعران بالراحة عندما تصاب احداهما بمكروه.
انقضى المساء ومعظم اليوم التالي وهن فرحات, ما ان تتآلف مع ليلا وشخصيتها حتى تحس انها مصدر تسلية ومرح , ومن شدة ماسرت السيدة فورد باقامة ليلا في سارانغا نسيت نفسها وزلت قدمها وهي تحمل الى البهو صينية عليها شاي مثلج, سمعت ادريان الجلبة واسرعت نحو المرأة الطريح وسألتها :
-هل تشكين شيئاً؟
كيف تستطيع مساعدة المسكينة؟ ليت غرانت كان هنا! فهي لا تستطيع ان ترفعها , لعل افضل ماتعمله هو المحافظة على دفء الجسم وحرارته, الامر البالغ السهولة في الطقس الدافئ, اما الآن فعليها البحث عن احد العمال.
تصبب العرق من وجه السيدة فورد فذهلت الفتاة, قالت مدبرة المنزل المطروحة ارضاً:
- آه من كاحلي , لقد سقطت عليه.
ادركت ادريان ان عليها خلع حذاء المرأة بسرعة ثم مناداة الحد العمال , ولكن اين هذه ليلا؟ حضرت العجوز بناء على تمنياتها لتسأل السيدة فورد بشيء من اللامبالاة:
- ماذا تفعلين وانت مسطحة على الارض يا نل؟
ردت الفتاة بجفاء:
- انها لا تمسح الغبار طبعاً!.
- هذا صحيح, احسنت يافتاتي.
اقتربت من صديقتها واسرعت في نزع حذائها, ماهي الا دقائق حتى صفقت بيديها لعاملين وقفا بجانبها معلنة ضرورة نقل المريضة الى الفراش, حملا السيدة ماننغ الطيب.
وصل الدكتور ايفانز ليبدي رأياً تطابق مع رأي ليلا, السيدة فورد مصابة بالتواء في كاحلها , حقنها بxxxx مسكين ثم تركها في رعاية ليلا لأنها بدت اقدر النساء الثلاث واثبتهن جناناً .
اوضحت السيدة ماننغ بحقد لادريان ان مصيبة السيدة فورد ربما كانت جزءاً من حملة لتخريب مشاريعها ومع ان ليلا لم تكن قرب مدبرة المنزل المتألمة حين وقعت الا انه لا يمكن استبعاد تورطها , في أي حال واجهت الجميع مشكلة اضافية تتلخص في البحث عن بديل للطاهية المريضة.
لم يشك احد بعدم قدرة السيدة ماننغ على طهي شيء , في حين ان ليلا الثرية العجوز لاتعرف كثيراً خصوصاً وانها لم تمس صحناً منذ سنين, لكنها فاجأت الجميع اذ حضرت الى البهو حيث كانت السيدة ماننغ تسأل ادريان بصورة غير مباشرة ان تجرب حظها في تحضير الطعام, لوحت بملعقة خشبية وهي ترتدي مئزراً كما لو كانت تقدم اوراق اعتمادها وقالت:
- مارأيكما بتناول المعكرونة المطهية على الطريقة البولونية؟ هذا هو طبقنا اليوم .
تحمست ادريان للفكرة خصوصاً وانها تحب المعكرونة , صاحت:
- عظيم!.
اما هيلن فظلت صامتة بعص الوقت, نظرت ليلا بحدة وسألتها:
- ماذا تقولين ياهيلن ؟
بدا القلق على وجه سيدة سارانغا ففهمت رفيقاتها انها لا تتوقع ان تكون وجبة لذيذة, غير انها لم تقل الا مايلائم التطرف من كلام :
- حسناً ياليلا, انني احب المعكرونة , اصنعيها اذا كنت تستطيعين.
---------------------------------
عقبت ليلا بعبارة نابية قبل ان تنطلق الى المطبخ, ضحكت ادريان ولحقت بها حتى تساعدها نظراً الى معرفتها المحدودة بالطهي, وسرعان ما وظفتها في فرم البصل وطحن الثوم وغسل الفطر ولم تنزعج من صحبة العجوز الوقحة والمسلية في آن .
كان العشاء لذيذاً , ولزيادة نجاحه اعلنت السيدة فورد بعد تذوقها المعكرونة انها شهية , وهذا افضل شهادة تقدمها لليلا التي بدأت ترسم الخطط للمهرجان مع مضيفتها فيما تناولتا القهوة والحلوى, تركتهما ادريان بعد ان لان موقف السيدة ماننغ وتوجهت الى غرفة نوم مديرة المنزل لتعودها, انتقلت بعد ذلك الى غرفتها وهي تحس ببعض التعب.
في الاسبوع التالي ابدت السيدة ماننغ شهامة بالاعتذار عن حنقها الى ليلا بادئ الامر , فهي كنز نفيس, انها تتمتع بنشاط وقوة, يدبو ان تجدهما في نساء اصغر منها سناً , وقد سرها العمل مديرة للمنزل ربما لأن الفترة قصيرة.
كانت السيدة فورد تتحسن باستمرار , اما ادريان والحق يقال فأدت وظائف بسيطة متعبة احبت ليلا ان تسميها ( اعمال العبيد).
نما شعور محبة متبادل بين المرأتين الى حد ان ليلا ساعدت ادريان في غسل الاطباق , وذات مساء كانت الفتاة تعبد الصحون المغسولة الى الخزانة وليلا تراقبها حين بدأت تردد لحناً كلاسيكياً لم تلبث ان شاركتها ليلا في ترداده, لكنها توقفت فجأة لتقول:
- لدي شيء بسيط اود تقديمه اليك تقديراً لحسن سلوكك.
استدارت نحوها مندهشة, فاشارت عليها بالعودة الى عملها وقالت:
- هذه احدى المرات القليلة التي تكافأ فيها الجدية والوفاء والفضيلة.
لم يكن الشيء البسيط في الواقع غير خاتم من اللؤلؤ يحوي واحدة من اجمل اللآلىء التي شاهدتها الفتاة واكبرها, تأملته مذهولة وهي عاجزة عن النطق لأن الهدية عوضت عن كل اعمالها واكثر , اخيراً قالت :
- آه ياليلا! لا يسعني ان اقبل هديتك النفيسة.
- ضعيه في اصبعك, هل يعقل ان تكوني ابنة العصر وفي هذه السن ولا تقبل مثل هذه الهدية؟ خديها يافتاتي, حين تقدم اليك أي هدية اقبليها فوراً بغض النظر عن مهديها, هذا اقل مايجب ان تفعليه.
ادخلت اصبعها في الخاتم فتأملتها ليلا , ان بدي الفتاة تلائمان الجواهر وبشرتها تناسب بريقها, لم , لم يبد الخاتم جميلا ابداً كما هو الآن, اما ليلا فلم تتعود تقديم الهدايا, لذا تمتعت باحساس الفرح الذي يرواد المعطي.
قالت:
- البسيه يافتاتي , فاللألىء ينبغي ان تلبس حتى تحافظ على لمعانها وجاذبيتها , اوتدرين ان بلادك استراليا تنتج افضل الألىء الصناعية في العالم؟
لم تعرف ذلك بل تصورت ان اليابان هي افضل منتج لهذا الصنف من الاحجار الكريمة , غير انها لم تقل شيئاً عن ذلك لأنها احست ان ليلا اشبه بمدير العلاقات العامة في شركة تصنيع اللآلىء الاسترالية , امسكت ليلا اصبعها الذي ادخلته في الخاتم قائلة :
- في هذا الخاتم لؤلؤة غير منتظمة الشكل , لكنها مع ذلك تساوي 850 دولارا.
تأوهت ادريان نتيجة دهشتها والألم الذي اصابها بسبب ضغط ليلا على على اصبعها.
غير ان الاخيرة تجاهلتها اذ راقها الحديث عن الجواهر واللألى:
- لا يتجاوز قطر اللؤلؤة الصناعية المنتجة في اليابان نصف بوصة ( انش) اما الآن فتراوح اقطارها بين نصف بوصة وسبعة اعشارها , انها تباع في اوروبا لأن السوق واسع ومريح, اننا لا نستطيع شراءها هنا .
( تنفست بعمق ثم اكملت) املك سلسلة تساوي مئة الف دولارا, سأريك اياها يوماً , شيء مختلف , اليس كذلك؟
تمسكت ليلا بلطفها ومرحها الليلة اذ استطردت في حديثها :
- بامكاني ات اريك مجموعتي من حجار الاوبال اذا كنت ترغبين, اؤكد لك انها مجموعة رائعة.
لم تشك ادريان في صحة كلامها لأن الرسالة تعرف من عنوانها , صمتت ليلا قليلاً ثم استأنفت حديثها بلهجة تشبه طريقة العرافين:
- سترين في مجموعتي اللون الناري البراق والليلكي الرائع والازرق الزمردي تتآلف لتنشر مزيجاً الاشعاعات والالوان المحيرة.
فرحت السيدة ماننغ بالهدية عندما رأتها وتعجبت كيف كرمت ليلا على الفتاة بهذه العطية الثمينة وهي التي لا تميل الى مقاسمة ممتلكاتها مع احد قالت :
- انها من اختيار والدي الذي اشتراها في مزاد علني.
------------------------
-انها الاوراق رائعة ياسيدة دونالدسون.
عادت تامي بعد قليل بالشاي, ثم اتبعته بفطور شهي صنعت مواده المختلفة في المنزل, اظهرت عائلة دونالدسون كرماً عظيماً لا تجده الا في الارياف , اقبل كريستوفر على الطعام بعض النهم مع انه تناول فطوره قبل ساعات قليلة في منزله, قالت ادريان:
- ماالذ فطورنا ياسيدة دونالدسون.
- يسعدني انه اعجبك مع ان الجميع في المنطقة لايدانون السيدة فورد في جودة الطهي واتقانه.
تحدثت بعد ذلك السيدة دونالدسون عن الولائم الشهية التي اعدتها السيدة فورد وعن مآخذ بنات المدن عليها المتلخصة في عدم استعمالها وصفة فعلية لتحضير اي شيء, بعد ذلك وجهت حديثها الى ابنتها:
- اري كريستوفر مكيف الهواء الجديد.
لاحظت ادريان من بريق الحنو والامومة في عيني السيدة دونالدسون سعيها لجمع ابنتها بكرستوفر, بعد ان ابتعدا ولم يعد باستطاعتهما سماع حديثهما قالت السيدة بشيء من الاعتزاز.
- تذكري كلامي ياعزيزتي, ان تامي فتاة ممتازة تصلح ان تمسي زوجة لكريستوفر.
تمنت ادريان ذلك من قلبها خصوصاً وان والدتي العروسين ترغبان في الامر, رافقت مضيفتها في جولة حول البيت تخللها حديث عذب ممتع كشف لها غيرة السيدة دونالدسون على مصالح ابنتها واقتناعها بصدق نوايا ادريان تجاه الفتاة .
راقبتا كريستوفر وتامي يرجعان الى المنزل عبر الشرفة وقد بدا عليهما المرح والحيوية, وكل مااستطاعت ادريان ان تفعله هو عدم الضحك على جهد الام وابنتها المشترك لاجتذاب كريستوفر الذي قال بشيء من البرودة:
- الواضح انها تحسن التعرف على الآلات وادارتها.
تيقنت ادريان ان زيارتهما لحضيرة البقر قد طلعت بنتائج مشجعة, بقي الضيفان لتناول الغداء, سألت تامي ادريان رأيها في اختيار ثوب لحفلة الرقص المنتظرة, فالجميع يعرفون الآن بعزم السيدة ماننغ على احياء مهرجان ضخم , وخطر لها ان احد اثوابها المحفوظة في سيدني قد ينفع لهذه المناسبة.
عند الواحدة ودعا السيدة دونالدسون وابنتها الان افراد الاسرة الآخرين لم يحضروا للغذاء, عرجا في طريق العودة على كاريوا حيث كانت ماريون الفنانة الموهوبة تعكف على رسم اعلانات عن تاريخ المهرجان الموعود, انها اعلانات جذابة وانيقة, سألت ادريان وهي تنظر الى الرسوم مشدوهة:
- هل تكثرين من هذه الاعمال ياماريون؟
- احياناً ياعزيزتي, لقد تدربت على الرسم مدة اربع سنوات قبل ان اتزوج.
نهضت ونقبت في الخزانة ثم عادت بحقيبة تضم رسوماً لكريستوفر وغرانت والسيدة ماننغ والسيدة فورد تنهض من فوق الموقد, وعشرات الاشخاص الذين لاتعرفهم ادريان علاوة على الكثير من رسوم الازهار والاشجار والطبيعة, اعجبت بالرسوم البديعة وطلبت اليها السماح باخذها معها لتتأملها بعمق, وافقت قائلة:
- خذيها يا عزيزتي, ليس فيها مايغري.
لم تشاطرها رأيها لاقتناعها انها تملك موهبة حقيقية وباستطاعتها العمل رسامة تضع الصور للكتب والروايات , وجدت نفسها تردد قول السيدة ماننغ:
- ماريون لم تخلق لتعيش هنا.
ثم سألتها:
- لم لا تدخلين اشجار الجكرندا في اعلاناتك ياماريون؟ اخبرتني السيدة دونالدسون ان هذه الاشجار باتت تقترن بسارانغا.
فكرت برهة قبل ان تلتمع عيناها فرحاً واخذت تصور المشهد في ذهنها, قالت:
- فكرة عظيمة لم تخطر لي من قبل, مااجمل ان يرى الناس منظر الجكرندا في الاعلان.
علق كريستوفر ضاحكاً:
- سنتركك لرسمك ياعزيزتي, سأرجع هذه الحسناء الى سارانغا.
----------------------------------
اشجار الجكرنداّ مااكثر الذين يجتازون المسافات الطويلة ليزوروا سارانغا ويشاهدوا هذه الاشجار البهية! من المؤكد ان ادريان صاحبة افكار فذة وهي موهوبة في العزف كما تؤكد هيلن , ودعت ماريون الشابين وهي تقول :
- اخبري هيلن عن فكرة رسم الجكرندا في الاعلان, ستفرح كثيراً.
اتضح من انسجام السيدة ماننغ وليلا المألوف انهما قضتا يوماً جيداً زادته فكرة رسم اشجار الجكرندا متعة, قالت ليلا وهي الميالة الى ادعاء اشياء لم تفعلها:
- اؤكد لكما انني فكرت بالأمر قبل الآن.
عقدت السيدة ماننغ جبينها بدون ان تعلق لمعرفتها ان ليلا تنزع الى الكذب.
عصر اليوم التالي نزلت ادريان الى الممر الموصل الى المسكن تتأمل اشجار الجكرندا, انشاها النسيم العطر والظل حيث اختبأت عشرات العصافير, لاشك ان البستاني يحرق بعض اغصان الصمغية التي تملأ الجو برائحتها, اجتازت المنعطف
في الممرحيث رأت اشجارها الجميلة تزين المكان وتزيد مشهد الشمس الغاربة بهاء وحسناً.
الجكرندا وازهارها الشبيهة بالأجراس واريجها الزكي وعمرها القصير! انه في أي حال وقت كاف ليوقع المرء في الجب, لقد اشتاقت كثيراً لغرانت واحست اياماً عديدة ان لاداعي لنهوضها من الفراش, فليس ثمة مايملأ فراغ نفسها سوى حب غرانت الغائب, قالت بصوت عال:
- علي ان افكر بمخرج من هذه الورطة.
حطت على كتفها فراشة وحيدة, تمسكت بقماش ثوبها ثم طوت جناحيها وفتحتهما, غير ان الفتاة حافظت على هدوئها لشدة ما اعجبت بالمكان الذي اعطاها شعوراً بالانتماء.
اغمضت عينيها بعد ان طارت الفراشة وتمنت لو يعود غرانت , ماهي إلا لحظة حتى جفلت اذ سمعت صوت بوق سيارة المرسيدس, فتحت عينيها وهي تستغرب قوة حدسها.
احست بقشعريرة ورعشة في عنقها ورأسها , يالهذا الأمر المخيف! انها تكاد تنهار, تذكرت انها لم تلبس الخاتم حتى يتسنى لغرانت ان يشاهده ويبدي لها رأيه فتعرف بالتالي موقعها من قلبه, لذا تسمرت في موضعها ,فضغط الفرامل على بعد بضعة اقدام منها ونزل من السيارة طويلا اسمر محبباً, سرها ان تراه فمدت له يدها فرحة , امسك يدها , وبدل ان يهزها للتسليم عليها رفعها الى شفتيه وقبلها قائلاً:
- يالك من مخلصة ياصغيرتي ! لا شك انك تنتظريني.
- كلا, بل اراقب الجكرندا.
طوق كتفيها بذراعه وتقدم بها نحو السيارة من دون ان يبدو عليه الانزعاج , راقبته يدور خلف السيارة وهو يبتسم كم يبدو وسيماً و مثيراً!
استقرت في موضعها بينما ركب السيارة مردداً: ( ياصغيرتي الحلوة)
صغيرتي الحلوة! لايمكن لرجل ان ينادي المرأة التي يحبها بهذه الطريقة , غير انه لم يقبلها كما يقبل الصغار , تطلع اليها وسألها:
- بما تفكرين ياصغيرتي؟
- لايمكنني ان استمر في عملي سكرتيرة لك.
شد شعرها المشعث وتأملها:
- ابقي صديقة العائلة اذن.
لم يكن هذا حلاً مناسباً , لأنه يفوقها مكرا, تنهدت واخبرته عن الجكرندا ورسم ماريون للاشجار في اعلاناتها , اصغى اليها بتهذيب ثم ادارها نحوه وهو يمسك يدها , قال:
- لدي اخبار تهمك فقد مررت بوالدك في طريق العودة.
دهشت للغاية وصرخت بلهجة تنم عن عدم تصديق:
- ماذا؟
ورد ضاحكاً:
- اني لا اسلق خضاري مرتين, كما يقول بستانينا الطريف.
- هل انت جاد؟
- كل الجد ياعزيزتي, علي افهام والدك اننا نهتم بك.
تجاهلت ضحكاته وتسائلت عن معنى زيارة غر انت لوالدها , ماالدافع وراءها؟ سألته بجفاء:
- هل التقيت ليندا؟
- اجل , لقد تناولت العشاء معهما ؟لأن والدك لم يسمح لي بالخروج قبل العشاء , كم احببته, كما اخبرك ان زوجة والدك حامل...
---------------------------------------------
كان يوماً حافلاً بالمفاجآت , شهقت:
- ماذا ؟ تعساً لها!
- مااغرب كلامك! ليندا مسرورة ووالدك سعيد لذلك, انه يرغب في ولد ذكر يورثه عمله.
ولفرط ماذهلت شرعت تبكي كالاطفال بقلب مكسور وقد سترت وجهها بيديها. هذه نهايتها , ان احداً لايريدها ان تعود الى البيت ,لأنها لايمكن ان تتحمل سيطرة ليندا وابنها على الجو.
مااكثر تقلب الرجال وتذبذهم ! هل يسعد والدها بحمل زوجته؟ الحقيقة ان عليه الخجل من هذا الواقع.
راقب غرانت تصرفها الغريب بصمت ثم انزل يديها عن وجهها ومسح دموعها بمنديله بكل رقة قائلاً:
- احبسي دموعك, انها لا تليق بفتاة في عمرك.
- خبرك يعتبر ناقوس الخطر بالنسبة الي.
ضحك من منظر عينيها الحزينتين ولهجتها المتشائمة وقال:
- كفاك سخفاً, مااعظم حب والدك لك! لا يستطيع احد ان ينسيه ابنته الحبيبة, لكن ينبغي ان تسير الحياة مسارها الطبيعي, وان يأخذ والدك منها قسطه , لايمكنه ان يعيش حسب ماترسمين له من تصورات.ان ليندا تسعده وتحبه حباً جماً , ولا غرر, فهو وسيم بهي الطلعة, وانت لا تشبهينه, كم كانت ستسهل الحياة مع ليندا لو انت ادركت ذلك, أظنني مثلك اكرهها على رغم طيبتها وكرمها.
تأملته صامتة من شدة ماتأثرت بالصدمة , سيولد لها أخ من ابيها وتعيش من نسل ليندا , امسك ذقنها ولمس شفتيها بشفتيه قائلاً:
- احسب انني لن اعتاد على طرقك وتصرفاتك.
ادار السيارة وانطلق بها نحو المنزل , لقد اخطأت في حق والدها الذي طالما اثنى على مزاياها, لكن غرانت لاحظ فظاظة ليندا وحبها للسيطرة والتملك فلم يمل اليها , من الخير ان ادريان ابتعدت عن طريقها.
بعد العشاء وزع الهدايا عليهم من دون ان يستثني ليلا التي حصلت على تمثال من البرونز في حين اهدى السيدة ماننغ طقماً من فناجين الشاي وملاعقه وسائر ادواته, اما سكرتيرته فتلقت قرطاً رائعاً من الكهرمان الاسود والذهب مصمم على شكل قلادة , طلب اليها ارتداءه قائلاً:
- ارتديه لأن القرط الذي لبسته في حفلة الشواء اعجبني.
توجهت نحو المرآة المصنوعة في البندقية حيث لحق بها و اسدل شعرها على عنقها لابراز القرط الجديد, استدارت نحوه فضحكت ليلا الا ان السيدة ماننغ حدجتها بنظرة حادة اخرستها , لاشك ان ادريان استسلمت لسحر غرانت واظهر وجهها حبها الجارف لهذا الشاب الوسيم والماكر والغني في آن, قررت ليلا المحافظة على صمتها لشدة ما اظهرت هيلن من عنف وغضب.
احتفظت برسالة والدها الى حين تأوي الى الفراش حتى لاتواجه الخبر السار قبل ذلك, كما احضر غرانت معه علبة كبيرة تضم ثوب الرقص الذي طلبته من والدها والثوب الذي ظنته يلائم تامي, لقد اظئب غرانت في القول ان والدها متحمس لفكرة ان يرزق بطفل وهو في الثامنة والاربعين لأنه يتمنى من اعماقه ان يورث عمله الذي بذل عمره في انشائه وتطويره لفلذة كبده.
احست دموعها تترقرق في عينيها, يا إلهي ! مااعذب رسالته التي تحوي في اسفلها ملاحظة خاصة : ( لشد مااثر غرانت ماننغ فيّ يافتاتي, , فهو ذكي ومستقيم , ولولا ذلك لماحقق كل تلك الانجازات وهو لايزال شاباً, كما انه شديد الوسامة , فحاذري الوقوع في هواء, تصرفي بوعي, اثق انك في رعاية رجل طيب.حاشية, ارسلي خطاباً صغيراً الى ليندا , فلعله يلطف الاجواء خصوصاً وان الطفل قد يرثني)
وضعت الخطاب جانباً ورددت ثلاث مرات ( الطفل قد يرثني ) شعرت بتحسن , للأطفال الذكور طريقتهم في الحصول على ارث والديهم.
رفعت الصندوق الورق ووضعته فوق السرير بحماسة ثم قصت الخيط المربوط حوله بمقص اظافرها, انتزعت كمية كبيرة من الاوراق قبل ان
تعثر على الثوب الازرق الموضوع فوق الثوب الآخر.
حملته ولم تتكلف عناء تعليقه اذ فتتنها فخامته وسعدت بذوق والدها الكامل, تأملت عباءة من حرير لماع مزودة بياقة تزينها حبوب لماعة
من اللؤلؤ والكريستال علاوة على الخرز, ستبدو رائعة اشبه بالحلم عندما ترتديها, حملتها واخذت ترقص فرحاً حول الغرفة , ولكن بحق
السماء , ماذا سقط منها؟ انه قرط منسق الشكل يلائم لمعان ثوبها , وهو هدية ليندا التي كتبت عليه الاهداء التالي:
-----------------------------------------
اتمنى لك اطيب الاوقات واسعدها , يقول الناس ان الحمل يؤثر على اخلاق النساء , جربت القرط, فزادت حماستها واحست بنشوة كما لو كانت الليلة ليلة المهرجان.
تفحصت الثوب الآخر بعناية وتأكدت ان لونه الاخضر والنقوش الرائعة المزود بها والورود الحمراء المطرزة عليه كلها تناسب تامي, ولكن لماذا نسيت حذاء السهرة؟ رجعت الى الصندوق مستغربة ان يكون والدها قد تذكره, لقد فعل ,بامكان تامي شراء حذاء مناسب من كوريونغ.
علقت الثوبين, ثم اخذت تتزين وكأنها تستعد لحضور المهرجان , لقد نسيت نفسها وكادت تنوي الاندفاع خارج الغرفة.
تذكرت قول والدها ( لقد انتظرت هذا الطفل الحلو طوال حياتي)
نفضت قميص نومها و ارتدتها, ابتسمت اذ تذكرت تعبير الحب على وجه غرانت, فاطفأت النور ووقفت عن النافذة تتأمل القمر الصغير وتستنشق الهواء المشبع بشذى الغاردينيا.
-----------------------------------------


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-06-16, 06:09 PM   #12

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

9- التقت بفيرا التي أخبرتها ان غرانت على علاقة بامرأة اخرى, وحاولت ان تثير مشاعره فأظهرت اعجابها بكريستوفر, ولكنه سرعان ماعرف قصدها وأثناها عن جنونها بحزم.
ذهبت ادريان يوم الاربعاء التالي الى المدينة برفقة السيدة ماننغ وليلا , قاد روبي سيارتهم والطقس ينذر باشتداد الحر, اجتازت السيارة الطريق الجميل المحاط بأشجار الحور حيث امكنهم اختلاس النظر بين حين و آخر الى الجبال الخضراء , قالت ادريان:
- لماذا اتصور دائماً الريف سهلاً مستوياً؟
اجابت ليلا نيابة عن الجميع:
- امر مألوف ياعزيزتي , اننا نملك كل انواع المناخ والمناظر الطبيعية في استراليا , فهناك الصحاري الشاسعة ومناطق التزلج الشبيهة بجبال الألب, ومزراع مماثلة في طبيعتها للريف الانكليزي في بعض انحاء ولاية فيكتوريا , ومواقع خاصة بالتزلج المائي , علاوة على مروج فسيحة متناثرة الاشجار وتلال وعرة كالتي تجدينها في اسكوتلندا.
تدخل روبي في الحديث , وقال وهو يربت على المقود:
- طالما انكم تتحدثون عن التلال , اؤكد ان هذه السيارة تتسلق التلال برشاقة.
ارتفعت في كل مكان من المدينة اعلانات ماريون, وشابهت قاعة ماننغ التذكارية قفير النحل بحيويتها, تفرق شمل النساء عندما رأين فائدتهن التي افتتحت الجلسة بسرعة.
اكثرت ليلا من الكلام واستمرت تعارض مواقف الرئيسة طوال الجلسة, تمتعت ادريان بحضور الاجتماع خصوصاً لأن السيدات اظهرن بعض التمرد , كان العمل على تأمين قرض من الدولة قد بدأ , ففرحت نساء المدينة وتطلعن بشغف الى يوم المهرجان .
------------------------------------
توقع الجميع مئات المحتفلين القادمين من اماكن بعيدة وكانت النساء المنتظرات اشتراك ازواجهن وأبنائهن في ركوب الخيل أو اللواتي يراهن على الجياد يتطلعن بحماسة الى المهرجان, وعهدت اللجنة الى ثلاثة من مستشاري الحكومة المحلية بادارة السباق.
انسلت ادريان من القاعة قبيل انتهاء الاجتماع لابتياع بعض حاجاتها, بينما هي خارجة من المتجر تعد النقود التي اعادتها اليها البائعة البليدة كادت تصطدم بفيرا التي أملت الا تلتقيها ابدا, صاحت الاخيرة بصوت عال جعل البعض يلتفت اليهما:
- صباح الخير ياآنسة برنت, ياذات العينين الزرقاوين.
امسكت ذراعها وأخرجتها الى مدخل المتجر , فشعرت بتبخر السعادة التي نعمت بها هذا الصباح, ان اي شيء تقوله فيرا مؤلم ويعبر عن لؤمها وخبثها, قالت ادريان:
- علي الاقرار بأنك تحسنين الفرار والتواري.
اجابتها والحقد باد في عينيها:
- لاتزعجيني ايتها الماكرة, اوتحسبين اني كنت اريد الابتعاد عن المسرح؟
- كلا, في اي حال, لا اريد تبادل الشتائم معك هنا, كما لا اود مناقشة عملك الطائش.
منعتها فيرا من الانصراف واظهرت هدوءاً غريباً:
- لا تكوني مثلي , غرانت يطارد برو غوان.
اصابت فيرا هدفها بدقة, فشحب لون ادريان , كل من يقرأ صفحات المجتمع في المجلات يعرف من هي برو غوان الوارثة الوحيدة لثروة ضخمة جمعها والدها من مصنع توضيب اللحم, وهي الى ذلك حسناء, تكلمت ادريان ببرودة:
- لا يعنيني ابداً الفتاة التي يطاردها غرانت.
- اخبرني والدي انه اكثر من لقاءاته معها في الآوانة الاخيرة.
احست بالقشعريرة في جسمها بالرغم من حر الجو وأحست بشيء من الدوار, ونظرت الى الفتاة الواقفة قبالتها لترى ان عينيها قد غارتا, فحزنت من اجلها , فجأة قالت:
- آسفة من اجلك خصوصاً وان غرانت لايحبك , لست ممن يسهل حبهم, اليس كذلك؟ لماذا لا تحاولين تغيير تصرفاتك فقد يحبك احدهم يوماً.
تركت رفقيتها واقفة في مكانها لعجزها عن النطق بكلمة اخرى وخرجت الى الشارع , قرقع صندلها على الرصيف الملتهب, وأحست كآبة وانقباضاً عظيمين في نفسها, يالها من فتاة يائسة لاتعرف كيف تقيم الرجال والأوضاع المحيطة بها وتسلم قلبها لرجل لمجرد ان يطبع على وجنتيها وشفتيها بضع قبل لا اكثر, رددت بصوت عال:
- عليه اللعنة.
دل عليها سائق شاحنة مر بقربها لأنك لا ترى فتاة تحادث نفسها في الشارع وبصوت عال خلال النهار الا اذا كانت مجنونة, الآن فقط تدرك مدى حمقها وسخافة احلامها و آمالها , انها تستحق الشفقة تماماً مثل فيرا, قالت:
- يكتب لنا القدر مصيرنا ويحفظ لنا خطواتنا.
توجهت فوراً نحو السيدة ماننغ وليلا التي قررت قيادة السيارة بنفسها لاستيائها من بطء الرحلة الأمر الذي تفضله السيدة ماننغ, وصلوا الى المنزل بسرعة مذهلة جعلتالركاب يتصورون وجود بعض الفساد في دائرة السير التي منحت اجازة قيادة لليلا.
كم فرحت ادريان لعدم حضور غرانت العشاء, فهي لاتستطيع مقابلته بسبب كآبتها , اما ليلا والسيدة ماننغ فلم تنتبها الى وضعها وغرقتا في حديث طويل, انها أول فتاة تحب رجلاً متجاهلة الواقع ومتنكرة للحقائق الثابتة في حياتهما لإيمانها بالمستحيل. صاحت بصوت عال:
- أف!
تطلعت ليلا اليها وسألتها:
- ماذا دهاك يا فتاتي حتى تحادثي نفسك طوال السهرة؟
كفاهما تغاضياً! ياللعجوز الوقحة! اوضحت بانتباه:
- تشغلني بعض الامور.
- امورك لا تدعو الى السرور.
اقترحت السيدة ماننغ تناول طبقاً آخر من الحلوى الا ان الفتاة استأذنتهما بالانصراف لأنها لم تحس بالبهجة, انها تعيسة , ورغم ذلك لن تجعلهم
يرون دموعها التي تجاهلناها, تذكرت القول المأثور:
( الحزن العظيم يظل دفيناً في قلوب المحبين )
جلست الى البيانو واخذت تعزف لحناً مؤثراً الى ان دخلت عليها ليلا حاملة قهوتها قائلة:
- أوتندبين حظك؟
- كلا, بل لعل المقطوعة من اجمل الالحان.
- بالنسبة اليك يا آنستي, اما انا فلا اطيقه. اسمعينا شيئاً من الفالس.
باشرت بعزف فالس الدانواب الأزرق, بعد عشرين دقيقة تركتها السيدتان وتوجهتا الى غرفتي نومهما الا انا لم تستطيع ان تستريح او تقرأ كتاباً,
بل جلست على احد المقاعد الوثيرة وشرعت تحدق الى سقف الغرفة, بعد قليل نهضت وادارت الفوترغراف , هدأتها الموسيقى الصاخبة وانسته
واقعها الأليم برهة استغربت بعدها ان يدوس غرانت على قلبها, وتصورت نفسها تنهار, لقد وصفه والدها بالمستقيم , لكن على الرجل المستقيم ان
يعرف اين يضع قدمه ( سر بخفة لأنك تدوس على احلامي) , تشنجت عضلات فكها وسالت دموعها على وجنتيها الى ان سمعت صوت غرانت يقول:
- ماذا تفعلين ياصغيرتي؟
بذلت جهداً للسيطرة على نفسها ثم نهضت وأدارت له ظهرها , جلس على الكرسي وهو يقول مبتسماً:
- كم أنا متعب! أدريان.
عليها الاقرار بانها تشعر بالهدوء والارتياح في حضرة الخليع الغشاش, غير ان كبرياءها تمنعها من التطلع اليه وتلبية رغبته, حاولت ان تتخطاء وتهرب الا انه امسكها وطوقها بذراعيه , تشنجت وأغمضت عينيها كيلا يلاحظ التغير فيهما , سألها برقة:
- ألن تفتحي عينيك ياصغيرتي المليئة بالألغاز؟
- بل قلبي ايضاً, عند سماع صوتك العذب.
لم تقو على التفكير لحظة, كان عليها النهوض , بعد الافلات منه , سعت الى التخلص من دوامتها, ماهي سوى لحظة حتى تغيب فيه الى الابد,
التمع برق امام عينيها وصاحت في وجهه:
- انك تسير سيراً حديثاً نحو الثروة والجاه.
ظهر الغيظ في عينيه, فأدارت له ظهرها وولت الادبار.
بعد نوم طويل متقطع ملأته الأفكار الفلفسية او الزوجات, من المنطقي ان يفرح المرء بعصفور في يده اكثر من عشرة على الشجرة,
لماذا اذن تهتم بالغد , لكن من يضمن الغد؟ لعل من الأفضل للمرء ان يختزن ذكرياته الحلوة لأنه لن يعرف طعم السكينة والسلام بل سيظل يجد
في القلق حافزاً للإندفاع الى الامام ومصدر سحر لا ينتهي.
داعبت الدموع جفونها , انها كسائر بنات جيلها تكشف كل أسرارها مع الصباح قررت التصرف ببرودة مقبولة.
تعاظم اندفاع ماريون الحاضر دائماً والدفين احياناً, للرسم فأقنعت ادريان بأن تسمح لها برسمها.
أدركت انها تملك موهبة عظيمة وان زواجها المبكر في سن التاسعة عشرة كان نقطة تحول خرجت معها من دائرة اهتماماتها, لا لعجزها
عن ممارسة الرسم في الريف , ولكن لطول اعتمادها على التقدير والتشجيع اللذين وجدتهما في معهد الفنون حيث تنبأ اساتذتها لها بمستقبل زاهر
, لكن حياتها تحت منحى مختلفاً وهي في عز شبابها وعنفوان حبها الممتع لتوم, صحيح انهما نضجا معاً وعاشا اياماً الا انهما اخفقا في ايجاد انسجام
فكري بينهما, فتوم رجل ريفي لايهمه من الحياة غير اسرته ومزرعته, في حين ان زوجته خسرت معه المناظرات الفكرية والطروحات الفنية التي كان يتبادلها
والداها وهما من كبار ملاك الأراضي , طالما عرضت على توم رسومها بادئ الأمر اذ لم تدرك عجزه عن التمتع بأي نمط من انماط الفنون, لقد
كان يكتفي بالقول هذا جميل ياحبيبتي).
ثم يغير الموضوع من دون ان يهتم بأبدع رسومها , لم يكن ذلك خطأه, بل نجم عن عدم وجود قواسم مشتركة تجمعهما سوى بينهما وأسرتهما,
لذا تركت عملها واهتمت بكريستوفر وهو شاب تفخر به كل أم علماً انه يشبه اباه في كثير من جوانب شخصيته, لذا لم لم تشجعه على زيادة تعلقه
بأدريان التي تضمر له الاعجاب فحسب.
-------------------------------------------
لاشك ان غرانت وأدريان سيغادوان زوجين مثاليين, تملكها المرح اذ فكرت بغرانت , فهي تعتبره مصدر قوة لها منذ صغره وترى فيه سحراً خاصاً,
انه الرجل , مع ذلك يفهم المرأة ويسمح لها ان تحدثه وتفتح له قلبها وتتأكد من فهمه لها , لكن اذا قالت هي الامور نفسها لكريستوفر,
يكتفي بالنظر اليها والقول: ( غيري الموضوع ) تضحك وتتذكر وجه الشبه بينه وبين والده, اجل ان غرانت شخص نادر يقترب من حدود الكمال
الانساني , وعليه سيفضل ادريان وستكمل شخصيته شخصيتها, وهكذا سيكبران معاً, ماأسرع ماتعلقوا جميعاً بأدريان الذي التي احسوا انها فرد من
أفراد الأسرة, انها تتمتع اضافة الى حسنها بحساسية وشفافية بالغتين , تمنت ماريون اظهارهما في الرسم .
مر زمن طويل عليها في الرسم الزيتي, لذا تحمست للفكرة , ذهب كريستوفر الى كوريونغ لاحضار ادريان وتامي بعد انتهائهما من جولتهما في
المحلات التجارية, رجعوا عند الحادية عشرة, فعدوا متسلقين السلم الأمامي, اسرعت ماريون نحوهم بقصد القاء التحية على ضيفتيها, قالت:
- كيف كانت جولتكما؟
- موفقة للغاية, أليس كذلك ياتامي؟ سنريك ماابتعناه.
- هيا! انني في غاية الشوق.
اثار الحذاء والقفازان الجديدان اعجابها علاوة على ادوات الزينة , ثم ذهبت تامي الى السيارة لاحضار ثوب السهرة الموضوع في الصندوق
الورقي, قالت بعد ان صرفت كريستوفر وامسكت الثوب باحترام:
- عبرت ادريان عن اللطف والمحبة اذ اعارتني الثوب, الا ترغبين في رؤيته؟
لقد احسنت في اختيار اللون الأخضر, فهو يناسي تامي ويزيد بشرتها الخمرية سناء, اما أدوات الزينة فرائعة تستر بدقة آثار الكلف في وجهها
لا لأن كلفها قبيح, ولكن لشدة ماتكرهه, ان تامي تعلق اهمية كبرى على مظهرها اثناء الحفلة واثره السحري على كريستوفر, لقد املت ادريان
الا يتسبب اي شيء في احباطها , سيذهب الجميع الى الحفلة باستثناء السيدة فورد والبستاني لعجزهما عن الرقص.
بعد الغداء ارجع كريستوفر تامي الى منزلها وجلست ادريان للمرة الاولى امام رسامتها حيث لاحظت صمتها بالرغم من حيويتها ومرحها, فهي
تنزع عادة الى الكلام.
لم تطرح سؤالاً واحداً طوال فترة الرسوم الأولية حتى تتمكن ماريون من رسمها كما تراها , اعجبت ماريون بالفتاة الجالسة امامها وأسرعت في
تصوير يديها , مر وقت سريعا وحضر غرانت لاصطحاب سكرتيرته قائلاً:
- هل يسعني ان اقطع عليكما خلوتكما؟
نظر ت الى عينيه الرماديتين الباردتين في حين رمت ماريون قلمها الفحمي واتجهت نحوه , راقبته يقبل وجه عمته قائلاً:
- ما احسن ان اراك تعملين !
قصد لوحة الرسم فهتف:
- العينان والفم! الشعر والعاطفة ! اليدان! ينبغي ان ترسميها وهي تستدير مبتعدة عن البيانو, تعالي انت وكريستوفر لتناول العشاء معنا الليلة
حتى تتسنى لك مراقبتها, انك تبدين سعيدة ياماريون العزيزة.
- اجل..اذا نجحت في رسم هذه اللوحة , واعتقد انني سأوفق في مسعاي, أنوي الاشتراك بها في مسابقة كاسون للفنون الجميلة, هذا بالطبع
اذا أذنت لي ياعزيزتي.
نقلت الفتاة نظرها بينهما وقد فطنت الى ان انه لم يكلمها , قالت:
- يشرفني ذلك ياعزيزتي.
- سنشرب القهوة ياغرانت, وستشاركنا طبعاً.
اومأ لها برأسه فمضت الى المطبخ , فحدث سكرتيرته قائلاً:
- هل هناك قطيعة بيننا يا آنسة برنت؟
- اني لا احدث الا من يحدثني ياسيد ماننغ.
- آه لو كان ذلك صحيحاً ! اقتربي مني.
لم تلب دعوته لأحساسها الوهن في ركبتيها واجابته:
- من الخسارة ان تضيع ماريون مواهبها في الريف هنا.
- لا احب هذا التعبير ( في الريف هنا) اذ يستطيع الفنان الرسم في أي مكان وزمان, ان الريف هنا بديع جداً خصوصاً عند تغير الفصول, الا ان
اختصاص ماريون هو رسم الرجوه, مايعوزها هو الاندفاع والزخم اللازمين لنجاح أي فنان وفن.
-----------------------------------------
لاشك ان الأمر كان سيختلف لو اظهر توم تقديراً اكبر لمواهبها, لو سكنت المدينة لأمتلأت حياتها بالحوافز, لكنها فضلت البقاء في الريف هنا, عندما
يتزوج كريستوفر سننضم , على ما اظن الى خالتي سارا التي ستوفر لها كل تشجيع ومساعدة, في أي حال الا يعجبك العيش في الريف هنا ياعزيزتي.؟
تمنت لو تصرخ وتبكي مثل بطلات الروايات العاطفية القديمة, فهو يدلي بتعليقاته الماكرة من جديد, هتفت:
- تكلم بصراحة, واكتشف عن نواياك الخبيثة.
لن يفعل طبعاً, التفت خلفه ليرى ماريون مقبلة وهي تقول:
- سنشرب القهوة على الشرفة نظراً الى برودة الجو هناك.
تقدمتهما الى مؤخر البيت المواجه لقمم الجبال, فتن المنظر ادريان فقالت:
- مااروع هذه الخلوة!
خرجت الى الشرفة حيث تنشقت نسيم الجبل المنعش , كانت تمتد امامها جنة صغيرة فيها ثلاث اشجار دراق مزهرة ترمي ظلالها على الارض المرصوفة
بالحجار وبقربها شجرة قيقب تحمي البركة الجميلة المحاطة بأزهار الاضالية المزروعة في احواض خاصة, قالت ماريون مبتسمة:
- هل نخبرها عمن انشأ هذه الخلوة؟
صب القهوة ثم ادنى الكراسي الحديدية وهو يجيبها :
- لا ارى مانعاً, اريد ترك انطباع جيد في نفسها, لقد ارتبت هذه الجنة الصغيرة بيدي.
نظر اليها بسخرية كما لو كان يتوقع الا تصدق كلامه , غير انها فاجأته اذ قالت بهدوء:
- انها غاية في الروعة.
وقفت تتأمل شجرة القيقب, ثم اخذت تلقي بعضاً من ابيات الشعر المتفرقة.. بعد قليل دعاها لتناول قهوتها قبل ان تبرد , جلست فتحدثوا بمرح وهم
يرشفون القهوة, رافقتهما ماريون الى السيارة وودعتهما قائلة:
- ستصل انا وكريستوفر عند السابعة.
جلست في مقعدها قلقة, خاطبته بحدة:
- لم اودع كريستوفر.
- ستتاح لك الفرصة مجدداً هذا المساء.
- لا اعرف لماذا تقول ذلك.
- ماذا اقول؟
تنهدت بضيق ثم نظرت من النافذة, انها لا تحاكيه تعقيدا ومكراً, لعل هذا مايحبه في بروفوان , قالت:
- رأيت فيرا الاسبوع الماضي في المدينة.
حول بصره عن الطريق برهة ليسألها:
- هل فعلت؟ هذا يلقي بعض الاضواء.
- قلت ذلك لطرق موضوع نتحدث فيه, فأنت صعب المراس هذه الايام.
ضحك فاستغربت عجزها حتى عن ذكر اسم الفتاة , حاولت ثانية ان تحادثه.
- هل ستحضر الحفلة؟.
- وسأرقص معك كل الرقصات.
- لا احسب انك تستطيع لشدة ما سأبدو فاتنة تلك الليلة.
- سأدعو شلة من اصدقائي المقيمين في سيدني لعل السيدات منهن يرثين لحالي.
خفق قلبها واضطربت.. شلة من الاصدقاء.. كل ماتحتاج معرفته . حافظت على هدوئها وقالت:
- هذا ما اتمناه لك طبعاً.
- كفاك هراء يا حبيبتي, لشد ماتضحكني اقوالك.
صمتت على مضض , لو انها تستطيع تحمل آلامها الى ان تدخل غرفتها, لكنها تحملتها اذ لم يرها احد مرحة كما كانت الليلة, صحيح انها غازلت كريستوفر
لابراء الجرح في قلبها الا انها استاءت من نفسها لاحقاً.
ادركت ماريون الصواب في رأي غرانت الداعي الى رسم ادريان وهي تبتعد عن البيانو الذي تكن له حباً لايوصف, اشبعت الفكرة درساً فناولها اوراقاً
بيضاء وقلماً لاستعمالها اذا شاءت وضع بعض الرسوم الأولية.
----------------------------
ارتبكت ليلا لأنها طالما ظنت وجهها صالحاً للرسم, عندما انتهت الفتاة من العزف قالت ليلا لماريون:
- اذا كنت تريدين رسم وجه حقيقي , فارسمي وجهي.
ادارت العجوز رأسها فبرز ذقنها, ضحكت ماريون واجابت :
- لست ادري اذا كان باستطاعتي التعبير عن ملامحك الجوهرية.. وجهك .. متحرك للغاية.
كادت السيدة ماننغ تنفجر ضاحكة لأن عبارة متحرك هي العبارة اللبقة ..استأنفت ماريون حديثها:
- اذا نجحت في هذه اللوحة, سأشارك في مسابقة كاسون.
تحمست ليلا فهتفت:
- ياالهي! افضل ماتفعلينه هو ان ترسميني اذن, الجميع يعرفني ووجهي يبرز معالم شخصيتي بدقة, من المؤكد انك تلاحظين كم كنت جميلة اثناء شبابي.
ياللكذبة الفظيعة! الواقع انها زادت تألقاً مع مرور السنين, ارتبكت ماريون الفنانة فعلقت:
- يسرني ان ارسمك, لكن من الأسهل علي ان ابدأ بأدريان و اعمل حتى ابلغ المهارة المطلوبة لرسمك خصوصاً واني لم اجرب يدي في أي رسم
فعلي لسنوات طويلة خلت.
انحنت العجوز الى الامام قائلة:
- أي رسام عادي يستطيع تصوير وجه شابة, لكن وجهي يتطلب مهارة فنان حاذق.
عقبت السيدة ماننغ بصوت عال:
- لقد قلتها.
- ماذا يا هيلين.؟
- اني اشاطرك الرأي بأن من الخير لماريون ان تبدأ بمحاولة رسم ادريان , غرانت , هلا اعطيتنا بعض العصير؟
هكذا تحولت المحادثة عن موضوعها الاساسي بمهارة ولباقة.
احضر كريستوفر بعض اسطواناته الخاصة حتى لا يثنيه احد عن عزمه.
ادار الفوترغراف وسأل ادريان:
- هل تر قصين ياعزيزتي؟
ابتسمت له , ففتح الباب المفضي الى الشرفة , قالت ليلا وقد أبت الا ان تعلن:
- سنراقبكما.
تخيلت ادريان عندما خرجا الى الشرفة , انها تراقص غرانت الا ان تصورها اخفق اذ ليس من الانصاف تشبيه الرجلين ببعضهما ومساواتهما.
اتجها الى طرف الشرفة حيث تسربت اشعة القمر عبر الدوالي , شد ذراعيه حولها قائلاً:
- يالله! مااجملك!
- كريستوفر!
تنهد اذ تنبه الى اعتراضها, قال:
- لست معي, اليس كذلك؟
رفعت يدها وربتت على وجنته قائلة:
- انك تعرف اني معجبة بك.
حول بصره الى الحديقة وقد فطن الى الحنو البادي على محياها, قال ممازحاً:
- لايسعك ربح الجميع.
- آسفة.
- علام الأسف؟ على حسنك؟
خرج غرانت الى الشرفة و ناداهما قائلاً:
- اذا كنتما لا ترغبان في ان تخرج ليلا اليكما حاملة فانوساً صغيراً, ما عليكما الا العودة الى الداخل.
ضحك كريستوفر قائلاً:
- لاعليك, سوف اطلب اليها مراقصتي .
قرن قوله بالفعل الا انه ندم لكثرة ما احبت ليلا الرقص, فطالت بذلك سهرتهم..
---------------------------------
لم يغمض لأدريان جفن بسبب كآبتها واضطرابها, انها تكره ايذاء احد, لكنها بفعل طيشها الليلة قد آذت كريستوفر وشعرت بانها تستحق الصفع والتأديب.
استنشقت اريج الفرانجيباتي ففتحت الباب الموصل الى الشرفة وخرجت لترى ان الحديقة قد تحولت غابة مظلمة بعد غياب القمر.
تطلعت الى الامام وسارت الى نهاية الشرفة حيث هبطت السلم الجانبي, ظهر القمر ثم توارى خلف الأشجار التي رمت ظلالها القاتمة حولها . الهواء عابق
بشذى الأزهار المتفتحة في كل مكان.
انزعجت لما سمعت همسة مبهمة قربها, الا انها لم تفاجأ اذ صدمت غرانت الذي امسكها قائلاً:
- ماذا تفعلين هنا ياصغيرتي؟
- ماتفعله انت تماماً.
هزها قليلاً وصاح:
- لاتكلميني بهذه الطريقة لأني اكرهها , هل كريستوفر هو سبب قلقك؟
كيف عرف؟! قررت خداعه بالقول:
- كلا, ولماذا يكون؟
بدا عليه الانزعاج, هتف:
- لم لا؟ تعرفين جيداً انك كنت تغازلينه لسبب يعلمه كلانا.
صرخت وحاولت الابتعاد عنه, لكن قبضته عليها ازدادت ضغطاً. قال:
- قفي مكانك, اعرف انك مضطربة وقد تصرفت بحمق عظيم اذ حاولت اثارتي , غير انك ساذجى وغير مجربة.
ساذجة, غير مجربة, غير ناضجة, حمقاء وصغيرة! لماذا يكلمها اذا كانت كذلك؟ هتفت:
- انك لا تعرف شيئاً, دعني وشأني ايها الوحش.
شدها اليه واطبق اصابعه على شعرها , تصبب العرق من جبينها , فأفلتها بسرعة ودفعها بعيداً قائلاً:
- عودي الى غرفتك, هذا جنون عظيم.
هذا روعها بعد رجوعها الى غرفتها , خلعت ملابسها ببطء تحت جنح الظلام ثم دخلت الفراش, سمعت بعد قليل مواء هرة , فتشنجنت وصاحت :
- كم اتعذب!.
------------------------------------


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-06-16, 06:19 PM   #13

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

10 - اثناء غيابه قررت الهرب انقاذاً لكبريائها .. وذات مساء عاد غرانت ليسمك بذراعها من جديد ويزيل قلقها بأنه لم يلتق بروغوان , وانه يخاف ان تبتعد
عنه...
توجب على غرانت ان يطير فجأة الى ميلبورن حيث يقوم مجلس الاصواف الوطنية بدراسة آلة الضغط الوصف استوردها حديثاً من نيوزيلاندا, وهي
تعتبر انجازاً تقنياً رائعاً بامكانها ضغط بالات الصوف الى نصف حجمها مايسهل توضيبها ونقلها .
توقع ألا يمكث اكثر من بضعة أيام الا ان مشاعر مختلفة تنازعت ادريان , الخوف من ان ينكسر قلبها بسبب غيابه, واطمئنانها الى انها سترتاح بعض الوقت
من حضوره المقلق, والأهم من ذلك , فضولها الذي سيدفعها للاستفسار عن نشاطاته في المدينة خارج العمل.
فتحت نوافذ المكتب واستقبلت أشعة الشمس, مدت رأسها الى الخارج لتتنشق الفرانجيباني , لاحظت ان الشمس تغيب خلف أشجار الصمغية الزرقاء
حيث كانت أشعتها تخطف الأبصار, عادت الى العمل وهي مصممة ألا تشغل فكرها بشيء آخر, لذا وجدها غرانت منهمكة في انجاز اعمالها عندما دخل المكتب, نظر اليها قائلاًَ:
- هل كل شيء على مايرام؟
هزت رأسها بدون ان تنظر اليه ثم قالت بتردد وقد احمرت وجنتها:
- لا يسعني قراءة رسالتك الى فرغيسون.
تناول الرسالة من يدها وقرأها ثم قال:
- ليس فيها أي غرابة , لكنني احسب انك تنوين تأخيري.
- اجل , هذه احدى حماقاتي.
--------------------------------
امسك اصابعها النحيلة دون ان يتبادلا كلمة واحدة, اشتدت رائحة الصيف في المكتب فحط دبور على عتبة النافذة قبل ان يطير داخل الغرفة.
اسندت رأسها على غرانت الذي امسك ورقة بيضاء وضرب بها الهواء ضربة يناديها وهو يخرج مبتعداً:
- ارى ان ثمة مايزعجك, لكن لامتسع من الوقت لدي لأساعدك . اعتني بنفسك حتى أعود, فأنت بخير الآن على ما أظن.
لما بلغ الباب استدار ليرى نور الصباح منعكساً على قسماتها , تيقن انه رأى آثار الدموع على أهدابها, رجع نحوها وشدها اليه معانقاً ثم ابعدها وهو يقول
مبتسماً:
- ألا تفهمين قصدي؟
- لا تريد ان أكون سكرتيرتك.
- يا الهي! عليّ ان اقاطعك, سأغيب فترة , لكن عديني .
- بماذا؟
- ان تتركي كل هواجسك الى حين عودتي.
هواجس.. اذن هو يعرف الحقيقة .. اجابته بهدوء:
- سأفعل.
ربت على خدها وخرج من دون ان ترى تعبيره المليء بالرقة والحذر, حل يوم المهرجان ولم تحس بالبهجة والفضول, ألقت رأسها على الوسادة
, لاعجب اذا اضحك القرلة, هذا الطائر الغريب , وسخر منها.
فغرانت لم يرجع مع انه أرسل اليها برقية مقتضبة تفيد انه سيصل برغم تأخره, غير المنتظر, اذا عاد بصحبة برو غوان, فانها ستنهار بالتأكيد, لا بل ستضحك
وتتحدث وتراهن على الجياد التي ساتنطلق في عدة دورات للسباق أولها عند الحادية عشرة والنصف ظهراً و آخرها عند الرابعة وعشر دقائق عصراً.
سترجع بعد ذلك الى المنزل وتحزم امتعتها.
استعد جميع سكان المنزل عند العاشرة والنصف, فارتدت السيدة ماننغ ثوباً بلون النعناع مزيناً بقطع نقدية نادرة, ووضعت على رأسها قبعة قش بيضاء
عريضة الحافة, في حين لبست ليلا تنورة وبلوزة من الحرير القرنفلي وزينت شعرها بأزهار كرز مصنوعة من قماش الموسلين الرقيق وحملت مظلة
تناسبها لوناً, اما ادريان , فلم تأبه لمظهرها, غير ان اهتمامها بتفاصيل هندامها ساعدها في الظهور بمظهر أنيق في حلة حريرية بلون الأفوكادو وصديرية
مفتوحة من اللون نفسه وقبعة بلون البرتقال, رمقت السيدة ماننغ بنظرة سريعة تنم عن الاعجاب بأناقتها وحسنها.
يبلغ طول حلبة السباق أربعة أميال تمتد الى خارج المدينة, ومعروف ان المقاطعة تفاخر بأن هذا الشارع الجميل المحاط بأشجار الصنوبر هو من
اطول شوراع استراليا, الواضح ان الأولاد لم يمنعوا من حضور الحفلة , بل راحو يقفزون ويعدون ويتمرغون قرب اعضاء اللجنة.
كانت صناديق القمامة قد فتحت والطاولات والكراسي القابلة للطي صفت في الروضة, لم تشعر ادريان بالجوع بل انطلقت تساعد الاطفال على تناول
الشاي والسندويشات بلطف ومحبة.
ادركت انه كلما زاد حجم السيارة ازداد اتساع الصندوق وتنوع الاطعمة في سلة النزهة, تنبهت ايضاً الى ان ليلا تأتي في مراهناتها بالرغم من ثرائها,
ولاتسمح لنفسها ان يزيد رهانها على عشرة دولارات المبلغ نفسه الذي تراهن ادريان عليه و أملت ان تضاعفه ثلاث مرات بعد الظهر.
توالت السباقات وتوالت رهانات ادريان عليها, فربحتها جميعاً علماً انها لا تملك خبرة ليلا في انواع الجياد وأصالتها وجودة فرسانها , بل كانت تبني
اختيارها على مدى رومنسية اسمائها.
بينما اخرجت ماريون وكريستوفر وتامي بعض الشراب البارد من صندوق السيارة , رأتهم ادريان وابتسمت لهم , خاطبوها :
- كيف حالك؟
ثم هتف كريستوفر:
- بحثنا عنك طوال النهار, أين كنت؟
- ادور حول حلبة السباق.
تأملت ليلا حقيبة يد الفتاة المنتفخة فقالت:
- مع بعض النجاح طبعاً.
قبلت ادريان كوباً من العصير زاد من انتعاشها , وضعت الكوب الفارغ على الطاولة واستدارت نحو حلبة السباق تتطلع الجميع اليها مذهولين.
----------------------------
قال كريستوفر مشدوهاً:
- لم اتوقع ان تكوني مراهنة جيدة.
غير ان ماريون احسنت القول اذ اكدت ان ادريان تبدو كالضائعة في غياب غرانت.
كان جو هذا اليوم رائعاً وخالياً من الغيوم فسمح باجراء دورات السباق المتعددة, استمتع الجميع من بالغين وقاصرين بيومهم, اصر كريستوفر
على اصطحاب الفتاتين الى السرادق لتناول الشاي, فتناولت ادريان طعامها بمرح وهي تردد في نفسها ان الله وحده يعلم مدى عذابها .
تطلعت الى خارج النافذة الزجاجية بينما سمعت كريستوفر يقول:
- يؤسفني تأخر غرانت , لابد ان اموراً مهمة قد أخرته.
أومأت برأسها قائلة:
- شكراً على الشاي, الحقيقة انس استمتعت به كثيراً. عليّ الاسراع في العودة اذا كنت أريد المشاركة في السباق التالي, لا تؤاخذاني.
انتهت السباقات واخذ الجميع يستعدون لحفلة الرقص عند الثامنة والنصف مساء , قررت ابلاغ السيدة ماننغ امر وصول برقية من والدها فقالت
وهي تطلب عفو السماء على كذبها:
- نقلت زوجة والدي الى المستشفى الليلة للأسف, عليّ الذهاب اليها.
علقت السيدة ماننغ بكل عطف:
- آسفة ياعزيزتي, هل استطيع مساعدتك؟
ابتسمت لنجاحها في استعمال اسم ليندا في كذبها , قالت:
- اشكرك, ألا ينطلق باص من المدينة عند السادسة والنصف؟
ازعج قرراها المتسرع بالسفر السيدة ماننغ التي استنتجت خطأ وجود نفور بين المرأتين, لكنها قالت:
- كم اتمنى ألا تذهبي, غير ان ذلك ضرب من الانانية , اذهبي اذا كان الواجب يدعوك.
تغلب الضحك عليها وهي تحزم امتعتها بعد ان سمعت صوتاً يقول في اعماقها:
- لاشك انني مجنونة, بل سأصبح مجنونة عندما أرى غرانت واصحابه يدخلون الحفلة.
لم ترى سوى الهرب حلا لمشكلتها لأنها تصرفت بحمق طويلاً وسلوكاً مشيناً, انها بذلك تنقذ كبرياءها , ستغادر بين لحظة واخرى وتنفذ خطتها
تساءلت بصوت عال عن مصير لوحتها التي ترسمها ماريون , لكنها لم تجد جواباً.
ودعها الجميع وداعاً مؤثراً لاحظت انه جعل الدموع تلوح في عينيّ ليلا , لوحت لهم بيدها يائسة.
انطلق الباص خارج المدينة, فتطلعت الى سماء المساء الزرقاء وقد كادت تظلم وتأملت الاشجار المبتعدة, كما تنشقت النسيم العابق بشذى الأزهار
الذي هب عليها من النافذة, طال الطريق المتعرج فغفت.
بدت ليندا الحامل قبيحة المنظر صحيحة الجسم, اقتنعت برواية الفتاة عن اجازة حصلت عليها لبضعة ايام, فرحت بها على طريقتها الخاصة .
أدهش حضورها المفاجئ والدها , لكنه افرحه بعد ان انطلت عليه حيلتها , لاحظت ابنته بلادة في ذكائه مع اقتراب وضع زوجته الثانية.
اما ليندا, فتنبهت الى تحسن ادريان التي ازدادت هدوءاً وتأملاً كما أظهرت قلقاً في مايتعلق بصحة زوجة والدها .
الواقع ان كلتا المرأتين ازدادت عذوبة ونضجاً, ان ادريان مشغولة الآن بمشكلتها الشخصية في حين ان ليندا اكتسبت ثقة متزايدة نتيجة اكتمال أنوثتها ,
لذا سادت هدنة بينهما.
مساء الاربعاء توجهت ادريان الى قاعة الاحتفالات الموسيقية لحضور حفلة خاصة احياها احد افراد قواد الفرق الموسيية التشسكرسلوفاكيين واحتلت مقعداً
في طرف احد الصفوف.
قبل الاستراحة بعشرين دقيقة وبينما كان الجمهور يصفق بحماسة احست ان احداً يمسك ذراعها ويضغط عليها , استدارت بدون ان تتكلم , سمعته يقول:
- هيا نخرج قبل الاستراحة.
لحقت به, فقفز احد موظفي القاعة الى الباب ليسأل عن سبب خروج الفتاة, لاشك انها أصيبت بمكروه, فقد حضرت الحسناء بمفردها وهاهي الآن تخرج
برفقة شاب وسيم, أغلق الباب وراءهما بعد ان أدى واجبه .. دفعها على منحدر السلم وفي داخل السيارة, أغلق الباب بيد وضغط باليد الأخرى على ساعدها
, عندئذ استطاعت ان تتكلم فسألته:
- مامعنى هذا التصرف ياغرانت؟
-----------------------------
أقفل باب السيارة وهو يشعر بضيق لم يسمح له باجابتها, ادار المحرك قائلاً:
- الآن انا استنطقك.
قاد السيارة خارج المدينة, اوقفها قرب تل يشرف على الميناء حيث انعكست أشعة القمر على صفحة المياه فزادت الفتاة حزناً, علت ملامحها تعابير الشوق
واللهفة الممزوجة بالحماسة, ان غرانت هو غرانت في كل الظروف والاحوال, أشعل الأنوار الداخلية واستدار نحوها وعيناه تقدحان شرراً, قال وهو
يرفع يده امام وجهها مهدداً:
- لعلك تستطيعين تبرير هربك والأكاذيب التي روجتها امام الجميع, اطمئنك بأني التقيت والدك, وهو الذي اخبرني أين أجدك.
- ماذا قلت له؟
- اني آمل بالعثور عليك في المنزل, هل كان يجب ان اصف ابنته بالمجنونة؟ حين اخبرتني هيلن عن مرض ليندا, راودني الشك لأني عندما رأيتها
مساء الجمعة الماضي كانت في صحة جيدة, أصدقيني القول , هل تتصورين ان بوسعي احتمالك أكثر؟
اكتأبت وهتفت:
- قل اني مجنونة.
بدت مرتبكة وغاضبة الى حد جعله يبتسم مرغماً, اجابها:
- انت مجنونة بعض الشيء , لكنني مصمم على انقاذك , اخبريني كامل القصة.
تنفست عميقاً وتطلعت من النافذة لتلاحظ ان القمر يرسل اشعة بيضاء وقد احاطت به هالة نور فضية, هزها بعنف ثم شدها اليه قائلاً:
- اذا قلت اني احبك وأريدك و أخاف ان تبتعدي عني , فهل هذا يريحك؟
اجابت وعيناها مغروقتان بالدموع:
- هذا هو شعوري بالضبط, الا اني تسرعت وحسبت انك تحب بروغوان .
- لم التقي الفتاة ابداً, فليساعدني الله.
- فليساعدك الله فعلاً! هل تنوي ان تعيدني الى سارانغا؟
- طبعاً , اذا أسرعنا , سندرك آخر أزهار الجكرندا.
النهاية


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 18-06-16, 08:06 PM   #14

dinora

? العضوٌ??? » 372906
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 351
?  نُقآطِيْ » dinora is on a distinguished road
افتراضي

مشكورمشكورمشكور

dinora غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-06-16, 08:07 PM   #15

شيخة بنت ابوها

? العضوٌ??? » 337237
?  التسِجيلٌ » Feb 2015
? مشَارَ?اتْي » 473
?  نُقآطِيْ » شيخة بنت ابوها is on a distinguished road
افتراضي

مشكووووووووووورة كثيييييير كثيييييير
جزاك الله خير


شيخة بنت ابوها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-06-16, 06:10 AM   #16

مشاعِل
 
الصورة الرمزية مشاعِل

? العضوٌ??? » 303447
?  التسِجيلٌ » Aug 2013
? مشَارَ?اتْي » 332
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » مشاعِل has a reputation beyond reputeمشاعِل has a reputation beyond reputeمشاعِل has a reputation beyond reputeمشاعِل has a reputation beyond reputeمشاعِل has a reputation beyond reputeمشاعِل has a reputation beyond reputeمشاعِل has a reputation beyond reputeمشاعِل has a reputation beyond reputeمشاعِل has a reputation beyond reputeمشاعِل has a reputation beyond reputeمشاعِل has a reputation beyond repute
افتراضي

شكراااا جزيلاااا

مشاعِل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-06-16, 06:29 AM   #17

شمالية بروح غربية

? العضوٌ??? » 324282
?  التسِجيلٌ » Aug 2014
? مشَارَ?اتْي » 732
?  نُقآطِيْ » شمالية بروح غربية is on a distinguished road
افتراضي

شكرااااااااااااااااا

شمالية بروح غربية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-06-16, 07:25 AM   #18

حالــــمه

? العضوٌ??? » 368789
?  التسِجيلٌ » Mar 2016
? مشَارَ?اتْي » 146
?  نُقآطِيْ » حالــــمه is on a distinguished road
افتراضي

..


سلمت الايادي


حالــــمه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-06-16, 11:44 PM   #19

khaloud

? العضوٌ??? » 319608
?  التسِجيلٌ » May 2014
? مشَارَ?اتْي » 535
?  نُقآطِيْ » khaloud is on a distinguished road
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

khaloud غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-06-16, 02:47 AM   #20

فاتنة أحمد

? العضوٌ??? » 361635
?  التسِجيلٌ » Jan 2016
? مشَارَ?اتْي » 69
?  نُقآطِيْ » فاتنة أحمد is on a distinguished road
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

فاتنة أحمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:06 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.