آخر 10 مشاركات
جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          رسائل من سراب (6) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          116 - أريد سجنك ! - آن هامبسون - ع.ق (الكاتـب : angel08 - )           »          91-صعود من الهاوية - بيتي جوردن - ع.ج ( إعادة تصوير )** (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          ملك يمينــــــك.. روايتي الأولى * متميزه & مكتمله * (الكاتـب : Iraqia - )           »          [تحميل] حصون من جليد للكاتبه المتألقه / برد المشاعر (مميزة )(جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          والروح اذا جرحت (2) * مميزة ومكتملة * .. سلسلة في الميزان (الكاتـب : um soso - )           »          كوب العدالة (الكاتـب : اسفة - )           »          خلف الظلال - للكاتبة المبدعة*emanaa * نوفيلا زائرة *مكتملة&الروابط* (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام > قـلـوب رومـانـسـيـة زائــرة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-02-19, 09:10 PM   #1

*سارة عاصم*
 
الصورة الرمزية *سارة عاصم*

? العضوٌ??? » 439475
?  التسِجيلٌ » Jan 2019
? مشَارَ?اتْي » 261
?  نُقآطِيْ » *سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute*سارة عاصم* has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي صراع مع قلبي- قلوب نوفيلا زائرة - للكاتبة الرائعة:سارة عاصم - كاملة&الرابط





السلام عليكم يا سكاكر , أول مرة تشوفوني في المُنتدي بس بأمر الله مش أخر مرة .
أنا اسمي سارة عاصم بتشرف إني هنشر هنا نوفيلتي الغالية "صراع مع قلبي "
وأتمني تعجبكم .. شغل دكاترة نفسيين بقي وكده
المُهم أتمني النوفيلا مش تعجبكم بس تحبوها وتعلق معاكم
وشكر خاص للمصممة والكاتبة الجميلة جدًا اللي لا غُبار عليها "noor1984" من أفضل الكاتبات اللي اتعرفت عليهم
وشكر للمنتدي الجميل والكادر اللي استقبلني أنشر عنده وبأمر الله متبقاش أخر مرة ليّا هنا .. وأنا بتشرف بوجودي هنا بين كاتبات المُنتدي
هستني أرائكم يا سكاكر.








كتابة:سارة عاصم
تدقيق ومراجعة لغوية:سارة عاصم
تصميم الغلاف والفواصل:noor1984
تعبئة وتصميم القالب الداخلي:noor1984



ابتداءاً من المشاركة التالية



رابط التحميـــــــــــــــل:

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي




استودعكم الله الذي لاتضيع ودائعه
لاتنسوا إنكم شركاء الكاتب في الابداع فلا تبخلوا عليه بآرائكم وتعليقاتكم المشجعة
دمتم بحفظ الرحمن.







التعديل الأخير تم بواسطة noor1984 ; 27-02-19 الساعة 03:05 PM
*سارة عاصم* غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-02-19, 11:36 PM   #2

noor1984

مشرفة منتدى قلوب احلام وأقسام الروايات الرومانسية المترجمةوقصر الكتابة الخياليّةوكاتبة،مصممة متألقة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية noor1984

? العضوٌ??? » 309884
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 23,038
?  نُقآطِيْ » noor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond repute
افتراضي

1000000000000 اهلا وسهلا بقمرايتنا سوسو
نورتِ بيتك ومطرحك حبيبة قلبي وعقبال الرواية المليون يارب
سعيدة جداً بوجودك عسولتي ومتشوقة لكل رواياتك الجدد
امووووووووووووووووووووووو وووووووووووووووووه


noor1984 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 19-02-19, 11:54 PM   #3

noor1984

مشرفة منتدى قلوب احلام وأقسام الروايات الرومانسية المترجمةوقصر الكتابة الخياليّةوكاتبة،مصممة متألقة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية noor1984

? العضوٌ??? » 309884
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 23,038
?  نُقآطِيْ » noor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الأول

لم اتمكن حتي من شُكرها علي ما فعلته , او التمتع بتلك اللحظات التي كانت تتمني ان نكون فيها سويا .. كانت تملئني بالتفاؤل الذي لم احظي به ,, لكن القدر سلبني منها واصبحت هي بلاني , لكن هل ستعاند هي القدر غير عابئه برده فعله !
كان ذاهبا الي عمله بسيارته اشتراها منذ شهرين فقط كان دائم الاهتمام بسيارته تلك ,عزيزه علي قلبه ك زوجته التي لم يراها بعد !
مالك : شاب في مقتبل عُمره لديه من العُمر سبعه وعشرون عاما يمتلك طولا متوسطا وعينين بنيتين , وشعر اسود كثيف , يعمل طبيبا نفسيا في احدي المستشفيات الخاصه بمحافظه القاهره
صف سيارته بجراج المشفي , ثم نزل منها وتوجهه الي المشفي وهو يتمتم
- يارب استرها
دلف الي المشفي ثم ذهب للاستقبال
- ايه الدنيا انهارده ؟
هتفت موظفه الاستقبال
- في حالات كتير انهارده
زم هو شفتيه حتي اصبحتا في خط مُستقيم ثم هتف بمرح
- عُمري ما اصطبح منك بخبر حلو ابدا
اجابت هي بحُزن زائف
- خلاص انا هقولهم يمشوا الدكتور مش فاضي
اسرع هو بالتحدث
- يخرب بيتك محدش يهزر معاكي ابدا
رفعت هي له احدي حاجبيها دليلا علي ربحها تلك المره
- اتفضل يا دكتور عندك حالات
غمغم وهو يسير الي عيادته
- ماشي يا فقر انتي

*****

كانت هي تسير فيغرفه والدتهاالراحله لا تدري ماذا تفعل هذه هي المره الاولي التي تُغادر فيها سريرها مُنذ وفاه والدتها التي تربت علي يدها كانت اقرب لها من اي احد اخر , كانت معها دائما في كُل شئ .. كانت طفلتهاومدللتها حيث انها كانت الفتاه الوحيده لها اما الاثنين الباقيين هُما ولدين ... هي كانت تعرف انها ستموت عندمااصابهل ذلك المرض الذي كان يقضي عليهل رويدا رويدا , لكنها لم تصدق تلك الفكره واخرجتها من عقلها ,, لم تُرد ان تُصدق فكره ان احدا تُحبه سيموت .. لم يكن تفكيرها انانيا قط بل كان طفوليا !
ميراي : فتاه في السن الواحد والعشرين , تمتلك بندقتين من العينين , وشعر بني طويل ووهي قصيره , مُمتلئه قليل في كليه الصيدله التي كانت حلم والدتها الراحله ! تمتلك اخوين اثنين ولكنها اصغرهما وكانت مُدلله والدتها
ايمن : يمتلك واحد وثلاثون عاما .. متزوج ولديه ابنا واحدا ويعمل كموظف بنكي
إيهاب : في السابعه والعشرين من عُمره خاطبا وهو يعمل كمهندس بتورل
كامل : والد ميراي , كان رجلاَ يتعدي الخمسين من عُمره بخمس سنوات .. صلب , يتعامل مُعظم الاوقات بجفاء تام .. لهذا كانت تخشاه ميراي
كان والدها كامل يحاول بشتي الطرق ان يخرجها من تلك الحاله التي انخرطت فيها ميراي , حيث كانت ميراي مُرتبطه بوالدتها كثيراَ
هتف كامل بصوت عال وهو يطرق بيديه علي باب غُرفه ميراي
- افتحي يا بنتي عشان خاطري متعمليش فيا كده
لم يجد هي ردا منها فنادي علي اخويها
- يا ايهااب يا ايمن تعالوا شوفوا اختكو
اردف ايمن بذعر
- في ايه يا بابا
هتف كامل بقلق
- اختك قافله علي نفسها لا بتتكلم ولا بترد عليا
زم إيهاب شفتيه ناظرا لاخيه الواقف بجانبه
- مفيش حل الا اننا نكسر الباب ده
أخذا الاثنان وضعيه الاستعداد لكسر الباب , وعلي حين غُره فُتٍحً الباب من قٍبّل ميراي التي كانت تتشح بالسواد فملابسها ونعلها الاسود والخطوط السوداء مثل الظل تحت عينيها , وما ان رأها والدها هكذا حتي احتضنها مخافهَ ان يخسر إبنته هي الاخري
لم تنطق ميراي بحرف واحد وانماكانت نظرتها بارده . غريبه كأنها لا تخاف شيئا في تلك الحياه ,وهذا نتيجه أنها ظلت أيام عده لم تلتقٍ بأحد ولم تحضر حتي عزاء والداتها,, كانت غرفتها هي الملاذ الوحيد ؛ كانت مُتيقنه تماما انهم لن يصمتوا أكثر من ذلك لهذا خرجت لهم جسداَ فقط , أما الروح فقد اختفت حينما ماتت والدتهاا
نطق أيمن بعدما رأي الموقف الذي أمام عينيه
- ميراي حبيبتي احنا قلقانين عليكي أوي
لم ترد عليه بل إنها لم تنظر إليه من الآساس فحاول جاهداَ مره اخري
- حبيبتي , أنا أخوكي لازم تكلميني , مينفعش كده انتي بتقلقينا عليكي أكتر عشان خاطري اتكلمي
ظلت هي علي حاله الشرود والصمت القاتل ولم تحرك ساكنه بل انها انتشلت نفسها من أحضان والدها ودخلت لغرفتها لكنها لم توصد الباب بالمفتاح تلك المره

*****
إنتهي هو من عمله في المشفي , ثم إنطلق علي عيادته الخاصه به إستقل سيارته ودلف لعيادته بخُطي ثابته نظر للمرضي الجالسين ينتظرونه حتي يأتي .. ألقي عليهم السلام ثم دلف بمكتبه بعدما أمر الفتاه التي تجلس تُتابع الكشف أن تبدأ بإدخال المرضي كُلُ حسب دوره ...
أغمض عينيه بشده وهو يتذكر كلام والدته بشأن الزواج
- يا حبيبي إنت كبرت وكل إصحابك متجوزين وعندهم عيال , أنا عايزه أفرح بيك قبل ما أموت
ليقترب هو منها مُلتقطاَ يديها بين كفيه قائلاَ بإبتسامه حانيه ,
- بعد الشر عنك يا ست الكًل , إن شاء الله هتفرحي بيا قريب بس لما الاقي اللي أنا عايزها وتناسبني
لتقول هي بلهفه مُقترحه عليه بعض الفتيات اللاتي تراهم من وجهه نظرها يناسبن ذلك الطبيب النفسي
- عندك صفاء بنت خالتك , وجارتنا أسماء و,,
قاطعها هو مُكملاَ بعض اسماء الفتيات
- وإيمان بنت طنط مديحه صحبتي, ومريم بنت عمي أحمد
ثم أكمل بإبتسامه عابثه
- ياماما إرحميني من دول , صفاء دي إختي الصغيره ومتربين مع بعض فبلاش إنتي وخالتي تحاولوا تقربونا من بعض عشان هي نفسها مش هترضي
لتُجيب والدته بضيق
- طيب وأسماء ومريم وإيمان مالهم دول
- اولاَ أسماء دي صغيره جداَ دي لسه عندها 19 سنه ومش معني إن باباها تفكيره قديم وعايز يخلص من بنته بدري بدري نقوم إحنا نمشي علي هواه , انا هقعد أتكلم معاه واقوله يخف عليها شويه مش كده
ثم أكمل حديثه الذي أخبر والدته به مرات عديده
- مريم بقي متنفعيش خالص اولا لانها مُرتبطه بإبن خالها جداَوخلاص هيتخطبوا يا ماما إنتش مش عايشه في الدنيا
ثم رفع حاجبيه وهو يُتابع بتنهد
- إيمان دي لو أخر واحده في العالم مش هتجوزها , دي مش هتعرف تشيل بيت وأسره دي بتشيل شنطتها علي إيديها بالعافيه يا ماما , ده أنا مره بقولها لو سمحت مُمكن كوبايه مايه قعدت وحطت رجل علي رجل وقالت الخدامه هتجيب
وانتي عارفه اني رافض تماماَ حكايه الخدامين يا ماما , دي واحده مش هاممها حاجه في الحياه ,,
صمتت والدته وهي تحدجه بنظراتٍ مُشفقه ثم مسدت علي شعره برفق ثم رفعت نظرها لاعلي مُتمتمه بدُعاء
- ربنا يصلحلك الحال يابني , ويسهل طريقك
تذكر هو ذلك الدعاء وإبتسم بخفوت ثم نظر إلي باب الحُجره الذي دلف إليه مريض لا يتجاوز الخمس سنوات يبدو أنه يُعاني من مرض التوحد , فنظر إليه بإبتسامه مُشجعه ليطمئن قلب المريض إليه , ثم ما إن خطي المريض عده خطوات تجاهه وقف هو بدوره ماداَ يديه ليُخفض هو يده بعدما إننتظر عده لحظات ليجد أنهه لا إستجابه مهنه , فجلس ومازالت الابتسامه مرسومه علي شفتيه لينقل نظره إلي تلك التي تُرافق المريض وإتضح أنها والدته " سيده لاتتعدي السادسه والعشرين قوام رشيق وشعر ذهبي يصل لخصرها , وعيون بلون العسل وأنف مُنمق وبعض النمش الخفيف الذي يُزين وجهها ,, فكانت فاتنه جذابه ولكن مايؤخذ عليها إرتداءها فُستان أسود يصل للركبه ليس به أي نقوش سوي أنه يُبين رشاقه قوامها .. وتلف رقبتها البيضاء بوشاح أسود وترتدي في قدمها التي لا يختلف لونها عن لون رقبتها بحذاء ذات كعبٍ عال من اللون الاسود أيضاَ
- واضح من تصرفه , إنه عنده توحد
لتومئ والدته , ليشير إليها بعينيه لتتحدث هي لأول مره
- من ساعه ما إتولد وهو كده بيعمل حركات غريبه ودايماَ بيبص في حتت مُعينه من البيت و مش بيرد عليا لما بناديله و
قاطعها هو شارحاَ وهو يعبث بأوراق الطفل الصغير الذي يجلس أمامه دون حراك ويبدو عليه الاضطراب الشديد
- كمان تحسي إنه مش سامعك أصلا وكمان لما بتحضنيه تحسيه بيخاف
لتومئ هي بحزن وهي ترمق طفلها الصغير بنظرات حزينه مُشفقه علي حالته التي أصبحت مرضاَ يُهدد حياته الاجتماعيه
ليسأل هو بإهتمام موجهاَ بصره إليه
- حضرتك ولدتي طبيعي ولا قيصري ؟
لتُجيب هي بنبره إعتياديه حزينه
- طبيعي
ليسأل هو بإهتمام أشد وكأنه يعرف الاجابه السابقه مُسبقاَ
- طيب كان في مثشكله أثناء الولاده مثلا !
لتعقد هي حاجبها بإستغراب ناطقه بإستفهام ,
- مشاكل زي إيه يعني مش فاهمه !
لهتف هو بإعتياديه مُجيباَ
- أثناء المُخاض مثلاَ , أو الطفل إتنقل حضانه بعد الولاده
لتنفي هي بقوه مُجيبه
- لا مكنش فيه أي مشاكل خالص , وهو نازل كويس ومدخلش الحضانه
ليطبق شفتاه بتفكير , ليتمعن في الجالسين أمامه من المرأه الصغيره والطفل الماثل أمامه وقد عرف من أوراق كشفه أنه يُدعي حُسام , فتحول ببصره إليها مره أخري وهو يسألها بحذر مُضيقاَ عيناه من خلف نظارته الطبيه
- هو جوز حضرتك عنده كام سنه
لتضع هي رأسها أرضا وتُجيب بخجل ليجعل الدم يتراقص في وجنتيها
- جوزي مات الشهر اللي فات
ليرد هو بأسف وبدهشه شديده وقد بدأ يتأكد من شكوكه
- البقاء لله
- ونعم بالله
ليتنحنح هو تلك المره سألاَ بحذر وخجل
- طيب المرحوم كان عنده كام سنه لما مات
لترفع هي عينيها بتفكير لتجيب بعد وهله
- كان عنده 62 سنه
لتجحظ عيناه بشده وقد بدأ يُشخص حاله الطفل الصغير قائلاَ بهدوء
- إمممم , يبقي هو ده السبب
لتنظر له بإستفهام قائله بجديه
- إزاي يعني
ليبدأ هو بشرح حاله طفلها المريض , والذي كان ينظر للغرفه بدهشه وتستقر عيناه علي بعض الاماكن لينظر لها بتمعن شديد حتي يظن مالك أنه لا يسمعهم مُطلقاَ

*****
كان كامل يجلس مع ولديه الاثنين يتحاور معهما بشأن ميراي التي إنزوت علي نفسها تاركه كُل شيئ خلفها ,, ولم تًعُد تخرج من غُرفه والدتها ولا تلتقي بأحد أياَ كان ,,
هتف كامل بنبره متوتره وهو يفرك كفيه بإضطراب
- هنعمل إيه دلوقتي معاها , دي مبقتش لا تتكلم ولا بتتعامل مع حد
ليهتف أيمن بضيق
- إحنا لازم نعرضها علي دكتور نفسي مينفعش نسيبها كده
ليومئ إيهاب قوه مؤدياَ كلام أخيه الاكبر قائلاَ
- أيوه هي مش هتعرف تتعامل معانا الا كده
حك كامل ذقنه بيده بتفكير , ليقول بعدها بنبره هادئه
- هي فكره كويسه , هبقي أشوف الموضوع ده ...

*****
أنهي هو عمله في عيادته في وقت مُتأخر , دلف إلي سيارته في وقت وقام بتشغيل المُحرك ليتلقط هاتفه وهو يسير مُبتعداَ عن عيادته بالسياره يتفحصه ليضرب مُقدمه رأسه ويهتف بقلق
- أنا نسيت وسبت التليفون مقفول زمان مام عقلها هيشت
ليقوم بفتح هاتفه ليجد رساله " لمعرفه عشرون مُكالمه لم تصلك إضغط ### "
ليتجهز هو للإتصال بوالدته , فهو يعرف مدي قلقها المُبالغ عندما يتأخر في عمله .. فهو أصبح شاباَ عشرينياَ إلا أنها لا تنفك عن القلق عليه , تُطالبه بمُكالمه يوميه أثناء عمله لتطمئن عليه , وإذا نسي أثناء عمله لا يُلاحق علي إتصالتها العٍده التي تتدافع بكثره
ليتفاجأ بها تتصل به , حينما وصلت الرساله " الرقم مُتاح حالياَ يُمكنك الإتصال به "
ليُجيب هو ويتجهز للعتاب , لتقول هي بلهفه وأوصالها تضطرب وهي تُمسك الهاتف بقوه خائفه أن يأتيها صوتاَ أخر
- مالك يا حبيبي , إنت فين أنا هموت من القلق عليك !
ليُجيب هو مُطمئناَ لها
- متخافيش يا ماما , أنا قفلت بس التليفون عشان كان عندي شُغل كتير
لتتنهد هي براحه وهي تضع يدها علي قلبها الذي تفاقمت دقاته وأصبح يختلج هو من بين ضلوعها لتهتف بنبره عاتبه
- طب مش كُنت تتصل بيا ولا أنا مليش حق عليك يا مالك
أغمض هو عينيه بقوه يستمع لحديثها اللائم , وأردف بنبره حانيه
- خلاص يا حبيبتي انا نُص ساعه بالكتير وهكون عندك
لتقول هي بغضب
- لا وعلي إيه خليك عندك
لتغلق الخط في وجهه لينظر إلي هاتفه ويزفر بضيق ثم أكمل طريقه قاصداَ منزله
كان يعرف أنها في أشد حالات القلق عليه , خاصه بعد وفاه والده أصبح هووحيدها تعتبره " إبنها وزوجها " , أصحت هي تخشي فُقدانه , لا تُريد هي أن تسمع خبراَ إثر إصابته بشيئ
فوالدته هي كُل شيئ في حياته , فعندما توفي والده ولم يتجاوز مالك العشرون عاماَ .. جعل هذا منه رجلاَ صلباَ لا يتأثر بشيئ سوي والدته التي يخشاها وتُعتبر هي نقطه ضعفه الوحيده

*****

كان جسدها يرتجف بشده جراء صراخه المُستمر عليها , إسودت الدُنيا في عيناها .. لتمتلئ مُقلتيها بحبات الكريستال الذي تنم عن أدمُع علي وشك الهبوط لتأخذ خطاَ مُستقيما علي وجنتها , لتُصبح دموعها هي الوحيده القادره علي بث ما في داخلها من شظايا مُشتعله تأججت من نيران الصُراخ الدائم
- أنا قُلت لأ يعني لأ
هتف بها كامل في حده واضحه علي محياه , لتهتف والدتها برجاء وهي تُمسك بذراع زوجها
- عشان خاطري يا كامل سيبها تاخد الكورس بتاعها ده
لينفض يد زوجته عن ذراعه بقسوه قائلاَ علي نفس حدته الذي إحتلت نبره صوته في الحديث
سرمحه وخلاص
كانت تستمتع لكلمات والدها التي كانت مثل السكين الذي يغرز بقلبها عده مرات ليتركه ينزف حتي الموت , هتفت والدتها بنبره مصدومه بح صوتها فيها , كأنما كانت عاجزه عن النطق أمام صعقات كلامه
- إيه اللي إنت بتقوله ده , أنا بنتي مُحترمه وكُل الناس تشهد بكده , إنت اللي دايماَ بتشك في خيالك يا كامل , حرام عليك سيب البنت في حالها بقي
لينظر إليها بغضبٍ جم , ثم يرحل مُبتعداَ عنها دالفاَ إلي حُجرته , لتدخل هي لغرفتها فتجدها واضعه رأسها بين يديها وتبكي بشده ,, لتلتقطها بين أحضانها مُهدئه إياها مُملسه علي شعرها .. وهتفت بنبره حانيه
- معلش يا حبيبتي متزعليش , أنا هديكي فلوس الكورس اللي إنتي عايزاها
لتُجيب من بين شهقاتها وهي ترفع رأسها عن حُضن والدتها
- مش عايزه منه حاجه خالص , ربنا ياخدني وأرتاح
لتربت والدتها علي كتفها قائله بلهفه
- بعد الشر عنك يا حبيبتي , متدعيش علي نفسك أنا هكلمه تاني وأقوله ولو مرضاش , هديكي أنا فلوس الكورس وهو مش هيعرف
أفاقت من ذكرياتها علي صوت طرق علي الباب ليدلف كامل إلي الداخل قائلاَ بحنيه
- إيه يا حبيبتي مالك بقي مش هتطلعي تقعدي معانا
لم يصله رداَ منها , فتنهد بأسي ناظراَ إليها وهز رأسه يميناَ ويساراَ
- لا مش هينفع كده بقي , إحنا لازم نشوف حل في الموضوع ده
كان ما يهون علي كامل الخطب أنه علي الاقل تنظر له , وتشيح به وقتما تريد
أمسك كتفيها برفق فهي اصبحت نحيله بعد خطبها العظيم , واخذ يحركها لعلها تستجيب له ... لكنها ظلت مُسلطه بصرها أمامها من يراها يظن أنها غير واعيه كمن تلقت حجراَ فوق رأسها
إنفتل كامل من أمامها تاركاَ إياها تتخبط في مُستقبلها المجهول بدون كنف والدتها التي كانت خيرً ملاذٍ لها

*****
ظل ينظر لها راجياَ أن تقبل آسفه بعد أن أفضي لها بما منعه من فتح هاتفه مره أخري أثناء قيامه بعمله الطبي الذي يشغل مُعظم مساحه وقته , أمسك يدها ولثمها بقُبله حانيه وهتف بنبره هادئه بعدما نظر إليها بإستعطاف
- أنا أسف يا ماما مش هعمل كده تاني
نطق بها كطفل في الثانيه من عُمره وكأنما والدته تُحاسبه علي عدم شُرب اللبن , وليس كراشد أصاب السابعه والعشرين من عُمره .. دائما ما يتعامل معها كطفل , وهي تراه في نظرها كهذا مهما تقدم من العُمر سنواتٍ
- خلاص يا حبيبي , إنت عارف إني ببقي قلقانه عليك يا مالك متخضنيش عليك كده
أردف بمرح وهويقوم من علي الارضيه بجانب كُرسيها التي تجلس عليه , وأخذ حقيبته السوداء من التي كانت ترتكز بجانبه
- متخافيش عليا يا ست الكُل , وبعدين منا قُدامك أهو خايفه من إيه
نظرت إليه بحُزن تتخله نظره خوف
- خايفه عليك يا حبيبي , إنت بتجهد نفسك في الشُغل ,وفاكر الدكتور أمين أخر مره قال إيه
نطقت جُملتها الاخيره وهي تُشدد علي حروف كلماتها كأنها توّعيه , ليحك هو مؤخره راسه ضاماَ شفتيه ثم ضيق عينيه وإبتسم لها بخفه ثم تحدث بنفس نبره المرح التي تغزو صوته
- متخافيش عليا بطتي , وبعدين أنا هقعد كده من غير أكل أنا هموت من الجوع , ولا تكوني معملتيش أكل لا أزعل
ضحكت هي بشده , ثم نهضت من علي مقعدها وهتفت وهي تدلف للمطبخ
- ثواني بس والغدا يكون جاهز
كان يُعاملها كأنها زوجته وإبنته , بالرغم من أن إسمها ليس " فاطمه " ليناديها " بطه "
إسمها سماح , لكنه يُحب أن يُطلق ألقاباَ عليها لاتمت لإسمها بصله .. فهي لم تًكُن أُمه فقط , كانت والده الذي رحل عنه واليد الصلبه التي ربته وأحسنت الإنشاء , هي أيضاَ ظهره الذي يتقوي به علي متاعب الحياه
تنهد هو براحه علي وجودها بحياته , ثم دلف لغرفتها ليأخذ حماماَ سريعاَ حتي يجلس مع والدته ليُفضي لها ما حدث في ملئ يومه.


noor1984 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-02-19, 12:05 AM   #4

noor1984

مشرفة منتدى قلوب احلام وأقسام الروايات الرومانسية المترجمةوقصر الكتابة الخياليّةوكاتبة،مصممة متألقة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية noor1984

? العضوٌ??? » 309884
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 23,038
?  نُقآطِيْ » noor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثاني

لامناص َ من القدر الحتميّ , يكفي التجلد الذي يمنع الولهه الشديد .. الذي يُحيط بالمرء عند نزول الفجيعه ,, فــ كثيراَ من زخات الامل بين ثنايا روحك ,,
كانت تجلس في بهو القصر الفخم , فكان مُشيداَ بتصميم عظيم فالسلالم الداخليه الرُخاميه تُعطي مظهراَ راقياَ , والمطبخ علي الطراز الامريكي , والبورسالين الذي يُغطي الارضيه , فجعل منظرها مُنمق سخيّ بالجمال
غير أن الغٌرف المطليه بالالون القاتمه عدا غُرفه الطفل الصغير كان لها دوراَ في إضافه السحر الآخاذ لكُل من يري القصر ...
كانت ترتدي قميصاَ أبيض يصل إلي أول فخذها , وشعرها الاصفر مُنسدل علي ظهرها يتحرك بخفه , وفي أصفل قدمها اليُمني زينتها بلاصق يُسمي " تاتو " وقد إتخذ شكل العين يتخلله بعد اللمّيع من اللون السيلفر
إنها هايدي السيده التي ترملت في عُمرها السادس والعشرين , تزوجت من رجل كبير غني .. لتسود الحياه في وجههالتكتشف أمر زواجها , وأنه قد رُتب مع والدها بأن الزواج سيتم لغرض الخلفه فقط , وبعدما علمت بأمر المال الذي أخذه والدها نظير زواجها أقسمت علي عدم الرجوع لهم مره أخري
خطت بخطواتها الرشيقه نحو مطبخها , ثم فتحت ثلاجتها التي كانت عباره عن بابين لتنتقي تُفاحه خضراء , ثم سارت بخطوات ثابته ناحيه التراس مره أخري وهي تقضم التُفاحه بين أسنانها النضيده البيضاء
أنهت تُفاحتها التي أصبحت لا تأكل سواها في اليوم وكوباَ من القهوه أضحي مُلازماَ لها كُل صباح
بالرغم من أنها تعدت نسبه الكافيين المطلوبه في اليوم , إلا أنها تعتقد أنه لا شيئ مُهم بعد أن فقدت أهلها وترملت في سٍن مُبكر
نظرت للصغير الذي كان يهذي بكلمات يُرددها دائماَ , نظرت له نظرات حزينه بإشفاق ثم إقتربت منه بخطوات بطيئه وإحتضنته بخفه حتي لا ينفر منها .. ولكن كما توقعت إبتعد عنها وهو ينظر لها بريبه فهو قليل الكلام ينظر في أماكن مُعينه لفترات طويله , نظرت هي لمُكعابته التي إبتعاتها له لتجدها كمثل كُل مره مُصطفه بشكل عمود طولي , إهتز هو بين ذراعيها لتتركه ببطئ شديد لتنظر له بحزن وتسيل دمعه حارقه كانت تتوسل لها بالصمود ...

*****
كانت في غُرفه والدتها شارده حزينه تتذكر مُعامله والدها تاره لتشعر بالنفور الشديد , ويدور بخلدها مُعاملته لإخوانها الصبيه .. فتشتد النار داخل قلبها , وحينما تتهالك علي الفراش الذي كان يضُم والدتها تتذكر حنيتها وطيبتها التي تشبعتها منها .. ٍ
نظرت للصوره الموضوعه علي الكومود لتُمسكها بأصابع هزيله مُرتجفه وأخذت تمسح علي الصوره وتبتسم والدموع تشُقُ مجري مُستقيماَ علي وجنتيها الناعمتين , تحدثت هي ببكاء وإختناق في صوتها الذي يخرج لأول مره منذ يوم العزاء
- سبتيني ليه يا ماما , إنتي عارفه إني مليش غيرك .. محدش هيكون معايا بابا في حاله وأيمن مع مراته وابنه , وإيهاب مشغول مع خاطبته ,, ضحكت بسُخريه مريره قبل أن تُتابع
- ومن إمتي وحد منهم معايا , بابا دايماَ مفرق في المُعامله ... دايماَ بيعاملهم أحسن مني .. دايماَ شايف إني جيت غلط
إنحدرت شلالات الدموع من عينيها حتي أصبحت تُغطي رموشها وجفنيها, ووضعت الصوره أمامها ودفنت وجهها بين كفيها وإنتحب بشده مُردده
-وحشتيني أوي , هعمل إيه من غيرك

*****

في الخارج كان كامل يتحدث في الهاتف وعلامات العصبيه علي وجهه
- إنت إتهبلت يا إيهاب , دكتور نفسي إيه هي أختك مجنونه
هتف إيهاب علي الطرف الأخر مُحتداَ
- أمال هنسيبها كده , وبعدين أنت قُلت إنك هتشوف الموضوع ده وبقالنا إسبوع محدش عمل حاجه
جزّ كامل علي أسنانه هاتفاَ بنزق
- تقوم تحجز عند الدكتور من غير ما تقولي, مش هترضي تيجي يا إيهاب
إستدرك إيهاب قائلاَ بحيره
- متخفش , قُلها إنك هتروح عند خالتو وهاتها العياده
أردف كامل ساخراَ
- ولما تعرف إننا مش عند خالتها , هتعملنا فضيحه
تحدث إيهاب علي إستعجال مُطمئناَ
- متخافش أنا هبقي أكلمها ,, سلام بقي عشان ورايا شُغل في الموقع
أغلق إيهاب الهاتف وأكمل عمله , في حين نظر كامل للهاتف بصدمه وزفر بضيق ونظر للغرفه التي تقبع فيها ثم خط بقدمه نحوها حتي أصبح أمامها , وطرق الباب ودلف للغرفه لمعرفته أنها لن تنطق بحرف واحد لتسمح له

*****
في اليوم التالي
لم يذهبْ هو للمشفي لعدم وجود حالات اليوم , فظل قابعاَ في البيت مع والدته حتي أتي موعد ذهابه للعياده
هتف وهو علي أعتاب باب الشقه وهو يحمل حقيبته الجلديه , ومفاتيح سيارته في يده إستعداداَ للذهاب
- أنا ماشي يا بطتي بقي عايزه حاجه ؟
با
- ربنا معاك يا حبيبي , أمانه عليك متقفلش موبايلك وتقلقني عليك
آماء هو وإبتسامه حانيه إرتسمت علي شفتيه , ونطق وهو يُقبل يدها قبل أن يذهب
- متخافيش مش هقفله وهكلمك أطمنك عليا
ضيقت هي عيناها وهتف بحذر وهي تنظر له
- خدت الدوا معاك يا مالك
ليبتسم لها بهدوء
- أيوه خدته متقلقيش
ثم سار مُبتعداَ عن نظرها , تُشيعه دعوات والدته التي لا تنفك عن الهمس بها طوال النهار .. ليركب هو سيارته متوجهاَ نحو عيادته
وعندما وصل ودلف للعياده ودار بنظره بين الموجودين وجد السيده وإبنها الصغير المُصاب بالتوحد
دخل هو لمكتبه , وتوالي عليه المرضي كُلُ بدوره , حتي أتي دور ذلك الطفل المدعو حُسام
جلست هي قبالته , لتبدأ بالحديث بنبره حزينه
-يا دكتور , أنا عملت اللي قُلتلي عليها , بس مفيش أي إستجابه
سألها بحذر وهو يدرس حركات الصغير بعينيه
-عملتي إيه معاه
أردفت وهي تنظر لمالك بترقب
- زي ما قلتلي , بقيت كُل شويه أنادي عليه بإسمه , وأجي أحضنه الاقيه بيبعد عني
- إمممم , متوقع برده
خلع هو البالطو الابيض ثم إستدار حول مكتبه وإقترب من الصغير
وجلس أمامه وهتف بإبتسامه وأمسك يديه الصغيرتين وهو يُشير بعينيه علي رُكن في الغُرفه
- إيه رأيك بقي يا حُسام نروح نلعب انا وإنت بالمُكعبات دي
نظر حُسام الصغير للركن الذي يحتوي علي لٍعب أطفال وسرير صغير مُريح مثل الشازلونج , لم يُحد ببصره عن الزاويه الا بعد دقيقتين , ترك كُرسيه وإتجه صوب الالعاب .. وأخذ ينظر لشنطه المُكعبات الصغيره, وما إن أبصرت عيناه حزمه من المُكعبات كبيره حتي نظر بإنبهار لها وترك الشنطه الصغيره وأمسك بالاخري ورصها بشكل رأسي كما يفعل دائماَ , حتي إتجه له مالك وبدأ بوضع المُكعبات المرصوصه بوضع أفقي رويداَ رويداَ علي مرأي حُسام الصغير
حتي أعادها حُسام كما هي مره أخري , ولكن ظل مالك يُكرر فعلته تلك حتي صرخ حُسام الصغير
- إبعد .. إبعد
أمسك مالك يد الصغير مره أخري وهتف بنبره حانيه
- بص تعالي نشوف أشكال نعملها بالمُكعبات , ونشوف أشكال أحلي من ده
نظر إليه الصغير عاقداَ حاجبيه ثم أبعد يد مالك التي أمسكت بالمُكعبات وهتف بضيق
- لا أنا بحبها كده
- طيب أنا هلعب بمكعباتي هنا واعمل أشكال وانت اعمل المُكعبات بالطريقه الوحشه دي
قام مالك بعمل بعض الاشكال وعيناه مُعلقه علي حُسام , اما هايدي كانت تُراقب الموقف بإنبهار شديد وبعدما إنتهي مالك من عمل بعض الاشكال وجد الصغير ينظر له فقرب الاشكال ناحيته حتي رجع الصغير خطوه للوراء ولكن ما إن أعاد مالك إليه المُكعبات حتي أخذها وأخذ تفحصها بعيناه ثم ما إن لبث أن تلمسها بيديه وإبتسم إبتسامه جعلت عينيه الصغيريتين تنغلقان
نظر مالك لهايدي وإبتسم لها وأومأ حتي إبتسمت هي الاخري برضا ,,

*****
كانت تعرف أنها ذاهبه للطبيب النفسي , فصوت والدها لم يكن خفيضاَ كما ظن هو ,, تجهزت هي كعادتها ترتدي بنطال إسود جينز وتيشرت من اللون الاسود وخرجت إليهم ولم تنبس ببنت شفه طوال تلك الدقائق التي تأملوها فيها
نطق أيمن وهو يتنحنح موجهاَ بصره ناحيتها
- يلا يا ميراي عشان أوصلك عند خالتو
إبتسمت داخلها بسخريه هي تعلم أنها لن تخطو عن أهل والدتها الابالضالين , ورؤيه أخيها مُرتبكاَ وعيناه تجوب المكان .. جعلها تنظر أمامها وتهرب من الوجوه التي تُحدق فيها
هتف كامل في سياره أيمن
- وصلنا يا حبيبي وروح , إنت شكلك تعبان أوي .. أنا واختك هناخد تاكسي واحنا جايين
رد أيمن مُصراَ وهو ينظر لوالده
- لا يا بابا أنا معاكو لحد ما تخلصوا
أد\رك ما قاله , ف هتف بإضطراب ملحوظ
- يعني لما تشبعوا قُعاد ما خالتي
هتف كامل وهو يربت علي كتفه
- عشان ترتاح يبني
أجاب أيمن بإبتسامه وهو يسترق النظر من المرأه الاماميه لشقيقته من الخلف
- لا أنا مرتاح كده
وصلا للعياده وكلا من كامل وأيمن ينظران بإرتباك , ولكن هالهم برودها حينما ترجلت من السياره في طريقها للعياده وملامح البرود القاسيه مرسومه علي وجهها الابيض كما لو أنه شتاء ديسمبر الصقيع ,,
أمسك أيمن يدها , بينما لوي كامل شفتيه في عدم رضا ثم دلف هو الاخر بدوره للعياده
جلست ميراي علي كُرسي تنتظر دورها بهاله بارده تحوم حولها , كانت هي الوحيده المُتبقيه من المرضي , حينها فُتح الباب وخرجت هايدي وحُسام ومالك يلوح له بإبتسامه مُشرقه والطفل الصغير يبتسم ببلاهه طفوليه .. هذا الموقف جعل إبتسامه خافته تحت شفتيها وهي تنظر لذلك المشهد , في حين لاحظتها هايدي فإبتسمت هي الاخري بدورها الابتسامه الحزينه التي أصبحت تُلازمها منذ معرفتها بأمر زواجها ,,
دلفت وحدها إلي غُرفه الكشف ولم تعقب علي بقاء والدها وأخيها خارجاَ , هي كانت تُريد ذلك من البدايه , لا تُريد مكاناَ يجمعها هي ووالدها في آن واحد
قابلها مالك بإبتسامه هادئه وقد دعاها للجلوس في الكُرسيِ المُقابل بعد أن إتطلع علي أوراقها وةجهه نظره ناحيتها مره أخري وهتف بإبتسامه صغيره
- ممكن حضرتك تتفضلي علي الشازلونج اللي هناك ده
نظرت إليه وعيناها مُمتلئه بالدموع التي تأبي النزول , وتحركت ناحيه ما أشار , وتمددت إلي أن لحق بها هو الاخر وجلس علي الكُرسي أمامها مُمسكاَ بنوته وقلم
كان سيتحدث لكنها قاطعته هي ونظرتها البارده أمامها
- علي فكره أنا مش مجنونه ولا عندي حاله نفسيه ولا فقدت النطق زي ما هُما فاهمين , لا أنا اللي مفهماهم او بالاصح بسهل عليهم الطريق عشان ميتحملوش كُل شويه حد يخش يطيب خاطري بكلمتين
ثم إنسلت دمعه من مُقلتها لترسم لها خطاَ مُستقيماَ علي وجنتها الحمراء قائله :
- انا بس عايزاه يسبني ف حالي , مبقاش حاسه اني مربوطه بحبل خانقني , وناقم علي كُل تصرفاتي , بيحسسني زي الصعايده إن خلفه البنات عار عليهم ومينفعش يكون في بنات ,, ولو ربنا أراد يبقي متخرجش من البيت ولا تدوق طعم أي حاجه حلوه تبقي موجوده لخدمه إخواتها الصبيان بس ولما ماماتها كانت تعترض كانت البنت بتتضرب
إختنق صوتها وقد إمتلإ وجهها بالادمع , فناولها هو منديل لتُزيل حبات الكريستال الصغيره التي غطت وجهها , إلتقطت هي بدوره المنديل وجففت وجهها وأكملت حديثها بنظراتِ شرسه كأنها تُخاطب والدها
- أنا مش عايزه حاجه خالص , بس اكون لوحدي مش عايزه من حد حاجه .. أنا هعرف أصرف أموري كويس اللي كانت بتخفف عني خلاص ماتت
ثم ضحكت بسخريه مريره والدموع تعتصر عينيها مره أخري وهتف بتهكم
- مره وانا في اولي ثانوي , بيقول لماما مش كُنتي جبتيلنا بدل البنت دي واد كده , قُمت قلتله ان اللي بيحدد النوع ده الراجل مش الست وده بيتوقف علي الكروموسومات ولسه مكنتش كملت الكلمه .. لقيت قلم وقعني علي الارض وماما طبعا بتحوش
لتبتلع غصه مريره في حلقها وتُكمل وهي تدفن وجهها بين يديها
- أنا بجد مش عايزه أعيش معاه بكرهه , بكرهه
إنتابته حاله من القشعريره في جسده , حتي أصبح ينظر إليها بإشفاق وهو يربت علي كتفها .. تناسي كونه طبيباَ يُعالج المرضي , تناسي كيف يفصل بين حالات المرضي ومشاعره الشخصيه حتي لا يتاثر بمشاكلهم الشخصيه
لكنه لم يعرف شعوره إزاء تلك الفتاه التي تجلس أمامه , شعر أنه مسؤل عن التخفيف عن تلك الفتاه الرقيقه
فسحب يديها من علي وجهها وإبتسامه تُزين وجهه وجلس أمامها كما كان وهتف بنبره حانيه
- بطلي عياط , واضح إن بقالك فتره كبيره أوي معيطيش عشان كده كُنتي هتغرقي العياده بتاعتي
إبتسمت هي من بين بُكاءها وهي تمسح دموعها بباطن يدها فبدت رقيقه مثل الاطفال , أنفها ووجنتها باللون الاحمر من كثره البُكاء , وشفتاها تُغرقها الدموع , ثني جذعه للأمام حتي إقترب منها ثم هتف بصوت هادئ
- خلاص إهدي وهنحل كُل حاجه مع بعض




noor1984 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 20-02-19, 12:10 AM   #5

noor1984

مشرفة منتدى قلوب احلام وأقسام الروايات الرومانسية المترجمةوقصر الكتابة الخياليّةوكاتبة،مصممة متألقة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية noor1984

? العضوٌ??? » 309884
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 23,038
?  نُقآطِيْ » noor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثالث

هتفت ميراي وهو تُزيل أثار الدموع من علي وجنتيها وتنظر لمالك الذي لم يُحدْ ببصره ناحيتها :
- إحم معلش يا دكتور , انا محستش بنفسي غير وانا بعيط وبطلع كُل اللي جوايا
ضحك هو بشده , وأردف قائلاَ موجهاَ نظره إليها
- ياستي دي شُغلتي أصلا إني أسمعك وأحل مشاكلك بس , ثم تحدث وهو ينظر لعينيها قائلاَ بتشجيع
- مُشكله باباكي و أنه دايماَ شايف الولاد أحسن من البنات بطريقه مُشدده , إن الولد أحسن من البنت في كُل حاجه مع إن ربنا ميز كُل واحد بحاجه , يعني الولاد او الرجاله مثلاَ هُما اللي بيستحملو أكتر وبيشيلو البيت , البنت بقي دي الحنيه والرقه كُلها , يعني دي اللي بتخفف عن الواحد لو زعلان والاتنين لا غني عنهم في حياه , لا الناس هتعيش بولاد بس , ولا بنات بس
ثم إستكمل مُستفهماَ ,,
- طب إنتي مره مثلاَ قلتي لباباكي عايز حاجه قبل ما تروحي ف أي حته , او تدخلي تطمني عليه لما يكون تعبان او حتي وهو كويس , جربتي تقوليله أعملك حاجه تشربها وهو قاعد بيتفرج علي التليفزيون ؟
حركت هي رأسها يميناَ ويساراَ بنفي وهتفت
- لا
أومأ هو بتفهم ثم أكمل حد\يثه قائلاَ ,,
- ده عشان حاطه حاجز المُعامله بينكو , بتفتكري الكلام او المُعامله الوحشه بس ودي عملت حيطه سد بينكو
رمشت عده مرات ثم أضافت بإستفهام وهي تضيق عينيها
- يعني لو عملت كده هيحبني ؟!
أردف مالك بإقناع وهو يُحاول سبر أغوار تلك الفتاه البندقيه العينين
- هو مش بيكرهك علشان يحبك ,هو بس فاكر لما هيخلف بنات الحمل هيزيد وهتبقي مسؤله منه أكتر من الولد , عشان الولد بيعرف يصرف أموره مثلاَ إنما البنت زي ما قلتلك بتبقي رقيقه جداَ
نظرت له ثم أومأت بتفهم وحينما أدركت أنه ينظر لها
إبتعدت بنظرها عنه ونهضت من الشازلونج التي كانت تنام عليها وأخذت حقيبتها المسنوده علي الارض وهتفت بخجل واضح جعل الدماء تتسرب إلي وجنتيها البيضاوتين
-طيب عن إذنك يا دكتور
تحرك هو ناحيه مكتبه العريض , ثم إلتقط الكارت الخاص به وكتب رقماَ علي ظهره ومده إليها بإبتسامه قائلاَ
- ده الكارت بتاع وده رقمي الشخصي لو إحتاجتي أي حاجه كلميني
أخذت منه الكارت بتررد ووضعته في حقيبتها ثم أزاحت خُصله من شعرها البُني خلف أذنها وتمتمت بهمس
- شُكراَ
خرجت هي من الغرفه تبتسم وحالما رأها والدها وأخيها حتي إنتابتهم الدهشه , فقد تبدل حالها كثيراَ منذ أن دلفت للداخل ,,
أما هو إبتسم بسعاده , وقلبه يتراقص فرحاَ علي أوتار ضحكتها الخلابه التي إستقرت في مُخيلته , لكن لم تلبث ثوانٍ إلا وقطع الضحكه صوت دقات قلبه المُرتفعه ظن في البدايه أن ذلك بسبب أنه لم يأخذ دواءه وفرط عمله المُكثف
لكنه لم يعِ أن الحُب يطرق قلبه المريض

*****

في بيت " كامل "
دلف كامل وميراي إلي المنزل , لكن هي كأنها تدخله لأول مره تشعر بشعور جديد فمن الان فصاعداَ لن تكون والدتها موجوده بجانبها إذا حدث لها شيئ ستكون هي المسؤله التي تحمل البيت علي عاتقها من أعمال , كُلفت بتلك المُهمه مُنذُ أن ماتت والدتها ,,
أردفت بخفوت لاول مره مُن أسابيع يسمعون صوتها ,,
- بابا تحب أعملك أي حاجه قبل ما أدخل أوضتي
نظر إليها بإستغراب وصدمه في آنٍ واحد ثم دنا منها ببطئ وإحتضنها بقوه وهو يذرف الدموع من عينيه مُردداَ
- الحمد لله إنك إتكلمتي , ليه كده يا ميراي يا حبيبتي
تشبثت هي بقوه في ملابسه وإنحدرت الدموع من عينيها , وبللت ملابسه , هتف كامل بنبره فرحه بعد أن جفف دموعه السائله
- أهم حاجه دلوقتي إنك رجعتي لينا , أنا لو أعرف إنك هتردي علي مرواحك للدكتور .. كُنت وديتك من زمان
إبتسمت هي من بين دموعها التي تُزين جفنيها وهي تبتعد عن حُضنهِ وتنظر إليه
- إنت عارف إني مبحبش الدكاتره
- خلاص منروحش تاني براحتك
أجابت هي بلهفه وهي تعبث بأصابع يديها بإضطراب
- لا أنا حاسه إني عايزه كمان جلستين كده ولا حاجه
نظر لها والدها بحُب تراه لاول مره في عينيها , بدلاَ من نظره الخوف التي كانت تحتاط بها في المنزل !
أردف كامل قائلاَ وهي يُمسد علي شعر ميراي الطويل
- براحتك يا حبيبتي , اللي إنتي عايزاه هيحصل

*****
كانت مرت عٍده جلسات للصغير "حُسام " ,, إستطاع فيها مالك تكوين شخصيه حُسام من جديد
من خلال الالعاب التي تعتمد علي الخيال , التي يفتقر إليها هو .. إستجاب حُسام لبعض الحديث الذي يوجهه إليه وساعده في ذلك أدويه المُكملات الغذائيه , ومُضادات الاكتئاب ,, كان سيلجأ للعلاج بالاستخلاب " عن طريق العلاج من تسمُم المعادن الذي يؤدي للتوحد " , لكن هايدي رفضت لخوفها الشديد علي حُسام فأثرت أهو العلاجين .. وجدت العلاج النفسي أفضل من الكيميائي ,,
في اليوم التالي ,,
في الفيلا التي تسكن بها هايدي
كانت تُمسك بالكارت الخاص بمالك وتعبث به بين أصابعها وهي تجلس بجانب الصغير الذي كان يلعب أمامها , فجلسه مالك العلاجيه كان لها أثر كبير في تقدم حالته بنسبه كبيره ,,
حسمت أمرها وتناولت الهاتف وضربت الرقم الموجود في الكارت ليصل لها صوته بعد دقائق , فهتفت هي بثبات وهي تعبث بالكارت بين يديها
- ألو , دكتور مالك ؟
ليرد هو بتعب
- أيوه أنا الدكتور مالك .. خير
لتردف هي بصوت هادئ ,
- أنا والده الطفل حُسام اللي كان عندك إمبارح
أغمض مالك عينيه بتذكر , حتي لاحت صورتهم في ذاكرته .. فأردف وهو يضغط علي قلبه
- أيوه أيوه إفتكرت حضرتك , ,, خير هو حصل حاجه ولا إيه
تحدثت بنفي , وهي تُمسد علي رأس حُسام الصغير الذي إتخذت مُكعباته شكلاَ جديداَ غير الشكل الرأسي
- لا محصلش حاجه بس أنا كُنت حابه أبلغ حضرتك بالتطورات اللي في حاله حُسام
أردف تلك المره بتألم شديد
- أنا سامع حضرتك
عقدت هي حاجبيها بإستغراب
-دكتور مالك حضرتك كويس ؟!
لم يصل إليها الرد منه فهتفت بقلق هذه المره
- دكتور مالك حضرتك سامعني ,, إنت كويس !
تأوه هو من الالم ووصلت تلك إلي مسمعها , فتحدثت بقلق وهي تنهض من علي الاريكه مُتجهه نحو غُرفتها
- طب إنت فين في العياده صح
- آآآآه
نطق هو بألم جم وهو يُمسك قلبه , ويتصبب عرقاَ
هتفت بأضطراب واضح وهي تُمسك الهاتف بقوه
- طب خليك معايا متقفلش السكه أرجوك
لم تعرف كيف إرتدت ملابسها المُنمقه وخرجت مُسرعه تاركه صغيرها مع الداده المُرافقه له , وإستقلت سيارتها وإنطلقت للعياده الخاصه به ,,
دلفت للعياده لم تجدْ أش شخص موجود بها .. إقتحمت هي مكتبه وجدته يجلس علي الشازلونج جانباَ فتوجهت إليه وهي تراه يتألم مُمسكاَ بقلبه , همَ بأن يُغلق عينيه لكنها قامت بإسناده برفق حتي وصلت لسيارتها .. وإنطلقت لاقرب مُستشفي
بعد قليل خرج الطبيب الذي أشرف علي حالته قائلاً
- الاستاذ مخدتش الدوا وهو عارف إن قلبه مش مستحمل
وضعت يدها علي فاهها وهي تهتف بذعر
- القلب ! .. عنده القلب .
تركها الدكتور في صدمتها مُردده بعدم إستيعاب
- القلب ! .. إزاي
وهنا رن هاتف مالك الذي إستلمته من المُمرضات قبل أن يدخل لغرفه الكشف ,, كان الاسم الظاهر علي الشاشه MY everything
ردت بحنق ممزوج بالحزن
- ألو
لتُجيب سيده كبيره علي الناحيه الاخري بقلق
- إيه ده ,, مالك إبني فين
إبتلعت هايدي ريقها ونظرت للهاتف في يدها بتوتر , ثم أعادته موضع أذنها وهتفت بإضطراب
- إحنا في المُستشفي
صرخت سماح هي الاخري وهي تضرب بيدها علي صدرها
- مُستشفي إيه ؟! يالهوي .. يالهوي

*****
استقرت هي علي مضجعها وهي تُفكر فيما حدث البارحه , إستعادت ثقه والدها ... بعد أن تحدثت وأفرغت ما في جُعبتها أخيراً لشخص ما .. بعد فُقدان والدتها , إرتسمت إبتسامه حالمه علي شفتيها , ثم إلتقطت هاتفها الموضوع بجانبها علي الفراش وأمسكت باليد الأخري الكارت الخاص به وه مازالت مُتردده .. أتضغط علي زر الاتصال أم لا ..
حسمت أمرها وضغطت زر الاتصال ,,ثوانٍ عده ولا رد ,, إستاءت هي ووضعت الهاتف جانباً بعدما إنتهي من الرنين وتمددت مره أخري علي الفراش وهتفت بغيظ
- يا تري يا دكتور مالك مبتدرش ليه ,, يكنش وراك حاله , ولا وراك إيه .. طبعا ما بيجيلو ناس كتير وو..
قاطعها الطرق علي باب غُرفتها فهتفت بصوت عالٍ
-إتفضل يا بابا
أطل والدها من خلف الباب .. وتنحنح قائلاً
- إحم إحم زز بتعملي إيه يا ميرو
- مفيش يا بابا أنا قاعده هنا
- طب ماتيجي نقعد بره أنا وإنتي في البلكونه شويه
قفزت هي بمرح من علي السرير وهي تهتف بسعاده
- يلاااا
جلست مع والدها في الشرفه لاول مره في حياتها , بعد أن فقدت الامل في بناء علاقه جديده قويه بينها وبين والدها ... ولكن عقلها مشغول بذلك الطبيب الاخر ,,

*****
-خلاص يا ماما أنا كويس والله
أردف مالك بضيق ووالده تجلس بجانبه في فراشه تعطيه الدواء , بعدما عاد من المشفي إثر أزمه قلبيه نتيجه إهماله بنفسه وعدم إنتظامه علي الدواء
ردت سماح بحنق وه تعطيه الدواء رغماً عنه
- ينفع تسكت بقي , كنت هتروح مني عشان اللي انت عامله في نفسك ده
ثم ضيقت عيناها وأقسمت وهي تحدثه بتوعد
- أقسم بالله يا مالك , لو مخدت الدوا مش هتنزل من باب البيت لحد ما تتعدل
إبتسم هو بدوره علي خوف والدته وتحدث بمرح قائلاً
- ما خلاص يا بطتي بقي منا زي الفُل أهون ,, إنتشي بس اللي قلقانه
كانت تنظر أرضاً كأنها تبحث بعينيها عن شيئ ما , بينما سأل هو بإستغراب
- بتدوري علي إيه
هتفت هي بثقه , وحاجبها الايمن مرفوع
- فين الشبشب ؟!
أمسك هو يديها ضاحكاً بخوف , وهتف وهو يبتسم بإصطناع
- ليه يا ست الكُل كده ,, ثم هتف بنظره متوسله
- بلاش الشبشب والنبي حرام عليكي ,
نظرت إليه شذراً ,, وهتف حانقه
- يبقي تاخد الدوا , ولو مخدتوش مفيش محشي تاني عشان تحرم
قبل هو يدها وهو يبتسم بحُب
- لا كُله إلا كده ,, رضاكي بالدنيا يا غاليه
ربتت هي علي كتفه وهي تُتمتم بخفوت
- ربنا ميحرمنيش منك يا مالك

*****
في فيلا " هايدي "
كانت تجلس مع صغيرها وهي تُعطيه الدواء الذ قام بوصفه مالك إليها .. من مُضادات الاكتئاب والمُنشطات
فصغيرها أصبح هادئ نوعاً ما , لا يقوم بالحركات التي كانت روتيناً يوميناً مثل ( هز الرأس , أو ترتيب الاشياء تريباً مُعيناً لا يُحيد عنه ) وتذكرت عندما قالها صريحهً
- إنتي لازم تقربي من إبنك , إنتي تقريباً من ساعه ما إتولد وإنتي مش مُهتمه بيه من كلامك إن كُل حاجه بتعملهالو الداده .. وحالياً مش بيستجيب لحد غيرها ,, ف طبيعي إبنك يظهرله المرض ده .. إبنك مش محتاج دوا للي فيه أكتر ما هو محتاجلك يا أستاذه هايدي ,, ياريت تخلي بالك من إبنك أكتر من الداده
إبتسمت وهي تُلبس الصغير ملابسه بهدوء , للذهاب للجلسه الخاصه به .. التي أصبحت تنتظرها بصبر بالغ ..
أردفت بهدوء وهي تقبل حُسام من وجنته
- حبيبي , إيه رأيك نروح الملاهي بعد الدكتور
أومأ الصغير , فالتقطت يده الصغيره بين كفيها ولثمته بقبله حانيه , ثم دنت منه أكثر وإحتضنته بقوه ,, حتي فوجئت بيد الصغير تحاوطها فإبتسمت براحه , وهتفت براحه
- الحمدُ لله ,,

*****
كانت تجلس علي الشازلونج تلك المره مُبتسمه رغم هاله الحُزن حولها , حكت له التطورات التي حدثت ,, وكيف تبدلت حالتها النفسيه إزاء تصرفها تجاه والدها ,, كان هو الاخر يستمع إليها بإنصات شديد وعيناه ترتكز علي ملامحها وعيناها البُندقيه والشعر ناعم الملمس
إنتهت هي من كلامها ووجدت عيناه عليها , فحمحمت لتجذب إنتباهه ,,
- إحم إحم , يا دكتور
إستعاد هو تركيزه قائلاً
- نعم ! .. معلش سرحت شويه
هتفت هي بمرح
- في دكتور نفسي بيسرح , عندك مُشكله ولا إيه .. مُمكن تعتبرني الدكتوره النفسيه حالياً وإنت مريض عندي
ضحك هو بشده , ثم هتف بمرح
- ماشي يا ستي ,, أما نشوف شطارتك ولا هتبقي فاشله
نظرت إليه بنصف عين وهتفت بإزدراء
- هاااه ,, هتشوف
تمدد هو علي الشازلونج بدلاَ منها , وإتخذت هي مكانه علي الكرسي ّ أمامُه وبدأت في سؤاله بلهجه مرحه
- هاا يا مريض بتشتكي من إيه
رد هو الاخر بنبره مرحه
- مريض ؟! ,, تخيلي كُل اللي داخل عندي بقوله يا مريض دي .. كده فعلاً هعيا أكتر
أردفت هي بحنق بالغ وهي تُمسك بالنوته الخاصه به ,
- يووه , أنا إيش عرفني .. أنا جديده هنـا في المهنه
ضحك مالــك بشده , ثم تنهد وهو يهتف بهدوء
- خلاص هقولك أي حاجه أدام إتبادلنا الأماكن
تجولت هي بناظريها في الغرفه , حتي وقعت عيناها علي قلبِ يجاور إسمها في النوته الخاصه به ؛ إفتر ثغرها بإبتسامه خجوله ,, ثم عادت بنظرها مره أخري إليه و هو يتحدث .. حتي أردف بأخر كلمه جلها تنظر لها بصدمه كبيره
- وعندي مُشكله صغيره في القلب كده
نظرت هي بصدمه له,
وهي تنظر إليّ عينيه بين كُل فِنيه وأخري .. ثم هتفت بخوف وقلق بادر
- مُشكله إيه دي ؟! .. وليها حل صح !
إبتسم هو بهدوء , ونطق بعد نزر من الوقت ,, وهويتجول بعينيه في عينيها
- عندي ثُقب في القلب
إنفرجت شفتاها بشهقه لم تستطع أن تكتُمَها أكثر من ذلك ,والخوف يدبُ بين ثنايا روحها وقلبها , شعرت أنها هي من تتألم وقلبها الذي ينزف ..ونظرت له مُتهيبه من رده فعله إزاء ما قصهُ إليها ,, هتفت ببطئ وهي تتنسم مايدور في خاطره ,,
- طيب .. مش المفروض بتاخد دوا ؟
أجاب هو بنبره مُتألمه , وتوارت أنظاره خلف نظارته الطبيه التي وضعها للتو
- تعرفي أنا مش خايف علي نفسي , قد منا خايف علي أمي ,, لاني وحيدها بعد ما بابا مات وملهاش حد غيري
تجمعت الدموع في مُقلتيها , وتسارعت أنفاسها كما أنها ستفقده حقاً وتحدثت بلهفه
- متخافش , إنت هتبقي كويس , وممكن تعمل عمليه كمان وتنجح
أردف هو مُعقباً علي كلامها بسخريه
- مش نافع خلاص , الادويه ممشياني كويس الحمد
لمح هو
نظره الحُزن الممزوجه بالخوف في عينيها , بينما بادلها هو نظره حُب حانيه .. وسرعان ما أدرك الوضع
هو لساعته التي تُزين رسغه , ثم هتف بمرح عكس ما يتواجد داخله
- كده الجلسه خلصت, مُمكن بقي أستعيد مكاني كـ دكتور وأشوف الناس التانيه
تنحنحت هي بحرج , ثم أعطته النوته .. ونهضت من علي الكُرسي مُمسكه بحقيبه يديها الموضوعه أرضاً
هتف بحنو وهو يمُد يده لها ليُصافحها والابتسامه مرسومه علي ثغره
- أشوفك علي خير إن شاء الله
مدت هي يدها تُبادله التصافح , شدد هو علي يديها فنظرت ليدهما المُتشابكه ,, وولت بنظرها لعينيه , فإجتاحتها العديد من المشاعر " الحُب الممزوج بالقلق والخوف " خافت أن يُصيبه مكروه , لن تستطيـع تقبل صدمه أخري كـ صدمه والدتها ‘
تمتمت بصوت خفيض وإستطاعت أن ترسم إبتسامه هادئه علي شفتيها :
- إن شاء الله
خرجت هي من غُرفه الكشف لتجد والدها ينتظرها خارجاً , وما إن رأها تخرخ حتي تقدم إليها وحاوطها بذراعه ثم إتجها إلي باب الخروج.


noor1984 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 20-02-19, 12:14 AM   #6

noor1984

مشرفة منتدى قلوب احلام وأقسام الروايات الرومانسية المترجمةوقصر الكتابة الخياليّةوكاتبة،مصممة متألقة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية noor1984

? العضوٌ??? » 309884
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 23,038
?  نُقآطِيْ » noor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الرابع والأخير

"حنانيك يا من سكنت الفؤاد , لاتجهز عليّ بسهام الفُراق"

*****

دلفت هايدي هي وحُسام إلي مالك , إستقبلهم هو بإبتسامه فاتره ,, فبادلته هايدي بأخري
وهي تسير نحوه المكتب والابتسامه مرسومه علي شفتيها , حتي نطق هو بمرح وهو يوجهه حديثه للصغير المتواجد أمامه
- إحنا بقينا كويسين خالص اهو
إبتسم الصغير حتي إضيقت عيناه , فأصبح شكله طفولياً لطيفاً , في حين أردفت هايدي والابتسامه مازالت تشُق شفتيها
- الحمدُلله , حُسام إتحسن خالص
ثم نكست رأسها للأسفل , وفركت يدها بتوتر , ثم هتفت بوهن داخي
- بس .. بس هو بدأ يسأل علي باباه
آماء هو مُتفهماً , بينما ظلت هي تُراقب رده فِعله .. لكنها لم تجدْ أي تغيير ولو طفيف علي وجهه , بينما أردف هو بنبره عاديه , وعيناه تتفحص الصغير برويه
- طبيعي جداً , حاجه كان متعود عليها ,,
ثم وجهه نظره ناحيتها , وهتف وهو يُشدد علي حروف كلماته
- وفجأه , مبقتش موجوده
توترت هي إثر تخبط الانظار , ووجهت نظرها ناحيه صغيرها
ثم بدأ مالك بفحصه كعادته , ودرسّ حركات الصغير .. وما تم من تطورات

*****

في منزل " رأفت "
كانت سماح تجلس أمام شاشه التلفاز , فجأه شعرت بإنقباضه قويه تحتل صدرها .. فإهتزت هي لوهله , ثم وضعت يدها علي صدرها وظلت تُردد وهي تلهث
- إستغفر الله العظيم يارب , إستُر .. إستُر يارب
وسُرعان ما تذكرت مالك فإلتقطت هاتفها وإتصلت به , ليأتي الصوت بعد نزر من الوقت
- أيوه يا ماما
تنهدت هي بإرتياح وغمغمت بالشكر لله , ثم هتفت بحُب
- خدت الدوا يا عيون ماما
رد هو بالإيجاب قائلاً
- أيوه متخافيش خدته , وكمان شويه وهاجي عشان نخرج نتعشي برا بقي ,, قومي إجهزي يلا
تحدثت هي بسعاده عارمه , وهي تسمع صوتهُ صحيحاً مُعافيَ
- ماشي يا حبيبي ,, هستناك متتأخرش بقي
- مسافه السكه ..

*****
كانت هي تجلس في غُرفتها تتذكر جلسه اليوم , فقد شعرت بهاله الحُب تُحيط بها , لاول مره تحس بذلك الشعور , كأن أحداً نثر حولها عطراً آخاذهُ رائحتُه .. فتاهت هي بين الرائحه التي تذوب مشاعرها , وتُدغدغ قلبها بشيئ إسمهُ حُــب

*****

كانت سماح تجلس قلقه في منزلها , فقد مرت ساعه ونصف منذُ أن حدثها مالك ,, إتصلت به عٍده مرات به لكّن لا رد .. تسللَ الشكُ لقلبها , ونهضت من علي الاريكه التي كانت تحاوطها وهمت بالذهاب لمكان عيادته ,, فجأه رن الهاتف بإسمه , أجابت هي مُتلهفه
- أيوه يا مالك , بتخضني عليك ليه يبني ,, إنت فين
رد الطرف الأخر
- إحم , أنا مش الدكتور مالك يا حجه , الدكتور تعب ونقلناه المُستشفي
لطمت هي علي صدرها بقلق سافر , ثم تحدثت بصُراخ وقلب مكلوم ,
- مُستشفي إيه , اللي شغال فيها ؟!
أجاب الطرف الاخر سريعاً
- أيوه هي
لم تنتظر رداً , وأغلقت الهاتف .. ونزلت مُهروله علي السلم , لتركب لأول تاكسي يُقابلها , وتذهب مُسرعه للمشفي الذي يوجد به روحها الثاني
دلفت إلي المشفي بخطوات ثقيله , وهي تلهث بشده من فرط القلق والتوتر الباديين علي وجهها الابيض , إنتقلت ببصرها إلي الموجودين بساحهٍ الإستقبال , ثم هتفت لواحده منهم بلهفه سريعاَ
- لو سمحت في هنا مريض عندكو , إسمه مالك رأفت
أجابت الأخري بإعتياديه شديده , وهي تنظر في الاوراق أمامها .. ثم وجهت بصرها ناحيه تلك السيده كبيره السِن ..
- الدور التالت يا فندم أوضه العمليات
تركتها سماح وهي تسير بسرعه , حتي كادت أن تسقط عِده مرات , إستقلت المصعد , ثم سارت بسرعه حتي إستكانت امام الحُجره التي يقبع بها ولدها الوحيد , جلست تقرأ القرأن وهي تدعي ألا يُصيب صغيرها مكروه , فـ فؤادُها يتقطع إرباً صغيره ًحينما كانت تجده يتألم , كانت النيران تشتغل في قلبها , تنتظر بـ وله خروج الطبيب من غٌرفه العمليات
وبعد أربع ساعات ,,
خرج الطبيب المسؤل عن مالك , وهرولت هي نحوه مُمسكه بمصحفها وأردفت بلهفه
- هاا يا دكتور , إبني عامل إيه هو فاق ؟!
نكس الطبيب رأسه للأسفل , فإقشعر جسدها للحظات قبل أن تهتف بصُراخ
- إبني ماله يا دكتور ,, حالتُه صعبه ؟
أردف الطبيب بنفاذ طاقه فهو لم يعُد يحتمل أكثر ,,
- البـقاء للــه
رمشت سماح عِده مرات , كأنها لم تستطعْ سماعهه .. ثم أعادت السؤال عليه مره أخري ,, غير عابئه بما قاله
- نعم ؟! ,, بقولك إبني ماله حالته صعبه ,, أخده ونسافر بره طيب
نطق الطبيب الماثل أمام , بحزن جم علي تلميذه , وهو مُطرقاَ برأسه للأسفل يُغالب حُزنه ,, ويُظهر التجلد
- يا حجه سماح , خلاص ميش أمل ,, إحتسبيه عند ربنا
نظرت هي حولها بشرود ثم تهاوت علي المقعد بلا روح , كأنها هي من لفظت أخر نفس فيها ,, هي من ماتت بفقدها لصغيرها .. هي من ستُعاني إثر فُقدانه .. فقدت هي الأن كُل شيـئ ليُبقيها حيه ,, كان هو نفسها وروحها التي تتحرك بين صدرها ,, موته جعلها بلا روح فقط الجسد الذي يتحرك كـ عرائس الماريونيت ‘
كانت تخاف من أن يأتي ذلك اليوم , كانت تدعي دائماً أن يكون يومها قبل يومه , كانت تخشي فُقدانه مثلما فقدت والده أيضاً بنفس المرض اللعين ‘
أجهشت بالبُكاء غير واعيه بكم المُمرضات والأطباء المُحيطين بها ‘ .. تتذكر فقط أخر مره رأته .. أخر صوت سمعته
شعرت في ذلك الوقت بأن روحها قد ذُبحت , عمودها الفقري قد كُسر ,, كانت تعرف أنها لن تتحمل قدوم ذلك اليوم ,, كانت تنظر له كُل يوم بخوف وهي تراه يتألم ,, كانت تخشي رحيله .. وها قــد رحـــل ‘

*****
بعد إسبوع من الوفاه ‘
تجلس في بهو الفيلا ,, تتشح بالسواد كعادتها , لكنــها تلك المره تذرف الدموع بشده .. فمن دق قلبها له مره أخري رحل وتركها وحيده ,, إلتفتت لصغيرها الذي تعافي تماماً , وكأنه ترك بصمه أخري في حياتها حتي بعد مماته .. تري هي بعينيها أثره علي صغيرها ,, فكلما ستقع عيناها عليه ستدعو لمالـك ,, فهكذا تتصل معه بعد موته

*****
كانت ميراي تبكي بشده وهي تُمسك بتلك الورقه التي أعطتها إياها والدته ,, وكانت تحوي عِده كلمات تم خطها بيده
"إلي بندُقتي الجميله
إذا كُنت علي قيد الحياه فأخبرك الآن أني " أُحبك " وسأظل أقولها لكِ حتي مماتي ,, وإذا كُنتُ قد رحلت فـ أخبرك أيضاً أني " أحبك " وسأبث لكِ حُبي , الذي لم أستطع أن أشعرك به حينما كانت روحي مُلازمه لجسدي .. فارقت روحي جسدي ولكن لم تكن أنتِ لتفارقيها ,, أعتذر بشده عن عدم إعلامك بأمر دقات قلبي قبل أن يلتهم جسدي القبر .. ولكنّي أريدك أن تمضي في طريقك مُتناسيه ما تم ذكره أعلاه ,, لتمضِ في حياتك , ولا تُعطِ لي بالاً .. فـ أنا الآن في مكان أعظم من أن تحزني من أجلي
"طلباً صغيراً " ... ألا تتركي والدتي وحيده , فهي تخشي الوحده كما كانت تخشي رحيلي .. حتي إن أنجبتي ,, زياره واحده في الشهر ستكفي "
إنتهت هي من قرأه الجواب , وهي تذرف شلالات من الدموع .. تملكتها الصعقه حينما سمعت بخبر موته , عندما هاتفته وردت والدته وهي تبكي ,, والانكيّ انها كانت تُنادي بإسمها بصُراخ
- ماات يا ميــراي ,, كان بيحبك ,,كان بيحبك يا ميــراي
لتغلق هي السماعه دون رد , وتبدأ دموعها تُبلل وجنتها غير عابئه بوالدها الذي يهزها برفق ليعلم ما حلّ بها ,, لكنها كانت ساكنه , هادئه .. وقع الخبر عليها كوقع صاعقه أودت بحياه مشاعرها ,,
كانت تنتظر ذلك اليوم الذي سيعترف بحُبه لها .. شعرت بشعور غريب حينما لامست يداه يداها , تلك النظره التي كانت في عيناه أخر مرهِ إلتقت هي به ,, لم يجول بخاطرها أن وداعه سيحين , وأنها لن تتمتع برؤياه مره أخري .. فقط إستسلمت لمُخدر المشاعر الذي أصابها بعد أن قضي علي مُشكلتها التي كانت سبب في لقاءها بــه
كانت تنظر للجواب القابع في يدها , وتهتف بخفوت وعيناها كاسات من الدم من فرط البُكاء
- إنت في الجنه يا حبيبي , الجنــه أحلي ,,
كانت تحلُم بذلك اليوم الذي ستجتمع معه فيه ,إختارت هي خيالاًمجهول الهويه .. لتستبقيه
إنسلت دِمعه من عينيها لتتراقص علي وجنتيها مُشكلهً مُنحنياً لتستقر علي شفتيها , بادرت بسمح تلك العبره التي تُثقل قلبها .. لم تتمكن هي من شُكره علي ما حلّ بحياتها إثر قدومه المُفاجئ , لم تُحبذ فكره الطبيب النفسي كانت تعتقد أنه فور دخولها
تلك الحُجره الكئيبه , ستجد طبيباً خط الشيب شعره في أخر عقده الخمسين , يتحدث ويسير ببطئ , ظنت أنها ستظل أسيره الصمت لفتره طويله حداداً علي وفاه والدتها , لكنها كانت أسيره عشقه في تلك الايام التي قضتها برفقته تحجُجاً بمرضها المُزيف ,,
أما هو كان يشعر أنها ليست كـ أي مريضه إلتقي بها قبلاً , أخذت روحه المُعلقه بـ مرضه الذي يُهدده في أي لحظه , ترك الحبل علي غاربه وأحبها بكُل جوارحه , نسيّ اليوم الذي ستبقي بلاه.. أكثر ما كان يشخاه أن يرحل ويتركها هي ووالدته التي كان يعلم أشد العلم , أنها كانت تخاف ذاك اليوم قبله ‘ , لم يكُن بيده تركهم نفذت إراده الله التي أقوي من حُبه لها , وحُبها له , وحُب والدتهُ لهما معاً ,, وأقوي من أي شيـئ
لم يكُن صراعاً بين الفتاتين ومن يدُق لها قلبه هي من ستكون ملكه علي عرش حُبه ,, كان هو يُصارع قلبه بالبقاء حياً من أجل والدته , ومن أجلها هي الاخري ,,
تذكر يوم أخبر والدته بـها , كم سعدت وتمنت لهُ حياهً سعيــده ..فـ أخيراً صغيرها سيتزوج ,,
أما عن والدته " سماح "
كانت تهاب مجئ ذلك اليوم بشـده , هي لن تتحملَ حتي فكره أنه سيفارقها و ولن يبقي معها كانت تؤرقها كثيراَ , كانت لديها فكره مُرسخه أنه مازال صغيراً وهي ترعاه .. كانت دائما تُناديه بــ " يا صُغنن " حتي أصبح في الصف السادس الابتدائي , حينما أخبرها ذات يوم أنهُ كَبر علي تلك الكلمه التي تخص الصغار ,, تتذكر ذلك اليوم إبتسمت هي علي كلامه وعقلها يهتف " لقد كبر صغيرك .. وأصبح رجلاً "
لاحت ذكري مريره أخري , عندما ظهرت نتيجه الثانويه العامه وةحصل علي مجموع 98, كيف كان فرحاً والبشاشه تملاً وجهه الوسيم ‘ ... عندما إحتضنته والدموع تملأ مُقلتيها فرحهً علي فرحته العارمه ,, كيف قبذل يد والده أول يومٍ في الكُليه المرموقه ,, إحتلت الذكريات جُزءاً من تفكيرها حتي صاحت بصوت عالٍ
- ربنا يرحمك يا حبيبي , سبتني ليه يا مالك ,, ليه يا قلبي ..

تمت بحمد الله
4/7/2017
#ســاره_عاصـــم_شريــف


noor1984 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 21-02-19, 06:13 PM   #7

غيداء صلاح

? العضوٌ??? » 436689
?  التسِجيلٌ » Dec 2018
? مشَارَ?اتْي » 75
?  نُقآطِيْ » غيداء صلاح is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكن ورحمة الله لكم منى احلى تحية

غيداء صلاح غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-02-19, 07:33 PM   #8

غيداء صلاح

? العضوٌ??? » 436689
?  التسِجيلٌ » Dec 2018
? مشَارَ?اتْي » 75
?  نُقآطِيْ » غيداء صلاح is on a distinguished road
افتراضي

والسلام عليكم ورحمة الله موفقين

غيداء صلاح غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-02-19, 11:46 PM   #9

عشقي بيتي

نجم روايتي وكنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 427263
?  التسِجيلٌ » Jul 2018
? مشَارَ?اتْي » 1,408
?  نُقآطِيْ » عشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond repute
افتراضي

نوفيلا حلووه وممتعه ومؤلمه والله ابكتني. بس رقيقه ونعومه تسلم اناملك غزيزتي وكزيد من التقدم والنجاح

عشقي بيتي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-02-19, 03:06 PM   #10

noor1984

مشرفة منتدى قلوب احلام وأقسام الروايات الرومانسية المترجمةوقصر الكتابة الخياليّةوكاتبة،مصممة متألقة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية noor1984

? العضوٌ??? » 309884
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 23,038
?  نُقآطِيْ » noor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond reputenoor1984 has a reputation beyond repute
افتراضي

تم إضافة رابط التحميل ياقمرات

noor1984 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:13 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.