شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.rewity.com/forum/f202/)
-   -   338-الجريمة الغامضة -شارلوت بوتشيستر-روايات عبير(كتابة /كاملة)** (https://www.rewity.com/forum/t352618.html)

Just Faith 25-06-16 07:25 PM

338-الجريمة الغامضة -شارلوت بوتشيستر-روايات عبير(كتابة /كاملة)**
 
https://upload.rewity.com/upfiles/nqZ72602.png


338-الجريمة الغامضة -شارلوت بوتشيستر-روايات عبير
الملخص
يضطر"بيتركينيس" للهروب الى مدينة اصابها الدمار بعد اتهامه بجريمة قتل .
كان قد اقترفها احد زملاء الدراسة
وقضى "بيتر "قرابة ثماني سنوات
في هذه المدينة المهجورة في عزلة عن العالم ,وقد غير اسمه واتخد بيتا قام بترميمه ليسكن فيه وحده
ولكنه لم ينس اطلاقا اتهام صديق الدراسة له
بتلك التهمة النكراء .
ولذلك اخد يدبر خطة محكمة لكي يقع عدوه اللعين في شباكها
"تعرفت عليه" لورين
الكاتبة الجميلة .
وعملت على مساعدته بكل طرق
وارتاحت اليه وربطت بينهما .اواصر الحب
"وتمر احداث مختلفة تقشعر لها الابدان ولكن في النهاية يتمكن "بيتر من تنفيد خطته بحذافيرها
ويوقع عدوه في المصيدة فيقبض عليه رجال الشرطة بعد ان يعترف
"بارتكابه جريمة القتل وببراءة "بيتر من التهمة المنسوبة اليه
شخصيات الرواية
"بيتركينيس " :
بطل الرواية الذي اتخد بعد هروبه واختفائه اسم "ماركوس ديريك"
" لورين ماكينزي" :
بطلة القصة وكانت كاتبة ومؤلفة لروايات مصورة .
"روزاجونزاليز":
مسؤولة الفندق وكانت صديقة لكل من ماركوس ولورين .
"هوارديويس" :
صديق "بيتركينيس"في اثناء الدراسة قام بقتل ابن عمه وحاول الصاق جريمته ب"بيتركينيس "
"جيل سبارو " :
صديق الدراسة لكل من "بيتركينيس" و"هوارديويس "شهد مع الاخير الالصاق تهمة القتل ب "بيتركينيس "
"دايفيد:
"ابن عم" هواردبويس "قتله الاخير عمدا لمسائل تتعلق بالارث.
"خوان :
"احد مساعدي"روزا " يقوم بخدمة نزلاء الفندق .
"رود ووترز":
بطل الرواية المصورة التي كتبتها "لورين "تسرد فيها تفاصيل احداث قصة "ماركوس" مع صديقه "هوارد وملابسات جريمة القتل .


https://upload.rewity.com/upfiles/xV772602.png


يجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفي

Just Faith 27-06-16 05:04 PM

الفصل الاول
الرجل الشبح
كان هناك ضوء خافت وغريب ينعكس في قلب هذا الليل ...كان فروع الشجر التي تتقادفها الرياح تحيك نسيجا لابداية ولا نهاية له من خيوط العنكبوت على المنازل التي اصابها الدمار .وكان كل شيء قد اصبح قفرا .كان يسمع في هذا الليل الدامس حفيف اوراق الشجر فقط واخدت"لورين ماكينزي " تقشعر وتقول "الاشباح موجودة في كل مكان "كانت قد فرت من فمها فجاة هذه الكلمات .واقتربت من المسكن الذي تعتقده انه على قدر كبير من الفخامة ولكنها لم تجد سوى بعض الجدران المهدمة والزجاج المكسور .كان هناك اختلال في النظام العام ينم عن طبيعة انفلتت من عقالها واخدت تجول حرة من دون اي رابط وكانها استباحت قوانينها دون اي وازع .
ماذا كان يعني هذا المنظر ؟ماذا يعني ان ترى في مدينة اشباح انعكسات اضواء في ليلة من ليالي الربيع ؟حيث كانت تسمع من على بعد اصواتا موسيقية صادرة من احدى الكافيتريات في نهاية الشارع ؟وماذا يعني هذا الوجود البشري بين هذه الانقاض ؟لم تكن "لورين "مطمئنة اطلاقا .
كان منظر هذه المدينة التي يسكن فيها الموت مطابقا تماما للفكرة التي رسمتها عن مدينة "جيروم " ولكن لم يكن هناك من هذه المدينة سوى المكان فقط كانت هذه المدينة مشيدة على انحدار وعر من جبال "المنج" على شكل مساطب كانت "لورين "قد سبق لها ان شاهدت هذه المدينة قبل اصابتها بالدمار .لكنها كانت تشعر بقلق لا تعرف له سببا حقيقيا يهيمن عليها في هذا المكان خلال هذا اليل القارس الذي اصابته العزلة .
كانت مدينة "جيروم " بالفعل تحاول ان تتنفس .وكانت "لورين" تحس بهذا التنفس .كانت تحاول ان تتقدم الى الامام بكل فطنة .كانت تحاول ان تترك المنطقة المضاءة بانعكاسات الاضواء .وكان المصباح الكهربائي الذي تحمله يمكن ان يغني الى حد كبير عن نقص الضوء .كانت لورين في الواقع منبهرة بهذا المنظر الحزين الى حد الذي كانت فيه تحاول دفع الظلمات بعيدا عنها قد نسيت ان توجه الى حزمة النور الصادرة مباشرة من مصباحها .
اصطدمت بكتلة من الصخر وفقدت مصباحها .والحقيقة ان حادث سيارة قد اصاب ركبتها اصابة شديدة جعلتها هشة سريعة الكسر لذلك اصابتها هذه الصدمة القوية بالم شديد .
حاولت لورين ان تبحث عن مصباحها ولكنها لم تستطع لانها كانت قد اصيبت .فوجدت نفسها في قلب الظلام .
كان هناك حاجز يمتد على طول الطريق فتمكنت من استعادة توازنها .وكانت تفصلها عن الفندق مجموعتان من المنازل كانت تراها من بعد وكانت مشكلتها تتلخص في الوصول الى السلالم التي توصلها الى الفندق .ولحسن حظها كانت هناك بعض الانعكاسات الانوار الضعيفة تلقي بشعاعها على بعض المشايات ولكن كيف الوصول الى هذه المنطقة المضيئة؟ كان من المستحيل عليها وقد وصلت الى هده النقطة ان تعود الى الخلف وقررت حينداك ان تستند الى هذا الحاجز لكي تصل الى السلم المراد مسترشدة بهذا الحاجز.
كانت اصوات الموسيقى المنبعتة من الكافيتريا قد صمتت .وكان يسمع من بعيد صوت نباح فقط يتردد في الوادي وكان هذا النباح يقطع سكون الليل العميق .وكانت لورين قد اصبحت في نهاية السلم وكانت تعلم ان النور الخافت لم يكن يضئ سوى اول الطريق .لذلك حاولت ان تستعين بيديها ,وان تتحسس طريقها وتتعلق بدرابزين السلم .,وكانت السلالم صلبة وركبتاها تؤلمانها بشدة ,الامر الذي جعلها تفقد توازنها .
كان رعبها عظيما اذ شعرت بان نوعا من الشلل قد اصابها ولكنها لم تصدر اي صوت على الرغم من صعوبة وقوعها ولدهشتها احست بان شيئا لينا لا يمكن وصفه قد وقفها .كان شخصا ما او شيئا ما قد ادركها قبل ان تسقط على الارض واحست بان نفسا ساخنا يتردد بجوارها الى جانب كونها قوة خارقة للعادة لذلك تملكتها رعشة لا يمكن وصفها كالهواء البارد وفجاة ظهر امام عينيها شبح.
وكانت عينا الشبح تتلالآن وكان شعره الفضي يرفرف في الهواء ومن خلال انعكاس النور رات لورين ندبة على هيئة رقم سبعة ,وكانت ملامح وجهه في غاية الجمال .
وكانت تفكر ,كيف تنسب الى شبح هذه الحرارة التي تحس بها في مواجهته ؟ولكن هذه البرودة في نظراته ....هذا الشحوب.....لم تستطع ان تتكلم .
- قال لها هذا الكائن العجيب:
"كل شيء على ما يرام؟"
- كانت كلمات التي نطقها هذا الكائن بصوت رجولي عميق قد قطعت سكون الليل الشديد البرودة ...لم تستطع الا ان تتمتم برضاها ولكن بطريقة فيها خجل .وضعها الكائن العجيب على الارض ولكنها وجدت صعوبة كبيرة وهي تحاول استعادة توازنها .
- " من اين اتيت ؟"_قالت له وهي مازلت خائفة _"لم ارى احدا اسفل !"
- كاد هذا الكائن يتضايق .
- "ولكن في نهاية الامر ما سبب نزولك في هذا الظلام ؟"
كان صوته كالثلج .ومع ذلك فعندما رأى تقاطيع ملامح وجه لورين الجميلة كاد ينسى ذلك الكائن غضبه وكانت تلاحظ هذا كله ,كما كانت تنظر اليه باستمرار .
- "لقد انقدت حياتي ,وكنت اعتقد انك شبح "
كانت تحاول ان تجعل نبرة صوتها كلها بشاشة ,ووجد وقع التغيير نبرة صوتها استحسانا عند الكائن الغريب ,وظهرت على وجهه ابتسامة من يحس بنوع من التسلية .
قال الشبح :
"اقسم لك ان هذه الطريق كان في الامكان ان تكون مسكونة من الارواح ولكن ليس مني "
وبعد ان تلفظ بهذه الكلمات بدا يتسلق السلم بسلاسة ورشاقة حيوان السنور المدرب على السرعة ,واصيبت لورين باضطراب عندما راته يبتعد عنها ,كانت العزلة تسبب لها عدم الارتياح ,بالاضافة الى الالام التي كانت تقاسيها في ركبتها .
ومن اعلى الطريق لاحظ ساكن الليل الخفي شدة الصعوبة التي كانت تلاقيها لورين في المشي ,ادركت لورين هذا واخدت تشرح للكائن المجهول السبب ذلك :حادث السيارة ثم الصدمة الاخيرة التي اصابتها ,كان ساكن الليل اكثر غموضا من اي وقت ,كان خياله من مكانه العالي مهيمنا على المكان كما كان يمتد ويشمل كل الطرق .
صاح الشبح :
- "سوف اوصلك الى الفندق"
- "ولكن كيف عرفت وجهتي ؟"_اجابت وهي في دهشة من امرها شبح ومنجم ؟لم يكن هذا كافيا لكي تطمئن .
- "هل تعلم ان هناك كافتيريا ايضا الى جانب الفندق ؟انني لا اعتقد انك تذهب الى ذلك المكان باستمرار "
ذهب الشبح ليبحث عن سيارته الجيب اما لورين فلم تكن تتمنى اطلاقا ان تكون هكذا عاجزة ووحيدة بين يدي هذا الرجل الذي يكون احيانا لطيف الاخلاق واحيانا غاضبا ,ثم ماذا تعني هذه النظرة ؟.....وماذا يعني هذا البرود .....؟
ماذا تعني هذه الالتفاتة الطيبة من جهته ؟كانت "لورين في حالة دهشة للمجهود الذي كان يبدله هذا الكائن الغريب ....
اخيرا ...كانت تقول لنفسها _سواء اكنت انا ام اي انسان اخر....وسواء اكنت ان اي كلب مجروح ..كان هذا الكائن مستعدا لمساعدة اي كائن يكون في ظروف صعبة لو تصادف ان وجده في طريقه لكي يختفي بعد ذلك في الظلام مثل الهواء .كان لزاما عليها ان تكلمه وان تسترعي انتباهه .
-"انك تعاملني وكانني سائحة .ولكن من قال لك :انني واحدة من هؤلاء السياح ؟سالته بنبرة منقبضة بعض الشيء .
-"ومن –اذن-تكونين غيرذلك؟"
-انني لست في واقع الامر سائحة –اعتقد انني سامكت هنا بضعة اسابيع ربما ىتمتد الى بضعة اشهر ولم يخف هو دهشته .وكانت لورين تود ان تتابع كلامها اكثر حول هذا الموضوع .
-"ولم لا ؟هذا الفندق لطيف جدا حسبما ارى .وبالنسبة لك ارى انك انك تعيش جيدا هنا .اليس كذلك ؟وقد يكون ذلك منذ وقت بعيد "
اجاب الشبح بنبرة صوت جافة جدا
-"منذ سنولت ...منذ ثماني سنوات "
_"ولكن هل تعجبك فيلا خيالية ؟"استمرت لورين في الكلام وهي مترددة قليلا .
-"لو لم تكن تعجبني لرحلت ؟"
كان على لورين ان تتظاهر بالابتسام حتى لا تبدي تاثرا من الطريقة الجافة التي كانت تظهر في نبرة صوته ..واحضرها امام الفندق .حينئد ظهرت موظفة الفندق السيدة روزا جونزاليز وبدت مضطربة جدا لدى رؤية النزيلة .كان بصمضطرب يتنقل بين لورين وبين الرجل المجهول الذي كان يسعدها على النزول من السيارة .وكان واضحا جدا ان وجود هذا الرجل لم يكن ليطمئنها مطلقا .
الح الرجل المجهول كي يصطحب لورين حتى غرفتها ولكنها شعرت في اول الامر بالضيق الشديد والانزعاج من هذا الوضع الغريب الذي جعلها تتبع رجلا مجهولا ومحيرا الى هذا الحد وعلى الرغم من ذلك لم تمنع نفسها من التفكير في" سكارلت اوهارا " التي حملها "رت باتلر" حتى غرفتها ....هذه الفكرة ادت الى ان تنفرج شفتاها عن ابتسامة رضا .كان القلق –على ما يبدو _قد اخلى مكانه لعامل التخيل .
اضاءت السيدة "جونزاليز" النور في الغرفة .وبما ان لورين كانت مسترسلة في التخيل ولم تكن حتى الان قد رات بوضوح الانسان المجهول الذي انقدها ,على الرغم من اضاءة النور فقد صدمت لدى رؤيته !وفجاة سقط هذا القناع الخيالي لكائن الليل ورات نفسها اما عينين زرقاوين لامعتين لهما عمق عجيب خارق للعادة .وامام شعر مسترسل بطريقة متناسقة .وعلى ضوء هذا النور ظهرت ندبة سطحية وكانها غير موجودة .وللحقيقة كان هذا الرجل بعد الانفعالات التي احست بها طوال الليل , من الكمال بحيث لم تكن تصدق بانه حقيقة .وشعرت لورين باضطراب شديد في اعماقها ,كيف تفسر وجود رجل بهذا الجمال في مثل هذه الضروف غير السعيدة على الاطلاق ؟كانت لورين تسال نفسها .وعللا الرغم من دلك لم تخرج من شفتيها اية كلمة ورات ان تبدي له شكرها فقط .
كان عليها الان ان تضمد جروح ركبتيها التي كانت تؤلمها ,ولحسن الحظها كلن لدى الرجل بعض المعلومات الطبية ..
اضطجعت لورين على السرير ممددة و ازاحت االملابس قليلا عن فخدها ,واخد الرجل المجهول يدلك مكان الجرح حتى سكن اللالم ,ولاحضت لورين ان هناك نظرات بين كل من السيدة "جونزاليز" وبين الرجل المجهول منقدها .
كانت هذه النظرات تؤكد وجود علاقة بين الاثنين على الرغم من محاولاتها التظاهر بعدم معرفة اي منهما بالاخر .
هذا التصرف اصابها بالحيرة الى حد بعيد ولكنها لم ترد ان تتحرى عن هذا الموضوع في نفس الوقت الذي كتن بالفعل ترغب في ذلك ولكن لم يكن لديها الوقت الكافي .
-"حاولي يا روزا ان تسعيفها جيدا "قال الرجل ذلك وهو يخرج من الغرفة ولكن بطريقة لا تخلو من العنف .
ولم تكن السيدة "جونزاليز" متاثرة من هذا الخروج السريع للرجل .
كم هو غريب هذا الجو-قالت لورين لنفسها – حتى المنظر نفسه غريب ,كانت تتامل الاثار القديمة المختلفة التي كان يتكون منها معظم الفندق ,كذلك الاثاث الذي يعتبر من مقتنيات السيدة "جونزاليز"ولكنها كانت قبل كل شيء في حاجة الى معرفة الشيء الكثير عن ذلك الشخص المحير .
-"سيدة جونزاليز"
-"ارجو ان تنادني باسم روزا كما ينادني بذلك الجميع "
وكانت لورين قد لاحظت عدم وجود اية لكنة غريبة .
-"روزا من هذا الرجل ؟سالتها وهي قلقة .
ولم ترد بسرعة على سؤالها .لذلك قالت لورين لنفسها "ان كل ما يدور حول هذا الرجل هو شيء غامض "
ردت اخيرا روزا .
-"انه يسمى "ماركوس ديريك"يسكن هنا في نهاية الشارع الكبير وهو يعيش وحيدا بين انقاضومن وقت لاخر نحتاج اليه لخبرته في الناحية الطبية "
كانت روزا تتكلم بصوت منقطع وكانها الة .وكانت تعتقد انها قالت كل ما يمكنها ان يهم سيدة غريبة مثل لورين فيما يخص "ماركوس دريك" كانت بالفعل مضطربة ظاهريا وانسحبت السيدة "جونزاليز" لكي تعد الشاي ,وبنظرة سريعة حولها تاكدت لورين من شدة قدم الفندق الذي كانت تقيم فيه ,وتقضي فيه فترة النقاهة وكان هناك همان يطاردنها ركبتها اولا ولكن الامر الثاني الذي ياتي قبل كل شيء تقريبا التاكد من انها لن تستطيع ان تنهي على الوجه الاكمل كل ما كانت تريد تاديته في هذه المدينة كل هذه السلالم وهي عقبة لنفسها والالم يعتصرها .كان من الواجب ان يقنعها احد لكي تسلم اليه همومها .بهذه الطريقة فقط كان من الممكن اعفاؤها من الحمل الذي تنوء به .وهل كانت روزا ضمن هؤلاء الناس الذين يمكن ان تودع لديهم همومها؟ربما كانت هي نفسها تخفي بعض الاشياء .....
قطع رجوع روزا على لورين حبل افكارها وحاولت لورين ان تتكلم عن هذه الهموم .
-"انني اعمل في كتابة القصص المصورة ,واقامتي هنا مهمة جدا بالنسبة لي اريد ان اروي قصة عنمدينة حقيقية خيالية وكم كان يسعدني لو انني كنت اعرف ان هذه المدينة تقع على سفح الجبل لما كنت ارضىان اعرض ركبتي لهذا الخطر هكذا .
احست لورين بان دموعها بدات تنهمر على وجنتيها الناعمتين.كانت خيبة املها كبيرة جدا ,فهذا المكان كان يطابق كل المطابقة كل ما كانت ترغب فيه لذلك كان لزاما عليها ان تطيل مدة اقامتها .
وروت لورين للسيدة روزا كل مغامرات تلك الليلة ومقابلتها المفاجئة لماركوس وكانت لها رغبة جامحة ان تدير حديثها حول هذا الرجل الذي لم تكن تعرف عنه سوى القليل .
قالت لورين بنبرة متقطعة
_"ارى انه الشاب ....لا شك ان هناك احد في قلبه "
كانت هذه الكلمات الاخيرة قد خرجت من فمها بدون ارادة منها ولم تكن ابدا ترغب في ان تكون هكذا صريحة بكامل رغبتها .
_"اعتقد ذلك "قالت روزا بشيء من المراوغة وكانها تريد ان تخفي فكرة ما –"اننا نراه كثيرا في الوادي الى جوار سيدة جميلة ولكننا في حقيقة لا نعرف بالضبط خبايا حياته الخاصة .فنحن لا يهمنا اطلاقا هذه النوعية من الاشياء الناس تذهب وتعود مرة ثانية مثل ماركوس دون ان يهتم بهم اي انسان منذ سنين عديدة وحتى الامس ".
كانت لورين تريد ان تكون صريحة ولكن كلمات روزا سقطت عليها وكانها ساطور في الواقع الامر وفهمت روزا انها يجب الا تحاول الذهاب اكثر في اكتشافتها المتطفلة –فهي لم تكن تحب اطلاقا هذا النوع من الحديث ,وتحدثت لورين عن شيء اخر كان هناك شيء ما يجدبها الى روزا قد يكون هدوءها الشديد وشعورها في الوقت نفسه بانها مرت بالام قاسية كانت تلقي بظلالها على محلامحها الرقيقة ...وسالتها :
-"منذ متى وانت تعشين في مدينة جيروم ؟"
-"منذ وقت بعيد حيث ولدت في عشة صغيرة ومكثت فيها حتى عندما غادرها الجزء الاكبر من سكان المدينة "
كانت روزا تكاد تبدو هادئة فالكلام عنها لم يكن يزعجها بطبيعة الحال .
سالتها ايضا لورين
-"هل انت متزوجة ؟"
كان التعبير الذي ظهر على وجه روزا قد فجأ لورين
-"اطلاقا ...انا لم اتزوج قط"
كان من الممكن لوم لورين على تطفلها ولكن كيف يمكنها تفسير السعادة التي كانت تحس بها في وجود تلك السيدة الطاعنة في السن ؟, والتي كانت في الوقت نفسه صافية وسريعة الزلل؟كانت تظهر بعمق غير مألوف ,قد يجوز انها تمتلك مجموعة من السجايا والصفات الطيبة .
احست لورين بكمية من الحنان تجاه روزا لقد وجدت فيها حليفة لها على الرغم من انم منظرها كان يوحي بانها في حالة كابة وعلى من ان لورين نفسها كانت قوية الشكيمة وسريعة الغضب قالت روزا :
-"ارجو ان تحكي لي شيئا عن الرواية المصورة التي تريدين ان تكتبيها "
-نحن بصدد قصة كلها مغمرات ولهذا السبب فانني احتاج الى منظر يشبه كل الشبه جيروم كنت اريد ان اقدم منظرا واقعيا جدا ,المنازل مهدمة وخربة ...القرية ...كل شيء هنا يدخل ضمن عملي ,كنت ارغب في تقديم لوحة لمكان حدثت فيه مصائب كبيرة ...مكان خطير جدا.
-"مكان خطر؟ هل تعرفين انه لا يوجد هنا شيء مهم لا شيء اطلاقا ...لا مخاطر ولا مكائد ولا شيء اخر مهما كان "
كان الوقت قد اصبح متاخر وكان التعب قد ظهر على عيني لورين الخضراوين ولمحت روزا ذلك.
كانت لورين تتمنى معرفة المزيد عن ماركوس دريك بكل اشتياق .
-"الا تعرفين السبب الحقيقي الذي دفع ماركوس ديريك لكي يقيم هنا؟"
كان لديها الرغبة والالحاح ولكن رغبتها في المعرفة كانت اكبر من هذا بكثير .وكان يبدو ان روزا تحاول التهرب من هذا السؤال وكان التعب الذي تظهر عليه لورين هو حجتها .
-"انت متعبة –انت في حاجة الى النوم بعد كل هذه الانفعالات .....لو كنت ترغبين في اي شيء فان غرفتي موجودة في اخر الدهليز ...ليلة سعيدة "
وابتعدت روزا بسرعة ووجدت لورين نفسها وحيدة وكان النوم يداعب جفنيها ولكنها كانت ترغب في معرفة كيف يمكنها الاقتناع بان السيدة جونزاليز لا تعرف شيئا عن هذا الرجل الذب يسكن هنا منذ ثماني سنوات ؟لماذا هذا التهرب من الاجابة عن ةهذا السؤال ؟لماذا كا هذا التغيير للموضوع كلما تطرق الحديث اليه؟كان واضحا جدا ان رؤية ماركوس ديريك او ذكر اسمه كان يسبب ازعاجا لروزا ولذلك كانت متاكدة ان هناك علاقة صداقة بين هذين الشخصيين تبرر هذا القلق وذلك الاضطراب .وهذا التفسير لم يكن يرضي لورين كانت ولا شك توجد اشياء اخرى هذا التبادل في النظرات يعني وجود تواطؤ ما ...و لم تمرهذه النظرات من ملاحظة لورين مر الكرام كانت مهنتها قد جعلتها خبيرة في تحليل العلاقات الانسانية والغموض الجوهري الذي يحكم بين الرجال والنساء كان ذلك واضحا كل الوضوح .لا شك ان روزا كانت تخفي بعض الاشياء عن ماركوس ....بعض الاشياء المهمة .
انتهى الفصل الاول

Just Faith 27-06-16 06:24 PM

الفصل الثاني
كان ماركوس دريك يشم رائحة "الليلاك" الساخن الذي كان قد زرع قبل مجيئه الى جيروم بعدة اجيال .كان هو الساكن الوحيد في مسكن كان هذا في يوم من الايام
مسكنا فاخرا ,وكان يتلذذ مرارا وهو جالس على قارعة الطريق بشدى عبير الازهار الذي كان اريجه يتصاعد من الحديقة التي تركت حرة لمن يريد ارتيادها كانت الازهار تبدو سعيدة بين الخرائب .وكان وجود
هذه الازهار السريعة الذبول بين الجدران المهدمة يلمس اعماق القلب .كان ماركوس يفكر ان هذه الازهار سوف تموت ولا شك ...في فصل الشتاء وتبدو وكانها انقرضت ...لكي تولدلا من جديد في الربيع فهي تستطيع ان تنتظر رجوع الايام السعيدة
.
وكان هو كذلك قد انتظر ....ولكن عبتا ...فلم يكن قد اتى على الاطلاق ذلك اليوم السعيد .
كانت فظاعة ماضيه تزعج ضميره .كان باستطاعته ان ينسى هذه الفظائع ولكنها كانت تهدده دائما بان تعود اكثر عنفا من ذي قبل ما الشيء الجميل الذي يدعوه لكي ينظر الى الماضي ؟
كان "ماركوس" يسال نفسه .كانت رغبته في الانتقام تعذب روحه وذلك من خلال جزء كبير من حياته ,وكان يحاول نسيانها الم يكن من الافضل استقبال هذا الصباح العجيب وكانه وعد لسعادة جديدة ؟ولكنه لم يكن يستطيع التوصل للقضاء على الامه .
كانت الشمس التي تشرق كانها تنظر اليه وكانها وجه امراة ,امراة خائفة .واخد يفكر في السيدة المجهولة التي قابلها في الليل ولم يكن يعرف حتى اسمها .ولكنها كانت جزءا منالعالم الذي كان يريد ان يتركه تماما .كانت تذكره –دون ان يدرك سبب ذلك –بالذكرى المؤلمة لخيانة افضل صدقين حكما عليه بحياة المفى .
هل ينتقم .....هذه الرغبة وهذه الوسوسة كانتا كافيتين للسيطرة على حياته كلها وعلى توجيه كل القوة التي يتمتع بها اي انسان .ان اي انسان يستطيع ان يعيش في اردا الشروط للحياة .كان يفكر "ماركوس" –اذا كان لا يفكر الا في الانتقام
.
اخد يفكر في "هوارد بويس "لم يستطع ان يمنع نفسه ,كانت اللحظة التي سيحاول فيها ان يقوم ببعض الاشياء ضده قد اقتربت .
كان ماركوس يقول لنفسه في اقرب فرصة ......وكانت صور ماضية تتتابع الان في مخيلته ,يا" هوارد"...لقد اتيت فعلا خطا كان ماركوس يتمتم ببطء ولكن –هذا العمل لم يكن كافيا لان يجعل مني مجرما وان يلقي بي في
غياهب السجون .وويتاتى للسجين ان يهرب ....كانت حياته قد تحولت الى جحيم .كان قد حكم على نفسه بالعزلة والعيش بعيدا عن البشر في الفيلا تكاد تكون مهجورة لايذهب اليها الا بعض الافراد الذين يعشون على هامش الحياة ,والذين كان يرتاب بعضهم في البعض الاخر .
فالحرية....الحرية الحقة ....كانمت بالنسبة له خيالا من المحال الوصول ليه .كان يجب على الخائن ان يدفع الثمن .
ولبينما كانت هذه الافكار تهيمن على روحه المعذبة , راى من بعيد خيال امراة كانت متوجهة الى مسكنه .من تكون هذه المراة؟منذ فترة طويلة- لم يجوؤ احد على الاطلاق ان يجئ الى مسكنه .ويقول بعض الناس في هذا الشآن ,ان لعنة هندية قديمة كانت قد اصابت هذا الجزء من المدينة .وفي الحقيقة كان
الرعب قد تملكهم عندما سمعوا بعض الصراخ قادما من المنزل في الاسابيع القليلة الماضية .ونتيجة لهذا ارغمو "ماركوس" على العيش فس قفص حديد اخر داخل المنفى الذي يوجد فيه اصلا .
دهش "ماركوس" بشدة من زيارة روزا له .كان الرجل قد بدا يعجب منذ وقت بها ولكنها لم تكن قد حضرت لرؤيته منذ تحدث بعض الناس بانهم سمعوا اصواتا مخيفة تنبعث من عنده ,منذ هذا الوقت بدات السيدة تشعر ببعض الخوف من الذهاب الى هناك .
لكن في هذا الصباح كانت روزا صافية المزاج وطلبت منه بعض القهوة لم يكن لروزا اية علاقات اجتماعية في الفندق بين السكان في المدينة منعزلة كمدينة "جيروم "تغنيها عن الصعوبات التي تتعرض لها عند تزويدها بالمؤن وشجع صفاء حالة روزا السيد ماركوس على حسن استقبالها .
-" صباح الخير يا ماركوس انت تعرف انني فضولية ولذلك جئت لاطلع على التغيرات التي احدثتها داخل بيتك ".
على ان ماركوس لم يستطع ان يخفي دهشته كان سعيدا جدا لاحساسه بان عزلته الداخلية قد قاربت على الانتهاء ,ومع ذلك كان متاكدا من ان نبرة صوت روزا المرحة كانت تخفي شيئا نا اكبر بكثير .
سالها باهتمام شديد :
-"ماذا حدث بالضبط كي تبدي فضولك فجاة ؟فلا احد يقترب من هذاالمكان منذ الشائعة الشهيرة التي انتشرت عن الاصوات الغريبة التي سمعت هنا ".
-"اراك تعترف بالفعل على الاقل بان هذه الشائعات لم تكن مطلقا من نتاج تخيلنا "
لم يرد ماركوس قط وقا بفتح باب المنزل لها ,ودخلت السيدة في قاعة كبيرة لتضيئها .وكان منظر القاعة على الرغم من انه قد اصابه تلف ملحوظ .كان يؤكد حتى الان العظمة والبهاء الذي كانت عليه في الماضي .وكنت تستطيع ان تتبين كمية كبيرة من العفونة كانت تظهر على لوحات القماش المرسومة وكانت خيوط العنكبوت تحيط بها ....
وكانت المياه ترشح من الجدران ومن الشباك وهذه القاعة الخربة لم تكن قد سعدت على الاطلاق منذ فترة طويلة باي وجود بشري وكان سكان هذا المنزل الفاخر قد سافرو اخدين معهم كل ا لاثاث.
كانت هناك مجموعة من السلالم الاثرية تؤدي الى الدور الاول حبث كانت الشرفة تشرف على قاعة المذكورة ودهشت روزا عند رؤيتها الشرفة وقد اسندت على الطريق بمساعدت قطع من الخشب جرةى تثبيتها في الشرفة حتى لا تسقط .
-حاول ان يشرح لها – هذا الدور ليس في وضع امن ,لان دعاماته قد اصابها الفساد .
لقد حاولت ان امنع الناسمن االصعود الى الدور الاول وكان من السهل جدا صعود اي انسان الى هذا المكان رغبة منه في التجوال .
ولكن المنزل ليس في وضع ثابت يعتمد عليه .فاردت لذلك منع اي خادث لهذا السبب
حاولت اغلاق الابواب التي تؤدي مباشرة الى الدور الاول .وصاحب ماركوس السيدة روزا لكي يزور معها الجزء الذي كان قد جدده
من الدور الارضي .هذه اللمسة الرائعة التي تبعث على الحياة بين كل هذا المنظر الكئيب بعثت السرور الى قلب روزا.
و لكن سرعان ما تحول سرورها الى قلق
كانت رؤية ماركوس في زيارة روزا له صحيحة فقصة احتسائها القهوة في بيته لم تكن في الواقع سوى حجة واهية
-"اعرف يا ماركوس انك تخفي شيئا ما من الاهمية بمكان ارجوك ان تخبرني به "
احس الرجل بالقلق من هذا السؤال فوجوده في هذا الجو اللطيف بعد هذه المدة الطويلة من انعدام الثقة كان قد اسعده و انساه كذالك عودته بذاكرته الى فضائع الماضي كان ماركوس يتوقع بكل صدق ان يتغير موضوع محاذثتتهما و على الرغم من ذالك كان تاثير هذا السوال عليه كبيرا لذالك شعر بدهشة عارمة
سالها الرجل اخيرا
-"و انت ...الا تخفين عني ايضا الكثير من الامور ؟ نعم ... في الواقع هناك اشياء عديدة اريد ان ادفنها نهائيا و الى الابد ... و ارغب في عدم ذكرها على الاطلاق "
-"الحق معك .انك تتكلم كما لو انك وجهت الي هذه الاسئلة "
-"لقد قمت بذالك بالفعل . اعلم ان بعض الامور المرعبة قد مرت عليك عندما كنت تعمل في خدمة رايبورن و خير دليل على هذا الكلام النظرة التي تطلقها احيانا على منزلهم ...و لكني لا اريد ان اسالك اكثر من ذالك و انني لا اعلم علم اليقين كم يكلف الانسان ايقاظ الماضي "
كان هناك ماض تحوم حوله الريبة ؟ و يربط بين هذين الشخصين دون ان يعرف احدهما سر الاخر . كانت هناك معهدة ضمنية تقرب بين هذين الكائنين اللذين يعيشان على هامش الحياة ...هذين الشخصين اللذين يقضيان حياتهما في عزلة في قلب مدينة الاريزونا نفسها
كان هناك ماض اليم لا يمكن التحدث عنه في الوقت نفسه ,ولكنه كان ينسج بينهما تواطؤا حقيقيا .
واصطحبها لمشاهدة بقية الدور الارضي كان قد بدا ايضا يجدد حجرة اخرى .كانت هناك رائحة طلاء حقيقية تؤكد ان اعمال الدهان قد انتهت منذ وقت قريب .
سالته روزا :
-"هل تفكر في تاجير هذه الغرفة لشخص ما ؟"
اجاب ماركوس مرتبكا:
-"الى من يمكنني ان اؤجرها "
-"الى لورين ماكينزي نزلتي الى الفتاة الشابة التي قابلتها مساء امس ,انها تريد ان تستقر في مدينة جيروم ولكن ركبتها تمنعها من صعود السلالم الفندق ,ان وجود منزل مثل هذا ماهول بالبشر سوف يبعد عنها اي خوف حتما كما اعتقد ."
-"انني لا اريد انسانا هنا .لا هي ولا اي انسان اخر "
-" انت منعزل وهذا قد يضرك لماذا اذن تقوم بتجديد غرفة اذا كنت لا ترغب في ان يعيش اي انسان هنا على الاطلاق ولو لمدة يوم واحد ؟"
-"انك تدركين ان لدي اعمالا "
وكانت روزا في الواقع الامر متاثرة من هذا الرفض الخشن ,كانت تريد ان ان تلح عليه لكنها لم تستطع شيئا فلا شيء كان سيلويه عن رفضه وقد كان متشبتا برايه واخيرا افضى لها سبب رفضه كان يخاف عليها من الصعود الى الدور الذي يحذر الصعود اليه .
-" قالت روزا بنبرة شديدة ولكن في اخر الامر كيف تستطيع عمل ذلك حتى الدودة لا تستطيع ان تمر من خلال حائط الواح الخشب التي وضعتها بعرض السلالم هل تحاول بذلك ان تمنع الناس من الصعود والاشباح من الهبوط ؟"
كانت روزا خقيقة في حالة غضب وكان هذا يزعج ماركوس
-"ان الاشباح تذهب حيث تريد "
اكتفى هو بهذا الرد على سؤالها .
واخدت روزا تنظر اليه مليا
-"استمع الي يا ماركوس لقد مضى نحو ثماني سنوات وانا اعمل من اجلك باخلاص ولم يلاح؟ احد على الاطلاق انك فعلا صاحب الفندق وقد عملت مرات عديدة على حمايتك من فضول الاخرين وكل هذا دون ان اطلب منك شيئا وهذه المرة الاولى التي اطلب فيها شيئا منك ان هذه الفتاة تحظى باعجابي انني اريد مساعدتها لكي تقوم بعملها ولن تكون عبئا عليك اطلاقا "
كان ماركوس مستاءا كان يخاف قبل كل شيء ان يترك لورين وحدها في المنزل .والاشباح التي كانت تسكن هذا البيت الكئيب –حسبما كان الناس يرددون –كانت اخر حجة عنده يستطيع ان يستند اليها كي يمنع مجئ لورين .
لم تكن هذه قصة خرافية فقط...
.فمنذ وقت بعيد جدا كان هذا المنزل مسرحا لظواهر خارقة للطبيعة هذا الموضوع الاخير اثار روزا لقد سمعت هي بعض الاصولت صادرةمن عند ماركوس وكانت قد قررت ان تتحدث بشان هذا الموضوع الى لورين مهما يكن من امر وربما كان فضولها الطبيعي سيدفعها الى عكس ذلك لان تعيش في اطا ر غريب هكذا .
كانت لورين تنظر من شباكها الى الشارع البكبير كانت تتمنى ان تكون عاجزة في هذه النقطة ولم تكن تستطيع ان تمنع نفسها ةمن التفكير في هذا الوجه الجذاب الذي راته في اثناء الليل ها الوجه الجميل الذي يخفي وراءه سرا كان يطابق تماما الوجه الذي كانت تبحث عنه لانجاز عملها وكانت تحاول من جهتها ان تخطط تقاطيعه وقررت بالفعل ان تجعله بطل قصتها تحت اسم رود ووترز في صورة ممثل مشهور كان يتمنى الهروب من تهافت
المعجبين والصحفيين عليه ولهذا السبب لجأ الى. مكان غير معتاد تمثله هنا مدينة جيروم.
وقد وجد نفسه مهدد من خطر داهم ولكنه في اخر الامر استطاع ان ينتصر على اعدائه بمساعد
ة لويزة العزيزة له وهذه الاخيرة فتاةجميلة صنعتها مخيلة .لورين الخصبة مسترشدة بالتقاطيع الجميلة الصافية والماضي البعيد لروزا .
ولكن كل هذه المشاريع الجميلة كانت مهددة بشدة بسبب الجرح الليلة الماضية وهل تعود الى لوس انجليوس ؟لم تكن لورين في حالة تسمح لها باخد قرارها لذلك كان لزاما عليها ان تجد حلا يمكنها من تنفيد عملها على الرغم
من كل شيء ربما اذا تستطيع ان تسكن في المدينة المجاورة لكي تاتي الى مدينة جيروم كل يوم بالسيارة ...ذلك لان وجودها في الوادي سيعطيها الفرصة لتضميد ركبتها بطريقة افضل .
وهنا قطع حبل تاملاتها وصول روزا وسالت موظفة الفندق .عن صحة نزيلتها ثم اقنعتها بامكان الانتظار في مدينة جيروم دون ان تتكبد مشقة استعمال السلالم وكانت سعادة لورين كبيرة لدى سماعها هذا الكلام وتلالآ وجهها وكانه قد اضئ وعلى العكس كانت روزا قلقة جدا .
قالت لها روزا :
-"هناك مشكلة واحدة ولكنها من الاهمية بمكان "
ومرة اخرى ظهرت على تقاطيع وجه لورين الساحرة سحابة من الحزن .
-"لو كان هذا بخصوص السعر "
قالت روزا بنبرة قلقة ومهمومة :
-"كلا...اطلاقا لا شيء من هذا نهائيا ان الذي يشغلني هو ان المنزل الذي اتحدث بشانه تسكنه الاشباح وهذه في واقع الامر ليست خرافة قديمة بل هي الحقيقة بعينها والغريب في ذلك ان هذه الحقيقة بدات تتحقق وبدات تظهر الاشباح "
-"اهذا كل ما في الامر ؟اظن ان هذا امر عجيب وارجو الا تقلقي نهائيا لهذا الموضوع .
لقد ارتحت يا روزا ان اقيم في هذا المكان فانا لا اخاف الاشباح سوف اشعر بسعادة على العكس ذلك بان اقيم بالقرب منها ارى ان كل ذلك سيكون مثيرا "
كانت لورين متحمسة جدا ولكن اهتمام روزا المتزايد لم يتقبل شعور نزيلتها بالسعادة التي كانت تحس بها الان كلما راودتها فكرة انها سوف تسكن وتعيش بين الاشباح ا.و تلك الفكرة التي كانت تسعد بها ىلورين لانها اخيرا وجدت الحل المناسب الذي سيمكنها من انهاء عملها بالطريقة التي ترغب فيها .
حاولت روزا بشتى الطرق ان توضح لـ
لورين مدى الخطورة التي ستعرض لها نفسها اذا هي قبلت العيش في هذا المكان ,ولكن هذه المحاولات جميعها ذهبت ادراج الرياح .
-"هل تدركين ان مالك نفسه ايضا يشعر بالخوف فهو يسكن في هذا المنزل ويعرف الشيء الذي يتكلم عنه ".
-"من يكون هذا الرجل حتى يعيش هناك لو ان هذل المنزل هكذا مخيف حسبما تقولين انت ؟"
سالتها لورين وهي تشعر بالسخرية في كلامها .
-"انت تعرفين ذلك الرجل لقد قابلتيه الليلة الماضية هو ماركوس ديريك تذكرينه على ما اعتقد "
حاولت لورين ان تخفي دهشتها على الرغم مما سببه لها ذلك من ضيق شديد كان يجب الا تعرف روزا الاثر الذي تركه اسم ماركوس في نفسها ولحسن حظ لورين لم تلاحظ روزا اي شيء ثم اكملت موظفة الفندق كلامها .
-"سوف تكونين وحيدة جدا في المنزل وهذا يقلقني اشد القلق "
-"انني لا اخاف الاشباح قولي لي .متى استطيع ان انقل متاعي ولماذا لا يكون ذلك حالا؟"
كان حماس لورين يتناقض مع حالة روزا التي كانت تشعر بالقلق وارادت لورين ان تشكرها.
اخدت تقول رزوا :
-"انني اسال نفسي الان اذا لم اكن اخطات في الكلام معك ,وطيبقا لقصة محلية فان شخصين لقيا حتفهما في هذا المنزل وبالنسبة لماركوس فهو مازال حيا ولكن "
سالت لورين بطريقة فيها ضغط :
-"ولكن ماذا؟"
-"ماذا تريدين ان تقولي ؟"
ادارت روزا وجهها اليها وكانت بعض التعبيرات غير المفهومة مرسومة على وجهها.
-"ومع ذلك .....ففي مدة ثماني سنوات اصبح لون شعري رماديا .
انتهى الفصل الثاني

Just Faith 27-06-16 06:26 PM

الفصل الثالث
رفقتا روزا الى السيارة بعد ساعة وجلس خوان الشاب الذي كانت روزا تدعوه ابن اخيها على عجلة القيادة .
عندما رات لورين منظر البيت لم تستطع ان تكبح شعورها lبالقشعريرة كان ينطلق احساس لا يمكن تحديده من هذا المنزل القديم وقد اصابه الدمار الذي كان يقبع وحيدا ومنعزلا في نهاية الشارع الكبير ان منظرالجدران البيضاء التي كانت مهددة بالسقوط كان يتناسب مع منظر الشرفة ذات الحواجز الحديدية المتصدعة التي كانت تشمل الروتاق lبظلها .
وكان السكون المهيمن على المبنى يسبب احساسا بالضيق خارقا للطبيعة واخد الشاب خوان يساعدها فبي النزول من السيارة لكن اخد يتراجع الى الخلف عند المدخل ودون ان تتكلم القت نظرة اليه وكانها تساله عن سبب ذلك .
-" ان اعداد كبيرة من الناس سمعو اصواتا مخيفة تصدر من هذا البيت .كان هذا يحدث بصفة مستمرة عندما يسدل الليل استاره ".
وفجاة تصلب وجه الساب كانت كبرياؤه كرجل تمنعه من الكشف عن مدى شعوره بالخوف ورغم ذلك فتح لها الابواب واسنانه تصطك .
اكتشفت لورين في النهاية القاعة الكبيرة الممتدة بعد باب الد
خول ما كان يعتقد انه مجموعة السلالم ,لكنها الان عبارة عن الواح من الخشب ثبت بالمسامير ووضعت بالعرض ليسهل الصعود الى الدور العلوي .
كانت غرفتها التي لم يسكنها احد تقع في الدور الارضي ولقد سعدت لورين بهذا وهنات نفسها ولدهشتها الكبيرة اكتشفت انها غرفة ظريفة _, وقد دهنت جدرانها حديثا وكان نور الصباح المبكر يتلآلآ على مجموعة الاثات التي استهلكها الزمان .
ظهرت على خوان حالة من العصبية وكان يحمل حقائبها الى الغرفة واحست لورين برغبته في الانصراف فاعطته بعض النقود فابتسم بشيء من التكلف وخرج فجاة وتركها وحدها .
حاولت لورين ان تكشف المكان بالقاء بعض النظرات عليه كانت غرفة المعيشة مضاءة جيدا وتصلح مكانا مثاليا للعمل ,كان هناك مطبخ صغير ,جدرانه بيضاء يطل على حديقة معتنى بها .
قالت لنفسها من غير المعقول ان يشد هذا المكان انتباه الاشباح _كانت تشك في كل هذه الخزعبلات وكانت تعتبرها في نفس الوقت مدعاة للسخرية والاثارة l,هل كان من الممكن في اية ظروف ايجاد منظر افضل من هذا المنظر تستطيع فيه تناول قصة مغامرات "رود ويرتز" الانيق ؟كانت لورين مندمجة في افكارها ,كانت تتامل الوادي وفجاة شعرت بوجود شخص واقف خلف ظهرها .
ادارت وجهها فجاة فرات مضيفها مستندا الى افريز الباب .
قالت لورين :
-لقد افزعتني .
وظهرت ابتسامة خفيفة على شفتيها .
-"هل الغرفة تناسبك ؟"
اجابت بنبرة كلها سرور :
-"ظريفة جدا
لا ادري كيف اشكرك لانك قبلت تاجير هذه الغرفة لي "
-"في الواقع يجب عليك ان تشكري روزا بالنسبة لي لم اكن ارغب في وجود اي انسان هنا حتى انتهي من ترميم كل البناية بشكل نهائي _فالاعمال تسبب الكثير من القلق الى جانب الكثير من التراب "
نظرت لورين في عينيه واقتربت منه .
-"لست ادري لماذا ولكني متاكدة بان هذا ليس السبب الوحيد "
حاول ان يتحمل نظراتها دون ان يظهر عليه اي تاثير .
-"في الواقع الامر فان الدور الاول خطير فالارضية اصابها التسوس وقد يسبب ذلك الاصابة بالجروح"
وادت لورين حركة تنم عن دهشتها .
-"يصاب بالجروح ؟ولكن اظن ان احد لا يستطيع الصعود الى هناك فلقد اقمت حواجز تمنع ذلك وبالنسبة لك؟"
اضافت بمكر"كيف يمكنك العمل في هذا المكان ؟
كانت عيناه تلمعان من شدة الغضب وقطاعها قائلا :
-"هذا لا يعنيك نهائيا "
ساد صمت رهيب ,لم تكن تعرف لورين ماذا يعني هذا الاستقبال البارد .كذالك كان ماركوس واقفا دون حركة وكانه قطعة من الصخر وكان مقتنعا بان الموقف الموجود فيه الان لم يكن حسب رغبته .
قال فجاة :
-"هل تعلمين ان هذا البيت تسكنه الاشباح؟"
-"لقد اخبرتني روزا انك تعتقد بمدى الخوف الذي سيثبني اذا مكثت هنا واعتقد انك لن تكن جادا في حديثك"
ارسل تنهيدة عميقة ثم وضع يديه في جيبي بنطلونه الجينز بسرعة وترددت لورين ثم اكملت كلامها :
-"كنت ارى دعوة للقتال"
قاطهعا الرجل :
-"دعوة للقتال !
اسمعي يا لورين اقسم لك انه لا توجد اية خطورة في هذا البيت وكذلك في هذه الغرفة ايضا ولكن تذكري ذلك اذا صادفك ان سمعت او رايت اي شيء غير عادي "
كانت تنتظر ضحكة او على الاقل ابتسامة بعد هذا الرد الجاف ولكن شيئا من هذا لم يحدث من الطرفين .
-"وهذه الاصوات التي تتحدث عنها سوف اسمعها حقا ؟"
قال الرجل باقتضاب :
-" من الممكن "
سالته لورين حول نوع الاصوات التي كان يتكلم عنها .
-"احيانا هناك بعض القطط تتسلق الشرفة واحيانا اخرى بعض الخفافيش تدخل المنزل من السقف العالي وهذا كله يضليق الاشباح "
كان يبدو في عجلة من امره وانه يريد ان يستريح من الكلام وقبل ان ينصرف قال :
-"اسمعي ....لو كنت تريدين اي شيء مهما كان فانني موجود على الجانب الاخر من القاعة .لعلمك ليس لدي جهاز هاتف فلست في حاجة اليه اطلاقا "
اخدت لورين ترقبه بنظراتها كان الرجل يؤكد لها برزانة شديدة جدا ان هناك اشباحا تسكن هذا البيت ...وكانها سمك تحت الصخور .
-"انتظر ارجوك لقد قالت لي روزا انك تترك المدينة كثيرا "
-"تماما .لكن لا تشغلي بالك نهائيا بهذا الامر ,ان مدينة جيروم لا يسكنها سوى جمهور طيب "
-"انك تقصد ان تتكلم عن الجمهور الذي مازال حيا....اليس كذلك؟"
ومرت ابتسامة على وجهه .
-"ان الاشباح هي ايضا لطيفة جدا يا لورين وسوف يقول لك الجميع نفس الكلام "
انسحب الرجل بسرعة وتركها ترتع في احضان افكار على جانب كبير من الجنون كان هناك بعض الاشياء غير الصحيحة كما كان لبعض كلمات ماركوس رنين خطا في ادنيها .كان الرجل قد اكد بصراحة عدم رغبته في تاجير الغرفة ولكنه في الوقت نفسهكان قد وضع ورتب اثات الغرفة قبل ان ينتهي من اصلاح السلالم .ماذا يعني اذن هذا الحاجز الذي اقامه و لايمكن اختراقه مانعا ايا كان من الصعود الى الدور العلوي ؟وبينما كانت تفرغ حقائبها كانت تفكر في نفس اللحظة بانه يجب الانتظار في هذه المدينة المشرفة على الموت حتى تقابل بعض الناس غير العاديين ,لم يكن لماركوس دريك اي دخل غير امتلاكه هذا المنزل الذي كان يعمل على تجديده .اما الشيك الذي كانت حررته باسم صاحب المنزل فقد سلمته الى روزا يدا بيد وليس له .وكان ولا شك بين الاثنين ارتباط وثيق جدا وعلاقة وثيقة اعمق من ان تكون مجرد صداقة عابرة .والشك الذي ولد في اعماقها في الفندق في الليلة الاخيرة وهي تلمح نظراتهما المشتركة كان يتاكد اكثر فاكثر .
كان اليوم قد مر منه جزء كبير عندما رات ماركوس كان يحمل صندوقا بداخله مجموعة من الملاءات ومن الاغطية كانت روزا قد وعدته بها لكي يضعها في منزله .وقد اخدتها الدهشة لان خوان لم تسند اليه المهمة القيام بهذا المشوار ولكنها هزت كتفيها .
-"انه مازال صبيا كما تعلمين وهو يفزع من اي شيء "
-"على كل حال اشكر روزا نيابة عني انه لشيء لطيف منك ان تجنب خوان القيام بهذه المامورية الشاقة "
قالت لورين وهي تحاول ان تظهر عدم تاثرها بطريقة لا تخلو من السخرية .
كانت عينا ماركوس الشلحبتان تكادان تنفدان فيها وهما ضائقتان في اماكن بعيدة لا يمكن اكتشاف اعماقها كانت ابتسامته وكانها تحمل بهاء شمس الصيف الساخن .ولكنها مثل الفصزول السنة التي تتغير فجاة وتتغير معها كل المعالم لم يكن الشتاء بعيدا على الاطلاق وتذكرت فجاة كلمات ماركوس وكانت واضحة ومتميزة .
-"لن اكون هنا في هذه الليلة ومن الجائز ايضا ليلة الغد لدي عمل عاجل "
احست بقشعريرة تنتابها ايحدث مثل هذا منذ الليلة الاولى ؟لماذا يترك المنزل هكذا مبكرا في الحين انه سبق ووعدها بانه سيكون هناك في اي وقت تحتاج اليه ؟تلفظ ماركوس ببعض الكلمات المطمئنة ولكن قصص هذه الاشباح كانت و لاشك ستحرك مشاعر اكثر الشكاكين في صحة مثل هذه القصص .
كان الرجل يحس بمدى خوفها وكانت هي كذلك تدرك مدلا شعورع بالخوف .
قال الرجل وهو يفك اوذزرار قميصه ليستبدل ملابسه :
-"ليس هناك اي سبب للقلق "
قالت وهي متظاهرة بالشجاعة :
-"هل يبدو على انني اخاف الاشباح؟" على ان قلبها لم يكن في مكانه .
"اين انت ذهب ؟"كانت تود ان تساله من سيقابل ؟امراة؟من الجائز كل شيء بالنسبة له ممكنا.
كانت عاصفة هذه الليلة من شهر ابريل تهز بشدة شبابيك منز "باير"العالية كانت تزار في الغرف الخالية فوقها وسمعت صوت بومة وهي تنعق على فروع الاشجار التي كانت تتلوى بقوة في الخارج وكانت لورين قد قررت العمل متاخرة تحت الضغط هذا الطقس الكئيب .وبعد ان القت نظرة الى رسوماتها المبعترة على مائدة حجرة الطعامك لم تجد بين مسودات مخطوطاتها لبطل قصتها "رود ووترز"هذه الميزة الفريدة التي ينفرد بها ماركوس وقد كانت اقرب للمعان القمر منها لبلهاء الشمس .
ودون شك كان لزاما على لورين ان تححد الندبة ...
ومر يومان وليلتان دون اية اشارة بخصوص ماركوس وكان المنزل القديم صامتا .وكانت تدخل غرفتها اشعة الشمس وكان عملها يتقدم بخطى سريعة اما في الليل فكانت تهاجمها افكار مخالفة للعقل من كان اقرب الى الاشباح منه الى الانسان ؟كان صوته المكفهر يحمل اثقل عبء سر كانت تحس به لورين بشدة .
وفي اليوم الثالث بعد الظهر استغلت فرصة تضميد جراح ركبتها لكي تتمشى في المدينة .وعندما عادت من هذه النزهة وجدت ماركوس وكان يقوم بزراعة شيء ما في الحديقة .
قالت لورين من الدهليز :
-" كم هو جميل هذا اليوم يا ماركوس هل تريد كوبا من الليمون ؟"
كان الرجل يتصبب عرقا لذلك ايدها بطيب خاطر ,وبينما كانت منهمكة في المطبخ دخل ماركوس الحمام واخد حماما سريعا .
-"انني في طريقي للوصول "سمعته وهو يصيح بهذه الكلمات بينما كانت تضع عصير الليمون على المائدة القديمة التي كانت في الدهليز .
واخيرا جلس ماركوس وجها لوجه مع لورين كان قليل من التراب عالقا بجبنه وبهذا المنظر كان يبدو وكانه ولد شقي.
قال الرجل وهو سعيد :
-"اشكرك ولكن ما سبب هذه اللفتة الرقيقة ؟"
قالت لورين وهي تقدم له كوبا من العصير :
-"انني مسرورة ان اراك ثانبة "
-"الم تشعري بالخوف وانت وحيدة ؟"
-"نعم لم اشعر......ولكن هذا المنزل يصدر صريرا شديدا وكانه سفينة حقيقية "
وقام الرجل بعمل حركة مبهمة .
-"سبب ذلك انه مر وقت طويل اهملت فيه احوال هذا المنزل وترك دون سكان "
اشرف الحديث على الانتهاء وبادرت لورين بتغيير موضوع الحديث بسرعة .
-"انك نسافر كثيرا ....اليس كذلك؟"
-"ليس صحيحا هذا الكلام ....فقد اتغيب بعض المرات من وقت لاخر "
لم يكن يظهر عليه اي شيء لا على وجهه ولا في صوته مما يدعو الى مناقشة .وكل مرة كانت تلقي عليه سؤالا كانت تسال نفسها "هل فعلا سمع هذا الكلام ام لا؟وبعد فترة سكون شعرت فيها بالضيق قرر الرجل ان يكسر حاجز السكون وان يتكلم .
-" انني متطوع ضمن فرقة تقوم بمساعدة المحتاجين فعندما تستدعي اية حالة عاجلة وجودي يطلبونني لانني اجيد معرفة المنطقة "
-"اذن كان هذا سبب غيابك"
قال لها الرجل عندما احس بقلقها.
-"نعملقد فقد صبي في الجبال وليست هناك مشاكل فقد امكن العثور عليه وهو سليم ولم يصبه اي اذى"
اخد الرجل قليلا من مسحوق "كوكي"للاكل ثم غطس في كرسيه .
-"لقد قالت لي روزا انك تعملين في كتابة القصص المصورة "
-" ان بطلة الرواية هي" كلوفر ماي سيبلي "فهي تجوب البلد بصفتها مخبرة تبحث عن اسرار وخبايا لحل الغازها "....
-"وهي الان تمر على مدينة جيروم ....اليس كذلك ؟"
لم تستطع لورين ان تقطع اذا كان كلامه يخفي شيئا من التهكم والاستهتار فالحقيقة ان وجهه كان غامضا ليس من السهل سبر غوره .
-"حدثيني قليلا عن بطلة روايتك "كلوفرماي سيبلي"
-"لقد قابلت "رود ووترز " وهو ممثل حاد عن طريقه كان "رود" رجلا غاية في الاناقة .
قال الرجل بينما عيناه مبهمتين :-"احقا هذا؟لكم اتمنى ان اقابل شخصيات روايتك "
اضاف الرجل وهو مشتت الفكر .
وقد شعر الرجل بحرارة الجو في ذلك اليوم من ايام الربيع فتمدد على كرسيه .ولاحظت لورين انه كان ينظر اليها نفس النظرة التي القاها عليها في الليلة الماضية عندما كان يسندها بين ذراعيه .كان ينظر اليها وكانه يراها للمرة الاولى .
-"تبدو سعيدا "ابدت ملاحظتها له .
-"مر علي وقت طويل لم اخلد فيه للراحة الا دقائق قليلة وكم هو جميل .اكاد اشعر بانني اعيش "ولكن سرعان ما بدات عيناه تضيقان كانت هناك اسرار لا يمكن التعرف عليها تعتمل في داخله وكانت لورين تسبح بخايالها وتفكر بانه عاش مدة ثماني سنوات في هذا المكان الصعب الموحش ,ثماني سنوات ....هذا يعني نصف حياته كمراهق ,لكن لماذا كان هذا السؤال يتردد في ذكراتها وكانه وخز الابر .
قالت بلطف :
-"ما الذي دفعك لتعيش هنا يا ماركوس؟"
ادار الرجل راسه وهو قلق كان هذا السؤال مباشرا جدا ولم يكن يستطيع التملص نمن الرد عليه .
-" جئت يوما الى كافيتريا صغيرة في مدينة مكسيكو الجديدة كانت هذه الكافيتريا تشرف على الصحراء ,قابلت هناك رجلا .....مسافرا مثلي قال لي انه يعرف مكانا اخر اكثر عزلة من ذلك المكان.....مدينة الاشباح حقيقية كانت جيروم هي المدينة المقصودة وقررت ان امكث فيها .
وظهر على شفتي الرجل شعور بالمرارة .
-"هل تحب العزلة ؟"
-"اعشق هذا الجو الخاص....ولست ادري سبب ذلك ولكنني اشعر بان شيئا ما يشدني الى هذا المكان "
-" ولكن ثماني سنوات ....انه وقت طويل"
وعلى الفور ضم قبضتي يديه ...لم يكن يقوى على ما يبدو ان يذكره احد بالوقت الذي قضاه في الاقامة بمدينة جيروم ولكن فضول لورين الطبيعي كان يدفعها لسؤاله عن الاسياء التي عرفها قبل هذه السنوات الثمانية الطويلة وقبل ذهابه الى الكافيتريا المفقودة بين ضواحي صحراء الجنوب الشاسعة ولكنها امتنعت عن السؤال ,لانها كانت تتوقع من الرجل رد فعل عنيفا .
هذا الرجل كان الحارس الوحيد لاسرار حياته ’ ولا شك بانه لم يكن على استعداد للكشف عنها لاي انسان على الاطلاق .
وعندما لاحظت تغير لونه بعض الشيء ورجوعه الى طبيعته اخدت تقول له :
-"لكنك تعتبر هذا الوادي وكانه قد اصبح وطنا لك الان؟"'
فكرت لورين وتاكدت من هدوئه لان صوته اصبح اكثر ودا وكان غضبه قد تلاشى وعيناه كانتا تتغيران كتغيير فصول السنة كان وجهه كذالك قج اصبح صافيا وكانه بحيرة في فصل الربيع .الان فقط تجرات لورين على توجيه سؤال اخير اليه :
-"لماذا تسافر كل هذه المسافة؟"
اجاب الرجل وهو يهز كتفيه :
-"اسافر مثل كل الناس كنت ارغب في رؤية هذا البلد "
-"مم كنت تريد الهرب ؟"كان بود لورين ان تسال الرجل ولكن السكون العميق الذي خيم عليهما كان من القوة بحيث كان من المحال تخطيه ,غير ان منظر ابتسامة كان يعزيها واقترب منها ماركوس كي يتامل اكثر الالوان المتوهجة التي كانت تشع من لورين وهي مسترخية طلبا للراحة .
قال ماركوس مندفعا :
-"هناك شيء يشدني الى هذه المدينة "
ومن خلال السكون الطويل الذي تبع هذه المحادثة شعرت لورين بان فخد الرجل كانت تلمس بطريقة خفيفة ساقها ووضع ماركوس يديه على يديها واخد يتامل الوادي الذي كان يمتد امامها وقد كان في هذا الوقت مزينا بمجموعة من الانوار المتناثر في كل مكان .
تمتم ماركوس :
-"ما اجمل هذا المنظر "
كان كل انتباه لورين مشدودا الى يدي ماركوس الخشنتين والى فخده القوية التي
كانت تبعت فيها احساسا بالدفء كان تنفسه المنتظم يهدهدها وكانه ايقاع يشبه التنويم النغناطيسي ونظرت لورين الى يديه الغليظتين , يدي رجل كامل الرجولة يغطيهما طين الحديقة .وعندما رفعت عينيها الى اعلى وجدت نفسها ماخودة من جمال لون عينيه الزرقاوين.
-عفوا يا لورين لا استطيع ان امنع نفسي من النظر اليك .فجمالك يجدبني وبناء على ما تراه عيناي........."
-"بناء على ما تراه عيناك ؟"تمتم لزرين وقد احست بان حالة من الدوار الغريب اخدت تتملكها .
"بناء على ما تراه عيناك يجب ان يكون كل شيء من الفضة '"
شعر ماركوس بالرغبة في الابتسام واخد يداعب شعرها الذي كان الى اللون الاشقر في هذه الامسية الحارة التي اوشكت ان تنتهي ,واجتاح نفسيهما سلام كبير ,ورفع ماركوس في اخر الامر يد لورين الى شفتيه وقام بوضع قبلة لذيذة عليها .كان صوته يرتعش عندما اراد ان يشكرها بطريقة لطيفة على العصير اليمون الذي قامت بعمله .بحركة فجائية وقف ماركوس بينما كانت لورين تنظر اليه واخد يتابع عمله في الحديقة.
كان الدولر الذي احست به نتيجة لهذا الود الوليد مازال يزعجها .وعندما وقفت بدورها كانت ساقاها مازالتا ترتعشان كان الرجل يريد ان يعانقها وكانت لورين واثقة من ذلك ,ولكنه امتنع عن ذلك ,وتركها مع احساس غامض بان هناك شيئا كان ينقصها في هذه الساعة وفي هذا اليوم وفي العالم باسره .
وقبل منتصف الليل بقليل استيقضت لورين وهي فزعة على صوت مرعب .واحست بقشعريرة تسري في عروقها وهي تسمع شيئا ما يصرخ في الطابق كان قلبها يدق .لم يكن هذا الصوت نعيق بومة او مواء قطة ,ولم يكن هذا الصوت صوت بشر.
انتهى الفصل الثالث

Just Faith 27-06-16 06:30 PM

الفصل الرابع
كانت اصوات غريبة تمزق سكون الليل ,وكانتlهذه الاصوات مختصرة كهبات الرياح ,وكانت تسمع تاوهات غير انسانية تتردد في دهاليز البيت الخاوية ,كانت لورين ترتعش في سريرها عندئد فهمت معنى التحذيرات التي واجهها بها كل من روزا وخوان وماركوس بشان الاصوات الغريبة التي كانت تندفع من هذا البيت الكئيب .
كان الليل باردا ,فاضات لورين جميع الانوار وغامرت بان تسير في الدهليز الرئيسي ولكن بحذر شديد,وكلما كانت تقترب من المدخل كانت تسمع هذه الاصوات المرعبة بعنف اكبر وبوضوح اكثر ,وكانت تحس كان دمها يجف في عروقها .وفتحت بحرص الباب المؤدي الى المدخل ,كانت ترتعش من الخوف ولكنها كانت تتمنى ان تعرف السبب كانت رغبتها الشديدة في معرفة تدفعها لاقتحام مغامرة من هذا النوع داخل المجهول .
كان صوت التاوهات يصدر من الطابق الاول .لا شك ان شيئا بشعا كان يحدث بالتاكيد في ذلك المكان العالي .وبالغزيرة اتجهت لورين نحو غرفة ماركوس رآت نور الغرفة مضاء من تحت الباب .
لم تجد الوقت الكافي لكي تخبره .كان امامها منظر غير عادي يظهر فوق السقف الذي يعتلي مدخل السلالم الملعون .كان هناك نور ابيض يسطع بشدة ويبهر الابصار,واخد يتحول ببطء شديد الى وجه انسان ,وبالتحديد وجه رجل ,وقد اختفى سريعا جدا بعد ظهوره.
وقفت لورين بلا حراك كان يعتمل في نفسها احساس بالخوف من الوضع غير المفهوم .كان المنطق الخطا يتغلب على المنطق الصائب .واستبدت الدهشة بكل كيانها ,كيف يمكنها ان تصدق ما راته عيناها ؟وكيف لا تذعن للامر الواقع بعد الرؤية الخارقة اللطبيعة التي شاهدتها ؟
كان لزاما عليها ان تجد ماركوس هل كان في حجرته ؟وقد طرقت لورين على بابه ربما كان الرجل قد ترك نور غرفته مضاء سهوا ,هل كان موجودا في الطابق الاول ؟كانت السلالم الرئسية غير صالحة للاستخدام ولكنها كانت تدرك تماما انه يمكن الوصول الى الطابق العلويمباشرة من الشارع .كل هذه التحليلات وهذه الافكار كانت تتراكم في نفسها بسرعة عجيبة كان ماركوس موجودا في غرفته فتح الباب ودهشت لورين ولكنها شعرت بطمانينة .
-"هل انت هنا يا ماركوس؟"
-"بالتاكيد هنا اين يمكنني ان اكون ؟"
قلقت لورين بعض الشيء من الهدوءالرجل خصوصا وانها تحت صدمة التجربة التي عانتها .
بدات تحكي له عن الاصوات المخيفة التي يبدو انها كانت تنبعت من الطابق الاول ,ولكن ماركوس لم يفاجا على الاطلاق .
واصلت لورين كلامها :
-"هناك شيء اخر اكثر سوءا ,لقد رايت نورا غريبا ...شبحا ذا تقاطيع بشرية "
ولم يضطرب ماركوس نهائيا
-"لقد رايته انا كذلك ,ولكنك ترتعشين من البرد ادخلي الى غرفتي سوف اعد لك شيئا من القهوة وبينما كان يجري بينهما هذا الحديث كان هناك سكون تام عاد الى البيت في قلب هذا الليل ,لم يسمع بعد ذلك اية اصوات وفي اللحظة التي كانت لورين ستلبي فيها دعوة ماركوس وصلت الى اذانها اصوات حديد خردة ,وكان مصدر هذا الصوت الطابق الاول .كان هذا الصوت يشبه صوت سلاسل,بعد ذلك قطع سكون الليل مرة ثتنية صوت اخر غليظ وعميق .سبب ذلك ذعرا للورين التي دخلت مسرعة الى غرفة ماركوس ,واقفل ماركوس باب الغرفة خلفها وكان دائما هادئا ,كان ماركوس بالفعل لا يابه لاي شبء ولا يخاف اية نائبة .
قالت لورين متلهفة :
-"ارجو ان تفكر يا ماركوس انني متاكدة ان انسانا حيا يوجد فوق "
ولم يتكدر صفاء ماركوس من هذا السؤال نهائيا.
رد ماركوس بايجاز :
-"لا يوجد اي حي في الطابق العلوي لايود الا بعض الوطاويط وبعض السناجب "....
لم يكن يطمئن لورين سوى تفسير منطقي فقط ولكن ماركوس كان يحلو له ان يلهو بحالة الرعب القانوني الذي كانت تشعر به المستاجرة عنده وبما اتها كانت لاتجد حلا لهذا الموضوع قررت لورين ان تتبع الطريق الذي خططه لها .
قالت بصوت مرح:
-"لقد فهمت انك ولا شك تؤوي احد اقربائك المصاب بحالة من الجنون وقد حبسته في الطابق العلوي وتريد ان تخفيه عن بقية الناس "
قال ماركوس ضاحكا:
-"بالتاكيدد هذا كل ما في الامر ارى ان كلا منا يقرا افكار الاخر "
تابعت لورين كلامها :
-"نعم _ولكن حذار من اقتراف نفس الخطا الذي فعله السيد روشستر؟"
وشعر ماركوس بالدهشة ولكنه لم يفهم المعنى الذي كانت تقصده لورين بهذا القول .
-"اريد ان اقول انه كان على السيد روشستر ان يتكلم الى جان ايز عن وجود هذه المجموعة من الناس محبوسة "
ان الاشارة الى قصة الكاتبة"شارلوت برونتيه " كانت وسيلة ماهرة للوصول بطريقة غير مباشرة الى حقيقة اكيدة وهي ان ماركوس كان يشعر بحالة من الاضطراب كلما تكلم في هذا الموضوع على ان الاشارة الة هذه القصة كانت امرا خطيرا من جانب لورين التي تابعت كلامها في هذا الموضوع دون ان تاخد في الحسبان العواقب الوخيمة التي يمكن ان تؤدي اليها الاشارة الى هذه القصة ,وحاول ماركوس ان يقاطعها .
-"ولكن الا ينظر اليها عندئد نظرة احتقار ؟"
اجابت لورين بسرعة "انني لا اعتقدد هذا وسبب ذلك........"
ولكنها توقفت فجاة عن الكلام وفهمت الخطا الذي كانت ستقع فيه وهي تستشهد بمثل هذه القصة .وضاعت الكلماتها الاخيرة في سكون الليل ,امهى ماركوس جملته .
"لانها كانت تعشقه "
نظر اليها ماركوس بامعان . وكانت تحس من جانبها اكثر من اي وقت اخر بانها مجردة من اي سلاح و عاجزة امام هذا الانسان العجيب .وحاولت بكل قوتها ان تتحاشى هذه النظرة الملتهبة .وساد بينهما سكون طويل وقلق شديد وكان ماركوس نفسه مسحورا بتلك المراة المضطربة ,ولكن كبرياءه كرجل التي زاد من حدتها سنوات العزلة كانت ضعيفة جدا امام هذه النظرة المؤثرة جدا.......امام هذا الشعر الاشقر الراءع الذي كان ينسدل بانسجام وتناسق لم يكن قبل الان قد اهتز في وجود اي امراءة .كان يشعر بانجداب كلما ضحكت ....وكلما اصدرت اصواتا عذبة وكانها تلحن ,كان فضوله فقط يدفعه الى الاحتكاك بها, وهذا الفضول كان يدفع لورين الى الرجوع باستمرار الى الموضوعات عينها التي كانا يتبدلان الحديث عنها ,وكان هذا العمل يسبب له نوعا من البرود ,كان حينداك يتغير ويندفع في كلامه مما يجعله احيانا فظا .لم يكن يستطيع دائما ان يسيطر على نفسه .ولكن سحابة الحزن التي كانت تظهر على ملامح وجه لورين الرقيقة لم تترك الرجل غير مبال .
كان لزاما على لورين ان تفهمه ,كانت قد احست ببعض الاضطراب لما قاله ماركوس الذي كان يدرك جيدا مدى خطورة
الكلام الذي قاله .
وكانت النار المضطرمة في نظر هذا الرجل الجذابة وكانت تشتد جذوتها اكثر فاكثر وكان ماركوس قريبا جدا منها اذ كان بامكانه لو تنفس بعمق ان يلمس بشرة لورين الساحرة.
وضع يده على كتفها وكانه يظهر لها حمايته الرقيقة وشعرت لورين بشبه رعشة فخفضت من نظرة عينيها .
كان هناك شيء ما لا مفر منه يقرب كل طرف من الطرف الاخر .وكان الاثنان في حالة صمت ,كان سكون الليل يسيطر عليهما وكان الصمت قد اصبح نعم الحليف والشريك كان الوقت يكاد يمر في هذه العزلة الكاملة في قلب الليل .كآن بقية اجزاء العالم قد اختفت ...او لم يكن لها وجود حتى الان ,كان الاثنان يشعران في هذا المكان الذي تهيمن عليه الظلمات وكانهما يخلقان عالما جديدا .
كان ماركوس يشعر برغبة شديدة لان يحتضن لورين ولكنه ابى ان يستجيب لهذا الاغراء .كان الاثنان ينظر كل منهما الى الاخر كان تنفس لورين يلقي على وجه كارلوس لمسته الرقيقة ,كان يمس بلطف وجنته.
ولم يمنع ماركوس نفسه من التفكير بان لورين لم تكن تعرفه على الاطلاق .ولو قليلا .كانت تجهل حتىاسمه لقد مرت ثماني سنوات ,كانت انسته تقريبا اسمه الحقيقي .كان هذا الاسم يخرج احيانا من اعماق ذاكرته .لم يكن لينساه اطلاقا بالاضافة الى وجهي الخائنين اللذين ارغماه على تغيير اسنه واتخاد اسم اخر وان يعيش في المنفى .كان يتذكر" جيل سبارو"الذي اختفى وحده وكذلك "هوارد بويس"وكان الاثنان بالنسبة له صدى صوت ملعون سوف يرن للابد في اعماق ذاكرته .
واما بالنسبة ل"هوارد بويس "ذلك المندوب الشاب النشط فقط كانت اعادة انتخابه من جديد مؤكدة ,وكانت هذه هي الصورة الوحيدة التي يعرفها الناس عن هذا الشخص القدر ,لم يكن احد يعرف حتى الان ان الرجل المذكور الذي كان فوق الشبهات كان مرتبطا بقاطع طريق ارتكب جريمة قتل ,ولو علمت الجماهير كل ما كان هوارد بويس يعمل دائما على اخفائه ما مدى ذهول الذي سيستولي عليها!لا شك ان الخائن سينكشف امره في لحظة واحدة,سوف يفقد مهنته بحيث لا يمكن استرجاعها بعد ذالك.
كان ذلك هو الهدف الذي يسعى اليه ماركوس ولكنه كان يتحاشى الكلام مع اي انسان بهذا الصدد .كان الوقت مازال مبكرا جدا.....ولتحقيق هذا
الهدف الذي كان يفكر فيه كان ماركوس يحاول ان يخفي سره وقتا كافيا وكان عليه ان يبقى مختفيا كان الظل هو مكان اقامته ,ان الظلال التي كانت تحيط بماضيه جعلته اشبه بظل ....يعيش كظل .......يمشي كظل.........ويفكر ويحب كظل.
كان ماركوس يمشي في الليل ,كان هذا هو كل ما تحول اليه خلال ثماني سنوات .ولكن لماذا يسترجع الذكريات الاليمة في لحظة ساحرة كهذه ؟الشعور بالسعادة فقط في هذه اللحظة كان هو الهدف المرجو.
ان صوت لورين فقط كان يمكن ان يبعد في الواقع ظلمات ماضيه .
-"حدثيني عن نفسك "
قالت لورين :
-"ليس هناك اشياء كثيرة تستحق ان اقولها عن نفسي .انني في الثامنة والعشرون من عمري ,ورغم انني خطبت مرتين الا انني لم اتزوج .ولقد تعلمت الرسم والتاريخ الفن في الجامعة ثم بدات اكون فرقا للرسم "
كانت هذه الكلمات المسكنة قد هدات الى حد ما التوتر ا لذي كان يسود عندئد العلاقات بين كل من لورين وماركوس وشرحت له بطريقة اكثر دقة ماذا كانت ترغب في عمله في مدينة جيروم ,كانت تتمنى في الواقع ان يكون ماركوس اكثر دقة فيما يخص ماضيه ,لكنها كانت تدرك جيدا ايضا كيف ان الرجل سيشعر بالضيق من الحديث في هذا الامر ,وكذلك سيستشيط غضبا لو اضطر الى ذكر التفاصيل.
-"اعرف انك لا ترحب باعطائي التفاصيل الضرورية حول الظروف التي دفعتك لان تاتي وتستقر في هذا المكان ,لذلك لن اوجه اليك سوى سؤال واحد :هل جئت هنا لكي تهرب من ماضيك؟"
كان لهذا السؤال تاثير شديد على ماركوس وتساءل اذا كان من الضروري ان يعترف لها اولا .كيف امكنها مواجهته بهذا السؤال المزعج؟لم يكن الرجل قد واجه ابدا في اي وقت مضى هذه الفكرة الا وهي ان يكشف لاي انسان الاسرار التي كانت تعذبه .ولكنه الان شعر بانه فريسة للشك.
كانت تاكيداته الشديدة تهتز على قواعدها .كان قد تنازل عن عزلته الكاملة التي كان دائما يعتقد انها ضرورية جدا لتحقيق مشروعه وذلك بقبوله اقامة لورين معه ,والان وصل الى الحد الذي يشعر معه بانه يجب عليه ان يبوح بما كان يعتقد انه ضروري بالتاكيد ,يبدو ان للورين سلطة غير عادية عليه .....سلطة سحرية تقريبا ....كانت هذه السيدة الشابة محيرة قطعا.
ولكن الرجل لم يكن يدري مدى خطورة ارتباطه بالفعل بشخص اخر. كان لدى ماركوس فكرة واضحة عن خيانة وكثيرا ما عاناها منها .لم يكن يعرف جيدا لورين ولذلك لم يرد بشيء على ان هذا السكوت نفسه كان بليغا .
قالت"الوقت متاخر سوف اذهب للنوم "
-"وانا ساخرج قليلا "
كانت برودة الليل فقط _حسب اقتناع ماركوس _تستطيع ان تخفف من التوتر غير العادي الذي سببته له هذه الامسية فوجود لورين بالنسبة له كان يسبب له كثيرا من الازعاج ,كان لزاما عليه ان يجد نفسه ....ان يجد امنه الذي اصبح هشا بطريقة ملحوظة منذ فترة ليست طويلة .
اتجهت لورين نحو المطبخ وهي تحمل على يديها الفناجين الفارغين ,كان هناك شيء ما في هذا المطبخ يحيرها ,لكنها لم تكن تستطيع تحديده .كان في هذا المكان شيء ما يبعث على القلق .ونظرت الى باب الخدم الذي كان يؤدي الى جدار امامها ,وفجاة لمعت في راسها فكرة .كان باب الخدم مركبا عليه مزلاج يمنع النرور نهائيا.
وتركيب مثل هذا الجهاز لم يكن امرا عاديا ,الى اين كان يؤدي هذا الباب السري ؟كانت لورين متوترة الاعصاب بشدة .وكان فضولها يدفعها لان تستكشف هذا الدهليز .استغلت لورين انشغال ماركوس في اغلاق احد الشبابيك لكي تضع بكل حذر يدها على المزلاج ,الذي لم يكن مغلقا باحكام ,وفتح الباب قليلا ,لكن ما راته لورين بعد ذلك اثار دهشتها .
انتهى الفصل الرابع

Just Faith 27-06-16 06:31 PM

الفصل الخامس

كشف الباب عن وجود سلالم ضيقة وصعبة المسلك كانت تتلاشى في الظلام ,كان اذن هذا هو الطريق الذي كان يسلكه ماركوس لكي يصل الى الطابق العلوي _فكرت لورين_ وحاولت ان تتغلب على الخوف الذي كان يحاول التسلط عليها ,ولما كانت غير متاكدة ردت الباب خوفا ان يراها ماركوس كان بالفعل هذا ىالسلم يصل الى اعلى حيث كانت الاشباح تصيح ,هل كان ماركوس في الطابق العلوي عندما سمعت هذه الاصوات غير البشرية !كانت هذه الاصوات قد اختفت عندما دخلت الى غرفتها ولكنها استمرت عندما كانا يتناقشان في القاعة .لا.لم يكن هو سبب هذه الصيحات .كان لا شك شخص ما او اي شيء اخر ,ووجدت نماركوس في حجرة الجلوس .
قال لها "لاشك ان غرفتك باردة _هل تريدين تدفئة اكثر ؟"
-"لا..... شكرا . لا استطيع النوم في جو شديد الحرارة "
كانت لورين تحاول ان تتحكم في صوتها الذي كان نمهارا على الرغم منها .لم تكن تعتقد في الاشباح ,لكنها رات واحدا منها ,كيف يمكنها ان تنتظر وحدها في هذا المنزل ؟كانت في حاجة الى وجود ماركوس لكي يطمئنها حتى تستطيع ان تواجه هذه الخفايا .لم تكن تستطيع ان تتحمل مجرد فكرة سفره ولكن عندما يكون ماركوس غائبا عن المنزل_كانت لورين تقنع نفسها_سوف تتمكن من ان تكتشف المنزل كله .سوف ينتصر ظنها علىجميع العقبات التي وضعها مضيفها ,استاذنت لورين من ماركوس بعد ان نامت نوما مضطربا استيقضت الساعة الثامنة تقريبا .كان هناك سكون غريب يسيطر على المنزل .وفتحت الشباك ولاحظت ان السيارة الجيب لم تكن هناك.
كاناليوم صحوا ولكنه مشمس وكانت اشعة الشمس تخترق شباك المطبخ حيث كانت لورين منهمكة في تجهيز بعض القهوة .
كيف تؤمن بحقيقة الصيحات المفزعة التي سمعتها في اليوم السابق ؟
كان مصدر الحرارة التي احست بها" لورين""ماركوس"وكانت الاحاسيس اللطيفة التي شعرت بها عند ملامستها اياه تغمرها .كل شيء كان يذوب الان في حلم مبهم .
كان من الصعب ان يركز في عمله ذلك الصباح .لماذا كان ماركوس يخاف بشدة من الاسئلة ؟كان يؤكد ان هذا المنزل تسكنه الارواح ولكنه كان يمتنع عن اي مناقشة .ما الاسباب التي دفعت ماركوس لان يضع حاجزا على سلالم ؟كان لاشك شيء ما في الطابق العلوي يريد اخفاءه مهما كان ثمن ذلك؟لو كان هذا الشيء صحيحا لكان مخيفا للغاية ولا شك.....
ازدادت رغبتها في الصعود الى الطابق العلوي على الرغم من تقدمها في عملها كانت لورين تقول لنفسها عن اقتناع وحتى لو تمكنت من دخول غرفة ماركوس لوجدت الباب الصغير الكائن في نهاية المطبخ مغلقا_ومرت عدة ساعات .وفي اخر الامر لم تستطع ان تصبر اكثر من ذلك كان عليها ان تكشف سر هذا الطابق الملعون _الذي لم يكن من السهل الصعود اليه _والا فسوف يستمر طيف هذا الكائن المخيف الذي راته يتحرك امام عينيها الى مالا نهاية .
كان نور الصباح يمدها بنوع من الحماية الاكيدة وقد اثبت هذا شجاعتها التي اوشكت ان تتصدع وحاولت لورين وهي في القاعة ان تفتح باب غرفة ماركوس ولكنه كان موصدا .خرجت وقامت بجولة حول المنزل وحاولت كذلك ان تفتح نوافد غرفته ,كان شباك القاعة مواربا ولكن ماركوس كان قد اغلق كل الشبابيك الداخلية ,لكنها بامعان نظرها بطريقة سريعة وبعد التاكد من ان احد لا يرصد خطواتها اخدت تحاول دفعها بخفة ولسعادتها الشديدة لاحظت ان الشبابيك بدات تتفتح.
دخلت لورين بسرعة في البهو الصامت .عندما دخلت المطبخ اكتشفت بمنتهى الدهشة ان الباب الصغير لم يكن ظاهرا نهائيا ,كان ماركوس قد عمل على اخفائه خلف خزانة عالية توضع فيها ادوات ومستلزمات المطبخ .واخدت لورين تدفع الخزانة من احد جانبيها بكل قوتها .وسرعان ما انزلقت هذه القطعة من الاثات ثقيلة الوزن على الارض .وترددت لورين فترة وجيزة من الوقت وهي واضعة يدها على مقبض الباب ,وكان الحظ يبتسم لها .وفتح الباب دون صعوبة تذكر .كانت لورين واثقة كل الثقة بان ماركوس لم يكن قد انتهى من تثبيت المزلاج في الباب .
وجدت لورين بطارية صغيرة الحجم في احد الادراج واستعملتها في الصعود السلالم حيث كانت تتوه في الظلام وكانت المشايات المصنوعة من الخشب تهتز من تحتها وتصدر صريرا كلما مشت فوقها ,واكتشفت الشابة ان هذه السلالم كانت موشكة ان تنتهي من تركيبها .كانت حزمة النور الضعيفة المنطلقة من البطارية تضيءطريق الصعود الذي لم يكن له نهاية امامها .
واخيرا وجدت نفسها في مطبخ غرفة الطابق العلوي وكان هذا المطبخ مجهزا بنفس الطريقة التي جهز بها مطبخ ماركوس على ان الفرش كان منزوعا وكانت الارضية الخشبية متكسرة وكان كل شيء يوحي باهمال كبير .كانت بعض اشعةالشمس تدخل من الشبابيك المقفلة نهائيا بحواجز .
دخلت لورين بكل حذر في البهو كان ماركوس قد قال الحقيقة .
كانت الواح الخشب قد بسطت في كل مكان هنا وهناك .كانت هناك مجموعة من الانابيب وكذلك رصات عديدة من الطوب .كان كل شيء يؤكد ان هناك عملا يجري على قدم وساق ,على انه لم يكن هناك بين كل هذه الادوات ما كان يمكن ان يثير كل هذه الاصوات المزعجة التي حدثت تلك الليلة .
بدات لورين تتقدم على الواح الخشب وهي في حالة من الشك .ووصلت الى باب الغرفة .كان الباب يفضي الى الصالة التي تقسم الطابق الى قسمين مثلما يوجد في الطابق الارضي .واما الغرفة التي كانت فوق غرفتها فلم يكن لها باب بصفة نهائية ,وكانت خطواتها تثير سحبا من التراب الكثيف .صوبت لورين بطاريتها الى داخل الغرفة وتقهقرت الى الخلف وقد اخدتها الدهشة.
كانت هناك مائدة في منتصف الغرفة مغطات بكيس من القماش ,واحست بسعور غريب يجتاح كيانها .وكل شيء هنا كان يؤكد ان هناك خطا ما ,رفعت لورين بحذر احد اطراف الكيس واكتشفت مواد على جانب كبير من الاهمية وادوات كهربائية ,وقطع موسيقية مسجلة كانت موجودة على المائدة وكانت حولها اسلاك كهربائية عديدة تنتشر في كل مكان وموصلة بعدد كبير من مكبرات الاصوات ,وفي زاوية من الشقة شاهدت الة عرض ,وظهرت امام لورين الحقيقة في لمح البصر كان ماركوس اذن هو الذي يحدث هذه الصيحات وهذه الاشباح لكي يؤكد للناسان هذا البيت تسكنه الاشباح .
ولكن لماذا ؟هل كان ماركوس مجنونا؟ومهما كان الامر لم تكن لتجرؤ على سؤاله مباشرة .
كان يستطيع ان يطردها من منزله دونان يتردد في ذلك لو انها تمادت في فضولها .وكانت لورين في حاجة ماسة للاقامةفترة طويلة لتستمد من مدينة جيروم الالهام الذي تحتاج اليه ليساعدها على الانتهاء من عملها .
وحاولت ان تفكر بطريقة اكثر منطقية ,كانت الشائعات الغريبة حول هذا المنزل يرجع الى فترة ابعد من تركيب ماركوس لهذه الاجهزة ,كانت لورين تعمل جاهدة على ان تحتفظ بسرية هذا الاستقصاء الذي تقوم به وسلطت الاضواء خطوة خطوة حول كل هذه الخبايا .,ومن الان فصاعدا لن تخاف من اي شيء على اقل تقدير .
مع ذلك لم يكن كل شيء واضحا امام لورين كيف استطاع ماركوس ان ينزل بهذه السرعة الليلة الماضية لكي يفتح لها الباب؟هل كان معه شخص اخر في نفس الطابق؟وهناك ملحوظة اخرى ,فهذه الاجهزة كانت تبدو وكانها لم تستعمل منذ فترة بعيدة بالاضافة الى ان سحابة من التراب كانت تغطي اكياس القماش ,وحاولت لورين ان تضئ الة العرض ولكن كل محاولتها باءت بالفشل ربما لان الة العرض كانت غير صالحة للاستعمال وكان تاكد لورين من ان هذه الاجهزة لم تكن قد استعملت في الليلة الماضية يدور ويكبر في مخيلتها .وبشيء من القلق وضعت السيدة الشابة الاكياس في مكانها وتاكدت من ان جميع الاماكن التي مرت بها ,وجميع الاجهزة والمعدات والابواب في موضعها الحقيقي وفي اثناء ترتيب كل شيء اكتشفت مجموعة غريبة من صناديق الكرتون ومن المرايا ومن صفائح الحديد .
مرت براسها فكرة غريبة ,هل حاول ماركوس ان يطرد العفاريت التي كانت تسكن هذا البيت؟انني اكاد افقد عقلي _كانت الشابة تفكر_سوف يصبني مس من الجنون ان لم اكتشف الحقيقة ,واستعملت لورين للمرة الثانية السلالم المتداعية.
تاكدت من ان كل شيء في المطبخ كان في موقعه وخرجت اخيرا .وعندما رجعت الى غرفتها شعرت بانها اتكبت اثما لانها انتهكت خصوصيات ماركوس ولكن فضولها الذي لم يكن يرتوي لا يمكن ان يمنحها العذر اطلاقا عن كل ما فعلته ,حتى لو كان مضيفها يكذب عليها بشان نقاط كثيرة .
ولم تستطيع ان تنام بسهولة هذه الليلة ,كانت تحاول ان تتبع صوت خطوات ماركوس ولكن شيء امامها لم يكن سوى ظلال وسكون تام ,يا الهي كانت تتمتموهي تفكر في مغامرتها مع المجهول ,في الحقيقة كل ما اكتشفته كان يفوق حد التخيل .
مر اسبوع ولم تسمع شيئا عن ماركوس ولم تجد له اي اثر لم تظهر الاشباح في هذه الايام .
اتصلت لورين بناشر اعمالها عرفت منه انه قد بدا فعلا يطبع جزءا من مغامراتها في مدينة جيروم ورحب بها ترحيبا حارا .
كان منزل باير مبنيا في جانب منعزل في نهاية الشارع الكبير الذي كان باعلى ظهر الجبل ,وكانت لورين تنظر بحسد الى المستشفى القديم الذي كان يطل على القرية كلها وعلى الوادي الذي يمتد في الاسفل .
وكم كانت تتعجل شفاء الجرح الذي في ركبتها لكي تستطيع ان تتسلق الى ذلك المكان المرتفع , ولكنها حتى الان لم تكن تستطيع التنزه الا في سيارة في طرق القرية الضيقة .
كان المنحدرالذي يمتد الى الفندق الذي تديره روزا جميلا وكان يسمح لـ لورين بأن تخرج من منزلها وتقطع هذه المسافة وتقضي بعض الوقت اللطيف ,وكانت عادتها تتناول غذاءها في المدينة في مقهى صغير حيث كانت روزا تنضم اليها احيانا .
كان انتظار وصول ماركوس يبعث احيانا في نفسها شعورا بالخوف .ولكنها بعد ان اكتشفت في الواقع سبب هذه الصيحات الكئيبة كانت لا تستطيع ان تتحمل سماعها مرة اخرى .وكانت تعود دائما الى نفس الاسئلة "لماذا يلعب ماركوس هذه التمثيلية ؟هل كان مجنونا؟"
في اليوم السادس كانت عائدة من القرية وكانت تحس بانحراف مزاجها ,وشعرت بانها لم تكن وحيدة في الشارع الذي يكتنفه السكون وعندما استدارت تبينت ان رجلا كان يمشي ببطء خلفها وعندما رأها وهي تستدير توقف فجأة عن السير وتصلب في مكانه في حالة تردد.
حاولت ان تطمئن نفسها ,كان جو هذه المدينة _مدينة الاشباح _يلعب باعصابها .
لم يكن هذا الرجل في الحقيقة سوى سائح عادي مثل بقية السياح .
ولكنها عندما استدارت للمرة الثانية توقف الرجل مرة اخرى عن السير فجأة لاشك انه كان يراقبها .كان يرتدي جاكيث من الجلد وبنطلون اسود ,كان يمشي ضد اشعة الشمس .كان منظره يبدو كئيبا كلما غمرته الشمس .
.كان يتتبعها بالتاكيد ,وفكرت بانه من الافضل لها ان تعود الى القرية بدلا من دخولها وحدها الى منزلها الكبير الخاوي كان احساسها قد اكد لها أن هذا الرجل خطر عليها ,وترددت على الرغم من ذلك .كان عليها ان تتقابل بهذا الرجل المشبوه اذا قررت ان تعود الى الوراء وتغير اتجاه طريقها .
لم تكن تخاف من اي شيء في ذلك الصباح المضيء من ايام الربيع ولذلك عاتبت نفسها على جنون الشك الذي كان ينتابها .
اسرعت الخطى حتى تصل الى منزلها في اسرع وقت ممكن .ولكن الرجل كان يسرع خطاه كذلك وكأنه يقلدها وكان يقترب منها أكثر مما اصابها باليأس .كان قلبها يدق باقصى سرعة عندما اقتربت من البيت وكانت لاتزال تتمتع بهدوء اعصابها ,وقالت لنفسها ....لايعرفني أي انسان قطعا في المدينة ....فمن يريد ايذائي؟
ربما مان هذا الرجل عدوا لمركوس ربما كان ممثلا كئيبا لهذه الاسرار التي كانت لورين قد قرأتها في عيني ماركوس .
كانت تفكر: ان مخيلتي تسبح في عالم من الخيالات ولكنها القت نظرة سريعة رعينيها للخلف ولمحت الشخص المجهول وقد اقترب منها أكثر الان .وعندما وصلت الى الصالة الكئيبة اخدت لورين تبحث عن المفتاح بطريقة عصبية في حقيبة يدها وكان صدى الخطوات الثقيلة يتباطأ في الخارج .وفجأة رأت وكأن ظلا عظيما قد أظلم مدخل المنزل ,واحست بالعرق البارد يتصبب على ظهرها ,ولم تستطع فتح الباب .
وكان الرجل المجهول واقفا دون حركة فترة طويلة من الوقت ,كانت عيناه مختفيتين خلف نظارة ثقيلة سوداء .وتشجعت لورين وواجهته :
-"ماذا تريد؟"
اخد الرجل المجهول خطوة للامام ,ولدهشتها الكبيرة اخرج من جيب السترة جريدة كانت قد تجعدت :
-"اريد الشخص الذي يرسم في هذه الجريدة ,هل انت بالفعل لورين ماكينزي؟"
كانت تكره اسلوبه وصوته على حد سواء كانت تستشعر خطرا كان من الافضل الا تفتح شقتها حيث كان يمكنه أن يجدبها بالقوة وحاولت ان تحسن صوتها وسالته :
-" لماذا تريد أن تعرف ذلك؟"
-"هل انت لورين ماكينزي نعم ام لا؟"قال لها بنبرة صوت فيها نوع من التهديد .
-"ماذا يعني هذا الاستجواب ؟"
رات فكه وقد ضغط عليه غضبا .لاول مرة استولى عليها الرعب .كان هذا الرجل المجهول خطرا .....وكانت هي تشعر بذلك جيدا لم يكن لديها ؟أية طرقة للهروب وخصوصا أنه كان يغلق عليها كل الدهاليز.
-"هل انت لورين ماكينزي ؟"صاح الرجل بكل عنف حتى انها قفزت نحو المدخل مفضلة أن تتحاشاه من أن تشعر بأنها وقعت في فخه .
في هذا الوقت فتح ماركوس فجأة باب شقته ,وبدا المجهول يتقهقر خرج وهويجري واندفع ماركوس خلفه لمطاردته لكن المجهول كان قد اختفى في طرق معقدة ومتشعبة تمر بين بنايات قديمة ثم عاد ماركوس الى منزله .
-"من كان هذا الرجل ؟"سالها ماركوس بينما كانت هي واقفة مشدوهة مما حدث عند دهليز ولصدرت اشارة لتؤكد بها عدم علمها بما يحدث .
قالت لورين ذلك بينما كان ماركوس يهبط تجاه المنزل وهو يلهث من شدة التعب :
-"انك لا تستطيع ان تتصور مدى سروري لوجودك هنا "
قال وهو يربت كتفها بلطف :
-"هل كل شيء على مايرام ؟"
-" أكاد أشعر ببعض الاضطراب ولكن هذا لايعني شيئا .لماذا هرب يا ماركوس ؟"
قال لها ماركوس باهتمام "لست ادري سبب ذلك"
وفتح لها باب شقته وتبعته لورين وجلست على الاريكة .
-"ان هذا الرجل لغريب فعلا لقد سالني اذا كان اسمي هو لورين ماكينزي واظهر لي الجريدة التي تنشر اعمالي .فماذا كان يريد مني بالضبط ؟"
جلس ماركوس على مسند الاريكة ,كان مهتما بها وكان يتأملها في حالة سكون .
قال في اخر الامر :
"اراك مضطربة اظن ان كوبا من العصير سوف يفيدك "
اجابت "عندي بعض العصير في المطبخ "
ذهب ماركوس الى المطبخ والقى نظرة سريعة على المائدة حيث كانت مجموعة من المقالات والرسوم ملقاة عليها دون أي ترتيب .وتوقف فجأة واختار ورقة معينة كانت لورين قد استعملتها للتخطيط فيها .
أخد يقول الرجل بصوت جهوري :
-"ماذا يعني هذا ؟ارجو أن يكونذلك نوعا من المزاح ؟"
قامت لورين وقد اصابتها الدهشة من رد فعله.
-"اعتقد انك تريد الكلام عن "رود ووترز"هل تجد بينك وبينه أي نوع من التشابه ؟"
-"أي نوع من التشابه ؟هذه صورة مني "صاح الرجل
-"وليكن ذلك .اعترف بانني قد تاثرت بك ,انني اختار شخصيات رواياتي من شخصيات حقيقية بصفة عامة "
نظر ماركوس الى الورقة بشدة كانت عيناه تلمعان غضبا ,وكانت لورين تسال نفسها عن سبب اضطرابه الشديد ,كان الناس عادة يشعرون بالسعادة عندما ياخذهم الروائي كمثال لشخصياته .
قال وهو يضع يده بطريقة لا شعورية على صدغه :
-"ماذا بشان الندبة ....لماذا ذكرت في روايتك موضوع الندبة "صاح واخد يجعد الورقة التي خطتها بيديه اللتين اصابتهما حالة من التشنج .
قالت وهي في حيرة من امرها :
-"لم أكن أعرف أن هذا ألامر سوف يفزعك هكذا "
تمتم وهو يلقي اليها بنظراته الغاضبة :
-"هل نشرت هذه المقالات والرسوم الملعونة ؟"
-"نعم ....الاسبوع الماضي ....على مستوى جميع أنحاء البلاد "
-"وماذا بشان مدينة جيروم ؟هل ذكرت هذه المدينة في روايتك؟"
-"اظن ذلك على ما أعتقد "
انتفخت اوداجه .لم تكن قد رأت اطلاقا مثل هذا الغضب وصاح في وجهها .
-"سوف توقفين هذه الرواية وهذه الرسومات التي تشبهني فورا!ليس هذا من حقك!"
صاح ماركوس في وجهها
ولم تستطع سوى ان تأخد خطوة الى الخلف .
-"ولكن هذا أمر مستحيل يا ماركوس لقد بدا سياق الرواية "
قطعها :
-"لا يا لورين لا اريد اطلاقا أن تستخدمي وجهي من أجل نشر روايتك المصورة البلهاء "
أمسكت بذراعه بطريقة يائسة .لاشك أن هناك طريقة للتفاهم معه وقالت له وهي ترجوه :
-"أنت لا تدري يا ماركوس ما الشيء الذي تطلبه مني _هذا العمل مهم جدا بالنسبة لي....ارجوك "
قاطعها ماركوس بعينين باردتين :
-"لا يأنستي انت لا تدرين أي شيء لن أستطيع أن أتحمل وجه التشابه هذا أكثر من ذلك "
صاحت لورين :
-"لا اكاد أصدق هذا ألامر "
كان صوت ماركوس قد انخفضت نبراته كثيرا .
-"اسمعيني جيدا يا لورين ان لم تسمعني جيدا فقد تعرضين نفسك للقتل "
-"ماذا تقول ؟هل تهددني بالقتل يا ماركوس؟"
-" لم اقل هذا على الاطلاق .انا قلت فقط :انك تعرضين نفسك للقتل .فبسبب هذه الرواية وهذه الرسوم الصغيرة الهزلية قد تتسببين على وجه التقريب في القاء القبض علي وبالحكم علي بالموت .
خرج ماركوس وهو يدفع الباب بقوة ,وكانت لورين في حالة ذهول ,كانت كلماته ترن في اعماقها كصدى دقات الجرس الحزين في الماتم.
انتهى الفصل الخامس

Just Faith 27-06-16 06:32 PM

الفصل السادس
كان ماركوس قد اصابه جنون الغضب ...وكان مختفيا في غرفته .كان في حيرة من امره يفكر بان كل التخطيط الذي عمل له كلن في سبيله للغرق لقد اختفى عن انظار العالم كله مدة ثماني سنوات في مدينة جيروم .وكان قد نجح في طريقة اختفائه حتى ان الجميع كانوا قد نسو كل شيء عنه .
بل نسو حتى وجوده نفسه .كان كل ذلك ضروريا جدا لتحقيق مخططه .ولو ارشد احد عن مكانه قبل ان يتمكن من تحقيق مخططه ذلك ....فقد يحدث له ما لا تحمد عقباه .ولكن كيف يمكن اقناع لورين به\ا المنطق ؟فهي تنظر الي خوف ماركوس كانه صدى لكرهه للناس الى جانب مرضه بجنون الشك .ولكن في واقع الامر كان الخطر حقيقيا .وكانت لورين قد صورته في روايتها بصورة دقيقة جدا تماثل الواقع ,وليس هناك شك اطلاقا بان بعض الناس قد يتمكنون من معرفته او التعرف عليه .
وكان ماركوس يفكر هل يضطر الى السفر باقصى سرعة ام يحاول ان يذهب ليختفي في مكان اخر ولكن هذه المرة للابد ؟غير انه في هذه الحالة كان لزاما عليه ان يتنازل عن مخطاطات التي نضجت في راسه منذ مدة طويلة ......ان يتنازل عن كل شيء لم يكن لديه بعد الان اية فرصة للانتقام او ان يتمنى ان يعيش في يوم من الايام حياة افضل ....
حياة طبيعية .كيف يمكنه العيش مختفيا للابد ؟ولكن لا شك ان هواردبويس وجيل سبارو قد راو صورته في الرواية التي ظهرت على صفحات الصحف عن مدينة جيروم واخد ماركوس يفكر في عدد اولئك الذين يتمنون ان يروه ميتا او على الاقل ملقى في غياهب السجون المدة الباقية من عمره . وكانت لورين ولاشك في ذلك مهددة ايضا .
كان قد لاحقها بعد الظهر اليوم رجل يحمل في يده جريدة .وكان يحاول بكل الطرق ان يقابل مؤلف الرواية المصورة التي قراها قد هرب منه وهو يجري في نفس الوقت الذي ظهرت امامه الشخصية الرئسية لهذه الرواية المصورة .وكل هذه المواقف كانت تدعوه لان يقلق .حاول ماركوس ان يتعرف على هذا الرجل .كان متاكدا على اية حال بانه لم يسبق له ان قابله ومع ذلك كيف يمكنه ان يعلل هذا السلوك الغريب ؟
كان ماركوس مضطربا هل يجب عليه ان يعترف لـ لورين بانه مجرم معترف باجرامه؟كانت هي كذلك معرضة لخطر الموت ربما جاء هذا متاخرا جدا .
وكانت لورين تنظر الى وجه "رود ووترز" كانت نظرته تتركز بطريقة غريبة بسبب الندبة التي في صدغه .كانت تتحقق من العواقب المريعة التي يمكن ان تنتج عن هذه الرواية التي قامت هي بكتابتها ووضعت رسوماتها بنفسها . ولكن ببراءة متانهية من غير ان تقصد ايذاء احد وقد كشفت دون ان تقصد ,ذلك مفتاح السر الذي كان يشغل نفس ماركوس المضطربة كانت قد تمادت في مشروع قصتها لكي تستطيع الان ان تبد
ي اسفها وندمها ,كان الضرر قد حدث بالفعل وكان يجب عليها ان تعمل جاهدة على تدارك الاوضاع وعلى مساعدة ماركوس من اجل هذا ايضا كان لزاما علي ماركوس ان يكشف لها كل سره بالكامل .
كيف يكون رد فعله عندما يراها مرة اخرى امامه ؟وترددت لورين طويلا قبل ان تدخل الى غرفته لم تطرق الباب لم يكن ماركوس قد اغلق باب شقته بالمزلاج كان جالسا ممسكا براسه بين يديه ويبدو عليه الارهاق وانتفض لرؤية لورين .
ـ"ماركوس ......ارجو ان تشرح لي "
لم تستطع الا ان تتمتم بهذه الكلمات لم يكن هناك أي داع لان تقول اكثر وكان ماركوس يعلم جيدا معنى الكلمات التي رددتها لورين ودون انتباه اخدت تكلمه دون كلفة لانه كما كان معروف ان الاوقات الاكثر صعوبة تستطيع ان تقرب بطريقة تلقائية أي شخصين حتى لو كان كل طرف بعيدا عن الاخر .واكثر من أي وقت اخر كانت تشعر بانها قريبة من الرجل الذي اخطات في حقه ....وتشعر بانها اساءت اليه .كان الخطر المحدق يمنح قوة اكبر للعاطفة الموجودة حقا .والتي ولدت بينهما من وقت قريب التي لم تظهر بعد.....ويكاد يبدو على هذين الكائنين انهما في وضع ضعيفسواء هذا الطرف ام ذاك .
وكانت الدموع الغزيرة تتساقط على خدي ماركوس فتبللهما .كانت الهاوية التي يباعد بين السكون الليل البارد والمستاجرة الرقيقة الضعيفة قد اختفت .
ولم يلب ماركوس بسرعة طلب لورين كان مشتتا بين المشاعر التي يحملها لها والقرارت التي اتخدها فيما مضى .ولكنه لم يطبق هذه القرارت عليها .عندما راها وهي تحاول ان تقتسم اهتماماته احس بعاطفة تغلبت على شعوره بالغضب .كان هناك شيء في داخله يجبره على الكلام .كان يشعر بشيء لا يستطيع ان يدفعه .
ـ" مادمت تريدين ذلك فسوف اشرح لك كل شيء انني مجرم هارب قضيت ثماني سنوات وانا هارب ......"
كانت لورين دهشة مما تسمعه ,كانت بالفعل قد فكرت في هذا الاحتمال ,بل لقد فكرت فيه بكل جدية عندما كانت تحاول ان تكتشف سر ماركوس وحدها دون مساعدة احد .,وعلى الرغم من ذلك لم تستط ان تخفي دهشتها عندما عملت بالحقيقة القاسية واكمل ماركوس كلامه :
ـ"لقد اتهمت بجريمة قتل فاعتبروني مجرما ,ولكن هذه التهمة هي ثمرة دسيسة مشينة دبرت ضدي منذ حوالي ثماني سنوات .وانني اكاد اعرف ما تفكرين فيه ....فكل المجرمون يقولون ذلك ويعلنون برائتهم .لا استطيع ان امنعك من التفكير بطريقة مختلفة وهذا طبيعي .وكل ما اريده منك ان تصدقني هناك رجلان غدرا بي وسوف يحاولان باية طريقة التخلص مني يردان قتلي ولكنني اريدهما حييين .
فهمت لورين الان مدى حجم الخطا الذي وقعت فيه وجال بخاطرها شكل وصورة الرجل الذي كان قد تبعها .......والان اصبح واضحا امام عينيها وجود خطر .
اكمل ماركوس كلامه :
ـ" هذا الرجل في الواقع كان يريد ان ترشيديه الي .كان يريد ان يراني دون ان اراه انا .لم يكن يريد ان يوقض ريبتي وعدم ثقتي .لقد وضعت نفسك في مازق .لان هؤلاء الرجال سفاحون "
كانت لورين تسمع في سكون واخد ماركوس يفكر قليلا ثم اخد يقول ثانية :
ـ" في الحقيقة لا اعرف بالضبط كيف تظهر الحالة ,انني لست متاكدا اذا كان الخائنان مازلا مرتبطين .حاولت ان اعثر على واحد منهما ولكنني فشلت في جميع المساعي .اعتقد انه مختف كذلك ربما هرب من زميله الاخر الذي يحاول قتله .لست ادري بالضبط ولا يمكنني معرفة ذلك .انني اخمن فقط كل هذه الاحتمالات ."
كانت لورين تحاول ان تفهم ما يقوله الرجل .كانت ه\ه القضية معقدة بطريقة مريعة وحاولت ان تساله :ك
ـ"ولكن في النهاية من يبحث عن من في هذه القصة؟لم اعد افهم أي شيء ان هؤلاء الشخصين يبحثان عنك كما قلت لي ولكن لماذا تحاول ان تعثر على واحد منهما ؟"
ـ؟"لانه الشخص الوحيد الذي يعرف القاتل الحقيقي وهو يعلم انني بريء لن تستطيعي فهم القصة برمتها الا اذا ذكرت لك كل تفاصيلها "
وكف عن الكلام بعض الوق كان بالنسبة له شيء مؤلم ان يسترجع مثل هذه الذكريات ولكن بما ان لورين ارغمته على كشف جزء من ماضيه على الرغم منه كان من الاسهل عليه ان يكشف لها الجزء المتبقي من هذه القصة .ولكن المشكله كانت بالنسبة لـ ماركوس من اين يبدا الكلام .
قال اخيرا بصوت يخفي عذاب عدة سنوات مضت:
ـ"لقد كنت اعرف هذين الشخصين اللذين حدثتك عنهما منذ زمن طويل لقد مشات معهما وكنا متلازمين ,احد هذين الصدقين يدعى "هوارد بويس "كان له ابن عم منضما الى فرقتنا ولكن العلاقات بين "هوارد" وابن عمه كانت متوترة كان هوارد يغار منه وكانت هذه الغيرة بسبب الارث كان يدبر له امرا ما دون ان نستطيع مىحظة أي شيء وانفجرت الازمة بينهما يوما من الايام وعملنا ان هوارد قتل ابن عمه "ديفيد "وكي يبرئ نفسه اقنع هوارد صديقنا الاخر جيل بان يتهمني بدلا منه .وقد دبرا معا هذه القصة الملفقة ليتهماني بجريمة القتل هذه كنت اتناقش مع دايفيد .بشان فتاة قبل مقتل ديفيد بايام قليلة .وبالفعل بلغا عني واتهماني كانا اثنين ضدي وحدي كان والد هوارد اغنى رجل في المدينةواكثر الرجال نفودا كل شيء كان يسير في غير صالحي .
كانت لورين ممتقعة اللون واخدت تنظر الى ماركوس بتركيز بينما كان يكشف لها برزانة عن سره الخص جدا وكان قد نما تدرجديا تعاطف حقيقي بين الشبح السابق وبينها وكانت لورين تسمعه وهي في حالة افتتان .
قالت بينما كان ماركوس يتنفس :
ـ"ولكن هل انعقدت لك محاكمة؟"
ـ"لا لانني هربت قبل انعقاد المحاكمة ففي نفس الوقت الذي اخبروني فيه بموضوع تهمتي ,حاولت ان اتظاهر بانني مغشي علي فارسلوني الى العيادة .هناك تمكنت من الفرار بعد ان استوليت على سلاح الشرطي الذي كان يلازمني , و في اثناء سيري في الدهليز وجدت جيل امامي وجها لوجه .كنت احمل السلاح لاواجه به من غدر بي .ولقد نظر كل منا الى الاخر بتركيز دون ان ينطق أي منا بكلمة .ز
لم اكن ابدا استطيع قتل أي شخص حتى في مثل هذه اللحظات .كان جيل يعلم ذلك وبعث الي بمفاتيح سيارته لكي اتمكن من الهرب وقد افهمته بانني سوف اقتله في المرة القادمة عندما اتمكن من رؤيته وفي الواقع كنت افكر في هذه اللحظة في هذا الموضوع بجدية ولكنني بعد ذلك تركت المكان ورحلت .
كانت عينا ماركوس تلمعان بقوة غير عادية تكاد تكون مخيفة .وبالتاكيد ان سرد هذه الذكرايات الاليمة كان هو السبب في الاضطراب الذي كان يسيطر عليه كان مضطربا وكانه يعيش للمرة الثانية في هذه الدقائق المعدودة هذه الواقعة من حياته الماضية كان صوته واضحا متسيدا الموقف ولكنك كنت تلاحظ من خلال نظرات عينيه هذا القلق الذي كان يهز نفسه لم يكن الوقت كافيا لان ينسى غضبه ولا ان يزيل شعوره بالرغبة في الانتقام والا فكيف يمكن تفسير هذا التوتر الذي كان يشر به داخخل اعماقه بطريقة مختلفة؟ ومع ذلك كانت لورين تعتقد ان هناك شيئا اخر يخص ماركوس تجب معرفته .فهي لم تكن في وضع تستطيع من خلاله تحديد طبيعة هذا التوتر الذي كان يهز ماركوس بهذا العمق ز
تذكرت الشيء الذي كانت قد اكتشفته في اول الامر عندما كان الرجل يؤكد لها ان هناك اشباحا تسكن المنزل فكيف لها ان تصدق الان الاسباب التي يدلي بها أي انسان تجرا في ترديدالاكاذيب وكان هو شغله الشاغل ؟
هل كان ماركوس مجنونا بالفعل ؟كان هذا الفرض يثير حفيظية لورين ولكنها كانت في وضع حرج امام رجل كان من الممكن الا تصدقه اطلاقا لانه خدعها قبل ذلك وليس هناك أي دليل يثبت لها ان ماركوس يقول الحقيقة وكان هناك اشياء كثيرة على العكس ذلك تطعن في هذا الافتراض ..... ولكن شيئا واحدا كان مؤكدا عندما كانت تكتب روايتها عن رود ووترز استطاعت ان تضع اصبعها على امر معقد وخطير ومع ذلك لم تكن تعرف مع أي جهة يوجد الحق فعلا .
ماذا كان عليها ان تعتقد؟ لا شك انه كان يلزمها معرفة اشياء اكثر .
ـ"ان اسمك الحقيقي ليس هو ماركوس ديريك اليس كذالك؟"
هذه الكلمات مزقت حالة السكون القلق الذي يسود بينهما منذ ان انتهى ماركوس من سرد قصة حياته ووجد مماركوس نفسه مرتبكا وكان رده على سؤالها :
ـ"بلــــى"
ـ"اخبرني بـــــه"
ـ"لا....لااستطيع ان اقول لك انني لا اطلب منك سوى امر واحد ....ارجو ان تتصلي تليفونيا بالناشر لكي يوقف نشر هذه الرواية المصورة الشيطانية "
كان ماركوس عنيدا وحاولت لورين ان تثنيه عن عزمه ولكن مجهودتها في هذا السبيل لم تشفع لها ربما كانت هناك فرصة حتى الان في انهم لم يقرؤا حتى هذه اللحظة هذه الرواية المصورة .
كانت لورين تفكر بهذه الطريقة
كانت لورين في حالة من الياس الشديد كانت قد قررت ان تكشف لـ ماركوس كل ما عرفته عن نشاطه الليلي ولكن التوتر بينهما كان على اشده .ووقف النشر معناه بالنسبة لها الرحيل عن مدينة جيروم في هذه الاوقات الصعبة وترك ماركوس .....هذا يعني ان المختص بالنشر لن يسمح لها بعد ذلك ان تقيم هنا مادامت قد توقفت عن العمل ولقد كانت ترغب قبل ان تترك غرفة االرجل ان يوضح لها ماركوس سبب نشر شائعة وجود اشباح في بيته .
ـ"اعرف يا ماركوس انك تسكن هذا البيت بمحض اختيارك لقد اكتشفت سلالمك السرية لماذا تفعل ذلك؟"
كان ماركوس مكتئبا بشد
ة ولم يرد باي شيء خلال برهة طويلة واليمة كانت نظرته فيها ذهول .كان مضطربا كما لم يكن على الاطلاق قبل الان .
انهى سكوته وقال بصوت ضعيف :
ـ"هل تحدثت الى أي انسان اخر ؟"
ـ"لا.....لم اقل لاي انسان لقد اعتقدت بان هذا التصرف غريب جدا ,اعتقدت .............."
ـ"اعتقدت انني مجنون "
ـ"ربما فكرت بهذه الطريقة "
ـ"ربما كنت على حق "
رفض ماركوس ان يقول اكثر من ذلك كان يخاف قبل كل شيء ان تكشف لاخرين هذا الخداع وقرر ان يتكلم في اخر الامر على الرغم من شعوره بالقهر .
ـ"تلك الاجهزة الموضوعة في الطابق العلوي هي جزء من مخططي "
وكان ماركوس يتنفس بسرعة بالتاكيد كانت هذه الحقائق التي كشف عنها تسبب له ازعاجا كان لديه شعورا بانه يزيل النقاب عن كل اجزاء شخصيته بطريقة غاية في سهولة سريعة جدا وعميقة جدا .كان لزامكا عليه ايضا ان يفتش في ذكرياتهالاليمة وان يعود كذالك الى اوقات مضت........
ـ"عندما كنا شبابا "هوارد"وانا كان من بين عادتنا ان نمر عبر المدافن لكي نذهب الى المدرسة وفي احدى امسيات فصل الشتاء اضطررنا الى الخروج من المدرسة في ساعة متاخرة بسبب عقاب لحق بنا كان الوقتمتاخرا وكانت السماء قد اظلمت وكان هوارد يشعر بالخوف عند مروره عبر المدافن وبما ان المرور من هناك كان يقصر المسافة فقد
الححت عليه ان نعبر من هذا المكان اخدت اتكلم عن الاشباح لكي اجد مادة للتسلية ,وقد شعرت حينداك بان صديقي كان يضطرب من الخوف وقد اكتشفت بعد ذلك ان هوارد كان يرتعد خوفا من أي شيء خارق للطبيعة كان يتسلط عليه شعور حقيقي بالوسوسة كان يعتقد فعلا في الاشباح وانا مازلت متاكدا بانه يعتقد ذلك دائما .
اخدت لورين تفكر ثم قالت :
ـ"انني واثقة بانك تريد ان تخيف هوارد ولكن كيف يمكنك ان تجعله يحضر الى هنا ؟"
ـ"بان اجعله يعتقد انني توفيت وان اشيع ان شبحي يسكن هذا البيت واتهمه بقتل ابن عمه .عندئد سيتاثر هوارد ذلك السياسي الطموح بهذه الدعاية السيئة وسترتعد فرائص هذا الرعديد وسيضطر حينداك للحضور الى هنا على الرغم من خوفه الشديد لكي يضع نهاية لهذه القضية الحساسة "
ـ"وبعد ذلك عندما يكون هنا ماذا ستفعل ؟"
ـ"سوف افاجئه بجلسة استعمل خلالها جهاز العرض مما سيدفعه للاعتراف بكل شيء رغما عنه .وحتى ينجح هذا المخطط يجب ألا يعلم بويس بأنني مازلت حيا ."
"إنني افهم ذالك "
و عرفت لورين الآن كيف أنها كانت ستفسد مخطط ماركوس بالفعل و لكن ربما كان الأمر الآن متأخرا جدا و كان لزاما على كل منهما من الان فصاعدا ان يحتميا ضد هجوم هذا الشرير بويس و كان من المنتظر أن يحدث هذا في القريب العاجل و شرح ماركوس كذالك لها كيف انه اخفى خلف جدار غير حقيقي و جهاز عرض كبير و عدد كبير من مكبرات الصوت بهدف اجراء هده الجلسة المتوقعة و كان لـ لورين خبرة اليمة في هذا الصدد منذ الليلة الماضية و اخبرها ماركوس كذالك بانه يمتلك الفندق و لكنه يرفض نهائيا ان يعرف احد هذه الحقيقة و كان يحاول تجنب ان تعرف عائلته ذالك فتحاول الالتقاء به .
قالت لورين بتعجب :
ـ"أي نوع من الحياة هده؟"
ـ"إنها حياة عزلة .... و لكنني افضل هذه الحياة على ان احيا في السجن ."
و خلال هذه المحادثة اوصلتهما خطواتهما الى البيت المجاور
و توقفا فجاة عن الكلام .لقد لمحا معا رجلا كان ينظر اليهما ... رجلا غريبا ...غامض السلوك و سرت في عروق لورين قشعريرة و حاولت ان تبحث عن ذراع ماركوس و لكنه كان بالفعل قد قفز لمطاردة هدا الشخص المريب
.
انتهى الفصل السادس

Just Faith 27-06-16 06:36 PM

الفصل السابع
كان ماركوس قد قفز بسرعة وكانه البرق لمطاردة الشخص الغريب .كان ذلك نفس الشخص المرتدي سترة من الجلد الذي كان قد تبع لورين .كان ماركوس يحاول باية طريقة الا يدعه يهرب منه هذه المرة وكان المجهول العجيب قد سبق ماركوس ببضع خطوات .ولحسن الحظ ماركوس استطاع ان يتفادى سيارة كانت توشك ان تصدمه وهو يحاول ان يعبر الشارع باقصى سرعة .واندفعى الرجل مرتدي السترة السوداء نحو السلالم بناية قديمة ودخل في دهليز واختفى في ركن يؤدي الى الشارع الخلفي .
كان ماركوس قد اثبت في مطاردته انه اخف حركة ,كانت المسافة التي تفصل بينهما قد تقلصت كثيرا .
لم تستطع لورين سوى ان تشاهد عن بعد هذه المطاردة السريعة جدا من الجانبين .ولم تتمكن من رؤيتهما مدة طويلة .ولكنها لمحت فجأة ماركوس وهو يبرز من بين الطرق المتشعبة التي كانت تمر بين البنايات القديمة اذ كان الرجل المجهول قد اندفع فيها ,ورفع ماركوس ذراعيه الى السماء بحركة استسلام عرفت منها انه لم يلحق به وانه تمكن من الهرب منه .واومأ اليها ماركوس بحركة منه بانه سوف يذهب الى الفندق ـوبينما كانت تنتظره كي يلتقط انفاسه ثم يلحق بها اذ بـ ماركوس يعبر الشارع الخلفي مرة ثانية متسلقا الانحدار الذي كان يختفي بين مجموعة المنازل القديمة المعقدة وغير المرتبة .
"الى اين هو ذاهب ؟ زوجلست لورين بجوار جدار صغير من الحجارة يحد الرصيف وهي في حيرة من امرها وكان ماركوس يمشي ببطء وهومطأطئ الرأس يبدو مستغرقا في تأملات عميقة .؟ربما كان في حاجة الى بعض اللحظات من الوحدة لكي يدرس الاحداث التي كانت تمر به ."
كانت لورين ترتعش فور التفكيلار في ان الرجل المجهول قد يكون مراقبا لها من احد الشبابيك المظلمة وهو مختف في احد هذه المنازل غير المأهولة بالسكان .لماذا كان هذا العدد من الغرباء يقتفون اثر ماركوس لو كان بالفعل هاربا من القانون لأمكن إبلاغ الشرطة عنه دون ان يعرض أي منهم نفسه لأي خطر مهما كان صغيرا .
كان الفندق يقع بعد مجموعة من المنازل ولكن المسافة كانت بالنسبة لها بعيدة المنال غير ممكن اجتيازها .كانت تدرك أن ماركوس لن يوافق مطلقا بان تستمر بفي كتابة روايتها .كانت هذه الفكرة تعذبها ,كيف ستتمكن من شرح موقفها للناشر وهو انها ترفض متابعة العمل الذي بدأته؟ لم يكن امامها سوى ان تتمشى حتى الفندق لكي تفكر في ايجا عذر .على أي حال لن يقبل هذا الوضع عدد كبير من الجماهير المهمة .
كانت الافكار تتصارع داخل راسها .وفجأة خطرت لها فكرة .كانت هذه الفكرة تعتمد على ان تتجنب هذا التوقف العنيف لعملها وبينما كانت تحاول السيطرة على القلق الذي كان يسحق قلبها اذا بها ترجع نحو منزل باير وملخص الفكرة التي طرات لها هي ان تخاطر لا ان تتحاشى المخاطر ففي واقع الامر كان هي وماركوس يكتنفهما خطر كبير ولكن المخطط الذي كانت تحاول رسم خيوطه كان يستهذف الخطر نفسه .
وعندما وصلت الى البيت كانت قد اقتنعت بان المخطط الذي دبرته كان افضل حل ,والان كان عليها ان تبحث عن ماركوس حتى تشرح له كل شيء .
كانت كل اجزاء السيدة تهتز عندما ركبت سيارتها .كانت تقود السيارة بسرعة مخيفة خلال الطريق الضيق النحدر وجدت ماركوس جالسا عند دهليز منزل مخيف كان يبدو من منظره الخارجي انه غير ماهول بالسكان منذ وقت طويل كان ماركوس هناك ثابتا لا يتحرك اطلاقا .
توقفت لورين عند اسفل الانحدار الذي يؤدي الى المنازل القديمة اعلى الانحدار ونزلت من السيارة .
صرخت لورين:
ـ"اريد ان اكلمك ؟"
قال ماركوس:
ـ" لست أرغب في ذلك لقد تكلمت كثيرا اليوم "
ـ"انه امر مهم جداـاصرت لورين ـ سوف اصعد بالسيارة"
اخد يصرخ:
ـ"لا تحاولي عمل ذلك فالانحدار وعر وقد تنزلقين "
احتجت عليه :
ـ"سوف اصعد .....فلست عاجزة الى هذا الحد "
نظر اليها بينما كانت تصعد ببطء في طريق ضيق كان يمتد متعرجا بين الحاشائش الشيطانية .وكان ماركوس قلقا فهذا العمل الذي كانت تقوم به لورين لم يكن يروقه على الاطلاق وتسلقت اخيرا المسافة القصيرة التي كانت تفصل بينها وبين البيت وعندما وصلت جلست عند الرواق وهي مستاءة وجلس ماركوس بجوارها .
قالت بعد ان سكتا طويلا :
ـ"يجب ان نتحدث "
ترددت لورين في اخباره بشيء عن خطتها خوفا من غضبه .ولكنها سرعان ما فكرت انه لن يغضب منها اكثر من الغضب الذي كان يحمله تجاهها .كانت جالسة بجواره تحت ظل الاشجار وكانت تشعر بقوة ودفء جسمه ولم تكن تخاف ماركوس بل تخشى اعدائه ز ولذلك كانت تشعر ان قوته الهادئة تستطيح ان تمنحها الحماية المطكلوبة .
قال لها وقد نفد صبره :
ـ" لست ادرك السبب الذي جعلك تتبعينني الى هنا .كنت اعتقد اننا تكلمنا وقلنا كل ما يجب قوله بشان هذه الكارثة "
ردت عليه وهي تصوب اليه نظراتها الفاحصة :
ـ"هل تعرف الرجل الذي كان يمشي في اثرنا ؟"
ـ"لا......لا اعرفه وماذا بشانك انت ؟هل تعرفينه ؟"
ـ"بالنسبة لي فانا لا اعرفه ابدا بالتاكيد .ولكنني اعتقد انه لم يكن يتبعنا نحن الاثنين " وكف الاثنان عن الكلام وساد صمت رهيب كانت لورين تتامل ابواب الرواق الثقيلة التي كان قد اتلفها تعاقب السنين والانواء .
قالت بصوت تحاول السيطرة عليه :
ـ" لدي احساس انه يراقبنا واعتقد ان هذا البيت يراقبنا "
وقفت لورين لتلقي نظرة سريعة داخل البيت .كانت تسال كيف استطاع ماركوس ان يعيش مدة طويلة على الرغم من الجحيم الذي ينهش اعماقه في هذا الوادي الذي تطوقه هذه القمم العالية لم تعد الحرية بالنسبة له فكرة مبهمة وذكرى بعيدة .اليوم بسببها كان صدى الحرية الذي كان يحاول جاهد
ا الحصول عليها قد بدأ أيضا يتلاشى الى الابد.
ـ"لندخل ارجوك يا مركوس لا استطيع احتمال ان احس بان احد يراقبني "
قام وفتح لها الباب,اصبح اثنان الان في قاعة كبيرة في نهايتها سلالم تصعد الى اعلى ثم تضيع في الظلام .كان البيت من الداخل في حالة صالحة لم يصبه أي دمار كما كانت تتوقع لورين مما اصابها بذهول واضح .كان المنزل غارقا في التراب وفي ذكريات سكونه الرهيب وكانه كان في سبات عميق امتد عدة قرون .
قال ماكوس :
ـ"لا يعجبني منظر هذا المكان في الحقيقة لم يكن يعجبني على الاطلاق "
ـ"ولكنك على الرغم من ذلك اخترته لكي تعيش في عزلة عن العالم "
ظهرت على وجهه علامات الجدية ,ثم قال وهو يدخل حجرة الجلوس :
ـ"لو كنت فعلا ترغبين في الانتظار بهذا المكان .....فاتبعيني"
كان هناك غرفة يدخلها النور وكان عبير ازهار البرتقال ينتشر في ارجائها وكان بها كوة كبيرة تطل على منظر الوادي فائق الجمال .
جلس ماركوس على افريز النافدة ,وجلست لورين على اريكة قديمة من الجلد كانت السنوات المتاعقبة والاتربة قد ازالت رونقها كان كل شيء غارقا في جمود المثقل بالذكريات العجيبة التي كانت قد فقدت الى الابد .
ـ" انني ادرك يا ماركوس سبب غضبك وقلقك لذلك لن الومك اطلاقا حتى ولو امتنعت عن التحدث معي ,ولكنني اريد ان اقي عليك بعض الاسئلة هل استطيع ذلك؟"
تمتم ماركوس :
ـ"بالنسبة لاي موضوع ؟"
ـ"بشان موضوع جريمة القتل انت تقول ان بويس اصبح الان شخصا معروفا جدا "
ـ"ان عائلته قديرة جدا ولها تاثير كبير في عالم السياسة ,ولا يترك اطلاقا اية مناسبة دون ان يقوم بالدعاية لنفسه ويلاقي نجاحا كبيرا لدى اعداد الناخببين "
ـ"وبالنسبة لـ جيل ؟ماذا يعمل الان؟"
ـ"لست ادري اين هو الان ــاعتقد انه يخاف ايضا من هوارد مثلما يخافني لاننا نحن الاثنين الشخصان الوحيدان فبي العالم اللذان يعرفان ان السياسي اللامع ليس في الواقع الامر سوى قاتل حقير .من الجائز ان بويس قد قتله بالفعل على ان هذا الموضوع لا يهمك باي حال من الاحوال ماذا قال الناشر بخصوص روايتك المصورة ؟"
ـ"لم اتصل به حتى الان "
ـ"كيف هــــذا؟"
قال محاولا توبيخيها بصوت كان الغضب يظهر عليه عليه من جديد .
ـ"اريد ان اكلمك قبل ان اتصل به لدي خطة تنتشلنا من هذه الورطة "
قال مركوس وهو يرفع راسه الى السماء:
ـ"لا اريد سماع أي كلام في هذا الشان ــانك لا تفهمين اطلاقا مدى خطورة هذا الموضوع "
كان تنفسه يدل على مدى ضيقه لقد امضى ثماني سنوات وهو يعد بكل صبر هذا المخطط وها هو ذا يرى كل شيء تذروه الرياح ويتلاشى .
ـ"اسمعني يا ماركوس استطيع ان اتناول في روايتي الحديث عن جريمة القتل استطيع ان اصف كل الظروف الجريمة في روايتي المصزورة والجأ ايضا الى وجوهكم الحقيقية يمكنني ان اصف هذه الدسيسة البشعة كذلك الدعوى القضائية وادانة انسان بريء "
كان ماركوس يتاملها بنظرة جافة وهو لا يصدق ما يسمعه .
ـ"ولكن بماذا سينفعنا كل هذا ؟"
ـ"الا ترى انه بهذه الطريقة سنؤكد في عيون كل مواطني البلاد باكملها ؟وبهذه الطريقة ايضا سنجبره على ان يحضر الى هنا باقصى سرعة لوقف هذه الاكتشافات الخطيرة حينئد تستطيع انت ارباكه وايقاعه في الفخ الذي نصبته له ولن تستعمل اسمه الحقيقي بالتاكيد على ان التشابه بينه وبين شخصية الرواية سيكون هكذا كبيرا بحيث لن يشك أي انسان في انه هو الجاني وعندما ياتي الى مدينة جيروم سوف ندعي موتك وتستطيع انت من جهتك تنفيد خطتك "
كان الرجل ينظر اليها من دون ان يقول شيئا وكانت لورين تحاول ان تشدد على مخارج حروف كلماتها بغية اقناعه .
ـ" انك تعلم يا مركوس بان اعمالي لا يتم طبعها قبل اسبوع لذلك قد يظهر الرجل المجهول الذي يقتفي اثرنا ربما لم يكن له أي ارتباط بـ بويس "
قال ماركوس :
ـ"كل ما اعرفه هو انني لن اتركك ابدا تقترفين أي عمل جنوني هكذا انت لا تدرين مدى خطورة هذا الرجل انه سفاح لقد اقترف جريمة القتل وهو رابط الجأش"
صاحت لورين:
ـ"زولكن كيف يمكنه قتلي ؟لابد ان كل الناس سوف ترتاب فيه "
ـ"ارجوك ان تنسى هذا المخطط لانه خطير جدا لا اريد ان اسمع شيئا بشانه "
اعترضت لورين :
ـ" انت تعلم يا ماركوس بان هذا المخطط هو افضل بكثير من مخططك لانع يعمل على تعرية بةيس وجيل في الوقت نفسه .وعلى كل حال فقد قررت تنفيده هل تعتقد انني استطيع العيش بعد ذلك وانا على يقين بانني جعلتك تفقد حريتك ؟"
ساد الصمت طويل بعد ذلك .
ثم استانفت قولها :
ـ"ان اهم ما في الموضوع هو جيل سبارو اليس كذلك؟فهو الوحيد الذي يعرف انك بريء "
ـ"الحق معك .هذا لو كان ما يزال حيا سوف يكون هذا بمثابة جزء يسير من الخط ,انني لاتذكردائما نظرة جيل وانا اصوب اليه سلاحي يوم هروبي اعتقد انني قرات على وجهه علامات الندم ربما كان هذا نتيجة الخوف "
كان التوتر في صوته يكشف عن مدى الالم الذي كان يحس به كلما تذكر الخيانة التي اقترفها ضده صديقاه القديمان .
ـ"كنت اتمنى ان ادفع كل الذهب العالم حتى اتمكن من الكلام مع جيل ولكنني لن اتركك تخاطرين بحايتك لكي تساعديني لو كان في استطاعتي ان اسلم نفسي او ان اجازف بحياتيفي كل هذه القصة لفعلت عندئد لن تجدي من يحميك"
ـ"لو حدث ذلك لذهبت فورا الى مدينة "لوس انجليوس" لكي اقص كل ذلك للشرطة هناك .ارجوك يا ماركوس يجب ان تتركني احاول "
قراءت في نظراته ان قرارته قد بدات تضعف .
ولكنه عارضها قائلا :"
ـ"انك لا تعرفين حتى الى من يشبه بويس ؟"
ـ"لقد قلت لي بنفسك انه شخصية معروفة ولا شك ان صورته سوف تنشر بتكرار على صفحات الجرائد "
كان ماركوس منحنيا واضعا مرفقيه فوق ركبتيه ودافنا راسه بين ذراعيه .
قال في النهاية :
ـ"موافق ولكن يجب ان تعديني بان تكوني حذرة "
ـ؟"وكذلك انت "
قال ماركوس وهو يرفع راسه :
ـ"ارجو ان تكوني حذرة جدا يا لورين لانك ايضا اكثر مني تطرفا" وتحملت لورين نظراته .ولدهشتها الشديدة كان ماركوس قد اخد يبتسم .لم تكن هذه الابتسامة تميلها عليه السعادة بقصد اللهو ...............ز
وفهمت السيدة ان الرجل كان يؤكد لها ثقته وبادلته هي كذلك الابتسامة لانها كانت على الرغم من كل شيء تعلم انه صادق ,كانت قصته تحتوي على نقاط من الصعب تصديقها ولكنها كانت صادقة .وكانت تستطيع ان تقرأ مدى قلقه الحقيقي في نظراته العميقة والان كان الرجل في حاجة اليها .
وحتى يتم المخطط الذي كانت قد فكرت فيه على خير وجه ادخلت لورين في مغمرات رود ووترز تغييرا وبهذا كانت تفتح لنفسها بابا للخروج عندما يحين الوقت الذي تتم فيه حوادث كل هذه القصة حتى تجتذب بذلك انتباه القراء اتصلت لورين بصديق لها صحفي لكي يبعث لها كل صور بويس وكان الاثنان يعملان طوال الليل لورين في كتابة الرواية وعمل الرسوم وبينما كان وماركوس يحاول ان يتذكر ادق التفاصيل للكابوس الذي مر به كان يحاول ان يتذكر الاماكن والغرف حيث وقع الحادث كل هذه الاشياء كانت تطفو في ذاكرته بطريقة مؤلمة .
وبعد ان عملا بجد وصبر طوال الليل وجزء من الصباح تمكنت اخيرا لورين من ارسال اول دفعة من الجزء الطويل الذي كانت قد ضمته الى روايتها الى الناشر الذي كان في حيرة من سبب تاخرها ,وكان ذلك قبل منتصف النهار بقليل ,وبعد يومين كانت صورة جيل سبارو وهوارد تظهران وكانهما شخصيتانفي الرواية صفحات اربعين جريدة لكي تشاهدها عيون القراء البلاد جميعهم .كانت القصة الجديدة تظهر اربعة من الطلبة كانو في رحلة لصيد الديوك البرية داخل مساحات واسعة من الاراضي التي يعيش فيها طالبان منهم والشخصية التي كانت تشبه هوارد بويس كانت تدبر جريمة قتل لواحد من اصدقائه وهو في نفس الوقت ابن عمه لانه كان يغار منه .
لم تكن هذه اذن روايةمصورة ولكنها كانت بمثابة مصيدة تحاول ان تلقي القبض على الجانيين الحقيقيين .
وتتابعت الايام بعد ذلك هادئة كالهدوء الذي يسبق العاصفة ومر اسبوع دون ان يرى احد منهماــ سواء لورين او ماركوس الرجل المجهول الذي يرتدي السترة السوداء ولكن في ليلة من الليالي وبينما كانا يسيران في الشارع الرئيسي لمحا الرجل الذي كان قد هرب من ماركوس .كان يسير على بعد خطوات منهما متوجها الى الكافيتريا كانت ظلمات الليا قد اخفت عن بصر الرجل المجهول شخصية لورين وماركوس, كانا في الواقع بعيدين عنه جدا حتى انه لم يتحقق من ملامح وجهيهما .
تمتم ماركوس :
ـ"سوف امسك به هذه المرة "
قالت لورين وهي تمسكه من ذراعه :
ـ" لا تفعل ذلك يوجود في الكافيتريا عدد كبير من الناس سوف تشد انتباهم لو حاولت ملاحقته الان "
اخد ماركوس يحلل الامور :
ـ"لا شك انه يسكن في المدينة ــوانه بالتاكيد يقيم في احد الفنادق نعم فانت على حق يا لورين من الافضل ان اتحدث مع روزا قبل ان اتخد أي خطوة ربما استطعنا ان نكشف شخصيته "
وامسكت السيدة بذراعه لانها لاحظت وجود حالة انجداب غريب بينهما .كانت تعرف موضوع السنوات الثمانية التي شعر فيها ماركوس بحالة من الكرب ومن الغبن ومن الحقد كانت تسحقه نفسيا ووضع ماركوس يديه على يدي لورين وكانه يقرأ من خلال افكارها ثم قال لها :
ـ" اترين مدى تاثيرك على ؟ الام اشعر بانني هادئ جدا على الرغم من وجود هذا المجهول على مقربة مني "
ـ" اؤكد لك يا ماركوس ام وجودي معك له اهمية كبرى وفي الحقيقة ان رباطة جاشك هي التي تؤتر في "
ـ" لاـــ فانت من تدفعني الى هذا الهدوء وانني لاشعر بالسعادة عندما اقول لك كل شيء ــ احس بانني حر كنت في الواقع قد نسيت ما تعنيه كلمة حرية كنت قد نسيت ماذا يعني ان يتاقسم انسان شيئا مع انسان اخر .في الحقيقة انني لم اشعر اطلاقا بانني اعيش مثلما اشعر الان واخد ينظر كل منهما الى الاخر مدة طويلة وهو في حالة سكون متاثرين بهذه اللحظات من الود الحقيقي وكانا متاكدين بان التهديدات التي ترمي بثقلها عليهما سوف تختفي بلا شك للابد.
قالت لورين لـ ماركوس :
ـ"هل بويس خطر حقا كما تقول ؟"
ـ"يجب عليك ان تصدقيني فلو اننا كشفنا سره فسوف يخسر كل شيىء فلو انني استطعت اثبات براعتي او استطعت ان اشكك في اشتراكي في الجناية فلن يتردد اطلاقا في قتلي .ولكنه لا يدري حتى الان ما اعددت له من خطط "
ـ"كيف ستتمكن من القاء القبض عليه ؟"
ـ" لا اعلم شيئا حتى هذه اللحظة , هناك تفاصيل كثيرة لااعرفها فاذا لم يظهر جيل يمكنني اشاعة خبر موته واحضارشبحه في المنزل .كذالك قد استطيع التظاهر بالموت .و على اية حال لو ان الصحافة تدخلت في قصة هذه الاشباح فلن يستطيع هوارد عندئذ ان يتراجع . فلو فعل ذالك فسوف يفقد هيبته. وعندما ياتي الى مدينة جيروم سوف نجد الطريقة المثلى لايقاعه .
وامسك بيدها واحست بحالة الدفء كانت تبعث في كيانها الطمانينة وكان ماركوس قد انشغل عنها كثيرا في هذه الايام الاخيرة وكان قد احس بهذا الوضع الان فقط في ضوء القمر في ليلة جميلة من ليالي الربيع شعر فيها بانجذابه نحوها بشدة وكان ماركوس قد ابتعد عنها مند اليوم الذي اعترف فيه لها بانه محكوم عليه بسبب جريمة قتل هل كان يعتقد انه قد يصيبها بالفزع لو مسها ؟
في اليوم التالي حضرت روزا في الصباح الى منزل باير ولكنها لم تغامر بالدخول وجلست السيدتان امام رواق ز المنزل تحتسيان بعض الشاي المثلج وكانت لورين تشعر ببعض الضيق .فهي الان تتحمل وزر كل هذه الاسرار وكانت روزا لا تعلم شيئا عن الماضي وكذلك لا تعرف أي شيء على الاطلاق عما يدور في الوقت الحاضر ,على ان كمية من الحكمة كانت تظهر في نظراتها بحيث كانت لورين تعتقد بان روز تعرف من الاسرار اكثر بكثير مما تصرح به ,كان لدى روز عدة اسئلة تقلقها دائما بعمق ومن ضمت الاسئلة التي وجهتها روز الى لورين :
ـ"هل ارتبطت بصداقة مع ماركوس ؟....انه في الحقيقة رجل غامض لا يبوح باسراره الى احد ولن يستطيع تحطيم هذا الحاجز والولوج في اعماقه سوى امراة قوية العزيمة "
ردت عليها لورين قائلة:
ـ" انت كذلك لديك اسرارك الخاصة بك"
وردت عليها روزا وهي تدير راسها باتجاه الوادي الذي كان يقع امامها على عمق شحيق :
ـ" دون شك ولكن اسراري تختلف كثيرا عن اسرار ماركوس ,ليست هي في الواقع الامر اسرار بشان ما يجري في الحاضر بل هي ذكريات نهتم بها بعد مرور سنوات عدة "
ـ"لقد سالت نفسي كثيرا على سبيل المثال كيف كانت حياتك ,هل رايت ما كتبته عنه ؟"
وقالت روز بنفس واحد : ـ" بالتاكيد انها عبارات ممتازة ولكنني في الحقيقة لست بهذا الجمال وقد اعجب بي بعض الناس وكانو ينظرون الي نظرة رائعة ولكن كل هذا بعيد عني كل البعد "
سالتها لورين فجأة :
ـ"ماسبب عدم زواجك حتى الان ؟"
وفضلت روز السكوت فترة من الوقت واشارت في النهاية باصبعها الى الانحدار الذي كان يمتد
الى اسفل المدينة .
ـ"هل ترين البيت الذي يظهر سقفه المائل هناك ؟كان الشاب الذي احببته يعيش هناك كان ابن احد التجار الاغنياء كنا نذهب معا الى المدرسة "
سالتها لورين :
ـ"ماذا حدث لــــه؟"
ـ"لقد توفي منذ اثني عشر عاما .كان قد تزوج من امراة غنية ورثت هذا الغنى ولكنها لم تستطيع ابدا ان تجعله سعيدا "
ـ"ولكن لماذا لم تتزوجيه لو كان يحبك ؟"
رفعت روز عينيها الى السماء وتنفست بعمق .
ـ" كان كما قلت قبل ذلك ابنا لاحد التجار الاغنياء ,وكنت اعيش في عشة الفقراء في حي سيء السمعة ,وكانت سمعة والدتي رديئة ,لقد احبني ولكن كان من المحال ان نتزوج "
وحاولت لورين ان تقف دموعها بصعوبة .
وتابعت روز كلامها :
ـ"لقد كان الشخص الوحيد الذي احببته لم يكن لدي ابدا الشجاعة لكي اتزوج دون ان اشعر بالحب "
امسكت لورين يديها
ـ"اخبريني يا روز ما الحب ؟"
ردت عليها روز وقد ادارت راسها :في الواقع انه سؤال عجيب جدا "
قالت لورين :
ـ"لقد احببت مدة طويلة وبطريقة قوية جدا ,ربما تكونين الشخص الوحيد في العالم الذي يستطيع ان يقول ما الحب "
قالت روز وعيناها تتلألأن :
ـ"لماذا تسالنني هذا السؤال بطريقة ملحة ؟هل تشعرين بالحب ؟"
ـ"نعم لا استطيع ان امنع نفسي من هذا الحب ان ماركوس في الواقع مختلف كل الاختلاف عن بقية الرجال اتمنى الا يصيبه أي ادى مهما كان "
ـ"هل تعتقدين بانه في خطر ؟"
قالت لورين وقد ادركت انها ذهبت بعيدا .
ـ" لست ادري .ان مشاعري تختلط علي ,كيف نعرف يا روز باننا نعشق احد ما ؟"
تنهدت روز بعمق وجحطت عيناها وقالت :
ـ"نحب احد عندما نشعر باننا نود الا نعبر اقسى واسوأ التجارب مع أي انسان سواه ,انه لامر غاية في اليسر على ما اعتقد "
كانت لورين ترغب في الاستطراد في المناقشة عندما لفت انتباهها فجأة ظل يتحرك في الحديقة التي كانت تقع على المنحدر .
كان هو نفس الرجل المجهول الذي يرتدي السترة السوداء كان يحاول تسلق الجدار وعندما راهما جالستين في الرواق المنزل كان يقترب منهما وهو يزحف منحنيا ليمر من دون ان ترياه وصاحت روز وقد شاهدت الرجل الغامض وهو يعود ثانية :
ـ"من هذا الرجل ؟وماذا يفعل هنا ؟"
اجابتن لورين :"
ـ" منذ بضعة ايام وهذا المجهول يحوم في هذه ضواحي "ط
صاحت روز :
ـ"لكنني اعرفه انه احد العملاء الفندق .ولست اشعر تجاهه باي موع من الارتياح يا لورين انه بالفعل غريب الاطوار "
وكان الرجل المجهول ينزل بسرعة فائقة الى الحديقة .
همست روز بنبرة غريبة جعلت لورين تحس بان قشعريرة تسري في بدنها :
ـ"اين ماركوس ؟"
اجابت لورين وهي تحاول جاهدة بالا تظهر مدى خوفها العظيم ولكن دون امل :
ـ"لقد ذهب الى المدينة "
طقطقت الواح الخشب القديمة تحت ثقل الرجل المجهول وكان قد وصل حتى الرواق المنزل .
انتهى الفصل السابع

Just Faith 27-06-16 06:37 PM

الفصل الثامن
كان منظر الرجل عن قرب مخيفا اكثر ,شعر ذقنه غير كثيف وقدر بسبب اهماله وندرة رعايته لها .وكان شعر دقنه يخفي وجنتين شاحبتين ومريضتين .كان شعره اشعت يصعب تحديد لونه ربما كان في يوم من الايام مائلا للاحمرار كان يتدلى على جبهته بغير نظام .كان يرتدي سترة لونها اخضر واصفر وكان يضع وشاحا شديد القذارة حول عنقه لا يلائم اطلاقا فصل الربيع وكذلك لميكن يبعث شعورا بالاطمئنان الى أي انسان كان يلتقي لاول مرة بشخص هكذا غريب .
تقدم الرجل وقال بنبرة صوت هجومية :
ـ"لدي سؤلان او ثلاثة اسئلة اريد ان اسألهما لك
ردت عليه لورين بنفس نبرة االصوت :
ـ"ليس عندي شيء اقوله لك "
كانت لورين تحاول في المقام الاول ان تسيطر على خزفها لم تكن تريد باية طريقة ان تظهر هذا الخوف الذي كان يصيبها بالغثيان خصوصا عندما ترى هذا الرجل وتسمع صوته كان ماركوس قد ذهب الى مكان ما وكان هذا الرجل يعرف ذلك بالتاكيد
تابعت لورين كلامها :
؟ـ"انني ارفض رفضا كاملا ان يراقبني أي انسان "
ورد عليها الرجل :
ـ"اسمعي .....كنت اريد ان اراك لكي اكلمك بهدوء ولكنهم طاردوني وكانني مجنون .
وانت تعرفين ذلك على ما اعتقد .اخبريني باسمه"
كانت لورين تنظر في عينيه مباشرة دون ان تقول شيئا
عاد وقال لها بعنف "اخبريني باسمه "
ـ"يمكنك ان تساله ذلك بنفسك "
وفجأة سمع صوت شق هذا التوتر الذي كان قد تجمع واستدار الرجل المجهول بسرعة البرقتجاه باب المدخل كان ماركوس عائدا توا ,فانقض على خصمه وهو مايزال تحت تاثير المفاجأة ودفعه ماركوس الى الجدار بعيدا عن روز ولورين ودارات بينهما معركة حامية الوطيس .
كانت لورين تتأمل هذا المنظر باشمئزاز وكانه كابوس كانت تدرك الخطر القريب ولكن المفجأة وعنف هذه المعركة كانت تدفع بها بغتة في قلب مغامرة لم تشاهد اعنف منها طوال حياتها ,كانت الدماء تسيل ولذلك فضلت لورين ان تغمض عينيها .
كان الرجلان يتدحرجان على الارض لم يكن من الميسور ان يجزم أي انسان لمن ستكون الغلبة بين المتعاركين ز كان العراك ملتبسا وغير واضح .واخيرا انتهى الالتحام كان الرجل المجهول ملقى على الارض دون حركة كان قد اصيب بشدة لم يتمكن من الوقوف .
كان ماركوس مخيفا عند رؤيته ,كانت نظراته اكثر حدة من اية مرة اخرى تضرج وجهه بلون الدم وقام برفع راس خصمه الذي كان منبسطا على الارض وامره بالوقوف لم يتلق منه أي رد سوى انين .بالتاكيد لم يكن الرجل المجهول في حالة يحسد عليها .
اخد ماركوس الرجل الى حجرته كان الرجل الغريب يحاول استرداد وعيه ببطء زوكانت لورين تحاول التدخل بينهما وقالت بصوت منقبض .
ـ" يا ماركوس اراك متوترا يجب عليك الهدوؤ والاعتناء بنفسك "
ورد عليها ماركوس بعصبية شديدة .
ـ"اتركني ارجوك يجب ان اتكلم مع هذا الرجل اتركيني وحدي "
وانقادت لورين لكلامه على ان قلقا مكتوما كان يطاردها كانت نظراته وكل شيء فيه يدفعها للخوف منه كان ماركوس قد تذكر في هذا الرجل الغريب شخصا كان قد تعرف عليه خلال السنوات الكئيبة الماضية التي كانت تلاحقه بذكرياتها المشؤومة كانت لورين متاكدة من ذلك كانت لا تزال متاثرة بالنظرات التي كان يلقيها ماركوس على خصمه يجوز انه كان بريئا من تهمة القتل التي يريدون اتهامه بها ـ كانت لورين تقول لنفسها ـ ولكن لا شيء على الاطلاق كان يمنعها الان من ان تتاكد انه كان بامكانه ارتكاب جريمة قتل اليوم بعد سنوات عديدة وهو يشعر بالضغينة ,كان قلبه ولا شك قد تجمد خلال ثماني سنوات وكانت شاهدة على مدى كراهيته التي كانت تشهر في نظراته .
كان ماركوس ينظر الى الرجل الغريب في عينيه مباشرة وبعد سكون طويل واليم قرر ماركوس ان يتكلم وقال بصوت لا يخلو من الحقد :
ـ"ربما كنت تعتقد انني لن اتعرف عليك "l
ـ"كنت اتمنى ذلك .كنت اعلم انه كان باستطاعتك ان تقتلني "
ـ"الحق معك .....ولكن هناك شخصا اخر اريد موته اكثر منك ,امك يا جيل تعرف ذلك الرجل جيدا فهو صديق لكلينا "
وكان جيل سبارو متاثرا بشدة من حد يث ماركوس كان مضطربا فلا شك ان ذكرى هوارد بويس لم تكن تروقه على الاطلاق .
"هل تريد الكلام عن بويس ؟مرت سنوات عديدة وهو يبحث عني وهو يطاردني وقد حاول مرات عديدة قتلي ومن العجيب انني اعيش حتى الان بعد المحاولة الثانية اخدت اهرب "
ـ"لا اعلم اذا كان يجب على ان اصدقك ام لا ولكنني اريد ان اعرف ماذا جيئت تفعل هنا ؟قد يكون بويس هنا ايضا ؟"
ـ"اسمع يا كينيس يجب ان اكلمكط "
صاح ماركوس :
ـ"لا تسميني كينيس نهائيا فلا وجود اطلاقا لـ بيتر كينيس "
ـ"انا اوافق على اسم ماركوس ديريك لان كل الناس يسمونك هكذا الان ولكن اسمعني لدي بعض الاشياء المهمة اريد
ان اقولها لك بعد ذلك سوف تعلم لماذا اتيت هنا نحن الاثنان هنا وحدنا ويحاول بويس ان يطاردنا معا .
نستطيع ان نوحد جهودنا ضده وان نبطل خطره قبل ان يجدنا انني احتاج الى مساعدتك ."
ورد ماركوس على جيل :
ـ"لو كنت تريد قتل بويس فتخلص منه وحدك "
ـ"ولكننا نهرب نحن الاثنان من اجل جريمة ارتكبها هذا النذل ؟ انظر الى الوظيفة المرموقة التي اوشك ان يحصل عليها .انظر اليه فهو عنوان الامل ورمز تجديد الشباب الدولة ,كيف يمكننا ان نتحمل كل هذا؟"
وكف سبارو عن الكلام برهة كان هو كذلك في حالة من التوتر غير عادية واخد يقول لـ ماركوس :
ـ"اعرف ما تفكر فيه ففي اخر الامر انا المسؤول عن كل هذا لانني منذ ثماني سنوات انكرت تهمة القتل عن ذلك الانسان الملعون وبراته منها ولذلك تؤلمني هذه الذكرى الفظيعة كل يوم بل كل ليلة ......سوف اشهد ضده "
ورد عليه ماركوس بجفاف :
ـ"ولكن من سيستمع الى شهادتك بعد مرور ثماني سنوات ؟فانت لا تستطيع مساعدتي اريد ان يعترف بويس علة نفسه ومن اجل هذا رتبت خطة محكمة ت الخيوط "
هل من الممكن ان ياتمن ماركوس جيل سبارو على سره؟ ربما كان جيل صادقا ,ولكن الخطر كان كبيرا جدا كيف يمكن الاطمئنان الى رجل سبق ان خانه في الماضي ؟؟ فمن المحتمل ان يكون قد تم ارسال سبارو في عملية استطلاعية في اطار قصة محبوكة التفاصيل ان هذه الطريقة مثلى لوقف ماركوس على الحياد وشل حركته وابطال مفعول ما لديه من اسلحة خطرة وذكريات اليمة فلو كان جيل متواطئا مع بويس فان اسوا ما في الموضوع هو ان يخاف ماركوس منه بالاضافة الى ان سبارو هو الوحيد الذي يعرف الحقيقة الى جانب بويس فلو كان صادقا في كلامه فهو ولا شك الورقة الرابحة الثمينة وكان ماركوس يبتظر من هذه الورقة ان يستطيع استغلالها بعد ان يكون قد وجد الرجل الاخر الذي يبحث عنه الان ويقف له بالمرصاد لقد بحث ماركوس عن سبارو دون ان يصل الى اية نتيجة وهاهي ذي الورقة الرابحة التي لم يكن ليعثر عليها ماركوس تاتي اليه والان كان لزاما على ماركوس ان يعمل باقصى سرعة والا يتباطأ في اتخاد قراره .كان افضل ما فكر فيه ماركوس ان يعمل على الا يترك جيل المدينة نهائيا بذلك لن يستطيع ان يرى بويس ولو كان سبارو صادقا في ادعاءاته لكان عليه ان يقف بكل قوته الى جانب ماركوس لذلك حاول ماركوس ان يؤكد لـ جيل بانه اقتنع بكلامه وقدم جيل الى لورين التي لم تخف دهشتها وقلقها المتزايد لم يكن لديها في الواقع اية ثقة في ذلك الرجل الذي كان بقتفي اثرها ويتبعها في كل تنقلاتها كانتت في ذهول من تصرفات ماركوس العجيبة وكيف انه نسي بهذه السهولة وبهذه السرعة الظلم الذي اصابه وهو الان امام الرجل الذي غدر به يوما من الايام بطريقة مخزية وتوجه ماركوس الى لورين.
ـ"اسمعني يا لورين سوف يبقى جيل في مدينة جيروم لذلك يجب عليك عدم الانتظار هنا لان الموقف الان اصبح جد خطير "
كان ماركوس يعلم في الواقع ان لورين سوف ترفض ترك هذا المكان كان في الحقيقة قد بدا يعرف اسلوب تفكيرها وكذلك مدى عنادها وكان يدرك. وكان يدرك تماما انه لن يستطيع ان يثنيها عن عزمها بخصوص هذه النقطة بالذت .
وقال لها ماركوس بطريقة فيها ود :
ـ"لست ادري ماذا افعل معك انك لا تلبين لي اية رغبة "ثم اقترب منها وقبلها بحنان واخد يكرر كلامه :
ـ"لست ادري في الواقع الامر ماذا افعل معك "
واحست لورين شعورا بالاضطراب عندما قبلها ماركوس شعرت بقشعريرة تسري في عروقها ولكن هذا الاحساس كان يحمل في طياته سعادة كبيرة كانت تلك القبلة تختلف عن قبلة صديق لها كانت لورين تحس بحرارتها ودفئها هذه القبلة التي طبعتها شفتا ماركوس على شفتيها كانت كفيلة بان تدفع اليها باحساس عارم بالسعادة لمدة طويلة بعد القبلة الاولى التي فجأها بها ماركوس كان قد تجرأ مرتين بتقبيليها بكل رقة ولطف وكانت كل قبلة تحدث لمسة كهربية تسري مرت بقية اليوم د ون ان يلتقي بها ماركوس كان مشغولا جدا مع جيل وكانت تسمع صوت مناقشاتهما من غرفتها وكانت غير مطمئنة لان ماركوس كان يقابل وحده العدو الاكثر شراسة من عدويه الاثنين كانت تنتظر بكل قلق وجزع عندما يطرق بابها وفي حوالي الساعة العاشرة مساءا حضر اخيرا احد الاشخاص .
لم يكن هو ماركوس كان في الحقيقة فرد لم تكن تعرفه مطلقا .
ـ"هل انت تدعين الانسة ماكنزي ؟يجب ان اسلمك برقية "
تسلمت لورين البرقية وهي في رعب شديد وقرأتها ,ولكن محتوى البرقية سبب لها امتقاعا شديدا .
انتهى الفصل الثامن

Just Faith 27-06-16 06:38 PM

الفصل التاسع
"روايتك المصورة تسبب لنا قلقا كفي عن مواصلة الكتابة روايتك في الحال .اذا استمريت في الكتابة فستواجهين انتقاماتنا فكري في الامر .اخر انذار "
كررت لورين قراءة البرقية مرات عديدة لم يكن هناك شك في ان شخصية المرسل هو هوارد بويس الذي اكتشف موضوع الرواية المصورة وكان يحاول الان الضغط عليها حتى تقف كتابتها ذهبت في الحال الى ماركوس وطرقت على باب غرفته ولم تسمع أي رد ومع ذلك كان يتسرب من عقب باب غرفته شعاع من النور يؤكد انه لم ينم بعد.
شعرت لورين بشيء من الاضطراب وهي واقفة في هذه الصالة الكئيبة ماذا حدث لـ ماركوس ؟هل تشاجر مع جيل ؟ لقد شعرت عندما ترك جيل المنزل قبل نصف ساعة من الجائز ان ماركوس موجود في الطابق العلوي ولكنها كانت لا شك سوف تسم وقع خطواته .وطرقت بقوة باب غرفته ,وشعرت حيبئد ببعض الخوف اين هو اذن؟"
حاولت ان تفتح باب غرفته ولم تلق اية صعوبة في ذلك ولم تشعر باي قلق من هذا الوضع لان ماركوس كان معتادا ان يترك باب غرفته مفتوحا .
وفجأة لمحته يخرج من الحمام وكان يمسح بالمنشفة بقايا قطرات الماء التي كانت تلمع فوق جسمه العاري وقالت له لورين قد توقفت عن التنفس من شدة اضطرابها :
ـ"انني اسفة غاية الاسف لقد شعرت بلقلق ولذلك سمحت لنفسي بان ادخل غرفتك"
واخدت تنتظر حتى يضع شيئا يستر جسمه بسرعة ولكنه لم يفعل ذلك وقال :
ـ"كنت استحم "
ردت عليه لورين وهي تحاول بكل طريقة ان تتجنب النظر الى جسمه العاري الذي كان يظهر عضلاته المفتولة .
ـ"انني ادرك ذلك بكل تاكيد "
كان ماركوس يضع حول خصره منشفته المبللة في تهاون ولم يكن يشعر باي ضيق على الاطلاق .
ـ" لماذا تطلبين رؤيتي ؟هل هناك ما يدعو الى ذلك ؟"
كانت لورين قد نسيت تقريبا كلمات التهديد التي وردت في البرقية واخيرا رجعت الى صوابها وكان الاضطراب الذي تحس به الان لا يرتبط ابدا بحالة الخوف الذي تشعر به كان جسم ماركوس العاري الجميل الى حد كبير و تفاصيله غاية في الاتقان كان من الواضح ان جسمه قد تعرض لحرارة الشمس مدة كبيرة لان جلدهكان قد اتخد اللون الاسمر الذهبي ,هذا الموقف اثر على لورين ودفعها لان تشعر باضطراب عميق لا تستطيع وصفه لم تكن قد احست بمثله قبل الان ,وسلمته البرقية وهي في حالة اكتئاب دون ان تتلف؟ بكلمة اخيرا قالت لورين لـ ماركوس :
ـ"على الاقل تاكدنا الان ان هوارد بويس يقرأ روايتي المصورة "
ورد عليها ماركوس بعد ان امضى لحظات يفكر :
ـ"بالتاكيد ان السبب الذي من اجله يظهر هوارد بالمظهر الرجل المستقيم هو تاكده الكامل بانك تعرفين جيدا كل حقائق جريمة القتل "
ـ"وكيف استطاع ان يعرف طريقي بهذه السرعة ؟"
ورد عليها :
ـ"بنفس الطريقة التي استطاع بواسطتها جيل ان يعرفه لقد ذكرت في روايتك ان القصة حدتث في مدينة جيروم ولذلك كان هذا هو المكان الاول الذي يبحث فيه عنك .....او ان ........"
وقالت لورين بصوت فيه بعض التوتر :
ـ"او ان جيل سبارو هو الذي قال له كل شيء "
اجب ماركوس وه يتمدد على السرير :
ـ" هذا الاحتمال جائز وان كنت لا اعتقد ان هناك أي ارتباط بينهما ,وما يهم الان هو ان هوارد استطاع ان يجدك في نهاية الامر وقد حان الوقت لكي تتركي المدينة "
صاحت لورين "
ـ"لا اريد أي كلام في هذا الموضوع على كل حال لن اكون في امان في أي مكان اخر وانت تدرك ذلك جيدا "
والقى ماركوس البرقية مجعدة وبطريقة لا تخلو من الغضب وجلست لورين بالقرب منه ولم تمنع نفسها من النظر اليه باعجاب .
ـ"فيم كنت تتناقش يا ماركوس مع جيل ؟"
ـــ"بالتاكيد بشــــأن هـــــوارد"
قالت له وهي ترمقه بنظرة فاحصة :
ـ"ارجو الا تكونا قد اتفقتما معا على قتله كافضل طريقة"
ورد عليها ماركوس :
ـ" ان نقتله؟ ارجو الا تفكري في ذلك نهائيا فهذا العمل لن يؤدي الا الى تفاقم موقفي نحن نبحث عن طريقة نلزمه بها بالاعتراف بجريمته "
ـ"هال تكلمت مع جيل بشأن خطتك ؟وبشان الاشباح ؟"
هز راسه بالايجاب .
واكملت كلامها :
ـ"اليس في ذلك خطر بالغ عليك ؟ففي امكان جيل ان يكشف كل شيء لـ هوارد "
ـ"يجب ان اؤكد له انني اثق به .فهذه هي الطريقة الوحيدة كي انجح في خطتي "
وضع ماركوس يده على ركبة لورين فشعرت بان قلبها بدا يدق بقوة عندما لمحت صدره العاري القوي وكانت تشعر برغبة شديدة في ان ترتمي بين ذراعيه تطلب منه الملجأ الامين كي تنسى هذا الكابوس .
اخد ماركوس يقول :
ـ" لا نستطيع فعل أي شيء سوى تنفيد مخططي .ان افكار جيل في هذا الصدد لها طابع العنف الشديد .انه يعتقد ان هوارد حاول قتله اكثر من اثني عشرة مرة .واعتقد ان لديه الحق كله بعد هذه السنوات من الرعب الدائم ان ينتقم منه مثلي "
ـ"هل تؤمن بكل ما يقوله لك؟"
وقال ماركوس وهو يهز كتفيه :
ـ"يعتقد جيل ان هناك فرصا لنجاح خطتي وهو يعلم مدى خوف هوارد الشديد من الاشياء الخارقة للطبيعة .من الجائز انه قد اصيب بصدمة قبل حادث المدافن "
اعترضت لورين قائلة :
ـ" ولكن جيل قد غرر بك مرة ؟"
ـ"اعلم ذلك زومن ناحية اخرى قد نشأنا وكبرنا معا ,واكاد اعرفه معرفة جيدة انني لا اشعر نحوه الا بالاحتقار ولكنه يمثل بالنسبة لي فرصة الوحيدة للخروج من هذا المأزق "
واحست لورين بسخونة غريبة تسيطر عليها فان قرب جسمع العاري تقريبا والهادئ في نفس الوقت كان يسبب لها ضربا من الجنون .
وبينما كانت اصابعه تبدو كانها نار ملتهبة عندما كان يلمسها كانت عيناها الزرقاوان تلتهبان بنفس النار وهو ينظر الي جسمها الذي يرتفع مع انفاسها الطاغية .
كان ضربا من المحال ان يستمرو في الحديث بينما كان جسدهما يتعناقان في سكون كانت لورين تشعر بالخوف عليه كذلكعلى نفسها لانها كانت تدرك جيدا انها اصبحت على هاوية السقوط في حب ماركوس .
همست اليه لورين وكام حلقها قد اصابه انسداد :
ـ"هل ستقول لـ جيل شيـــئا عن البرقية ؟"
ـ"نعم بالتاكيد فهذه البرقية تثبت ان هوارد يقرأ روايتك المصورة وعندما كشفت لـ جيل خطتنا رفض ان يصدقني "
واحست لورين بالقشعريرة عندما خطر ببالها ان جيل ربما كان يخدعهما منذ البداية .
ولكن ماركوس حاول ان يحيطها بذراعه ليؤكد لها حمايته .
ـ"لا تخافي يا عزيزتي لن اسمح ابدا بان يمسك احد كائنا من كان بسوء "
احس ماركوس بنفسها القوي الذي كان يتصاعد من صدرها قريبا منه وبضربات قلبها الشديدة .وكان ماركوس حينذاك يشعر بمدى قوته فلم تستطع لورين ان تجتاز كل هذه التجارب دون ان تشعر بالامان المتبلور في هذه القوة العجيبة التي كانت تنبعث من جسمه.....هذه القوة التي ساعدته على تحمل هذه الوحدة في حين كان من المحتمل ان يفقد كثيرون غيره عقولهم .
تمتمت لورين وقالت له بلطف :
ـ" اكاد اشعر انني في احسن حال عندما تاخدني بين ذراعيك "
عانقها بقوة وشعرت بالدفء حين اخدت شفتاه تنزلق على جبهتها ثم على وجنتيها ببطء في اول الامر ثم بعد ذلك بطريق اسرع حتى التقت في اخر الامر شفاهما بكل عنف والرغبة التي اخدت تزداد يوما بعد يوم حتى اصبح لا يستطيع احد منها الاحتمالها ,وفي هذا الرضا المتبادل المشترك الصامت اطلقا لنفسيهما العنان ليرتوي كل منهما من لهيب الحب الذي لم يعد ممكنا السيطرة عليه .
قال ماركوس لها وهو يتنهد بسعادة :
ـ"لقد كنت اعتقد انني رجل مهذب جدا ,فلم يحدث ان سمحت انفسي ابدا ان احب لانني لم اكن استطيع ذلك .ولكن معك يا لورين احس بان كل حواسي تستيقظ واشعر باشياء كثيرة وانا قريب منك "
سالته وعيناها مغمضتان :
ـ"أي نوع من الاشياء؟"
ـ"اشعر بالفضول .....وبالجادبية .....لا استطيع ان امنع نفسي من التفكير فيك .
فعندما افكر فيك احس بان لهيبا يضطرم في اعماقي وبانني ارغب فيك وبانني لا استطيع اطلاقا ان امنع نفسي من ان اريدك هل تحسين بالخوف عندما اقول لك ذلك؟"
قالت :
ـ" كم يسعدني ان اكون بالقرب منك ....نعم ....قريبا جدا منك "
قال ماركوس وهو ينحني ليقبلها مرة ثانية :
ـ"يا حبيبتـــــــــي......"
كانت لورين تشعر بانها في قمة السعادتها .
كانت اشعة الشمس الذهبية تمرق من باب الغرفة وتسقط على وجه ماركوس فتملؤه نورا وتظهر ملامحه الرائعة .كانت عيناه تلمعان وكانهما نار مضطرمة لا معرفة للسيدة با من قبل ذلك .وكانت هي من جانبها تحاول ان تقرا اللغة الصامتة التي تنبعث من حدقتي عينيه .كان قلباهما وتنهداتهما وايقاعات جسديهما تختلط في عاطفة لا حدود لها كانت لورين قد فقدت كل شعورها وكانت تحس بانها التصقت بـ ماركوس الى الابد .
وبعد مرور بعض الوقت عاد الاثنان الى واقعهما وكانهما كانا فيشبه حلم عميق واخد ماركوس يداعبها بلطف وكان صوته مضطربا قليلا يشوبه بعض الاختلاف :
ـ" كنت قد نسيت او من الجائز انني لم اعرف اطلاقا ما معنى ان يحب الانسان "
واجابته بشرود:
ـ"لا شك انه كان لديك العديد من الصديقات خلال السنوات الثمانية " ورد عليها بابتسامة سعيدة "لم يحدث مثل هذا اطلاقا "
اغلقت عينيها وهي تحاول ان تسعر باللذة التي كانت تسببها لها اصابع ماركوس وتاكيداته لها بنها مختلفة جدا عن بقية النساء .
قال لها بلطف :
ـ"لقد حاولت جهدي ان اقاومك "
واجابت:
اعرف ذلك "
ـ"ليس لي الحق في ان اغريك بالانخراط في حياتي يا لورين الى هذا المدى لا اريد ان اجعل منك سيدة بائسة على الاطلاق "ط
اخدت ملامح وجهه تتصلب كان يشعر بانه هو المسؤول عن اتخاد هذه الخطوة التي يصعب الرجوع عنها ولكن لورين قالت له وهي تلمس كتفه العارية :
ـ"انت تعرف يا ماركوس اننا ارتبطنا معا بسبب هذا الخطر المحدق بنا والذي قد كنت انا السبب فيه ـولكن هذا الخطر هو الذي قرب قلبينا وانا كذلك حاولت ان اقومك .ولكنني لم اتمكن من ذلك "
ابتسم ابتسامة فيها بعض التكلف .
ـ"لم اخطط للمستقبل حتى الان ماذا تتوقع امراة مثلك ان تصبح معي ؟"
قالت له لورين وهي تلقي اليه نظرة غاضبة :
ـ" الا تدرك اننا لو تمكنا من تنفيد خطتنا فقد يتغير كل شيء ؟يجب الا تشعر بالياس دون سبب .ان خطتك خطرة جدا .ولكن يجب ان تؤكد لنفسك انه سوف يكتب لخطتك النجاح يجب ذلك يا ماركوس حتما "
ـ"نعم..... يجب ان يحدث ذالك"
كانت لورين تسند راسها الى كتفه كان يحاول مداعبتها بينما كانت عيناه مغمضتين وفي هدوء الدقائق التالية كان ماركوس يلعب في خصلات شعرها الرمادي الكثيف وكان يستمع الى صوت انفاسها المنتظمة التي كانت تهز صدرها ثم استغرق في النوم .
وكانت لورين تقول لنفسها :
ـ" هناك شيء اخر الى جانب موضوع الخطر الذي تواجهه يربط بيننا حاليا "
كانت متاكدة من حبه لها ـمتاكدة من رغبته الشديدة فيها على الرغم من الصعوبات التي تواجهه .
كانت الى جانب ذلك تشعر بان ماركوس قد منحها كل السعادة التي كانت في حاجة اليها وانه اعطاها كل ما تتمناه منه كامراة ,وانه بذلك حقق كل رغباتها الملحة المتاججة في اعماقها .لكنها لم تستطع ان ترد الدموع التي كانت تحاول ان تبلل عينيها على الرغم منها .
كان سبب هذه الدموع برقية هوارد بويس المليئة بالتهديدات امضت لورين الليالي التالية بالقرب من ماركوس وكان جيل يحضر مرتين في اليوم ليتناقش مع ماركوس داخل شقته وقد اغلق بابها بينما كانت لورين تنهي بعض الاعمال في حجرة الطعام .كانت لورين لا تستطيع ان تخفي نفورها الشديد لدى رؤية جيل الذي كان يحاولماركوس ان يعطيه ثقته الكاملة .ولكن في الواقع كان هذا الانسان خطرا .وكان يسبب لها قلقا عميقا .كان جيل قد غدر بـ ماركوس وكان في امكانه ان يعيد الكرة .
وفي احد الايام كانت لورين تنظر من النافدة فلمحت شرطيا مرتديا زيه العسكري الرسمي يقف امام المنزل ويدق باب غرفة ماركوس انتظرت مدة عشر داقئق تقريبا شعرت خلالها وكانها اصبحت في الرمق الاخير .
"هل بلغ جيل او هوارد الشرطة ضد ماركوس ؟"ولكنها سرعان ما شعرت بالسعادة عندما انصرف الشرطي وحيدا وقابلت ماركوس في البهو المنزل وسالته :
ـ"ماذا كان يريد منك هذا الشرطي؟"
اجابها ماركوس وكان بعض القلقث قد استبد به :
ـ"يريد شيئين في الواقع الامر يقول انه في اليومين الاخيرين راى بعض الجران شخصا مشتبها فيه يحوم حول المنزل "
ـ"الا تعتقد انه قد يكون بويس ؟"
رد عليها وهو يدير وجهه والكأبة تظهر عليه :
ـ"لست ادري ؟"
ـ"في الواقع يا ماركوسش لقد احسست بالخوف حيم لمحت ذلك الشرطي. اعتقدت انه يعرف شيئا عن وجودك هنا الم تشعر ابدا بالخوف من ان يكتشف احد شخصيتك الحقيقية ؟"
ـ"ليس هناك أي سبب لكي يشك احد في .فبطاقتي الشخصية مزيفة ولكن بطريقة لا يستطيع أي خبير محنك ان يميزها عن البطاقة الحقيقية .وفما يختص بالجيران فان سمعتي حسنة والجميع يعرف انني لا اتدخل الا في الامور التي تخصني فقط ومع ذلك فهذا لا يعني اطلاقا انني في مناي عن أذى فاي طارئ قد يدفعهم للشك في الامر وعلى كل حال سيعملون على مراقبة المنزل ابتداء من الان "
ـ"ولكنك قلت ان شرطي يريد امرين "
كانت علامات الاكتئاب قد ظهرت على وجه ماركوس وكان من يراه يشعر بانه فريسة لاضطراب داخلي شديد .
ـ"لقد فقد احد الجوالة في منطقة تتراكم فيها الصخور الكبيرة الحجم ويعتقد انه جرح بطريقة خطرة ويطلبون مساعدتي لاسعافه .....على انني متردد الان بشان ذهابي "
وامتقع لون لورين لدى سماعها هذه الكلمات .
ـ"تريد ان تذهب ....ايس كذلك؟"
ـ"احب ان اكون نافعا لمجتمعي فهذا هو الشيء الوحيد الذي حاولت التمسك به طوال هذه السنوات "
ترددت لورين لحظة ولم تكن متحمسة نهائيا لفكرة ذهاب ماركوس
قالت :
ـ"لقد انبلج نور الصباح واكاد اشعر الان بانني في امان لو كنت ستتاخر هذه الليلة فساذهب هذه في أي وقت لانام مع روز "
ورد عليها وهو يحك ذقنه :
ـ"انني جد مهتم بهذا الامر ففي الواقع لا اعرف أي شبء بشان هذا الرجل ,ولكنني اعرف اخاه جيدا ولقد طلبني شخصيا .استطيع ان اطلب من جيل ان يبقى على حراستك في اثناء غيابي خلال السعات القليلة التالية"
"لا اريد ان اراه فانني لا اشعر بالثقة تجاهه "
"انه يقف الى جانبنا الان .وليس لديه أي عمل اليوم سوى السهر على حراستك وعلى كل حال لنذهب ولا تحاولي الكلام معه نهائيا "
ردت عليه :
ـ"لا باس بهذا الكلام كنت مدعوة لتناول وجبة الغداء مع روزا في المدينة بعد ذلك سوف اقوم بالتنزه معها "
"ارى انك متفقة معها كل الاتفاق .....اليس كذلك ؟"
اجابت لورين بصوت بعد ان لمحته وهو ينظر الها بامعان وفي نفس الوقت كانت تشعر بشيء من الذهول لان الصديقة الوحيدة لـ ماركوس في مدينة جيروم كانت امراءة عجوزا ربما كانت بالنسبة له بمثابة ام وهمية :
ـ"بلى....وماذا تنتظر ؟"
"لن اذهب قبل ان تعديني بان يقوم جيل بمرفقتك هل تنوين الانتظار في المدينة طوال فترة بعد الظهر ؟"
"لا اظن ذلك في الواقع كنت افكر في الذهاب الى المشتشفى القديم لاخد بعض عناصير الموضوعات اعتقدد انني في حاجة الى مثل عناصر الموضوعات هذه لتكون تحت الطلب حين الانتهاء من هذه القصة .فكلما انهمكت اكثر في العمل كان لدي وقت اقل للغضب "
قال لها ماركوس وهو يقطب حاجبيه :
ـ"انني لا ارى اطلاقا وجها لصحة كلامك ان تذهبي لوحدك الى المستشفى "
قالت له بسخرية :
ـ"كنت اعتقد ان جيل سوف يكون في حمايتي "
اكمل ماركوس كلامه بحدة :
ـ"لو كنت تعملين ماذا يحدث داخل المستشفى لما كنت تتمسكين بفكرتك هذه بالتاكيد ":
"يقال ان المستشفى مسكون بالاشباح ولن اجد هناك سوى اشباح في اخر الامر على كل حال لا يوجد بويس في مدينى جيروم والا كنا عرفنا ذلك او تعتقد بان الشخص الذي تحوم حوله الشكوك من الممكن ان يكون بويس ؟"
"لا اعتقد ذلك فهذه ليس طريقته ولكن من المؤكد ان هوارد يسح الان بضيق شديد كيف لنا ان نعرف ماذا ينوي عمله ؟"
سالته لورين بتلهف :
ـ"هل تعتقد انه سيحضر ؟"
انني متاكد من ذلك فهو لا يسيطيع ان يتحمل ان يحتفظ اشخاص اخرون باي سر ضده ولذلك حاول قتل جيل فرجل بمثل هذه العقلية يستطيع ان يبيع والدته في سبيل مصلحته ورجل لديه مثل هذا الطموح السياسي الكبير لا يستطيع ان يسمح للماضي بان يعود في أي وقت سوف يحضر شخصيا في أي وقت للاهتمام بامرنا ولا شك في ذلك لا يستطيع ان يترك روايتك المصورة حتى تصل الى نهايتها "
ولم تستطيع لورين ان تكبح شعورها بالقشعريرة .
"ماذا تعتقد انه سيفعل ؟هل سيحاول ان يقتلنا ؟"
"يا عزيزتي ....انه سفاح لقد قتل ابن عمه لاسباب اقل قيمة بكثير من تلك الاسباب التي تدفعه الان الى قتلنا "
سالته وهي تتابط ذراعه :
ـ"هل انـــــت خائـــــف؟"
"قد يحاول استدراجنا في الخارج وهذا ما اخافه اكثر من أي شيء اخر لذلك لا تغامري اطلاقا بالخروج عندما يحل الليل ؟"
"ولكنه لا يستطيع قتلي لانني مؤلفة الرواية المصورة سوف يشك فيه الجميع في الحال "
"نعم......الا اذا حاول ان يظهر وكانها حادث ,على كل حال سوف يحاول ان يفعل شيئا ما ,انك لم تتركي له حرية الاختيار "ط
ومر ماركوس على الفندق حيث كانت روزا في انتظاره زبينما كان يبحث عن جيل ذهبت روزا ولورين الى مطعم صغير ولم تستطع لورين ان تتكلم مع السيدة العجوز في ذلك اليوم كان القلق يشتد بها كلما تذكرت ان حياتها بين يدي جيل كانت تحاول ان تنغمس في اعمالها كي تنسى هذه الافكار الكئيبة .
كان ماركوس مقتنعا بان شيئا لن يحدث في قلب النهار خصوصا وان المدينة مزدحمة بالسياح واستاذنت لورين من روزا وركبت سيارتها وتوجهت الى المستشفى كان الديكور المالوف لديها ,وقد راته مرات عديدة غريبا عليها هذه المرة ومختلفا كل الاختلاف كان المبنى القديم يشرف على القرية وعلى الوادي من مكانه العالي بهيئته الكئيبة وذهبت لورين حتى نهاية الطريق ثم فتحت باب المبنى الضخم بمفتاح كان قد اعطاه لها شرطي المدينى الذي كانت تربطه بها علاقة صداقة .
دخلت حجرة واسعة وكانت خطواتها تسمع بشدة في هذا السكون العميق واخدت تتسلق الدرج ولكنها لم تكن تشعر بنفس الام في ركبتها كانت ممسكة ببطاريتا الكهربية كي تضيء طريقها وكان الصحن الدرج قابعا في الظلام كانت الشائعات التي تنتشر بشأن هذا المبنى تتردد في نفس لورين كان يخيل اليها سماع صدى اصوات موتى ومرضى اصابتهم الاوبئة واشخاص انتحروا....... وصعدت الى الطابق الثاني كانت الصالة الطابق الثاني تفتح على حجرة كبيرة مسحورة تستعمل كمستودع للمفروشات تؤدي الى مغسلة تحت الارض .كانت لورين منبهرة من كثرة ما تراه ومرت بحجرة العمليات وعنابر المرضى وهي ترسم كل شيء واستغرق هذا منها وقتا طويلا .
وتركت قسم الجراحة ودخلت ثانية في الظلام وقد قررت ان تبحث عن الطريق الذي يؤدي بها الى الشرفة الطابق الثالث الذي كان يطل على منظر الوادي باكمله ,ولكنها سمهت صوتا وهي داخل الصالة اصابها بصدمة قوية ,كانت هناك اصوات خطوات تخترق اذنيها .واخدت تعاتب نفسها لانها لم تغلق الباب خلفها هل كان احد يتبعها؟ وحاولت ان تسترق السمع مرة ثانية ولكن كل شيء كان ساكنا ,ولقد ادركت ببديتها انها ليس وحدها في المبنى .
لا شك انه جيل الذي يقوم بحراستها حسبما ارصاه ماركوس .ولكن لو كان هذا الشخص هو جيل لما احتاج الى ان يخفي نفسه عنها توجهت لورين وهي في حالة اضطراب الى الدرج الرئيسي ونزلت الى الطابق الثاني .
وبينما كانت تضع رجليها على بسطة السلم لمحت بعض الخيالات فتجمد دمها في عروقها حينداك ....لقد لمحت شيئا يهتز في الظلام . صرخت لورين وهي تلهث وتحاول ان تلقي بنور مصباحها الكهربي لتضء المكان الذي كانت تحيطه الظلمات :
ـ"من هناك؟"
ظهرفجأة وجه رجل من خلف الظل كانت لورين في حالة رعب وقد تسمرت في مكانها وكانها اصيبت بحالة شلل كان المجهول يكشر عن انيابه واخد يقترب منها .
انتهى الفصل التاسع

Just Faith 27-06-16 06:39 PM

الفصل العاشر
اخدت لورين ترجع الى الوراء خطوة خطوة وهي تحاول ان تكتم انفاسها ووجدت نفسها تصطدم بالحائط .لم يكن في استطاعتها ان تعمل أي شيء كان الواجب عليها ان تواجه هذا المجهول .ترى من هذا المجهول؟ هل كان شخصا يعمل على كشف خبايا المستشفى ؟كانت لورين ترجو ذلك .كانت تتعلق باي امل في الحقيقة ولكن هذا الامل سرعان ما تلاشى .كانت الدهاليز الكئيبة تردد اسمها .وكان الرجل المجهول ينادها باسمها كان يعرفه جيدا .
احست لورين ان حالة من الرعب قد
تملكتها كان الخطر امامها على بعد خطوات منها كانت تلمسه ولكن الرجل لم يكن هوارد بةيس كانت قد رسمت مرارا صورة وجهه لكي تتاكد منه واحست لورين وهي تستند الى الحائط بان مقبظ الباب كان في ظهرها .ودون ان تتردد فتحت الباب ودخلت في الغرفة كانت تؤدي الى غرفة اخرى واخدت تجري خلال سلسلة من الغرف جميعها متشابها حتى وجدت امامها حائطا واخد ينادي عليها مرة اخرى .
كانت لورين تفكر في جيل كان مسؤولان عن حمايتها ولكنه لم يكن يعرف انها ذهبت الى المستشفى ومرقت مرة اخرى في الدهليز الرئيسي حيث لم تجد احدا واخيرا وجدت نفسها داخل غرفة يكتنفها الظلام الكامل كانت هذه الغرفةمخصصة لتحميض واستخراج افلام اشعة اكس .كانت قد وجدت في هذه الغرفة خلاصها .واحست بالسعادة تغمرها عندما سمعت فجأة بعض الصياح ياتيان من الدهليز الرئيسي كان صياحا متبوعا باصوات عالية بين رجلين يتردد صداها في الدهليز الكئيب داخل هذا الظلام .
كان صدى هذه المعركة يصم الاذان .
ربما كانت هذه هي الفرصة الوحيدة لـ لورين كي تهرب ولكنها كان مضطربة لان تعبر نفس الدهليز الرئيسي حيث كانت المعركة يشتد وطيسها حتى تجد باب الخروج من المبنى كان لزاما عليها ان تمر بمتنهى السرعة بين المتصاريعين بحيث لا يلمحها احدهما وقررت ان تجرب حظها .لم تستطع ان تجرب حظها لم تستطع ان تمر من دون ان يلمحها المتعاركان .كانت ىتجري باقصى سرعتها واحست بارتطام جسم احدهما على الارض خلفها مما اكد لها ان المعركة كانت قد انتهت لم تدري لورين من المنتصر هل هو الرجل الذي كا يقتفي اثرها و يبحث عنها ام هو الرجل الاخر الذي كانت تجهل شخصيته .وساد السكون مرة اخرى دهاليز المستشفى الكئيبة كان السكونا عميقا لم تسمع لورين اية خطوات من الجائز ان الرجل كان قد ابتعد وتخلى عن متابعتها كان صدى اصوات المعركة مازال يرن في راسها وكانه كابوس يعيد ما حدث في الماضي كانت لا تزال غير مطمئنة في هذه الاورقة المظلمة المهجورة .ولكنها كانت تؤكد لنفسها ان الخطر الحقيقي كان قد ابتعد عنها على الاقل في هذه اللحظة كانت لورين تشعر بالمتعةالتي تسيطر على كيانها الان اكثر من المتعة التي كانت تشعر بها لو تم انتشالها من أي خطر اخر مهما كان كبيرا كانت تفكر في ماركوس الذي سوف تذهب لملاقاته لكي يحميها .والان كان لزاما عليها ان تجد باب الخروج من المبنى وكان الضوء الخافت المنبعث من مصباحها لا يسمح لها الا ان تتقدم بحكمة شديدة يجب ان تترك هذا المكان الكئيب كان ماركوس قد حذرها من قبل ولكنها لم تستمع الى نصائحه هذه المرة كذلك .
قطع عليها حبل افكارها سماعها فجاة صوتا وكانه ارتطام شيء ما زلكنه كان صوتا ضعيفا جدا يشبه صوت صندوق فارغ من الصفيح لكن لورين لم تشعر بادنى قلق كانت قد اقتربت من باب الخروج كانت موشكة ان ترى اخيرا نور الشمس .
ةاخيرا وجدت نفسها امام باب الخروج لكنها وجدته مغلقا في الحين انها تركته مفتوحا من الواضح ان الرجل الذي كان يقتفي اثرها هو الذي اغلقه واخدت تمشي حول الباب على ضوء المصباح .وفجاة صاحت بكل قوتها بحيث اخد صدى صوتها يتردد في كل انحاء المبنى .كان واقفا امامها كان قد انتظر حضورها على مقربة من الباب ربما قد سار في دهليز اخر يؤدي اللى باب الخروج بكطريقة اسرع .كان ضوء المصباح قد كشف عن وجه مخيف وشعر الرجل بان قلبها قد توقف .وتراجعت الى الوراء واخدت تجري كانت تسمع خلفها خطواته المتراخية تقريبا كان من الواضح بانه واثق بانه سوف يقبض عليها يكفيه ان يتبعها من بعيد .وكانت كل خطوة من خطواته تنطبع في راس لورين وكانها تقترب من الموت المحتوم ........كانت تشر عر بدقات اجراس الحزن الجنائزية بخطوات الجلاد وهبوطها البطيء الى اعماق الجحيم وكانها تحضر المراسم المهيبة لعمليه تنفيد حكم الاعدام .
واخد يقول بصوت قوي كان يخترق الظلام:
ـ"لن تستطيعي الهروب مني على الاطلاق فانا لا اخطئ هدفي ابدا ومعي هذه السكين "وكان السلاح الذي في يده يعكس بريقا ضعيفا في الظلام كانت لورين تختفي في ركن يكتنفه الظلام وهي لاتكاد تتنفس وتشعر بالرعب من منظر هذا السلاح واخيرا قررت ان تواجهه وقالت له وهي ترتعد من الخوفلا :
ـ"ماذا تريد؟"
"يجب علينا ان نتكلم معا حول موضوع روايتك المصورة والمطلوب منك هو تغيير موضوع الرواية "
كان صوته باردا كالثلج.
تجرات لورين ثانية وسالته وهي مازالت تشعر بقوة الصدمة :
ـ"من انت ؟"
"ما اهمية ذلك؟
اقترب الرجل منها ببطء زاد رعب لورين وهي ترى يدي هذا الشخص المجرم ....كانت مضرجة بالدماء هل قتل خصمه في المعركة التي جرت بينهما وهي التي ادت الى اهتزاز جدران هذا المبنى القديم ؟ من القتيل؟ كانت الان تستطيع ان تتنفس بعمق كانت الان تواجهه .
"هل انت ......"
احتبس صوتها في السكون غير المحدود الذي كان يهيمن على هذا الظلام الموحش .
في الواقع كانت هذه المخاطرة من جانب لورين عملا في غاية الخطورة .سالها الرجل وكان في صوته نبرة هجوم :
ـ"ماذا تقصدين بهذا الكلام ؟"
لم ترد عليه وامرها الرجل ان تصحبه الى منزلها تحت تهديد السلاح ,كانت ركبتاها قد بدتا تؤلمانها بسبب المجهود الكبي الذي قامت به وهي تحاول الهروب من هذا الرجل
ومن ملاحقته لها .وعلى الرغم من هذه الام التي كانت تشعر بها الا انه لم يكن اماها اي اختيار. وبينما كانت تقود سيارتها كانت تفك بجيل فغيابه يؤكد حسن ادراكها منذ البداية .....فقد سمح لنفسه بان يغدر مرة ثانية بـ ماركوس .وهكذا اصبحت خطة المجهول واضحة تمام الوضوح لقد ارسله بويس ليس بهذف وقف الرواية المصورة بصفة نهائية لان مثل هذا العمل كان سيثير الشك ولكن لكي يغير موضوع القصة باكملها ولهذا السبب لن يحاول هذا الرجل المجهول ان يقتل الكاتبة لانه في حاجة ماسة الى وجودها وبذلك تاكدت لورين ان حياتها لم تكن في الحقيقة في خطر .
ووصلا الى البيت لورين دون ان يقبلا احد في الطريق وكانت لورين تشعر باكتئاب شديد لانها كانت تجهل شخصية الرجل الذي تغلب عليه هذا المجهول منذ قليل .ربما كان قد قتل ماركوس لم تستطيع ان تمنع نفسها من التفكير في ذلك وتنمكنت اخيرا على ضوء نور غرفتها من النظر الى ملامح الرجل المجهول بانتباه اكثر كان منظر الرجل مخيفا كان قويا ومترهلا وكانت وجنتاه ضخمتين تميلان الى اللون الداكن نبتت فيهما بعض الشعيرات وكان ذقنه لم يمر عليه اكثر من ثلاثة ايام .كانت عيناه العسليتان مختفيتين خلف جفنين منتفخين يتصدرهما انف ضخم تستند عليه نظارة صغيرة الجحم من الطراز القديم وكانت لورين تقول لنفسها ــ ربما كان هذا الرجل المجهول ملاكما قديما ,هذا يفسر بالتاكيد سبب م تناسق وجهه .
وقال الرجل المجهول بصوت رزين :
ـ"نحن نعلم ان روليتك المصورة ليس قصة ريئة .لقد اردت ان تنشري جريمة حقيقية هذا امر غير قانوني تماما وانت تعلمين ذلك "
واكتفت لورين بان ترد على الرجل بصوت متقطع :
ـ"جريمة حقيقية ؟"
ورد عليها بجفاف :
ـ"اسمي يا انستي انني لم احضر هنا طلبا للمزاح لقد استمرت هذه اللعبة الصغيرة كثيرا والام سوف تعملين على تغيير هذه الرواية ىالمصورة بحيث يكون الرجل ذو الندبة هو الذي اقترف الجريمة القتل "
"االوقت الان اصبح متاخرا جدا لقد بدات اكتب الوقائع وقد حددت بالفعل مقترف الجريمة القتل "
"بما ان الامرقد وصل الى هذا الحد فلتحاولي من جهتك ان تعدلي الاوضاع بحيث يتضح ان كل ما سبقت كتابته لم يكن في الواقع سوى انعكاس لافكار القاتل الذي كان يحاول ان جاهدا ان يبرئ نفسه بالقاء التهمة على شخص اخر .ولا تنسي كذلك صديقك بيتر كينيس الذي يسمي الان نفسه ماركوس ديريك .....ولا تنسي كذلك موظفة الفندق السيدة جونزاليزا فقد يحدث لهما بعض المشاكل وقد يكون في ذلك خسارة فادحة اليس كذلك ؟"
رن في اذنيها اسم بيتر كينيس لم يكن ماركوس قد كشف لها عن اسمه الحقيقي على الرغم مما حدث بينهما هل يعقل ان يكون الشخص المجهول قبيح السيرة هو االذي يكشف لها عن اسمه الحقيقي غرقت لورين في تاملاتها لحظة كانت لحظة قصيرة ولكنها مهمة ؟,ومع ذلك لم يكن هناك وقت لان تسترسل في احلامها .كان الخطر امامها مجسما في هذا الغريب الذي تجد نفسها معه وحيدة .كان الرجل يلح على لورين لكي تقوم بكتابة التغييرات لمطلوبة منها امامه وبسرعة وكانت ترتعد خوفا كانت تحول من جانبها ان تكسب مزيدا من الوقت ؟.كيف تستطيع ان تفكر في هذه الظروف الاليمة ؟بدات تتكلم عن الاشباح الموجودة في المنزل وعن الاصوات الكريهة التي كانت تسمعها وعن حالات ظهور الاشباح التي كانت تحدث ......وفي بادئ
الامر شعر الرجل برغبة في التسلية بعض الوقت ولكنه سرعان ما احس بان لورين كانت تحاول ان تكسب وقتا .وعندما لاحظ ان العمل الذي ادته كان في الواقع الامر قليلا جدا بدا وجهه يحمر من الغضب .
كانت لورين قد فقدت كل ما كانت تتمتع به من صلابة كانت تبحث بياس عن أي مساعدة .
وكانت مقتنعة بانه لا سبيل الى ذلك سوى الوقوف بكل جراة افي وجه هذا المجرم وفي نفس الوقت الذي كانت تستعد فيه لمواجهة غضب الرجل اذا بها تسمه صيحات كريهة تقطع سكون المنزل تشبه تماما تلك الصيحات التي سمعتها في اليوم الاول واصابتها بذعر شديد .وها هي ذي اشباح بيت باير تظهر من جديد في الوقت المناسب واخدت لورين تقول لنفسها يجب ان يكون هذا ماركوس ....من المستحيل لن يكون احد سواه لا شك انه لجأ الى جهاز الصوت لكي يدخل الرعب في نفس الرجل الغريب ؟
وكان نجاح هذه العملية باهرا فقد اخد الغريب يتراجع بسرعة عنيفة وهو ينظر بغضب نحو سقف الغرفة وكان الرعب ظاهرا على وجهه واصبح هو الان فريسة هذه الاضطرابات كان ينظر الى السقف وجسمه كله يهتز من شدة الخوف وعنف تقلصات ؟
وصاح الرجل فجأة
"من اين هذه الصيحات ؟"
وردت عليه بكل هدوء "
ـ" لقد سبق قلت لك ان هذا المنزل مسكون بالاشباح "
كانت لورين في نفس مكان ماركوس ليلة ان تملك منها الرعب واضطرت الى مقابلته لكي يشرح لها مصدر هذه الصيحات نفسها وشعرت برغبة شديدة للابتسام كانت تحاول ان تستمر هادئة بقدر استطاعتها على ان وقت الاسترخاء هذا كان قصيرا جدا كان الرجل المجهول بالتاكيد فريسة لحالة من الرعب الشديد ولكنه على الرغم من هذا الاضطراب كان في وضع انتباه وتحفز لكل ما يجري حوله وتمكن من ملاحظة طقطقة مفتاح داخل الغرف كان هناك اذن من يحاول ان يفتح باب الغرفة وبسرعة مجنونة هجم الرجل الغريب على لورين شاهرا سكينه ووضعها عند رقبتها واضطرت ان تصيح باعلى صوتها امام هذا الموقف المخيف .
كان ماركوس قد اقتحم الغرفة وفي يده السلاح الذي اخده معه عند هروبه منذ حوابي ثماني سنوات وقال الرجل الغريب :
ـ" الق بسلاحك في الحال "
ونفد ماركوس الامر بدون أي تردد ثم قال له :
ـ"اتركها ان رئيسك لا يريدها هي انه يريدني انا بتحديد "
"هناك بعض الاعمال بيني وبينها يجب ان ننهيها "
وتبعت هذه الكلمات بعض الصيحات الاشباح والتقت نظرات لورين بعيني ماركوس دون ان يكون هناك أي مجال للكلام كانت لورين تتساءل ـمن ساهم في تشغيل جهاز ماركوس ؟قد يكون جيل لا شك ان هناك من يعمل على تشغيله واخدت الخطة تؤتي ثمارها كان المجرم الواقف بجانبها قد اخدته حالة من الاضطراب الظاهر مرة ثانية .
واكتفى ماركوس بان يقول وهو يضغط على مقاطيع الكلمات بغية ان يزيد وقعها في قلبه القلق كما فعلت لورين ذلك منذ لحظات :
ـ" لا شك ان الاشباح تظهر اليوم بصفة مبكرة لان وجود شخص ما هنا لا يرضيها ان وجودك يسعدها بالتاكيد"
كان الغريب قد اصابته صاعقة وتحول قطعة من الحجر من قسوة الخوف المسيطر عليه .
ورد الرجل المجهول بصوت جاف محاولا بذلك ان يخفي رعبه الشديد الذي هيمن على كل كيانه وكان يسبب له تقلصات مؤلمة في معدته :
ـ"من الافضل ان اخرج من هذا المكان شريطة ان تصاحبني "كان ماركوس يشعر بالقلق العميق من فكرة كانت تجول براسه انه لمن الغريب ان رجلا مثل بويس لا يثق باي انسان يوافق على ارسال أي شخص اخر غيره لكي يقوم بهذه المهمة التي تحتاج الى دقة شديدة وكذلك يتركه ليعمل بمفرده ومن ناحية اخرى كان هذا الغريب لا يشبه اطلاقا هؤولاء السفاحين الذين يعتمد عليهم للقيام بمثل هذه المهام الاجرامية الصعبة .فعمل الوسيط في مثل هذه الحلات هو الاجهاز على ضحيته بقتله وفي مثل موضوعنا كان الهدف هو القضاء عليه شخصيا وعلى لورين سواء في الحال او في وقت لاحق .وبالمقارنة باي سفاح يتم تاجيره لاتمام مثل هذه المهام كان هذا الغريب الماثل امامه الان يدعو الى السخرية يضطرب وكانه ورقة في مهب الريح زوخصوصا لدى سماعه أي صياح لذلك هناك احتمال ضئيل جدا بان يكون بويس هو الذي ارسله للقيام بهذه المهمة وكان على ماركوس انيستغل هذا الاحتمال الضئيل .
قالت لورين فجأة :
ـ" لم يحدث قط قبل الان ان تشعر الاشباح بحالة قلق كالتي تشعر بها الان "
ونظرت الى عيني الرجل الذي كان يهددهما كانت تريد استرعاء انتباهه فاقترب من ماركوس ثم تابعت كلامها وهي تحاول ان تسترسل في الموضوع الذي كان يشغل فكر ماركوس .
"لقد حدث شيء رهيب الان في المستشفى مع من كنت تتقاتل ؟"
كانت لورين تحاول استغلال حالة الرعب الذي كان يشعر به الرجل المجهول لكي تدفعه الى كشف عن بعض النقاط التي كانت خافية عليها كانت تتوق الى معرفةماذا حدث بشان جيل ولكن الرجل الغريب بدلا من ان يرد على السؤال امرهما بالخروج من المنزل تحت تهديد السلاح .
كانت لورين تسال الرجل المجهول كان ماركوس يحاول ان يجرد الغريب من سكينه ودفع ماركوس لورين بعيدا عن اتجاه نصل السكين .ولكن هذه المرة كذلك كان الغريب اسرع من ماركوس الذي توقف عن القيام باية حركة وهو يرى نصل السكين البارد موجها الى قلبه .
واخد الرجل المجهول يدفهما بماسورة السلاح الذي اخده من ماركوس نحو السيارة وجلس ماركوس على عجلة القيادة وسال الغريب وهو في حالة عضب :
ـ" الى اين نحن ذاهبون ؟"
ورد عليه الغريب الذي كان قد استعاد ثباته :
"الى المستشفى "
كان ماركوس يشعر ببعض الالام في معدته كان يعلم جيدا مدى الخطر الذي ينتظؤرهما سواء بالنسبة له ام بالنسبة لـ لورين حصوصا وان البمجرم سيعتقلهما في المستشفى .ففي هذا المبنى الذي لا يبعد عن منزله والذي تم رشه بالمواد المظهرة بالكامل كام من الممكن ان يحدث أي شيء بالاضافة الى انه لا يتوقع حدوث عمليات اطلاق نيران فيه لاي سبب من الاسباب بل على العكس من هذا كله كان من الممكن ان يتصرف المجرم برباطة جاش دون ان يلحقه أي عقاب او أي اذى ولكن كان عليهما ان يطيعا كلامه حصوصا وان نصل السكين كان موجها الى عنقها حتى الان .
كانت كل امالمها الان معتمدة على تحركات جيل كان المجرم قد رفض ان يدلي باية معلومات بشان الخصم الذي نشبت بينهما معركة منذ وقت ليس ببعيد لذلك لم يكن يعرف أي منهما سواء ماركوس اوم هي اية اخبار بشان جيل ولكن ماركوس ولا شك يعلم شيئا تجهله لورين لم يكن جيل هو الذي باشر عمليات التسجيل بل كان ماركوس بالتكيد هو الذي خطط لذلك ومن هنا كانت لورين تامل ان يكون جيل قد تابع تطور الامور خطوة بخطوة من بعيد حتى يكون مستعدا للتدخل في الوقت المناسب كان ماركوس ولا شك على بينة كاملة بشان الوضع اليائس الذي يحدق بهما وكان كذلك يجهل ما حدث لـ جيل بل كان يتوقع حدوث ما هو اسوا بعد ان اشارت لورين الى قيلم معركة في المستشفى .
كانت لورين تنظر الى ماركوس وكانها مشلولة الحركة فهي لا تستطيع ان تمنع نفسها من الاعتراف بان هذا الموقف هو في الواقع ثمرة اخطائها كان جو السيارة التي تنقلهم خانقا والرجل الغريب يتنفس بعمق شاهرا سلاحه يهددهما به كل ذلك كان يؤكد وجود خطر داهم قد يؤدي بحياتهما كانت لورين تحاول ان تفكر في نهاية ماركوس :
ـ"انها ولا شك نهاية اليمة لرجل قد واجه الاخطار مرات عديدة ومن المستحيل ان يحدث كل هذا "
وكانت كذلك تقول لنفسها :
"انني لا اريد اطلاقا ان يلقي حتفه انني اشعر نحوه بحب شديد "
انتهى الفصل العاشر

Just Faith 27-06-16 06:40 PM

الفصل الحادي عشر
كان باب المستشفى قد ترك مفتوحا .وكانت لورين تعاتب نفسها :
"لو كنت اطعت نصائح ماركوس لما كان الوض الان كما يبدو عليه لقد استفاد المجرم من مساعدتها له بطريقة غير مقصودة "
وكان الرجل يدفعها بوحشية من السيارة فشعرت لورين بالرعب الشديد لم يكن هناك شك في ان هوارد بويس هو الذي ارسل هذا المجهول ليتخلص منهما دوم ان يترك اثر ....كان السفاح يقبض عليها ويوجه سلاحه الى ماركوس ارغمهما على الدخول الى المستشفى القديم من الواضح انه كان يريد الانتهاء من هذه العمليه لان عينيه كالنتا تطلقان شرر الغضب بصفة مستمرة والتقت نظراتها بعيني ماركوس الذي كان ينظر بكل عنف للرجل المجهول وكانه نمر يتحين الفرصة المناسبة للوثب ولكن اية محاولة في هذا الوقت بالذات كانت تعني انتحار حقيقيا بلا شك كان من المستحيل الهروب من سلطان هذا الجلاد .
وادخلهما في دهاليز المستشفى المسؤومة .وكانت اصوات خطواتهما تسمع في القاعات .الغارقة في الظلام وارغمهما السفاح على الصعود الدرج تحت تهديد السلاح كانت لورين واثقة بان كان ينتظر اول فرصة ليقوم بعمل ما .لكن ماذا كان يستطيع عمله في مواجهة مثل هذا لرجل حيث كان على جانب كبير من الحزم؟
كان يدفعها لانتتقدم الى الامام بكل عنف حتى ان ركبتها اخدت تؤلمها بشدة ومروا خلال بسطة درج الطابق الاول وكان هناك سكون تام يخيم على المكان وكانت ظلال المبنى القديم المتحركة تقترب منهم وكانها اشباح ارواح اختفت .وسالت لورين الرجل المجهول ا:
"الى اين تاخدنا ؟"
ورد عليها السفاح :
"الى اعلى حيث نجد قليلا من النور "
لم تكن لهذه الكلمات أي معنى وعلى الرغم من ذلك لم تحاول ان تعلق عليها لانهم كانو بالفعل قد وصلو الى بسطة درج الطابق الثاني حيث وقعت المعركة منذ قرابة ساعتين فقط وحاولت لورين ان تدقق النظر من خلال الظلمات لعلها تجد احد الاجسام ممددا على الارض هناك .ولكنها لم تستطع ان تدير راسها دون ان تلمس نصل السلاح الذي كان يضعه السفاح بجانب عنقها .ز
على الرغم من ان ماركوس كان يرى بعض الاشياء الا انه كان يفضل عدم الكلام نهائيا كان يسير الى امام وقصبة المسدس موجهى الى جانبه حيث كان من المستحيل عليه ان يقترب من لورين وكان السفاح يحاول ان يحرسهما معا حراسة مستمرة وكان من الممكن بالتاكيد لاي منهما ان يهرب في هذه الظروف ولكن تحت تهديد حياة الاخر وكان السفاح يعلم ذلك جيدا وهذا يدل على خبرته الطويلة في هذا الصدد كان الرجل يتحرك طبقا لفكرة واضحة في راسه ولذلك امرهما بالتوجه الى قسم الجراحة دون أي تردد عندما وصل الى الطابق الثالث كان هناك النور الذي تكلم عنه قبل قبل الان والذي كان يسق من حائط زجاجي عريض كان نورا يختلف عن النور الطبيعي كان نورا معدنيا يقع على منضدة العمليات التي كانت موضوعة في منتصف الغرفة واخدت لورين تسال نفسها :
"كيف يعرف الرجل المجهول كل تفاصيل هذه الاماكن معرفة جيدة ؟لا شك انه تردد على هذه الاماكن عدة مرات قبل الان "
وقال لها الرجل المجنون :
"لست ادري ماذا يحدث في ذلك البيت الغريب على ان ذلك لا يعنيني اطلاقا منذ اللحظة التي اصبحنا بعيدين عنه "
وسالته لورين :
"وماذا نفعل هنا ؟"
اجابها الرجل المجهول بصوت خاسم اكثر وبقوة اشد :
"لقد اخدت نسخ الكتابات المصححة وكانت موضوعة على مكتبك وهي الان في جيبي واريدك ان تضعي نفس الاسماء التي كنت تستعملينها من قبل وسوف تكتبين عن ذلك الطالب الذي يدرس القانون بالطريقة نفسها التي كتبتها من قبل .انني لست غبيا لقد قرات القصة كلها بعناية كبيرة وكانني درست كل تفاصيلها فلو كنت تحاولين خداعي فاني اؤكد لك بانك سوف تندمين على ذلك .والان حاولي اخراج هذه النسخ من كتاباتك من جيبي واسرعي في تصحيحها وليكن معلوما لديك ان لديك اية حركة غير محسوبة ستضيع في مقابلها حياة صديقك "
كانت لورين في دهشة من امرها لم تكن قد راته وهو ياخد هذه الاوراق التي كتبت فيها جزء من روايتها .وفجأة قطع ماركوس هذا السكون وقال :
"لا تفعلي ذلك يالورين فهو سيقتلني في كل الاحوال .ولو انك بدلت في القصة كما يطلب فلن يكون هناك سبب يجبره على عدم قتلك انت كذلك"
صاح السفاح وقد اشتد
به الغضب :
"خدي هذه الاوراق من جيبي خذيها حالا هل تريدين ان تري دماء صديقك وهي تسيل في الغرفة وتغرقها؟"
ولاول مرة منذ ان تركو المنزل كان الرجل المجهول يبعد سكينه قليلا عن عنقها ليسمح لها ان تضع يدها في جيبه .وفي لمح البصر التقت عيناها بعيني ماركوس وكان يفهم من هذه النظرة انها تريد ان تقول له شيئا ما ,كانت متاكدة من ان الوقت قد حان كي يبديا مقومتهما الان ودون تردد والا فلن يستطيعا ذلك ابدا .
وفجأة صرخ ماركوس :
"ابتعدي من هنا "
وبحركة سريعة كان ماركوس قد غطس في الارض وفهمت لورين في لمح البصر ماذا كان ينوي ماركوس فعله ودفعت الرجل المجهول بكل قوتها ووثب ماركوس على السفاح واسقط من يده المسدس بضربة قوية في ذراعه ولمع السكين في الظلام ولكن ماركوس استطاع في اخر لحظة ان يوقف قبضته .وتبع ذلك معركة شديدة نشبت بينهما تحت عيني لورين المرعوبة .كان قلبها يدق بسرعة بحيث كان يقطع عليها انفاسها وحاولت عدة مرات ان تلتقط المسدس من الارض ولكنهما كانا
يتدحرجان عليه من دون توقف وهما يعلمان بوجوده ويحاول كل منهما ان يمنع غريمه من التقاطه وفجأة رات لورين الرجل المجهول يتدحرج بعيدا بعد انم اصيب بلطمة عنيفة فاسرعت والتقطت المسدس وصاحت الى ماركوس لكي يبتعد ولكنه كان قد هجم على السفاح مرة ثانية فلم تستطع ان تطلق النار على المجهول خوفا من ان تصيب ماركوس كان الاثنان يتصارعان بمنتهى العنف ,كانا يقتربان قليلا قليلا من الابواب والشبابيك التي كانت تفتح على شرفة ضيقة تطل على هاوية سحيقة تحتها .
واندفع الاثنان زوهما يتصارعان بشدة وكسرا الزجاج الذي في طريقهما .واطلقت لورين صرخة رعب لرؤيتها هذا المنظر المخيف .كان الاثنان يتعاركان بكل ما اوتيا من قوة بطريقة شرسة لم تخطر لها على بال .كانت الدماء تسيل من فميهما ومن انفيهما وفجأة ضرب ماركوس الرجل المجهول على فكه ضربة كانت شديدة العنف ادت الى ان يتدحرج الرجل محاولا الاحتفاظ بتوازنه بكل ما تبقى له من امل ولكنه لم يتمكن من ذلك فسقط في الفراغ وصدر منه صوت غريب لا ينتمي الى الاصوات البشرية وكانه صوت حيوان يذبح .
تركت لورين المسدس ليقع من يدها من قسوة المشهد واخفت عينيها تحاول ان تمسح للابد صورة هذا المنظر البشع .نظر ماركوس من حافة الشرفة الى قاع الهاوية ولمح بقايا جسم عدوه الذي ملقى بين الصخور على بعد ثلاثة طوابق من هذا الارتفاع .
وقال ماركوس بصوت هادئ ولطيف يكاد ان يكون بعيدا كل البعد عن الحقيقة ..ز
"هل هكذا تكون النهاية .....ان يقتل انسان..... !!"
واعترضت :
"كان هذا حادثا غير مقصود يا ماركوس ....كان هذا الحادث نتيجة دفاع شرعي كان يمكن ان يحدث هذا لاي منكما "
وشعرت لورين بان يديها ن\ترتعشان وثبتت في مكانها وهي عاجزة عن الحركة فترة طويلة من الوقت .كانت تتامل الجثة الملقاة في حالة سكون اسفل المبنى .
وفجأة هجم عليها شخص غريب .واطلقت لورين صرخة رعب .وبسرعة مال الشخص المجهول على الارض والتقط المسدس الذي تركته لورين يقع من يديها عندما شاهدت نهاية السفاح الفظيعة ,كان الشخص المجهول يرتدي زيا اسود وكان قد تسلل الى الداخل الغرفة دون ان يصدر أي صوت كان مصوبا فوهة المسدس الى ظهر ماركوس واخد يصيح بكل قوة :
"كـيـنـيـس "
حاول ماركوس ان يدير وجهه بسرعة ولكنه تسمر مكانه فجأة .كانت عيناه تؤكدان لـ لورين ما كانت تعلمه من قبل ........كان هذا الشخص المجهول هو هوارد بويس بعينه.
كان يضع على راسه قبعة بغرض اخفاء وجهه وكان قد ترك ذقنه ينمو لعدة ايام لكي يخفي شخصيته عن اعين الفضوليين ولكي يمر في أي مكان دون ان يعرف احد حقيقته .
ونظر ماركوس شزرا في عيني الرجل الذي افسد عليه حياته وقال :
"لم تتغير كثيرا منذ ان رايتك في المرة الاخيرة وكنت تحمل مسدسا في يدك "
ابتسم بويس ابتسامة خفيفة ثم وجه بعض الكلمات الساخرة الى ماركوس :
"ولكنك قد تغيرت .ان شعرك رمادي اللون فعلا "
قال ماركوس وقد ظهر في صوته مدى ما يكنه لغريمه من حقد ومدى ما يشعر به من غضب :
"لقد لقي سفاحك حتفه .تستطيع ان ترى اشلاءه على الصخور هناك اسفل المبنى "
رد عليه بويس بصوت الواثق من نفسه :
"بالفعل انني متاكد جدا بانه لا يمكن لاي انسان مهما كان ان يؤدي الخدمة المطلوبة على الوجه المطلوب سوى شخص نفسه صاحب المصلحة "
كانت لورين تنظر اليهما وهما يتبدلان حديثهما وهي غارقة في رعبها .وكانت نبرات صوتمها هادئة بطريقة مخيفة كان كل شيء يسير وكانها تشاهد سلسلة من الطقوس لا تفهم منها أي شيئا ربما كانت هذه المشاهد تتبلور امامها لانهما كانا ينتظران هذه المقابلة منذ وقت طويل ,ولكن على الرغم من كل شيء فهذه السلسلة من الطقوس كانت بالفعل مميتة .
واسترسل بويس في حديثه الموجه الى ماركوس :
"لم اشعر قط باية ضغينة نحوك يا ماركوس ولكنك عندما بدات تسرد كل شيء في هذه الرواية المصورة لم يكن في وشعي ان اتركك تعيش في سلام لا شك انك تدرك ذلك حق الادراك "
اخد ماركوس يمر بيده على شعرراسه كان وجهه ملطخا بالدماء .
وتوجه من بعد الى لورين وقال لها دون ان يرفع نظره عن بويس :
"استحلفك بالله يا لورين ان تتركي هذا المكان لا شك انه لا يريدنا معا في نفس الوقت "وعندما لاحظ انها مترددة اخد يصيح فيها :
"بحق السماء .......ابتعدي من هنا "
ولكن بويس صاح فيها باعلى صوته :
"انتظري هــــــنــــــا"
"اذهبي من هنا !لم يعد هناك ما يمكن فقدانه الان "
كانت لورين في موقف لا تحسد . كانت قد تحولت الى كتلة صخرية من شدة الرعب .
لم تكطن تود في الواقع الامر ان تتركه وحده وكان هو يرفض ان يموت امامهال لم يكن يرغب في ان يعذبها هذا العذاب .
وصاح ماركوس فجأة وقام بحركة مباغتة حتى يصرف عنه انتباه بويس وقال لها :
"اجري يا لورين "
دوت فرقعة وسقط ماركوس على الارض وقد اصيبت فخده وشعرت لورين بان قلبها يتوقف عن النبض لم تكن تستطيع ان تتحرك اطلاقا .كانت تتمنى ان تجري نحوه ولكن معناه ان تعرض نفسها لوابل من الرصاص .كان الحزن قد استولى عليها بالفعل .كان الوقت متاخرا جدا ....متاخرا جدا .
وفجأة سمع صوت صياح في القاعة كان جيل سبارو يحاول دخول الغرفة وفي يده بندقية كان راسه مخضبا بالدماء التي كانت تسيل على عينيه اللتين تقدحان شررا من شدة الغضب وشعرت لورين عندما راته براحة قصوى تخترق كيانها ولكن جيل لم ينظر اليها اطلاقا كانت نظراته موجهة الى هوارد بويس الذي كان هو ايضا في حالة ذهول وقد تحول الى قطعة من الحجر وهو لا يصدق ما يحدث امامه الى جانب ان جيل كان موجها ماسورة بندقيته اليه .
كان ماركوس مستلقيا على الارض يتلوى من شدة الالم يرسل انينا خافتا وصاح جيل :
"اخيرا وقعت في يدي هذه اخر مرة تهددني فيها يا هوارد "
ورد عليه هوارد :
"لا ادري عما تتكلم الان "
اصابت جيل حالة من الجنون واخد يقول لـ بويس :
"كأنكلا تعلم أي شيء لقد حاولت عدة مرات ان تقتلني حتى لا اتكلم لقد حولت حياتي الى جحيم لكن كل شيء انتهى الان الى الابد لن اعيش بعد الان هكذا .لن اسمح لك بعد الان بان تبث الرعب في نفسي "ط
واخد بويس خطوة الى الوراء محاولا ان يجد طريقا يهرب منه وذلك دون ان يفقد الامل مطلقا ولكن كل المنافد كانت مغلقة .
غير ان جيل اخد يصيح في وجه هوارد :
"الق بمسدسك......الق به والا اطلقت النار على راسك "
وحاول بويس فجاة ان يسترد هدوء اعصابه بشكل يدعو للذهول باذلا في سبيل ذلك كل المجهود ثم توجه الى جيل قائلا :
"لا اجدني في حاجة الى مثل هذا السلاح ,اسمعني يا جيل انني لا الومك نهائيا لانك شككت في تصرفاتي ولكنني اؤكد لك ان شيئا من هذا لم يحدث لم اسع قط الى قتلك ولم احاول ذلك اطلاقا "
"حقا؟اتحاول بذلك انم تثبت لي ان كل هذا كان ثمرة تخيلاتي ؟"
وكان ماركوس يحاول ان ينهض من على الارض كان بويس يصوب مسدسه نحوه في وضع تهديد بينما كانت عيناه تقدحان شررا .
وصاح جيل بصوت عال وقد استبد به الجنون :
"انظر الي يا هوارد ساقتلك ............."
وشعر هوارد بمدى قوة جيل وبتحذيراته شديدة اللهجة فاستدار تجاه جيل وقد نسي الرجل المصاب في هذه اللحظة لانه لم يكن يشكل له اية تهديد حقيقي ونظرت لورين الى ماركوس ولكنها كانت عاجزة لا تستطيع شيئا كان العرق يغطي جبهة ماركوس وكانت ملامحه متاثرة جدا بما كان يقاسيه من الام لا تحتمل وحاولت لورين ان تمر عبر الغرفة لتنضم اليه ولكن جيل اوقفها بحركة من سلاحه .
"قفي مكانك يا لورين والا سينهمر عليك سبيل من الرصاص "
وتوجهت لورين بسؤالها الى ماركوس محاولة تجاهل اوامر جيا :
"هل استطيع ان اساعدك يا ماركوس ؟"
ولكن ماركوس قال لها وهو يشعر بالم شديد :
"ارجعي الى مكانك "
ومسحت لورين دموعها وهي تنظر الى الرجال الثلاثة الذين كانوا حولها كان اولهم مصابا وقد يكون مشرفا على الموت اما الاثنان الاخران فكانا واقفين وكانهما تمثالان وكل منهما متابط سلاحه كان المكان الذي يحيط بها من كل جانب مشبعا بجو من الجنون والموت .
كان بويس غير مهتم نهائيا بوجودها و لا يوجه اليها نظرة ,كان هدفه الوحيد هواقناع جيل بعدم اطلاق الرصاص عليه وقتله كان يحاول ذلك بشتى الطرقب فكان يقول له :
"نستطيع ان نتناقش في الامر يا جيل لقد سبق ان عملنا معا في الماضي ,هل انت بحاجة الى النقود ؟كم هو المبلغ الذي تحتاج اليه ؟"ط
وكان جيل يرد عليه وهو في حالة غضب شديد :
"انني لا اقبل منك هذا الاقتراح مطلقا فانت ولا شك لن تسمح بوجودي على قيد الحياة "ط
واجابه بويس بصوت الواثق بنفسه :
"لا تكن سخيفا قل لي كم المبلغ الذي تحتاج اليه ؟وسوف اعطيك النقود التي تريدها ,يجب ان نتفاهم معا والا فستكون هذه نهايتنا نحن الاثنين "
وسمع صوت انين خرج من فم ماركوس وهو يحاول عبثا ان ينهض من مكانه كانت اصابته شديدة وكانت تنزف بينما كانت الخيبة تظهر في عينيه وتزيد من الامه .
كان من الواضح ان الموقف جيل اخد يضعف امام عروض بويس البراقة والمغرية وهذه المغريات والحيل كان قد استعملها بنجاح طوال السنوات الثمانية الماضية في كل مرة يكون فيها بحاجة افلى الهروب من مازق .والان كان يغري جيل بمبلغ ثلثمائة الف دولار مقابل ان يتركه حيا .
وشعرت لورين بنفور شديد يسيطر على كل كيانها عندما تاكدت ان جيل وافق على مغريات بويس تالذي كان يقدم مبلغ من المال مقابل حياته ,كان احساسها الداخلي قد حذرها من جييل سباورو ومن الوثوق بنوياه ,ولم يحدث قط قبل الان ان خدعها هذا الاحساس كذلك لم يخنها هذه المرة ايضا .ز
وقال بويس :
"اننا نفقد كثيرا من وقتنا لقد سمعنا بعض الطلقات النارية قادمة من المدينة لنذهب يا جيل .لا تنس انني اقدم اليك نصف مليون دولار لننته من مهمتنا اولا بما انه مازال لدينا بعض الوقت ثم نذهب "
ورد جيل :
"انني موافق تماما ولكنني احذرك من أي خداع ,فاذا حاولت ان تمتنع عن تنفيد الاتفاق فانني اؤكد لك انك هالك اقسم لك بذلك"
واجاب بويس :
"كل شيء سيسير على اكمل وجه اننا سنفقد معا نفس الشيء ونريد ان نخفي معا نفس السر "
وهمهم جيل وهو يشير الى باب الغرفة بحركة من راسه "لنذهب اذن .....وسوف اتدبر ام هذين الاثنين "
وانفرجت اسارير بويس عن ابتسامة رضا وكشفت نظرته عن راحة باله واستدار الى ماركوس وقال له :
"لا....سوف اتدبر امره انا شخصيا ,لقد حاول ماركوس ان يتخلص مني عن طريق خطته الملغمة سوف يدفع لي الثمن الان "
وكانت شرارة الحقد التي راتها لورين قبل ذلك عندما اطلق النار على ماركوس تلمع الان وللمرة الثانية في عينيه وصاحت باعلى صوتها وقد تملك منها الخوف عندما راته يرفع سلاحه ويصوبه على ماركوس .
وفجأ صاح جيل :
"ابتعد انت يا بويس سوف اقوم انا بهذا العمل لدي اسبابي الوجيهية لقتل بيتر بكينيس "
تردد صوت جيل في كل انحاء الغرفة بشدة غريبة كانت عيناه جاحطتين وكانهما ستخرجان من محجريهما وكانتا تلمعان بقوة .ولكن بويس وكانه ارنب يسيطر عليه الخوف شديد ارجع زناده الى مكانه وخفض سلاحه في الوقت المناسب الذي استطاع فيه ان يتفادى وابل الرصاص الذي انطلق واخد يصيب جسم ماركوس وملأ الغرفة بصدى صوت فرقعات كانت تصم الأذان كان الرصاص ينهمر على جسم ماركوس بجنون وكان الرجل يريد ان يطرد كل وميض حياة من داخل ماركوس الى الابد .
واخدت لورين تصيح وهي لا تكاد تصدق ما تراه عيناها ومشهد الرعب الذي يقع اماها ورات ماركوس وهو يسقط على الارض صريعا وفقدت كل صلة لها بالواقع كان الواقع بالنسبة لها لا يمكن احتماله وكان يسبب لها اشد الألام .كان واقعا كله عذاب وحزن ,الواقع الوحيد الذي كانت تؤمن به وتسمع صداه في نفسها كان صوت اخر كلمات ماركوس اتليها وهو يرجوها ان تهرب من هنا .
كان يقول لها :
"حاولي الهروب يا لورين .....حالي ذلك "كان جسمه الذي اصابته عدة رصاصات ملقى على الارض في وضع انكماشه دون اية حركة وعلى الرغم من ذلك كان صوته الضعيف يؤكد انه مازال حيا .كان صوته يدوي في هذا السكون التام الذي هيمن على حياته كان قد فارق الحياة .....فارقها الى الابد .
كانت لورين وكانها قد اصيبت بالعمى من شدة وقسوة الدموع التي كانت تذرفها على ماركوس وعندما لاحضت ان الرجلين ينظر كل منهما للاخر كانت لديها ثوان معدودة لكي نحاول انقاد حياته ولكنها كانت في حاجة الى معجزة اكيدة لتهرب من هذه المصيدة التي وضعت فيها .
وحاولت ان تختفي فيمكان مظلم استطاعت منه ان تسمع جيل سبارو وهو يقول لـ بويس ان كل هذه الطلقات النارية كانت بالتاكيد قد سمعت في المدينة في هذا الوقت بالذات .
وصاح جيل :
"يجب علينا الخروج من هذا الوكر وبسرعة "
ورد عليه بويس بنفس نبرة الصوت :
"لا نستطيع ان نترك هذه الفتاة تهرب منا "
وكان صوتهما يضعف كلما ابتعدت عنهما ثم اخدت نبرة صوتهما تعلو مرة اخرى ما كنا ليسمحا لها بان تمضي في سبيلها كانت تراهما وهما يسرعان خلفها لاقتراف جريمة قتل اخرى .
وكانت تصيح دون توقف وهي تجري داخل الدهاليز المستشفى المظلمة :
"يا ماركوس ....يا ماركوس ....هذا ليس حقيقيا ....لا يمكن ان يكون حقيقيا......"
وكانت تدفعها قوة تكاد تفوق القدرة البشرية لم تكن لورين قد شعرت بهذه القوة من قبل كانت هذه القوة تضع حدا للالام وللعذاب ولحالة الياس التي كانت تحس بها كانت قوة تحثها على متابعة حياتها وعلى التغلب على كل ما الم بها وقررت فجأة ان تعيش والا تستسلم للموت .قررت ان تعيش حتى ترى قاتلي ماركوس وهما معلقان في حبل المشنقة في يوم من الايام .
وكانت لورين تنتعل حذاء يلبسه لاعبو تنس وكانت تجري به على ارضية المستشفى الاسمنتية بكل سرعتها تنتقل بين الحجرات كانت ركبتها تؤلمها بشدة ولكنها في هذه الساعة كانت تتجاهل كل الامها وقد قررت الا تضيع اية ثانية .زز
كانت تتمنى ان تجد أي مخبأ تختفي فيه ــ لا شك ان عددا كبيرا منها كانت تزخر به جدران هذا المبنى لو ان طلقات الرصاص كانت قد سمعت بالفعل في المدينة فلاشك ان قاتلي ماركوس لن يضيعا وقتهما في البحث عنها ــ كانت نقطة الشرطة اسفل الهضبة في وسط المدينة وكانت الشرطة تستطيع الحضور في أي وقت .
لكن هل سمعت فعلا طلقات الرصاص ؟كانت لورين تقنع نفسها ان ليس هناك أي شك في ذلك .ففي هذه المدينة الصغيرة المشيدة على سفح الجبل كان الصوت الوحيد اللذي يمكن سماعه هو صوت السيارات التي كانت تمر نادرا عبر الشارع الرئيسي .كان هوارد قد اطلق من سلاحه رصاصة واحدة بينما اطلق جيل اربع او خمس رصاصات . كانت هذه الافكار و الاستنتاجات تتزاحم في راسها بسرعة كبيرة . ليس هناك شك في ان احد الاشخاص سمع بالتاكيد اصوات الطلقات المرعبة التي ادت الى القضاء على حياة حبيبها لو استطاعت ان تختفي عن الانظار في أي مكان و لمدة طويلة حتى تتمكن الشرطة من بدء عملية البحث فسوف تكتب لها النجاة .
كان باب المصعد القديم اللذي لم يكن يستعمل مند عشرات السنوات واقفا هناك كالجثة الهامدة فاتحا فمه في الظلام . كانت لورين قد القت عليه نظرة فاحصة قبل الان شعرت خلالها بشئ من الخوف من محاولة الدخول فيه خوفا من اية عواقب غير سارة كان ينزلق من الحبال التي ترفعه . و خلف هدا المصعد ثبت سلم صغير يؤدي الى كوة صغيرة كان من الممكن استعمالها كمخبا مامون و لكن هل ستتمكن من الصعود على هذا السلم الصغير مع ما كانت تسببه لها ركبتها من الام ؟كان هذا السلم المثبث على الحائط يصعب الصعود عليه .قد تكسر بعض درجاته السفلى فاستعانت لورين بقضيب صغير و حاولت ان تستند اليه و تحمل جسمها مستخدمة قوة ذراعيها كان ثقل جسمها يضعط على ركبتها المصابة و لولا خوفها من سماع صوتها لااصدرت صرخة انين من شدة الالم كانت لورين قد اضاعت الكثير من وقتها الثمين كان الوقت بالنسبة لها مسالة حياة او موت و سمعت خطوات في القاعة و لكنها لم تكن خطوات رجلين بل كانت خطوات رجل واحد فقط . كان جيل و هوارد و لا شك انهما قد افترقا لكي يبحثا عنها ثم اخدت تهبط الدرج و هي متاكدة من انه من الخطا الفادح ان تستمر في الهروب بدلا من ان تختبئ في مكان امين و لكن في كل الاحوال كان صوت تنفسها سيكشف عن مكانها . كانت بالفعل تتنفس بقوة شديدة بحيث يتخيل اليها ان رئتيها توشكان ان تنفجرا .
كانت اصوات الخطوات تقترب من خلفها . و سمعت اصوات صفارات على بعد لاشك ان قوات الشرطة اوشكت ان تحظر خلال لحظات .على ان القبض على هذين السفاحين في هذا المستشفى لم يكن عملا سهلا . كان هناك عدة اماكن يمكن الاختباء فيها و منافذ كثيرة سرية و عندما وصلت لورين الى بسطة الطابق الثاني تذكرت حجرة الغسيل لو كانت تستطيع ان تتذكر مكان الدهليز لتمكنت من الوصول الى اسفل المبنى كما فعل الرجل المجهول الذي جنده بويس لحسابه في صباح هذا اليوم .
كانت ركبتها تعوقها الان و كانت خطوات الشخص الذي يتبعها تقترب منها حاملة معها الخطر .
كانت لورين قد وصلت الى منتصف الدرج و كانت تحاول ان تسرع خطاها باقصى سرعة وصلت الى غرفة المفروشات كان باب هذه الغرفة قد انتزع ففتح فيها ثقب . كان هناك طريق ضيق من المعدن القديم شديد الانحدار كان من الممكن ان تلقى حتفها في هذا الطريق و مع ذالك كانت هذه المغامرة اقل خطرا من اعطاء الفرصة لـ بويس او جيل لكي يقبضا عليها .
كانت اصوات الصفارات تقترب من المبنى و يشتد ضجيجها بينما كانت هي تسير في هذا النفق المعدني و الظلام الشديد يسيطر على المكان كانت تسمع صيحات في كل المبنى كانت قواة الشرطة قد وصلت الى الطابق الاول كان جسمها الرقيق يحاول ان يجد طريقه خلال هذا النفق الضيق عندما احست بان جزءا من بنطلونها الجينز كان قد تعلق في قضيب من الحديد و اخذت تحاول ان تفك هذا الارتباط و نتيجة لذالك خدشت ركبتها بشدة .
في الحقيقة انها لم تكن تخطو خلال هذا النفق بسرعة كبيرة و فجاة احست بان ذراعا اخذ يلتف حول عنقها و بان يدا قوية كانت تحاول كتم فمها حتى لا تصرخ .
لم تفكر في هذه اللحظة و هي تشعر ان الخوف يكاد يخنقها و الرعب اوشكت ان يقتلها الا في شئ واحد .
"لم انجح حقيقة في ذالك يا ماركوس و لكنني حاولت ...لقد حاولت حقا" .
انتهى الفصل الحادي عشر

Just Faith 27-06-16 06:45 PM

الفصل الثاني عشر
كان جيل الذي امسك بها بهدا العنف و كان يمنعها من الصراخ واضعا يده بكل قوة على فمها .كان قد شل حركتها بالكامل و لكنها لم تياس . كانت تحاول ان تصارعه و تحاول ان تفلت من هذه القبضة و ان تتخلص من يده التي كان يقبض بها على فمها و كانها التصقت به و لكن كل مساعيها لم تفلح بان تفلت من هذه القبضة او ان تنتصر في هذه المعركة غير المتكافئة . و قال لها السفاح جيل بانفعال شديد :
"يكفي هذا يا لورين ارجوك يكفي هذا ."
و بعد ثانية ابعد الرجل يده عن فمها و استغلت لورين ذالك و اخدت تصيح فجاة:
"ارجو ان تاخذ السماء روحك ."
و استجمعت كل قواها لكي تضربه بكعب حذائها في عضمة ساقه و تابع جيل كلامه:
"ارجوك اوقفي هذه اللعبة الحمقاء ان قوة الشرطة هنا و يجب ان اخرج من هنا حاولي ان تفهمي بالله عليك ان ماركوس لم يمت فهو ما زال حيا يجب ان تصعدي الى فوق".
ان ماركوس لم يمت ... كانت هذه الكلمات ترن في راس لورين الى ما لا نهاية و للحظة فقدت أي احساس بالواقع كانت هذه الكلمات كفيلة بان تنقلها الى اقصى سعادتها كانت تشعر الان فقط بان احساسا غريبا اخذ ينفد في كيانها يدعوها الى ان تبدا من جديد في تقبل الحياة و ان ترجع الى العالم الوحيد الذي كانت تستطيع العيش فيه عالم يكون فيه ماركوس الى جانبها بل معها الى الابد لم تكن تستطيع ان تامل ان تعيش بدونه و ها هي ذي ترى اعجوبة تحدث امامها كان ماركوس حيا بذالك كانت الماسات تتلاشى و الحادث الاليم يختفي و تحولت الفجيعة الى حياة سعيدة بل لسعادة اقوى و اكبر و افضل مازلت اللعبة لم تنته و لم يكسبها احد حتى الان و لكن من الان فصاعدا كل شئ كان يمكن حدوثه و كان لزاما على لورين ان تجد ماركوس .
كانت هده السعادة كفيلة بان تفقدها كل ادراكها او على الاقل جزءا منه اذا صح القول كفت في الحال عن مصارعة خصمها و عن ابداء أي مقاومة شعرت و كان عضلاتها التي كانت قد ابدت مجهودا لاباس به اخذت تسترخي فجاة داخل هذا الجسم الرائع الذي كان يشعر الان بالسعادة العميقة و رفع جيل يده عنها .
كنت متاكدا انك تعلمين ان بندقيتي لم تكن مشحونة الا برصاصة كاذب لا يسبب أي اذى كان لزاما على ان التقي بك قبل ان يعثر عليك بويس .
و كان لهذه الكلمات وقع شديد على لورين و لكنها كانت كافية لترجعها الى الواقع على انها لم تكن قد استوعبت الحقيقة كلها.
تمتمت لورين بنفس واحد :
"لكن ماذا عن بويس ؟.."
كان يجب علي ان اطلق النار على ماركوس قبله و لو كنت تاخرت في ذالك ثانية واحدة .
كانت لورين تضطرب كلها فمجرد تفكيرها في موضوع موت ماركوس كان هذا الوضع يعني وجود شرخ في نظام العالم و احست لورين بان قلقا شديدا كان يسري في اعماقها و اخذ جيل يكمل حديثه اسمعي يا لورين ان ماركوس جريح الان يجب عليك ان تعملي في غاية السرعة لست متاكدا اذا كان قد استرد وعيه ام لا.
كان ماركوس يلجا احيانا للاستغاتة بخدمات فرقة اسعاف مركزهم في الوادي و هو يعرفهم حق معرفة و عندما يصل اعضاء هذه الفرقة هنا اعملي من جانبك على الا يذيع أي منهم ان ماركوس ما زال حيا هذا الخبر يجب ان يبقى سرا بيننا و بنفس الطريقة حاولي ان التعامل مع رجال الشرطة اخبريهم ان بويس حاول قتل ماركوس و اتهميه كدالك بالقضاء على قاتله الاجير و بهذه الطريقة لن يستطيع بويس ان يخرج من المدينة و ستكف الشرطة عن البحث عني بعد دالك و الان اسرعي فقوات الشرطة موجودة في كل مكان و يجب ان اسرع و اختفي عن الابصار .
كانت لورين تستمع الى مقترحات منقد حياة حبيبها الذي اختاره قلبها بكل انتباه و بشئ من التعقل كان ماركوس مصابا و لكنه كان حيا و هذا التاكيد وحده كان كافيا بان يمد لورين بكل الشجاعة المطلوبة .كانت مستعدة الان و باقصى سرعة للانقاد ماركوس كانت الشمس تلقي باشعتها على وجه جيل فتضيئه و كانت لورين تشعر بان جيل هو الرجل الذي ارسلته العناية الالهية كانت تحس بانها عاجزة عن ابداء شكرها و امتنانها له بقدر اللذي يستحقه .
تمتمت لورين بينما كان جيل يبتعد :
"اعدرني يا جيل ....""
ارسل اليها ابتسامة ثم اختفى بسرعة كان الوقت متاخرا لكي تحاول ان تسترجع لورين كل هذه الانفعالات التي مرت بها كان عليها ان تعمل و باقصى سرعة و اختفى جيل في الظلام .
تذكرت لورين المخطط اللذي كان قد رسمه ماركوس كان كل شئ يسير حسب الخطة الى ان هاجمها السفاح المؤجر و اعتقلها و لم يكن ماركوس قد توقع وجود رجل اخر مع بويس و عدم توقعه هذا كان سيكلفه حياته و بالنسبة لجيل لم تكن تعلم بصفة اكيدة اذا كان هو اللذي تصارع مع الرجل اللذي كان يعمل الى جانب بويس كانت هذه الافكار تزدحم في راسها بينما كانت تسير في دهليز المستشفى الطويلة كان سكون هدا الدهليز تمزقه اصوات صراخ الصفارات و الصيحات التي كانت تسمع في الطابق الثاني و كذالك من غرفة العمليات كانو قد وجدو ماركوس بالفعل و بالتاكيد قد بدءوا في اكتشاف الجثثة التي كانت في اسفل الشباك الذي كسر زجاجه كان قد استطاعو بذالك حصر مكان الخطر بطريقة سهلة كان شعورها بالضيق يزداد كلما كانت تقترب من غرفة العمليات الخوف من أي جديد ... كانت الراحة التي احست بها مدتها قصيرة فهي الان تخاف على ماركوس من الموت و لكنها تشعر بشئ اخر لاتعرف كنهه يعذبها تشعر بان الزمن قد توقفت حركته و اخيرا لمحت ماركوس كان هناك ثلاتة رجال يحيطون به كان ممددا على الارض لا يتحرك مطلقا و قد فقد ادراكه لاشك هل كانت لورين ستؤكد لرجال الشرطة ان بويس ما زال موجودا بالتاكيد في المستشفى ؟.و لكن لو بدا رجال الشرطة يبحثون عن بويس فلربما وجدو جيل و في هذه الحالة كان ماركوس سيفقد شاهدا يحتاج اليه الاحتكام اليه في قضيته و على كل حال كانت البحث بالتاكيد قد بدا كان ماركوس في واقع الامر قد تعرض للاخطار عدة كان قد وجد نفسه مضطرا الان يخوضها و اقترب منها رجال الشرطة و لمدة ليست بالقصيرة لم يتفوه باية كلمة و لكن في اخر الامر قال احدهم موجها كلامه اليها :
"هل حضرت تبادل اطلاق الرصاص."
اكتفت لورين بان هزت راسها كان كل انتباهها موجها الى ماركوس فاصابته في فخذه لم تكن بالتاكيد تسبب موته و مع ذالك كانت تدرك تماما ما تسببه هذه الاصابة من الم رن صوت الشرطي و كانه يرن عبر جدران باردة .
حاولي وصف الرجل اللذي نبحث عنه .
رسمت لورين صورة طبق الاصل لـ بويس كانت تعرف وجهه جيدا للانها رسمته سابقا مرات عديدة و سالها رجل الشرطة عدة اسالة بشان تفاصيل الواقعة كانت اسئلته متعددة ذات طابع جاف هجومي احيانا و كانت لورين تشعر بانها تكاد تفقد اعصابها حتى اوشكت ان تبكي و هي تمس وجه ماركوس بكل رقة حيث بدا يستعيد وعيه ببطء و كان تنفسه غير منتظم و ضعيفا و تمتمت لورين لرجل الشرطة :
"و هذا الرجل الدي وصفت صورته لك هو الذي حاول قتل ماركوس و حاولت ان اجري خلفه بكل سرعة و لكنه تمكن من الهرب و لست ادري المكان الذي هرب اليه
و لم يقع نظري عليه بعد ذلك ".
كان رجل الشرطة يريد بعض التوضيحات حول الرجل اللذي لقي حتفه و لكنها لم تستطع ان تدلي بشئ في هذا الصدد.لم ترد ان تكشف للشرطي كل التفاصيل الدقيقة حول موته و اكتفت بان تنكر موضوع المعركة اللتي نشبت .و عندما لاحظ رجل الشرطة ان الياس اخد يستبد بها و يظهر على ملامحها الناعمة ببطء كف عن توجيه اسئلته المتعسفة كانت تستطيع اخيرا ان تتنفس الصعداء.
لم يكن ماركوس قد تفوه بكلمة واحدة حتى الان . و كانت لورين تشعر باظطراب شديد فاقتربت من وجهه و اخذت تناديه في بادئ الامر اصدر ماركوس همهمة ثم حاول ان يتلفظ بشئ ما من السهل ادراكه :
"يا لورين .... اشكر الله انك هنا."
شرحت لورين لرجلي الشرطة انه يجب نشر خبر موت ماركوس حتى نصل الى علم و اذني بويس و لكن كان هذا العمل الذي تقوم به يستوجب منها منتهى الحذر فان اقل خطا من جانبها كان سيوجه شكوك رجال الشرطة الى ماضي ماركوس ومثل هدا الامر سيحمل في طياته اخطار عديدة لا تحمد عقباها يجوز ان حالة ماركوس التي كان يظهر عليها الان بعدم استرداده لوعيه بصفة كاملة كانت تخفي جانبا ضئيلا من التصنع من جهة ماركوس ليس اكثر من ذالك للانه كان بالفعل يشعر بالم شديد ادى الى ان يغمى عليه فعلا .
و اكتفت لورين بان تقص على ضابط الشرطة الظروف التي تعرفت فيها على ماركوس و لكن دون ان تذكر التفاصيل كان الضابط يتوق الى معرفة أي شئ عن سير المعركة التي نشبت و ادت في النهاية الى موت السفاح الماجور هل كانت لورين مضطرة لان تقول الحقيقة اوتتبع تتبع تعليمات جيل لها باتهام بويس الشرير بكل ما حدث ؟ على كل حال كان يظهر جسم ماركوس بوضوح اثار هذه المعركة و نفس الاثار كانت واضحة ايضا على جسم السفاح المقتول لذالك كانت اية رواية سترويها لورين غير مطابقة للواقع ستبدو غير مقنعة و غير حقيقية و قالت لورين .
كانت المعركة التي نشبت غير واضحة على الاطلاق و الشئ الوحيد الذي مازلت حتى الان متاكدة منه هو ان الرجل الذي اطلق الرصاص على ماركوس لو ادرك بان ضحيته مازالت حية لرجع ثانية لاتمام العمل الذي بداه.
و سال الضابط :
"و ما الاسباب ؟"
"انه يحاول تهديد ماركوس ؟."
"و لكننا لا نرغب في موت احد دون اية اسباب استمعي لي يا انسة سوف نعمل على اشاعة خبر موت ماركوس على ان رجال الشرطة يجب ان يكونو على علم بحقيقة هذه الاسباب و سوف يحدث ذالك في اسرع وقت عندمايتسنى لماركوس ان يسرد لنا الحقيقة ....."
و قاطعته لورين بشئ من العنف :
"سوف يقول لكم كل ما تريدون معرفته و لكن حاولو الان ان تعتنو باصابته "
و علق ضابط الشرطة على كلامها بنفس الطريقة :.
"لقد عملنا كل ما استطعنا لا تقلقي اطلاقا لقد اصبح الاطباء على مقربة منا و هم في طريقهم الينا "
كانت لورين في حالة عصبية غير عادية كانت تشعر بانها في اقصى حالات تحملها لن تستطيع بعد ذالك تحمل المزيد كانت و لا شك ضحية لكم هائل من المشاعر تراكمت عليها في يوم واحد لم يحدت اطلاقا ان احست بانها اصبحت عديمة الحيلة في مواجهة وضع يحتاج الى النقيض من ذالك الى تصرف دقيق من ناحيتها بحيث تكون كل قدراتها رهن اشارتها و بحيث تكون حاضرة البديهة و تفكيرها جاهز دون أي احتمال للخطا كانت في واقع الامر قد شاهدت الموت بعينيها بل اكثر من ذالك كانت قريبة جدا منه.
و قد اعتقدة في وقت من الاوقات ان حياتها دمرت للابد عندما رات موت ماركوس ثم عادت اليها الحياة بعد ذالك و باعجوبة كانت مشاعر الحزن و الخوف و الكرب الشديد التي ملات قلبها بسبب موت حبيبها الغالي تعذب روحها المضطربة و لكن ماركوس في الواقع اصبح حيا باعجوبة على ان هذه الاعجوبة كانت تبدو عديمة النفع للانه كان يتالم بشدة امامها دون ان يجد العلاج المطلوب و قد تاخرت المساعدة المنتظرة جدا كان المنطق يؤكد لعقل لورين المعذب ان رصاصة في الفخد لا تؤدي قطعا الى الهلاك و لكن في هذه الاحوال كان القلب هو الذي يحاول ان يسمع صوته و في اخر الامر استقر راي الحاظرين ان ياخذو ماركوس على محفة كانت لورين تريد ان تتبعه و لكن الظابط رفض ذالك بسبب الاخطار التي قد تتعرض لها في المدينة حيث كان بويس يختفي هناك لم تكن قد فكرت في هذا الاحتمال لقد كانت في الواقع في خطر اكيد مادام بويس لا يزال حرا اما ما يخص جيل فلم تكن لورين تعلم أي شئ عنه او عن مكانه و لذالك لم يكن في استطاعته حمايتها و من حسن الحظ ان قوات الشرطة هناك اهذا السبب بما انها كانت مقتنعة بكل هذا كان لزاما عليها ان تنصاع للاوامر و ان تؤدي واجبهاعلى اكمل وجه كانت ركبتها تؤلمها الما شديدا فكل هذه المحن و كل هذه التحركات كانت قد زادت الامها كانت كل اعضاء جسمها تشعر بحالة من الخمول كان جسمها قد تخلى عنها .
تمنت لورين ان تصل هذه القضية المرعبة الى نهايتها ثم قالت لنفسها و هي تلقي بنظراتها الى سيارات الشرطة التي كانت الان تحيط بالمبنى من جميع جوانبه كم كانت ستسعد لو وقع بويس في ايدي الشرطة و تم القبض عليه ؟ كم كانت تتمنى ان يشفى ماركوس ثم تظهر براءته و لكن كل هذه الاماني ليس من السهل تحقيقها لم يكن من السهل حل قضية قديمة مرت عليها ثماني سنوات .
كان ماركوس متهما بجريمة قتل و لا شك ان ذالك الامر سيمر على رجال الشرطة دون ان يسترعى انتباههم كانت الافكار تختلط في راس لورين متعاقبة . لاشك ان الشرطة ستدرس موضوع ماركوس بكل عناية و بكل دقة كما هو معروف عنها في مثل هذه الحالات كانت لورين تحس بياس شديد للان هذا الامر سيتطلب شهورا عديدة بل سنوات من اجل بدء اجراءات اعادة النظر في حكم صدر مند حوالي ثماني سنوات مضت . و لكي تنجح هذه المساعي لابد من مساعدة جيل و لكن هذه المساعدة من جانب جيل كانت غير مؤكدة على الاقل في الظروف الحالية كان من الممكن القبض عليه لو ان رجال الشرطة تمكنو منه كانت لورين تعلم ذالك كله بكل تاكيد و لا شك ان ماركوس كان يفكر في ذالك ايضا على الاقل في الاوقات التي كانت تسمح به الامه فلا تحرمه من وضوح الرؤية .
ومن ناحية اخرى فقد يلقى بويس حتفه دون ان يعترف بالحقيقة حينئد ستكون كل خطة ماركوس عديمة النفع و مدعات للسخرية .
و اخيرا توصلت لورين الى نهاية مدهشة ان القبض على بويس عن طريق الشرطة سيفسد الخطة التي وضعها ماركوس نهائيا وعلى النقيض من ذالك لو تمكن بويس من ان يحتفظ بحريته حتى يتمكن ماركوس من الرجوع الى حالته الطبيعية و يتمكن من اصطياده ...كان في ذالك الامل الوحيد بل كان لزاما على لورين ان تدعو لورين ان لا يعثر رجال الشرطة على بويس اليس في هذا المنطق قلب للاوضاع الاشياء؟.و كان يجب على لورين ان تستمر في كتابة روايتها المصورة و تدكر كذالك هروب رود ووترز كان الجمهور يتذكر هذا الهروب الذي احدث ضجة و سيضطر بويس حينذاك للظهور مرة ثانية .
كانت تتمنى ان تتكلم مع ماركوس حتى تؤكد له انه بالقرب منه لكن الطبيب اللذي وصل اخيرا كان قد حقنه بكمية كبيرة من المورفين لكي يقلل من الامه و كان ماركوس في هذه اللحظة يشعر بحالة من الخمول بحيث لم يكن يستطيع ان ينبس ببنت شقة و كان لزاما على لورين ان تكتفي بتوجيه الكلام اليه بطريقة لطيفة و كانها تحاول ان تهدهده بنبرة صوتها الهادئة و كذالك تمسح على يده بكل حنان كانت لورين قد صممت بكل قوتها ان تركب مع ماركوس سيارة الاسعاف و قد سمح لها بذالك على الرغم من الخطر الشديد الذي كانت تتعرض له خصوصا و ان رجال الشرطة لم يكونو هناك لحمايتها و لكن لورين كانت واثقة بان الخطر موجود في مدينة جيروم على ووجه الخصوص حيث كان بويس يختفي كانت سيارة الاسعاف تتوجه الى احد المستشفيات في الوادي.
كان جو المستشفى يبعث الطمانينة في النفس و الاطباء يلتفون حول ماركوس يقدمون له كل العناية المطلوبة و للاول مرة استطاعت لورين ان تتنفس بحرية و بهدوء كان هناك طبيب يعتني بها ايضا و اخدت حالت الرعب التي كانت تسيطرعليها تختفي شيئا فشيئا و بعد ان تلقت الاسعافات الضرورية ظهرت اثار التعب الشديد على وجهها الجميل و قد استغرقت في نوم لذيذ .
استغرق لورين في نوم عميق و لمدة طويلة لتسترد كل ما فقدته خلال تلك الايام الصعبة التي مريت عليها و هي ضحية لمجموعة كبيرة من الاحاسيس المتشعبة و عندما استيقظت من النوم لم تتخيل انها استسلمت للنوم طوال هذه المدة كان يبدو لها و كان كيانها كله قد اندمج بالكامل في هذه اللحظات اللذيذة كانت لورين تبدو الان في حالة طيبة و هي تترك سريرها في داخل غرفة اختارتها لها احدى الممرضات ثم دعتها بمنتهى اللطف لكي تستريح فيها كانت تتصاعد من حولها عدة اصوات غريبة فكان الاطباء يتكلمون باصوات مرتفعة و كذالك الممرضات كانت لورين تشم روائح غريبة تدغدغ انفها و استطاعت بصعولة بالغة ان تتعرف على المكان الموجودة فيه.
حاولت ان تسترجع شريط ذكريات الاحداث التي دفعت بها الى هذا المستشفى و فور ان القت نضرة على الشباك شعرت بالدهشة الشديدة تتملكها . كان الوقت متاخرا و كان الليل قد ارخى سدوله .كان شعاع ضعيف من النور يمر من تحت باب غرفتها .
كانت تفكر في ماركوس.كان قد مر عليها عدة ساعات لم تره خلالها لم تسمع عنه اية اخبار كانت الاصوات جميعها قد صمتت في الدهليز الرئيسي كان هناك سكون تام يمتد في كل انحاء المبنى .
حاولت لورين ان تترك سريرها كان يجب عليها ان ترى ماركوس و ان تتعرف على احواله و على اخباره كيف يمكنها يمكنها الذهاب اليه ؟ ربما كان نائما .كان من المستحسن على كل حال ان تسال عنه الممرضات او الطبيب و توجهت الى الدهليز و لاحظت حينئد ان الام ركبتها كانت قد اختفت مما سبب لها احساسا غامرا بالسرور لم تكن تشعر باي الم تقريبا و احست بان دوارا خفيفا استولى عليها و تذكرت انها لم تتناول أي نوع من الطعام منذ وقت طويل ....منذ تناولت وجبة الفطور مع روزا التي لم تكن تعرف عنها أي اخبار الان .
كانت في حاجة الى معرفة الوقت و لمحت بنظرة من عينيها ساعة حائط معلقة على جدار الدهليز و ذهلت حين رات xxxxب الساعة تشير الى الثالثة صباحا .
و بعد ان افاقت من دهشتها قررت ان تذهب شخصيا بغية التعرف على اخبار ماركوس .كانت سمعت للتو بعض الاصوات عندما استيقضت من النوم لاشك انها ستجد احدى الممرضات تدلها على غرفة ماركوس و كل ما لاحظته لورين في اول الامر علامة مضيئة تدل على ان هناك حالة طوارئ و علمت الان فقط الكلمات التي كانت تسمعها منذ دقائق هذه العلامات كانت تعني بان احدا ما كان يجب ان يكون موجودا في الدهاليز و استبد بها القلق و قد دار براسها فكرة معينة بان هذه العلامة كان من الممكن حدوث شئ لـ ماركوس كان عليها ان تبحث عن سجل المرضى للانها لم تجد أي انسان يمدها بالمعلومات المطلوبة و كانت الفكرة التي دارت في راسها بان تبحث عن ماركوس في كل الغرف في مثل هذه الساعة غير المنطقية نهائيا و بينما كان الوقت يمر كانت لورين تشعر بحزن شديد يعتصرها بعد ان كان كان قد تخلى عندما استسلم للنوم ووجدت اخيرا سجلا باسماء المرضى و قرات اسم ماركوس و كان رقم غرفته 121 كانت هذه الغرفة تقع في نهاية هذا الدهليز .
كان و لا شك نائما في هذه الساعة و ذا بالتاكيد وضع يدعو الى التفاؤل .كانت لورين تريد رؤيته و الجلوس بقربه و اخذت تسرع الخطى في اتجاه غرفة ماركوس رقم 119..غرفة رقم 120... و اخيرا غرفة رقم 121 .و دهشت عندما وجدت باب الغرفة مغلقا و لكن نورها مضاء هل معنى هذا ان ماركوس مستيقظ في هذه الساعة ؟ او ان هناك شئ ما قد حدث ؟ و مرة اخرى شعرت بهذا الكرب الذي كان يستبد بها .
كان في الغرفة سريران و هناك ممرضة تحاول ان تنضم احد السريرين لم يكن هناك أي شخص اخر احست لورين ببرودة جعلتها ترتعش كان لا شك بسبب الرعب الذي تشعر به بمعناه الاكثر قسوة نظرت اليها الممرضة نظرة دهشة و نظرة استفهام في ان واحد كانت في حالت ذهول و هي تلتقي بمريضة خلال ساعات الليل .
و قالت لورين بصوت لا يكاد يسمع سبقت به سؤال الممرضة .
اني ابحث عن المريض الذي يسكن هذه الغرفة .
و لكن هل رايت كم الساعة الان ؟ كان يجب عليك الان ان تكوني في فراشك .
و تابعت لورين كلامها .
لا تقلقي بشاني اريد ان اعرف اين المريض الذي يجب ان يكون في هذه الغرفة ؟.
لا اعرف شيئا بهذا الموضوع لقد كلفت بتغيير الملاءات و تنضيم السريرين خلال اقامة اقامة المريضين .
و دهشت لورين لدا سماعها هذا الرد .
هل يعني كلامك ان المريض الذي ابحث عنه قد ترك المستشفى ؟.
نعم...هذا ما حدث بالفعل ... لقد غادر المستشفى و الا ما طلبو مني ان انظم سريره ..
انتهى الفصل الثاني عشر.

Just Faith 27-06-16 06:46 PM

الفصل الثالث عشر
كانت لورين تحاول ان تتنفس بصعوبة .وكان قلبها يدق بشدة وكانه سينفغطر .
وسالت لورين :
"اين ذهب ؟"
اجابتها الممرضة :
"ليس لدي أي فكرة حول هذا الموضوع لست انا سوى مساعدة هنا فقط "
ونظرت لورين الى الدهليز نظرة من نفد صبره :
ولكن ايم ذهب كل الناس ؟"
ردت عليها المكساعدة بصوت متكدر :
"ان المستشفى خلال الليل يكون في حالة هدوء "
وعادت المساعدة الى عملها مرة اخرى ثم قالت لـ لورين :
"كان جميع الموضفي المستشفى مشغولين جدا بحالة عاجلة جاءت منذ قرابة الساعة او الساعتين "
"هل كان ذلك بشان المريض الذي كلمتك عنه الان ؟"
وردت عليها المساعدة بحركة تدل عن عجز :
"لقد قلت لك من قبل :انني لا اعرف شيئا عن هذا الموضوع "
"ولكنني يجب ان اجده الا يمكنك ان تساعدني ؟"
واخدت لورين تقول لنفسها وهي تتنهد بعمق والتصقت بالجدار :
"كيف يحدث هذا يالهي ؟اين هو الان ؟ماذا حدث له ياترى ؟"
سالتها المساعدة وهي تقترب منها :
"هل كل شيء يسير على الوجه الاكمل ؟"
"لا.....اطلاقا....فالامور لا تسير سيرا حسنا .لقد وصلنا في نفس الوقت الى هذا المستشفى ولكنهم اخدوه الى مكان اخر اجهله كلية .لقد استيقظت من النوم وكنت اريد رؤيته ولكنني لا اجده .هناك شيء ما يسير بطريقة خطأ مذا حدث ؟"
قالت لها المساعدة :
"ارجوك يا سيدتي لا تنفعلي سوف احاول معرفة ماذا يحدث هل توافقنني على ذلك ؟انت؟ري هنا سوف ارى اين هو الان ؟"
وجلست لورين على احد المقاعد تنتظر المساعدة بالخبر الاكيد ثم اغلقت عينيها كل ما وجدته في غرفة ماركوس كان هذا السرير الخالي كان الامر لايحتمل وهي تنتظر هكذا مكتوفة اليدين دون ام تستطيع عمل اي شيء ولكن كان هذا هو الحل الوحيد امامها كانت لورين تكره هذا السكون القاتل ورائحة المطهر التي كانت تنتشر في اروقة المستشفى وتكره هوار بويس وتكره هذه الدقائق التي تمر ببطء شديد بينما كانت مضطرة الى ان تنتظر وهي تحس بضيق لا يحتمل اخيرا لمست المساعدة كتفها وقالت لها :
"ارجوك اتبعيني "
سالتها لورين وهي تقفز واقفة على رجليها :
"الى اين؟"
"الى اخر الصالة لقد نقل السيد ماركوس الى غرفة اخرى لم تكن قد اخبرت ممرضة الاستقبال بهذا التغيير بسبب ان الوضع كان يتطلب شيئا من التعجل "
وشعرت لورين بالراحة والسعادة تغمرانها واخدت تتنفس براحة اكثر ثم قالت :
"اشكر الله على ذلك ولكنني لا اعلم السبب نقله ؟"
"لقد طلب هو ذلك كان في حاجة الى غرفة خاصة به"
واخدت تتزاحم في راسها الافكار بالتاكيد فان وضع ماركوس يتطلب ذلك فاي شخص في مكانه يريد ان يخفي موضوع وجوده عن الانظار وكانه قد لقي حتفه بالفعل يرفض ان يشاركه أي انسان اخر حجرته .
قالت المساعدة لـ لورين وهي تشير الى غرفة رقم 612 :
"انه في هذه الغرفة وهونائم الان "
وردت عليها لورين وهي تبتسم :
"لن اوقضه من نومه اريد فقط ان اتاكد ان كل شيء يسير على ما يرام واشكرك بالمناسبة على مساعدتك لي ,وانني اسفة جدا اذا كنت فظة بعض الشيء "
وقالت المساعدة :
"لا الومك اطلاقا ,لقد تصرفت هكذا لخوفك عليه انني ادرك ذلك تماما "
ودخلت لورين وحدها الغرفة كان هناك نور خافت ابيض اللون يلقي شعاعه على وجه ماركوس كان مستلقيا على ظهره وعيناه مغلقتان وهو مغطى حتى صدره ,كان يرتدي في نصفه الاعلى قميصا ابيض اللون يحمي صدره ,بينما كان يبدو شاحبا ولكنه كان مستغرقا في نوم عميق وحاولت لورين ان تمنع نفسها عن تقبيله في خده لان مثل هذه القبلة كانت كفيلة بايقاضه خصوصا وانه كان في حاجة ماسة الى الراحة والنوم واخدت لورين تفكر والدموع في عينيها :
"لقد سببت لي خوفا شديدا يا مركوس متى ستكف عن اثارة مشاعر الخوف في نفسي؟ متى ساكون واثقة بانك اصبحت في امان ؟.
انتظرت بجانب السرير مدة طويلة وهي تستمع الى تنفسه المنتظم الذي كان يطمئنها على حاله ,كان يتحرك بين الحين والحين ولكنها لاحظت ان فخده اليسرى تابثة بصورة دائمة لا تتحرك .
وشعرت لورين بقشعريرة تسري في جسمها.ودت لو لم تكن رات المعركة التي دارت بين ماركوس وبين الرجل الذي استاحجره بويس وكانت لاتستطيع ان تمنع نفسها من ان تتذكر النظرة التي القاها ماركوس من فوق االشرفة على السفاح وهو يقفز في الفراغ ويقع من هذا الارتفاع كانت تدرك تماما ان ماركوس لم يكن في الحقيقة مسؤولا عن موته .
كانت لورين مازالت واقفة بجانب السرير المستشفى ولم تستطع اطلاقا ان تمنع نفسها من ان تلمس الرجل الذي كانت تحبه بكل حنان والذي كانت مستعدة ان تبدل في سبيله حياتها لو لزم الامر واقتربت منه وانحنت عليه واخدت تمسح على جبينه في اول الامر ثم على خده واخيرا على شفتيه ولكن بلطف شديد بحيث كانت متاكدة انها لن توقظه.
ولكنه تحرك وفتح عينيه وراها فجأة وكان النور الخافت يرسه هالة حول شعرها الاشقر وعلى وجهها الشاحب الخالي من أي لمسة تجميل وعلى جسدها الناعم الرقيق وابتسم وتلفظ باسمها .
"هل استيقظت يا مركوس ؟هل انا السبب في ذلك ؟انني متاسفة جدا كنت اود ان اتركك تنام "
وقال ماركوس بصوت خافت يسيطر عليه بقايا النعاس :
"ليس الامر بهذه الخطورة "
وسالته لورين :
"هل انت على ما يرام ؟"
"ليس تماما ولكن كان من الممكن ان تكون النهاية اسوأ مما هي عليه الان كان من الممكن ان تصيب هذه الرصاصة مكانا اخر لقد احسس بقلق شديد عندما وصل جيل ,كنت اشعر في هذا الوقت بخوف شديد من ان يقتله هوارد "
"هل كنت تشعر بخوف يا ماركوس ؟هل تدرك مدى الاحساس الذي داهمني في االلحظة التي رايت فيها جيل يطلق النار عليك ؟لقد اعتقدت انه قتلك حقيقة "
وسالها ماركوس وقد تشجع بعض الشيء :
"وهل اقتنع بويس بهذه الثمتلية ؟"
"بالتاكيد واي انسان غيره كان سيقتنع لقد سقطت على الارض وكانك ستموت فعلا "
وقال لها ماركوس وهو يقبض يده وكان صوته ضعيفا :
" لقد اطلق علي جيل الرصاص في الوقت المناسب ارجو ياعزيزتي ان تسامحني على الاخطار التي خضتها بسببي "
ورات لورين انه من الافضل ان تتجاهل هذه الكلمات واخدت تساله :
"كيف حال فخدك الان؟"
"يقولون ان كل شيء سيتحسن لقد لمست الرصاصة عظام ساقي فقط ولقد تسبب ذلك في الم فظيع ومازلت اقاسي من الاصابة حتى الان ولقد اعتقدت اول الامر ـ بسبب الالام الشديدة التي كنت اشعر بها ـ ان وضع فخدي اسوأ بكثير مما هي عليه "
"انني اراك الان احسن حالا "
"بسبب المسكنات التي أتناولتها فمفعولها كالسحر يصنع المعجزات "
وسادت حالة من الصمت ولكنها لم تستمر طويلا .
واستمر ماركوس في الكلام :
"لقد اخبروني بانك تناقشت مع كارل اعتقدت انه من السهل عليك ان تشرحي له كل شيء بالتفصيل ولكنك تخلصت منه بطريقة ممتازة "
"لقد نصحني صديقك الشرطي كارل بان اقضي هذه الليلة هنا في المستشفى خوفا من ان يحاول بويس ان يتعقبني وان يعمل أي شيء ضدي لذلك اخدت حماما واستلقيت في احد اسرة المستشفى المخيفة ورحت في النوم ولقد استيقظت الان فقط "
وقال ماركوس :
"وكيف حال ركبتك ؟"
"كل شيء على ما يرام انها تؤلمني قليلا ولكن هذا شيء لا يذكر امام ما تقاسيه انت من الالام هل يمكنني ان اسالك كم يوما سنقضيه في المستشفى ؟"
"بضعة ايام فقط حسب ماقاله الاطباء ولكن هل لدينا بعض الايام ؟"
ولم ينه ماركوس جملته كان ينظر الى نقطة معينة وكانها ضاعت في اللانهاية وقالت لورين:
"لست ادري ماذا يحدث سوى ان جيل يحاول جاهدا ان يمنع بويس من مغادرة مدينة جيروم وفي نفس الوقت يتمنى الا يعثر عليه رجال الشرطة "
"لا يستطيع هوارد ان يترك مدينة جيروم لا يوجد سوى طريق واحد يؤدي الى الوادي وطريق اخر يؤدي الى مدينة بريسكوت وهناك طريق اخر من المستحيل تقريبا استعماله وهذا الطريق يمتد في الجبال من الممكن ان يقوم رجال الشرطة بسد هذه الطرق بسهولة عندئد سيكون هوارد قد وقع في المصيدة "
"وهو يعتقد ان جيل يساعده "
"نــــــــعـــــــــــم"
وقالت لورين بعد تردد :
"لقد اخطأت في حق جيل .لم اكن اثق به"
"اعرف ذلـــك"
"ولكن ما السبب الذي كان يدعوك الا تثق به؟"
"لقد ادلى لي بشيء جعلني اتاكد انه الى جانبي "
وسالته لورين بصوت لا يخلو من الحيرة :
"ماهذا الشيء اذن؟"
واغمض ماركوس عينيه :
"سوف افقول لك في الوقت المناسب ومن الافضل الا تعرفي شيئا بشان هذا الموضوع ولا ارغب في الكلام حول جيل وهوارد الان "
وقالت لورين :
"ارى انني ازعجك في قلب الليل وانت حاجة ماسة الى النوم "
ورد عليها :
"اهم ما كنت اتوق اليه هو معرفة انك في حالة جيدة "
لم تكن كل هذه الكلمات كافية لان تهدئ وخز الضميرالذي كانت تحس به لانها ةكانت السبب في استيقاظه .
ووضعت يدها على جبينه وقالت له :
"اشعر انك مصاب بالحمى "
"انني دائما مصاب بالحمى وانت معي "
قالت وهي تضحك :
"ليس الامر كما تعتقد ؟هل انت في حاجة الى أي شيء ؟"
"بالتاكيد ..... ولكن حسبما يسمح به حظنا المعتاد وقد يدبر لنا مفاجأة "
واخدت ت ضحك لتؤكد بذلك مدى سعادتها وكانت ضحاكاتها تسمع من خلال الغرفة المضاءة بنور خافت .
وقالت له :
"انت تحاول جاهدا ان تقنعني بان كل شيء يسير على ما يرام ولكنني لرى عينيك وهما تتوقان للنوم "
وطلب منها بكل هدوء :
"انتظري معي "
كان صوته الان قد ضعف اكثر ولكنه كان يقبض على يدها بقوة .
قال هذا وهو يجحاول الانكماش في احد جوانب السرير تاركا لها مكانا بجواره لتنام بجانبه :
"ارى انك لن تكوني مرتاحة طوال ساعات الليل وانت جالسة في ذلك المقعد افضل ان تاتي الى جانبي "
"لااستطيع ذلك يا ماركوس "
وقال لها بدوره وهو يبتسم :
"لم لا ؟لن يشعر احد باي شيء على الاطلاق تعالي هنا لا تحاولي تعقيد
الامور .سوف انام بطريقة افضل لو انني اخدتك بين ذراعي "
كانت يده تمسح على كتف لورين التي ابدعها الخالق بكل اتقان .كانت هي تستمتع بهذه الحظات الرائعة وهي تتمنى في اعماقها الا تنتهي ابدا .
وقبلها ماركوس بكل حنان كانت هذه القبلة وحدها تحمل كمية من الحب اكثر بكثير من جميع القبلات التي سبقتها .
وقال لها بصوت منخفض:
"انني احــــبــــك "
وانا كذلك احـــبــــك "
وخيم على المكان سكون طويل وقال لها مارمكوس فجأة:
"هل تحبنني بشدة حتى تتركني ؟"
ردت لورين وقد شعرت بحيرة شديدة :
"ماذا تقصد بهذا الكلام ؟"
"لو حدث ولم تتم الامر حسب الخطة المرسومة واضطررت ان اعود الى السجن فانني اطلب منك حينئد ان تتركني "
قالت له وهي تنظر الى عينيه الزرقاوين الشالحبتين بعمق شديد :
"لن اتركك ابـــــــدا"
"هذا هو ما يجب عليك ان تفعليه لو انهم اقتادوني الى السجن لقد افسدت كثيرا حياتك وكنت موشكة ان تفقدي حياتك من اجل خطأ اقترفته انا ولست اريد الان ان تستمري طول حياتك في انتظار مسجون "
"لن تذهب انت الى السجن يا ماركوس لن يحدث هذا اطلاقا .سوف يذهب بويس الى السجن وليس انت لا تنس انه حاول قتلك باطلاق النار عليك لن يستطيع الان ان يهرب منا "
"نعم ولكن لا تنسي انني متهم بارتكاب جريمة قتل يمكنه ان يستغل مسالة الدفاع الشرعي عن النفس وزيادة على ذلك يعرف جيدا خبايا المحاكم يجب ان نستغل خطتنا وهي الطريقة الوحيدة التي ستمكننا من الخروج من هذا المازق "
"سوف تنفد خطتك لقد رسمت خطتك بعد ان فكرت فيها بكل عناية .لكنك هل تستطيع تنفيدها لو كنت لا تستطيع السير على قدميك ؟"
"لست ادري ذلك ربما موضع ساقي قد يعقد الاشياء فالحق معك في هذا الصدد و لكني اشعر بتعب الان و لا استطيع تركيز تفكيري فهذا الجرح لا يترك لي مجالا للراحة .
انني مؤمنة بك يا ماركوس انني مؤمنة بقوتنا لقد قلت للان انك تحبني هل تتدري ماذا تعني لي هذه الكلمة بالنسبة لي ؟.
و نظر اليها نظرة طويلة و كانت تظهر على شفتيه ابتسامة خفيفة و قال .
اعتقد اننا سنغادر المستشفى اليوم .
كان صوته غارقا في النوم كانت لورين قابعة هناك بين دراعيه كان ماركوس مستغرقا في نوم هادئ لذيذ كانت تسمع صوت انفاسه المنتضمة و كانت تشعر في هذه الليلة بكل السعادة و الامان .
كانت تود الا يحل عليها نور الصباح و كان ماركوس يدعوها ان تتركه في حالة حدوث أي مكروه له كان يؤكد كلامه بكل جد فلو ان خطته انهارت و لم يكتب لها النجاح فانها و لا شك ستفقده و ربما للابد .
و بعد ساعتين تقريبا استيقضت لورين و حاولت النزول من السرير دون ان توقض ماركوس و لكن نومه كان خفيفا بحيث استيقض من النوم و فتح عينيه .
و سالها.
الى اين تدهبين ؟.
اجابت لورين و قد احست بالارتباك للانها ازعجته و ايقضته من النوم .
سوف اسال اين استطيع ان اغسل ملابسي في الواقع ليس لدي أي شئ البسه .
و تنفس ماركوس بعمق و جلي على السرير ثم قال.
لا تدهبي حتى لا تتركيني وحدي مع الممرضات .
انني مضطرة الى ذالك .هل تحتاج الى شئ ؟.
نعم . اريد ان اخذ حماما و لا ادري اذا كان في استطاعتي الوقوف وحدي .
تستطيع الاستناد علي و لكن الاطباء يرفضون أية حركة بالنسبة لك.
هذه ساقي انا و ليست ساق أي منهم . هل تقبلين مساعدتي ؟.
سوف استدعي ممرضتك. فلا شك انها ستعمل على مساعدتك بطريقة افضل من طريقتي .
و في هذه اللحظة دخلت الى الغرفة ممرضة لم تستطع ان تخفي دهشتها الشديدة و هي ترى لورين بشعرها المسترسل تقف الى جوار ماركوس و بما ان الهجوم هو افضل وسيلة للدفاع فقد بادرت لورين بتوجيه الكلام اليها اولا.
هل يستطيع ان يترك السرير ؟.
اجابت الممرضة و هي ترمقها بنظرات فيها سخرية .
ليس قبل ان يكشف الطبيب عليه .
حضر جيل الى المستشفى في منتصف النهار كانت لورين جالسة الى جوار ماركوس عندما داهم الغرفة فجاة و هو يلهث و قال لهما .
تخيرا عثرت عليكما لقد بحثت عنكما لمدة ساعة تقريبا في جميع الاروقة .
كان ماركوس يتامل عدوه القديم الذي جلس الى جوار سريره و لكنه لم يستطع ان يمنع نفسه من اصدار تنهيدة تنم عن سخط ثم قال .
هل نسيت انهم يجب ان يتاكدو بانني لد لقيت حتفي .
اجاب جيل .
هذا في الواقع هو الاعتقاد السائد بين جميع الناس في مدينة جيروم كيف تسنى لك ان تجمع رجال الشرطة و موظفي المستشفى لكي يساهمو جنبا الى جنب في نشر هذا الخبر ؟.
في الواقع ان لي عدد من الاصدقاء المخلصين عملت الى جانبهم مراة عديدة في عمليات انقاذ لم اطلب منهم في الحقيقة ان يلجئو الى الكذب كلما طلبته منهم هو عدم اعطاء أي معلومات بشاني .
و رد جيل .
يبدو انهم يتبعون تعليماتك لقد رفضو ان يقولو لي انك هنا .
و الغريب ان لك عدد من الاصدقاء بين صفوف الشرطة ليس هذا غريبا و انت مجرم هارب ؟.انه في الواقع امر لا يمكن تصديقه .
و قاطعه ماركوس .
ليس بالظبط هكذا فلست في الحقيقة مجرما ليس هناك أي سبب لكي يشكو في امري و جيروم كما تعرف مدينة صغيرة .
و الناس هنا تعرف عني كل شئ الا بالمكان الذي اتيت منه .
القت لورين نظرة على الرجل المجهول الذي كان قد تبعها في الشارع الرئيسي كانت تظهر عليه اثار الكدمات التي تحملها لكي يدافع عنها كان قد خاطر بحياته من اجلها .
و مال جيل و رفع الغطاء الذي كان يحمي ساق ماركوس الجريحة كانت تظهر بعض اثار الميكروكروم بوضوح من خلال الضمادات التي كانت تلتف حول فخذه المصابة .
و ساله جيل .
ما حالة الجرح ؟.
اجاب ماركوس و قد قطب حاجبيه كما لو كان يتكلم عن ساق احد غيره .
يبدو ان كل شئ يسير على ما يرام الى جانب الطبيب المعالج اكد لي انني استطيع مغادرة المستشفى خلال تلاتة ايام .
و صاح جيل .
خلال ثلاتة ايام ؟ و هل تستطيع ان تمشي بعد ثلاتة ايام .
قال ماركوس .
بالتاكيد و لكن باستعمال عكازين .
و اجابه جيل مع حركة استسلام .
تقول استعمال عكازين ؟ و هل يستعمل الاشباح عكازات ؟.
ان اصابتك تعقد الامور و تجعلها اكثر صعوبة كانت خطتنا تعتمد علينا نحن الثلاتة فقط و ليس على رجال الشرطة و الان تعمل قواة الشرطة على تمشيط المدينة بدقة و لهذا السبب فاني مضطر للان اخفي هوارد لمدة ثلاتة ايان اخرى و هذا الامر يسبب لي حالة من الجنون كل الاعمال الاكثر صعوبة تقع على كتفي انا سوف تستمر اقامتك هنا مع لورين بينما ساكون انا مضطرا للان اتحمله كل الوقت و كم اكره الظهور و كانني مهمتم بموضو نقوده .
و تنهد جيل بعمق و اخذ يتابع كلامه .
في الحقيقة فقد حالفنا الحظ و استطعنا باعجوبة ان نغادر المستشفى بالامس قبل ان يصل رجال الشرطة وجدت هوارد في الوقت المناسب لو تاخرت قليلا لقبض علينا رجال الشرطة ان هوارد يصاب بحالة دوار في الراس عند رؤية رجال الشرطة لا يمكن تصديقها تشبه الى حد كبير شدة خوفه من الاشباح كان المسكين ترتعد فرائصه و كانه ورقة في مهب الريح و على كل استطعت اقناعه بان يختفي داخل المدينة و لا يغادرها خصوصا و انه كان يريد رؤية كتابات و رسوم لورين قبل رحيله كان متاكدا جدا بان هذه الرواية المصورة ستكون السبب في ضياعه.
و قالت لورين بصوت عال.
حتما لم يكن مخطئا حينما شعر بالخوف الشديد .
و ابتسم جيل ابتسامة رضا و اخذ يكمل كلامه .
لقد ادخلت في اعتقاده اننا لو تمكنا من وقف هذه الرواية المصورة فسوف تكون حينذاك في امان و نكون قد خرجنا من الموضوع برمته و هو يعتقد في واقع الامر ا لورين لم تقل اسمها للشرطة و ليست لها رغبة في افساد الهدف الذي كانت ترمي اليه خصوصا و انها ستكشف عن كل هذه التفاصيل في روايتها المصورة و يعتقد بويس ايضا ان لورين تخطط للكشف عن خبر مثير على صفحات الجرائد و تريد بذالك ان يكون لها ميزة السبق الصحافي و قد يدفعها ذالك للان تعترف بان بويس هو قاتل بيتر كيينس و انه تقاضى في سبيل هده الجريمة مبلغا من المال و اخذ جيل يضحك .
لن يتمكن أي محام مهما كان موهوبا من الخروج من هذا المازق و قال ماركوس .
ان حالة من العمى تصيب هوارد عندما يشعر بانه في خطر و ان هذا الامر معروف عنه دائما .
و تابع جيل كلامه .
هذه الحقيقة و هو الان متاكد بما لا يدع مجالا للشك بانك اصبحت في عداد الاموات و بان لورين لم تعد في حمايتك لذالك يجب عليك يا لورين ان تكوني حذرة .
لا تعودي الى مدينة جيروم لا استطيع اطلاقا ان اراقب كل تحركات هذا المهوس فقد يختبئ في الارض كالافعى انه في انتظارك .
انتهى الفصل الثالت عشر

Just Faith 27-06-16 06:48 PM

الفصل الرابع عشر
صاحت لورين :
"ولكن يجب ان اذهب اليوم الى مدينة جيروم يجب ان اتكلم مع روزا لقد اتصلت بها هاتفيا لاخبرها بان ماركوس مازال حيا لم استرسل في الكلام معها لانني لم ارد ان اقص عليها كل ما حدث بالتفصيل عن طريق الهاتف وبالتاكيد لم تفهم روزا كل ما كنت اقوله لها"
قال جيل وهو ينظر الى ماركوس :
"لم اكن اعلم بان احدا غيرنا سيكون على علم بهذا الموضوع "
رد ماركوس :
"كان من المستحيل ان تستمر روزا في اعتقادها بانني قد قضيت نحبي فنحن في حاجة الى معونتها الان فهي تستطيع ان تخفيني عن الانظار عند عودتي الى مدينة جيروم لا تهتم انت بذلك نستطيع ان نعتمد عليها "
كان ماركوس يقول هذا تالكلام بعد ان لاحظ القلق الذي كان يسيطر على جيل ثم نظر الى لورين وقال لها:
"ولكن فكرة ذهابك الى الفندق او الى بيتنا لا تروقني اطلاقا ,هل تدركين ماذا يعني جلوسك هناك دون عمل أي شيء بينما انت في الواقع الامر في خطر شديد ؟في الحقيقة لا اريد اطلاقا ان تعودي الى هناك "
واعترضت لورين على هذا الكلام قائلة :
"لا يستطيع بويس ان يظهر على الملأ جهارا ,لا يمكن ان يتحمل هذا الخطر وانت تعلم ذلك جيدا ,ولن يستطيع ان يتملك مني الا في المبنى القديم "
نظرت لورين الى ماركوس بطرف عينيها ثم استانفت كلامها :
"ما الخطوات التي ستتخذها اجدب بويس الى المنزل بما انني لست هناك ؟"
قال جيل وهو يخفض عينيه :
"الحق معها "
وقالت لورين قبل ان يعترض ماركوس من جديد :
"استطيع ايضا ان اجهز كل شيء لجلسة الارواح تستطيع ...."
وقاطعها ماركوس بنبرة صوت حاسمة :
"يا لورين انت تواجهين اخطارا كثيرة "
وتدخل جيل :
"لا حاجة لها لكي تنظم المنزل استطيع ان اقوم بذلك انا شخصيا لايوجد هناك من يبحث عني في مدينة جيروم وهذا يجعلني حرا حرية كاملة ولست في حاجة كذلك لان اتنكر "
قالت لورين وهي تميل عليه :
"بالنسبة لعملية التنكر هل كنت الطرف الاخر الذي نشبت معركة بينه وبين السفاح الذي اجره بويس؟ عندما كان هذا السفاح يقتفي اثري صباح امس في المستشفى ؟"
"بالتكيد ,من تعتقدين ان يكون ؟لقد اخرج السكين وحاول ....."
وازاح وجيل احد كمي قميصه وكشف عن ضمادة سميكة .
وقالت لورين :
"لم تكن الرؤية واضحة ولم استطع ان اتبين اذا كنت فعلا هو ذلك الشخص ,ولماذا كنت متنكرا ؟"
"لانني كنت اعتقد بان هوارد كان في مدينة جيروم ولم اكن ارغب في ان يعلم بوجودي هنا ,ولو علم بذلك لضاع علينا اثر المفاجأة التي كنا في حاجة ماسة اليها في اثناء عملية المواجهة عندما اطلقت على ماركوس الرصاص المزيف "
وقالت لورين :
"انك تتكلم بطربقة سريعة فلا استطيع متابعتك فان هذه الخطة معقدة جدا "
"يجب معرفة هوارد لكي يتسنى لك فهم معنى هذا الكلام انها ميزة كبيرة لنا اننا على علم بذلك كل ما اتمناه ان يكون لدينا متسع من الوقت قبل ان تعتقد الشرطة انني ....."
قال جيل وهو يقطب حاجبيه :
"هل قلت شيئا للشرطة ؟"
"لم يكن امامكي أي ختيار اخر ,كان كارل هنا صباح اليوم اضطررت لان اقول له انني لا اعرف لماذا كان هوارد يقتفي اثري .قلت له انه كان يعتقد ولا شك انني شخص اخر قلت له كذلك انني ولورين كنا في المستشفى نبحث عن مناظر تصلح لروايتها المصورة ,اعتقد بانه اقتنع بكلامي ,اننا في الحقيقة صديقان حميمان على انني اضطررت للكذب عليه ولكني اعتقد بات كارل يشك في شيء ما ويشعر بانني لم اقل له كل شيء "
اخرج جيل سكينا من جيبه واخد يقلم به اظافره ,ثم جلس في كرسيه وهو يقول :
"انني متفق معك ,من الافضل عدم الانتظار هنا وقتا اطول كيف تسير احداث روايتك المصورة ؟"
اجابت لورين :
"ويهرب رود ووترز من السجن ثم يظهر في مدينة جيروم وسوف اتناول بالتفصيل عمل الشخص الذي يشبه بويس في مجال السياسي ,ولو ارسلت الى الناشرايا من كتاباتي الان وبصورة عاجلة فسوف تظهرعلى صفحات الجرائد بعد غد فهذه هي اقصى امكانتنا قبل انعقاد جلسة الاشباح سوف اتكلم بطريقة سريعة حول السنوات الثمانية التي قضاها رود في مدينة جيروم واخيرا سوف اتناول جريمة قتل رود من الشخص الذي يمثل بويس ولن تحتاج الى شخصية اخرى تمثلك انت يا جيل لن اذكر سوى هوارد وماركوس ولقد اخد الناشر يتفهم هذه التغييرات الفجائية التي اجريتها على روايتي لانني افهمته ان امورا مهمة تحدث هنا في مدينة جيروم وان هناك قصة حقيقية اريد ان اكشف عن تفاصيلها في روايتي المصورة ولقد اقتنع بارائي واعتقد انه سيعمل على نشر روايتي المصورة بعد غد "
كان ماركوس جالسا على سريره مستندا الى وسادة السرير ,كان حليق الذقن ووجهه يشع هدوءا عجيبا حينما قال موجها كلامه الى جيل والى لورين:
"بفرض ان الرواية المصورة التي نحن بصددها لم تظهر على صفحات الجرائد في الوقت المناسب فان اهم ما في ان يقتنع هوارد بان قتلتني كل القراء سوف يلاحظون الشبه الكبير بين شخصية الرواية المصورة التي كتبتها لورين وبين بويس رغم مرور ثماني سنوات بما انك سوف تصورينها وكانها حدثت الان سوف نطلب من روزا ان تقوم باحضار نسخ الجرائد حتى يعرف هوارد بقية تطور احداث الرواية سوف تتصل روزا هاتفيا لكي يحضروا نسخ الجرائد الى الفندق فور ظهورها وعليك انت يا جيل ان تعمل على ان يطلع هوارد على هذه الجرائد بجانب ملاحظتك لردود فعله "
ووافق جيل على هذه الخطة وهو يشعر بشيء من الاحتقار .
قال جيل وهو يطوي سكينه :
"لقد اكد هوارد لكل الناس بانه سيسمح لنفسه باجازة قصيرة يقضيها في مدينة اريزونا وبالتاكيد سوف تكون اقامته هناك في غاية السعادة ولست ادري كيف يتسنى لي ان اجهزالمنزل "ط
ورد عليه ماركوس :
"قبل كل شيء حاول ان تنقل كل ما تستطيع نقله في الشقة التي تقع في جانب الشمالي بعد ذلك تلكد من صلاحية المزلاج الذي وضعته انا على باب الشقة اخيرا حاول ان تزيح الواح الخشب التي تعوق الدرج سوف تجد في اعلة لوح الزجاج جانبا بحيث يكون الصعود الى الاعلى ميسرا وبعيدا عن أي عوائق فلن يتطلب منك الامر مجهودا كبيرا .
وعندما تكون انت وهوارد في اعلى الدرج سوف تاقوم بتحريك لوح الزجاج بحيث ياخد مكانه عبر الدرج انني في وقع الامر في حاجة ماسة الى هذا اللوح من االزجاج لا*** عليه صورة الاشباح التي ستمنع بويس من المرور لو حاول الهرب "
وسال جيل :
"هل سيكون لديك الوقت الكافي لعمل كل ذلك؟كيف سيمكنك ذلك خصوصا وانك في وضه لا يتسنى لك المشي فيه؟"
ور د عليه ماركوس :
"سوف تقوم لورين على اسوأ تقدير بعمل ذلك ولن يتطلبهذا العمل منها سوى ثوان معدودة سوف تعمل انت من جهتك على اشغال هوارد بينما تقوم لورين بوضع الحواجز على الدرج وبينما اقوم انا باعداد الاجهزة اللازمة "
صاحت لورين وكان قلبها ينبض من شدة اقتناعها بخطوات الخطة:
"ولكننا نتكلم عن السياسي متالق فكيف تنجح مثل هذه الخطة الساذجة ؟" ورد عليها ماركوس :
"ليس هوارد في الواقع من المهارة بحيث يكتشف خيوط الخطة لم يكن يتورع او يمنع نفسه من سنوات الدراسة من الغش في الامتحنات عندما كنا في نفس المدرسة وفي الحقيقة انه جبان نذل يخاف من كل شيء "
وقطب جيل جبينه مؤكدا بذلك على موافقته الكاملة على كلام ماركوس ثم قال باحتقار :
"في الواقع كانت احواله دائما مصدر قوته .انه عاجز الارادة ولكن تطلعاته السياسية من القوة بحيث انه يستطيع ان يعمل أي شيء في سبيل الوصول الى ماربه بما في ذلك القتل نفسه"
وقالت لورين بلطف :
"لو ان كل شيء كتب له النجاح يا جيل فماذا سيحدث بشانك انت ؟هل ستكون متهما بشهادة زور ؟"
وارتسمت على عينيه الكابة ثم اجاب باقتضاب :
"هذا هو كل ما اريده لم يكن من السهل علي ان اعيش في هدوء بعد كل ما فعلته في كينيس الذي يؤكد بان كل ما افعله الان في سبيله يخفف من مسؤوليتي ولو نجحت خطتنا فسوف يتضح كل حينداك بان هوارد كان يهددني ولكنني مع ذلك افضل عدم التفكير في ذلك الان افضل ان افكر في كل شيء في حينه "
كانت لورين تردد في ذهنها عملية تهديد هناك بعض الحقائق لم يقولا لها نهائيا فقد قال جيل لـ ماركوس كلاما لا شك انه من الاهمية بحيث اقتنع ماركوس بانه يجب ان يثق بـ جيل كل الثقة .
كانت نظراتها تتردد بين الرجليتن وكانت تسال نفسها لماذا وضعها قدرها في مثل هذا الموقع بالذات .
كان قدرها يسمى ماركوس دريك او بيتر كينيس الذي كانت تحبه بشدة بحيث كانت على استعداد ان تضحي بحياتها من اجله كانت تريده بكل عنف وبكامل حريتها .
وفي حوالي الساعة الحادية عشر مساءا وصلت لورين الى منزل باير ودخلته وصعدت الى الطابق الاول .
اخدت الواح الخشب التي كانت تسد احدى النوافد العالية تترنح وقد كانت تطل على دهليز يؤدي الى الشارع واخدت تضع الالواح خلفها بحيث تجهز مدخلا الى المنزل ,كانت بذلك تخدع الحارس الذي عينه مامور المركز لمراقبة مدخل المنزل .وكان الدرج الداخلي مسدودا منذ وقت طويل بحيث لم يفكر أي انسان في امكان دخول من الطابق العلوي ..بعد ذلك ابتعدت باقصى سرعتها من المنزل لتذهب لملاقات روزا التي كانت في انتظارها في السيارة في مكان متفق عليه منذ يومين يقع في الشارع الرئيسي.
كانت روزا تقف هناك كالثمثالوقد راعها عنف المغامرة وكثرة الحركات الغريبة التي كانت تذكرها بشبابها كانت تشعر الان بالسعادة عارمة لانها تمكنت اخيرا من معرفة السر الذي كان يخفيه ماركوس ولطالما اكدت لـ لورين بانها تشك في ان ماركوس كان مختفيا ليهرب من احكام القانون .
ولكنها لم تكن قط قد اعتقدت بانه متهم بجريمة قتل والان كانت روزا تشعر بانها سعيدة لانها ستساعد ماركوس على اظهار براءته كانت قد ضحكت بشدة عندما علمت بسر الاشباح التي تسكن منزل باير اذن لم يكن كل هذا سوى وهم وسراب !
كان ماركوس يحاول السير بعكازيه طوال ثلاثى ايام كان يقضي حاجاته بمهارة ولكن الالام التي كان يسببها له المجهود العظيم المبذول لم يكن يتغلب عليها الا بتعاطيه المسكنات التي كان لها مفعول شديد الاثر .
وعندما وصلت لورين الى المستشفى وقفت بسيارتها امام المدخل وكان ماركوس جالسا على مقعد في الخارج ونزلت لورين وروزا من السيارة لتمدا اليه يد المساعدة لكي يتمكن من الركوب واخدتا تعاونانه حتى تمكن من ركوب السيارة وحده .
وقالت لورين بعد ان امسكت بعجلة القيادة واخدت تتحرك بالسيارة :
"طلب منا جيل ان تعود الى المنزل خلال ساعة ولكنني في الواقع قلقة بعض الشيء بالنسبة للحارس !"
وقالت روزا بصوت فيه بعض التهديد حتى ان ماركوس لم يستطع ان يمنع نفسه من الضحك :
"نستطيع ان نهتم بالامر وعلى كل حال يجب ان تنشغل بامر رجال الشرطة ,انهم يعرفون ان الهارب مازال في المدينة لم يغادرها ,وان المسالة القبض عليه لن تتاخر اكثر من دقائق وما يجهلونه هو ان هناك احد يعاونه وسوف يشكون في ذلك ,وانني لسعيدة لانك لم تمكث في المستشفى مدة اطول يا ماركوس "
وقال ماركوس :
"بالنسبة لي انا فما زلت اتالم من هذه الساق الملعونة على الرغم من جميع انواع الادوية التي تناولتها ويجب على هوارد ان يشكرني لانني مازلت لم استرد صحتي بالكامل يجب ان التزم بربتطة الجاش حتى احارب رغبتي الشديدة في ان اترك الاشباح تخنقه ببطء "
قطعت السيارة المسافة في ثلاثين دقيقة وعندما بد
ات السيارة تدخل المدينة الصامتة صمت الاموات تمدد ماركوس على المقعد الخلفي خوفا من ان يراه احد ولكن كانت هذه الحركة عديمة النفع لان الشوارع كانت مهجورة ,ووقفت لورين بسيارتها على بعد من الدهليزالعلوي الذي يؤدي الى منزل باير حتى لا يشعر الحارس الواقف باي شيء يسترعي انتباهه لم يكن هناك أي داع للاهتمام بموضوع بويس قبل مرور ساعة وكذلك كان قد وعد جيل بعدم الخروج من مخبئه قبل مرور ساعة .
كان جيل مزمعا ان يقول لـ بويس بضرورة ضرب الحارس على ام راسه لكي يتسنى لهما دخول المنزل ولكن كان يعرف كل من النقامرين الاربعة بانه لو نجحت خطتهم كما هو مرسوم لها فان الحارس سيكون قد غادر مكانه منذ وقت طويل .
ومرقت السيدتان في الظلام تجاه الدهليز العلوي ودخلتا المنزل بعد ان ابعدتا الواح الخشب التي كانت لورين قد وضعتها بحيث كانت تكفيهما دفعة خفيفة من الخارج لكي تقع وكان على ماركوس ان ينتظر كانت عكازتاه تسببان له تعويقا بسبب الضوضاء الناتجة فوق الارض الصلبةونزلتا الدرج السري ووصلتا الى شقة ماركوس حيث ارتدت لورين بعض الملابس التي كانت قد اعدتها من قبل تشبه تماما الملابس التي كانت ترتديها روزا ,ووضعت على راسها قبعة من الشعر المستعار رمادي اللون ووضعت على كتفيها شالا اسود وخرجت الى الدهليز السفلي حيث كان الحارس جالسا على مقعده وهو يداعب قطا كانت تربطه به صداقة تدعمت طوال الساعات التي كان يقضيها خلال ساعات السهر وانتظرت لورين قليلا تسترد انفاسها ثم بدات تنزل الدرج .
"ماذا تفعلين هنا يا روز خلال هذا الليل ؟"
ادارت لورين راسها وكشفت الانوار المنعكسة عن ملامح وجهها فجأة.....وانفرجت اساريرها عن ابتسامة لطيفة ,ولكن الحارس صدم من وجود سيدة اخرى غير التي اعتقدها لاول وهلة مس وقال وهو في حالة ارتباك.
"اعتقدت بانك روزا جونزاليس"
وردت عليه لورين وهي تنظر اليه بطريقة فيها تساؤل :
"اظن ان هذا التنكر رائع ايس كذلك؟"
"فعلا فان هذا التنكر مقنع جدا يا لورين ولكن هل تدرين باننا الان في منتصف الليل ؟ماذا تفعلين في الخارج في هذه الساعة ؟"
"لا استطيع ان احتمل ان اكون بين جدران هذا المنزل سوف اذهب الى الفندق لاكون مع روزا واخاف ان يراني هذا الرجل "ثم توقفت عن الكلام فجأة واخدت تقوم ببعض الحركات وقالت له ثانية :
"لا تعتقد بانني لااثق بك .ولكنني استطيع ان اؤكد جنون هذا الرجل,وكذلك لست واثقة بانه لن يصيبني برصاصة من احد النوافيد وبالفعل سوف يفعل ذلك على الارجح لو استطاع ذلك ولكنه لن يطلق النار على روزا اليس كذلك ؟انه يردني بالذات !!"وقال الحارس باهتمام :
"انني مصر على انك يجب ان تنتظري الى الصباح للصعود الى الشارع الرئيسي"
"تقوم روزا مرات عديدة بالتنزه خلال المساء وليس هناك حرس مطلقا وخصوصا انك ستكون خلفي ,وسصوف تتبعني بمسافة كبيرة حتى لا يراك احد وسوف تحرس الفندق طوال الوقت الذي اكون فيه داخله هل انت وموافق على ذلك ؟"
وقال الحارس :
"بالتاكيد لن اعض الطرف عن ملاحظتك"
قالت لورين وهي في حالة سرور :
"حسنا جدا ولكن لاحظ عدم اقتراب مني كثيرا والا اعتقد هذا الرجل بانني لست روزا"
قال الحارس وقد شعر بالضيق لتكرار هذه النصائح :
"انني اعرف كيف اقوم بعملي"
"في الحقيقة اقدم لك عذري .فانت تعلم جيدا انني في حالة عصبية سوف اقضي كل ليلتي في الفندق سوف لا اغادر ذلك المكان هذه الليلة "
وقال الحارس :
"خدي حذرك جيدا "
فابتسمت لورين ثم قالت :
"ليس هناك اية مشاكل امنحني بعض الثواتي فقط لكي اغلق الباب واسبقك قليلا نحو الفندق "
كانت روزا مختبئة في الصالة واخدت لورين الشال من على كتفيها ووضعته على كتفي السيدة
العجوز ,ونزلت روزا الدرج وابتعدت في الشارع الرئيسي دون ان تلقي باية نظرة الى الخلف كان التخفي الى حد كبير متقنا ومقنعا ,زرات لورين الحارس من الشباك وهو يسير خلف روزا ويختفي في الظلام .
صعدت الدرج السري وخرجت من الشباك الذي كان يطل على الدهليز العلوي وجرت نحو السيارة وقال ماركوس وقد نفد صبره :
"هل ابتعد الحارس ؟"
"تماما ,سوف يظل الحارس طوال الليل في الفندق "
وخرج ماركوس بصعوبة من السيارة ودخل المنزل من الشباك الذي ابعدت عنه الواح الخشب وكان على حذر من ان يلقي بثقل جسمه على ساقه المصابة ,كان عليه ان يراجع خطته الاصلية ويسند الى لورين بعص المهام التي لم يكم يستطيع اتمامها اطلاقا مادام انه يستعمل هاتين العكازتين .لم يكن لديهما الوقت الكافي لمراجعة اية تفاصيل للخطة كما كان ماركوس يرجو ذلك ولكنه استطاع في المستشفى ان يراجع مع جيل هذه الخطة في ادق تفاصيلها ,كانا قد توقعا كل شيء يمكن حدوثه ,كان جيل قد جهز كل شيء في المنزل خلال الايام الاخيرة وكان انشغالهما الاكبرهو ان جيل لن يستطيع تقريبا ان يقنه بويس بان ياتي بدون سلاحه سوف يحاول اقناعه ولكنه كان متاكد بان ذلك سيكون ضربا من المحال .
وبدا ماركوس يعمل بسرعة كبيرة وجهز اجهزته .كان لديه في غرفة الاجهزة ثلاثة جدران قد اقالمها لهذا الشان .وخلف هذه الجدران كان قد وضع عددا من مكبرات الصوت وجهاز تسجيل .وكانت لورين تنظر اليه ولم تستطيع ان تمنع نفسها من سؤاله اين وجد شريطا لجهاز التسجيل الذي يصدر اصواتا رهيبة ومزعجة الى هذا الحد؟
واجابها ماركوس :
"لقد قمت انا شخصيا بتسجيلها .... وبخاصة من خلال افلام الرعب"
وتابعت لورين :
"وماذا بشان الشبح؟"
"انه موجود هنا خلف هذه الجدران المصطنعة لقد صنعته انا شخصيا بواسطة دمية {مانيكان } اشتريتهامن احد المحلات واجريت عليها بعض التغيرات الخفيفة حتى جعلتها تشبهني تمام الشبه وكذلك الانوار المختلفة تعطيها هذا المنظر المرعب "
ورات لورين حبيبها وهو يخرج من احد المخابئ التي لم تكن قد شاهدتها قبل الان يحمل دمية ساعدته في نقلها الى منتصف الغرفة ولم تستطع ان تمنع نفسها من شعورها بالقشعريرة التي سيطرت عليها لان الشبه كان متقاربا الى حد كبير بين الدمية وبين ماركوس الحقيقي "
وقالت لورين وهي في حالة قلق :
"انك تتنفس الان الصعداء يا ماركوس هل انت واثق من ان كل شيء يسير بطريسقة مرضية طبقا للخطة الموضوعة ؟"
ورد عليها بصوت يغشيه شعور بالالم :
"لا......ان ساقي تؤلمني بشدة هل اعطتك روزا اقراص الدواء التي يجب ان اتناولها لتخفيف الالم ؟"
"يا الهي ....لقد احتفظن بها ونسيت ان تعطيها لي ....يجب الذهاب للبحث عنها "
وقطاعها ماركوس :
"ماذا تقولين ؟تذهبين للبحث عنها ؟هذا هو الجنون بعينيه ان الوقت اصبح الان متاخرا جدا "
كان ماركوس يتنفس بسرعة .كان الجهد يسبب بعض التقلص في وجهه كان ماركوس على يقين انه لو سيطر عليه هذا الالم فمعنى ذلك انه سيكون غير قادر على عمل أي شيء وهذا معناه عدم نجاح الخطة الموضوعة التي اخد يخطط لها خلال ثماني سنواتن كان عليه ان يجمع شتات قوته لكي ينفد هذه الخطة على اكمل وجه ولكن دون هذه الاقراص كانت تلك مغامرة وقالت لورين بسرعة :
"سوف احاول البحث عن هذه الاقراص "
"لا.....سوفيكون ذلك بلا جدوى فان جيل وهوارد ليسا الان بعدين عن هنا .كيف سيمكنك الافلات من الحارس الذي يقف عند مدخل الفندق ؟"
"الحارس .....لم افكر في الواقع في هذا الموضوع "
قالت لورين ذلك وهي تشعر بشيءمن الكدر ثم اكملت كلامها "على كل حال يجب علي االذهاب يجب الحصول على هذه الاقراص او تكون بالنسبة لي نهاية العالم علي ان اسرع للانتهاء من هذه المهمة "
قالت لورين هذه الكلمات واخدت تنزل الدرج دون ان تنتظر أي رد ثم في ثواني كانت تسير في الشارع الرئيسي كان الشارع في حالة سكون تام ,وخاليا من المارين كان نور القمر الضعيف يضئ سفح الجبل كانت لورين تفكر وهي تسير في الشارع وكانها تجري لو ان روزا كانت قد اغلقت باب الفندق بمزلاج لكان معنى ذلك انها لن تستطيع النجاح في مهمتها ولكنها تذكرت ان روزا قالت لها مرارا بانها ستترك باب الفندق مفتوحا نظرا لانه قد تكون هناك حاجة ماسة الى خدماتها .
لم يكن الحارس واثقا من ان حياة لورين في خطر لذلك لم بيكن مقتنعا باستمراره في حراسة الفندق طوال المدة التي كانت فيها لورين في الفندق .وكانت يعتقد بانه عندما يراها سوف تخترع له قصة شبه حقيقية حتى يصطحبها مرة اخرى الى منزل بايروكل شيء كان سينتهي عند هذا الحد ولكن اسوأ ما في الامر ام الحارس الشاب يعرض نفسه للقتل من بويس وعندما صعدت لورين الى الشارع الرئيسي وهي تجري شعرت بان ركبتها اخدت تؤلمها ولكنها اخدت تدعو ربها ان يعينها حتى تنتهيس من هذا العمل وحاولت ان تنسى الم ركبتها الذي اخد يتصاعد كل ثانية كانت ثمينة .كانت لورين مشغولة البال بشيء واحد كيف تتحاشى الحارس لكي تدخل الفندق؟كان هناك مقعد على الرصيف المقابل للفندق كان لزاما عليها ان تتوقف هناك وعيناها تراقبان باب الفندق .
كان الرعب يتغلغل في صدر لورين وعندما اقتربت من الفندق اخدت تقلل من سرعتها وعلى ضوء النور شاحب المنعكس لمحت شخصيتين تتناقشان وهما واقفان بجوار المقعد كانت روزا تتكلم مع الحارس .
كانت لورين ترى الحارس الشاب وهو موجه ظهره تجاهها وكانت روزا واقفة ووجهها تجاه لورين استرعاء انتباهها دون اثارة انتباه الحارس !
اختفت لورين داخل ظل احدى الفتحات ودعت خالتها حتى تنظر روزا في اتجاهها وبالفعل حدثت اعجوبة ورفعت روزا عينيها وكانها تنتظر احدا واحست فجأة بنوبة سعال قد تملكتها . وقالت للحارس بصوت خافت:
"ارجوك ان تحضر لي كوبا من الماء"
قام الحارس بتلبية هذا الطلب واخد يجري الى داخل الفندق وذهبت روزا لمقابلة لورين في المكان الذي كانت تختفي فيه وقالت لها :
"لقد تذكرت موضوع الاقراص كنت ساحضرها الى منزل باير ولكن جوني اخد يتناقش معي "
قالت روزا هذا الكلام واعطت لـ لورين زجاجة اقراص الدواء "
ولم يسعفا الوقت لكي ترد عليها لورين واسرعت روزا لتذهب الى مكانها بجوار المقعد .واختفت لورين في الظلام وهي تعلم ان الوقت كان يجري باقصى سرعته ,كان جيل وهوارد يتجهان الى المنزل كانهما ذئبان خرجا للصيد وكانت هي فريستهما لو تصادف ان راها هوارد لما كان هناك متسع من الوقت ليعمل جيل على اللحاق بها وسينقض عليها هوارد ويقتلها في الحال .
كان الطريق مظلما .واحيانا كانت تشعر بوخز في ركبتها كانت تؤلمها ومع ذلك كانت مصممة على عدم الوقوف او الاسترخاء للحظة واحدة وقد قررت ان تكمل المهمة وان تؤدي الواجب المنوط بها .
وكانت الانوار تتلألأ في شقتها من خلف االستائر المسدلة كانت قد اضاءت الانوار في شقتها عن عمد حتى يعتق هوارد انها موجودة في المنزل .
وعندما بدات تصعد الطريق الذي يؤدي الى مدخل البيت لمحت فجأة الخيالات التي كانت تتحرك بجانب المنزلذ وظهر شخصان في نور القمر الخافت كانا هناك واحست بان الخوف يستولي عليها هل ستتحقق الخطة قبل ان تبدا ؟كان هناك ذلك من المحال وبدا قلبها يدق بشدةوكانه سيقف .كان عليها ان تدخل المنزل قبل ان تفقد كل شيء بما فيها حياتها نفسها .كان مع بويس سلاح على وجه التقريب لم تكن ملامح وجه جيل مختبئة في الظلام كان من الممكن ان تخمن ماذا كان عليها ان تفعل كان احساسها الفطري يدعوها لان تجري بكل قوتها وبان تتوجه مباشرة الى المنزل هل كانت ركبتها ستتحمل هذا المجهود ؟لم يكن لديها سوى لحظات معدودة من الوقت لكي تهرب من جحيم الموت .
ظهر الرجلان وهما يسيران جنا الى جنب عند مدخل الدهليز الذي يؤدي الى البيت كانا قد انتظرا ثواني معدودة قليلة للتاكد بانه لا يوجد أي حارس مكلف بحراسة لورين وتاكدا من ذلك بعد القاء نظرة عابرة حول المنزل .
كان السكون والوحدة يخيمان على الطريق .
تقدم هوارد واحست لورين بان دمائها تتجمد في عروقها ,وكان يمسك بمسدس .
انتهى الفصل الرابع عشر

Just Faith 27-06-16 06:50 PM

الفصل الخامس عشر والاخير
رفع هوارد بويس ذراعه في الظلام كان في حالة خوف .بعد لحظات قليلة كان يظهر خلفه ضوء ضئيل من الصعب رؤيته اخد يمزق الظلمات وتبع هذا الضوء في حال صوت شديد واستدار الرجلان تجاه مصدر هذا الصوت كانا لا يريان ما تراه لورين كان شيئا ما ثقيل الوزن قد القي من فوق الشرفة العالية كان هناك الشيء قد سقط على بعد مترين خلف بويس وقالت لورين :
"لابد انه ماركوس "ودفع جيل هوارد تجاه الارض وهو يصيح فيه بان ةيختبئ واستغلت لورين هذا الحدث فقفزت تجاه باب البيت وكانت تقول لنفسها بكل قناعة وحزم ان العصبة المكونة من ماركوس وجيل كانت تعمل بطريقة مدهشة كانت الخطة موضوعة تحاول ان تحكم قبضتها على هوارد .وكل شيء كان يسير باقصى سرعة وبدقة غير عادية .
جرت لورين تجاه باب مدخل المنزل على الرغم من مجازفتها بفقدان توازنها لكي تصل الى الطابق الاول قبل ان يتبعها احد ولم تسمع أي صوت خطوات خلفها .ودخلت الحجرة المتجهة ناحية الشمال في الوقت الذي كان ماركوس يضع الواح الخشب مرة ثانية في مكانها بعد ان ازاحها لكي تدخل بسهولة في المنزل كان منظر ماركوس مرعبا كان في اثناء غياب لورين قد انهمك في العمل حتى طمست الاتربة وجهه بطريقة غير عادية كان بالفعل يشبه الشبح الذي يسعى لاظهار الحقيقة اذا استطعنا ان نقول ذلك .كانت لورين في حيرة من امرها كان وجه ماركوس غارقا في التراب فيما عدا جزءا صغيرا حول الندبة التي في صدغه كان حول عينيه سواد وكانت الاتربة تملأ شعره وحاجبيه .
وقالت لورين بعد ان استعادت هدوءها من تاثير المفجأة :
"لقد احضرت لك الاقراص يا ماركوس لا شك انك تعاني من شدة الالام اليس كذلك ؟"
"ان ساقي تسبب لي الما شديدا هذه الحقيقة انني اشعر بضيق شديد من جراء ذلك خصوصا وانني اقوم بهذا العمل "
تناول قرصين ووضع قرصين في جيبه كان يشعر الان بالامان بعد ان عادت لورين كان يتعذب وهو يشعر بانها بعيدة عنه وقد حانت الساعة الحاسمة الان واللحظة التي انتظرها كثيرا منذ ثماني سنوات التي سيتسنى له فيها ان ينتصر على عدوه اللدود .
كان يترقب رجوعها من الشباك وكان في حالة قلق لانه كان قد اصبح يعشقها بعنف .وكشف لها ان جيل وهوارد قد دخلا المنزل وانهما الان في حجرته غالبا كما اتفق على ذلك مع جيل
والمشكلة كانت تنحصر في معرفة الوقت الذي تحتاج اليه الاقراص حتى يظهر مفعولها وهذا الامر قد يؤثر سلبيا على خطة ماركوس برمتها ولا شك في ان جيل سيحاول ان يكسب بعض الوقت باي طريقة ممكنة ولكنه بالرغم من ذلك لن يستطيع عمل المستحيل وبعد لحظات قليلة سوف يصعد الرجلان الدرج لكي يكونا في الطابق الاول ,لم يكن الوضع يحتمل ضياع أي وقت.
كانت لورين تحمل شمعة بغرض طرد خيوط الظلام الحالك من حول ماركوس بينما كان الرجل يحاول الانتهاء من استعداداته كان يسمع صوت الرجلين وهما يتسلقان الدرج وسوف يتطلب منهما بعض الدقائق لكي يقوما بسرعة بتفقد الغرفة الفارغة التي تقع في الجانب الشمالي التي كان الفخ منصوبا فيها كان الميعاد الحاسميقترب كان التوتر العصبي يزداد ,كان هناك شعورا بالضيق يسيطر على ماركوس ولورين وهما يحاولان عمل المستحيل خلال هذا الظلام ونزلت لورين السلم السري الذي يؤدي الى حجرة ماركوس بكل حذر وهي تتلمس طريقها في ضوء النور الخافت المنبعث من الشمعة وبكل فطنة ممكنة اخدت تسير في رواق الطابق الارضي كانت تسمع فوقها صوت جيل وهوارد واقتربت على اطراف اصابع قدميها من اول السلم لم يكن قد لاحظ احد تنقلاتها او وجودها في هذا المكان .
كانت الاصوات التي تسمعها قادمة من الطابق الاول تؤكد لها ان الرجلين مزالا يتفقدان الطابق ودلفت عبر السلم الحاجز الذي كان قد وضعه ماركوس ثم هذا العمل دون اية صعوبة تقريبا ودون ضوضاء .
و من الان فصاعدا اصبحت كل المنافذ مغلقة امام هوارد كان بهذا قد انغلق عليه الطابق الاول و كانه مصيدة بطريقة لا رحمة فيها و كانت شبكة كبيرة الحجم تلتف حوله دون ان يشعر بذلك . و هذا الجدار الذي لا يراه سيكون عقبة امامه لا يمكن اجتيازها في اثناء عملية هروبه و نزوله السلم للخروج من المنزل المسكون بالارواح . كانت نتيجة هذا العائق اكبر بكثير من الذي يخططه له ماركوس بالاضافة الى كاميرا مثبثة في سقف الغرفة و صورة لدميته التي تمتل شبحا و هي نفس الدمية لتي راتها لورين في ليلتها الاولى التي اشاعت في نفسها كمية كبيرة من الرعب كانت هذه الدمية بالتاكيد طبق الاصل من ماركوس و لكن من الصعب ان لم يكن من المستحيل ملاحظة الفرق بينهما خصوصا في المرة الاولى التي يفاجا بمشاهدتها و على أي حال لن يكون بويس في حالة نفسية تسمح له بان يفكر بطريقة منطقية و بعيدا عن اية مؤثرات سوف يدب الرعب في اوصاله لدى رؤية عيني هذا الشبح الذي سيظهر امامه فجاة عبر طريقه .
و في ثوان كانت لورين قد عادت الى جوار ماركوس و قالت له بصوت يعتريه بعض الكرب .
"هل اثرث فيك الاقراص التي تناولتها ؟."
و اجاب الرجل بنفس نبرة الصوت :.
"ليس بعد . و ارجو ان يكون ذلك في اسرع وقت ."
"و لكن كيف احوالك ...؟".
امسكت لورين فجاة عن الكلام و عن التنفس ووصل الى مسمعها طقطقة باب شقت عمق السكون الذي كان يسود المكان حولها . و فتح احد الابواب و ظهر ضوء مصباح يخترق الظلام . كان جيل هو الذي يحمل هذا المصباح الذي سبق ان اعطته لورين له و تركته في غرفتها . و دوى صوت جيل في الظلام :.
"لاشك في انها موجودة هنا فكل الابواب و كل الشبابيك مغلقة في الطابق الارضي لذلك اعتقد انها لن تكون في أي مكان اخر الا هنا ".
و قال هوارد و كانه يريد ان يتملص من عقدة الخوف التي كانت تستولي عليه في هذا الليل و في هذا المنزل القفر.
"لا احب اطلاقا هذا المكان ".
و رد عليه جيل :
"و انا كذلك لا احبه ابدا فلقد قتلت ديريك و نحن الان موجودون في منزله . و هذا الامر يقلقني اشد القلق و لا يبعث في نفسي الطمانينة . كل الناس في مدينة جيروم يؤكدون ان هذا المنزل تسكنه الارواح ."
و اجاب بويس و يكاد صوته يرتعش من الخوف :.
"تسكنه الارواح ؟ هذا المنزل ؟."
"هذا ما يقوله الناس يتحدثون عن اصوات غريبة و يقولون بان الاشباح يشعرون بتقدير لهذا المكان بنوع خاص ."
و صاح هوارد .
"اسكت . انا افضل الخروج من هنا ."
كان جيل في واقع الامر قد لعب دور بشئ من الاعجازكان قد سبب رعبا شديدا لي هوارد حتى قبل ان يتدخل ماركوس .
كان المشهد الدي قام به جيل لا يخلو من مهارة فائقة بالاضافة الى تصنعه للايهام بويس بانه يشعر بحالة من الكدر و استطاع ان يفعل ذلك بكل اقناع و كل دقة . قام جيل بهذا الدور و كانه يريد شخصيا ان يتخلص من حالة الرعب التي كانت تسيطر عليه و كان بالفعل لهذا الدور نتائجه الباهرة على هوارد فاقت بكثير كل الاماني . و عندما لاحظ السفاح ان زميله كان قلقا غير مطمئن ازداد رعبه اكثر .
اختار ماركس هذه المرحلة بالذات ليبدا عملية التسجيل . سمع في بادئ الامر صياح طويل اخذ يتصاعد في قوته ممزقا سكون الغرفة الكئيب كانت تسمع بعد ذالك عدة اصوات اخذت تتردد في دفعات رنانه فكانت احيانا تعلو و كانها تقترب . ثم تاخذ في الهبوط و كانها تتلاشى في هذا الليل و كان جيل يحاول بكل جهده ان يستبقي هوارد الذي كان يحاول ان يترك هذا المكان الملعون على جناح السرعة كانت كل فرائصه ترتعد من اعماقه و كانه يشعر بكابة عميقة في داخله كان شعوره بالرعب من هذا الصياح بمثابة لعنة تسيطر على كيانه كان يشعر فجاة بانه يتارجح الى عالم اخر .
كان رعبه قد انبت له جناحين و لم يستطع جيل ان يستبقيه و قتا طويلا و تخلص بعنف من قبضة جيل و حاول النزول على الدرج باقصى سرعة له و كانت وجهته باب الخروج و في نفس الوقت البحث عن النجاة . و لكنه فجاة توقف عن الجري و شلت حركته كان الدرج مسدودا بواسطة شبح كان يتحرك امام الهارب كان هذا الشبح مخيفا و كان ينظر اليه بتركيز بكل ما هو عليه من شفافية كانت تندفع نحو الجدار موجات من الشعاع الكريه دائما الحركة تطفو عبر السلم .
و لم يستطع هوارد ان يتحمل هذا المنظر و اطلق صيحة حيوان جريح .
و امسك به جيل بقوة من حديد و جذبه الى الخلف و اغلق الباب وراءه بحيث اصبح هوارد عاجزا عن أي حركة . كان في حالة توتر لم يشعر بمثلها من قبل و كان هذا التوتر قد اثر على كل جزء من جسمه بحيث اصبح مشلول الحركة . و كان جيل مستمرا في اداء دوره على الوجه الاكمل و رغم كل ذالك كان هوارد في وضع لا يحسد عليه مشلول الحركة بحيث لم يكن متنبها الى موقف جيل منه و في هذه الاثناء ظهر ضوء غريب . كان ماركوس قد اضاء احد الاضواء الي تعرض صور الاشباح و كان من السهل ان يتبين للمشاهد في هذا الظلام الدامس اعمال و حركات الرجلين . في الوقت نفسه كانت هذه الاضواء تزيد كمية الرعب التي سيطرت على هوارد الذي كان يخفي عينيه .
و خطرت لـ جيل فكرة بان يستدعي هذا الشبيه الذي كان الشبح يؤديه مع ماركوس و بالتاكيد كما فكرت لورين في ذالك لم يكن هوارد في حالة نفسية تسمح له بان يميز الفرق كانت لورين في الواقع تخشى ان يتدارك هوارد الخدعة بسرعة و هذا قد يسبب افساد الخطة و عدم وقوعه في الشرك المنصوب له . و كان على جيل ان يبدا قبل الجميع في الحديث عن هذا الشبيه حتى يستطيع هوارد بعد ذالك ان يدرك ما يعنيه هذا الشبيه فيزداد رعبا على رعب .
كل شئ كان يحدث تدريجيا و كان من المتفق عليه ان يحدث كل شئ طبقا لنظام محدد . كان هذا هو الوقت الملائم و الا فسيكون ضربا من المحال ان تتجمع ثانية نفس هذه الظروف و نفس هذه الامكانات للعمل على اظهار الحقيقة .
و تمتم جيل بصوت تسيطر عليه الكابة الشديدة و لكنها كانت كابة مفتعلة و كاذبة .:
"كان هذا الشخص بالذات ."
و صاح بويس في رعب .:
"ماذا تقول ؟ من هو ؟."
"الشبح كان هو كينيس لقد قتله كلانا يا هوارد لقد اطلقت عليها النار اولا "
"و لكنني لم اقتله ".
"و لكنك كنت ترغب في ذالك كنت قد خططت لعمل ذالك و لا تعتقد ان كينيس لم يكن يعلم ذلك ."
"لقد سمع كل شئ انه هو لقد ابلغتك بانه هو يجب علينا ان نخرج من هذا المكان ."
و اندفع جيل تجاه الباب و حاول ان يفتحه و لكن خابت محاولاته لان ماركوس كان قد اغلقه بواسطة مزلاج متين كان جيل يتضاهر بشعوره بالرعب الشديد و الان كان الوضع اشبه بالعنكبوت الذي اصطاد الذبابة و اوقعها في خيوطه كان الفخ قد احكم غلقه .
وقال جيل :
"هناك شئ غير عادي يحدث و هذا بسبب خطا ارتكبته . لم يكفك انك قد قتلت كينيس انك تحاول الان اكثر من ذالك بان تقضي على هذه الفتاة كنا نستطيع ان نترك المدينة و لكنك فضلت ان ترجع الى منزل كينيس "
كان ماركوس يتامل هذا المنظر و هو في غاية السعادة كان الوقت مناسبا الان لكي يبدأ المرحلة الثانية التي تشمل الاستعانة باشرطة التسجيل ,وبدأ يتصاعد صوت صياح مخيف من احد اركان الغرفة الكئيبة وبناء على اشارة من ماركوس اخدت لورين تحرك ستلرة سوداء من على بعد بحيث كانت تؤدي الغرض المطلوب الذي يظهر في الحال على بويس كان يبدو وكان شبحا يحوم في الواقع الامر داخل الغرفة بجانب الرجل الذي وقع في الفخ واخد يصيح بويس كان صياحه كصياح طفل ضحية كابوس مرعب , واختنقت صيحة اخرى في حلقه , كان هذا المنظر في حقيقة مؤثر جدا ,وفجأة ظهر الشبح كانت لورين قد أخرجت الدمية من مخبئها, كان منظر الدمية يبدو وكانه يتربص بالسفاح الذي وقع في الشرك وساد الغرفة سكون عميق مرة اخرى واخدت لورين من خلف الحاجز المزيف تحرك ستارة ثانية تخفي وراءها مرأة ,كان الضوء المنبعث يضاعف منظر الشبح المرعب ,كانت الندبة قد تم اظهارها على الدمية بعناية كبيرة وكانت تظهر الان بكل وضوح بفضل هذا الضوء الذي احسن توزيعه .
لم يكن هناك أي شيء محتمل ,كان ماركوس بعينيه هناك وامتقع هوارد بذلك في الوقت المناسب ,كان يواجه شبح ماركوس ,ولم يكن يستطيع الهرب من هذه الحقيقة كان يبدو وكان هوارد قد فقد حياته لقد غرق في سكون مقلق كانت تبدو صورة هذا السكون اقرب الى الموت وقد مر عليه وقت طويل ليعود للحياة واخيرا اصدر صيحة ياس واخد يجري الى متجها النافدة وحاول ان يقتلع الواح الخشب لكنه لم يتمكن من ذلك كان لديه نفس الاحساس الذي يشعر به الحيوان وهو يقترب من الموت .....من نهايته واستغل ماركوس هذه اللحظة التي كان فيها عدوه مستسلما للرعب لكي يدخل بطريقة سرية الى الغرفة التي كانت مسرحا لهذه التمثيلية وكان على لورين ان تعتني بخط سير بقيو التمثيلية المفجعة . وزيادة في الامان فضلت ان تظهر صورة الشبح في السقف حتى تشغل انتباه بويس بينما كان ماركوس يرتب نفسه للظهور على مسرح الاحداث وكانت النتيجة سريعة جدا ,كانت هناك مشكلة في غاية الاهمية كان بويس يقبض على سلاحه كانت لورين تعتقد ان بويس وهو فريسة لهذا الرعب الشديد الذي يسيطر عليه سوف يتخلى عن مسدسه ويتركه من يده في أي وقت ,ولكن على النقيض من ذلك كا بويس يقبض عليه بكل قوته وكانه اخر امل له .....واخر محاولة يتعلق بها لكي ينجو بحياته كان بويس يحتفظ بهذا السلاح بل يتابطه وكانه يتابط اخر فرع من شجرة تنقده من السقوط في الهاوية كان الخطر المحدق به كبيرا كان في امكانه استعمال سلاحه ضد ماركوس في حالة كونه حيا , والفرق الوحيد ان ماركوس هنا كان ممثلا بواسطة دمية .
وعملت لورين على تشغيل شريط كان من شدة الضجيج الذي يحدثه يهز اركان المنزل وكان صوت ماركوس مسجلا عليه كان يبدو للسامع وكان هذا الصوت يهبط من مكان علوي مجهول يصدر من خارج هذه الغرفة .
كان هذا الصوت يردد:
"انني مسرور بحضورك يا هوارد ,وعلى كل حال لو لم تكن حضرت لكن وجدتك كنت سأذهب للبحث عنك في أي مكان مهما كان هذا المكان صعب المنال ,من المستحيل الهروب من ملاحقة الاموات "
"لا......لا...."
كان بويس قد اصدر صيحة مخيفة تردد صداها في كل الارجاء .وحسبما اعتقدت لورين كان بويس يستعد لاستعمال سلاحه في حركة ياس انتابته .واسرع جيل الذي كان ينتظر كذلك هذه الحركة من بويس وصوب هو كذلك مسدسه الى ماركوس وتجمدت دماء لورين في عروقها لدى رؤيتها هذا المنظر واطلق جيل الرصاص عدة مرات على ماركوس كل ذلك حدث بسرعة عجيبة بحيث لم تتمكن لورين لحسن الحظ من الصراخ ,كانت تشهد للمرة الثانية هذه اللحظات المرعبة التي سبق ان عاشت مثلها خلال المواجهة الاولى بين كل من جيل وماركوس وبويس كانت القصة نفسها تتكرر فعلا وكان ماركوس واقفا هناك غير مضطرب واثقا من نفسه بعيدا عن أي مجال للشك بالرغم من انه كان هدفا عدة مرات لان يصاب كان جيل قد اطلق عليه رصاصا كاذبا للمرة الثانية .كان جيل كذلك اسرع من بويس في حركته وتمكن من اداء هذه المهمة ببراعة فائقة بحيث لم يستطع بويس ان ينتبه لهذه الخدعة .وللمرة الثانية كان جيل قد تدخل ليمنع حدوث مصيبة وحاولت لورين بعد ذلك ان تهدأ وبان تريح قلبها الذي ينبض بكل قوة وكانه اوشك ان ينفجر كانت الخدعة متقنة تماما كان يبدو في واقع الامروكان روح بيتر كينيس لم تمسسها الاعيرة النارية بل مرت عيرها دون أي انتظار او أي تعويق .
ولشك ان ماركوس على وجه الخصوص كان قد شعر في لحظة من اللحظات بشيء من الرعب ولكنه كان واثقا من نفسه واستطاع ان يسيطر على اعصابه حتى لا يظه أي شيء .كان يعلم جيدا ان بويس لن يخطئه اطلاقا من مثل هذه المسافة بالرغم من الرعب الذي كان يتملكه والذي كان يصيب ذراعه بالرعشة وكان كل شيء قد حدث بالنسبة لـ بويس ايضا في منتهى ىالسرعة كان يشعر بالثقة في جيل وكان واثقا بانه لن يخونه مطلقا كان الشعور بالكابة شديدا وعنيفا بطريقة غير عادية ولكنه استمر مدة قصيرة ....كاللحظة التي تستغرقها عملية التنفس التي لم تستكمل .
رفع ماركوس ذراعا بطريقة تسترعي الانتباه وقال ببطء وبصوت عميق :
"خد مكانك على احد هذه الكراسي يا هوارد وانت كذلك يا جيل اترك هذا المسدس لانه عديم التاثير تماما ضد
أي شبح "
وخفضت لورين قوة الاضاءة حتى تغرق الغرفة في الظلام لكي تشيع في نفس الوقت نورا غريبا اخد ينكمش حتى اصبح في مستوى ارضية الغرفة حتى ان وجه ماركوس اصبح في الظلام وكان بويس وهو في حالة ذهول من روعة ما يشاهد قد اطاع الامر الذي اعطي له فجلس بهدوء غير قادر على لفظ اية كلمة وانتظر ماركوس مدة طويلة حتى هيمن على المكان سكون رهيب اخدا في الاعتبار احتمال مواجهة خطر اية محاولة يقوم بها بويس ولكن على ما يبدو كان بويس في حالة عجز لا تسمح له بعمل أي محاولة واستمكر ماركوس اخيرا في كلامه :
"لدينا بعض الحسابات يا جيل ويا هوارد علينا ان نصفيها ,اود ان اوجه كلامي اليك انت يا هوارد على وجه الخصوص "
وقال له بصوت ضعيف :
"انه جيل الذي قتلك"
"انني ارمي الى الرجوع الى فترة ابعد من ذالك وانت تعلم ذلك تماما .وانت ولا شك تتذكر هذه الندبة اليس كذلك؟ولكن هذا كل ما في الامر لنتكلم حول مقتل ديفيد "
كانت هذه الذكرى قد زادت من كمية الرعب التي تسيطر على كل كيان بويس .
"ولكني لم اعتقد قط انهم يستطعون توجيه الاتهام اليك ولا وجود لبراهين كافية حتى يوجهوا اليك هذا الاتهام....."
وقاطعه ماركوس بعنف كان هوارد في موقف محرج بعد انت ضاق عليه الخناق لم يكن يعرف ماذا يقول دفاعا عن نفسه كان لزاما عليه ان يدفع ثمن ما اقترفته يداه من شرور كان يتلعثم في كلامه كانت ترتعد فرائصه بعنف .
اخذ ماركوس يسمعه القصة كاملة بجميع تفاصيل احداثها بصوت عميق و كان بويس يرتعد خوفا و كان ماركوس او بالاحرى شبح كينيس يعرف تماما و بكل دقة ادق تفاصيل القصة .
كان يبدو على جيل و كانه في حالة ذهول و دهشة و كان بويس يشك بكل تاكيد بان هناك من يقوم بتوصيل هذه المعلومات الى هذا الشبح كان يشك في جيل و كان صوت ماركوس متزنا بسبب الاضطراب المستمر الذي كان يمده بقوة و بعمق اكثر و كانت لورين تسال اذا كان سبب هذا الاضطرابات يرجع للعذاب الذي يشعر به كلما رجع بذاكرته الى هذا الماضي الاليم بجانب احساسه بالتوتر الشديد لرؤية هذا العدو الذي وقع الان في شر اعماله امامه بعد عدة سنوات قضاها في انتظاره و كذالك بالاضافة الى الاصابة التي لم تستطع الاقراص من ان تخفف من الامها كانت و لاشك كل هذه الوقائع امامه في الوقت ذاته كانت لورين تفكر في هذا كله و هي ترتجف في مرئى من هذا المشهد .
و صاح ماركوس فجاة :
"انظر الي ... انظر الى يا هوارد و للاول مرة في حياتك لا تكن جبانا اريد ان يعرف العالم كله بانك اقترفت جريمة قتل عمدا ضد احد الرجال ."ط
و صاح هوارد و قد وقع على قدميه امام الشبح بحركة ياس :
"و لكنني لم اطلق انا عليك النار ابدا ."
"و لكن كل ما حدث كان بسبب خطا ارتكبته انت و انك لتدرك ذلك جيدا لو لم اهرب لكنت الان قد اصابني العفن في غياهب السجون خلال السنوات الثماني الماضية و كان هذا هو قدري الذي ادخرته لي كان هذا اسوا من الموت نفسه و قد استطعت ان اهرب بالتاكيد . و تمكنت من الاستمرار في ممارسة حياتي و لكن ماذا كان ثمن كل هذا ؟.
لقد قضيت ثماني سنوات من حياتي و انا اعيش في الجحيم بسببك انت و لذلك يجب عليك ان تدفع الثمن ".
تكلم جيل و هو ما زال مستمرا في لعب دوره ببراعة و اتقان .:
"ماذا تريد منا ؟ تريد ان تنتقم ؟"
"ان انتقم ؟ لا على الاقل ليس الان . كل ما اريده هو ان تظهر براءتي لا اريد ان يكون اسمي ملوثا بجريمة قتل لم ارتكبها و هذا من اجل عائلتي . اريد ان يعترف القاتل الحقيقي بهذه الجريمة ."
و كان هوارد معرضا عن الكلام في سكون مطبق .
و قال له جيل اخيرا :
"تكلم يا هوارد ليس هناك ما يدعوك للخوف . لن يستمع احد لشبح"
" انت ستكون شاهدا يا جيل و هذه المرة ستكون الى جانب الحقيقة و الا فسوف اتبعك طوال الايام الباقية من حياتك التعيسة ".
و سال هوارد بصوت منخفض :
"ماذا تريد ان اقول ."
و رد عليه ماركوس :
"الحقيقة قل الحقيقة في موضوع موت ديفيد ".
و اخذ ماركوس يفقد ثباته كان يبدو عليه كانه رجع الى العالم و هو اكثر ادمية في عواطفه و في شعوره بالتمزق كانت الغرفة قد اصبحت مسرحا تقام فيها مسرحية ماساوية يقوم ببطولتها ثلاتة اشخاص مرتبطون بماض مشترك و لكنه مفزع كان ماركوس قد تحول بالتاكيد الى شخص اكثر ادمية و اقل قابلية للتصديق و كان بويس مثاثرا جدا حتى يدرك ما يحدث .
و اخيرا بدا هوارد يروي قصته و سرد بالتفاصيل الجزء الخاص بموضوع الصيد و المنافسة التي كانت تجعله يتصدى للابن عمه لم يقل أي شئ جديد . لم يقل أي شئ لم يكن ماركوس على علم به . و لكن ماركوس قال له مرة اخرى بانه يريد سماع كل شئ من فمه .لم يكن هوارد مدركا خطورة هذا الاعتراف واوجه الخلاف بين ما يقول الان في وجود شهود غير جيل و بين ما قاله من قبل . و هذا الاعتراف كان يبرئ اسم كينيس من التهمة المنسوبة اليه . كان خوفه شديدا يمنعه من الشعور بانه داخل فخ محبوكة خيوطه . كان يتكلم بطريقة الية و هو في ثقة تقريبا مما قاله جيل الذي اكد له بعدم وجود أي انسان غريب و بان احدا لن يستمع الى كلام شبح و زيادة على ذلك لن يصدقه احد .
و بالنسبة لـ جيل لم يكن يعتقد بويس و لو للحظة واحدة انه يمكن ان يغدر به . في الواقع كان يعرف الشئ الكثير عنه . لم يكن الامر يتعدىحدود الخيال و لو كان شبح كينيس يصمم على الحصول على اعتراف فليس هناك ما يدعوه للخوف و لذلك كان لزاما عليه ان يلبي له طلبه و يعترف بالحقيقة و في اسرع وقت لكي يستطيع مغادرة هذا المنزل اللعين .
كانت هذه هي الطريقة هوارد في التفكير قبل ان يدلي باعترافاته .
كان يجب عليه ان يؤمن ايمانا ثابتا في وجود قوة خارقة للطبيعة حتى لا يدرك استحالة و سخافة اللحظات التي يعيشها . كانت خطة ماركوس بالكامل مبنية على هذا الغرض و هوان يتاكد هوارد و يؤمن بوجود الاشباح الى الحد الذي لا يستطيع فيه ان يصدر حكمه و هو في مكان بعيد .
و ساله ماركوس و كانه يريد ان يلقنه احدى المعلومات بطريقة دقيقة :كك
"هل حضرت هنا لتقتل لورين يا بويس ؟."
و اجاب هوارد على الفور :
"نعم ... اين تختبئ ؟"
و رد عليه ماركوس بهدوء :
"انها هنا في هذه الغرفة و هي تقوم بتسجيل محادثتنا "
و يبدو ان بويس لم يفهم ما يجري حوله ووقف مذهولا لا يكاد يصدق ما يسمعه و قد خارت قواه .
"انظر يا هوارد الى عيني هل تعتقد ان هذين العينين في حالة موت ؟"
و لم يستطع بويس ان يرد . كان ينظر الى عيني ماركوس بتركيز شديد و صاح ماركوس طالبا من لورين ان تضئ نور الغرفة فظهرت و هي تمسك المسدس الذي اعطاه لها ماركوس لاستعماله في الحالات الخطرة و اخذ بويس يرجع الى الوراء ببطء و كان يتمنى ان تنخسف به الارض لم يكن مدركا تمام الادراك لكل ما حدث له و لكنه كان قد اختار المصيدة التي احكمت قبضتها عليه كانت هناك امور كثيرة غير واضحة امامه مثل موت ماركوس ... و الشبح و الصراخ الشديد الذي كان يسمعه و مع ذلك كان عليه ان يقتنع بالحقيقة . كان ماركوس واقفا امامه هناك حيا تماما و مجرد اعترافه كان يعني القاء القبض عليه بتهمة القتل العمد و استدار ببطء تجاه جيل تجاه الخائن الذي استغل ثقته . و لكنه كان عاجزا عن عمل أي شئ كان عجزه عجزا كاملا تحت تهديد السلاح يحيط به جميع الاعداء و امتنع وجهه الذي ظهر عليه التوعك و السقم . كانت عيناه و كانهما اصبحتا من زجاج تشبهان عيني الشبح . ما اغرب انقلاب الاشياء بالنسبة لروح ضعيفة جدا و سادجة جدا في سعيها للشر ضحية لشياطينها و قد رات كل اسلحتها مصوبة في وجهها . كان هوارد بدوره ضحية غدر كان عليه بدوره ان يتحمل العار و النفي و الالم و الشعور بالضغينة كانت هذه هي النهاية التعيسة كان يعتقد بانه يدخرها للاخرين كانت هذه هي في الواقع نهايته هو و سمعت في الخارج سفارة سيارات الشرطة و هي ترسل اصواتا كئيبة تمزق بها السكون المفجع الذي يسيطر على مدينة جيروم و على سكانه بعد تقديم ثمتيلة مؤثرة شديدة التاثير . و كان الجمهور يخلي الصالة ببطء و اخدته دهشة غير مالوفة بعد ان شاهد العنف و التوتر الشديدين اللذين تخللا هذا المشهد طوال عرض التمتيلية و كان الممثلون انفسهم في حالة من الذهول المروع كان العدل قد انتصر كان الحب هو الغالب و بعد هذه الاحداث بدات الحياة .
و ابتسمت لورين لماركوس و امسكت يده . كانت تنتظر منه قبلة ... قبلة حب لكي ينتهي كل شئ و تنسى العذاب الذي قاسياه..
تمت بحمد الله

مها ع 07-07-16 06:01 AM

رواية جميلة شكرا على الطرح ❤


جووري#

موضى و راكان 11-07-16 12:37 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

mojojojo 11-07-16 06:57 PM

يسلموووووو كتير علي الرواية الجميلة

khadijaa 12-07-16 09:04 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته السلام عليكم ورحمة الله وبركاته السلام عليكم ورحمة الله وبركاته السلام عليكم ورحمة الله وبركاته السلام عليكم ورحمة الله وبركاته السلام عليكم ورحمة الله وبركاته السلام عليكم ورحمة الله وبركاته السلام عليكم ورحمة الله وبركاته السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مشاعِل 15-07-16 07:07 PM

شكرااااا جزيلااااا

333Nisreen 15-07-16 09:42 PM

ممتع
جميل
شيق

ام دانا الدندونة 15-07-16 10:49 PM

Thank you very much

lana.s 16-07-16 12:05 AM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

mah-mm 16-07-16 11:43 PM

شكــــــــــــرا

gogo3046 19-07-16 03:35 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

Libra Sky 24-07-16 09:55 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

Awss 13-10-16 03:13 PM

شكراااااااا..جزيلاااااااا

رومانس مون 31-10-16 07:19 AM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

ايووته 14-12-16 10:31 PM

مشكورة حبيبتي على المجهود الرائع

omnia 14-12-16 11:29 PM

شكرا وبارك الله فيك

ندى تدى 04-01-17 06:40 AM

جميله ورائعه جدا

يسلمو ويعطيك العافيه

مريومة 1 26-01-17 10:13 PM

حلو والملخص حلو

lamba 05-02-17 02:14 PM

كيف حالك إن شاء الله دائما بخير ؟

lamba 05-02-17 02:44 PM

كيف حالك إن شاء الله دائما بخير ؟

داناملك 05-02-17 06:13 PM

رواية رائعة مع الشكر والتقدير وإلى الأمام

manal nourhanne 09-03-17 02:17 AM

السلام عليكم شكرا جزيلا موفقة 👍👍👍👍

ام أمونه 31-03-17 08:31 PM

يسلموووووو......

ام مصطفى1 15-05-17 04:41 PM

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

shedory 21-05-17 12:45 PM

يسلمووووووو جددا جدا........ شككرا..


الساعة الآن 05:04 AM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.