شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء ) (https://www.rewity.com/forum/f118/)
-   -   اسبانيا الســـــــوداء *مميزة و مكتملة* (https://www.rewity.com/forum/t354771.html)

ريام عبدالزهرة 04-08-16 12:12 AM

بس مافتهمت شو فجأة انتقلوا لبيت ساندرا؟؟

allia 04-08-16 12:38 AM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

CFA 06-08-16 03:42 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الجزء السادس ...

بسم الله الرحمن الرحيم



تقدم الاسعاف ..واخذ البيرتو مع انه رفض ..ولكن الجميع اصر عليه ..و ذهب ...دون ان اودعه حتى ..
اما انا ...فركبت مع رجال الشرطه واخي .. وطوال تلك الرحله كانت الاسئله تتوجه الي من كل جهه ..
شعرت بالدوار ..وبالضيقه ايضا .. اردت بأن ينتهي هذا الكابوس..
علمت لاحقاً بأن بعض رجال الشرطه ظلو يحققون مع السيدة ساندرا..
وبعد وصولي للمنزل ..
اقترب الجميع مني بدهشه .. وقلق... ضمتني جين وقبلتني لوقت طويل وهي تقول
- يالهي احمد الله انك بخير !!!! لا اصدق ذلك !!! ..، هل انتي بخير؟؟؟.. اخبريني هل انتي بخير؟.
- انا بخير جين ..لا تقلقي..
اما سوفيا ولورين ...فتقدما مني .. بدهشه ..
مالذي حدث ! اين اختفيتي ! هل حقاً اختطفتي؟... ولكن.. مالذي فعله البيرتو معك ؟
- اعتذر ..ولكنني حقاً لا اريد التحدث الان ..
قاطعهم ريتشارد بعد ان ضمني قائلا
- دعوها ترتاح .. انها متعبه للغايه ..
ذهبت لغرفتي واغلقت الباب ... وفي داخلي كنت اصرخ .. هاقد انتهى الكابوس .. ولكن لماذا انا خائفه ؟وحزينه؟...
وبعدها ... تذكرت البيرتو .. وبدأت اشعر بالقلق.. كيف حاله ؟.. مالذي يفعله؟... كيف يشعر؟.. هل هنالك اي خطئ فيما كانت تفعله ساندرا له؟ كل هذه الاسئله كانت تدور في رأسي وتشعرني بالقلق .. وجانب اخر يؤلمني .. لا اعلم ما سببه.. هل افتقده؟.. ولكن لم يمر على غيابه الكثير .. لم يمر يوماً واحدا ً .. لا اعلم ولكن يبدو بانني اعتدت وجوده امامي .. و ...الشعور الذي يتملكني عندما اكون بجانبه .. لا لا .. كل ما اشعر به هي مشاعر زائفه ..ستختفي ... نعم ..انها مشاعر امتنان ..لما فعله لاجلي.. بالطبع ...وهوا كذلك .. لا اريد التفكير بأي شي ..لا اريد التفكير حتى به..

*احياناً .. نخرج من كابوس .. لندخل في كابوس اخر .. ويتضح لنا .. بأن ذلك الكابوس كان حلماً جميلاً .. لم نعرف قيمته حتى دخلنا هذا الكابوس الجديد.. فهل سنتعلم من خطئنا السابق ..ونبحث عن الجيد في كابوسنا الجديد .. ام سنقترف نفس الخطأ..؟ *.
تحممت .. واخبتئت بعدها في فراشي .. اه ... يالها من راحه .. ما اجمل الشعور بالدفء في فراشك الخاص.. الذي يحمل رائحتك ..
نمت لوقت طويل لدرجة جعلتني اظن بانني نمت ليومان..
وعندما استيقظت .. كانت جين داخل غرفتي ..تحمل الافطار ..
ابتسمت وانا انظر اليها
- شكرا لك .. انا حقا ممتنه لك جين ..
وضعته على الطاوله بجانبي ...وجلست بقربي..
- لقد قلقنا عليك كثيرا ..
مسكت يدي .. وقالت بقلق
- هل انتي بخير.. ؟ لقد حكى لي توماس ما حدث .. انا حقاً .. مندهشه !
- انا بخير لا تقلقي..
- يالهي ..لا اصدق ما حدث.. لا تعلمين كيف جُن اخاك..
- ... انا حقاً اعتذر عن تسببي لكم بكل هذا ..
- لا لا توقفي عن الاعتذار ..هيا تناولي طعامك .. وبعد ذلك توماس ينتظرك في الاسفل..
حسناً ..
في الحقيقه لم استطع تناول اي شيء ..لقد كنت اشعر بالقلق ..والاحباط ... غيرت ثيابي.. ونزلت للاسفل ..
- صباح الخير ..
ابتسم لي توماس .. وقال بحماس
- صباح الخير ! .. هل انتي مستعده؟
نظرت اليه بتعجب
- مستعده؟.. لماذا؟
- الم تخبرك جين؟...
قالت جين بتوتر وهي تنظر الي توماس..
- لا .. اخبرتك بأنني سادع الامر لك ..
نظرت اليهم بقلق وقلت
- ما الامر؟
نظر توماس الى جين بغضب ..وهي تحمل جورج في يديها وتحاول أطعامه ...
اه ..سنذهب الان لتقديم افادتك .. هل يمكننا فعل ذلك؟
لم اكن اريد التكلم عن ما حدث ابداً .. لست مستعده لذلك ...ولا اريد تذكر ما حدث بالتفصيل .. لانني اعلم بانه سيتعبني جداً ..
قلت بهدوء ..
نعم بالطبع ..

كنت اجلس على طاوله خشبية ..وامامي يجلس المحقق ..
ها قد مرت ساعه كامله من الاستجواب ..بدأت اشعر بالصداع .. والقلق..
جلب لي المحقق بعض القهوه ..وقربها لي وهو ينظر الي بنظره غريبه .. قائلاً
- ولكن اخبريني مجدداً ... كيف ذهبت الى هنالك وحدك؟
- كنت خائفه من ان يتورط احد اخوتي في الامر..
- اذاً .. سنقدم هذه الشكوه .. ولكن يجب عليك الاستعداد .. فهذه ستكون قضية اتهام ضد السيد مارت..
- .. حسناً ..
كل ما كنت افكر به في تلك الغرفة الخانقه ..هو البيرتو .. كيف ساخبره بالامر .. يجب علي الاسراع في ذلك . .
وبعد دقائق ..شعرت بالاختناق ..فقلت بتوتر
- هل يمكنني الذهاب.؟
- نعم.. شكرا لك ..
خرجت من هنالك ..ووجدت اخي وجين ينتظرانني في الرواق..
- مالذي حدث .. هل انتي بخير ؟
- كاميليا تبدين شاحبه؟
- انا بخير ..لا تقلقوا..
- هيا بنا ..دعونا نعود للمنزل..
وبالطبع ..عدت ..ودخلت الى غرفتي دون التحدث الى اي احد .. لقد كنت اريد الجلوس وحدي ..
يالهي .. كيف سافعل هذا .. متى .. ؟..يجب علي الذهاب الى المشفى لرؤيته .. نعم ..ليس لانني اريد رؤيته ..فقط لانني اريد اخباره بالحقيقه ..نعم ..فمن حقه معرفة الحقيقه .. كما انني ان لم اخبره سيخبره المحامي..
نعم ساذهب له هذا المساء .. وسأخبره عن الحقيقه ..
دخلت الى غرفتي سوفيا وهي تنظر الي بتعجب .. وقالت
- كاميليا .. ابي ..يريد رؤيتك..
تعجبت انا ايضاً .. توقفت بهدوء لحقتها الى مكتبه . .. دخلت .. وكالعادة كان يجلس امام النافذه .. في غرفته المظلمه ..والمسيقى الهادئه تشتغل ..
- مرحباً ريتشارد..
لم ينظر الي ..
- تفضلي بالجلوس..
جلست بهدوء على الاريكه التي امام مكتبه .. و انا اشعر بالتوتر .. فقطع الهدوء وقال
- لطالما هدئتني المسيقى .. ومهما كنت اشعر بالتوتر كانت تخفي ذلك..
شعرت بالغرابه ..مالذي يقصده؟.. وما دخل هذا بي؟.. لماذا دعاني الى هنا؟.. لم اجبه .. فقال
- هل انتي بخير؟
اتسعت عيناي وقلت دون ان افكر بألاجابه الحقيقيه..
- نعم انا بخير ..
لماذا كذبت؟.. هل لانني لم اعتد على سؤاله ...؟.. لم اعتد على اهتمامه لي... سؤاله جعلني اشعر بانني اقع في قاع مخيف.. نعم ..اظن بان هذا هوا السبب... في اسوء حالاتي لم يسألني عن حالي .. فلماذا يفعل هذا الان؟... هل انا حقاً واقعه في قاع البئر؟..
فقال ..
- انا اعتذر .. عن كل ما حدث لك ..وكل ما يحدث .. اعتذر عن كل يوم قضيته في عذاب ..دون ان اكون بجانبك..
ولم اعد احتمل ...شعرت بأن قلبي توقف..
- مـ ـ الذي ..يجري ريتشارد... انـ ـا لسـ ـت غاضبه منك اطلاقاً ..
-نعم وهذا ما يؤلمني..
- ماذا؟
- انتي لم تغضبي مني .. ولم تحاولي الانتقام مني او من ابنائي.. انتي حتى لم تحاولي جرحنا .. وجدتي الابتعاد حلاً .. لنكون بخير .. ولتكونين انتي بعيده عن كل ما يؤلمك ..
لم استطع اجابته .. لقد كنت في حاله صدمه .. هل حقاً هذا ليس حلم؟.. لم اتوقع يوماً بانني ساسمع هذا من ريتشارد.. فقلت بقلق
- ريتشارد ..انت لم تفعل ما يؤلمني ...
- نعم ولكنني لم اقف الى جانبك يوماً ..كنت ارى كل ما يحدث امام عيني ..ولم اتفوه بكلمه ..اظن بان السبب هوا .. انانيتي ..فبالطبع لم اشاء التدخل لان ....
قاطعته قائله
- ريتشارد .. كل ما حدث في الماضي ..يعود للماضي.. لا داعي للتفكير به .. انا نسيت كل ما حدث .. ولا احمل اي ضغينة نحوكم.. انتم عائلتي الوحيده الان.. ولا املك غيركم ..
شعرت ببكائه خلف الكرسي العملاق.. فأتسعت عيناي ..وركضت لاقترب منه ...
-ريتشارد... هل انت.. تبـــ
ضممته بقوه وهو يحاول اخفاء وجهه المحمر عني...
- انا اعتـ ـ ذر .. عن كل ما عشتيه من ...انا..حقاً اعتذر... اقسم لك بانني كدت اجن خوفاً عليك... واقسمت بانني لن اسامح نفسي اذا اصابك شيء.. انتي... لا تستحقين هذا .. انتي...
لم يستطع الاكمال.. فلقد كان يكح بقوه ... شعر بالاختناق..
-توقف ارجوك...ارجوك توقف ستتعب نفسك..انت ...
جلبت له بعض المياه .. وساعدته في شربه ..حاول اكمال ما يريد قوله
ولكنني قاطعته قائله
- اسمعني ..ريتشارد .. اقسم لك بانني لم افكر يوما بهذا ..فلطالما كنت جيداً .. وكما انه يكفينني بانك لم تؤذيني يوما ما .. لقد كنت منشغلا بحياتك ..وهذا يكفيني .. ! ..انت لا ذنب لك في كل ما يحدث لي ..
- ارجوكي سامحيني كاميليا .. انا .. استحق كل ما حدث لي ...
- لا احد يستحق ما يحدث له .. ولكن هذه هي الحياة .. تضربنا بأمواجها لترى من فينا سيحاول النجاة ... ومن فينا سينجرف مع الموج .. وهو مصدقاً بان هذه هي نهايته...
نظر الي بتمعن ..
- سأحاول فعل ما استطيع لاعوض لك عن كل ما حدث ..اعلم بانه فات الاوان .. ولكن ..
- يكفي ما سمعته منك .. حقاً هذه اجمل محادثة ..خضعت لها منذ شهور.. شكرا لك ريتشارد..
امسك بيدي ونظر الي مجدداً وقال
- هل كان الموج قوياً للغايه؟
ابتسمت له وانا امسح دمعي ..
- نعم .. ولكنني نجوت منه ..
ضمني بقوه وقال
- انا فخور بك ..
فكرت بهذه المحادثه طوال هذا اليوم .. فلم استطع تصديق ما سمعته .. شعرت بألم يعتصر بقلبي.. وانا اتذكر ماضي حاولت نسيانه بشده .. نعم .. حقيقه حاولت انكارها ..ولكنها تعود كالشبح امامي ...لتذكرني بانها حدثت ...

* بعض الاحيان .. نحاول نسيان الامر بشدة .. .لدرجه تجعل ذاكرتنا تقدسه وتحفظه اكثر من اسمائنا.. *

نزلت من السلالم ..واستقبلتني جين ..وهي تحمل جورج ..
- مرحبا عزيزتي..
- مرحباً جين .. يالك من فتى وسيم
قبلته .. وتقدمت لاخذ معطفي ..
التفت اليها مجدداً وقلت
- سأذهب لزيارة البيرتو..
- وحدك؟
- نعم .. ما الامر؟
- توماس .. لا يريدك الخروج وحدك...
- لا تقلقي سأكون بخير..
- ولكـ ـ ..
لم ادعها تكمل .. ابتسمت بجفاف ..وقلت
- قولي له لن اتاخر..
خرجت واغلقت الباب بقوه .. في الحقيقه كنت خائفه من خروجي وحدي ... فمعه حق ..هذا خطر للغايه ..كما ان المحقق منعني من هذا ..ولكن .. لا اريد مقابلة البيرتو مع احد.. اريد التحدث اليه وحدي..
وصلت الى المشفى .. وانا اشعر بأن قدماي لا تحتمل الحركه .. نعم لقد كنت اشعر بالدوار ..
لا اعلم لماذا كنت خائفه من ردة فعله لهذه الدرجه ..اعني ..لم اعرفه الا لمدة قصيره ..فلماذا اقلق من ردة فعله هكذا؟..
لم اشعر بهذا الخوف في حياتي .. هل خوفي من ان اخسره هوا الذي يحكمني في هذه اللحظه؟..
اخسره؟.. اتحدث وكأنه ملكي..
دخلت ووجدت الممرضه امامي..
- اعتذر .. ولكن اين هي غرفة البيرتو سيلفادور؟
-.. لا اعرف يجب عليك سؤال تلك الممرضه ..فهي المسؤوله عن الغرف ..
- حسناً شكراً لك ..
انستي ... اين هي غرفة المريض البيرتو سيلفادور؟
- انتظري قليلا ..
فتحت دفترها ..وبحثت في الاسامي .. وقالت
- البيرتو .. اه لقد خرج قبل قليل..
- ماذا؟..
- نعم ..طلب بأن يكمل علاجه في منزله ..
- اووه... هل هو بخير؟؟
- نعم.. انه بخير .. لا تقلقي..
- حسناً شكراً لك..
-لا بأس..
خرجت وانا احمل هالة الخيبه حولي... خيبة امل .. نعم فلقد كانت جرأتي كالورق الذي يحترق كلما اقترب من النار.. ويصغر .. حتى يختفي ويصبخ رماد.. لا يمكنني الذهاب اليه الان ..فلقد خرج منذ قليل.. وسيكون متعب بالتأكيد.. ولــكـ .. يالهي متى علي الذهاب..
عدت للمنزل .. وانا حزينه .. فقابلت جين مره اخرى ... وجلست بجانبها

-اين الجميع؟
- توماس ذهب لرؤية المحامي ولم يعود..ريتشارد خلد للنوم.. لورين ذهبت لصديقتها اما سوفيا فأنها تدرس في غرفتها ..

* في بعض الاحيان .. تشعر بانك داخل تلك الدوامه السوداء .. وتشعر بأنك محطم..وعالمك اصبح موحش للغايه .. ولكن كلما نظرت الى من حولك .. تتذكر بان.. هذه الدوامه السوداء .. تعيش في عالمك فقط.. اما الناس.. فلم يتغير عالمهم ابداً ..يعيشون حياتهم كما هي .. يرون الالوان كما هي .. تضخ بالحياة .. ليست كحياتك المليئه بالسواد.. *

- امم .. وماذا عنك ماذا تفعلين هنا؟
- لا شيء .. افكر...
- تفكرين؟.. بماذا؟..
نظرت الي بتمعن .. وقالت
- في هذه الاحداث السريعه .. اعني .. اشعر بانني ضائعه في كل هذه الاحداث ..
- ضائعه؟.. لماذا تشعرين هكذا؟..
- لا اعلم ..اظن بانني مرهقه من هذه الامور .. فلقد كان توماس في الايام السابقه كالمجنون يبحث عنك في كل مكان .. لا يتحدث ولا يأكل .. كل ما كان يفعله هوا البحث .. وانا كنت اشعر بانني اختنق ... فماذا ان اصابك مكروه؟.. كما انني شعرت بالضغط .. و.. لا اعلم ..
- انا حقاً اسفه لانني جعلتكم تمرون بهذه التجربه الصعبه ..
- لا .. في الحقيقه .. انا التي يجب عليها الاعتذار ..لم يجدر بي قول هذا .. فانتي التي مررتي بكل هذه الصعاب.. لقد .. مررتي بتجربه .. لا نعلم مالذي حدث لك بها .. ولــ
- انا بخير جين ..لا تقلقي.. صدقيني ...
- ولكنك شاحبه ..ولا تتوقفين عن التفكير..
- الامر ليس كما تظنين..
0- مالامر؟
- البيرتو..
- ما به؟
-تعلمين بانني لم اخبره عن امر خاله ..وهذا يثير قلقي.. لا استطيع النوم .. كل ما افكر به هوا ردة فعله .. بالطبع سيكون غاضب للغايه ..ولكن لا اريد ... لا اريد احزانه .. فلقد ساعدني كثيرا .. .و حماني ..وعرض نفسه للخطر من اجلي.. ذهبت اليوم للمشفى لاخبره بالحقيقه .. ولكنني لم اجده لقد اعاد لمنزله .. و،.. انا قلقه جداً .. ان علم بالامر من المحقق فسيكون الامر اسوء بكثير..
- معك حق.. انه اسوء يجب عليك الذهاب اليه غداً .. اذهبي الى منزله . ..وايضا .. اجلبي له هديه ..
- هديه؟
- نعم !! لتشكريه على ما فعل ! ..اعني .. انظري اليه ملقى في الفراش لاجلك..
- ولكـ ـن...
-ماذا ..الا تظنين بان كل ما فعله من اجلك يكفي لينال هديه بسيطه منك .!
- بلى .. حسناً ..ولكن هل يمكنك مساعدتي لا اعلم مالذي يجب علي جلبه .. ولا..
- بالطبع ! .. سنخرج في صباح الغد للبحث عن امراً مناسب.. وبعد ذلك سأوصلك الى منزله .. ما رأيك..؟
-شكرا لك !! .. سيكون ذلك رائعاً ..
خلدت للنوم وانا احاول مسح كل تلك الخطوط المشوشه في رأسي.. ولكنني لم استطع بالطبع ..
فلقد كانت اقوى من ارادتي.. ليتني استيطع ايقاف كل من حولي ..فقط لانام .. لساعات قليلة ..
*وكلما اطفئت الضوء ... لاخلد للنوم ..تشتعل نيران في داخلي ...لتوقظ جميع مشاعري.. *
-
استيقظت ... وغيرت ثيابي. .. ها انا اقف امام المرآه ... لم ارى نفسي منذ وقت طويل بهذا الشكل..
وضعت بعض المسكارا و احمر الشفاة ... لاضيف بعض الحياة لوجهي الشاحب.. ولكنني لا اظن بانني نجحت في ذلك...
اشعر بالتوتر .. هل لانني ساراه مجددا؟.. ام انني قلقة عليه؟.. هل هوا بخير يا ترى؟.. هل شعر ببعض الاشتياق لي؟؟... لا لا اظن .. اه ياله من شعور غريب .. يضحكني تفكيري به.. فقبل اسبوعان ..كان السيد البيرتو مخيفاً بالنسبة لي .. وكأنه الشبح ! ... وتلك الهاله السوداء حوله لا تختفي .. ايضاً .. كل ما كنت افكر به عندما اراه هوا جفافه وبروده المخيف ! اما في الايام السابقه .. فلقد ظهر نصفه الاخر .. لقد كان بشراً تماماً مثلي.. لم يكن شبح كعادته .. يحمل مشاعراً في داخله ..مع انه لم يظهرها ابداً.. و..
توقفت عن التفكير بعد سماع طرقات الباب..اخذت حقيبتي .. عندما دخلت جين بحماسها الدائم
- هل انتي مستعده؟
- ..اظن ذلك..
لقد كان الطريق طويل للغايه ..وكانه دهر .. هل لانني خائفه.؟..
التفت الي جين وهي تبتسم ابتسامه حاولت تجاهل معناها...
- تبدين جميله .. لم اراك هكذا منذ وقت طويل..
- اعلم بانني كنت مخيفه ..
- لا ..ليس كذلك ولكنك كنت تبدين كالمومياء..
ابتسمت وانا انظر اليها ..
-مخيفه كالمومياء..
- ..وماهو سبب هذا التغير؟..
- ماذا تعنين؟
- لا اعلم .. ماهو سبب هذا التغير المفاجئ؟.. هل للسيد البيرتو اي علاقه بالامر؟
اتسعت عيني ... وتسارعت نبضات قلبي... يالهي .. كل هذا التوتر بمجرد سماع الامر ..ماذا ان كان صحيحاً..
التفت اليها وقلت بتعجب
- ماذا !! ،، وما دخله بالامر؟..
- حسناً ...يبدو بانك لا تريدين التحدث عن الامر ..
- توقفي عن هذه التلميحات جين ! .. انا حقاً ممتنه له لكل ما فعله .. انه شخص جيد ! ولكن هذا لا يجعلني واقعه في حبه ! .. وما دخل تبرجي بالامر !..لطالما تبرجت وتعلمين بانني لم اكن واقعه في حب اي رجل ! انا افعل هذا لاجلي ..ليس من اجل شخص اخر ! ..فمن الطبيعي بأن احاول استرجاع نشاطي وحياتي السابقه بعد كل هذا َ ..كما انه .. ليس.. ليس. ..من نوعي المفضل.. اعني انه مختلف عن ما اريد ! ...
- حقاً..؟ لا اظن كذلك .. فالسيد البيرتو يعجب كل النساء ..
- حقا؟؟ لماذا هو اعزب اذاً؟
- .. يمكنك عكس المعادله ..فهوا صعب للغايه ..ولم تعجبه اي فتاة .. حتى الان!..
نظرت اليها بأستهزاء ..
- حسناً اذاً .. اطمئيني فانا ايضاً لست من نوعه المفضل ....
- وما ادراك؟..
- هل يمكننا التوقف عن التحدث بهذا الموضوع! سارى الرجل الان وانتي تتحدثين عن هذه الامور ! انتي تزيدين توتري يا جين !
- حسناً انا اسفه.. ساتوقف..
- اين هوا جورج؟
- انه نائم .. لقد طلبت من توماس البقاء معه حتى عودتي
قفزت وانا انظر اليها بدهشه
- هل اخبرتي توماس عن ذهابنا الى البيرتو؟
- لا ! ..بالطبع لا .. اخبرته باننا سنذهب للتسوق
- حقا! التسوق وانا بهذه الحاله ! هل تظنين بانه صدق؟
- نعم صدق ! هل نسيتي كيف تحبين التسوق! فسماع هذا الخبر اسعده .. وجعله يشعر بانك عدتي لطبيعتك
- جيد ..
توقفنا امام المتجر ..ودخلنا..
و لاول مره ادخل الى متجر رجالي... هذا جعلني افكر بالامر طويلا .. انا لا املك رجلاً في حياتي سوى توماس.. و ..لطالما جلبت لتوماس هدايا ولكنها كانت عباره عن رسوماتي.. ام .. بعض التحف الاثريه ...لم ادخل الى متجر كهذا قط.. سحبتني جين الى قسم المحافظ الجلديه ..
لقد كانت رائعه..ولكنني لم اشعر بانها مناسبه ..
نظرت الي جين وقالت
- انها رائعه ..انظري الى جلودها .. انها جلود ايطاليه ..
-نعم استطيع شم رائحتها ..انها جلود اصليه ..
- نعم .. انظر الى هذه ..
لقد كانت مكونه من جلد تماسيح..
- جين ! ..الا تظنين بان هذا مبالغاً به ! ما كنت اعنيه في هديه .. هي بأن تكون رمزيه ! تعبر عن شكري وامتناني ! ..
- حسناً .. ماذا تريدين اذا !...
- لا اعلم .. انا حقاً ..لا اعلم
- اه علمت !! .. الحقيني ..
لحقتها في هذا المتجر العملاق ..والمليء بالزبائن..
وكان هنالك بعض السلالم .. صعدنا للاعلى ... فتوقفت امام هذا الجدار الزجاجي ..لقد كان مليئ بقطع الحديد الملونه .. لم اعرفها في البدايه ولكن عندما اخرجت جين واحده وامسكت بها .. علمت بانها ولاعة !
نظرت اليها بتعجب .. بعد ان قالت
- انها رائعه .. كما تعلمين البيرتو يدخن السيقار طوال الوقت ! .. هذه ستكون بيده طوال الوقت !
كما انها جميله للغايه ..انظري الى هذه الرسومات ..
- جين ! هل تمزحين ! لن اجلب له شيء يساعده على قتل نفسه بحجة امتناني لما فعله !
- ماذا تعنين !
- ان جلبت له هذه ! .. فهذا يعني انني اشجعه على التدخين! ولا اريد ذلك !
-يالهي ! انتي عنيده للغايه .. انتظري هنا ساذهب لارى ماذا هنالك ..
ذهبت جين ..ونظرت الى كل هذه الرسومات.. لفتت انتباهي واحده . ..ومنذ اول نظره ..رأيتها شعرت بانها ملك البيرتو .. اقتربت .. واخذتها ... قلبها بين يدي وانا ارى نحتها الجيد..
لقد كانت الرسمه منقسمه الى جزئين ... جزء لغابة مظلمه .. وقمر ساطع ...واشجار سوداء .. وغراب يقف فوق كرسي فارغ.. كما انه هنالك بعض السواعق.. والنصف الاخر .. كانت غابه مشمسه ..ومليئه بالاشجار الجميله .. كما ان هنالك عصفوراً يقف فوق الكرسي.. لم اعلم ماهو تفسيري لهذه الرسمه .. ولحد علمي ..فكل فنان يملك تفسيرا لكل لوحه تعجبه .. ولكنني عجزت للحظه ! ..فكل ما كنت اراه في هذه الرسمه هوا البيرتو .. لم يكن هنالك اي تفسيراً للامر في عقلي... ولكن هذا ما شعرت به .. قررت بانني ساخذها .. لن اعطيه هيا .. سابقيها معي ! ..
ذهبت للحساب .. ودفعت ثمنها ... وعندها رأيت تلك الاساور الرجاليه ..انها بسيطه ..و جميله ايضاً.. نظرت الى احدها لقد كانت قطعة جلد وتملك بعض الرسومات السوداء عليها .. تبدو قطعة فنيه عريقه ..احببتها كثيرا ..
- ساخذ هذه ايضاً ..
- حسناً سيدتي..
اقتربت مني جين وقالت
- ماذا تفعلين !! هل وجدتي شيئاً؟
- نعم.. انظري انه سوار ...
- سوار ! حقاً كاميليا! لا اظن بانه يرتدي هذه الامور!
- ماذا .. ! لما لا؟
- لا اعلم ولكن .. لا اظنه يحب ارتداء الاساور...
شعرت بالاحباط.. لانه لا يوجد شيء استطيع تقديمه له .. لن اعطيه الولاعه ..نعم لن اكون سبباً في مرضه !
نظرت الى جين وانا احاول الابتسام ..
- لا اكترث ان كانت ستعجبه ام لا ! ما يهمني هوا التعبير عن امتناني فقط!
- حسناً .. هيا اذا ً ..
نظرت الي جين وانا شارده ..انظر الى هذه الشوارع الجميله ..
وقالت
- هل تعجبك ؟
- توقفي جين ! اخبرتك بانه لا يعجبني ....
ضحكت لوقت طويل .. وقالت وهي تنظر الي
- لم اكن اتحدث عنه!
-ماذا؟
- اقصد الشوارع.. هل تعجبك المباني الاثريه؟... ولكن على ما يبدو بانك لم تكوني شارده بجمالها ...فلقد اشغلك جمال امراً اخر ..
- يالهي ..
وضعت يدي على رأسي وانا اتظاهر بالملل .. ولكنني كنت اشعر بالاحراج .. في الحقيقه .. انا لا اكف عن التفكير بالامر ..وهذا حقاً يغضبني..
توقفت بعض لحظات وقالت
- ها نحن !
نظرت الى المنزل... وتذكرته ..انها ليست المره الاولى لمجيئى..
وقبل خروجي ..امسكت جين يداي بقوه وقالت
- اتمنى لك الحظ.. كوني فتاة جيده !
ضحكت وانا انظر اليها ..
- الى اللقاء..
توقفت امام الباب لدقائق... اشعر بانني سيغشى علي من توتري.
- طرقت الباب .. وبعد ثوانِ فتحت لي الخادمه ..
- مرحباً .. هل السيد.. البيرتو .. متواجد؟


نهاية الجزء .. اتمنى اشوف تعليقاتكم ورايكم يهمني كثيراً ...

CFA 07-08-16 06:06 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم

الجزء السابع

نظرت الى المنزل... وتذكرته ..انها ليست المره الاولى لمجيئى..
وقبل خروجي ..امسكت جين يداي بقوه وقالت
- اتمنى لك الحظ.. كوني فتاة جيده !
ضحكت وانا انظر اليها ..
- الى اللقاء..
توقفت امام الباب لدقائق... اشعر بانني سيغشى علي من توتري.
- طرقت الباب .. وبعد ثوانِ فتحت لي الخادمه ..
- مرحباً .. هل السيد.. البيرتو .. متواجد؟
- نعم.. ولكن ..من اخبره؟
- ااه .. كاميليا.. .
-حسناً سيدتي.. لانه لم يقبل بأي زوار منذ مجيئه الى هنا..
- لا اظن بانه سيرفض رؤيتي.. ولكن. ان لم يوافق على رؤيتي .. ارجوكي اعطيه هذه الهديه.. .
- لا بأس ..تفضلي ..ساخبره الان ..
ذهبت لدقائق.. وعادت مجددا وهي قلقه..
- تفضلي..انه بالداخل...
رائحته كانت تملئ المكان مما جعلني احبس عن انفاسي..
انا لا اريد الاعتياد على رائحته .. لا اريد بان اشعر بالدفئ كلما كنت بقربه ..
واخيراً .. هاهو امامي مجددا ..
لقد كان جالساء على الاريكه .. وضع الكتاب الذي بيده ونظر الي..
ولكن .. لم تكن نظراته كالنظرات السابقه ...لقد كانت مختلفه تماماً..
ابتسمت وانا اقترب منه
- اه ...لقد سمعت بانك لا تدخل اي زوار .. خفت بانني لن اراك ..
لم يجب .. ظل ينظر الي ..بنظراته تلك الخاليه من اي مشاعر .. ظننت بانه .. تغير...ولكن ..
هاهي الهاله السوداء..تعود مجددا من حوله ..
وعيناه تشتعل من جديد.... فقلت
- هل انت بخير؟
فنظر الي ..وقال بصوته المخيف
- وهل تكترثين؟
اتسعت عيناي وانا انظر اليه ..
- مـ ـ ـاذا؟
لقد كنت في حالة دهشه .. حقاً.. هل هو جاد؟...مالذي يحدث معه ؟؟..
نظر الي بعد ان قطب حاجبيه ..
- على حد علمي ..بانني لا اعني لك شيء يا انسه كاميليا ..فماذا تكلفين نفسك بالعناء وتاتين الى هنا لرؤيتي؟؟...
توقف .. واقترب مني .. وهو ينظر الى عيناي بنظراته المرعبه ..
-مالذي يحدث معك...؟..ماذا تقصد..؟
- امسك بيداي بقوه .. وقال
- لا اعلم مالذي جعلني اخطئ في هذه المره .. ولكن ..يبدو بانه لكل شيء اول مره ! ..
- مـ ـاذا؟.. ماذا تعني !
- تعلمين جيداً ما اعنيه !!! لا تكملي هذا الدور السخيف !
- ابتعد بسرعه .. ونظر الي من جديد ..وهو يقول ببرود مخيف ..وصوت جامد

- لطالما علمت بمجرد النظر الى الشخص .،،لطالما علمت اذا كان شخصاً سيئاً ... ام جيد ! .. ان كان كاذب !! ام صادق.. ولكن يبدو بانني كنت مشوش .. نعم ..لاول مره .. اخطئ بشأنك.. كالجميع انتي .. كاذبه ! ..
اتسعت عيناي وانا وشعرت بأن لساني اصبح ثقيلاً ..لم اعد استطيع التفكير ..
ولكنه اكمل
- جعلتني اظن بانك صديقتي.. مع انني لا املك اي اصدقاء .. ومع هذا خذلتيني .. ولكن شكراً لك ..فلقد اكدتي لي بان الجميع لا يؤتمنون ..
- انتـ ـ ـظر ..
قاطعته وانا اقترب منه
- اسمعني .. انا لم اكن اعني ذلك .. لقد فكرت طوال الوقت بأخبارك ..اقسم لك .. ولكنني كنت خائفه .. اعني انه خالك ! كيف يمكنني اخبارك بذلك ! .. كما انك .. لقد اشعرتني بانك قريب منه .. انا لا اريد بأن اجرحك او..
قاطعني وهو ينظر الي .. ببروده المعتاد
-فقررتي الكذب علي؟..مع انني اخبرتك بانني اكره الكذب كثيراً..؟؟ظللنا اسبوع معاً .. ونحن .. ظننت باننا فهمنا بعضنا ... ظننت بانك اكترثتي ولو قليلا !!! شعرت بسرعة نبضك وانتي في احضاني .. تحدثنا لوقت طويل !!! لقد كنتي تملكين مئه فرصه لاخباري ! .. ولكنك لم تفعلي .. يالهي.... هل تعلمين امراً .. لا تكترثي... اذهبي من هنا ! ..
- انتظر ! دعني اشرح لك الامر
- لا اريد السماع ..
- ولكن لا يمكنك فعل هذا ! .. لم اخبرك لانك كنت مريض !!! انت مصاب من اجلي..فكيف استطيع اخبارك بهذا ..لازيد من آلمك !
-حقاَ وهل تظنين بانك هكذا لم تزيدين من المي؟.. لقد جعلته اسوء ! ..
صرخ لاول مره وهو ينظر الي
- انـــــــــا اكره الكـــــــــــــذب !
نظرت اليه بدهشه ..بينما دخلت الخادمه وهي مندهشه
- سيدي ارجوك .. اهدء .. انت لست في حال جيد !
- انا بخير ليديا ! .. ساعدي السيدة على الخروج ..
نظرت اليه دون قول اي كلمه .. لقد كنت محبطه للغايه .. وحزينه ..نطقت بصعوبه
- حسناً كما تريد البيرتو ..

خرجت مسرعه .. والدمع ينهمر من عيناي.. لماذا ابكي بهذه الحرقه؟.. هل حقا قلبي يؤلمني؟ ..
الجو بالخارج بارد للغايه ولكنني اشعر بانني احترق ! .. مشيت طويلا .. وانا امسح دمعي واتظاهر بانني بخير ..ولكن لم اخدع الا نفسي.. فالكل يرى هذه الدموع ويشفق علي..ولكن انا احاول انكار ذلك..
اوقفت سيارة اجره ..وعدت للمنزل...
وكلما نظرت الى تلك المباني ..اتذكر كلماته ..
هل تعجبك اسبانيا،،؟.
وها انا افكر .. انا اكرهها .. اكرهها لكل ما فعلته بي ... فمنذ مجيئي الى هنا وانا اتلقى الضربات من كل مكان .. متى ستأتي الضربه القاضيه لانتهي من كل هذا الهراء ! .. تعبت كثيرا .. انا لا احتمل هذا ..
اريد العوده الى نيو يورك ! ..اشتاق الى شين كثيراً ..ولحياتي السابقه ..اخرجت الولاعه من جيبي.. وانا انظر اليها .. واتلمس كل هذه الرسومات..
بكيت كثيرا بغرفة نومي..ليس لاجله فقط .. ولكن لكل شيء ..لقد كان البيرتو صعفة قويه بالنسبة لي..
مع انني امضيت معه ايام قليله ... ولكن يبدو بانني اكترث لامره حقاً...
دخلت جين وهي مندهشه ..
ما الامر !!!!
ادخلت الولاعه بسرعه الى جيبي.. و مسحت دمعي ..
-لا اريد التحدث عنه بعد الان ..
- مالذي فعله ؟؟؟؟...
- لقـ ـ د علم بان مارت هوا المسؤول.. وبانني لم اخبره بذلك مع علمي بالامر منذ البدايه ! .. ولكن ..انا لم اخبره لانني كنت خائفه من خسارته ! لا ليس هذا ما اعنيه ...اعني ...لقد كنت خائفه من ان يجرحهه ذلك ! نعم .. كما انني عندما قررت اخباره لقد كان الوقت قد تأخر ..و اصيب بطلق الرصاص ! ..وعندما رأيته بهذه الحاله ! .. لم استطع زيادة الامر سوءاً !!! .. خفت كثيرا من اخباره وهو بهذه الحاله السيئه !..
- اهدئي ! ...وهل اخبرته بكل هذا !؟
- لم يـــــدع لي الفرصه !!!! ..طردني من منزله !
- مــــــاذا؟
-نعـــم ... لم يريد سماع اي كلمه اقولها..
-حسناً لا بأس.. ستشرحين له الامر لاحقاً..
- لا .. لا اريد ذلك .. لا اكترث لما يظنه هذا الابله ! ..
- ماذا ! .. لا كاميليا لا تقولي هذا .. اشرحي له الامر وسيتفهم ذلك انا متأكده
- لا لن يفهم ذلك !!!! رأسه كالحجر ! انه حتى لم يكلف نفسه بسماعي !
- لا تفكيري بالامر الان ،،، اهدئي .. وفكري بالامر لاحقاً ..
- لا لن افكر به بعد الان !!! انه لا يستحق ذلك ،.
- كاميليا لا تصدري اي قرار وانتي غاضبه ! دعي كل الامر .. و اهدئي..
-نعم معك حق .. لن افكر به بعد الان ! لماذا اغضب؟،،،انه لا يستحق العناء ..
- هذا ليس ما اقصده ! ..
- لا ..لا انتي محقه .. لن ادعه يفسد مزاجي !!! .. يالهي ... الهديه انها مع الخادمه
- ماذا؟؟؟؟
- نعـــــم...لقد...نسيتها....عند ما ...يالهي !
- لابأس..فهي من اجله ..
- لا !!! انه لا يستحقها !!!!!
- توقفي عن التصرفات الطفوليه
امسكت يداي وقالت ..
- كاميليا .. الرجال عنيدون دائما ..جميعهم كالصخر .. ولكن نقاط المياه كما يقولون تنحت الصخر ! ..يجب الاستمرار في التحدث عن ما تريدين حتى يستمعون لك!
لا ..لن اتحدث عن الامر بعد الان ! .. ان كان البيرتو يدعي انه كالصخر ! فانا كذلك ايضا !
- كاميليا.. لا تتصرفي هكذا
- توقفي عن التحدث عن الامر .. لا اريد سماع اسمه مجدداً

ها قد مرت ثلاث اسابيع .. ولم اراه .. في الحقيقه انا احاول تجنبه .. لا اريد رؤيته ابداً .. كما ان القضية اخذت حيزاً كبيرا من تفكيري ..فطوال الوقت كنت افكر بالامر .. كما ان الكثير من التغيرات حدثت في هذه الايام ،.. مارت انكر الامر .. وقال بأنني جننت ..ولا اعرف مالذي اتدحث عنه ..وبالطبع ..احتاج الى بعض الشهود ..ولا املك احداً .. حاولت تذكر شكل الرجال الذين ادخلوني الي مكتبه ..ولكنني نسيت تماماً .. لقد كنت احترق كل يوم وانا اعلم بانه حر .. ومن الممكن بان يكون يترصدني ! .. لذا ..لم اكن اخرج كثيرا ..وعندما اقرر الخروج فعلى احد من العائله مصاحبتي ... لقد كنت اشعر بانني سجينه ..وفي الحقيقه كنت افضل البقاء داخل المنزل على الخروج ..فليس هنالك امراً مثير في الخارج .. وفي كل مره كنت احاول نسيان الامر .. والمضي قدماً يبدأو بالتحدث عن الامر ..لاعود داخل دوامتي ..وافكر في الامر .. كما ان المحقق كان يتحدث معي عندما يجد اي جديد.. توماس يملك صديقاً ..محامي .. واخبرني بانه طلب مساعدته ولقد وافق... وسعره مناسب جدا .. وفي كل هذه الاحداث... اظل اتسائل في منتصف الليل.. هل امي هي سبب كل ذلك ؟..
كنا نجلس على طاولة الطعام والهدوء يعم .. كل ما كنت اسمعه هوا صوت احتكاك ملعقتي بالطبق وانا اقلب الطعام ..
قاطع هذا الصمت السيد ريتشارد وهو يقول
كاميليا .. لماذا لا تأكلين؟
- لست جائعه ..
- هل اخبرتها يا توماس؟..
- لا ليس بعد..
- ماذا حدث؟..
اتسعت عيني وانا اشعر بالقلق...لست مستعده لسماع اي خبر سيء !
فاجابني بسرعه وهو يبتسم
- انه امر رائع في الحقيقه .. تحدثت مع المحامي .. طويلا واخبرته بالامر كله ..
- اي امر؟
- امر الديون .. اخبرته عن ديون والدتك ..وبانك لم تعلمي بها الا قريباً .. واخبر القاضي بالامر ..وبعد دراسته اخبرني اليوم بان القاضي يمهلك كل الفتره التي تحتاجينها لتعيدي هذه الاموال لاصحابها .. ولكن في كل شهر يجب عليك دفع القليل لهم..
لقد كنت انتظر سماع خبر اعتقال الخبيث مارت ..ولكن للاسف لم يحدث هذا .. ولكن هذا الخبر رائع .. فلم اعد خائفه من تسديد الديون ..وعلى ما يبدو ..ساظل في اسبانيا لوقت طويل.. اخبرني توماس بانه سيساعدني بالعمل .. وهذا اسعدني حقاً.. ولكن كل هذه المشاعر السعيده اختفت عندما قالت لورين
- كما انني دعيت البيرتو للعشاء معنا غداً .. لنشكره بالطبع ..
اتسعت عيني وانا انظر اليها ..
- مــ ـاذا...؟
فاكمل ريتشارد بسعاده
بالطبع .. هذا جيد لورين ..فأنه يستحق الشكر لما فعله ...فلا اعلم مالذي كان سيصيبك لو لم يكن معك ..
فقال توماس
- نعم.. يكفي اصابته من اجلك انه حقاً رجل رائع ..وانا ممتن له بالفعل..
امتلئت عيناي بالدمع وانا احاول اخفاء ألمي.. نظرت الي جين بحزن .. وقالت
- ان كانت كاميليا متفرغه لذلك ..
اجابت سوفيا وهي في دهشه
- بالطبع ستتفرع من اجله ..فلقد انقذ حياتها..
توقفت لدقيقه عن التحدث... وانا اشعر بالاحراج .. والضيق ..
نعم .. افعلوا ما تشاؤون.. علي الذهاب لغرفتي لاكمل اعمالي.... عن اذنكم..
صعدت للاعلى.. وانا احاول منع الدمع من ان يتساقط .. لانه سيكون الاثبات الاقوى.. لاهتمامي بالامر ..
لحقت بي جين بعد ان انتهت من الغداء .. وطرقت الباب
- تفضلي..
-هل انتي بخير ؟
- .. نعم
- يمكنك القول بأنك منشغله ..
- سمعتي ما قالته سوفيا ! .. لا اظن بانني استطيع التملص من الامر ..
- وانا ايضا .. لا اظن بانه يمكنك فعل ذلك.. ولكن ..
- سارى ما يمكنني فعله ..
- حسناً .. اانا حقاً اسفه .. لا اعلم لماذا لم تخبرنا لورين قبل ذلك ! .. صدقيني لو كنت اعلم لحاولت منعها ..
- لا بأس .. اعلم بانك ستفعلين جين .. وانا حقاً اقدر ذلك .. كل ما في الامر هوا انني لا اريد رؤيته .. اشعر بانني لست مستعده لمواجهته ..
- ولكن كاميليا لا تعلمين .... من الممكن بان يعتذر عن الحظور .. ام .. يأتي ليتحدث معك . صدقيني لا اظن بانه سيأتي ان كان لا يريد ذلك ..
- نعم.. اعلم ذلك..
اقتربت مني وضمتني..
- لا تقلقي ستكونين بخير .. مهما حدث .. ومهما قال .. تجاهليه فحسب..
- ليتني استطيع جين .
اخذت نفس عميق ...وانا اشعر بالاختناق
- لا عليك ..
- سادعك تكملين عملك .. اتمنى لك التوفيق..
- شكرا لك ..
وها قد عاد يومي .. كما كان .. داخل غرفتي .. والاوراق المتناثره حولي.. علمت طوال اليوم دون توقف... فقد لاحاول نسيان ما كنت افكر به .. ومع ذلك لم انجح .. كل ما اريد فهمه هي تلك المشاعر .. ماهي .. ماذا يعني تفكيري به كثيرا .. لا اظن بانني معجبه به ...ولكنه .. كالمغناطيس.. يجذبني نحوه دون رغبتي... .

amal chaine 24-09-16 07:35 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ديالا الشوبكي 24-09-16 08:56 PM

رائعه جدا حلوه عجبتني شكرا الك

mora semo B 24-09-16 10:53 PM

بسم الله الرحمن الرحيم شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

رورو نونو 25-09-16 08:32 AM

موفقة ف روايتك وبالتوفيق

كاردينيا الغوازي 25-09-16 08:07 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اعلان هااااااااام

انقل لكم رسالة من ادارة المنتدى لتوضيح ما حصل في المنتدى ككل

بيان من ادارة روايتي ..

الحمد لله على كل حال ..تعرض منتدى روايتي في الفترة السابقة لاختراق مما ادى الي فقدان الكثير من المشاركات والموضوعات مما استلزم استرجاع النسخ واخر نسخ كان من بداية شهر ثمانية (اي قبل شهر ونص من الآن) ..
وما زالت الجهود متواصلة خلال الايام القادمة لمحاولة استرجاع المزيد لذلك نتمنى من الكاتبات والعضوات التوقف لبضعة ايام عن النشر والتعليق في المنتدى لحين استقرار الوضع ...


كاشراف وحي الاعضاء نرجو دخول هذا الموضوع وتسجيل ما ضاع منكم ومساعدتنا في احصاء الضائع

من لديه موضوع واختفى نرجو تسجيل اسمه وموضوعه

Flowerikram 26-09-16 12:45 AM

ملخص جميل وممتع بالتوفيق

CFA 27-09-16 07:45 PM

الفصل الثامن


وها قد عاد يومي .. كما كان .. داخل غرفتي .. والاوراق المتناثره حولي.. علمت طوال اليوم دون توقف... فقد لاحاول نسيان ما كنت افكر به .. ومع ذلك لم انجح .. كل ما اريد فهمه هي تلك المشاعر .. ماهي .. ماذا يعني تفكيري به كثيرا .. لا اظن بانني معجبه به ...ولكنه .. كالمغناطيس.. يجذبني نحوه دون رغبتي... .

استيقظت الصباح لاجد نفسي نائمه على الاريكه .. بجانب العقود.. يبدوا بانني غفوت .. نظرت الى الساعه ... لقد كانت الرابعه عصراً .. اوه .. يالهي .. لقد سهرت كثيرا ...

غيرت ثيابي.. وكالعادة .. توقفت امام المرآه .. اظن بانه يجب علي الاعتناء بنفسي.. ابدو شاحبه جداً ..

وضعت بعضاَ من مساحيق تجميلي.. فلقد اشتقت اليها .. كما انني اسدلت شعري على كتفي..

نزلت للاسفل.. ووجدت الجميع .. بينما كانت جين ولورين يعدون الطعام ..

- امم ..اشم رائحة زكيه .. ماذا تفعلون

لم تجبني لورين كالعاده ...فلطالما كانت تحاول تجنبي..

التفت الي جين وقالت

- نعد بعض الكعك..

- يالهي جين لورين ..يبدو لذيذاً للغايه ..

التفت الي لورين وقالت

- يجب عليك التعلم .. فلن تفيدك الاعمال والعقود عندما تتزوجين..

حاولت كتم ضحكاتي ولكنني لم استطع ..

فنظرت الي قائله

- ماذا ؟.. ما المضحك

- اننا في العصر الواحد والعشرون يا لورين .. ليس علي اعداد الطعام وحدي .. ! فصدقيني لن اتزوج الا من رجلا ..

قاطعتني بغرورها المعتاد..

- ثري للغايه .. وسيجلب لك الطباخين والمساعدين؟..

- لا .. رجلا متفهماً .. يساعدني في كل ما افعل

-امم...

التفت مره اخرى لتفعل ما كانت تفعله ..يالها من فتاة غريبة ..

ساعدتهم في ما كنت استطيع فعله .. فانا لست جيده في الطبخ اطلاقاً ..

وبعد ذلك وضعناها على الطاوله ..

وبعد مرور الوقت .. سمعت صوت الجرس.. وبعده .. خطوات توماس .. فتح الباب .. وهاهو صوته الاجش ..يثير القشعريره في جسدي..

خرج الجميع الى غرفة الجلوس .. ليلقوا التحيه على البيرتو..

..وبعد دقائق... خرجت بهدوء ...

وبسرعة هائله . وجدت عينيه المخيفه تنظر الي .. ولكن عيناي كانت تنظر الى جرحهه .. هل هوا بخير يا ترى؟..

نظر الى توماس.. وقال بهدوء وهو يهزني ..

القي التحيه ماذا يحدث لك ؟؟

- مرحباً..

نظر الي ببرود .. وادعى بانه منشغل بالحديث مع سوفيا .. فلم يجبني...مع انه نظر الي عندما تحدثت ..

في لحظتها اردت بأن اصفعه ..اردت اخباره بأنني لا اريد تواجده هنا ...ولا اريد رؤيته اطلاقاً ..وبأنني

القيت التحيه عليه من اجل توماس فقط..

ذهبت الى المطبخ بسرعه .. وانا اشعر بانني اريد تحطيم شيء .. ولحقتني جين ..

- هيا ..ساعديني في وضع الطعام ..

- حسناً .. ولكن ..دعيني اضعه في الاطباق.. وانتي ضعيه في غرفة الطعام..

- حسناً اذاً..

لحسن حظي.. معظم الوقت كنت في الداخل ولم اراه ..ومع ذلك كنت اشعر بالتوتر كلما سمعت صوته ..

وهاهي طاولة الطعام جاهزه ..انها تبدو رائعه.

خرجت ..وجلست بسرعه بجانب توماس دون النظر الى البيرتو الذي جلس امامي تماماً ...

وفي الحقيقه لم املك اي شهيه ... لقد كانت معدتي تؤلمني...واشعر بالتوتر للغايه ..

ابتسم ريتشارد وقال

- في الحقيقه البيرتو ..لقد دعوناك اليوم لنشكرك على ما فعلته لكميليا...فلو لم تكن معها .. لما استطاعت النجاة ..

قال توماس وهو سعيد..

- شكرا لك نحن ممتنون جداً .. ولا اعرف كيف يمكنني شكرك على هذا ..

ابتسم ببرود وقال

-لا بأس..

نظرت اليه ونطقت دون ان اشعر

- اتمنى بان لا تكون قد ندمت على ذلك... فعلى ما يبدوا كلفك الامر الكثير من العناء ..

نظر الي بحده .. وابتسم ابتسامته الهزليه .. ليخيفني..

- لا .. لست نادماً اطلاقاً .. لا اندم على فعل الخير حتى وان كان من اجل من لا يستحقون ذلك ..

اتسعت عيناي وانا انظر اليه .. كما ان جين توقفت عن الاكل .. ولكن الجميع لم يكن يعير الامر اهتماماً ..يبدوا بان هنالك غشاءاً على اعينهم... انهم يرونه ملاكاً داخل جسد انسان.. اكمل ببروده المعتاد..

-فكيف ان كانت اخت لصديقي...

لم استطع ابعاد تعابير الدهشه عن وجهي مما زاد من تجهمه واستمتاعه بما قال ..

وبعد ذلك ..بدأت لورين بالتقرب منه كالعاده .. وهي تضع له المزيد من الطعام الذي اعدته وكأنها تتفاخر بذلك ..

لم يعيرها اي اهتمام .. كل ما قاله

- اعتذر لورين ولكنني حقاً شبعت .. شكرا لك .. الطعام لذيذاً للغايه ..

فضحكت سوفيا وقالت وهي تحاول احراج اختها

- اخبرنا البيرتو ..ماهو اكثر طبق اعجبك .. ؟

فنظر الى الطاوله ..وقال وهو يدخل يديه في شعره الغزير ،،

- امم .. جميعهم لذيذون للغايه ....ولكنني احببت طبق اللحم الجاف..

ضحكت سوفيا وهي تنظر الى لورين ..وقالت

- انه طبق جين .. كالعادة ..

فأكمل البيرتو دون ان ينظر الى لورين المحطمه.. وقال

- شكراً لك جين ...

- لا بأس .. انا ممتنه لك ..لما فعلته لكاميليا ..

التفت اليها بسرعه بعد ان سمعتها .. !! ..لماذا تشكره ! انه لا يستحق ذلك .. ليس بعد ان تحدثنا عنه ..

فنظر الى جين وابتسم لها بغرابه ..وبعد ذلك ..توقف توماس وقال ..

- هيا بنا دعونا نشعل النار .. فلقد جهزنا الحديقه الخارجيه للجلوس..

فقال بدهشه

- حقاً... هذا رائع ..

فقالت لورين وهي تحاول التقرب منه ...

- هذا كله من اجلك....

لم يتكلف بالنظر اليها ... قال ببروده المخيف ..

- شكرا لكم ..

خرجنا للخارج .. وكنت اخرهم... امسكت بجين وقلت

- لا اريد اكمال هذه السهره السخيفه !.. هل يمكنني الذهاب الان..

- لا اعلم.. ولكن اشعر بأن توماس سيغضب ان لم تكوني هنا..

ولكنني متعبه ! ..

وبعد دقائق ..سمعت صوته المخيف خلفي.. بعد ان قال ..

هل يمكنني التحد ث اليك قليلاً؟

وقبل ان اجيبه .. ابتسمت جين وذهبت مسرعه

التفت اليه .. وانا احاول اخفاء توتري..

- اوه .. ظننت بانك لا تريد التحدث الي.. ! مالذي حدث؟

سحب يداي بقوه .. لنبتعد عن الجميع . .

- ماذا يجري معك ! .. توقف انت تؤلمني !

- تحدثت مع خالي مارت... وانكر ذلك تماماً .. اخبريني الحقيقه ! .. لماذا تتهمينه بهذا ! ..

هل لانك تدينين له بالاموال؟...ولكن .. مالذي يجعلك تفعلين هذا !!! .. انه رجل جيد !! لماذا هوا ! .. انتي تدينين بالكثير ..فلماذا..

قاطعته وانا غاضبه جداً واشعر بانني اكاد اشتعل

- توقــــف !! .. يالهي.. لا اصدق هذا .. انت حقاً !! ....هل تعلم امراَ .. اتيت الى منزلك !!! وحاولت شرح الامر .. ولكنك لم تدعني !!!! لم تدعني افعل هذا ! .. والان .. تاتي بكل وقاحه .. وتطلب مني التفسير لامر ..تظن به انني كاذبه !!!! لا اصدق ذلك!

مشيت مسرعه ...ولكنه امسك بي وسحبني اليه بقوه افزعتني .. وتحولت عيناه الى تلك العينان المرعبه !

- بالطبع ستشرحـــين لي ... هيا تحدثي يا كاميليا !!!

ظننت بانني لست خائفه منه .. ولكن عندما كان بهذا القرب مني ... ويمسك كتفي بقوه هائله .. ونظراته المرعبه تراقب تحركات عيناي .. لم استطع منع الخوف من التسلل الى قلبي الذي ازداد سرعه...

- اخبرتك سابقاً... بأن هذا حدث في الحفل الذي استضافني به ! ... واخبرني بانني ادين له بكل هذه الاموال الطائله ! ..

-ابتعد عني !!!

ابعدته عني بقوه ..واكملت

- اخبرني يا سيد البيرتو .. لماذا ساذهب الى تلك المزرعة المخيفه .. في منتصف الليل .. وحدي .. وانا احمل حقيبة بداخلها ذلك المبلغ؟؟؟...

توقف قليلا .. وهو يشتعل غضب.. ادخل يديه في شعره وزفر بنفاذ صبر .....

- يالهي.. لم اعد اعلم مالذي يجب تصديقه !

ذهبت مسرعه دون ان اجيبه .. وصعدت للاعلى .. لم اعد اكترث للامر .. لن اتحمل الامر ..لن اتحمل اتهاماته هذه ..

ودون علمي ...شعرت بدمعي يتساقط من عيناي بغزاره .. انا حقاً اشعر بالألم..لماذا اكترث لما يظنه هذا الابله .. لماذا ! .. اشعر بقلبي يعتصر وانا ابتعد عنه .. الكثير من الكلام يصرخ بداخلي ليجيبه ويبرر له عن كل الامر ..ولكن لساني لا يتحرك .. نعم اعجز عن التحدث .. كل ما اشعر به هوا خيبة الامل... فلماذا ظننت بانه من الممكن بأن يصدقني ويِكذب خاله؟... يالي من بلهاء .. بالطبع لن يصدق فتاة تعرف اليها منذ شهور قليلة ويبتعد عن خاله ..الذي كان معه منذ طفولته .. ولكنني شعرت في تلك الايام القليله ..وانا بجانبه ...باننا نحمل صلة غريبه ... يبدو بانني كنت مخطئه .. فأختلط شعوري بالامتنان .. وشعوري بالحب ... هل حقاً احبه؟... كل ما اعرفه هوا انني لا اريد الابتعاد عنه .. واشعر بالتوتر عندما يقترب مني .. و.. اريد رؤيته بشده ومع ذلك انكر الامر .. واحاول الابتعاد عنه ..

ياله من شعور صعب... يبدوا بانني قد احببت نجماً في السماء .. وما يخيفني .. هوا سقوطي على الارض ..

كم هوا مؤلم شعوري بخسارته .. مع انه لم يكن لي يوماً...

تمددت على سريري .. وادخلت يداي تحت وسادتي وانا اغطي وجهي بها واشدها بقوه لتكتم تلك الشهقات التي حاولت كتمها .. ولكنني لم استطع .. شعرت بكتله حديده بارده تحت الوساده ..اخرجت يدي لاجد الولاعه ..

هاقد علمت لماذا تذكرني به .. لماذا اشعر بانها ملكه.. البيرتو يملك نصفين .. نعم ..فلديه ذلك النصف ..الذي رأيته عندما كنا وحدنا .. نصف مشرق .. يشعرني بالدفء كهذه الشمس تماماً .. واشعر معه بانني زهره .. وبأن الحياة مشعه للغايه ..وسعيده .. ويحمل ذلك النصف المخيف .. الذي يذكرني بهطول الامطار والسواعق ... وبظلمه مريبه .. فذلك الجزء .. هوا الاكبر .. نعم..هاقد عاد اليه .. وعادت اليه تلك الهاله المخيفه .. يخفي كل افكاره وراء تلك النظرات المرعبه ..يخفي مشاعره ...وراء تلك الابتسامه الهزليه .. اهو قناع الذي يرتديه؟.. ام هي حقيقته ؟..

توقفت عن البكاء .. واعتدلت بالجلوس.. وانا انظر اليها ..

كنت في حاله مزريه ..فلقد سالت مساحيق تجميلي لتجعلني ابدوا مخيفه ... كالبانده تماماً ..

وتجعد شعري .. وبالطبع احمرت عيناي وانتفخت... وبسرعه هائله .. رميتها على الحائط امامي .. وانا اصرخ

- لمــــــاذا اهتم !!! ... انت لا تهمنــــــــي... نعم ... لن اكترث لامرك بعد الان ! .

لم نتحدث انا والبيرتو بعد ذلك اليوم . . عادت المياه لمجاريها .. وعدت انا كالسابق.. تتكون حياتي من اوراق وعقود.. واجتماعات لا نهاية لها .. رأيته بالطبع .. ولكن كل ما كنا نتحدث عنه هوا العمل .. ولكن في كل مره اراه .. اشعر بان نظراته تحمل الكثير من العتاب .. والكثير من التسائل...وفي كل مره ..اشعر بتلك القشعريره التي تصيبني كلما شعرت بنظراته تلاحقني.. كم يغضبني عدم تصديقه لي... اه لو استطيع التحدث اليه ..ومجادلته ..

اقترب توم وقال بهدوء وانا اجلس على مكتب والدتي ...والاوراق المتناثره حولي ..

تفضلي ..اعددت لك القهوه..

-شكرا لك توم ..

- اردت بأن اذكرك .. غداً هوا اجتماعك بالمحامي..وبمحامي السيد مارت..

-حقاً..؟

ضاقت عيناي بعد ان سمعت هذا ..وشعرت بأن الهواء سحب من الغرفة...

-نعم انستي..سيكون الساعه الثانية عشر ظهراً...

-وهل سيكون مارت متواجداً؟

-..نعم..اظن بانه يجب عليك العوده للمنزل ..والخلود للنوم لتستعيدي نشاطك غداً..

-معك حق .. الوقت متأخر .. شكراً لك توم...

عدت الى المنزل مع السائق الخاص الذي وكله توماس لملاحقتي .. اعلم جيداً بانه يشعر بالقلق حيالي.. ولكنني حقاً لا احب مراقبتي.. ولحاقي في كل مكان ..

...........

استيقظت وانا اشعر بصداع رهيب في منتصف رأسي.. لم انم جيداً .. نزلت للاسفل .. وحضرت لنفسي بعض الشطائر.. ..والقهوه.. وبعد دقائق .. اتت سوفيا وابتسمت لي ببرود

- صباح الخير

- صباح الخير .. انتي ذاهبه الى الجامعه؟

- نعم.. ستبدأ محاضرتي بعد ساعه...

- جيد ..

- لقد سمعت من توماس انك ستجتمعين مع المحامي اليوم .. هل هذا صحيح؟

-نعم..

- يالك من محظوظه

- محظوظه؟... يمكنك نعتي بأي شي .. ولكنني بالطبع لست محظوظه...

- بلى .. السيد رومن وسيم للغايه ..

نظرت اليها بدهشه .. هل هي حقاً جاده؟... وسيم؟..وهل سيهمني ان كان وسيم وانا بهذه الحاله ؟

- لست ابحث عن الوسامه يا سوفيا.. ما ابحث عنه الان هوا العقل.. فكل ما احتاجه هوا الخروج من هذه القضيه اللعينه!..

ابتسمت لي بغرابه وقالت

- اخبريني،، هل هوا حقاً مارت ام انك لم تحبيه مثلي؟

اتسعت عيناي وانا انظر اليها

- هل جننتي؟... وكيف سأتهم رجلا لم يفعل شيئا لي !!!! بالطبع هو !!! - اهدئي.. لم اقل شيء ..

- حقا!!! هل تسمين هذا ... يالهي ...اذهبي سوفيا ارجوك فلا احتمل المزيد من هذه الاسئله التافهه ..

- انتي حقاً لا تحتملين هذه الايام .. لديك مزاج سيء للغايه ..

ضحكت وانا اشعر بالغضب.. .مزاج سيء .. ماذا تتوقع غير ذلك ؟؟... هل كانت تنتظر مني الضحك والمزاح وانا في داخل هذه المشاكل !!

دخلت الى مكتبي وانا لا ازال اشعر بالصداع الرهيب..

وفوجئت عندما وجدته في مكتبي...

- مرحبا انسه كاميليا ..

مد يده بلباقه وقال

- انا محاميكِ. رومن!

مد يده بسرور.. يبدو رجلاً عاديا ..لم يكن بتلك الوسامه التي تحدثت عنها سوفيا ..

- مرحباً بك .. تفضل بالجلوس..

- اعتذر ..لقد اتيت قبل الوقت ..ولكنني اردت التحدث معك ..

- لا .. بالطبع ..شكرا لك على اهتمامك..

تحدثت طويلاً مع السيد رومن ولقد اثار اعجابي.. انه متفهم للغايه ..وذكي .. ولبق ... وايضاً متفهماً ..

جعلني اشعر منذ البدايه بانه يصدق كل كلمه قلتها له ...لا اعلم ان كان يفعل هذا لانني موكلته .. ام انه حقاً صدق كلامي..

- حسناً..لا تقلقي.. سنجد دليل على فعلته هذه .. وسنلقيه بالسجن!..

-اتمنى ذلك..

دخل توم..وقال

- انستي لقد اتوا..

- حسناً .. ادخلهم ارجوك...

- بالطبع..

اعتدلت في جلستي.. بعد ان شعرت بتلك الحراره عندما دخل البيرتو ومارت.. .

تحدث رومن مع محامي مارت ..بينما كنت احاول تجاهل نظرات مارت المرعبه .. يداي كانت ترتجف .. وساقي لم تتوقف عن الحركه.. لم اكن اعلم بانني ساكون بهذا التوتر عندما اراه امامي مجدداً .. تذكرت لمساته المخيفه .. و صوته الذي لم استطع نسيانه لوقت طويل... تذكرت الخوف الذي كنت اشعر به عندما سقطت على الارض وانا اتوسل اليه ..نعم.. امتلئت عيناي بالدموع بينما حاولت التماسك .. لم اتحدث ابداً ..كل ما فعلته هوا الاستماع اليهم بهدوء.... بينما كان البيرتو ينظر الي بغضب.. وبتلك النظرات الغامضه .. اتمنى لو انني استطيع قراءة افكاره .. هل حقا يظن انني كاذبه؟..

نظر الي مارت وقال بجشع

هل هذا الاتهام لانك مدينه لي بالمال؟

التفت الى رومن .. ولم اقل اي كلمه عندما اشار لي بالصمت .... حاولت التماسك وانا ابعد نظري عنهم ،،

ولكنه اكمل بأستفزازي..وقال

- اخبريني... لا تتهربي من الاجابة..هل انتي خائفه؟... خائفة لانك تكذبين؟.

نظرت اليه وانا اشعر بانه اشعل النار التي حاولت اخفائها... فصرخت بغضب

- توقف عن الكذب والانكار !!!! .. لماذا فعلت هذا بي لماذا!!!!! .. اخبرتك بانني ساعيد لك الاموال كلها .. لماذا فعلت هذا !!!!

فتوقف وهو يدعي بانها مندهش

- مازلتي تتهمينني... اتظنين بانك تستطيعين خداع البيرتو بهذا الجمال والبراءه ؟؟.. هل انتي ساذجه لهذا الحد..

وضعت يدي على رأسي وانا اشعر بانه سينفجر .. بينما سالت الدموع من عيني

- لن اتحمل هذا !!!! لن اتحمله بعد الان !!!!

توقف رومن وامسك بي وهو يحاول تهدئتي..

- اهدئي.. سنتوصل لحل... هيا تعالي معي..

خرجت مسرعه من المكتب وانا ولاول مره اشعر بالظلم... وياله من شعور مؤلم.. اشعر بأن قلبي يعتصر .. وذلك يؤلمني حقاً ... حقاً يؤلمني...

عدت الى المنزل دون ان اكمل هذا الاجتماع ...

لقد كنت غاضبه للغايه ..

اكملت ليلتي وانا ابكي في غرفة نومي كالعاده ..بعيده عن انظار الجميع...

لقد كان الطقس جميلاً للغايه فقررت الذهاب الى شارع غران فيا الشهير .. ويقال عنه الشارع الذي لا ينام .. سمعت بانه مليئ بالمحلات التجاريه ..والمطعام .. والحياة ..فهذا ما كنت احتاجه ... مليئ بالحياة .. .. مشيت طويلاً ..وتسوقت ..

لقد كان المنظر خلاب..ومع كل هذا الزحام ...نسيت نفسي ولم اعد تلك كاميليا التي تحمل ملاين الديون فوق رأسها ... لقد كنت كاميليا التي اتت الى مدريد للتسوق وللمتعه فقط... فجمال هذا الشارع انساني كل ما حدث في الايام السابقه .. في الحقيقه لطالما احببت المناطق الهادئه ..والمليئه بالطبيعه مع انني اعيش في نيو يورك المليئه بالحركه .. ولكن هذا .. انه مختلف .. لا اعلم لماذا .. توقفت لدقيقه وانا انظر الى كل هذه الاضواء ..واستمع الى ضجيج السيارات الماره .. وايضاً .. صوت الاشخاص وهم يضحكون ... ولكن في دقيقه .. اتسعت عيناي وانا اراه يتقدم بتلك الكاريزما المخيفه .. انه مع فتاة .. هل هي صديقته الجديده؟... تبدو انيقه ..

اقتربا مني قبل ان احاول الهروب ..

نظر الي بملامحه البارده وقال بنبره جافه

ماذا تفعلين هنا؟.

لقد كانت الفتاة تحدق بي بطريقه مخيفه .. يبدو بانها معجبه به كثيرا ..

فنظرت اليه وانا اتذكر كلماته الجارحه .. بأي وقاحه يأتي الي ويسآلني عن ما افعله ؟.فأجبته ببرود

- وهل تكترث؟..

شعرت بأن عينيه الناعسه تغيرت قليلا .. وزادت حده .. كما ان عظمة فكه بدأت بالتحرك ..كعادته عندما يغضب..

وقبل ان يتحدث ...مدت الفتاة يدها ... وقالت

- مرحبا انا ساندي...

- انا كاميليا...

لم يتوقف عن النظر الي مما زاد توتري ...

فقالت وهي تبتسم لي .. وقد اختفت تعابير الدهشه منها ..

- انا اعرفك ..ولكن لا اعرف من اين ...

ضحكت وقلت

- لا اظن ذلك ..انها المره الاولى التي اراك بها..

- انا متأكده .. انا اعرفك ولكن .. لا عليك ..

ابتسمت لها ببرود .. وشعرت بأن البيرتو سيتحدث الي .. ويثير المتاعب مجددا وقبل ان يتحدث .. قلت

- حسناً اذاً .. سررت بالتعرف اليك ساندي... ولكن يجب علي الذهاب.. الى اللقاء ...

اسرعت دون ان اسمع اجابتها ايضاً ... انا حقا لا اريد سماعه ولا اريد رؤيته ...لماذا يظهر امامي كلما حاولت الهرب .. كلما حاولت الهرب من هذا الواقع المؤلم .. اراه لاتذكر ما اعيشه .. يالهي ..

..

انقطع نفسي قليلا .. فجلست على الكرسي... وانا اتذكره .. عيناه لا تفارق مخيلتي..

- اه .. لماذا قلبي يؤلمني..لماذا ! ..

.................................................. ....

لا اصدق بأن الشركات بدأت تنجح مجدداً ! يالهي انا حقاً سعيد يا كاميليا انتي بارعه..

- شكرا لك توم... وانا ايضاً لا اصدق بانني بدأت تسديد ديوني..

- صدقيني .. ان استمرينا بهذا التقدم.. ستصبحين مالكه لافضل شركات العالم..

- لا اظن بانني ساكون هنا عند انتهاء الديون..

- ماذا؟... هل ستتركينها ؟

- نعم.. سأوكلك .. او توماس ان كان يريد ذلك .. فحياتي ليست هنا.. انها في نيو يورك..

-ولكنك تعبتي كثيرا لاجل هذه الشركه.. كيف تتركينها بعد كل هذا؟

نظرت اليه لوقت طويل .. وقلت

- لا اعلم ان كنت احب العيش هنا.. فمنذ مجيئي... لم اكن سعيده ابداً.. واستمرت المشاكل بالتزايد .. اظن بانني لطالما ساحمل ذكرى سيئه لهذه المدينه ..

- اذاً يجب عليك تغيرها قبل الذهاب.. فلا يمكنك الذهاب من هنا الا وانتي سعيده .. اسبانيا بلده رائعه..

- نعم انها كذلك.. فلقد زرت غران فيا قبل فتره .. .انه رائع..

- اوه حقاً .. نعم انه كذلك .. يجب عليك زيارة حديقة ريتيرو.. المعروفة بأسم باركي دل بويت ريتيرو ..

وايضاً متحف برادو ..فلقد سمعت بأنك تحبين التراث.. ايضاً القصر هل زرتي القصر؟

- اي قصر؟

- قصر ريال مدريد.. انه المقر الرسمي للعائلة المالكه..

-اوه حقاً لا ..لم ازره .. انتظر قليلا ..دعني ادونهم جميعهم...

ضحك توم وجلس بحماس.. اخرجت دفتري بحماس.. ودونتهم... ونظرت اليه مره اخرى

- ماذا ايضاً؟

اتسعت ابتسامته وقال

-بويرتا ديل سول .. او كما تسمى باب الشمس.. انها ساحه عملاقه .. يجتمعون بها الآلاف في رأس السنه...

-حقاً .. هذا جميل .. ماذا ايضاً...

- امم .. بلازا دي سيبيليس.. واحده من اجمل الساحات في مدريد .. يجب عليك زيارتها قبل الذهاب...

- يالهي .. تحمست كثيرا ً ... بالطبع ساذهب اليهم جميعهم-

- يوجد ايضاً متحف رينا صوفيا.. . انه جميل للغايه..

- حسناَ دونته .. شكرا لك توم ..

-لا بأس... انا في الخدمه....

دخل السيد رومن وقال

- مرحباً ..اسف على المقاطعه ولكن السكرتيره ادخلتني

- لا بأس تفضل سيد رومن

- سمعتكم تتحدثان عن السياحه ،،

فقال توم وهو يضحك

- نعم.. يبدو بان الانسه كاميليا لم تحب اسبانيا ابدا ً .. مع انها تعيش هنا في مدريد اجمل مدن اسبانيا ..فقررت اعطائها بعض المعالم السياحيه لتزورها .. وتغير فكرتها عن بلدنا الجميله

ضحك رومن وقال

- اووه .. اذاً دعيني اكون مرشدك السياحي .. ما رأيك ذلك؟

- حقا؟؟؟؟... شكرا لك .. ساكون سعيده حقاً ..

-حسناً اذاَ..والان لنعود للعمل ..

- ما الامر ... هل هنالك امر جديد؟

- نعم.. لقد طلبت مشاهدة كاميرات المراقبه في منزل مارت... واخبرتهم بأنني اريد رؤيته ولكن تحديداً يوم الحفل.. واخبروني بانه يمكنني فعل ذلك .. لذا فا سأذهب الليله لاراها ..

- حقــــاً....

- نعم... لا تقلقي ساتحدث معك بعد ان اراها

- لا لا .. اريد القدوم معك .. هل يمكنني فعل ذلك؟

- هل انتي متأكده؟

- نعم ... ارجوك .. اريد القدوم ..

- ولكن .. لا اظن بأن ذلك سيكون ....

قاطعته قبل ان يكمل

- ارجوك رومن.. ارجوك

نظر الي بقلق لوقت طويل ..

- حسناً ... سنذهب معاً بعد انتهاء العمل .

- شكراً لك رومن ....

وبالطبع لم اتوقف عن التفكير بالامر .. انا حقاً سعيده لاننا سنرى كاميرات المراقبه.. فهذا يعني بانني ساكون موجوده بالطبع ... وما اسعدني اكثر هو علمي بانه لا يمكن حذف اي مقاطع من كاميرات المراقبه لانها مدعمه بتسجيل اخر .. هذا سيكون دليل صدقي للجميع..

لم اكن سعيده بدخولي الى منزله مره اخرى .. في الحقيقه توقفت امام المنزل لدقائق ..بينما امسك بي رومن وقال

- لا تقلقي.. سأكون معك ..لن يحدث اي امر ....

وفي تلك اللحظه .. مرت ذكرى عابره علي.. لتشعل الحزن في قلبي مره اخرى .. بالطبع ..انه هوا ..

لقد كنت اسمع صوته في رأسي.. وعيناه امام عيني .. و حرارة يديه .. اشعر بها ... اشم رائحته وهو بالقرب مني .. وهو يقول... لن ادع اي اذى يصيبك .. لن اسمح لهم بالاقراب منك ..

ظهرت على شفتاي ابتسامه هزليه .. وانا اقول في داخلي..

- لا اراك بجانبي الان . .. وعدتني بانك لن تدعهم يؤذونني .. ولكنك لم تعدني بانك لن تفعل ذلك..

وعندما دخلنا ... كان واقفاً امامي .. بجانب خاله .. في البدايه ظننت بانني احلم .. لم اتوقع قدومه ابداً .. نظر الي بدهشه .. بينما رومن .. امسك بي وقال

- تفضلي بالجلوس هنا...

جلست بسرعه وانا احاول تفادي نظراته المرعبه وحاجبه المرتفع ....

اقترب الرجل الموكل بالامر ..و فتح الاشرطه .. شريط الحفل بالتحديد... نظرت بحده .. وانا اتذكر .. وامتلئت عيناي بالدموع ... ولكنني حاولت اخفائها .. مرر الشريط مراراً وتكراراً .. لم اكن هنالك.. اتسعت عيني .. وقلت

- ايـ ـ ـن هي كاميرات مكتبه؟؟؟.... اين هي كاميرات الممرات الخارجيه من المنزل؟؟....

فصرخ وقال

- لقد كانت لا تعمل في الحفل !!!

فتوقفت بعد ان سال الدمع من عيني

- حقـــــــا !!! وهل يصدف بان جميع الكميرات التي كنت بجانبها لا تعمل؟؟؟

- هل تتهمينني يا فتاة !!!!!

اقترب رومن منه وقال

- لم تقل ذلك ! ... ولكن هذا غير معقول ! ...لم تظهر كاميليا هنا ابداً ..وكانها لم تكن في الحفل...

التفت البيرتو وهو غاضب ...

- خالي.. كيف من الممكن حدوث هذا !! ... الا يمكنك البحث مجددا عنهم؟

- كيف لي البحث عن اشرطه لكميرات لا تعمل !!!! هل جننت !

فصرخ البيرتو

- نعم !!! جننت ... اريد الانتهاء من هذا الهراء ... !!!

خرج من تلك الغرفه بسرعه ..

اما انا .. فسال دمعي من بعد انفعاله ..

التفت الي مارت وهو يصرخ

- هل انتي سعيده !!!! هل انتي سعيده وانتي تفعلين هذا بيني وبين ابن اختي !!!!! انتي انسانه بلا اخلاق !!!!

- هل نعتني بعديمة الاخلاق ؟؟؟؟... انا؟؟؟؟ اذا مـــــــاذا تسمي نفسك ايها الحقير !!!

توقف رومن بسرعه

وقال

كاميليا انتظريني بالخارج ....

فصرخت بغضب

- لمــــــاذا علي تحمل كذبه ! وشجعه !!! وخداعه ...

- ارجوك كاميليا هيا اخرجي من هنا

خرجت بسرعه وانا غاضبه ...

ونزلت للاسفل ... فسمعت صوته وهو يسعل بقوه ..

نظرت اليه ...ولقد كان وجهه احمر للغايه .. اقتربت بسرعه ودون ان افكر ..

- هل انت بخير ؟؟؟....ماذا يحدث معك ..

نظر الي بحده وقال

- توقفي عن فعل هذا ..

سكبت له كأس ماء...واسرعت اليه مجددا..

- ماذا ... مالامر .. عن فعل ماذا .. هل آلمتك؟؟

-عن الاهتمام بي !!!! يبدو بانك تهتمين بالجميع ... رومن ايضاً!

اتسعت عيناي .. وابتعدت عنه قليلا ....

معك حق ! ... فانت لا تستحق ذلك ابداً...

وضعت الكأس بين يديه وابتعدت...

ياله من وقح ... ولكنه سحب يداي بقوه ....

- توقفي.... لم ..اكن اعني ذلك... !

- حقاً .. وهل تعتقد بانه يهمني مالذي تعتقده!!!اايها الابله !!

سال دمعي مجدداً ... وحاولت الابتعاد عنه ولكنه لم يتركني .... فالتفت لكي لا يرى ذلك..

- انا لم اكـــــذب عليك !!!! انا لم اخفي حقيقة الامر عنك !!!! !كنت منفتح معك للغايه ....وصادق...ولكنك ...

قاطعته وانا اصرخ

-بلى !!!! بلى كذبت !!!! اخبرتني بأنك ستكون معي ولن تدع احد يؤذيني .. ولكنك ... ولكنك انت الذي اذيتني..

ابعدته بسرعه وركضت للخارج ....

اصطدمت برومن .. وضمني وهو قلق

- هل انتي بخير؟

لم استطع ابعاده ..بكيت كثيرا وهو يربت علي..

خرجنا من ذلك المنزل بسرعه .. وبكيت كثيرا في طريق العوده..

توقف امام منزلي .. وقال

كاميليا توقفي عن البكاء والشتم.. هذا لن يحسن الامر !

-انا حقاَ اسفه ...

امسك يدي وابتسم ..

- لا تعتذري.. ستكونين بخير كاميليا ...دعي الامر لي ... اقسم لك بانني سابحث عن اي دليل ...

ساضع كل جهدي علي هذه القضيه .. لا تقلقي..

ابعدت يدي وانا انظر اليه ..

- شكرا لك ..

- اذاً ماذا حدث عن ذهابنا الى المعالم السياحيه؟

- دعنا نذهب غداً....

-حسناً..

وقبل ان اخرج قال

- هل تحبينه؟

- مـ ـاذا؟...

نظر الي بعمق .. وقال

- هل تحبينه؟...

- لا اعلم

خرجت بسرعه واقفلت الباب بقوه ...

وفي منتصف الليل...استيقظت على رنين هاتفي..

الو..من معي؟

سمعت صوته المكتوم..

- انزلي للاسفل...

-ماذا..؟

اقفل الهاتف.. هل هذا البيرتو؟.. نعم انه صوته..

ارتديت معطفي.. ونزلت بسرعه للاسف..

فتحت الباب .. فدخل بسرعه وهو يشعر بالدوار ...امسك بي بقوه وضمني...

- ارجوكِ اخبريني الحقيقه.. لا تفعلي هذا بي .. ارجوكِ كاميليا.. دعينا لا نكمل هذه التمثيليه...

هل انت ثمل؟..يالهي.. -

...

CFA 27-09-16 07:59 PM

الفصل التاسع


يجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفي
يجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفي
يجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفي

CFA 27-09-16 08:08 PM

الفصل العاشر


وصلنا .. واصبت بالدهشه عندما رأيت ذلك المنظر...

- يالهي...

نظر الي وههو يبتسم

- هل اعجبتك؟

- هل تمزح... انها.. رائعه ..

سرنا قليلا .. وانا مندهشه ...فقال رومن

- هذه الحديقه منشرة على ٣٥٠ فدان من الحدائق والنافورات والمباني .. بدأت ريتيرو بارك في عام ١٥٠٠.. ومن ثم تمت توسعتها في حديقة الملكي عندما انتقل فيليب الثاني لمحكمته الى مدريد في عام ١٥٦١. لطالما كانت المكان المفضل للسياح ..والسكان المحليين ايضاً..

- يالهي .. لم اكن اعلم بأنك من محبين التاريخ؟

- نعم.. انا كذلك ..

- هذا مدهش ..وانا ايضاً احب التاريخ كثراً..

٠نظر الي .. نظره غريبة .. فابعدت عيناي عنه واكملت قائله

- يالهي .. ماهذا؟؟؟

- انها بركة صناعية .. يمكننا استئجار زورق .. هل تريدين ذلك؟

- حقاً؟... نعم .. اود ذلك !

- حسناً اذا هيا بنا ...

ساعدني رومن على ركوب الزورق .. وجلست بهدوء انظر الى هذه البركه الرائعه ..وكل الاشجار المحيطه بها ... .

- شكراً لك رومن ..هذا حقاً رائع.... لم ارى مكاناً بهذه الروعه من قبل

- انا بالخدمة انستي.. سادعك ترين كل الاماكن المدهشه في هذه المدينه ..

ابتسمت له بقلق .. وبعد دقائق .. توقف عن التجديف ونظر الي

- كاميليا.

شعرت بغرابة نظراته ... ولكنني قلت بهدوء

٠- مالامر.؟

- هل يمكنني سؤالك ..سؤال شخصي قليلاً؟

- ما الامر رومن؟

- هل تحبينه؟

-ماذا؟..من؟

بدأ قلبي بالنبض بقوه ..وازداد صداع رأسي..وقبل ان اجيبه قال

- لقد سألتك مسبقاً .. واجبتيني بانك لا زلتي لا تعلمين الاجابه ... هل علمتي بعد؟..

نظرت اليه لوقت طويل ... وانا لا اريد التحدث .. لا اعلم مالذي علي قوله في الحقيقه ...

زفرت بقوه .. وابعدت شعري عن وجهي .

- اظن ذلك..

فنظر الي بحماس وهو ينتظر تلك الابتسامه .. ولكنه يحمل القليل من الخيبة على وجهه .و كأنه يعلم مالذي كنت سأقوله ..

-نعــــ

قاطعني بسرعه .. وقال

- لا تخبريني الان .. يمكننا التحدث بالامر لاحقاَ .. لا تخبريني اجابتك .. اخبريني بها عندما تكونين متأكده منها جدا! .....

تعجبت من تصرفه .. هل هو معجب بي؟.... لا .. هذا ما ينقصني الان ... اتمنى بأن لا يكون كذلك والا ستتعقد قضيتي اكثر واكثر .. انه محامي الخاص ! كيف يستطيع الشعور بأي شي اتجاهي ! هذا .. ليس صحيح .. انه لا يحبني .. لا .. انه فقط يريد.... يالهي..

سرحت كثيرا في هذه الاعمده العريقه ..والتماثيل الجميله .. فنظر الي

وكأنه ندم على ما قاله .. حاول تغير الموضوع ...وكسر هذا الجمود الذي حدث..

ان هذه الاعمده نصب تذكاري لالفونسو الثاني عشر .. وزين باسيو دي لا الارجنتين.. المعروفه بأسم تمثال المشي، هذه التماثيل من القصر الملكي ..انهم ملوك اسبانيه على مر العصور..

نظرت اليه وانا اشعر بقلقه .. فحاولت تهدءت الامور ..وقلت

- اه .. هذا رائع .. يالها من جميله ..

سرنا قليلا والصمت يعم بيننا .. كان الهواء قوي .. وجميل للغايه .. كما ان الظلام قد عم .. واشعلت كل تلك الانوار الرائعه .. انعكس ضوءها على البركه .. و بعد ذلك بدأ العشاق بالخروج من كل مكان ... وكل ما رأيت ذلك الثنائي يمسك بيدي بعضهم .. والابتسامه لا تفارقهم .. اتذكره . .. واتخيل بكل خيبة امل .. هل من الممكن بأن نصبح هكذا يوما ما؟....لا اظن ذلك.. لا اظن بانني ساستعيد هذه العفوية في حياتي .... قاطع صمتي رومن بصوته القلق

-اعتذر لما قلته .. لم اكن انوي التطفل...

- لا بأس..

- انا فقط كنت...

قاطعته وانا ابتسم بتصنع ونفاذ صبر

- لا بأس رومن .. فقط دعنا لا نتحدث عن هذا الامر ..

- حسناً ،

-حسنا ...

وصلت الى المنزل .. بعد ان دعاني رومن الى العشاء واصر على ان اقبله لاثبت له بانه لم يضايقني بتطفله !

ومضى الوقت .. وها انا امام منزلي.. ابتسمت له وقلت

- شكراً لك على هذه الليله الرائعه ..

- بل شكرا لك على مرافقتي وجعلها رائعه هكذا...

- الى اللقاء ..

- اراك لاحقاً ..

دخلت الى المنزل ... ووجدت جين تجلس على الاريكه ..وبجانبها توماس ..يتهمسان بالظلام ..

ضحكت وقلت بصوت عال

- احم.. تعلمون بأنكم تجلسون في غرفة الجلوس اليس كذلك؟

فضحكت جين وابتعدت عن توماس .. واحمر وجهها

- مرحباًِ كاميليا

- مرحباً بكم ...

- هل كان يومك جميلاً؟

-نعم ... زرت حديقة ريتيرو .. انها رائعه ..

- حقاً؟.. لماذا تبدين تعيسة اذاً؟

توقفت انظر اليها لوقت .. وانا لا اعرف الاجابة ! ..

فلقد حظيت بالكثير من المتعه .. كما انني تعلمت الكثير من رومن ... وبعد ذلك ذهبت واكلت طعاماً لذيذاً ...

ولكن...انه هو.. لا يزال بداخلي... اشعر بانني افكر به دائماً .. ومع انه اكثر الرجال كبرياءاً بالعالم .. اشعر بالقلق عليه .. اريد التحدث معه قليلا.. سماع صوته ...

توقف توماس ..وانقطعت افكاري ... تقدم نحوي وقبل جبيني قائلاً

- تصبحين على خير ..

- تصبح على خير ..

نظرت الي جين وقالت

- ماذا .. مالامر كاميليا؟.. - اظن بأن رومن معجباً بي.. وهذا لا يروقني ... لا يروقني ابداً

- لماذا؟

- لماذا !!! حقاً ! تسألينني ؟

- اعلم بأنك تحبين البيرتو ولكنك لا تريدين الاعتراف له بذلك .. لا اعلم لماذا .. ولكن لماذا لا يروقك رومن ؟

- يالهي لا اصدق ذلك جين !!!!!! رومن لا يروقني لانني احب البيرتو !!! انها معادلة بسيطه للغايه !

- اذا مالذي يقلقك ؟ لماذا تبدين تعيسه طوال الوقت ان كانت المعادله بهذه البساطه؟

وضعت يدي على فمي ..ونظرت اليها بأحباط..

- لا اعلم .. هنالك امر ما ينقص هذه المعادله ... لا اعلم .. ولكن ... دعينا لا نتحدث عن رومن لانني لا اكن له اي مشاعر حب ! .. كل ما اشعر به اتجاهه .. هوا الامتنان لمساعدته .. فقط ! .. وتقربه مني لم يعجبني لانني منذ البدايه ... يالهي.. لا اعلم .. انا حقاً تائهه ..

------------

ضعت في داخل اوراق عملي ...ومرت الساعات دون ان اشعر .. ما اوقفني عن العمل .. هي يدي المتعبه .. شعرت بأصابعي تتشنج تحت الاوراق...

دخل توم ...وهو مبتسم كالعادة

مرحبا توم ..

- مرحبا.. تبدين مرهقه ..

- لا انا بخير ..

- الانسة ساندي في انتظارك في الخارج ...

- من؟

- ساندي ..مديرة اعمال السيد البيرتو ..

- اوه ..هل تعلم مالذي تريده؟

- لا ..ولكنها اخبرتني بأنها تحمل اوراقاً تحتاج الى توقيعك

تعجبت قليلا..

نظرت اليه و قلت

- حسناً ..دعها تدخل..

...

رتبت الاوراق و ابعدتها عن مكتبي .. بينما دخلت ساندي ... لطالما ادهشني شعرها الاحمر المشع .. ومع انني لم اكن من محبين ذلك اللون الصارخ ..ولكنها كانت تبدو رائعة الجمال به ..

ابتسمت لها وقلت

- تفضلي..

- مرحبا انسة كاميليا ..اعتذر عن الازعاج .. ولكنني احمل هذه الاوراق .. من السيد البيرتو

- البيرتو.. ارسلها معك لاوقعها؟

نظرت اليها وقلبي يستارع .. ماذا؟... انه لا يريد رؤيتي الان؟... لا اصدق ذلك

نظرت الي بتوتر وكانها تعلم شيء لا اعلمه ... وقالت وهي تبعد نظرها عني ..وتتأمل مكتبي ..

- اه . ..انه في الحقيقه .. مشغول للغاية لذلك لم يستطع المجيء ..

ابتسمت لها بسخريه ..وقلت

- حقا؟.. تعلمين جيداً بانني اعلم ما الامر ساندي.. انه لا يريد رؤيتي..

فقالت بدون تردد .. وهي تخفي الابتسامه من شفتيها

- معك حق ...

نظرت اليها وحاولت اخفاء خيبة الامل من على وجهي..

- هل تعلمين لماذا؟

- لا ..انه لا يتحدث معي عن حياته الشخصية .

نظرت الى الاوراق بين يداي لوقت طويل ... اغلقت الملف وابعدته عني .. .

هل هذا كل شي .. انا اعتذر ولكنني لا املك وقتاً لتوقيعه الان .. ساوقعه عندما انتهي من اعمالي .. وسأعيده انا للسيد البيرتو..

تعجبت قليلا .. وقالت؟

- نعم ..حسناً... شكراً لك على وقتك !

- لا بأس....

خرجت من مكتبي...وتوقفت عن التظاهر بالانشغال بتلك الاوراق اللعينه ..كل ما كان يشغل بالي هوا تصرفاته الغريبة ! ..يحاول تجنبي؟،،،نعم .. بالبداية ظننت بانه لا يعني ذلك .. ولكن الان انا متأكدة ..ظننت باننا متفقان .. مالذي حدث له...

وقعت على الاوراق .... واخذتها اليه عندما انهيت عملي... لقد كان الوقت متأخر قليلا ..ولكنني اعلم بانه يعمل الى ساعات متأخره ..

لقد كانت ساندي تعمل في مكتبها الذي امام مكتبه ..ابتسمت لها وقلت ..

- هل هوا موجود؟

نظرت الي لوقت طويل وقالت

- لا ..

- لا يريد رؤيتي اليس كذلك؟!

لم تجبني .. انزلت رأسها .. وقالت

- اعتذر ولكن لا يمكنك رؤيته الان ..

- حسنا لا بأس..

ابتسمت بجفاف ... اعطيتها الملف .. وخرجت من شركته وانا غاضبه للغايه ..

حاولت الاتصال عليه ولكنه لم يجب على اي اتصال ..

-------------------------------

لقد مر الكثير من الوقت ... وهو لا يجيب اتصالاتي .. ولا يأتي الى مكتبي او الاجتماعات ..

يبعث لي الرسائل من حين الى حين ويخبرني بانه منشغل للغايه ولا يتسطيع التحدث الي .. اشتقت اليه .. ولا اعلم هل هوا حقاً منشغل ؟ ام لا يريد رؤيتي... هل توقف عن حبي؟... ماذا يحدث معه

لم يحدث اي تغير في القضيه ..نحن بأنتظار الحكم .. انه يبعد عن الان شهراً واحداً فقط ... والجميع متوتر للغايه .. ولكنني احاول نسيان الامر ..

علمت لاحقاً من توم بأنه لدينا اجتماع مهم للغايه .. وسنرى جميع شركائنا به .

سعدت كثيراً عندما رأيته ... البيرتو يملك تلك الكريزما القاتله ..فمنذ دخوله الى اي مكان ... تلتف الروؤس اليه ..

بادلني النظرات القلقه ... وشعرت بانه اشتاق لي كثيرا ..كما اشتقت اليه ..ولكن عيناه غاضبه ... لا اعلم ماهو السبب ولكنه غاضب....

استمر الاجتماع لمدة ٦ ساعات متواصله ... وفي كل هذا الوقت كنت انظر اليه من حين الى حين ... واستمع لمشاركته فقط لاشعر بالراحه من سماع صوته ....وبعد ان انتهينا.. خرج الجميع .. ولكنني وقفت امامه وهو يجمع اوراقه بهدوء ..

- كيف حالك كاميليا؟

- حقاً؟...

- ماذا؟

- هل ستدعي بأن امراً لم يحدث؟

- اي امر تقصدين؟

- البيرتو ... لا تدعي الغباء معي .. فانا اكره تلك الالاعيب...

- اوه .. ولكنني حقاً لم افهم .. ؟

زفرت بقوه وانا انظر اليه بغضب ...

- لم تجب على اتصالاتي ... ولم توافق على رؤيتي... !! ماذا تسمي هذا؟

- اسميه بانني رجل منشغل للغايه ولا املك وقتاً للتفاهات ..

- تفاهات؟

اتسعت عيناي وانا استمع اليه يتحدث بكل بروده المخيف ...

- ماذا يحدث معك !!!! اخبرني مالامر !!!!!اخر مره رأيتك بها كنت تخبرني بانك تحبني ولن تتخلى عني ... والان تتصرف هكذا !!! مالامر ...

امسك يدي بقوه وجذبني اليه وهو ينظر الي بعمق ... وحاجباه متشابكان .

- اخره مره رأيتك بها ... كنت تطرديني من شركتك لتذهبي الى موعد مع السيد رومن !!!!! تلك هي اخر مره !!! ولكن على ما يبدو بان الانسه كاميليا تحذف ما تريد من ذاكرتها وتستخدم ما تريد !!!!

توقفت امامه وانا اشعر بالدهشه ..

- ماذا؟؟... لم اطردك !!!! اخبرتك بانه علي الذهاب !!!

- نعم ..هذا صحيح ... في النهاية الامر يتعلق بالاولويات اليس كذلك؟

- لا ...ليس كذلك !!لم اقل بان رومن اهم منك البيرتو !! ولكنه كان ينتظرني ... كيف علي تركه والعمل معك ؟

-لم يجبني .... اكمل ما كان يفعله وهو يحرك عضلة وجهه ..ويوسع ربطة عنقه ..

اقتربت منه مجدداً

- ماذا اذاً .. تخليت عني؟... بهذه السرعه؟

نظرت الي يديه ... وتجمع الدمع في عيني ...نعم انها هي ...لقد كان يرتدي الاسوارة التي اهديتها له عندما اصيب...

نظرت اليه مجدداً وانا احاول التظاهر بالقوه

- اذا لم تعد تحبني ...لماذا ترتدي السوار؟

توقف عن العمل قليلا .. والتفت الي وهو يصطنع ابتسامه بارده

- يناسب بذلتي ..

-اوه حقاَ ..وهل تريدني بأن اصدق ذلك!

- صدقي ما تريدين كاميليا ...

كرهت معامتله الجافه معي ... تلك كانت اول مره اشعر بها بانه لم يعد يريدني... !

ابتعدت عنه ...واسرعت الى باب المكتب..اقفلته بالمفتاح .. وابقيته معي ...

نظر الي بدهشه ... وهو يرفع حاجبيه ..

-ماذا تفعلين؟

- لن تخرج من هنا حتى نتحدث !!!!

- كاميليا!! اخبرتك ما لدي ...وعلى ما يبدوا ليس لديك شي لتفسرينه !

- لا لا .. !!! هذا ليس ما اريد سماعه !!!

- اوه ..في هذه الحياة لن تسمعي كل ماتريدينه يا انسة كاميليا! .....

.. - البيرتو توقف عن العبث معي !!!! ودعنا نتحدث ...

جلس على كرسيه ..وضم يديه ...وقال

- حسناً انا اسمعك !

- انا لم اختر رومن ! ... انت تعلم ذلك جيداً ....

قاطعني وهو يصرخ

- بلى فعلتي ذلك !!!!! لا تحاولي تفسير الامر بطريقتك الخياليه كاميليا!!!! ذهابك معه .. وتركي يعني بانك اخترتيه !!!!!

- الا تفــــــــــهم يا رجل !!! لقد وعدته بأن اذهب معه الى حديقة ريترو !!!! وفي ذلك اليوم كان ينتظرني منذ وقت طويل ... ولكنني كنت مشغوله للغايه ! وعندما انتهيت من العمل .. تحدثت معه واخبرته بانني انتهيت ... عندها ظهرت انت ! ...كيف يمكنني اخباره بانه لدي العمل مجدداً ...

اقترب مني مجددا بطريقه مخيفه وقال بغضب

- ان كنتي تحبينني كاميليا ... لكنتي فعلتي ذلك !!!! لكنتي فضلتي العمل معي على التسكع مع هذا الابله !!!!! ولكن على ما يبدو ..بانك لا تفعلين ... لذا ... انا لن اسعى خلف امرأه لا تكترث لامري.....

حاولت مقاطعته ولكنه صرخ مجددا بغضب...

- اخبرتــــــــني بانك لستي في حالة جيده لتفكـــــري بي !!! ...لتفكري بنــــــــا !!!! وماذا فعلت انا ؟.... وافقت !!!! ووقفت الى جانبك !!!! اخبرتك بانني ساكون الى جانبك !!!!!! حتى تقرري مالذي تريدين فعله !!!! هل تسمعين كاميليا !!! لقد اذللت من نفسي ووافقت على كوني صديقاً لك على امل بأن ،،،،، ولكنك ماذا فعلتي؟؟؟؟؟...ذهبتي وتسكعتي معه !!!! ذهبتي معه ليريك معالم اسبانيا !!!!!! هذا ما تفعلينه بينما كنت احترق لسماع قرارك !!!!!! ...

سقط دمعي وانا انظر اليه بتجمد خوفاً من غضبه .. وضعت يدي على فمه بسرعه .. توقف عن التحدث...

فقلت بهدوء ...

- انا لم اكن اريد زيارة تلك المعالم اللعينه ! ...كل ما اردته هوا تصفية ذهني....و..كل ما كنت افكر به هو انت ..

ابعد يدي بهدوء.. وقال

-خروجك مع رجل ..من اجل التفكير بي ليس تفسيراً رائعا كاميليا... فهل فكرتي بماذا سيظن رومن عند قبولك للخروج معه؟... هل يعلم بأنك تخرجين معه للتفكير بنا ؟؟؟... هل يعلم ذلك؟؟ بالطبع لا .. يظن بانك معجبه به !! وهذا سيكون تفكير اي رجل اخر يقع مكانه ...

قاطعته وانا غاضبه

- ولكننــــــــي اخبرته بانني لا احبه !!!!

اتسعت عيناه ..

- حقاً؟..

- نعم.. اخبرته ذلك منذ البداية .. لم ادعه يفكر بتلك الطريقه..

مر الصمت طويلا .. وانا احاول تفسير نظراته ....ولكنه لم يقل اي شيء ،،

- هل تعلم بأن اسمك يعني الذئب الشرس؟حاول مقاومة الضحك ..واقترب مني مجددا وعيناه المخيفه عادت .. كما كانت.. التصقت بالباب .. فوضع يديه ليحتجزني .. وقال

-وهل تعلمين بأن الذئب الشرس .. لا يدع اي احد الاقتراب من فريسته ؟..وإن شاركه بها احد .. فهو يتركها له ....

حبست انفاسي وانا انظر اليه وقلبي يتسارع نبضه ... حاولت ابعاده ولكنه اقترب اكثر ...و قال

- لذا كاميليا .. تعلمين جيداً بانني لا اجيد المشاركه.... ماهو لي ... يبقى لي .. وان اقترب منه احد ... فلن ارحمه..

اتسعت عيناي وانا قلقه ...هل هذا تهديد لرومن ام ماذا....

ابتعد عني وهو يبتسم .. ويقول

- هذا كل شيء ... هل نذهب الان؟...

نظرت اليه وانا لازلت ملتصقه في الباب ....

- ااه .. نعم...يمكــ نك الذهـ ــاب..

فتحت له الباب بسرعه ... ابتسم لي ببرودة المعتاد وقال

- اراكِ لاحقاً ..

.........................................

كنت اجلس امام حمام السباحه .. اشرب قهوتي .. واستمتع بهذا الهدوء .. .

وضعت يدي على قلبي ... وكلماته لا تزال تدور في رأسي... صوته المخيف لم يغب عني ابداً ...

*هل تعلمين بأن الذئب الشرس .. لا يدع اي احد الاقتراب من فريسته ؟..وإن شاركه بها احد .. فهو يتركها له ....

- لذا كاميليا .. تعلمين جيداً بانني لا اجيد المشاركه.... ماهو لي ... يبقى لي .. وان اقترب منه احد ... فلن ارحمه.*

لا اعلم هل علي بأن اكون سعيده؟ بعد سماع هذا ... انه لا يزال يحبني... ام هل علي بأن اكون قلقة من تهديداته؟...

هل كان جاداً بما قاله .. لقد كانت عيناه مخيفه ...

اقترب جين مني ... ووضعت غطاءاً على كتفي ..

-شكرا لك ..

مالذي تفعلينه هنا في هذه الساعه ... - لا شي... لم استطع النوم ..فقررت الجلوس هنا.. الهواء الطلق يفيدني كثيراً..

ابتسمت لي بهدوء ..وجلست بجانبي.....فقلت لها

-ماذا عنك؟

- مثلكِ... لم استطع النوم ..

- مالذي يشغل بالك؟

- اه كاميليا.. هنالك الكثير ...

- اخبريني ...مالذي يحدث ... اعني.. كنتي معي دوماً اتمنى بأن استطيع رد ذلك اليك ..

- لا بأس لا تقلقي تفكيريك ...هنالك الكثير من المشاكل لديك ..

- لا .. لا بأس انا حقاً اريد سماع مالديك ..

نظرت الى السماء لوقت .. وهي صامته .. وبعد ذلك سالت دمعه من عينيها ..

نظرت اليها بدهشه ...

- ماذا بك جين؟

ابتسمت لي وهي تمسح الدمع من عينيها ..

- عندما تزوجت بتوماس.. وعدني باننا سنكون بعيدين عن عائلته ... فمنذ دخولي الى عائلته.. لم اشعر بالمحبه من نحوهم.... اعني سوفيا و لورين ... اخبرته بذلك بعد مضايقتهم لي الدائمه .. كنت احاول اخفاء الامر في البدايه ..ولكن بعد ذلك علم توماس بالامر ... ووعدني مجدداً باننا سننتقل من هذا المنزل لمنزل نسكن به وحدنا...

ولكن......

قاطعتها بحزن ..

- وبعد ذلك اتيت انا ... وتم تأجيل نقلكم الى منزل اخر من اجل مشاكلي.. اليس كذلك؟

لم تجبني.. ولكنها حاولت الابتسام

- لستي السبب.. انا اعلم بأن توماس لا يريد الانتقال بعيداً عن والده ... كما انه يرى طيش اختيه ...

يعلم بانهم بحاجة له ... انتي بالطبع احدى الاسباب ...ولكنك لستي السبب بحد ذاته ..اشعر احياناَ بانه لا يريد الابتعاد عن عائلته ..هل تعتقدين بانه لا يشعر بشعور العائله معي؟

- لا بالطبع لا جين !!! ...هل تمزحين انتي كل ما حلم به توماس.. انتي لستي فقط عائلته ...انتي حبيبته وصديقته وعائلته ايضاَ ... جين ..توماس مثلي تماماً ضحية في هذه العائله .... لقد كان يقضي طوال وقته خارج المنزل منذ الصغر ..وبعد زواج والدينا ... اصبحنا اصدقاء بعيدا عن سوفيا و لورين ... كنت صديقته الوحيده واخته الوحيده ايضا! ... لطالما كان بجانبي... ومع ذلك .. تركته ! ... لم اكن بجانبه عندما تعرف اليك وعندما تزوج بك .. وعندما رزق بطفله الاول ! .. ولكنني كنت اتحدث معه كثيرا ! ..ومنذ معرفته بك جين .. اخبرني بانه يعلم بأنك الفتاة المناسبه ... نعم .. كان يتحدث عنك طويلا ... ويخبرني عن ما فعله معك .. اخبرني بانك تمدينه بكل ما ينقصه من حب وحنان... اعلم جيدا ً يا جين بانه يحبك كثيرا ... صدقيني ان كان يرفض الانتقال من هذا المنزل ...فلستي السبب في ذلك ..انه انا ! ..فمنذ مجيئي الى هنا ...وانا الحقكم بمشاكلي التي لا نهاية لها... اعتذر كثيرا! ...

ضمتني جين بقوه ... وقالت

- شكراً لك ... لا كاميليا لستي السبب في ذلك .. !

- بلى ...انه قلق علي ... ولكنني لا اعلم مالذي علي فعله ...

- لا بأس.. اعلم جيداً باننا سننتقل في الوقت المناسب...

- نعم... لا تقلقي...

مر الصمت قليلا وانا اشعر بالحزن .. لانني سبب حزنها .. وبعد ذلك نظرت الي وقالت

- ماذا حدث.. بينك وبين البيرتو هل من جديد؟

ازداد تسارع نبضي عند سماع اسمه كالمراهقين .. واحمر وجهي..

- لا اعلم ... لقد تحدثنا اليوم ..ولكنني لست متأكده من انني فهمت ما كان يعنيه

- حقا؟

- نعم .. اعني .. لا اعلم ...يالهي هذا الرجل يصيبني بالجنون...

ضحكت جين وقالت

- اذاً انتي تحبينه كثيراً .. ان كان يصيبك بالجنون فهذا يعني بانك تفكرين به طوال الوقت

- نعم ..هذا صحيح ..

- هل تعلمين بانه سيأتي الي هنا غداً؟

- ماذا؟؟؟.. الى هنا ..؟لماذا؟

- لا اعلم لديه بعض الاعمال مع السيد ريتشارد..

- ريتشارد؟..

-نعم

- حقاً؟.. هذا غريب..

- لا... لطالما عمل مع ريتشارد

- حقا؟.. لم اكن اعلم بذلك ..

- اممم... لم يخبرك بالامر ..

- لا ..

-حسناً اذاً.. هيا دعينا نخلد للنوم... فلديك عمل باكر غداً..

-هذا صحيح...تصبحين على خير..

- وانتِ كذلك..

........................................

استيقظت باكراً..وذهبت الى العمل .. لقد كان يومي مهلكاً للغاية ..عملت حتى ساعه متاخره..

عدت الى المنزل ..فوجدتهم جميهم يجلسون في غرفة الجلوس..

- مرحباً..

لمعت عيناه الحاده وهو ينظر الي

- مرحبا..

-ساغير ثيابي.. وآتي..

صعدت للاعلي .. والابتسامه لا تفارق شفتي...

انا حقاً سعيدة لرؤيته ...

غسلت وجهي.. وغيرت ثيابي.. وعندما خرجت من غرفتي استطدمت به ...

توقفت قليلا بدهشه ..ونظرت اليه

-ماذا بك؟

- اردت التحدث معك على انفراد..

-حسناً يمكننا التحدث بالاسفل..

سحبني بقوه الى داخل الغرفة واقفل الباب..

اتسعت عيناي وانا انظر اليه

- البيرتو !!! لا يمكننا التحدث في غرفة نومي !!!

- لما لا؟

- لانـ ـ ـه .. لان اخي سيغضب !

- لا بأس لن يغضب سأتحدث معه لاحقاً ..

شعرت بالخجل .. عندما جلس البيرتو على طرف السرير ...

- اريد التحدث معك بشأن امر ما..

- نعم وانا كذلك

- حقا؟

- نعم ..

- ما الامر ابدأي انتي؟

- حسناً .. لماذا لم تخبرني قط بانك تعمل مع ريتشارد؟

- ولماذا علي اخبارك؟

- لانه زوج والدتي؟

- ماذا اذاً؟.. انه عميل لدي ولا اتحدث عن عملائي في العاده..

- اوه حقاً ..

- نعم ...وهل هذا يهم؟

- لا ..

- حسناً اذاَ ..لماذا تبدين غاضبه؟

- لا اعلم ولكنني كنت سافضل اخباري بالامر ..

ضحك بهدوء وقال

- اعتذر يا انسة كاميليا ولكنه لا يريد مني التحدث عن امواله امام اي شخص.

- حسناً لا بأس...يبدو بانه يثق بك..

اقترب مني ببرود وقال وهو ينظر الي..

- يبدو بأن الكل يثق بي ماعادك..

-ومن قال بانني لا اثق بك؟

- لماذا انتي خائفه اذاً؟

- مـ ـ اذا.. ؟لست خائفه..

-حقاً؟..

اقترب مجدداً..

وقبل وجنتي بهدوء..

ازداد احمرار وجهي .. فآبتسم لي ...

- انظري الى وجهك .. يكاد ينفجر ..

ابتعدت عنه بصعوبه ..وقلت

- توقف عن هذا ! انا اثق بك ! ولكنني اعلم بانك تفعل ما تريد وقت ما تريد ! ..

رفع حاجبيه وهو سعيد

- معك حق ! ..تفكير جيد...

- حسناَ دعنا من ذلك ..مالذي تريد اخباري به؟

اختفت ابتسامته ..وتحول وجهه الى الشحوب قليلا ..

وقال

- تعلمين بانني لا اخاف احداً كاميليا.. وبأنني مستعد لكل ما سيحدث لي من اجلك .. انا مستعد للتضحيه بروحي من اجلك .. ولكن ... مارت علم نقطة ضعفي.. وهي انتي ! .. عندما يتعلق الامر بك .. يعلم بانني اضعف..

اقتربت منه .. وجلست الى جانبه ..

امسك بيدي وقال

- لقد انتظرت هذا الوقت منذ ان رأيتك كاميليا.. من ان رأيتك تبكين في احضان توماس.. تمنيتك في احضاني..

وقعت في حبك .. وانتظرت اليوم الذي ستكونين معي ...كنت ساطلب من توماس بأن يسمح لي بالخروج معك .. ولكنني....

شعرت بالقلق من ضغط يديه على يدي.. نظرت اليه وقلت

- ماذا حدث؟

- انني اتلقى تهديدات منذ الحادثه .. .

-مــــــــاذا!!!!

- لم اكترث للامر ابداً .. ولكن ... هاهم يهددونني بك ..اشعر بان خالي يعلم بانني احبك .. وانا لا اريد ذلك .. لذا .. في هذه الفتره وقبل صدور الحكم ..علينا التظاهر بعدم الاهتمام لبعضنا... انا حقا لا اريد بأن يصيبك اي مكروه كاميليا .. لذا .. يجب علينا فعل ذلك ...

تجمع الدمع في عيني ...وقلت ..

- حسنا... لا بأس.. ولكن ..لماذا لم تخبرني بانه..

قاطعني وهو يضع يديه علي وجنتي ..ويمسح الدمع ..

- انا بخير ... لن يحدث لي اي شيء لا تقلقي...

وضعت يدي على يديه. .. وانا انظر اليه ..

- كن حذراً البيرتو ...كدت اخسرك مره ..ولا اريد بأن يحدث ذلك مره اخرى ..

اقترب مني ...وقال وهو ينظر بعيناي بعمق ي

- لم تعترفي بحبك لي بعد.. هل سانتظر طويلاً؟

ضحكت وانا ابعد نظري عنه ..وامسح دمعي

- .. هذا يعتمد عليك .. ان كنت اجدت التصرف ...فلن تنتظر كثيراً لتسمعها ..

قبل يداي .. وقال

- دعينا نخرج .. من هنا .. فلا اريد ارتكاب اي حماقه ....

دفعته بسرعه وانا اشعر بالخجل

- ايها الابله ...

توقفت لورين امامنا بنظراتها المرعبه

- ماذا كنتما تفعلان؟

احمر وجهي ..بينما قال البيرتو بصوته الاجش

- وهل يهمك لورين؟

- نعم بالطبع ..فلا يمكنكما الاختلاء داخل غرفة كاميليا ..

-ولما لا ؟... نحن راشدان نستطيع فعل ما نريده .. اتمنى بأن لا تتدخلي في شؤوننا مره اخرى ..

تذكرت كلماته عن خوفه ... وعن اخفاء الامر .. لورين ليست محل للثقه ...فيجب علينا اخفاء الامر عنها هي ايضاً..

نظرت اليه وانا اقرصه من خلفه .. لاذكره بالامر ..

لقد كنا نتحدث ... كما انه يريد بعض الاوراق لذا اخبرته بأن ينتظرني هنا لاجلبها لها .. !

تغيرت ملامح لورين الى الخجل وقالت

- اه .. حسناً اذاً ..

نزلنا للاسفل ...بينما قلت بهمس..

- يجب علينا اخفاء الامر عن الكثير ليس خالك فقط...

- معك حق ..

جلست بقرب توماس .. وانا اتظاهر بالاشمئزاز من البيرتو ... ومرت تلك الليله بصعوبه ... وكاننا نعيش داخل مسرح .. كل منا كان يؤدي دوره بإتقان... حتى تعجب الجميع منا..

وبعد خروج البيرتو لم اودعه .. ركضت الى غرفتي واغلقت الباب .. اخذت هاتفي .. فوجدت رساله منه ..

ابتسمت وفتحتها بسرعه ..

* لم تعجبني طريقة معاملتك لي اليوم .. بدأت اتراجع عن قراري

ضحكت وكتبت له بحماس كالمراهقين

- فات الاوان .. كما انني لم احب طريقة تجاهلك لي .. وتحدثك مع لورين طوال الوقت ..

- حقا؟.. هل تغارين؟..

- منها؟.. لا ...

- حقا؟..

- ...نعم .. لا اغار منها ..بل اغار عليك منها ..

- فهمت .. ولكنني احبك انتي.. ولا انظر لاحد سواك ..

اتسعت ابتسامتي وانا امسك الهاتف بقوه .. واضمه الى صدري واقبله ...

لم استطع الاجابه على هذه الرساله ..فاسرع وارسل اخرى بعد ثوان..

- اشتقت لك ..

- وانا ايضاً .. متى ساراك ؟

لم يجبني بسرعه ولكنه اجاب بعد وقت...

- لا يمكننا ذلك ...

- ولكن لماذا ؟...

- لن اعرضك للخطر كاميليا....

- ولكنني لن اقبل بأبعادك عني ..

- هل تمزحين؟ انا اتمنى رؤيتك كل يوم وكل دقيقه ! اشتاق لك في كل وقت ولكن هذا لا يعني بانني استطيع وضع شوقي لك قبل حمايتك ..

- لن يحدث لي شيء ..

- لا اعتذر..

- البيرتو هل انت جاد !

- نعم ... للاسف..

- ولكن.....

- ساراك في الاجتماعات .. اعلم بانه لن يكون كافي ولكنه الحل الوحيد ..

-حسناً ..

- ارجوك لا تحزني ... انا حقاً اريد رؤيتك .. ولكنني لن اسمح بحدوث سوء لك ..

- لا بأس .. تصبح على خير ..

- احبك كاميليا.. تصبحين على خير..

سال الدمع من عينيها لوقت طويل ..

يالهي لا اصدق ذلك ..عندما عادت المياه لمجاريها .. بدأنا بتلك اللعبه السخيفه ..

وهذا ما فعلناه انا والبيرتو .. تلك الخطه نفذناها بدقه ... حتى صدق الجميع بذلك ...

كانت نظراته تلاحقني دائما كالعاده .. وتلك الهاله المرعبه فوقه .. اصبحت تزداد ..

شعرت في تلك الفتره بانه متعب للغايه .. و شاحب .. لم استطع التحدث معه .. كنا نتحدث بالرسائل ..

ولكن هذا لا يكفي ... اعلم بانه هنالك امر يرهقه .. وكل ما طلبت منه رؤيته كان يتعذر بخوفه علي ...

وهذه اليومان البيرتو توقف عن الاجابه عن رسألي بسرعه .. يجبني مره واحده في اليوم فقط ..ويخبرني بانه بخير ولكنه منشغل ببعض الامور .. بدأت اقلق..

تقدم مني توم وهو ينظر الي بتعجب

هل انتي بخير ؟

- نعم انا كذلك،..

- تنظرين الى الهاتف طوال الوقت .. هل تنتظرين مكالمة مهمة؟

- امم.. لا .. لقد كنت اتفقد الشحن..

- حقاً ،.. طوال الوقت؟

- نعم .. مالامر توم .. مالذي تريديه مني؟

- هذه الاوراق تحتاج الى توقيعك ...

- حقا.. حسناً .. ماهي؟

- انها من اجتماع اليوم ..التوقيع على اقتراحات الموظفين. ..

- وماهي اقتراحاتهم؟

- اوه اعتذر ...يبدو بانك لم تسمعي اياً منها لانك كنتي تتفقدين شحن هاتفك النقال..

احمرت وجنتي وانا اشعر بالخجل منه

- حسنا ...توم .. سأقراها مجددا .. و اوقع على ما اوافق عليه

- حسناً ..

عم الصمت ..وقال مجدداً

- تعلمين بانه يمكنك الثقه بي ...

- ماذا... بالطبع توم ...بالطبع .. ولكن حقاً ليس هنالك اي شيء انا فقط قلقه قليلاً ..

- حسناً..

لم استطع تحمل كل هذا القلق.. اخذت معطفي ..وحقيبتي وخرجت من المكتب ...

ومع كل هذه الفوضى التي تعم في داخلي .. وجدت نفسي اقف امام باب منزله ...

طرقت الباب..

ففتحت لي الخادمه ..

- مرحبا ً

- مرحباً سيدتي ..

- هل السيد البيرتو موجود؟

- نعـ ـم .. ولكنه متعب قليلا ولا يستقبل اي زوار ..

- متعب؟...

ابعدتها عن طريقي ودخلت بسرعه .. بينما كانت تصرخ خلفي

- سيدتي ... سيدتي انتظري ارجوكي.... سيدتي توقفي...

- دخلت الى غرفة الجلوس .. ووجدته ممد على الاريكه الجلديه ... وبجانبه بعض الادويه ..وبيديه تتصل ابرة المغذي .. يبدو بانه نائم ..

اقتربت منه ووضعت يدي على وجنتيه ..

يالهي انه ساخن جداً ..

التفت الى الخادمه وانا اقول

- لماذا لم يذهب الي المشفى .؟؟ حرارته مرتفه للغايه

انه لا يحب المستشفيات انستي... ولكن الطبيب يأتي لرؤيته كل يوم ..

- حقا؟.. وهل هو بخير؟

- نعم .. ولكن كما ترين يرفض الذهاب الى المشفى ..وحالته تزداد سوءاً هنا.. .

-حسناً .. لا بأس .. ارجوكي احضري لي قطعة قماش.. و مياة بارده للغاية

- حسناً ..

خلعت معطفي ... ونظرت اليه ... وانا اتألم

- ايها الابله .. لماذا لم تخبرني .. لا اصدق هذا .. لقد اخفتني جداً ..

اقتربت الخادمه وهي تحمل في يديها ما طلبته ...

ادخلت قطعة القماش في المياه ..

- يالهي انها بارده ...

واخرجتها .. ووضعتها على رأسه ..

فتح عينيه بقلق وامسك يدي بسرعه ..

- اهدء ..انها انا...

رفع حاجبيه بتعجب ونظر الي ..

- مالذي اتى بك الى هنا كاميليا؟

- علمت بان امرا ما اصابك

- انا بخير ..

- لا لست كذلك ! حرارتك جسدك تصل الى ٤٠ ! يجب علينا نقلك الى المشفى

- لا لا احتاج لذلك ..

- البيرتو لا تكن عنيد .. انت متعب للغايه ..

- ولكنني بخير الان ..

نظر الي وامسك بيدي.. وقبلها

- كاميليا.. عليك الذهاب الان ..

- لن اذهب الى اي مكان ..حتى اطمئن عليك

اخذت القماش مجدداً و ادخلته في الماء البارد و وضعته مجددا فوق رأسه

فارتجف بخفه ..

- يالهي ..انتي تقتليني يا امرأه ..

- لا لقد اجلت ذلك حتى شفائك ..بعدها ساقتلك حقاً ...

ابتسم لي بشحب ..وقال

- اشتقت لك ....

ابتسمت له وعيناي مليئه بالدمع ..

- وانا ايضاً ...

سأعد لك حساء لذيذ للغايه ..

- ارجوك توقفي.. لا اريد اي طعام .. فهذا المغذي يكفي..

- لا ..انه لا يكفي..

اسرعت وذهبت الى المطبخ ... فنظرت الي الخادمه وابتسمت

-لم اكن اعلم بان السيد البيرتو مرتبط..

ابتسمت لها ...

- انه ليس كذلك نحن مجرد اصدقاء عمل....

-امم ..

- هل اكل اي شيء اليوم؟

- لا لم يأكل منذ يومان.. انه يشرب المياه فقط...

- يالهي...

اعددت لك حساء شهي للغايه .. انه مليئ بالفيتامينات

- ارجوك اخبريني بان طعمه ليس كذالك الذي تعده ساندرا

ضحكت وقلت

- لا ..انه لذيذ للغايه..

-حسناً...

انتظر .. ساساعدك في الجلوس..

اقتربت منه .. و وضعت يداي حوله وانا احاول رفعه ... فشدني بقوه .. .وطوقني بيديه القويتين ...

بقيت لفتره مدهوشه ...خجلت حقاً من قربي منه هكذا وهو عاري الكتفين .. وايضا قلقت من حرارة جسدة التي تكاد تحرقني ..

- تعلمين بانه لايمكنك ضمي هكذا والتوقع مني الابتعاد عنك ..

ابعدته قليلا .. وانا احاول اخفاء خجلي

-حسناً هل تعلم بانك تحترق ! ...

- اظن بان حرارتي ازدادت عندما اقتربت منك...

ضحكت وانا انظر اليه ..

- يالى هذا الحس الفكاهي ..لم اكن اعلم بانه لديك !

- هنالك الكثير من الامور التي لا تعلمين عنها ...

نظرت اليه بعمق وانا احمل الحساء بيدي ..

- نعم .. كالخوف من المشفى مثلاً..؟

توقف عن الابتسام .. وقال

- ليس هنالك امر ما يخصها ..

- لماذا اذاً لا تذهب اليها ابداً؟..

- نظر الى الحساء وقال ..

- بدأت اجوع ..الن تطعميني يا انسه كاميليا؟

-حسناً ..

اقتربت منه .. بحذر .. و اطعمته ...

- توقف عن النظر الي .. انت تربكني...

- تحمر وجنتيك عندما تخجلين ..

- اه اعتقد بأن الجميع يحمر عند الخجل ..

- لا اعتقد بأن هنالك الكثير من الفتيات الخجولات هذه الايام ..

-حسنا.. انتهينا...

- هاقد اطعمتني ماذا بعد؟

- لا شي ء..الان سترتاح ..

- هل ستذهبين الان؟

- لا لن اذهب ..

- اخذت الحساء ووضعته على الطاوله امامه. .

- هل يجب علي تبريد الغرفه اكثر؟

- لا .. هذا يكفي اشعر بانني ساتجمد يكفي بانني عاري ولا تسمح لي ليديا بارتداء اي قميص..

ضحكت وقلت

- حسناً ،،، جيد ما فعلته

رن هاتفي .. فاجبت و عيناه الحاده تلاحقني في الغرفه ..

ابتعدت عنه قليلا وقلت

- مرحبا رومن..

- مرحبا كامليا .. هل انتي مشغوله؟

- نعم ... ولكن لا بأس اخبرني بالامر ان كان مهماً

- لقد اتيت من اجلك اليوم الى المكتب ولكنني لم اجدك .. فقلقت ..هل انتي بخير ...

نعم انا بخير ..شكراً لك ..

-حسناً جيد... هل يمكنني رؤيتك اليوم؟

- لا اظن بانني استطيع ...

- ماذا عن غداً؟

- حسناً ولكن ما الامر؟

- اريد التحدث معك بأمر ما يخصني..

تعجبت كاميليا ..ولكنها لم تقل اي شيء .. وافقت بقلق..

- حسناً اراك غداً..

-الى اللقاء ..

شعرت بيديه تحاوط خصرها النحيل .. و بأنفاسه المشتعله على عنقها... وبعد تجمدها لدقائق ..اخترق صوته المخيف اذنيها...

- مالذي يريده هذا الرجل ؟

- لا .. شـ ـ يء.. انه فقـ ـ ط يريـ ـد التحدث....

-التحدث عن ماذا؟

التفت اليه .. وهو لا يزال قريب مني جداً .. قال بهدوء .

- هذا لا يعجبني..

وعيناه تتطاير منها شرارة مخيفه ..

- ما الذي لا يعجبك؟.. انه فقط يريد التحدث عن امر ما يخصه !

- ولماذا يتصل بك؟.. ماذا هل انتم اصدقاء الان ام ماذا؟

- نعم لما لا؟

ضحك بسخريه وابتعد عنها

- .. حقا؟ هل سيلعب لعبة الصديق الان؟ ...

- ماذا تقصد؟ ماذا ان كان صديقي لماذا يضايقك الامر ..؟

- لانني لن اقبل باصدقاء معجبين بك !

- تعني ان لم اكن قد اخبرتك بمشاعره نحوي .. كنت ستقبل بالامر ؟

- لا .. وتعلمين جيدا بانني علمت بمشاعره قبل ان يخبرك بها !

- ولكن لماذا ترفضه صديقاً لي حتى بعد ان علمت بمشاعري نحوك !

- انتي لا تعلمين شيء عن هذا الامر ! ... سيتظاهر بانه صديقك المقرب حتى يراقب علاقتك معي عن قرب ! ... وعندما يرى اي شراره تحصل بيني وبينك ... يبدأ بالتدخل ! .. ويزيد الامر سوءا .. وبعدها بالطبع سيظهر نفسه امامك بانه الملاك المنقذ ! وبالطبع ستقعين بحبه !

نظرت اليه بغضب ...لم اجبه ... بل مشيت بسرعه و لكنه امسك بيدي بقوه وقال

-لا تفعلي هذا !

- لن اتوقف كالبلهاء واستمع الى هذا الحديث العقيم !

- انها الحقيقه ..

- لا !! الحقيقه انك تجهل مشاعري نحوك .. وتظن بانني فتاة اقع في حب اي شخص بكل سهوله .... هل حقاً تراني ساذجه بهذا الشكل؟

- لا ..لا لم اكن اعني ذلك ... ولكن .. انا..

- انت ماذا !!!! هل ستفعل هذا في كل مره اعرفك على اصدقائي؟... تظن بانني ساقع بحبهم عند حدوث اي شي بيني وبينك ؟

- لا .. هذا ليس ما عنيته ولكن الرجل يحبك وبالطبع سيبحث عن اي طريقه ليظهر لك ذلك !

- لا اريد سماع المزيد. .. انت حقاً تدهشني !

- توقفي ...

- مالذي تريديه !

- لا تذهبي....

نظرت اليه وهو شاحب .. ومتعب للغايه ..ويبدو بانه فقد سيطرته لانه متعب للغايه ..

لم تجبه ..اقتربت منه وامسكت به وساعدته على التمدد مجددا ..

امسك يدها بقوه .. و قبلها ..

- اعتذر ..

لم تجبه مجدداً ...نظرت اليه بحزن ..

فقال وهو ينظر اليها..

-اعتذر .. ارجوكي اجيبيني ..

- دعنا لا نتحدث عن هذا الان ..

- لا .. لن ادعك هكذا ..حسناً افرغي غضبك علي .. لنكن متساويان

- انت حقاً .. حقاً ...لاتصدق !!! هل حقاً تريد مني افراغ غضبي عليك وانت بهذه الحاله !!! هل تظن بانني استطيع فعل ذلك !!!!لا اعلم كيف تفكر ! .. حقاَ انت اغرب رجل قابلته في حياتي ... وللاسف وقعت في غرام هذا الرجل !!!!! تغضبني جداَ ...و...

احمر وجهها عندما ابتسم بعد سماعه ما قالته ... وظهرت تلك السعاده في عينيه ..التي لم تراها ابداً ..

ابعدت نظره عنها وهي تكاد تنفجر من الخجل ..

فقال

- هل تعلمين ماذا كنت سافعل ان كنت استطيع في هذه اللحظه؟

- ماذا؟...

- تقبيلك ..

اتسعت عينيها .. وهي تنظر اليه بدهشه .. هاقد ازداد خجلها ..

فقالت

- توقف ..انا حقاً غاضبه منك ...

فقاطعها وهو يقول ..

- ولكنك اعترفتي لي بمشاعرك

- انها ليست اول مره ..

- نعم .. ولكنني في كل مره اشعر بانها الاولى .. لانك لا تفعلين ذلك كما افعل انا

- ماذا تعني ..

- اعني .. لم تخبريني بانك تحبيني بكل صراحه ..

- هل حقاً تريد مني قتلك يا رجل ؟

ضحك البيرتو بصعوبه واغمض عينيه لدقائق..

وبعدها.. نظرت اليه بتمعن .. وهي تردد في داخلها .. احبك احبك احبك ..

قالت بصوت لا يسمع

وهل هذا يهم ؟.. ان اقول تلك الكلمه ..

فقال وهو يبتسم بصعوبه مجدداً

نعم ..

فتحت عينيها لتجد وجهه مقابل وجهها ..

فجمعت كل تلك الشجاعه التي تحملها وقالت ..

- احبك ..

توقف عن الابتسام .. و نظر اليها بحده ..

اقترب منها وقبلها وهو يضمها اليه ..

ابعدته بعد ثوانً وقالت

- حسناً هذا يكفي .. لا تعتاد على تقبيلي بكل هذه السهوله ..

- لما لا ؟ الستي حبيبتي؟

- بلى .. ولكن هذا لن يحدث قبل ان يتم الامر رسمي .. مع اخبار اخي ..

ضحك البيرتو وقال ..

- يالهي ..لا اظن بانني ساستطيع انتظار كل هذا الوقت .. لاقبلك فقط !

سعل بقوه .. وهو يحاول ابعادي عنه ..

فقلت

- ماذا بك .. توقف لا تبعدني عنك !

- لا بأس ..انا بخير .. لا تقتربي مني فتصابين بالمرض..

قبضت حاجبيها و تمددت بجانبه على الاريكه ..

تعجب من ما فعلته .. و نظر اليها بدهشه ..

- مالذي تفعلينه ..

- ماذا ؟ الن تكون سعيد بهذا؟

ولكنني لا اريد بأن يصيبك مرضي !

- فات الاوان يا ابله ! كان يجب عليك التفكير بذلك قبل تقبيلي !

ابتسم بقلق وقال

- حسناً وقتها لم افكر ..

- لا بأس .. لن امرض ..فمناعتي قويه للغايه ..

- حسنا جيد ..

طوقني بذراعيه العملاقه .. شعرت بدفء جسده يحاوطني ...

و انفاسه المنتظمه بالقرب من اذني .. قال بهدوء

- انها اسعد لحظه في حياتي

ضحكت وانا اقول

- ولي ايضا..

- اخبريني مجدداً بانك تحبينني ..

ابتسمت .. ونظرت اليه وقلت

- ولكن هنالك امر ما يحيرني..

- ماهو؟

- انت اخبرتني بانك تحبني .. اليس هذا صحيح؟

- بالطبع . !

- اذا لماذا لا تخبرني عنك ؟

- مالذي تريدين معرفته ؟

- الكثير ..

- حسناً .. مثل ماذا؟

- لماذا ترفض الذهاب الى المشفى ..

ازداد شحوب وجهه .. ونظراته ازدادت قتامه...

فقلت بسرعه قبل ان يرفض اخباري

هل ترى .. انت تغضب في كل مره اسألك ... وهذا لا يعجبني ..لماذا لا تخبريني مالامر !

- لانه من الماضي..

-ماذا اذاً ؟.. انا حقاً اريد ان اعلم مالامر .

- لماذا يهمك الامر لهذه الدرجة؟

- لانه يخصك ! .. يهمني لانه يعنيك !

نظر الي لدقائق وقال ..

- لا احبها لانني عشت بها لوقت طويل في صغري..

- ماذا؟

لم يجبني .. نظر الي ببرود ... فقلت

هل كنت مريض في صغرك؟

- لا ..

- اذاً؟

-كنت هنالك بجانب امي .. كانت مصابة بالسل ...

اتسعت عيناها وهي تنظر اليه ...والحزن يعود الى عينيه .. شيئا فشيئ .. شعرت بانها اعادت اليه ذكريات حاول نسيانها لوقت طويل .. او حاول تجاهلها ...

- انا اسفه ..

CFA 27-09-16 08:09 PM

الفصل الحادي عشر..


اتسعت عيناها وهي تنظر اليه ...والحزن يعود الى عينيه .. شيئا فشيئ .. شعرت بانها اعادت اليه ذكريات حاول نسيانها لوقت طويل .. او حاول تجاهلها ...

- انا اسفه ..

- لا بأس.. فلقد مضى الامر منذ وقت طويل..

ولكنها لم تكتفي بذلك القدر من الامر فقالت

- كم كان عمرك وقتها؟

- كنت في الرابعة عشر..

- يبدوا بانني لست الوحيدة التي حظت بمراهقه مزريه ..

ضحك وهو ينظر اليها بشحوب ..

- نعم ..

اكمل بهدوء

لا احب المستشفيات لان رائحتها تذكرني بها كثيراً ... قد ابدو لك ساذجاً ولكنني كنت متعلاقاً بأمي كثيراً .. حتى انني كنت اعيش معها في المشفى ..

وضعت يديها على وجنتيه وقالت

- لست ساذجاً .. انت رجل رائع ..

- كنت انام وانا امسك بيديها .. .وانظر الى عينيها الجميله .. استمع لحديثها.. اتعمق بضحكاتها التي لا استطيع نسيانها .. وبعد وفاتها . .. شعرت بانها اخذت روحي معها .. لم اعد كالسابق.. ظهرت علي تلك اللعنه التي تجعلني ابدو مخيفاً هكذا ..

ضحكت وانا انظر اليه .. وقلت

- تلك الهاله السوداء ..

- ماذا؟

- نعم ..عندما رأيتك .. كانت تحوم فوقك هاله سوداء تخيفيني...

فضحك وقال

- نعم .. تلك الهاله لا تختفي من حياتي .. ولكن بعد ان ظهرتي .. .بدأت اشعر بانها تختفي .. اصبحت .. سعيد مجدداً ..

ضحكت قليلاً وهي تحرك اصابعها في شعره ... فقالت

- احقاً لم تحب احد من قبلي؟

- نعم ..

- هذا ليس غريب

- لماذا ؟

- لانك تبعد كل من يحاول الاقتراب منك

ابتسم قليلا وقال

- نعم ..ولكنني لم احاول ابعادك ...

- بلى .. فعلت ذلك ... ولكنك علقت معي في تلك الحادثه ..لهذا لم تستطع الفرار مني

ضحك وقال

- حسناً .. معك حق .. ماذا عنك ؟ اعني .. انتي جميله للغايه .. ولديك شخصية جذابه .. تستطيعين الحصول على الرجل الذي تريدينه ... لماذا لم ترتبطي من قبل؟

- لانني كنت ابحث عنك..

- عني؟

نعم .. عن ذلك الرجل الذي سجعلني اشعر بانني امتلك العالم عندما اكون معه .. وعندما انظر الى عينيه الحاده ..اشعر بتلك الفراشات تتطاير في معدتي .. وفي كل مره يمسك بيدي ..اشعر بان العالم اصبح جميلاً ...سالماً ... سعيداً ..

اتسعت عيناه وهو يضع يديه على وجنتها

هل حقاً تشعرين بكل هذا عندما تكونين معي؟

- نعم ..

قبل يديها وهو يضمها اليه ..

وبعد ذلك قالت

هيا توقف عن محاربة النوم .. انت بحاجة للنوم ... انظر الى عينيك ..انها تحاربان لتبقى مفتوحاتان

- نعم ..هذا لانني لا اريد تضيع هذه الدقائق الثمينه في النوم .. كما انني خائف ..

- خائف؟.. من ماذا؟

- من ان استيقظ وتكونين قد هربتي من هنا ...

- لا تخف .. ستجدني بجانبك ! لن اذهب

اغمض عيناه.. وشد يديه حولها وكأنه لم يصدق ما قالته ....

..................

استيقظت كاميليا .. وهي تشعر بذلك الجسم العملاق الذي يعانقها ..

ابتسمت قليلا .. وبعد ذلك حاولت التحرك بخفه لكي لا توقظه ... ولكنها لم تنجح

فتح عينيه الناعسه والتي غطتها الرموش الكثيفه .. وقال

-هل تحاولين الهرب؟

ابتسمت له وقالت

- لا .. ولكن الطبيب قادم ..ولا اريده بأن يرانا بهذا الشكل ..

- اي شكل ؟

احمرت وجنتاها ...فضحك قليلاً وقال

- اه تعنين بهذا الشكل الحميمي .. حسناً ..

ابعد يديه عن خصرها لتستطيع التوقف باعتدال ..

-اذا .. يبدو بان خادمتك علمت بامرنا

- لا تقلقي .. لن تخبر احد

- وهل تستطيع منعها ؟

- استطيع منع من اردت ..

ظهرت تلك الهاله السوداء حوله مجددا ... فقلقت كاميليا وقالت ..

- حسناً انت تخيفني..

ابتسم لها وقال

- لم اعني ذلك .. ولكن يبدو بانك لا تعلمين مالذي استطيع فعله ....

- لا ..اعلم جيداً .. ولكن.. دعك من هذا الحديث الفارغ ... اقتربت منه قليلا وقالت

- هل تشعر بتحسن؟

- نعم ..لذا لا داعي لقدوم الطبيب ..ساتحدث معه الان ..

- توقف !! لن تفعل هذا !

نظر اليها بدهشه بعد ان قفزت وسحبت هاتفه من يديه بقوه .. !

رفعت حاجبيها وقالت

- سننتظر الطبيب حتى يأتي للتأكد من صحتك !

- ولكنني اخبرتك بانني بخير ..

- نعم ولكنني لا اصدقك ! سنرى ماذا سيقول الطبيب عن ذلك ..

يا الهي ..

- اسمعني جيدا! .. ستستلقي هنا حتى يأتي الطبيب ولن تحدث اي ضجه حول الموضوع ! وان لم تكن بخير .. واخبرني الطبيب بانه يجب نقلك الى المشفى سننقلك ! هل تفهم

نظر اليها بجديه وشبه ابتسامه على شفتيه ..

- انها المره الاولى التي اتلقى بها اوامر !

حاولت منع نفسها من الضحك .. وقالت

- نعم ! .. وستنفذها يا سيد !

امرك سيدتي.. !

ابتسمت له بعد ان دخلت الخادمه قائله

- سيدي الطبيب قد وصل

- دعيه يدخل ..

- مرحبا البيرتو كيف حالك ؟

- جيد !! كنت ساخبرك بذلك على الهاتف ولكن حبيبتي لم تسمح بذلك

اتسعت عينيها واحمرت وجنتيها من سماعه ينطق بهذه الكلمه .. كما ان نبضها ازداد سرعه ..

ولاتزال تسمعه يرددها في داخل رأسها ..

(حبيبتي .. حبيبتي..حبيبتي..) يالهي يبدو بانني انا التي ستصاب بالحمى

اقترب الطبيب منه و شخص حالته ...وبعد قليل -قال

- اووه ماهذا التحسن يا سيدي ! انت بصحه رائعه .. يبدو بان الانسه اهتمت بك جيداً ..

نظر اليها وهو يبتسم ويرفع حاجبيه ..

-نعم لقد فعلت ..ولكنها لا تصدقني ...

التفت الطبيب اليها و قال

- انه بحاله رائعه .. لا تقلقي ...ولكن من الافضل له بان يبقى الليله في المنزل ..

- حسنا... شكرا لك دكتور .

وبعد سماع هذه الاخبار الجيده اضطرت كاميليا بان تغادل ...لكي لا يغضب توماس منها .. وشرحت لالبيرتو الامر .. فوافق بحزن ...

- حسناً لا بأس.. .

توقف ليوصلها للباب ...فالتفت اليه بتعجب

- هل جننت ! .. ابقى هنا مستلقي ! اعرف الطريق ..

ابتسم لها .. و سحبها اليه .. قبل شعرها ..وضمها

- شكرا لبقائك كاميليا.. فلم اشعر بصحبة كهذه منذ وقت طويل ..

نظرت اليه وهي تعلم بانه لا يخبر احداً بتعبه .. ولا يملك اصدقاءا .. حزنت قليلا ..وضمته ..

- ساتحدث اليك .. لا تترك هاتفهك ارجوك !

- حسناً .

لقد كان يوم كاميليا متعباً للغاية كما انها لم تنم جيداً لانها كانت تستيقظ كل دقيقه لقياس حرارة جسد البيرتو ..

وبعد انتهاء يومها العملي المتعب .. .اخذت هاتفها بعد ان استحمت ..واستلقت على سريرها ..

وبعثت له رساله ..

- مرحبا.. هل انت بخير؟

وبعد دقائق ..اجابها .. مما جعل عينيها تتسع .. ووجنتاها تحمر .. هل حقاً كان بجانب الهاتف من اجلها ؟

- انا بخير .. ماذا عنك؟

- بخير ..لقد كان يومي شاق للغاية ولكنني الان في المنزل ..

- اسف لسماع هذا ..

نظرت الى الهاتف لوقت طويل وهي تحاول قول اي شي لكي لا تتوقف عن التحدث معه ..

- هل انت حقاً بخير .. لم تعد تشعر بالالم؟

- نعم.. ولكنني اشتقت اليك ..

ابتسمت وهي تشعر بانها بلهاء..ولكنها كانت حقاً سعيده ..

فقال مجدداً

- انني اتخيل ذلك الوجه الجميل المحمر خجلاً ..

ضحكت وقالت

ابله

كتبت له بسرعه .. قائله ..

- سازورك غداً ..

- لا كاميليا لا يمكنك القدوم اخبرتك لا اريد لاحداً بأن يراك بالقرب مني !

- ولكنني اريد رؤيتك !

- وانا ايضاً .. ولكن دعيها لي .. ساتدبر الامر

- ماذا ستفعل؟

- لا اعلم ولكنني سارى ما استطيع فعله ..

- حسناً ... لماذا لم تنم بعد؟

- لا اعلم .. فمنذ الامس لم اعد استطيع النوم وحدي .. من الممكن بأن تكونين السبب في ذلك ..

ضحكت لوقت طويل .. وقالت

- حسناً .. حاول مجدداً وستستطيع ..تصبح على خير ..

- احبك ..

لقد كانت اصابع يديها ترتجف وهي تبتسم .. وتشعر بانها داخل حلم .. حلم جميل للغايه لا تريد الاستيقاظ منه ..

- وانا ايضا َ ..

.................................................. .................................................. .................

استيقظت كاميليا وهي سعيدة للغايه .. تحممت وغيرت ثيابها ونزلت للافطار

- مرحباً ..

- او صباح الخير كاميليا ..

- صباح الخير ريتشارد .. كيف حالك

- بصحة جيده ماذا عنك؟

- بخير !

فسمعت صوت يزعجها دوماً ... انها لورين بالطبع ..

- لم نعد نراك كثيرا .. هل كنتي تلهين من خلفنا ام ماذا ؟

لم تنظر اليها بينما قالت ببرود

- اعمل ! للاسف ليس لدي وقت للهو !

- اوه حقاً لا اعلم ولكنني اظن بانك قد تغيرتي كثيراً بعد ان علمتي بأن البيرتو لا يريد التقرب منك ! بل يحاول الهروب منك ! ...

ضحكت سوفيا ببرود وقالت

- هل تذكرين كيف ينظر اليها بأشمئزاز...

ابتسمت لهم وانا حقاً سعيدة بأن خطتنا قد نجحت ... يالهم من ساذجين ! هل حقاً صدقوا ذلك !

تعجبت لورين من ابتسامت كاميليا الواسعه بعد ان قالت

- وهل تظنون بانني اكترث لامره ؟ ذلك المتعجرف المخيف !

فقالت تحاول الدفاع عنه

- اوه ماذا ! من هو ذلك المتعجرف المخيف ؟ البيرتو؟ لا اصدق ذلك ! يبدو بانك لا تعرفين مالذي تتحدثين عنه !

-لم اتعجب كثيراً عندما علمت بان معنى اسمه الذئب ! انه مخيف وهمجي !

نظرت لورين اليها بغضب وقالت

- ومن قال لك بأن هذا ما يعنيه اسم البيرتو !

لم تعترف بانها بحثت عنه بالطبع ..فقالت ..

- توم اخبرني !

فضحكت سوفيا لوقت طويل وقالت

- انظروا من يتحدث ! توم ... وهل حقاً تثقين بما يقوله توم بعد ان اخبرك بهذه المعلومه الخاطئه !

- ماذا؟

- البيرتو يعني الرجل الطيب ذات الطباع الحاد .. وايضاً يعني الرجل المرح والمستقل بذاته .. .

ضحكت لدقيقه وقلت بصوت يكاد لا يسمع

- مرح ! ..

في الحقيقه كنت مندهشه حقاً .. اعني .. ولكن ماذا عن ذلك المعنى الذي بحثت عنه ! وماذا عنه عندما اخبرته لم يصحح لي الامر ! بل كان يوافقني على رأي .. احمر وجه كاميليا عندما تذكرت الموقف ! .. يالهي لابد انه كان يستمتع بذلك ! ..

فقالت لورين

- ارجوك لا تتحدثي عنه بسوء ! .. انه رجل جيد للغايه !

- حسناً .. لم اقل شيئ..

دخل توماس وهو يحمل جورج في يديه قائل

- دعونا لا نتحدث عن احد ! ... ما رأيكم بالاحتفال الاسبوع القادم .. هل ستذهبون؟

- اي احتفال

قلت بتعجب وانا انظر اليهم جميعاً ..

- لا تعلمين؟... حسناً انه احتفال عصر العنب ! انه احتفال سنوي شهير هنا ..

- احقاً ما تقول .. هل تعني ذلك الذي نراه في الافلام ؟...

- نعم ... ! ضحك وهو ينظر اليه ..

بعدها اكملت جين قائله

- سنذهب جميعنا الى مزرعة السيد سباورو.. سيكون الاحتفال هناك ..

- حسناً اذا .. لا ادري .. سارى ان كنت متفرغة

ابتسمت لدقيقه وانا اتخيل كيف ساهرب من البيت بعد خروجهم لاذهب الى البيرتو .. وبعد ثوان ايقظني توماس من احلامي الجميله قائل

- كاميليا الم تتأخري عن العمل؟

نظرت الى الساعه ، واتسعت عيناي

- اوه لقد نسيت ! نعم ... هيا اذاً الى اللقاء !

وكالعادة استقبلها توم بجدول الاعمال الطويل لهذا اليوم ..

مر الوقت من الساعه التاسعه صباحاً حتى الثانيه عشر بسرعه هائله ..فلم استطع رفع عيناي عن الورق ! .. كما انه كان لدي اجتماع هام للغايه ! ... وبعد الخروج منه جلست على مكتبي وانا متعبه للغايه ... اغمضت عنياها قليلاً ... وبدأت بالتخيل ... كيف مر الوقت بسرعه هائله ..انها هنا في اسبانيا منذ عشرة اشهر تقريباً .. لا تصدق ذلك ... كيف هي غريبة هذه الحياة ... فمنذ عشرة اشهر ..كانت تحلم بعمل معرض لتعرض به رسوماتها القيمه ... و بعدها تذهب الى اجازه صغيرة في المالديف مع صديقتها شين...ولكن القدر جرفها الى هنا ! ... لتقابل حبها الحقيقي ... وايضاً لتكون سيدة اعمال رائده ! ... تغيرت حياتها كثيراً ..ولكنها لم تتغير ..ظلت تلك الفتاة ذات الاحلام البسيطه ! ..

رن هاتفها ... فانتبهت له .. ورأت الرساله ...

انه البيرتو ..

- مرحباً حبيبتي .. ماذا تفعلين؟

عادت الحياة الى ملامحها الشاحبه .. امسكت الهاتف وكانها تمسك بكنز ...

وكتبت له وهي تبتسم ..

- لا شي .. انتهيت للتو من اجتماع مهم .. وها انا ارتاح قليلا لاعود للعمل ..ماذا عنك؟

- لا شيء .. استلقي على الاريكه .. مللت حقاً من الجلوس وحيداً ..

- هذا لانك ترفض زيارتي لك ! ...

بعد دقائق... دخل توم ووجهه شاحب للغايه ..

- كاميليا .. هنالك شخص يريد مقابلتك !

قلقت كثيراً من نظراته المخيفه .. من عساه يكون؟

- من؟

- دخل البيرتو من وراءه ... فحاولت منع ابتسامتها .. .و إظهار بعض الكره له ..

ولكنها دهشت من ردة فعل توم .. هل حقاً يخافه الجميع هكذا !

- لا بأس توم .. ساتحدث معه على انفراد ..شكرا لك ...

- حسناً ان احتجتيني اخبريني..

- حسناً سافعل ..

خرج توم ..

وبعدها وضعت كاميليا يديها على فمها لتمنع تلك الضحكه التي كادت تفضحها ..

اقترب منها وهو يبتسم ..

ضمته بسرعه وقالت

٠يالهي.. مالذي تفعله هنا! لقد...لقد. .. اخبرتني بانك

قاطعها وقال

- نعم .. كنت مستلقي على الاريكه خارج مكتبك .. انتظر ذلك الاجتماع اللعين ينتهي لاستطيع رؤيتك !

ضحكت لوقت طويل..

بينما طوق خصرها بيديه .. ودفن وجهه في شعرها المبعثر ...

- تبدين جميله للغايه ! .. هل هكذا تحضرين هذه الاجتماعات ..بدأت اخاف من خسارتك ..

ابتسمت له و قلت

لا تبالغ ..

لا ابالغ ... انتي فائقة الجمال ..

-اما انت يا سيد ...فانك كاذب محترف !

- ماذا ! ماذا فعلت هل هذا من اجل الاريكه؟

ضحكت وقلت

- لا . انه من اجل معنى اسمك ! لماذا لم تخبرني بأن اسمك لا يعني الذئب القوي !

ضحك لوقت طويل .. وبعدها اتكئ على المكتب .. وسحبها اليه ..قائلاً

- في الحقيقه اعجبني الذئب القوي اكثر! ..كما انك كنتِ تبدين مثيره وانتي تخبريني بذلك فقررت القبول بأي معنى تقدمينه لي !

احمر وجهها من الخجل .. وقالت

- ايها الابله ! بدوت غبية للغايه امام عائلتي اليوم ! وانا اخبرهم بهذا !

ضحك لوقت طويل ..وقال

- ومن صحح لك هذه المعلومه ؟

- بالطبع معجبتك المخلصه ! لورين !

ابتسم بعد ان اقترب مني ...وقال

- ولكن هذا لا يعني بانني قد تخليت عن الذئب القوي .. فانا حقاً اشبهه عندما اغضب ..او عندما ارى احداً يقترب منك !

-هل يمكنني سؤالك ؟

- بالطبع ..مالامر؟

- لماذا لم تعجب بلورين؟.. اعني انها معجبه بك كثيرا! وكما فهمت ... منذ وقت طويل الامر ليس حديثاً ..

ابتسم لي ببرود وقال...

- لانها ببساطة لا تعجبني !

-اممم .. فقط؟

- نعم ..كما انني .. تعلمين .. اعني.. لم اتوقع يوماً بان احب ! .. فلم اكن من الذين يصدقون بخرافات الحب ..

- وهل صدقت الان؟

- نعم بعد ان ظهرت اختها الجميله .. لارتبط بها .. !

ضحكت وقلت

حقاً ..اختها جميله؟..

-للغاية .. لقد سلبت عقلي منذ رأيتها...جعلتني اصدق بكل هذه الاحلام التي كانت تبدو لي طفوليه للغايه !

- اوه يالها من محظوظه.. وهل تحبها؟

- لا .. لا احبها ..

اتسعت عيناي وانا انظر اليه ... فضحك واكمل

- بل لا استطيع العيش دونها ...

- حسناً لقد انقذت نفسك باللحظه الاخيره..

قبلها بشغف،، وبعد دقائق ..ابتعدت عنه قليلاً وقالت

- حسناً هذا يكفي ان رأنا احد لن ننجو بسهوله !

فسحبها مجدداً لتقترب منه وقال

- هل تخجلين مني؟

ابتسمت له وقالت وهي تحمر من الخجل

- لم اكن اعلم بان احتفال العنب سيحدث الاسبوع القادم

- اوه نعم .. ستأتين بالطبع لانني ساكون موجود..

- حقاً؟ ..ظننت بانه للنساء فقط..

ضحك البيرتو وقال

- بالطبع النساء فقط من يعصرون العنب باقدامهم ...ولكن الرجال يكونو هنالك للمشاهده !

- امم.. هذا غريب .. لا اظن بانني قادره على عصر العنب بقدمي !

- لا بأس يمكنك التخلي عن الامر ... ولكنني ساراك هناك !

- نعم ولكن هذا لا يعني باننا نستطيع التحدث او حتى الاقتراب من بعض !

- امم.. سنجد حلاً لاحقاً ..

- لم اكن اعلم بانك ستكون هناك ..فلقد فكرت بمئة طريقه للهرب من المنزل بعد خروجهم والمجيء اليك ..

رفع حاجبيه وقال

- حقا؟

- نعم ..

- ولكنني لا افضل مجيئك الى منزلي وانا بصحه جيده !

- لماذا؟

- لانني لن اكون مستلقى على الاريكه طوال الوقت .. وهذا يعني بانني من الممكن بأن اكون خطراً عليك ..

تفجرت ملامحها من الخجل وهي تنظر اليه ...ابتعدت قليلا وهي تضرب يداه قائله

توقف عن التحدث هكذا ! ...بدأت تخيفني فلست معتاده على البيرتو الملتوي...

ضحك لوقت طويل ...وقال

- انتي جعلتني ابدو هكذا

-حسناً توقف ! ..حقاً .. لقد تأخر الوقت ويجب علي البدء بالعمل ..

-هل حقاً تطردينني من مكتبك يا انسه !

ابتسمت له وقلت

- نعم يجب علي فعل ذلك ..لانه ان لم افعل سنبقى هكذا طوال اليوم ..

- اه كم سيكون جميلاً ..!

- معك حق..ولكنني لدي اعمال كثيره !

-حسناً اذاً ..الى اللقاء ..

قبلها بسرعه قبل ان تغضب وذهب ...

ابتسمت برقه وهي تنظر اليه يغادر ..

وبعد خروجه فوراً ..دخل توم .. فغيرت ملامح وجهها عندما قال

- مالذي يريده هذا الرجل

- ااه .. انه ..انه هنا من اجل اعقاد اتفاقيه ! ولكنني رفضت ..اعني يكفي ما يملك من مشاريع مشتركه معنا ..

- معك حق ! .. ولكنه تأخر كثيرا! بدأت اقلق عليكي ..

احمر وجهي خجلا وقلت

- اه ..نعم ..لقد كان يحاول ...اقناعي !

- من الجيد انك رفضتي ! من يظن نفسه هذا الرجل !

- حسنا هذا يكفي .. لا يهم ..ماذا لدينا الان؟

- لدينا اجتماع مع السيده روز..

- حسنا هل جهزت الملفات المطلوبه؟

- نعم

- جيد ..هيا بنا اذاَ ..

.............................

مر الاسبوع ببطء على كاميليا ... لان الشغل كان يأخذ كل يومها .. كما ان الروتين بدأ يجعلها تمل للغايه ... ويرهقها ايضاَ ... لم ترى البيرتو بعد زيارته الحميمه الى مكتبها ... لقد كانت اخر مره تراه ولكن ليست اخر مره تتحدث معه ... انشغل كثيراً لانه مرض ولم يكن لديه وقت كاف ليكمل عمله ...فعاد لجميع ما كان ينتظره من عمل واجتماعات... اشتاقت له كثيرا ..ولكن الرسائل القصيره كانت تقلل من قلقها عليه واشتياقها له ... وهاقد اتى اليوم الموعود ..انه يوم الاحتفال .. ستراه اخيراً بعد ان مر اسبوع كامل وهي تحتمل ذلك الشوق ..ليديه التي تحاوطها وتعتصرها في احضانه ! .. توقفت امام خزانتها بحزن .. وهي تردد

- يوم عصر العنب ... يوم عصر العنب... يوم عصر العنب .. حقاً ماذا علي ان البس؟

دخلت جين ونظرت اليها في حيره من امرها .. ضحكت وقالت

- ماذا؟

- لا اعلم مالذي علي ارتداءه.. ماذا ترتدون في العاده؟

- امم دعيني ارى ... في العاده .. نرتدي اي شيء ولكن يجب بأن يكون لونه ابيض

- ابيض؟

- نعم .. هذه هي التقاليد

- حسناً اذا .. هل هذا ينفع؟

- نظرت جين الى الفستان الرائع وقالت

- نعم .. انه جميل !

- حسناً جيد ! شكرا لك جين ..

ضمتها بقوه ..فتعجبت جين قائله

- لماذا هذا الاهتمام المفاجئ؟ هل ستقابلين احد ؟

- لا. . لا بالطبع لا ..انه من اجل الحفل اعني .. يجب علي بأن ابدو مناسبه للحفل .. لا اريد بأن ابدو مختلفه .

ابتسمت لي بغرابه وقالت

- امم .. انها المره الاولى التي اراك متحمسه هكذا لحفل !

- نعم... لان فكرته غريبه حقاً .. وكما انني اريد التقاط الصور لاستطيع رسمها !

- حسناً اذا .. جيد .. ساذهب للتزين اراك لاحقاً ..

- حسناً ..

خرجت جين وهي تشعر بأن هنالك امر ما غريب بشأن كاميليا .. كما ان كاميليا وضعت يديها علي قلبها من الخوف .. كادت تكشف !

نزلت كاميليا للاسفل بعد ان انتهت من زينتها .. والكل يصرخ بغضب ونفاذ صبر ...

- كامــــــيليا لقد تأخرنا ! هيــــــــــــــــا !

دهش توماس وهو ينظر اليها

- واو .. كاميليا تبدين جميله للغايه !

- شكرا لك .!!

لقد كانت ترتدي فستان ابيض .. قصير و لديه اكمام متوسطه .. توجد به بعض الرسومات بالنقوش الذهبيه ..

وارتدت كعب عالي.. و وضعت بعض من مساحيق التجميل .. واحمر شفاة غامق ... رفعت شعرها للاعلى ..

نظرت اليها لورين بحنق وقالت

- اوه ها انتي ايتها العروس ! انتهيتي اخيراً

لم تكترث ..تحدثت مع جين طوال الطريق ..حتى وصلى الى المزرعه ..

نظرت الى هذه المزرعه الرائعه .. يالهي .. الاسبان يحبون المزارع بشده ! لقد ظنت بأن ساندرا تملك اجمل مزرعه رأتها في حياتها ولكن هذه ! ..انها قطعه من الخيال ! ..لقد كانت مرتبه للغايه .. وواسعه جداَ ..وكل تلك الاشجار العملاقه ..مليئه بالاناره ... وعند كل شجره ..يقف مجموعه من الشباب والشابات .. وفي ايديهم سلال .. يتسلقون الشجر بالسلالم .. ويقطفون العنب .. .ياله من منظر خلاب ... الكل يبدو في حالة رائعه ..يرتدون اجمل مالديهم..كما ان الجميع يرتدي الابيض من ما جعل المكان يجلب الراحه .. .مشت قليلا خلف جين بينما نظرت الى ذلك الحوض العملاق ... قالت لها جين وهي تبتسم وتمد لها سلتان..

هذه السلال لك .. في البدايه تذهبين وتجمعين العنب من هذه الاشجار ..وبعدها ترمين بهم داخل الحوض .. وعندما يمتلئ الحوض ..تبدأ المتعه .. !

ابتسمت لها وانا انظر بحماس ..

- حسناَ اذا ..

امسك توماس بجين وسحبها بعيداً ليتغزل بها كما يفعل الجميع بقرب الاشجار .. بينما مشيت باتجاه الاشجار وانا ابحث عن عيناه الحاده ... اين هو يا ترى .. ؟الم يأتي بعد؟

ابتعدت عن الاشجار الممتلئه بالفتيات والفتيان... وذهبت الى الخاليه .. لقد كانت لا تحمل اي اضاءات ...

رفعت يديها وقطفت بعض العنب ووضعته في السله ... بينما شعرت بيدان ترفعانها للاعلى لتستطيع قطف المزيد

ارتجفت في البدايه خوفاً ..ولكنها قبل ان تلتفت لترى من يكون .. اخترقتها رائحته الجذابه ...

انزلها للاسفل وهي تبتسم .. فضمته وقالت

- ها انت هنا.!

- ها انتِ هنا .. كنت ابحث عنكِ في كل مكان !

- وانا ايضاً .

نظر اليها بينما تحولت نظرته الى الجديه قليلاً

- الا تظنين بأن الفستان قصير للغايه؟

- نظرت الى اسفلها وهي متعجبه

- الم يعجبك؟

- بل اظنه سيعجب اي رجل !

-ماذا تقصد

- اقصد بأنك نصف عاريه بهذا الفستان .. ولا احب بأن اشارك هذه النظرات مع رجل اخر !

حزنت وهي تنظر اليه .. وقالت

حسناً .. لقد فات الاوان ها انا هنا ...

والتفت الى الشجره مجددا لتقطف العنب بغضب..

ضمها وقبل كتفها قائلاً

- اعتذر .. تبدين رائعة الجمال ..ولهذا انا غاضب.. لان هذا الجمال سيخطف نظرات الجميع

- لا لن يخطف ! انظر الى جميع الفتيات يرتدون مثلي.. وبعضهم يرتدي اقل تحشماً مني !

- هذا صحيح ولكنهم ليست جميلات مثلك !

- اه انت تحاول الفوز بهذا النقاش بدبلوماسيه !

- لا احاول الفوز بأي شي ولكن هل نظرتي الى نفسك قبل ان تأتين الى هنا ! انتي لستي في امريكا كاميليا انتي هنا في اسبانيا ! ولا تعلمين كيف هي عادات الرجال الاسبان ! انهم .... انهم شديدوا الغيره على نسائهم ! .. ان نظرتي بكثب ..فلن تري اي فتاة مرتبطه ترتدي لباس غير محتشم مع حبيبها!

التفت لانظر بكثب كما امرني وانا اشعر بالحنق كالاطفال .. .ورأيت كما اخبرني ! جميعهم محتشمات قليلا ..

التفت اليه وقلت بعد ان امتلت عيناي بالدموع

- ولكنني فعلت هذا لاجلك ايها الابله! لم اعتقد بانك ستشعرني بانني فاسقه هكذا بعد رؤيتي بفستان

قضيت اربع ساعات ابحث عنه ليعجبك ..

ظهرت شبح ابتسامته .. وارتفع حاجباه

- حقاً.. اهو لتثيرين اعجابي؟

احمرت وجنتاي وقبل ان افكر قلت بغضب

- بالطبع ايها الابله !

اتسعت ابتسامته لتظهر اسنانه الناصعه .. اقترب مني وقبلني .. وقبل ان يقول اي كلمه

ابتعد قليلا ..وقطف زهره .. و وضعها خلف اذني .. .قبل وجنتي وقال

- حسناً اعتذر يا سيدة كاميليا.. انتي تبدين جميلة للغايه ..

لم استطع مقاومة الابتسامه ..انا حقا لا استطيع الغضب منه ! او الاستمرار بالتدلل عليه !

لهذا انا اعلم بانني بلهاء ولكنني حقاً لا استطيع مقاومة جماله الخلاب .. ويديه الدافئه ...

لم يكن يرتدي اي شي رسمي ..لقد كان يرتدي بنطال جينز .. و قميص ابيض .. يظهر عضلات صدره البرونزي .. رفعت عيني قبل ان يراني احدق بجسده الرائع .. ولم يصفف شعره الاسود الكثيف كالمعتاد بالجل ! لقد كان مبعثراً كالغجر .. ياله من جميل ..اشعر بانه خرج من رواية اسبانيه عتيقه !

ساعدني في قطف العنب ...بينما قال لي

- انتبهي من الشوك ..

- حسناً ..

- دعيني اقطف وحدي .. كي لا تتأذي

- لا ..لن اتأذى .. ساكون حذره ..

نظرت الى الجميع وهم يشعرون بسعاده ..والبعض منهم يغني مع المسيقى ..وبعضهم يرقص بحماس...

لقد كانت الاجواء رائعه للغايه ..

مر الصمت بيننا ونحن منهمكان في قطف العنب ..بينما قطع الصمت قائلا..

- احبت والدتك هذا الاحتفال كثيراً ...

- حقا؟

اتسعت عيناي وانا انظر اليه بدهشه ؟

- نعم ..لقد كانت تتجهز له من وقت طويل .. وعندما يحين وقته .. تبدو كالنجمه ! ترتدي اجمل مالديها ..

وتأتي هنا لتقطف العنب مع الجميع وهي تغني وترقص ..

نظرت اليه بدهشه

- امي؟

- نعم ..

ابتسم قليلاً وقال

- لن تصدقيني ولكنها تتحول الى امرأه اخرى هذا اليوم .. ليست تلك الامرأه الرسميه ذات المزاج المتقلب ! لا .. في هذا اليوم..تطلق الفتاة التي بداخلها .. وتدهش الجميع ..

وقبل ان استطيع استيعاب الامر ..اطلق صوت صفير عالي ...

فنظرت الى البيرتو بقلق ... فابتسم لي قائلا

- انتهى وقت جمع العنب هيا بنا .. خذي هذه السلتان ..وانا ساخذ الباقي..

- حسناً اذا ..اراك لاحقاً ..

قبلني بقوه وتركني بعدها مشي خلف الاشجار

اقتربت من جين بعد ان قالت

- اين اختفيتي يا فتاة هل حقاً جمعتي هذا وحدك يالهي.

-نعم ..لقد كان الامر مسلي للغايه ..

- هيا بنا لنضعهم هنا..

اقترب رجل وامسك بيدي وصرخ ..

- سيداتي سادتي.. هذه الفتاة الجميله تكون ابنت السيدة الراحله جيسي رونالد ! . التي كانت تحمل الكثير من الحب لهذا الاحتفال المميز .. لنحيي كاميليا معاً ..

اتسعت عيناي من شدة الخوف .. مالذي يفعله هذا الرجل .. ولكنني استرخيت قليلا بعد ان سمعت ما قاله ..ابتسمت له ..

بينما اقترب مني وضمني بقوه ..

ضحكت قليلا وقلت

- شكرا لك سيدي !

مد لي يده وقال

- ناديني بالعم سباورو..

-حسناً ..

صافحته وبعدها ... اختفى بين الجميع .. شعرت بالقليل من خيبة الامل بعد سماع هذا الحديث عن امي مما جعلني اتذكر كل ما حدث سابقاً ... .

اجتمع الجميع ليرمي بالعنب داخل الحوض .. و بعد ذلك بدأ الرجال بحمل نسائهم ووضعهم داخل هذا الحوض العملاق .. اقترب توماس مني بعد ان خلعت حذائي كما امرتني جين ..وحملني بعد ان حمل جين ووضعنا داخل هذا الحوض ..

نظرت الى قدماي وهي تغرق في العنب بدهشه

- يالهي ..لا اصدقك بانني افعل هذا !

مسك النساء ايدي بعض .. وبدأو بالقفز والرقص .. والغناء ايضاً ..ولكن بالاسباني ..

لم افهم ما قالوه ولكنني كنت سعيده بهذا المشهد المفعم بالحيويه .. .تطاير العنب على ثيابنا .. وعلى وجهنا .. وتحول الابيض الى البنفسجي ! .. تجمع الرجال حول الحوض وبدأو بالتصفيق .. لمحت عيناه الحاده تحدق بي .. وشبح الابتسامه يظهر على شفتيه .. حاولت التظاهر بأن الامر لم يعلق ببالي ولكن في الحقيقه شعرت بنغزات الم تعتصر قلبي.. وانا اتخيل امي في كل زاويه من هذا الاحتفال ! ... ترقص هنا معنا .. تغني هناك معهم .. تقطف العنب .. وهي سعيده .. .وصفهم لها جعلني اشعر بالغرابه ..فلم ارى والدتي يوماً سعيده جداً وتفعل ما يحلو لها .. وتطلق العنان لكل ما تريد ... لطالما شعرت بانها مقيده بأغلال الاتيكيت .. والرسميه .. ولكن حديثهم عنها يجعلها تبدو امرأه طبيعيه للغايه .. امرأه سعيده ! .. رأيت الى الجميع وهم يتحدثون عنها كيف يبدوا سعيدين من تذكرها .. حاولت اخفاء حزني ..والتظاهر بانني كنت مستمعه للغايه ولا افكر في اي شي غير ذلك العنب الذي يتطاير امامي..

بعد انتهاء تلك الرقصه.. نزلت جميع النساء من الحوض .. و بدأو بالرقص ... بينما اخذت حذائي العالي ..وذهبت لاغسل قدمي...ابتعدت عن الاحتفال قليلا .. وتوقفت لاغسل قدماي..

شعرت بجسده الضخم يضمني .. وصوته الاجش يقول بحزن

- اعتذر لانني جعلتك حزينه .. بالحديث عن والدتك ..

التفت اليه وضمته بقوه .. سال دمعها ..وكل ما كانت تحمله من حزن ..

ادخل يديه في شعرها وقال ..

- لا بأس .. لا تحزني ..ستكونين بخير ...

- لا . .لست حزينه .. انا حقاً سعيدة بمعرفة انها كانت سعيده ... على الاقل .. شعرت ولو لمره بأنها حره .. وسعيده بما تفعله .. هذا يكفي بالنسبة لي..

قبل وجنتيها ومسح دمعها وهو ينظر الى عينيها المليئه بالدمع ..

- انتظريني هنا ساحظر لك الماء ...

امسكت بيداه وقلت

- انتظر .. احمل لك هدية ..

- ماذا؟

ادخلت يدي في حقيبتي ...واخرجت تلك الولاعه ... تلك التي اشتريتها منذ وقت طويل للغايه ..

نظرت اليه ومسحت دمعي .. امسكت بيداه وفتحتها .. وضعتها داخل يده ... وقلت

- اشتريتها لك عندما اصبت بتلك الطلقه ..

نظر الي بدهشه وقال

- ماذا عن السوار تعلمين بانني لا اخرجه عن يداي..

نظرت الى السوار في يديه وابتسمت ...

وقلت

- احترت كثيراً في ذلك اليوم .. ماذا يجب ان اجلب لك .. لان مشاعري كانت مختلطه كثيرا عندما يتعلق الامر بك .. بعدها ..نظرت الى هذه الولاعه ..وكنت خائفه بأن اهديها لك لانني لن استطيع شرح ما جعلني اشتريها ...

ابتسم لي وهو ينظر بيعينه الحاده والتي كنت اراها مخيفه ولكن الان .. انها ..انها تعبتر ملاذي الوحيد !

انظر الى هذه الرسمة ..انها نصفين .. النصف الاول .. رائع .. تملئه الزهور و تغطيه الشمس ..ولكن النصف الثاني .. مخيف .. لانه غامض .. مخفي في الظلال .. لا توجد به ازهار .. ولا شمس تضيئه .. رفعت عيناي ونظرت اليه .. واكملت

- بعد ان رأيت الرسمه ...علمت ما اشعر به نحوك ... نظرت اليها وكانني انظر اليك .. تملك ذلك الجانب المخيف .. وذلك الجانب الرائع .. الان اشرح لك لانني ايقنت تماماً ..بانني احبك ! ..واحب النصفين بداخلك ! ...لذا ... البيرتو قد سلمتك قلبي ... وانت الان تملكه .. ارجوك كن حذراً ولا تقتله ! لا تقتله بجفاءك وابتعادك عني .. كن دوماً بجانبي البيرتو .. لانني لا املك احد سواك ! .. ساعدتني في تخطي اسواء مراحل حياتي .. جعلتني اشعر بانني طفله ! طفله لا تعلم اي شي عن الحب .. معك ... شعرت بمشاعير .. لم اظن بانها موجوده في داخلي ابداً ... حلمت بك .. وتحقق حلمي ..وها انت الان بالقرب مني .. ارجوك .. لا تبتعد عني ابداً ..

وقبل ان يتحدث .. اقربت منه وقبلته ...لاول مره ..

ابتعدت عنه بسرعه .. بينما كان ينظر الي كالصنم .. لا يتحدث ولا يظهر اي ردة فعل ..

امسكت بيديه وقلت

- هل انت بخير؟

فقال وهو يحمل نفس الدهشه على ملامحه ..

- هل انا احلم؟.. هل .. حقاً عنيتي ما قلتيه؟... هل قبلتني قبل قليل؟

ضحكت وانا انظر اليه في حيرة من امره وكأنه رأي شبح امامه ..

-لست تحلم ..انا احبك .. ولن اخفي هذا الشعور امامك بعد الان!

وبعد ثوان سمعت صوت لورين تصرخ بأسمي ...

لبست حذائي .. وقلت له

- ساذهب الان ..يجب ان لا تراك لورين .. الى اللقاء ..

لم يتحرك من مكانه مما اضحكني مجدداً .. توقف كالتمثال يشاهدني اختفي بين الاشجار ..

الجميع كان يسأل عن تلك الابتسامه التي تظهر على فمي ... ولكنني ظللت اجبهم بنفس الاجابه ..

- لا شي ولكنني سعدت حقاً بالاحتفال ..

لم استطيع تصديق ما فعلته ...هل حقاً اخبرته بكل هذا ؟... نعم لقد اعترفت له بكل ما اشعر به ! انا حقاً لا اصدق بانني تحدث بكل جرأه ولم اشعر بالخجل امامه ! لم اشعر بالخوف من قول ما اشعر به ؟

انا حقاً سعيده .. سعيده جداً ..انه الان يعلم بكل ما اشعر به ! .. لقد تصافينا .. نحن الاثنان اعترفنا بمشاعرنا بكل صراحه .. ماذا بعد؟...

....................

CFA 27-09-16 08:10 PM

الفصل الثاني عشر والاخير ..


تحدثت الى شين لوقت طويل وانا احكي لها كل ما حدث .. ولم اسمع الا تلك الصرخات التي كانت تطلقها في نصف حديثي... ضحكنا طويلا وكانت سعيدة جداً لاجلي...لم تصدق بانني قبلته ! فهي تعلم كيف اخجل من حديثي مع اي رجل فكيف بتقبيله ! ... وبعد التحدث اليها لساعات . .. استسلمت للنوم ..الذي لم اعد اريده ... لانني كنت اعيش حلمي وانا مستيقظه .. بجانب البيرتو الذي جعلني اشعر بانه لا داع للاحلام مجدداً ..

وفي اليوم التالي ..تعجبت كثيرا بان البيرتو لم يتحدث معي ... لقد مر اليوم باكمله ولم يبعث لي رساله حتى ...

وكل الافكار السيئه بدأت بالظهور في مخيلتي.. .

- الم يعجبه حديثي ؟؟؟؟.. لا اعرف ولكنه لم يتحدث في وقتها لقد كان مندهش كثيراً ... يالهي... ماذا ان كان لا يحب المرأه الجريئه .. ماذا ان كان يفضلني تلك الخجوله !!! بالطبع ...بالطبع يالي من بلهاء ... فلقد كان غاضباً جدا لانني ارتديت ذلك الفستان القصير فكيف بساعات من اعترافي بحبه كالبلهاء ...يالهي ...بالطبع يراني الان مثيرة للشفقه ! .... نعم... لم يجبني حينها ... لم يجبني لانه كان مندهش كيف اخبره بهذا ! ... اليس كذلك؟... يالهي .. ان تحدثت اليه سابدو مثيرة للشفقه اكثر ! .. ولكنني قلقه .. لماذا لم يتحدث معي ... هل اراسله ؟ نعم .. فليس من الطبيعي بان يصمت هكذا بعد اعترافي له بكل مشاعري ....

اتصلت به ولكنه لم يجب عليها ...

واتصلت مجدداً بعد ساعات ولكنه لم يجب !

اعترتها الضيقه والحزن ....مالذي فعلته خاطئ يا ترى ..؟ من المفترض بان يكون سعيداً بما قالته ..

وبعد مرور يومان ... ذهبت الى مكتبه .. وقالت

- اين هو السيد البيرتو؟

- اعتذر يا انسه انه ليس هنا..

- ماذا تعنين .. اين هو؟

- لقد ذهب الى رحلة عمل !

- ماذا !!!

رحلة عمل لم يخبرني عنها؟... لا اعلم مالذي يحدث ولكنني لست مرتاحه .. بدأت اقلق .. هل يتجنبني بعد اعترافي له؟

عدت الى المنزل .. وانا حقاً قلقه .. اتصلت به مجدداً .. هاتفه مغلق..

مالذي علي فعله ..

دخلت جين الى الغرفه وقالت

عزيزتي.. هيا بنا الغداء جاهز...

نرلت الى الاسفل ولا انا لا املك اي شهيه للطعام ..

جلست بهدوء .. وبعد دقائق نظرت الى توماس وقلت

- توماس.. هل تعلم اين هو السيد البيرتو؟

نظرت الي لورين وقالت

- ولماذا تسألين عنه يا انسه ؟

-هناك اجتماع مهم للغايه بيننا ولم يحضره الامس..

- حقاً ؟.. لا اعلم ولكنه بعث لي رساله بانه سيذهب الى رحلة عمل .. ومن الممكن بأن يتأخر ..

اتسعت عيناي وانا انظر اليه

- ماذا !

-نعم... من الممكن بأن يكون قد نسى الاجتماع...

امتلئت الدموع في عيناي ... وانا اشعر بخيبه امل كبيره ..اشعر بصدمه ... هل الامر حقيقي؟ هل تركني وذهب الى رحله دون اخباري؟... هل حقاً .. يتجنبني ..؟ انه لا يريدني؟.... لا ..لا اظن بانه يفعل هذا بي ... محال !!! اعلم جيداً بأنه يحبني !!! ولن يتركني هكذا ابدا !!!! نعم انا متأكده من ذلك !!!! ميقنة تماما بانه لا يستطيع التخلي عني !!!! ليس هكذا !! ....

سانتظره وبالتاكيد سيكون هناك مبرراً لما سيقوله ! !..

وبعد مرور اسبوع ... زادت حالت كاميليا سوءاً .. توقفت عن الاكل تماما .. وكانت شاحبه للغايه ... عادت كما كانت تبدو في جنازه والدتها ..تعجب الجميع من الامر ...مالذي حدث لها ...

اقترب جين منها وهي تمسك بيديها وتقول

- كاميليا انتي تخيفيننا ! .. ارجوك اخبريني ماذا يحدث .. نستطيع مساعدتك في اي امر !

نظرت اليها ببرود والدمع يسيل من عينيها ...

- لا تستطيعون المساعده في هذا الامر ..

- مالذي حدث يا كاميليا ارجوكي اخبريني ... فلقد تغيرتي كثيرا في هذه الايام ! عدتي تحتجزين نفسك في الغرفه ولا تأكلين ابداً انتي تخيفينني !

- لا تقلقي .. ساكون بخير..

- كاميليا اخبريني مالامر...لن اذهب من هنا حتى اعرف مالامر ..

نظرت اليها والدمع يسيل من عيناي ...

- عيديني بانك لن تخبري احد بالامر ..

- اعدك !

- انا و البيرتو كنا على علاقه طوال هذا الوقت

- ماذا ؟

اتسعت عينيها وقالت بدهشه

- هل انتي جاده؟..ولكنكم تتشاجران طوال الوقت

- نعم ولكن هذا امامكم فقط ..لم نستطيع اخباركم بالحقيقه قبل ان يسجن مارت .. لان البيرتو كان خائفا علي منه ! .. لا يريده بأن يؤذيني ليبعدني عن البيرتو ...

دهشت جين وهي تسمع مالذي كنت اقوله .. واكملت بحزن

- يوم الاحتفال ..اخبرته بكل مشاعري .. اعترفت له بانني احبه ولا استطيع العيش بدونه ...لقد كان في صدمه... وبعد ثوان .. ذهبت مسرعه لان لورين كانت تبحث عني ... ومنذ ذلك اليوم ... لم نتحدث ! لا يجيب اتصالاتي ...والان هاتفه مغلق ! .... وكما سمعتي توماس .. اخبر الجميع بانه ذهب الى رحله معادي ...

بكت كاميليا بحزن وهي تقول

- هل تعتقدين بانه لم يعد يحبني؟

- هل تمزحين كاميليا !!!! لا بالطبع .. انا متأكده من انه يحبك ! ولكن انتظري حتى رجوعه ... صدقيني سيخبرك لماذا فعل هذا !

-ولكن هاقد مر اسبوع ونصف .. ولم يأتي .. لم اعد استطيع الانتظار ! ان لم يكن يريدني ...لماذا لا يخبرني بصراحه

- لا ... كاميليا انه يريدك بالتاكيد... البيرتو رجل جيد ..ومن المحال بان يتركك بهذا الشكل

وضعت يديها على وجهها وهي تبكي مجدداً ...

- انا لا استطيع العيش دونه جين ...احبه ....احبه بجنون !

ضمتني وهي تربت على رأسي...

- لا تقلقي.. صدقيني سيخبرك بالحقيقه عند عودته ...

نظرت الي جين بقلق .. وهي تحرك قدمها بسرعه ... بطريقه غريبه ..

فقلت

- ماذا بك ؟

- لا شي....

- ماذا هناك جين؟

- في الحقيقه ... انا قلقه بأن الامر ليس رحلة فقط...

- ماذا تعنين؟

- توماس ايضا ً اخبرني بان الجميع يبحث عن البيرتو ... من المحال على البيرتو الاختفاء فجاءّه واقفال هاتفه ..

الجميع يتصل عليه ولكن كما قلتي سابقاً هاتفه مغلق ..كما ان لديه اجتماعات كثيره للغايه تم تأجيلها بسبب ذلك ! والجميع يعرف البيرتو انه لا يأجل عمل اليوم للغد ابدا ً ... كما ان سكرتيرته الشخصيه متعجبه بانه بعث لها نفس الرساله التي بعثها للجميع بانه سيذهب الى رحلة عمل لوقت معين ..ولا يجب عليها الغاء كل مشاريع وقت اختفاءه حتى يعود .. اخبرت توماس بانها معتاده على البيرتو يتحدث اليها بالهاتف ليس بالرسائل ! ..كما انها المره الاولى التي يختفي لوقت طويل كهذا دون التحدث مع اي شخص ! ... وايضا كيف له بأن يذهب الى رحلة عمل ...وهي لا تعلم لاي بلدة ذهب؟ او لاي مشروع ؟... في العاده سكرتيرته الشخصيه هي من يقوم بحجز وشراء التذاكر ...هذا ان لم تكن معه على متن نفس الطائره .. !

اتسعت عين كاميليا وهي تسمع هذا الكلام من جين ...وكأن العالم اسود امامها ...

وفي دقائق.. وبعد استيعاب كل ما سمعته ... سقطت الدموع من عينيها وصرخة وهي تقع ارضاً ..

- مـــــاذا ؟؟؟؟؟...مالذي يعنيه هذا يا جين !!!!!!! ماذا لو اصابه مكروه؟؟؟؟

- امسكت بها جين وقالت

- اهدئي كاميليا ..هذه افتراضات فقط !! ارجوك ِ توقفي عن البكاء ..

دخل الجميع الى غرفها بعد سماع بكاءها ...

وعلم الجميع بالقصه ....بعد ذلك اخبر توماس الشرطه بالبحث عنه بعد وقت طويل وهو يحاول إقناعهم بانه خطف

- ولكن يا سيدي لقد بعث رساله للجميع بانه سيسافر ..فهذا لا يعني بانه قد خطف

صرخت كاميليا في وجهه

- انا حبيبته !!! الا تفهم !!!! لم يتحدث الي منذ وقت طويل وهذا لا يحدث !!!! انا متأكده بان امرا ما اصابه !!!!!

امسك بها توماس وهو يهدئها ..

- كاميليا اهدئي ... لن يحدث له شيء ...

- توماس !! ... ارجوك دعنا نبحث عنه ارجوك !! ...

فقال

- بحثنا عنه في كل مكان يا كاميليا حتى مارت لا يعلم اينه !

- مارت !!!! !انه مارت! !!!صدقني هو من فعل به ما فعل !!!!!!!!! يالهي لا احتمل هذا ارجوك يا توماس ابحث عنه !!!!!

-حسنا ً ..حسناً اقسم لك بانني سابحث ... اقسم ...

.......

وبعد مرور يومان ..دخلت لورين الى غرفة كاميليا وهي تحاول مساعدتها على الاكل ...ولكنها وجدتها ملقيه على الارض

فصرخت

كاميليـــــــــــــا !!! ..يالهي ماذا بك ...

اخذوها للمشفى .. وهم قلقين ...فقال الطبيب بانها تشعر بالارهاق وسوء التغذيه ... كما انها تعاني من نقص في الكثير من الاشياء .. يجب بأن تبقى بالمشفى حتى تستعيد قوتها .. .

قال توماس وهو ينظر اليها خلف الزجاج

- هل يمكنني رؤيتها دكتور؟

- اعتذر ..حالتها النفسيه لا تسمح بأي زوار .. كما اننا سنحتاج لبعض الوقت لتستيقظ ...فجسدها مرهق للغايه يبدوا بانها لم تنم منذ وقت طويل ! ولم تأكل ايضاً ..

بكت جين كثيراً .. وهي تضم توماس...

- يالها من مسكينه .. لم تنتهي من معاناة والدتها ...والتي اتعبتها كثيرا حتى عادت لطبيعتها ... واحبت الحاية مجدداً ..ووجدت حب حياتها !!! .لتفقده الان ... هذه الصدمه جعلتها تفقد نفسها .... توماس انها لا تحتمل اي صدمات ! ...انظر الى حالها ... انها متعبه كثيرا ً ..يجب ان نفعل اي شيء ...

فصرخ توماس بقلق

- مالذي استطيع فعله يا جين !!!! بحثنا عنه في كل مكان ...لقد اختفى !!! اختفى !!!!

وبعد مرور ثلاثة ايام ...

فتحت كاميليا عينيها .. لتشعر بتلك اليدان الدافئه ... و تلك الشفاة الناعمه على وجنتيها ... تهمس بالقرب من اذنيها ...

اشتقت اليكِ ...

فتحت عينيها لترى خياله .. خيال عيناه الحاده تحدق بها .. استعت عيناها ... وبدأت الرؤية تتضح لها...

انه هو ... هو !! سال الدمع من عينيها مجددا .. ولم تستطع التحدث من ضعف حالتها ...

هل انا احلم؟؟؟.... هل هذا البيرتو ...؟..

ابتسم لها بينما اعتصر يديها بيديه ... ورفعها ليقبلها ويضعها على وجنتيه ...

- احبك يا فتاة ! ...

قرصت يديها وهي تنظر اليه .... انها لا تحلم .. انه هو ...

صرخت بصوتها المبحوح وهي تضمه بقوه ... وتبكي

- لم اخسرك .... انا ... لم اخسرك....انت...هنا.....هذا انت....

قبلها بشغف ودمعه يسيل على يديها ..

وقال

هل تظنين بانك ستتخلصين مني بهذه السهوله ... ليس بعد تلك الليله !!

- اشـ ـ تقت لك !!!! اشتـ ـ ـقت لك كثيرا !!!!- وانا ايضاً حبيبتي !!!! .. اقسم بانني اشتقت اليك ..

وبعد ان ضمته لفتره طويله دون التحدث ...فقط الهذيان بأسمه ..

نظرت الى يديه .. وقدمه المكسوره ...لقد كانت في وجهه بعض اثار الجروح ...و كما ان شعر ذقنه طال قليلا ... ليجعله يبدوا اكثر وسامه ...

نظرت اليه وقالت

- مالذي حدث لك ... اين اختفت !!! لقد ...لقد خفت كثيراً بأن يصيبك مكروه ..ماذا بها يدك .. ورجلك؟؟؟ يالهي هل تؤلك؟؟؟؟

- انا بخير ..حبيبتي ،، انا هنا ... بجانبك ..دعك مني...لقد اخبروني كم كنتي شقيه في غيابي ! ...

توقفتي عن الاكل والنوم ..انظري الى حالك كيف تبدين متعبه ..

اقترب منها مجددا وضمها ..

- اعتذر ...اعتذر لاختفائي..

- من ... من فعل هذا بك ... انا اعلم ...بانك لن تبتعد عني هكذا ...

- هذا صحيح حبيبتي....

مسح دمعها ... و قال

- اهدئي.. ساخبرك بالامر ...ولكن اهدئي..

- انه مارت...للاسف ... خالي مارت

- مارت؟؟؟.. مارت الحقير ....كنت اعلم بانه خلف الامر ...اقسم لك .. يالهي لا اصدق ... لا اصدق هذا ..

مالذي فعله بك حبي .. ماذا فعل !! هل انت بخير؟...

- انا بخير .. انظري الي ...انا بخير ..

- مالذي ..مالذي فعله ذلك الرجل لك !!

- اختطفني...

ضحك بشمئزاز .. واكمل

- علم بعلاقتي معك .. وكان غاضباً لانني لم اكن بجانبه .. حاولي تهديدي بانه سيقتلك .. وبعد ذلك ..

-بعد ذلك ماذا؟..

- بعد ذلك .. لم استطع السيطره على نفسي.. قمت بضربه !..

وضعت يداها على فمها لتغطي دهشتها ..

- ماذا !

- نعم ... وبعد ذلك طلب من رجاله .. بأن ... يفعلو هذا بي .. كما ترين... واحتجزوني هذه الفتره ..

- ولكن ... ولكن ماذا عن الرسائل..؟؟؟

- هو من بعثها .. .لهذا لم يبعث لك ..لانه لم يكن متأكد بشأن علاقتنا ...فلم يخاطر بالارسال لك ..

- يالهي .. لا اصدق .. احمد الله بانك بخير ... انا حقاً احلم ...

ضمته مجدداً بقوه ..

- كدت اخسرك البيرتو .. كدت اخسر روحي ! كنت قلقه في البدايه بأنك لم تسعد بما قلته لك في الاحتفال ..كنت قلقه بانك ..لم تعد ..

قاطعها وهو يقبلها بشغف ..

وبعدها اخرج الولاعه من جيبه ...ونظر اليها .. وقال

- هذه ما جعلتني اتحمل ... اتحمل كل ما حدث لي ... تلك الكلمات التي قلتها ... لم تفارق عقلي ابداً... كل ما كنت ارجوه بان اعود ...لاخبرك بانني احبك ! .. وبأن تلك كانت اجمل لحظه في حياتي !!! تلك كانت ... لحظة لم اعش مثلها يوماً ..شعرت بأن كلماتك ... خلقت لي اجنحه ...لتجعلني اطير الى عالم اخر ! ...

ضمته بقوه ...وهي تبكي ...

- احبك !! لم استطيع نسيان تلك اللحظه ...مع انني خفت كثيرا لانك لم تجبني حينها

- هذا صحيح ...دعينا نكمل ما كنا نفعله في تلك اللحظه ... اين كنا

اقترب منها وهو يلوي شفتيه وينظر اليها محاولاً ان يخفف عنها آلمها...

ضحكت والدمع يسيل من عيني ...وضعت يداي على وجنتيه .. وانا اقول

- كنت اقول بانني احبك كثيراً .. ولا استطيع العيش بدونك البيرتو .. ان ذهبت مجدداً ...فاعلم بانني حقاً ..

قبلها مجددا وقال

- حسناً ... بما انك وقعتي الان في الفخ ... وبما انني لن اتركك بعد الان...وبعد سماع كل هذا ..

هل تقبلين الزواج بي يا انسه كاميليا ؟...

ضمته بقوه .. وقالت ..

- نـعـــم !! بالطبع اقبل ..

قبلها بينما سمعت تصفيق جين و توماس وريتشارد خلفها ...

علمت لاحقاً بأن مارت و عصابته تم القبض عليهم .. وسجنهم للابد.. كما انه خسر سمعته وشركاته ..

.................................................. ................................................

كان يوماً مشمساً ... استيقظت كاميليا وهي سعيده للغايه .. انه اليوم !! ...يوم زفافها ..

لقد كانت تبدو كالملاك ... دخلت الى غرفتها شين ..وهي تنظر الى جمالها ...

- مفاجاءه ..

- يالهــــــــــــي شين !!!!! شين !!!! شين !!! لا اصدق ذلك

ضمتها بقوه ...وقفزا معاً ..

- هل تمزحين !! وهل كنت سافوت زفافك من الاسباني الوسيم !!!

ضحكت كاميليا وقالت

- هل تعرفتي على البيرتو ؟

- بالطبع .. فهو الذي جلبني الى هنا !..

ابتسمت لها وقالت

- شين ! هل انا احلم ...اشعر بأنني لا استطيع تصديق الواقع .. لم يكن الواقع بهذا الجمال من قبل !

- انك لا تحلمين !!! هذه هي نهاية القصة يا سندريلا .. هاقد فزتي بالامير ! ...

ضحكنا لوقت طويل ... وبعد ذلك .. كل ما كنت اراه ... اوسم رجل قد رأته عيني .. يمسك بيدي ويضع بها الخاتم ... يقبلها وينظر الي .. ويقول

- انتِ لي الان .. لي وحدي !

***تمــــــــــــــــــت***


شكراً لكل المتابعين ولجميع من اسعدني بتعليقه على الروايه ..شكراً لكم هذا يعني لي الكثير ..

كاردينيا الغوازي 27-09-16 08:19 PM

الف مبروك انتهاء روايتك وتمييزها
نعتذر للخلل الي حصل للمنتدى وادى الى ضياع خمس فصول مع تعليقاهم
ارجعنا اليك بالنسخ الفصول المفقودة

بانتظار جديدك دائما

menamohamed 27-09-16 08:26 PM

شكرااااااا شكرااااااااا

hopehopa 27-09-16 08:28 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

بعثرة ذات 27-09-16 08:29 PM

جارى التحميل
مبروووووووووك الرواية

مجد22 27-09-16 08:37 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

شوقا 27-09-16 08:43 PM

السلام عليكم ورحمة الله

هبه 13 27-09-16 08:50 PM

رواية
 
رواية روعه وحلول كتيى


مميزة

عبير على محمد 27-09-16 08:55 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

لمى المصري 27-09-16 09:14 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

kiara003 27-09-16 09:20 PM

Thx
 
Thxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxx

sanahdb 27-09-16 09:22 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

theredrose 27-09-16 09:26 PM

مبرووووووووووووووووك وبالتوفيق

سارة 3 27-09-16 09:28 PM

جميلة جدا جاد شكرا

khadijaa 27-09-16 09:28 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته السلام عليكم ورحمة الله وبركاته السلام عليكم ورحمة الله وبركاته السلام عليكم ورحمة الله وبركاته السلام عليكم ورحمة الله وبركاته السلام عليكم ورحمة الله وبركاته السلام عليكم ورحمة الله وبركاته السلام عليكم ورحمة الله وبركاته السلام عليكم ورحمة الله وبركاته السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

sasogamal 27-09-16 09:33 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

noha 3 27-09-16 09:40 PM

شكررررررا على هذا المجهود الرائع

نسييم الروح 27-09-16 09:55 PM

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

run 27-09-16 10:03 PM

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

زهرة احساس 27-09-16 10:14 PM

مساء الخيرات🌹🌷🌻🌺🌼💐💕💕🌸🌹🌷🌻🌺🌼

الشيماءعمر 27-09-16 10:19 PM

Vggdfffghhgggfff bhgffffffhjufdxd

عشق العين 27-09-16 10:22 PM

شكراااااااااااااا

أسراء اللبنانيه 27-09-16 10:33 PM

شكرا" كتيررررر عالروايه المميزة حبيبتي 😍😍

سمسمونة 27-09-16 10:58 PM

جميييييييييييييييل جدا شكرا جزيلا 💜💜💜💜💜💜

Loloelmahdy 27-09-16 11:06 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

Sanamero 27-09-16 11:34 PM

واخيرا أكملها روايه حلوة


الساعة الآن 01:51 AM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.