آخر 10 مشاركات
قساوة الحب - أروع القصص والمغامرات** (الكاتـب : فرح - )           »          همسات حروف من ينبوع القلب الرقراق..(سجال أدبي)... (الكاتـب : فاطمة الزهراء أوقيتي - )           »          عاشق ليل لا ينتهى *مميزة*,*مكتملة* (الكاتـب : malksaif - )           »          حب في عتمة الأكــــــاذيب " مميزة و مكتملة " (الكاتـب : Jάωђάrά49 - )           »          وَجْدّ (1) *مميزة** مكتملة* ... سلسة رُوحْ البَتلَاتْ (الكاتـب : البَتلَاتْ الموءوُدة - )           »          485 - قلب يحتضن الجراح - كارا كولتر ( عدد جديد ) (الكاتـب : Breathless - )           »          تشعلين نارى (160) للكاتبة : Lynne Graham .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          5 - الرجل السراب - جانيت ديلي - أحلام القديمة ( كتابة / كاملة ) (الكاتـب : gasmin - )           »          إشاعة حب (122) للكاتبة: Michelle Reid (كاملة) (الكاتـب : بحر الندى - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات العربية المنقولة المكتملة

Like Tree2Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-10-16, 07:38 AM   #1

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25 عالم موازي / للكاتبة شهد حلمي ، مصرية مكتملة






بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نقدم لكم رواية
عالم موازي
للكاتبة / شهد حلمي



قراءة ممتعة للجميع......






التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 30-07-17 الساعة 10:20 PM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-10-16, 01:11 PM   #2

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

رابط لتحميل الرواية

https://www.rewity.com/forum/t364925.html#post11841869


بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عندما تعيش الموقف...يبدأ عقلك بأحياء قلبك الذي بدى مستكين..لتبعث روح الأنسانية فيك..و هذا ما جرى لي...

في عالم موازي.....




التعديل الأخير تم بواسطة فيتامين سي ; 26-12-16 الساعة 12:21 AM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-10-16, 01:12 PM   #3

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


(1)


"لم ينتهي كذب العرب عن حالهم فكيف يقتل اثنان و عشرين مشجع مصري لمجرد الدخول الى لعبة كرة القدم!!...فهم فقد يريدون الشهرة و الاهتمام ..لم تخطئ امريكا بتسميتهم العالم الثالث!"
بقلم:سيلا
وقفت سيلا من مقعدها بعدما اخرجت حاملة البيانات "فلاش ميموري" من الحاسوب ..اتجهت الى رئيس تحرير الجريدة و الأبتسامة تعلوا وجهها.طرقت الباب بلطف و أنوثة ..لتسمع اذنه بصوت اجش يحتله الرجولة..دخلت اليه و اغلقت الباب خلفها ..سرعان ما ارتسمت البسمة على وجهه ..عندما التقت عينيه بجسدها الخلاب..فهي فتاة في العقد الثاني..يمتلك جسدها قوام ممشوق...يسحر الأعين كما تجذب عينيها الزرقاء..كل من لمحها..و تضفي بشرتها البيضاء التي يحاوطها الشعر البني..نورا في اعين الغير
سيلا:حبيبي ماله؟
-جورج نرفزني
اتجهت خلف مقعده و بدأت بداها بأتخاذ سبيلها الى كتفيه لتدليكهما
-جورج ده عايز قطع لسانه علشان بيزعلك
رد هو بضيق:المصيبة ان ليا مصالح معاه
سيلا بدلال:مليون واحد نفسه يشتغل معاك يا عمري بس انت تشاور
اوقفها عن التدليك..ليسحب يديها و يجلسها على مكتبه..اقترب بالمقعد..اليها
-طب انا شاورت و قررت كمان مش ناقص غير صاحب الشأن
-مين يا حبي و انا اجبره
-انتي يا قلب حبك
انتفض بدنها...و اعتدلت في جلستها لتتغير ملامح وجهها
-بيبي انت عارف رأيي في الموضوع ده و بعدين دادي رفض
-بس انتي تعرفي تقنعيه يا سيلا ..ده لو عايزة
اقتربت منه في دلال ممزوج ببعض الضيق
بيبي مش ندخل علاقتنا ببابي بليز انا بموت فيك و انت عارف بس برضوا بابي مش عايز يشاركك
- ما هي ناجحة اهي مالها يا حبيبتي و بعدين انا وانتي واحد
بدأت سيلا ان تحس انها في مأزق فهي لا تريد ان تحزنه..ولا تريد ان تشاركه
-بليز يا روحي اقفل على الموضوع
قاطع حديثهما دخول مصححة المقالات لتعتدل سيلا من جلستها و تشعر بالخجل
-خير يا ميرا..عاوزة حاجة
نظرت له ميرا بضيق...لترد عليه
"اسمي اميرة مش ميرا ..و بعدين مقالة شركة الأدوية هنزلها في العدد اللي جاي..علشان اخطأها كتيرة
-طيب طيب..ولو مش حبه تنزليها It’s your choice
-بعد اذنكم
خرجت ميرا لتعود سيلا الى جلستها و دلالها
-بيب مش انا خلصت المقالة اللي هتتنشر بعد بكرة و هقولها في المؤتمر
نظر لها في فرحة مصتنعة...و ابدت ملامح وجهه دورا عظيما في اسعادها
-بجد!..اكيد هتبقى بريمو..بس عن ايه
ردت عليه بأبتسامة كبيرة و كأنها تنفي انها منهم
-عن العرب و اللي حصل في مصر
اقترب منها ليقبل وجنتيها و يحيها
-ايوة كده يا قلبي..الناس مش هتبطل تقرأها
....
خرجت اميرة من مكتبه...ليظهر عليها علامات الغضب...اتجهت الى مكتبها هي تنفث الغضب و تحاول ان ترخي عقلها...نظرت الى الأسفل كعادتها المستباحة..اصتدمت بهيكل ضخم...تسللت رائحته الى انفها لتبدأ البسمة في الأرتسامة كلوحة فنية لكن سرعان ما عادت غاضبة..رفعت رأسها لتواجه
-خير يا حضرة مش شايف
-معلش يا ميرا...مكنتش مركز..مالك
-مفيش..ابقى بعد كده ركز.
اكملت طريقها بعدما ازاح لها.ليظل هو واقفا مكانه..يفكر فيها..فهي ليست كالباقي فهو لا يرى سوى وجهها و عينيها ليس الا..دائما تجذبه براءة هيكلها.....نظرت الى الأسفل من جديد لتلوم نفسها على الطريقة التي تكلمت بها...
"اووف...ايه اللي انا هببته ده مكانش ناقص غير اني السعه قفا..بس هو انا ليه مقولتلوش ان اسم اميرة..ليه هو!!..يارب ارحمني"
دخلت الى مكتبها المشترك...بزميلتها المسيحية..ابتسمت اميرة لها...و جلست على مقعدها..و بدأت بتصحيح باقي المقالات..لكن قاطعها صوت زميلتها
-ميرا..هل لديك شئ اليوم
نظرت لها بغضب فهي تعلم انها تكره هذا الأسم..فتكلمت صديقتها مسرعة كي تصحح خطأها
-اميرة..فلقد تعودت على ميرا
ابتسمت لها ...ثم نظرت الى حاسوبها من جديد
- لا تقلقي...نعم لدي اشياء كثيرة فوالدتي تحتاجني
-حسنا...هل لي بسؤال؟
-بالطبع
-لماذا اتيت الى امريكا؟
توقفت عن الطرق بأصابعها على الحاسوب..و نظرت اليها ..نظرة تملؤها الحيرة من السؤال..فلم تحاول ان تسأل نفسها هذا السؤال..فكانت خلال السنوات الفائته...تعيش في دوامة بين عملها و منزلها..
-اني اعتذر اذا ضايقك سؤالي
-لا ولا يهمك...بس انا عمري ما سألت نفسي السؤال ده...اصلي عشت هنا من غير ما انطق و لما بابا مات..فضلت هنا برضوا من غير ماانطق
-ماذا؟..انا لا افهمك
نظرة لها اميرة نظرة شكر...و امتنان
-و ديه احسن حاجة !
تجول نظرها من جديد الى حاسوبها تاركة زميلتها تحاول فهمها!..
...
في شوارع يملؤها القمامة و الزجاجات الفارغة التي تتمرمغ في الوحل بفعل الهواء..كان يقف امام نافذته ينفخ في يديه مدفئا اياها ..توجه الى مكتبه و حمل كوب الشوكولاة الدافئ ليدفأ جسده الذي تجمد من الطقس الغير معتاد
-ايه يا ابني التلج ده ..انا كده هفتكر نفسي في اليونان
نظر الى صديقه و ابتسم
-ماعرفش والله يا مهاب ..الجو عامل نفسه من بره
وقف مهاب من الكرسي و اتجه اليه ليجلس على المكتب و يمسك القلم و يبدأ باللهو به
..ثم اردف
-ولا ماتيجي نخلع.تعالى نروح اي محل ناكل
-طفس و هتفضل طفس..خلصت شغل يا استاذ؟
نظر اليه مهاب بضيق..و اكمل لهوه
-اه يا عم خلصت ..يالا بقى خليك جدع
-يا ابني علينا نبطشية و بعدين هو انت مش شايف الثلج اللي بينزل و لا النظارة مفعولها انتهى؟
-هي بروفين ايه مفعولها انتهى ديه..ما تحسن الفاظك..و بعدين انت عارف اني لابسها استعباط
-و ليه تستعبط اكتر منا انت عبيك
-ارجع واقولك تاني..انا ببقى مز بيها
-طب مش مكسوف من نفسك وانت شحط و بتقول كلام زي ده سبت ايه للعيال التافها
نظر له مهاب نظرة شر...ثم اكمل حديثه بتوضيح
-يا سخيف..العيال نفسها يبقوا زي
-فاشلين و ساقطين..اه اه فعلا
-طب بس يا ظريف بدل ما اكسرلك نظارتك ديه
-ملكش دعوة بالنظارة انا بقولك اهو
ابتسم مهاب..ليكمل ساخرا
-معلش غلطنا في البخاري..و بعدين توهتني في الكلام يالا نلعب في الثلج
-يا عيل يا تافه..عايز تلعب
-كلنا جوانا عيل و انت معانا احبيبي
-بس ياض..انا هنزل اروح..مش هلعب
ابتسم مهاب في خبث..فهو يعلم صديقه جيدا...لا يستقر معه على شئ
-ماتضحكش بالطريقة ديه بتخوفني...اتفضل انزل اهو عم عبدالله موجود
نظر مهاب الى عم عبدالله...ليعيد نظره الى صديقه مسرا
-قصدك مقتول..ده شخيره جايب الصين
-تصدق انك حمار..اتلم يالا ده قد ابونا
ارتدا الأثنين شيئا ثقيلا يمنع البرد من الوصول الى اعضائهم..و خرجا من مكتبهما ليمشيا ف ممر الشركة
تحدث مهاب عندما حل الصمت محله
-بقولك ياض
-خير!
ابتسم مهاب ابتسامة جانبية..لتبدأ نظرة الخبث بالتسلل الى عينيه
-هي البت المزة جارتكم لسة موجودة
-يا ابني ارحم امي العيانة البت في ثانوي..و انت بقف و غبي و صايع..اقولك اكتر من كده ايه علشان تتلم
-ماشي ...والله لكعبلها علشان ابقى ندل كمان
-يا ابني ديه زي اختي..فاهم يعني ايه اختي..يعني هتتنفخ لو قربتلها يا مهاب
خرجا الأثنين من المبنى ليتجه مهاب سريعا نحو الأرض التي تضم فوقها ثلجا يدفئها..يسحب منه القليل و يشكله ككرة صغيرة ..و يرسلها اليه..ارتطمت كرة الثلج بوجهه ليقع بعضها حاملا نظارته
-اه يا غبي..و لو اتكسرت دلوقت؟
-موضوع FRAMLESS ده بقى دقة قديمة بغباء
-ملكش دعوة انا واحد قديم و ليا في ام كلثوم كمان
اقترب منه مهاب و دنى من الأرض...التقط النظارة ..ليصعد سريعا و يضعها على وجهه من جديد
حاول بقدر المستطاع ان يقلد صوت فتاة
-كده شايفني يا بيبي
-يا ابني اتلم شوية ..يخربيتك متخلف
ضحك مهاب..الى ان سقط على الأرض...تركه صديقه و تحرك بعض الخطوات لكن يوقفه صوت مهاب الذي لم ينهي ضحكه بعد
-طب انا راضي ذمتك المزة اللي اسمها شرين ديه تطير؟
-تغور يا عم بتقل دمها و انت عارف...انا بعتبرها اخت و بس
-هي كل البنات اخواتك...هتتجوز امتى ان شاء الله ؟؟
-يا سيدي ما بلاش انت..خليك في حالك و دورلك على عروسة بدل ما انت قارفني كده
-ولا تزعل نفسك يا ويسو..من عنيا
-ما بلاش ويسو ديه بتنرفزني
اكمل مهاب ضحكه و قال مداعبا
- ليه؟..بتفكرك بالذي مضى
- -انا اصلا عيل اني بصاحبك يا باير
اسرع مهاب كي يلحق بصديقه
-هي بقت كده يا زميلي ..انت غبي فأيدك كنز
- -استحالة تكون انت الكنز
-لا يا اخويا انت..يالا نروح علشان هموت واكل
توقف صديقه فجأة و التف لينظر اليه
-انت مش امك ميتة..و صايع..هتاكل منين
ابتسم مهاب...و نظر الى صديقه
-من امك
-طب يالا يا لطيف
____


أولا هي القصة مش سياسية خالص ...نهائي
معظمكوا ممكن مش يفهم البداية لأنها ملغبطة شوية
فبعد شوية هنزل حلقة كمان وأن شاء الله الأمور توضح ولو شوية
....


رأيكوا يهمني
دمتم قراء
~شهد حلمي~



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-10-16, 01:12 PM   #4

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


(2)

اغلقت الباب خلفها ..ليدوي صوت غلقها القصر الفارغ..نظرت الى القصر لتشعر بالحزن...فتمنت كعادتها ان تجدهم في انتظارها...لكن لا تأتي الرياح كما تشتهيها السفن..
صعدت الى الى الأعلى في خطى ثابته..تملؤها التعب و الحزن..تسللت الى اذنيها بعضالأصوات الغريبة..لتكتشف ان اخيها في غرفته...ارتسمت البسمة على وجهها..لتغير مسارها ..
ارتفعت يداها..و لازالت البسمة تتوسط فمها..كانت افكارها مشتته لا تعلم ماذا ستقول عند رؤيته....انخفضت يديها تلقائيا عندما رأته عينيها.. ..لازال كما هو...تقابلت اعينهم العسلية...نظر لها نظرة كرهتها...بكثرة...نظرة لوم..احرقت مخططها للمستقبل..لكنها حاولت تجاهلها
-وحشتني يا ياسر
نظر لها بوجه لا يحمل اي مشاعر..حتى وان كانت حنين..فهو لم يسعد بالقاء
-هو انت زعلان مني؟
تقدم اليها خطوة..ليغلق الباب خلفه...و يبتسم اليها ابتسامة جعلتها...تندم على قدومها..الى المنزل
-لا خالص يا حبيبتي...انتي تعرفي عني كده...ولا كل الشرق بالنسبالك زعلانين؟
اغلقت عينيها و استجمعت كلاماتها المنثورة في جميع الجهات..لتفتح عينيها من جديد و تقوي صوتها امامه
-اكيد زعلان علشان سمعت عن المؤتمر؟
-لا خالص وانا هزعل ليه.!...انا مالي...معلش بس زي ما انتي حافظة ان الشرق بيتدخلوا في اللي ميخصوهمش
-انت ليه بتتكلم بالطريقة المتخلفة ديه..انت كده بتثبتلي النظرية بتاعتي..و غير كده اكيد عمو هو اللي قالك كده
بدأت نظراته بالأشتعال ....فلقد تمادت معه....
-على الأقل عمي اللي انتي مستقلية بيه..بيفهم في الأصول و بعتني اشوفكوا
نظرت له سيلا في سخرية لتقول
-بجد!...كتر الف خيره يا اخي تعبان معانا
توقفت قليلا عن الكلام...لتكمل بجدية
-بس انا شايفاك هتمشي...
-علشان مش قادر ابعد عنه...بأمانة بستريح معاه
-انت غبي هتسيب امريكا علشان تعيش في مصر!!....ده مصر نفسها عايزة تيجي هنا
-لا يا حبيبتي ديه تخيلاتك هي اللي بتقولك كده..اهل مصر هيفضلوا في بلدهم هما و كل العرب..اللي انتي للأسف منهم
-انت غبي يا ياسر..و هتفضل غبي..
-وانا علشان غبي مش هعيش هنا ولا دقيقة واحدة...بعد اذنك
سحب خلفه حقيبة سفره..و بدأ بالنزول من الدرج...لكن قاطعه صوتها الذي بدأ بالاهتزاز
-هتمشي برضو و تسيبني...يا اخي كمل جميلك و اقعد يومين و امشي
التفت رأسه و نظر اليها..لاحظ الدموع التي تنهمر على وجنتيها
- معلش بقى...مش هتعرفي تعيشي مع شرقي متخلف زي..
- انا مقولتش عليك كده
- بس قولتي على العرب..اللي انا منهم يا سيلا..و عايزك دايما تفتكري اني منهم سلام يا سيلا!
.......
القى جسده على سريره...ليبتسم ابتسامة صغيرة..لكنها تحمل معاني الراحة...خلع نظارته...ليلقيها على المنضدة التي بجواره..بدأ جسده بالأسترخاء..رويدا رويدا...لم يشعر بجسده من كثرة التعب...دخل مهاب الى غرفته.. وهو ممسك بمنديل يجفف به يديه المبللة..استند مهاب على الباب و هو ينظر الى غرفة صديقه المرتبة
- طب والله انت محظوظ
- ليه يعني...؟
- عندك ام ربنا يباركلك فيها
- و هي امي مش امك برضو ولا ايه
ابتسم مهاب ببعض الألم...فلقد تذكر والدته رحمها الله
-لا طبعا ديه امي انا و مش امك انت
اعتدل صديقه من جلسته ليدعوا مهاب الى الجلوس...جلس مهاب على احدى المقاعد...و ظل يلعب بأدوات المكتب
-مهاب...بطل معيلة
ابتسم مهاب و ترك ما في يديه
-اهو سي مهاب سكت و اتهد عايز ايه؟
-عايز اللاب اللي قدامك ده
امسك مهاب الحاسب...ليبتسم بخبث..يلحظه صديقه وهو يحذره
-قسما بالله يا مهاب لو استغبيت هتلاقي قلم محترم على قفاك
-قديمة!!...ياما اتضربت على قفايا و محصلش حاجة
-طب بطل هبل و قوم اديني اللاب
-ليه يا بطة مش بتعرف تلقف
بدأ صديقه في الغضب...فهو يعلم تفكير مهاب جيدا
-مهاب اعقل يا بابا...
-يا ابني ما تلقفه وانت ساكت
وقف صديقه من السرير...و اتجه الى مهاب و هو ينفث غضبا...امسك بالحاسوب الذي كان في يد مهاب..
-يا عيل يا بارد..ماكنتش عارف تحرك رجلك الخطوتين دول
كان هذا صوت مهاب الذي رسمت على ثغره ابتسامة...فهو يعلم اهمية الحاسوب لديه..عاد صديقه الى سريره...وبدأ بفتح الحاسوب..تحرك مهاب من الكرسي و اتجه الى السرير ليلقي نفسه ..كخردة سيارة
-ايه بقرة هتنام جنبي
-عندك اعتراض
..كل يفعل ما يهواه..فمهاب يمسك هاتفه..و يلعب به..بينما يجلس صديقه يقرأ احد المقالات المشهورة..التي تنشر يوميا في جريدة امريكية...ليبدأ الغضب ان يعتليه..نظر له مهاب في حيرة ليقول
-في ايه يا عم..وشك احمر كده ليه
-تفتكر يا مهاب في ناس بتكره البلد اووي كده؟
-ربنا ما يجيب كره...بس ليه
-الصحفية المتخلفة اللي قولتلك عليها..نشرت مقالة جديدة على الفيس
-ما ترحم امي و امك وتعمل Unlike للصفحة...ايه رأيك
-لا طبعا انا لازم ارد عليها
-ما بلاش يا ويسو..انت اخر مرة رديت البت فضلت تشتمك بالأنجليزي..و شكلها بربنط فيه
-بربنط!!.تصدق ان معندكش دم
-ما انا عارف ايه الجديد
-بقولك بتشتم بلدك و بتشتمك..و بتشتم العالم العربي بأكمل وجه...
-ويسو...هتلاقيها واخدة فلوس
نظر صديقه الى مهاب...ليعيد نظره الى الحاسوب..وقد احتله الغضب بأنواعه
جلسا في صمت تام الا ان امسك مهاب قلما جاف كان في جيبه..نظر الى صديقه و جعله يبتسم رغما عنه
-ايه يا متخلف اللي بتعمله ده
-طقت في دماغي الونلك البتاعة اللي عندك اللي اسمها غمازة ديه
كان صديقه يحاول دفعة بين ضحاكتهم..
-اوعى يا متخلف...بطني وجعتني بقرة نايمة فوقي
قاطع ضحاكاتهم..فتح باب الغرفة لتظهر والدة صديقه و هي مبتسمة
-يا ولاد صوتكم جاي لبرة..ف ايه
وقف مهاب من الفراش وهو يعدل ملابسه..و اتجه اليها ليمسكها من يديها..و يبدأ بمغازلتها
-والله انا دلوقتي عرفت الواد وسام طالع قمر لمين
تكلم صديقه و هو على الفراش..بسخرية
-لمين يا فالح؟
-طبعا لماما زينب و هو فيه غيرها
-بس يا ولا...والله انت اللي عسل يا مهاب..يالا بقى.تعالوا اقعدوا معايا بدل ماانتوا قاعدين بتتخنقوا..و عملالكوا رز بلبن
نظر لها مهاب لتبدأ البسمة بال ظهور
-رز بلبن اللي هو بيبقى معمول من رز ده؟
وضع وسام يده على كتف مهاب ليقول ساخرا
-لا بيبقى معمول من المكرونة يالا يا اهبل
...
كانت جالسة في غرفتها...تشاهد الشوارع المنظمة...من النافذة...تضع السماعات في اذنيها...لتضفي الموسيقى جو..اخر..ظلت تفكر فيما قاله لها اخيها...لما هو متمسك بهم الا هذه الدرجة!...هم لم يمتلكوا ما امتلكته امريكا او حتى شعب امريكا..ازاحت السماعات عندما احست بمن يربت على كتفيها..
-وحشتيني يا سيلا
ابتسمت سيلا...و القت جسدها في حضن صديقتها...
-بقالك كتير مش بتيجي..يا ندلة
-معلش يا سيلا..انتي عارفة الشغل
-هههههه هتعملي دكتورة يا لارا
-طبعا يا بيبي..المهم مالك زعلانة ليه؟
صمت سيلا قليلا و ابتعدت عنها..لتجلس على الفراش...وهي حزينة...و تتحجر في عينيها الدموع..
-توء توء...ده الموضوع كبير..
-ياسر جه يا لارا..وهزقني
-ليه بس.؟
-علشان المقالة اللي هقولها بكرة في المؤتمر
-خلاص يا حبيبتي ماتزعليش...نامي شوية
نظرت لها سيلا من بين دموعها و اومئت لها..القت جسدها على الفراش و اغلقت عينيها...لتبدأ في الغوص في بحر يملأه الأسماك..!
...
فى عشق البنات انا فقت نابليون
طرمبيلى وقف عجلاتة بندريوم
قدمت شكوتى لحاكم الخرطوم
اجل جلستى لما القيامة تقوم
xxxx*
سألت ايش الاسم قالو البنات نعمات
ام صبعين رطاب والباقى بلح امهات
يوم ندهت علينا بيدها الناعمات
قلت نعمين تلاتة واربع خمس نعمات
..
-مبرووك يا ليلى..الخطوبة تهبل
-ميرسي يا طنط من زوقك
صوت منير يملأ الأرجاء...ففي منزل بسيط...بغزوه الفتايات ..كي يباركوا لأحدى العرائس في منطقتهم..يمتلأ البيت بصوت"الزغاريط" و الموسيقى الصاخبة...تأتي الحجة فتحية من المطبخ حاملة بعض الكاسات المملوءة بالمشروبات للضيوف...اقبلت عليها ابنتها الصغيرة..لتهمس لها في اذنيها
-ماما في راجل عايزك بره
بدأت ملامح القلق بالظهور على وجهها..تمأنط ابنتها...وضعت المشروبات على احد الطاولات القريبة...اتجهت الى الدائرة التي تتوسط المنزل..امسكت بيد ابنتها..لتبدأ بأحتضانها بحرارة
وتقبيلها...كان الجميع مشغول بالرقص..نظرت ليلى الى والدتها محاولة فهم ما يجري
-انا اسفة يا حبيبتي...بس انتي هتبقي ست البيت دلوقتي..هرجع على فرحك ان شاء الله
-ليه يا ماما راحة فين
بدأت الدموع بالتجمع في محجر عين الحجة فتحية...فلا تستطيع ان تفسر ما حدث الأن..لكنها ستتفهم فيما بعد
-بعد ما الخطوبة والهيصة تخلص..ادخلي اوضتي يا ليلى و هتفهمي كل حاجة..مش عايزاكي تحسسي اخواتك بحاجة..
قبلتها والدتها..واتجهت الى الباب القت نظرة اخيرة على ابنتها..التي تم سحبها من اصدقائها لتكمل رقصها..خرجت الحجة فتحية لتجده واقفا في بدلته الرسمية..ابتسمت له في حنين لينظر هو لها في قسوة فهذا هو عمله
-يالا يا ابني
........
الحمدالله ان الحلقة الأولى عجبتكوا
وبأذن الله هحاول أعدل الأخطاء الأملائية في اقرب وقت
.....
لو هنزل حلقة تانية هتبقى بليل...بس مش عارفة امتى بالظبط
....
رأيكوا يهمني ...وتفتكروا ايه اللي هيحصل بعد كده
....
دمتم قراء ^^
~شهد حلمي~



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-10-16, 01:13 PM   #5

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



(3)


ألقت اميرة حقيبتها على طاولة الطعام...و اتجهت الى غرفة والدتها راسمة احدى بسماتها المعتادة..دخلت الغرفة لتنظر لها امها بوجه مكتظ..
-ازيك يا ماما
-الحمدالله يا اميرة
-خير في ايه؟
-الأخبار زي الزفت يا بنتي...البلاد بتولع
-ربنا يستورها علينا يا ماما..اللي انا مستغرباه ان الجريدة بتاعتي بتكتب كلام مش موجود
-مش الجريدة بس يا بنتي..امريكا كلها مصدقة ان العرب مش بيتدمروا
-والله يا ماما الناس مابقاش عندهم رحمة...
-عارفة يا اميرة...زمان كان العرب ليهم قوة..يعني عندك السادات كان بأيده يخلص على اليهود بس حط الرحمة في الموقف..عندك شعب زي فلسطين...ماستسلموش...
-ياريت يا ماما الناس ديه ترجع...
-لما المصلحة تنقضي يمكن الرحمة ترجع!!
...
"سلام يا لولة و مبروك"
"الله يبارك فيكي يا شيمو..هشوفك في الجامعة بقى"
اغلقت ليلى الباب بعدما ودعت كل الضيوف..نظرت الى المنزل الذي اصبح مليئا بأكواب المشروبات الفارغة والمملوء بعضها..واطباق الحلويات..نظرت اليهم في تعب...و جلست على الأريكة التي بجانبها...ألقت رأسها الى الخلف..واغلقت عينيها.لتبدأ الراحة بالتسلل الى ذكريتاها تسحب معها الوسن
اتت اختها لتلقي جسدها بجانبها وتردف
-اخر مرة تتخطبي انتي فاهمة
فتحت ليلى عينيها و ضحكت بصوت عال
-وهو انا هتخطب تاني ليه يا مفلسفة
-يعني لا يغرك عقلك
-انا مش عارفة انتي ازاي دكتورة نفسانية..و تقولي يغرك!
-وبقول باشا اصلي يا بنتي فيا كل حاجة full option يعني
-طيب يا غسالة زانوسي..يلا نبدأ نروق
-ايه ايه..انا هنام..و بعدين ماما فين صحيح
نظرت لها ليلى..في حيرة..فهي لم تقرأ رسالة والدتها.بعد..ولكن تذكرت قولها
"اوعي تخلي اخواتك يحسوا بحاجة"
-سافرت ياختي
نظرت لها هبة في تعجب....لتردف قائلة
-سفرت؟...يوم خطوبتك
-اه سافرت يوم خطوبتي..راحت ..المنصورة لخالوا..علشان تتفق معاه على كل حاجة
-هو مش خالك متفق اصلا ان الفرح بعد اما تخلصي؟
-يا ستي تامر عايزني اخلص وانا معاه
-يا سيدي على الحب..هو الواد ده ملوش اخوات؟
-لا يا ختي...مالوش..ولو له مش هجوزهولك
-نقي بقى في العريس اللي مش عارفاه ده..وبعدين مش يمكن يبقى له بس بره؟
-هبة..انا مصدعة خلقة...ادخلي غيري..و اقفلي المروحة على عبدالله..ويالا نبدأ ننظف
-هو مفيش غير هبة في البيت ده؟
ابتسمت لها ليلى وقالت
-عند سيادة الدكتورة مانع
-لا ياختي سيادة الدكتورة بتقولك مبروك...
...
دخلت ليلى الى غرفة والدتها بعدما تأكدت..من دخول اختها...اغلقت الباب خلفها...واتجهت الى السرير عندما لمحت عينيها الضيقة..صندوقا بني اللون...تفنن من رسم عليه ..جلست بجوار الصندوق..ونظرت له بأعين دامعة..فهذا صندوق احضره والده الى والدتها ...ابتسمت في حنين الى والدها...وفتحت الصندوق...لتجده يحتوي على ورقة...موضوعة في كيس بلاستيكي...ازاحت الكيس..وبدأت بفرد الورقة المطوية...كانت تحاول ان تقرأ خط والدتها الملتزق ببعضه...فلها عذرها فهي لم تدرس سوى الأبتدائية!
"انا لما خلفتك يا ليلى الفرحة مكانتش سيعاني....كان والدك شايلني من على الأرض شيل...صحيح انا مكنتش بحبه علشان طلعني من دراستي...بس طلع اطيب عليا من والدي...كان بيحبك اووي...وحب بعديكي هبة وعبدالله....كبرتي يا ليلى قدام عيني..وهكملي جامعتك...واتقدملك عريس...بس كل ده يا ليلى فوق طاقتي..ومعاش ابوكي مش بيكفي..اتطريت استلف من ناس..واتحوج للي مايسواش...واديكي خلصتي حاجتك والخطوبة تمت الحمدالله ...امانة عليكي يا ليلى اخواتك ميحسوش بغيابي...وادعيلي "
انتهت الرسالة..لتبدأ معها معاناة...اللوم!...ذرفت ليلى دمعة حارة من عينيها...فلقد ألقت على عاتقيها اللوم ..
....
استيقظت سيلا في منتصف الليل..اعتدلت في جلستها...فتحت الدرج الذي بجانبها..اخرجت منه سجائر..من نوع قيم...بدأت بنفث هوائها ليتشكل على شكل دوائر..عديدة ..ترى فيها نفسها وهي تخطب غدا في المؤتمر...قاطع تخيلها رنة هاتفها...امسكت بالهاتف و نظرت الى الأسم لتبدأ الأبتسامة بالسيطرة عليها..
-بيبي ازيك؟
-الحمدالله يا حبيبتي...لسة صاحية
-اه...دايما حافظ مواعيدي
-مش حبيبتي؟...يلا البسي و تعالي نسهر في جولينا
-بس يا بيب انا عندي مؤتمر بكرة بدري
-يا حبيبتي ما انتي كده كده هتبقي سهرانة
صمت قليلا ..ليتحدث من جديد بجدية
-ولا انتي اللي مش عايزة تسهري معايا؟
قالت هي مسرعة
-لا طبعا يا بيبي...مش قصدي ..هلبس واجيلك
-بحبك!
-وانا بموت فيكي
اغلقت الهاتف...لتطفئ السجارة...و تقفز من سريرها..متجهة نحو الحمام..بدأت بعدل درجة حرارة الماء...خلعت ملابسها..لتلقي بجسدها في الماء...جسد نفذ منه الضمير..لكن لا يعلم سوى الله هل يمكن شحنه؟
....
مرت ساعة على وجودها بالداخل مغلقة عينيها....خرجت من الحمام...و بدأت بأنتقاء ملابسها ارتدت فستان قصير للغاية...يبين مفاتن جسدها...بدأت بوضع مساحيق التجميل...وارتدت حذائها..رأت نفسها..لتبدأ عينيها بالمدح في شكلها...فكل شئ يزيدها ثقة في نفسها..ويظهر للناس كم هي رائعة وفاتنة...ومخلصة لبلدها امريكا..التي تتحكم في العرب كلعبة سيارات...تحركها كما ارادت!
...
كان يقف بين الحشود الضخمة..يمسك بكأسا طويلا..يرتشف منه القليل ثم يعود الى الحديث والضحك...يحس بمن يربت على كتفه..ليلتف هو..و تبدأ الأبتسامة بالأزدياد اكثر...توجه هو و الضيف الكريم الى مكان ساكن..لا يعجه الصوت كثيرا
-حاتم بيه...امريكا نورت
-بنورك يا جاسر...اخبار الجريدة ايه؟
-ماشية يا باشا...الناس كلها بتقرأها و في اليوم بيتباع خمسين الف نسخة
-عال اوي..انا بقى يا جاسر جاي اشتريها
توقف جاسر عن الشرب..لينزل الكأس ببطئ..وترتفع عينيه لتتلاقى بأعين حاتم
-تشتري الجريدة بتاعتي؟
-اه يا جاسر..انت كنت عايز شريك ليك فيها...وانا بدل ما اشاركك هشتريها كلها
-و ايه اللي طلع الفكرة في راس حضرتك؟
ابتسم حاتم له..واردف قائلا
-اللي طلعها مش هيفرق معاك..وبعدين اوعى تكون مش عايز تبيعها علشان الديانات
-مش انا يا حاتم...انت عارف ان الجريدة مسلمين ومسيحين...
قاطعه حاتم قائلا بتهجم
-بس مفيش يهود...واظن انت اكتر واحد عارف ديني ايه
-حاتم...عايز ايه؟
-الجريدة..و هظبطك في الفلوس...متبقاش ناشف اوي كده
صمت جاسر قليلا وهو ينظر في اعين حاتم..ليرد حاتم على نظراته بأخرى شرسة....انتفض جسد جاسر منها..اعاد بنظره الى كأسه..من جديد..ليردف قائلا
-وانت هتاخدها بناسها ولا ايه؟
-طبعا بعمالها وهو انا فاضي يا جاسر اني اجيب ناس من برة
رفع جاسر عينيه من الكأس وواجه حاتم بأعين اكثر جمودا من ذي قبل
-مين اللي بعتك يا حاتم؟..
-مايخصكش تعرف...اللي لازم تعرفه اني عايز الجريدة.
-هما برضو؟
ابتسم حاتم ابتسامة واسعة ...
-بص يا جاسر..علشان انت حبيبي..هفهمك...العالم بتاعنا ده
مالوش اي اهمية..حتى امريكا و بريطانيا.ولا الهوا...اللي بيتحكم في اقتصاد الدول بجد ناس محدش يعرفهم..لا انت ولا انا
-ديه فوايزر السنادي؟
-لا يا جاسر ديه فوايزر كل سنة
رفع حاتم يده..وبدأ بمنادات احد مساعديه...تقدم شخص منهم ذو بنية حديدة...كان يحمل بين يديه ملفا..يبدوا عليه الأهمية..اعطاه لحاتم..ووقف بجابنه استعدادا لأي طلب اخر
-امضي يا جاسر وانا مستعد اديلك المبلغ اللي انت عايزة وعليه مصنع الحلويات هدية...
صمت جاسر...فهذا فعلا عرض مغري..فمن اشهر الأقتصادين في البلد حاتم!..امسك جاسر الورق من بين اطراف يد حاتم..وتناول القلم من جيبه...وبدأ بالتوقيع..و هو يبتسم بقدرة ....فهو الأن اغنى من ذي قبل...اغلق الملف واعطاها الى حاتم من جديد
-يالا يا جاسر نكمل الليلة بدل ما تضيع علينا
ضربا الأثنين الكؤوس ببعضها البعض..وعادوا الى الحشود و كل يحدد مسيرته التي ستأثر على العالم..انسحب حاتم من بين الحشود في هدوء و ثبات كي لا يشعر احد..كان يمشي و ينظر خلفه...الا ان اصتدم بها...نظرت له نظرة شر وكادت ان تصرخ بوجهه..لكنها ادركت انه هو...فبدأت ان تبتسم تدريجيا
-مستر حاتم منور الحفلة
نظر لها حاتم بتفحص ...فجسدها منسق..يعجب اي رجل لمحتها عينيه..
-بنورك يا..
-سيلا يا فندم..صحفية
ابتسم حاتم بسعادة..
-بنورك يا سيلا...بس انا اسمي حاتم وبس
تركها حاتم تتأمله من ظهره..تتذكر الموقف الذي اعجبها كثيرا..واحبته...فعينيه اسرتها كأسر أسرائيل للعرب!
...
اتجه الى مكان بعيدا عن الضوضاء...نظر في جميع الأتجاهات ليتأكد من خلو المكان!...امسك هاتفه..وبدأ بضرب ارقام حفظها منذ الصغر..ليأتيه صوته الرجولي المملوء بالثقة العمياء...أتاه الصوت من مكان لا يعلمه احد سوى الله
-الو يا باشا...كله زي ما اتفقنا الجريدة بقت في ايدي
-تمام يا حاتم..انا عايزك تنقي كام راجل من رجالتك يخلصوا عليه
-معلش يا باشا...خليه شوية ..عايزه يتسلى بالقرشين
-براحتك بس انا عايزة يمشي من الكون كله...و بخصوص سيلا
-خير يا باشا مالها..ضايقتك؟
-اه...بكرة هتقول كام كلمة مش داخلين مزاجنا في المؤتمر..عايزك تقرصها بس...
-اعتبره تم يا باشا....
....
دخل وسام الى غرفته...اتجه الى مكتبه..وقف وهو ينظر بتمعن الى صف الكتب المملوء...فماذا سيقرأ الليلة بعدما استأذن مهاب و ذهب؟...امسك بكتاب لم يقرأه من قبل..كان هدية مهاب له...فهو لا يثق في هدايا مهاب حتى وان كانت ثقافية...اتجه الى الشرفة الملحقة بغرفته...جلس على كرسي خشب تمتلكه والدتها من قديم الأزل...ولازال حي معهم
وضع الكتاب على المنضدة الصغيرة...وخرج من غرفته ليحضر القهوة التي تعدل مزاجه..عاد من جديد الى الشرفة ووضع الفنجان على المنضدة...امسك بهاتفه و بدأ بسماع الموسيقى..وبدأ بالقرأة

لأ مش خيال علمى يمكن ده حلمك و حلمى يمكن ده عالم ف زهنى
عالم موازى مظبوط ب الملى على مقاسى
مليش هناك اعداء كل اللى فيه حبايبى و ناسى
عالم ايجابى مفيش حاجه سلبيه
مفيش متأسلمين مفيش متحرشين ولا بلطجيه
مفيش ولا ظابط واحد فاسد ف الداخليه
فى عيش حريه عداله اجتماعيه
وفى اى حلم تلاقيه قبل لما تفكر فيه
كلمه فقر ملهاش معنى كل واحد عنده اللى يكفيه
والضحكه موجوده ف كل مكان مش عمله نادره
على وش كل الناس أكتر حاجه منتشره
قد ايه عالم جميل لو مكنش خيال
طب مين إللى قال أنه بعيد أو صعب المنال
بأيدينا يكون عالمنا لو غيرنا ف أعمالنا
وبدأنا بنفسنا هيكون عالم موجود قدامنا
...
ازال وسام..السماعات..عندما وصل عند جملة اثارت تركيزه..جمله جعلته يقرأها كثيرا..ولكن معناها الحقيقي لم يتوصل اليه...فهذا ما يريده عقله...ظل وسام يردد الجملة محاولا فهمها
" أظلم الأوقات في تاريخ الأمم هي الأوقات التي يؤمن فيها الانسان بأن الشر هو الطريق الوحيد للخير"


......

حلقة النهاردة...ياريت تعجبكوا
وياريت برضو اعرف تعلقاتكوا ايه عليها؟
وتفتكروا ايه اللي هيحصل بعد كده؟
دمتم قراء
~شهد حلمي ~



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-10-16, 01:13 PM   #6

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


(4)


يضع يديه حول خصرها لتتبعه يديها على عنقه...يتمايلان سويا..ويتحدثان..كان من ذاك المنظر العديد يقف على ساحة الرقص..ومن بينهم هي...تتمايل معه وتنظر له بحب وسعادة
لينتهز صفو الموقف ويتحدث
-حبيبتي..مش انا عندي خبر يجنن
-ايه يا حبيبي...لقيت شريك
-مش بالظبط
-يعني ايه
صمت قليلا ونظر الى عينيها ليستطيع التحكم بها
-حاتم اشتراها مني..
وقفت عن التمايل معه..اخفضت يديها عن رقبته...وتوقفا هم الأثنين
-اشترى ايه؟
- الجريدة
-بس انت مأخدتش رأي
-اخد رأيك في ايه يا حبيبتي...انتي مش شاركتي
نظرت له في تهجم...وقالت في غضب مكتوم في احشائها
-بس انا خطيبتك يا مستر جاسر
-حبيبتي ماتخديهاش اوي كده..حاتم اداني مبلغ والمصنع..احنا لو عملنا مشروع تاني هنكسب اضعاف اللي بنكسبه
-وشغلي يا جاسر
-هتفضلي فيه..حاتم هياخد العمال كمان
امسكت يديه التي على خصرها..و ازاحتها بعنف...لتتركه واقفا مصدوما منها...مشيت بين الراقصين و كعبها يدوي صوتا...صوتا جعل جاسر..يظن ولو لوهله انه مخطأ لكن عندما ربت على كتفه شخصا كان يدخل عينيه بغير ارادتهم بينهم..التف جاسر ليجده حاتم مبتسما
-Take it easy.. يومين و هتفك
.....
خرجت سيلا من الحفل و هي تستشيط غضبا مما فعله جاسر الذي وعدها بأن يفعل كل شئ معها.دخلت سيارتها بين اعين شخص يتحرى خطواتها حركة بحركة..ركب هو الأخر سيارته..وبدأ بالقيادة خلفها امسك هاتفه..وضع السماعات في اذنيه واتصل على سيده..وهو يقود
-مستر حاتم..هي قدامي اخلص؟
-لا..قرصة ودن..فاهم..قرصة ودن
...
يقف في صف طويلا...يمتلأ بأناس تتعدد اشكالهم..فمن هو يظهر عليه الملامح الغربية...و من هو مصري الملامح...ينظر الى الظابط الذي يجعل الأجانب ان يعبروا بسهولة...دون ان ينظر حتى الى وجوههم..لكن اذا كان مصريا بالتحديد فهو يحقق معه لا يرى فقد جواز السفر...كان ينظر الى الحال الذي امامه في حزن...هكذا بدت صورة العرب...ارهابين متأسلمين...لا يفعلون شئ سوى القتل وسفك الدماء..وصل امام الظابط...ليمسك الظابط بجوازه ويفتحه...رفع الظابط نظره من جوازه..بدأ بتصفحه
-وانت جاي منين يا عين امك
حاول ان يتمسك بأعصابه والا يفعل شيئا يندم عليه
-حضرتك ده طبور لندن هكون جاي من افغنستان؟
-انت بتستظرف يا ابن الظريفة
نظر له بغضب شديد وكاد ان ينفث عنه الا ان جاء للظابط مكالمة ابتعد عن الصف بأكمله لتمر دقائق هدأ نفسه فيها ليرجع الظابط وهو مبتسم ناحيته
-ياسر بيه...معلش الأسم مش واضح في الباسبور..اتفضل يا فندم..في عربية خاصة مستنية حضرتك..والشنط هتوصلك
نظر له ياسر بشرارة غضب تخرج من عينيه ..وخرج من الصف تحت انظار الجميع..وجلس على الأرض مسندا ظهره على الحائط ليردف بهدوء
-انا هقعد هنا لما تخلص الطبور ده كله..يا...يا حضرة الظابط
....
كانت تقود السيارة في غضب وتحاول ان تهدأ نفسها..حاولت ازاحة غضبها بالتفكير في المؤتمر الذي سيقام خلال ساعات معدودة...ارتسمت ابتسامة على وجهها...فها هي تحقق حلمها الذي يبدو لها اكيدا مئة بالمئة...ستكشف العرب على طريقتها..ستكشف من هم!...لاحظت سيارة بجانبها تدفعها الى الجانب الأيمن وبقوة...ظلت تصدر صوت البوق كي ينتبه السائق...لكنه لم يشق عليه عناء ان ينظر لها..بل زاد من قوة الدفع...كانت سيطرتها على المقود تقل مع كل دفعة.الا ان افلتت يديها في دفعة اخيرة مما جعل السيارة ان تنقلب رأسا على عقب...لتبدأ بالدوران حول نفسها..الا ان استقرت محطمة على الأرض...القى السائق نظرة على سيارتها وابتسم ليكمل طريقه!!
.....
كان وسام لازال يقرأ في الكتاب يستمع الى الموسيقى..الى ان اذن اذان الفجر معلنا وقت الصلاة قد حان......يوم يمر على بعض الأناس كأنه مجرد ساعات تقليدية لا يحدث فيها شئ يغير من مسار الحياة..فأن مت فهذا قدر الله.و ان عشت فهذا رحمة الله
اغلق وسام الكتاب...امسكه بين يديه.وقف من مقعده ودخل الى الغرفة...نظر الى الساعة ليجدها الرابعة والنصف صباحا.بدل ملابسه بملابس تناسب العمل ....كاد ان يفتح باب غرفته كي يخرج لكنه وجد بابه يفتح وتظهر والدته من خلفه
-ايه يا حبيبي انت مانمتش؟
-لا يا ماما..مكانش جايلي نوم..هصلي وبعدين اتمشى شوية واروح الشغل
-ماشي يا حبيبي ربنا يوفقلك ولاد الحلال ويلين مديرك عليك
-ربنا ما يحرمني من دعواتك...تحبي اجيبلك حاجة وانا جاي
نظرت والدته الى الأسفل...وهي تفكر كيف تخبره..
-ماما في ايه؟
-بصراحة يا ابني..انا كنت عايزاك تجيب مهاب و يجي يعيش هنا..معانا
-والله يا ماما بقوله و هو دماغه جزمة قديمة ومش راضي يسمع الكلام
-اقتعه يا وسام صعبان عليا الواد عايش لواحده وبأمانة انا عايزاكوا تبقوا جنبي
-انا هجيبهولك وانتي اتصرفي معاه بقى يا ست الكل....يلا سلام علشان الحق الصلاة بقى
قبل رأسه لتربت هي على كتفه في حنان..خرج وسام من منزله واتجه الى المسجد ..دخل الى المسجد..ليجده مزدحم ككل فجرا و ظهرا وعصرا ومغرب وعشاء...فالجميع يجتمع فيه ليعبدوا الله معا...ومن لم يقابل جاره في احدى الصلاوات يقلق عليه..بدأ وسام في الصلاة خلف الأمام...يدعي الى امه و الى مهاب صديقه..انتهت الصلاة...واخذ يقرأ وردا من القرأن...نظر في ساعته ليجدها السادسة والنصف..اغلق المصحف...وخرج من المسجد..ليتوجه الى عمله وحياته التقليدية
...
ارتدت اميرة ملابسها...وجهزت الطعام لوالدتها المسنة..دق جرس الباب..لتنظر اميرة الى والدتها في تعجب..واتجهت الى الباب لفتحه..تفاجأت من الزائر...كان متنمقا في بدلته السوداء ينفث دخان سجارته في وجهها..بأبتسامة..
-خير يا مستر؟
-صباح الخير الأول ولا ايه؟
-صباح النور..في حاجة؟
-هو احنا هنتكلم على الباب يا ميرا
-اولا انا اسمي اميرة ثانيا ماينفعش تدخل انا ووالدتي بس
-ماتخفيش انا مش باكل..وهنسيب الباب مفتوح
نظرت اليه اميرة..لتجد نظرة تأكيد في عينيه.. قاطع نظراتهم المتبادلة صوت والدة اميرة
-مين يا اميرة؟
-اتفضل يا مستر
دخل الزائر...لتدخل هي خلفه تاركة الباب مفتوحا خلفها..جلس الزائر على احد المقاعد قديمة الطراز..نظرت اميرة الى والدتها التي تحاول الأستناد على الأشياء والوصول اليهم..ساعدتها واجلستها امامه..لتجلس هي بجانب والدتها
-اتفضل يا مستر اتكلم
-ايه يا ميرا...مش هتعرفينا
بدأت اميرة بالغضب من وجوده لتردف قائلة
-مستر حاتم انا عندي شغل وانت بتعطلني..واظن اني انا مفيش بيني وبينك شغل اصلا..فلو عندك اي حاجة ياريت تبقى في الجريدة مش في البيت
-بوصي يا ميرا...
قاطعته اميرة بغضب
-لو حضرتك هتتكلم يبقى اسمي اميرة مش ميرا
-ماشي يا اميرة...انتي حاليا هتسافري..شغل ..
-وحضرتك مين علشان تقولي اسافر ولا لا
-انا مديرك...مستر جاسر باعلي الجريدة...هاه احجز؟
نظرت اميرة الى والدتها لتعود بنظرها اليه هو و ابتسامته
-ووالدتي؟..هتقعد مع مين؟
-والدتك هتبقى تحت رعايتي انا شخصيا
كانت اميرة تنظر الى والدتها بخيبة امل في هي لا تستطع ان تفعل شيئا...حركت والدتها رأسها في الأعلى وفي الأسفل موافقة على كلامه
-ماشي يا مستر...بس ممكن اعرف هسافر فين؟
- كل ده في الشركة وانتي راحة تستلمي التذاكر...يلا استأذن انا يا ميرا..سلام يا نينا
وقف حاتم من مقعده..وخرج من باب الشقة ليقفله خلفه..تاركا اياهم في تعجب من امره..ومن امر العالم!
...
كانت جالسة على سرير المستشفى..تتمايل برأسها..لتستفيق...تفتح عينيها ببطئ شديد تشعر بكسر في جسدها...انفتحت عينيها كاملة و ظلت تنظر الى الغرفة البيضاء التي بجانبها غرفة تحمل انواع الأجهزة الكاملة....نظرت بجانبها لتجده واقفا ينظر لها...بدأت ان تردف بأشياء وبصوت منخفض ليقترب منها محاولا فهم ما تقول
-انا فين؟
-في المستشفى
-ايه اللي حصل
-حادثة بسيطة العربية اتقلبت بيكي....ولحظك الكويس ايدك بس اللي اتكسرت...مع جزع بسيط في الرجل
-والمؤتمر
-اتلغى طبعا
انزلت رأسها الى الأسفل..لتسقط دمعة من عينيها كأسف على حلمها
-ايه يا سيلا...وبعدين شدي حيلك مع الدكاترة علشان السفر مستنيكي
-سفر ايه يا مستر؟
ابتسم في وجهها ليردف قائلا
-والله علشان انتي تعبانة و مش هتقدري تروحي هقولك..رئيس المجلة اللي هو انا ...قرر يطلع صحفيه زيك ممتازة..رحلة سفر لثلاثة بلاد
-بلاد ايه يا مستر حاتم؟
-بلاد اكيد نفسك تزوريها...وهتساعدك في المؤتمر اللي هيتعمل بعد 93 يوم من سفرك..بلاد ياما كتبتي عنها يا سيلا
هيبقى سبق صحفي رهيب...هتروحي بلاد الشام ومصر!
...
دخل الى الشركة التي يعمل فيها والقى السلام على كل من يقابله..اتجه الى مكتب الأستقبال وصافح صديقه الواقف.ليردف وسام قائلا
-ازيك يا ابني كل ديه اجازة؟
-واحشني يا ويسو...انت عارف شهر العسل بقى
-الله يسهلوا..
-انت يا ابني مش ناوي تيجي بدري بقى..ده انت كل شهر بيتخصم منك..
-طب بزمتك اجي بدري اعمل ايه .السياحة مضروبة يا عم
-طيب يا اخويا اطلع بقى للمدير..علشان مستنيك انت ومهاب
-حسين انت فتنت عليا ولا ايه
-عيب عليك...اكيد طبعا قولتله
-واطي يا ابو علي...سلام
..
صعد وسام الدرج وهو مبتسم كعادته..وصل الى غرفة المدير طرق الباب و دخل عليهم ..القى السلام..وجلس بجانب صديقه مهاب..ليتكلم المدير وهو ينظر اليهم
-انتوا عارفين انكوا زي ولادي
-طبعا يا فندم..
-و عشان كده انا ملقتش انسب منكوا علشان يمسك الوفد الجديد
تكلم مهاب بأبتسامة
-وفد مرة واحدة
-هو مش وفد اوي...هما بنتين...هتكونوا مسؤولين عنهم وعن السياحة...جاين من امريكا...عايزكوا ترفعوا راسي
تكلم وسام مستفسرا اكثر
-وهما جاين ليه يعني دراسة ولا سياحة بجد ولا ايه بالظبط
-والله يا وسام هما زي دراسة...بس مش في مصر بس...في كمان بلاد
اختفت الأبتسامة من وجه مهاب ليقول
-يا خسارة مش هنقعد معاهم كتير
-مين قال كده...انتو هتقعدوا معاهم الثلاث شهور اللي جاينهم
تكلم مهاب ليسأل
-هما جاين 3 شهور في مصر؟
ابتسم المدير ابتسامة واسعة
-لا 3 شهور لكل البلاد...فلسطين وسوريا ومصر
-ايوة واحنا هنعمل ايه
-بص يا وسام...زي ما انت عارف...احنا شركتنا عالمية....فقررنا..ان انتوا هترفقوهم في البلاد اللي هيزوروها
وقف وسام من جلسته... ونظر الى المدير ليردف
-بس حضرتك انا مقدرش اسيب امي واسافر
-معلش يا وسام تعالى على نفسك..ووالدتك زي والدتي بالظبط هبقى جنبها
-بس اكيد حضرتك عندك عيلتك ومشغولياتك..معلش يا فندم اعفيني من الوفد ده
-وسام!..انت لو خرجت من المكتب ده ومحضرتش في الميعاد اللي مكتوب على مكتبك...مش هيحصل طيب..وزي ما قولتلك انا بعتبرك زي ابني
نظر له وسام في ضعف ففي النهاية هي والدته..خرج من المكتب ليلحقه مهاب الى مكتبهما...دخلا الأثنين ليجلس وسام ويضع وجهه على المنضدة. اردف مهاب محاولا تهدأت صديقه
-وسام..ماما زينب مش هتمانع طبعا..وده شغلك
-مقدرش يا مهاب...ولو حصلها حاجة؟
-خلي البت المزة جارتكم تساعدها
رفع وسام رسه وابتسم على صديقه الذي يعتبره مغفلا في بعض الأحيان
-مش يمكن انت تعرف تبين ان العرب غير؟
-التخلف مش بيروح بالسهل يا مهاب
صمتا الأثنين ليتذكر وسام جملة قرأها من كتاب الامس
"الطريق ضيق...لكنه يكفينا نحن الاثنين: أنا وهواجسي!!!"


.............

أكرر تاني رأيكوا يهمني حتى ولو كان نقض..
اتمنى تعجبكوا وأستنوا الحلقة بكرة بأذن الله
دمتم قراء
~شهد حلمي~



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-10-16, 01:14 PM   #7

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


(5)


نظرت سيلا اليه...وهي لا تسوعب الصدمة
-انا استحالة اعتب بلاد متخلفة زي ديه.دول ناس راجعين ....سفاحين..انا اخاف على نفسي هناك!
ابتسم حامت بمكر
-غريبة مع انك منهم!
-عارف يا مستر ديه اكتر حاجة عيب فيا
-بوصي يا سيلا...انا مقدرش احط صحفيه غيرك انتي عندك الميزة...وبصراحة عايزك تجيبي الأخبار بطريقتك
صمتت سيلا قليلا..ونظرت الى الأسفل...نظر هو لها لتبدي عينيه المدح فيها حتى وهي مريضة
-طب وهسافر امتى؟
-بعد يومين يا سيلا
-هسافر وانا متجبسة
-اه وماله الجبس شهر واحد...اسيبك انا علشان تستريحي ...التذكرة هتجيلك لحد عندك
التف حاتم للخروج لكن صوتها اوقفه
-مستر انا عايزاك تعين بودي جارد
ابتسم ليلتف ويردف
-اتفقت مع شركة سياحية هيبقى معاكوا اتنين منهم في الثلاث بلاد
-معانا مين؟
-انتي وميرا
خرج من الغرف قبل ان تردف بشئ اخر..كان يمشي في الطرقات بأبتسامة واسعة الا ان رن هاتفه...امسكه ورد عليه
-باشا...كله تحت السيطرة
-حاتم عايزهم يسافروا بسرعة...الناس هنا بتزن كتير وانت عارف
-غالي والطلب رخيص يا باشا
..
ظل مهاب يواسي صديقه طيلة اوقات العمل....لكنه كان يزيد الطين بلى..قاطع مواساته وسام وهو يقول
-ابوس ايدك اليمين اسكت...انا هوافق بس انت متجيش معايا اعصابي تعبت يخربيتك افصل
-ده جزائي اني بهون عليك
-مهاب بتهون على مين....انت زنان يخربيتك
-مخروب لواحده يا اخويا...عموما هتوافق
-بشرط تبعد عن نفوخي..وتيجي تعيش معانا
تحول وجه مهاب من الأبتسامة الى العبوس
-على فكرة انا كان عندي اهل برضو مش مرمي يعني
-طب تصدق انك غبي يا مهاب...ماما عايزة تقعد معاك
-انا اسف يا وسام بس الأخوة الكرام بيتخانقوا في المحاكم
-والله يا ابني خالانك وعمامك دول ماعندهومش ريحة الدم.
-قديمة..عموما..انا هجيب طفح اجيبلك
-سديت نفسي بعد الكلمة ديه..يا ابني الملافظ سعد
عادت البسمة من جديد الى مهاب
-سعد راح يجيب اكل..اجيب ولا لا
-هات...بس ماتكترش علشان الحجة زينب عايزة تغديك
....
دخلت الى مقر الشركة...وهي تنظر في وجه كل من مر بجانبها..تلحظ النار التي تقظف عليها من عينيهم...دخلت الى مكتبها في عجلة لتلقي السلام على زميلتها وتجلس على المكتب...امسكت بالظرف الموضوع على المكتب..وبدأت بفتحه...اخرجت منه ثلاث ورقات..كانت جميعهم تذاكر سفر لثلاث بلاد..بدأت في قرأة اسماء البلاد لتتوقف عند مصر!
ظلت تحدق في التذكرة ...ياله من قدر عظيم..لم تخطي حدود هذه البلد منذ 23 عاما مضو..وضعت التذاكر جانبا و امسكت بالظرف لتتأكد من فراغه..لكنها وجدت ورقة مطوية..بدأت بفتحها..وقرأتها
"اجهزي....رحلتك هتبدأ يا ميرا "
....
انتهى الصف الطويل....لينهي اجرأته وهو مكتظ من الحال...استقل سيارة اجرى..واعطاه العنوان...ظل السائق يتحدث معه عن احواله هو وابنائه وابناء جيرانه...وحال البلد الذي تدهور...ولكن عكسما تصور الجميع فهو كان مستمتعا بحديثه مع السائق.وهذا كمعظم الشعب يستمتع بهذه الأحاديث...وصل الى المنزل...لتنتهي صداقة عابرة بينه وبين السائق..الذي يصادق مثله بالألاف اسبوعيا!!!!
دخل الى المبنى الصغير الذي يتمسك في ارض ضيقة المعابر..بين ضواحي شبرا المزدحمة ..دق بجرس باب تظهر عليه اثار الزمن..لتفتح امرأة قصيرة مقارنة به..اخذته في حضنها عندما رأته ليبتسم هو اليها..يدخل ساحبا خلفه حقيبته..لتردف السيدة وتقول
-نورت يا ياسر يا حبيبي ده عمك هيفرح لما يعرف...يا حمدي يا حمدي
يخرج حمدي بوقاره المعتاد....ليرفع انظاره الى الضيف...ويجده هو ينظر له في تعجب من مجيئه في هذا الوقت
-اهلا يا ابني...منور
-بنورك يا عمو...
-ام تنسيم...شاي بقى ربنا يخليكي لينا
-من عنيا ...
..
ذهبت ام تنسيم الى المطبخ..ليجلسا الأثنين و يحل الصمت محله الا ان قاطعه عمه
-ايه اللي جابك دلوقت يا ياسر انت مش المفروض تقعد اسبوع على الأقل
-بصراحة يا عمو..مااستحملتش ...كأن كل حاج بتقولي انت مش مننا امشي
-يا ابني دول عيلتك ومش عايز ابقى انا اللي بفرق بينكوا
-لا يا عمو...مش انت مهما حصل..انا اخترت اعيش هنا معاك..بمزاجي وكنت بلغت السن المحدد
-يا ياسر..الله اعلم انت مكانك اكتر من تنسيم بنتي...انت ابني يا ابني..واللي مالوش خير في اهله مالوش خير في غيره
-معلش يا عمو..انا مارضتش اكسرلك كلمة...بس انا مش مستعد علشان اقابلهم ..اديني شوية وقت
ابتسم العم في حنان ليقول
-براحتك يا حبيبي..خد وقتك كله..يلا خش ريح شوية...واهو تنسيم تيجي وهتفرح انك رجعت
ابتسم له ياسر...واطاع كلامه...فهو في امس الحاجة للراحة راحة لم يجدها في اركان امريكا
...
مرَّت الأيام على الجميع بفترات مختلفة..فهناك من يشعر ببطئ الأيام...وهناك من يحس بأن الأيام مجرد ساعات ليس الا
...
كانت سيلا تحضر حقيبتها في المشفى فاليوم يوم سفرها وخروجها..كانت لارا بجانبها تساعدها....وهي حزينة
-لارا بطلي تبقي اوفر شوية..يا بنتي 3 شهور وهرجع مش هموت
-بس دول كتار يا سيلا..ربنا معاكي
قاطع حديثهما رنة هاتف لارا..امسكت بالهاتف من على المنضدة لتبدأ البسمة بشق سبيلها الى فمها.
-حتى في عز النهار؟
-sure..هطلع ارد واجيلك
....
خرجت لارا من غرفتها ...وردت على الأتصال ليبدأ الدلال بالزيادة...
-حبيبي عامل ايه؟
-كويس طول ما انتي كويسة يا لارا...سافرت؟
-لا لسة يا جو..انت لسة بتحبها؟
-طبعا لا...انتي معايا
ابتسمت لارا على جملته
-طيب يا حبي انا هقفل علشان ماتحسش بحاجة
اغلقت الأتصال وعادت من جديد اليها لتجدها تغلق الحقيبة..
-مش هتقوليلي مين حبيب القلب؟
-عايزاها مفاجأة..وهبعتلك الصور اول ما نتخطب
-ماشي يا لارا
صمتا الأثنين قليلا....لتردف سيلا قائلة ببعض من الضيق
-جاسر مجاش
ردت عليها لارا بثقة عمياء..لا تشكك احد فيها
-لا يا حبيبتي ..طلع واطي اوي على فكرة
-خلاص يا لارا ...ماتفتحيش السيرة تاني...وهاتي اللاب
-لاب؟...يا بنتي طايرتك اتبقى عليها ساعتين مش يلا
-طب بس عشر دقايق
-اوكي..هنزل الشنطة عقبال ما تخلصي
اومئت لها سيلا كموافقة...وجلست على احد المقاعد...وضعت الحاسوب على قدميها...وفتحته....وبدأت بكتابة شئ ارادت وبشدة كتابته
"لكل شئ في الحياة تعريف...وتعريف العرب في المناهج هي مجموعة خلقت كي تهدم الأرض...تشعل الفتنة بأديانهم التي لا يفقهون فيها شيئا سوى ما يريدون..بأختصار هؤلاء هم العرب !"
ابتسمت بشدة عندما كتبت هذه الكلمات المنثورة..ببراعة...منثورة لتجذب الناس اليها ناس يفقهون مثلها...
...
كان جالسا في غرفة الجلوس يشاهد التلفاز هو ووالدته...ليطرق الباب ويقف هو ليفتحه و يعود ليجلس من جديد
-طب قول اتفضل اي حاجة
-ادخل يا مهاب واقفل الباب عايز اتابع الماتش
-الزمالك والأهلي؟
-لا برشلونة وريال
-ريال ولا دولار
نظر له وسام...ليخفض مهاب رأسه و يبتسم..فعل كما طلب منه واغلق الباب..القى السلام على الحجة زينب..وجلس بجانبها..لتردف هي بحزن
-ينفع كده يا مهاب..اقولك تعالى عيش معانا..تقول انا كان ليا اهل
اخفض مهاب رأسه في حرج فبالتأكيد حزنت من قوله
-والله يا حجة زينب..مش عايز ادوشكوا
تحدث وسام بهدوء
-لا ادوشنا يا اخويا
ترقرقت الدموع في عين الحجة زينب
-حجة يا مهاب؟...من امتى وانت مش بتقولي يا ماما
نظر لها مهاب في حرج اكثر فعندما يتحدث يتعمق الجرح فيها
-والله مش كده يا حج..يا ماما
ابتسمت الحجة زينب و الدموع تسيل على خديها..لتقف وتقول
-ولا يهمك يا ابني...انا هخش انام الاكل متسخن لو هتاكله
دخلت الحجة زينب الى غرفتها واغلقت الباب لتجهش في البكاء فمهما كانت الكلمات بسيطة يمكن ان تحدث خللا في القلب اقوى من الأزم القلبية.فالمشاعر تتحجر مع مرور الزمن وتظل الذكرة السيئة مثبتة بلزق في ادمغتنا
...
-تصدق انك لطخ
كانت هذه كلمات وسام الغاضبة تجاه مهاب الذي ظل صامتا لوهلة..ثم وقف من جلسته واتجه الى غرفة الحجة زينب..ليطرق الباب..وينتظر بالخارج...
مسحت الحجة زينب دموعها...و بدأت بتعديل ملابسها..وفتحت الباب بأبتسامتها المعهودة..لكن ما فاجأها هو ارتماء مهاب عليها ليحتضنها بقوة...وهو يستنشقها لتسقط دامعة من عينيه..وهي تربت عليه
-انا عارفة انك زعلان يا مهاب عليهم...بس انا زي امك
-ماتقوليش كده حضرتك فعلا امي...
جاء وسام من خلفهم ليبتسم بأتساع...ويقول بطفولية
-حبوني معاكوا
قبلت الحجة زينب كل من الشبابين...وودعتهم لتغفو قليلا ..جلس الشبابين في الغرفة ليجلس مهاب يلعب كعادته..بينما يمسك وسام حاسوبه ويبدأ بفتحه ليتصفح القليل من الأخبار..لكن لسوء الحظ الذي اوقعه في صفحتها...رأى ما كتبته بأرفاقها صورة لها وهي تبتسم....بدأ بقرأة الكلمات..ليبدأ الدماء بالتدفق في عقله بقوة..ليجعله يلقي الحاسوب بجانبه.تحرك مهاب وجلس بجانبه وهو يتسأل
-في ايه ياَض؟
-انا مش عارف ليه الكل بيهاجمنا
-البت ديه تاني ما ترحمنا بقى شوية
-شوف ست الحسن والجمال كاتبه ايه
امسك مهاب الحاسوب واول ما وقعت عينيه عليها ..صورة ليقول وهو محدق بها
-يا دين النبي...يخربيتها مزة
نظر له وسام..لينظر مهاب اليه بدوره وانفجرا الأثنين من الضحك
-هات هات اللاب...كاتك القرف غبي
-اتنيل ...ويسو ماتجوزهالي
-يا ابني انا شغال خناق معاها
-علشان حمار...
امسك وسام اللاب من جديد وهو يبتسم اراد ان يظهر لها ان هناك من يهتم بالبلاد العربية
"صحيح!فلكل شئ تعريف...حتى امريكا..لها تعريف...فهي دولة لا تفعل شئ سوى تجارة الأسلحة والمخدرات...واكبر دليل على هذا هو انتي...فليس هناك شخص يعقل ان يقول هذا وهو لا يحمل ادنى دليل"
...
كانت لا تزال فاتحة الحاسوب...تنظر الى التعليقات التي تشجعها على موقفها الى ان رأت تعليقه...بدأت بقرأته بتأني ليتحول صبرها الى غضب....فتحت حسابه الشخصي لتجد من شارك معه صورة تجمعه بين اصدقائه في بادئ الأمر لم تدرك من هو..لكن كان يعلو كل منهم اسم حسابهم الشخصي...فوجدته ..ظلت تتمعن فيه لتلتزق صورته في مخيلته....عادت الى تعليقه و كادت ان ترد عليه لكن قاطعها دخول لارا
-يا بنتي قومي بسرعة ميرا في المطار و انتي لازم تروحي
نظرت لها ثم اغلقت الحاسوب...وخرجت من المشفى وهي تتذكر ملامحه كأسمها.
....
وقف مهاب وهو يخرج من الغرفة ليردف
-يلا يا وسام..هنزل اسخن العربية عقبال ما تجهز..الوفد على وصول
-لازم اروح..ما تروح انت؟
-المدير قال ايه؟
-ماشي يا عم مهاب على اساس الواد بيسمع الكلام اوي
-عيب عليك ده انا لطيف و مطيع
نظر له وسام بسخرية ليردف
-كلب لطيف...اطلع برة ياض
.....
كانتا جالستان بجوار بعضهم البعض في الطائرة...وهي محلقة...محلقة بين سماءا وارضا...خلقها الخالق في ستة ايام!!
واسهل اختراعات الزمن تم اختراعها فيما يقارب السبعة عشر سنة..مع تطويرات وتحسينات !..تكلمت سيلا لتلين الجو قليلا
-ميرا...تفتكري مين هيستقبلنا
نظرت لها اميرة لترجع عينيها الى موضعهما على النافذة وتردف
-اسمي اميرة...و ماعرفش
-هو انتي متضايقة
-لا
-طب ليه بتجاوبي على قد السؤال
-اومال اجاوب ازاي
-يعني بندردش
-مش بحب
-انتي خنيقة
-ميرسي يا انسة سيلا
.......
تهبط طائرة امريكا على حدود دولة جديدة ...دولة تبدأ من عندها الحكايات و الأساطير..دولة اشتهرت بشعب كما يقولون (يتحط على الجرح يطيب)ارض لا طالما عاصرت الكثير نعم!.هي ارض مصر العزيزة...
يقف مهاب و وسام امام بوابة الخروج...لينتظرا الوفد حاملين لوحات يكتب عليهم اسمائهم...التف وسام الى الخلف..لينظر الى الناس...ولاتزال اعين مهاب مثبتة على البوابة الا ان تسلل الى اذنيه صوت كعب عال ..ليبدأ برفع نظره ويجدها تمشي بجوارها فتاة ليردف قائلا بصوت منخفض
-احمس!
.......
كانت ليلى تنتظر خارج احدى المكاتب التي تقطن في اشهر الشركات فلقد كانت والدتها عاملة نظافة في الشركة...خرجت مديرة الأعمال لتقابلها بوجه مكتظ..
-اتفضلي منير بيه مستنيكي
دخلت ليلى على حياء...ظلت واقفة امام رجل يبدو عليه انه في العقد الثالث..ظلت واقفة الا ان اردف قائلا
-اتفضلي
جلست ليلى ولازال الحياء يحتلها..رفع اخيرا نظره من على الأوراق ليقول في جمود
-خير اي مساعدة؟
-انا بنت الحجة فتحية
-مش فاكرها..بس عايزة ايه
-حضرتك هي كانت مستلفة على مرتبها..وحصلت ظروف واتسجنت..فأنا بأستئذن حضرتك لو تقدر تشغلني عندك..او تسلفني مبلغ
-حد قالك او قال لوالدتك اني فاتح جمعية خيرية...مقدرش افيدك
بدأت الدموع بالتجمع في عينيها...ليقطع حديثهما دخول ضيف عليه و ورائه مديرة الأعمال و هي تبتسم
-استاذ ياسر يا فندم
وقف منير من الكرسي ليرحب بالضيف بأبتسامة صافية لا تشوبها شئ
-اهلا اهلا ..منور
وقعت اعين ياسر عليها...وهي تبكي ولا احد يعيرها اي اهمية...جلس ياسر مقابلا لها..ليجلس منير بدوره..ويردف محدثا اياها
-اظن كده انتي قولتي اللي عندك..وانا مقدرتش اساعد ...معلش بس عندي اجتماع
اومئت له ليلى وهي تنظر الى الأسفل.وقفت من مقعدها و همت بالخروج بين نظرات ياسر لها!
.....



ايه رأيكوا؟
وتفتكروا رد الفعل ايه؟
ماتنسوش تعملوا كومنت عشان اشوف ارائكم
دمتم متابعين
~شهد حلمي~



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-10-16, 01:14 PM   #8

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



(6)


صوت يدوي منزل صغير في الدور العلوي...منزل حمل ذكرايات ولازال يحمل..نظرت امامها لتجد اختها تجلس على الكرسي...وتنظر لها بأعين دامعة ...اعين متوسلة الا يكون حقيقة....وقفت اختها من الكرسي وتوجهت اليها..حاملة ورقة...ورقة تمنت ليلى اختفائها من حياتهم ...
-ايه ده يا ليلى؟
-ورقة..عمرك ما شوفتي ورقة يا هبة
-لا شوفت بس ماشوفتش اللي فيها...
-انتي بتراقبيني..مين سمحلك تقرأيها؟
صمتت هبة لبعض الوقت...ووضعت الورقة امام ليلى ..ليبدأ صوتها المبحوح بالظهور
-ماما فين يا ليلى؟
ازاحت ليلى الورقة بيديها...
-ما قولتلك سافرت....
-سافرت..سافرت السجن؟...وعلشان مين
-هبة!!!....انتي عارفة ماما عمرها ما تعمل الغلط...ظروف وهتتحل ان شاء الله
جلست هبة واجهشت في البكاء..بكاء لعدم وجود من يحتويها من الناس...لعدم وجود امرأة احبتها اكثر من نفسها..تمر ذكرياتها في كل ركن..امامها....كانت في هذا الركن تلقي الطعام وهي تبتسم لقمط والدتها...جلست ليلى بجانبها واحتضنتها لتسيل دمعة منها على كتف اختها...ظل على هذا الوضع الا ان جاء اخيهم الصغير...لم يتم العشر سنوات...اقترب منهم
-لولة...هي هبة بتعيط ليه..وماما فين
نظرا الأختين الى بعضهم البعض...لتقرب ليلى يدها من اخيها الصغير...يضع كفيه الصغيرين في كفيها...لتسحبه اليها وتحتضنه هي واختها..لتردف ليلى بصوت حاول ان يكون ثابت
-من النهاردة لازم كل حاجة تمشي كأن ماما هنا؟..فاهمين؟
...
كانت تخرج من البوابة بثقة...على وجهها ابتسامة عهدتها منذ زمن...اما هي فكانت تمشي بجانبها بأنبهار...فهي لم تزر بلدها منذ زمن..زمن بعيد..زمن لم يمحى ذكرى وحيدة لها ....رأت سيلا لافتة يحملها شاب يظهر عليه القلق وهو ينظر لها..نظرت الى اميرة...لتردف قائلة
-ميرا..اهم الشباب
اسرعت سيلا في خطاها...لتنظر لها اميرة في غضب...وتكمل مشيها بثبات...وصلت سيلا الى الشاب..لتبدأ قطرات القلق بالنزول على جبهته..ابتسمت سيلا واردفت قائلة
-انا سيلا..واللي معايا ميرا
-بجد!...طب يا فند...
قاطع حديث الشاب...يد وضعت على كتفه...ليلتف الشاب..ويرى صديقه يحدثه دون ان ينتبه الى الوفد
-تصدق يا مهاب عملوا مطار تاني
-طب ممكن تركز مع الوفد يااخويا الأول
اعاد مهاب بنظره الى الفتايات...ليلحظ نظرات سيلا الى صديقه الذي كان يتفقد المكان وهو بجانبهم...ليكمل مهاب حديثه قائلا
-اهلا يا فندم..مع حضرتك مهاب صالح..وزميلي وسام العلايلي..
القى مهاب السلام...لتقف الفتايات منتظرين سلام وسام...ابتسم لهم مهاب..ليضرب صديقه خفيه كي يضع تركيزه معهم...التف وسام وكاد ان يغضب على مهاب..الا ان رأها ورأته...اتسعت اعينهم على مصرعيهما من هول الصدمة...ها هم يتشاجرون وجها لوجه لا تفصلهم شاشة او لوحة مفاتيح يطرق عليها كي تعبر عن رأيك..تحدثت سيلا بغضب تام
-unfortunately اتجمعنا علشان نكمل خناق
نظر لها وسام بأستحقار ليردف قائلا
-بس اتكلمي عربي وبلاش دلع..انتي مش في نيو جيرسي..انتي في مصر
-سوري نسيت انك شرقي جاهل ماتعرفش غير العربي والشتيمة
-انتي بتكدبي الكدبة وبتصدقيها؟...
-انا عمري ما كدبت
-يا بنتي انتي اصلا كلك على بعضك كده كدبه
-انت اللي متخلف ومبتفهمش
اغلق وسام عينيه لكي يحتوي غضبه المنثور في اعضاء جسده وعروقه...ليفتحهما بهدوء تام وينظر لها بأبتسامة ويقول
-اتفضلي يا فندم..علشان نوصل حضرتكم للفندق اللي هتعيشوا فيه..
ردت عليه سيلا في جمود
-بس انا مأمنش نفسي مع ارهابي زيك
تكلم مهاب عندما احس انها لن تمرؤ بسهولة
-العفو يا فندم...هو مش قصده واكيد حضرتك مش قصدك
نظر له وسام لتعود عينيه عليها ويردف بأبتسامة
-تمام يا انسة سيلا..ابقي شوفي مين اللي هيوصلك غير الأرهابي اللي هو انا..علشان لو حد عرف في المطار انك هنا.هيخدوكي لحم ويرموكي عظم..ماشي..يلا اشوف وشك بخير
قاطع رحيله من امامه..مهاب وهو يترجاه
-وسام..وحياة اللي خلفتك..هما مزز اه و هي غلطانة بس برضو..استحملهم ده اكل عيش
-معلش يا مهاب ..طلاما انا ارهابي تغور تشوف حد يوصلها هي شايفاني سواق
كانت اميرة تأخذ دور مهاب مع سيلا....
-يا انسة سيلا ماينفعش كده...الراجل جي يخدمنا وانتي تهزئيه
-لا يا ميرا..هو واحد مش مؤدب انا عارفاه
-بغض النظر عن ميرا ...معلش خلي الليلة تعدي..
امسكت اميرة بيديها وبدأت بسحبها..ليفعل مهاب ذلك ايضا ليقفوا الأربعة امام بعضهم البعض...تنظر سيلا الى الأسفل و ينظر هو الى يمينه متجاهلا اياهم...تكلم مهاب عندما فاض به الكيل
-بص يا اخويا انت وهي...اخلصوا علشان انا مأكلتش وجعان...فبلاش تلاكيك العيال ويلا خلونا نغور من هنا
تكلمت سيلا و على وجهها علامات الحيرة
-excuse me يعني ايه نغور؟
-ديه فيها excuse me..بصي يا بشمهندسة...
قاطعته سيلا بأبتسامة
-انا مش بشمهندسة
نظر لها مهاب..ثم اكمل كلامه قائلا
-بصي يا دكتورة..
-انا مش دكتورة انا صحفية
-بوصي يا بت ...نغور يعني نمشي...to go ..وارحميني علشان انا بتنرفز بسرعة
تمايل مهاب الى صديقه ليهمس له
-هي ليه بترطم انجليزي؟....ديه كده هتطلعني عن شعوري
-شورتك يا اخويا...انا هروح للمدير واسحب ملفي من الوفد ده ولو وصلت من الشركة كلها
نظرت لهم سيلا في تأمل..لتقاطعهم قائلة
-by the way ..عيب تتكلموا لواحدكوا..اتكلموا معانا
رد عليها وسام بأبتسامة ساخرة
-بنقول حاجة عيب ماينفعش البنات يسمعوها
-ايه معجب بواحدة فينا وبتقوله مثلا
نظر له مهاب لترتسم الضحكة على وجهه ويخفض رأسه ليكمل ضحكه...نظرت لها اميرة بلوم وعتاب عما قالته فهذا ليس حديثا يقال علنا
-لا والله ماتخفيش ماحدش هيحب صاحبه
-قصدك صاحبته بقى
-لا انتي فاهمة غلط...بمنظرك ده بتفكريني بصاحبي..
نظرت له سيلا في غضب..فلقد اهان شيئا لم يهن من قبل
-انت اللي اعمى و مش بتشوف
وقف مهاب امام وسام وبدأ بتهدأته..فلن تمر دقائق الا وهم يتشاجران
التف مهاب ليواجه سيلا بأبتسامة
-معلش يا فندم..احنا متأسفين..ممكن يلا علشان انتو ليكوا موعد محدد وتوصلوا الفندق
ابتسمت سيلا على احترام مهاب لتردف
-شوف زميلك المحترم..بيعرف يتعامل مع الجنس اللطيف
انهت كلماتها هذه...وبدأت بالسير امام ثلاثتهم وهم واقفون..
-مهاب!...البت ديه لو ماتعدلتش انا هولع فيها بجاز
-وهتجيب الجاز منين يا حاصرة..قول على قدك..خلينا نتزفت نمشي من هنا
نظر مهاب خلفه الى اميرة الصامتة التي تنظر اليهم..في حذر ليقول ساخرا
-ايه خارسة...ماسمعتلكيش حس يعني طول الخناقة
بدأت ملامحها بالتقلص تعبيرا عن ضيقها لتردف قائلة
-هقول ايه يعني...الخناقة اتفضت..بعد اذنك
وهمت لتتبع سيلا..نظر الشابان الى بعضهم البعض وبدأو بملاحقتهما..خرجوا من المطار..والفتيات تتقدمهما...تخطاهم وسام....وترك مهاب معهم..ركب سيارة بيضاء اللون..ليست بالحديثة او الكبيرة...فهي تكفيه هو ومهاب في ازماتهم...تحدث مهاب اليهم ليقول
-ممكن الشنط..وتتفضلوا تركبوا
-انا ماعرفش انت مصاحب الأنسان ده ازاي ومتعلمش منك حاجة
ابتسم لها مهاب في حنق ليقول
-معلش بس اللي بيحب بياخد بالعيوب و مفيش محل تصليح علشان يتصلح..اتفضلي
ركبت الفتاتان السيارة ...ووسام ينظر عبر نافذته...وضع مهاب الحقائب في السيارة ركب بجانب صديقه...ليبدأ وسام بالقيادة بين صمت هالك..الا ان قرر مهاب فتح المذياع ليدوي صوت وائل جسار السيارة
"قال فاكرني حبيبي اسيبه يغيب عن عيني ويرجع تاني
مستحيل انا اقدر انسي اي نظره عين وخداني
الحياه من غيره بعيشها حلم ضايع من احلامي"
نظر وسام الى مهاب...ليبتسم اليه...مما جعل مهاب يقول
-فاكر ياض..ايام حلوة صح؟
-على اساس انك حبيت قبل كده
-لا ..بس ايام رحلات الجامعة..والقاعدة على السلم..كنت مشهور زمان
-طبعا طبعا كنت مشهور بأنك لعبي و بتعملش حاجة مفيدة
-طب ليه الغلط؟..
....
كان المدير يجلس على مكتبه يتفحص بعض الأوراق..الا ان قاطعه صوت هاتفه..امسك بالهاتف لترد عليه مديرة الأعمال
-مستر حاتم على الخط احوله؟
-اه اه طبعا وهي فيها سؤال يا بنتي
صمت قليلا الا ان جاءه صوته عبر الهاتف..بدأ المدير بالأرتباك فهذا تائثيره على البشر
-الو اهلا يا مستر حاتم ...مكالمتك غالية عالينا اوي
-شكرا..وصلوا؟
-اه يا فندم المفروض..وهيروحوا على الفندق
-بلاش الفندق
-ليه يا فندم ؟
-انت مش شايف الأحوال...فأي لحظة أرهابين يدخلوا ويفجروا المكان
-طب هنوديهم فين؟
-اتصرف ان شاء الله تأجر شقة بس يكون المرشدين معاهم
-تحت امرك يا فندم
...
اغلق الهاتف مع مدير الشركة..ليأتيه اتصال من رئيسه...ليرد والثقة تحتل اجزاءه
-مساء الخير يا باشا..كله زي ما حضرتك طلبت
-حاتم...الغلطة في الليلة ديه براس...ومقدرش اوعدك انك ماتكنش راس
ابتلع حاتم ريقه ليردف
-طبعا يا فندم...هنبعدهم الثلاث شهور علشان نعمل اللي حضرتك طلبته و مفيش مخلوق هيقدر يوصلهم حاجة
....
كان وسام يقود بينما كانت الأجواء صامتة لا يوجد صوتا سوى صوت الهواء المندفع نحوهم عبر النافذة..امسك وسام هاتفه الذي كان يضيئ..ووضعه على اذنه
-الو يا وسام ...انت فين؟
-انا في طريقي للفندق يا فندم
-طيب حود على بيتكوا
نظر وسام الى مهاب في تعجب ليقول ساخرا
-وهم الأفاضل هيعيشوا معايا ولا ايه
-طلعت نبيه يا وسام...يلا على بيتكوا
توقف وسام بالسيارة فجأة..ليصرخ عليه مهاب
-ايه يا ابن المجنونة اللي عملته ده
نظرت له سيلا لتقول في حنق
-مابتعرفش تسوق يبقى خليك في بيتكوا
لم يعيرها اهتمام بل اكمل حديثه
-يا فندم حد قالك اني فاتح بيتي لوكاندة؟
-وسام!..دي اوامر عليا لازم تنفذها
-اوامر عليك مش عليا...يا فندم انا معايا والدتي ..مش لواحدي
-والدتك وموافقة اي تدخل تاني
-لا العفو..انا اللي بدخل مش كده..سلام يا فندم
اغلق وسام الهاتف والغضب يتناثر من عينيه..نظر لها ليردف قائلا
-جيتيلي من انهي داهية بس
اكمل قيادته...والأجواء ساخنة..لا يتكلم احد ..فرد الفعل لن يكون مرحبا بالفعل...تحدثت اميرة عندما لاحظت اختلاف الطريق لتقول
-ده مش طريق الفندق اللي شوفته على النت
ابتسم وسام بسخرية ليقول
-لا حضرتك هنروح فندق تاني في عابدين
نظر له مهاب في تعجب ليهمس له
-عابدين مين..مش هيقعدوا في الزمالك؟
-لا يا اخويا هيقعدوا في عابدين ماهو المدير فاكر اني فاتحها على البحري
-الله يا ويسو....انا البيت عندي ناوي يولع النهاردة ممكن ابات معاك
-احلوت البياتة معايا مش كده..كلب يا مهاب
-وحمار بس خليني انام معاكوا...
-ممكن تسكت اما اشوف هلقحهم فين في الشقة
-انا واحد حبوب وبستقبل الناس فأوضتي اللي في شقتك
-مهاب ..هنزلك والله
-لا على ايه
....
كان ياسر يجلس امامه وينظر له وهو يوقع على بعض الأتفاقات ليعطيها الى مديرة الاعمال ويتفرغ له بأبتسامة
-منور يا ياسر بيه خير؟
-بيه ايه يا منير...احنا دفعة واحدة..
-هههههه لسة فاكر
-منير احنا متخرجين من سنة ونص..ملحقتش انسى
-طب تشرب ايه؟
-مش عايز شكرا
-يبقى غدا؟
نظر له ياسر في قمت...فهو علم ان هذا بسبب والده
-منير انا جاي اعرض المشروع وامشي مش هزيط
-مابراحة يا ياسر...اصلا انا عارف دماغك فأكيد هوافق
وقف ياسر من مقعده ليقول بغضب
-منير....مشروعي مش الواو...ومش علشان ابويا تعمل كده فاهم
-انت معقدها ليه..ابوك عايز يساعدك
-وانا مش عايز منه مساعده...وشكرا يا منير اخدت من وقتك كتير
خرج ياسر و هو يحمل بعض الأوراق..تاركا منير ينظر لسرابه في غضب
.....
دخلت ليلى غرفتها..لتبدل ملابسها و تلقي جسدها على سرير حديدي ...يتدفأ بمرتبة قماش لا تريح ..ظلت تفكر في حل لما ستفعل..فلا تستطيع ان تترك امها في هذه الحالة..فلن يصبح الدم ماء..غفت ليلى وهي تفكر..لتترك العناء لجسدها ان يرتاح
...
وصل وسام الى بيته...ليوقف السيارة فمكانها المعتادة..نظرت الى المكان المحيط بها..لتصرخ قائلة
-انا مش هنزل من العربية للمكان الdirty ده
نظر لها وسام بغضب ليردف قائلا
-خلاص خليكي متلقحة هنا..ووريني هتتنزلي ازاي في الحتة dirty ديه.
خرج الجميع من السيارة ولم يتبقى سواها..اقتربت اميرة منها لتردف قائلة
-انسة سيلا..خلي ال3 شهور يعدوا..انا مش عايزة اضيع وقت لأن امي عيانة...فلو اتبقى عندك رحمة انزلي
تعجبت سيلا من كلامها فهي لم تدري ان لديها والدة من البداية...بدأت تحس بشئ يجبرها على النزول...لكنها لم تدري ماهو
...
صعدوا الى الأعلى عبر درج رخامي...كانت تنظر الى الدرج بحقارة و اشمئزاز...درج يظهر عليه مسام الزمن القاسي...كانت تتذكر درج منزلها....لتعود النظر الى هذا و تلعن حظها.وصلا الى شقة يعلوها لوحة يكتب عليها
(الأستاذ :سالم العالايلي)
اخرج وسام مفتاحه من جيبه...ودق جرس الباب..كاد ان يفتح الباب الا ان خرجت جارته...ليلتف الجميع نحو مصدر الصوت الأنثوي...
-ازيك يا استاذ وسام...طنط كويسة
-قسمت...الحمدالله انتي عاملة ايه؟
-والله ماشية ...ادعيلي بقى يا استاذ
-ههههه بعد استاذ ديه هدعي عليكي...خشي ذاكري..وسلميلي على طنط
-تمام يا استاذ
اغلقت قسمت ذات الشعر الذهبي..فتاة لا تزيد عن السابعة عشر...تأخذ كل من تقابله اخا لها...ابتسم وسام لأطمئنانه عليها..وعاد من جديد لفتح الباب...ادخل هو ومهاب الحقائب..لتتبعهما الفتاتان....بدأ وسام بمنادات والدته بصوت عال
-ماما...يا ماما ..يا حجة زينب
خرجت الحجة زينب من اتجاه المطبخ وهي تحمل طبقا في بعض الأرز الأبيض ينظر لها وسام بأبتسامة ليردف قائلا
-انتي بتعملي ايه يا حجة؟
-بطبخ يا ابني...منورين يا ولاد
نظرت الحجة زينب الى الضيوف...لتنظر لها اميرة بأبتسامة فهي تذكرها بوالدتها ...اما سيلا فنظرت لها ببعض من الأستياء على الحال التي ستعيش فيه
-اتفضلو يا ولاد اقعدوا...وسام انت ومهاب هتباتوا في اوضة الصالون...و البنات القمامير هيباتوا في اوضتك يا وسام
رد مهاب بعبوس
-ماتكسبي فيا ثواب يا ماما و تبيتيني معاهم؟
-اتلم يا ولا...يلا يا وسام ..ادخل الصالون رتب حاجتك
رد وسام بتفاجئ
-لحقتي نقلتي يا ماما الحجات ؟
-طبعا يا حبيبي علشان القمرات
دخل مهاب ووسام غرفته...مع الفتايات كي يدلوهم على الطريق..اردفت سيلا سريعا لتقول بأشمئزاز
-يع..انا مش هنام في الأوضة الصغيرة ديه
-خلاص ياختي روحي نامي ففي فندق اهو يولعوا فيكي ..يبقوا ارتاحوا وريحوا...ايه النكد ده يارب
خرج وسام من الغرفة بعدما ازاح بما كان يحيط قلبه..من ناحيتها..لتتبعه والدته وتدخل غرفة الفتايات ..لتردف قبل مهاب
-معلش يا قمامير..هو بس مضغوط..استريحوا انتوا....وساعة بالكتير والغذا يجهز..
اردفت اميرة بحنان
-عايزة مساعدة يا طنط
ابتسمت الحجة زينب لتقول
-ربنا يكرمك يا بنتي شكرا...استريحوا...انتوا
..

-ليلى ليلى تامر و مامته برة ....اوووف يا ليلى
استيقظت ليلى على صوت اختها ..لتقول بنعاس
-عايزة ايه
-تامرومامته برة
-طيب طالعة اهو
-خرجت هبة لتبدل ليلى ملابسها وهي متعجبة من هذه الزيارة..خرجت من غرفتها لتجدهم جالسين ..في صمت تام.تقدمت والقت السلام وجلست بجانب اختها..لتردف والدة تامر قائلة
-ماما فين يا ليلى؟
نظرت ليلى الى اختها وبدأ الأرتباك بأحتلالها لكنها حاولت اخفائه
-مسافرة يا طنط..عند خالي..ليه حضرتك عايزاها فحاجة؟
نظرت لها والدة تامر بقمط وغضب لتقول
-اه وهي هناك بقى ياريت تقول لخالك ان احنا مش عايزين الجوازة ديه يا ليلى ابني مش هيتجوز واحدة مامتها رد سجون
قاطع حديثها تامر ولدها ليقول
-ماما!...لوسمحتي انا اللي اقول الكلام ده
وقفت ليلى من جلستها لتقول بأبتسامة تملؤها الغضب
-اتفضلوا من غير مطرود برة..حاجتك كلها هتوصلك وعليهم دبدوب هدية كمان...برة!!
....
-الغدا جاهز يا ولاد
صوت الحجة زينب يدوي المنزل...ليخرج الشبابان...ويتجها الى المائدة..ظلوا منتظرين الفتاتين لكن لم يأتوا ..لتذهب الحجة زينب و توقظهم...فهم يجب ان(يرموا عظمهم)
ظلت تدق الباب الى ان فتحت سيلا بوجه غاضب
-يلا يا بنتي الغدا
-مش هأكل وميرا نايمة
-لا..احنا عندنا الأكل شرط..
نظرت لها سيلا في غضب لتقاطعها الحجة زينب بألحاحها عليها الا ان وافقت...خرجت سيلا وجلست في الطرف المعاكس للشباب...اتت الحجة زينب لترأس المائدة ..كانت اعين مهاب مثبتة على غرفة الفتايات منتظرا اميرة لتخرج..الا ان اردف دون وعي
-هي البت التانية مش جاية
نظر له وسام ليردف بأبتسامة
-بت ؟...تقريبا نايمة
-اه يا ابني نايمة...ومش قادرة تقوم...هي بس سهى اللي قامت
نظر مهاب ووسام الى بعضهم ثم الى الحجة زينب ليردف مهاب قائلا
-سهى مين؟
-سهى يا ابني اللي قدامنا ديه
نظر وسام الى سيلا التي يبدو عليها التقزز من الطعام ليعيد نظره الى والدته ويقول
-ماما اسمها سيلا...مش سهى يا حبيبتي
-هو انا هدقق هو سهى ...كل كل
-طبعا هاكل ...بعد سهى ديه كلنا هناكل
صمت قليلا لتنظر الحجة زينب الى سيلا وتقول في تعجب
-ايه يا سهى انتي مأكلتيش ليه .؟...الأكل وحش؟
-اكل؟...هو فين الأكل ده ؟...ده مش اكل بني أدمين انا استحالة امد ايدي في البتاع الأخضر ده
نظر لها وسام ليقول ساخرا
-يك..اومال ايه الأكل ياختي...شوية رز ملفوفين في قماشة
-قماشة؟..تصدق انك جاهل...ده سمك ني اسمه سوشي
نظر وسام الى مهاب بسخرية وقال
-ياض يا مهاب مش سوشي ده نوع جزمة شوفناها عند الواد عابد؟
-اه هي يا اخويا كل يك يلا
-انتوا بتتريقوا عليا؟
نظرا الشابان الى بعضهم البعض ليقولا فأن واحد
-ابسلوتلي...
نظرت الحجة زينب لهم في تحذير كي يصمتا ففي النهاية هي ضيفة
-تحبي تاكلي ايه وانا اعمله يا حبيبتي.؟
-عايزة سمك مشوي و عليه وصفة صينية هتبقى جامدة يا طنط
كانت ملامح الحجة زينب مندهشة مما قالته من طعام...فهي لم تطهو مثله من قبل...قال وسام منقذا للموقف
-ماما ..بعد الأكل هبقى اخد مهاب ونطلع البلكونة
-لا يا حبيبي سيبلي مهاب شوية...خد سهى وفسحها في عابدين
مال عليه مهاب ليردف ساخرا
-البس يا معلم!
.....




ايه رأيكوا؟
هل بدأت الأمور تبان اكتر ولا لا؟
....
ياريت أعرف ارائكوا في الكومنتات لو عاجبكوا او مش عاجبكوا القصة ^^..
دمتم متابعين
~شهد حلمي~



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-10-16, 01:15 PM   #9

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


(7)


انهوا طعامهم..ليجتمعوا جميعا في غرفة الجلوس يشاهدون مسرحية (العيال كبرت) لتردف سيلا قائلة بأشمئزاز
-مش عيب على سنهم يعملوا كده
نظر له وسام ليقول بسخرية
-ان جيتي للحق مفيش عيب اكتر منك
-قصدك ايه؟
-مقصديش ...العفو
نظرت له سيلا بعدم فهم طريقته ليكمل هو مشاهدة التلفاز..اتت الحجة زينب حاملة اكواب الشاي..لتضع امام كل واحد كوبه..اخذت الحجة زينب كوبها وجلست بجانب وسام..نظرت سيلا الى كوب الشاي بدقة ..تتابع حركة الشاي بداخله..الا ان اردفت بتقزز
-طنط هي الكوبية ديه نضيفة؟
نظرت لها الحجة زينب بتفاجئ من سؤالها..لتردف قائلة
-اه يا بنتي نضيفة انا بغسلهم ثلاث مرات
-بتأكد بس يا طنط..اصل بطني sensitive..لأي حاجة مش clean..مع ان الدوك قالي ان مناعتي قوية جدا
نظر لها مهاب كاتما ضحكته ويردف
-مناعتك ولا بجاحتك..لا تكوني فهمتي غلط
رمقته سيلا بنظرة اشمئزاز لتنظر الى الحجة زينب المندهشة ..وتتمرد عليها عينيها وتنظر الى وسام..الذي لم يعيرها اهتمام بل اكمل مشاهدته...صمتوا قليلا يراجع كل منهم كيف سيتحدث معها وهي هكذا...فتاة واثقة الى حد الغرور...تزور الحقيقة بأطار يحمل عنوان امريكا ضد الارهاب !...وقف وسام من جلسته ليسحب مهاب من يديه ويقول وهو متجها الى الشرفة
-ماما انا هقف انا ومهاب برة شوية
-وسام...يا ابني سيب مهاب عايزاه وروح هات انت وسهى جيلاتي
نظر مهاب الى وسام وهي يبتسم بسخرية ليفلت يديه من يد وسام..واتجه الى مقعده من جديد كاتما ضحكته..اردف وسام ببعض من الضيق
-معلش يا ماما..سيلا اكيد جاية تعبانة وعايزة تنام
التفت الحجة زينب الى سيلا التي تتابع حوارهم بأستمتاع لتسألها بحنية
-سهى..انتي تعبانة ولا تقدري تخرجي؟
بدأت اللمعة بالأزدهار في عينيها لتردف قائلة
-لا مش تعبانة يا طنط خالص
ابتسمت الحجة زينب لتقول لوسام
-يلا يا ابني..ادخل البس عقبال ما سهى تلبس..وانت يا مهاب تعالى اقعد جني عايزاك
استأذن وسام وملامح الغضب تعلوه ..بينما استأذنت هي بأدب على غير العادة...لم يتبقى سوى مهاب والحجة زينب..اتجه مهاب بجانبها كما طلبت منه..نظرت اليه بأبتسامة عهدها عن والدته رحمها الله...القت الحجة زينب نظرها الى التلفاز تاركة مهاب..يدور في محور عقله كي يعرف ما تريده!!
.....
كانت جالسة في احدى المقاهي العالمية في امريكا..تطرق بيديها على الحاسوب الخاص بها...الا ان جائها اتصال على هاتفها..جعلها توقف كل شئ كانت تفعله ..ابتسمت في صفو وامسكت الهاتف ليصلها صوته الرجولي
-ايه الأخبار؟
-داخل حامي ...قول صباح الخير..
-مادموزيل لارا..انا مش صاحبك..احنا اللي بينا شغل و بس..افتكري شغل وبس!
ابتسمت لارا لتردف بدلال
-طب ايه رأيك نخليها اكتر...على فكرة انا مخلصة جدا للي بحبهم
-مخلصة!.ده الكدب بيمشي في دمك....ده صحبتك الأنتيم خونتيها علشان حبت ملاين
-الحبة اللي بتتكلم عليهم دول لما حطيتهم في البورصة جابوا قدهم عشرين مرة
ضحك بصوت عال يصل الى اذنيها ..ليدور في عقلها ويتناثر داخل الخلايا
-ما انا اللي برفعها يا لارا...ولو عزت انزلها بزرار هتلاقيها على الأرض
-اهو علشان كده انا عايزة اكسب رضاك...وبعدين ماتعملش الطاهر الشريف لأنك برضو زي...
-لا العفو...انا عمري ما خونت حد..عموما يا مادموزيل..جاسر اخباره ايه؟
-اهو دايب في غرامي...وبعدين انا زهقت ياريت تنجز..
-يومين كمان ومش هتلاقي صورته على وش الأرض
...
خرجا الأثنين من غرفتهما في ان واحد..لينظرا الى بعضهم البعض نظرة مطولة كل يحمل بداخله..كأنهم يتكلمون بصوت رج العالم بأسره..اكملا طريقهما الى الحجة زينب ومهاب...اعطاها ظهره..وانحنى الى الأسفل ليقبل رأس والدته..
-انا خارج يا ماما..عايزة حاجة؟
-لا شكرا يا ابني بس خد بالك من سهى لا تتوه منك
ابتعد وسام قليلا كي تقبل سيلا..وتسلم عليها يدا لا اكثر...نظر لها وسام عن قرب...ليعلوا صوته قائلا
-ايه اللي انتي لابساه ده؟!!
-وطي صوتك .!...انت شايفني لابسة ايه يعني
-المصيبة اني شايفك مش لابسة..اتفضلي غيري البتاع ده
نظرت سيلا الى الحجة زينب في ترجي لتردف
-يا طنط ..خليه يتعامل احسن من كده
ابتسمت الحجة زينب لها..ووقفت من جلستها لتسحبها من يديها ويدخلا الى غرفة الفتايات تاركين الشابين في الخارج..جلس وسام على اقرب كرسي...ليقترب منه مهاب بأبتسامة قائلا
-ايه!...مالك محموق اوي كده
-نقطني بسكاتك انت بس..
-حاضر يا اخويا..
....
دلفت الحجة زينب و سيلا الى الداخل ...لتجلس سيلا على مقعد المكتب...تراقب الحجة زينب بأنتباه لترى ماذا ستفعل...اتجهت الحجة زينب الى صندوق ملابسهم..وبدأت بالنظر اليه وهي تتمتم بــ(ده قصير...لا خفيف ده...ده كت...)
نظرت الحجة زينب الى سيلا لتقول في ضيق
-ايه يا بنتي اللبس ده؟..معندكيش حاجة طويلة؟
-لا يا طنط ده لبسي...
-طب جاكيت؟
-طنط...هو انتي هتمشي كلامه عليا؟
- بوصي يا حبيبتي الأصول اصول...ماينفعش تخرجي بشورت ونص باطنك باينة
نظرت لها سيلا في ضيق..لتقول بحنق
-انتوا كده العرب راجعين ماتعرفوش في الموضة حاجة
ردت عليها الحجة زينب بهدوء و رزانة
-الموضة مش في العريان يا بنتي...
وقفت سيلا من مقعدها..في غضب..لتنظر الى الحجة زينب المبتسمة في سلام..وتخرج من الغرفة...لتقف امام وسام وتردف
-انت مش بابي علشان تتحكم فيا..ولا boyfriend my..
-boyfriend?...مين الأهبل اللي هيحبك ده...ده هياخد فلوس وبرضو مش هيرضى يعيش معاكي
-انت قليل الأدب
-بس والنبي بلاش انتي تتكلمي عن الأدب خالص...واحنا برضو اللي راجعين شوفي نفسك
-على الأقل انا واحدة civilized..مش زيك
-اه معلش اصلي بمسك البنات السلك عريان
-ماتنساش ان انتوا كنتوا بتدفنوا البنات اول ما يتولدوا
-انتي تعرفي ان امريكا اللي انتي محمية بيها كانت مستحقرة البنات ازاي...
-امريكا هي اللي ادت الحق للمرأة انها تتكلم
-مش امريكا لو انتي تفقهي في الدين اوووي زي ما بتقولي هتعرفي ان القرأن هو من مجد المرأة مش امريكا..القرأن هو اللي ادى حق للمرأة مش امريكا...القرأن بيعلن في اللي زيك في اكتر من اية..بيلعن في اللي الحدوا زيك
-دينك دين متعصب ...بيجبر المرأة انها تستر جسدها While ان الراجل ماشي براحته لا حجاب ولا t-shirt بكم
-ديني خايف على المرأة مش عايزها تبقى عرضة للي رايح واللي جاي...دوريها فمخك كده هتلاقي ان ديني افقه من الحادك..لو لسة هتخرجي..انا تحت ولو نزلت بالمنظر ده هتمشي لواحدك!!
رمقها بنظرة اخرستها عن حديثها...ليخرج من المنزل بأكلمه ليلحظ اعين الجيران الذين خرجوا بسبب صوته المرتفع...اغلق عينيه ليهدأ نفسه ونزل الى الأسفل بسرعة.....
...
كانت لا تزال تقف في مكانها بين نظرات الحجة زينب ومهاب ...نظرات لم تحدد معناها بعد...هل هي شفقة ام كره!...طيبة ام فرحون بما طرأ عليها!!...دلفت الى غرفتها سريعا و احضرت عدست تصويرها...لتخرج سريعا من الغرفة متجهة الى الباب ..نزلت على الدرج بسرعة لتتحدى نفسها...تريد ان ترى ما لم تره عدستها ...وصلت الى الأسفل لتجده بالفعل ينتظرها ..رمقها بنظرة غضب عبر زجاج النافذة..ليشعل السيارة ويبدأ في القيادة تاركا اياها واقفة لا تدري اين ستذهب بين هؤلاء الناس!...
...
جلس مهاب هو والحجة زينب...لتكمل الحجة زينب مشاهدتها...بينما يراقبها مهاب خفية منتظرا حديثها الا ان طفح به الكيل
-ماما..انتي عايزاني ولا امشي ولا ايه النظام
امسكت الحجة زينب بالجهاز التتحكم لتغلق التلفاز..وتعتدل في جلستها لتصبح امامه امسكت بيديه في حنيتها المعهودة لتقول بصوت ناعم
-مهاب..مش ناوي ترجع البيت بقى؟
-ما انا قاعد فيه يا ماما
-بتكدب عليا انا يا مهاب؟..
اغلق مهاب عينيه ليلوم نفسه كطفل صغير عما صدر عنه
-معلش بس لو عرفتوا هتزعلوا و زعلكوا عندي غالي
-انت اللي غالي يا ابن الغالين..ما تحرقش قلبي معاك
صمتا قليلا ليقطع حالة صمتهما خروج اميرة من الغرفة على استحياء...القت عليهم السلام ..واتجهت مسرعة الى الحمام...لتمر دقائق عدة وهم لازالوا على وضعيتهم..اتت اميرة وكادت ان تدخل غرفتها الا ان اوقفها صوت الحجة زينب
-ايه يا بنتي ما تقعدي معانا
-علشان تكونوا على راحتكوا يا طنط
ابتسمت زينب لتردف قائلة
-تعالي بس ومالكيش دعوة
...
أبتلعت ريقها..وبدأت بالتجول في الشوارع في محيط انظار الناس اليها...تنظر الى الأرض بأرتباك وهي لا تدري لما احست في هذا الوقت بعرضة جسدها فهي تعيش هكذا دون حرج...اخذت نفسا الى صدرها لتخرجه مع بعض التوتر..وترفع رأسها وتمشي ...تتحدى نظرات الشباب اليها...نظرات هشمت جسدها من قوتها...كانت يديها تمسك عدسة التصوير...لترفعها الى عينيها وتصور المنازل التي اهلكها الزمن..ووجوه الناس التي دمرت من الحالة الجوية..لم تلحظ انها قد تطرفت الى شارع متقاطع يضيق عن الرئيسي...شارع تتكون فيه القمامة في ثناياته..ظلت تمشي وهي منكمشة من اشكال الناس...تنظر الى الأرض التي تتغطى بالأوراق والطعام الملقى عليها..تنظر الى الأرض التي تحطمت عبر العصور...لترتفع عينيها الى الجدران التي انهمكت من كثرة الكسور التي تحملتها طياتها ...وقفت امام مقهى مغلق..يلتف حوله اطفال في عقدهم الأول...نظرت لهم بتركيز شديد لتلمح ما كانوا يفعلونه...لترى ان بين اصابعهم الصغيرة ورقة...وليست كأي ورقة فهي ورقة تسمى (سجائر) انفتحت عينيها على مصرعيهما لتمسك بعدساتها وترفعهم وتلتقط صورة...تنجذب لها العيون...ليبدأ الخوف بالأنتشار في جسدها كمرض لئيم لا يمكن الشفاء منه!
.....
اتجهت اميرة بجانب الحجة زينب لتجلس بجانبها على اسحياء...تكلمت الحجة زينب ببعض من الجمود التي لم تعهده من قبل
-مهاب!..تنزل تجيب شنطة هدومك وتيجي تعيش هنا
-ماما...
قاطعته الحجة زينب في حنان لتقول
-يا ابني...عمامك مش هيحسوا بيك...لو ليا عندك خاطر تعالى يا مهاب...وسيب الشقة اللي بيقطعوا بعض عليها..يا مهاب انت ابني الي مخلفتهوش
وقف مهاب من جلسته..لينزل على ركبتيه ويمسك يديها ويقبلها...لتبتسم هي بحنان...وتضمه الى صدرها...كأنها تضم طفلا في المهد!
..
"الحق ياض ديه بتصور"
"هاتوا البت ديه بسرعة"
كلمات تتردد خلفها وهي تركض بين قطرات تسقط منها...ينبض قلبها خوفا من المصير المحتم...يركض خلفها الأطفال وهم يصرخون عليها...كانت تنظر خلفها لترى الغضب يتناثر من اعينهم ليلاحقها...الا ان وقعت في حفرت تمتلأ بالماء المجتمع من السماء...اعتدلت في جلستها لتكتشف انها قد جرحت قدمها ولا تقدر على تحريكها بشدة.اغلقت عينيها بشدة لتتلقى الضرب منهم لكنها سمعت صوتا اجش يردف
-بس يلا ..في أيه ياض يا بلية
اقترب منه طفل قصير القامة...بدين ليقول بغضب وهو ينظر ناحيتها
-عم عبدو...البت ديه صورتنا واحنا بنلف
-مش مكسوف ياض وانت بتقولها (واحنا بنلف) اه لو امك عرفت
-لا والنبي يا عم عبدو ديه تروح فيها
-ادام انت عارف انها هتروح فيها بتعمل كده ليه من الأول؟
-اكل العيش بقى يا عم عبدو...الحشيش من النوع ده بيجيب ناس ولاد نضيفة وبيأكلنا
-ربنا يستر على ولايانا يا بلية...يلا اسحب العيال ديه وغوروا من هنا
-طب والصورة؟!
-ماتخفش ياض...انا هكلمها
اومئ له الطفل..ليذهب هو والباقية الى عملهم ..توجه لها عم عبدو وهي لازالت على الأرض تسقط منها دموعها لتختلط مع عرقها..ليخلع سترته التي اهدرت بفعلة العمل في الصيانة...ليلقيها عليها لتستر جزئا من جسدها ويقول
-قومي يا بنتي....انا عارف ان العيال هدوا حيلك..ماتخافيش...انا واحد على قد حالي...وماليش في المشاكل
كانت عينيها ملتصقة بعينيه من بعيد...ترى فيه حنية لاحظتها فالحجة زينب ..امتدت يد الرجل لتضع يديها دون ان تشعر بين يديه..ليساعدها على النهوض من جلستها..لتصمت الأجواء قليلا الا ان يردف
-معلش يا بنتي عيال شياطين ...بس غلابة..فلو تكرمتي ومسحتي الصورة وسترتي عليهم تبقي كسبتي فيهم ثواب
-firstشكرا على اللي حضرتك عملته...second الأطفال دول لازم يقفوا عند حدهم ماينفعش كده..thirdالمفروض ان حضرتك adult فترشدهم بس انت كده بتخليهم يستمروا
نظر لها عم عبدو بحيرة ..فهو لا يفهم معظم حديثها..فأردف قائلا
-شاكلك بنت ناس اووي...وعمرك ما حسيتي ايه اللي بيحصل تحت ..اللي وصل العيال دول هنا الناس البشاوات اللي عايزين كده..عموما يابنتي..ماقدرش اقطع اكل عيشهم...
اعطاها ظهره ليمشي بخطوات متثاقلة الى منزل هش ...نظر لها وابتسم ليغلق الباب..وتقف هي لا تدري ما تفعل....وجدت من يضع يديه على كتفيها لترتعد خوفا..وتنظر اليه لتجده ينظر لها في جفاء اعتادت عليه...ليردف قائلا
-يلا علشان نروح...الوقت اتأخر
-ليه جيت...ممكن كنت تسيبني اموت او حتى اتوه
-علشان انتي دين في رقبتي...لازم ارجعك بلدك سليمة
-انا عايزاك تجاوبني طلاما انت شايف نفسك وطني ليه الناس مش بتصلح نفسها هنا...ليه الأطفال مش بيتعلموا..قدامكوا فرص كتير.بس انتوا بتضيعوها ليه!
نظر لها وارتسمت ابتسامة صغيرة على ثغره ليردف قائلا
-صدقيني يا سيلا ..العرب محتاجين فرصة...فرصة تحقق لهم اماني اكبر من الصين...بس فرصة دون تدخل من اقتصاد ومنظمات واوروبا...فرصة تبني احلام اتحطمت ..فرصة واحدة بس!
.....
وقف هو ووالدته من الجلسة ليرمقاهما بأحتقار ويخرجا من المنزل...لتتدحرج دمعة ساخنة على وجهها لتقترب اختها وتردف بأبتسامة
-تصدقي دمه كان يلطش...وسئيل ..ورخم وجلدة..و
قاطعتها ليلى بأبتسامة لتقول
-خلاص يا هبة...مرمطي الواد
-فوكك ياسطا ده واد اهطل
-ماشي يا زميلي تعالي اما نشوف هناكل ايه!
.....
يجلس كعادته في احدى الحفالات الراقية يتحدث مع هذا ويتساير مع ذاك..الا ان اتاه اتصال..استأذن منهم ليذهب الى مكان يخلوا من البشر ..
-الو يا باشا
-حاتم...جاسر لو مات سيلا هترجع علشان زن صاحبتها
-ماتخافش يا باشا...مفيش حاجة من ديه تحصل سيلا هترجع بعد 93 يوم..لا قبل ولا بعد!
......




ايه رأيكوا في الكلام بتاع سيلا
ورد فعل وسام؟
رأيكوا يهمني
ولسة الرواية هتعجبكوا اكتر بأذن الله
دمتم متابعين
~شهد حلمي~



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-10-16, 01:15 PM   #10

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



(8)


"من انا؟"
سؤال يدوي في كل مخلوق ليقتله رويدا رويدا
دون ايجاد اي جواب !!
.....
توقفت سيارته امام المنزل...ليظلا ساكنين بداخلها..هو ينظر امامه دون الألتفات اليها..بينما هي تنظر الى السترة التي غطتها من الاعين....كانت تحس بدفأها على جسدها ..تنظر الى قطع التراب المنثورة على الذراع...ليراودها احساس لا تعرف معناه...احساس لم تحسه الا الان...احساس انعدم في حياة الكثيرين!..
نظر اليها ليردف في جمود
-انزلي...
-مستر وسام...انا عايزة ارجع اميركا
تثبتت اعينهم على بعضها البعض.... تحاول عينيه الدخول بعمق اكثر الى داخلها لكنها أبت...وازاحت وجهها بالكامل عنه
-مقدرش اعمل حاجة..عندك رئيسك هو اللي يمشيكي مش انا
انهى كلماته لتتبعها صوت اغلاق باب السيارة ليجدها خرجت منها...لم يفهم ما سر هدوءها الغير معتاد..لما لم تجادله كعهدها!...اغلق السيارة وترجل منها ..ليصعد الى الأعلى...ويجدها تنتظره امام باب المنزل...وهي لا تزال تنظر الى الأسفل..اغلق عينيه قليلا ليفتحهما...ويتجه ناحية الباب....ليسمع صوت باب جارته يفتح وتخرجه هي منه وتقول بأبتسامة
-استاذ وسام...ممكن لو مش هضايقك ضيوفك يجوا يقعدوا معايا ..واهو نعمل العشا سوى
التف وسام وهو رافع احدى حاجبيه
-انتي مش عندك امتحانات؟
نظرت اليه بحزن كاد ان يفتت قلب سيلا التي تراقبها..الا ان اردفت
-كده يا استاذ وسام تنسى عيد ميلادي!
ابتسم وسام ابتسامة تكاد ان تظهر على ثغره ويقول في أرتباك
-معلش والله يا قسمت..بس الشغل لاخمني ..والأنسات معايا المهم ليكي عليا يا ستي نعمل عيد الميلاد دلوقت حالا وهنزل اجيبلك الحلويات
-بجد يا استاذ وسام
-بجد...هنادي ماما ومهاب يقعدوا معاكوا عقبال ما اجيب الحاجة
-ربنا يباركلك يا استاذ وسام
-بطلي اسلوب الشحاتة ده بقى..
ابتسمت له... يفتح الباب ويدخلا الأثنين الى المنزل..
...توجهت سيلا مسرعة الى غرفتها...لتتقابل اعينهما للمرة الثانية...ليدر هو رأسه ويحدث والدته
-ازيك يا ماما..
-الحمدالله يا ابني ..بس انت لحقت؟
-اه لفينا شوية وبعدين النهاردة عيد ميلاد قسمت..فهنعملها حفلة
ابتسمت الحجة زينب في سرور...ليردف مهاب قائلا
-اوبا ..البت المزة
-ياض اتلم ده انت كلامك سم
-ويسو...مش هنجيب هدية
-لا
-بس ديه زي اختك
-يا سيدي اختي وانا حر فيها انت مالك
-طلعت واطي على فكرة..انا هاخد اميرة واروح اجيبلها هدية
نظر مهاب الى اميرة ...ليجدها تنظر الى الأرض...ويبدو ان الدموع اخذت عينيها كمسكن لها..تنحنح مهاب ليردف وهو يقف عن مقعده
-انا هستناك تحت..علشان نجيب الحاجة
-ماشي...
خرج مهاب من المنزل...لتقف اميرة من جلستها...وتستأذنهم كي تحضر كأس ماء صنعته عينيها ...التفت الحجة زينب بعدما خرجت اميرة عن مرمى بصرها لتردف قائلة
-هي ساكتة علطول؟
-وانا ايه اللي عرفني يا امي...شوفيها يمكن متضايقة من حاجة.
-طيب يا ابني..وسام في حاجة حصلت برة؟
-لا خالص بتقولي كده ليه؟
-عمري ما اتوه عن اللي حته مني..
ابتسم وسام بمحبة ليقول
-ماتخافيش يا امي...ان شاء الله خير
قبل وسام رأس والدته..لتربت هي على كتفيه بحنيتها...وتتبع اميرة ...اتجه وسام الى غرفته..ليدخل دون استئذان ناسيا ان هناك من يسكنها..لكنه سرعان ما افاق..ليقول سريعا
-اسف..نسيت انك هنا..
قاطع خروجه من الغرفة صوتها الذي بدى ضعيفا لوهلة
-مستر وسام..هو انت بتصحى امتى؟
ازاح بنظره من الباب اليها ..لينظر لها في سخرية ليقول
-ليه بتفكري تجهزيلي فطار؟
-مش هتلحق تتهنى بيه كله لأنك احتمال تموت
-ده نظام قر..عموما بصحى بدري
-تمام..ممكن نبقى نخرج؟
-نخرج نروح فين؟
-انا هنا علشان اعمل تقرير عن مصر...فعايزة اعرف حاجات كتير
-مهاب هيبقى يوديكي
-ماهو فعلا مستر مهاب هيجي هو وميرا..
حرك عينيه دلالة على التملل ليقول..
-لو فينا عمر ..مين عارف مش ممكن حد فينا يموت دلوقت
-don’t say this on your self
-انا اقول اللي عايزة...وبعدين ربنا بيفتكر كل الناس عايزك وانتي صاحية تدعي كتير
-ادعي بأيه
ابتسم في سخرية ليردف
-ان ربنا يسرع في اجلك
...
دلفت الحجة زينب الى المطبخ لتجدها واقفة ..يتساقط من عينيها مطرا مالحا..يسقط في محيط الكأس...لتقترب منها وتربت على كتفيها...فتنظر لها اميرة وتلقي جسدها عليها وتستنشق عبيرها
-فأيه يا بنتي مالك
-كان نفسي امي ترجع معايا وتشوف البلد
-ماتكلميها!
-لسة ماجبتش رقم...عمري ما بعدت عنها
-ربنا يصبرك يا بنتي ...يلا روقي وانا هخلي وسام يجيبلك خط....يلا تعالي ىنشوف البت قسمت هتلبس ايه
ابتسمت اميرة بين دموعها..لتخرج هي والحجة زينب من المطبخ وهم مبتسمين
...
نزل وسام الى الأسفل ليجد مهاب شاردا امام السيارة ...اتجه اليه ليقف بجانبه وهو ينظر مثله الى السماء
-يأخي امرك عجيب الأيام ديه..
-انا برضو يا ويسو...ولا انت
-لا يعني..بس النظرات اللي بتتلقح في الصالة عندي ديه نظامها ايه؟
-نظامها ايفون...عادي لو كنت مكاني كنت هتعمل كده..اكيد كنت هتعرف هي بتعيط ليه؟
-يا حنين!...طب اركب اما نلحق عيد الميلاد
...
دخلت اميرة والحجة زينب الى غرفة التي تحتوي سيلا..ليجدوها تجلس على السرير تشاهد مامرت به في ضغون هذه الساعات..اردفت الحجة زينب بأبتسامة
-يلا يا بنات..اجهزوا علشان ورانا عيد ميلاد
تحدثت سيلا دون ادنى اهتمام
-معلش يا طنط مش هقدر اجي عايزة انام
-لا..ماينفعش يا بنتي البنت عازمتنا...ديه عيلة وعايزين نجبر بخاطرها
-Although انا مش فاهمة حاجة من اللي حضرتك قولتيها بس بجد سوري
-لو ليا عندك خاطر يا سهى تعالي
ارتفعت نظرات سيلا الى الحجة زينب...لتفقد تركيزها..تركيز محاط بكذبات تربت عليها...لكنها وبدون اي قوة خارجية..قالت
-خمس دقايق هلبس وهاجي
....
كان يقود سيارته...وهو يستمع الى الموسيقى الصاخبة...يدندن مع الموسيقى...لتزيد ابتسامته ..نظر بجانبه ليفاجئ بشخص ينظر له حاملا قناصة كبيرة...وبجانبه شخص ينتبه للقيادة...صوبت القناصة على وجهه..ليبدأ بالأرتباك وهو يقود...تتصبب قطرات العرق على وجهه..ليخفق قلبه مصدرا صوتا عاليا....لتصبح رؤيته سوداء قامتة...ابتسم الرجلان الى بعضهم البعض...ليمسك احدهم بالهاتف
-مات يا باشا...موتة لا رجعة بعدها!!
....
تجهزت الفتاتان وخرجوا جميعا متجهين الى منزل جارتهم لتدق الحجة زينب الباب راسمة ابتسامة مودة اليهم...فتح الباب لتظهر فتاة ..ترتدي فستان قصيرا بعض الشئ...تتوج بتاج مرصع بألماس يبدوا عليه الحقيقة...ابتسمت في وجههم لتركض بداخل الحج زينب وتقول بعفوية
-طنط زينب...وحثتيني اووي
-لسة لادغة يا رودي؟
-ثوفتي بقى..حتى البت قسمت بتتريق عليا!
اتت فتاة اخرى من خلفها لتحملها بين يديها وتقول مداعبة
-البت قسمت!..اصلها حيالله اختك الكبيرة
-كل سنة وانتي طيبة يا قسمت..بحبك والله
-باين يا ختي....ازيك يا طنط
-انا الحمدالله يا بنتي كل سنة وانتي طيبة يا حبيبتي عقبال اما اشوفك عروسة يارب
-ربنا يخليكي...اتفضلوا يا جماعة..
دخلوا جميعا الى المنزل..ليجدوه لا يقل مساحة عن منزل وسام...كانت الصور هي محط انتباه سيلا...تنظر اليه بشغف طفل بلعبته الجديد لعبة ...لا يحيى فيها الكثير..لعبة انهت مصير الكثير...لعبة الحياة.!!
تقابلت عينيها مع صورها تضم شريطا اسود اللون..شريطا يوضع على من سافر دون رجعة...اقتربت من الصورة لتجده رجلا مرتديا زي الجيش...وهو يقف بجانب صديقا له...كانت تتمعن في تفاصيل وجهه..التفت رأسها جانبها لتجد سيدة عجوزة بجانبها...تنظر الى ما كان يلفت انتباه سيلا اردفت السيدة بهدوء
-سيد ...ابني..وابو قسمت ورودي
-مات؟؟
-كان على الحدود واخد رصاصة جنب صدره
-واحشك؟
ابتسمت السيدة لتزيح رأسها عن الصورة
-الضنى غالي يا بنتي...!
ابتسمت السيدة في وجه سيلا...لتبتعد عنها رويدا رويدا الى ان اختفت بين جدران الغرفة....عادت بعينيها من جديد الى الصورة لتتحرك يديها دون ارادة وتتحسس ملامح وجهه على الصورة..كان هناك ما بداخلها يدفعها لفعل هذا..كانت تلمس وجهه لتحس بطلقة تخترق عظامها...تتخيل نفسها معه ..لترى في اعين مصورة ما لم يره احد قبلها...ازاحت يديها فجاة لتبدأ الأصوات بتخلل اذنيها ومسمعيها..نظرت الى يديها...لتتسع حدقات اعينها..فلقد احست بالطلقة في يديها...اغلقت عينيها وهزت رأسها يمينا وشمالا..لتحاول رسم ابتسامة بسيطة على ثغرها..التفت الى المائدة...لتقول قسمت بصوت عال
-طنط زينب...تعالوا نقعد في اوضتي..تيتة دخلت تنام وماما جوة اصلا
اومئت الحجة زينب...لتضع يديها في يد سيلا وتبدأ بالمشي معها نحو غرفة قسمت دخلت الفتايات الى الغرفة ليتفرقن على المقاعد...قالت قسمت بسعادة
-انا فرحانة اووي اخيرا هتم ال18!!
ابتسمت الحجة زينب التي تجلس بجوار والدة قسمت لتقول بسعادة
-ربنا يديكي طولة العمر يا قسمت ويفرح ماما بيكي
ابتسمت والدة قسمت لتقول بسعادة
-وانا هعيشلها يا زينب البركة فيكي
-اوعي تقولي كده يا سميرة..ان شاء الله هتفرحي بيها هي ورودي
-وهو انا هفرح لواحدي مش انتي امها برضو ولا ايه
-طبعا يا سميرة...ديه قسمت حبيبتي
كانت سيلا تتابع الموقف بدهشة وتعجب...ياله من موقف!
فهم يتعاملون كأنهم اخوة...لا يفرق بينهم شئ..تأخذ كل منهم ابن الثانية انه ابنها ...تحسسه بالأمان الأسري...قاطع شرودها صوت الحجة زينب
-تعالي يا سميرة نطلع نقعد مع الحجة وحشاني
-اه والنبي يا زينب ديه بقالها كام يوم متضايقة ...ماعرفش ليه بقت تفتكره اليومين دول كتير..الله يرحمه كان حنين معاها
-الله يرحمه كان حنين مع الكل...يلا بقى يا ولاد اقعدوا مع بعض واحنا هنخرج
خرجت السيدتان من الغرفة تاركين فتايات..صامتين لا يعرفن عن ماذا يتحدثن..ظلوا على هذا الوضع لبضعة دقائق الا ان اردفت قسمت بأبتسامة
-تحبوا تشربوا حاجة؟
ابتسمت لها اميرة لتقول
-ميرسي مش عايزة
-لا والله لازم تشربي ده حتى عيد ميلادي
-خلاص مش هزعلك هاخد عصير
ابتسمت لها قسمت لتتجول عينيها الى سيلا وتقول
-استاذة ....
نظرت لها سيلا لتقول بشرود
-سيلا
-الله اسم حضرتك حلو اووي..عموما تحبي تشربي ايه؟
-Thanks I don’t drink at night
أشارت سيلا بيديها بعدم الحديث عندما انطلق صوت من هاتفها معلنا وصول رسالة ...فتحت الرسالة وهي لازالت شاردة لتبدأ بقرأتها وملامحها تزداد حدة عن كل كلمة...اتسعت عينيها من هول الصدمة...اغلقت هاتفها ووضعته في الحقيبة ...ووقفت لكي تخرج لكن اوقفها صوت قسمت بعفوية
-معلش بس ممكن تعيدي الكلام ببطئ اصلي مش بسمع
نظرت لها سيلا بتهجم لتقول بغضب
-ليه اطرشيتي فجأة...you know what all of you are liars Humbug !!
فتحت سيلا الباب..لتخرج من الغرفة وهي غاضبة..جلست قسمت من هول الكلمات التي وقعت عليها دون سابق انذار..ابتسمت في ألم ..لتقترب منها اميرة وهي متأسفة عما صدر...وبدأت بالربت على كتفيها لتقول بحنية
-معلش بس هي متعصبة انتي ماتعرفيش ظروفها
نظرت لها قسمت بأبتسامة يغمرها الألم في ثنايتها لتقول بضعف
-هي فعلا معاها حق...انا طرشة...
ازاحت قسمت بعض من خصل شعرها..لتبان سماعات اذنها البيضاء..ضمت اميرة شفتيها معبرة عن حزنها عما طرق..فمهما كانت الكلمات بسيطة الا ان الجرح عميق...اردفت اميرة وهي تحاول ان تبتلع ريقها
-معلش يا قسمت...انتي قمر في كل حالاتك..
-شكرا يا استاذة...طب هي هتقعد فين علشان اروح اعتذرلها!!!
اتسعت حدقتا اميرة لتقول في دهشة
-انتي هتعتذريلها رغم انها اللي زعلتك؟
قالت قسمت بكل عفوية
-يا استاذة كلنا سواسية...المهم ان القلب يبقى صافي..ويمكن انا غلطت من غير ما اخد بالي!
....
خرجت سيلا من غرفة قسمت لتقابلها رودي وتقف امامها وتبتسم..في طفولة لتقول
-طنط طنط...هو انتي امورة كده ازاي؟
توقفت سيلا قبل ان تغضب عليها لتنزل الى مستواها...وتقول بدموع مكبوتة
-هو انا فعلا امورة؟
وضعت رودي يديها الصغرتين على وجهها الناعم لتقول بلطافة
-بابا دايما كان قولي انا الحلاوة مث في الثكل اد ما هي في الأخلاق...يعني..
قاطعت حديثها بوضع يديها على قلبها وتقول بطفولة حرة
-لو ده بيضق تك تك تك...يبقى انتي احسن من ناس كتير
___



اولا رأيكوا في قسمت؟
وتفتكروا سيلا هتعمل ايه؟
وتفتكروا رودي كلامها صح؟
دمتم متابعين
~شهد حلمي~



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:59 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.