آخر 10 مشاركات
300-عيون الحلم -فلورا كيد -عبير الجديدة (الكاتـب : Just Faith - )           »          أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          الهاجس الخفى (4) للكاتبة: Charlotte Lamb *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          سارية في البلاط الملكي * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : هديرر - )           »          226 - حزن في الذاكرة - كيت والكر ( تصوير جديد ) (الكاتـب : marmoria5555 - )           »          كما العنقاء " مميزة ومكتملة " (الكاتـب : blue me - )           »          هفهفت دِردارة الجوى (الكاتـب : إسراء يسري - )           »          1028-انت قدري - ريبيكا وينترز -عبير دار نحاس (الكاتـب : Just Faith - )           »          35 - كيف احيا معك - آن مثير - ع.ق ( تصوير جديد ) (الكاتـب : Dalyia - )           »          رواية أسمعُ عواء الهوى (الكاتـب : روز علي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات العربية المنقولة المكتملة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-10-16, 11:15 PM   #31

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




الفصل التاسع والعشرون



طالما حضر إلي ذاك المنزل في الماضي وهو مالك لجزء فيه وصاحب لمسات مرحة تعيد إحياء ذاك المنزل ولكن؟! كما تقول القاعدة "لا يثبت شئ علي حاله"
بات هو الآن..ضيف غير مرحب به في ذاك المنزل أو بالأحق في القرية بأجمعها..حوله التفكير العقيم من صاحب فضل عليهم لاقتلاعه لسرطان كان ينتشر في أركان قريتهم إلي مخادع صاحب ألاعيب شيطانيه..
خلع "بسام" نظارته الشمسية ليحرك شفاهه بنبرة ثبات ممتزج بنظرة جمود:هل لي برؤية والدتك؟!
نظرات غضب بدأت تشتعل حدتها في عيني "منير" الذي قال بنبرة ضجر:ليست والدتك
أطلق "بسام" تنهيدة لامبالاة امتزجت بنبرته العنيدة والممتزجة ببعض من القوة قائلاً:إن كان تفكيرك ذاك يصور لك أن الأم من تحمل طفل في أحشائها تسعة أشهر فقط فأحب أن أهنئك بأن ذاك التفكير عقيم كباقي معتقداتك لأنها تحملت مسئوليتي وربتني وأنا لم أكمل السنة والواحدة وهي من تستحق فقط أن ألقبها بأمي لذلك أريد رؤيتها
وكما هو مؤكد لنا الكثير منا أن الأم هي الوحيدة القادرة علي الشعور بنبضة قلب أطفالها وإن كانوا يبعدون عنها مسافة المشرق للمغرب..لذلك كان ميسر جداً علي "ناهد" الشعور برجفة قلب "بسام" المبتعد عنها لأمتار قليلة فقط..لتتسلل خارج المطبخ بخطوات مرتجفة لتستقبلها نبرة صوته الواثقة علي مشارف بهو الصالة لتتسع عينيها بنظرات ذهول امتزجت بحركة شفاهها الفرحة لتقول:"بسام" ؟! بني ؟!
ارتسمت ابتسامة حنين علي ملامح "بسام" الذي استأذن بنظرات عينيه الثاقبة للدخول ليتوجه إلي "ناهد" طابعاً قٌبلة شوق علي كفيها ومن ثم يرفع عينيه بنظرة طفل قائلاً:اشتقت لكي
أطلقت "ناهد" تنهيدة راحة نسبية لتلتقط "بسام" بين ذراعيها في ضمة فرحة قللت من حدة نار الاشتياق المشتعلة بين ضلوعها..
لتعود ابتسامة تلك الأم فور شعورها بنبضات قلب طفلها..نعم!! فرغماً عن الجميع "بسام" هو طفلها هو فقط من استطاع احتلال قلبها بعد ابنتها "قمر"..هو فقط من تري فيه ملامح وجه ابنتها..
تحسست "ناهد" ملامح وجه "بسام" بأطرافها المرتعشة وهي تحرك شفاهها بنبرة فرحة:اشتقت لك يا بني ..اشتقت لك كثيراً..ما هي أحوالك؟! هل أنت بخير؟! هل الأمور جيدة في عملك؟! هل تتهاون في أمور صحتك و طعامك؟!
ارتسمت ابتسامة هدوء علي ملامح "بسام" التي ترسم معالم الفرحة الممتزجة بالحنين ليقول:أنا بخير لا تقلقي وما يثبت حديثي هذا هو..
انقطع "بسام" عن الحديث لثوانٍ معدودة ليعبث بيده في جيب بنطاله ملتقطً إحدى كروت الدعوة الخاصة بزفافه قائلاً بنبرة فرحة امتزجت بنظرة ثبات وجهها ل"منير" قائلاً:كارت زفافي..لن تكتمل الفرحة بدونك لذلك لا تتأخري
ارتسمت ابتسامة فرحة علي ملامح "ناهد" التي سرعان ما التقطت الكارت قائلة بنبرة تأكيد:بالطبع يا بني
أعاد "بسام" رفع نظارته الشمسية في مستوي عينيه ليحرك شفاهه بنبرة حزن مودعة:إلي لقاء قريب بإذن الله
اتسعت عيني "ناهد" بصدمة امتزجت بعلامات الحزن التي سرعان ما تمكنت من ملامحها لتحرك شفاهه بنبرة حزن:ولكن بتلك السرعة؟!
اكتست ملامح "بسام" بالحزن لتمتزج مع نبرته الحانية التي حرك بها شفاهه قائلاً:أعذريني يا أمي ولكن لكي أكون في موعد الإفطار
تابع "بسام" حديثه وهو يطبع قٌبلة حانية علي كف "ناهد" قائلاً بنبرة مباركة:كل عام وأنتي بخير
نبرة هامسة أطلقتها شفاه "ناهد" وهي تحتضن "بسام" قائلة:"قمر" بخير؟!
أومأ "بسام" رأسه موافقاً ليرتشف جرعة الحنان الأخيرة من ضمة "ناهد" ومن ثم يدلف خارج المنزل بدون إلقاء السلام حتى علي "منير" الذي بات يتبعه بنظرات غضبه التي لم تتبدل منذ دخول "بسام" للمنزل..
كفكفت "ناهد" دمعة تدحرجت علي خديها لتحرك شفاهها بنبرة عتاب:أعانك الله يا "منير" علي ليالي ندم ستعكر صفو حياتك
...
تناول النادل قائمة الطعام ليحرك شفاهه بنبرة هدوء قائلاً:ريثما يعلو آذان المغرب سيكون الطعام علي الطاولة
وما إن أنهي "النادل" حديثه حتى ارتفعت نبرة "قمر" الغير مستوعبة والممزوجة بنظرة عينيها الفرحة لتقول:إلي الآن..أنا غير مستوعبة بأننا خرجنا سوياً أخيراً في ليلة من ليالي رمضان!!
وضع "فادي" هاتفه بجواره بهدوء ليحرك شفاهه بنبرة مرح:إلي الآن..أنا غير مستوعب بأن "الشيخ\راضي" سمح لنا بالخروج بمفردنا
ابتسامة خافتة ارتسمت علي ملامح "قمر" التي حركت شفاهها بنبرة امتنان قائلة:"الشيخ\راضي"و "الحاجة\ثرية" بمعني الكلمة هم نعمة في حياتنا..أشعر وكأنني ابنتهم بحق
أكملت "قمر" حديثها بنبرة طفولية تمتزج مع علامات البراءة التي رسمتها علي ملامحها لتقول:ما رأيك إن مكثنا عندهم إلي الأبد ؟!
مسح "فادي" علي ذقنه بهيئة توحي بالتفكير ليحرك شفاهه بنبرة خافتة قائلاً:أتتذكرين درجات السلم الذي صعدنا عليها؟!ما رأيك بأن تهبطي عليها بظهرك؟!سيكون أفضل أليس كذلك؟!
أخفت "قمر" ثغرها بأصابعها مانعً لارتفاع صخب ضحكاتها التي باتت تزداد اتساعاً علي ملامحها لتحرك شفاهها بنبرة طلب:حسناً لنفكر في ذاك الأمر بعد الإفطار ولكن هلي لي بسؤال؟!
استند "فادي" بذراعيه علي حافة الطاولة ليحرك شفاهه بنبرة موافقة قائلاً:أسألي؟!
نظرات قلق نبعت من عيني "قمر" لتمتزج مع نبرتها المتسائلة التي حركت بها شفاهها قائلة:هل تصاب بالضجر من تكرار مكالمتي إذ لم تجيب من أول مرة؟! هل تمل من رسائلي القلقة عليك؟!
أطلق "فادي" تنهيدة هدوء امتزجت بنبرته الحكيمة التي حرك بها شفاهه قائلاً:في سابق حياتي يا "قمر" ما كان يحدث أن ترتفع نغمة هاتفي إلا لأصدقائي أو لوالدي وجميعها مكالمات تدوم لدقائق معدودة..طبيعي أن أصاب بقليل من الضجر في بداية الأمر لأنني لست معتاد أن أجد شخص يصاب بالقلق إذ لم أجب علي الهاتف
ابتلع "فادي" ريقه للحظات ليتابع حديثه بنبرة هادئة ليقول:ولكن سرعان ما يختفي ضجري هذا بمجرد تذكري أن ذاك طبيعي بالنسبة لكي نظراً لأنني مشغول طيلة اليوم وبالإضافة أننا مكثنا شهر لم نتقابل نهائياً
عقدت "قمر" ذراعيها أمام صدرها بهدوء لتحرك شفاهها بنبرة توضيح امتزجت بنظراتها الحانية لتقول:بالرغم من حزني أحياناً بعدم استطاعتي لرؤيتك أو الحديث معك إلا أنني في كل مرة أحادث نفسي بأن كل ما تفعله هو من أجل التحضير لحياتنا القادمة ولكنني يا "فادي" لدي عذري أنا ما عاد لي أحد سواك
أومأت "قمر" رأسها بإيجاب لتتابع حديثها قائلة:نعم لدي "مريم" كانت أم "بسام" أم "الشيخ\راضي" و"الحاجة\ثرية" ولكن جميعهم لديهم حياتهم الخاصة ولهم أولوياتهم ولكنني لا أجد في أولوياتي أحد سواك ولا أجد أمان إلي بوجودك
نظرات عيني "فادي" المطمئنة امتزجت بنبرته المؤكدة الذي حرك بها شفاهه قائلاً:مررنا بالكثير يا "قمر" ولم يبقي إلا القليل لنتخطاه..إجراءات السفر إلي حد ما باتت ميسرة وها نحن سنعقد القران غداً وما هو شهر أو أقل وبعدها سينتهي كل هذا ويبدأ ما نتمناه
ارتسمت ابتسامة طمأنينة علي ملامح "قمر" التي حركت شفاهها قائلة بنبرة فضول:ولكن لماذا "كندا" خصيصاً؟!
حرك "فادي" رقبته يميناً ويساراً ليعيد تنشيط ذهنه ليحرك شفاهه بنبرة توضيح:منذ بداية عملي في مجال السياحة عموماً وكل عام مرتين يأتي وفد كندي لزيارة مكان مختلف في مصر..و في كل مرة أكون أن المرشد الخاص بهم..تخيلي ما يقارب العشرة سنوات وأنا أعمل معهم وتكونت بيننا صداقات متينة
أومأت "قمر" رأسها بفهم لتحرك شفاهها بنبرة غيرة مترددة:صداقات؟!هل من بين ذاك الوفد فتيات وكهذا؟!
حرك "فادي" رأسه جهة اليمين قليلاً لتعلو نظرة التعجرف عينيه من جديد لتمتزج بنبرته الغير مبالية ليقول:بالتأكيد
أطلقت "قمر" تنهيدة ضجر امتزجت بحمرة وجنتها المشتعلة غيرة لتحرك شفاهها بنبرة شبه هامسة: "يارب يموتوا كلهم"
ارتفع صخب ضحكات "فادي" المتتالية لتمتزج مع نظرة عينيه التي سرعان مع تحولت إلي الفرحة بينما باتت "قمر" تشعر بأن ألسنة لهب غيرتها قاربت علي الفتك بمن في المطعم..
لهث "فادي" أنفاسه إثر ضحكاته المتتالية تلك ليحرك شفاهه بنبرة ضحك موضحة:أضيفي إلي معلوماتك أن جميعهن متزوجات وأزواجهن يكونوا معهن بالإضافة إلي أطفالهم
سرعان ما عادت ابتسامة "قمر" المشرقة بالارتسام علي ملامحها لتحرك شفاهها بنبرة عفوية:حقاً؟! أنا من البداية لم اهتم بأمرهن إطلاقاً
عقدت "فادي" حاجبيه بتعجب امتزج مع ابتسامته الساخرة ليحرك شفاهه بنبرة مستهزئة قائلاً:حقاً؟!
سرعان ما أعادت "قمر" فعلتها وأخفت صخب ضحكاتها بأناملها ومن ثم لتحرك شفاهها بنبرة هدوء:نعم نعم أنا كذلك
بمجرد أن أنهت "قمر" حديثها حتى ارتفع صوت آذان المغرب لينشغل جميع من بالمطعم بوجبة إفطاره أما "فادي" فاستأذن من "قمر" لثوانٍ ليتجه إلي المسجد الموجود في بداية الطريق ليؤدي صلاة المغرب ومن ثم يتجه إلي "قمر" ليجدها مسندة يدها علي الطاولة ومتكئة بذقنها علي كفها الأيسر وبأنامل كفها الأيمن تلتقط قطع البطاطس..
رفع "فادي" حاجبه الأيسر بتعجب امتزج مع نبرته الشعبية البحتة ليقول:جايب بنت أختي معايا أنا؟!
عاد "فادي" إلي موضعه ليبدأ في مشاركة الإفطار الأول له هو و"قمر" في جو يسوده الهدوء الممتزج بمرحهم المعتاد..
...
نهار اليوم الأول في عيد الفطر المبارك..كان له طابع خاص عند كل فرد من أبطالنا علي حدي..
فمثلاً "ياسر" الذي بدأ يومه بقٌبلة مرحة طبعها علي جبين طفلته التي أضافت نكهة فرحة علي ذاك العيد بضحكتها التي باتت كمخدر لأوصال "ياسر" الذي سرعان ما اتجه إلي زوجته "مريم" المنشغلة بإعداد جلباب الصلاة الخاص به ليكفيها بجرعة مبدئية من قٌبلاته الحانية ليتجه إلي الساحة المقررة للصلاة..
بينما بالنسبة ل"فادي" فمن فجر اليوم وهو منشغل بترتيب الأوراق اللازمة لعقد القران وإنهاء ترتيب جلبابه الخاص بالصلاة والحديث مع "قمر" عبر تطبيق "الواتس أب" ليختفي توتره تدريجياً من أن يكون "منير" متربص بهم بمزاح "قمر" الذي بات يشعر وكأنه تحول لجنون..
ولكن ليس أمامه فرصة للتفكير فتلك المجنونة كلها دقائق وتحمل كنيته وتصير في عصمته..
أنهت "قمر" القطعة الأخيرة من صحن الكعك المحلي بالسكر لتتجه سريعاً لإنهاء ارتداء حجاب عباءتها المخصصة لعقد القران بينما امتزجت رعشة أناملها بضربات قلبها التي باتت تعزف لحن الفرحة بذاك العيد الفريد من نوعه..
فكلها دقائق وتتوج "قمر" بإتمام عقد قرانها من "فادي" وتفوز تلك العنيدة بذاك المتعجرف..
بينما بالنسبة "بسام" فبمجرد أن أنهي تجهيز حاله وارتداء جلباب الصلاة وإحضار بطاقته ليكون وكيل ل"قمر" في عقد القران حتى اتجه "بسام" بسيارته إلي منزل "أسماء" لاصطحابها إلي ساحة الصلاة...
بينما الفرحة تسود الأجواء المحيطة بأبطالنا الشباب كانت علامات الحزن تكسو وجه "ناهد" كانت أم "منير و حمدي" لتسلب فرحة العيد بدون أبنائهم منهم جميعاً بلا استثناء..
...
انخفضت أصوات التكبير لعيد الفطر بعد إنهاء الصلاة بدقائق لترتفع نبرة المأذون قائلاً:تصافحوا يا أبنائي
ارتسمت ابتسامة فرحة علي ملامح "بسام" ليمد يده بينما سرت رعشة كهربية داخل أوصال "فادي" ليمد هو الآخر بيده ويبدأ المأذون في تحريك شفاهه بكلمات عقد القران..
مسافة ليست بقليلة ولا بكبيرة كانت تفصل بين "فادي" و"قمر" ولكنها لم تكن حاجزاً نهائياً لشعور كلاً منهما بضربات قلب الآخر التي باتت تتراقص فرحة مع كل كلمة يحرك بها المأذون شفاهه..
لمعة في عيني "فادي" حاول إخفائها بعلامات الفرحة المرسومة علي ملامحه بينما انخفاض وارتفاع صدره مع كل كلمة تقربه خطوة إلي حلمه باتت توضح للحضور بأكمله من يعرف ولا يعرفه بأن ذاك المتعجرف هو عاشق...
هو عاشق طالما نسج في خياله روعة تلك اللحظة..هو عاشق تكبد الكثير من أجل الوصول إلي تلك اللحظة..
بينما لم يختلف الحال عند "قمر" كثيراً فعلامات السعادة التي أضافت طابعً ساحراً علي ملامحها ودمعة الفرحة التي تتأرجح علي خديها المتوردين خجلاً ورعشة أناملها التي تبعث بصدمات كهربية متتالية لكيانها بأكمله..
كل ما سبق بالإضافة أثبت وبنسبة 100% أن تلك الفتاة عاشقة بل إنها تخطت مراحل العشق بكثير وباتت متيمة بذاك الشاب أسفل المسجد والذي يحرك شفاهه بكلماته المرتعشة فرحً..
أطلق "فادي" تنهيدة سعادة امتزجت بارتعاد كيانه بأكمله ورجفة قلبه الذي ضخ بروده إلي أوصال "فادي" الذي أغلق عينيه بهدوء امتزج بنبرته العاشقة ليقول:قبلتها زوجة لي علي سنة الله ورسوله وعلي مذهب الإمام أبي حنيفة النعمان
يا الله ما أروع تلك الجملة التي ارتعد من أجلها كيان العاشقين فرحً..تلك الجملة التي دمعت من أجلها عيني عاشق بات أيامه وهو متأكد من أنك يا الله وحدك من سترزقه تلك الفرحة التي ارتعش لأجلها كيانه ودمعت عينيه فرحة بها..
تلك الجملة التي جعلت تلك العاشقة التي طالما تألمت وتأذت ولكنها لم تتخلي لحظة عن إيمانها بك يا الله ها هي الآن تنخرط بكاءً ولكنه ليس بكاء عجز أو ألم هو بكاء فرحة برحمتك التي أودعتها بها با الله ومنحك إياها لرجل لطالما ناجيت باسمه سمواتك السبع يا الله..
يا الله ما أروع الاجتماع بحلالك وما أروع جزائك إيانا برحمتك بعد الشقاء..يا الله ما أروع أن تنظر إلينا بوجهك الكريم نظرة عطف لتبدل حالنا إلي الفرحة التي تدمع من أجلها عينيها..
انتهي عقد القران لتتوالي التهاني علي "فادي" من الجميع حتى من لا يعلموه ولكن ما تيقنوا منه أن يستحق الفرحة بعدما تكبد من حزن..
ومن بين الجميع كانت ضمة "ياسر" ل"فادي" هي الأروع..ضمة ممتزج بلمعة عينيهما التي طالما اكتست بالحزن ها هي تكتسي بدموع الفرحة..
مسح "ياسر" علي ظهر "فادي" بهدوء امتزج بنبرته الفرحة ليقول:أخيراً يا "فادي"
تحولت رعشة كيان "قمر" إلي إرتجاجة بعثت الخوف في أوصال "مريم" التي تحتضن صديقتها قائلة بنبرة فرحة:"قمر" أهدئي يا حبيبتي أهدئى "فادي" صار زوجك أمام الله وأمام الجميع كفاكي دموع وهيا بنا هم بانتظارنا أسفل
ما كانت "قمر" نهائياً في ذاك العالم المحيط بها وإنما كانت في عالم موازي لا تسمع في صدي إلي لنبرة "فادي" المرتعشة وهوة يقبلها زوجة له وما كانت تري أحدً إلي ظل جسدها الذي طالما أنحني طالبً من الله منحه تلك اللحظة..
ولكن!!عندما حانت تلك اللحظة ما كانت تتصور "قمر" بأنها ستتحول إلي مغناطيس يجذب ما بداخلها من آلام ويبدلها بفرحة ما ظنت يوماً أنها ستدق باب قلبها الذي بات الآن يرتعد فرحة..
فرحة انتظرتها "قمر" طويلاً..فرحة عقد قرانها ب"فادي"..
لحظات معدودة انخفض فيها أنين بكاء "قمر" تدريجياً لترفع رأسها المدفونة بين ذراعي صديقتها لتحرك شفاهها بنبرة فرحة مرتعشة:صرت زوجته يا "مريم"
كفكفت "مريم" دموع "قمر" بأناملها لتهوي بثغرها طابعة قٌبلة فرحة علي جبينها قائلة بنبرة فرحة:أخيراً يا "قمر" انتهت أوقات الحزن وما أتي بإذن الله سيكون للفرح وفقط
اتكأت "قمر" برعشة جسدها علي يد "مريم" التي أودعت طفلتها بين يدي "فادية" و"ثرية" لتهوي السيدات إلي أسفل المنزل بينما باتت رجفة كيان "قمر" تزداد مع كل خطوة تخطوها تجاه "فادي"..
"فادي"!! ذاك العاشق الذي تمكن بأعجوبة من التحكم في لمعة عينيه وهو واقف بين أصدقائه منتظرً هبوط زوجته..
"فادي"!!الذي رسم سحر علي ملامحه بابتسامته الفرحة تلك وبصخب ضحكاته ..
خطوات ثابتة تقدم بها "فادي" تجاه "قمر" بينما نظرات عينيه العاشقة تصوب بلا رحمة بعيني "قمر" المغرقة بدموع الفرحة تمتزج مع ابتسامة الحياء المرسومة علي محياها..
سنتيمترات معدودة فصلت بين العاشقين ليرتفع صخب ضربات قلبهم التي قاربت علي الفتك بكيانهم وبلا سابق إنذار أحاط "فادي" بذراعيه خصر "قمر" ليغمرها بين ضلوعه في ضمة لطالما انتظرها طويلاً..
ضمة الحلال التي طالما تمني "فادي" أن يحظي بها أمام الجميع ليخبرهم أنها باتت ملكه هو وفقط ..
لتحيط "قمر" بذراعيها رقبة "فادي" بينما وجهها مختفي في كتفه ونسمات أنفاسها المرتعشة تبعث صدمة كهربية إلي قلب عاشقها ليزيد من إخفائه لها بين ضلوعه ويزيدها تمسكاً به ..
تلك الضمة التي فتكت بحواجز الألم التي تحيط بقلب العاشقين وتبدلها بصدمة فرحة كهربية تعيد إحياء قلوبهم..
تلك الضمة التي تقف أمامها حروف الأبجدية بأكملها عاجزة عن تصوير روعة تلك الضمة ونقاء الإحساس الذي أحاط بالعاشقين ...
لحظات معدودة وهبطت "قمر" من بين ذراعي "فادي" لتبدأ دفعة المباركات الثانية تصوب إليهم و خصيصاً من "بسام" الذي باتت دموعه قريبة جداً من الهبوط فور احتضانه ل"قمر"..
و بمجرد أن أنهت المباركات من الأصدقاء الذين كانوا معدودين ولكن فرحتهم باجتماع قلبيً العاشقين كانت كبيرة حتى انطلق "فادي" ب"قمر" في نزهة خاصة بذاك اليوم الفريد من نوعه بسيارة استأجرها "فادي"..
يوم بالكامل..قضاه العاشقان بمفردهم يتسامرون ويمزحون وابتسامة عشق تزين ملامحهم...
يوم بالكامل..كان خالياً من التوتر كان أو الحزن وتحول إلي يوم علت فيه لغة الفرحة..
توقفت السيارة أمام منزل "الشيخ\راضي" لتسند "قمر" رأسها للخلف وتطلق تنهيدة فرحة امتزجت بنبرة إرهاق قائلة:الساعة باتت الواحدة بعد منتصف الليل
خلع "فادي" حزام الأمان الخاص بالسيارة ليسند رأسه إلي الخلف ومن ثم ارتسمت ابتسامة فرحة علي ملامحه ليقول بنبرة إرهاق:يا الله !! لم أشعر بروعة كما شعرت في الساعات التي أمضيناها سوياً
مسحت "قمر" علي جبينها بهدوء لتحرك شفاهها بنبرة مزاح:أشعر وكأن معدتي تمددت وصارت مترين إلي الأمام
ارتفع صخب ضحكات "فادي" الذي التفت برقبته إلي "قمر" قائلاً بنبرة مرح:ذاك جزاء من يعشق الطعام تتحول معدته إلي مستوطنة للأطعمة
التفت "قمر" برقبتها لتقابل عيني "فادي" لتحرك شفاهها بنبرة مزاح:ليس بخطئي ولكن الطعام كان فوق الرائع
أطلق "فادي" تنهيدة راحة امتزجت بنبرة الفرحة النابعة من شفاهه ليقول:أتدرين ما العجيب في ذاك اليوم؟!
عقدت "قمر" حاجبيها بتعجب امتزج بنبرتها المتسائلة لتقول:ماذا؟!
أغمض "فادي" جفونه لثوانٍ معدودة ومن ثم فتحها ليطلق تنهيدة فرحة امتزجت بنبرته المتحسرة قائلاً:أن الفرحة زارت أبواب قلبي من جديد وأن صخب ضحكاتي عاد من جديد
وبحركة لا إرادية..احتضنت "قمر" يد "فادي" بكفها الصغير لتحرك شفاهها بنبرة طمأنينة:من اليوم سأبذل قصار جهدي للحفاظ علي فرحتك تلك و إبقاء صخب ضحكاتك ترتفع عالياً لتمد قلبي بالطمأنينة
بقدر ما كانت كلمات "قمر" عاشقة بقدر ما كانت لمسة يدها ساحرة واستطاعت دب رجفة كهربية في كيان "فادي" بأكمله ليزيد "فادي" من تمسكه بيد "قمر" قائلاً بنبرة حانية:هناك سؤال يتردد ببالي منذ الصباح؟!
عقدت "قمر" حاجبيها بتعجب امتزج بنبرتها المتسائلة التي حركت بها شفاهها قائلة:ما هو؟!!
ابتلع "فادي" ريقه بهدوء امتزج بنظرات عينيه العاشقة ونبرته الساحرة ليقول:كيف يكون مذاق شفتيك؟!
اتسعت عيني "قمر" ذهول امتزج بتجمد أوصالها ورجفة قلبها وحمرة خديها الذي سرعان ما اشتعل خجلاً لتكتمل صدمة "قمر" بشفاهها التي صارت كالجليد..
رعشة رموش "قمر" وحمرة وجنتيها سرعان ما جعلت "فادي" يعزم علي إيجاد إجابة لسؤاله بنفسه ليقترب من "قمر" بحذر ممتزج بأنفاسه التي تهبط وترتفع شوق..
مليمترات معدودة فصلت بين العاشقين ليلمح "فادي" بعينيه رجفة رموش "قمر" المغلقة علي عينيها ليطلق "فادي" تنهيدة عشق ممتزجة بشوق لتحول تلك التنهيدة إلي صدمات كهربية زادت رجفة كيان "قمر"..
عزف "فادي" علي أوتار قلب "قمر" بهدوء نابع من هدوء لمساته علي شفاه "قمر" بشفاهه كأنه يريد انصهار ذاك التجمد المسيطر علي شفاه "قمر" وما هي إلا ثوانٍ معدودة حتى استطاعت لمسات شفاه "فادي" الحارة تحويل شفاه "قمر" إلي قطعة كراميل تنساب بين شفاهه في قٌبلة العشاق الأولي..
قٌبلة عاشقة حبست أنفاسهم لتحلق بهم إلي عالم الخيال حيث كانت أصوات نبضات قلبهم الصاخبة هي العازفة لنغمة العشق التي أحاطت بالعشاق في قٌبلة تحول فيها هدوء لمساتها إلي شوق امتزج بقوة نسبية نبعت من شفاه "فادي" الذي قارب علي التهام شفاه "قمر" حرفياً من شدة قٌبلته تلك التي لم تعبر إلا عن 1% من الشوق المشتعل بكيانه بأكمله..
عاد "فادي" للعزف علي أوتار قلب "قمر" بلمسات شفاهه الهادئة لتتحول قٌبلته من القوة إلي الهدوء من جديد..
سُلبت أنفاسهم واتحدت نبضات قلوبهم واستوت رجفة كيانهم كل هذا كان من قٌبلة العشاق الأولي..
ابتعد "فادي" عن شفاه "قمر" بأعجوبة ما كان يظن بأنه سيترك تلك شفاه الكراميل تلك ليلهث أنفاسه بصعوبة قائلاً بنبرة مرتعشة:قمري أصعدي إلي المنزل من الأفضل لأنني أكثر من ذلك لن أستطيع التحكم في مشاعري
ما كانت "قمر" منتبهة إلي حديث "فادي" بل كانت مغيبة عن الوعي تمامً بإحساسها بحرارة قٌبلات "فادي" التي أشعلت ألسنة الشوق في كيانها بأكمله..
وبقدر ما كان يشتعل من شوق داخل كيان "فادي" بقدر ما كان اللاوعي يسيطر علي "قمر" التي حاولت لهث أنفاسها بعد أن سلبها "فادي" في قٌبلتهم الأولي..
لتتحرك أناملها المرتعشة تجاه مقبض السيارة لتحرك شفاهه المرتعشة قائلة:تصبح علي خير
وبمجرد أن انفتح باب السيارة حتى ضرب جرس الإنذار في كيان "فادي" بأكمله ليحكم القبضة علي يد "قمر" التي ارتفعت صيحاتها بصدمة..
وقبل أن تتحرك شفاهها بحرف واحد أجابها "فادي" بشفاهه بقٌبلة التهم فيها "فادي" شفاه "قمر" وسلب منها ما كان من أنفاس ليعيد عزف سمفونية العشق علي شفاهها التي تجاوبت مع شفاهه في قُبلة أقوى حرارة من الأولى..
لتحيط "قمر" برقبة "فادي" بذراعها المرتعش وتتجاوب مع قٌبلته المشتاق الممتزجة بقوة شفاهه التي قاربت علي التهامها..
ابتعد "فادي" عن "قمر" ببطء بينما مازالت نظراته العاشقة تصوب تجاه عيني "قمر" المرتعشة ليطبع "فادي" بشفاهه قٌبلة حانية بين عيني "قمر" قائلاً بنبرته العاشقة:أعشقك
ارتعد كيان "قمر" لقٌبلة "فادي" الساحرة بين عينيها لتحرك شفاهها بنبرة مرتعشة:أنا أيضاً أعشقك بل تخطيت مراحل العشق
أعاد "فادي" فعلته بطبع قٌبلة بين عيني "قمر" قائلاً بنبرة هدوء:سأحادثك في الصباح
بدأت "قمر" تستعيد تحكمها في أنفاسها لتحرك شفاهها بنبرة هادئة:سأنتظرك
ارتجلت "قمر" من السيارة بعد أن حملت حقيبتها وما جلبه "فادي" لها من هدايا لتدلف داخل المنزل بعد أن ودعت "فادي" بحركة يدها المودعة..
لتستدير "قمر" بظهرها متجهة إلي داخل المنزل بينما تحسست أناملها شفاهها ببطء ممتزج بفرحة بقٌبلتها الأولي من "فادي"..
"فادي"!! الذي أعاد إحكام حزام الأمان علي جسده وانطلق بالسيارة بسرعة لا تقارن بسرعة ضربات قلبه المشتعل شوقً للمسة شفاه "قمر" الساحرة من جديد..
...
مع بداية ثالث أيام عيد الفطر المبارك..
داعب شعاع ذهبي جسد "قمر" التي تجوب الحجرة يميناً ويساراً بينما عينيها باتت تصوب نظرات غضب لتحرك شفاهه بنبرة مرتفعة:ماذا تعني بحديثك يا "فادي" كيف يٌعقل أن أنفذ ما تقوله؟!!
نبرة تنبيه امتزجت بصيحة ضجر نبعت من شفاه "فادي" الذي قال:"قمر"؟! مرة أخرى ترتفع فيها نبرتك أمامي سيحدث ما لا يحمد عقباه
أطلقت "قمر" تنهيدة ضيق امتزجت بنبرة غضب مكتوم حركت بها شفاهها قائلة:كيف يا "فادي" تطلب مني ألا أرتدي نقاب وأنت تعلم أن من الممكن أن يأتي أبي إلي الزفاف؟!وكلانا يعلم ماذا سيحدث إذا رأنا؟!
علامات التحدي سرعان ما استولت علي ملامح "فادي" الذي حرك شفاهه قائلاً بنبرة غضب امتزجت بقوته المعتادة:إذا لم يكن لكي رجل يحميكى عندها يحق لكي السؤال ب"كيف" وإن عجزت عن حمايتك حينها حادثيني بما تشأئين
ارتعدت أطراف "قمر" من نبرة "فادي" التي تحمل في طياتها غضب إذ اشتعل سيفتك بها لا محال لذلك حركت "قمر" شفاهها بنبرة اعتذار مرتعشة قائلة:"فادي"؟! أنا لا أقصد ذاك من حديثي أنا فقط..
وكما يقولون في الأمثال الشعبية البحتة "اللي حضر العفريت يصرفه"
كهذا كان حال "قمر" التي أشعلت و بلاوعي غضب "فادي" الممتزج ببرودته المعتادة التي باتت تتحكم من أوصاله..لذلك حرك "فادي" شفاهه بنبرة ضجر امتزجت بلامبالاة قائلاً:لا يهم..أنا سأغلق أمامي أمور كثيرة يجب إنهائها
أطلقت "قمر" تنهيدة حزن امتزجت بنبرة شفاهها المستعطفة لتقول:"فادي"؟!أنا آسفة لم أقصد شئ صدقني
كالعادة عندما تتحكم اللامبالاة من أوصال "فادي" فإنها تبقي ممسكة بزمام الأمور إلي أجل غير مسمي لذلك حرك "فادي" شفاهه بنبرة برود قائلاً:إلي اللقاء
ألقت "قمر" بهاتفها علي فراشها بقوة اكتسبتها من ضجرها من لامبالاة "فادي" ونبرة بروده التي لم تقدر نهائياً علي إزالتها لتحرك "قمر" شفاهها بنبرة ضجر امتزجت بألسنة الغضب التي تتصاعد من أطرافها قائلة:متعجرف؟!
أما علي الجانب الآخر..
فبمجرد أن أنهي "فادي" تلك المكالمة التي عكرت صفو يومه إلي حد ما حتى أطلق تنهيدة ضجر امتزجت بعلامات اللامبالاة المرتسمة علي ملامحه ليحمل سلسلة مفاتيحه منطلقاً إلي المكتب المسئول عن تدبير أمور سفره..
..
أما بالنسبة لباقي أبطالنا فكانت الأجواء المحيطة بهم أقل حدة بكثير مما نشب بين العنيدة والمتعجرف..
فالجميع بات ينهي لمساته الأخيرة من أجل زفاف تلك الأمسية التي ستشهد علي اجتماع "بسام" و "أسماء" أخيراً تحت سقف منزل واحد بالحلال..
فما بين انشغال "بسام" بمتابعة أمور القاعة المخصصة للزفاف وتدبير أموره الأخيرة من تجهيزاته لنفسه وما بين نظرات الفرحة في عيني "أسماء" وعلامات التوتر التي تحكمت من ملامحها منذ فجر اليوم وانشغال "مريم" بإنهاء اللمسات الأخيرة علي ثوبها هي وصغيرتها وتجهيز حلة "ياسر" السوداء..
حاولت "قمر" بالرغم مما يجول بخاطرها من ضجر امتزج بحزن تمكن من أوصالها لما حدث من مشادة مع "فادي" في الصباح إلا أن ثغور الفرحة المنتشرة علي كيانها لتمام زفاف شقيقها جعلتها تقلل من حدة رأسها التي بات يشتعل ضجراً..
وبينما كانت "قمر" منشغلة بإعادة تهيئة ثوب الخطوبة من أجل الزفاف وهي تحاول رسم علامات الهدوء علي ملامحها كان العكس تماماً يحدث مع "فادي" الذي أشتعل لتوه من حديث المسئول عن إتمام إجراءات الزفاف..
ليضرب "فادي" الطاولة بيده التي باتت تظهر حدة شرايينها التي تشتعل غضباً ليحرك "فادي" شفاهه قائلاً بنبرة غضب امتزج بنظرة عينيه الثاقبة:ماذا تعني بأنك لم تستطيع تأمين المنزل والتأشيرات إلا بعد أسبوع؟! بحديثك السابق أكدت لي أن مكوثي في السعودية لن يدوم إلا لثلاثة أيام وعلي هذا قمت بحجز التذاكر والفندق ورتبت أموري علي هذا..الآن تقول لي أنه يجب أن أمكث أسبوع آخر قبل السفر إلي "كندا"؟!
لطالما سمع ذاك المسئول عن ألسنة اللهب التي تتطاير إثر غضب "فادي" حيث عجز جميع من حضروا بركان غضبه هذا عن إخماده ولطالما ظن أيضاً أن ما قاله هؤلاء البشر ما كان إلا مبالغة منهم لا أكثر..
ولكن؟!مع معاصرتهم لموجة الغضب الأولي من "فادي" تأكد أن ما حادثه به البشر ما كان إلا 1% من حقيقة غضب "فادي" الذي يفتك بجميع من حوله..
لذلك حاول ذاك المسئول التقليل من حدة ذاك الغضب بنبرته الهادئة والممتزجة بنظرات عينيه القلقة ليقول:اهدأ قليلاً يا "فادي"..ما حدث ما كان بإرادتي وأنا تواصلت مع المسئولين عن المنزل بإنهاء ترتيباته في الوقت الذي اتفاقنا عليه ولكنني تفاجئت بمكالمته لي البارحة ليخبروني بأن التعديلات الذي طلبناها لن تتم إلا بعد أسبوع من الموعد الذي اتفاقنا عليه في السابق
حرك "فادي" أصابعه المشتعلة غضباً علي الطاولة ليحرك شفاهه بنبرة ضجر قائلاً:حسناً ولكنني ماذا سأفعل في ذاك الأسبوع وإياك أن تخبرني بأن الحل في تأجيل موعد الزفاف
حرك ذاك المسئول رأسه نافياً ومن ثم تحركت شفاهه بنبرة هدوء نسبي:بالطبع لا ولكن الحل يكمن في أن سيادتك بعد إنهائك لفترة مكوثك في السعودية بدلاً من الذهاب إلي كندا كما كان مخطط سنضطر إلي الذهاب إلي
هولندا وأنا قمت بتدبير الأمور وتقديم طلب للحجز في أحد الفنادق وبذلك ستمكث أسبوع في هولندا ومنها إلي كندا أطلق "فادي" تنهيدة ضجر امتزجت بنبرته التي تكتم ألسنة غضبه ليقول:حسناً ولكن إذا وجدت نفسي فجأة متجه إلي بلاد غرب آسيا صدقني سأبعثك للقطب الشمالي لتتمتع مع أحد الدببة القطبية
....
حلت الأمسية سريعاً علي الجميع..تلك الأمسية التي حملت من فور بدايتها أصوات الدفوف ونغمات أغاني الزفاف لتعلن بداية حفل زفاف "بسام" و "أسماء"..
ابتسامة فرحة اكتسبها الحضور من ملامح العروسين التي تشع سعادة نشبت من قبضة يدهم المتحدة سوياً لتبدأ مراسم الزفاف كما هو معتاد لدي معظم المصريين..
وما بين موسيقي هادئة امتزجت بكلمات أغنية "اسمي"..رسم "بسام" و "أسماء" أروع لوحة رومانسية بنظرات عينيها التي أباحت بعشق امتزجت بفرحة تسري في أوصالهم..
ومن ثم بدأت أغاني الزفاف المتعارف عليها لدي معظم الشباب لتعج القاعة بصيحات أصدقاء "بسام" المرحة لتمتزج مع ضحكات أصدقاء "أسماء" من حولها..
لترتسم لوحة جنونية بصيحات الأصدقاء الذي لم يهتموا بشئ سوي التعبير عن فرحتهم..
وما بين كل هذا كانت "قمر" تجلس بجوار "مريم" وبين ذراعيها "تميمة" تهدهدها بسعادة ارتسمت علي شفاهها ولكن!! لا تتناسب نهائياً مع نظرة عينيها الحزينة..
وبالرغم من محاولات "مريم" في إزالة تلك النظرة التي تعكر صفو تلك الفتاة الساحرة إلا أن "قمر" فضلت ألا تعكر صفو يوم صديقتها وأن تخصص تلك اللحظات للفرحة وفقط..
وبذكاء "قمر" استطاعت تهدئة بال "مريم" تجاهها قليلاً بالانشغال بالتقاط صور "السيلفي" التي جمعت الصديقتين وتلك الطفلة الصغيرة وبخفة دم "قمر" المعتادة استطاعت تحويل مجري الحوار من قلق إلي مزاح امتزجت بضحكاتهن التي اختفت خلف أستار النغمات الصاخبة..
ومن بين ذاك المزاح الذي لم ينقطع ولو للحظات بين الصديقتين كانت عيني "قمر" تختلس النظر إلي "فادي" الجالس بصحبة "ياسر" في أقصى يسار الطاولة الجالسين عليها يتسامرون بنبرة عجزت "قمر" عن تفسيرها ولكن!!نظرة عيني "فادي" الباردة الممتزجة بنبرة اللامبالاة التي استقبل بها "قمر" منذ بداية الزفاف جعلت أوصال "قمر" تشتعل غضباً من تصرفات ذاك المتعجرف الذي لم تتغير نهائياً..
هدأ صخب الأغاني إلي حد ما ليعود الجميع إلي موضعهم تاركين فرصة للعروسين بالراحة والتقاط بعض الصور التذكارية مع أصدقائهم لذلك اتجه كلاً من "فادي" و"ياسر" بصحبة "قمر" و"مريم" لتقديم التهنئة إلي العروسين..
ارتسمت ابتسامة فرحة علي ملامح "بسام" فور رؤيته ل"قمر" تتقدم تجاهه ليخطو إليها وابتسامته تزداد اتساعً تدريجياً..تعلقت"قمر" برقبة "بسام" في ضمة سريعة امتزجت بنبرة "قمر" المهنئة ل"بسام" ليتابع الباقي في تقديم التهنئة ومن ثم الوقوف لالتقاط صورة تذكارية..
وقبل أن تعود "قمر" أدراجها إلي الطاولة اقتربت من أذن "بسام" لتهمس قائلة:ماذا بك؟! لا تدع أية غصة حزن تعكر صفو فرحتك!! إن لم تأتي أمي فلا بأس جميعنا بجوارك..أأخبرك بأمر؟! اعتبرني أنا والدتك..نعم أنا قصيرة القامة قليلاً ومجنونة إلي حد ما ولكن الفرحة الناشبة في قلبي ليست فرحة أخت لزفاف شقيقها ولكنها فرحة أم لرؤية ابنها عريس وابتسامته الفرحة تزين ملامحه
ما إن أنهت "قمر" حديثها حتى شعرت بقٌبلة حانية تطبع علي جبينها من "بسام" الذي حرك شفاهه بنبرة هامسة قائلاً:مازال قلبك يشعر بما يجول بخاطري وبالتأكيد الآن تشعرين بأن كلماتك تلك ضربت أحزاني عرض الحائط
ارتسمت ابتسامة راحة علي ملامح "قمر" لتمتزج مع نبرة الفرحة التي حركت بها شفاهها قائلة:انتبهي عليه يا "أسماء"
تسامرت "قمر" لثوانِ معدودة مع العروسين لتعود إلي الطاولة ومعها تتسع عينيها تعجبً امتزج بنبرتها المتسائلة لتقول:أين "فادي"؟!
انتبه كلاً من "ياسر" و"مريم" المنشغلين بالحديث المرح وهدهدة ابنتهم ليحرك "ياسر" شفاهه قائلاً:في الحديثة المقابلة للقاعة
ابتلعت "قمر" ريقها بضيق امتزج بنبرتها المترددة التي حركت بها شفاهها قائلة:هل لي بكلمة معك يا "ياسر"؟!
ارتسمت ابتسامة خافتة علي ملامح "مريم" لتأكدها من أن نبرة التردد المرتعشة النابعة من شفاه "قمر" ما هي إلا لقلقها من ضجر "مريم" لذلك حركت "مريم" شفاهها بنبرة هادئة قائلة:سأذهب إلي دورة المياه للتأكد من حجابي
قامت "مريم" من موضعها بهدوء بينما حملت طفلتها علي ذراعها بحذر لتقترب من أذن "قمر" هامسة لتقول:لا تبالغي في توترك هذا أنا لا أعلمك من البارحة وبالإضافة لأنه كما اعتبر "فادي" شقيقي..يعتبر "ياسر" شقيقك
بمجرد أن أنهت "مريم" حديثها لتتجه إلي دورة المياه حتى أطلقت "قمر" تنهيدة راحة لتتجه للجلوس علي مسافة مقعد عن مقعد "ياسر" لتحرك شفاهها بنبرة قلق قائلة:حسناً يا "ياسر" أنا سأتحدث لك كأخ ليس كصديق ل"فادي"
أومأ "ياسر" رأسه بإيجاب امتزج مع ابتسامته الهادئة لتحرك "قمر" شفاهها بنبرة ضيق:أنا إلي وقتنا هذا لم أستطع بعد فهم شخصية "فادي" بالكامل بالرغم من ظني أوقات أنني استطعت فهم ردود فعله وطريقة تفكيره إلا أن ذاك الظن تغير نهائياً وأصبحت عاجزة عن فهم ما يدور داخل "فادي"
مسح "ياسر" علي ذقنه بهدوء امتزج بنبرة شفاهه المطمئنة ليقول:أنا صديق ل"فادي" منذ أكثر من 25عام وفي مواقف معينة يتبين لي أنني لم أستطع فهم "فادي" جيداً وبالرغم من ذلك لم اشعر بعجز عن فهمه أو ضجر من لامبالاته التي تعتبر جزء يستحيل أن يتخلي "فادي" عنه
تابع "ياسر" حديثه بنبرة توضيح حرك بها شفاهه ليقول:ولكنني وضعت لنفسي مبادئ يترتب عليها رد فعلي من مواقف "فادي" التي أشعر بعدم قدرة علي فهمها وبتلك المبادئ أستطيع تفسير تصرفه إلي حد ما
أطلقت "قمر" تنهيدة راحة نسبية امتزجت بنبرتها المتسائلة التي حركت بها شفاهها لتقول:هل لي بمعرفة تلك المبادئ؟! لأن عقلي أصابه الغباء حرفياً
ارتسمت ابتسامة ضاحكة علي ملامح "ياسر" الذي حرك شفاهه بنبرة توضيح قائلاً:"فادي"؟! متسم بطبع المخاطرة فمثلاً إذا أراد الإقدام علي شئ وإذا بأحد يخبره بأن في ذلك خطر عليه أو ما شابه لذلك يزداد إصراره عليه ليس حبً في تنفيذ ذاك الأمر وإنما لكتم ثغر من يظن أن "فادي" لن يقدر علي فعل أمر ما بالإضافة إلي التحدي الذي يعتبر جزء من تصرفات "فادي" والتي تبرز بشدة في مجال عمله أو حتى مع الأشخاص العاديين والأهم من كل هذا أن "فادي" يكره أن يحرك أحد شفاهه بكلمات تحمل في طياتها اتهام ل"فادي" بالعجز ولأنه كما مستحيل أن يدلف إبليس إلي الجنة..يستحيل أن يقبل "فادي" علي كيانه الشعور بالعجز أو يقبل أن يشعر بعدم القدرة علي حماية شئ يخصه أو شخص..
ابتلعت "قمر" ريقها بصعوبة امتزجت بعلامات القلق التي سرعان ما اكتست بها ملامحها ليتابع "ياسر" حديثه بنبرة هدوء قائلاً:وبالإضافة لذلك أنتي بالطبع تعلمين براعة "فادي" رسم علامات اللامبالاة والتعجرف ونبرة البرود التي تعتبر أهم جزء في كيانه ومن المستحيل أن يتخلي......



يتبع......





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-10-16, 11:18 PM   #32

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



الفصل الثلاثون


رموشه المنغلقة علي عينيه بهدوء ونسمة الهواء الدافئة التي تحوم من حوله باستحياء ولحن أوراق الأشجار الذي يتراقص بهدوء ليضيف نغمة هادئة علي أذن ذاك المتعجرف المسند لرأسه بحافة المقعد الموجود بأقصى يسار الحديقة..
ليخلق ذاك الجو الهادئ فرصة ذهبية ل"فادي" لتفريغ عقله من أية أفكار تتراقص أمام ذهنه ليتخلص منها سريعاً ويبدلها بهدوء يسود كيانه بأكمله..
ولكن!!هل من الممكن أن تغير لمسة يد مرتعشة ذاك الهدوء الذي يحيط بكيان المتعجرف؟!
سرعان ما أمدنا "فادي" بالإجابة عن ذاك السؤال الذي طرح فور جلوس "قمر" بجواره بهدوء لتعبث أنامل "قمر" بذراعي "فادي" الذي يعقدهم أمام صدره لتتخلص "قمر" من تلك العقدة سريعاً ومعها تشعر بارتعاد أطراف "فادي" فور لمسها ليده ليفتح "فادي" عينيه بتعجب امتزج بعلامات الضجر التي سرعان ما ارتسمت علي ملامحه..
ذاك الضجر الذي يخفي في طياته راحة اكتسبها ذاك المتعجرف من لمسة يد تلك العنيدة..
وقبل أن يحرك "فادي" شفاهه بأية حرف إذ ب"قمر" تهوي برأسها فوق صدر "فادي" لتتسابق نبضات قلبه المتدافعة لعزف نغمة فرحة لأذن "قمر" المتكئة علي صدر "فادي"..
في تلك اللحظة فقط تهدمت أسوار الضجر التي تحيط بكيان "فادي" ليستبدلها بنسمات أنفاسه المتلاحقة التي تبعث الفرحة لأوصال "قمر"..و تخمد نار الغضب المشتعلة داخل عقل "فادي" ليستبدلها بالهدوء الذي خيم علي ذاكرته التي باتت شبه مغيبة عن العالم بسبب رأس "قمر" المتكئة علي قلبه..
ضربات قلب "فادي" الذي لم ينجح في السيطرة عليها جعلت "قمر" تنطلق تنهيدة أسف تحولت إلي صدمة كهربية ارتعد لها جسد "فادي"..لتحرك "قمر" شفاهها بنبرة اعتذار قائلة:أنا آسفة..لم أقصد نهائياً إزعاجك.. "فادي"؟!صدقني أنا لا أشعر بالأمان إلا لوجودك وما تحدثت به في الصباح ما كان نابع إلا من خوفي من فقدانك مرة أخرى
وكأن نبرتها المرتعشة تحولت إلي خيوط من حرير تنساب بهدوء حول قلبه المرتعد من أنفاسها المتحولة إلي صدمات كهربية..لتنسج نبرتها الحريرية غطاء أسف ممتزج بعشق وتحكمه حول قلبه الذي بات يشعر بأن نبضاته ستفتك بضلوعه..
وبأعجوبة غريبة استطاع "فادي" تحريك شفاهه بنبرة عشقه الساحرة ليقول:ما حدث في الصباح كان نتيجة لضغوط كلانا يمر بها لاقتراب موعد سفرنا والزفاف ولكن تأكدي يا قمري أنني بحق من حفظكي لي أني أعشقك وما أتمني شئ سوي رؤيتك تبتسمين
رفعت "قمر" عينيها ببطء لتقابل عيني "فادي" التي تصوب دفعات عشق لها لتحرك شفاهها بنبرة حب مرتعشة:ابتسامتي لا ترتسم إلا في حضرتك
أطلق "فادي" تنهيدة راحة امتزجت بابتسامة السعادة التي رسمت علي ملامحه بينما حرك مسار شفاهه ليطبق قٌبلة هادئة بين عيني "قمر" التي ارتعد كعادتها إثر تلك القٌبلة التي تعتبر كصدمة كهربية تحلق بها إلي عالم خيالي.
ازدادت ابتسامة "فادي" اتساعاً لتأكده لرجفة "قمر" بين ذراعيه لتأكده بأن تلك القٌبلة صارت كالمخدر لكيانها العاشق ليحيط كتفها بذراعيه لتبدأ حلقة التسامر بينهم بهدوء ليغيب عقلهم عن الواقع نهائياً وعن الزفاف المقام علي بٌعد أمتار منهم..
ولكن عذراً!! ففي حضرة المتعجرف العاشق والعنيدة المتيمة!! تباً لأية اعتبارات تعكر صفو تلك اللحظة..
..
أما في قاعة الزفاف فبالرغم من صخب الأغاني وصيحات الفرحة النابعة من الحضور إلا أن نبضات القلب القلة النابعة من العروسين و"ياسر و مريم" قاربت علي الفتك بصخب الأغاني تلك والانفجار من بين الضلوع التي باتت ترتعد خوفً منذ أن خطت "ناهد" بقدمها إلي داخل القاعة..
نظرات ترقب امتزجت بعلامات القلق استولت علي ملامح "ياسر" الذي تابع بعينيه باب القاعة خوفً من دخول "منير" و قلق من دخول "فادي و مريم" ..
حاول "بسام" إلي أقصى درجة أن يبدو طبيعياً مع "ناهد" التي رسمت معالم السعادة علي ملامحها ومزجتها بضمتها الحانية ل"بسام" وعروسته لتقدم واجب التهنئة إلي العروسين..
ارتعدت أوصال "مريم" خوفً امتزج بنبرتها المرتعشة لتقول:هل أذهب لهم وأخبرهم بالعودة ؟!
مسح "ياسر" علي جبينه بتوتر امتزج بنبرته القلقة ليقول:من المستحيل أن يذهب "فادي" بتلك السهولة سيرفض أن يتسلل خوفاً منهم
ولكن!!سرعان ما حركت "ناهد" شفاهها بنبرة اعتذار امتزجت بعلامات الحزن المرسومة علي ملامحها لتقول:سأذهب أنا الآن يا "بسام" لأن "منير" بانتظاري في الخارج
وكأن كلمات "ناهد" ما كانت إلا دفعات من جليد القطب الشمالي سقطت علي مياه تغلي علي خط الإستواء ليبعث حديثها الرعب لأوصال "بسام وأسماء" اللذان تبادلا نظرات خوف امتزج بعلامات الرعب المتحكمة من ملامحهم ليحرك "بسام" شفاهه بصعوبة بالغة قائلاً:عماه؟! حسناً يا أمي حسناً!! الأهم أنكي حضرتي علي خير
كلمات مودعة أنهت بها "ناهد" مباركتها ل"بسام" لتدلف خارج القاعة بينما اتجه "بسام" ل"ياسر" يخبره بأن "منير" في الخارج في انتظارها ليتحول صخب الأغاني إلي نغمات كاللاتي تشتعل في حلبات المصارعة في انتظار نشب المعركة بين اللاعبين..
و بفضل لحظات العشق التي خيمت علي "فادي و قمر" ولجوئهم غير المخطط له في الحديقة لم يستطع "منير" رؤيتهم وسار ب"ناهد" فور خروجهم إلي فندق إقامتهم بالقاهرة..
ليلهث الجميع أنفاسهم براحة فور رؤيتهم لسيارة "منير" تنطلق من أمام الفندق ودخول "فادي وقمر" العادي إلي القاعة ليستكمل الجميع الزفاف..
ولكن!!هل من الممكن أن يمر الأمر مر الكرام كهذا؟! أما أن الأسبوع الذي سيمكثه "منير" في القاهرة لإنهاء بعض أعماله سيجلب لنا الكثير؟!
في نهاية المطاف لا يهم ذاك الأمر كثيراً بل الأهم أن الزفاف تم علي خير وعاد كل فرد إلي منزلهم بهدوء بينما انطلق العروسين إلي منزل زوجيتهم لنسج خيوط العشق الأولي المكتسبة من لمسة مشتاقة في الحلال..
لمسة وحدت جسدهم وأطفأت لهيب شوقهم وسافرت بهم إلي عالم العشاق حيث سادت لغة الجسد..
......
بعد أسبوع من تمام الزفاف..
كان بالنسبة ل"فادي" هو الأكثر من حيث تزاحم الوفود السياحية ليصل به الحال للعمل مع ما يقارب الخمسة وفود في اليوم الواحد ولذلك وبسبب انشغاله التام عن "قمر" في تلك الأيام..
قرر "فادي" اصطحاب "قمري" كما يطلق عليها لتناول طعام الغذاء في المطعم الخاص بصديقه ومن ثم اتجهوا إلي أحد أشهر الأسواق التجارية أو كما يطلق عليه "mall"..
وبمجرد دخول "قمر" إلي ذاك المكان حتى قالت بنبرة ذهول امتزجت بملامحها الطفولية:لا تخبرني أننا سنتسوق في ذاك المكان
أحاط "فادي" خصر "قمر" بذراعيه ليحرك شفاهه بنبرة ضحك امتزجت بفضول:أغلقي فمك ذاك أولاً ومن ثم أخبريني ما عيوب ذاك المكان
أطلقت "قمر" تنهيدة استسلام امتزجت بنبرتها المهمومة التي حركت بها شفاهها قائلة:كيف سأتسوق في ذاك المكان بمعدتي تلك التي تحمل أطنان من الطعام ؟! ها أخبرني كيف؟!
وكأن "قمر" باتت متعمدة إشعال صخب ضحكات "فادي" في الأماكن العامة فبلا قدرة من "فادي" ارتفع صخب ضحكاته التي جعلت الأنظار تحوم من حولهم بتعجب من ذاك الشاب الذي بات يضحك وكأنه مصاب بالجنون بينما "قمر" تصوب نظرات الغضب الممتزجة بملامحها الطفولية العابثة لمجموعة من الفتيات اللاتي يصوبن أنظارهن تجاه "فادي"..
بينما "فادي" منشغل بحلقة الضحك الذي ما عاد لديه قدرة علي التحكم فيها إذ بأصابع "قمر" المشتعلة غضباً تطرق علي كتفه قائلة بنبرة غيرة:"فادي"!!كفاك ضحك فشبيهات القردة ينظرن إليك
"عضلات معدتي تؤلمني يا الله !! هل أنا بصحبة ستاند أب كوميدي أم زوجتي؟! يا الله"
هكذا كان حال بال "فادي" الذي زاد من صخب ضحكاته ليشعر وكأن أنفاسه قاربت علي التوقف من قوة ضحكاته ليمسح "فادي" قطرات مياه تلألأت علي خديه من كثرة الضحك ليلهث أنفاسه قائلاً:"قمري" من الليلة أظن من الأفضل أن تمتنعي عن الطعام نهائياً
اتكأت "قمر" برأسها علي كتف "فادي" لتحرك شفاهها بنبرة حيرة طفولية قائلة:أمتنع عن ماذا؟! "فادي" أنا بالطبع أعشقك وأنفذ ما تخبرني به ولكن إلا هذا يا "فادي" إلا الطعام
ضرب "فادي" جبينه بحركة عفوية ليحرك شفاهه بنبرة تحسر قائلاً:يا الله!! أجعلها تشعر بالشبع ولو ليوم واحد
غزت ابتسامة مرح ملامح "قمر" لتمتزج مع نبرتها الموافقة لتقول:نعم يا الله يوم واحد لكي أعد طعام الأيام التالية
حرك "فادي" رقبته يميناً ويساراً بهيئة ندم ممازحة ليحرك شفاهه بنبرة استسلام قائلاً: "مفيش فايدة" الأهم الآن أن نبدأ في ذاك التسوق لإلهاء معدتك عن التفكير في الطعام
وهكذا بدأت مراحل التسوق الأولي الخاص ب"فادي" و"قمر" ليستقلوا درجات السلالم الكهربية ومن ثم يتجهون إلي أحد أشهر محلات الملابس..
لتمر أكثر من نصف ساعة و"قمر" تحاول جاهدة إيجاد قطعة الملابس التي تلقي رضي "فادي"..و لعدم وجود قطع الملابس التي تتناسب مع مظهر الملابس الخاص ب"قمر" وتلقي موافقة "فادي"..
اضطرت "قمر" بصحبة "فادي" للتجول في المحلات الأخرى إلي أن وقعت عينيهم علي أحد المحلات المتخصصة في بيع الفساتين التي باتت منتشرة بشكل كبير في ملابس الفتيات..
لتدلف "قمر" إلي المحل وتلقط أول قطعة نالت رضاها من حيث المظهر ومن ثم تتجه بعينيها إلي السعر لتفتح ثغرها بذهول ممتزج بعلامات الصدمة علي ملامحها وبدون التحدث بأية حروف أعادت "قمر" الفستان إلي موضعه لتقترب من "فادي" المنشغل بالرد علي رسالة أحد أصدقائه لتقول:"فادي" هيا بنا
عقد "فادي" حاجبيه بتعجب امتزج بنبرة شفاهه المتسائلة ليقول:ماذا حدث؟!!
اقتربت "قمر" من أذن "فادي" لتحرك شفاهه بنبرة هامسة لتقول:تلك الأسعار للطبقة التي يكون طعام الغذاء "استيك كوبي"
في تلك المرة وبأعجوبة نجح "فادي" في السيطرة علي ضحكاته ليحرك شفاهه بنبرة ضحك خافتة قائلاً:أحضري ما تريدي
نبرة تردد امتزجت بعلامات القلق التي بدأت في التمكن من ملامح "قمر" التي قالت:و لكن يا "فادي" وبدون أن تغضب أرجوك!! أنا أعني أنني لا أملك المال وبالإضافة لذلك كفي ما تنفقه من أجل سفرنا
ابتسامة مطمئنة غزت ملامح "فادي" الذي حرك شفاهه بنبرة هدوء قائلاً:لا تقلقي يا "قمري" فمالي هو مالك وبالإضافة لذلك لن أعلن إفلاسي بعد
أطلقت "قمر" تنهيدة راحة لعدم غضب "فادي" لتمتزج بنبرتها المتسائلة التي حركت بها شفاهها قائلة:حسناً هل من الممكن أن تختار معي إذن؟!
أومأ "فادي" رأسه موافقاً لتبدأ رحلة البحث في الملابس لإيجاد ما تريده "قمر" أو بالأحق لإيجاد الأقل سعراً كما عزمت "قمر" بينها وبين نفسها أن تبحث عما يكون تكلفته بسيطة حتى لا تٌكلف "فادي" فور طاقته..
أنهت "قمر" اختيار ملابسها لتتجه إلي حجرة التجربة لكي تري ما هو مظهر تلك الفساتين عليها..
ولكن!!وقبل أن تخطو قدمها تلك الحجرة كان "فادي" يبحث بعينيه عن أية أجهزة مراقبة من الممكن أن تكون موضوعة بتلك الحجرة وبمجرد أن تأكد من أنها لا تحوي ما يدعي لقلقه..أومأ برأسه ل"قمر" لتدلف إلي الحجرة لتجربة ما تريد..
ارتفعت نغمة رنين هاتف "فادي" معلنة قدوم اتصال من احد أصدقائه ليدلف "فادي" خارج المحل للرد علي تلك المكالمة..
دامت المكالمة لما يقارب الخمسة دقائق حول طبيعة وفد سياحي قادم في نهاية الأسبوع القادم...
لينهي "فادي" تلك المكالمة ومن ثم يعبث بأصابعه للرد علي رسالة "ياسر"..وبمجرد أن ضغط "فادي" لإرسال تلك الرسالة حتى أتته نبرة ليست بغريبة علي أذنه ولكنها ليست بالمتوقعة..
نبرة غضب امتزجت بتوعد نبعت من شفاه ذاك الرجل الواقف علي يسار "فادي" قائلاً:أخيراً!!جمعتني الأيام بك مرة أخرى
رفع "فادي" عينيه من أمام شاشة هاتفه بلامبالاة امتزجت بعلامات الثبات التي استولت علي ملامحه ليحرك شفاهه بنبرة برود قائلاً:أمعقول بأنك منت تتشوق لرؤيتي؟!
نظرات غضب أو بالأحق هي نظرات بحث عن ابنته التي بالتأكيد ستكون معه امتزجت بنبرة شفاه "منير" المتوعدة ليقول:إن كانت علي من معك فهي بالنسبة لي توفت أما عن انتقامي فلن يمر مر الكرام يا ابن "حمدي"
ارتسمت ابتسامة سخرية علي ملامح "فادي" لتمتزج بنبرة اللامبالاة التي حرك بها شفاهه قائلاً:ماذا ستفعل؟! هل ستضعني في حجرة مجمدة من جديد؟! ليت يكون ذاك انتقامك لأن الطقس في تلك الأيام حار جداً
بقدر ما كان غضب "منير" المشتعل في كيانه بسبب "فادي" بقدر ما كانت صدمة "منير" لمعرفة "فادي" بما حدث في الماضي..
استجمع "منير" قوته سريعاً ليحرك شفاهه بنبرة غضب قائلاً:بلا سأبعثك إلي والدتك
قبضة غضب أحاط بها "فادي" رقبة "منير" في أقل من الثانية ليطلق نظرات توعد إلي ملامح "منير" المنقسمة بين الغضب والصدمة من فعلته تلك لتأتيه نبرة "فادي" الغاضبة والممتزجة بالسخرية ليقول:إذا تحدثت عن والدتي و لو بكلمة واحدة صدقني لن أضع في اعتباراتي أحد وأنا من سأبعثك إلي شقيقتك وبالأحق من الأفضل أن تبحث جيداً خلف صديقة شقيقتك التي كانت طبيبة ستخبرك بخبايا ستصدم بسببها
و بمجرد أن أنهي "فادي" حديثه حتى ارتفعت نبرة "ناهد" القلقة لتمتزج مع علامات الذهول التي تكسو ملامحها لتقول:أنت مرة أخرى؟!
أعتق "فادي" رقبة "منير" من قبضته التي قاربت علي الفتك به ليحرك شفاهه بنبرة توعد قائلاً:صدقني لن أرحمك إذ وقفت أمامي مرة أخرى..صدقني ليس بقدرتك تحمل لدغة مني ما إن أنهي "فادي" حديثه حتى دلف داخل المحل مرة أخرى بينما حركت "ناهد" ذراع "منير" المتجمد لتقول:هيا بنا سنتأخر..هيا يا "منير" أنت وعدتني ألا نتعرض له
ألقي "منير" نظرة أخيرة علي "فادي" الذي يودعه بنظرات سخرية ليتجه إلي سيارته وصدي حديث "فادي" أشعل بسهولة ألسنة لهب الشك الممتزج بالغضب..
أما علي الجانب الآخر..
فبمجرد أن اختفي "منير" و زوجته من أمام المحل حتى دلفت "قمر" خارج الحجرة لتحرك شفاهها بنبرة فرحة قائلة:جميع الفساتين كانت رائعة جداً لأول مرة أسعد بملابسي كتلك المرة
نظرة عينيها الطفولية أم نبرة شفاهها السعيدة أم ملامح وجهها العاشقة أم قلبها الذي بعث فيه العشق..
إن كانت تلك الأسباب أم لا ففي نهاية المطاف لم يستطع "فادي" التكلم فيما جري من ثوانٍ بل حرك شفاهه بنبرة هدوء قائلاً:حسناً يا "قمري" هيا لأدفع الحساب ونتسوق في محل آخر
أومأت "قمر" رقبتها بفرحة لتتجه مع "فادي" لإكمال تسوقهم الفريد من نوعه وبدون أن تخطط "قمر" نهائياً أو تعلم بألسنة اللهب الغاضبة والمشتعلة داخل كيان "فادي"..
استطاعت "قمر" بخفة ظلها المعتادة ومرحها أن تقضي علي ذاك الغضب بل وتبدله بالفرحة..
...
"النوم هو السلاح الأول لبعضنا للهروب من مشاكل حياته ولكن؟!هل يستطيع أحد من هؤلاء الهاربين أن يدوم ذاك الهروب إلي الأبد؟!
بالطبع لا فمهما جهدنا للهروب من مشاكلنا ستكون المواجهة قريبة لا محالة..و مهما حاولنا جاهدين عصب أعيننا عنها فربما تتحول تلك المشاكل إلي وحش مفترس يقتلع عينينا بل ويجبرنا علي المواجهة الغير متكافئة..
نعم إن الهروب في بعض الأحيان يكون حل لوجهة نظر بعض البشر!!
أما إذا دققنا النظر أكثر سنجد الكارثة أكبر في كثير من البشر الذين يتميزون بالضعف علي الاعتراف بمشاكلهم فنجد أن هروبهم من مشاكلهم يكون بالمخدر الذي يغيب عقولهم تماماً ليصحبهم إلي اللاوعي..
و بتلك الأفعال الجنونية التي تقودنا إلي الخسارة والتحطم أمام أول مواجهة مع مشكلة صغيرة كانت أم كبيرة يفقد الإنسان بريق إرادته ويتحول إلي مسخ يأبي المواجهة..
ولكن!! إحقاقً للحق فإن الهروب الوحيد المستحب بل إنه الهروب الوحيد الذي سيمدك بالقوة علي المواجهة بل والفوز..
هو الهروب إلي الله وحده في سجدة منجاة...فبحركة شفاه واحدة ممتزجة بدمعة رجاء في طلب المساندة من الله تجد كل مشاكلك صارت بلا قيمة بل وتتعجب من حالك الذي كان مرعوب من هذا وذاك ونسيً أن الرحمن هو القادر علي تبديل الحال من الضيق إلي الفرج"
طرقات صدمة باب الزنزانة بالحائط جعلت جسده الملقي علي الأرض يرتعد بقوة قاربت علي التحول لاهتزازة أرضية ليحرك "محب" شفاهه بنبرة خوف مرتعشة قائلاً:خلاص؟!
أطلق "الضابط" تنهيدة حزن امتزجت بنبرة العتاب التي حرك بها شفاهه قائلاً:كان أمامك فرصة إلي اللجوء إلي الله ولكن دمرت تلك الفرصة بغبائك كما دمرت حياتك أيضاً..أتعلم يا "محب"؟! لطالما واجهت حالات إعدام كثيرة طوال خدمتي وأكثرهم كانوا مثلك يأبوا أن يكفروا عما فعلوه ولكن القليل منهم ما كان ينام إلا لساعة أو أقل وباقي يومه يقضيه في الاستغفار والصلاة والتضرع إلي الله إلي أن حانت لحظة تنفيذ الحكم وكانوا في ثبات غريب وابتسامة فرحة لأنهم سيصبحوا بين يدي الله
ما إن أنهي الضابط حديثه حتى صرخ "محب" بنبرة خوف مرتعشة قائلاً:لا لن أموت لا..أنا لم أفعل شئ كل ما فعلته كان من أجل الانتقام لا هم من دمروا أبي وأمي لا لا هم من يستحقون ذلك
ومن بين صراخ "محب" الذي قارب علي الفتك بكيانه الذي تحول باللون الأحمر من شدة الخوف وتحولت رجفة أطرافه إلي إرتجاجة..استطاع العساكر إحكام قبضتهم علي ذراعي "محب" لينطلقوا به إلي حجرة تنفيذ الحكم..
ما كان في "محب" قدرة علي الوقوف علي قدميه ليضطر العساكر إلي جذبه من ذراعيه بينما باقي جسده مسحول علي الأرض..
تحولت صيحات صراخ "محب" إلي عويل ممتزج بدموع تحولت إلي مياه حارقة تفتك بملامح "محب" التي طالما رسم عليها ابتسامات الخبث..ليشعر "محب" بأن عينيه غارقة في بحر من المياه المغلية لتتحول تلك العيني التي طالما ألقت نظرات شهوة علي تلك ونظرات شيطانية يتفحص بها جسد تلك لتصبح تلك العيني الآن منبع الألم الأقوى ل"محب" الذي لم يكف عن العويل ولو للحظات..
اسند العساكر "محب" علي ذراعيهم بأعجوبة أمام "شيخ الأزهر" الذي بدأ في تحريك شفاهه للدعاء إلي "محب" الذي باتت يردد الدعاء بنبرة صوت مختلطة برجفة كيانه ودموع..
وعندما آن السؤال المعتاد من الهيئة المشرفة علي تنفيذ ذاك الحكم وهو "ماذا تريد قبل أن ينفذ الحكم"
حرك "محب" شفاهه بنبرة بكاء ممتزجة بمعالم الرعب المتمكنة من ملامحه ليقول: "أنا خائف من مقابلته..خائف من الوقوف بين يديه"
ما كان من تلك الهيئة إلي تصويب نظرات حزن ممتزج بعدم قدرة علي تنفيذ شئ يساعده فهو من دمر نفسه بتسليمها إلي الشيطان و وساوسه..
انطلقت إرتجاجة كيان "محب" إلي المقعد الخشبي الذي خطت قدمه عليها بينما باتت شفاهه تردد جملة واحدة مرتعشة "خائف من مقابلته"
وفي أقل من ثوانٍ..خيم الصمت علي أركان الحجرة ليهوي جسد "محب" من ذاك الحبل الذي يحيط برقبته لتختفي رجفة كيانه لتنتهي حياة "محب" في الدنيا وتبدأ الحياة الأبدية حيث تتوقف أقلامنا عن الكتابة عن ذاك الشاب الذي قضي علي آخرته قبل دنياه من أجل وساوس شيطان..
...
تتابعت الأيام في سرعة غريبة والجميع منشغل بإنهاء أعماله والترتيب لما هو قادم ليمر أسبوعين كاملين علي أبطالنا..
لتأتي اللحظة التي طالما أجلها "الشيخ\راضي" أيام طويلة..اللحظة التي طالما خطط لمعرفة إن كانت صحيحة أم لا..فبالرغم من محاولات "الشيخ\راضي" المستميتة في معرفة توابع ذاك الأمر والتي قد تؤثر علي علاقته ببعض من أبطالنا إلا أنه عزم علي فعلها مهما كانت نتيجتها..
أطلق "الشيخ\راضي" تنهيدة عزم امتزجت بملامح الثبات التي سرعان ما استولت علي ملامحه ليحرك إصبعه بالضغط علي جرس المنزل..
نظرات تعجب صوبت تجاه "الشيخ\راضي" فور من صاحب ذاك المنزل الذي حرك شفاهه بنبرة تساؤل:نعم؟!
علامات الثبات التي استطاع "الشيخ\راضي" الحفاظ عليها امتزجت بنبرته المتسائلة التي حرك بها شفاهه قائلاً: المهندس\حمدي الأسيوطى؟! أليس كذلك؟!
أومأ "حمدي" رأسه بإيجاب امتزج بنبرة الضجر التي سرعان ما حرك شفاهه بها قائلاً:نعم و لكن من أنت؟!
نبرة استئذان نبعت من شفاه "الشيخ\راضي" الذي سرعان ما قال:هل لنا بالحديث لدقائق ومن ثم سأخبرك من أنا
أطلق "حمدي" تنهيدة ملل امتزجت بحركة رأسه التي أذنت بالدخول ل"الشيخ\راضي" الذي دلف إلي حجرة استقبال الضيوف لتأتيه نبرة "حمدي" المتسائلة قائلاً:قهوة أم مشروب آخر؟!
نبرة هدوء امتزجت بملامح "الشيخ\راضي" التي مازالت محتفظة بثباتها ليقول:قهوة مضبوط إذا سمحت
دلف "حمدي" إلي المطبخ لتحضير القهوة بينما مكث "الشيخ\راضي" تلك الدقائق في صمت يراجع نفسه للمرة الأخيرة..
خمسة دقائق أو الأقل كانت هي الزمن اللازم لإنهاء فنجاني القهوة ودخول "حمدي" إلي الحجرة قائلاً:تفضل
ارتشف "الشيخ\راضي" قطرات قهوته الأولي بهدوء ومن ثم وضع الفنجان في مقابلته ليحرك شفاهه بنبرة هدوء:بالطبع تريد معرفة سبب زيارتي تلك؟!
أطلق "حمدي" تنهيدة ضجر امتزجت بنبرة الملل النابعة من شفاهه ليقول:بالطبع وبالإضافة لأنني لا أعلمك
مسح "الشيخ\راضي" علي ذقنه بثبات امتزج بنبرة شفاهه المصارحة ليقول:ولكني أعلمك جيداً..أنا أدعي "الشيخ\راضي" ولدي معرفة قوية بابنك "فادي"
قام "حمدي" من موضعه بسرعة امتزجت بنظرة عينيه التي سرعان ما تحولت للغضب ليحرك شفاهه بنبرة غضب مرتفعة قائلاً:نعم؟!عذراً يا أنت!! أنت في المنزل الخطأ ليس لدي ابن يدعي "فادي" من كان لدي قد رحمه الله وتوفي
قام "الشيخ\راضي" من موضعه بتعجب من سرعة اشتعال حدة تلك المناقشة لحرك عينيه يميناً ويساراً بسخرية امتزجت بنبرة الضجر التي حرك بها شفاهه قائلاً:حقاً؟! والدليل علي ذلك صوره المعلقة علي حوائط المنزل بالكامل
نظرات عيني غاضبة امتزج بعلامات الضجر التي سرعان ما استولت علي ملامح "حمدي" لتمتزج بنبرة شفاهه الغاضبة ليقول:اسمع يا أنت!! إن أردتي في أمر غير أمر ذاك من تفوهت باسمه فأهلا بك غير ذلك فإذا سمحت أريد أخذ قيلولة
تحولت نظرات التعجب الكامنة في عيني "الشيخ\راضي" لنظرات غضب امتزج بعلامات الندم علي زيارته تلك ليحرك شفاهه بنبرة ضجر مرتفعة قائلاً:أنا من أخطأت لقدومي لك بسبب ظني العقيم بأن ابنك في حاجة لك ولكن بزيارتي تلك أكدت لي أن "فادي" علي حق لما يفعله
تابع "الشيخ\راضي" حديثه بنبرة غضب مرتفعة قائلاً: "فادي" سيسافر في نهاية الأسبوع القادم كنت أظن أنه من الإنسانية أن تكون بجانب ابنك في تلك اللحظة ولكن إحقاقً للحق أنت تستحق أن تظل وحيداً هكذا لا حول لك ولا قوة..تستحق ألا تزور السعادة منزلك نهائياً بسببك تصرفاتك الطفولية تلك والتي لا تمت لشعور الأبوية بأية صلة
ما إن أنهي "الشيخ\راضي" حديثه حتى اتجه إلي باب المنزل تاركاً "حمدي" مشتعلاً بين ألسنة غضبه وبمجرد أن لامست يد "الشيخ\راضي" لمقبض الباب حتى ارتفعت نبرته القوية الممتزجة بعلامات الضجر المرتسمة علي ملامحه ليقول:في الماضي كنت أظن أنك لا تستحق أن تكون أب لرجل مثل "فادي" ولكن بزيارتي تلك أكدت لي
تابع "الشيخ\راضي" حديثه مصوبً إصبعه إلي إحدى صور "فادي" بنبرة غضب قائلاً:أكدت لي أنك لا تستحق حتى النظر إلي ملامح ذاك الرجل..أكدت لي أن "فادي" أفضل حال بكثير بدونك وأنني كنت مخطئ عندما ظننت أنه بحاجة لك فحاشا لله أن يحتاج "فادي" لك
ما إن أنهي "الشيخ\راضي" حديثه حتى طرق الباب بقوة امتزجت بملامح الغضب المتمكنة من ملامحه وندمه علي زيارة ذاك الرجل..
أما عن "حمدي" فبمجرد أن دلف "الشيخ\راضي" خارج المنزل حتى ضرب الطاولة بقدمه المشتعلة غضباً ككيانه بأكمله ليحرك شفاهه بنبرة قسوة غاضبة قائلاً:نعم توفي بالنسبة لي توفي فليهنئ الآن بابنة ذاك المعتوه
...
امتزجت دقات الساعة معلنة أنها باتت السابعة مساءً بابتسامة الفرحة التي غزت ملامح "قمر" قائلة بنبرة فرحة:أترين؟! إنها مستكينة بين ذراعي
أطلقت "مريم" تنهيدة حزن امتزجت بملامح الإرهاق التي تكسو ملامحها لتقول بنبرة هادئة نسبياً:من يراها الآن لا يصدق أنها اجتازت حرارة أمس التي تحكمت من جسدها بأكمله
تحسست "قمر" ملامح "تميمة" بإصبعها لتحرك شفاهها بنبرة مطمئنة لتقول:لا تقلقي يا "مريم" جميع الأطفال هكذا الأهم الآن أنها بخير الحمدلله
أطلقت "مريم" تنهيدة راحة نسبية امتزجت بنبرة شفاهها المتسائلة لتقول:الحمدلله..ولكن أخبريني ماذا فعلتي فيما أردتي شرائه؟!
اكتست ملامح "قمر" بالضيق الممتزج بنبرة شفاهها المستسلمة لتقول:كعادة "فادي" المتقلب رفض أن أخرج للشراء حتى بصحبة "الحاجة\ثرية" لذلك اضطرت إلي طلب ما أردته من علي صفحة المحل علي الفيسبوك
ارتسمت ابتسامة خبث علي ملامح "مريم" لتمتزج بنبرتها الماكرة التي حركت بها شفاهها قائلة:أيام قليلة تفصلنا عن ليلة الحنة وسأراهم قطعة قطعة
أطلقت "قمر" قهقهة خافتة امتزجت بنبرة شفاهها النافية لتقول:مستحيل يا صديقتي تلك أسرار دولية
ما إن أنهت "قمر" حديثها حتى ارتفعت نغمة هاتفها معلنة قدوم اتصال من "بسام" لتحرك "مريم" شفاهها قائلة:أنهي مكالمتك وضعي "تميمة" في فراشها و اتبعيني إلي المطبخ لتحضير العشاء
أومأت "قمر" رأسها موافقة ومن ثم اتجهت للرد علي المكالمة لتحرك شفاهها بنبرة مرح قائلة:أهلا يا عريس
بينما علي الجانب الآخر..
فبمجرد تأكد "مريم" من أن خصلات شعرها بأكمله تحت حجابها حتى أتتها نبرة "ياسر" الذي اقترب منها قائلاً بنبرة شبه هامسة:أين "قمر"؟!!
عقدت "مريم" حاجبيها بتعجب امتزجت بنبرة شفاهها المتسائلة لتقول:تحادث "بسام"..ولكن لماذا؟!!
أطلق "ياسر" تنهيدة هدوء امتزجت بنبرته الشبه غامضة ليقول:اتبعيني فقط ومن ثم ستعلمين بما يدور
وبينما "قمر" منشغلة بالاطمئنان علي حال "بسام" ومزاحه قليلاً..كانت "مريم" تتلقي حديث "فادي" الذي أخبرها بأنه يريد عقد حفل زفاف صغير قبل السفر ..
أنهي "فادي" حديثه قائلاً بنبرة تساؤل:الآن ما أريده منك هو مساعدتي في اختيار ثوب الزفاف والباقي الأمور من حجز لمكان الاحتفال وما إلي ذلك تم تجهيزه
أطلقت "مريم" تنهيدة ذهول من أن من كان يتحدث من ثوانٍ هو "فادي" الذي طالما كان بينه وبين الحب ألف سور وسور وها هو الآن عاشق!!
ارتسمت ابتسامة خافتة علي ملامح "مريم" لتمتزج بنبرتها الهادئة لتقول:إذا أردت إكمال المفاجأة فعليك بإحضار ساري هندي وليس ثوب زفاف أبيض
رفع "ياسر" حاجبه الأيسر بتعجب امتزج بنبرة المرح التي حرك بها شفاهه قائلاً:"ساري هندي"؟!اكتمل الجنان
ارتسمت ابتسامة خافتة علي ملامح "مريم" لتحرك شفاهها بنبرة تأكيد قائلة:نعم "ساري هندي"؟! "قمر" حلمها أن ترتدي ساري هندي في زفافها؟! ما العجيب في ذلك ؟!
أطلق "فادي" تنهيدة تردد امتزجت بعقدة حاجبيه المتعجبة ليحرك شفاهه بنبرة تساؤل:ساري هندي؟!متأكدة؟!
أومأت "مريم" رقبتها بإيجاب لتحرك شفاهها بنبرة تأكيد قائلة:نعم ساري هندي..ما كل هذا الذهول؟!
ارتسمت ابتسامة خافتة علي ملامح "ياسر" الذي حرك شفاهه قائلاً:له حق بالذهول فالأول مرة نري فتاة لا تحلم بالفستان الأبيض بل حلمها ساري هندي
مسح "فادي" علي ذقنه بتفكير امتزج بنبرة تساؤل حرك بها شفاهه قائلاً:ولن أري شئ أجن من ذلك يا صديقي ولكن يا "مريم"هل تستطيعي تدبير أمر إيجاد ساري مهما كانت التكلفة
أومأت "مريم" رقبتها بإيجاب لتمتزج مع نبرة شفاهها المؤكدة لتقول:حسناً لا تقلق واترك ذاك الأمر لي
...
في عصر اليوم التالي...
تمددت "قمر" علي فراشها بعدما أدت صلاة العصر لتطلق تنهيدة قلق فور تحويها لمحبس "فادي" يميناً ويساراً..
بالرغم من شوقها لاجتماعها مع "فادي" تحت سقف منزل واحد إلا وكانت هواجس الخوف تعكر عليها صفو فرحتها..
فمهما كان هي نعم عاشقة!!ولكنها فتاة عاشت أقصى تجارب الحياة ألماً في السابق من زواجها من "محب" الذي استطاع بأفعاله التي لا تمت لقوانين الزواج بصلة ولكنه غرز في عقل "قمر" الباطل الخوف من الزواج..
تلألأت دمعة دافئة بين جفون "قمر" لتحرك شفاهها بنبرة حزن هامسة:يا الله!!أنا أعلم أن "فادي" من المستحيل أن يكون مثل "محب"..ذاك عاشق وذاك كان شيطان لشهوته ولكنني لا أستطيع محو هواجس خوفي تلك
احتضنت "قمر" وسادتها لتتابع حديثها بنبرة شوق ممتزجة بعلامات القلق المرتسمة علي ملامحها لتقول:أنا أتمني أن تأتي اللحظة وأكون بين ذراعي "فادي" وفي منزل واحد ولكنني خائفة؟!
خائفة من عدم قدرتي علي إسعاده..خائفة من عدم قدرتي علي التأقلم بشكل كامل مع غضبه الذي سرعان ما يشتعل..خائفة من ألا أكون الزوجة المثالية لحياته كما كنت العاشقة المثالية لقلبه
فاقت "قمر" من شرودها علي صوت طرقات خافتة علي باب حجرتها لتعتدل في جلستها سريعاً وتكفكف دموعها قائلة بنبرة هدوء:تفضل
دلفت "ثرية" إلي الحجرة بهدوء امتزج بنبرتها المتسائلة التي حركت بها شفاهها قائلة:هل لنا بالحديث قليلاً
أومأت "قمر" رأسها بإيجاب لتتجه "ثرية" للجلوس في مقابلتها قائلة بنبرة حانية:اسمعيني يا ابنتي..منذ أن أتيتى إلي المنزل وأنا اعتبرك إحدى بناتي بل بالحق صرتي إحدى بناتي ولذلك أريد منكٍ الانتباه لما أقوله
ارتسمت علامات الانتباه علي ملامح "قمر" لتمتزج بنبرة شفاهها الهادئة لتقول:أنتي قدمتى لي ما لم تقدمه لي أمي وأنا بالحق أعدك أمي
ارتسمت ابتسامة خافتة علي ملامح "ناهد" امتزجت بنبرة شفاهها الحانية لتقول:لذلك يا ابنتي أريد منكٍ أن تنتبهي لحديثي...مبدئياً يا "قمر" أنا متفهمة جداً لهواجس خوفك التي حاولتي إخفائها عندما وصلت الملابس التي طلبتيها من المحل ومتفهمة جداً قلقك الذي تحاولين إخفائه بين طيات ابتسامتك ولكن!!يا ابنتي ما أرجوه منك ألا تجعلي خوفك ذاك يفسد عليك فرحتك..نعم إن الخوف في تلك الفترة طبيعي ولكن!!إذ تطور عن الحد المسموح به ستحولين فرحة "فادي" إلي ضجر وضيق فمهما كان يا ابنتي الرجل يأبي بأن تشعر زوجته بالخوف الزائد منه..
فهمتي يا "قمر"؟!
أطلقت "قمر" تنهيدة راحة نسبية امتزجت بنبرة شفاهها الهادئة لتقول:فهمت يا عمتي فهمت
ابتلعت "ناهد" ريقها بهدوء امتزج مع نبرة شفاهها الموضحة لتقول:الأمر الثاني..مهما كانت المرأة تحتاج للاهتمام ونبرة الحنان من زوجها فهو يحتاجها منها أضعاف مضاعفة..لا تخدعك يا ابنتي القوة التي يرسمها الكثير من الرجال ولامبالاتهم فمهما كانت براعة تمثيلهم لذاك الدور ففي النهاية هم بالحاجة لنبرة الغيرة من زواجتهم ونظرات الاهتمام منهن وضمة ذراعيها الحانية..مهما كنتٍ تعاني من مشاكل في عملك أو في رسالتك فهي لا تقارن بما يمر بهم من صعوبات في عملهم وخاصة "فادي" انتبهي جيداً أنه تخلي عن سنين مكثها يبني اسمه في الشركة ليبدأ من جديد معك ويعيد البداية من نقطة الصفر من جديد
اتكأت "قمر" بخدها علي كفها الأيمن لتحرك شفاهها بنبرة قلق قائلة:من الصعب جداً عليً أن يبدأ "فادي" من جديد وأنا أعلم جيداً مدي تعلقه بعمله في الشركة ومدي ما تكبده للوصول إلي ما وصل إليه ولكن المعضلة التي أحاول إزالتها تدريجياً أن "فادي" يأبي التحدث عن عمله مهما كان ما يعانيه من مشاكل به إلا أنه يرفض التحدث عنه ولكنني سأحاول لا يوجد أمامي أمر آخر سوي محاولة إعادة صياغة بعض خصاله
استكملت "ثرية" وصاياه ل"قمر" بهدوء امتزج ببعض صخب ضحكاتهن بسبب مزاح "قمر"..
....
بمجرد أن أنهي "فادي" دوام عمله في الوقت المحدد حتى اتجه إلي السرداب الخاص بتخزين وسائل انتقال الموظفين..
وفي طريق توجه "فادي" إلي ذاك السرداب بدأ في محادثة نفسه قائلاً:لا أعلم كيف سأبتعد عن تلك الشركة بعد أيام معدودة؟!لا أعلم كيف سيكون يومي بدون البرامج الخاصة بزيارات الوفود السياحية وبدون مزاحي مع "ياسر" من حين إلي آخر؟! لا أعلم كيف ستكون البداية في كندا بعدما جاهدت سنين للوصول إلي ما أنا به الآن؟!
أطلق "فادي" تنهيدة هدوء نسبية امتزجت بابتسامته الخافتة التي سرعان ما ارتسمت علي شفاهه فور شعوره بمحبس "قمر" الذي يزين إصبعه ليضرب جبينه بكفه قائلاً بنبرة هامسة:حسناً القمر يستحق أن أفعل ذلك..حسناً من أجل تلك المجنونة سأبدل حياتي
أنهي "فادي" حديثه لنفسه وابتسامة الفرحة تزين محياه ليتجه إلي دراجته البخارية وقبل أن يبدأ في تشغيلها..
أتته نبرة طلب مرتعشة تحوم من علي يمينه تقول:"فادي" أنا بحاجة للحديث معك.......


يتبع.....
#نورهان_حسنى



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-10-16, 11:18 PM   #33

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



الفصل الواحد والثلاثون



أنهي "فادي" حديثه لنفسه وابتسامة الفرحة تزين محياه ليتجه إلي دراجته البخارية وقبل أن يبدأ في تشغيلها..
أتته نبرة طلب مرتعشة تحوم من علي يمينه تقول:"فادي" أنا بحاجة للحديث معك
التفت "فادي" برقبته علي يمينه ليعقد حاجبيه بتعجب امتزج بنبرة شفاهه المتسائلة قائلاً:"إسراء"؟! أين كنتٍ طيلة الفترة السابقة؟!
بالرغم من الغضب الذي طالما استولي علي "فادي" في بداية معرفته ب"إسراء" عندما كانت تحاول الحديث معه إلا أنه ما أنكر أبداً كم المساعدة التي قدمتها له في الفترة الماضية عندما كانوا يحاولون الإيقاع ب"محب" وكم المخاطرة التي تعرضت لها فقط من أجل مساعدته..
أطلقت "إسراء" تنهيدة حزن امتزجت بنبرة شفاهها المتحسرة لتقول:كنت أعيد حساباتي
أعاد "فادي" وضع الخوذة علي الدراجة ليحرك شفاهه بنبرة تساؤل قائلاً:و ماذا وجدتي؟َ!!!
ارتسمت ابتسامة باهتة علي ملامح "إسراء" لتمتزج بنبرة شفاهها الشبه باكية لتقول:وجدت أنني مهما حاولت عزل نفسي فأنا لا أستطيع عزل حٌبك..وجدت أنني في كل مرة أحاول فيها نسيانك يرتعد كياني بأكمله لتذكري كلمة واحدة منك لا تهم ما هي صيغتها؟! الأهم أنها كانت منك
أطلقت "إسراء" تنهيدة ألم لتتابع حديثها بنبرتها الشبه باكية تلك لتقول:وجدت أنني في كل مرة أحاول إقناع قلبي ذاك بأنك من المستحيل أن تكون لي لا أفعل شئ سوي مناجية ربي بأن يكون ذاك كابوس وأنني سأفيق منه لا محالة وسأجدك بجواري
تدحرجت دمعة لؤلؤية علي خدي "إسراء" لتتابع حديثها قائلة:وجدت أنني بحاجة إلي ضمة واحدة من ذراعيك يا "فادي" بحاجة للبكاء بين ضلوعك بالحاجة للصراخ بك كي أمحو أوجاع قلبي بحاجة إليك يا "فادي"..أرجوك لا تتركني..أرجوك
لولا ما قدمته "إسراء" من مساعدة ل"فادي" في السابق لكانت نبرته الغاضبة التي أشعلت نيران الغضب في كيانه بأكمله..لكانت فتكت الفتاة ولقنتها الدرس في كيفية التفوه بمثل تلك الكلمات معه..
ولكن؟!وبأعجوبة ظن "فادي" لثوانٍ أنها مستحيلة استطاع التحكم في غضبه وتقليل حدة نظرات الضجر النابعة من عينيه تجاه "إسراء" ليحرك شفاهه بنبرة غضب مكتوم قائلاً: "إسراء"؟! مبدئياً اختفائك ذاك ما كان من المفترض أن يحدث ما كان من المفترض أن تدمري مستقبلك في عملك لأي أحد مهما كان..ثانياً أنا أخبرتك بدل المرة اثنان وثلاثة بل وعشر بأن اجتماعنا سوياً مستحيل ليس لأنكي ما عاذ الله بكٍ عيب ما ولكن لأنني أحببت فتاة ومن المستحيل أن أتخلى عنها مهما كان الأمر
أطلق "فادي" تنهيدة ضجر امتزجت بنبرته الشبه هادئة التي تابع بها حديثه قائلاً:"إسراء" أنقذي ما ظل فيكٍ من حنكة في عملك واستغليهم وابدئي من جديد..ابدئي في إعادة هيكلة تفكيرك ومعتقداتك ولا تجعلي من مشاعرك هي من تمسك بزمام الأمور طالما أنها وصلت بكٍ إلي تلك الحالة
دموع لؤلؤية باتت تخفي ملامح "إسراء" لتمتزج برجفة كيانها بأكمله وحركة شفاهها المرتعشة لتقول بنبرة يأس:حاولت كثيراً يا "فادي" ما استطعت
حمل "فادي" خوذة دراجته البخارية ليحرك شفاهه بنبرة إرادة قائلاً:إذا ظلت إرادتك ضعيفة كهذا وإذا ظل قلبك يوهمك بأنكٍ عاجزة عن فعل ذلك لن تتقدمي خطوة واحدة بل ستهوين بنفسك إلي في بحور الحزن واليأس ولكن!! إن أثبتي لنفسك أولاً أنكٍ لستٍ بعاجزة أو ضعيفة ستتخطين كل آلامك
كفكفت "إسراء" دموعها بأناملها المرتعشة لتحرك شفاهها بنبرة تساؤل قائلة:سؤال أخير فقط..إن كانت لم تظهر هي بحياتك هل كان من الممكن أن تكون من نصيبي أنا
أطلق "فادي" تنهيدة ضيق امتزجت بنبرته التي حاول ألا يرفع حدتها غضباً ليقول:فتاة مثلها لا يوجد وأنا لم أكن لأقبل بفتاة إلا بصفاتها
رفع "فادي" خوذته لتخفي ملامح وجهه التي قاربت علي الاشتعال غضباً ممتزج بضيق ليحرك شفاهه بنبرة مودعة قائلاً:انتبهي إلي حالك..إلي اللقاء
انطلق "فادي" بدراجته البخارية سريعاً وشعور الضيق علي الحالة التي صارت عليها "إسراء" باتت كالوقود الذي يزيد اشتعال غضبه..
بينما علي الجانب الآخر..
بمجرد أن اختفي "فادي" من أمام عيني "إسراء" حتى اتجهت هي بدورها للسير بلا هدف في شوارع القاهرة في محاولة لتجميع شتات نفسها من جديد..
...
تسلل شعاع ذهبي إلي داخل أروقة الشركة معلنً بداية اليوم الأخير ل"فادي" بها وبينما جميع العاملين مشغولون بإنهاء أعمالهم وترتيب ملفاتهم ومتابعة آخر أخبار الوفود السياحية وما إلي ذلك...
كان الأمر مختلفً إلي حد ما في مكتب "فادي" الذي عج بفوضى نسبية بسبب تجميع "فادي" لكل متعلقاته الشخصية في عدة صناديق مختلفة الحجم..
وبمجرد أن أنهي "فادي" تجميع متعلقاته حتى انطلق بطلب استقالته إلي مكتب مدير الشركة..
وبقدر ما كان "فادي" مشتاق لانتهاء ذاك اليوم لأن غداَ حفل زفافه ب"قمر" بقدر ما كانت أحزانه تتسرب إلي أوصاله بالتدريج..بقدر ما كان ضيقه من ترك تلك الشركة التي لطالما حلم طيلة سنين الجامعة بأن يكون أحد أعضائها ولكن؟! ها هو الآن يقدم بنفسه طلب استقالته منها من أجل مستقبل لا يعلم ماذا سيحمل له؟!
عقد المدير حاجبيه بتعجب امتزج بنبرة شفاهه المصدومة ليقول:ما هذا يا "فادي"؟! هل تمزح؟!
أطلق "فادي" تنهيدة هدوء حملت في طياتها علامات الحزن التي باتت تتسرب إلي ملامح وجهه بسرعة ليحرك "فادي" شفاهه بنبرة ثبات قائلاً:ذاك ليس بمزاح يا فندم..ذاك طلب استقالتي وأرجو من سيادتك الموافقة عليه
ارتسمت معالم الغضب علي ملامح المدير لتمتزج بنبرة شفاهه المتعجبة قائلاً:حسناً أخبرني أولاً لماذا كل هذا؟! من المستحيل أن يتخلي "فادي" عن عمله وما حققه في الشركة بتلك السهولة
ارتسمت ابتسامة خافتة علي ملامح "فادي" الذي حرك شفاهه بنبرة هادئة قائلاً:حديثك صحيح 100% يا فندم ولكن جدت أمور وصلت بنا إلي تلك المرحلة
امتزجت علامات الغضب بالحزن علي ملامح المدير الذي حرك شفاهه بنبرة ضيق متسائلة قائلاً:هل لي بمعرفة تلك الأمور؟!
أطلق "فادي" تنهيدة حسم امتزجت بنبرة شفاهه الهادئة ليقول:أعذرني ذاك ليس الأوان لمعرفتها ولكن أتمني من سيادتك ألا يكون في قلبك أي ضجر تجاهي
ارتسمت ابتسامة حزن علي ملامح المدير لتمتزج بنبرة شفاهه الشبه هادئة ليقول:منذ بداية عملك في الشركة وأنت تعلم جيداً أن مكانتك من مكانة أولادي و أنا متأكد بأنك لا تقدم علي فعل أمر إلا إذا كنت واثق منه وأنا في النهاية لا أريد إلا الخير لك
ارتسمت ابتسامة امتنان علي ملامح "فادي" امتزجت بنبرة شفاهه المودعة قائلاً:ألقاك علي خير
ضمة وداع أنهي بها "فادي" لقائه مع مديره ليتجه إلي مكتبه لآخر مرة ومن ثم يبدأ في حمل الصناديق بمساعدة "ياسر" الذي بدت ملامحه وكأنها علي حافة البكاء وبمجرد أن أنهي "فادي" وضع متعلقاته بسيارة "فادي" حتى وجد معظم العاملين في الشركة يتقدمون لتوديعه ومعالم الحزن المرتسمة علي ملامحهم أضافت غصة ألم إلي قلب "فادي" الذي لم يشفي بعد من تركه للعمل بتلك الشركة التي طالما كانت أحد أحلام حياته..
ولكن!! ما كان أمام "فادي" سوي التضحية بجزء من أحلامه من أجل وضع أساس لحلمه الأكبر..
وبمجرد أن أنهي العاملين توديعهم ل"فادي" حتى حرك "ياسر" شفاهه قائلاً بنبرة هادئة نسبياُ:بما أنها الليلة الأخيرة لك في القاهرة فدعنا نتمتع بها قليلاً
اختفت معالم الحزن بالتدريج من علي ملامح "فادي" لتتبدل بالمرح ليحرك شفاهه بنبرة ماكرة قائلاً:ليلة كليلة احتفالنا بالتخرج
أنزل "ياسر" نظارته الشمسية لتصبح في مستوي نظره ليحرك شفاهه بنبرة خبث ضاحكة قائلاً:بالضبط ولكن مع إضافات بسيطة لليلة العزوبية الأخيرة في حياتك
امتزج صخب ضحكات الصديقين المرتفعة ليستقلوا السيارة بسرعة بينما علامات الفرحة باتت متحكمة من كيانهم بأكمله لينطلق "ياسر" بسرعة لبداية برنامج الليلة الأخيرة لعزوبية "فادي"..
ليتخلي الصديقان عن ثوب الحكمة وأسلوبهم اللبق ويبدلوهم بثوب الجنون والأسلوب المرح لتبدأ رحلة الجنون..
.....
ولأنها الساعات الأخيرة ل"قمر" تحت غطاء العزوبية ولأن "مريم" ليست بالصديقة الفضولية نهائياً ولا بالصديقة التي تمتلك نظرات ماكرة تمتزج بضحكات مرح فور عبثها بحقيبة ملابس صديقتها..
فبمجرد أن تأكدت "مريم" أن "تميمة" استسلمت للنوم كلياً حتى تركتها مع "ثرية" لتدلف بصحبة "قمر" إلي حجرتها..
"و لأن الاستئذان في قوانين الأصدقاء محرم بل يعتبر جريمة" فلم تبالي "مريم" باستئذان "قمر" بل اتجهت فورً إلي حقيبتها للعبث بما فيها لتبدأ رحلة المزاح الذي لم ينقطع نهائياً وتبدأ معاناة "قمر" في إثبات أن جميع قطع الملابس تلك ما هي إلا أمور طبيعية بالنسبة لعروس..ولكن!! كيف ستقنع تلك المجنونة الملقبة ب"مريم"؟!
وبعد ما يقارب الساعة ما انقطع فيها صخب ضحكات الصديقتين ولو للحظات..التقطت "مريم" القطعة الأخيرة في الحقيبة لتطلق صفير مرح امتزج بنبرة شفاهها الناصحة لتقول:ذاك اللون سيصيب "فادي" بالهوس لا محالة
التقطت "قمر" باقي قطع الملابس بسرعة لتبدأ في وضعهم في الحقيبة بلا نظام امتزج بعلامات الإحراج الطفولية لتحرك شفاهها بنبرة خجل قائلة:حسناً حسناً انتهت الحفلة إذن حسناً كفي يا الله أنا من فعلت ذاك بنفسي أنا من أخبرتها بموضع الحقيبة..لماذا لم أصمت؟! غبية يا "قمر" غبية
ارتسمت علامات الهدوء علي ملامح "مريم" لتلتقط إحدى قطع الملابس بهدوء امتزج بنبرة شفاهها الضاحكة لتقول:تلك القطعة هي الأهم لا تنسيها
التقطت "قمر" الوسادة من جوارها لتهوي بها علي رأس "مريم" بمزاح طفولى قائلة بنبرة شبه ضاحكة:ماذا أفعل بكٍ؟! يا الله لماذا ابتليتني بتلك الفتاة؟! اصمتي ولو لثوانٍ
وبدون تردد من "مريم" التقطت وسادة كانت تسند بها ظهرها لتهوي بها علي "قمر" لتبدأ المعركة بين الصديقتين...
وما هي إلا عشرة دقائق حتى فتحت "ثرية" باب الحجرة وعلامات التعجب تكسو ملامحها لتحرك شفاهها بنبرة تحسر قائلة:ذاك ليس بمظهر لفتاة أم وفتاة ستتزوج غداً ذاك مشهد من مستشفي الأمراض العقلية
أعادت "قمر" خصلات شعرها المتناثرة علي ملامحها للوراء لتحرك شفاهها بنبرة ضحك معتذرة قائلة:أعذريني يا عمتي ولكن لدي صديقة أبدلت عقلها بصحن طعام حامض
اعتدلت "مريم" في وقفتها بجدية مصطنعة لتحرك شفاهها بنبرة حدة مصطنعة لتقول:أنواع الطعام كثيراً يا "قمر" فلتحددي أي نوع حتى لا تصاب عمتي بالحيرة
ضربت "ثرية" كفً بكف بحركة تحسر واضحة لتحرك شفاهها بنبرة استسلام قائلة:كفي!!كفي!! أعان الله "فادي" كان أم "ياسر" وأعان الله تلك الصغيرة
أكملت "ثرية" حديثها بنبرة تذكر امتزجت بنظراتها الغامضة ل"مريم" لتقول:الأهم الآن أن تنفذي ما اتفقنا عليه ريثما يأتي زوجك لأن السفر سيكون بعد صلاة الفجر مباشرة
ما إن أنهت "ثرية" حديثها حتى دلفت خارج الحجرة لترفع "قمر" حاجبها الأيسر بتعجب امتزج بنبرة شفاهها المستعطفة لتقول:"مريم"!!صديقتي الصدوقة!!حب عمري!!عما تتحدث عمتي!!لا تخفي أمرً عني
رفعت "مريم" رقبتها إلي سقف الحجرة بلامبالاة..لتتابع "قمر" حديثها قائلة بنبرة طفولية لتقول:أخبريني عما تتحدث وأنا سأصنع لكٍ البريانى الذي تحبيه
اتسعت عيني "مريم" فرحة امتزجت بنبرتها المعترفة سريعاً دون تفكير لتقول:حقاً؟!حسناً سأخبرك.."فادي" أراد إقامة حفل زفاف صغير لكٍ قبل سفركم وسنسافر جميعنا بعد صلاة الفجر لحضور ذاك الزفاف ومن ثم ستسافرون إلي السعودية كما هو محدد..كما أن الزفاف سيكون علي الطقوس الهندية كما كنتٍ تحلمين..
الآن أين البريانى؟!!
وكأن اعتراف "مريم" تحول إلي قطع من الجليد غٌرزت في كيان "قمر" ببطء لتصيبها بالتصلب الممتزج بعلامات الصدمة النابعة من نظرات عينيها لتبتلع "قمر" ريقها بصعوبة بالغة امتزج بنبرة شفاهها المرتعشة لتقول:"فادي"؟؟ "فادي" من فعل ذلك؟!!
قهقهة ضاحكة نبعت من "مريم" علي حالة صديقتها المزرية تلك لتحرك شفاهها بنبرة إيجاب ضاحكة قائلة:نعم "فادي" من فعل ذلك وانتظري حتى تري الساري المخصص للزفاف إنه كثوب الأحلام
تلألأت دمعة فرحة خيالية في عيني "قمر" التي أطلقت تنهيدة شوق تحولت إلي صدمة كهربية صًوبت إلي كيانها بأكمله لتحرك بنبرة حب هامسة قائلة:أعشقه يا "مريم" أعشقه
ارتفعت نبرة "قمر" تدريجياُ وكلمة "أعشقه" تتراقص علي نبضات قلبها الذي يضخ السعادة إلي أوصالها لتقفز "قمر" بين أحضان "مريم" بينما صخب ضحكاتها الغير مستوعبة بعد بات يملأ أركان الحجرة بأكملها..
و ما إن فاقت "قمر" من حالة الجنون السعيدة التي أصابتها بعدما علمت بمخطط "فادي" حتى دلفت الصديقتان خارج الحجرة ليبدؤوا في جلسة السمر بمشاركة "ثرية"..
...
ومع حلول منتصف الليل كان جميع أبطالنا بموضعه علي فراشه..منهم من كان يتدحرج علي فراشه بقلق ممتزج بضجر ك "منير وحمدي"..
فها نحن نجد الوالدين يرتجعون كؤوس القلق الذي يخفي بين طياته الندم علي ما ارتكبوه بحق أولادهم..
ومنهم من أغمض عينيه براحة فور إسناد رأسه علي وسادته بشعور من الفرحة ك"ناهد" و"ثرية والشيخ\راضي"...
ومنهم من بات يتقلب علي الفراش وابتسامة الفرحة الممتزجة بعلامات الشوق التي تكسو ملامحهم وضربات قلبهم التي تعزف لحنً هادئاً يليق بليلة العزوبية الأخيرة ك "فادي" و"قمر"..
فها نحن نجد أخيراً ذاك المتعجرف وتلك العنيدة يمضون ليلتهم في نسج خيوط مستقبلهم الذي سيبدأ غداً مع تمام زفافهم..
بينما بالنسبة لباقي أبطالنا فقاموا باصطحاب أنفسهم في قيلولة هادئة ريثما يحين موعد السفر..
ساعات معدودة فصلت عن صلاة الفجر مرت بهدوء نسبي خيم علي الأجواء المحيطة بأبطالنا..وبمجرد أن انتهت صلاة الفجر حتى بدأ الجميع في تحضير حالهم إلي سفر..لتبدأ حالة الاستعداد القصوى تعم أركان منازل معظم أبطالنا..
فها هو "بسام" بات منشغل في التأكد من اتساع سيارته لحقائب "قمر" ومتعلقاته بينما انشغل "فادي" بتجميع متعلقاته في سيارة "صالح" بينما ظلت "قمر" تجوب حجرتها في محاولة للبحث عن أي شئ سهت عنه بينما تأكدت "مريم" من عدم نسيانها لأي متعلقات تخص "تميمة" بينما انشغل "ياسر" بمحادثة المسئولين عن الزفاف وإقامتهم الخاصة في محافظة البحر الأحمر بينما تأكدت "أسماء" من اصطحابها لمتعلقاتها الشخصية بينما انشغل "الشيخ\راضي" و"ثرية" بالتأكد من إغلاقهم لنوافذ المنزل وأجهزة الغاز..
لتمر نصف ساعة بالتمام علي أبطالنا وهم منشغلين بالتأكد من عدم نسيانهم لشئ ليتوكل الجميع علي الله وتجوب سيارات أبطالنا المتتابعة الطريق للتوجه إلي البحر الأحمر لإقامة حفلة الزفاف التي طالما انتظرها المتعجرف والعنيدة..
..
دلف "حمدي" إلي منزله بإرهاق واضح علي عينيه ليطلق تنهيدة ألم فور التقاط عينيه لصورة "نسمة" الموضوعة علي الطاولة المجاورة لباب المنزل محركً شفاهه بنبرة حنين قائلاً:اشتقت لكٍ كثيراً
ألقي "حمدي" بسلسلة مفاتيحه علي الطاولة لتعبث يده لحمل صورة "نسمة" والاتجاه إلي أقرب أريكة قابلته في بهو الصالة..
علامات الشوق المرتسمة علي ملامح "حمدي" ناسبت تماماً نظرات عينيه المتلألأة بالدموع ورعشة أنامله فور تحسسه لملامح "نسمة" لتكتمل صورة العاشق المتهالك من الفراق بنبرة شفاهه الباكية ليقول:أخطأت جداً يا "نسمة" أخطأت جداً في حقك وحق نفسي..ظننت بأن "قمر" هي الحب الوحيد في حياتي..ظننت بأن نظرة عينيها هي نظرة العشق الحق وأن ضمتها هي الضمة التي ستشفي أوجاعي ولكنني لم أمهل عقلي للتفكير ولو ثوانٍ لم أسمح لقلبي بدمج نبضاته مع نبضات قلبك التي طالما بعث في جسدك رعشة طفيفة بمجرد احتضاني لكٍ
تحسس "حمدي" ملامح "نسمة" بأنامله المرتعشة ليتابع حديثه قائلاً:يا ليتك تعودين من جديد يا "نسمة" يا ليتك تعودي لضمي بين ذراعيك من جديد يا ليتك تمهلتىٍ قليلاً ربما كنت استطعت التعبير عن1% فقط من عشق روحي لابتسامتك و شوق قلبي لضمتك الحانية
أسند "حمدي" رأسه إلي الخلف ليطبق علي عينيه برموشه ليحرك شفاهه بنبرة ألم اختلطت بدموعه التي تتأرجح علي ملامحه ليقول:يا ليت الموت تمهل لثوانٍ..يا ليت الموت لم يعاقبني بفراقك بعدما أصبحتىٍ عشقي
..
إذا انطلقنا إلي جنوب مصر تحديداُ في النوبة لن نجد فرق كبير بما حدث مع "حمدي" الذي بات نادمً علي راحته التي دُفنت مع "بسمة" وبين "منير" الجالس في حجرته بمفرده وأمامه إحدى الرسائل الورقية بخط أخته التي طالما اعتادت علي بعثها إليه بعد زواجها..
أعاد "منير" تلك الرسالة إلي موضعها ليتمدد بجسده علي فراشه لإرهاق امتزج بعلامات الحزن المستولية علي ملامحه لتمتزج مع نبرة الألم الهامسة النابعة من شفاهه ليقول:ما تصورت أبداً خسارتك يا "قمر"..ما تصورت أبداً أن تأتي أيام تخلو من ضحكاتك ومزاحك الدائم معي ولا من ضمة ذراعيك الحانية التي طالما استقبلتني بها
أطلق "منير" تنهيدة حزن ليتابع حديثه الهامس قائلاً:وعندما رحلتي وضعت كل الذنب علي ذاك الرجل الذي دمر ابتسامتك وأخفي مرحك بزواجه الثاني من تلك المرأة وعندما حاولت الانتقام وظننت أنني أخذت بحقك عاد ابنهم لسلب ابنتي منهم..سنين وأنا أري "قمر" تكبر رويداً رويداً وكل خصلة بها تذكرني بكٍ لتخفف عني ألم فراقك لي..و في النهاية!! هجرت المنزل من أجل ابن الرجل الذي دمرك!! في النهاية جعلته ينتصر عليً بأخذ ابنتي مني كما انتصر عليً بأخذك من بين أحضاني تحت وهم الحب
....
علي نقيض ذاك الحزن الممتزج بأوجاع الفراق التي تخيم علي أجواء النوبة كانت أم القاهرة..كان الوضع مختلف تماماً في البحر الأحمر فبعد أخذ أبطالنا لقيلولة صغير دامت إلي ساعتين..
بدأ الجميع في العمل لإتمام اللمسات الأخيرة لذاك العرس المقرر إقامته في حديقة المنزل الذي قام "فادي" باستئجاره..فإذا دققنا النظر إلي بهو المنزل نجده يعج بأزهار الزينة التقليدية الخاصة بمراسم العرس لدي الشعب الهندي ولاكتمال ذاك الجنان تخلي "وائل" عن عمله كضابط في الداخلية المصرية ليبدأ في متابعة تزيين بهو الصالة المقرر إقامة مراسم العرس الأولي به بينما علي مسافة بسيطة منه نجد "ثرية" و"فادية" منشغلين بالتأكد من تجهيز الطعام الهندي البحت والتأكد من المشروب التقليدي المتعارف عليه في العرس..
بينما في حديقة المنزل..نجد أن العمال قد أنجزوا مهمة كبيرة في تزيين الحديقة و وضع الأساسيات الخاصة بإتمام باقي تقاليد الزفاف الهندي..
أما عن الطابق العلوي في ذاك المنزل وتحديداً في حجرة تقع أقصي يمين الطابق..كانت "قمر" جالسة علي أحد المقاعد الجلدية تحت أيدي "أسماء" و"مريم" المنشغلات بإتمام زينة العروس من مستحضرات تجميل وإكسسوارات خاصة بالساري ونقش الحنة بطريقة هادئة ممتزجة بلمعة سحر...
أما عن الحجرة التي تقع في أقصى يسار الطابق..وكعادة "ياسر" عندما يجتمع ب"فادي" كانت صيحات ضحكاتهم تتمكن من أجواء الحجرة التي بدت غير مرتب نهائياً بسبب الفوضى التي أحدثها "فادي" في عملية بحثه عن عطره وماكينة حلاقته..
مر نهار ذاك اليوم وأجواء الفرحة تخيم علي كل ركن من أركان ذاك المنزل..كل ركن بات شاهداً علي نبضات قلب العاشقين المضطربة فرحاً من ذاك الزفاف الجنوني..
كل لحظة تحركت فيها xxxxب الساعة..باتت شاهدة علي عيني العاشقين التي تتابعها بلهفة في إتمام ذاك الزفاف وشوق في التجمع تحت سقف منزل واحد..
كل حركة من رموش "فادي" كان أم "قمر" تشهد علي استعادتهم لذكرياتهم وما مروا به لأجل الوصول لذاك اليوم..
ذاك اليوم الذي سيكون الشاهد الأقوى علي أن ذاك العشق الناشب بين قلب المتعجرف وقلب العنيدة ما كان يرجو سوي الاجتماع بالحلال..
لنعود مرة أخرى إلي مراسم ذاك العرس الهندي الذي بات مجهزاً كأنه عرس في إحدى قري الهند...فبعد أن تأكد "بسام" من إعطاء جميع العمال مبالغهم كما اتفقوا مع "فادي"..دلف إلي الحجرة المخصصة له و ل"وائل" لتبديل ملابسهم بساري الرجال الهندي ليكتمل ذاك الجنون بنسبة تخطت ال100%..
لم يختلف الحال كثيراً في حجرة "فادي" الذي أنهي ارتداء الساري الخاص به ليتحرك بقلق تجاه المرآة لأخذ نبذة عن هيئته بذاك الساري وبمجرد أن لمح "فادي" هيئته حتى اتسعت عينيه صدمة امتزجت بصيحات ضحكاته التي لم تنقطع ولو للحظات واحدة لدرجة شعر بها "فادي" بأن نبضات قلبه ستخرق ضلوعه من قوة ضرباتها الضاحكة علي تلك الهيئة..
لتنقطع ضحكات "فادي" لثوانٍ بسبب "ياسر" الخارج من دورة المياه الملحقة بالحجرة وهو يخفي ملامحه بإحدى المنشفات القطنية بسبب هيئته بذاك الساري هو الآخر..
ارتفع صخب ضحكات الصديقين بقوة تسللت لخارج حجرتهم لتمتزج بصخب ضحكات "وائل"و"بسام" الجالسين في الحجرة المجاورة لهم..
وسبب ذاك الضحك الجنوني هذا!؟ هو ذاك الساري الرجالي الذي حول أبطالنا إلي أحد أشهر رجال الهند..
بينما علي الجانب الآخر..تحديداً في حجرة "قمر"..
كان صخب ضحكات الجنون هو المسيطر علي الأجواء أيضاً..فبعد انتهاء "أسماء" و"مريم" من ارتداء الساري الخاص بهن والبدء في تزيين حالهن..دلفت "قمر" إلي دورة المياه الملحقة بالحجرة لتبدأ في ارتداء الساري الخاص بها..
لحظات فرحة جنونية مرت علي "قمر" وهي تتأمل هيئتها بذاك الساري الموجود في القصص الخيالية فقط..
كل تفصيلة في ذاك الساري تبعث فيها صدمة فرحة مباشرة إلي قلبها ليضخ الفرحة إلي باقي كيانها..
كل قطعة تلألأت علي ذاك الساري لتضيف لمعة ساحرة عليه تشهد علي عيني "قمر" التي طالما تكبدت العناء من أجل تلك اللحظة..
اسم "فادي" المنقوش علي ظهر "قمر" شاهد علي ارتعاد كيان "قمر" فرحاً لنقش اسم ذاك المتعجرف علي جلدها كما حُفر علي قلبها..
كفكفت "قمر" دموع تدحرجت علي خديها لترسم ابتسامة فرحة علي ملامحها محركة شفاهها بنبرة عاشقة لتقول: لطالما شهد الفستان الأبيض علي فرحة الفتاة بزفافها ولكن الحال بات مختلف الآن..فذاك الساري شهد علي فتاة لم تولد إلا في تلك اللحظة التي غطي فيها الساري جسدها لتزف إلي عاشقها
فاقت "قمر" من شرودها علي طرقات خافتة علي الباب امتزجت بنبرة "مريم" المرحة قائلة:هيا يا عروس!! يجب إنهاء وضع الحجاب لأن الجميع في انتظارك
سرعان ما دلفت "قمر" خارج دورة المياه لتبدأ "أسماء"و"مريم" في وضع اللمسات الأخيرة والتأكد من تثبيت الحجاب علي وجه "قمر" المتورد فرحة..
بدأ العمل بسرعة جنونية لإنهاء اللمسات الأخيرة الخاصة بذاك العرس وفي أقل من نصف ساعة..اتخذ الجميع مواضعهم في الصالة..
لتبدأ مراسم ذاك العرس الجنوني..
وبدايةً بتلك المراسم..رٌفع وشاح حريري من نفس لون ساري "قمر" فوق رأس "قمر" لتصبح أطرافه بين "بسام" و"أسماء" و"مريم" و"ياسر"..ليتقدم هؤلاء الأربعة وتتوسطهم "قمر" إلي "فادي" الواقف في منتصف بهو الصالة وابتسامة الفرحة تزين ملامحه الغير مستوعبة بعد لذاك الجنون..
سنتيمترات معدودة فصلت بين العاشقين..لترتفع نبرة "بسام" المهنئة ليحرك شفاهه قائلاً:مبارك عليكم..انتبه جيداً عليها يا "فادي"
التقطت عيني "فادي" صورة سريعة ل"قمر" التي تخفض وجهها بخجل امتزج بتورد جبينها باللون الأحمر ليحرك "فادي" شفاهه بنبرته العاشقة المعتادة ليقول:لا تقلق إنها محفورة في قلبي
وبعدما تخلص "فادي" من تعليقات أصدقائه المداعبة..اقترب من "قمر" بثبات امتزج بأنفاسه الهابطة والصاعدة بتسارع يتناسب مع تسارع نبضات قلبه لتبقي المسافة الفاصلة بينهم مليمترات لا أكثر..
أغمض "فادي" عينيه للحظات معدودة للغاية ومن ثم فتح عينيه ببطء في محاولة منه للتأكد بأن ما يمر به ليس من وحي عقله الباطل..وأن من تقف أمامه هي تلك الفتاة التي طالما هاتف باسمها السماء طالباً في أن تصبح حلاله..
لتتسع ابتسامة فرحة علي ثغر "فادي" وتمتزج بنظرات العشق النابعة من شفاهه ليحرك أنامله ببطء لتلامس ذقن "قمر" التي شعرت بصدمة كهربية فور التماس أنامل "فادي" بها ليرتعد جسدها بقوة..شعر بها "فادي" ليحرك أنامله يميناً ويساراً ببطء لا يلاحظه أحد ولكنه يزيد من تسارع نبضات قلب "قمر" ويقوى من حدة الصدمة الكهربية التي تسري في كيانها بأكمله..
رفع "فادي" وجه "قمر" بأنامله ببطء امتزجت بنظرات عينيه المشتاقة للنظر لها..لتظهر ملامح "قمر" التي تعتبر منبع للفرحة تمتزج بتلألأ عينيها بدموع لؤلؤية تأبي الخروج من حيز عينيها وإنما أرادت إضافة صورة جمالية لذاك الوجه الذي يكتسي باللون الأحمر النابع من خديها المتوردين خجلاً ويتناسب مع أنفاسها التي تلهثها بصعوبة لا يشعر بها سوي "فادي"..
أنحني "فادي" بشفاهه لطبع قٌبلة خافتة علي جبين "قمر" التي تمسكت بدورها في طرف ملابسه لتحرك ثغرها تجاه أذن "فادي" لتهمس:أعشقك يا زوجي
بقدر ما انتظر "فادي" سماع تلك الجملة منذ بداية حبه ل"قمر" بقدر ما كانت رعشة كيانه فرحاً بتلك الجملة ليطلق "فادي" تنهيدة فرحة امتزجت بيده التي تحيط خصر "قمر" في ضمة هادئة..
ضمة بثوب العرس الجنوني..ضمة شهدت علي أن العاشقان ما عادت بينهم أية حواجز وتحولوا إلي جسد واحد ولكنه يمتلك قلبان..قلب عنيدة وقلب متعجرف وكلاهما ليس لديه شغل شاغل سوي كيفية إسعاد الآخر..
وما بين تصفيق امتزج بصافرات فرحة أطلقها باقي أبطالنا فاق العاشقان من عالمهم الموازي ذاك لترتسم ابتسامة فرحة علي ملامحهم وتبدأ مراسم الزفاف الجنوني..
ولأن "فادي" أراد أن تكون مراسم الزفاف هندية بحت ولكن بلمسة محافظة علي تقاليد الدين الإسلامي فبدلاً من وجود ذاك الكاهن الهندي..كان "الشيخ\راضي" هو الجالس علي رأس حلقة دائرية مزينة بالورود علي طرفهم الأيمن تتشابك يدي "فادي" و"قمر" وعلي طرفه الأيسر يجلس "ياسر" المشغل بالتقاط الصور التذكارية و"بسام" المنشغل بتصوير تلك اللحظات فيديو..
وبدلاً من حديث الكاهن الهندي بكلمات تخص طقوسهم..رفع "الشيخ\راضي" كفيه للدعاء للعروسين والجميع يأمنون من خلفه..
وحافظاً علي تقليد قلادة الورد التي يقدمها كلاُ من العروسين إلي الآخر..فبعد أن قدمت "مريم" ل"فادي" قلادته الخاصة التي أحاط به عنق "قمر"..قدمت "مريم" الطوق ل"قمر" لتحيط به رقبة "فادي"...
أما عن تقليد النار المقدسة المخصصة للالتفاف العروسين من حولها فلم يستطع "فادي" اختراع أفكار مجنونة تحل مكان تلك النار لذلك ولعدم الإخلال بالتقاليد قيدت "ثرية" بمساعدة "فادية" العقدة بين ساري "فادي" وساري "قمر" وبدلاً من الالتفاف حول النار المقدسة قرروا الالتفاف حول "تميمة" الجالسة بالمنتصف وتعبث بالورد الهندي لتتصاعد ضحكات جميع أبطالنا علي ذاك المنظر الجنوني..
وبمجرد الانتهاء من تلك الطقوس المجنونة هرول أبطالنا إلي الحديقة لتتجه "أسماء" لإشعال الموسيقي الهندية البحتة لتبدأ رقصة هندية مشتركة بين "فادي" و"قمر" علي أنغام إحدى أغاني " Shahid Kapoor"
لتبدأ مراسم ذاك العرس جنونً لتتوالي الأغاني الهندية واحدة تلو الأخرى وتتحول الحديقة إلي حلقة تضم كل عاشق من أبطالنا مع معشوقته في أجواء هندية بحتة يتابعها باقي أبطالنا من الكبار سنً وابتسامة الفرحة تستولي علي ملامحهم...
لحظات جنونية لم يشعر أيً من أبطالنا بمدها ولكنها كانت كفاية لتتسع لصخب ضحكاتهم وتحمل أجمل لحظاتهم جنونً..فمن الرقص علي الأنغام الهندية وتناول الطعام الهندي الذي حول أفواههم إلي حقل يعم بالمواد الحارة والتنافس بين الشباب في ارتشاف المشروب الهندي ونثر الألوان علي بعضهم بحركات جنونية بحتة..
وبالرغم من أن الحاضرين كان عددهم يحصي علي أصابع اليد إلا أنهم أضافوا بهجة امتزجت بقلوب العاشقين الفرحة..
ولكن!! وللأسف أن لكل بداية سعادة خاتمة مؤلمة..
فبمجرد أن أعلنت دقات الساعة أنها باتت منتصف الليل حتى سكنت ألحان الموسيقي الصاخبة وتناعست الإضاءة الصاخبة وتأرجحت الزهور من موضعها مودعة أبطالنا..
أحاطت "مريم" صديقتها بذراعيها في ضمة كادت أن تمزق ضلوعهن لتحرك شفاهها بنبرة شبه باكية قائلة:انتبهي علي حالك جيداً وأنا سأحادثك كل يوم
دفنت "قمر" ملامحها في كتف "مريم" لتزيد من تمسكها بها لتتحرك شفاهها بنبرة مرتعشة قائلة:انتبهي أنتي علي حالك جيداً وعلي "تميمة" ولا تهمليٍ في صحتك نهائياً وقلقي من جنونك ذاك
وبينما كان الحزن يكسو ملامح الصديقتين..كانت الدموع تتلألأ في عيني "فادي" بمجرد رفعه لعينيه من أحضان "الشيخ\راضي" لتلتقي عينيه بعيني "ياسر" المغرقة بدموعه اللؤلؤية..
ليقترب "ياسر" من صديقه بتردد امتزج بملامحه الباكية وعينيه المنتفخة من الدموع ليحرك شفاهه بنبرة تحذير مرتعشة قائلاً:انتبه علي حالك كما اتفقنا وإياك ألا تحادثني يومياً وإياك ألا تجيب علي مكالمتي
ارتسمت ابتسامة باهتة علي ملامح "فادي" التي تكتسي بالحزن ليحيط بذراعيه كتف صديقه في ضمة أخفت في طياتها دموع الصديقين ليحرك "فادي" شفاهه بنبرة باكية قائلاً:سأشتاق لك يا أخي
أكثر من 25عام.. لم يتفرقوا في أيامها إلا ساعات بسيطة أغلبها ساعات النوم أو العمل مع أفواج سياحية..
أكثر من 25 عام..انقسمت فيها فرحتهم علي ثغرين وتشاركت أحزانهم علي قلبين ما عرفوا شئ في ذاك العالم إلا أنهم خلقوا ليصيروا أخوة..
أكثر من 25 عام..ما تخاصموا فيها إلا نادراً وإن طال الخصام فإن شفاهه تزال تدعي للآخر وتناجي ربها بألا يفرقهم..
لا يعلم "فادي" كيف ابتعد عن أحضان "ياسر"؟! ولكنهم سرعان ما كفكفوا دموعهم لتتحرك شفاههم في نفس اللحظة قائلين:أحضر لي منديل!!
ارتفع صخب ضحكاتهم علي حالهم الذي لم يستطع الزمان تغيره ليسرقوا ضمة أخرى سريعة قبل الفراق..
أطلقت "قمر" تنهيدة ألم امتزجت بنبرتها الباكية التي حركت بها شفاهها قائلة:انتبه علي حالك من عملك هذا ولأجلي أنا اطمئن علي أمي من حين إلي آخر
ابتلع "بسام" ريقه بصعوبة بالغة امتزجت بنبرته الشبه الباكية التي حرك بها شفاهه قائلاً:لا تشغلي بالك سأهتم بها الأهم أن تنتبهي علي حالك وألا تتأخري في الرد علي مكالماتي
زادت قوة الضمة الأخيرة لتقارب علي تكسير الضلوع المتهالكة حزناً من ذاك الفراق الذي لا يعلم أحد بمدته سوي الخالق عز وجل..
وبأعجوبة لا يعلم احد كيف حدثت؟!تركت "قمر" أحضان "ثرية" وتخلي "فادي" عن ضمة "الشيخ\راضي" ليتجه كلاً منهما إلي سيارة "بسام" وينضموا إلي صف السيارات الذي يحوي أبطالنا المتهالكين من البكاء..
أحاط "فادي" بذراعيه كتف "قمر" المرتعدة ألماً ليحركوا يدهم ببطء امتزج بملامحهم الباكية ليلقوا السلام الأخير علي أصدقائهم..
لتتحرك السيارات ببطء يسترق النظرات الأخيرة ل"فادي" الذي يحاول التماسك قليلاً و"قمر" التي تحولت إلي كرة حمراء من كثرة البكاء..
انطلقت السيارات في طريق عودتها إلي القاهرة وبداخل كلاً من الموجودين داخلها ألماً تعجز الكلمات أمامه عن وصفه..
بينما علي الجانب الآخر..بعد ما يقارب النصف ساعة مضت علي "فادي" و"قمر" في بهو الصالة..استطاع الاثنين التخفيف عن بعضهم إلي حد ما لينطلقوا إلي حجرتهم التي تتوسط الطابق العلوي..
مرت ساعة أخرى علي أبطالنا..انشغل فيها "فادي" بأخذ حمام بارد في دورة المياه الخاصة بالطابق السفلي بينما مكثتها "قمر" في محاولة خلع ذاك الساري الهندي وإعادته إلي موضعه في حقيبتها ومن ثم اتجهت لأخذ حمام دافئ لعله يخفف من تورم عينيها بالدموع..
اختارت "قمر" إحدى بناطيلها الحريرية باللون السكري وسترتها الخاصة بها لترتديهم سريعاً فور خروجها من دورة المياه..وما هي إلا لحظات انشغلت فيهم "قمر" بتجفيف خصلات شعرها من قطرات المياه لترتفع طرقات "فادي" علي باب الحجرة لتحرك "قمر" شفاهها بنبرة إذن للدخول ليدلف "فادي" إلي الحجرة بهدوء..
نسمة هواء غادرة لا يعلم أحد ما مصدرها ولكن المؤكد بأنها كانت بالقوة الكافية لنثر خصلات شعر "قمر" الحريري علي ملامحها التي اتسعت خجلاً فور رؤيتها ل"فادي" ببنطاله فقط وعاري الصدر..
أدارت "قمر" ظهرها إلي "فادي" الذي مازال في حالة صدمته لرؤيته شعر "قمر" لأول مرة فبالرغم من أن عقد قرانهم كان من فترة إلا أن الفرصة لم تسمح له برؤية "قمر" بدون حجاب..
ولكن!!ها هي الآن أمام عينيه بملابسها الحريرية التي تبرز معالم أنوثتها الساحرة وتمتزج مع خصلات شعرها الحريري المتراقص علي ظهرها بهدوء كأنه يريد إضعاف أشواق "فادي" وإشعال لهيب حبه...
لم ينتظر "فادي" طويلاً لإيجاد إجابة لسؤاله وإنما اقترب من "قمر" وأنحني بأنفه يستنشق رائحة "قمر" التي تشع أنوثة امتزجت بارتعاد جسد "قمر" فور شعورها بأنفاس "فادي" المتجانسة ببطء لصنع خيوط حريرية تحيط بكيانها المرتعش وخديها المتوردين خجلاً ممتزج بعلامات القلق التي سرعان ما استولت علي ملامحها..
ابتلعت "قمر" ريقها بصعوبة امتزجت بنبرة شفاهها المشتتة لتقول: "فادي"؟! إذا سمحت أن نؤجل أية أمور ريثما نستريح قليلاً..لأن الفترة الماضية كنا مجهدين جداً
أطلق "فادي" تنهيدة شوق تحولت إلي صدمة كهربية زادت رعشة كيان "قمر" لتأتيها نبرة "فادي" الهادئة ليقول:حسناً يا "قمري" ريثما ننهي العمرة لأنني ما عادت لدي طاقة
اتجه كلاً من "فادي" و"قمر" إلي فراشهم للفوز بقيلولة هادئة قبل السفر لتحظي "قمر" بقيلولتها الأولي بين ذراعي "فادي" الذي سرعان ما استسلم لإرهاقه وهرب إلي نوم عميق..




يتبع......
#نورهان_حسنى



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-10-16, 11:20 PM   #34

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



الفصل الثاني والثلاثون



مع دقات الساعة معلنة أنها باتت التاسعة صباحاً..كانت "قمر" بصحبة "فادي" متجهين إلي المطار وهم بملابس الإحرام لأداء مناسك العمرة..
وبمجرد أن أنهي "فادي" إجراءات ختم جوازات السفر وما شابه ذلك حتى جلس بجوار "قمر" قائلاً:باقي ساعة علي موعد الطائرة
أطلقت "قمر" تنهيدة طمأنينة امتزجت بنبرته شفاهها الفرحة لتقول:أشعر وكأنني في حلم!! لا أصدق أنني بعد ساعات سأكون أمام الكعبة!!
أسندت "قمر" رأسها علي كتف "فادي" لتتابع حديثها بنبرة الفرحة تلك وتقول:أتعلم!!أول شئ سأفعله سأظل أدعو إلي الله بكل ما أريد إلا أن يجف ريقي وسأظل أشكر الله علي أنه استجاب لدعائي وجمعني بك ومن ثم سأحاول الوصول إلي الكعبة لأحاول لمسها بأناملي وإن كان ومن ثم سأرتشف الكثير والكثير من مياه زمزم
تلألأت دمعة دافئة في عيني "قمر" التي تابعت حديثها قائلة بنبرة فرحة مرتعشة:ولكنني أخشي!!أن يكون كل ذلك حلم ..ولكن وإن كان حلم سأظل أدعو الله ألا أفوق منه وألا يفرقك عني مجدداً
أطلق "فادي" تنهيدة راحة امتزجت بنبرة شفاهه الفرحة التي تتناسب مع ملامحه الهادئة ليقول:لا تقلقي يا "قمر" ذاك حقيقة و واقع..أخيراً جمعني الله بك يا مجنونة
رفعت "قمر" عينيها إلي مستوي عيني "فادي" لتحرك شفاهها بنبرة مزاح قائلة:بعيداً عن مجنونة تلك ولكنني أريد طعام
ضرب "فادي" جبينه بخفة امتزجت بنبرة شفاهه المتحسرة قائلاً:أتعلمين أول شئ سأدعو الله به؟! أن تقل شهيتك للطعام تلك لأنني بذلك سأفقد ما ظل معي من نقود
استمر الحديث المرح بين "فادي" و"قمر" إلا أن حان موعد إقلاع الطائرة ليتجهوا إلي الممر الخاص بهم لتبدأ رحلتهم في زيارة البيت الحرام..
...
أما عن باقي أبطالنا..فبمجرد أن دلف "الشيخ\راضي" إلي المنزل بصحبة زوجته حتى شعروا بأن نسمات الحزن باتت مسيطرة علي أجواء المنزل " الذي طالما ارتفعت فيه صيحات مزاح "قمر" مع "ثرية" والحديث في أمور حيوية لإزالة الملل مع "الشيخ\راضي"..
ساعة ونصف من الساعة..مكثها "الشيخ\راضي" بصحبة زوجته في استعادة تلك الذكريات التي باتت محفورة في ذاكرته..وكأن إرادة الله أبت أن يخيم الحزن علي ذاك المنزل الذي احتضن بجدرانه فتاة وصانها حتى سلمها لزوجها...
لذلك!! وبينما الحديث يسير بشكل هادئ بين الشيخ وزوجته..ارتفع صدي طرقات مرحة علي باب المنزل ممتزجة بصوت جرس الباب..ليعقد "الشيخ\راضي" حاجبيه بتعجب لتمتزج باتساع عيني "ثرية" تساؤل من ذاك الطارق المجهول الهوية..ولكن!!سرعان ما أتتهم الإجابة فبمجرد اتجاه "الشيخ\راضي" لفتح باب المنزل حتى ظهر له أولاده بأحفاده..في مفاجأة صنعها أولاد "الشيخ\راضي" الأربعة لتعويضهم عن غيابهم عنهم في شهر رمضان..
لتعلن صيحات الأبناء المرحة الممتزجة بصخب ضحكات أطفالهم..فتح صفحة جديدة في كتيب السعادة في منزل "الشيخ\راضي"..
...
صداقة "فادي" مع "ياسر" لم تكن كتلك الصداقات المتعارف عليها في حياتنا اليومية بل كانت صداقة فريدة من نوعها في كل جزء نسج تلك الصداقة التي عجز كثير ممن يحيطون بهم بتفسير سر قوتها تلك...
إن قلنا أنها كانت صداقة ممتزجة بأخوة متبادلة بين "فادي" و"ياسر" سنكون بذلك نعبر عن 50% فقط من قوة علاقتهم وترابطهم..
فبالرغم من أن العلاقة تلك كانت صداقة ممتزجة بشعور الأخوة المتبادل إلا أن شعور "فادي" كان أم "ياسر" بالأبوة تجاه الطرف المقابل وكأنه جزء من قلبه يخشي عليه من أي شخص مهما كان..
فبذلك الشعور نستطيع تفسير أن قوة تلك العلاقة ما كانت بفضل الصداقة والأخوة فقط ولكن!!بفضل أن الطرفين تعامل مع الآخر علي إنه أباه وهو ابنه يخشي عليه من شياطين نفسه ويحميه من مواجهة العالم بمفرده..
وبذلك!!فإننا نستطيع تفسير سر ملامح "ياسر" التي لم تتخطي حزنها طيلة طريق العودة ونستطيع معرفة سبب دموعه المتحجرة في عينيه..
فالمسافات لم تفقده صديق أم أخ فقط بل أفقدته ابن يعد جزء من قلبه..
ولكن!!وبالرغم مما يمر ب"ياسر" وسيمر به في تلك الفترة إلا كانت عيني "مريم" المنتفخة من البكاء هي الدافع الأول في لجعله يكفكف دموعه ويغلق علي أحزانه بين نبضات قلبه ليغير تجاه سيارته الخاصة منطلقً إلي شرم الشيخ للفوز بعطلة له ولزوجته ول"تميمة"..
...
انتهت إجراءات ختم جوازات السفر في المملكة العربية السعودية بهدوء تام تبعه اتجاه "قمر" بصحبة "فادي" لوضع متعلقاتهم الشخصية في فندق الإقامة الخاص بهم ومن ثم انطلقوا في الطريق إلي البيت الحرام..
ولتخطيط "فادي" لذاك الزحام الذي يعتبر أحد أشهر مميزات الطرق المؤدية للبيت الحرام..فكان اختيار فندق قريب جداً من البيت الحرام هو الأمثل وبذلك قلت حدة معاناة الزحام وتفرغ كلاً من "فادي" و"قمر" لترديد آيات من القرآن الكريم في رحلتهم القصيرة إلي البيت الحرام..
ولكن!!سرعان ما تحولت الخطوات الثابتة إلي رجفة صلبت الأقدام وارتعشت الأوصال الممسكة بالمصحف الكريم وتحولت الشفاه المتحركة ببطء إلي إحدى أصلب قطع الجليد في القطب الشمالي وبدلاً من ضخ القلب لباقي الجسم ساهمت ضرباتهم المسرعة في تحويل ذاك الدم إلي صدمات كهربية ارتعد لها الجسد بأكمله..
وباتت العينين علي أقصى اتساع ليها في محاولة جاهدة منها لاستيعاب أن ما تراه "الكعبة المشرفة"..
تطاير كل الحديث الذي طالما جهز له "فادي" و"قمر" وتحول إلي شتات يتطاير مع نسمات الهواء التي تبعث طمأنينة يرتعد لها كيانهم بأكمله..
مهما حاولنا البحث عن كلمات وجاهدنا في إيجاد أية تعبيرات في قواميس أي لغة لن نجد ولو جملة واحدة تصف الشعور الذي يسري إلي كيان المسلم فور رؤيته ل"الكعبة المشرفة"..
لحظات لا يعلم أيً من "فادي" كان أم "قمر" كم مداها ولكنها كانت كافية إلي حد ما لتقليل حدة الشوق في عينيهم للنظر إلي "الكعبة المشرفة" والتزود من نسمات الهواء الهادئة التي تبعث السكينة إلي أوصالهم..
حرك "فادي" شفاهه بنبرة يعجز بشر عن سماعها وإنما كانت موجهة إلي أعالي السماء محادثاً ربه بدعوته الأولي في البيت الحرام راجياً من الله أن يتقبلها منه..
ومن ثم التفت "فادي" برقبته إلي "قمر" التي تحرك عينيها المتعسة بعناية لحفر كل تفصيلة من "الكعبة المشرفة" في أذهانها لتقتلعها نبرة "فادي" الهادئة ليقول:هيا يا "قمري" لنبدأ شعائر العمرة ومن ثم سنمكث وقتنا أمام الكعبة لا تقلقي
أطبقت "قمر" برموشها علي عينيها بهدوء امتزج باتساع رئتيها للتزود من نسمات الهواء المحيطة بها لتحرك شفاهها ببطء بدعوة ترجو من الله تعالي أن يستجيب لها ومن ثم ارتسمت ابتسامة فرحة لي ملامحها فور فتحها لعينيها من جديد قائلة بنبرة سكينة:هيا يا "فادي"
وكما هو متعارف في شعائر العمرة لدي المسلمين أن البداية تكون بالطواف سبعة أشواط حول الكعبة المشرفة وأن كل شوط يبدأ بالإشارة للحجر الأسود بيدنا اليمني إن لم نستطع لمسه من الزحام..
وبفضل الله تعالي أولاً ومن ثم العزيمة المنطلقة من ضربات قلب "فادي" كان أم "قمر" والممتزجة بعلامات الفرحة المستولية علي ملامحهم..استطاعوا إنهاء الأشواط السبعة في وقت قياسي لم تستكين شفاههم فيه ولو للحظة للكف عن الدعاء...
"إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ومن تطوع خيراً فإن الله شاكر عليم"
كهذا افتتح "فادي" و"قمر" سعيهم بالصفا والمروة بتردديهم للآية 37 من سورة "إبراهيم" ليبدؤوا رحلة سعيهم سبعة مرات بالصفا والمروة وشعور السكينة يزداد تحكماً من أوصالهم..
وبانتهاء السعي بين الصفا والمروة انتهت شعائر العمرة لتتجه "قمر" إلي إحدى السيدات الجالسات علي إحدى الصخور المتحجرة من بقايا جبل الصفا لتستأذنها "قمر" في مساعدتها للتحلل من إحرامها لتقابل السيدة طلبها بالموافقة بترحيب وتقص بعض الأطراف من نهاية شعر "قمر" بينما كان أحد الرجال يساعد "فادي" في التحلل من إحرامه..
وبعدما تم التحلل من الإحرام بسلام..اتجه كلاً من "فادي" و"قمر" للجلوس أمام الكعبة المشرفة لما يقارب الساعة صامتين عن محادثة بعضهم لانشغالهم بمناجية ربهم بالدعاء..
إلي أن حان وقت الرحيل ليتجهوا سوياً إلي فندق الإقامة للفوز بقسط من الراحة يساعدهم علي استكمال وقتهم المحدود في مكة المكرمة..
...
في عصر اليوم التالي..
طرقات خافتة علي باب المنزل..لفتت انتباه "منير" المنشغل بمتابعة أخبار المصنع الخاص به ليزفر بملل سرعان ما تحول إلي غضب فور فتحه لباب المنزل بمغرفته أن "بسام" هو الطارق..
عقد "منير" حاجبيه بتعجب امتزج بنبرة الغضب المكتوم النابع من شفاهه ليقول:ماذا جاء بك إلي هنا؟!
ارتسمت ابتسامة ساخرة علي ملامح "بسام" الذي لوح بمظروف بيده قائلاً بنبرة برود:هذا أكبر دليل علي أنك ما استطعت منعهم
ألقي "بسام" بذاك المظروف في يد "منير" ليتابع حديثه قائلاً:مشاهدة ممتعة
ما إن أنهي "بسام" حديثه حتى اتجه إلي سيارته منطلقاً بها من أمام عيني "منير" التي تشع غضباً ممتزج بنظرات التعجب التي تصوبها عينيه إلي ذاك المظروف ليدلف إلي منزله طارقً الباب بغضب..
وقبل أن يبدي "منير" أي تصرف تجاه ذاك المظروف..أتته نبرة "ناهد" المتسائلة لتقول:من طرق الباب؟!!
فتح "منير" المظروف بشغف امتزج بنبرة شفاهه الغير مبالية ليقول:"بسام"
اتسعت عيني "ناهد" صدمة امتزجت بنبرة الفرحة التي حركت بها شفاهها قائلة:"بسام" أين هو؟!!!
التقط "منير" الورقة المرفقة بشريط الفيديو الموجود بالمظروف ليقول بنبرة ضجر:عاد من حيث أتي..دعينا نري ماذا جلب لنا سيادة الرائد؟!!
عقد "ناهد" حاجبيها بتعجب امتزج مع نبرة شفاهها المتسائلة لتقول:ما ذاك الشريط وتلك الورقة؟! ارفع نبرة صوتك وأنت تقرئها
أومأ "منير" رأسه بإيجاب امتزج بنبرة شفاهها الغير مبالية ليبدأ في قراءة تلك الورقة..
"لا أجد ما ألقب به سيادتك بعد ما فعلته معي!! بعدما اتهمتني أنني دنست عرضك ولم أصن الحرية التي منحتني إياها..بعدما سلمتني بيدك إلي "محب" وأنت تعلم تمام العلم حقيقة "محب" الوحشية..سمعت بأذنك عويلي ليالي التحضير لتلك الجريمة الملقبة بعرس ولم تحرك ساكناً لإنسانيتك التي دمرتها بما فعلته بي في القاهرة أمام أعين الجميع..تابعت بعينيك كل ليلة أتي إلي المنزل لسفر "محب" وكنت تتفحص ملامح وجهي المختفية بكدمات بسبب ذاك المعتوه ولم تحركك عاطفة الأبوة حتى!!!! وبدلاً من أن تضمني تحت جناحك بعد ما فعله "محب" بس في آخر دفعة عذاب!! اتجهت لتصديق أكاذيبه بأن ما فعله كان لتربيتي لأنني لم عذراء عندما تزوجني..
لا أعلم ماذا أقول لك!!أو بالأحق لا أجد تفسير علي وحشيتك تلك التي واجهت بها ضعفي واحتياجي لك؟!!
لا أجد تفسير لما حادثتني به ليلة أن علمت أنني طلبت الخلع من "محب"؟!!!لا أجد تفسير لتصبح بتلك الوحشية والقسوة تجاهي أنا؟!!
من المفترض أنني كنت جزء منك..أنا من كانت تجعل رأسك مرفوعة في القرية بعلمها وأخلاقها..أنا من كانت تصطنع الخوف في المساء للنوم بين أحضانك..لأجلي أنا كنت تغضب علي أمي أحياناً لأنها طلبت مني تنظيف شئ بالمنزل وتكاسلت كنت تخبرها بأنني خٌلقت للدلال وفقط!!
إن كان ما فعلته بي هو الدلال !!! فكيف تكون الوحشية؟!!! فكيف تكون القسوة؟!!!
حاولت مراراً وتكراراً إيجاد عذر واحد لما فعلته بي ولكن للأسف لم أجد أدنى عذر يشفع لك علي ما حدث لي..
لم أجد عذر لأب سلب من ابنته الأمان في منزله وبات يشعرها أنها تعيش مع رجل خلع ثوب إنسانيته واستبدلها بالوحشية..
في النهاية..أتمني عندما تشاهد ذاك الفيديو أن تعلم جيداً أنني لم ارتكبت جريمة ولكنني عشقت رجل جعلني زوجته أمام العالم بأكمله..
أنا متأكدة أنه لن يؤثر في إنسانيتك لأن الرمال دفنتها ولكنني ما أردت شئ من رؤيتك لذاك الفيديو سوي جعلك متيقن من أن السعادة التي سلبتها مني استعدتها بزواجي من "فادي حمدي الأسيوطي"..
ملحوظة!!
لا تحاول البحث عنا لإشباع وحشيتك التي سترغب في الانتقام لأنك لن تستطيع المساس ببشر يحتمون بالمولي عز وجل"
اختفت نبرة "منير" الغير مستوعبة لما قاله بعد لتحل مكانها نظرات عينيه النارية التي قاربت علي تسديد ألسنة لهب تحرق تلك الورقة بما فيها بينما "ناهد" بالرغم من ملامحها التي باتت مختفية تحت سيول دموعها إلا أن ابتسامة طمأنينة رٌسمت علي ثغرها لتأكدها أن ابنتها باتت بأمان الآن..
حول "منير" تلك الورقة إلي كرة صغيرة دهسها بقدمه التي باتت تشع ناراً كباقي أوصاله ليتجه إلي مشغل شرائط الفيديو الموضوع أسفل التلفاز مشعلاً ذاك الفيديو بشغف ممتزج ببراكين غضبه...
أسندت "ناهد" رأسها علي جدار الحجرة لتبدأ في متابعة ذاك الشريط الذي يبدأ بصورة تجمع "فادي" ب"قمر" ليلة خطوبتهم ومن ثم ليلة عقد القران ومن ثم بداية مراسم العرس الهندي..
لم يكمل "منير" الخطوة الأولي في تلك المراسم وإنما هوي علي مشغل الفيديو ليلتقط منه ذاك الشريط ويبدأ في صب براكين غضبه عليه ليتحول إلي فتات تعجز العين البشرية عن رؤيتها..
ارتفع عويل "ناهد" ليطغو علي غضب "منير" لتحرك شفاهها بنبرة ألم قائلة:كفي!!كفي!! ألم تهدأ بعد ما حرمتني من ابنتي!!ألم تعود إلي رشدك بعدما رأيت ابتسامتها تلك التي محوتها بأفعالك!! ألم تكف عن إشباع قسوتك بل ودمرت الشريط الوحيد الذي يحمل ذكري سعيدة لابنتي بدلاً من ذاك المنزل الذي ما عاد يذكرني إلا بليالي بكائها !!
نظرات نارية نبعت من عيني "منير" التي باتت مختفية بسبب براكين الغضب المشتعلة في ملامحه بل وكيانه بأكمله ليحرك شفاهه بنبرة تهديد قائلاً:اذهبي إلي حجرتك وإلا بعثتك إلي جهنم
....
لم يختلف الحال كثيراً في منزل "حمدي" الذي سرعان ما تحول إلي جمرة من نار فور خروج "صالح" بعدما جلب له مظروف من "فادي"..ذاك المظروف الذي لم يحتوي علي اختلاف كبير بينه وبين مظروف "منير" سوي أن "فادي" لم يلحقه بأية كلمات إلي والده وإنما اكتفي بشريط الفيديو الذي حول "حمدي" إلي جمرة من النار تتآكل في نفسها بل استطاعت صورة عقد القران فقط تحويل "حمدي" إلي أشبه بمجنون بات يدهس بقدمه أية صور ل"فادي" كانت معلقة بالمنزل محولاً إياها إلي شتات يتطاير من صيحة الغضب النابعة من شفاهه..
...
وبينما كانت نيران الغضب تتمكن من كيان "حمدي" كان أم "منير" محرزة انتصارً جديد علي أبويتهم التي سرعان ما دُفنت تحت ألسنة الغضب الأعمى..
كان الحال مختلف تمامً في المملكة العربية xxxxxxxxxx.أي تحديداً في المسجد الحرام..حيث يجلس "فادي" بجوار "قمر" بعد أن أنهوا طواف تحية البيت الحرام ليبدؤوا في قراءة بعض آيات من القرآن بينما عينيهم تحاول إشباع شوقها من النظر إلي الكعبة المشرفة خصيصاً لأن في فجر ذاك اليوم سيتجه "فادي" برفقة "قمر" إلي المدينة المنورة لقضاء ليلة واحدة فيها ومن ثم سيتجهون إلي كندا..
أغلق "فادي" مصحفه بهدوء ليطلق تنهيدة سكينة امتزجت بابتسامته الفرحة التي سرعان ما ارتسمت علي ثغره فور تدقيقه النظر في الكعبة المشرفة..
وما هي إلا دقائق معدودة حتى التقطته نبرة "قمر" الهادئة قائلة:يا ليتنا نمكث هنا إلي الأبد
التفت "فادي" برقبته إلي "قمر" ليحرك شفاهه بنبرة وعد قائلاً:كلما أمدني الله بالمال الكافي سأجلبك إلي هنا بإذن الله
ارتسمت ابتسامة فرحة علي ثغر "قمر" لتمتزج مع ملامحها المطمئنة لتحرك شفاهها بنبرة هدوء قائلة:فليحفظك الله لي يارب
تابعت "قمر" حديثها ملتقطة هاتفها المحمول لتحرك شفاهها بنبرة مرح قائلة:دعنا نلتقط صور تذكارية خصيصاً بعدما حلقت خصلات شعرك يا الله كم مظهرك جميل ولكنه عجيب إلي حد ما
ضرب "فادي" علي جبينه بخفة امتزجت بنبرة شفاهه المتحسرة ليقول:ألن يهدأ جنونك ذاك أبداً
وضعت "قمر" الكاميرا الخاصة بهم بين يدي "فادي" لتحرك شفاهها بنبرة مرح قائلة:إن لم يكن الجنون موجود في كياني أتحرق
وبأعجوبة غريبة استطاع "فادي" كتم ضحكاته ليبدأ في التقاط عدة صور بصحبة "قمر" ومن ثم عادوا إلي قراءة القرآن بعد فاصل المرح ذاك..
...
تسلل شعاع ذهبي علي جسد تلك الفتاة التي تكفي ملامح وجهها بوسادتها لترفض عيني تلك الفتاة استقبال ذاك اليوم وإنما عادت للغوص في قيلولتها الهادئة..
ولكن!! سرعان ما كان ل"تميمة" رأي آخر في قرار "مريم" هذا..لترتفع صيحات بكائها معلنة أن ذاك اليوم بدأ لا محالة..
أزالت "مريم" الوسادة من علي وجهها بكسل لتتجه إلي وشاحها الحريري لتخفي به كتفها العاري ومن ثم تحرك شفاهها بتثاوب وهي متجهة إلي فراش صغيرتها قائلة بنبرة نعاس:ماذا يا "تميمة"!!
سرعان ما اختفت صيحات بكاء "تميمة" متحولاً إلي نظرات عينيها البريئة..لتحرك "مريم" شفاهها قائلة بنفس نبرة النعاس:ها ماذا هناك؟! أنا انتظر سماع ما أيقظتني من نومي لأجله!!
رفعت "تميمة" قدمها لأعلي بحركة طفولية بحتة امتزجت بابتسامتها المرحة التي رسمتها علي ثغرها..
تثاوبت "مريم" بنعاس من جديد لتحرك شفاهها بنبرة عدم تركيز قائلة:أيقظتني من أجل عرض تمارين الصباح ذاك!!
ما إن أنهت "مريم" حديثها حتى دلف "ياسر" إلي الحجرة محركً شفاهه بنبرة تعجب:ماذا تفعلين يا "مريم"!!
أسندت "مريم" رأسها علي حافة فراش "تميمة" لتحرك شفاهها بنبرة نعاس قائلة:أتابع عرض تمارين الصباح الخاص بابنتك
ارتفع صخب ضحكات "ياسر" الذي اقترب من "مريم" مسنداً إياها إلي الفراش قائلاً بنبرة ضحك:حسناً حسناً أكملي نومك وأنا سأخرج بصحبة "تميمة"
وفي أقل من الثانية بالأحرى في لحظات لم ينتبه "ياسر" لها..كانت "مريم" متجهة إلي حجرة المياه الملحقة بالحجرة وهي تقول:دقائق وسأبدل ملابسي للخروج معكم
ما بين صيحات "ياسر" الضاحكة وحركات "تميمة" الطفولية كانت "مريم" منشغلة بتبديل ثيابها بسرعة للحاق بتلك النزهة التي لا يجب تفويتها نهائياً..
...
بالنسبة ل"إسراء" فبقدر ما كان حديثها الأخير مع "فادي" قادرً فيه علي تحطيم خيوط أملها الأخير في الاجتماع
بذاك المتعجرف..بقدر ما كان حديثه كعطر تراقص حول عزيمة "إسراء" التي أخفتها نهائياً وأبدلتها بأفكار المشتتة بأن الحياة ستتوقف علي "فادي"..
فبالرغم فعلاً بأن "إسراء" ما تمنت شئ في حياتها سوي الفوز ب"فادي" إلا أن حديثه معها أعاد إحيائها إرادتها علي صنع حياة جديدة لنفسها بعيداً عن جنونها الذي أودي بها في جحر "محب"..
ولذلك!!فبعد أن منحت "إسراء" عقلها فرصة للتفكير في مشروع تبدأ به حياتها الجديدة وإمهال قلبها الفترة للإفاقة من هوسه ب"فادي"..وبفضل المال الذي تركته والدتها لها بالإضافة إلي مال "إسراء" الخاص استطاعت شراء مبني في أحد أحياء القاهرة والبدء في عمليات تجديده لتحويله إلي "دار أيتام"..
بقدر ما وسوس شيطان "إسراء" لها بأن تلك الفكرة ستعيد إلي قلبها الحنين إلي "فادي" والرغبة في الحصول علي طفل منه..بقدر ما حاولت "إسراء" جاهدة محو تلك الأفكار والبدء نسج عالمها الخاص..
...
كفكفت "قمر" دمعة لؤلؤية تدحرجت علي خديها لتحرك شفاهها بنبرة حنين قائلة:لا أعلم كيف استطعت الخروج من زيارة الرسول "عليه أفضل الصلاة والسلام"؟!! يا ليت موعد السيدات يطول عن ذلك لعلني استطعت البوح بما مر بي من آلامي في حضرته عليه السلام..لعل الكلمات كانت أسعفتني لأخبره بما كافئني الله به بعدما صبرت..لعلني استطعت إخباره بأن الطمأنينة التي شعرت بها فور دخولي لحضرته ما شعرت بها نهائياً..
دفنت "قمر" ملامحها في كتف "فادي" لتتابع حديثها بنبرة شبه باكية قائلة: لعلني استطعت تجميع الكلمات وإخباره عليه السلام بأنني ما عشقت أحدً مثله..لعلني استطعت إخباره بأنني أشتاق لشربة ماء من يده الكريمة..
أطلق "فادي" تنهيدة حنين لزيارة الرسول بالرغم من زيارته له عليه السلام في الصباح..ليمسح بيده علي رأس "قمر" محركاً شفاهه بنبرة هدوء قائلاً:لا تبكي يا "قمري" بالعكس أفرحي..أنتي من دقائق كنتٍ في حضرة رسول الله عليه السلام وصحابته الكرام و أخبرتيه عليه السلام بما بداخلك وإن كان 1% فقط بما بداخلك ولكن عليه السلام بالتأكيد تحسس ما تريدٍ الحديث عنه..بدلاً من أن تبكي صلي عليه وحادثي ربك بأن يكتب لنا زيارته مرة أخرى وأن يشركنا صحابته في الفردوس
أطلقت "قمر" تنهيدة راحة نسبية امتزجت بنبرة شفاهها المرتعشة من البكاء لتقول:عليه أفضل الصلاة والسلام.. إن شاء الله يرزقنا زيارته مرة أخرى يارب
ارتسمت ابتسامة خافتة علي ملامح "فادي" لتمتزج بنبرة شفاهه المناجية ليقول:يارب..هيا بنا الآن لأن الساعة باتت العاشرة مساءً ولدينا موعد طائرة
ألقت "قمر" النظرة الأخيرة علي المسجد النبوي لتطلق تنهيدة سكينة امتزجت بابتسامة الفرحة التي ارتسمت علي ملامحها بهدوء لتتناسب مع عينيها المتلألأة بالدموع..لتحرك "قمر" أصابعها المرتعشة و تحتضن بها يد "فادي" قائلة:هيا يا "فادي"
عادت "قمر" بصحبة "فادي" إلي فندق إقامتهم الذي استضافهم أقل من الساعة منذ فجر البارحة ليتجه "فادي" إلي إنهاء إجراءات الخروج بينما تأكدت "قمر" من متعلقاتهم وأنها لم تسهو علي شئ ما..
ومن ثم حضرت سيارة الأجرة لنقل "فادي" و"قمر" إلي مطار المدينة المنورة ليتجهوا لإنهاء إجراءات السفر إلي هولندا..
وبعد مرور ما يقارب الساعة والنصف من الساعة...
أسندت "قمر" رأسها علي كتف "فادي" بينما يديها تحتضن ذراعه لتحرك شفاهه بنبرة راحة قائلة:"فادي"!!هل لي بسؤال
أومأ "فادي" رأسه بإيجاب بينما التفت بعينيه إلي "قمر" التي حركت شفاهها بنبرة تساؤل قائلة:لماذا لا تقول لي "أحبك"؟؟!!!
حرر "فادي" يده من قبضة "قمر" ليحيط بها كتفها بينما تحركت شفاهه بنبرة هدوء قائلاً:مبدئياً كلمة "أحبك" برأيي لا تعتبر حقيقة إذ قولتها مراراً وتكراراً بل تصير حقيقة عندما أنفذ معانيها..ولماذا تقولي أنني لا أحادثك بها؟!! حسناً
غير "فادي" مجري شفاهه لطبع قٌبلة سريعة بين عيني "قمر" ليتابع حديثه قائلاً:عندما كنت أجاهد للوصول إلي حل ليفتك بذاك المعتوه..ألم أكن أفعل ذلك لأنني أحبك وأريد تخليصك منه؟!
عندما ذهبت إلي النوبة لتلقين "محب" هذا درسً علي ما فعله بك وكدت علي قتله لأنني ما أردت أن أتركك بمفردك..ألم أكن أحبك؟!
عندما رجف جسدي بين ذراعيك في أول ضمة جمعتنا..ألم تخبرك تلك الرجفة أنني أحبك؟!
عندما كنت أجاهد لتدبير أمور سفرنا للابتعاد عن تلك الحياة بالرغم ما كنا نمتلك من أصدقاء إلا أنني أردت صنع عالمنا الخاص بنا نحن فقط..ألم أكن أحبك؟!
عندما ذهبنا لأداء العمرة وما كانت شفاهي تردد سوي أنني أطلب من الله ألا يبعدك عني..ألم أكن أحبك؟!
"قمر"!!أنتي تعلمين جيداً أنا أحبك بل أعشقك ولكنني ما تعودت أن أردد الكلمات بل أثبتها..أنتي بتركك لأهلك وأصدقائك وحياتك لأجلي أنا..بفعلتك تلك جعلتي عشقي لكٍ أضعاف مضاعفة وإن كانت لا أحادثك ب"أحبك" كثيراً فأعدك أن أثبت لكٍ حقيقتها بأفعالي فقط
أطلقت "قمر" تنهيدة فرحة امتزجت بابتسامة العشق المرتسمة علي ملامحها لتحرك شفاهها بنبرة طمأنينة قائلة:أنا محتمية بك من ذاك العالم فإياك أن تتركني مهما حدث يا "فادي"..ولأجلي أنا أرجوك ألا تقسو عليً
أسند "فادي" رأسه إلي مقعده ليحرك شفاهه بنبرة وعد قائلاً:من المستحيل أن أفعل ذلك..أنتي أصبحتني جزء من كياني بل ودقات قلبي باتت من أجلك كيف لي أن أتركك؟!
استكمل "فادي" و "قمر" باقي رحلتهم في الحديث فترة وأخذ قيلولة سريعة فترة لتمر ساعات سفرهم إلي "هولندا" بسلام..
...
في ظهر اليوم التالي..
دلف "منير" إلي حجرته بضجر ممتزج بنبرة شفاهه المتسائلة ليقول:إلي متى سيستمر ذاك الانقطاع عن الحديث بيننا؟!!
رفعت "ناهد" عينيها عن مصحفها لتظهر جفونها المنتفخة من البكاء لتحرك شفاهها بنبرة ألم قائلة:إلي أن تعود ابنتي..وإلي حينها أنا لست سوي مقيمة في منزلك ليس إلا
أطلق "منير" تنهيدة ضجر امتزجت بنبرة شفاهه الغاضبة ليقول:كل هذا!! كل هذا من أجل تلك العاه...
قامت "ناهد" من موضعها بسرعة امتزجت بنبرتها شفاهها الغاضبة لتمنع "منير" عن استكمال حديثه لتقول هي: برحمة والدي يا "منير" إذ استكملت كلمتك تلك عن ابنتي فلن استمر معك في ذاك المنزل ولو للحظة..أنت تراها متوفاة حسناً كما تريد ولكن أملي في رؤيتها من جديد هو ما يجعلني أتنفس إلي حيننا هذا
ما إن أنهت "ناهد" حديثها حتى ارتفع صخب هاتف "منير" معلنً قدوم اتصال طالما انتظره من فترة ليست بكبيرة..
رمق "منير" زوجته بنظرة هي الأشبه بألسنة اللهب التي تريد التهامها ليحرك شفاهه بنبرة غضب قائلاً:حديثنا لم ينتهي بعد يا "ناهد" بمجرد أن أنهي عملي سيكون لنا حديث آخر لإيجاد حل في ذاك الجنون الذي أصابك
ابتلعت "ناهد" ريقها بصعوبة امتزجت بمعالم الألم المستولية علي ملامحها لتحرك شفاهها بنبرة شبه باكية لتقول:الجنون هو ما فعلته يا "منير" ..الجنون هو تخليك عن ابنتك..الجنون أن تفرق بيني وبينها
....
بمجرد أن أنهي "فادي" إجراءات تأكيد الحجز في أحد أشهر فنادق امستردام حتى طلب من "قمر" الصعود إلي الحجرة ريثما يحضر هو أحد خطوط الهاتف لمحادثة "ياسر"..
وبعد ما يقارب العشر دقائق..اطمئن فيهم "فادي" علي حال "ياسر" وطفلته وتأكد من تمام أحوال "الشيخ\راضي"..اتجه "فادي" إلي حجرته ليفاجئ بأنها خاوية تمامً لا يوجد سوي الحقائب الخاصة به تستقبله في بداية الحجرة..ليرفع "فادي" نبرته قائلاً:"قمر" أين أنتي!! "قمر"!!
مرت ثوانٍ معدودة ولم تأت "فادي" أي إجابة ليتجه إلي دورة المياه الخاصة بالحجرة ويطرق الباب بحذر قائلاً بنبرة تعجب: "قمر" هل أنتي بالداخل؟!!
نبرة مرتعشة أو بالأحق هي نبرة بالكاد سمعها "فادي" نبعت من شفاه "قمر" التي قالت:نعم ثوانٍ وسأخرج
ازداد تعجب "فادي" أضعاف مضاعفة ليتحول إلي قلق سيطر علي أوصاله..وسرعان ما تحول ذاك القلق إلي حقيقة مؤكدة فور خروج "قمر" من دورة المياه وتحول ملامحها التي كانت من دقائق تمازحه إلي ملامح شاحبة أشبه بمريض خرج لتوه من حجرة العناية المركزة..
عقد "فادي" حاجبيه بتعجب امتزج بنبرة شفاهه القلقة ليقول:ماذا حدث!!ملامحك شاحبة جداً!!هل حدث مكروه ما؟!!
ابتلعت "قمر" ريقها بصعوبة امتزجت بملامحها المرهقة لتحرك شفاهها بنبرة إذن مرتعشة لتقول:لا فقط من مجهود السفر..ولكن هل لي بالخروج لدقائق فقط ؟!!
اقترب "فادي" من "قمر" بقلق امتزج بنظرات عينيه المتفحصة لملامحها الشاحبة وشفاهها المرتعشة ليحرك شفاهه قائلاً بنبرة تعجب:"قمر"!!!ماذا بكٍ؟! وأي خروج هذا وأنتي بتلك الهيئة؟!!
نبرة هي الأشبه بالبكاء نبعت من شفاه "قمر" التي تحولت ملامحها إلي الرجاء لتقول:أرجوك يا "فادي" أريد شراء شئ الأمر ضروري
رفع "فادي" حاجبه الأيسر بتعجب ليدوم الصمت للحظات معدودة تفحص فيها "فادي" كيان "قمر" بعناية بالغة ليحرك شفاهه بنبرة فهم قائلاً:حسناً حسناً فهمت سأذهب أنا لجلب ما تريدين
اتسعت عيني "قمر" صدمة ممتزجة برجفة الخجل التي سرعان ما استولت علي كيانها لتحرك شفاهها بنبرة إحراج مرتعشة قائلة:فهمت!!
اقترب "فادي" من "قمر" بهدوء ممتزج بنظرات عينيه المطمئنة ليحرك مسار شفاه بين عينيها بقُبلة زادت من رجفة كيان "قمر" بل وقاربت علي تحويله إلي إغماء..
ليحرك "فادي" شفاهه بنبرة مزاح امتزجت بحركة إصبعه الدائرية علي ذقن "قمر" ليقول:لا تقلقي يا "قمر" مبدئياً الإعلانات في العالم بأكمله لم تتكاسل في ذاك الموضوع بالإضافة إلي أن زوجك ليس كما تظنين مطلقاً
وكأن حديث "فادي" تحول إلي جرعة من جليد القطب الشمالي الذي تم سكبه علي جمرة خجل من نار..
كهذا كان حال "قمر" التي لم تستطع تحريك شفاهها مطلقاً في حضرة "فادي" ولكن سرعان ما دلف "فادي" خارج الحجرة وعلي ملامحه ابتسامة خافتة من هيئة "قمر" المرتعشة تلك..
بينما أطلقت "قمر" تنهيدة هدوء نسبي فور خروج "فادي" لتحرك شفاهها بنبرة غيظ مرتفعة قائلة: قليل الأدب
ما كان بحسبان "قمر" نهائياً أن "فادي" مازال واقفً خلف باب الحجرة ليفتحه بسرعة ويحرك شفاهه بنبرة خبث قائلاً:من الأفضل أن يتأجل موعد كلمتك تلك ريثما نذهب إلي كندا لأنني في حينها سأريك كيف يتحول "فادي" إلي "قليل الأدب"
ما إن أنهي "فادي" حديثه حتى أعاد إغلاق باب الحجرة والتوجه إلي صيدلية مقابلة للفندق بين صخب ضحكاته يتراقص من حوله علي "قمر" التي قاربت علي الفتك به بنظرات الخجل الممتزجة بالغضب النابعة من عينيها..
أما عن "قمر" فبمجرد استيعابها لما قاله "فادي" وإفاقتها من حالة الخجل تلك التي استولت عليها بسبب ذاك المتعجرف لتحول ذاك الخجل إلي راحة نسبية حيث أنه لا وجود لمشكلة طالما أنه زوجها وبالتأكيد كان سيعلم منعاً لأي مضاجعة بينهم في تلك الفترة..
لتخلع "قمر" حجابها بسرعة وتتجه إلي تفريق حقيبة ملابسهم في فترة إقامتهم في "هولندا" إلي أن أتي "فادي" بما كانت تحتاجه..
...
غالباً ما تصبح كلمات أحد ممن تكرههم هي سريان الفضول الكهربي الذي يسري في كيانك بالتدريج لتندمج شعيرات الشك مع شعيرات كيانك الدموية..لتنسج تلك الكلمات حاجز يحيط بكيانك بشكل عام وبعقلك بشكل خاص لتشعل نار لن تخمد إلا إذ استطعت تفسير كلمات ذاك الشخص..
هكذا كان حال "منير" فمنذ لقائهم الأخير ب"فادي" في المبني التجاري وكلماته عن شقيقته بات كنسمات هواء تتراقص من حوله باعثة في أوصاله الشك..ولذلك فمنذ عودة "منير" إلي النوبة حينها وهو في انتظار عودة "صفاء" صديقة "قمر" أو بالأحق تؤام "قمر" الروحي كما كان يطلقوا عليهم في القرية..
ففور تلقي "منير" المكالمة بأنها عادت إلي منزلها بعد فترة سفر قضاتها في الكويت بصحبة ابنها..كان "منير" هو الزائر الأول لها في منزلها..
بدأت أطراف الحديث تنعقد بهدوء نسبي يحيط ب"منير" و"صفاء" وابنها..إلي أن طلب "منير" من ابنها تركهم بمفردهم لدقائق معدودة..
تردد ذاك الابن في البداية ولكن لمعرفته جيداً بقوة العلاقة التي طالما ربطت والدته ب"قمر" قرر الانسحاب بهدوء..
وبمجرد أن دلف ذاك الابن خارج الحجرة حتى تحركت شفاه "منير" بثبات قائلاً:"حاجة\صفاء" أنا أعلم جيداً مدي قوة علاقتك بشقيقتي "قمر" لذلك أريد منك الإجابة علي أسئلتي وبالله عليك ألا تخفي عني شئ
عقدت "صفاء" حاجبيها بتعجب امتزجت بنبرة شفاهها القلقة لتقول:حسناً ولكن ماذا حدث لأجل حديثك ذاك؟!!
أطلقت عيني "منير" نظرات ترقب توحي ببدء تجميعه لخيوط الماضي لتمتزج بنبرة شفاهه المتسائلة ليقول:ماذا حدث في فترة سفر "قمر" مع "حمدي"؟! ولماذا طلبت منه الزواج بأخرى؟!
لحظات صمت معدودة خيمت علي أركان الحجرة تخللها همسات أنفاس "صفاء" التي بدأت بالتقاطها بصعوبة نسبية لتمتزج مع رعشة رموشها التي حركتها ببطء تناسب مع نبرة شفاهها الشبه ثابتة لتقول:ما حدث كان ماضي يا "منير" ولا داعي للعبث فيه
زم "منير" علي شفاهه بضيق امتزج بنبرة الضجر التي حرك بها شفاهه قائلاً:بعض ذاك الماضي مجهول بالنسبة لي وأنا أريد اكتشافه وليس أمامي سواكي لمساعدتي علي معرفته لذلك من أجل "قمر" أخبريني لماذا فعلت ذاك؟!
أطلقت "صفاء" تنهيدة عزم امتزجت بنبرة شفاهها الموضحة لتقول:حسناً يا "منير" سأخبرك.."قمر" في فترة سفرها مع "حمدي" قررت التوجه إلي أحد الأطباء لمعرفة سبب تأخر حملها وللأسف أن بعد إجراء التحاليل والأشعة التي أثبتت أن "قمر" مصابة بورم خبيث في الرحم يمنعها من الحمل
اتسعت عيني "منير" صدمة امتزجت ببرود بدأت تجتاح أوصاله بالتدريج لينتبه إلي حديث "صفاء" التي قالت:وبحديث الأطباء أن الحمل في حالتها مستحيل مهما حاولنا بالأدوية بالإضافة إلي أن الورم بات في أقصى حالات نشاطه وحينها لم يكن هناك علاج متوفر لإيقافه لذلك طلبت "قمر" من "حمدي" الزواج من أخرى لتأكدها بأنها لن تستمر معه ولن تستطيع إنجاب ذاك الطفل الذي يتمناه
ابتلعت "صفاء" ريقها بصعوبة ناتجة من الدموع المتلألأة في عينيها ومانحة الفرصة ل"منير" الذي تحول إلي إحدى أصلب قطع الجليد في القطب الشمالي..
ومن ثم وبعد ثوانٍ معدودة أعادت "صفاء" استكمال حديثها قائلة:بعد زواج "حمدي" وبالرغم من معاملته التي لم تتغير نهائياً معها بل زادت حناناً إلا أن الورم بات يغزو كيانها بأكمله والمسكنات ما عادت تفيد نهائياً حتى حدث ما حدث وتوفت "قمر"
ما إن أنهت "صفاء" حديثها حتى أخفت ثغرها بأصابعها المرتعشة إثر الدموع التي باتت تتأرجح علي ملامحها بينما بات "منير" في صدمته تلك لثوانٍ لم يعلم مداها ولكنها كانت كافية تمامً لإصابة كل خلية بكيانه بالصدمة لما سمعه للتوه..
وبأعجوبة ما تصور "منير" أن تحدث..قام من موضعه بثقل ممتزج بملامحه الجامدة التي تخفي في طياتها محاولات جاهدة منه للسيطرة علي دموعه..ليدلف "منير" خارج المنزل ويعود في طريقه إلي منزله وهو يري أمام عينيه تفاصيل حياة شقيقته "قمر"..من بداية ولادتها مرورً بطفولتها وصولاً بمراهقتها حتى زواجها ومن ثم الذبول الذي بدأ يتحكم من ملامحها في أيامها الأخيرة..
ليفوق "منير" من ذكرياته تلك فور وصوله إلي منزله لينطلق إلي حجرة "ناهد" ويجدها كما هي تقرأ القرآن الكريم ليتحرك تجاهها بخطي مرتعشة تناسبت مع نبرة شفاهه الشبه باكية ليقول:أريد أن أفقد ذاكرتي..أريد أن ارتاح
عقدت "ناهد" حاجبيها بتعجب من نبرة "منير" ليزداد ذاك التعجب إلي ضعف الضعف فور شعورها برأس "منير" التي تتكئ علي قدمها ليحرك "منير" شفاهه بنبرة هامسة قائلاً:لا تتركيني
وبمجرد أن أنهي "منير" حديثه الذي أشعل نيران القلق داخل "ناهد" حتى أغلق عينيه بهدوء ليهرب من واقعه إلي قيلولة هادئة تابعتها عيني "ناهد" المتعجبة..



يتبع.......
#نورهان_حسنى



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-10-16, 11:20 PM   #35

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



الفصل الثالث والثلاثون


مر أسبوع آخر علي أبطالنا حمل أجواء متذبذبة من كل طرف إلي آخر..
فبالنسبة ل"الشيخ\راضي" و زوجته كانت أيامهم تلك تحتوي علي كم كبير من السعادة بسبب تجمع أبنائهم من جديد في منزلهم ليعيدوا إحياء ليالي الماضي الذي حمل أروع لحظات حياتهم روعة بينما كان لأحفادهم لمسة جمالية خاصة علي هدوء تلك العائلة بصيحات صراخهم المرح الذي بات يقتلع النوم من جفونهم..
أما عن "ياسر" و"مريم" فبعد فوزهم بنزهة أزاحت الكثير من أحزانهم وبدلتها إلي مرح بسبب تلك الطفلة التي باتت تبعث أجواء المرح بصخب ضحكاتها وتبدل قيلولتهم الهادئة إلي هرج ومرج بسبب بكائها...
لتنتهي أيام تلك النزهة سريعاً ويعود روتين العمل اليومي الخاص ب"ياسر" إلي عادته..
بينما كان "ياسر" منشغل بروتين عمله اليومي..كان الحال مختلفً لدي "حمدي" الذي ضرب بروتين عمله عرض الحال ليرسخ مجهوده بأكمله في البحث عن "فادي" أو بمعني أدق في البحث عن "قمر" التي بات يراها هي العامل الأقوى في تدمير "منير" الذي بات يراه هو السبب فيما فعله "فادي" بالزواج من ابنته بعدما خطط "منير" للنيل من "حمدي" بسلب ابنه بعدما سلبه زوجته..
وبينما كان "حمدي" يري "منير" علي أنه العقل المدبر لفراق ابنه عنه..كان "منير" في حالة صمت تام يخيم علي حياته..فبعدما علم بمرض شقيقته الذي أخفته عنهم وعانته بمفردها وهو في حالة صمت تام..
وبالرغم من محاولات "ناهد" المستميتة لمعرفة سبب ذاك التغير المرعب إلا أن "منير" ما كان يجيب عنها إلا بأنه منشغل بالمصنع والمزرعة وما إلا ذلك..
وبينما ذاك الصمت الخارجي الممتزج بصرخات الألم الداخلية يهيمن علي كيان "منير"..كان الحال مختلف 180 درجة عند "إسراء" التي تحولت من "إسراء" المدفونة بالألم والعجز إلي "إسراء" التي باتت شعلة من النشاط والعزيمة علي إنهاء دار الأيتام والانشغال بإنهاء جميع الأوراق اللازمة وجعله دار علي أعلي مستوي..
أما عن "فادي" و"قمر" فبالرغم من آلام الدورة الشهرية التي قاربت علي الفتك ب"قمر" إلا أنها ما سمحت بأن تضيع فرصة استكشاف شوارع امستردام بصحبة "فادي" الذي أعاد ارتداء ثوب المرشد السياحي من أجل توضيح كل تفصيلة ل"قمر" التي شعرت بكمية عجيبة من الجهل مقارنة بمعلومات "فادي" ..
وإذا أردنا اقتطاف لحظة من لحظات المرح التي تستولي علي أيام "فادي" و"قمر" في امستردام..
فدعونا نتسلل إلي حجرة إقامتهم في الفندق حيث كانت ليلتهم الأخيرة وكانت حالة الانشغال بترتيب الحقائب هي المخيمة علي أجواء تلك الحجرة..
حركت "قمر" أناملها علي معدتها بحركة دائرية لتحرك شفاهها بنبرة استعطاف:"فادي"!! أنا جائعة
وضع "فادي" القطعة الأخيرة من ملابسه في الحقيبة ليحرك رقبته يميناً ويساراً بحركة تحسر بحتة ليقول بنبرة استسلام:"قمري"!!هل تعلمين أنني سمعت تلك الجملة أكثر من سماعي ل"مجدي عبد الغني" وهو يحلل هدفه في كأس العالم؟!
ارتفع صخب ضحكات "قمر" التي ألقت بجسدها علي الأريكة لتمد شفتها السفلية بحركة حزن طفولي لتقول:حسناً يا "فادي"..أنا لن أتناول أي طعام مرة أخرى
حمل "فادي" منشفته القطنية علي كتفه ليحرك شفاهه بنبرة مزاح قائلاً:سيكون من الأفضل ذلك لأنني بذلك سأفقد ما تبقي من مالي
علامات من الطمأنينة ارتسمت علي ملامح "قمر" لتمتزج بنبرة شفاهها المرحة لتقول:تلك ليست بمشكلة فإذا نفذ المال سنجعلك تعمل بالترجمة بفضل العشر لغات التي تتحدث بهم
تابعت "قمر" حديثها وهي تعد تلك اللغات علي أصابعها لتقول:الهندية..الصينية..الر� �سية..الإنجليزية..الفرن سية..
اليونانية..الإيطالية..النرو يجية..الألمانية..الأسبا نية..أما عن العربية فهي لغة طبيعية لا داعي لذكرها لأنها لغتك الأم
ارتفع صخب ضحكات "فادي" الذي جلس علي الفراش قائلاً بنبرة مرح:هل تعلمين أن بعد ذكرك لتلك اللغات بأكملها سأتحدث العربية بأعجوبة
قامت "قمر" من موضعها بخفتها المعتادة لتحرك يدها بطريقة مسرحية قائلة بنبرة مزاح:والآن مع قاموس لغات العالم "فادي حمدي الأسيوطى" وسيقدم لسيادتكم فقرة تجميعية للغات التي يستطيع التحدث بها
رفعت "قمر" إصبعها بحركة تحذيرية مصطنعة لتتابع حديثها قائلة:أما إذا أراد أحد الحاضرين السؤال عن عدد تلك اللغات فمن الأفضل أن يكتم سؤاله لأنني أخشي عليه من الحسد
تراقصت أنامل "فادي" علي ثغره الذي اتسع تدريجياً بسبب صخب ضحكاته التي ما استطاعت التوقف نهائياً أمام مرح "قمر" ليستمر ذاك المرح إلي أن حان الوقت إنهاء الترتيبات الأخيرة من أجل السفر..
ومن ثم وبعد إنهاء الإجراءات في المطار بسهولة نسبية اتجهت "قمر" بصحبة "فادي" إلي الطائرة من أجل التوجه إلي المكان الذي سيشهد علي تجمع العاشقان أخيراً تحت سقف منزل واحد..
...
نظرات تعجب ممتزجة بعلامات القلق التي سرعان ما استولت علي ملامح "ياسر" فور دخوله إلي مكتبه ليفاجئ ب"حمدي" في انتظاره ونظرات الغضب النابعة من عينيه تزف له أنباء أن تلك المقابلة لن تمر مر الكرام..
ألقي "ياسر" السلام علي "حمدي" بهدوء امتزج بخطواته الهادئة التي اتجه بها إلي مقعد ليحرك شفاهه بنبرة تساؤل:ما سر تلك الزيارة المفاجئة ؟!
علامات من القوة سرعان ما ارتسمت علي ملامح "حمدي"الذي حرك شفاهه بنبرة غضب مكتوم قائلاً:أين "فادي"؟!
أطلق "ياسر" تنهيدة ساخرة تناسبت كلياً ما ابتسامة السخرية التي سرعان ما استولت علي ملامحه ليحرك شفاهه بنبرة برود قائلاً:"فادي"!!بالتأكيد يقضي أيام شهر العسل
طرقة غضب قوية سددتها يد "حمدي" إلي طاولة مكتب "ياسر" ليحرك شفاهه بنبرة غضب مرتفعة قائلاً: "ياسر"!! لولا أنك صديق ل"فادي" بل أخ..كان ليصبح رد فعلي غير محبوب لك لذلك كفي ذاك الحديث الخرافي كذاك الفيديو الخرافي الذي اتي "صالح" به وأخبرني أين "فادي"؟!
عقد "ياسر" ذراعيه علي حافة الطاولة ليحرك شفاهه بنبرة لامبالاة امتزجت بعلامات القوة التي ترتسم علي ملامحه ليقول:و لولا أنك والد "فادي" لكان لي رد فعل آخر مع من يتحدث عن "فادي" ونظرات عينيه تشع غضبً وكأنه يريد الفتك به
قام "حمدي" من موضعه بغضب امتزج بعلامات الضجر المرتسمة علي ملامحه ليحرك شفاهه بنبرة توعد قائلاً:ذاك ابني ومهما حدث سأجلبه إليً من جديد لانتقم من "منير" ذاك وابنته التي أرسلها لسلب "فادي"
قام "ياسر" من موضعه بضجر امتزج بنظرات عينيه النارية ليحرك شفاهه بنبرة ثبات قائلاً:من السهل الوصول لنجوم السماء أما من المستحيل أن تجد مكان "فادي" وإن أردت المساس ب"قمر" فصدقني ستلقي وحش سيفتك بمن يقترب منها يدعي "فادي" وضع في معلوماتك أن تلك التي تتحدث عنها تزوجت ب"فادي"علي سنة الله ورسوله..فمن الأفضل أن تعود إلي روتينك اليومي وتزيل من قاموس حياتك شخص يدعي "فادي"
تابع "ياسر" حديثه بنبرة باردة امتزجت بملامحه الساخرة ليقول:أعذرني الآن لأن لدي عمل هام
نظرات توعد ممتزج بملامح "حمدي" الغاضبة ودع بها "ياسر" بكلماته الأخيرة ليقول:أخبر صديقك بأنني لن اصمت علي ما فعله هذا حتى وإن كانت زوجته هي من أريد الانتقام منها
...
ولأن العشق الناشب بين ذاك المتعجرف وتلك العنيدة كان من نوع خاص لا يوجد له تفسير بعد في قواميس العشاق...
ولأن العرس الهندي كان أكبر دليل علي الجنون الكامل الذي أصاب الطرفين..
وبذلك!!فإنه من الطبيعي جداً أن يكون منزلهم ذو طابع خاص ممتزج ببعض الجنون فبعيداً عن تقاليد المنازل بالألوان التي تجلب لوحدها الاكتئاب..كانت ألوان منزل العاشقان بمفردها سبب لبث الطمأنينة إلي قلوبهم أما عن ذاك الأثاث الساحر فكان سبب كافي لتلك العنيدة بالقفز فرحاً من موضعها..
ذاك كان رد الفعل الطبيعي ل"قمر" التي قفزت من موضعها فور دخولها إلي منزلها المشترك مع "فادي" لتنطلق "قمر" إلي داخل المنزل بمرح تتفحص كل ركن فيه بينما "فادي" منشغل بمتابعة دخول متعلقاتهم الخاصة..
أما عن "قمر" ففور تزودها بجرعة سعادة من رؤيتها لحجرات المنزل..اتجهت إلي حجرة المطبخ التي كانت كفيلة لجعلها تصرخ بجنون من ديكور ذاك المطبخ الكفيل بجعلها تأخذ قيلولة فيه..
صخب ضحكات "فادي" العالية الممتزج بلمسة يده التي حاولت الإمساك ب"قمر" التي تجوب المطبخ وكأنها في مدينة ألعاب..كل ذاك كان كفيلاً لدي "قمر" لتخفيف جرعة جنونها لتهوي بين ذراعي "فادي" قائلة بنبرة فرحة جنونية:ما حلمت يوماً بمنزل كهذا يا "فادي" !! تصرفاتك تلك تفوق ما أحلم به بسنين
رفعت "قمر" جسدها قليلاً لتصبح في مستوي "فادي" لتهوي بشفاهها بقٌبلة هادئة تحت شفاه "فادي" بمليمترات ومن ثم حركت شفاهها بنبرة هادئة قائلة:أنا أعشقك يا "فادي"..إن مكثت من وقتنا هذا إلي موتي وأنا أحاول توضيح عشقي لك لن أوفيك حقك
أحاط "فادي" خصر "قمر" بذراعيه لترتسم ابتسامة فرحة علي ملامحه وتمتزج مع نبرة شفاهه الهادئة ليقول:كفاني أن تظلي بجواري أيتها المجنونة
أطلقت "قمر" تنهيدة طمأنينة امتزجت بعلامات الفرحة المستولية علي ملامحها لتحرك شفاهها بنبرة مرح قائلة:بعيداً عن مجنونة تلك ولكن أخبرني كيف فكرت في ديكور ذاك المنزل الساحر؟!
نظرات ذات معني عاشق ممتزجة بنبرة الخبث النابعة من شفاه "فادي" الذي قال:ألم أقل لكي أنكيٍ ستعلمين الكثير عني في تلك الفترة و خصيصاً في تلك الليلة
ابتلعت "قمر" ريقها بصعوبة امتزج برجفة الخجل التي سرت في أوصالها لتحرك شفاهها بنبرة مرح مرتعشة:الآن ما رأيك أن نقوم بتعديل بعض اللمسات الجنونية
اقترب "فادي" بثغره من أذن "قمر" ليحرك شفاهه بنبرة مكر هامسة:أهربي كما تشائين ولكن الليل لقريب جداً
أعاد "فادي" رفع رأسه إلي مستواها العادي ليتابع حديثه بنبرة هادئة قائلاً:حسناً سأساعدك قليلاً ومن ثم سأذهب لجلب بعض الطعام وخطوط محمول لنا
أومأت "قمر" رأسها بمرح لتبدأ بمساعدة "فادي" في نقل حقائبهم الشخصية إلي حجرتهم وإغلاقها ومن ثم التوجه لتعديل موضع بعض الأثاث ومن ثم اتجه "فادي" لإحضار ما يحتاجونه من طعام وخطوط المحمول لمحادثة أصدقائهم..
...
"دار كريمة للأيتام"..
كلمات مكتوبة بيد خطاط ماهر علي لافتة تقابل المبني بينما بجوارهم تقف "إسراء" التي أطلقت تنهيدة فرحة فور إنهاء وضع تلك اللافتة لتحرك شفاهها بنبرة هامسة:رحمك الله يا أمي
ما إن أنهت "إسراء" كلماتها الهامسة تلك حتى التقطتها نبرة مسئول الديكور"كارم" الذي حرك شفاهه قائلاً:هل تريد أية إضافات أخرى؟!
التفت "إسراء" برأسها إلي "كارم" لترتسم ابتسامة هادئة علي ملامحها ممتزجة بنبرة الفرحة النابعة من شفاهها لتقول:إضافات أخرى بعد ماذا؟! أنت صممت فوق ما أردته بمراحل وجعلت المبني ساحر
مرر "كارم" أصابعه بين خصلات شعره بفرحة ارتسمت علي ملامحه ليحرك شفاهه بنبرة طمأنينة ليقول:جزاكٍ الله خيراً عما تفعليه
نبرة تذكر نبعت من شفاه "إسراء" لتمتزج بعلامات الهدوء المستولية علي ملامحها لتقول:بالحق!!الباقي من المال الخاص بك حولته إلي حسابك في الصباح
أطلق "كارم" تنهيدة لامبالاة امتزجت بنبرة شفاهه المترددة ليقول:المال ليس مهم نهائياً ولكنني أريد مناقشتك في أمر آخر
عقدت "إسراء" حاجبيها بتعجب ممتزج بنبرة شفاهها المتسائلة لتقول:ماذا هناك خير؟!
ابتلع "كارم" ريقه بصعوبة ممتزجة بعلامات الفرحة المرتسمة علي ملامحه ليقول بنبرة تردد:أنا أريد الزواج منكٍ
اتسعت عيني "إسراء" صدمة ممتزجة بعلامات عدم الإدراك التي سرعان ما استولت علي ملامحها لتشعر وكأن كلمات "كارم" تلك ما كانت إلا أسهم مسمومة تصوب إلي كيانها الذي لم يكتمل شفائه من جروحه السابقة..
نبرة هي أشبه بالصراخ نبعت من شفاه "إسراء" التي قالت:هل أنت مجنون؟؟كيف تقول ذلك؟؟كيف بعدما ظننت أنني سأستطيع التغلب علي أوجاعي؟!!كيف !! أغرب عن وجهي أغرب من أمامي
...
وقفت "قمر" في منتصف بهو المنزل تتأمل الإضافات التي وضعتها مع "فادي"..و بحركة طفولية ساحرة وضعت "قمر" إصبعها بين شفتيها و رفعت حاجبيها الأيسر بحركة تدل علي التفكير العميق في إضافة اللمسات الأنثوية علي المنزل ..
بعد مرور ثوانٍ معدودة..نظرت "قمر" إلي فستانها القطني التي لم تبدلها منذ وصولها حتى وهي ترتب المنزل مع "فادي" ..اتجهت "قمر" إلي حجرة نومهم التي تحتوي علي حقائبهم لتضع يدها علي جبينها بتذكر قائلة بنبرة نادمة:يا الله كيف نسيت أن أطلب من فادي نسختي من المفاتيح ؟؟ ماذا افعل الآن!!!
لحظة صمت دامت ما يقارب الدقيقتين و "قمر" بين حيرتها في ترتيب منزلها وإيجاد ما ترتدي لتلك المهمة.. وقعت عين "قمر" علي القميص الخاص ب "فادي" لتتنهد بضيق وهي تتجه له وتتحسسه بأناملها قائلة:لا يوجد أمام إلا أنت أرجو أن يتمهل صاحبك في العودة
أبدلت "قمر" فستانها بقميص "فادي" و لملمت خصلات شعرها بوشاحها و كشفت عن ساعديها لتبدأ في إضافة لمساتها في منزلها..
بين حجرة الطعام و حجرة المطبخ و حجرة التلفاز وحجرة التنظيف وحجرة استقبال الضيوف كانت "قمر" كالنحلة المتنقلة بين زهور بستانها بخفة..تتطاير بين الحجرات بسعادة كالطائر الذي عادي إلي وطنه أخيرا بعد طول غياب..توزع ابتسامتها الساحرة علي كل ركن من أركان المنزل وكأنها تعده أنه لن يري إلا سعادة وحب في هذا المنزل..
وغزة حزن عكرت صفو قلب "قمر" الذي كان يرقص فرحا فمهما كان فهي فتاة كباقي الفتيات تمنت أن يكون والديها بجوارها يشاركوها فرحتها بمملكتها الصغير مع حبيبها والرجل التي اختارته ليكون رفيق دربها في تلك الحياة...تمنت أن تعلن حبها ل"فادي" أمام كل أهل قريتها وأن تصرخ بهم أنه هو فقط من يستحقها هو فقط من أرادته زوجها هو فقط من ترضخ له أنوثتها..
ولكن سرعان ما تغلبت "قمر" علي حزنها واحتضنت دبلة "فادي" لتبعث فيها روح الأمان والراحة وتطرد من داخلها أي وغزة حزن..و تستعيد أميرة المملكة رونقها ونشاطها وتبدأ في ترتيب المملكة من أجل استقبال أميرها..
بينما "قمر" منشغلة بترتيب مملكتها الجديدة....جلس "فادي" علي كرسي خشبي أمام مياه البحر يتابع أمواجها الهادئة التي تعزف لحن رومانسيا كأنها تهنئه بزفافه..أطلق "فادي" تنهيدة طويلة وأغمض عينيه بسرعة كأنه يريد الهرب من واقعه ولو للحظات.. ليبدأ الصراع داخل كيانه..لم يتوقع "فادي" أن يأتي عليه اليوم الذي يفر فيه هو و زوجته من عائلتهم لمعارضتهم لحبهم بسبب ماضيهم المتشابك..لم يتوقع أن تكون زوجته هي ابنة أخو المرآة التي تسببت في عناء لأمه منذ زواجها..لم يتصور أن يصل به جنونه إلي بلدة لا يعرف فيها أحد بلدة بعيدة عن أبيه الذي عارض زواجه بل و فر من حياة ابنه أيضاً لأنه تزوج بمن لا يريدها بعيد عن أصدقاء طفولته بعيد عن عمله الأصلي الذي بدأ فيه من الصفر ليصل به الحال و يبدأ من الصفر من جديد ولكن الحال الآن مختلف سيبدأ بداية جديدة وعلي عاتقه مسئولية فتاة تخلت عن أسرتها من أجله ضربت بحديث الناس عرض الحائط عن هروبهم من أجل أن تكون معه..
فتح "فادي" عينيه ببطء وطأطأ رأسه إلي دبلة "قمر" التي تزين يده وظل يحركها في إصبعه ببطء وبعقله مليون سؤال يحتاج الإجابة مليون علامة تعجب تحتاج التفسير..بداخله أحاسيس مختلفة أحاسيس قاتلة تتسارع علي قلبه..
حادث "فادي" نفسه متعجبا:أنا أعشق قمر بجنونها وطفولتها و شراستها ولكن لم يخطر ببالي يوما أن زواجنا سيكون ناتج من هروب؟؟؟ لم يخطر ببالي يوما أن قلبي سيدق من أجل فتاة وسيقودني إلي أبعد بلاد العالم من أجل الحصول عليها!! كثيرا ما سمعت عن جنون قصص الحب من هذا وذاك وكنت أستخف بهم بسخرية ناكرا وجود ما يدعي "حب" ولكن تلك العيون الفيروزية هدمت كل القيود التي وضعتها حول قلبي..تفوقت بجدارة علي كل الشروط التي وضعتها لمحبوبتي لتستولي هي علي قلبي وتعجلني أفكر في الهروب من بلدي من أجل أن أفوز بها و ها أنا الآن أصبحت زوجتي وحلالي ولكنني أخشي من مسئولية أصبحت أضعاف مضاعفة من فتاة تخلت عن كل العالم من أجلي وأصبحت أنا لها عالمها الصغير
لحظة صمت مرت علي "فادي" نسج فيها عقله ما تركه في القاهرة من براكين غضب تزداد حدتها بسببهم .. ف"منير" كمثل لن يدوم هدوئه هذا خصيصاً بعد وصول شريط الفيديو الخاص بالعرس له.. حتى "حمدي" لن يمر ما حدث مر الكرام وبكل تأكيد ستطول ألسنة لهبه الغاضبة "منير" كان أم "قمر" حتى ولكن بكل تأكيد لن يهدأ.. لعنة الماضي التي مازالت تشكل خطراً علهم..أشباح الحاضر التي تحيط به..المستقبل المجهول..
تصور كل هذا وكأنه شئ واحد..عدو واحد استجمع كل قواه ونصب محكمته الخاصة وأصدر الحكم بها دون أن يضع أمام عينيه "نبتة الحب التي نمت في الخفاء وتحد كل تيارات الرياح والعواصف وإشعاعات الشمس الحارقة لتدمر تلك النبتة ولكنها تماسكت كانت تمر بأوقات ضعف ولكنها الآن شجرة يانعة لن يقدر أحد مهما كانت قوته أن يكسرها أو يحطمها"
نظرة الثقة الدائمة في عينيه..إحساس التعجرف واللامبالاة من أي شخص الواضح في ملامحه..دقات قلبه الواثقة من أن رعاية الله ستحميه من الشياطين التي تحيط بمستقبله وحاضره..كل هذا مع وقوف "فادي" التدريجي من موضعه وكأنه أسد يكشر عن أنيابه معلنا أن من يقترب من جماعته سيكون جزاء الموت ..
ابتسامة ساحرة غزت ثغر "فادي" عندما شعر بأمواج البحر تعزف لحن تحية له علي ثقته واستعداده لخوض الحرب في مواجهة من يقترب من أسرته ولو بتفكير سوء حتى..
أنزل "فادي" نظارته الشمسية علي عينيه وهو يحادث نفسه قائلا:لنؤجل الحرب قليلا ونستعد لحرب من نوع مختلفة حرب انتظرها القلب ليالي وليالي فالليلة لن يقبل القلب بأي أعذار وسيبوح بما أخفاه منذ ليلة الزفاف ولنعجل الليلة ليلة الدخلة
ابتسامة مكر غز ثغر "فادي" ليقول بنفسه:الليلة ليلة عمرك يا "فادي"
..
الفتاة قصيرة القامة بكل حالاتها هي رائعة..تجد فيها الطفلة المشاكسة والأخت التي لا تمل من طلب هذا و ذاك..تجد فيها الإبنة التي تخفي دموعها بين ضلوعك..تجد فيها الصديقة التي تقفز من أجل إلتقاط صورة معك..تجد فيها الأم التي تعاني يوميا من الوصول إلي رف ملابسك العلوي لتحضر القميص الذي أخترته لكي تعده لك..
في النهاية "في قصر قامتها عشق يتغني به بني آدم" في قصر قامتها خفة ظل ممزوجة بجنون طفولي..
في قصر قامتها براءة عندما تثير غضبك..ستظل قصر قامتها هي رمز أنوثتها..
كهذا كان حال "قمر" التي حركت رأسها بسخرية ممزوجة بابتسامة تغزو ثغرها قائلة بصوت هامس:أعشق قصر قامتي ولكن؟؟
أكملت "قمر" كلامها وهي تنظر للرف العلوي من المكتبة الخاصة ب"فادي" قائلة:كيف سأصل لأعلي لأضع الكتب
بحركة طفولية بحتة ركلت "قمر" قدمها علي الأرض بطفولة قائلة:حسنا سأفعلها سأفعلها
أحضرت "قمر" أحد الكراسي الخشبية و وقفت عليه وبدأت في ترتيب الكتب وهي تدندن بعض الأغاني المصرية الشعبية البحتة بصوت شبه طفولي..
وضعت "قمر" الرواية الأخيرة لتنظر إلي الرف العلوي وتضع يدها علي خصرها بحركة عند قائلة كأنها تحادث الرف:أرأيت ؟؟ لقد فعلتها وأنهيت ترتيب المنزل؟؟ ولكن أخبرني ما رأيك بصوتي؟؟
أنتفض جسد "قمر" عندما سمعت صوت "فادي" يقول:أتدري حقا ما الرائع!! هذا القميص القطني
وضعت "قمر" يدها علي فمها بتعجب ممزوج بخجل قارب علي أن يشعل كل خلية من جسدها..فهي لم تدرك أن "فادي" يستمع لها منذ أن صعدت علي الكرسي..لم تدرك أنه يقف خلف فتحة باب حجرة مكتبه يتابعها في صمت..
أشتعل كيان "قمر" بخجل لإدراكها أنه رآها وهي تتراقص علي ما غنته..شعرت بتيار كهربي يخترقها لتأكدها أنه يرآها الآن بالقميص الخاص به الذي يداري خصرها بأعجوبة..
ابتلعت "قمر" ريقها بصعوبة و التفت برأسها لتجد "فادي" يضع يده في بنطاله كعادته و ينظر لها وكأنه يتفحص جسدها بأدق أدق أدق عناية ممزوجة بابتسامة هادئة تغزو وجهه لطفولتها..
قمر بنبرة مرتعشة:هل لي بنسختي من المفاتيح !!
أخرج "فادي" يده من بنطاله وتحسس شعره وخاتم زواجه يرسل شعاع خفيف يزيد قلب "قمر" رجفة ليقول:حسنا ولكن هل لي بالقميص ؟؟
اتسعت عين "قمر" بتعجب ممزوج بخوف لدرجة أنها قاربت أن تفقد توازنها ولكنها حاولت تجميع شتات نفسها وهبطت من علي الكرسي قائلة:حسنا أعطيني المفاتيح حتي أبدل ملابسي وأعطيك إياه
"فادي" بنظرة ذات معني ممزوجة بابتسامة خبث:لا
أكمل "فادي" كلامه وهو يتجه باتجاه "قمر" بثبات قائلا:أنا أريده
بعض سنتيمترات فصلت بين "قمر" و "فادي" لدرجة شعور "قمر" بأنفاس "فادي" تخترق كل كيانها لتزيد من ضعفها أمام نظرات "فادي" الصريحة ليكمل "فادي" علي ما ظل في "قمر" من قوة قائلا:الآن
شعر "فادي" برعشة جسد "قمر" من كلمته الأخيرة وكـأنها ترجوه أن يكف عن نظراته التي قاربت علي الإيقاع كليا بها..
حاولت "قمر" الرجوع إلي الخلف ولكنها أدركت أنها تلتصق كليا بالمكتبة لتيقن أنه لا مفر من نظرات "فادي".
ابتسامة هدوء غزت ملامح "فادي" وهو يرفع يده اليمني ببطء إلي أول زر بقميصه..لامس إصبع "فادي" بشرة "قمر" التي تشبه في نعومتها بشرة الأطفال..ليفتح أول زر وهو يقول بهدوء:هل تشعرين بالخوف مني؟؟
حركت "قمر" رأسها نافية وهي ترفع عينيها أخيرا إلي عين "فادي" لتحرك شفاهها بنبرة حب مرتعشة:هل من الممكن أن يصاب الكيان بالخوف من القلب الذي ينبض ليمده بالحياة
نظرة ذات معني صارح بها "فادي" عينيً "قمر" وهو يفتح بهدوء الزر التالي بالقميص..ليهبط علي شفاه "قمر" التي قاربت علي التجفف من خجلها ورعشتها..
وبدون مقدمات أحاط "فادي" بخصر "قمر" وهبط بشفاهه لمداعبة شفاهها الكراميلية ليبدأ في عزف سمفونية هادئة علي شفاهها في قٌبلة حملت أقوى معاني العشق الممتزج بحرارة يدي "فادي" التي تشتعل شوقً..
وما هي إلا ثوانٍ معدودة كانت كافية لإذابة "قمر" كلياً لتتحرك بيدها وتحيط برقبة "فادي" لتبادله قٌبلاته الهادئة..
و لأن سمفونية العشق لا يكتمل سحرها إلا بقليل من الشوق المطعم بالقوة النسبية..فتبدل حال قٌبلات "فادي" إلي القوة النسبية التي قاربت علي التهام "قمر" بأكملها..
ليظل العاشقان يعزفان بشفاههم المرتعدة شوقً سمفونية عشق..من المستحيل أن يعلم أحدً منهم مداها ولكنها كانت كافيةً كلياً لإشعال شوقهم وإضافة سطور جديدة في كتيب حياتهم ..
هبط "فادي" بيده علي الزر الثالث ولكنه شعر بيد "قمر" المرتعشة تمسك بيده قائلة بصوت مرتعش:ليس الآن؟؟ أمهلني دقائق
حرك "فادي" مجري شفاهه ببطء ليطبع قٌبلة حانية بين مقلتي "قمر" ومن ثم حرك شفاهه التي ترتعد شوقً ليقول:حسناً لكٍ ما تحتاجين من وقت
ما إن أنهي "فادي" حديثه ذاك حتى أحضر ل"قمر" نسخة المفاتيح الخاصة بها لتهرول "قمر" إلي حجرتها
بينما أنفاسها تحاول التقاطها بصعوبة فهي مازالت تحت تأثير قٌبلات "فادي" و لمسة يده..أغلقت باب حجرتها..لتغمض عينيها بتنهيدة ساكنة لتهرب إلي عالم هربت له من ثواني بين يدي "فادي"..
نسمة هواء غادرة داعبت شفاه "قمر" المرتعشة من قٌبلات "فادي" لتفتح عينيها ببطء وابتسامة شوق ترتسم علي ثغرها قائلة بصوت هامس:نعم إنه متعجرف..نعم لقد تعذبت كثيرا حتى أصبح حلاله
تحركت "قمر" تجاه المرآة لتتحسس شفتيها قائلة:ولكن هذا قليل جدا علي ما أشعره به الآن ..هذا قليل جدا علي من علمني أن أعشقه من تعجرفه هذا
وبخفتها المعتادة..تحركت "قمر" لوضع حقائب الملابس في أحد جوانب الحجرة وبدأت في ترتيبها بشكل هادئ..لتنهي الترتيبات الأساسية في وقت قياسي وتبدأ في وضع اللمسات الأنوثية علي الحجرة..لتجعلها حجرة تليق بليلتها الأولي مع حبيبها و زوجها..
بينما علي بٌعد أمتار قليلة من الحجرة..خرج "فادي" من دورة المياه الرئيسية وهو يحيط خصره بمنشفة زرقاء اللون تاركا المجال لقطرات المياه بغزو صدره العاري..
ليتجه "فادي" إلي حجرة المطبخ وسكب له القليل من المياه الغازية وهو يدندن بعض أغاني "القيصر"..
بينما "قمر" لقد أنهت لتوها حماما سريعا و وقفت أمام المرآة تجفف شعرها..لحظة صمت خيمت علي "قمر" توقفت يدها عن تصفيف شعرها..وغاصت في ذكريات اعتراف "فادي" بحبه لها...
تفاصيل تلك الليلة تعاد أمامها حرفيا علي المرآة..الغضب الكامن في عينيه وهو يصرخ بها:لأني أحبك
ابتسامة هادئة رسمت علي ملامح "قمر" وهي تتذكر كل تفصيلة في وجهه في تلك اللحظة..عروق وجهه التي قاربت علي التفجر من بين خلاياه من كثرة غضبها..عينيه التي تصوب نظرات غضب ممزوج بحب.. نبرته المتعجرفة التي طالما أشعل غضبها بها..
ولكن أخيرا لقد كان اعتراف هذا المتعجرف مميزا فريدا من نوعه كشخصيته التي لم تستطع "قمر" تفسيرها حتى الآن..
اتجهت "قمر" إلي إحدى حقيبتها الصغيرة وانتقت منها ثوب حريري باللون البطيخي منقوش من أعلي الصدر بالدانتيل..ذو ظهر عاري نسبيا..ثوب حريري تراقص جسد "قمر" الأنثوي فيه..ثوب حريري تناسب تماما مع شعرها المنسدل علي كتفيها و اللون البطيخي الذي زينت به شفتيها..
نظرت "قمر" إلي نفسها في المرآة لتنفجر بداخلها أحاسيس كثيرة مضطربة قاربت علي أن تهوي بها أرضا..
شوق ممزوج برهبة..حب ممزوج بخوف..احتياج ممزوج بقلق..رعشة تسيطر علي جسدها بالكامل ممزوجة بشوق للمسة "فادي"..
أغمضت "قمر" عينيها معلنة رغبتها في إنهاء ثورة المشاعر التي هبت فيها..معلنة سيطرت قوتها علي تلك المشاعر التي ستهوي بها لا محالة..
نبرة شبه حازمة ممزوجة بمداعبة لظهر "قمر" العاري ليقول "فادي":كل هذا من أجل القميص..
لحظة صمت خيمت علي الحجرة شعر فيها "فادي" بأن "قمر" سيحدث لها شئ من رعشتها التي سرت في جسدها بالكامل و خصيصا ظهرها الذي يداعبه بيده..
أعلن شعور "قمر" بالشوق و الاحتياج انتصاره علي خوفها لترتفع أنفاسها وتهبط تدريجيا وهي مازالت مغمضة الأعين..
ولزيادة ذاك الشوق أضعاف مضاعفة..أحاط "فادي" خصر "قمر" بذراعيه بهدوء ..لتتحول "قمر" من لمسته تلك إلي قطعة كراميلية تناسب بين يدي "فادي" الذي جعلها في مواجهته مباشرةً لتصبح المسافة بينهم لا تتعدي المليمتر..رعشة رموش "قمر" وهي تفتح عينيها ببطء لشعورها بصدر "فادي" العاري جعلته بدون أي سابق إنذار يطبق بشفاهه علي شفاه "قمر" ليعيد عزف سمفونية العشق علي شفاهها..
قٌبلات متتالية نعجز عن إحصاء عددها ولكنها كانت كافية لتخدير "قمر" كليا..لتتحرك "قمر" بيدها لإحاطة رقبة "فادي" الذي لم يفكر ولو للحظة في اتخاذ الخطوة التالية ..ليتحرك بها تجاه الفراش بينما شفاهه رفعت عن شفاه "قمر" مقدار مليمتر فقط لتتحرك شفاه "فادي" قائلاً بنبرة ماكرة:حسناً حان الوقت لتعلمي جيداً كيف يكون "فادي" قليل الأدب؟!
دفنت "قمر" ملامحها التي سرعان ما توردت خجلاً في كتف "فادي" الذي رسم ابتسامة فرحة علي ملامحه..
ليهوي بشفاهه مرة أخرى علي رقبة "قمر" ليسافر بها إلي عالمه الخاص الذي نسجه لتوه بخيوط عشقه وطيات اشتياقه..
لتصبح "قمر" أخيراً زوجة "فادي" بكل ما تحويه تلك الكلمة من معني..فبأنفاس العاشقين المتحدة..كتبت السطور الأولي في حياة "قمر" و"فادي" الزوجية ببداية تلك الليلة التي حطمت كل قيود الخجل والخوف وضربت بعرض الحائط نظرات التردد لتبدلها بنظرات عشق..
لتمضي الليلة الأولي علي العاشقين وهم مسافرين في عالمهم الخاص بعيداً عن واقعنا ذاك..
..
بقدر ما كان حديث المهندس "كارم" صادماً بالنسبة ل"إسراء" بقدر ما أشعل نيران الغضب الناشب من قلبها الذي يرفض أي في مثل ذلك من مواضيع أو بالأحق يرفض إطلاقاً فكرة الزواج طالما الزوج لم يكن "فادي"..
لذلك!!و بمساعدة خصلة "إسراء" من الإصرار التي اكتسبتها في الفترة السابقة..لم تستغرق "إسراء" وقتً كثير في مراجعة حديث "كارم" الذي أشعل ضجرها وبذلك ما كان لحديثه أهمية وعادت في صباح اليوم التالي تباشر أعمال الملجأ ومتابعة العاملين به بعدما حضر إلي الملجأ ما يقارب العشر أطفال في ويومه الأول..
وبينما "إسراء" منشغلة بكتابة بيانات هؤلاء الأطفال علي الحاسوب..إذ بطرقات خافتة علي باب الحجرة تقطع ذاك الصمت المحيط بمكتبها لذلك وبلامبالاة من "إسراء" حركت شفاهها بنبرة إذن لذاك الطارق للدخول..
وبسبب ذاك التركيز المسيطر علي تفكير "إسراء" ونظرة الاهتمام من عينيها إلي الحاسوب لم تلاحظ بأن ذاك الطارق كان "كارم" الذي سار تجاه مكتبها بخطوات ثابتة ليحرك شفاهه بنبرة هدوء قائلاً:اشتقت لكٍ
تشتت تركيز "إسراء" وتحولت نظرات اهتمامها إلي نظرات صدمة ممتزجة بعلامات الغضب التي سرعان ما استولت علي ملامحها لتحرك شفاهها بنبرة ضجر قائلة:ماذا جاء بك إلي هنا؟! من الأفضل أن تعود من حيث أتيت لأن وجودك هنا غير مرغوب به
ارتسمت ابتسامة لامبالاة علي ملامح "كارم" الذي هبط بجسده علي المقعد المقابل لمكتب "إسراء" ليحرك شفاهه بنبرة ثقة قائلاً:من الأفضل لكي ألا تكذبي مرة أخرى لأن ملامحك تفضحك
استند "كارم" بمرفقه علي حافة الطاولة ليتابع حديثه قائلاً:أنتي تريدين ألا أذهب بل حضوري الآن أسعدك ولكنك تحاولين إخفاء ذلك باصطناعك للغضب لذلك من الأفضل أن نتحدث سوياً وتخبريني بما يمنعك من قبولك للزواج بي
عقدت "إسراء" حاجبيها بضجر امتزج بنظرات عينيها الغاضبة لتطلق تنهيدة هي الأشبه بألسنة اللهب المتسربة من بركان مشتعل داخل كيانها لتحرك شفاهها بنبرة شبه مرتفعة:من الواضح جداً أنك مغرور جداً وتريد تشكيل الأمور كما يريد عقلك لذلك من الأفضل أن تعود من حيث أتيت لأن ما تتحدث عنه ليس بحقيقة
نظرات إصرار نبعت من عيني "كارم" الذي رسم ابتسامة سخرية علي ملامحه لتتناسب مع حركة شفاهه الثابتة ليقول: "إسراء"!! أنتي تعلمين جداً أنني لن أعود من حيث أتيت إلا إذا علمت بسبب رفضك لي وإن لم يكن مقنع سأضطر إلي استخدام القوة والذاهب بكٍ إلي أقرب مأذون لأتزوج بكٍ
بقدر ما كانت كلمات "كارم" بالقوة الكافية لتحريك مشاعر أنثي إلا أنها كانت بالنسبة ل"إسراء" ما هي إلا شعلة من نار اقتربت من خزانات وقود حفري..
لذلك!! ابتلعت "إسراء" ريقها بصعوبة امتزجت بنظرات عينيها الحازمة ونبرة شفاهها التي تحمل غضب يخفي في طياته ألم اشتعل لتوه لتحرك شفاهها قائلة:حقاً هل تريد أن تعلم؟! ولكن!! ماذا تريد أن تعلم بالتحديد!! أن من تريد الزواج بها كانت دائمة التردد علي نوادي ليلية جميع من بها باستطاعتهم وصف ثنيات جسدها بفضل ملابسها المصنوعة من أجل ذلك..
تدحرجت دمعة لؤلؤية بين جفون "إسراء" التي تابعت حديثها قائلة:أم تريد أن أخبرك بأن تلك الفتاة التي تريد الزواج بها كانت تمتلك صديقة هددتها بصور فاضحة لها من أجل أن تضاجع الرجال وبالفعل قامت بذلك
ابتلعت "إسراء" ريقها بصعوبة ناتجة من شعورها بأن كيانها بأكمله بات جمرة من نار لتكمل حديثها قائلة:أم تريد أن أخبرك بأن تلك الفتاة كانت متيمة بعشق رجل رفضها من أجل أخرى تعففت من أجله بينما هي كانت سلعة للرجال
كفكفت "إسراء" إحدى دموعها اللؤلؤية التي أخفت ملامحها لتطلق تنهيدة وجع امتزجت بنبرة شفاهها المرتعشة من البكاء لتقول:هل علمت الآن لماذا زواجنا مستحيل؟! أتركني يا "كارم"..بالله عليك أن تعود من حيث أتيت و أتركني لألملم شتات نفسي..عدً من حيث أتيت لأن ما عاد في قلبي موضع آخر للوجع
بقدر ما كان فضول "كارم" يستولي علي أوصاله لمعرفة سبب رفض "إسراء" للزواج به بقدر ما كانت صدمته من حديثها الذي تحول إلي صدمات كهربية صوبت بلا هوادة إلي كيانه..
لتطلق عينيه نظرات لم تستطع "إسراء" فهمها لتمتزج بنبرة الصدمة التي حرك بها شفاهه قائلاً:يوجد الكثير والكثير من الأسباب تستطيع محو الماضي
ما إن أنهي "كارم" حديثه حتى دلف خارج المكتب بسرعة تاركاً "إسراء" في أوجاعها التي باتت مسيطرة علي أوصالها ومسببة لهبوط دموعها بلا توقف..
..
شعاع ذهبي داعب عينيها الفيروزية باستحياء لترجف رموشها ببطء امتزج بابتلاعها لريقها بهدوء....
لتطلق "قمر" تنهيدة طمأنينة فور فتحها لعينيها بكسل امتزج بعلامات الخجل التي سرعان ما استولت علي ملامحها فور رؤيتها لملامح "فادي" الذي يحيط بخصرها بذراعيه لتدفن "قمر" وجهها بين ضلوع "فادي" بينما ابتسامة الفرحة التي سرعان ما ارتسمت علي ثغرها فور تذكرها لليلة أمس جعلت رعشة كهربية تسري في كيانها الذي ما كان مصدقاً أنه فاز بقيلولة طمأنينة بين ذراعي "فادي"..
أعادت "قمر" رفع وجهها ببطء تناسب مع حركة أصابعها العابثة بخصلات شعر "فادي" الغير واعي تماماً لما يحدث من حوله لتنتهز "قمر" تلك الفرصة وتغير مسار شفاهها لطبع قٌبلة عاشقة تحت شفاه "فادي" بمليمتر ومن ثم انسحب "قمر" بهدوء من قبضة "فادي" تلك لتتجه إلي دورة المياه الملحقة بحجرتها ومن ثم وبعد أخذها لحمام دافئ سريع وتبديل ملابسها....
مشغل أغاني غيرت "قمر" موضعه وجعلته في حجرة المطبخ لتدير تشغيله علي أغنية "أغلي الحبايب"..
وبينما كان نبرة "نوال الزغبي" تخيم علي أجواء حجرة المطبخ حيث تطاير "قمر" بخفتها المعتادة لإعداد الفطور لزوجها..
كانت عيني "فادي" الباحثة عن "قمر" بكسل امتزج بابتسامته الخافتة التي سرعان ما ارتسمت علي ملامحه فور شعوره برائحة عطر "قمر" التي مازالت تحضن صدره..
تنهيدة راحة أطلقها "فادي" امتزجت بحركة أسنانه التي أطبقت علي شفاهه السفلية فور تذكره للمسة شفاه "قمر" الكراميلية التي اشتاق لها..ولمحو ذاك الاشتياق كان لابد من الحصول علي إفطاره من تلك الشفاه الكراميلية..
ولكن!!قرر "فادي" تأجيل ذاك الإفطار ريثما يأخذ حمام دافئ..
ارتسمت ابتسامة فرحة علي ثغر "قمر" فور إنهائها لإعداد الفطور وقبل منح عقلها الفرصة لإيجاد طريقة لإيقاظ "فادي" أتتاها نغمات أغنية "الورد البلدي" لتزف لها الموسيقي التي سرعان ما جعلت خصر "قمر" يتراقص بمرح ممتزج بهمسات شفاهها مرددة كلمات تلك الأغنية..
"لما يهل الورد البلدي..كل الورد يخاف..بالعربي اللي مشفش العربي يبقي لا عاش ولا شاف"
تلك الكلمات الهادئة التي حركت بها "قمر" شفاهها بينما جسدها يتحرك دائرياً بحركات طفولية بحتة معلنة بداية جرعة الجنون الخاصة بتلك العنيدة..
قهقهة خافتة ممتزجة بنظرات شوق ذات معني أطلقتها عيني "فادي" الذي حرك شفاهه بنبرة مرح قائلاً:ألا تجدين أنكيٍ تتعمدين تشغيل الأغاني التي تقوم بدورها المثير
في تلك اللحظة كان ظهر "قمر" هو المقابل ل"فادي" لتبتلع "قمر" ريقها بصعوبة امتزجت مع حمرة خديها بخجل تناسب كلياً مع رعشة أوصالها من صدمتها لتحرك شفاهها بنبرة شعبية بحتة ولكنها هامسة لتقول:كبسة!!
بالرغم من عجز "فادي" عن سماع تلك الكلمة إلا أنه كان متأكدً بأن شفاه "قمر" تحركت بإحدى كلماتها المجنونة ليتحرك هو بدوره بخطوات ثابتة تجاهها ليعزف بلمسة يده الدافئة علي خصلات شعرها الذي أبعدها عن رقبتها ببطء يتناسب كلياً مع ابتسامته الهادئة التي استولت علي ملامحه فور شعوره برجفة "قمر" لتزداد تلك الرجفة أضعاف مضاعفة فور تغير "فادي" لمسار شفاهه وطبعه قٌبلة هادئة علي رقبة "قمر" التي لهثت أنفاسها بصعوبة امتزجت بضر........



يتبع.......


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-10-16, 12:00 AM   #36

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



الفصل الرابع والثلاثون


نبرة هي الأشبه بالغضب نبعت من شفاه "حمدي" الذي رسم علامات الرفض لذاك الطارق ليقول:خير؟!
علامات اللامبالاة المستولية علي ملامح "الشيخ\راضي" قابلت طريقة "حمدي" تلك ببرود تام امتزج بنبرة شفاهه الساخرة ليقول:هل كنت تظنني أحد أصدقائك الذين تبعثهم لمعرفة وجهة سفر "فادي"!! عموماً أنا لست هنا لمناقشتك لأني لن أشغل بالي بحديث مع طرف يريد الضرر برجل يعتبر من أحد أبنائي
تابع "الشيخ\راضي" حديثه وهو يمد يده بمظروف كبير نسبياً ليقول:ذاك المظروف هو أمانة وضعها "فادي" عندي لأجلك وطلب مني إعطائها لك في مكالمته الأخيرة معي
تناول "حمدي" ذاك المظروف بضجر مرتسم علي ملامحه وممتزج بنظرات عينيه التي تشع غضباً لتأتيه نبرة "الشيخ\راضي" المحذرة ليقول:كلمة أخيرة..من الأفضل ألا تعبث خلف "فادي" وتحاول معرفة وجهته لأن الصمت الذي كان يخيم عليً أو علي "ياسر" لن يدوم إذ حاولت تكرير فعلتك تلك
أنهي "الشيخ\راضي" حديثه مودعً "حمدي" بنظرة توعد ليقابلها "حمدي" بنظرات غضب تناسب مع طرقته لباب منزله بقوة نابعة من الغضب المشتعل بأوصاله كلياً..
فكك "حمدي" الشريط اللاصق الذي يحيط بذاك المظروف ليجد أنه يحتوي علي كتيب من الواضح جداً أنه من القدم بينما تلتصق به ورقة مطوية ..
التقط "حمدي" تلك الورقة بفضول ممتزج بعقدة حاجبيه المتعجبين من ذاك الكتيب ولكنه فضل البدء بالورقة التي حملت رسالة كتابية من "فادي" تقول..
"بوصول ذاك الكتيب إليك ستكون أفعالك أثبتت لي أنك تحاول تدمير عائلتي وأنا لا أتهاود في حق عائلتي أمام من يحاول تدميرها حتى وإن كان الرجل الذي رفض اعتباري ابنه لأجل أفكار عقيمة..
لا داعي لإطالة الحديث لأنه لن يفيدك في شئ لذلك أريد تقديم عينة من الماضي الذي ظننت أنك فهمته بل وصرت تصدر الأحكام تبعاً له..
لتستمتع قليلاً بمذكرات بخط زوجتك الأولي..بالمناسبة!! "معاطي القط" قتل أمي بسبب زوجتك تلك لأنه كان يحبها وأراد الانتقام منك ظنً منه بأنك من تسببت في موتها لذلك قتل أمي..وبالمناسبة أيضاً!! أريد تقديم نصيحة لك..يا ليت عندما تقرأ تلك المعلومة أن تمحي غبار الغضب من علي عقلك وتفكر في الأمر بالحكمة التي تفتقدها...
ملحوظة أخيرة..لا تقترب من أي فرد من عائلتي كان أم أصدقائي لأنه كما أنكرتني كابن لك أنا بدوري أنكرتك كأب لي ولن أضع أية اعتبارات إذا قمت بإلحاق الضرر بعالمي الخاص"
ما إن أنهي "حمدي" قراءة تلك الرسالة حتى اختفت ملامحه خلف أسرار الصدمة الممتزجة بالغضب لتعبث أصابعه الفضولية بذاك الكتيب ليبدأ "حمدي"بتلقي الصدمات دفعات متتالية..
...
تململت "قمر" في فراشها بنعاس مسيطر علي ملامحها لتتحسس موضع "فادي" بهدوء سرعان ما تحول إلي صدمة صوبت كدفعة كهربية إلي أوصال "قمر" التي قفزت من موضعها بخوف اتسعت عينيها علي إثره لتحرك شفاهه بنبرة هي الأشبه بالصراخ قائلة: "فادي"؟!!
أرتدي "فادي" حلته الرمادية اللون ليلتفت بجسده تجاه "قمر" محركاً شفاهه بنبرة تعجب قائلاً:ماذا حدث!! أنا هنا
هرولت "قمر" تجاه "فادي" لتلقي بجسدها بين ضلوعه لتتنفس رئتيها الصعداء فور شعورها بضربات قلب "فادي" لتحرك "قمر" شفاهها بنبرة خوف نبعت من رعشة أوصالها لتقول:خشيت أن تكون تركتني وسافرت..خشيت من أنني كنت في حلم
عبث "فادي" بأصابعه بخصلات شعر "قمر" بهدوء امتزج بنبرة شفاهه المطمئنة ليقول:لا تقلقي أيتها المجنونة..كيف لي أن أسافر عن عالمي؟! كيف لي أن أتركك يا مجنونة ؟!
ارتسمت ابتسامة راحة علي ثغر "قمر" لترفع رأسها ببطء بينما علامات القلق مازالت مسيطرة علي ملامحها لتحرك شفاهها بنبرة طمأنينة نسبية قائلة:لا أعلم ولكنني خشيت فعلاً لا تفعل ذاك مرة أخرى أرجوك
أومأ "فادي" رأسه بإيجاب امتزج بقٌبلته السريعة لشفاه "قمر" التي قامت بدورها بتفحص هيئة "فادي" الساحرة لتقول بنبرة ذهول: "فادي" !!! إلي أين بتلك الهيئة؟!
تأكد "فادي" من وضع نظارته الطبية لمستوي عينيه ليحرك شفاهه بنبرة هدوء قائلاً:إلي العمل فالعطلة انتهت ويجب أن أصل في الموعد
عقدت "قمر" ذراعيها أمام صدرها لترفع حاجبها الأيسر بحركة غيرة أنوثية بحتة لتتحرك شفاهها بنبرة تعجب قائلة:العمل؟! بأناقتك تلك؟! لن أدعك تذهب إلي أي مكان مهما كانت الأهمية
قهقهة خافتة نبعت من "فادي" الذي حرك شفاهه بنبرة ضحك امتزجت بملامحه الهادئة ليقول:"قمري"!! ليس أمامي سوي نصف ساعة لأكون خارج المنزل لذلك هل من الممكن أن تنحي جنونك ذاك جانباً وتعدي لي الفطور
أطلقت "قمر" تنهيدة غيظ امتزجت بنبرة الضجر التي حركت بها شفاهها لتقول:حسناً يا "فادي" حسناً
نظرات غيظ ممتزجة بملامح الضجر المسيطرة علي "قمر" التي دلفت خارج الحجرة لتحضير الفطور بينما تأكد "فادي" من وجود جميع متعلقاته في حقيبته الخاصة و وضع اللمسات الأخيرة لهيئته الساحرة تلك..
قطعتين من الخبز المحمص تعلو طبقة إحداهما القليل من الجبن المطبوخة وطبقة الثانية تتلألأ ببعض من شيكولاته النوتيلا يتناسب كلياً مع لون كوب الكابتشينو الذي يطلق دخان يتراقص بهدوء..
وضعت "قمر" اللمسة الأخيرة علي ذاك الفطور ببعض قطع من حلوي "Marshmallow" لتطلق "قمر" تنهيدة رضا عن ذاك الفطور بينما عينيها مازالتا تشتعلان غيظ ممتزج بعلامات المتمسكة بملامحها لتقتلعها نبرة الثناء النابعة من شفاه"فادي" ليقول:سلمت يداكٍ يا "قمري"
بالرغم من ألسنة الغيرة التي تشتعل داخل قلب "قمر" إلا أن كلمات "فادي" أخمدتها قليلاً لتحرك شفاهها بنبرة هدوء نسبي قائلة:فطور طيب علي معدتك
أسند "فادي" ذراعيه إلي حافة الطاولة لالتقاط قطعة الخبز الأولي ليرتفع حاجبه الأيسر بتعجب امتزج بنبرة شفاهه المتسائلة ليقول:أين فطورك؟!
التفت "قمر" بجسدها لثوانٍ معدودة ومن ثم جلست في مقابلة "فادي" وهي تحتضن علبة النوتيلا لتحرك شفاهها بنبرة مرح قائلة:ها هو
تقاسم الزوجان الفطور في أجواء هادئة نسبياً تتخللها نبرة الغيرة النابعة من شفاه "قمر" والتي يقابلها "فادي" بابتسامة خافتة..إلي أن حان موعد ذهاب "فادي" إلي عمله لتودعه "قمر" بقٌبلتها الحانية ونظرات عينيها العاشقة ودعوات قلبها بأن يعود بخير لها ويرزقه الخير في ذاك العمل..
....
في صباح اليوم التالي..
أطلق "حمدي" تنهيدة إصرار امتزجت بنظرات عينيه الثابتة وملامح وجهه التي تشع قوة لتعبث أنامله بقوة نسبية للطرق علي باب المنزل الذي انقطع عنه لسنين طويلة..
ثوانٍ معدودة انتظر فيها "حمدي" الإجابة وهو يشعر وأن ذاك الباب تحول إلي شاشة عرض يمر بها فيلم سينمائي بسنين ليست بكثيرة ولكنها تحمل الكثير والكثير من الذكريات في ذاك المنزل..
نظرات غضب أو بالأحق هي نظرات صدمة امتزجت مع الضجر الذي سرعان ما استولي علي ملامح "منير" الذي قبض علي مقبض الباب بغضب لتتحرك شفاه بنبرة قوة قائلاً:ماذا أتي بك إلي هنا؟! ألم تكتفي بما فعله ابنك؟! ألم تكتفي بالعار الذي أصابني بسبب ابنك؟!
أطبق "حمدي" علي عينيه للحظات معدودة امتزجت بنبرة شفاهه الغير مبالية وملامحه التي تحولت إلي الغضب ليقول:ابني؟! لقد توفي ولم أقم له عزاء
أطلق "حمدي" تنهيدة ضجر ليتابع حديثه بنبرة تساؤل قائلاً:هو سؤال واحد فقط و إجابته في جعبتك
اتكأ "منير" بمرفقه علي باب منزل ليعقد حاجبيه بضجر امتزج بنبرة الملل التي حرك بها شفاهه ليقول:خير؟!
نبرة تساؤل نبعت من شفاه "حمدي" الذي أطلق بعينيه نظرات متفحصة ليقول:هل أنت من استأجر "معاطي" لقتل زوجتي؟!!
لحظات صمت معدودة مرت علي "منير" الذي زفر بملل امتزج بنبرة اللامبالاة النابعة من شفاهه قائلاً:من الواضح أن ذاكرتك أصابها الخلل قليلاً لأن "معاطي" عندما تقدم ل"قمر" ورفضنا كنت موجود وبالإضافة لأنه أحبها بجنون فبعد وفاتها ظن بأنك السبب لزواجك من أخرى لذلك أراد الانتقام منك
أطلق "حمدي" تنهيدة حيرة امتزجت بنظرات عينيه التي تحاول تكذيب ذاك الحديث ليحرك شفاهه بنبرة قوة قائلاً:وماذا إن كنت تكذب؟!
ارتسمت ابتسامة سخرية علي ملامح "منير" الذي حرك شفاهه بنبرة لامبالاة ليقول:أثبت غير ذلك إن استطعت
وبدون مقدمات أو سابق إنذار..ودع "منير" "حمدي" بنظرة غضب تناسبت كلياً مع طرقة الغضب التي أغلق بها الباب في وجه "حمدي" الذي زم علي شفاهه بغضب قارب علي التحول إلي ألسنة لهب تفتك بذاك المنزل ليعود "حمدي" إلي سيارته..
...
أخفض "فادي" كوب المياه الخاص به ليرفع حاجبه بتعجب امتزج بنبرة شفاهه المتسائلة ليقول:ما معني حديثك هذا؟!
تناولت "قمر" جزء من قطعة اللحم الخاص بها لتحرك شفاهها بنبرة توضيح ممتزجة بنظرات عينيها البريئة لتقول:أعني بحديثي بأنك في الفترة القادمة ستكون خارج المنزل لأوقات متأخرة من أجل علمك وأنا أريد استكمال رسالتي والتقديم في الجامعة وأنت من وعدتني في السابق أنني سأكمل دراستي هنا
مسح "فادي" علي ذقنه بتفكير ممتزج بنظرات عينيه المترددة لتتحرك شفاهه بنبرة توضيح قائلاً:أنا عند وعدي فعلاً ولكننا لم نكمل الأسبوع الثاني من زواجنا كل ما أعنيه أنكيٍ من الممكن أن تكوني مرهقة وغير قادرة بعد عن البدء في الرسالة
ارتشفت "قمر" بعض قطرات من المياه لترتسم علامات القدرة علي ملامحها وتحرك شفاهها بنبرة وعد قائلة:مرهقة!! بالعكس أنا لدي كمية طاقة عجيبة ولذلك أريد استغلالها وأنا أعدك بألا تؤثر تلك الرسالة علي حياتنا وأنه من المستحيل أن أتأخر مهما كان الأمر ولكنني لا أريد الشعور بالملل خصيصاً وأنني ما تعرفت علي أحد من الجيران بعد
أسند "فادي" ذقنه بكفيه المنعقدين لتتحرك عينيه لتفحص "قمر" التي تنتظر موافقته علي أحر من الجمر ليومأ رأسه بإيجاب امتزج بنبرة شفاهه الهادئة ليقول:حسناً لا بأس ولكنني لن أستطيع القدوم معك عندما تتقدمي بطلب الانضمام إلي الجامعة بسبب العمل
أطلقت "قمر" تنهيدة راحة امتزجت بعلامات الفرحة التي سرعان ما ارتسمت علي ملامحها وكونت ابتسامة ساحرة لتحرك شفاهها بنبرة ثبات لتقول:شكراً جزيلاً يا حبيبي الأهم ألا تقلق سأستطيع تدبير أمري بإذن الله
تابع كلاً من "فادي" و"قمر" تناول طعامهم ونبرات "قمر" المتسائل عن يوم العمل الخاص ب"فادي" تمتزج بنبرته الموضحة لما جري في يومه..
إلا أن أنهي الطرفين الطعام وارتفع رنين هاتف "فادي" معلن قدوم اتصال من "ياسر"..ليتجه "فادي" للرد علي مكالمة صديقه بينما اتجهت "قمر" إلي المطبخ لتنظيف تلك الأطباق..
بعد ما يقارب العشر دقائق..
دلف "فادي" إلي حجرة المطبخ ليحرك شفاهه بنبرة توضيح قائلاً: "مريم" ستحادثك في المساء لأنها منشغلة ب"تميمة" الآن
ارتفعت "قمر" بجسدها لوضع الأطباق بينما شفاهها تتحرك بنبرة هدوء لتقول:ليس هناك مشكلة الأهم أنهم بخير
اقترب "فادي" من "قمر" بهدوء لمساعدتها في ترتيب تلك الأطباق لتطلق عينيه نظرة شوق امتزجت بنبرة شفاهه المرحة ليقول:أليس من الغريب أنكيٍ دائماً ما تشعلي تلك الأغاني وأنتي في المطبخ وكل ما تفعليه هو الدوران حول نفسك!! هل تطلقين علي ذاك رقص!!
لم تنتبه "قمر" كثيراً لنظرة عيني "فادي" بقدر انتباهها بحديثه الساخرة من حركات جسدها لتتجه "قمر" ناحية مشغل الأغاني وتشعله علي موسيقي شرقية لتحرك شفاهها بنبرة تحدي قائلة:حقاً؟! حسناً فلتري ما أفعله
تمايلت "قمر" بخصرها لتثير جنونه بينما انسياب ثنيات جسدها الأنوثي الممتزج مع نغمات الموسيقي لتعزف سمفونية أنوثية بحتة..
ثوانٍ معدودة كانت كافية لدي "فادي" الذي تحرك تجاه "قمر" بثبات امتزج بنظرات الشوق التي تزداد حدتها مع كل خطوة منه ليطبق بذراعيه علي "قمر" التي رسمت ابتسامة أنوثية بحتة امتزجت بنبرة الدلال النابعة من شفاهها لتقول:أما زلت تسخر من...
لم يمنح "فادي" الفرصة لشفاه "قمر" باستكمال الحديث وإنما هوي عليها بشفاهه لعزف سمفونيته العاشقة الخاص ليهرب الزوجان إلي عالمهم الخاص ..
...
مر أسبوعين كاملين علي أبطالنا تسير فيهم حياتها اليومية بشكل طبيعي..
ف"قمر" تم قبوها بالجامعة بينما استطاعت تكوين بعض الصداقات من جيرانها المحيطين بها وبالطبع التواصل مع "مريم" و"ثرية" لم ينقطع ولو ليوم واحد أما بالنسبة لحياتها مع "فادي" الذي بات يأتي إلي المنزل لساعات معدودة اغلبها يقضيها في سرقة قيلولة هادئة بسبب الإرهاق المتمكن من أوصاله إثر عمله الذي يتضاعف عليه يومً بعد الآخر..
أما عن "حمدي" فبات مدفوناً في تردده من تصديق "منير" وصدمته من حقيقة مرض "قمر" وحيرته في أمر "فادي" الذي بات يشغل الحيز الأكبر من تفكيره لمعرفة كيفية وصول تلك المعلومات له..
أيام الأسبوعين هذين كانت إلي حد ما هادئة علي باقي أبطالنا المنشغلين بحياتهم اليومية..
...
كافأ الله "إسراء" بدار الأيتام ذاك الذي بات منبعً لبث الطمأنينة إلي قلبها ورسم ابتسامة الفرحة علي ملامحها.. فبالرغم من ظنها في بداية الأمر أنها لن تقدر علي السيطرة علي زمام ذاك الدار إلا أنها بسرعة عجيبة استطاعت تقوية ذاك الدار وتعلم مهارات العمل بسرعة بل وزرع حبها داخل قلوب الأطفال الذين باتوا جزء من كيانها...
وكعادة "إسراء" كل يوم فور حضورها للدار بالاتجاه إلي الحديقة الملحقة به لمتابعة الأطفال المنشغلين بالمرح واللهو..ولكن!!تلك المرة كان الوضع مختلف تماماً فصخب ضحكات الأطفال التي تستقبلها من علي أبواب الدار باتت مختفية لتفاجئ "إسراء" فور دخولها إلي الحديقة وعلامات القلق تستولي علي ملامحها لتجد الأطفال يقفون صفاً واحدً وبأيديهم أوراق بيضاء تكون جملة نصها "لا أهتم لما كان في الماضي..أنا أريدك في حاضري ومستقبلي..لذلك هل تقبلين الزواج بي؟!"
تلألأت دمعة دافئة بين جفون "إسراء" التي حركت رموشها مراراً وتكراراً من أجل التأكد من تلك الجملة لتطلق رئتيها تنهيدة فرحة لم تستولي علي كيانها من زمن بعيد لتمتزج دمعتها التي هربت من جفونها بابتسامتها الهادئة التي رُسمت علي ملامحها فور رؤيتها ل"كارم" يتجه إليها و مصاصة صغيرة تتأرجح في ثغره ليحرك شفاهه بنبرة طلب مرحة قائلاً:تلك المصاصة لذيذة جداً..هل لي بأخرى لأن تلك ملك ل"أحمد" وهو لن يعيرني المصاصة الأخرى
في بداية الأمر كانت "إسراء" تظن أن طلب "كارم" هذا ما هو إلا من شاب أعجبته مفاتنها وهيئتها فأراد الزواج بها وبالإضافة إلي شبح حبها ل"فادي" الذي كان متخصصً في رفض فكرة الزواج بغير "فادي" والعامل الأكبر ما حدث في الماضي مع "محب" و"هاني" وغيره و غيره..
جميعها عوامل تكونت من أجل ترسيخ فكرة رفضها ل"كارم" بل ومقابلته طلبه هذا بالسخرية..
ولكن!!في النهاية "إسراء" هي أنثي تحتاج بأن تشعر بالحب من رجل نظراته لها ليست نظرات شهوة وإنما نظرات عشق ممتزج بتصميمه علي عدم تركها بل هي بحاجة أيضاً لذاك الرجل الذي يتقبل ماضيها بل ويساعدها في محوه نهائياً وبداية حياة جديدة معه..
وبقدر ما كانت "إسراء" تظن بأن حبها ل"فادي" سيحطم أي معتقدات لرجل يريدها إلا أنها بما فعله "كارم" هذا وعدم تركها بالرغم مما قالته والذي يحمل معاني من الصعب علي الرجل الشرقي تحملها إلا أن طبيعة "كارم" كانت بنكهة أخرى فبالرغم من أنه متمسك بكل خصال الرجل الشرقي إلا أنه يتمسك بخصلة أن من تاب علي أمر فلا يحق لنا محاسبته بل واجب علينا مساعدة في محو تلك الخطيئة..
لذلك!!أطلقت "إسراء" تنهيدة فرحة امتزجت بنبرة شفاهها الشبه باكية لتقول:لا تتركني
ارتسمت ابتسامة فرحة علي ملامح "كارم" الذي أطلق تنهيدة طمأنينة امتزجت بنبرة شفاهه المرحة ليقول:فلننهي تلك المصاصة وتحضري لي أخرى ومن ثم نجلس لبحث متى سيكون الزفاف؟!
....
ألقت "قمر" بنظارتها الطبية علي الأريكة لتعيد لملمت خصلات شعرها المبعثر علي كتفها لتنطلق تنهيدة تكاسل من رئتي "قمر" التي أسندت ذقنها علي كفها الأيسر بينما يدها اليمني تعبث بجهاز الحاسوب المحمول لإتمام التأكد بأن أحد فصول الرسالة تم بنجاح..
دام الحال كهذا لما يقارب الخمسة دقائق لترفع عينيها من أمام الحاسوب للبحث عن أحد القواميس لمراجعة معلومة ما..
وما هي إلا لحظات معدودة لتزفر فيها "قمر" بضجر من عدم إيجادها لذاك القاموس رغم تأكدها أنها رأته من ثوانٍ لتتجه "قمر" إلي الطاولة الموجودة في أقصى يمين الحجرة للبحث عن ذاك القاموس لعلها أخطأت و وضعته مع المجلات لتتحرك شفاه "قمر" بضيق نسبي لتقول:يا الله!!أنا متأكدة أني رأيته
وما إن أنهت "قمر" حديثها حتى أتتها نبرة "فادي" الهادئة قائلاً:ها هو يا مجنونة كان ورائك
سرعان ما تبدلت علامات الضجر المستولية علي ملامح "قمر" إلي علامات سعادة تتراقص علي ملامحها وترسم ابتسامة هادئة علي ثغرها..لتلتفت "قمر" بسرعة امتزجت بنظرات عينيها التي سرعان ما باتت تشع طمأنينة لتخطو بقدمها تجاه "فادي" لتصبح المسافة الفاصلة بينهما أقل من السنتيمتر لتتحرك شفاه "قمر" بفرحة طفلة رأت لتوها والدها لتقول:اشتقت لك كثيراً
تحركت أنامل "قمر" بهدوء لتتمسك بحلة "فادي" لتتابع حديثها قائلة بنبرة عتاب:منذ الصباح وأنا أحاول محادثتك وهاتفك مغلق وأنت لم تحادثني
غير "فادي" مسار شفاهه لتتجه بين مقلتي "قمر" طابعة قٌبلة حانية امتزجت من تنهيدة الإرهاق التي أطلقتها رئتي "فادي" ومن ثم تحركت شفاهه بنبرة توضيح قائلاً:كان لدي برنامج ممتلئ جداً اليوم بالإضافة لأنني نسيت تشغيل هاتفي بعدما خرجت من حجرة المدير
ارتسمت ابتسامة هدوء علي ثغر "قمر" لتمتزج بنظرات عينيها الحانية التي تتفحص بها ملامح "فادي" لتتحرك شفاهها بنبرة طمأنينة قائلة:حسناً يا حبيبي الأهم أنك بخير الآن..اتجه لأخذ حمام دافئ سريع ريثما أعد لك العشاء ومن ثم تخلد للنوم لتريح جسدك
داعب "فادي" خصلة شعر تتأرجح حول جبين "قمر" لتتحرك شفاهه بنبرة إصرار ممتزج بعلامات الهدوء المسيطرة علي ملامحه ليقول:لا..نحن سنسهر سوياً الليلة وأنا بمجرد ارتشافي لبعض من القهوة سأصبح بخير وبما أن الغد عطلتي سيكون من السهل النوم في الصباح
أطلقت "قمر" تنهيدة فرحة امتزج بنبرة شفاهها المرحة لتقول:حقاً؟! أخيراً حسناً سأرتب أنا تلك الفوضى التي بالحجرة ريثما تنتهي
أومأ "فادي" رأسه بإيجاب لينطلق خارج الحجرة لتبديل ثيابه وأخذ حمام دافئ بينما "قمر" انشغلت بترتيب الحجرة لترتب الأريكة وتضع وسادتين علي الجانبين ومن ثم اتجهت لتخفيف الإضاءة وترتيب الطاولة بوضع بعض الشموع المتوهجة في كريستالات بأشكال مختلفة..
وبمجرد أن أنهت "قمر" ترتيب الحجرة حتى اتجهت إلي حجرة المطبخ لإعداد بعض الكريب المحشو بالجبن وتجهيز طبق بحلوي "Marshmallow" بينما صنعت الكثير من البوشار..
لتتجه "قمر" بتلك الأطباق واحدً تلو الآخر لترتيبهم علي طاولة حجرة التلفاز لتضيف لهم فنجان القهوة الخاص ب"فادي" وكوب الكابتشينو الخاص بها..ومن ثم اتجهت "قمر" إلي حجرة النوم لتجد "فادي" ينهي تجفيف خصلات شعره لتحرك شفاهها بنبرة فرحة قائلة:لقد رتبت الحجرة..اختر أنت أحد الأفلام ريثما أبدل ملابسي
أومأ "فادي" رأسه بإيجاب مودعً "قمر" بقٌبلة هادئة بين مقلتيها ليدلف خارج الحجرة بينما اتجهت "قمر" سريعاً لتبديل ملابسها وزيادة أنوثتها ببعض من أحمر الشفاه...
وما هي إلا دقائق معدودة حتى ارتسمت ابتسامة الهدوء علي ثغر "فادي" ليستقبل "قمر" التي تتحرك تجاه بفرحة مرتسمة علي ملامحها وممتزجة مع حركة جسدها المنساب بين طيات حرير ملابسها الأنوثية ..
أطلقت "قمر" تنهيدة هادئة فور جلوسها بجوار "فادي" لتتحرك شفاهها بنبرة متسائلة لتقول:أي الأفلام اخترت
أحاط "فادي" بذراعيه كتف "قمر" ليحرك شفاهه بنبرة ماكرة قائلاً: The Conjuring Two
عقدت "قمر" حاجبيها بتعجب تناسب مع اصطناعها للتثاوب لتمتزج بنبرة شفاهها المرحة لتقول:حقاً؟!يا الله إني أشعر بنعاس شديد لذلك سـأخلد إلي الفراش
أطلق "فادي" ضحكة عالية نسبياً امتزجت بحركة أنامله المتمسكة بكتف "قمر" ليحرك شفاهه بنبرة تأكيد قائلاً:ما المشكلة لكل هذا؟! إنه مجرد تمثيل بالإضافة لأننا سنستمتع سوياً
بالرغم من رجفة أوصال "قمر" فور تشغيل "فادي" لذاك الفيلم إلا أنها اضطرت لمشاهدته لعدم تخريب تلك السهر الهادئة..ليبدأ الفيلم بهدوء نسبي يخيم علي أجواء الحجرة المتبنية لحديث "فادي" و"قمر" المستمر طيلة الفيلم بالرغم من المقاطع التي أحياناً ما أصابت "قمر" بالذعر واضطرتها لخفض عينيها بين ذراعي "فادي" الذي سرعان ما كانت تتعالي ضحكاته من تلك الطفلة المتمسكة به..
وأخيراً ما انتهي الفيلم لتطلق "قمر" تنهيدة راحة امتزجت بنبرة شفاهها الغير مبالية لتقول:إنه كان فيلم ممتع حقاً ولا وجود لمشاهد تخيف إطلاقاً
رفع "فادي" حاجبه الأيسر بسخرية امتزجت بعبث أنامله لالتقاط بعض حبات البوشار لتتحرك شفاهه بنبرة مرح قائلاً:حقاً!!والذي يشهد علي ذاك رجفة رموش عينيك التي لم تنقطع منذ بداية الفيلم
حملت "قمر" بعض الأطباق التي باتت خالية من الطعام لترسم علامات الثقة علي ملامحها لتمتزج بنبرة شفاهها الهامسة لتقول:"فادي"!!تعال معي إلي المطبخ لوضع تلك الأطباق تلك..أرجوك
ارتفع صخب ضحكات "فادي" بسرعة ملحوظة امتزجت بعلامات الطفولة المرتسمة علي ملامح "قمر" التي حركت شفاهها بنبرة ثقة قائلة:حسناً أنا من البداية حادثتك بذلك حتى لا أتركك بمفردك ولضحكاتك تلك سأتركك بمفردك
خطت "قمر" خطوتها الأولي خارج الحجرة بثقة سرعان ما تحولت إلي رجفة قلق تحكمت من أوصالها فور اقترابها من المطبخ لتحرك شفاهها بنبرة هامسة قائلة:أنا من فعلت ذلك بحالي..أنا لا أصلح لمشاهدة شئ إلا الكارتون
و بمجرد أن وضعت "قمر" تلك الأطباق علي طاولة المطبخ حتى دلفت سريعاً خارج حجرة المطبخ لتفاجئ
بألوان ورد متناسقة ومزينة بطريقة ساحرة وموضوعة علي طاولة الصالة لترفع "قمر" حاجبها الأيسر بتعجب امتزج بنبرة شفاهها المرتعشة لتقول:هل من المعقول أن يكون الجن من أحضره؟!ولكنه بذلك صار جن رومانسي جداً
وما إن أنهت "قمر" حديثها المرتعش هذا حتى أتتها نبرة "فادي" المطمئنة ليقول:هل أعجبك؟!
بقدر ما كان خوف "قمر" قادر علي التحول إلي صراخ إلا أن ذهول "قمر" من أن المتعجرف صار يحضر ورد ما جعلها تحرك شفاهها بنبرة عدم استيعاب لتقول:أنت من أحضرته؟!
أومأ "فادي" رأسه بإيجاب امتزج بعبث أنامله بخصلات شعره ليحرك شفاهه بنبرة تأكيد ليقول:نعم
اتجهت "قمر" لحمل ذاك الورد لتطلق تنهيدة فرحة استمدتها من رائحة الساحرة لتخطو تجاه "فادي" محركة شفاهها قائلة بنبرة مرح ممتزجة بنظرات عينيها العاشقة لتقول:بالرغم من ذاك الفيلم الذي حولني إلي قطة مبللة بمياه باردة إلا أنني أعشقك يا "فادي"
أحاط "فادي" خصر "قمر" بذراعيه ليغير مسار شفاهه منطلقً إلي منبع عشقه الكراميلي الساكن بثنية شفاه "قمر" ليطبق عليها بشفاهه معلنً بداية عزف سمفونية العشق الخاصة به و"قمر" التي سرعان ما انسابت من لمسات شفاهه تلك..لينسحبوا بهدوء إلي عالمهم الخاص..
...
مرت أربعة أشهر كاملة علي أبطالنا وحياتهم إلي حد ما تسير بخطوات هادئة يتخللها بعض التعثرات المعتادة في حياة أي كائن بشري..
فبالرغم من انشغال "ياسر" الدائم في عمله إلا أنه عاد عليه بالخير بتريقة كبيرة حصل عليه بفضل جهوده التي باتت إحدى أهم أركان نجاح تلك الشركة..وذاك النجاح لم يختلف كثيراً عن النجاح التي حققته "مريم" في الموازنة بين تربية "تميمة" التي صارت منبع للمرح الذي يضخ المثير والكثير من العبث بأركان المنزل وبين احتوائها ل"ياسر" وتفهمها لانشغاله بل ومحاولة تقديم الراحة له في أوقات وجوده بالمنزل..
ليتحقق نجاح تلك المرأة بقدرتها علي الموازنة بين تربيتها لابنتها وخلق الأجواء الهادئة لزوجها المنشغل بعمله..
أما عن "أسماء" فبالرغم من طبيعة عملها في الداخلية التي باتت تشكل تحول في شخصيتها الأنوثية إلا أنها تحاول قدر ما استطاعت الفصل بين عملها ذاك وحياتها الزوجية مع "بسام" الذي بات له اسم ذو سمعة طيبة في الداخلية خصيصاً بعد القضايا الشائكة التي باتت من تخصصه...
وبقدر ما كانت "أسماء" تحاول التفنن في كيفية تقديم الراحة ل"بسام" ورسم ابتسامة فرحة علي ملامحه بقدر ما كان "بسام" يقابل محاولاتها تلك بابتسامته الهادئة المعهودة وبمحاولاته المستميتة بألا يهدر أيٍ من واجباته تجاهها..
أما عن "كارم" الذي استطاع وبأعجوبة ما ظنت "إسراء" بأن يدق قلبها حباً له بل بالأحق هو عشقً بات ظاهراً وبقوة من نظرات عيني "إسراء" التي تشع عشق ل"كارم" ممتزج بملامحها وجهها الممتنة له بأنه اقتلاعها من أحزانها تلك وأعادها إلي الحياة السعيدة الكامنة في كلمات ونظرات عينيه...
و ها هم الآن يستمتعون بليالي زفافهم الأولي في إحدى الدول الأوربية بعدما أقيم ذاك الزفاف الساحر والشاهد علي العشق المتبادل بين الطرفين..
وعلي عكس تلك السعادة كانت الأجواء المحيطة ب"حمدي" يخيمها الحزن بنسبة 100% وتستولي فيها علامات الألم علي ملامح وجهه التي باتت تختفي بسبب تلك العلامات..فبعدما بات "حمدي" متأكدً أنه من المستحيل أن يجد مكان "فادي" بالإضافة إلي استحالة العودة إلي الماضي للتخفيف عن زوجته الأولي في ليالي مرضها وتعويض زوجته الثانية علي الإهمال الذي منحها إياه منذ لحظات زواجهم الأولي...
بات الآن "حمدي" متيقنً بأنه دمر ماضيه وصار وحيداً في حاضره وبات من الواضح أن أيام مستقبله ما هي إلا جرعات من الألم المجهزة لتغلغل في شريان كيانه..
بينما الحال لم يختلف كثيراً عند "منير" الذي بات يتقدم في السن يوماً عن يوم إثر الحزن الذي بات كجزء من كيانه وبالرغم من ذبك فإن موهبة "منير" في اصطناع القوة باتت تجعله يخفي أحزانه تلك ويقابل طلب "ناهد" برؤية "بسام" برفض قاطع ممتزج بنظرات عينيه الغاضبة ليضيف بها سموم تدب في جروح "ناهد" المتألمة لفراق أولادها..
بينما سارت حياة "الشيخ\راضي" و"ثرية" بهدوئها المعتاد ولكن بتغير طفيف فبعدما كانوا مشتعلين قلقً علي أطفالهم فقط أضيف "فادي وقمر" و"ياسر ومريم" إلي تلك القائمة وألحق اسم "تميمة" بقائمة أحفادهم ليصبح من المعتاد زيارة "ياسر" ل"الشيخ\راضي" وزوجته بصحبة "تميمة" و"مريم" وباتت "مريم" تنتظر أسبوعياً قدوم "ثرية" كانت بمفردها أم بصحبة "الشيخ\راضي" لقضاء بضع ساعات معهم..
بينما بات رقم هاتف "فادي" ملحقً بقائمة "الشيخ\راضي" الصباحية الخاصة بأبنائهم ليطمئن عليهم واحدً تلو الآخر..
وأخيراً حصلت "قمر" علي درجة الامتياز الخاصة برسالة الماجستير المقدمة منها لتحقق "قمر" إنجازها الأول في حياتها العلمية الخاصة بتلك الجامعة التي صارت من أهم أحلام "قمر" للوصول إلي أرقي درجات التقدم فيها لتبدأ في التجهيز لرسالة الدكتوراة..وبالرغم من الانشغال الطبيعي الخاص بحياة "قمر" العلمية إلا أنها بحنكتها المعتادة استطاعت فصل حياتها الزوجية المشتركة مع "فادي" عن ذلك وعدم المساس بقدسية تلك الحياة نهائياً بل وبالرغم من المشاكل الطبيعية التي تقابل أي زوجين مهما كانت قوة ترابطهم إلا أن تلك المشاكل باتت تنتهي بابتسامة خافتة ترتسم علي الشفاه فور تقابل العيون..
وبالإضافة إلي المرح التي بات أحد أركان حياة "قمر" و"فادي" إلي أن ذاك المرح بات يتسرب بهدوء إلي علاقة "قمر" ببعض جيرانها الذين صاروا جزءً هامً من حياة "قمر" وبات من المعتاد تقضية ساعات وساعات معهم في عطلة نهاية الأسبوع...
وبفضل جهود "فادي" المستميتة في إثبات قدراته في عمله الجديد استطاع الفوز بإعجاب الكثير والكثير من زملائهم بقدرة علي تقديم المعلومات كاملة وبطريقة مختلفة للوفد المسئول عنه بل وبات ينظم برامج خاصة بكل وفد حسب طبيعة أفراده ليحظي "فادي" بذلك علي تقدير مديره الدائم له وإعجاب زملائه بتفانيه في عمله ذاك بل وصار "فادي" يطلب بالاسم من بعض الوفود السياحية..
وباعتراف "فادي" الذي أقر فيه أن الفضل فيما وصل إليه في وقت قياسي أولاً بفضل الله الذي أنعم عليه لما وصل إليه وثانياً بمساندة "قمر" له..فبالرغم من عبقريته في عمله إلا أن المساندة التي قدمتها "قمر" له وتفهمها لغضبه أحياناً و مقابلتها له بعد ساعات غياب تدوم لوقت متأخر بابتسامة صافية ونبرة مشجعة..
كل هذا كان عاملاً قوياً لدي "فادي" للتفاني في العمل وتقديم مهاراته الخاصة بذكائه المعتاد..
...
التقط "بسام" منشفته القطنية لتجفيف خصلات شعره من قطرات الماء الباردة المتسابقة في الهبوط علي صدره العاري..لترتفع نبرة شفاهه المتسائلة قائلاً:"أسماء"!!ما هذا؟!
أخفضت "أسماء" هاتفها المحمول عن مستوي عينيها لترفع حاجبها الأيسر بنبرة تعجب ممتزجة بنبرة التساؤل المصطنعة لتقول:ماذا تقصد يا حبيبي؟!
التقطت أنامل "بسام" ذاك الحذاء الوردي اللون الذي بالكاد يساوي حجم كفه لتتحرك شفاهه بنبرة عدم استيعاب قائلاً:هذا!! ماذا جاء به هنا!! هل هو ملك لابنته أختك؟!
ارتسمت ابتسامة ساحرة علي ثغر "أسماء" لتمتزج مع ملامحها الهادئة ونبرة شفاهها المتراقصة فرحً لتقول:لا..إنه لابنتنا نحن
رفع "بسام" حاجبه الأيسر بذهول امتزج بنظرات عينيه المتفحصة ل"أسماء" لتتحرك شفاهه بنبرة عدم تصديق قائلاً:"أسماء"!!لا وقت للمزاح في مثل تلك من أمور
قامت "أسماء" من موضعها النائم علي الفراش لتقف عليه بثبات امتزج بنظرات عينيها المتراقصة فرحً ونبرة شفاهها المؤكدة لتقول:ذاك ليس بمزاح..أنا حامل..حاااااااااامل
ثوانٍ معدودة استغرقها "بسام" لاستيعاب حقيقة ما قالته "أسماء" لتتحسس أنامله ذاك الحذاء بفرحة ارتسمت علي ملامحه تدريجياً مكونة ابتسامة رضا علي ثغره ليخطو بقدمه تجاه "أسماء" صاعداً لي الفراش ليصبح في مستواها ليحرك شفاهه بنبرة فرحة مشتتة قائلاً:في السابق قدمت لي العشق الذي أعاد إحياء قلبي والآن تقدمي لي العائلة التي من أجلها ستستمر دقات قلبي.."أسماء"!!أنا حقاً أعشقك
اتسعت ابتسامة "أسماء" الهادئة تدريجياً لتحيط رقبة "بسام" بذراعها الأيمن بينما ذراعها الأيسر اتحدت فيه أصابعها بأصابع يد "بسام" لتتحرك شفاهها بنبرة عاشقة لتقول:أنت منحتني الحياة يا "بسام" وجعلتني بحق أعشقك لحد الجنون
ارتسمت علامات الفرحة علي ملامح "بسام" الذي غير مسار شفاهه ليهوي بها لملامسة شفاه "أسماء" ليتقابلوا في قٌبلة عاشقة سُلبت فيها أنفاسهم واتحدت ضربات قلوبهم لتهوي بهم تلك القُبلة إلي عالمهم الخاص
...
عقد "فادي" حاجبيه بغضب ممتزج بعلامات الضجر المسيطرة علي ملامحه لتتحرك شفاهه بنبرة شبه مرتفعة قائلاً:ألم أحذرك مراراً وتكراراً من الحديث مع ذاك الشاب!! أم أن نبرتي كانت غير مفهومة؟!
ابتلعت "قمر" ريقها بصعوبة من بركان الغضب المشتعل داخل عيني "فادي" لتحرك شفاهها بنبرة توضيح قائلة:لقد أتي ليسألني عن أمر بخصوص رسالته لأنها تضمن جزئية من رسالتي وعندما حاولت توضيح الأمر له أتيت أنت لاصطحابي
قبض "فادي" علي يده بغضب ليطرقها في حائط المنزل بغضب تناسب كلياً مع نظرات عينيه النارية لتتحرك شفاهه بصيحة مرتفعة قائلاً:وأنت ما شأنك برسالته؟!أليس له دكتور مشرف عليها؟!والأهم من ذلك أنني حذرتك من الحديث معه حتى ولو بسلام..صحيح أم أنا مخطئ
أومأت "قمر" رأسها بإيجاب امتزج بتلألأ عينيها بدموع لؤلؤية لتحرك شفاهها بنبرة اعتذار قائلة:لست بمخطئ ولك كل الحق أن تمنعني من الحديث معه ولكنني ما استطعت ألا أجيبه طالما أن الحديث كان في سياق العمل..
"فادي"!! أنا آسفة أرجوك تحكم في غضبك من أجلي
أطلقت رئتي "فادي" تنهيدة تحمل ألسنة اللهب المشتعل داخل كيان "فادي" الذي حرك شفاهه بنبرة البرود المعتاد بها لتسيطر تلك النبرة علي زمام الأمور ليقول:أنا متعب طيلة اليوم في العمل لذلك أحتاج لقسط من الراحة
استولت علامات الحزن علي ملامح "قمر" التي بدأت وكأنها أمامها ثانية واحدة لتنهار من البكاء لتحرك شفاهها بنبرة مرتعشة قائلة:"فادي" أنا حقاً آسفة لن يتكرر الأمر نهائياً مهما حدث
ضرب برود "فادي" بنبضات قلبه المحفزة إياه لإنهاء ذاك الموضوع عرض الحائط لترتسم علامات اللامبالاة علي ملامحه وتتحرك شفاهه بنبرة برود قائلاً:تصبحين علي خير
بمجرد أن أنهي "فادي" حديثه ذاك حتى عبثت يده لالتقاط سلسلة مفاتيحه ليدلف إلي حجرته بلامبالاة ل"قمر" التي باتت ترتعد من محاولاتها للتماسك ريثما يدلف "فادي" إلي الحجرة..
وبالفعل وبمجرد أن أغلق "فادي" باب الحجرة حتى ارتفع أنين بكاء "قمر" التي اتجهت بدورها إلي حجرة التلفاز لتلقي بجسدها المرتعد علي الأريكة في وضعية الجنين في رحم أمه بينما ملامحها التي باتت مختفية إثر دموعها لتحوي بأن ما تمر به لا يليق نهائياً بشابة في منتصف عقدها الثاني..
تحركت شفاه "قمر" بنبرة ألم مرتعشة من بين دموعها المتأرجحة علي ثغرها لتقول:لطالما أخبرتني أنك لا تستطيع النوم إلا وأنا بين ذراعيك؟!كيف ستنام الآن!!وكيف استطعت تركي هكذا وأنت تعلم أنني أخشي الظلام!!
كيف هانت عليك دموعي وتركتني هكذا!!
بينما علي الجانب الآخر..تحديداً عند "فادي" الذي أنهي لتوه حمام بارد خفف من حدة غليان رأسه الغاضبة واتجه إلي خزانة الملابس لالتقاط ملابسه المنزلية لتتصلب أصابعه فور ملامسته للملابس لتراقص ذكري كانت من أسبوعين تقريباً..
عندما كانت "قمر" تقف أمام خزانة ملابسه تجهز له ملابسه بينما هو منشغل بتجفيف خصلات شعره وصخب ضحكاته علي مزاح "قمر" كان يرتعد له كل جزء بالمنزل..
لترتسم ابتسامة خافتة علي ملامح "فادي" فور تذكره لنبرة "قمر" الضاحكة عندما قالت له:بمجرد شعوري برائحة الطعام المحترق تصلبت في مكاني ليس خوفً من أنني لن استطيع إعداد الطعام قبل حضورك ولكن حزنً علي قطعة الدجاج التي كانت بالقدر وكنت هموت عليها
أطلق "فادي" تنهيدة ضجر امتزجت بعلامات الحنين المرتسمة علي ملامحه بينما نغزات عقله باتت تمنعه من التوجه إلي "قمر" لينتهي به المطاف في التمدد علي الفراش بغضب نابع من قلبه إلي عقله الذي سيطر علي زمام الأمور..
لينتهي الحال ب"فادي" كان أم "قمر" بقضاء ليلتهم كاملة في تذكر مواقف حياتهم المرحة ولكن تلك المرة كل فرد منهما في جانب يرسم ابتسامة حنين لتلك الذكري وتمتزج بعلامات الضجر المرتسمة علي ملامحه..
لتدون تلك الليلة بحروف باللون الأسود لتحمل ذكري أول ليلة يقضيها العشاق بدون بعضهما..



يتبع......
#نورهان_حسنى



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-10-16, 12:01 AM   #37

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



الفصل الخامس والثلاثون



مر أسبوع بالكامل والحديث بين "فادي" و"قمر" شبه منقطع تماماً عدا فقط تحية اليلام المتعارف عليها لا غير..
فباتت أيام "فادي" تتلخص في استيقاظه صباحً لممارسة رياضته اليومية ومن ثم يُحضر لحاله كوب من النسكافيه ومن ثم علي عمله ليقضي فيه النهار بأكمله وجزء من الليل وعند العودة يهوي بجسده علي فراشه فقط..
فبالرغم من الألم الذي تمكن من ملامح "فادي" محولاً إياها لملامح باهتة لا تمت بصلة نهائية بابتسامة الفرحة التي طالما زينت ملامحه منذ ليلة زواجه ب"قمر" إلا أن خصال "فادي" المتعجرفة وطبعه الغير مبالي استطاع التحكم في زمام الأمور ورفض فكرة بداية خطوة التصالح مع "قمر"..
"قمر" التي باتت مقيمة في حجرة الأطفال طيلة يومها الذي تقضي معظمه في الجامعة والباقي تنشغل فيه بالتجهيز لرسالتها الخاصة بعد أن تمكنت خصلة العند التي تتميز بها من أوصالها مجبراً إياها علي عدم تكرار اعتذارها مهما كان آلمها فما فعله "فادي" بتركها في تلك الليلة التي خيمت دموعها علي ملامحها فيها جعل عقلها العنيد يتمسك بزمام الأمور رافضً التفكير في الاعتذار بعد الألم الذي اجترعته في تلك الليلة..
وبذلك!!مضت أيام ذاك الأسبوع في أجواء كهربية تحيط بجدران المنزل التي باتت شاهدة علي مقابلة العند للتعجرف..تلك المقابلة التي أودت بعشق القلوب وحولته إلي غضب..
أما عن "ناهد" فبالرغم من المحاولات المستميتة التي زادت من حدتها في ذاك الأسبوع لاستخلاص موافقة "منير" علي الذهاب ل"بسام" إلا أن عقلية "منير" التي باتت منبع للقسوة الممتزجة من براكين الغضب المشتعلة داخل قلبه أودت به إلي الرفض القاطع في جميع تلك المحاولات إلي الرفض الذي أحياناً ما تحول إلي نبرة صوت مرتفعة بغضب تنهر "ناهد" بكل السبل الممكنة لترسيخ فكرة أنه بات من المستحيل لقاء "بسام" كان أم "قمر"..
...
أعلنت دقات xxxxب الساعة تمامها للثانية صباحً لتحرك "قمر" رقبتها يميناً ويساراً بإرهاق مرتسم علي ملامحها وممتزج بنظرات عينيها المتناعسة لتبعث أنامل "قمر" بالتقاط الكتب المبعثرة من حولها وإغلاق الحاسوب المحمول وإعادة ترتيب الحجرة بسرعة لتدلف إلي فراشها متكورة في وضع الجنين في رحم أمه الذي اعتادت عليه منذ خصامها هي و"فادي"..
لحظات معدودة لا تعلم "قمر" كم كان عددها لانشغالها بتحريك محبس "فادي" في إصبعها بحركة دائرية وابتسامة التحسر تهيمن علي ثغرها الذي أطلق تنهيدة ألم نابعة من مركزي الرئة التي باتت تشتاق لاستنشاق أنفاس "فادي" لتطبق "قمر" علي عينيها الغارقة بالدموع برموشها التي ترتعش بألم..
بعد تفكير دام لأسبوع كامل ومحاولات مستميتة من القلب العاشق للتغلب علي الطبع المتعجرف..أعلن "فادي" قراره النهائي بمحاولة مصالحة "قمر" فهو اشتاق لها كثيراً..فــ شوق العشاق لا علاج له سوي ضمة عتاب..
لمسة أنامل يد عاشقة تحيط بخصرها رويداً رويداً..أنفاس تستمد منها أكسجين رئتيها باتت تتراقص من حولها بأسف..حركة شفاهه ساحرة تطبع ببطء قُبلة ندم علي كتفها ليطلق صدمة شوق كهربية في أوصالها بأكملها..
أطلقت "قمر" تنهيدة حزن لتأكدها من أن تلك القُبلة لا تنبع إلا من عاشق فريد من نوعه لترتسم علامات العبوس علي ملامحها وتحاول التخلص من قبضة "فادي" المحيطة بخصرها بينما تلألأ عينيها بالدموع بات يزداد تدريجياً فور محاولة تخلصها من قبضة "فادي" الذي لم يبدي أي رد فعل سوي زيادة تمسكه ب"قمر" التي حسمت أمرها بعند لتحرك يدها لتحرير قبضة "فادي"..
ولكن!!لم تضع "قمر" في حسبانها أن يديها ما هي إلا جزء من كيان عاشقة مشتاقة تطوق للمسة يدي عاشقها لترتعد يدي "قمر" بشوق ممتزجة برجفة عتاب فور ملامستها ليد "فادي" الذي لم يمنحها أية فرصة للفرار بلمسة يديها الطفولية..ليحتضن كفيها المرتعدين عتابً بكفيه المرتعدين شوقً..
ليقترب "فادي" من أذن "قمر" بهدوء ارتفع فيه أصوات أنفاسه التي يلهثها بصعوبة ليحرك شفاهه بنبرة أسف هامسة:أنا آسف
ليضاف ذاك الأسف إلي عجائب الدنيا محولاً إياها إلي ثمانٍ عجائب بسبب اعتذار "فادي" ولن نكن نبالغ إن قولنا أنها المرة الأولي في حياة "فادي" التي يعتذر فيها بل والمرة الأولي التي تتحول فيه نبرته إلي ندم ممتزج بأسف..
وبقدر ما كان ذهول "قمر" من اعتذار "فادي" الذي تأخر كثيراً بقدر ما كان حزنها هو المحرك الأول لشفاهها لتقول بنبرة عتاب:بعد ماذا يا "فادي"؟!بعدما تركتني أسبوع بالكامل !!
أطلق "فادي" تنهيدة ندم تناسب مع نظرات عينيه المتفحصة لملامح "قمر" التي استطاع التقاطها لتمتزج بنبرة شفاهه الأسف ليقول:أنا آسف يا "قمر" ولكنكٍ تعلمين ما هي طباعي وأن غيرتي عليكي قوية ولم يكن بإرادتي أن تتحول لغضب
استنشق "فادي" نسمات رائحة الورد النابعة من خصلات شعر "قمر" لتطبع شفاهه قُبلة أسف علي جبين "قمر" لتتحرك شفاهه بنبرته العاشقة قائلاً:ولكنني أعشقك يا "قمر"
لحظات معدودة مرت علي "قمر" التي صارت كالمشتتة إثر محاصرة أنفاس "فادي" لكيانها بأكمله لتحرك أناملها المرتعشة بتحسس يد "فادي" المحتضنة لها بعتاب لتستغرق ما يقارب الثانية لإدارة جسدها ومقابلة ملامح "فادي" بابتسامة عينيها المشتاقة وعلامات العتاب المرتسمة علي ملامحها لتحرك شفاهها بنبرة حزن مرتعشة قائلة:لا تفعل ذلك مرة أخرى فأنت تعلم أنني اخشي الظلام بمفردي بالإضافة إلي أنني اشتقت لك أيها المتعجرف
ارتسمت ابتسامة فرحة علي ثغر "فادي" الذي دفن بأنامله وجه "قمر" بين ضلوعه ليتزود قلبه من أنفاسها المصوبة تجاهه بلا هوادة ليحرك "فادي" شفاهه بنبرة راحة قائلاً:وعد مني ألا تتكرر نهائياً مهما كان الأمر
عبثت أنامل "قمر" المرتعشة بالتمسك ب"فادي" لتطلق تنهيدة طمأنينة شعرت بها أخيراً فور سماعها لضربات قلب "فادي" المتسابقة في الوصول إلي مسامعها لتحرك شفاهها بنبرة فرحة قائلة:أعشقك يا "فادي" بحق أعشقك
مادام حديث العشاق طويلاً لما يتملكهم من إرهاق علي مدار الأسبوع بسبب خصامهم لذلك قرر العشاق تأجيل حديث العتاب قليلاً والتمتع بقيلولة فرحة بين ضلوع بعضهما ليتحطم ذاك الخصام أمام قوة تلك الضمة وتنعم قلوبهم بالراحة..
...
بعد مرور ثمانية أشهر..تحديداً في منزل "بسام"..
ارتفع صخب بكاء "سما" تلك الطفلة التي تمت لتوها الشهر الأول علي ولادتها لتتحول إلي النبتة الحب الأولي بين "بسام" و"أسماء" الذين قاموا مفزوعين من نومهم إثر سماعهم لذاك البكاء لتهرول "أسماء" تجاه طفلتها ملتقطة إياها بين ذراعيها بحنان امتزج بنظرات عينيها المتكاسلة لتتحسس أنامل "أسماء" خدي "سما" محركة شفاهها بنبرة نعاس قائلة:حرارتك طبيعية..لماذا البكاء الآن؟!تريدين فقط إزعاجنا..صحيح!!
حركت تلك الرضيعة عينيها ببطء يرسم علامات البراءة علي ملامحها ليحرك "بسام" شفاهه بنبرة عاشقة ليقول:بتلك الملامح الساحرة!!لكٍ كل الحق تماماً في إيقاظنا
وكزت "أسماء" يد "بسام" بخفة ممتزجة بنبرة شفاهها المتكاسلة لتقول:حقاً!!حسناً أمكث أنت معها ليلتك
ارتفع صخب ضحكات "بسام" الخافتة ليعبث بأنامله لتحسس ملامح ابنته قائلاً بنبرة مرح:حسناً أنا موافق ولكن!! إن أرادت الرضاعة كيف أفعلها أنا!!
قهقهة ضاحكة نبعت من شفاه "أسماء" لتمتزج هدهدتها لتلك الرضيعة لتحرك شفاهها بنبرة مزاح قائلة:لا تقلق أنا أقوم بعمل نظام غذائي لها حتى تصبح من يومها الأولي عنوان للرشاقة
رفع "بسام" حاجبه الأيسر بتعجب تناسب مع تنهيدة التحسر علي ذاك الجنون محركاً شفاهه بنبرة هدوء قائلاً:هل ترين تلك الشرفة؟!أتركي لي "سما" ومن ثم اتجهي لها وأغمضي عينيكي و الأقي بجسدك من الشرفة سترتاحي كثيراً
استندت "أسماء" برأسها علي كتف "بسام" ليمتزج صخب ضحكاتها بضحكات "بسام" لتحرك شفاهها بنبرة عتاب مصطنعة قائلة:هكذا تكون النهاية يا "بسام"؟! رائدة تشهد لها الداخلية بمهارتها وتكون نهايتها هكذا
لهث "بسام" أنفاسه بهدوء إثر قوة ضحكاته ليحرك شفاهه بنبرة مرح قائلاً:إن استمر ذاك النظام الغذائي أنا من سأخطو بأناملي اسمك في قائمة الشهداء في الوزارة
...
سنة الزواج الأولي تعد الفترة التي تتجانس فيها أفكار طرفي الزواج من أجل نسج قواعد أساسية تبني علي إثرهم حياتهم الأبدية..وبقدر ما تحمل تلك السنة من صعوبات يظن الطرفين أنها ستكون أقوى منهم إلا أنها تظهر لهم الكثير من خبايا تفكير بعضهم ليساعد ذلك في تشكيل البنية الأساسية لمنزل إذ لم يقام علي أسس وقواعد إسلامية قبل أن تكون فكرية بلا شك ستهوي بذاك المنزل إلي التطاير مع نسمات الهواء من قبل أن يكتمل البناء..
أما في حالة "فادي" و"قمر" فبالرغم مما مروا به من أوقات ضجر أحياناً وما استولي من أوصالهم من غضب إلا أن الاحترام الناشب بين قلبيهما قبل العشق هو ما دفعهم علي بناء منزلهم ذاك علي أسس تعجز أي قوة مهما كانت عن تدميرها..
وها هي "قمر" الآن تعد ذاك المنزل الذي طالما حمل ليالي سعادتها قبل حزنها لاستقبال ذكري زواجها الأولي من "فادي" الذي اضطر للذهاب إلي العمل بعد أن طلبته الشركة في نهار ذاك اليوم...
وبالرغم من ضجر "قمر" من ذاك العمل المنتزع "فادي" من بين ضلوعها إلا أن فرحتها لبدء تزيين المنزل لاستقبال تلك الذكري بات أقوى..لتشمر "قمر" عن ساعد الحيوية لتبدأ في تغير بعض ديكورات المنزل وتبديل مواضع بعض من الأثاث وإضافة لمسة جمالية علي حجرات المنزل الأساسية بالإضافة إلي حجرة نومها المشتركة بينها هي و"فادي" التي باتت مجهزة علي أعلي تقنية وكأنها أعدت لاستقبال عروسين في بداية حياتهم فبراعة "قمر" استطاعت إضافة لمسات أنثوية علي تلك الحجرة بدون المساس بهيئتها الأساسية نظراً لأن تلك الحجرة خصيصاً لا يجوز نهائياً المساس بقدسيتها..
وبعد الانتهاء من ترتيب الحجرة لاستقبال ذكري الزواج الأولي..اتجهت "قمر" إلي حجرة المطبخ لإعداد بعض الحلوى بمناسبة تلك الذكري..
لتمر ساعات النهار بهدوء يخيم علي أجواء المنزل ليمتزج مع ابتسامة السعادة التي تزين ملامح "قمر" قبل ثغرها..
وأخيراً وبعد ساعات من الانتظار..وقفت سيارة الأجرة أمام منزل "فادي" لتلمحها "قمر" من خلف زجاج المنزل وتتحرك سريعاً لوضع اللمسة الأخيرة علي مفاجأة تلك السهرة..
رفع "فادي" لياقة قميصه الأزرق المتناسق تماماً مع درجة اللون الرمادي الخاص بحلة "فادي" الممسك ببوكيه ورد مصمم خصيصاً لتلك الذكري وبيده الأخرى تجود حقيبة صغيرة تحوي هدية السهرة ل"قمر"..
لحظات معدودة استغرقها "فادي" للدخول إلي المنزل لتستقبله إضاءة خافتة منتشرة في أركان بهو الصالة لترتسم ابتسامة خافتة علي ملامح "فادي" الذي حرك شفاهه بنبرة هامسة قائلاً:مازالت تخشي من الظلام تلك المجنونة
طرقات من كعب حذاء عالي امتزجت بنبرة أنوثية ساحرة نبعت من شفاه "قمر" التي التقطت "فادي" قائلة:أنا مجنونة؟!حسناً تلك هي الحقيقة التي لابد من أن تتأكد منها بأنني مجنونة بك يا "فادي"
"كعادتها تلك الطفلة العنيدة عندما تتألق تتحول إلي أنثي تعجز كلمات لغات العالم عن وصف أنوثتها"
كهذا كان حال عقل "فادي" الذي حرك عينيه بنظرات متفحصة لكل جزء من كيان "قمر" من بداية خصلات شعرها المتطايرة من حولها مروراً بأحمر شفاه امتزج بكحل للعينين أضاف لمسة ساحرة علي ملامحها وصولاً إلي جسدها الأنوثي المتراقص بين طيات فستانها المصمم لإبراز معالم أنوثتها..
مرر "فادي" أنامله ببطء بين خصلات شعره لترتسم ابتسامة خافتة علي ثغره وتمتزج بحركة شفاهه بنبرة ماكرة قائلاً:يبدو بأن تلك الليلة ستحمل الكثير والكثير من تحول "فادي"
أخفت "قمر" ابتسامة الخجل المرتسمة علي شفاهها بأنامل يدها اليسري لتتحرك شفاهها بنبرة مرحة قائلة:عذراً ولكنني ما عادت لدي قدرة للتحمل
ما إن انتهت شفاه "قمر" عن الحديث حتى عبث أناملها لخلع حذائها ذو الكعب العالي وإلقائه علي يمينها لترتسم ابتسامة طفولية علي ملامحها وتحرك شفاهها بنبرة مزاح هامسة لتقول:بأعجوبة استطعت السير من الحجرة إلي هنا..هذا سر بيني وبينك أنا لا استطيع ارتداء الكعب العالي ولكن لا تخبر أحد
ازدادت حدة صخب ضحكات "فادي" بسرعة عجيبة لتخيم صيحات ضحكاته تلك علي أجواء المنزل ممتزجة بالابتسامة الطفولية المرتسمة علي شفاه "قمر" التي عبثت بأناملها لمداعبة إحدى خصلات شعرها..
ثوانٍ معدودة كانت كافية لإعداد عمل رئتي "فادي" بحالة طبيعية بعدما كان يلهث أنفاسه ليحيط بذراعه خصر "قمر" بينما بذراعه الآخر يقدم لها بوكيه الورد قائلاً بنبرة مزاح:ذاك الورد مختلف تماماً عن أي ورد من الممكن أن تشاهديه
عقدت "قمر" حاجبيها بتعجب فور التقاطها لذاك الورد لتحرك شفاهها بنبرة تساؤل قائلة:إن كان فيه متفجرات فأنت معي في المنزل لن تستطيع الهرب
أومأ "فادي" رأسه نافياً بينما اتسعت ابتسامة ثغره لتتابع عينيه رد فعل "قمر" فور لمستها لذاك الورد الذي يبدو من هيئته أنه ورد طبيعي ولكن!!الحقيقة التي اكتشفتها "قمر" أن ذاك الورد ما هو إلا جسم مصنع من مادة جهلت عن معرفتها ولكن ذاك الجسم يشبه في خصائصه الصندوق الخشبي لاستطاعت "قمر" فتحه لتفاجئ بأوراق مطوية بعناية..
تلألأت عيني "قمر" فرحةً فور لقراءتها للورقة الأولي والتي تحوي سبب من أسباب عشق "فادي" ل"قمر" والذي استطاع حصر بعض منها في تلك الأوراق..
أطلقت "قمر" تنهيدة فرحة امتزجت بدمعة لؤلؤية تدحرجت علي خديها لتضع ذاك الورد علي الطاولة بعناية وتتجه إلي "فادي" طابعة قُبلة عاشقة أسفل شفاهه كما هي معتادة لتتحرك شفاهها هي قائلة بنبرة فرحة:حفظك الله لي يا "فادي" وأعانني علي إسعادك يا الله.."فادي"!! أنا أحبك
عبثت أنامل "فادي" لمداعبة خصلات شعر "قمر" لتتحرك شفاهه بنبرة هادئة ليقول:أنا أيضاً أحبك أيتها المجنونة..تلك كانت هدية ل"قمر" العاشقة
التقط "فادي" الحقيبة الحاملة للمفاجأة علي الأرض ليتابع حديثه قائلاً:أما تلك فهدية ل"قمر" الباحثة في دراستها
أسند "فادي" تلك الحقيبة علي حافة الطاولة بينما عقدة حاجبي "قمر" الواقفة بجواره تزداد اتساعً..
حملت تلك الحقيبة ثلاثة صناديق متحدة الألوان ومزينة بشريط حريري..ليضع "فادي" الصندوق الأولي بين كفي "قمر" قائلاً بنبرة هادئة:اكتشفي ما بداخله
أزالت "قمر" ذاك الشريط بفضول امتزج برجفة اجتاحت أوصالها فور قراءتها لمحتوي الورقة الموضوعة بذاك الصندوق والتي تؤكد أنه تم قبول "قمر" للتوظيف في أكبر مؤسسات ترجمة الكتب والروايات وما إلي ذلك..
ابتلعت "قمر" ريقها بصعوبة امتزجت بنظرات عينيها الغير مستوعبة بعد ونبرة شفاهها المتسائلة لتقول:كيف؟! كيف؟!
ارتسمت ابتسامة خافتة علي ملامح "فادي" الذي حرك شفاهه قائلاً بنبرة توضيح:أتتذكرين عندما طلبت جميع أوراق دراستك وما يصل إليك من خطابات تقدير من دكاترة الجامعة بكل هذا بالإضافة إلي أجزاء من رسالة الماجستير قدمتها لتلك الشركة مستعيناً ببعض الأوراق بخط يد المشرفين علي رسالة الماجستير والدكتوراة ببراعتك وبذلك تمت الموافقة بنجاح..ولكنهم!!بالرغم من قبول توظيفك إلا أن من أساسيات تلك الشركة عمل اختبارات عامة للموظفين الجدد والمعلومات عن تلك الاختبارات وكيف ستكون طبيعتها موجود بالصندوق الثاني
قفزت "قمر" من موضعها بفرحة طفولية امتزجت بصيحة المرح التي أطلقتها شفاهها لتهوي بجسدها بين ذراعي "فادي" قائلة بنبرة امتنان:لا أعلم كيف أشكرك!! لا أعلم كيفية وصف ما أشعر به الآن!!لا أصدق ما أمر به الآن يا "فادي" أشعر وكأنني في عالم خيالي
داعب "فادي" خدي "قمر" بلمسة مرحة بأنامله لتتحرك شفاهه بنبرة مزاح قائلاً:عالم خيالي؟!كعالم أفلام الكرتون التي تدمنيها!!
دفنت "قمر" ملامح وجهها بين ضلوع "فادي" لترتفع ضحكاتها المرحة نحو قلب "فادي" المتراقص بسعادة لرسم ابتسامة الفرحة علي ملامح "قمر"...
بعد فتح الصندوق الثالث والذي يحوي أسورة من الذهب قدمها "فادي" ل"قمر"..اتجه العاشقين إلي حجرة الطعام لتناول طعام العشاء سريعاً وبعد تقديم "قمر" لهدية "فادي" الأولي من ساعة يد تعد من أغلي الماركات بالإضافة ببعض الروايات بلغات متعددة لمجموعة من الكتاب المفضلين لديه ومن ثم طلبت "قمر" من"فادي" إخفاء عينيه بضمامة حريرية للتجهيز للمفاجأة الأخيرة والأقوى..
تشابكت أنامل "قمر" بأنامل "فادي" لتتجه به إلي حجرة نومهم الساحرة بهيئتها تلك لتقف "قمر" بجوار الحائط الأيمن لفراشهم وتحرك شفاهها بنبرة طلب من "فادي" لخلع الضمامة من أعلي عينيه..
عقد "فادي" حاجبيه بتعجب امتزج بنظرات عينيه المتفحصة لذاك الستار المتراقص علي ذاك الحائط لتأتيه نبرة "قمر" الموضحة لتقول:ذاك المنزل بات شاهداً علي كثير مما مررنا به من بداية زواجنا إلي يومنا هذا وعندما فكرت لعمل شئ مختلف لتلك الذكري وجدت أنه من الطبيعي أن نحفر ذكرياتنا في جزء من ذاك المنزل لذلك!! فعلت هذا
ما إن أنهت "قمر" حديثها حتى تحرك أناملها لإزالة ذاك الستار المخفي لذاك الحائط الذي تحول إلي لقطات من فيلم تسجيلي يحوي من بدايته إلي ما يقارب الثلث منه صور تجمع "فادي" و"قمر" من بداية الخطوبة مروراً بعقد القران والعرس الهندي وليالي إقامتهم بالمملكة العربية السعودية وهولندا ولياليهم المرحة في كندا وليلة حصول "قمر" علي الماجستير وترقية "فادي" في عمله..
جميع تلك الصور كانت مرسومة بالرصاص ومكتوب أسفلها تاريخ تلك الذكري..
اتسعت ابتسامة السعادة المرتسمة علي ثغر "فادي" المصوب بعينيه نظرات عاشقة إلي "قمر" إلي أن التقطت عينيه الصورة الأخيرة الموضوعة علي ذاك الحائط وليست بمرسومة ليحرك شفاهه بنبرة تساؤل قائلاً:ما تلك الصورة؟!
ارتسمت ابتسامة ساحرة علي ملامح "قمر" التي حركت شفاهها قائلة بنبرة هدوء:اقترب لتري
رفع "فادي" حاجبه بتعجب ممتزج بحركة قدمه الفضولية تجاه تلك الصورة إلي أن وقف أمامها مباشرة لتتضح لها الإضاءة لتتسارع نبضات قلبه بقوة قاربت علي الفتك بضلوعه لتتحرك شفاه "فادي" بنبرة مرتعشة ليقول:"قمر"!!أنتي..
ما استطاع "فادي" تكملة تلك الجملة وإنما عبث بأنامله لتحسس تلك الصورة التي توضح رحم "قمر" الحاضن لنبتة عشقهم الأولي ليجثو "فادي" علي ركبتيه لتحسس تلك الصورة بعناية أكبر بينما تلألأت عينيه بدموع سعادة لتلك اللحظة في محاولة منه لكل لمسة لتلك الصورة للتأكد من أنها حقيقية..
جثت "قمر" علي ركبتيها لتصبح في مستوي "فادي" لتحتضن بكفها أنامله المرتعشة المتحسسة لتلك الصورة لتحرك شفاهها بنبرة فرحة قائلة:أنا حامل يا "فادي" بداخل أحشاء جزء منك ومني سيصبح بأمر الله رجل يماثلك تماماً
أطلق "فادي" تنهيدة راحة امتزجت بابتسامة الرضا المرتسمة علي شفاهه ومن ثم التفت بجسده لحمل "قمر" عن الأرض واضعاً إياها علي الفراش لتتحرك شفاهه بنبرة فرحة مشتتة قائلاً:من الآن ممنوع أن ترهقي نفسك ولكيف لكٍ أن تفعلي ما فعلتيه اليوم وأنتي حامل كيف؟!
تحسست "قمر" خدي "فادي" بأناملها المرتعشة فرحً لترتسم ابتسامة خافتة علي ملامحها لتتحرك شفاهها بنبرة فرحة قائلة:لا تقلق يا حبيبي..الطبيبة أكدت لي أن الوضع بأحسن حال الحمدلله وأنه بعد ثمانية أشهر سأحمل بين ذراعيي ابن لي منك أنت يا "فادي"
أمسك "فادي" بيد "قمر" تلك بلمسة حانية مرتعشة ليطبق علي يدها قُبلة عاشقة قائلاً بنبرة فرحة:بإذن الله سيكون ولد سنطلق عليه "شاهد" ليكون هو الشاهد الوحيد أمام العالم بأسره أن عشقي لكٍ ما كان يسعي لشئ سوي الاجتماع بكٍ في الحلال
أطلقت "قمر" تنهيدة طمأنينة ممتزجة بنظرات عينيها العاشقة لتحرك شفاهها بنبرة طفولية قائلة:ولكن إياك أن تهملني و تحضر له لعبة ما أو شيكولاته بدون أن تحضر لي
سحب "فادي" كيان "قمر" بهدوء بين ضلوعه بينما أنامله تعبث بحنان لخصلات شعر "قمر" لتتحرك شفاه "فادي" بنبرة فرحة قائلاً:أنتي فرحة قلبي الأولي..كيف أهملك إذن؟!
..
وما بين ابتسامة فرحة ولمسة مشتاقة ونظرة عيني عاشقة..مرت ذكري زواج "فادي" و"قمر" بسلام لتبدأ المرحلة الأصعب في حياتهم..
فبسبب ضعف مناعة "قمر" كانت أشهر حملها الأولي تحمل الكثير والكثير من المحاليل الطبية المصوبة إلي شرايينها والكثير و الكثير من حبات الأدوية المتدافعة إلي معدتها....
وبالرغم من الألم الناتج من ضعف المناعة إلا أن "قمر" استطاعت بعد محاولات مستميتة إقناع "فادي" بأن تبدأ عملها في تلك الشركة خصيصاً بأن تلك الفرصة لن تتكرر كثيراً ولإرضاء "فادي" اضطرت "قمر" للموافقة علي طلبه بتأجيل رسالة الدكتوراة ريثما تنتهي شهور الحمل تلك..
يوم عن يوم و"قمر" تتعافي بشكل ملحوظ يتناسب مع معدتها التي باتت تتخذ الانتفاخ الكروي لتبدأ الشهور التي حملت أكثر لحظات تحولت فيها "قمر" من غضب إلي ضحك إلي بكاء إلي مرح إلي ضجر..
وبالرغم من أن تلك اللحظات لطالما كانت تأتي علي "فادي" الذي بات يري "قمر" بأحاسيس مختلفة في الساعة الواحدة إلا أنه حاول علي قدر ما استطاع علي احتواء "قمر" في تلك الفترة خصيصاً..نظراً لما تحمله تلك الفترة من تغيرات في شكل المرأة قد تؤدي لشعورها بالاكتئاب إلي أن "فادي" كان بارعً في السيطرة علي تلك اللحظات بل وتحويل "قمر" إلي فتاة متألقة كأنها ملكة جمال..
وكيف لا تكون ملكة جمال وهي تحمل في أحشائها جزء من ذاك المتعجرف؟!
أما عن لحظات البكاء التي استولت علي النسبة الأكبر من أيام "قمر"..إلا أن "فادي" حاول جاهد السيطرة علي تلك الدموع التي قارب علي تحويل المنزل إلي مجري مائي...
وعن لحظات الجنون كانت تلك هي ما ينتظره "فادي" لرؤيته معشوقته تتحول إلي حالتها المعتادة من المرح والجنون ومبادلته أطراف الحديث بمزاحها المعتاد..
وبحلول الليل تعود "قمر" إلي عالمها الخاص بين ضلوع "فادي" لتنعم هي وطفلها بقيلولة هادئة علي أنغام نبضات قلب "فادي"..
ولكن!!وبالرغم من انشغال "فادي" الدائم مع "قمر" إلا أنه استطاع الموازنة بين ذلك وبين عمله الذي حقق فيه نجاح أبهر به الجميع لقدرته علي تحقيقه في ظل ما يمر به مع زوجته..
ولكن ما العجيب في ذلك؟!وذاك النجاح علي شرف الشاهد الأول علي عشق متبادل بين متعجرف وعنيدة..
...
منشفة قطنية استخدمتها "قمر" لتجفيف قطرات العرق المسيطرة علي جبينها لتنطلق تنهيدة إرهاق من رئتيها ومن ثم اتجهت "قمر" للجلوس علي أريكة المنزل في انتظار "فادي" بينما أناملها تتحسس ذاك الانتفاخ الكروي المتوسط لمعدتها لترتسم ابتسامة ألم علي ثغرها لتتحرك شفاهها بنبرة هامسة قائلة:ألن تهدأ ركلاتك تلك يا صغيري؟! أم إنك تنتظر قدوم والدك ليتحسس معدتي ليطمئنك
تابعت "قمر" حديثها بنبرة متوجعة ممتزجة برجفة أناملها لتقول:أتعلم!!أنا أيضاً أشعر بالطمأنينة لوجوده بجواري ولكن هل لي بطلب من صغيري؟!أنا متألمة جداً من تلك الركلات أرجوك اهدأ
دام تألم "قمر" لدقائق كتمت فيها أوجاعها بإطباقها لثغرها بأسنانها بينما تحول قطرات العرق إلي عاصفات متتالية تجوب ملامح وجهها بأكمله..
لحظات معدودة مرت علي "قمر" وهي تحاول قدر المستطاع أن تكتم أوجاعها تلك إلا أن تحركت قدمي طفلها بقوة لطرق غشاء رحمها معلنً بداية ركلات باتت تصوب بلا انقطاع لتطلق "قمر" صيحة ألم مرتفعة قاربت من قوتها علي الفتك باحبالها الصوتية ..
وبتزايد حدة صراخ "قمر" التي تحاول الاتجاه لموضع الهاتف لمحادثة "فادي"..كان "فادي" بنفسه يدلف إلي المنزل بقلق يتراقص علي ملامحه إثر سماعه لصيحات الصراخ تلك ..
وبدون أن تترك "قمر" أي مجال له للحديث حركت شفاهها بنبرة توجع شبه صارخة لتقول:"فادي"؟!من الواضح إنها الولادة أرجوك خلصني من ذاك الألم
ما إن أنهت "قمر" حديثها بأعجوبة حتى ارتفعت صيحة صراخ أقوى لتكتسي ملامح "فادي" بتشتت عطل مراكز التفكير في عقله ليتجمد في موضعه لثوانٍ بينما شفاهه تتحرك بنبرة همس مرتعشة قائلاً:الولادة؟! سأرزق بطفل؟! سأصبح أب؟!
ما إن أنهي "فادي" حديثه الهامس ذاك حتى التقطته صيحة الألم الثانية من "قمر" ليبدأ في استعادة مراكز تفكيره ليدلف إلي حجرتهم لإحضار حقيبة الطفل وعباءة ل"قمر" بحجابها ليساعدها في ارتدائهم في ثوانٍ معدودة ومن ثم وبمساعدة أحد جيرانه الذي حادثه بأن سيقوم بإيصاله إلي مكان ما يريد ..انطلق "فادي" بصحبة "قمر" التي لم تستطع الانقطاع علي الصراخ إلي المستشفي بينما "فادي" بعث برسالة إلي الطبيبة لاستقبالهم في المستشفي..
وبمجرد أن دلفت "قمر" إلي المستشفي حتى اتجهت بصحبة الممرضات إلي حجرة الولادة بينما شفاهها ما انقطعت لحظة عن النداء باسم "فادي" حتى تم تخديرها لبدء عملية الولادة..
وفي ظل حالة القلق التي تمكنت من كيان "فادي" بأكمله طيلة ساعات الولادة إلا أن شفاهه ما توقفت عن رجاء الله بحفظه لزوجته وطفله..لترتفع صرخات الطفل الباكية معلنة تحقيق الرجاء الأول ل"فادي" الذي شعر بتصلب كيانه بأكمله في وضعه ذاك وبات يتذكر كل لحظة انتظر فيها قدوم ذاك الطفل..كل لمسة من أنامله تحسسته من خلف جدار معدة زوجته..كل دعوة في صلاته بأن يحضره الله له سالماً غانماً لا سوء به..تذكر كل صيحة جنون انطلقت من شفاه "قمر" فور شعورها بركلة مرح من أقدامه..
لتلألأ عيني "فادي" بدمعة فرحة امتزجت بتنهيدة الطمأنينة التي أطلقتها رئتاه..ليخطو "فادي" بأقدامه سريعاً تجاه الطبيبة للسؤال عن حالة "قمر" والتي أكدت الطبيبة أن حالتها طبيعية ومستقرة وأنها في مساء الغد تستطيع الذهاب..
أما عن تلك الليلة فكانت الأروع في حياة "فادي" و"قمر" فبعد قدوم ذاك النسخة المصغرة من "فادي" والملقبة ب"شاهد" باتت ليلتهم الآن أكثر روعة..فبفضل لمسة يده التي تسري صدمة فرحة كهربية لأوصال "قمر" التي باتت تشعر أن جرح تلك العملية لا قيمة له أمام تلك اللمسة وتلك العيون التي ورث رسمتها منها هي أما عن باقي الملامح فمن الواضح قطعاً أنها استنساخ من "فادي" الذي تحول إلي مجنون إثر فرحته العارمة بحركة رموش طفله وملامحه التي بعثت في أوصاله الراحة..
وبينما "فادي" و"قمر" منشغلين بليلتهم الأولي بصحبة "فادي"..كان انشغال "ياسر" بشكل آخر تماماً فبعد علمه بولادة "قمر" من رسالة "فادي" له..أسرع لمحادثة "الشيخ\راضي" و"بسام" المتفقين علي أنه لابد من زيارتهم قطعاً لذلك مكث "ياسر" ليلتهم في إيجاد حجز علي أقرب طائرة مسافرة إلي كندا لينطلقوا مع فجر اليوم إلي كندا لتحضير مفاجأة ل"فادي" كان أم ل"قمر"..
وبفضل مساعدة الجيران المحيطين بالمنزل في تزيين الطريق الخاص بذاك الشارع وتزيين الوجه الأمامية لمنزل "فادي" استطاع "ياسر" و"بسام" و"مريم"و"أسماء"و "الشيخ\راضي"و"ثرية في تحضير تلك المفاجأة علي أعلي قدر من السحر..
وبالإضافة إلي ذاك السحر الذي أعده الجميع من أجل قدوم ذاك الـ"شاهد" ومع جمال ضمة فرحة اللقاء خيمت علامات السعادة علي أجواء ذاك الحي الذي شهد ليلة من ليالي الروايات الخيالية بفضل هؤلاء الأصدقاء المصرين علي مشاركة "فادي" و"قمر" لفرحتهم ب"شاهد"...
...
كانت تلك اللحظات الفريدة من نوعها بسبب السعادة الكامنة في أوصال جميع أبطالنا لتجمعهم بمناسبة قوت بنيان ترابط "فادي" و"قمر"..تلك اللحظات كانت الأخيرة من نوعها أيضاً فبعد مرور ما يقارب السنتين علي تلك الليلة أمر الله تعالي ملك الموت باقتلاع الأمانة المكنونة بين ضلوع "الشيخ\راضي" ذاك الرجل الذي تسلل لحياة أبطالنا فجأة دون سابق إنذار ليطغو عليها بطمأنينة نابعة من نبرات شفاهه لتخيم أجواء الألم علي الجميع خصيصاً "فادي" و"قمر" اللذان حاولا جاهدين العودة إلي مصر لحضور عزاء ذاك الرجل الذي كان سبب بعد المولي عز وجل في تجميعهم بالحلال ولكن!!إثر تحذيرات "ياسر" وتنبيهات "بسام" بأن ذاك الأمر قد يسبب لهم ضرر خصيصاً وبعد حضور "حمدي" لذاك العزاء..ليضطر "فادي" ولأول مرة في حياته للمكوث في منزله لاجتراع كؤوس الألم واحدً تلو الآخر لتصبه الضربة الصادمة الأقوى بوفاة "ثرية" لتلحق ب"الشيخ\راضي" بعد يومين من وفاته لتقوي شوكة الألم في نفوس أبطالنا الذين عانوا كثيراً وكثيراً من أجل الإفاقة من تلك الصدمات القاتلة..
بعد اجتهاد مستميت من "فادي" استطاع الإفاقة من تلك الصدمات بل ومساندة "قمر" التي أجلت رسالة الدكتوراة الخاصة بها لتبدأ في استكمالها من جديد..
لتمر ثلاث سنوات كاملة علي أبطالنا..مروا فيها بالكثير والكثير من الصعوبات ولكن بإرادة الله أولً وعزيمتهم ثانياً التي صارت معتادة علي مقابلة مثل تلك الأمور بل تهيأت تماماً لمقابلة شتي الصعوبات والتغلب عليها بمشيئة الله..
وها هي "مريم" و"ياسر" الآن ينتظرون مولدهم الثاني فبفضل الله باتت "مريم" في شهور حملها الأخيرة في ولد بالأرجح سيكون مشابهً لشقيقته "تميمة" التي اعتادت علي محادثته عن طريق ذاك الانتفاخ الكروي المهيمن علي معدة "مريم" الذي تحول إلي حوار للمزاح المتبادل بين "تميمة"و "ياسر" علي "مريم" التي صارت معتادة علي مثل ذاك الجنون من زوجها وابنتها..
ولكن!!إحقاقاً للحق الجنون في مثل تلك الأمور هو جوهر السعادة الأوحد..
وبالرغم من الصعوبات المهيمنة علي طبيعة عمل "بسام" و"أسماء" إلا أنهم ما استطاعوا التخلي عنه ولو للحظات بل بات مصدر قوة تنعم بها أوصالهم وإرادة علي تحقيق المزيد والمزيد من النجاح لرسم ابتسامة سعادة علي ثغر ابنتهم "سما" التي تحولت إلي نسخة مصغرة من والدتها في طباعها المرحة و ورثت بالتمام عشق والدها للأعمال البوليسية..ليتضح أمام الجميع أن تلك الطفلة ستكون امتداد لعائلة بوليسية بحتة..
صبي يدعي "محمد" كان هو الرزق الثاني الذي أمر الله تعالي بمكافئة "إسراء" به من بعد زواجها من "كارم" الذي كان نعم الزوج بحق لتجد "إسراء" في ضمة ذراعيه الدواء الحق والطمأنينة بعدما عانت في حياتها الماضية..لتنسج حياتها تلك بمساندة "كارم" الذي كان سبب في حصولها علي نصف روحها الآخر "محمد" الذي تحول إلي منبع سعادة ل"إسراء" إثر ابتسامته المرحة تلك..
أما عن "حمدي" فها هو كعادته وحيد حتى بين أصدقائه العاجزين عن التقاطه من أحزانه تلك ولا إيجاد "فادي" الذي اتضح ل"حمدي" في الفترة الماضية بأنه ما يريد شئ سوي استرجاعه بين ضلوعه..
فأخيراً تحطم غشاء القسوة المحيط بقلبه لتتبدل إلي نبضات حنين إلي ابنه..ودموع شوق لرؤية طيف ابتسامته من جديد..
ولكن!!في النهاية جاءت تلك الإفاقة متأخرة جداً جداً عن موعدها...جاءت تلك الإفاقة بعد أن تم بناء ألف سور و سور بين الأب وابنه..جاءت تلك الإفاقة بعد أن تحول قلب الابن إلي كتلة صخر تجع بالقسوة إثر ما ارتشفه من قسوة من والده الذي تخلي عنه في أصعب فترات حياته..
وبعكس "حمدي" تماماً كان غشاء القسوة المحيط بأوصال "منير" يزداد كل يوم صلابة وقوة لتستولي فكرة وفاة أطفاله علي كيانه بأكمله دون إعطاء فرصة لزعزعة تلك الفكرة وبالرغم من ذبول "ناهد" المتزايد يوماً عن يوم إلا أن "منير" رفض رفضاً قاطعاً التخلي عن تلك الفكرة مهما كلفه الأمر.
وبفضل أصغر "شاهد" في تاريخ البشرية ارتسمت حياة "فادي" و"قمر" بصخب ضحكاته الذي ورثه عن "فادي" وتهدمت كل حصون الضيق النابعة من ضغوط العمل اليومية أمام نظرة عينيه الطفولية التي ورثها عن "قمر"..وبامتزاج بين عنيدة ومتعجرف تشكلت خصال "شاهد" الأولية التي حملت الكثير والكثير من الصفات الموروثة عن والديه وأغلبية الصفات كانت من ذاك المتعجرف الذي سرعان ما حول "شاهد" إلي نسخة طبق الأصل من "فادي" الغير مبالي بشئ..لتواجه "قمر" ذاك الغير مبالي لشئ وابنه بمفردها وبقدر ما كانت تلك المواجهة غير متكافئة إلا أن صخب الضحكات المرحة التي طالما ارتفعت فور اجتماع تلك العائلة الصغيرة كانت حصون تلك المواجهة تتفكك بسرعة تماثل سرعة انطلاق تلك الضحكات..
أما عن الحياة العملية فبفضل المولي عز وجل ومساندة "فادي" ل"قمر" استطاعت الحصول علي رسالة الماجستير بدرجة امتياز لتبدأ "قمر" في الانشغال بحياتها العملية في تلك الشركة..
وبالنسبة ل"فادي" فكعادة ذاك المتعجرف الذي طالما أشعلنا من بروده غيظاً ها هو يشعلنا انبهارً لما حققه من إنجازات في تلك الشركة السياحية التي باتت تتفاخر بوجود رجل مثله بين صفوفها ليتصاعد سيط "فادي" بسرعة ملحوظة في تلك الشركة..
وبالطبع فإن ذاك الإنجاز إن كان ل"فادي" أم "قمر" فكان أحد أسبابه عبث أنامل الصغير "شاهد" الذي طالما ألقي بأوراق تلك العنيدة ودهس أوراق ذاك المتعجرف وحول القواميس اللغوية والكتب التاريخية إلي كرات للعب كرة القدم أو لوسادة للصعود إلي قمة أريكة أو للعبث بالتلفاز..
وغالباً ما يتم إنقاذ تلك المستندات في نهاية المطاف إن استطاع أحد أو إن لم تنقذ ما كان أمام ذاك المتعجرف كان أم تلك العنيدة سوي بتوديع مستنداتهم تلك بنظرات متحسرة...
..
وبالطبع فإن ذاك الزمان كما حمل لأبطالنا الكثير من لحظات السعادة وخيم صخب الضحكات علي أوقاتهم..حان الآن اجتراع لحظات الألم دفعة واحدة علي هيئة مستندات طبية تحمل الكثير من الصدمات المفاجئة التي ربما ما تغير مجري الأحداث..
أغلق الطبيب ملف الفحوصات الطبية لترتسم علامات الحزن علي ملامحه وتتحرك شفاهه بنبرة أسف قائلاً:للأسف فحضرتك يا مدام مصابة بالسرطان في الكبد ولتطور الأمر فقد انتقل الورم أيضاً إلي الكبد........



يتبع.......
#نورهان_حسنى.........



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-10-16, 12:01 AM   #38

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



الفصل السادس والثلاثون


ارتسمت ابتسامة لامبالاة خافتة علي ملامح "ناهد" التي حركت شفاهها بنبرة هدوء قائلة:الحمدلله
بينما كانت حالة الهدوء تلك تسيطر من أوصال "ناهد" كان العكس تماماً يهيمن علي أوصال "منير" المرتعدة صدمة ممتزجة بنبرة شفاهه القلقة ليقول:ماذا!!وليس لهذا علاج!!أنا مستعد لإرسالها للخارج الأهم أن يكون هناك حل ما أرجوك
رفع الطبيب نظارته في مستوي نظره لتتحرك أنامل يده الممسكة بقلم حبر قائلاً بنبرة توضيح:الكيماوي هو الحل في حالتها تلك لذلك سنبدأ بعد غد حتى لا نترك فرصة للورم في الانتشار أكثر بالإضافة لأنني سأكتب لها علي بعض الأدوية المهمة
طوي الطبيب الورقة التي تحوي أسماء تلك الأدوية لتابع حديثه بنبرة تحذيرية قائلاً:و الأهم من كل هذا توفير الجو النفسي الهادئ لها وبإذن الله سنحاول القضاء علي ذاك الورم
تسلم "منير" تلك الورقة بقلق بينما عينيه تتابع "ناهد" التي لا تبدي أي رد فعل نهائياً طيلة طريقهم إلي المنزل ليقطع ذاك الصمت "منير" فور دخولهم إلي المنزل بنبرة شفاهه المتسائلة بقلق ليقول:سأذهب لإحضار الدواء..أتريدين شئ آخر أحضره لكٍ؟!
خلعت "ناهد" حجابها بإرهاق امتزج بنبرة شفاهها الهادئة التي حركت بها شفاهها قائلة:أريد أبنائي..أريد "قمر" و"بسام" إن استطعت أحضرهم
خيم الصمت للحظات معدودة علي أجواء ذاك المنزل..لتقطعه "ناهد" بابتسامتها المنكسرة التي رسمتها علي ثغرها ومن ثم دلفت سريعاً إلي حجرتها..تاركة "منير" في حيرته تلك الراغبة في تنفيذ طلبات "ناهد" جميعها وضجره من رؤية "بسام" كان أم "قمر"..
وبفضل تلك الحيرة قضي "منير" ليلته بكاملها في التفكير في ذاك الأمر محاولاً الوصول إلي حل ما مهما كانت صيغته الأهم بالنسبة له ألا يحرمه الله من وجود "ناهد" في حياته..
ولذلك!!ومع فجر اليوم التالي..بعث "منير" برسالة نصية ل"بسام" مضمونها إخباره بمرض "ناهد" وطلبها لرؤيته هو و"قمر" إن استطاع الوصول لها..
بالنسبة ل"بسام" الأمر لم يحتاج لتفكير كثيراً فهو بات مرتعداً من فقدان والدته الثانية الوحيدة علي وجه كوكب الأرض ذاك التي لم تنقطع يوماً عن الدعاء له..
لذلك!!استأذن "بسام" من عمله مستقلاً سيارته للانطلاق إلي النوبة بعد أن أعلم "أسماء" عن طريق رسالة نصية وإخبار "فادي" بذاك الأمر عن طريق "الواتس أب" وبعثه للقطة شاشة لرسالة "منير"..
وبينما كان "بسام" مدفون بين ضلوع "ناهد" التي عادت لها جزء من نضارتها فور رؤيتها..كان "فادي" في طريقه للمنزل محاولاً إيجاد طريقة ما لإخبار "قمر" بذاك الأمر..
وفور دخوله إلي المنزل..استقبله "شاهد" كعادته اليومية ليحمله "فادي" علي ذراعيه محركاً شفاهه بنبرة تساؤل قائلاً:أين"قمر" ؟!
حرك "شاهد" مسار شفاهه إلي أذن "قمر" ليحركها بنبرة توضيح هامسة ليقول:أمي!!إنها في المطبخ تحاول القيام بمعجزة وعدم إحراق الأرز
انفلتت ضحكة خافتة من ثغر "فادي" الذي حرك شفاهه بنبرة ضحك هامسة قائلاً:هل تم إحراق الأرز أيضاً اليوم !!
أومأ "شاهد" رقبته بإيجاب ليتابع حديثه بنبرة مقلدة لنبرة "قمر" الغاضبة ليقول:مرتين!!وفي كل مرة تقول "شااااهد!!كفاك ألعاب فيديو لا أستطيع التركيز كفي"
زاد صخب ضحكات "فادي" من طفولة "شاهد" الذي استطاع اقتلاعه من همومه تلك كعادته ليحرك "شاهد" شفاهه بنبرة مرح متابعة ليقول:وكأن "شاهد" هذا هو من أحرق الأرز..أتردي يا أبي فإن كارما جارتنا التي تماثلني في العمر تستطيع تحضير الأرز دون إحراقه
ما إن أنهي "شاهد" حديثه حتى أتته نبرة "قمر" الغاضبة والنابعة من حجرة المطبخ تصرخ به قائلة:كفي ألعاب فيديو كفي !!!
امتزج صخب ضحكات "فادي" و"شاهد" ببعضهما مكونة صخب ضحكات تسرب إلي "قمر" الواقفة في المطبخ تحاول تحضير ذاك الأرز الملعون لترفع حاجبها الأيسر بتعجب وتحرك شفاهها بنبرة تساؤل هامسة:هل أتي "فادي"؟! يا الله لقد خانني الوقت ولم يجهز الطعام بعد!!كل ذاك بسبب ذاك الأرز الملعون
ما إن أنهت "قمر" حديثها لنفسها حتى أتتها نبرة "فادي" المرحبة فور دخوله إلي حجرة المطبخ قائلاً:السلام عليكم
رسمت "قمر" علامات اللامبالاة علي ملامحها وكأنها لم تحرق لتوها قدر الأرز الثالث لتحرك شفاهها بنبرة تساؤل قائلة:وعليكم السلام..كيف حالك يا حبيبي!!وكيف كان العمل اليوم!!
اصطنع "فادي" استنشاقه لرائحة الطعام المهيمنة علي المطبخ لتتحرك شفاهه بنبرة مزاح قائلاً:بالتأكيد سيكون أفضل حال من ذاك الأرز المحروق
أحاطت "قمر" أناملها بمقبض القدر لتتسع عينيها بنظرات إحراج ممتزجة بنبرة شفاهها الصارخة لتقول:شاااااااااهد!!!
تسلل "شاهد" من خلف قدم "فادي" بخفة اكتسبها من "قمر" ليحرك شفاهه بنبرة استسلام قائلاً:كفاك ألعاب فيديو كفي!!
ما إن أنهي "شاهد" حديثه هذا حتى انطلق لاستكمال ألعاب الفيديو بينما خيم صخب ضحكات "فادي" علي أجواء المطبخ لتمتزج بنظرات عيني "قمر" الغاضبة والتي حركت شفاهها قائلة بنبرة ضجر:ليتك تستمع إلي حديثي حتى!!
اقترب "فادي" من "قمر" لطبع قٌبلة حانية علي جبينها بينما أنامله تتحسس ذاك الانتفاخ الكروي المسيطر من معدتها والذي يحوي بحملها في منتصف الشهر السابع ليحرك "فادي" شفاهه بنبرة حنان هامسة ليقول:لقد تورث العند منكٍ ومن الواضح أن تلك الفتاة المحتمية بأحشائك ستورثه أيضاً
ارتسمت ابتسامة خافتة علي ثغر "قمر" لتمتزج بنظرات عينيها التي سرعان ما تحولت إلي فرحة لتحرك شفاهها بنبرتها العاشقة المعتادة لتقول:الأهم أن ترث تلك الفتاة ملامح وجهه التي أعشقها حتى إذا تأخرت عليً تكون هي أمامي هي و"شاهد" لأزداد شوقاً لك
ضغط "فادي" بأطراف أسنانه علي شفاهه لتمتزج تلك الحركة بنظرات عينيه المتفحصة لملامح "قمر" ليعيد تحريك شفاهه بنبرة مكر هامسة ليقول:إذن ما رأيك أن نجعلهم ثلاثة حتى تشتاقي لي أكثر
حركت "قمر" وجهها لدفنه في كتف "فادي" لإخفائها ضحكات الخجل النابعة من ثغرها بينما أطلق "فادي" تنهيدة حيرة من كيفية إخبار "قمر" بذاك الأمر..
امتزجت طرقات اصطدام لعبة "شاهد" بالأرض بنبرته المتسائلة بطفولة التي ليقول:ماذا تفعلون؟!
ارتعد كلاً من "قمر" و"فادي" من موضعهم ليرتفع صخب ضحكاتهم ممتزجة بنظرات عيني "شاهد" الغير مبالية ليعود من حيث أتي..
وبمجرد أن دلف "شاهد" عائداً من حيث أتي حتى أعاد "فادي" ذراعيه لإحكام القبضة علي "قمر" التي حركت شفاهها بنبرة قلق هامسة لتقول:"فادي"!!انتبه "شاهد" هنا كفي
رسم "فادي" ابتسامة السخرية علي ملامحه لتمتزج بنبرة شفاهه الضاحكة ليقول:"شاهد"!! إنه يعلم مالا أعلمه أنا
ارتفع صخب ضحكات "قمر" لتخيم علي أجواء حجرة المطبخ تلك ممتزجة بنبرة الخجل التي حركت بها شفاهها لتقول:"فادي"!!
مسح "فادي" علي ذقنه بهدوء امتزج بنبرة الجدية التي حرك بها شفاهه ليقول:الأهم الآن أريدك في أمر ما
اعتدلت "قمر" في وقفتها لتهيمن علامات الانتظار علي ملامحها لتأتيها نبرة "فادي" الحازمة ليقول:نحن سنعود إلي مصر علي نهاية الأسبوع
نظرات صدمة أطلقتها عيني "قمر" لتمتزج بعلامات الخوف الذي سرعان ما تحكم من ملامحها لتحرك شفاهه بنبرة قلق مرتعشة لتقول:ماذا!!ذاك جنون يا "فادي"؟؟!نحن لم نعود حتى في وفاة "الشيخ\راضي وثرية"!! نعود الآن!!لماذا؟!
أطلق "فادي" تنهيدة ضجر امتزجت بنبرة شفاهه الموضحة ليقول:يا حبيبتي تلك العودة لشهر فقط لا غير والسبب لأن حمل "مريم" تلك المرة أتعبها قليلاً فسنذهب للاطمئنان عليها ولإعطاء "شاهد" الفرصة للتعرف علي بلده الحقيقي
زمت "قمر" علي شفاهها بخوف امتزج بنبرة شفاهها القلقة لتقول:ولكن يا "فادي" أنت تعلم جيداً ما الممكن أن يفعله والدينا إذا علموا بقدومنا وبالإضافة إلي أن حياتنا أسسنها هنا وصار ذاك هو منزلنا الحقيقي ولن أتخلي عنه
تحركت أنامل "فادي" للعبث بخدي "قمر" المرتعشين قلقاً ليحرك شفاهه بنبرة مطمئنة قائلاً:ومن قال أننا سنترك حياتنا هنا؟!ذاك هو عالمنا الذي عانينا كثيراً لأجل تشيده..كل ما في الأمر أننا سنأخذ استراحة قصيرة ونعود إلي أصدقائنا
أطلقت "قمر" تنهيدة حسم امتزجت بنظرات عينيها القلقة من تلك العودة لتحرك شفاهها بنبرة استسلام قائلة:حسناً يا "فادي" كما تريد بالرغم من تأكدي من أنك تخفي شئ ما
وبالاتفاق المقام سراً بين "ياسر"و"مريم" و"فادي" استطاعت "مريم" اصطناع الألم فور مكالمة "قمر" القلقة عليها ليبدأ "فادي" في ترتيب إجراءات السفر وتقديم الطلب علي أجازة من شركته وبالمثل فعلت "قمر" بالرغم من تأكدها بأن الأمر أكبر من تعب حمل "مريم" إلا أنها أرادت اكتشاف الأمر بنفسها..
وعلي الجانب الآخر..أخبر "بسام" بأمر عودة "قمر" ل"منير" الذي بالرغم من احتياج "ناهد" لها وبأنه من طلبها إلا أنه ما كان يتصور بأن "فادي" سيسمح بعودتها من جديد..وبقدر تلك الصدمة كان غضب "منير" يزداد في كل لحظة يقترب فيها موعد عودة "قمر"...
...
فور خروج "فادي" بصحبة عائلته إلي ساحة استقبال المسافرين حتى كانت ضلوع "ياسر" في تهيئة كاملة لاستقبال "شاهد" بين ذراعيه لاشتياقه لتلك النسخة المصغرة من صديق عمره والتي تساعده في استعادة ذكريات الماضي..ومن ثم وبالطبع يحين الدور علي صديق العمر "فادي" الذي استقبل صديقه بضمة شوق..
اقتلعت "قمر" الصديقين من ضمتهم تلك فور رؤيتها ل"مريم" بتمام حالتها الصحية لتحرك شفاهها بتساؤل قائلة:إن كانت مريم بخير!!فلماذا نحن هنا؟!هل من إجابة الآن يا "فادي"؟!
التقطت "ياسر" "شاهد" الذي قارب علي النعاس فوق كتفه ليحرك شفاهه بنبرة انسحاب قائلاً:سننتظركم في السيارة
بمجرد أن اختفي "ياسر"و"مريم" عن مرمي بصر "قمر" حتى حركت شفاهها بنبرة غضب مكتومة لتقول:"فادي"!!هل لديك تفسير لكل هذا؟!
أطلق "فادي" تنهيدة ضيق امتزجت بنبرة شفاهه الموضحة بحزن ليقول:نعم لدي يا "قمر" فوالدتك متعبة قليلاً في تلك الفترة وتطلب رؤيتك وأخبرني بذلك "بسام" لذلك ابتدعت حيلة أن "مريم" متعبة للعودة إلي مصر ريثما تطمئنين عليها
منذ مغادرة "قمر" للنوبة وهي تحاول جاهدة شغل بالها بالتفكير عن أي شئ إلا والدتها لتأكدها في السابق أن مجرد التفكير فيها قد يؤدي بها للعودة إليها من جديد..وها هي الآن وبعد محاولات دامت لأكثر من ست سنوات تشتعل غصة ألم الفراق في كيانها لتفجر إحساس الاشتياق في كيانها بأكمله وتغرق عينيها في بحار دموعها التي سرعان ما أرسلت امتداد لها خارج عيني "قمر" لتتأرجح علي خديها وتمتزج بنبرة "قمر" المرتعشة لتقول:أمي!!
لم يكن "فادي" بحاجة إلي التفكير في الأمر نهائياً وإنما سرعان ما أحاط كتف "قمر" بذراعيه ليضمها إلي صدره بينما تحركت شفاهه بنبرة مطمئنة ليقول:لا تقلقي يا "قمر" فإن "بسام" أكد لي أن حالتها ستتحسن بإذن الله
تسللت دموع "قمر" خفية بين طيات ملابس "فادي" الذي شعر بصدمة كهربية تجتاح أوصاله لشعوره بدموع "قمر" وسماعه لنبرتها الباكية التي حركت بها شفاهها قائلة:ماذا أصاب أمي يا "فادي"؟!ماذا حدث لها!!
أطلق "فادي" تنهيدة حاسمة امتزجت برجفة رموشه ونبرة شفاهه المصطنعة للجهل ليقول:"بسام" ما حادثني في تفصيل نهائياً..وإن غد لقريب كما تقولين دائماً في صباح الغد سنذهب إليها بإذن الله لا تقلقي
بقدر ما كانت صدمة "قمر" المدوية لمرض والدتها بقدر ما كانت صدمتها الممتزجة بالخوف من العودة مرة أخرى للنوبة بل وبصحبة "فادي"..بدون تفكير بالنسبة لها سيكون الأمر جنوني !!
وبالرغم من ذلك إلا أن "قمر" فضلت تأجيل تكملة ذاك الحديث ريثما يرتاحوا قليلاً من إرهاق السفر..لذلك اتجهت "قمر" بصحبة "فادي" إلي سيارة "ياسر" المستقلة إياهم إلي أحد أكبر الفنادق في القاهرة بعدما اقنع "فادي" "ياسر" بأن الأفضل هو المكوث في الفندق وليس في منزله وبتلك الأعجوبة التي ظنت "قمر" أن من الصعب حدوثها وافق "ياسر" علي توصيلهم إلي عنوان ذاك الفندق علي وعد باللقاء بعد زيارتهم للنوبة..
ولكن!!ذاك اليوم بالطبيعي لن يمر هكذا مر الكرام لابد من تلقي مفاجأة أخرى ولكن تلك المرة ل"فادي" الذي طلب من "قمر" الصعود إلي جناحهم الخاص ريثما يتجه إلي محل لأحد شركات المحمول المجاور للفندق لشراء كارت لشحن خط المحمول المصري الخاص به..
وبينما "قمر" منشغلة بإبدال ملابس صغيرها وأخذها هي لحمام دافئ..كانت قدمي "فادي" مستعدة للدخول إلي الفندق لتأتيه النبرة الحانية التي رفضته من أكثر من ست سنوات لتتحرك تلك النبرة باسمه..
أطلق "فادي" تنهيدة ضجر لتأكده من صاحب تلك النبرة بل وأعاد تحريك أقدامه للدخول إلي ساحة الفندق دون المبالاة لتلك النبرة التي تقترب منه رويداً رويداً..إلي أن تحركت تلك النبرة بكلمة "ابني!!"
تلك الكلمة كانت كافية بالتمام لدي "فادي" للتصلب في موضعه لثوان ٍ معدودة واستنشاق نفس عميق لإعادة رسم علامات اللامبالاة علي ملامح التي حركها لتقابل ذاك الرجل قائلاً بنبرة باردة:العنوان خطأ يا سيدي
لم يهتم ذاك الرجل أو بمعني أحق "حمدي" بتلك الكلمات وإنما كان اهتمامه بأكمله منصب علي الارتواء من ملامحه ابنه التي طالما انتظر رؤيتها لسنين كانت أيامها تحمل له الكثير والكثير من الندم والشوق..
أطلق "حمدي" تنهيدة راحة بعد ارتواء اشتياقه لتتحرك شفاهه بنبرة حانية ليقول:اشتقت لك يا بني
بالرغم من الاشتياق لضمة بين ذراعي والده المنفجر داخل كيانه منذ التقاطه لنبرته إلا أن "فادي" وكما أعتادنا منه اللامبالاة والتعجرف..رسم ابتسامة ساخرة علي ملامحه ليمزجها بنبرة شفاهه الغير مبالية ليقول:حقاً؟! أعذرني ولكنني لست ابن لأحد فوالدي تبري مني من أكثر من ست سنوات وطردني من حياته
تلألأت عيني "حمدي" بالدموع لتمتزج بنبرة شفاهه الحانية التي حرك بها شفاهه قائلاً:أخطأت حينها يا "فادي" وأنا معترف بذلك وأريد منك أن تسامحني
رسم "فادي" علامات الجمود علي ملامحه لتتحرك شفاهه بنبرة تحسر قائلاً:للأسف ذاك الطلب جاء متأخراً جداً للأسف أن قطعت الطريق بيننا منذ سنين رغم تأكدك بأنني كنت في أمس الحاجة إليك إلا أنك اخترت قطع الطريق بيننا بل بناء ألف سور و سور
أكمل "فادي" حديثه بنبرته الغير مبالية المعتادة ليقول:وأنت كما تعلم "فادي" لا يمنح فرص لمن تخلي عنه في الوقت المحنة وليس علي استعداد بتحطيم أسوار القسوة التي شيدها من كان يعد أعز الناس إليه..
"فادي" كان ومازال وسيبقي ذاك المتعجرف مهما طال الزمان به
ما إن أنهي "فادي" حديثه حتى التفت بجسده لتكملة طريقه إلي المصعد الكهربي ومن ثم إلي الجناح الخاص به تاركاً "حمدي" يرتشف كؤوس الألم تلك لما تسبب من ألم لابنه منذ سنوات..
دلف "فادي" إلي ذاك الجناح وعلامات الحزن بدأت تتسرب إلي ملامحه رويداً رويداً لتلتقطها عيني "قمر" التي حركت شفاهها بقلق قائلة:ماذا حدث يا "فادي"؟؟هل أمي بخير؟!
أومأ "فادي" رأسه بإيجاب واتجه لالتقاط ملابسه وطبع قٌبلة حانية علي جبين ملاكه الصغير النائم ومن ثم توجه إلي دورة المياه دون الاهتمام ل"قمر" التي اشتعلت قلقاً عليه من ملامحه تلك..
دقائق معدودة استغرقها "فادي" لأخذ حمام بارد خفف من حدة ألسنة اللهب المتصاعدة من عقله إثر حديث والده ذاك..وبمجرد أن دلف "فادي" خارج دورة المياه واتجاهه إلي الفراش حيث تجلس"قمر" التي حركت شفاهها بنبرة تساؤل قلقة:"فادي"!! ماذا حدث لك!!أنت لست علي ما يرام نهائياً ماذا حدث؟!
ألقي "فادي" بمنشفته القطنية التي استخدمها في تجفيف صدره العاري ومن ثم اتجه إلي "قمر" لدفن رأسه علي صدرها ليحرك شفاهه بنبرة ألم ممتزجة بتلألأ عينيه بدموع زجاجية تأبي الهبوط ليقول:أريد أن أرتاح لا أكثر أريد أن أرتاح
ما إن أنهي "فادي" حديثه ذاك الذي أرسل دفعات من القلق المتتالي علي "قمر" التي شعرت بهدوء أنفاسه وإحكام إغلاق رموشه علي عينيه معلنً الهروب من ثورة أسئلة "قمر" بالنوم إثر ما تملكه من راحة بين ذراعيها..
لتسترق "قمر" هي الأخرى النوم بالرغم مما يكسو ملامحها من قلق..ذاك القلق الذي استطاع "فادي" الإجابة عنه فور استيقاظهم بسرده لما حدث بينه وبين والده وما يتملكه من ألم بعكس ما أظهره أمام والده..
....
بين قلق مسيطر علي ملامح "قمر" ومسبب لرجفة أناملها الملامسة لمعدتها المنتفخة وبين علامات اللامبالاة المتمكنة من أوصال "فادي" الراسم لنظرات برود ممتزجة بثبات نابعة من عينيه المتابعة لطريق السيارة إلي النوبة..كان "شاهد" هو الأكثر فوزاً براحة البال من ذاك الطريق المؤدي إلي النوبة لتهيمن نبرات مرحه علي الجهة الخلفية من السيارة بينما كان العكس يسيطر علي الجهة الأمامية بسبب حالة الرعب المتمثلة علي هيئة نظرات عيني "قمر" التي باتت تشعر وكأنها تري فيلمً تسجيلي لذاك الطريق الذي مهد طريق فرارها مع "فادي" بعدما عانت الكثير والكثير علي يد والدها و "محب"..
ولاقتلاع ذاك الحزن الذي بات واضحاً علي ملامح "قمر" ومحولاً عينيها إلي منبع لدموع متلألأة ولذلك!! حرك "فادي" أنامله لإحكام القبضة علي يد "قمر" واحتضانها بين شرايين يده الناقلة لشعور الطمأنينة إلي أوصال "قمر" التي أطلقت تنهيدة راحة نسبية امتزجت بابتسامة خافتة رسمتها علي ثغرها..
بعد تلك اللمسة التي لم تتحرك نهائياً عن يد "قمر" تحولت أجواء الذهاب إلي النوبة إلي بعضٍ من الراحة النسبية والانشغال بمرح "شاهد" الذي استطاع دون أن يدري بالتقاط والديه من حالة قلق بحتة..
علي الجهة الأمامية لباب منزل "منير" كان يجلس "بسام" علي أريكة بجوار ذاك الباب وبجواره "منير" المظهر لانشغاله بقراءة جريدة بينما عينيه تسترق النظر لمعرفة إن كانت وصلت "قمر" أم لا؟!
وما مع تمام الساعة الرابعة عصراً..التقطت أذني "منير" أصوات محرك سيارة يقترب من منزله بلامبالاة مختلطة بصخب ضحكات تسلل من خلف زجاج السيارة لتتراقص أمام "منير" لإشغال غيظه فور تأكده من أن تلك الضحكات نابعة من سيارة ذاك المتعجرف..
أغلق "فادي" محرك السيارة ليلتقط "شاهد" علي قدمه محركاً شفاهه بنبرة مطمئنة ممتزجة بنظرات عيني واثقة ليقول:كما حادثتك في الصباح يا "قمري"..لا أريدك أن تقلقي نهائياً وحبذا إن أضافتي قليلاً من اللامبالاة الخاصة بي
أطلقت "قمر" تنهيدة خوف امتزجت بنظرات عينيها المتفحصة بقلق لعلامات القرية من خلف زجاج السيارة لتتحرك شفاهها بنبرة مرتعشة وتقول:أريد أن أعود يا "فادي" أرجوك!! لا أستطيع المواجهة نهائياً أرجوك !! أنا مرعوبة من أن أدلف إلي ذاك المنزل بدونك وما سيحدث لي
حرك "فادي" أنامله بلمسة دائرية علي يد "قمر" لترتسم علامات التعجرف علي ملامحه وتمتزج بنبرة شفاهه الواثقة ليقول:لن يستطيع أحد مهما كان الاقتراب منكٍ يا "قمري" أنتي حرم "فادي الأسيوطى" لذلك أريد منكٍ أخذ نفس عميق والتهام قٌبلة من "شاهد" ومن ثم تستجمعي قوتك التي استطاعت تقديم رسالة دكتوراة وماجستير ظلت الهيئة المشرفة تصفق لها ما يقارب الربع ساعة هذا أولاً..أما ثانياً فلا تفكري في شئ مهما كان إلا الاطمئنان علي والدتك وفقط ولا تبالي لأي أحد حتى وإن كان "منير"
وبفطرة الطفل المستشعر بالقلق من حديث والديه..حرك "شاهد" شفاهه بنبرة خوف قائلاً:أبي ماذا حدث؟!وأين نحن!! أبي أنا أريد العودة
مسحت "قمر" علي يد "شاهد" بحنان امتزج بنبرة شفاهها المطمئنة لتقول:لا تقلق يا بني كل ما في الأمر أنني سأذهب لجلب شئ ما من ذاك المنزل فقط وسنعود لأجل الذهاب إلي "تميمة" لتلهو معاها
بالرغم من استشعار "شاهد" بعدم صدق حديث "قمر" إلا أن لمسة يد "فادي" المتحركة ببطء علي ظهره بعثت فيه بعض الطمأنينة لتتحرك شفاهه بنبرة هدوء نسبية قائلاً:حسناً يا أمي ولكن لا تتأخري
أطلقت "قمر" تنهيدة قوة اكتسبتها من نظرات عيني "فادي" المشجعة لها لتحيط بكفها مقبض السيارة وتفتحه في نفس اللحظة التي فتح فيها "فادي" بابه الخاص وهو يحمل "شاهد" بين ذراعيه وابتسامة تعجرفه المعتادة تتراقص أمام عيني "منير" الذي شعر وكأن هزة أرضية بقوة 200ريختر فجرت الأرض من تحته مطلقة العنان لبراكين المتصاعدة ألسنتها من عيني "منير" المطلقة لنظرات نارية لكلاً من "فادي" و"قمر" وذاك الصغير الدافن لملامحه في كتف "فادي" الذي أراد منح "منير" جرعة ثقة بأنه ما عادت لديه سلطة للتحكم ب"قمر" ليطبع قُبلة هادئة علي جبينها فور وقوفه مقابلاً لها ومن ثم حرك شفاهه بنبرة تشجيع هامساً:لا تتأخري علينا.. سأشتاق
ارتسمت ابتسامة طمأنينة علي ثغر "قمر" بالرغم من ارتعاد ملامحها بقلق من حدة نظرات "منير" التي قاربت علي الفتك بعائلتها الصغيرة لتعبث "قمر" بخصلات شعر "شاهد" الذي رفع ملامحه إليها بطمأنينة لطالما اكتسبها من لمسة والدته ليرسم علي ملامحه علامات البراءة الممتزجة بابتسامته الطفولية..
لتستمد "قمر" بتلك الابتسامة الممزوجة بلمسة يد "فادي" قوة جعلت ملامحها تكتسي بلامبالاة ممزوجة بنظرات عينيها الواثقة لتخطو بثبات في اتجاه المنزل ليستقبلها "بسام" بترحاب ومن ثم يدلف بها إلي المنزل..
تحولت خطوات "قمر" من الثبات إلي التشتت فور اقترابها من حجرة والدتها لتتمسك بمرفق "بسام" بخوف ممتزج بنبرة شفاهها المرتعشة لتقول:أنا خائفة جداً يا "بسام"
نظرات عيني "بسام" المطمئنة الممتزجة بنبرة تشجيع حرك بها شفاهه ليقول:مما تقلقين يا "قمر"!!تلك والدتك!! تلك من ناجيت ربك من أجل لقائها من جديد وها هو بفضله منحك تلك الفرصة
ابتلعت "قمر" ريقها بصعوبة فور وقوفها مباشرة أمام باب الحجرة لتحرك شفاهها بنبرة هامسة لتقول:ألن تدلف معي؟!
حرك "بسام" رقبته بحركة نافية امتزجت بنبرة المرح الهامسة التي حرك بها شفاهه قائلاً:لابد من العودة إلي خارج المنزل لمنع تطور نظرات عيني عمي النارية ل"فادي"
سرعان ما ارتسمت ابتسامة حزن منكسرة علي ملامح "قمر" المحركة لشفاهها بنبرة حزن هامسة لتقول:ألم تري كيف نظر إلي "شاهد"؟! كأنه يريد القضاء عليه !!ولا لمعدتي المنتفخة تلك شعرت وكأنه يريد قتلها قبل الخروج إلي عالمنا هذا
أطلق "بسام" تنهيدة حزن مكتوم امتزج بنبرة شفاهه المطمئنة إلي حد ما ليقول:"قمر" دعينا منه الآن الأهم أن تطمأني علي والدتنا هيا

ارتفع صخب ضحكات "شاهد" الطفولية العابث مع "فادي" بمرح لزيادة اشتعال غضب "منير" الذي قارب علي تصويب أعيرة لهب نارية من منبع عينيه المشتعلة غضباً لتأتيه نبرة "بسام" الملتقطة له من براكين غضبه تلك وهو يقول:عمي!!


يتبع.........
#نورهان_حسنى



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-10-16, 12:01 AM   #39

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



الفصل السابع والثلاثون


أطلق "منير" تنهيدة غضب امتزجت بنظرات الضجر النابعة من عينيه ومصوبة تجاه "فادي" الحامل لطفله بين ذراعيه ومداعباً إياها لتتحرك شفاه "منير" بنبرة غضب شبه مرتفعة قائلاً:هي أرادت رؤيتها هي فقط إذن لماذا أتي هذا وذاك؟!
ارتسمت ابتسامة ساخرة علي شفاه "فادي" لسماعه لحديث "منير" هذا ليتابع مزاحه مع "شاهد" الغير مبالي لنظرات "منير" تلك..بينما حرك "بسام" شفاهه بنبرة ضجر قائلاً:كيف سيتركها!!وبالإضافة كيف سيتركون طفلهم!!
تابع "بسام" حديثه بنظرة عتاب منطلقة من عينيه ل"منير" وممتزجة بنبرته الثابتة ليقول:عمي!!ألم تفكر ولو للحظة في تلك الابتسامة التي رأيتها علي ملامح "قمر"!!ألم تكن تعتقد أن ابتسامتها لن تعود لمحياها بعد زواجها من "محب"!!ألم تستطع التخلي عن قسوتك تلك وتأمل ملامح حفيدك هذا الوارث لعيني "قمر" بالمثل تلك العيني التي طالما كنت تتغني بها في طفولتها
أطلق "بسام" تنهيدة حزن امتزجت بوقوفه عن موضعه بضيق تناسب مع نبرة الملل التي حرك بها شفاهه قائلاً:من رأيي أن تعيد التفكير وتنقذ ما تبقي داخل "قمر" من حنين لك وتكف عن نظرة عينيك الملتهمة لمعدتها المنتفخة تلك لأنها ما حوت إلا طفلة رغماً عن الجميع سيطلق عليها أنها حفيدتك
ما إن أنهي "بسام" حديثه حتى تحرك بقدمه متجهاً ناحية "فادي" لمشاركته المزاح مع "شاهد" الذي ما انقطع ولو لثوانٍ عن الضحك..
علي الجانب الآخر..
تحديداً في حجرة "ناهد" التي مازالت محتضنة ل"قمر" بين ذراعيها منذ رؤيتها لها فور دخولها عليها وكأنها تعيد إحياء روحها المتهالكة تلك من الفراق وها هي الآن تدوي جروح الفراق بضمتها القوية لابنتها تلك التي ما استطاعت الكف عن ذرف الدمعة تلو الأخرى..
ها هي تلك الابنة التي طالما مرت بأوقات عصيبة ما احتاجت فيها لأحد سوي والدتها وعندما كان عقلها يصوب لها صدمات نارية بأنها باتت يتيمة الأم تضاعف تلك الصعوبات إلي أضعاف الضعف..
ها هي الآن ترتجع كؤوس الحنان واحدً تلو الآخر دون انقطاع من ضمة والدتها الممسكة بها بقوة ممتزجة برجفة أناملها المرتعشة خوفاً من فقدانها مرة أخرى..
تحسست "ناهد" معدة ابنتها المنتفخة بأناملها المرتجفة بفرحة لتقول بنبرة غير مستوعبة:هل أنتي حامل؟!
اعتدلت "قمر" في جلستها بهدوء لتدفن وجهها بين ضلوع والدتها بينما تحركت شفاهه بنبرة فرح مرتعشة من البكاء لتقول:نعم يا أمي ذاك الانتفاخ الكروي زين كياني من جديد..ذاك الانتفاخ الكروي في معدتي ما هو إلا نتيجة لحب من عاشق أنا متيمة به
عقدت "ناهد" حاجبيها بتعجب امتزج بنبرة شفاهها المصدومة بفرحة لتقول:هل كنتٍ حامل قبل هذا الحمل
أومأت "قمر" رقبتها بإيجاب امتزج بنبرة شفاهها الفرحة لتقول:نعم يا أمي لدي "شاهد"
أطلقت "ناهد" تنهيدة طمأنينة امتزجت بملامحها المتهللة بسعادة من أجل طفلتها لتقول بنبرة تساؤل:ولكن أين هو؟!
أطبقت رموش "قمر" علي عينيها ببطء امتزج بنبرة الطمأنينة النسبية التي حركت بها شفاهها لتقول:إنه بالخارج مع "فادي" ولا تقلقي نهائياً ف"بسام" معه وريثما ينتهي حديثنا سأحضره لكٍ
شبح الابتسامة يغزو ملامح "ناهد" من مداعبة فتاتها لتقول بعاطفة أمومة محبوسة بداخلها سنوات:المهم يا ابنتي كيف هو حالك مع زوجك؟؟!!
صعقة كهربية داعبت قلبها الصغير ليرتجف لها جسدها كله لتشعر"ناهد"بيد فتاتها ترتعش بين يدها ليغزو شبح القلق كيانها قائلة:ماذا هناك يا ابنتي؟؟ هل الأمور علي ما يرام أم ماذا؟؟
أغمضت عينيها بإحساس من الخجل ممزوج بنبضة عشق تعزف علي أوتار قلبها..لتشعر و كأنها في السادسة عشر من عمرها وتجلس أمام والدتها مرتبكة مترددة قلقة ولكنها سعيدة..تجلس أمام والدتها لتخبرها عن حبيبها المجهول..تقص عليها نظرته السريعة التي يلقيها عليها وهو بين أصدقائه..تقص عليها معالم الغضب الظاهرة علي وجهه عندما سمع صوت ضحكتها عالية..تخبرها كم ظلت في فصلها الدراسي تائهة في ملكوت عشيقها..
لتفيق "قمر" من أحلامها علي قبضة من يد والدتها تقول:ماذا هناك؟؟ تكلمي!!صمتك يزيد قلقي
احتضنت "قمر" خاتم الزواج الذي يزين يدها قائلة بصوت هادئ:كل كلمة منه..كل حركة منه..كل قبضة غضب قبضها علي يده من تصرف طفولي مني..كل ليلة قضيتها بين أحضانه أتابع أنفاسه الصاعدة والهابطة..كل لحظة ألم و وجع وضيق وغضب مرت بيننا..كل محاولة من الظروف القاتلة أن تفرقنا
تنهدت "قمر" بهدوء قائلة:كل هذا يا أمي وأنا أشعر بحريتي بين أحضانه فقط..برغم كل ما يمتلكه من أقصي درجات الغضب والضجر من أي شئ ولكن لا أراها سوي طوق نجاة لي أعاد شعور الراحة والإطمئنان لدي بعد أن سٌلب مني غصب
رفعت "قمر" عينيها ببطء لتقابل عيني "ناهد"لتقول بنبرة هادئة ممتزجة برعشة عاشقة:نظرة الفخر في عينيه عندما حصلت علي الدكتوراة تشفع أمام كل لحظة غضب منه عندما يأتي من عمله غاضبا..كل لمسة من يده تمسح دموعي في كل ليلة اشتاق لكي فيها تغفر لكل كلمة أو فعل قاله وقت غضبه أو ضجره..كل ليلة بات فيها بجانبي في آلامي ليعوض ما فقدته في بٌعدك يا أمي تضرب بعرض الحائط كل لحظة شعرت فيها بانشغاله عني
احتضنت "قمر" خاتم زواجها قائلة:نعم هو غاضب طوال عمره..نعم هو متعجرف قليلا ومغرور ومتكبر..نعم هو يجعل العقل يشتعل غضبا من صمته الدائم..نعم نظرة عينيه يتحطم لها الحجر خوفا ولكني أحببته ..لدرجة تشعرني بالخوف عليه من حبي له..ولكن في النهاية يا أمي أنا أتنفسه عشقاً
مسحت "ناهد" بأناملها علي كتف "قمر" بحنان امتزج بتلألأ عينيها فرحاً من أجل فتاتها تلك لتحرك "ناهد" شفاهها بنبرة راحة لتقول:ما ظننت يوماً أن تعشقي أحداً لتلك الدرجة ولكن حمداً لله أنه طمأن قلبي عليكي الآن
تمسكت أنامل "قمر" بملابس والدتها ببطء امتزج بشبح ابتسامة الفرحة الخجلة الزائر لملامحها بهدوء لتحرك شفاهه بنبرة هادئة لتقول:ذاك قليلاً جداً علي "فادي" يا أمي ولكن الأهم الآن أن اطمئن علي حالك
ساعة إلا الربع كانت المدة المحددة التي لم تنطبق فيها شفاه "قمر" كانت أم "ناهد" عن الحديث والاطمئنان علي أحوال بعضهما إلي أن علمت "قمر" بأن المرض الخبيث هو من أصاب جسد والدتها الهزيل لتنفجر "قمر" في تلك اللحظة باكية ومحتضنة لوالدتها بقوة طفلة صغيرة تخشي من فقدان والدتها ولو لثوانٍ معدودة..
ولقدرة "ناهد" علي التحكم في دموع فتاتها وبفضل لمسة يدها الحانية استطاعت احتواء انهيار "قمر" هذا بل وتحويله إلي مزاح ومن ثم طلبت "ناهد" من فتاتها أن تحضر لها "شاهد" لرؤيته..
ولكن!!بفضل ذاك العند الذي اكتسبه "شاهد" عن والدته وذاك التعجرف الوارث إياه من والده بالتمام رفض الدخول غلي ذاك المنزل نهائياً ولرفض "فادي" القاطع لدخوله هو الآخر إلي المنزل ازداد تصميم "شاهد" علي عدم الدخول إلي ذاك المنزل..
لتتحامل "ناهد" علي مرفق ابنتها وتدلف خارج باب المنزل لتتسع عيني "منير" بصدمة امتزجت بنبرة شفاهه الغاضبة ليقول:"ناهد"!!ألم يخبرك الطبيب بأن ترك فراشك ممنوع!!ما ذاك الجنون؟!
أطلقت "ناهد" تنهيدة فرحة تسربت لأوصالها ممتزجة بنظرات عينيها المتفحصة لملامح "شاهد" الساكن علي ذراع والده لتتحرك شفاه "ناهد" بنبرة عتاب لتقول:الجنون الحق أن أري حفيدي من ابنتي أمام عيني ولا أهرول لاحتضانه
ما إن أنهت "ناهد" حديثها هذا حتى تحركت قدمها لتكملة طريقها الذي بدأته مع "قمر" التي استطاعت بأعجوبة التماسك أمام والدها هذا..لتقف "ناهد" مباشرة أمام "فادي" لتتلألأ عينيها بفرحة لاقترابها من "شاهد" الساكن بين ذراعي "فادي" بقلق لتتحرك شفاهها بنبرة حنين شبه باكية لتقول:هل أنت خائف مني؟!
وبالفطرة التفرقة بين من يريد بي خير كان أم شر..تلك الفطرة التي يتمتع بها الأطفال دون أي ترتيب استطاع "شاهد" التماس شعاع من الحنان يتراقص من حوله من حديث "ناهد" الناظرة تجاهه برجاء في ألا يخشي منها..
لذلك!!حرك "شاهد" عينيه إلي "فادي" الذي سرعان ما رسم ابتسامة مطمئنة علي ثغره لتزيد من اطمئنان "شاهد" وبفضل أنامل "قمر" المحيطة ليد "ناهد" زادت طمأنينة "شاهد" إلي الضعف ليرسم ابتسامته الساحرة علي ملامحه محركاً شفاهه بنبر طفولية قائلاً:لا
أطلقت "ناهد" تنهيدة راحة نسبية بينما بعثت نظرات عيني "فادي" الطمأنينة إلي عيني "قمر" المتراقصة بفرحة لتتحرك أنامل "ناهد" ببطء لالتقاط "شاهد" من علي ذراع "فادي" الذي لم يبدي أي اعتراض نهائياً..
سكن "شاهد" بين ضلوع "ناهد" التي باتت ترتعد بقوة إثر صدمتها مما يحدث الآن..
ها هي تحتضن حفيدها الأول!! ها هي تستمع لدقات قلبه العازفة للحن شاهد علي أن ابنتها ما ارتشفت إلي الفرح في منزل ذاك المتعجرف!!
تلألأت عيني "قمر" بسعادة امتزجت بتنهيدة الراحة النسبية التي أطلقتها هي و "فادي" الذي سرعان ما رسم ابتسامته تعجرفه مصوباً إياها إلي "منير" المشتعل غضباً من أفعال زوجته تلك ولولا أنها مريضة ما كان ليسمح لها نهائياً بتحسس ذاك الطفل الملقب باسم عائلة "الاسيوطى"
ولكن!!!وبالرغم من تلك القسوة المسيطرة علي أوصال "منير" والممتزجة بنظرات عينيه النارية إلا أن عينيه خانته لالتقاط صورة ليد "شاهد" الطفولية وهي تمسح علي كتف "ناهد" بفطرة طفولية حانية..ليرتعد "منير" من ذاك المشهد ويشعر وكأن كيانه بأكمله يصرخ به طالباً منه التخلي عن قسوته تلك والفوز بضمة من ذاك الصغير الحامل لكثير وكثير من خصال "قمر" عندما كانت في مثل عمره...
كفكفت "ناهد" دموع عينيها المتأرجحة علي خديها لتتحسس ملامح "شاهد" بأناملها المرتعشة لتقول بنبرة فرحة راجية:أتعلم يا بني!!ضمتك تلك هي الدواء الحقيقي لأي ألم مهما كانت قوته
ارتسمت علامات الحيرة علي ملامح "شاهد" المحرك لشفاهه بنبرة تساؤل قائلاً:ولكن من أنتي؟!
خيم الصمت علي شفاه الجميع لثوانٍ معدودة قطعتها نبرة شفاه "فادي" الهادئة ليقول:إنها والدة "قمر" يا حبيبي بمعني أنها جدتك
رفع "شاهد" حاجبه الأيسر بحركة ورثها عن "فادي" لتتحرك شفاهه بنبرة تعجب قائلاً:ولكن أين والدتك يا أبي!! أليس من المفترض أن يكون لدي جدتين!!
وما إن انهي "شاهد" حديثه هذا الذي سرعان ما أشعل بركان الألم الخامد بين ضلوع "فادي" المحرك لرموشه بسرعة لمنع أية دموع من التكون حتى بينما أطلقت "قمر" تنهيدة حزينة امتزجت بأناملها التي حركتها في اتجاه "فادي" لإحكام قبضتها علي يده وكأنها تريد مساندته في محاولاته تلك لمنع دموع..
بينما استشعرت "ناهد" ذاك الألم الذي بدأ في الثوران داخل كيان "فادي" لتحرك شفاهها بنبرة حانية وتقول:أنا أياً كوالدة أباك يا "شاهد" وإنه لمثل أبنائي
لم يظهر "فادي" أي رد فعل وإنما حرك شفاهه بنبرة حزم قائلاً:هيا يا "قمر"
وبمجرد أن انتهي حديث "فادي" هذا حتى قفز "شاهد" من بين ذراعي "ناهد" منطلقاً إلي "فادي" بخفة طفولية امتزجت بنبرته المرحة ليقول:ولكنني من سأقود السيارة يا أبي
ما استطاع "فادي" رسم علامات الجمود علي ملامحه مقابلةً بملامح "شاهد" الطفولية تلك ليرسم ابتسامة خافتة علي ثغره ويحرك شفاهه بنبرة إيجاب قائلاً:حسناً يا بني
أبت "قمر" ترك يد "فادي" حتى ولو لثوانٍ وإنما حركت شفاهها بنبرة مودعة لتقول:مع السلامة يا أمي
استندت "ناهد" بيدها علي يد "بسام" لتقترب بخطوات معدودة من "قمر" لاحتضانها بين ضلوعها لثوانٍ معدودة ومن ثم اتجهت "ناهد" بعينيها لمقابلة عيني "فادي" لتحرك شفاهها بنبرة شاكرة وتقول:شكراً لك يا بني علي ما فعلته من أجلها
ارتسمت ابتسامة خافتة علي ملامح "فادي" الذي حرك شفاهه بنبرة هادئة بينما نظرات عينيه النارية مصوبة تجاه "منير" ليقول:هي عائلتي كيف لي ألا أسعدها!!
ودعت "ناهد" فتاتها وحفيدها بابتسامتها الخافتة بينما تحركت شفاه "بسام" لتوديعهم علي وعد بلقاء عندما يعود للقاهرة ليستقل "فادي" السيارة بعدما تأكد من دخول "قمر" و"شاهد" إليها..
باختلاف تام عن أجواء القلق المحيطة بالسيارة في الذهاب كانت العودة تتميز بأجواء مرحة منبعها "شاهد" الذي لم يكف عن المزاح إلي أن غلبه النوم علي كتف "فادي" ليبدأ تسامر "فادي" و"قمر" حول تلك الزيارة وما حدث فيها وطلباً من "قمر" بتكرار تلك الزيارة ليقابله "فادي" بتردد في الموافقة ليطلب منها أن تترك ذاك الأمر إلي حينه..
لينتهي ذاك اليوم بإطباق "فادي" و"قمر" علي عينيهم فور تلامس رأسهم بالوسادة وفي منتصف "شاهد"..
...
في عصر اليوم التالي..
كان الاتفاق منعقداً بين "فادي" و"ياسر" لزيارته في منزله..لينطلق "فادي" بعائلته إلي منزل "ياسر" لتبدأ ساعات تحمل صخب ضحكاتهم ولهو "شاهد" و"تميمة" وتسامر "قمر" و"مريم" والحديث المطول بين "ياسر" و"فادي"..ساعات ما انتبه أحداً فيهم لقياس مداها وإنما انشغلوا باسترجاع ذكرياتهم سوياً وإشباع أشواقهم لبعضهم..
ليقطع صخب ضحكاتهم الممتزجة تلك طرقات جرس الباب ليتجه "ياسر" لفتح باب المنزل معلنً قدوم أحد الضيوف الذي سرعان ما اكتست ملامح "فادي" تجاهه بالضجر لتتحرك شفاه "ياسر" بترحاب قائلاً:أهلاً يا عمي تفضل
دلفت قدم "حمدي" إلي المنزل بينما عينيه تتابع رد فعل "فادي" الذي سرعان ما أدار عينيه عنه باصطناع الانشغال ب"تميمة" ليطلق "حمدي" تنهيدة حزن لتأكده من أن ذاك اللقاء لن يمر كما كان يخطط..
بينما استأذنت "قمر" و"مريم" سريعاً متجهات إلي حجرة "تميمة" بعدها اصطحبوها هي و"شاهد" معهم بينما حرك "ياسر" شفاهه بنبرة مستأذنة في الدخول إلا أن نبرة الثبات من شفاه "فادي" منعته من الدخول عندما قال "فادي":لا داعي لدخولك يا صديقي فأنت الأكثر قدرة علي شرح ما حدث له
أطلقت عيني "حمدي" نظرات حزن صوبها تجاه "ياسر" الذي أطلق بدوره تنهيدة حيرة مما سيقوله لتأكده بكمية الألم الذي ارتشفها "فادي" بسبب افتراقه عن والده..
تحركت شفاه "حمدي" بنبرة تؤمن بوجوب الاعتذار ليقول:"فادي"!!أنا أعلم جيداً ما مررت به ولكني أطلب منك مسامحتي للمرة الثانية من فضلك
""ألم "فادي" إذا تحول لقسوة فلن تستطيع أية قوة علي الأرض مواجهته مهما كانت""
تلك الجملة هي الحقيقة الراسخة في أذهان "ياسر" الذي حرك شفاهه في محاولة للضغط علي "فادي" للتخلي عن قسوته تلك ليقول:كما قولت يا صديقي لا أحد يعلم ما مررت به بقدري ولكن!!لطالما سامحنا يا "فادي" وهذا والدك وليس بأحد من أصدقائنا
ارتسمت ابتسامة ساخرة علي ملامح "فادي" المحرك لشفاهه بنبرة لامبالاته المعتادة ليقول:أصدقائنا مهما كانت الخصومة الناشبة بيننا يا "ياسر" لم يتخلوا عني في أوقات حاجتي لهم
هبط جسد "حمدي" بإرهاق علي الأريكة لتتحرك شفاهه بنبرة شبه هادئة قائلاً:وماذا كنت تريديني أن أفعل و أنا أعلم أنك تتزوج ابنة الرجل المتسبب في وفاة والدتك؟!هل أردت مني تقبله كجد لأحفادك وهو بنفسه من وضعك في حجرة جليدية ولولا حفظ الله لك لما كنت أمامي الآن
تلألأت عيني "حمدي" بدموع تتأرجح بين جفونه ليتابع حديثه بنبرة ألم مرتفعة إلي حد ما ليقول:أنت مازالت ذاك الطفل الذي لطالما هرب من العالم بأكمله ليختبئ بين أحضاني ولكنك الآن كبرت وصرت رجل وفضلت أحضان غيري عني أنا.. ورثت اللامبالاة والعند مني أنا وتعلم جيداً كيف هي طباعي ولكنك مكثت فوق الثلاثين عاماً معي ولم تستطع معرفة أنك الوحيد من أتنفس لأجله وفي نهاية المطاف عندما طلبت منك المغادرة نفذتها فوراً بدون أن تتفوه بكلمة واحدة حتى..إن كنت تظن نفسك أسست عائلة فأنت لي العالم بأكمله بما به من هواء وماء لا يستغني الجسد البشري عنه
ما إن أنهي "حمدي" حديثه حتى أطلق تنهيدة ألم طويلة لمنع دموع من الهبوط بينما رمق "ياسر" "فادي" الصامت والمتابع لملامح والده بهدوء يخفي في طياته ألم قارب علي الفتك ب"فادي" لتأتيه نظرة عيني "ياسر" المشجعة له..
ليتخلي "فادي" عن تعجرفه في تلك اللحظة ويهب من موضعه متجهاً إلي مقعد والده ويجثو علي ركبتيه لتتحرك شفاهه بنبرة اعتذار مرتعشة ليقول:أنا آسف يا أبي أنا آسف سامحني ولكنك كما تعلمني لا أستطيع التحكم في خصالي الغير مبالية ولا في التعجرف
ارتسمت علامات الراحة علي ملامح "حمدي" ليلتقط "فادي" بعناية واضعاً إياه بين ضلوعه مطلقاً تنهيدة طويلة كأنه كان كالجسد الميت وها هي الروح تغزر في كيانه من جديد..
لتتحرك شفاه "حمدي" بنبرة هادئة ممتزجة مع لمسات يده علي ظهر ابنه ليقول:ليس عليً يا طفلي لا تكررها مرة أخرى
أومأ "فادي" رأسه بإيجاب ليرفع رأسه من بين ضلوع والده ويحرك شفاهه لطبع قُبلة متأسفة علي جبينه ومن ثم علي يده بينما استرق "فادي" النظر إلي "ياسر" ليطلق الصديقين تنهيدة راحة امتزجت بحركة عينيهما الغامزة لبعضهما ..
وما هي إلا دقائق معدودة حتى أصبح "شاهد" بين ذراعي "حمدي" الذي لم يصمت ولو لثوانٍ عن تدليله هو و"تميمة" بعدما رحب "حمدي" أشد ترحيب ب"قمر" ولقبها ب"ابنتي"..
لتعلن تلك الكلمة تمام عائلة "فادي" الراسم لعلامات الراحة علي ملامحه..
...
مر يومين كاملين علي أبطالنا..انشغل فيهم "فادي" و"قمر" بزيارة قبر "الشيخ\راضي"و "ثرية" ومن ثم الاتجاه لزيارة ابنهم الأكبر وبينما كان "شاهد" منشغلاً باللهو مع "تميمة" والخروج مع "حمدي" في بعض الأحيان..
أما عن "ناهد" فبعد زيارة "قمر" تحسنت أوضاعها النفسية إلي حد كبير ظهر بجدية في إقبالها علي العلاج بصدر رحب ورغبة في الشفاء من أجل فتاتها وحفيدها..
أما عن "منير" فبالرغم من حالة الغضب المتملكة له من لحظة زيارة ابنته و"فادي" لمنزله إلا أن تسللت إلي أوصاله بسرعة فائقة فور سماعه لكلمات "ناهد" التي تتضمن طلبها بزيارة "قمر" و"شاهد" مرة أخرى..
بقدر ما حاول "منير" إظهار الضجر من تلك الزيارة إلا أن كيانه كان يتراقص داخلياً لرؤيته ل"شاهد" مرة أخرى بعدما تمكنت منه عاطفة الحنين فور التقاطه لضحكات "شاهد" الطفولية التي أعادت إحياء إنسانيته من جديد..
أما عن "فادي" ففور إبلاغ "بسام" له بطلب "ناهد" لرؤية "قمر" لم يستطع الرفض مطلقاً لأنه من المستحيل أن يكون السبب في منع أم عن لقاء ابنتها!! ولكن..الضجر المتمكن من أوصاله لرؤيته ل"منير" من جديد هو ما رسم معالم الضيق علي ملامحه طيلة الطريق إلي النوبة..إلا أن "شاهد" حاول بفطرته المرحة محو القلق هذا وإبداله بضحكات "فادي" التي طالما طمأنت ذاك الصغير..
وللأسف فبسبب غشاء القسوة الذي مازال متمكن من أوصال "منير" بالرغم مما يتسلل إلي خواطره من اشتياق لرؤية ذاك الصغير إلا أنه استطاع ببراعة إطلاق نظرات نارية تجاه "فادي" و"قمر" فور ارتجالهم من السيارة..
وبالرغم من محاولاته لإطلاق تلك النظرات إلي "شاهد" هو الآخر إلي أنه ما استطاع ذلك نهائياً..ولكن!! بالرغم من ذاك العجز أمام "شاهد" إلا أن عيني ذاك الطفل استطاعت التقاط نظرات الغضب تجاه والديه لتلتف أنامله حول أحد أصابع "فادي" محركاً شفاهه بنبرة قلق:أبي!!أنا لا أريد الدخول إلي هذا المنزل
ابتلعت "قمر" ريقها بصعوبة إثر ألم معدتها الغير مفارق لها نهائياً من الصباح لتتحرك شفاهها بنبرة متسائلة لتقول:ولماذا!! جدتك بالداخل يا "شاهد" وتريد رؤيتك وأنت أخبرتني أنك تريد رؤيتها مرة أخرى
ازدادت أنامل "شاهد" تمسكاً بوالده لتتحرك شفاهه بنبرة ضجر ليقول:لا أريد دخول ذاك المنزل طالما ذاك الرجل أمامه..أنا سأظل مع أبي
انحني "فادي" في مستوي "شاهد" بهدوء مسيطر علي ملامحه لتتحرك شفاهه بنبرة مطمئنة ليقول:حسناً اهدأ الآن ونحن سنذهب لاستكشاف تلك القرية ما رأيك ؟!
أومأ "شاهد" رقبته بإيجاب لتمتزج تلك الحركة بحركة جسده الهاوي بين ضلوع "فادي" الذي رفع جسده ببطء وهو يحمل ابنه ليحرك شفاهه بنبرة تساؤل قائلاً:ماذا بكٍ يا "قمر"؟!يبدو عليكي الإجهاد!!
ارتسمت علامات الألم علي ملامح "قمر" التي حركت شفاهها بنبرة هادئة نسبياً لتقول:من السفر لا أكثر سأدلف لرؤية ولن نتأخر بإذن الله
أطلق "فادي" تنهيدة قلق امتزجت بنظرات عينيه المتفحصة لهيئة "قمر" تلك لتتحرك شفاهه بنبرة ضجر قائلاً:ألا تشعرين بحالتك!! ملامحك تكتسي بالإرهاق بالإضافة إلي رعشة جفونك تلك
تحسست أنامل "قمر" معدتها المنتفخة تلك لترتسم ابتسامة خافتة علي ملامحها لتمتزج بنبرة شفاهها المرحة لتقول:كل ما في الأمر أن ابنتك تريد مداعبتي لا أكثر
زم "فادي" علي شفتيه بضيق امتزج بنبرة شفاهه المحذرة ليقول:حسناً أنا سأذهب بعيداً عن ذاك المنزل لأجل "شاهد" وإن شعرتي بأي ألم حادثيني سريعاً وضعي في حسبانك أننا لن نتأخر مهما كان الأمر
أومأت "قمر" رقبتها بإيجاب امتزج بابتسامتها المودعة ل"فادي" و"شاهد" لتدلف داخل المنزل دون إلقاء أية نظرات علي "منير" الذي رمقها بنظرة غضب ومن ثم تحركت عينيه بنظرات غضب تجاه "فادي" الذي لم يبالي كثيراً بها وإنما انطلق ب"شاهد" إلي أول مكان جمعهم ب"قمر"..
أتتذكرون؟!
ذاك المكان الذي يعتبره "فادي" قطعة من الجنة لما يمتلكه من سحر الطبيعة الخلابة التي سرعان ما تأسر القلوب قبل العينين..
ذاك المكان الجامع لأول مقابلة بين "فادي" و"قمر" عندما تراقص وشاحها بخفة أمام عدة الكاميرا الخاصة ب"فادي"..
ارتسمت ابتسامة خافتة علي ملامح "فادي" فور تذكره لذاك اللقاء وتفاصيل ملامح "قمر" في تلك اللحظات ليطلق تنهيدة سعادة تتراقص داخل كيانه بينما عينيه تتابع "شاهد" الذي سرعان ما قفز من بين ذراعيه ليبدأ في تفحص ذاك المكان بمرح مرتسم علي ملامحه..
أما عن "قمر" فكان وقتها إلي حد ما هادئ بفضل حديثها الشيق مع والدتها وبالرغم من تلك الآلام التي بدأت في التزايد إلا أن "قمر" حاولت التماسك إلي آخر لحظة..
مر ما يقارب الثلث من الساعة و"منير" مازال يتآكل من براكين غضبه المشتعلة في أوصاله لتلتقطه صرخة ألم ارتعد لها المنزل بأكمله........



يتبع.........
#نورهان_حسنى



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-10-16, 12:02 AM   #40

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



الفصل الثامن والثلاثون والأخيرة


مر ما يقارب الثلث من الساعة و"منير" مازال يتآكل من براكين غضبه المشتعلة في أوصاله لتلتقطه صرخة ألم ارتعد لها المنزل بأكمله
لينتفض كيان "منير" من موضعه ويهرول تجاه حجرة "ناهد" لتستقبله قطرات المياه المتساقطة من "قمر" معلنة عن بداية مراحل الولادة لتتسع عيني "منير" بصدمة في محاولة لتصديق ما يحدث واستيعاب كلمات "ناهد" التي ترجوه بجلب جارتهم الملقبة في اللغة العامية ب "الداية"
أطلقت "قمر" صرخة وجعها الغير محتمل الثانية لتتحرك شفاهها بنبرة ألم صارخة لتقول:"فادي"!!حادثي "فادي" أرجوكي يا أمي
وبفضل نبرة "قمر" الصارخة تلك استطاع "منير" الإفاقة من صدمته تلك ليهرول تجاه منزل جارتهم بينما عبثت "ناهد" بأناملها المرتعشة علي شاشة هاتف فتاتها لتحادث "فادي" الذي هب من موضعه بصدمة ممتزجة برعب من أن يصيب مكروه ما ل"قمر" ليحمل "شاهد" بين ذراعيه بسرعة مهرولاً تجاه المنزل..
وما هي إلا دقائق معدودة حتى حضرت "الداية" إلي منزل "منير" الذي بات يرتعد برعب من صرخات "قمر" المتتالية تلك لتدلف تلك "الداية" إلي الحجرة بعدما طلبت من ابنتها ما تحتاجه من مياه ساخنة وما إلي ذلك..
وبمجرد إغلاق تلك الابنة لباب الحجرة بعدما وضعت المياه الساخنة كانت أقدام "فادي" تقتحم المنزل ونظرات الرعب تشع من عينيه إثر صرخات "قمر" التي استقبلته هو و"شاهد" لتتحرك شفاه "فادي" بنبرة غضب قائلاً:"قمر" أين "قمر"!! أنا سأخذها إلي مستشفي..أين هي زوجتي يا "منير"؟؟
أطلق "منير" تنهيدة حيرة مما يشتعل من أحاسيس داخل أوصاله الآن لتتحرك شفاهه بنبرة شبه غائبة عن الوعي ليقول:أهدأ قليلاً..والدتها توجد بجانبها ومن تتولي ولادتك طفلتك متخصصة وهي من أشرفت علي ولادتها من سنين
تصاعدت صرخة "قمر" التالية لتبعث الرعب في قلب "شاهد" الذي حرك شفاهه بنبرة باكية ليقول:أبي!!أنا أريد أمي لماذا هي تصرخ!! ألم أخبرك أن ذاك المنزل سيئ أنا أريد أمي يا أبي
أحاطت أنامل "فادي" برأس ابنه لتعيد إخفائه بين ضلوع "فادي" التي باتت ترتعد خوفاً علي "قمر" لتتحرك شفاه "فادي" بنبرة طمأنينة لا تتناسب مع رعشة أوصاله ليقول:أهدأ يا بني أهدأ ستعود لنا بخير وبصحبتها شقيقتك التي تنتظرها أهدأ الآن أنت مع والدك
سكن "شاهد" إلي حد ما من ضمة والده تلك بينما مكث "فادي" وقت الولادة بأكمله ذهاباً وإياباً أمام الحجرة بينما مع كل صرخة من "قمر" تزداد رجفة أوصاله ومعها تزداد ضمته إلي ابنته..
ليتشتت "فادي" بسبب صرخات "قمر" تلك عن نظرات عيني "منير" المتفحصة لهيئته تلك بعناية لاستيعاب أن ابن "حمدي الأسيوطي" يرتعد خوفاً علي ابنته..
مكث "منير" لحظاته تلك في محاولة ترسيخ فكرة أن ما فعله "فادي" كان أم "قمر" كان من أجل الحب الذي رفض حتى الاعتراف به..
حاولت عاطفة الأبوة التي سرعان ما بدأت تتسرب إلي كيان "منير" بتصديق أن ذاك المتعجرف هو عاشق لابنته..
فاق "منير" من شروده تلك علي صيحات بكاء خافتة تتسرب من خلف باب الحجرة لتتراقص أمام غشاء قسوته هذا لتحطمه في أقل من الثانية لترتسم ابتسامة هادئة علي ثغر "منير"..
بينما أطلق "فادي" تنهيدة راحة أخيراً ليتنفس الصعداء مقبلاً جبين ابنه بفرحة تقاسمها الأب وابنه علي ثغرين لتتحرك شفاه "شاهد" بطفولة قائلاً:صار لدي شقيقة وصرت أنا الأخ الأكبر
ما إن أنهي "شاهد" حديثه المرح هذا حتى دلفت "الداية" خارج الحجرة وهي تحيط بتلك الصغيرة المطلقة لصيحات بكاء تتناسب مع حجمها الصغير هذا..ليهرول "منير" تجاهها بسرعة لا يعلم من أين أتي بها؟!
ولكن!!الأهم أن حمله لتلك الطفلة جعله يشعر وكأنه في عالم آخر لا تهمين فيه إلا السعادة وما غير السعادة..لتتحرك أنامل "منير" ببطء متحسساً ملامح تلك الصغيرة ليجول بخاطره ليلة وضع زوجته ل"قمر" ليتذكر حركاتها الطفولية بين يديه وعينيها المنغلقتين بفطرة وشفاهها المتفتحة ببكاء بالأحرى ما وجده هو وقتها غير أنه منبع سعادته الوحيد..
وهي هي الأيام تتابع من حوله ليعود لذاك المكان الذي حمل فيه ابنته لأول مرة ولكن ها هو الآن يحمل فيه حفيدته لترتسم ابتسامة سعادة علي ملامحه وقبل أن تتحرك شفاهه أتته نبرة "فادي" الغاضبة ليقول:تلك ابنتي
ما منح "فادي" أية فرص ل"منير" للحديث وإنما التقط ابنته ليخفيها بين ضلوعه ليهدأ بكاء تلك الصغيرة فور شعور بنبضات قلب والدها العازفة للحن السعادة لتتحرك شفاه "فادي" ببطء نحو أذنها هامساً بالشهادتين والآذان وما هي إلي لحظات من إنهاء "فادي" لما يهمس به حتى أتته نبرة "ناهد" المباركة لتقول:مبارك عليك ولكن "قمر" تطلب رؤيتك أنت و"شاهد"
أومأ "فادي" رأسه بإيجاب ليدلف داخل الحجرة بإحساس من الضجر لا يتناسب نهائياً مع مرح "شاهد" الذي استولي علي تصرفاته ليهرول علي فراش "قمر" محركاً شفاهه بنبرة فرحة قائلاً:إنها صغيرة جداً يا أمي ولكنها تشبهني أيضاً
ارتسمت ابتسامة خافتة علي ملامح "قمر" التي حركت عينيها تجاه "فادي" لتطلب منه بنظراتها حمل ابنتهم ليرسم "فادي" علامات الهدوء علي ملامحه ويضع ابنته بهدوء بين ذراعي "قمر" التي حركت شفاهها بنبرة فرحة متألمة قائلة:اشتقت لكٍ يا صغيرتي..أنتي جميلة جداً كما يقول شقيقك
استندت "شاهد" برأسه علي كتف "فادي" ليحرك شفاهه بنبرة تعجب قائلاً:ماذا سنسميها يا أمي
رفعت "قمر" عينيها ببطء لمقابلة عيني "فادي" المصوبة نظرات فرحة عارمة لتتحرك شفاهها بنبرة عاشقة لتقول:"نسمة" سنسميها "نسمة" أليس كذلك يا "فادي"؟!
تراقصت رئتي "فادي" بفرحة لإطلاق تنهيدة امتزجت بابتسامته الساحرة التي سرعان ما تحكم من ملامحه ليحرك شفاهه بنبرة إيجاب ليقول:نعم "نسمة" يا "قمري"
طرقات خافتة علي باب الحجرة قطعت ذاك الحديث لتأذن بالدخول لذاك الطارق الذي جعل "شاهد" يختفي خلف ظهر "فادي" فور رؤيته له بينما تحركت شفاه "فادي" بضجر هامس:"منير"؟!
..
أشعل دخول "منير" إلي الحجرة براكين من الغضب و الضجر والضيق تلك الأحاسيس الغير متناسبة نهائياً مع حالة الفرحة التي تعم طرقات المستشفي فور وضع "مريم" لطفلها الثاني الحامل للقلب "عمار"..
ذاك الطفل المشترك مع "نسمة" في مفاجأة والديهم بالرغبة في الهبوط إلي العالم قبل معادهم المحدد وبمجرد أن فاق "ياسر" من حالة فرحته الجنونية بطفله الثاني حتى عبثت أنامله لإرسال رسالة ل"فادي" ليجد رسالة أرسلها "فادي" مسبقاً مضمونها هو أن "قمر" وضعت الصغيرة "نسمة"..وبالرغم من الفرحة التي تملكت "ياسر" لأجل صديقه إلا أن قلقه مما يحدث الآن في النوبة هو ما عكر صفو يومه..
في الحقيقة أن قلق "ياسر" كان منطقياً فبمجرد دخول "منير" إلي الحجرة وطلب "فادي" من ابنه أن يمكث مع "ناهد" لدقائق حتى بدأت براكين الغضب تتصاعد رويداً رويداً فور تحريك "منير" لشفاهه بنبرة تساؤل ليقول:ماذا أطلقتم عليها؟!
ارتسمت ابتسامة ماكرة علي ملامح "فادي" المحرك لشفاهه بنبرة بروده المعتاد ليقول:"نسمة فادي حمدي الأسيوطى"
أطلقت رئتي "منير" تنهيدة ضجر نسبية امتزجت بنبرة شفاهه المتسائلة ليقول:أريد الحديث مع "قمر" بمفردي
رمق "فادي" عيني "قمر" بنظرة تحذرها من الحديث لتحتضن "قمر" ابنتها تلك بقلق بينما حرك "فادي" شفاهه بنبرة تعجرفه المعتاد ليقول:بصفتك ماذا؟!الرجل الذي جلبها من القاهرة وهي شبه جثة هامدة؟!أم بصفتك من أجبرها علي الزواج برجل لا يجوز عليه الآن سوي الرحمة؟!أم بصفتك ذاك الرجل الذي أعمي بصيرته عن رؤية جروحها في كل ليلة كانت تمضيها هنا؟!أم بصفتك الرجل الذي طلب منها البحث عن منزل آخر لها ريثما تسترد حقوقها الذي أهدرتها بيدك؟! أم بصفتك ذاك الرجل الذي وضعت زوجها من سنين في حجرة كادت تقضي علي حياته
اتسعت عيني "منير" صدمة امتزجت بعلامات القلق التي سرعان ما تمكنت من ملامحه بينما حركت "قمر" شفاهها بنبرة ذهول ممتزجة برعشة أوصالها لتقول:ماذا تعني بحديثك الأخير يا "فادي"؟!
ابتلع "منير" ريقه بصعوبة امتزجت بنظرات عينيه المترددة حيال "قمر" ليحرك "فادي" شفاهه بنبرة توضيح قائلاً:أعني بأن ذاك الرجل الذي أخبرتك يوماً أنه تركني في حجرة جليدية من أجل الانتقام كان هو والدك
حرك "فادي" رقبته تجاه اليسار قليلاً ليتابع حديثه بنبرة متسائلة بسخرية:أم أنني أكذب؟!
أطلق "منير" تنهيدة ضيق امتزجت شفاهه المصطنعة للقوة ليقول:أنا ما فعلت هذا إلا انتقاماً مما فعله والدك بشقيقتي
ارتسمت علامات السخرية علي ملامح "فادي" الذي حرك شفاهه بنبرة غضب مكتوم ليقول:حقاً؟!وعندما علمت أنها ما توفت إلا جراء السرطان ما هو رأيك إذن
خيم الصمت للحظات علي أجواء تلك الحجرة لتتحرك شفاه "فادي" بنبرة حازمة ليقول:مازالت ابنتها تكلم إليها كما تشاء ولكنني انتظرك بالخارج يا "قمر" إن أردتي العودة معي
ما عن أنهي "فادي" حديثه حتى تحركت قدماه بسرعة تجاه باب الحجرة طارقاً إياه بغضب لترتفع نبرة "قمر" الشبه باكية لتقول:لماذا؟! لماذا كل ما فعلته بي؟!لماذا تخليت عني؟!لماذا لم تمهلني فرصة واحدة لشرح حقيقة مشاعري؟! لماذا سلمتني إلي "محب"؟!لماذا لم تعاوني في القضية؟!
أجهشت "قمر"بالبكاء لثوانٍ ارتعدت فيها أناملها المحيطة بصغيرتها لتتابع حديثها قائلة:لماذا كانت قسوتك أمام ابنتك؟!لماذا حرمتني من الأمان في منزلك؟!
أطلق "منير" تنهيدة طويلة لمنع دموعه من الهبوط لتتحرك شفاهه بنبرة اعتذار ليقول:أخطأت يا "قمر" واعترف تماماً بخطئي وأريدك أن تعودي لي من جديد إن لم يكن لي فمن أجل والدتك
تحاملت "قمر" علي آلام جرح الولادة وآلام جروحها من والدها التي بدأت في الاشتعال لتوها لتهبط بقدمها علي الأرض رافعة حجابها علي شعرها بيدها اليمني بينما بيدها اليسري تحيط بصغيرتها لتتحرك شفاهها بنبرة عتاب لتقول:بعد ماذا؟! بعدما علمت بأنه كان من الممكن أن تكون السبب في وفاة زوجي بسبب هوس الانتقام؟! أن بعدما صار طفلي يشعر بالقلق في منزلك كما أشعر أنا..أعذرني يا أبي ولكن لدي عائلة ما استطيع التخلي عنها كما تخليت عني في السابق
ما إن أنهت "قمر" حديثها ذاك حتى تحركت ببطء تجاه باب الحجرة لتدلف خارجها وتجد "ناهد" تجلس علي الأريكة المقابلة للحجرة لتبدأ في طلبها بالمكوث في المنزل ولو لأيام بسبب حالة الوضع التي تعرضت لها إلا أن "قمر" أبت نهائياً المكوث طالما أن زوجها ما كان بصحبتها..
لتنطلق "قمر" خارج المنزل ليتجه "فادي" فوراً لحمل صغيرته وإسناد "قمر" علي مرفقه لتدلف داخل السيارة بهدوء يخفي في طياتها آلام جروحها..
..
مرت 48ساعة علي وضع "قمر" و"مريم" الثاني والأمور إلي حد ما تسير في نطاق هادئ بينما اضطر "فادي" إلي إنهاء مدة إقامتهم بذاك الفندق وتأجير منزل يجاور منزل "ياسر" لتمر تلك الساعات بهدوء نسبي يتخلله صيحات بكاء الصغيرين...
إلي أن ارتفعت طرقات xxxxب الساعة معلنة أنها باتت الرابعة عصراً..ليتجه "فادي" لفتح باب المنزل بسبب انشغال والده باللهو مع "شاهد" وإطعام "قمر" ل"نسمة" في حجرتهم الخاصة..
عقد "فادي" حاجبيه بتعجب امتزج بنظرات عينيه النارية المصوبة تجاه ذاك الطارق الذي حرك شفاهه بنبرة طلب ليقول:هل من الممكن أن ندخل؟!
أطلق "فادي" تنهيدة ضجر امتزجت بنبرة شفاهه الموافقة علي مضض ليقول:ما أعدت علي إغلاق باب منزلي أمام أحد..تفضلوا
دلف "منير" أولاً إلي المنزل ومن ثم تبعته "ناهد" التي اتجهت ب"شاهد" إلي حجرة "قمر" بعدما هرول "شاهد" تجاهها هارباً من نظرات الغضب التي سرعان ما اشتعلت حدتها فور تقابل عيني "حمدي" و"منير"..
لحظات صمت في ظاهرها ولكن في حقيقتها أنها ما كانت إلا لحظات تصاعد ألسنة براكين غضب كلاً من "حمدي" و"منير" الذين قاربوا علي الفتك بعضهم إثر تلك النظرات لتلتقطهم نبرة "فادي" الهادئة ليقول:أنهوا ما بينكم أولاً
ما يقارب النصف ساعة مكثها كلاُ من"حمدي" و"منير" في تبادل أطراف الحديث الناري بغضب متذبذب بينما عيني "فادي" الجالس علي أريكته تتابعهم في صمت وانشغال "قمر" و"ناهد" بالأطفال شغلهم عن الانتباه لتلك الصيحات المرتفعة...
نبرة غضب امتزجت بنظرات ضجر نبعت من "منير" الذي قال:إن كنت مكاني وكانت شقيقتك هي المتوفاة كنت لتفعل أكثر مما فعلت أنا
حرك "حمدي" شفاهه بنبرة غضب امتزجت بابتسامة السخرية المرسومة علي ملامحه ليقول:نعم كنت سأنتقم ولكن ليس بالمساس برضيع
نظرات عيني نارية نبعت من "منير" المحرك لشفاهه بنبرة غضب ليقول:وأنت قمت بالرد علي هذا بإحراقك للمزرعة..أليس كذلك؟!
مرت خمسة دقائق أخرى والأوضاع إلي حد ما متذبذبة بين الغضب والندم والعتاب إلي أن حدثت المعجزة المستحيلة لتتسع عيني "فادي" بعدم تصديق فور تصافح أنامل "حمدي" و"منير" محركين شفاههم بنبرة استسلام قائلين:الآن بيننا أحفاد
نعم!!تلك هي الحقيقة المؤكدة الآن أن تلك الخلافات ما كانت لتنتهي إلا بصخب ضحكات "شاهد" ومراقبة ملامح "نسمة" الباعثة لطمأنينة لكل من يراها..
لتتم المصالحة أخيراً وبها تتحقق الأعجوبة الثامنة من عجائب الدنيا..
أطلق "منير" تنهيدة راحة نسبية لتمام مهمته الأولي لتتحرك عينيه تجاه "فادي" وتناسب شفاهه بنبرة هادئة ليقول:وأنت يا "فادي" ألن تسامح؟!
حاول "فادي" قدر ما استطاع إحكام سيطرته علي غضبه لتتحرك شفاهه بنبرة لامبالاته المعتادة ليقول:حديث بيننا!! ما يجمعني بك ما هو إلا إلحاق اسم زوجتي باسمك وإن كان علي ما حدث في الماضي فـأنا لا أبالي له لمكافئتي بزواجي من "قمر"
ألقي "فادي" نظرة عابرة علي باب حجرة "قمر" ليتابع حديثه بنبرة قوة:هي مازالت ابنتك وإن أردت فأطلب منها ما تشاء ولها كل الحق في الموافقة كانت أم الرفض
أطلقت عيني "منير" نظرات قلق تجاه باب الحجرة لتتحرك شفاهه بنبرة تساؤل ليقول:إذن هل لي برؤيتها؟
أومأ "فادي" رأسه بإيجاب بالرغم من الغضب المتمكن من أوصاله والذي يحاول جاهداً التحكم فيه إلا أن "فادي" حرك قدمه متجهاً إلي الحجرة ليخبر "قمر" بأن والدها يطلب لقائها بمفردها لتدلف "ناهد" خارج الحجرة وهي تحمل "نسمة" بينما انشغل "فادي" بالحديث مع "شاهد" بخفوت مانعاً ألسنة غضبه من المساس بأي فرد كان..
أما عن "حمدي" فبالرغم ما تمكن من أوصاله من راحة لتمام التصالح بينه وبين "منير" إلا أنه شعر بضيق نسبي من ذاك التصالح..لذلك!!فضل "حمدي" العودة إلي منزله بدلاً من المكوث والتسبب في مشاكل هم في غني عنها..
أما عن "قمر" و"منير" فبالرغم من الصمت المخيم علي أجواء الحجرة لأكثر من خمسة دقائق إلا أن نظرات عيني "قمر" المتلألأة بدموع دافئة جعلت شفاه "منير" تتحرك بنبرة أسف ليقول:أنا ارتكبت الكثير من الأخطاء في حقك لطالما ظننت أن ما فعلته كان هو الصواب وما سيمنحك السعادة ولكن!!للأسف أنني اكتشفت أخطأي متأخر جداً ولكنني أطمع في مسامحتك لي
أطلقت "قمر" تنهيدة ألم تناسب مع دمعتها اللؤلؤية المنسابة علي خديها ممتزجة بنبرة العتاب النابعة من شفاهها لتقول:ما حدث في الماضي مازالت آلامه تطلق نغزات ألم إلي كياني إلا أنه في النهاية هو ماضي حدث وانتهي أوانه وبفضل "فادي" الذي ظننته دنس عرضتك هو فقط من استطاع إعادة تشييد ما تحطم داخلي وترسيخ الشعور بالأمان في أوصالي
كفكفت "قمر" دمعتها تلك بأناملها المرتعشة لتتابع حديثها بنبرة رجاء لتقول:ما أريده فقط ألا يمسه شئ هو وأطفالي أرجوك
أطلقت عيني "منير" نظرات طمأنينة وهو يتجه ناحية "قمر" لتتحرك شفاهه بنبرة شبه باكية ليقول:أنا أحبك يا ابنتي أتفهمين؟! أحبك وأحب من تحبين
تهللت ملامح "قمر" بسعادة عارمة بينما رسمت شفاهها ابتسامة راحة نسبية ليلتقطها "منير" بين ضلوعه متنفساً الصعداء أخيراً لتتحرك شفاهه بنبرة حنين مرتعشة قائلاً:بحق تلك السنين الماضية والشاهدة علي قلقي عليك في كل ليلة أحبك
أحاطت "قمر" بأناملها رقبة والدها لتطلق تنهيدة طويلة ولكنها لم تستطع منع دموعها لتختلط بنبرة الفرحة المرتعشة النابعة من شفاهها لتقول:اشتقت لك يا أبي!! اشتقت لضمتك تلك حقاً
كتبت تلك الضمة الحاملة لأقوى معاني العشق والحنين والعتاب والأسف..كتبت نهاية ليالي الألم وبداية ليالي الفرحة لتنتهي تلك الضمة ببداية تجمع كلاً من"فادي" و "قمر" بعائلاتهم من جديد..
فبفضل مرح الأطفال الغير منقطع فور تجمع الأصدقاء والعائلة ارتسمت علامات السعادة علي ملامح الجميع..
وبفضل الربكة التي تتفجر داخل أوصالهم فور ارتفاع صخب بكاء أطفالهم الرضع باتت نظرات عينيهم تتحرك يميناً ويساراً بقلق علي أي رضيع حتى وإن لم يكن ابنه..
وبفضل نظرات العشق المتبادلة بين ذاك المتعجرف وتلك العنيدة أيقن "حمدي" و"منير" أنهم أهدروا سنين لن تتكرر من عمرهم في عقد محاكمة غير عادلة لعاشقين لا ذنب لهم فيما حدث في الماضي..
ولأن المثل الشعبي المتعارف القائل "أعز من الولد ولد الولد"
كان من الطبيعي جداً أن تنصب نظرات القلق المنبعثة من عيون الأجداد والممتزجة بضربات قلبهم العاشقة لأحفادهم بدلاً من التفكير كثيراً في أطفالهم بقدر ما انشغل بالهم بأحفادهم وكيفية التفنن في إسعادهم..
وكعادة الأيام السعيدة التي تمر بسرعة تفوق سرعة ارتفاع سهم البورصة أو انخفاضه..مرت أيام عطلة "فادي" و"قمر" وحان الوقت الآن لإنهاء ترتيبات السفر علي وعد بالعودة في أقرب وقت ممكن بعدما فشل الجميع في إقناع "فادي" كان أم "قمر" في المكوث نهائياً في مصر إلا أنهم مازالوا متمسكين بقوتهم في حياتهم الحقيقية الكامنة بين جدران منزلهم في كندا..
فبعدما سالت دموع ألم الفراق وتقابلت الضلوع بضمة عاشقة..تحركت أقدام "فادي" وعائلته متجهين داخل المطار الدولي لإنهاء إجراءات ختم جوازات السفر وما إلي ذلك...
ساعة بالتمام هي ما تفصل "فادي" و"قمر" عن العودة إلي كندا وبينما هما منشغلان باستعادة ذكرياتهم الساحرة بصحبة عائلتهم..أتاهم نبرة "شاهد" المستأذنة قائلاً:أبي أنا أريد مثلجات
سحب "فادي" أنامله المحيط بيد صغيرته ببطء ليحرك مجري شفاهه بين مقلتي "قمر" طابعاً قُبلة سريعة ليقوم من موضعه بهدوء ويحمل "شاهد" بين ذراعيه لتتحرك شفاهه بنبرة هدوء قائلاً:سأذهب لإحضار ما يريد من الأسواق الحرة وبالطبع أنتي تعشقين طعم الفراولة
أومأت "قمر" رقبتها بإيجاب لترتسم ابتسامة خافتة علي ملامحها وتحرك شفاهها بنبر مرح لتقول:الأهم ألا تنسي الشيكولاته بجانب المثلجات
تحرك "فادي" بأقدامه للاتجاه إلي الأسواق الحرة بينما ارتسمت ابتسامة هادئة علي ملامحه لتمتزج بنبرة شفاهه المرحة ليقول:أتعلم يا "شاهد" أن أكثر شئ يميز والتك أنها لا تعشق الطعام نهائياً
امتزجت صخب ضحكات "فادي" بضحكات "شاهد" لتتراقص من حولهم بهدوء تناسب مع حركة أقدامه المتجهة لجلب تلك المثلجات الشهية..
وبمجرد أن أنهي "فادي" دفع المال الخاص بتلك المثلجات حتى أتته نبرة تحركت باسمه..نبرة تعجب كانت أم فرحة باللقاء الأهم هي نبرة جعلت "فادي" يلتفت إلي صاحبها ليعقد حاجبيه بصدمة لقاء بعد سنين انقطع فيها الوصال لسنين لتتحرك شفاه "فادي" بذهول ليقول:"إسراء"؟!
ارتسمت ابتسامة خافتة علي ملامح "إسراء" فور التقاط عينيها لملامح "فادي" التي لم تتغير نهائياً لتحرك شفاهها بنبرة تساؤل بعدما انتبهت إلي ذاك الصغير الممسك بيد "فادي" لتقول:هذا ابنك؟!
أومأ "فادي" رقبته بإيجاب امتزج بنظرات عينيه الملتقطة لذاك الصغير المتشبث بأنامل "إسراء" لترتسم ابتسامة فرحة لأجلها علي ثغره ومن ثم تحركت شفاهه بنبرة تساؤل ليقول:نعم إنه "شاهد"..وهذا ابنك؟!
أومأت "إسراء" رقبتها بإيجاب امتزج بملامحها المتهللة سعادة باللقاء لتقول:نعم "محمد"..ما أحوالك يا "فادي" ؟!
داعب "فادي" خصلات شعر صغيره بهدوء امتزج بنبرته المحتفظة بصدمتها تلك ليقول:بخير الحمدلله..أنتي ما هي أحوالك؟!
ارتسمت ابتسامة خافتة علي ملامح "إسراء" المحركة لشفاهها بنبرة هدوء لتقول:بخير الحمدلله..كما قولت في الماضي كان عليً الانتباه لحياتي ولذلك أنشأت دار للأيتام ورزقني الله بزوجي و"محمد" ولكن للأسف فزوجي يحضر شئ ما وإلا لعرفتك عليه
ارتسمت ابتسامة فرحة خافتة من أجل "إسراء" علي ملامح "فادي" المحرك لشفاهه بنبرة هدوء ليقول:حفظهم الله لكيٍ وبإذن الله تتكرر تلك الصدفة وأتعرف عليه الأهم الآن ألا تريدين شئ ما؟!
حركت "إسراء" رقبتها بنفي امتزج بنبرة شفاهها الشاكرة لتقول:شكراً لك جزيلاً كفي ما فعلته في الماضي
ارتسمت علامات الهدوء علي ملامح "فادي" لتمتزج بنبرته المودعة ليقول:لم افعل شئ نهائياً..أنتي من فعلتي كل شئ ولكن للأسف لابد من ذهابي لأن "قمر" تنتظر
أومأت "إسراء" رقبتها بإيجاب ممتزج بنبرتها المودعة ل"فادي" لينطلق "فادي" في طريقه وابتسامة خافتة تهلل علامات الفرحة المرتسمة علي ملامحه من أجل "إسراء" التي ما كانت يوماً سوي صديقته..
أما عن "إسراء" فبقدر ما منحها ذاك اللقاء من سعادة لرؤية "فادي" من جديد إلا أنها ما كانت فرحة لرؤية صديقها لا أكثر أو أقل فبعدما عشقت "إسراء" زوجها "كارم" بحق أيقنت أن ذاك المتعجرف ما كان غير صديق لطالما ساندها..
وبسبب انشغال "شاهد" بمداعبة شقيقته الساكنة في فراشها الطفولي استطاع "فادي" فور جلوسه بجانب "قمر" بأخبرها عن لقائه ب"إسراء" لما تشيد في كيانه قبل كيان "قمر" بعدم إخفاء شئ مهما كان حجمه علي بعضهما..
وبقدر ما كانت غيرة "قمر" المشتعلة حدتها في مقلتيها إلا أنها حاولت تفهم ذاك اللقاء إلي أقصى حد لتستند برأسها علي كتف "فادي" لتتحرك شفاهها بنبرة عاشقة لتقول:أتعلم يا "فادي"؟!إلي الآن أشعر وكأنني في حلم
أحاط "فادي" كتف "قمر" بذراعه لتتحرك شفاهه بنبرته الهادئة ليقول:لماذا؟!
حركت "قمر" محبسها بحركات دائرية حول إصبعها لتطلق رئتيها تنهيدة فرحة امتزجت بنبرة شفاهها الحانية لتقول:في كل ليلة عندما أغفو بين ذراعيك أشعر وكأنني كنت في حلم ساحر وأنني في الصباح سأفيق منه لا محالة ولكن!! عندما أراك بجانبي في اليوم التالي أشعر وكأنني تملكت العالم بأكمله فور ملامستي لملامحك..
أتعلم!! لطالما شعرت طيلة فترة حملي ب"شاهد"و"نسمة" بسكينة تجتاح أوصالي فور شعوري بحركات أقدامهم المداعبة لرحمي وكأنهم يخبروني بأنهم سيضيفون لمسة ساحرة علي حياتنا فور مقابلة عينيهم لنور العالم هذا وبالحق صدق حديثهم هذا فبفضل ملامحهم المشابه لملامحك بقوة صار عشقي لك يتضاعف في كل لحظة ألمح ملامحهم فيها
أطلقت رئتي "فادي" تنهيدة فرحة تتراقص داخل كيانه بينما تحركت شفاهه بنبرته العاشقة ليقول:كافئني الله بكي يا "قمري"..سنين عمري بدأت بحق عندما عشقتك..نعم أوافق الجميع أنني أحياناً متعجرف ودائماً ما أكون غير مبالي ولكن الحقيقة التي لن تتغير نهائياً أنني طفل في حضرت ضمتك الحانية تلك..وعاشق ينبض قلبه من أجل عينيك الساحرة تلك..أنتي فقط ما استطعتي تحويل المتعجرف إلي عاشق يتهلل فرحاً لرؤية ابتسامتك تتراقص علي ثغرك
حرك "فادي" مسار شفاهه لطبع قُبلة بين مقلتي "قمر" ليتابع حديثه بنبرته العاشقة ليقول:أوافقك تماماً أن ما نمر به ما هو إلا حلم..أتدرين لماذا؟! لأن في قوانين البشر العقيمة تلك لا وجود لعشق كعشق المتعجرف للعنيدة وعشق العنيدة للمتعجرف.......


النهاية



تمت بحمد الله..
بقلم / نورهان حسني



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:33 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.