القيادة العسكرية للحروب تحتاج لمقومات وقدرات خاصة فاقل خطأ من قادة الجيوش قد يؤدى إلى خسائر فى الأوراح قد تكون بالمئات أو الألاف او حتى بالملايين !
وقد خلد التاريخ في صفحاته العديد من القرارات العسكرية التى أدت إلى كوارث كبرى نستعرض منها أغبى الأخطاء العسكرية التى عرفها التاريخ :
عملية خليج الخنازير
يعد إذلال القوات الأمريكية في عملية خليج الخنازير واحدة من الهزائم المحرجة التي حدثت لبلد في تاريخ العسكرية العالمي , فقد أعطى الرئيس الأمريكي الأسبق “جون إف. كينيدي” الضوء الأخضر عام 1961 لغزو “كوبا” وكان الهدف من ذلك الأطاحة بالرئيس الشيوعى “فيدل كاسترو” , ونفذ الهجوم حوالى 1400 كوبي كانوا يعيشون فى المنفى بعد أن تم تدريبهم من قبل القوات الأمريكية , ولكن العملية لم تلقى أى دعم داخلى فى كوبا وذلك بالطبع لكثرة الموالين لكاسترو , كما أن الأستخبارات السرية فى كوبا كشفت تفاصيل العملية وبعد يوم واحد من القتال تم القضاء على 114 مقاتل وإحتجاز 1100 جندى أخرين
وبالفعل لاقت القوات الأمريكية هزيمة نكراء على أيدي القوات الكوبية وأدى إخفاق واشنطن في عملية خليج الخنازير إلى اندلاع أزمة الصواريخ الكوبية في أعقاب الحرب التي تعد واحدة من أكبر إخفاقات السياسة الخارجية الأمريكية على الإطلاق
غزو «نابليون» لروسيا
مرت 200 سنة تقريبا على الغزو الفرنسي الذي قاده أمبراطور فرنسا “نابليون بونابرت” أحد أشهر القادة فى التاريخ ضد روسيا , وهو القرار العسكري الذي يعد من بين أسوأ القرارات التي شهدها تاريخ العسكرية على الاطلاق
حيث أرسل «نابليون» عام 1812 نحو 600 ألف من القوات الفرنسية إلى روسيا , وكان «نابليون» يحاول حماية بولندا من تهديدات موسكو لكن هدفه الحقيقي كان يتمثل في عرقلة العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا , وأسفر قرار الحرب عن نتائج عكسية حيث تراجع نفوذ الإمبراطورية الفرنسية في السنوات التالية
فلم يكن يتوقع “نابليون” أن تكون شبكة الطرق الروسية رديئة الى درجة أن تعيق توغله داخل الأراضى الروسية , كما أنه تم تزويد الجنود بأمدادات لمدة 30 يوم فقط فى حين أستمرت الحملة على روسيا لمدة 6 أشهر , وبسبب قسوة الشتاء , والسياسة الى إعتمدتها روسيا والتى تقوم على حرق كل الأراضى الخصبة لم يستطع الجنود الفرنسيين مقاومة المرض والمجاعة , ولم يعد الى فرنسا سوى 100 ألف جندى من أصل 600 ألف جندى قد شاركوا فى غزو روسيا
الغزو السوفييتي لأفغانستان
خلال عام 1979 بينما كانت الحكومة الأفغانية الشيوعية مهدده من قبل الثوار قام القائد السوفيتي “ليونيد بريزنيف “بضخ ملايين الدولارات بالأضافة الى إرسال 100 ألف جندى من أجل محاولة إجهاض الثورة , وهو الهدف الذى كان مستحيلاً بسبب أن الأنتفاضة كانت مدعومة من قبل الولايات المتحدة وباكستان ومصر والسعودية , وقد لقيت قرارات الأتحاد السوفيتي تنديداً واسعاً من قبل أغلب دول العالم , تضمن ذلك مقاطعة دورة الألعاب الأولمبية لعام 1980 التى عقدت فى “موسكو” من قبل 65 دولة
وبعد صراع دام 10 سنوات ومقتل 15ألف جندى قرر الأتحاد السوفيتي الأنسحاب من أفغانستان بعد أن فشل فى حماية المصالح الشيوعية بها
خط “ماجينو”
لم تمتلك فرنسا أى خيار لحماية حدودها الشمالية الضعيفة خلال الحرب العالمية الثانية سوى خط ماجينو الدفاعى , والذى قدرت تكلفته بنحو 3 مليار دولار , تضمن سلسة من الأجراءات الدفاعية , بما فى ذلك توفير الأسلحة وقذائف مدفعية وإمدادات غذائية تكفى لعدة أسابيع
ولكن المشكلة تمثلت فى أن الخط الدفاعى أمتد فقط على طول الحدود الفرنسية الألمانية مما تسبب فى ترك حوالى 150ميل من الحدود المشتركة مع بلجيكا غير محصنة , وبالتالى قامت القوات النازية بالتقدم نحو بلجيكا والشروع فى غزو فرنسا من خلالها وهو ما أسفر عن مقتل اكثر من 300 ألف شخص من المدنيين الفرنسيين جراء الغزو الألمانى
غزو «هتلر» للإتحاد السوفييتي
لم يكن ” هتلر” ذلك الخبير الاستراتيجي المحنك كما يشاع عنه , فهو لم يتعظ من خطأ “نابليون بونابرت” السابقة له عندما حاول غزو روسيا من قبل , فقرر هو أيضاً غزو روسيا خلال الحرب العالمية الثانية
حقق التقدم النازى نجاحاً فى الاسبوع الأول حيث أن 150 ألف جندى سوفيتي أما قتلوا أو أصيبوا خلال الغزو , ولكن الجيش السوفيتي أستطاع تجاوز هذه الخسائر سريعاً نظراً لأن إجمالى عدد جنوده يقدر بحوالى 30 مليون جندى بالإضافة إلى عامل الظروف الشتوية القاسية في هذا التوقيت
تمكن السوفيت من تحويل الغزو الى حرب إستنزافية لم تكن القوات النازية مستعدة لها , تكبد جيش هتلر خلالها خسائر فادحة تقدر 25% من كامل جيشة
والذى أضعف كثيراً من الجبهة الألمانية هو أن قوات «هتلر» كانت تقاتل في عدة جبهات في الحرب العالمية الثانية , ولم تكن تلك القوات مستعدة أبدا للدخول في حرب مع الاتحاد السوفييتي فى هذا التوقيت
فكان هذا القرار نقطة تحول الكبرى في الحرب والتى ادت إلأى هزيمة ساحقة لألمانيا مع نهاية الحرب العالمية الثانية
حملة قادس
عام 1625 أرسلت بريطانيا حوالى 15.000 جندى على متن 80 سفينة بهدف السيطرة على المدينة الأسبانية “قادس” , وكان اغلب الرجال من الجنود عديمى الخبرة وغير الملتزمين الذين تم إجبارهم على الأنضمام للجيش وتجهيزهم بموارد وأسحلة محدودة جداً , وبعد فترة قصيرة من وصولهم الى المدينة داهم الجنود مخاذن الخمر فى المنازل المحلية وشربوا حتى الثمالة , وعندما أدركوا خطأهم قرروا الأنسحاب وقد قامت السفن المغادرة سواء بسبب الغضب أو الفوضى بترك حوالى 1000 جندى ثمل تم إعدامهم لاحقاً على يد الجيش الأسبانى
عملية مخلب النسر
عام 1980 أمر الرئيس “جيمى كارتر” بتقديم خطة تتعلق بالعودة الأمنة للرهائن الأمريكيين البالغ عددهم 52 رهينة , وهم الذين إحتجزوا من قبل الثوار الأيرانيين , وكانت الخطة التى أطلق عليها مخلب النسر معقدة جداً وتشمل أقلاع 8 طائرات هليكوبتر , ولكن سرعان ما وقعت الكارثة , حيث قامت سحابة من الغبار بتعطيل طائرة هليكوبتر وتحطم طائرتين أخرتين
وكانت إحدى هاتين الطائرتين محملة بالوقود وبالجنود ما أسفر عن مقتل 8 جنود أمريكين وأصيب الجميع بحالة من الذعر , فتم التخلى عن المروحيات الخمس الأخري وهى التى أستولى عليها الأيرانيين وفى يناير 1981 تم إطلاق سراح الرهائن بعد 444 يوماً من إحتجازهم
مشرفة منتدى الصور وتسالي مصوره وعضو مميز في القسم الطبي والنفسي ونبض متألق في القسم الأدبي وفراشة الروايات المنقولةوبطلة اتقابلنا فين ؟ومشاركة بمسابقة الرد الأول ومشارك في puzzle star ومحررة بالجر