آخر 10 مشاركات
سارية في البلاط الملكي * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : هديرر - )           »          نساء من هذا الزمان / للكاتبة سهر الليالي 84 ، مكتمله (الكاتـب : أناناسة - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          قبل الوداع ارجوك.. لاتذكريني ! * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : البارونة - )           »          السر الغامض (9) للكاتبة: Diana Hamilton *كاملة+روابط* (الكاتـب : بحر الندى - )           »          عشقكَِ عاصمةُ ضباب * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : نورهان عبدالحميد - )           »          سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          رسائل من سراب (6) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          تريـاق قلبي (23) -غربية- للمبدعة: فتــون [مميزة] *كاملة&روابط* (الكاتـب : فُتُوْن - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات أحلام العام > روايات أحلام المكتوبة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-01-17, 09:49 AM   #11

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


9 - نقطة اللاعودة

اومأت مادي برأسها مع ان قلبها كان يخبط بين جنبيها. لا يمكن ان تكون هذه التفاصيل مقيتة أكثر مماعرفته في ذاك اليوم الكارثي.
كان صوت نيك خالياً من أي تعبير " جلبني رجال والدي الى المنزل , واخبروه بالوضع الذي وجدوني فيه معك. غضب والدي غضباً لم يسبق ان شهدته منه ابداً. اخرجني الى باحة الإسطبل وامر الرجال بأن يمسكوني راكعاً على قدمي ثم راح يجلدني بالسوط "
لم تستطع مادي إلا النظر اليه. فكل ماكانت تراه في عيني عقلها وجهه عندما رأته في اليوم الثاني على الحادثة , قبل ان يتحول وجهه الى قسوة وبرودة. كان شاحباً ولابد انه كان يتألم ومع ذلك عاد ليراها. لعله لم يقصد تلك الكلمات الرهيبة التي قالها لها ذاك اليوم. لعله كان مثلها يحمي نفسه من رد فعل مبالغ فيه.
إن ما اكتشفته الآن جعلها ضعيفة من الداخل ولكن نيك اكمل كلامه" يبدو ان علاقتي بابنة عشيقته السابقة ضغطت على زر او زرين حساسين في نفسه علماً اني في ذاك الوقت لم أكن اعرف بعلاقته بأمك"
بدأت مادي ترتجف بقوة عاجزة عن طرد صوته وهو يتعرض للضرب بالسوط.
التقط نيك الرعب في عينيها فقال " لا تحاولي تمثيل هذا المشهد امامي. اظنك كنت معجبة بالميلودراما التي سببتها علاقتنا . أليس ذلك ماكنت تبحثين عنه لقتل الضجر؟"
ميلودراما , ضجر.. كادت لا بل صرخت متألمة , فليس لديه فكرة . لقد ضرب بالسوط بسببها , لم تستطع مادي ان توقف مشاعرها عن الغليان , وضعت يدها على فمها وهرعت الى الحمام ووصلت في الوقت المناسب , إذا بدأت تتقيأ وبعدها مدت يدها الى المنشفة.
شعرت به وراءها فراحت ترجوه " اتركني وحدي رجاءاً"
وقبل ان تستطيع الاعترض رفعها واضعاً قطعة قماش رطبة على وجهها, ثم قدم لها فرشاة ومعجون اسنان. وما إن انتهت امسك يدها واخذها الى غرفة النوم. حررت مادي يدها منه وجلست على حافة السرير.
وقف نيك ونظر اليها حائراً" أنت حقاً لغز يا مادي فاسكيز , لقد خططت لمضايقتي منذ سنوات وعندما اخبرتك بما حدث , تمرضين"

قالت بصوت متحشرج " لم اخطط قط لمضايقتك او لإذلالك . اقسم برحمة والدي انني لم اخطط لشيء . عندما تبعتني في اليوم الأول على لقاءنا , كنت خائفة ومسروة في آن معا , لقد اردتك بقوة, ولكنني لم اخطط لإغوائك"
انحنى نيك إليها وامسك ذراعيها بيديه ساحبا إياها لتواجهه" لا تحاولي ان تكتبي التاريخ من جديد, لقد اغويتني يا مادي لأنك كنت ضجرانة. لقد كان ذاك اليوم بالنسبة إليك تسلية ليس أكثر"
هزت مادي رأسها بقوة " لا , ابداً , لقد اردت رؤيتك مجدداً"
شعرت مادي بأنها على حافة جرف. ولكنها شعرت ايضا بأنها غير قادرة على إخباره بكل الحقيقة واكتفت بأن قالت له شيئاً من الحقيقة " بعدما اكتشفونا , واعاودني الى البيت , حدث بيني وبين امي شجار كبير , اخبرتني عن علاقتها بوالدك والذي حدث ان والدي كان يسترق السمع , فسمعها ..."
واجهت مادي نفسها ثم تابعت القول " عندما رأيتك في اليوم التالي , لم استطع إخبارك عن العلاقة, كنت خجلة من نفسي وكنت خائفة مما قد يحدث إذا عرفوا اني التقيتك ثانية. كان علي ان اغادر لذا قلت اكثر شيء مؤذ فكرت فيه , ولكنني لم اقصد كلمة مما قلت "
شعرت مادي بأنها عرفت مشاعرها بالكامل. لقد كشفت له مكنونات قلبها . نظرت بعيداً خائفة من ان يكون قد رأى مشاعرها والكذب في عينيها , ان يرى مالم تقله , الحقيقة المظلمة .
حررها ثم رفع ذقنها فاحصاً إياها " قبل ان يأتي والدك عند امي , أي بعد اسابيع على الحادثة , اعتقدت انك رحلت وامك لأنك كنت تريدين الابتعاد عن المنطقة وعني بالتحديد"
هزت مادي رأسها متألمة من تفسيره للأحداث. فجأة شعرت من جديد بالغثيان, لعل نيك يعرف الحقيقة المظلمة التي اخفتها في قلبها منذ زمن.
قالت بتردد " ماذا قال والدي لأهلك بالتحديد؟"
خطا نيك خطوة الى الوراء وراح يمرر يده في شعره " لقد كانت امي من يريد محادثتها. كان والدي بعيداً في ذاك اليوم. مازلت اذكر الهستيريا التي اصيبت بها عندما اخبرها عن علاقة والدي بوالدتك. ويوم ذاك اضطررت لجلب الطبيب ليعطيها مهدئاً. وبعد عدة ايام اخذت جرعة زائدة من الأدوية تاركة ملاحظة بأنها عرفت كل شيء . لقد كانت علاقتنا بالنسبة الي ابي أكثر من كافية ليتكدر ولكن بعد انتحار والدتي عاد العداء حياً من جديد. واخيراً سبب الغضب لوالدي نوبة قلبية"
تقلصت معدة مادي بقوة , يبدو ان والدها لم يخبرها بكل شكوكه حول أبوة مادي.
لم تستطع مادي منع نفسها عن التقدم منه لتلمس ذراعه " أنا آسفة"
ابتسم نيك ولكنها ابتسامة ملؤها المرارة " لم تكن والدتي في حالة عقلية سوية حتى في احسن ايامها . إذ كانت تعاني ربما من الاكتئاب الهوسي ولكن على مايبدو لم يتم تشخيص حالتها ابداً"
شعرت مادي وكأنها تدوس على البيض " لاشك ان الترعرع في منزل فيه هذا التباين والاختلاف صعب جداً"
ابتسم نيك بصعوبة وانسحب من لمسة مادي . فسقطت يدها:
-
يمكنك قول ذلك .. أب يحاول ان يقوي ابنه الضعيف و أم تبكي بصمت في الزواية.
انقبض قلب مادي وهي تسمعه يشير الى مرضه ثانية , شاعرة بشيء لم تستطع تسميته . فقالت مادي بلمسة تحد " ولكنك تغلبت على مرضك واثبت له خطأه"
عبر وجهه شيء حزين " حتى بعد ذاك لم يستطع ان يحترمني "
اغرورقت عينا مادي بالدموع فلم تكن تعرف ان أباه تعامل معه بوحشية ذاك اليوم.
لابد ان نيك رأى عيونها المغرورقة بالدمع إذ قطع المسافة الفاصلة بينهما وقرب جسمها منه .
-
اعتقد انه حان الوقت للتوقف عن هذا الحديث وتذكر ما الغاية من هذه الأمسية.
تساقطت الدموع على وجنتيها ولكنه كان عنيفاً وهو يدفعها الى مكان لا وجود فيه للكلمات , واخيراً استسلمت مادي فأحاطت عنقه بذراعيها مذعنة فنحيب العاطفة تحول الى نحيب الحاجة والرغبة تحت لمسات نيك المتسلطة.
عندما استيقظت مادي في صباح اليوم التالي, احتاجت بعض الوقت حتى ادركت اين هي وماذا حدث. كان جسمها متألماً ولكنه ألم ممتع.
تأوهت مادي متذكرة كل ماحدث: الثوب , العشاء, البستان.. والعودة الى هنا .. إلى غرفة نيك .. فتحت عينيها على اتساعهما ونظرت حولها . لا, هي غير موجودة في غرفة نيك علماً ان الفجر قد بدأ يتشقق عندما نامت اخيراً .
لابد انه ارجعها الى الغرفة التي أراها إياها مساء البارحة , سرعان ماشعرت مادي بالهشاشة لمجرد التفكير في انه وضعها هنا وهي نائمة وكأنه انتهى منها وكأنه لم يستطع تحمل وجودها لحظة اخرى معه.
سماعها قرعاً على الباب , اجفلها . وشعرت مادي بشيء من الخوف من ان يكون نيك الطارق, فهي غير مستعدة لرؤيته. ولكن من دخل الغرفة كانت نفس الفتاة التي ارشدتها الى غرفة الطعام. عمت الراحة قلب مادي وهي تراها تحمل اليها صينية عليها الفطور.
جلست مادي وهي منتبهة الى عريها تحت الشراشف. وضعت الفتاة الصينية على الطاولة وقالت لها " لدي رسالة من السيد ده روجاس , يقول إنه سيراك بعد الظهر في منزلك"
شعرت مادي بطابة تقعد في معدتها, شكرت مادي الفتاة وبعدما خرجت نزلت عن السرير ووضعت منشفة حولها ثم توجهت الى النافذة ناظرة الى الخارج. إن منظر بساتين وكروم العنب المترامية مذهل حقا.
وعندئذ رأته يقطف بعض الثمار, انكمشت مرتدة الى الوراء مع العلم ان لا مجال ان يراها من حيث هو ولكنه في تلك اللحظة نظر الى فوق باتجاهها. ولكنها تفادته وراح قلبها يخفق بقوة, فالشعور بالمذلة كان يحرقها من الداخل.
لم يتنازل حتى ويأتي بنفسه ليخبرها , فالليلة انتهت ونال هو ما اراد وكأنه بذلك اراد ان يعري مشاعرها وان يهجرها كما فعلت معه قبل ثماني سنوات. إن كان قد شعر بشيء يوماً تجاهها فذلك كان منذ زمن بعيد.
***
لعن نيك نفسه لأنه استرق النظر الى غرفة مادي ولأنه اشتهى ان يراها . لقد كانت نائمة بعمق عندما حملها الى الغرفة الأخرى, وكانت بشرتها شاحبة فيها بعض الكدمات التي كانت نتاج قوة شغفه البارحة.
وحتى الآن مايزال دمه يندفع حاراً بقوة, فراح يلعن بصوت عال. قطف ثمرة عن الشجرة وتحسسها. كان إدواردو رئيس عماله ينظر اليه, فشعر نيك فجأة بأنه يريد ان يكون وحده.
قال له باقتضاب " علينا الانتظار عدة ايام قبل القطاف هذه الثمار, أراك لاحقاً لنفحص باقي الزرع"
فهم ادواردو التلميح فأومأ ثم سار مبتعداً فتنفس نيك الصعداء. فرأسه في حالة تشابك والأفكار تتزاحم فيه منذ ليلة الأمس . مادي هي اول امرأة ينام معها طوال الليل, فقد كان جسمه يلتف عليها وكأنه يكره ان يدعها تبتعد. ولعل هذا اكثر سبب اثار مشاعره ودفعه الى حملها والعودة بها الى غرفتها إذ اراد ان يضع فاصلاً بينهما.
إنه جائع اليها الآن أكثر من ذي قبل لاسيما بعدما تعرف الى كل ذرة فيها.
وهذه هي المرة الأولى التي يحدث له فيها ذلك, فعادة تزول رغبته الى المرأة بسرعة.
ليلة امس انحرف مسار كل شيء منذ اللحظة التي وقفت فيها مادي عن المائدة وبدأت بخلع المجوهرات والحذاء. وبعد ذلك البستان , وحتى الآن مايزال نيك يتذكر الرعب الذي شعر به عندما عرف ان الذهاب الى هناك هو نيتها كما انه المظهر المؤدب الذي اصر ان تظهر عليه مادي وقت العشاء.
حينما رآها تقف بين تلك الأشجار في البستان ارتعب اكثر ولكنه شعر بأن هذا هو الصواب بعينه. وكأن لا مكان آخر يصلح , رغم كل شعوره بانكشاف مشاعره. ولكن كل شيء ذهب مع الريح ما إن بدأ بتقبيلها وما إن اكتشف براءتها.
ذابت احشاءه في داخله , لقد كانت عذراء , إنه له وحده , لم ينتبه نيك الى مدى ارتجاف يده حتى نظر اليها , مازال يتذكر دموعها التي سكبتها عندما اخبرها عن والديه , ذاك التقارب الذي احيته من جديد , وبالقوة التي كان عليها في الماضي.
ينبغي ان يكون النوم مع مادي ليلة امس علاجاً ولكنه كان شيئاً مختلفاً. لقد برهن النوم معها كم هي خطرة عليه وكم هي قادرة على اختراق كل دروعه كما حدث في الماضي حينما اندفع الى البوح بمكنوناته.
وحتى عندما قالت له الأحداث من وجهة نظرها , لم يستطع ان يهضمها. إذ هدد ما اخبرته به كل شيء.
للحظات شعر نيك بالرعب يجتاحه وهذه عاطفة غريبة عنه. ولكن الشعور بالراحة طغى على افكاره, فالعقد سيضع حدوداً لليلة الأمس وله ايضا. والأهم انه سيضع حدوداً حول مادي, مبقياً إياها على مسافة بعيدة عنه .
***
كانت مادي تعمل بشيء من الخدر وهذا مايناسيها لأنه حجب عن ذاكرتها مؤقتاً احداث ليلة امس وعندما كانت بعض الصور المثيرة تعلق وتأبى ان تزول كانت تغلق عينيها وتبدأ التأمل بشيء آخر حتى تزول تلك الصور.
إنها وحيدة بالبيت من دون ماريا وهارنان الذي اتصلت به هاتفياً تطمئن عن ماريا فأخبرها بأنهم سيجرون لها عملية .
طلبت مادي من هارنان ان يبقى مع ماريا طالما هي بحاجة اليه, وكان الاطباء قد حددوا العملية الأسبوع القادم.
كانت تشعر بالضجر ولم تكن تنتظر بشوق زيارة نيك المنتصر جالباً العقد. قررت مادي ان تتحقق من الأقبية فهي بحاجة لإجراء جردة لبعض الأشياء التي تحتاجها . لاشك ان نيك يتوقع ان تكون جاهزة عندما يصبح تمويله متوفراً وستصبح علاقتهما عندئذ علاقة مهنية بحتة.
عندما تذكرت ماشعرت به بين ذراعي نيك في الليلة الماضية في البستان , قالت لنفسها إن سبب تأجج مشاعرها عائد الى انه اول شخص تنام معه.
اجبرت مادي نفسها على إزاحة نيك عن تفكيرها والتركيز على وضع ملاحظاتها, وكان ان مرّ وقت أطول مما توقعت .
ثم .. سمعت صوتاً غاضباً يناديها " مادي"
رغبت مادي في الاختباء هنا كما كانت تفعل هي واخوها عندما كانا صغيرين ولكنها هزت كتفيها ونادت " أنا هنا تحت"
سمعته قبل ان تراه وشعرت بجسمها يتذكره فعضت شفتها محاولة عدم التذكر. ومن ثم رأته مرتدياً تيشرت وجينزاً وكان يبدو رائعاً فتحركت مشاعرها.
لم تستطع مادي التفوه بكلمة ولكن ما كان لدى نيك من كلام كان كافياً لهما معاً. خطا نحوها وعيناه ملؤهما الانزعاج .
"
كيف بحق الله بإمكان أي شخص إيجادك ؟ لماذا لا تحملين هاتفياً خليوياً ؟ قد تكونين في أي مكان من المزرعة .."
قطع كلامه واقترب منها وامض العينين ولكنها ويا للأسف شعرت بالانفعال بحيث كادت تبكي .
-
انا هنا كما ترى .
حاول نيك ان يتمالك اعصابه وتوتره" لم استطع إيجادك بحثت عنك في كل ارجاء المزرعة, إذا وقع لك شيء ؟ إذا التوى كاحلك او أي شيء من هذا .."
توقف قليلاً ومن ثم شتم قائلاً" اريد ان اعرف اين انت "
وثب قلب مادي الخائن بين جنبيها " اريد ان اعرف اين انت " ولكنها سارعت تطرد عنها هذه المشاعر.
خطت خطوة الى الوراء" لا تدعي أنك مهتم فعلياً , فأنت لم تتنازل حتى تخبرني بنفسك عن مجيئك الى منزلي , هل جلبت العقد؟"
شحب وجهه ولكن لم يلبث ان عاد اللون اليه. لقد فاجأه ردة فعلها ولكنه استطاع ان يضبط نفسه.
-
نعم , جلبته وهو فوق.
ترك نيك مادي تتقدمه خارجة من القبو واستفاد من الفرصة ليضبط اعصابه. فكل ماكان قرره واكده لنفسه اندثر عندما جاء ولم يجد لها أثراً. فالرعب قبض عليه بقسوة وتصورها مرمية في مكان ما, عاجزة , مصابة.
وعندما وجدها , غمر الشعور بالراحة قلبه.
في الوقت الذي وصلا فيه الى مكتب والدها, كان نيك قد تمالك نفسه كلياً, راقبها وهي تجلس الى المكتب , تسحب العقد. ألقت عليه نظرة مختصرة ورفعت نظرها الى نيك بتلك النظرة الباردة , فغلى الدم في عروقه. وتعرض لهجوم عنيف من رغبته , إنه يريدها من جديد .. والآن فوراً.
-
لن يعود هارنان قبل عدة ايام . وعلي الانتظار حتى يعود وننتهي من توقيع العقد.
رأى نيك مادي تبلع ريقها , واللون الوردي راح يقتحم وجنتيها , جيد , إنها ليست باردة كما تحاول التظاهر.
سحب نيك اهتمامه عن مادي " سألت عن ماريا . إنها تتلقى افضل العناية الطبية . والطبيب يقول إنها اجراءات روتينية قبل العملية"
قالت مادي " عظيم جداً , ولكن علينا تأجيل التوقيع حتى عودة هارنان , لا يمكنني إزعاجه الآن "
شعر نيك براحة عامرة تتدفق في شرايينه , فهذا يعني انه سيرجئ تنفيذ العقد. فجأة كره ذلك العقد اللعين. وابعد عنه ذاك الرعب الذي شعر به في ذلك الصباح فكل مايريده هو مادي.
لم تعجبها النظرة التي رانت على وجه نيك وهو يقترب من المكتب المصنوع من خشب السنديان, وضع يديه على المكتب وقال " هذا يناسبني كثيراً, ولكن حتى توقيع العقد , هذا لن ينتهي بيننا"
بلعت مادي ريقها فكل الادعاء بعد المبالاة انمحى " ما الذي لم ينته ؟"
دار نيك حول المكتب وسحب مادي عن المقعد لتقف قريبة منه .
-
هذا.
ولف ذراعيه حولها وسحبها اليه بحيث التصق قدها بجسمه. شدت مادي على قبضتيها ولكن فم نيك نزل الى فكها طابعاً قبلات خفيفة عليه وعلى عنقها وصولاً الى النبض الذي كان يخفق بجنون.
تأوهت مادي بضعف "نيك لا "
وكان جواب نيك ان حملها بين ذراعيه فصرخت , ولكنه نظر اليها " اين غرفتك؟"
كانت مادي ممزقة, لا تكاد تجد انفاسها وكان جسمها كله يتحرق شوقاً الى هذا الرجل. إنها تعرف ان هناك ألف سبب وسبب يدفعها الى رفضه ولكنها في تلك اللحظة كانت ضعيفة وكأنها في حلم. فهناك رقة بينهما لأول مرة.
كان وجه نيك متجهماً ولكن الحرارة في عينيه سحرتها . وكرهت نفسها على ضعفها.
وعندما وضعها نيك على سرير غرفتها المزدوج انمحى كل شيء, الماضي والحاضر و المستقبل. فهناك الآن فقط وشعرت في هذه اللحظة بالراحة لأنها لم توقع العقد. فحتى توقيعه ستكون امرأة حرة لا يأسرها عرفان الجميل.
***
عندما استيقظت مادي في وقت متأخر , كان الظلام يعم الدنيا, وكانت وحدها في الفراش وسرعان ماتذكرت ماحدث. فبعد دقائق على رؤيته وقعا في اذرع بعضهما. وهذا مالم يكن جزءاً من الخطة . لقد اراد منها ليلة واحدة فقط ومن ثم توقيع العقد, ولكنها تذكرت انها لم توقع العقد , غمرها الشعور بالراحة ولكن هذا شيء مؤقت إذ قريباً سيتم التوقيع وكل شيء سيتغير.
توترت عندما سمعت صوتا يأتيها من تحت . فالمطبخ يقع تحت , بعيداً طابقين عن هنا ومع ذلك احياناً قد يصل الصوت منه. نهضت من الفراش وسحبت التيشرت والجينز وسوت شعرها قليلاً .
توجهت ببطء الى الأسفل وهناك سمعت صفيراً. توقفت امام الباب ونظرت مندهشة الى نيك.
انتبه لها فتوقف عن الصغير" كيف تحبين ان تكون حصتك منه مع الكريما والشوكولا او الفريز؟"
دخلت مادي مستغربة فسألته " من اين جلبت هذا؟"
رد " خرجت"
نظرت اليه مادي مدهوشة " كم الساعة ؟ كم ساعة نمت؟"
ألقى نيك نظرة على ساعته" إنها التاسعة مساء. لقد نمت اربع ساعات"
شحبت مادي" كان عليك إيقاظي"
واشاحت بصرها عنه غير راغبة في ان يقرأ تعابيرها وعينيها فيعرف انها مسرورة لأنه مايزال هنا.
قال نيك" بدوت نائمة بهدوء وسلام كبيرين"
ماكان نيك يفكر فيه هو ازعاجه من رغبته العميقة في ان يرى علامات التعب حول عيني مادي زائلة. عندما استيقظ احتاج الى كل ضبط النفس لئلا يوقظها بقبلة ويشدها الى جسمه الصلب.
نزل الى تحت وعندما رأى الوضع المزري الذي يبدو عليه المطبخ شعر بالذنب فخرج للتسوق لأول مرة منذ سنوات. وحينما كان يتسوق شعر لأسباب مجهولة بالسرور.
لأنه لم يبرم العقد مع مادي , وجد نيك ان حاجزاً قد أزيل من دربه. إذ بإمكانهما ان يستمرا بالعلاقة . وهو متأكد انه بعد عدة ليالي سيشعر بالملل منها فهذه هي حاله مع أي امرأة عاشرها سابقاً.
اشتد فك نيك لأنه يعرف ان جوعه الى مادي يصبح اشد وأقوى حتى الآن. فهو قادر على ان يشم امتزاج رائحتيهما في الهواء وهذه أزكى رائحة بالنسبة إليه.
جلست مادي تراقبه وهو يعدّ البانكايك . لقد حضر حتى الآن ست قطع . فضحكت " كم شخصاً قادم للعشاء؟"
نظرت اليه فشعرت بأن حدة نظرته تخترقها. ابتسم وقال " انا معتاد على إعداد كميات كبيرة منه"
رأته يمسك وعاء فيه الشوكولا ويضع منه على واحدة ويمسك وعاء آخر فيه الكريما.
-
اريدها بالكريما والفريز.
وضع قطعة من البانكايك التي بين يديه " ربما تجربين تذوق هذه لاحقاً"

***
-
نيك ماهذا؟ ماذا سنفعل؟
اغمض نيك عينيه للحظة وكأن ذلك سيساعده على طرد صوت مادي المبحوح وهي تسأله ذلك قبل قليل. كان يرتدي سراله وقميصه فرآها تتكئ على كوعها وتبدو متوردة ومشعثة بشكل ممتع.
على من يضحك ؟ فحتى وهو في الجيب مايزال يشعر بالرغبة والشوق إليها.
لقد مضت ثلاثة ايام بليالها حتى الآن وفي كل يوم يذهب الى مزرعة مادي للتحدث معها عما يريده من اجل المزرعة ولكنه ما إن يراها حتى ينتهي بهما الأمر في الفراش . فالرغبة بينهما لا يمكن إشباعها .
اللعنة , اللعنة ,اللعنة ,اللعنة . ضرب بقبضته على مقود الجيب.
كانت مادي تجري في شرايينه ودمه. إنها في مكان لم تستطع أي امرأة ان تصل اليه. فمنذ ذاك الأسبوع في البستان الذي تقربت فيه مادي منه وسمح لنفسه للمرة الأولى في حياته بأن يقترب منه احد الى هذا الحد, أبعد قلبه عن كل النساء , فقد تعلم درسه جيداً جداً.
مع إنه يعرف ان عليه ان يدرس من جديد كل ماحدث منذ ثماني سنوات. لقد كانت مادي برئية وغير واعية لمدى قوتها. إن المشاعر التي ولدتها فيه ماتزال حية حتى اليوم.
عادت كلماتها الى رأسه بإلحاح" نيك ماهذا ؟ ماذا سنفعل؟"
عاد الى مادي في الفراش واخذ وجهها بين يديه وطبع قبلة على شفتيها وكان يعرف انهما وصلا الى نقطة اللاعودة " حتى نوقع العقد هذا ماسنفعله"
-
ومن ثم ينتهي كل شيء, هكذا ببساطة.
نظر نيك الى هاتين العينين ورأى فيهما شيئاً ما وتره بعمق من الداخل. إنه انعكاس لنفسه وهو صغير . ولكنه لا يستطيع العودة الى هناك, ليس بعد الآن.
تكلم وهو يشعر بضيق كبير في صدره " لايمكن ان يكون بيننا شيء آخر , هذا إذا كنت تريدين الاستثمار"
شحب وجه مادي ولكنها نظرت اليه نظرة باردة " اريد فقط ان اتأكد من عدم وجود أي لبس"
فجأة شعر نيك بالغضب من برودتها, فانحنى فوقها وطبع قبلة على شفتيها وكان ان شعر بالرضا عندما رآه تتأوه كاشفة بذلك عن افتقارها الى التحكم بعواطفها.
وقف وقال " اعود لاحقاً. لأناقش معك بعض مسائل العمل"
قالت مادي بنبرة تحد واضحة " انا ذاهبة لأزور ماريا بعد ظهر اليوم , فعمليتها غداً"
-
حسناً سآتي ونذهب معاً بعدما نناقش بعض الأعمال .
كان نيك يعرف جيداً انه حالما تجري ماريا العملية وتبدأ بالتعافي حتى يعود هارنان الى فيلا روزا ليلقي نظرة على العقد وعندئذ ستوقع مادي وهذا الذي بينهما سينتهي.

نهاية الفصل


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-01-17, 09:51 AM   #12

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

10 - إلى اين تهربين؟

شعرت مادي بذبذبات في جيب جينزها , فسحبت من جيبها الهاتف الخليوي الذي اعطاها إياه نيك, وعبست قبل ان تجيب.
كل ماسمعته هو صوت استبدادي " اين أنت " وسرعان ما ذاب شيء في داخلها وتدفق الدم الى عروقها.
-
أنا في الأقبية.
انهت الاتصال وهي ترتجف. والواقع انها على هذه الحال منذ ان اخبرها ذاك الصباح ان هذه العلاقة باقية طالما لم يتم توقيع العقد وبعد التوقيع ستقتصر علاقتهما على الاعمال فقط. ولكنها بالتأكيد ليست على تلك الدرجة من البساطة لتعتقد شيئاً آخر.
على مادي ان تعترف انه من اجل سلامة عقلها يجب ان تكون ممنونة , فبينهما تاريخ حافل. قد لا يكون الثأر قائماً حالياً بينهما ولكنه خلق فوضى عارمة في حياتهما لا يمكن شفاءها.
وكادت تخرج من جلدها عندما سمعت صوتاً ناعماً يقول "انتبهي لئلا تقعي"
التفتت مادي إليه وهو يمشي في الممر. لقد كانت غارقة بحيث لم تسمع صوت الجيب او تشعر باقترابه . التفتت بعيداً خائفة من ان يكون قد رأى مشاعرها على وجهها.
-
لقد وقعت مرة عندما كنت التاسعة.
-
وكيف حدث ذلك؟
ضحكت مادي " كنت العب مع اخي ألفارو . كان هارنان هنا يعمل حين وقعت . من حسن حظي ان هارنان كان موجوداً فساعدني واخذني الى المنزل حيث ساعدتني ماريا على تنظيف نفسي بدون علم أبي. فلو عرف والدي لحبسني في غرفتي اسبوعاً بدون طعام"
سألها نيك بصوت مشدود" وهل كان يفعل ذلك غالباً؟"
غرقت مادي في التفكير " احياناً .. إذا اغضبه شيء .. وقد زاد الأمر بعد موت ألفارو . كان رجلاً غضوباً ولعل سبب غضبه عائد الى ان لديه فتاة لاحول لها ولا قوة. فكيف يورثها اعماله؟"
-
هذه الأقبية بحاجة الى تجديد. تعالي نناقش الأمر.
تبعت مادي نيك الى مكان مستو من الأرض , وعندما كانا متوجهين الى المستشفى كانت تشعر بأنها أكثر تحكماً بأعصابها . ولكن ذاك التحكم بأعصابها اهتز عندما رأت اهتمام نيك بماريا وإصراره على تلقيها افضل عناية . لقد ذهب بعيداً في الاهتمام بأناس ليسوا موظفين عنده.
في طريق العودة الى فيلاروزا , لاذت بالصمت. وفيما هما على الطريق فاجأها سؤال طرحه نيك عليها" ما الذي غير رأي أبيك؟"
قالت وهي نصف غائبة عن الواقع" ماذا ؟"
-
لقد رماك انت و أمك وادار ظهره لكما. فلماذا عاد فجأة وترك لك كل شيء؟
توترت مادي في مقعدها فنظر إليها نيك. لم تستطع للحظات طويلة النطق فكل ما كانت تفكر فيه ذاك الوقت الرهيب وتلك الحقيقة الفظيعة . قبضت المشاعر والانفعالات على خناقها" أوقف السيارة رجاءاً"
تقدم نيك قليلاً حتى وجد مكاناً مناسباً ليركن السيارة. وما إن توقف حتى ترجلت مادي من السيارة متألمة والثقل يرزح على قلبها.
ترجل ايضاً وامسكها من كتفيها " مادي ما الأمر ؟"
شعر نيك بها ترتجف. كانت شاحبة وعيناها مغروقتان بالخوف والرعب. لقد سبق ان نظرت اليه بهذه النظرة وقد جفلت بهذه الطريقة عندما لمسها.
قالت بصوت ثقيل " هناك شيء .. لا تعرفه.. شيء حدث بعدما قبضوا علينا"
دارت تواجه المنظر المترامي امامها. كانا الوحيدين الموجودين هناك وكان الهدوء مطبقاً.
شعر نيك بأن احشاءه تنقبض والتوتر يزداد. فقال بصوت مشدود " ما الذي لم اعرفه؟"
حدقت مادي الى المنظر امامها وهي لا تراه فقالت بصوت منخفض " لم ارد ان اخبرك"
شعرت به يضع يده على كتفها مجدداً ويسحبها إليه لتواجهه. ومن ثم انزل يده وكأنه يكره ان يلمسها. ولكن مادي شعرت بأنها تدين له بشرح كامل عما جرى.
-
تخبرينني بماذا؟
ظل جزء منها يقاوم " أنا لم اخبرك ذلك لأنني في البداية لم استطع , وبعد ذلك لم ارد لك ان تسمم الحقيقة عقلك كما سممت عقلي"
هز نيك رأسه وعليه تبدو الحيرة والتشوش " مادي لن نذهب من هنا حتى تخبرينني بكل شيء"
شعرت مادي بالضعف فجأة وجلست على جدار منخفض . كانت يداه في جيبه وراح ينظر إليها.
بدأت تقول بصوت متردد" لم اخبرك بكل ماحدث عندما عدت الى منزلي, بعدما تم القبض علينا وقع بيني وبين أمي شجار كبير"
اخرج نيك يديه من جيبه وعقدهما حول ذراعيه " اكملي"
"
طلبت مني عدم رؤيتك من جديد , فقلت لها اني لن افعل " نظرت إليه ومن ثم قالت بعذوبة " اردت ان اراك مجدداً , ولكنها عندئذ راحت تخبرني عن علاقتها بوالدك. لم أعرف ما علاقة ذلك بنا فحاولت ان اخرج من الغرفة ومن ثم اخبرتني شيئاً"
ظلت تنظر إليه ومن ثم اخبرته بكل ماقالته أمها..
- لهذا لم استطع رؤيتك مجدداً, وكان والدي قد سمع كل كلمة..
شعر نيك وكأن احدهم لكمه في احشائه , فنظر الى مادي بغباء , ومن ثم شعر بالغثيان ..
رأت مادي رد فعل نيك على وجهه " عندما ذهبنا إلى بوينس ايريس وافقت أمي على إجراء فحص dna . اعطاها والدي عينة منه بشرط ألا تحصل مقابل ذلك على أي فلس منه عند الطلاق . اجريت الفحص وتبين أني ابنته . وبالتأكيد كان الوقت قد تأخر كثيراً على إخبارك فأشياء كثيرة حدثت , كنت تحت وقع الصدمة "
توقفت مادي عن الكلام وبلعت ريقها بألم" ارسلت رسالة الى والدي اخبره بالنتيجة ولكنني لم أتلق منه رداً إلا قبل وفاته بقليل"
بدأ اللون يعود الى وجه نيك . وفك ذراعيه وراح يمرر يده في شعره ولم يستطع النظر في عينيها.
-
يا إلهي يا مادي!
ووقفت امام الجدار المنخفض ناظراً الى المشهد امامه.
شعرت مادي بالشيء ذاته ولم تستطع النظر اليه. عضت على شفتها بقسوة حتى كادت تشعر بطعم الدم" ذاك اليوم لم ادرك اني كنت أتوجه الى البستان حتى وصلت الى هناك , لذلك عندما رأيتك جاءت ردة فعلي بتلك الطريقة. فكيف يمكنني ان اخبرك بماقالته أمي؟ كان الخبر مرعباً"
قال نيك بصوت متجهم " لا شك ان والدك أخبر أمي بهذا ولعل هذا هو السبب الذي جعلها تقدم على تلك الخطوة الجهنمية"
هزت مادي رأسها " اظن ذلك وأنا آسفة"
-
حباً بالله مادي , إنها ليست غلطتك أنت!
جعلتها نبرة صوته المقتضبة تجفل فقد كتمت الحقيقة لوقت طويل , شعرت بالرجفة تبدأ من ساقيها صعوداً الى كل جسمها.
-
آسفة لم يكن علي إخبارك بهذا.
اطلق نيك لعنة وارتد إليها وسحبها الى ذراعيه يشدها الى صدره. مازالت الرجفة تجتاح جسمها فراح نيك يمسد ظهرها بيده وشعرها , وبعد لحظة طويلة انسحب واضعاً يديه على كتفيها ونظر اليها " يسرني أنك اخبرتني بالحقيقة"
ظل ينظر إليها حتى هزت رأسها على مضض . ومن ثم اخذ بيدها ومشى معها الى الجيب حيث وضعها على المقعد الأمامي قربه وكأنها طفل صغير, رابطاً الحزام حول خصرها.
كان وجهه متجهماً وهو يقود الجيب عائداً إلى فيلاروزا. ولكنها فجأة رأته يستدير في طريق مختلف فسألته " الى اين نحن ذاهبان؟"
نظر إليها " ستأتين معي الى بيتي الليلة"
بدأت الحرارة التي كانت تشعر بها تتحول الى خدر حسي . وشعرت وكأن هناك تحولاً وقع بينهما ما إن اخبرته الحقيقة السوداء , فعندما لمسها الآن كانت لمسته عذرية. لعله لن يرغب فيها مجدداً, لعل ما اخبرته به كان سماً.
رجعا الى منزل نيك , وبدون ان يتفوه بكلمة امسك يدها واخذها الى غرفته وهناك حرر يدها . كانت تشعر بشكل غريب بالتشوش وعدم الأمان . فهذه الغرفة تعيد إليها ذكريات اخرى " ماذا نفعل هنا" وكانت خجلى من نفسها كثيراً بسبب شدة رغبتها فيه.
اقترب منها ووقف امامها تماماً" علينا ان نطهر الآن وهنا كل تلك الشياطين"
خفق قلب مادي بقوة " ماذا تقصد ؟ كيف؟"
امسك وجهها بين يديه والتصق بها أكثر بحيث شعرت بجسمه:
-
هكذا.
ومن ثم قبلها ولكنها كانت قبلة مختلفة عن أي قبلة اخرى. وقد ذكرتها بتلك القبلة التي حدثت في المرة الأولى وذكرتها بشدة رغبتها التي كانت تشعر بها بعد اسبوع من تنامي التوتر في داخلها.
كان الأمر وكأن الماضي والحاضر امتزجا وإذا بمادي تجد نفسها على السرير مع نيك وهو يقول بصوت ثابت " لم أنس قط مذاقك في ذاك اليوم , رقة بشرتك, جمالك .. كدت أغرق بعبيرك.."
كانت علاقة مختلفة عن كل علاقتهما الأخرى ليس فيها حواجز بل انفتاح على بعضهما , لم يكن موجوداً منذ التقا من جديد.
استيقظت مادي ونظرت الى نيك. كان أكثر استرخاء وهو نائم, فهو غالباً مايكون مسيطراً على نفسه كثيراً. تخبط قلبها بين جنبيها وفجأة تاقت الى الوقت الذي ستراه فيه مسترخياً, مبتسماً و ضاحكاً. لعله قد يكون على هذه الحال لو كان مع امرأة اخرى وليس معها. من قبل كان رقيقاً في التعامل معها وكانت ترى رقته هذه في عينيه ممتزجة مع الأمل ولكنها السبب وراء استبدال الرقة والأمل بالنقد. عندما تفكر كيف كان من قبل وكيف اصبح الآن , تدرك الى أي درجة أثر رفضها إياه فيه وكيف حفر عميقاً في نفسه بحيث لم يعد قادراً على المسامحة .
لم ترد مادي انتظار نيك حتى يستيقظ فترى ردة فعله عندما يراها . تعرف انه بالأمس تغير شيء ما. لقد تجاوزا الحد. إن هذه العلاقة هي علاقة ملؤها الرغبة وتسجيل الأهداف . والعقد سيكون اشبه بإرجاء تنفيذ. وقريباً سيتم توقيعه وعندئذ سيبعدها نيك الى خارج حياته.
على مادي ان تواجه مافعلت , فقد اتخذت من العقد حجة لأنها الطريقة الوحيدة التي تجعلها تنام معه. وهو ماكان ليقدم على إقامة علاقة معها لولا العقد. وماكان ليتناول ويغويها من اجل الرغبة فقط.
ينبغي عليها الآن ان تخرج قبل ان تنسى وتبدأ بزرع بذور الأمل, فلو التقيا في ظروف مختلفة ولولا وجود الماضي بينهما لتغيرت الأمور.
الواقع ان نيك وضع يده على أكثر شيء يريده , وضع يده على مزرعة ماركيز , في النهاية حصل على الانتقام الذي يريد.
عندما استيقظ نيك كانت الشمس في كبد السماء وشعر بالتشوش , فالسرير قربه خال , أغلق عينيه , شاعراً براحة ممتزجة بالحلو والمر.
آخر شيء يذكره انه استيقظ ليلاً ووجد مادي رقيقة , وطيعة بين ذراعيه بشكل جذاب جداً. فشعر بالرغبة فيها من جديد وكاد يوقظها ولكنه منع نفسه وضمها اليه من الوراء بهدوء.
دار رأسه من جديد وهو يفكر في ما اخبرته به مادي , لقد تصرف بعفوية وجلبها الى بيته ليطرد شبح تلك الكلمات الرهيبة. وعندما تذكر في هذه اللحظات علاقتهما في الليل شعر بالدوار علماً انه مايزال مستلقياً على السرير.
ماكشفته مادي عن الماضي أصعب من ان يهضمه. لم يعد لديه أي دفاع ضدها او شيء يختئ وراءه . والواقع ان وقوعها تحت رزء تلك المعرفة جعله يشعر بالمرض.
لقد ارادت رؤيته مجدداً . ولو لم تخبرها امها بذاك الشك الرهيب لاختلفت الأمور كلياً . تصبب العرق منه وكأنه متمدد هناك يتأمل كم كانت الأمور لتكون مختلفة في ذاك الوقت و الآن .
إنه يدور في حلقة مفرغة مع مادي . لقد وصلا الى الحقيقة . بإمكانه الآن ان يسامحها ويمضي في حياته . سيستثمر ارضها ويساندها حتى تقف على قدميها من جديد, وذلك سيكون كافياً. فهو ببساطة لا يظن ان هناك بديلاً , لأن ذلك يعني تحدي جدران الدفاع التي احتاج الى وجودها لمدة زمنية طويلة . احتاجها ليحمي نفسه من قسوة والده وقلق والدته وهجر مادي له.
كان مفهوم الحب غريباً بالنسبة له حتى التقى مادي. ومن ثم اصبح هذا المفهوم مشوهاً وذبل داخل نفسه بعد كلماتها القاسية ورفضها إياه, مع إنه الآن بات يعرف الحقيقة إلا انه لم يعد بالإمكان إبطال الأذى الذي وقع . ومادي ملتصقة بكل ذلك لذا لا يمكنها ان تكون جزءاً من مستقبله.
شعر بعضلاته تؤلمه لمجرد التفكير في إبعادها الى الماضي. نهض غاضباً من السرير واستحم بالماء البارد مؤكداً لنفسه بأن بإمكانه اخيراً ان يمضي قدماً وذلك لا يمكن ان يحدث إلا إذا ترك مادي وراءه.
***
خرجت مادي من المستشفى تشعر بالتعب ولكنها كانت سعيدة في الوقت ذاته , ثم خبت سعادتها ما إن رأت جيباً مألوفاً يدخل الى الموقف. بدأت من غير قصد بالسير بسرعة , حانية الرأس , ثم سمعته يناديها " مادي " فقالت في نفسها " اللعنة "
التفتت إليه ببطء. فلم تكن مستعدة لمواجهة نيك بعد , لقد مضى يومان منذ تركت فراشه ومنذ ذاك الوقت وهي لم تره او تسمع عنه شيئاً. كانت الرسالة واضحة " حان الوقت للمضي قدماً.
وضعت على وجهها قناعاً من الهدوء و الأدب. ولكنها لم تستطع ان تمنع قلبها عن الخفقان لمجرد وقوع نظرها عليه. تشنج قلبها وذراعاها انعقدتا على صدرها " نيك"
-
كيف حال ماريا؟
ابتسمت مادي بسمة جافة" ستتحسن صحتها بإذن الله . هي بحاجة للبقاء هنا بضعة ايام اخرى حتى تتعافى بعد العملية. إنهما ممنونان لك كثيراً"
لوح نيك بيده " لم افعل شيئاً"
انقبض صدر مادي " أهناك شيء آخر تريده؟"
نظر إليها لفترة طويلة فشعرت بشعور بارد ينذر بالشر.
-
في تلك الليلة , لم نستعمل وسيلة منع حمل.
شعرت مادي بالبرد والحر فهي لم تفكر في ذلك حتى ولكنها ردت مهمهمة " لا تخف, جاءتني اليوم"
نظر اليها بوجه متجهم " عظيم"
قالت راغبة في الهرب" هارنان عائد الى المزرعة غداً , سيلقي نظرة على العقد وهذا يعني أني سأوقع عليه غداً, هذا إن وجد هارنان ان كل شيء على مايرام"
لقد قرأت العقد وهو أكثر من عادل وأكثر من كريم.
أومأ نيك برأسه " سآتي بنفسي لآخذه"
-
وداعاً نيك.
وارتدت بسرعة على عقبيها وتوجهت مباشرة الى جيبها وهي غاضبة من نفسها لأن عينيها تغرورقان بالدموع . تعرف ان ماتشعر به سخيف ولكنها في الوقت ذاته شعرت بأن كل شيء انتهى.
-
مادي!
تعثرت خطوات مادي وتوقفت انفاسها , حاولت ان تردع بقوة الدموع وتحبسهما , التفتت اليه من جديد. ولكن نيك لم يتحرك وبدا وجهه قاسياً" أنا آسف أن ..."
رفعت مادي يدها وشعرت بالمرورة تصعد الى حنجرتها " لا تقل شيئاً نيك . لا تقل أي شيء فقط .. ليس عليك قول أي شيء , كل شيء انتهى "
وارتدت على عقبيها نصف هاربة . لقد ارادا طريقة لإغلاق الصفحة القديمة وقد حصلا عليها. ومهما كان شعورهما في آخر ليلة , فهو لا يعدو ان يكون وهماً.
***
جلست مادي تنظر الى العقد. إنه وقت الصباح , البارحة ليلاً قرأت هي وهارنان العقد وقد وجدا انه لا يمكنهما الحصول على عرض افضل من هذا.
تعرف مادي انه ليس لديها خيار إلا القبول بالعرض فهو سيؤمن معيشة هارنان وماريا وسيعيد للمزرعة تاريخها العريق وهي لا يمكنها ان تنكر انها تريد للمزرعة الازدهار .
امسكت مادي بقلب مثقل بالألم القلم ووقعت العقد. ولكنها وهي توقع كانت في الوقت ذاته توقع قدرها لأنها لن تستطيع البقاء هنا بعد الآن. لا تستطيع رفض العقد ولا تستطيع في الوقت ذاته الاستمرار في العيش هنا فهي لن تقوى على رؤيته كل يوم . لقد باعته روحها وقلبها وقد اتخذت من الاستثمار ذريعة للاختباء وراءه.
حاولت مادي ان تكتب ملاحظة لنيك ولكن ما أهمية ذلك. وفي النهاية استسلمت وكتبت ببساطة :
"
أنا أفوض لهارنان كل الصلاحيات واضع بين يديه صلاحية اتخاذ القرارات . إنه افضل شخص يستلم هذه المهام . مع تحياتي : مادي"

طوت الورقة ووضعتها على المغلف مرفقة إياها بملاحظة اخرى لهارنان . ومن ثم تركت البيت.
***
شاهد نيك الفجر ينبلج راسماً بعيداً لوناً وردياً على جبال الأنديز . كان شعر ذقنه يحكه وكانت عيناه تلسعانه فهو لم يذق طعم النوم طوال الليل والواقع انه لم ينم منذ ان استيقظ ووجد سريره خالياً في ذاك الصباح.
كان منظر الفجر دائماً يسحره ولكنه اليوم لم يعطه المشهد ذاك الشعور بالرضا. والواقع انه منذ اسابيع مشغول البال, فاقداً الاهتمام بعمله. بالأمس مثلاً اضطر ادواردو ان يكرر كلامه ثلاث مرات قبل ان ينتبه الى ماقاله وعندئذ زمجر به ولكن نيك اعتذر بالطبع فلم يحدث قط ان فقد اعصابه بهذا الشكل. والواقع ان القدرة على ضبط النفس التي بناها اعواماً واعواماً بدأت تهجره.
ونيك يعرف اللحظة التي بدأت تهجره فيها القدرة على ضبط النفس. هذه اللحظة هي اللحظة التي رأى فيها مادي فاسكيز تدخل الى الفندق . عندئذ عرف ان كل شيء تغير الى غير رجعة.
فجأة وهو يرى اللون الوردي ينشر خيوطه على جبال الأنديز, عرف نيك مايعني ذلك وماعليه ان يفعله إذا اراد ان يستعيد رشده وسلامة عقله. فكل هذا , نضاله مع عائلته, صحته , لم يعودا يعنيان شيئاً الآن , لأنه منذ اللحظة التي رأى فيها مادي على صهوة جوادها منذ ثماني سنوات ولحق بها الى البستان تحكمت بقدره.
جعلته يثق بنفسه ومن ثم حطمته تحطيماً واعادت تشكيله برفضها إياه. ولكنها الوحيدة القادرة على شفائه وعلى إعادة الثقة اليه من جديد. منذ عودتها الى الديار بدأت تعود الى حياته وتتغلغل فيها ولكنه حاول بكل ما أوتي من قوة ان يحارب , والألم كان تقريباً لا يطاق ولكنه الآن ألماً ضرورياً له كالتنفس.
لم يدرك نيك انه في جيبه حتى وصل الى بوابة منزل مادي. واثناء قدومه لاحظ سيارة تاكسي تمشي على الطريق. حينما وصل الى المنزل شعر بالصمت فعرف نيك بألم لماذا يشعر بهذا الشكل.
توجه فوراً الى مكتب والد مادي فرأى الرسائل الموضوعة على العقد. ترك تلك الموجهة الى هارنان واخذ الموجهة اليه فراح يقرأها , وضع الملاحظة جانباً واخذ اوراق العقد ونظر الى الورقة الاخيرة حيث وضعت مادي توقيعها .
اجتاحته نوبة من الغضب العنيف فرمى العقد على الحائط فتبعثرت الأوراق في كل مكان. ارتد على عقبيه كالعاصفة وعيناه تومضان بوحشية.
وقفت مادي في صف الواقفين امام قسم الجوازات تعد مالها. إنها تملك مايكفي . عندما ستصل الى بوينس ايريس ستحاول إقناع عمتها بتركها تمكث عندها مدة اسبوعين تحاول خلالهما البحث عن ..
-
تهربين يا مادي.
تجمد دماغ مادي للحظة, فالتفتت لترى نيك واقفاً هناك عاقد الذراعين على ذاك الصدر الواسع. ولكن نبرته الهادئة كانت على عكس نظراته المتوحشة : كان شعره أشعث وعيناه محتقنتين بالدم وذقنه نابتاً الشعر فيه . وكان يبدو , يبدو رائعاً بشكل لا يصدق.
عادت مادي بسرعة لتنظر الى الصف امامها محاولة إجبار نفسها على استرداد اللون الذي خرج من وجنتيها.
-
لا ادري لماذا تتعب نفسك بتعقبي الى هنا يا نيك, كما انني لا اهرب.
خطت مادي عدة خطوات الى الامام وترك نيك مسافة بينهما.
-
هل تستغبينني؟ ألا تدركين انك تنسلين هارية؟ يبدو انك لا تهتمين كما تدّعين بمزرعتك.
احتدمت مادي غضباً" انت تعرف ان ماتقوله غير صحيح, فأنا احب المزرعة "
-
إذن لماذا تغادرين؟
تورد وجه مادي , فقد ادركت ان الأنظار موجهة إليهما.
خرجت من الصف مجبرة وابتعدت حتى لا يستطيع الناس سماعهما . ومن ثم التفتت الى نيك " لا حاجة الى ان اكون هناك حتى تستثمر المزرعة"
تجهم وجه نيك " إنه جزء من الاتفاق بيننا"
-
نيك انا ذاهبة وليس بإمكانك ان تفعل شيئاً حتى تثنيني عن قراري.
همت بتعنت بالعودة الى الصف ولكنها سمعته يقول من ورائها :
-
وماذا لو قلت إنني لا اريد ان ترحلي ولا علاقة لذلك بالاستثمار.
اوقفت مادي في ارضها وبدأت انفاسها تصبح ثقيلة , ولكن منتبهة حتى الى نظرات الناس المنصبة عليهما. يبدو انها سمعته خطأ او لعله لا يقصد ماتفكر فيه .
حاولت التقدم أكثر فسمعته يقول " تباً يا مادي"
ومن ثم , اصبح امامها زارعاً نفسه في طريقها. نظرت اليه فرأت الغضب يرقص على وجهه:
-
نيك؟
-
انا لا اريدك ان تذهبي لأنني ادركت كم انا محتاج اليك.
كانت يدا مادي تمسكان بإحكام لحقيبتها وكانت تظن انه يتحدث عن الاستثمار:
-
ولكن هارنان سيكون هناك وهو قادر على معالجة كل شيء.
كاد نيك ينفجر " أنا لا اتحدث عن الاستثمار ولا يهمني اصلاً , فما عرضت عرضي ذاك إلا لأني وجدتك عازمة على رمي نفسك كيفما كان وهذا ماكان سيعرضك للأذى ,والعقد.."
توقف نيك عن الحديث ولعن بصوت عال معترفاً " والعقد كان سبيلاً لأحصل عليك في سريري بدون الخوف من ان ترفضيني مجدداً"
هز رأسه ثم تابع " رفضك إياي في ذاك اليوم فطر قلبي واصبحت كمن اخرجوا قلبه من صدره. وبعد ذاك لم يعد يهمني شيء . لقد اغلقت الباب على نفسي ومشاعري "
كان بصر مادي ضبابياً بسبب الدموع , رفعت يدها الى وجه نيك وابقتها هناك راغبة في إعادة ثقته بها " آه يا نيك , أنا آسفة لأنني لم استطع ان اخبرك . لقد اردتك بجنون ووقعت في حبك ايضا ولهذا لا تستطيع مسامحتي "
انزلت مادي يدها مرغمة ورجعت الى الوراء قليلاً " لهذا السبب انا أرحل لأنني غير قوية بمافيه الكفاية لأعيش على مقربة منك وأنا احبك , فيما أنت تمضي في حياتك وكأني غير موجودة "
بدا نيك دائخاً قليلاً " تحبنني ؟ حتى الآن ؟"
هزت مادي رأسها والدموع تغشي عينيها " كنت دائماً في قلبي وعقلي , عندما عدت قلت لنفسي إني أكرهك لأنك كنت مستبداً جداً ولأنك جعلتني اعتقد ان ماحدث معنا قبل ثماني سنوات كان مجرد رغبة من قبلك, لقد وافقت على ذاك العقد الغبي لأنني فكرت بعض الشيء انه الطريقة الوحيدة لتحصل على..."
نظرت مادي الى الأسفل ومسحت خديها المبللين . احكمت إمساك حقيبتها وحاولت ان تلتف حول نيك ولكنه امسك ذراعها بقبضة قوية.
لم تستطيع النظر اليها حتى " رجاءاً يا نيك , دعني اذهب , لا يمكنك منعي عن الذهاب , ليس الآن"
لم يصغ اليها بل ادارها اليه ورفع ذقنها . رأت مادي وجهه فانقطع قلبها عن الخفقان , بدا صغيراً خالية ملامحه من تلك الظلال المخيفة. ولاحت ابتسامة على زوايتي هاتين الشفتين الجميلتين فبدأ قلبها يخفق من جديد.
سألها نيك برقة " ألم تسمعي كلمة مما قلت ؟"
شعرت مادي بالتشوش فماذا قال ؟
فجأة اخذ نيك حقيبتها ووضعها ارضاً وقبل ان تلتقط مادي انفاسها كان جاثياً على ركبتيه امامها ممسكاً بيدها بين يديه.
نظر اليها بعينيه الزرقاوين نظرة عميقة " مادي فاسكيز انا احبك , لقد كنت مفتوناً بك حتى قبل ان التقيك وعندما التقينا وقعت في حبك بعمق ولم اتوقف يوماً عن حبك رغم ما شعرت به من أذى وقد ادركت ذلك عندما عدت الى الديار..اوهمت نفسي اني اكرهك واني اريد الانتقام , ولكني اردتك بجنون واردت قلبك إنما كنت اجبن من ان اعترف بذلك"
سكتت مادي مذهولة فهي متأكدة انها تحلم . والصف الذي كان الناس مصطفين فيه افرق إذ التف الناس حولهما يراقبونهما.
-
مادي فاسكيز هل تقبلين ان تتزوجينني ؟ لا يمكنني المضي في حياتي إلا إذا عرفت انك فيها. اريد ان ننجب اولاداً وان نشيخ معاً, ان ندفن معاً الثأر القديم الى الأبد . انا احبك .
بدأت دموع مادي تنهمر بغزارة وكانت عواطفها تزداد اكثر فأكثر بحيث باتت تهتز وترتجف . وقف نيك وضمها الى حضنه يهدئ روعها.واخيراً استطاعت تمالك نفسها فرفعت نظرها اليه فإذا به مايزال ينظر اليها بحب وخوف. فمازالت ترى الخوف القديم في عينيه, الخوف من ان تتركه وتبتعد.
رفعت ذراعيها وطوقت عنقه.
طبعت قبلة مالحة على فمه و قالت متأوهة " نعم سأتزوجك يا نيك ده روجاس. كيف يمكنني ان افعل غير ذلك مادمت احبك كثيراً , كثيراً"
هتافات الناس جعلتها تدفن رأسها في صدر نيك ولكنها شعرت به يحملها ويخرج مزهواً الى ضوء الشمس.
***

بعد عام

قال نيك " لا, نحن متزوجان ولكن زوجتي تملك مزرعة باسمها لذا قررت ان تبقى باسم فاسكيز. إنها امرأة عصرية"
تعلقت مادي بذراع نيك وحاربت لتخفي ضحكتها حتى ذهب الزوجان الطاعنان بالعمر . فسكان ماندوزا لا يستطيعون ان يستوعبوا عبارة شركة فاسكيز ده روجاس.
عندما ابتعد الزوجان ضحكت مادي عالياً ودفنت رأسها في صدره تخبئه فيه. كانت يده لطيفة على عنقها , تضغط برقة هناك. واخيراً نظرت اليه بعدما جمعت نفسها , شاعرة بالدفء يسري في عظامها جراء لمسته التي تحولت الى شيء حار أكثر.
-
حسناً سنيور ده روجاس . هل تعلم انها الذكرى السنوية الأولى؟
عبس نيك " ولكننا تزوجنا منذ تسعة اشهر فقط"
نظرت مادي الى قاعة فندق ميدوزا الفخمة وضغطت على يدها" اقصد ذكرى لقائنا الأول, عندما عدنا والتقينا ثانية"
نظر نيك الى نظرة زوجته الخضراء الصافية وشعر بصدره مشدوداً بشكل لا يطاق. لقد حدثت عدة امور كثيرة , تلك الليلة قبل سنة من الآن , عاد ورآها من جديد ومايزال يذكر انه عندما رآها عند الباب, شعر بأن المتاعب قادمة.
ابتسم واخذ يدها رافعاً إياها يطبع قبلة في راحة يدها. اظلمت عيناها واندفع الدم حارقاً الى شرايينه, وكاد يتأوه بصوت عال. إنهما أشبه بمراهقين يعجزان عن السيطرة على رغباتهما. جاء صوته اجش وهو يقول " ذكرى سنوية سعيدة يا حبي"
ادارت مادي وجهها الى راحة يده فرفع نيك نظره ولعن برقة, متمنياً لو كانا وحدهما. شعر بمادي تتأوه على يده ونظرت الى تحت . رأى نظرتها وشهر بيدها تقف بينهما , لتستقر على بطنها المنتفخة. لقد تأخرت ولادتها اسبوعين.
-
هل تعتقد ان هذا الطفل سيولد اخيراً. إذا تأخرت ولادته اكثر سأحتاج الى رافعة حتى اتنقل.
ابتسم نيك ابتسامة وحشية ولف يديه حولها يقربها منه " أفكر في طريقة تجعله يندفع خارجاً"

ذاب قلب مادي وهي ترى نظرة نيك. السنة الماضية كانت حلماً. لقد احبت هذا الرجل أكثر مما سمحت لنفسها بذلك .
سألته مادي " هل بإمكاننا الذهاب ؟ الآن "
طبع قبلة على فمها " يمكننا ان نفعل مانريد"
-
ولكن ماذا عن الخطبة التي ستلقيها؟
راحت عيناه تجولان في المكان ورأته يتشارك مع إدواردو النظرات . وعادت نظرته الى مادي " سيهتم إدواردو بالأمر. هذا..." ووضع يده على بطنها بتملك " انت , نحن ... لا شيء أهم من هذا"
***
في اليوم التالي في الساعة الخامسة من بعد الظهر رحب مادي ونيك بضيفهما الصغير ألفارو.
كانت مادي مرهقة ولكن سعيدة , نظرت الى نيك وهو يحمل طفله ويبتسم مسروراً " يبدو ان طريقتي نجحت في مساعدتك على الخروج الى هذه الحياة"
ونظر الى زوجته " في المرة القادمة سأبذل المزيد من الجهد"
تأوهت مادي" إن ما اشعر به الآن يجعلني لا ارغب في مرة ثانية"
ضحك نيك , فسرّ مادي ان ترى اللون يعود الى وجه نيك . لقد تألم وهو ينتظر ان تلد فأن يراها تتألم هكذا كان عذاباً حقيقياً له.
عاد إلى مادي واعطاها ألفارو فأخذته وراحت ترضعه. انحنى نيك يهمس في أذنها " لا تقلقي سيد فاسكيز , سأجعل الأمر ممتعاً كثيراً في المرة القادمة بحيث لن تفكري للحظة بالألم "
نظرت مادي الى نيك فرأت عيناه تظلمان وهو يرى ثديها مكشوفاً كهذا وطفله يرضع بقوة . شعرت مادي بشعور مألوف في جسمها, ليس بإمكان أي ألم ان يخففه.
تأوهت برقة فطبع نيك قبلة على عنقها ومن ثم ابتعد واضعاً إحدى يديه على رأس الطفل وابتسم .

تمت


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 17-01-17, 09:20 PM   #13

dinora

? العضوٌ??? » 372906
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 351
?  نُقآطِيْ » dinora is on a distinguished road
افتراضي

مشكور مشكور مشكور

dinora غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-01-17, 10:33 PM   #14

fdfd12

? العضوٌ??? » 362625
?  التسِجيلٌ » Jan 2016
? مشَارَ?اتْي » 160
?  نُقآطِيْ » fdfd12 is on a distinguished road
افتراضي

شكرا الله يعطيك العافيه

fdfd12 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-01-17, 10:38 PM   #15

Zinah khaleel

? العضوٌ??? » 381156
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 26
?  نُقآطِيْ » Zinah khaleel is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

Zinah khaleel غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-01-17, 11:13 PM   #16

داناملك

? العضوٌ??? » 390246
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 28
?  نُقآطِيْ » داناملك is on a distinguished road
افتراضي

شكرا على كل شيء رواية رائعة

داناملك غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-01-17, 11:05 AM   #17

يسرى ام ياسر

? العضوٌ??? » 387466
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 36
?  نُقآطِيْ » يسرى ام ياسر is on a distinguished road

السلام عليكم ورحمة الله

يسرى ام ياسر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-01-17, 11:31 AM   #18

ضوضاءالصمت

? العضوٌ??? » 388110
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 154
?  نُقآطِيْ » ضوضاءالصمت is on a distinguished road
افتراضي

تسلم الايااااااااااااادي

ضوضاءالصمت غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-01-17, 12:30 PM   #19

zahratou essalam

? العضوٌ??? » 372880
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 86
?  نُقآطِيْ » zahratou essalam is on a distinguished road
افتراضي

شكراااااااااااااا________________ ___________

zahratou essalam غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-01-17, 04:57 PM   #20

ميمو 2010

? العضوٌ??? » 349229
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 119
?  نُقآطِيْ » ميمو 2010 is on a distinguished road
افتراضي

روووووايه جميله

ميمو 2010 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:42 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.