آخر 10 مشاركات
همسات حروف من ينبوع القلب الرقراق..(سجال أدبي)... (الكاتـب : فاطمة الزهراء أوقيتي - )           »          [تحميل]أبي أنام بحضنك وأصحيك بنص الليل وأقول ما كفاني حضنك ضمني لك حيل|لـ ازهار الليل (الكاتـب : Topaz. - )           »          عندما تنحني الجبال " متميزة " مكتملة ... (الكاتـب : blue me - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          فتاه ليل (الكاتـب : ندي محمد1 - )           »          والروح اذا جرحت (2) * مميزة ومكتملة * .. سلسلة في الميزان (الكاتـب : um soso - )           »          فتاة المكتبة(61)-قلوب النوفيلا-للكاتبة فاطمة الزهراء عزوز{مميزة}-[كاملة&الروابط] (الكاتـب : Fatima Zahrae Azouz - )           »          البحث عن الجذور ـ ريبيكا ستراتون ** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          اختلاف متشابه * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : كلبهار - )           »          بريئة بين يديه (94) للكاتبة: لين غراهام *كاملة* الجزء الثاني من سلسلة العرائس الحوامل (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree2246Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-03-17, 08:56 PM   #1481

سما نور 1

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية سما نور 1

? العضوٌ??? » 310045
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 11,168
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » سما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond reputeسما نور 1 has a reputation beyond repute
?? ??? ~
يضيق الكون في عيني فتغريني خيالاتي
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




تسجيل حضور ....


سما نور 1 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-03-17, 08:56 PM   #1482

ebti

مشرفة منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ebti

? العضوٌ??? » 262524
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 14,201
?  نُقآطِيْ » ebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond repute
افتراضي

مساؤكم مسك وعنبر...

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 103 ( الأعضاء 69 والزوار 34)
‏ebti, ‏ياسمين نور, ‏الياقوته الحمراء, ‏hatoon_, ‏nanash, ‏مروة العزاوي, ‏الاوهام, ‏سرى النجود, ‏Zainab AF, ‏شوشو العالم, ‏Roro2005, ‏انين الروووووح, ‏najla1982+, ‏soma samsoma, ‏ندى المطر, ‏الاميرةمون, ‏Bashayer6, ‏دموع عذراء, ‏toka saltah, ‏sareta jwad, ‏رااما, ‏ام غيث, ‏حياة زوجية, ‏اميرة العصرر, ‏منى مصري, ‏مملكة الاوهام, ‏مشاعل 1991, ‏خفوق انفاس, ‏eng miroo, ‏eiman hashem, ‏احمد9, ‏علياء نبيل, ‏hidra+, ‏ريما الشريف, ‏ايمما, ‏هجرة الأحلام, ‏الوية احمد علي, ‏حمبصيصة, ‏soha, ‏حنين مريم, ‏jjeje, ‏rontii, ‏timo_antimo, ‏I amAsia, ‏دلووعة2, ‏hope 21, ‏y feryal, ‏هاجر قاسم, ‏dentistaya, ‏marwaadel, ‏رعشه قلب, ‏Maryam.haji, ‏ست عمها, ‏سودوكو, ‏أنت عمري, ‏Zaaed, ‏Just give me a reason, ‏سارة جعفر, ‏Amnh Ahmad, ‏apk, ‏صمت الزوايا, ‏د/عين الحياة, ‏عطيه, ‏مريم المقدسيه, ‏mnmhsth, ‏مانولر


ebti غير متواجد حالياً  
التوقيع
إن كرماء الأصل كالغصن المثمر كلما حمل ثماراً تواضع وانحنى"
هكذا عرفتك عزيزتي um soso و هكذا تبقين في قلبي شكراً جزيلاً لك على الصورة الرمزية...

رد مع اقتباس
قديم 14-03-17, 08:57 PM   #1483

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسمين نور مشاهدة المشاركة
انتباهك لكلامي في حد ذاته شرف فما بالك وقد أثار اهتمامك أيضا
نأتي لموضوع الجارية
لم أعني هنا جارية لمتعته بالمعنى الجسدي
ولكنها موجودة ليحقق فيها انتقامه منها
واستسلامها له مرة بعد أخرى وإدمانها له لأي كان السبب
أعتقد حقق له هذا النوع من الانتقام الذي كان يرجوه
فتحقق لديه نوع من المتعة
فهي حاضرة لتحقيق انتقامه وتلقيه في نفس الوقت
أرجو أن تكون فكرتي وصلت
وفي نفس الوقت هي مجرد شطحات
والمعنى والهدف لديكي
شكرا على صبرك وتفهمك
شكرا على حكاويكي

حبيبة قلبي قولي كل الي في بالك
انا استمتع بتعليقات معمقة بهذا الشكل
وممنونة للتوضيح اكثر

عارفة فصل اليوم ممكن يوضحلك هذا الجانب من فرقد اكثر
بس حقولك شي ..
الاثنين لم يكونا سعيدين بما يجري
الاثنين كانا في حالة غير متوازنة وغير طبيعية
ويمكن فرقد كان الاشجع لينهيه عندما عجز عن اصلاح نفسه وهواها (بالانتقام) ليصلح من هاجر بعدها


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 14-03-17, 09:00 PM   #1484

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

ألو ألو ... تجمع لو سمحتم لقرائي الغوالي ..
دقايق وتنزل الجمرة الثالثة


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 14-03-17, 09:08 PM   #1485

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

مساء الورد لريحة الورد

موعدنا حان مع الجمرة الثالثة
ربنا يسر لي وكتبت الفصل ضخم وعدد صفحاته اكثر من خمسين صفحة
اتمنى من قلبي تقرؤه بروحكم وعقولكم واحساسكم
اتمنى تقرأوا تفاصيل التفاصيل ولا تتركوا كلمة تعبر دون قراءة متمعنة
اتمنى .. لكم الاستمتاع والتأثر حول حال شخصياتي في هذه الرواية
شخصيات ربما لم تحبوها وربما ملأتها العيوب والاخطاء .. لكنهم بشر .. يتيهون يتخبطون يعاندون ويقاسون
اتمنى ان اوفق بطرح ما اريد طرحه عبر هذه الرواية التي اعتبرها تسليط ضوء ساطع على عيوب فينا نحن ايضا كبشر نحكم على اخطاء غيرنا حكم ابدي بالرفض لهم ....
منوريني جميعا ...
وما تنسوني بالتفاعل الحيوي
تعليقات ... لايكات ..
سأكون منتهى السعادة بتفاعلكم
وللعلم لم اكتب الا مقتطفات من الفصول القادمة .. يعني الفصل الرابع تحديدا لم اكتب الا مشهد
لذلك انا بحاجة لطاقة منكم لانتج كتابة
لن أطول عليكم ... اليكم ... الجمرة الثالثة




التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 14-03-17 الساعة 09:27 PM
كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-03-17, 09:12 PM   #1486

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

الجمرة الثالثة



شقة هاجر



رأسها سينفجر .. صداع رهيب لا يحتمل ..

نظرت لنفسها في مرآة صيدلية الحمام فهالها منظر عينيها وقد انتفخت اجفانها اكثر مع بعض الاحمرار يلونها .. اخذت تتمتم بانفعال لاهث

" الوضع سيء ..سيء ..."

فتحت باب الصيدلية لتبحث عن احدى المهدئات التي استخدمتها في الفترة العصيبة لكنها لم تجد شيئا ..

لا بد ان عمها طاهر حرص على رميها في اخر زيارة له في شقتها قبل اسبوعين ..

تنهدت وهي تكتفي بأخذ حبتين من مسكن قوي قبل ان تغلق باب الصيدلية ثم تحركت لتترك الحمام متجهة للمطبخ عبر غرفة الجلوس تجر خطواتها جراً .. نظرت للحبتين في يدها وهي تتأمل ان تخفف من وجع الرأس واحساسها بالضياع والتشتت و ... الوحدة ...

قبل ان تصل المطبخ تسمرت قدماها مع كل افكارها وهي تمر في طريقها بالمرآة الكبيرة في غرفة الجلوس ... بقوة انفعالية هجومية مباغتة بزغت من اعماقها لا قبل لها على صدها ومقاومتها يستدير جسدها وتجد نفسها مجبرة لتقف قبالة تلك المرآة تحدق فيها...

في لمح البصر تلاشت كل المشاهد المخزية التي كانت تجيد الهروب منها طيلة الاشهر الماضية ولم يتبق الا مشهد واحد ... صريح..

مشهد الختام ....

اجل ... امام هذه المرآة ... كان مشهد الختام مع فرقد .. هو الاقسى بين مشاهد حياتها ...

حين نفضها من حياته وكأنها ذرة غبار علقت بياقة قميصه ..!

لا شعورياً اطبقت جفنيها بشدة ثم سقطت حبتيّ الدواء من يدها عندما حركت كفيها لترفعها عاليا حتى اذنيهما تغلقهما براحتيها كما اغلقت عينيها عسى ان لا ترى ولا تسمع..

لكن هيهات .. هيهات ان لا تفعل ..

غبية ! ... وهل يكفي ان تغلق العينين والاذنين؟!

من قال ان الحواس الخمس هي الاهم لنشعر ؟!

انه العقل فقط من يسيطر على كل شيء .. العقل المجنون الذي حين يفلت من عقال سيطرتنا وارادتنا فأنه يتفنن بتعذيبنا فيهمس لنا بحوارات ويُرينا المزيد من الصور التي نمقتها ونرفضها ... ويجعلنا نشعر تفاصيلها بحواس اخرى .. حواس سريّة ... قد تقتل صاحبها بما تستشعره ..

تختنق انفاسها والحوار الاخير بينها وبين فرقد يمتزج بتلك الصور اللعينة لتعبر عتبة الجحيم والمرآة ... تشهد ...!

هي بشعرها الاحمر الطويل محيطاً وجهها بفوضوية فيعطي ملامحها مزيدا من التيه الذي كانت تشعره في تلك الفترة العصيبة ..

تقف جوار فرقد الذي يتطلع للمرآة باهتمام متجاهلا وقوفها قربه ...

صوتها بدا غريبا حتى لادراكها المخدر بينما تفوح منه رائحة التوسل .. التوسل ان يمنحها الاهتمام ...

تسأله بوجيعة وصوت مهتز " ماذا يحدث يا فرقد ..؟ انت منذ ايام تكلمني .. باقتضاب بارد .. حتى انك .."

قاطعها بنظرة مائلة حادة من عينيه وابتسامة كريهة تملأ محياه بينما يتمم جملتها باستهانة " لم اعاشرك ؟! "

جحظت عيناها بصدمة وكأنه صفعها على وجهها دون اي مقدمات !

شعلة من كرامة ذابلة تأججت داخلها فترد عليه بصلف " لا تكن سافلا ..."

عفوياً تراجعت للخلف خطوة عندما قدحت عيناه بغضب مخيف .. تخيلت للحظة انه سيصفعها فعليا هذه المرة ..

لكنه اكتفى بالقول الساخر وهو يخمد شعلة نظراته " في ظروف اخرى كنت سأجعلك تدفعين ثمن كلمة (سافل) هذه .."

عندها شعرت بالانهاك ! انهاك مباغت كانت تتجاهله لاسابيع حتى لم تعد تستطيع فهاجمها تلك اللحظة العصيبة معه ..

همست بكآبة ومزيد من التيه الاحمق

" انا تعبت .. تعبت .. لم أعد افهمك .."

صوته جاء مبهماً .. مبهماً جدا ...

يواجهها بما أبت ان تواجه به نفسها في علاقتها الغريبة معه ..

قال " انت لم تعودي تفهمين ما تريدينه مني .. تحتاجين كمدمنة ما امنحك اياه وتظنين انه الحب لكنك في ذات الوقت تنفرين منه وترفضينه .."

كانت تتعذب وتحترق ولا تفهم نفسها لكن لم تستطع الا الدفاع بالنكران

" انا .. لا انفر .. فقط اشعر ..."

قاطعها وهي تكاد تسمع صوت اصطكاك اسنانه قبل ان يتمم لها كلامها مرة اخرى بخشونة قاسية ساخرة جارحة حتى عمق العمق

" بالخزي لانك تسلمين جسدك لي .. نعم اعلم شعورك هذا .. وكان يسليني كثيرا وانا اجردك منه في لحظاتنا الجامحة التي شهدتها كل بقعة من شقتك هذه .. "

كانت تقاوم بجنون ان تصرخ فيه باكية .. ولا تعلم كيف روضها لتعطيه تلك الهيبة ..

لقد كانت تخافه .. حقاً تخافه ...

همست بتقطع كأنها تئن الكلمات

" لماذا انت قاس ...معي ..هكذا ؟ لماذا تعاملني ...بهذه... الطريقة ؟ قبل ان نرتبط .. كنت تبدو .. مختلفا في تعاملك معي .. ماذا حصل لتتغير هكذا .. بعد ... ان وافقت وتزوجنا .. "

عندها بدا لها في اغرب حالة رأته فيها ..

احساس دفين غامض يطل من عينيه وهو يحدق فيها.. فراغ بارد يضج منه وينعكس في روحها هي ...

قال بنبرة عجيبة جعلتها تقشعر

" لا اعلم ايهما أشد .. غباؤك ام انانيتك .."

كتفت ذراعيها حول جسدها وكأنها تشعر بالبرد حقا بينما تهمس بضياع " فرقد انا لم أعد احتمل هذا الوضع .. نحن زوجان وعلينا ان نجد طريقة للتفاهم ..."

رد بنفس النبرة " لسنا كذلك واقعا .. ولا اظن سنكون يوماً .."

انها تشعر بذاك المجهول المهول القادم نحوها ولا تستطيع ردع اقترابه ...

همست باختناق " ماذا تقصد ...؟"

للحظات طويلة كانت يحدق فيها بصمت ..

للحظات طويلة تمهل كثيرا بالنظر اليها نظرات لاحياة فيها ..

فقط تمعن فج في شفتيها.. في لفائف شعرها الاحمر .. في معالم انوثتها بينما قلبها يقرع كطبول الموت !

قال اخيرا بابتسامة كرهتها بكل ذرة من كيانها " هذه الشراكة التي جمعتنا لشهرين أثبتت لي انك لا تصلحين لتكملي معي.."

كانت مصعوقة وهي تحدق بتلك الابتسامة التي كرهتها كل حواسها بينما يضيف فرقد " لذلك اوقن ان افتراقنا الآن فيه مصلحة للطرفين .."

السؤال خرج على شفتيها دون ادراك منها

" ممـ..ـماذا... تـ..ـقول ..؟!"

فقط تشعر ان الحياة تنسحب منها ببطء بينما قرع الطبول يرتفع ...

نبرته هذه المرة كانت مظلمة غاضبة كقذائف نار تطايرت من بركان ...

" من يرى ملامح تحطمك هذه يظن للحظة مخادعة ان قلبك من تحطم .."

اخذت تردد وركبتاها ترتعشان ضعفاً

" انا .. لا افهم .. لا افهم .."

اسبل اهدابه في لحظة صمت ... ثم قال وهو يتحرك ناحية باب الشقة

" مؤكد لم تفهمي ... ولن تفهمي ... ولاجل ذلك اقول لك اننا انتهينا .."

تقدمت نصف خطوة عرجاء خلفه فلم تسعفها ركبتاها لتنطوي ساقاها وينهار جسدها للارض فوق السجادة الصغيرة امام المرآة بينما تناديه بجزع " توقف فرقد .. توقف .. لا يمكنك تركي هكذا .. لايمكنك فعل هذا بي بعد كل ما جرى بيننا .."

" لاااااااااااااااااااااااا "

صرخة مدوية شقّت حنجرة هاجر اوقفت فيها عنوة سيل الاذلال الذي عاشته ذاك اليوم الذي لا يُنتسى ... لكن هل تستطيع ايقاف نزيف الألم ؟!

انهارت على نفس السجادة الصغيرة تضربها بعنف بكلتيّ كفيها وهي تشهق بصرخات جريحة مكتومة ثم توقفت عن الضرب لتقبض على بعض الخيوط الصوفية الكثيفة تمزقها باصابعها الهائجة وقد اهتاجت كل انواع المشاعر داخلها بينما الدموع قد تحررت اخيراً تمزق جفنيها تمزيقاً كالخناجر ...



يتبع ...........


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-03-17, 09:13 PM   #1487

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

على بعد الآف الاميال .. شوارع اسطنبول ..



نفس الذكرى تشتعل في كل كيانه .....!

وكان أجيج النيران طاله من الوطن ....

ذاك التوسل الذي توسلته وهو يغادرها ... يهجرها ... فتتجرع كأس الهوان الاخير ...

" توقف فرقد .. توقف .. لا يمكنك تركي هكذا .. لايمكنك فعل هذا بي بعد كل ما جرى بيننا .."

التفت اليها .. نظر لانهيارها على السجادة الدائرية المفروشة باناقة امام المرآة الكبيرة .. كل شيء فيها كان منهارا ..

بدت كـ.. لوحة ! لوحة من لحم ودم .. انثى في رمق كينونتها الاخير ...

كم يود ان يذبحها !

كم يود لو كان يحمل في تلك اللحظة سكين والده المتوارث من اجداده ليذبحها ها هنا على هذه السجادة ..

ربما عندها سيذبح لعنتها ويريق دماء شعوذتها..

لكن كل ما فعله ان أكمل (الدور) لآخره فقال بنبرة مهينة تفيض بالحقارة

" لا تقلقي .. سأذكر في ورقة الطلاق اني .. اخذت حقوقي كاملا .."

اصابعها تتقلص فوق السجادة وهي تهمس كمن اصابها مس من الجنون

" طـ...ـطـ...ـلاق ؟!"

هذه المرة عرف انه لن يحتاج لسكين والده ..

علم ما سيذبحها حقاً ففعلها دون تراجع

" انت طالق يا هاجر ..."

نظر اليها طويلا يراقب وجهها بتشفٍ ظاهري مقصود وقد انسحبت كل اثار الحياة من ذاك الوجه الذي خلع قلبه مذ أبصره...

بعد ان اكتفى النظر استدار ليفتح الباب بنفس البرود والهدوء ... فقط.... قطرة عرق ساخنة سالت على صدغه لتنحدر على طول خده ثم عنقه لتصل صدره فوق مكان قلبه فيستعر الحريق فيه ...

يسير فرقد في شوارع اسطنبول تعاوده تلك الذكرى عن (قطرة عرق) .. مجرد قطرة فضحت قلبه المذبوح معها ... لا ليس معها .. بل بسببها !

لقد ادى دوره ببراعة .. وغادر حياتها بعد ان تركها محطمة ... لكن الحطام طاله قبلها..

لذلك تركها باكرا عما كان ينتويه ... ليحفظ ما بقي منه سليماً ..

هذا ان كان هو رجلاً (سليماً) من الاساس !

وهل يهم الآن ان يحلل نفسه ؟!

ما يهم انه في حينها لم يعد يحتمل (ان يمتصها) اكثر ..

لم يعد يحتمل حقيقة (انها غدرت بكرامته ورجولته).. اكثر..

لم يعد يحتمل ان .. يكون معها بهذه المشاعر المسمومة ...

عبر الشارع متجنباً مرور احدى الترامات السريعة بينما يشعر باغتراب ينهشه ..

جلس على احد المصاطب وكلب شارد يقترب منه يتوسل اهتمامه ..

يمد يده يداعب رأس الكلب وهو يقول

" صدقني انا لا اصلح لأمنحك عاطفة ..! انا مجرد حقود مجنون .."

وكأن الكلب ادرك بالغريزة حقيقة الوصف فتركه ومضى يائسا ان ينال منه اهتماما يترجاه من المارة ...

بملامح متصلبة كان فرقد يحدق امامه فتغيب عنه اصوات المارة والسيارات والترامات وزحمة البشر في مدينة حيوية كاسطنبول...

لايعلم ما الذي ذكّره في هذه اللحظات من الوحدة بخاله علوان رحمه الله .. لقد مضت ثلاث سنوات على وفاته ...

ذاك الرجل العاطفي الودود الذي ذهب فرقد للعيش معه في العاصمة وهو بسن الثامنة عشرة .. حيث اكمل دراسته الجامعية ثم التحق للعمل في القناة الفضائية كصحفي مبتدئ بترشيح من خاله ، وخلال تلك الاعوام التي عاشها فرقد بصحبته شهد كيف واجه خاله خسارة حبيبته شيماء مرتين .. مرة حين تزوجت بغيره ومرة حين فارقت الدنيا بأكملها وهي تنجب طفلها الثاني...

فعاش خاله علوان معذباً طوال ما تبقى من حياته يغرق بشرب الخمر ومعاشرة نساء الليل حتى مات وهو لم يعانق الخمسين ...

حبيبته شيماء كانت صادقة .. اخبرت خاله صراحة انها لا تحبه وتعتبره بمنزلة أخ عزيز لذلك لن تستطيع الزواج به...

ورغم ظروفها الصعبة وعيشها كيتيمة الابوين في بيت اقاربها الا انها لم تستغل خاله وقد كان بوسعها اللجوء للزواج منه ...

كز فرقد على اسنانه وهو يفكر ..

خاله كان حاله افضل منه ..!

لان من احبها لم تخدعه وتهينه ..

لم تستغفله بانانية ... وتستهين بجرح كرامته ... وقلبه ...

لم تطعن رجولته وكأنه مجرد فتات وجدته مرمياً في طريقها فتقرر التقاطه ونفسها تعافه لكنها كانت مضطرة لتسد رمق جوع انوثتها بأي شيء ...

تقبضت يدا فرقد وهو يفكر بالفرق الشاسع بين هاجر وشيماء ...

فشيماء كانت امرأة عفيفة النفس واستحقت عشق خاله لها ...

هذا النوع من النساء هو من يستحق الموت للحصول عليه .. والموت لفقدانه ...

وقد مات خاله ... لفقدانها ...

ما زال فرقد يذكر ذاك اليوم المؤلم الذي فارق فيه خاله الحياة في المستشفى ..

كان وحيداً معه في غرفة المستشفى البيضاء وذاك الهدوء البارد الذي يعم المكان الا من أنين الموجوعين وهمسات الممرضات لهم...

في ذاك الجو الحزين كان فرقد شاهدا على دموع خاله وهو يدعو الله بلوعة ان يغفر له خطاياه ويجمعه بمحبوبته ...

ثم لفظ اسمها (شيماء) مع لفظ آخر انفاسه ...

وكأنه كُتب على فرقد ان يكون شاهد العيان الوحيد لحياة خاله التعيسة حتى نهايتها ... لسنوات رآى عذاب خاله بينما الكل يبتعدون عنه ينفرون مم آل اليه وينعتونه بالضعف وهم ينظرون اليه بدونية...

رجال العشيرة لم يرحموا خاله من السخرية والاستهزاء والتندر بالكلام عنه ...

حتى ان مجلس العزاء له كان باهتاً ولم يحضره الا القليل ..

لقد ظلموه حيّاً وميتاً ...

واول هؤلاء الظالمين كان... شيخ العشيرة ..

عبد الجبار الشيخ .. والد فرقد ..وابن عم علوان في ذات الوقت وليس فقط نسيبه...

غامت عينا فرقد بشوق جارف لوالده ..

والده غاضب منه وهو لا يستطيع ان يلومه !

فهو لم يكلمه منذ ... اقترن بهاجر ....

اخذ فرقد نفساً عميقاً واطلقه ببطء قبل ان يتخذ قرارا فجائيا ليُخرج هاتفه من جيبه ويضغط على الازرار المناسبة فيتصل ...

لم يعد يحتمل أكثر .. يحتاج سماع صوته..

جاءه الصوت الرجولي المهيب في القلوب بسؤال مباشر قاطع تعبر عن طبيعة شخصه المباشرة التي لا تعرف الترقق او اللوع والمداهنة " من معي ؟"

للحظات لم يستطع فرقد الرد !

ينعقد لسانه فيبذل المستحيل ليتغلب على حالته تلك وينجح الى حد بعيد وهو ينطق

" انا فرقد يا ابي .."

هذه المرة والده من صمت للحظات قبل ان يرد بنبرة ساخرة " عجبا عجبا .. لم اعرف صوت ولدي الاصغر ! "

رفع فرقد يده الحرة ليمررها فوق رأسه الحليق وهو يقول بضيق " ابي ارجوك .. انا اتصل بك لأطمئن عليك .."

ما زالت سخرية ابيه تطاله وهو يرد عليه

" هنيئا لي بابني الذي تذكرني للتو بعد قطيعة أشهر .. وهل تسأل عن اخوتك واخواتك ام ربما نالتهم قطيعتك ايضا ؟"

انتاب فرقد توتر تلقائي وهو يتشنج قائلا

" انت تعرف اني افعل .. مؤكد امي تخبرك اني اتصل كلما .. سمح لي الوقت.."

صوت والده دوما يثير فيه موجات غريبة من الشعور انه مجرد (ولد صغير) بينما يواصل ابيه تعنيفه باسلوبه الساخر

" محظوظون نحن بوقتك الثمين الذي تخصصه لنا ! وما اخر اخبارك ؟ وهل تزوجت؟ انجبت ؟"

التوتر في ارتفاع وهو يهمس بخشونة

" ابي ... ارجوك .. اتصلت بك لاني .. اشتقت لصوتك .. لا تعرف كم اشتقت اليك .."

ضعف .. نقطة ضعف من رجل مهيب وشيخ عشيرة ترتجف شوارب لرجال غلاظ امامه ..

ضعف امام هذا الولد الذي انجبه بعد مشيب وتعلق به بشكل خاص ...

تمتم عبد الجبار الشيخ لولده بأسف واضح

" لم أكن اظن ان دلالي لك لانك الاصغر وارسالي لك لعلوان في العاصمة حتى تكمل دراستك الجامعية دوناً عن باقي اخوتك سيجعلك تتنكر لاهلك هكذا.. "

ثم اضاف الاب بحنق واضح وقسوة بالغة

" كله بسبب خالك الضعيف الرجولة.. لو كنا نعرف ان امرأة ستفعل به كل هذا لما ارسلتك اليه ..."

لم يحتمل فرقد ليدافع عن خاله قائلا

" ارجوك ابي لا تنعته بالضعف .."

فيهدر والده قائلا بقساوة مفرطة

" اليس ضعيفا ليقع منهارا تحت طائلة المعاصي .. شرب خمر ونساء سافلات .. فقط لان المرأة التي ارادها فضلت عليه رجلاً اخر .."

كانت انفاس فرقد تضج في صدره بينما يتابع والده اسلوبه القاسي " والانكى انه انهار لانها ماتت وهي تنجب طفلها من رجل اخر ..!! اقسم بالله نساؤنا هنا في الحقول اكثر رجولة بصلابتهن منه.."

وقف فرقد على قدميه وهو يشعر بالاختناق التام بينما يقول بحشرجة

" ابي الامر ليس هكذا .. لقد كان عاطفياً رقيق القلب لكنه لم يكن ابداً ضعيفاً .."

استهزأ به والده وهو يقول

" مؤكد تدافع عنه .. اليس هو من علمك شرب الخمر .. ومعاشرة النساء ..! لتصبح عبدا للمعاصي والضلالة مثله .."

اخذ فرقد يرفس الارض الاسفلتية تحته وهو يوشك ان يفقد اعصابه مع ابيه بينما يدافع عن نفسه هذه المرة وهو يقول باهتياج

" انا تركت كل هذا ابي ... تركتها منذ اشهر طويلة وقد اخبرتك مرارا بهذا ... هل تريدني ان احلف على المصحف لتصدقني؟!"

فما كان من والده الا ان وبخه باسلوب مختلف

" هل تعلم ان الشيخ عمران الاسدي أمر ولده عبد الهادي بالزواج من ابنة عمه التي عاشت في العاصمة اكثر سني حياتها ففعل دون ان ينبس ببنت شفة .. هذا هو نعم الابن وهي نعم البنت التي لم تتعالَ على اصلها وعادات عشيرتها .."

غيظ رهيب تملك فرقد من ابيه لان كلاهما يعرفان ان زواج عبد الهادي من رغد لاكته الالسن كثيرا في الخفاء ....

قال فرقد وهو يكز على اسنانه " لن اناقشك في زواج عبد الهادي من رغد ولكنك رجل ذكي وتعلم ان الامر تم لاسباب خفية مريبة... لكني سأفترض ان الامر كما تحاول ان تصفه فهل كان سيرضيك ان اتزوج احدى بنات الاعمام من بلدتنا ؟! هل هذا سيجعلني ابنا بارا بنظرك ؟! "

هدر والده بكم كبير من الغضب الذي يختزنه " اليس افضل من الزواج من بنت نكرة لا نعرف لها اصلا ولا فصلا ؟! كل ما عرفناه اسمها هاجر... ونعم الاصل من اسمها المجرد !! لكننا لم نرها حتى ولا نعرف من اي داهية اخترتها .. اي فتاة واي اهل لها يرتضون تزويج ابنتهم لرجل لم يلتقوا بأهله قط !"

كان فرقد للحظة سيندفع في حماقة الدفاع عنها عندما جاء صوت والده فيه لمحة انكسار مزقته " هل هكذا تجازي اهلك وعشيرتك يا فرقد ؟! تنكرهم هكذا وتنكر مقام والدك وتصغره امام الجميع ؟! "

اخذ فرقد يشتعل بنيران لا ترحم ...

هذه ضريبة اخرى يدفعها غاليا بسببها ...

كان يحلم بالامر بشكل مختلف معها ..

اللعنة عليك يا هاجر .. اللعنة على اليوم الاسود الذي رأيتك فيه تدخلين القناة الفضائية اللعينة ...

اللعنة عليّ لاني ضعفت امامك وفعلت الكثير لاقربك لي ولم ايأس منكِ قط حتى استهنتِ بي هكذا ...

هدر فرقد بقساوة ضارية " ابي انا لن اتزوج وتزف اليّ عروسي الا في بيتك وسط البلدة وبحضور كل اهلي وعشيرتي .."

استعاد الاب رباطة جأشه وهو يسأل ولده مداريا على شوق اكبر لفلذة كبده

" متى سترجع لترى امك و اخوتك ؟"

رد فرقد وهو يطلق تنهيدة عميقة ويعاود الجلوس على المصطبة

" لا اعلم ابي .. حقا لا اعلم "

ليأتيه الآن صوت ابيه غريبا .. غريبا جدا وهو يسأل " لماذا انفصلتَ عنها ؟"

كانت نبرة فرقد قاتلة وهو يرد بخفوت

" لانها .. لم تستحق فرقد ابن عبد الجبار الشيخ ..."

ها هي نقطة ضعف الاب تطل برأسها من جديد ويستشعر بألم غير عادي يأتيه من ولده ..

ثارت ابوته ومفخرته ليقول بوعد

" ارجع لبلدتك وسأزوجك من تستحقك حقاً.. بناتنا عفة وطهارة واصل ... سأقيم لك عرسا لسبعة ايام بلياليهم .. كما فعلت مع اخوتك من قبلك .."

برود ثلجي زحف على اوردة فرقد فتجمدت الدماء فيها ليقول لابيه بانسحاب عاطفي كامل " سآتي بأقرب وقت لزيارتكم .."

والده اخذه طبعه الحاد ولم يفطن لسبب ذاك البرود فيهدر فيه بغضب شديد

" زيارة ؟! احتفظ بزياراتك لنفسك .."

ثم اغلق الخط في وجه ولده دون ان ينتظر منه ردا او تفسيراً...

تهدلت يد فرقد التي تمسك الهاتف لحجره بينما يحدق في الفراغ امامه لا يشعر بالناس من حوله ... كل هذا البلد الحيوي باهله اصبح فجأة خامدا لا تستشعره حواس فرقد ..

ارتعادة خضته خضاً وهو يتذكر ليلة زفافه (غير المعلنة) على هاجر ...

لم يكن .. ينوي ان يفعلها منذ اليوم الاول ..

يعترف بهذا .. فقد كان يخطط ان تمر ايام بعد عقد القران قبل ان يقربها ..

كان يخطط ان يعذبها ويلوعها لايام قبل ان يملكها ويحتلها بالكامل ..

لكن .. ما ان اغلقت باب الشقة في وجهه حتى فقد السيطرة ...

كان سيحطم الباب اذا لم تفتحه له ..

لكنها .. فتحته ...

اجرمت فيه اجراما وهي تطل عليه بملامحها الخائفة... المتضورة جوعاً للحب ...

عقله غرق في النيران ونسي كل شيء ..

نسي حتى انه لم يحتاط لمنع الحمل ..

لقد نسي انه اصلا في هذه الدنيا ...

بعدها ظل يلوم نفسه طوال الليل لغبائه وتهوره وفقدانه للسيطرة ... كانت ستكون غلطة كبيرة لو حملت منه ..فعوض عنها بالحذر الشديد في المرات التي تلتها ..

لكن.. تبقى المرة الاولى محفورة حفراً في وجدانه ... يذكرها بكل التفاصيل الصغيرة...

يذكر نشيج وشهقات بكائها الناعم وتوسلات انفاسها ان ... يحبها ! فقط ارادته ان يمنحها الحب ولا تعرف كيف .. تشكوه حاجتها القاتلة دون ان تعبر بكلمات..

بينما عفتها وبراءتها ومفاهيم تربت عليها بخطأ ما يحدث بينهما هي من جعلت لسانها يواصل النطق بكلمة (لا) ... حتى اخر لحظة ظلت تنطقها .. بل حتى بعد ان امتلكها فعلياً كان لسانها يهمس (لا) ...

هل ينكر ان اصوله الريفية الفخورة صدمته وفاجأته وهي تشق (صدر انتقامه) شقاً لتجاهر دماؤه بفخر امتلاكها...

انه .. رجلها الاول ... هو الاول .....

أجفل فرقد من جموح مشاعره المشتعلة على صوت انثى تلقي التحية فتسحبه من تلك الذكرى العنيفة التي توحشت لاجلها انفاسه.... " مرحباً.."

للحظة لم يستوعب من هي وقد جلست بأريحية جواره على المصطبة وكأنها تعرفه..

كان عقله مشوشا وانفاسه الثائرة تهدأ ببطء بينما تتكلم هي بابتسامة " انا اسمي هوليا.."

حدقت في عينيه .. ترمقه بنظراتها الزرقاء فتستعيد ذاكرته تدريجياً تلك المعرفة الخاطفة بها وقبل ان يسيطر على انفاسه اكثر قالت هي بشقاوة وهي تشير ناحيته بسبابتها " وانت ... بولاريس ..."

اخذ نفساً عميقاً فعادت ضجة المارة من حوله ليستعيد احساسه الكامل بالمكان والناس ...

تساءل بفظاظة وملل " بولاريس ؟!"

لم تيأس الفتاة وهي تقول بضحكة صغيرة رنانة " اسمك بالعربية فرقد .. ومعناه النجم القطبي الذي يُهتدى به .. اليس كذلك ؟"

يُدخل هاتفه في جيبه بينما يستعد للنهوض كي يغادر وهو يقول بنفس الفظاظة

" لم اسأل عن معناه يوما .."

وقف على قدميه لكنها بجرأة امسكت كفه تتشبث به وهي ترفع عينيها الزرقاوين نحوه قائلة بنعومة

" في مسلسل كوري كان البطل يُعلم البطلة كيف تهتدي لطريقها اذا تاهت وان تنظر للسماء بحثا عن النجم القطبي (بولاريس) ..."

رد باستهزاء وقح

" يبدو انكِ شربتِ كثيرا الليلة .."

حاول الابتعاد وافلات يده لكنها ما زالت تتشبث لتقف على قدميها هي الاخرى وتواجهه بالقول الصريح

" انس لقاءنا الاول وسخافاتي ليلتها .. كنت .. امثل دور (المحنكة) في تحد لصديقاتي .. الفتيات اعجبن بك في الملهى وسألن عنك .. كنت الوحيد الذي لا يشرب ولا تشارك بالرقص والمرح .. فتحدينني ان استطعت اغواءك .."

سأل بتضجر " واي دور تلعبين الآن ؟ "

ابتلعت ريقها بينما ترد عليه بحلاوة رقيقة

" اسمي هوليا .. ببساطة هكذا اود التعرف عليك من جديد وباسلوب صحيح .. انا طالبة في سنتي الاخيرة في الجامعة ... وانت .. مراسل صحفي لقناة (..) الاخبارية صح ؟ "

هذه المرة كانت فظاظته شديدة وهو ينفض تشبثها عنه ليقول بازدراء

" اسمعي يا ... هوليا... انا ليس لدي وقت لالاعيب الفتيات ... فقد تجاوزت هذا العمر .. ابحثي عن تحديات تناسب عمرك .."

ثم طابق اصبعيه (الوسطة والسبابة) ليرفعهما لجبينه في تحية مشابهة لتحية الكشافة اداها لها وهو يقول باختصار " سلام ..."

ثم استدار متجاهلا اياها تماما لكن تمتماتها العنيدة وصلت مسامعه وهي تهمس

" بل ... الى اللقاء بولاريس .."



يتبع ........



التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 14-03-17 الساعة 09:42 PM
كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-03-17, 09:16 PM   #1488

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

الوطن ... بعد منتصف الليل ..

بيت هيثم الجراح



كانت تختنق في حلم تريد الخروج منه ولا تستطيع ... جدران وجدران ...

جدران كرهتها دوماً ... انها جدران مؤسسة الجراح الباردة وقد حاوطتها من كل جانب ...

وجوه مألوفة للعاملين هناك تقابلها وهي تسير كالمخدرة ترتطم بجدار تلو الآخر ..

عيونهم تنظر اليها باشفاق .. اشفاق مؤلم ..

لكنها تواصل المسير ..

رغما عنها تواصل ....

حتى وصلت للباب ...

تنشطر روحها لنصفين ... نص خالي البال يبتسم بمرح وثقة والنصف الاخر يتمزق من الوجع القادم فيتشبث بالنصف الاول يمنعه الوصول لذاك الباب دون ان ينجح ..

انه .. باب مكتب هيثم ....

يا الهي .. حالما انفتح الباب امام ناظريها اندفع جسدها بقوة مهولة واتسعت عيناها كمجنونة ..

النصفين المنشطرين من روحها التحما بوجع رهيب واحد ... كالتحام الجسدين اللذين تراهما الآن امام عينيها ...

جسدا ... هيثم و ... نورا ...

انطلقت اصوات .. اهمها صوت هيثم يناديها وهو يبتعد بجسده عن جسد نورا ...

اما نورا .. فكانت .... تزرر فستانها وهي تنظر اليها بتشف !

زر بعد زر ... طعنة بعد طعنة ..

موت بعد موت...

كانت شهرزاد عاجزة الآن عن التنفس تماما لتجحظ عيناها التي تعلقتا بشعر نورا الكستنائي المجعد فيتحول بعصا سحرية الى حريري بلون احمر كنار الاغواء ...

تريد الصراخ .. ولا تطاوعها حنجرتها ..

تتخبط بعنف هستيري وذراعي هيثم تحاوطانها وهو يتوسلها ان تهدأ ..

يا الهي ما هذا الألم المستحيل...

آخر ما رأته كان وجه نورا وهو يأخذ ملامح هاجر الاحمدي ... عندها .. عمّ ظلام دامس لم يخرجها منه الا فراشات ألم على خديها لتفتح شهرزاد عينيها للنور الخافت ووجه هيثم الممتقع يعلو وجهها ...

اخذت بضع لحظات لتستوعب اين هي ونبض قلبها المتوجع المتسارع يطن في اذنيها ..

شعرت بيد هيثم الباردة يمررها برقة على جبينها وهو يقول بنبرة قلق مرتعشة

" كنت سأجن لاوقظك وانت لا تستجيبين .. لقد صفعتك اكثر من مرة وانت لاتخرجين من الكابوس .. يا الهي ... العرق ما زال يتصبب منك وبشرتك ساخنة كأنك محمومة .."

نظرت اليه ... لعمق عينيه ...

سؤال ضج في جوانحها ...

سؤال تمتلأ به رئتاها مع انفاسها ...

ما زال العرق الساخن يتصبب منها وهي ترتعش بالسؤال " كيف كنت تشعر وانت تعاشرنا سوية ؟ هل كان.. الامر ممتعاً.... لك ؟ "

تجمدت يد هيثم بينما يهمس " ماذا ؟!"

الجروح تعاود النزيف وهي تتذكر تلك الفترة المقيتة الزوجية فيرتفع صوتها وكأنها تريد الصراخ بعجز

" تعاشرني اولا ببرود ثم تذهب اليها ثانيا اليس كذلك ؟ كنت اشعرك متلهف لتنهي الامر معي ... لكني اظنك مع نورا كنت في اوج متعتك الجسدية فتأخذ كل وقتك..."

انفاس هيثم تتحشرج ونظراته الزرقاء تضج بمشاعر قوية وكأنه وقع بفخ !

أبعدت شهرزاد يده عنها لتنهض بجذعها وتستدير بظهرها وهي تنزل قدميها عن السرير لتقول بنبرة خافتة رهيبة " الم تكن نورا ... تقرف من هذه المشاركة الجسدية معي ؟! على الاقل انا لم أكن اعرف ..."

غضب .. غضب شديد تملكه ...

وفي نفس اللحظة التي وقفت على قدميه تغادر السرير كان هو ايضا يغارده بينما يسمعها تضيف بنفور واشمئزاز

" الواقع اني الآن عندما اتذكر ... اشعر بالقرف.. وكأني اريد غسل جسدي من الداخل والخارج ! "

كانت تتحرك صوب الحمام عندما قبضت اصابعه على ذراعها تديرها نحوه ليقول بغضب مستعر " شهرزاد ... انت تدمرين ما بنيناه خلال عام ونصف .. وستدمرين حياة طفلنا صقر .."

رفعت عينيها اليه لتقول بنبرة تعبر عن فحوى كلماتها

" وكيف اعلم انك لن تدمر حياتنا بيدك اذا انتابتك الرغبة بمغامرة جديدة او نزوة تشبع غرائزك المتطلبة.."

قال بصدق غاضب

" لدي انتِ ... تكفيني لآخر العمر .."

نظرت اليه بجمود وهي تقول بسخرية

" قد لايكون (ادائي) في السرير مرضياً !"

كان سيجن من شدة غضبه ويكاد يفقد سيطرته ليقول الحماقات لكنه يمسك لسانه عنه ليقول بدلا من هذا

" الى هذه الدرجة لا تثقين بنفسك ؟! "

شعّت عيناها بغضب يوازي غضبه المكتوم ..

عيناها في عينيه وهي تصدمه بالقول الذي يختصر كل الكلام

" بل لا اثق بطبع الغدر فيك ..."

صدمة كصفعة جمدت محياه وهو يردد

" لهذه الدرجة يا شهرزاد ؟! تتهمينني بطبع الغدر؟!"

اصابعه تنغرز عميقاً في ذراعها بينما يسألها بضراوة " بماذا كنتِ تحلمين للتو ؟ بنورا ؟! ام بهاجر الاحمدي ؟"

ردت والألم يكسو ملامحها كالسم الزعاف

" الاثنتان معاً .. هاجر تأخذ وجه نورا .. في مكتبك ..."

لم يعد يستطيع وصف مشاعره في هذه اللحظات ..

غاضب منها يريد خنقها ..

لكن غاضب اكثر من نفسه ...

الى متى سيستمر الحال هكذا ...

ما الذي يجب ان يفعله ليوقف كوابيسها هذه...

كان حاسماً وهو يقول " سألغي عقد العمل لهاجر الاحمدي صباح الغد .."

فتحشره في زاوية اصعب عندما رمت بوجهه ما كان يخشاه " وان اتت (هاجر) اخرى ...؟"

هذا الذي كان يخشاه بالفعل ...

ان تتحول هاجر الاحمدي الى رمز لأي انثى..

حتى نورا اصبحت مجرد رمز في قلب شهرزاد ..

رمز للخيانة التي تتوقعها منه في داخلها ..

سألها هيثم وهو يضيق عينيه بتركيز

" ماذا تريدين شهرزاد ؟ الى اين سنصل وانا الاحقك في الحلقة المغلقة هذه ؟ "

رآى في عينيها قسوة بل حاجة غير طبيعية وهي تقول " ربما ما سيكسر الحلقة ان تجرب طعم فقداني جدياً .."

بسيطرة حديدية كان يبدو متحكماً امامها ليرد عليها بالقول

" لكني جربته.... ام انك نسيتِ ؟"

ترد عليه بنفس القسوة ولمحة تمرد رهيب في عينيها " ربما انت من نسيت يا هيثم ... لقد كانت خدعة منك .. طلقتني صحيح لكنك اعدتني اليك رغما عني بكلمتين فقط .. ( اردك لعصمتي) .. أكاد اجزم انك سجلت موعد انتهاء العدة في مفكرتك الخاصة ... طوال الوقت كنت ما ازال ملكك.. انت لم تجرب فقداني حقاً..."

اطبق فكيه بعنف بينما تضيف شهرزاد بنبرة انتقامية حقيقية وكأن روحاً اخرى تلبستها

" هل تعلم ... لاول مرة في حياتي اتمنى ان أكون حلالا لرجل اخر غيرك.. وتذوق ما ذقته وانا اصبح ملكه جسدا و..آآآه ..."

شهقت بتوجع واصابعه تقبض على شعرها بعنف من الخلف هادرا فيها

" لولا اني اعرفك جيدا يا شهرزاد لكنت رددت لك قولك هذا بما يستحق ... "

الاثنان يناظران بعض بمشاعر محتدمة وعجز كامل عن الوصول لبعض ...

بضع لحظات ودفعها بعيدا عنه ثم أدار ظهره لها يحاول بكل قوته السيطرة على ارتجاف جسده وتهدئة غضبها الهادر ...

اغمض عينيه عندما استعاد بعض الهدوء ليقول بنبرة قاطعة جسدت شخصيته المسيطرة " ان كنت تظنين اني ساستسلم وافقد السيطرة فهذا لن يحصل ... "

ثم استدار اليها فيراها تقف مكانها مشتتة التركيز .. تائهة في خضم ما تعانيه ..

لان قليلا وشعور الذنب يذبحه ...

تذكرها ذاك اليوم المشؤوم في مكتبه ... عندما رأته مع الحقيرة نورا ...

تذكرها وهي تتخبط بحركات هستيرية بين ذراعيه .. كانت .. تتألم بشيء يفوق الوصف..

قلبها كان يتألم .. يحتضر ..

هو من فعل فيها هذا ولم يرحم رقتها ..

لم يرحم تعلقها به وقد احبته بكل جوارحها منذ صغرها ... يا الهي .. لقد كادت ان تضيع منه ... كان يمكن ان .. تموت !

اخذ لحظات طويلة يستجمع ارادته ليقول كلمات هي الاصعب عليه .... صوته كان ثابت النبرات لكن يحمل معاني كثيرة

" انه ثمن.. ادرك ان علي دفعه .. لكن اختاري اي شيء انفذه لك لترضي الا امرا واحدا يا شهرزاد .. ان تكوني..ملكا لغيري .."

حدقت بنظراتها الضائعة نحوه وهو يتقدم اليها قائلا بنبرة لا تخلو من الاعتداد والغرور

" مهما سيحصل بيننا انا لن اطلقك مرة اخرى لارضيك ولو دفعت الثمن حياتي .. انت زوجتي .. وستبقين هكذا حتى أموت .. ولم تلده أمه من يفكر بلمسك .. سميها انانية .. سميها ظلم .. سميها ما شئت ..."

سبابته ارتفعت لتلامس خدها وكأنه يُرضي نفسه بتلك اللمسة التملكية ...

أسبلت اهدابها وكأنها متعبة .. بل كانت متعبة فعلا ومرهقة للغاية ...

ربما غداً لن يسمح لها بالذهاب للعمل ...

لكن الليلة ...قال بنبرة رجولية " انعشي نفسك بحمام وتعالي لتنامي جواري .."

ابتعدت خطوة للخلف وهي تقول بتعب واضح

" بل سأكمل ليلتي بالنوم في غرفة صقر .."

نبرة كحد السكين قالها رافضاً " لا ... "

رفعت نظراتها اليه تقول بهمس لا يخلو من التحدي " لن تعاشرني الليلة يا هيثم .. "

منحها ضحكة خافتة وهو يقول بنبرة جذابة مؤثرة " لا اريد معاشرتك .. بل اريد ان اتمسك بك بين ذراعي كي لا تنسي كلامي وينطبع تماما في عقلك و احلامك..."

اصطدمت نظراتها المتمردة المتعبة بنظراته المصممة ليضيف هيثم بهدوء

" انا دفعتك لطريق معبد بالشوك يا شهرزاد... لكنك لن تمضي فيه بدوني .. سنسير على الاشواك معاً حتى تكتفين .."

دون ان يلمسها استدار ليعود للسرير وهو يردد

" لا تتأخري في الحمام .. لن أعاود النوم حتى أتأكد من عودتك جواري ..."


حالما سمع صوت باب الحمام يفتح ثم يغلق توقفت خطواته ...


اكتست ملامحه بالوجوم بينما عيناه تحدقان للارض ...

كان غارقاً بالتفكير وحاجباه معقودان ...

اخيرا همس بتوتر يكلم نفسه

" تمالك نفسك يا هيثم .. ورقتك الرابحة في قلبها ... قلبها اعادها اليك .. وقلبها ذاك هو من سيبقيها .."

رفع نظراته ببطء ليحدق بلوحة زيتية معلقة على الجدار .. لوحة شخصية لشهرزاد رسمها فنان فرنسي ماهر ...

كانت تجلس على كرسي خشبي .. ترتدي فستانا حريرياً بلون كحلي مزرق .. وشعرها الجميل مصفف بعناية ...

نظرتها اهم ما يميز اللوحة ..

عميقة حالكة دافئة ... مغوية بغموضها..

لكن التوتر في شفتيها الرقيقتين يفضحان ضعفها الانثوي الطبيعي ...

ضيّق هيثم عينيه وهو يمعن النظر بتلك اللوحة ليغرق بمزيد من الافكار بينما بذرة شك فيه تنبت دون ان يشعر ...

والشيطان يوسوس له باغواء التصديق

( هل حقاً شهرزاد قادرة على خيانته ؟)


يتبع .......


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-03-17, 09:17 PM   #1489

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

اليوم التالي

مكتب الشاهين للحاسوب



الصداع يمزق رأسها وشعور بالضيق يقبض على صدرها منذ ليلة الامس بينما تأتيها كلمات سمارا الموبخة كمطارق لا ترحم

" لابد انك مجنونة لتقولي لزوجك هذا الكلام الابله .. اقسم بالله لو كنت تلفظت بهذه الحماقات امام اياد لكان علقني من قدم واحدة بمشبك على حبل الغسيل في شرفة شقتنا .."

رغما عنها تضحك شهرزاد لكلمات سمارا الفكاهية بينما تدلك صدغيها وهي تغمض عينيها وتقول من بين ضحكاتها الخافتة التي تحولت لنشيج مكتوم " افهميني ... سمارا .. انت من دون الكل .. يجب ان تكوني ...."

قاطعتها سمارا وقد هدأت نبرات صوتها قائلة

" انا افهمك .. صدقيني افهمك .. ولو كنت مكانك ربما لفعلت باياد اسوأ مما تفعلينه بهيثم ... ولكنك عندها كنتِ ستوبخيني كما اوبخك الآن لامنعك من السير في طريق خسارته .."

توقفت شهرزاد عن تدليك صدغيها بينما الكلمة تتردد بصدى عال في روحها وعقلها

( خسارته ... خسارته .....)

ليأتيها صوت سمارا بمزيد من الكلمات الموجعة " انت تدفعينه ليخونك حقا يا شهرزاد .. او الاسوأ ... ان يشك بك !"

رفعت شهرزاد نظراتها لسمارا لتقول ببعض الشرود " لا تقلقي سمارا .. مهما داخله الشك فسرعان ما سينقذه ذكاؤه ..! هو واثق بقلبي كفاية ليعلم اني لااستطيع ان احب غيره .."

عندها قالت سمارا بتركيز على كل كلمة

" الخيانة احيانا لا تشمل المشاعر .. وانت يفترض تعرفين هذا اكثر من غيرك .. لانه فعلها معك يوماً وخانك مع نورا دون ان يحمل لها مشاعر حقيقية .. بل اثبتت الايام انه لم يحب امرأة سواكِ .."

للحظة توجست سمارا ان تكون آلمتها أكثر مما ينبغي بينما ترى ملامح شهرزاد مستكينة تماما دون ان تعبر عن شيء ...

لم تكن تعلم ان شهرزاد تعيش صراعاً رهيباً..

لاتستطيع هي نفسها التعبير عنه بكلمات ..

تموت .. تموت ببطء كلما فكرت انه يمكن ان تخسر ... هيثم ...

ثم .. في نفس اللحظة التي تعاني فيها سكرات الموت من فكرة فقدانه يكتسحها غضب اعمى وجذوة انتقام لم تخمد ..

تود لو كان بامكانها ان تجعله يذوق مرارة الخيانة بأي طريقة ..

ربما عندها سترتاح ..

انه صراع كانت تجيد السيطرة عليه في بداية عودتها اليه وقد اخذتهم مشاعر الشوق والرغبة بالالتحام وتعويض ما فات ..

بعدها .. انجبت صقر .. وعادا لروتين الحياة الزوجية وان كانت تعترف انه روتين مختلف تماما عما عاشته سابقا مع هيثم ...

تعترف له انه حافظ على اهتمامه كما حافظت هي على شغل اهتمامه ....

لقد وجدت الامر مسليا وهي تتلاعب باعصابه احيانا وتتباعد عنه .. التسلية كانت معه هو وليس عليه ... وجدته يتحفز دوماً بافعالها هذه ورغم غيظه الا انه دوماً منجذب متجدد متحفز وكأنه ينتظر مزيدا من (التسلية) الخاصة معها ..

ثم .. جاء دخول هاجر الاحمدي في الصورة وعندها شعرت وكأنها استيقظت للتو لتواجه الحياة الواقعية ..

انها امام الاختبار الحقيقي الاول منذ عودتهما...ولا تعلم الى اين سيقودهما هذا الاختبار العصيب ... كل ما تعرفه ان ما يحصل سيحدد اشياء كثيرة بينهما ...

سيحدد ان كانت قادرة على المضي قدماً .. سيحدد ان كان قادرا على خيانتها ..

يا الهي ... الخيانة ....

ارتعدت اوصال شهرزاد وهي تتذكر حلمها البشع ليلة الامس ...

من يستطيع تفهم احلامها ..

من يستطيع استيعاب مشاعرها ..

حقاً ما قيل في الاشعار

(لايؤلم الجرح الا من به الألم ...)

عادت صورة هاجر تتوهج امام ناظريها فتحترق شهرزاد بالغيرة والغضب لتأتي جملتها فائضة بتلك المشاعر التي تتآكلها

" كل الكلام المنطقي لا يفيد ... انا في دوامة منذ شهرين .. (ماذا لو خانني مرة اخرى؟) ..."

" عندها سأكسر له صف اسنانه المتلألئ البراق حتى لا تنظر في وجهه امرأة .."

التفتت كل من شهرزاد وسمارا لجانب باب المطبخ حيث يشغله شاهين بضخامته وهو يقف عابس الوجه متحفز الملامح بطريقة صبيانية محببة ...

تمتمت سمارا وهي تضع يدها عفوياً على بطنها المنتفخة قليلا " ها قد حشر أنفه ..."

تقدم شاهين ليدخل المطبخ الصغير وهو يقول بنفس العبوس " اقسم اني سأحشر اكثر من انفي بكثير اذا فكر فقط في فعلها .."

تبسمت شهرزاد بشجن ناعم بينما تعبس سمارا هي الاخرى لتقول وهي ترفع حاجبيها بترفع مصطنع

" طبيبتي حذرتني من الانفعال في الاشهر الاولى ... كما ان الاوكسجين انخفض للصفر بتواجد هذا الثور معنا في هذا الحيز الضيق .. مضطرة ان اغادر هذا المكان افضل لي وللجميع.."

غادرت سمارا وهي تنادي باهر بينما تستدير شهرزاد لتشغل ماكنة اعداد القهوة وتشعر باقتراب شاهين منها وهو يسألها باهتمام جدي لايخلو من دعاباته المعتادة " ماذا يحدث ؟ اخبري عمك شاهين وارمي أحمالك الثقال عليه .."

دمعت عيناها تقاوم بشق الانفس ان تبكي ..

لا تعلم لماذا يشعرها شاهين دوماً برغبة ان تبكي كطفلة ؟! ان تخبره بكل شيء و(ترمي احمالها عليه) ....

يدها ترتعش وهي تعد فنجانها بينما تتمتم بصراحة اعتادتها معه " لا اعلم شاهين .. وكأنني ادخل اختبارا مهولا أتاني على حين غرة دون ان استعد له كفاية .."

سأل شاهي باسلوبه المباشر

" هل هناك .. امرأة ..؟ "

ارتفعت رائحة القهوة بينما تصمت شهرزاد للحظات وكأنها تستعد لقول أمر عسير ...

قالت بحشرجة " هناك... امرأة .. لكن المشكلة ليست في وجودها .. انها فقط امرأة.. حالها كحال اي امرأة جميلة قد تلفت انتباهه كرجل ... بل اي رجل .. وليس هو تحديدا... المشكلة .. فيما فتحته امامي هذه المرأة من ابواب التخيلات ... لها ولغيرها من النساء .. انه الجحيم يا شاهين .. حجيم يفتح ابوابه لي وانا غير قادرة على غلقها ..او مواجهتها .."

امسكت بيد الفنجان لترفعه لفمها تهرب من نظرات شاهين المتفحصة لها وهو يقول لها

" هوني عليك .. ولا تحملي نفسك فوق طاقتها .. من حقك ان لا تشعري نحوه بالاطمئنان الكامل لكن .. لا تسمحي لمخاوفك الطبيعة ان تحطم علاقتك به .. فقد تكونين تخسرينه دون ان تشعري .."

وضعت الفنجان ببعض الحدة على سطح المنضدة لتقول بقهر " هل تعلم .. ما يهمني الآن اني لا اريد ان اضعف من جديد .. احتاج.. لطاقة تمدني بمزيد من القوة لافكر واتصرف بشكل صحيح .. هل تفهمني شاهين... انت من دون الجميع يجب ان تفهمني.."

بابتسامة واسعة رد عليها

" لا داعي لمزيد من الكلام اعلم اني رجل مميز .. النساء خسرنني بزواجي .."

لم تقاوم لتنفجر ضاحكة بينما تشعر بخيال يدخل المطبخ ....

رائحة عطره ميزتها على الفور لتتراجع ضحكاتها بينما يظهر خيال هيثم من خلف شاهين ...

عيناه تناظرانها بلهبهما الازرق الغاضب بينما يقول بنبرة باردة " ألم نتفق انك لن تذهبي للعمل اليوم حتى ترتاحي .."

ردت شهرزاد في اللحظة التي استدار بها شاهين قائلة بشفتين مزمومتين " غيرت رأيي ..."

فرد هيثم وعيناه لاتحيدان عنها " واضح ..."

شحنات سلبية تنتقل منه .. اليها ...

وكأنه يذكرها بصباح اليوم وما جرى ..

لقد ايقظها بقبلاته وهو يجردها من قميص نومها .. كان حار المشاعر متطلب مغرور حتى في عطائه ... ولم تستطع ايقافه ..

وظل لوقت طويل يهمس لها بكلمات الغزل وهو يفترش شعرها الناعم على ذراعه ..

ثم غادرها وهو يطلب منها بل يأمرها بتعسف عاطفي ان ترتاح اليوم في البيت ...

تنحنح شاهين ليقول هيثم اخيرا ببرود جليدي وهو يلتفت اليه " مرحبا شاهين .."

عينا شاهين التقطتا ذاك البرود فرجح بشكل مؤكد ان (السيد العظيم) لا بد ان سمع الحوار الاخير بينه وبين شهرزاد ...

حاول شاهين ان يكون فكاهياً قليلا ولا بأس ان يذكره ببعض الحقائق فقال بأريحية

" يمكنك مناداتي ابا يوسف يا .. ابا صقر .."

لاول مرة يشعر شاهين بالتوتر من نظرات هيثم له ... كان فيهما شيء عجيب اقلق حدسه ..

لقد كان هيثم الجراح ينظر في عينيه مباشرة وكأنه يبحث عن اجابة ما ...

لا يعلم لماذا توتر لهذه الدرجة ..

لكنه قرر الانسحاب وهو يقول بمجاملة

" أنرتنا بوجودك .. بالاذن .. انا في الجوار اذا احتجتما لشيء .."

ثم غادر شاهين تاركاً شهرزاد وهيثم بمفردهما ..

تقدم هيثم من شهزراد التي كانت تشرب قهوتها وتحاول جاهدة السيطرة على ردود افعالها المتناقضة ...

هل تنكر ان تدليله لها صباحاً جعلها تشعر انها كائن حي متفرد بوجوده ؟!

لا .. لن تنكر ...

لكن .. كل شيء يزول بالتدريج ..

كغمام ينقشع ببطء ليفاجئك بما يخبئ..

جاء صوت هيثم حاداً خافتاً وهو يلفح وجهها بانفاسه الغاضبة

" لا اصدق انك تتكلمين بخصوصياتنا هكذا مع رجل غريب .."

وضعت فنجانها جانبا لتقول له بهدوء شديد

" انه شاهين .. حاول ان تتذكر انه في فترة عصيبة من حياتي كان هو مطلع على خصوصياتي اكثر منك .."

قبض هيثم على يدها التي كانت تمسك فيهمس من بين اسنانه بنبرة لاتخطئ

" لا تدفعيني لأجن يا شهرزاد واظهر بأسوأ مما تتخيلين .."

تفاجأت شهرزاد من عنفه فتعقد حاجبيها متسائلة " هل تهددني ؟"

تأوهت ويده تعتصر اصابعها عصراً بينما يرد عليها بعنفوان " ان سمحت لرجل .. مهما كان هذا الرجل .. ان يقترب منك بأريحية هكذا فانك تفتحين ابوابا اخرى معه .. وقد يفتح الباب الخطأ يا شهرزادي ويظن انه قادر على الدخول منه اليكِ ... وعندها .. سأنسفه .. وربما انسفك انت ايضا معه ..."

تحاول تخليص اصابعها منه بينما تقول له بقسوة وغضب " مبهر ! هل أتيت لتبلغنا تهديداتك ؟"

ترك يدها فجأة ليقول ببرود شديد وعيناه تبرقان

" بل أتيت لاني كنت غبياً حتى اترك عملي بالمؤسسة حالما علمت من الخادمة انك غادرتِ لعملك ففكرت ان أمر بك لاخذك ونقضي اليوم بمفردنا "

نبض قلبها شعورا بالذنب نحوه ...

نبض قلبها واوشك ان يقفز من صدرها ليذهب لاحضانه ..

آآآآآه من علتها تلك .. قلبها علتها ...

اضاف هيثم بابتسامة صفراء

" لكن يبدو ان مزاجك لا يساعد ..."

تنظر اليه تريد ان تعتذر عن كل هذا الغباء الذي يحصل بينهما لكن لسانها لايطاوعها ..

ليس لسانها .. بل ما يكبل رغبتها بابداء الاعتذار ...

هذا جزء من صراعها .. انها تشعر بأنها مهما فعلت به فهو يستحق منها اكثر واكثر ..

تكره نفسها عندها .. تشعر ان طاقة شر تتفاعل في داخلها .. ذاك الشر الذي حفزها والدها لتستخدمه وتمزجه بسذاجتها...

تحرك هيثم متراجعاً للخلف وهو يضيف بجدية تامة

" خذي تهديداتي على محمل الجد يا ... ام صقر ... لن أرحم احدا .. صدقيني في داخلي جانب أسود تماما لم تعرفيه حتى اللحظة .."

وعند باب المطبخ رفع اصابعه ليلامس اطار الباب بنوع من النفور المتعجرف وكأن المكان ليس نظيفاً كفاية ثم ينفض اصابعه ويسبل اهدابه قائلا بغروره الجذاب

" قد اتحمل الكثير منك بمزاجي وارادتي .. لكن .. حذاري .. انت تعرفييني جيدا .. صبري قليل ... قليل جدا .."

ثم رفع نظراته الزرقاء لها فلم تجد الا القسوة قبل ان يهذبها بغمزة صغيرة منه ثم يبتسم وعيناه تنحدران لشفتيها المتوترين ليضيف بنبرة غريبة " تبدين كتلك اللوحة المعلقة على الحائط في غرفتنا .. قد تخدعنا العينان لكن السر في الشفتين ..."
ثم ببساطة تحرك مغادرا تاركاً اياها بقلب موجوع ويدها عفوياً ارتفعت لتلامس باصابعها شفتيها ....



يتبع ........


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-03-17, 09:21 PM   #1490

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

مؤسسة الجراح

المقهى




صدره اخذ يعلو ويهبط بشكل فاضح حالما دلفت المقهى ..

دخولها كان يلفت الانتباه بقميصها الاحمر وعقدها الذهبي المتلألأ...

ليس لون القميص فحسب بل هي كلها كانت غير عادية هذا الصباح ..

فيها وهج كمغيب شمس باكٍ ... تتحرك بحيوية رغم الترنح الواضح في خطواتها !

تتنقل كنحلة مهووسة بين الموظفين تلاطفهم بأريحية مبالغ فيها لتتسابق ضحكاتها المرتعشة مع كلماتها المتقطعة...

بعضهم ينظر اليها باستغراب والبعض الاخر جعلت الدماء تفور في عروقهم ونظرات الطمع تتقافز من عيونهم ....

حالما وقعت عينا هاجر عليه تجمدت لثوانٍ تحدق فيه ...

عيناها لامعتان جدا وبدت كأنها بحالة من الاثارة كمن تعاطى عقـاراً محفزا للادرينالين !

ثم انشق فمها فجأة عن ابتسامة واسعة ضاحكة لترفع يدها وتتراقص اصابعها في تحية له .. تحية فيها شقاوة لم يحببها !

لاول مرة لايحب شقاوتها .. ولا يحب جرأتها ...

اكتفى منذر ان يمنحها ابتسامة صغيرة باردة وهو يثبت قدماه الارض حتى لا يتهور ويذهب اليها.. ترا هل سيصمد ؟

تلاهى عنها باحتساء قهوته وهو يسبل اهدابه قليلا عن عمد وتجاهل مقصود ...

كلمات اخيه حازم تطن في اذنيه ...

لقد تفاجأ من حماسة حازم للموضوع وظل يدفعه للتفكير جدياً بالتقدم لخطبتها ما دامت الفتاة تعجبه و تؤثر به لهذه الدرجة ...

لكن حازم كان واقعيا معه وهو يحذره من اخبار والديهما بموضوع خطبتها القديمة لزميلها في القناة الفضائية..

خاصة امهما مؤكد لن تتقبل وابوهما سيتأثر برأيها حتى وان كان اقل تشددا منها بهذا الموضوع ...

لا يستطيع منذر ان ينكر بأن اخاه على حق ..

وتذكر صباح اليوم امه وهي تناكف في ابيه حتى يفصص لها الثوم بشكل جيد بينما يتذمر والده ويخبرها انه كان يشغل منصب مديراً عاماً في دائرة هندسية قبل احالته على التقاعد ومؤكد لن يصعب عليه تفصيص الثوم !

فترد عليه باسلوب (مديرة المدرسة) الحازم الذي ما زال متمكناً منها حتى مع تقاعدها منذ سنوات " انت لا تعدو طالبا في سنته الاولى في تفصيص الثوم "

النقار بينهما لا يتوقف ... لكنه نقار العشرة الطويلة والتعود ..

وها هما الاثنان متقاعدان يتشاركان تفاصيل يومهما معاً من اوله لآخره ...

تارة يتشاجران وتارة يتباحثان بأمور السياسة والناس وتارة يتفرجان على احدى الافلام العربية القديمة فيعودان لايام الشباب ...

لقد كانا فخوران بما انجزاه في حياتهما ..

شغلا مناصب وظيفية جيدة وبنيا بيتهما الذي يعتبرانه اهم ما اقتنياه في هذه الدنيا وربّيا ولداهما (حازم ومنذر) ليكونا فخريّهما الاكبر ..

وبقدر فرحهما باحفادهما من ابنهما البكر حازم الا انهما لم يكفا عن الضغط على منذر ليختار زوجة وينجب لهم المزيد من الاحفاد... كان يريا ابنهما منذر تحديدا يستحق الافضل والاجمل ...

ربما هما من زرعا فيه هذا الاحساس ان من حقه الاقتران بأي فتاة يختارها ...

فتاة يكون رجلها الاول المميز ... لانه حقاً يريانه مميزاً ...

وبعد كل هذا مؤكد ان حازم محق .. ليس عليه اخبارهما عن ... خطبة هاجر السابقة ..

يا الهي ... انه يفكر جدياً بالارتباط بهاجر ..

توتر منذر وهو يشد على الفنجان في يده ويتمتم في سره بحنق

" كله بسبب حازم .. لم يكف البارحة عن دفعي نحوها .. وكأني احتاج المزيد من الدفع!! انا بالاساس مدفوع كأبله نحوها .. مشدود بكل حواسي أكاد اتحطم وانا اتجاهل غيرتي عليها ولهفتي لرؤيتها على الدوام ... ما هذه الورطة .."

رفع عينيه وهو يطبق فكيه وقلبه يضخ الدماء الفائرة في كل جسده ..

عبس بشدة وهو يراقبها كيف عادت لتنقلاتها العجيبة ولغة جسدها تخبره انها بوضع غير طبيعي .. !

ثم تقف عند طاولة احد الموظفين تضاحكه بصوت عالٍ جذب الانظار اليها اكثر ..

ناظرها منذر والغيرة تأكل قلبه أكلا بينما عيناه تحدقان بغضب متأجج لوقفتها المائلة المثيرة وشعرها يتراقص بحركة مموهة من رأسها فتبدو اكثر اثارة .. وكأنها تتعمدها!...

ما الذي تفعله بنفسها تلك الحمقاء ؟!

رغم كل غيرته ورغبته المؤكدة بالذهاب اليها وصفعها على وجهها لتفيق الا انه لايستطيع تجاهل حالتها الخفية بذبذباتها المرتفعة التي تصله بوضوح ...

بل انه يرى الاخرين في المقهى ينظرون اليها باستغراب متزايد ...

ماذا حصل لتبدو بانتكاسة عاطفية واضحة كهذه ...؟

هل .. هل ربما اتصل بها خطيبها السابق و .. قال لها كلاماً موجعاً ؟!

رنين ضحكاتها استفزه اكثر ليفقد ارادته لضبط النفس فيقف على قدميه وقبل ان يتحرك نحوها رآها تترك الموظف لتتجه مباشرة صوب رئيس المؤسسة هيثم الجراح الذي دخل المقهى للتو برفقة مستشاره القانوني (السيد عبد الرازق)..

مباشرة عقل منذر اخذ يستوعب ما يحصل امامه ...

خطوات هاجر نحو هيثم الجراح كان فيها ما يشبه الاغواء ! حتى السيد هيثم لم يبدُ مرتاحاً بشكل مريب في وقفته معها ..

كان عابساً .. متوتراً وكأنه يبغي انهاء الكلام معها بأي طريقة ..

اخذ منذر يشد على قبضتيه ليمنع نفسه من افتعال فضيحة ...

عقله يحلل ومشاعره ترفض اي استيعاب ...

لم يستطع الاحتمال ليتحرك بخطوات واسعة يغادر المقهى دون ان ينظر لأحد ...



يده ترتعش بغضب داخلي وهو يرفعها لتضغط على زر المصعد ..


هدير الغضب يرتفع ويصم اذنيه ..

يكاد يلكم الباب الحديدي الفضي اللامع امامه ليفرغ كل هذه الشحنات داخله ..

" منذر ... لماذا غادرت سريعاً هكذا .. كنت قادمة للتو لأشرب القهوة معك .."

طال الصمت وهو لايرد والمصعد اللعين لا يصل..

تقف جواره وهي تتمايع بنبرتها التي فشلت باخفاء ارتجافها عنه بينما تضيف بشقاوة مصطنعة " تبدو غاضباً مني لتتجاهلني هكذا! هل ستسمح لي بمشاركتك المصعد ام استخدم السلم ؟!"

لم يلتفت اليها بينما يقاوم داخله موجات عواطق متناقضة تداهمه بسببها ...

يشعر انه سيفقد اعصابه ويصفعها جدياً ودون اي رادع !

قال بغتة و ببرود شديد وهو ما زال يتطلع للباب الفضي امامه " انصحك يا هاجر عندما تكونين بحال غير طبيعية (كما اليوم) ان تأخذي اجازة من العمل افضل من ..."

عندها فقط التفت برأسه اليها تاركاً جملته معلقة وهو يرمقها بنظرات تُدينها بصمت...

نظر في عينيها فتلوع قلبه لتلك اللمعة غير العادية فيهما بينما تتصلب ملامحها وهي تتساءل بشجاعة رغم ارتعاشها الواضح

" افضل من ماذا يا منذر ؟ اكمل ..."

لم يستطع السيطرة على غضبه منها .. غيرته عليها .. رغبته ان يمحو اثر وجود رجل اخر سبقه اليها وجرحها بهذا الشكل ...

يا الهي انه يغار حتى من ذاك الجرح ..

لو لم يكن فرقد الشيخ مؤثرا فيها ما كان استطاع جرحها لهذه الدرجة ..

كان قاسياً عليها وهو يهدر فيها بنبرة محتدة اكثر ادانة لتصرفاتها الحمقاء

" الحمد لله ان عمك لم يكن موجودا ليرى كيف تتمايعين وتتضاحكين مع الرجال بالمؤسسة دون ان تستثني رئيس المؤسسة ! بينما في داخلك تترنحين ألما مما لا يعلمه الا الله ... مؤكد كنتِ ستُشعرين السيد طاهر باحراج شديد لافعالك الغبية .."

كان ترتجف كلياً الآن وبهت وجهها بالكامل.. عيناها تغوران وشفتاها ترتشعان .. بدت وكأنها مريضة .. مريضة جدا ... معلولة ولا تعرف كيف تداوي علتها ...

الندم مزق غضبه إربا وهو يراها هكذا ...

ابتلع ريقه ليقترب منها لكنها نفرت منه لتهدر فيه بصوت خافت مبحوح

" من انت لـ...تحاسبني ؟! من .. تحسب نفسك؟ انت... لا يحق لك الكلام.. معي... بهذه الطريقة .. هل فهمت .. إلزم حدو....د...ك.."

هذه المرة كانت كلها تترنح ..

ليس فقط خطواتها التي تبتعد عنه وانما روحها ايضا ...

لم يشعر منذر الا وهو يلحق خطواتها حتى الباب المؤدي للدرج فيدخل خلفها ويلحق بها وقبل ان تصل هاجر بداية السلم يناديها بقلب يرتج رجاً بين اضلعه ويرتج معه السؤال الذي يقض مضجعه منذ الامس

" هاجر .... ماذا فعل بك فرقد الشيخ ؟"

تجمدت خطواتها ثم اخذت تستدير نحوه ببطء ....

رفعت وجهها اليه ليحدقا ببعض وانفاسهما تتسارع .. تلك الانفاس تشيع غماماً يلفهما ويعزلهما اكثر من هدوء المكان حولهما ...

كانت لحظة طويلة بينهما تختلط فيها الانفاس مع المشاعر المتضاربة ..

يقف امامها بطوله الرجولي وعرض كتفيه الذي زادت البدلة الرسمية الكحلية تأثيراً في انوثتها الجريحة...

لحظة طويلة وهو يقف هكذا مجرداً من اي سلاح يحمي كبرياءه كما تجردت هي من اي سلاح يحفظ كرامة جرحها الغائر ...

اقترب منها جدا حتى كاد يلامسها بجسده يكاد يشعر انها تتمزق لتلقي برأسها على كتفه لتبكي روحها العليلة ...

يميل برأسه قليلا نحوها حتى تهدلت خصلة من شعره على جبينه هامسا بصوت رجولي أجش " ماذا فعل ..؟ كيف استطاع ان يؤذيك هكذا ؟! امرأة وهاجة قوية مثلك ... كيف ... استطاع ؟ "

اخطأ ...! اخطأ عندما نسي نفسه وتجرأت أنامله لتمسك اعلى ذراعها بتطلب يكاد يجذبها انحوه وقد فقد سيطرته على مشاعره المتفاعلة بجنون ...

فتكون لحظة انكسار الهدوء والعزلة بينهما عندما باغتته ردة فعل هاجر غير الطبيعية وهي تدفعه بجنون وتصرخ فيه بهستيرية

" لا تلمسني .. اياك ان تلمسني .. لا اطيق هذا ... اكره ان يلمسني احد ..."

وقبل ان يفيق منذر من صدمته ويستوعب ما يحصل او يتدارك توابعه تعاقبت الثواني بعدها في تباطؤ عجيب بينما يرى هاجر تبتعد للخلف بحركة غير محسوبة وغريزيا يمد هو يده نحوها ليحاول امساكها وظن انه نجح بشد قميصها لكنه في الواقع لم يمسك الا العقد الذهبي المتلألأ فينقطع !

هوت هاجر للخلف على الدرج امام ناظريه المبهوتين وهي تصرخ بتأوه ..

وجهها قد امتلأ بالرعب و...

التوسل.... ان ينقذها ....



انتهت الجمرة الثالثة

اقروها بتأني وحسوا بنيرانها
اقروها اكثر من مرة ممكن تحسوها اكثر
وبانتظار تعليقاتكم على احر من الجمر
يا رب تكون اعجبتكم
كل المحبة لن يتذكرنني بلايك
وكل الاعتزاز لمن يشاركني بافكاره وتحليلاته ولو بسطر واحد



التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 14-03-17 الساعة 09:48 PM
كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:19 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.