25-07-17, 09:33 PM
| #6293 | ||||||||
| نجم روايتي  
|  الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 231 ( الأعضاء 147 والزوار 84) mona_90, ايماااا, لبنى أحمد, فالريا, daiski, dilsa, Noraa.Noor, jaw11, نداشا71, ..swan.., Electron, حنحون3, Sarah mezzoug, mo'aa, ست عمها, Alaakhmh, wiamrima, good reader ^_^, من هم, sarah moha, رياح النصر, لا لي لو, مالي عزا من دونك, **sweet girl**, فبرونيا, {سحــ الثلج ـر}, جنات عامر, ياسمين نور, totoranosh, رااما, نوت2009, Cnblu, الصبر جميل, ورد الزنبق, hayeksousou, escape, joury_c, ايمما, Bibo reda, pearla, نونا لبنان, زهرة مغتربة, noor ahmad27, شموسه3, Lalloush, jojolove95, Nina hanaDi, حنان3, داليا حسام, mnmhsth, دلووعة2, سراج النور, khaoulouta, ام معتوق, مِــزاجـِـيَّة, fattima2020, زهوري الحلوة, بنفسجه, EMMO, Diego Sando, Abeiir7, رونقً, sara abdelwahhab, طوطه, الجميلة النائمه, sarasou, majda sarito, sweet123, monica g, Marwa Ramadan, I amAsia, rontii, Israa Ehab, simsemah, bnsh, ALana, الورد الخجول, ام منو, مرمر1, memorp, tok, القيثار الحزين, Zaaed, maha_1966, Bnboon, meryamaaa, Lana 86, اسوية, safoo985, Hager Haleem+, منة محمود حسن, غروري مصدره أهلي, rasha emade, Ymna, مهيف ..., Sarali, Mennaaldeeb, sarah56, امال ابراهيم ابوخليل, نولا ٢٠٠٠, فراشة النور1990, temoony, لؤلؤة النور, Mns, OOomniaOO, انا القمر, زنبقة الماء 22, dodo1990, Aliah sham, Alzeer78, Crazy of u, Gorgie!, luz del sol, مريمة علي, angle2008, ام الور, maf, جيسكان, roaa14, ربانزل, amatoallah, Time Out, whiterose99, خفوق انفاس, salma rani, Jojo90, Madee89, روجا جيجي, kawtar51, Roro2005, خمسية, KHAD.A, اين انا من احلامى, سوما, leila21, sweet hime, assia elçin sangu, sou ma, مهرة..!, :-)Smile(-:, سميرة احمد, dada19, samome, M!ss Zoz | ||||||||
|  |
|
25-07-17, 09:38 PM
| #6297 | ||||||||
| مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء  
| مساء الورد اخيراً قدرت اتفرغ حنزل لكم الفصل على السريع .. قراءة ممتعة وتعليقاتكم رجاااااااااااااااء   | ||||||||
|
| |
|
25-07-17, 09:39 PM
| #6298 | ||||||||
| مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء
| الجمرة الثانية والعشرون مستشفى خاص... الطوارئ.. عاري الصدر لا يرتدي الا البنطال بينما يجلس في غرفة الطوارئ انفاسه تنهت من شدة الألم... الألم رهيب في ذراعه الايسر ... ألم يتداعى له كل الجسد ... يصك منذر اسنانه يكتم صرخات وجع توشك ان تنفلت من فمه بينما صرخات دينا القريبة تعلو وتعلو .. عيناه تتابعانها بإجهاد فيرى ممرضتين وطبيبة الطوارئ وهن يحاولن تهدئتها واحداهن تسحب ستارة بيضاء لتعزلها عن الاخرين ... اغمض عينيه بقوة يكاد يغمى عليه وجسده كله يختض بالوجع واحدى الممرضات تعتني به وتنفذ تعليمات طبيب الطوارئ الذي استلم حالته وابتدأ باسعافه برش محلول مكثف لغسل ذراعه المصاب بالحرق وفي نفس الوقت يطلب من الممرضة بنبرة متعجلة آمرة ان تعلق للمصاب كيس محلول المسكن في الوريد ... لم يشعر بغرزة الابرة في يده اليمنى لكن ما يفعله الطبيب بذراعه المصاب يخفف القليل من جحيم الالم الذي يشعره ... اخذ الألم يتراخى قليلا فبدأ منذر بالتركيز لما يجري حوله فينظر ناحية الستارة التي تعزل دينا عنه وما زال صوت أنينها مسموعاً .. موظفة الاستقبال التي تفتقد لأي احساس بالتعاطف تقف فوق رأسه كالنسناس وتطرح اسئلتها الباردة حول اسمه واسم (قريبته) وباقي بياناتهما ومن سيدفع الحساب !... لحسن الحظ انه تذكر اسم دينا الكامل وبعض المعلومات عنها التي اخبرت بها المحامي.. ولحسن الحظ ايضا أنه لم يفقد محفظته التي كانت في جيب بنطاله كما فقد هاتفه الذي وقع منه في توقيت ما .. لم تمر دقيقة والطبيب زجر الموظفة ان تكف عن اسئلتها الغبية وتركه ليعالج الحالة ... استرخى جسد منذر بعد زوال الألم الرهيب فتتسارع الذكريات في رأسه عن هول ما حصل قبل وقت قصير قد لا يتعد النصف ساعة .. انه فقط لا يصدق ان بضع ثوانٍ من الزمن مرت ببطء هكذا ! كيف تحرك في الشارع مبتعدا عن دينا وهو يخبرها سيجدد دفع المال في موقف السيارات فتركها قرب المبنى الذي كان فيه مكتب المحامي ، ثم لسبب ما او ربما حدس استدار ليتفقدها بعد بضع خطوات فيصدم برؤية وجه دينا الشاحب المصعوق وعيناها الواسعتان قد جحظتا بنظرة رعب بينما تحدق برجل ملثم يقترب منها .. لم يكن منذر يراه الا من الجانب تقريباً .. غريزياً تحرك منذر عائدا اليها دون تفكير ثم أخذ يركض نحوها بأقصى سرعته عندما لمح الزجاجة التي يحملها الملثم .. في لحظة واحدة كان الملثم يفتح غطاء الزجاجة يرمي محتواها مباشرة ناحية دينا المصعوقة المتجمدة مكانها وفي نفس تلك اللحظة امتدت ذراع منذر الايسر بحركة دفاعية غريزية لتفصل كحاجز بين وجه دينا وبين السائل المرشوش نحوها .. لحظة رهيبة ستظل محفورة في ذاكرة منذر حتى مماته .. الصدمة المهولة .. الوجع الرهيب وصراخ دينا... صرخات الناس من حولهما .. هروب الملثم راكضا وهو يوقع الزجاجة الفارغة على الرصيف لتكسر الزجاج ويتناثر .... ثم احدهم وهو يصرخ فيهما ان اخلعا ملابسيكما حالاً .. هذا السائل ماء نار ! لم يتردد منذر لحظة اخرى فخلع سترته الشتوية من فوره ثم قطع ازرار قميصه بحركة واحدة ليخلعه عنه وهو يصرخ من شدة الألم الذي لا يحتمل .. لكنه تصرف فقط بالغريزة ... غريزة النجاة من خطر ! ووسط هذا لم ينس دينا وهو يصرخ فيها ان تفعل المثل وعيناه تمران عليها بهستيرية كأنه يعاينها بصدمة غير قابلة للتصديق.. كانت تصرخ من الألم هي الاخرى وقد اصاب المحلول كتفها الايمن لتخلع سترتها وتظل بالقميص بينما يهلع وهو يرى طارف حجابها يتآكل بمنظر رهيب فوق قماش القميص فسحبه عنوة ليكشف شعرها المضفور ثم يمسك يدها ويسحبها معه راكضاً بها في الشارع وهو يصرخ بهستيرية في الناس التي تجمهرت من حولهما " اين المستشفى ؟! اين اقرب مستشفى ؟!" لم يستوعب حتى من ساعدهما واخذهما بسيارته لينقلهما الى مستشفى خاص قريب ... " سيد منذر .. حروقك غالبا من الدرجة الاولى والثانية .. احسنت بخلع كل ملابسك فوراً وهذا خفف الكثير منها وقد كنت محظوظاً لقرب المستشفى.. سنحتاج لاعطائك مرهم مضاد حيوي ومعه نوع اخر للحروق واعادة بناء الانسجة... " كان منذر شارداً وربما منهكاً ليستوعب التفاصيل بينما يضيف الطبيب " سنربط ذراعك بشاش معقم خاص ولمدة يومين على الاقل لان في هذه المرحلة يجب عزل الجلد المصاب عن .." يكمل الطبيب شرحه وتعليماته ومنذر يشرد تماماً منه .. فقط عيناه تحدقان في ذراعه ... المشوه ! كان ذراعه بشعاً بشكل رهيب .. شديد الاحمرار والجلد متعرج بشكل منفر ... تمتم منذر متسائلا بفزع " هل .. هل سيعود طبيعياً ؟ اقصد.. الجلد ..." فيرد الطبيب يحاول طمأنته " اذا التزمت العلاج ومرت الامور بخير دون مضاعفات فبمرور الزمن واستخدام الدهون الخاصة وربما جلسات ليزر... " يقاطعه منذر بعصبية " هل سيعود ؟!" عندها قال الطبيب بلطف " ان شاء الله .. لا تقلق .. فقط يحتاج لوقت .. ربما أشهر ..." ثم نظر منذر ناحية الستارة التي ما زالت مغلقة فيسأل باضطراب " ماذا عنها هي ؟ اصابتها مثلي صحيح ؟ سيزول كل شيء .." تردد الطبيب قبل ان يقول " لا اعلم حالتها .. لكن .. للاسف هي لم تخلع قميصها مثلك لذلك مؤكد حروقها ستكون اعمق .." في هذه اللحظة ظهرت الطبيبة من خلف الستارة فحاول منذر النهوض ليمنعه الطبيب وهو ينادي على زميلته لتقترب هي بينما يسألها عن حال مريضتها فخطت الطبيبة نحوهم لتسأل اولا من يكون منذر بالنسبة لمريضتها فيرد منذر بنزق وحنق " انا قريبها وكنت معها وقت تعرضنا للاعتداء.. فقط اخبريني ما حالتها؟" فتنظر الطبيبة لحظة لزميلها قبل ان ترد على منذر قائلة بحذر " الامر الجيد ان مساحة الحروق ليست واسعة كحال الحروق في ذراعك .. فقط جزء من كتفها الايمن وبعض النقط المتناثرة على رقبتها ..." لتضيف الطبية بعدها بلحظة " حروقها ما بين درجة اولى وثانية .. المقلق هو حروق الدرجة الثانية لانها عميقة للاسف .. ويجب ان نحافظ عليها حتى لا يتلوث وتحصل مضاعفات.. ومستقبلا يجب تكثيف استخدام الدهون والعلاجات قدر الامكان .. " سأل منذر بضراوة وهو يكاد يفقد صبره " ما معنى درجة اولى وثانية ؟! وماذا تقصدون عميقة ؟! ما الفرق ؟ انا لست ضليعاً بكل الكلام الطبي الذي تقولونه .." عندها كان طبيبه من يرد موضحاً " الدرجة الثانية هي اقوى بالتأكيد من الاولى.. وكون الدرجة الثانية لدى قريبتك عميقة فنخشى ان ربما الاثار لن تزول ..ابداً.." تمتم منذر وهو يشحب بالكامل " رباااه .. " حاول الطبيب تهدئته قائلا " العلاجات تطورت كثيراً .. ربما باهظة بعض الشيء لكنها على الاقل موجودة .. لا تقلق الآن على قريبتك بهذا الخصوص .. المهم ان نركز على منع التلوث والمضاعفات خلال اليومين القادمين .." أطرق منذر برأسه وداخله تتجمع شحنات الغضب ليأتيه سؤال الطبيب " لقد قلت ان رجلا ملثماً كان يقصد تشويهها هي وانت تدخلت للحماية .. هل تعرف هوية ذاك الملثم .. المعتدي ؟ انا سأكتب تقريراً ويجب ان نبلغ الشرطة لنخلي مسؤوليتنا .. فهل لديك معلومات عمّن فعل بكما هذا ؟ " وقبل ان يرد منذر بشيء قالت احدى الممرضات ببعض الاضطراب " ملثم ؟! هناك رجل صدمته سيارة وهو يركض في الشارع في نفس موقع الحادث .. وصل الينا بعدهما.. اصيب بساقه فقط لكن الناس احضروه الى هنا واحدهم ابلغ عنه انه اعتدى على شاب وفتاة في الشارع قبل ان يفر هارباً.. " رفع منذر وجهه وعيناه تقدحان شرراً وهو يتمتم من بين اسنانه " الحقير ... عدي .. لن يكون سواه ..." يتبع ... | ||||||||
|
| |
|
25-07-17, 09:40 PM
| #6299 | ||||||||
| مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء
| مستشفى قرية الشيوخ كان عبد الجبار الشيخ جلداً مهيباً حتى وهو مضطجع على سرير المستشفى الابيض .. ملامح وجهه قدت من الحجر الصوان كعادتها وهو يناظر وجوه الرجال من حوله .. الشيخ محمد الضاري كان حاضراً بنفسه والشيخ عمران الاسدي حضر كوسيط صلح ولمِ شمل العشائر تحت راية شيخ اكبر تلك العشائر واكثرها هيبة وعزوة وتأثيراً .. عشيرة الشيخ.. الشيخ الضاري تعهد بدفع ديّة الدم الذي سال بين الرجال من الطرفين بسبب فعلة ولده واعطى للشيخ عبد الجبار العهد انه سيقبل منه اي حكم يرتضيه لولده الأرعن حمدان حتى لو أمر بجلده فجاء حكم الشيخ عبد الجبار ان يظل حمدان محبوساً عنده لستة اشهر وأن تؤخذ منه افضل مزارعه لتكون ملكاً مشتركاً لمن اصيب من رجال عشيرة الشيخ فارتضى الشيخ الضاري الحكم دون مفاوضة او اعتراض .. وعلى هذا تعاهد الرجال ان يمضوا قدماً وغادروا جميعاً الغرفة بمن فيهم اولاد الشيخ عبد الجبار تاركين اخاهم الاصغر فرقد منفرداً بصحبة والدهم .... يقف فرقد قرب الشباك وظهره يستند للحائط خلفه ... كان يستمع بنصف ذهن لما يحدث بين ابيه وباقي الرجال وحالما انتهى الامر برضا جميع الاطراف كان قد انسحب ذهنه كلياً منهم قبل ان ينسحبوا من غرفة ابيه .. اخذ يحدق في راحة كفه وكأنه يبغضها ! عيناه بدتا كجمرتين اطفأهما الوجع وشعور الندم.... جاء صوت والده مباغتاً جافاً حاداً بالوجيعة " العشق يقتلك بسكين ثلم بارد .." رفع فرقد نظراته لابيه فيطل وجعه من عينيه ليضيف والده بنفس النبرة " العشق لا يليق بالرجال .. انه هوان وذل يا ابن الشيوخ .. لا بقيت رؤوسنا فوق اعناقنا ان نكستها النساء..." يطبق فرقد اسنانه ويزم شفتيه بتصلب قبل ان يطل الشموخ من تعابير وجهه وهو يقول " هاجر رفعة رأس يا ابي .. انت فقط لم تدرك تميزها ... انها ليست ككل النساء .." فتحتد نظرات الشيخ وهو يرد على ابنه متهكماً بنبرة جافة " عجمية ها ؟ .. منحوها اللقب لانهم رأوا تميزها في عينيك انت ..." فيقارعه ولده بالقول الواثق الجسور " بل رأوا فيها ما لا تريد ان تراه ... انت تحكم رؤياك بيد من حديد ! " نظرات عبد الجبار الغاضبة في مواجهة محتدمة مع نظرات فرقد المتحدية فيقول لولده بخفوت ونبرة حادة " لو كان غيرك كلمني كما تكلمني الآن لكنت دفنته مكان موضع قدميه .." عندها هال الشيخ عبد الجبار وهو يرى قنوطاً مراً في نظرات أشبه اولاده به الذي رد عليه بالقول اللامبالي " اقتلني ابي .. لا يهمني ..." تقبضت يد الشيخ ليهتف في ولده بضراوة " اقسم بالله سأفعلنها ان لم تحكم امرأتك وتخضعها لإرادتك ..." عاود فرقد النظر لراحة كفه ثم يقبضها قائلا بنبرة مؤثرة " اريدها ملكي وهي حرة ... هل تفهمني ابي .. اذا لم احصل عليها هكذا فلن أفعل بأي طريقة اخرى .." ثم زمّ شفتيه للحظة قبل ان يرخيهما ليقول بإصرار وعيناه تلتمعان " وسأفعل ... اقسم بالله سأقضي عمري اسعى لامتلاكها حرة طليقة تجوب ارضي من اقصاها الى اقصاها ..." يضيق الشيخ عينيه وهو يمعن النظر لنظرات الاصرار العجيب فيهما ليسأل " هل ستعيدها ؟" وجع خام اكتسح ملامح ولده وهو يرد عليه بحشرجة " نعم .. الى بيت عمها .. هي ارتضت البقاء عن طيب خاطر الى يوم الجمعة لاجل ما حصل بين العشائر .." ارتفع حاجبا الشيخ قليلا وهو يتساءل بدهشة " هل فعلت هذا حقاً ؟! غريب ! ظننتها لن تكف عن المطالبة بالعودة حال انتهاء العرس.. " فيرد عليه فرقد بفخر " لم تشأ ان اترك عشيرتي بهذا الوقت الصعب.. أرادتني معكم حتى وأن كان الثمن ان تظل سجينة بيننا لايام أخر .. حتى وأن كانت لا تطيق عشرتنا ولا ما فرضناه عليها .. و عند الشدائد تعرف طينة النساء ..اليس هذا قولك الدائم ؟!" اغمض الشيخ عينيه دون أن يرد على ولده... وخلف صمته يرتجل ابياتاً في وصف حال ولده نار في حشاشة روحه تحرقه لاتعرف انطفاء كلعنة تلاحقه مالك انت ومال عشق الحشا ونيرانه ذل هو ياابن الشيوخ لو تعلم بهوانه يتبع .. | ||||||||
|
| |
|
25-07-17, 09:46 PM
| #6300 | ||||||||
| مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء
| المستشفى الخاص في العاصمة..عند الغروب .. يتحرك منذر في أروقة المستشفى وقد ارتدى قميص المرضى في المستشفى فوق بنطاله ليستر جذعه العاري وقد تهرب حتى اللحظة من التفسير لعائلته عن السبب الحقيقي لغيابه... اخبرهم فقط انه تعرض للسرقة وفقد هاتفه وهو في المخفر يقدم بلاغاً لدى الشرطة ... لم يستطع الا التركيز و الاهتمام بوضع دينا خاصة عند حضور والدها للمستشفى بحال تقطع القلب ... كانت دينا نائمة عندما وصل الاب المفجوع بعد ان حقنوها بمسكن قوي لتنام وترتاح ... لكن الرجل المسن الذي بدا اشبه بمن فقد ادراكه بملامحه المصدومة التائهة غير المصدقة والفائضة بالهلع .. هذا الرجل حالما ادخلوه غرفتها انهار تماماً وهو يواجه واقع ما تعرضت له ابنته، فيجلس جوارها على السرير وهو يحاوطها بذراعه ويبكي كالطفل يطلب منها السماح لانه لم يحمها ... في الواقع منذر كان يشعر بنفس شعوره وهو يقف بباب الغرفة يراقب الاب المفجوع الباكي لكن الغضب والندم هما ما سيطر عليه اكثر من اي شعور آخر... لم يستطع الا الشعور بالندم وهو يتذكر تحذيرات موريس ... ولم يكف عن محاسبة نفسه والتساؤل هل هو السبب بدفع جنون عدي الى اقصاه ليفعل ما فعل مع المسكينة دينا؟! لم يستطع منذر البقاء أكثر وهو عالق بدوامة مشاعر رهيبة وعاجز عن الخروج منها فترك الاب بمفرده مع ابنته النائمة وفي داخل منذر يتفاعل الغضب ورغبة في القصاص لاجلها .. لقد كان وصول الاب مع انتهاء التحقيق الاولي للضابط المسؤول الذي أخذ اقوال منذر وبعض الشهود للحادث واطلع على تقرير اطباء المستشفى الذين استلموا حالات الطوارئ للمجني عليهما والمشتبه به ، وتم تأجيل أخذ اقوال دينا لليوم التالي .. وقد أمر المحقق الشرطيين اللذين رافقاه ان يقفا على باب غرفة المشتبه به المدعو (عدي شكري) ويمنعا اي شخص حتى افراد عائلته من زيارته والدخول اليه بل وطلب المزيد من أفراد الشرطة عندما علم ان المشتبه به محجوز بنفس المستشفى مع الضحيتين خوفاً من حصول نزاعات ورغبات انتقامية بوجود الطرفين المتنازعين سوياً بنفس المكان.. كل هذا لم يرِضِ منذر ... شعر ببلادة الاجراءات وسط نيران غضبه وسخطه ... وما زاد الطين بلة حضور بعض الصحفيين المحليين المتسلقين الباحثين عن اخبار فضائح لصحفهم الصفراء والذين وصلهم بطريقة ما خبر (قصة مثيرة) عن شاب يحاول تشويه فتاة يحبها بماء النار لانها رفضته وفضلت عليه آخر ! .. كانت الاحاديث المتناقلة بين أروقة المستشفى وهمسات الممرضات مثيرة لتقزز منذر ونفوره أكثر من غضبه وسخطه .. شعر وكأنه وسط عاصفة ترابية صيفية خانقة محملة بروائح عفنة تعمي البصيرة وتزكم الانوف حد الشعور بالغثيان .. جن جنونه واخذ يصرخ ببعض الممرضات المتهامسات ثم كسر كاميرا احدى الصحفيين الذي التقط له صورة بملابسه تلك وتدخل أمن المستشفى الذين أمرهم المدير بطرد الصحفيين ومنع دخولهم ... كان ينهت انفعالا وهو يناظر الممرضات بحقد فانسحبن من امامه هاربات ... لا يصدق ان ما كان يمر به مرور الكرام في الصحف والمجلات والانترنت من حكاوي او اخبار الناس دون ان تترك في نفسه أثرا قد أصبح اليوم احد ضحاياها ! اجل يشعر انه (ضحية) .. ضحية مفروض عليه ان يتلقى هذه العاصفة من الاختلاقات والاكاذيب ومساس بالسمعة وحتى الشرف ... وسيكون فرضاً على عائلته ايضا ان تتلقى نفس العاصفة وتواجهها... يستند منذر مرهقاً على احد الجدران ليفكر بدينا ووالدها ... ماذا سيكون مصيرهما وسط هذه العاصفة ؟! ربااااه .... ماذا يفعل لاجلها ؟! عاود منذر المسير حتى وصل اخيراً لباب الغرفة الصغيرة حيث ارشدته الطبيبة التي عالجت دينا.. الغرف اقرب لمخزن صغير متروك يستخدمه من يريد للصلاة وقد قبع والد دينا هناك يصلي ويدعو لابنته ... فتح الباب على مهل فيأتيه صوت الرجل العجوز مرددا هذا الدعاء وهو يبكي ويذرف الدموع .. (اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْجُبْنِ وَالْبُخْلِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ وَقَهْرِ الرِّجَالِ ) دخل منذر للغرفة الضيقة فيرى الرجل جالساً على الارض وعصاه التي يتوكأ عليها جواره.. ظل منذر للحظات طوال يستمع للدعاء الذي يعيده الاب مراراً ويبكي مع كل كلمة فيه.. خاصة عندما يصل لاخر كلمتين وَقَهْرِ الرِّجَالِ فيجهش بالبكاء بصوت مرتفع كأنه يشكو قهره بصرخة عجز ... جلس منذر جواره بينما يهدأ بكاء الرجل ويكفكف دموعه ومنذر يقول له " تقبل الله منك صلاتك .." فيرد الاب بعبرة مخنوقة " منا ومنكم يا ولدي .." ثم التفت اليه جانباً فيسأله بنظرات مطرقة " كيف حال ذراعك بنيّ ؟ " فيرد منذر متناسياً ألمه " سيكون بخير ان شاء الله يا عم .." يبتسم الرجل العجوز فيبدو وجهه أكثر طيبة ورقة وهو يقول كطفل يحاول طمأنة نفسه بعد تعرضه لكابوس مريع " الطبيبة طمأنتني ان بنيتي ستتحسن خلال اشهر ويختفي اثر الحروق ...كلها ستختفي .." ابتلع منذر ريقه بصعوبة وهو يتخيل جهد الطبيبة لمنح العجوز الامل حتى وان كان هناك احتمال كبير ان هذا الامل ما هو الا كذبة ! تمتم منذر " نعم ... لا تقلق عماه ... ستكون كل الامور بخير .." فجأة احتقنت ملامح الاب بالغضب ليقول بتحدٍ وثقة تامة " نعم ستكون بألف خير .. رغماً عن أنف ذاك الابليس المسمى عدي .. سأموت وأنا رأسي مرفوعة برؤية ابنتي سعيدة .. ربي لن يخذلني ..." صمت منذر وهو يشعر انه عالق اكثر مع هذا الرجل الطيب اكثر حتى من ابنته ! يتبع في الصفحة التالية وهذا رابطها https://www.rewity.com/forum/t368676-...l#post12471331.... | ||||||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
2246Likes
.png)
العرض العادي
