18-04-17, 09:57 PM | #1054 | ||||||
نجم روايتي و كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| غياهب العشق........ الفصل الاربعون و الاخير ج2 غياهب العشق الفصل الاربعون و الاخير......... ج2 اتسعت عيني العمدة على اشدهما و نهض ناصر و هو في حالة ذهول و انزل ادهم ذراعيه التي تحيط جسدة و اعتدل و تصاعدت همسات الناس و قالت بسرعة: "مضطرة ان اتكلم امام صمت مئات من افواه الرجال المكممة و اعلم ان العمدة الان سيأمر رجاله بالقبض علي و اغلاق فمي لانه خائف من الحقيقة مع انكم جميعا تعرفون الحقيقة لكن تأثرون الصمت ....... تعرفون ان هؤلاء مجرد ضحايا لظلم و تعسف حاكم ظالم جائر .... في هذا القصر تحاك المؤمرات والمخططات للاطاحة بالابرياء و زج المعارضين بالسجون " كانت تتحدث بسرعة مستغلة حالة الذهول و الصدمة التي اصابت العمدة وابنه لانهما لم يتوقعا منها جرأة و تحدي كهذا..... و عندما ضرب العمدة بعصاه الارض قائلا بانفعال و عيون صقرية: "ادخلوها تلك المجنونة" قالت بصوت مرتفع وهي تهرب بخطاها من الحراس الذين اشار لهم ناصر ان يدخلونها: "افيقوا ايها الناس من غفلتكم ...... ان هؤلاء مساكين و مظلومين و يوجد تحت "توقفت عندما امسكوا بها و هي تستمع الى اصوات و هتافات بعض الرجال من المجتمعين و واصلت و هي تقاوم الحراس: "هنا تحت هذا القصر معتقل كبير فيه مئات من السجناء " و اغلق الرجل فمها بعنف و هو يجرها الى الداخل . فخري و بصوت مرتفع : "شيء متوقع من احدى بنات صالح العديمات الشرف" و بدأ الناس يهتفون و يصرخون و تم تأجيل الحكم و ركض ناصر الى الداخل و تبعه ادهم و افترسها ناصر من يد الرجال و جذبها الى الرواق المؤدي في نهايته الى الجدار الوهمي و هي تقول بصراخ: "نحن عديمات الشرف برأيكم؟...... انا اراكم معدومين الضمير و الانسانية و الاخلاق و الشرف .... انتم مجرمين و على الناس ان تعرف حقيقتكم و ينتفضون يوما" قال فخري و هو يدخل بخطوات سريعة و بارتجاف: "اسكتها فورا يا ناصراسكتها...... ما كان ان اسمح لها بالخروج من غرفتها" قالت بانفعال و هي تقاوم بناصر الذي يقيد يديها بيديه منتظرا رجاله حتى يجلبوا له المقابض : "لقد طفح الكيل و نفد الصبر انا اكرهك يا ناصر....... لقد دمرتني و حطمت حياتي...... لقد سئمت منكم و من ظلمكم" عض ادهم على اصابعه و هو يتطلع اليها بنظرات الفزع و القلق و الرفض لما تفعله ..... اشار العمدة للرجال فكبلوا يديها بالقيود و قال ناصر و هو يساعدهم على تقييد يديها: "آن الاوان حتى نسكتك تفوهت و تماديت بالحماقات" و دفعها امامه ليختل توازنها لكنها تماسكت و توازنت و هي تقول بحدة و غضب: "الى اين تريد ان تذهب بي؟.... الى المعتقل تحت الارض ايها الجبان ؟" صفعها و اقترب ادهم قائلا بعينين ملتهبتين: "ناصر...... ناصر ارجوك" و وقف العمدة مقطب الجبين و حاقد قائلا بنبرة آمرة: "اتركه يا ادهم انها امرأة وقحة لا بد ان تنال عقابها اتركه و لا تقف امامه" كأن ناصر فقد صوابه تماما فبدت عينيه حمراوين بشدة و تصلدت تعابيره و صفعها مجددا و كأنه يضرب رجلا حتى اصطدمت بالجدار و قالت باهداب خافقة و عيون دامعة لكنها متحدية و منفعلة و ثائرة و لا يهمها شيء بعد الان و كأنها فتحت ذراعيها للموت: "تريد ان تزج بي في المعتقل هناك معهم مع الضحايا الذين رفضوا حكمكم و استبدادكم " اجتمع كل من في القصر و امتلأت الاروقة ليشهدوا عقاب المتمردة و تجمعن الخادمات و هن يضعن يديهن على وجوههن بذهول و اخريات بدموع و هي هكذا مكبلة اليدين خلف ظهرها و عاجزة عن صد ضربات ناصر لحماية وجهها فقد سقطت و لا احد يرحمها بعد الان. اغمض ادهم عينيه و اشتدت قبضتيه عندما لكمها ناصر على فمها بقبضته و اصطدم جسدها بالجدار مجددا و هو يقول: "فمك هذا سيغلق يا دلال" جذبه ادهم من كتفه قائلا بتوسل: "ناصر رفقا بها انها.. انها ايضا زوجتك... اعذرها انها متعبة الاعصاب بسبب " ابعد ادهم بقوة و دفعها و سقطت على الارض و وضع ادهم يده على جبهته و هو يشعر بعجزه عن فعل شيء لها فهي التي اودت بنفسها الى التهلكة و الى هذه النهاية و ماذا يفعل امام هذا الكم من رجال العمدة لو اعترض سيزج معها في الحبس وينتهي الامر..... قالت و هي متوطنة لكل مايقرره ناصر قتل او تعذيب لم تعد تخاف على شيء ابدا: "لو ادخلتني وسط الجحيم ارحم عندي من العيش مستعبدة عندك ..... اكرهك بشدة" و ركل وجهها بحذائه بعنف شديد لتسيل الدماء من وجهها و ازداد صراخ و بكاء الخادمات و حتى الحراس خفضوا ابصارهم و هم ينظرون الى ضعفها و تعنيفها بعيون الاشفاق و التعاطف قال ادهم و هو يقف امامه و يمنعه عنها : "كفى انها امرأة ليس من الرجولة اظهار قوتك عليها عيب عليك ان" كأن كلام ادهم عن الرجولة استفزه حتى رفع يده بقوة و وجه لادهم صفعة جعلت الجميع يتراجع و هو يقول بانفعال: "انت مجرد مدمن خمر فاقدا لوعيه... كأن رائحة الشراب الذي اشمه بانفاسك الان طير لك عقلك" و التفت اليهم قائلا: "اغربوا عن وجهي كلكم هيا....... هيا" و تراجعوا كلهم . الصفعة التي تلقاها ادهم جرحت قلبها و انزلت دموعها انها السبب ليتعرض لهكذا اهانة امام الجميع فقط لانه لا يقدر ان يراها بهكذا حال و يصمت و الذي المها و اعتصر قلبها اكثر ان ادهم تجاوز الامر و اثر الصمت و بقي يتطلع الى ناصر بوجه خال من التعابير و خرج العمدة بخطوات سريعة ليتدارك الفوضى في الخارج . جذبها ناصر من ذراعها المقيد لتنهض و جرها الى الجدار الوهمي و صرخ برجاله ان يزيحوه لكن الذي فاجئه ان الرجال ترددوا بالتنفيذ و كانوا يتطلعون به بجمود و يبدو ان قلوبهم ترق لها لكونها فتاة و كان ذلك الشاب الذي يحرس الباب ينظر اليها بحزن و هي تقول عبر شفاه مرتجفة: "انك جبان و لولا ماوجدت نفسك عليه من مقام و ناس تحميك لما كنت تساوي شيئا" صرخ به ناصر: "ازيح الجدار ايها الكلب" و اقترب بتردد و اطاع الامر و ازاح الباب ليدفعها الى الحجرة الصغيرة . دخل معه ادهم قائلا متجاوزا ماحصل قبل قليل: "تعقل ياناصر و لا ترمها هنا...... انها فاقدة لعقلها انها مجنونة..... سنخبر الناس انها مجنونة" لم يستمع اليه بل فتح الباب و ظهر لها السلم و جذبها و اراد ان يرميها من السلم الا ان ادهم اعترض طريقه و قال باتقاد: "تريد قتلها هكذا؟" ناصر و بعصبية: "لماذا لا تبتعد يا ادهم؟...... اسكت و لا تدافع عنها ...... انت سكران في وضح النهار و تتصرف بطريقة غير لائقة معي " و امسكها من ذراعها و انزلها السلم بعنف و تبعه ادهم قائلا باقناع: "حسنا ...... اذن دعني اتولى امرها" عضت على شفتها و هي خائفة على ادهم لقد احرج نفسه كثيرا سيثير شك ناصر بتصرفه لا بد له ان يسكت. قال ناصر بصوت مرتفع: "افتحوا لي هذه الزنزانة....... تعال انت تعال يا سعيد" اقترب سعيد و بهتت ملامحه و هو يتطلع بها و قال بتردد و فزع: "زوجتك يا سيدي تزج في زنزانة كهذه؟" هو و بغضب و نبرة آمرة: "افتح الباب ايها الغبي و لا تتكلم" اطاع سعيد و هو يفتح الباب بيدين مضطربتين و ادهم ينظر اليها و عينيه اصبحتا بلون الدماء . دفعها ناصر الى داخل الحجرة الضيقة الرهيبة الرطبة المقرفة المليئة بالحشرات و تعفنات الجدران و دمعت عيني ادهم عندما فتح سعيد القيد من يديها و جذب ناصر سلاسل القيود الحديدية القاسية المتدلية من السقف و قال بغيظ: "هذا ما كان يجب ان يحصل من زمان..... لقد تأخرت كثيرا و انا اعطيك الفرص الواحدة تلو الاخرى...... لأنني فقط احببتك" تناول يديها الناعمتي البشرة و لف عليهما السلاسل و ادهم يراقبه بانفاس متلاحقة ثم امر سعيد ان يعلقهما الى الاعلى و اطاع سعيد و هو يبتلع ريقه. قال ناصر بحدة و غيظ ظاهرا بتعابيره: :هكذا وضعك مناسب يا دلال ستبقين واقفة على قدميك و مقيدة الذراعين لنرى كم ستصمدين " ثم صرخ بهياج: "اين السوط؟" ارتعد سعيد و تردد ......اسرع احدهم و ناوله السوط ......... انتزعه ادهم من يده قائلا بحدة و اتقاد: "أ جننت؟....لا تفقد صوابك... تعتقد ان جسدها يحتمل لسعة السياط..... كفى طغيانا يا ناصر انها زوجتك لا تؤاخذها انها فتاة صغيرة السن و لا تفهم ماذا تقول ........ ما زالت لا تعرف كيف تتكلم و كيف تفكر ....... لا احد سيصدقها ....... الناس لم تقتنع بكلامها ..... لا تؤذها هكذا ارجوك يا ناصر" بقي يتطلع بأدهم لفترة حتى ضاقت عينيه و بدت انفاسه مسموعة و وضع يده على صدره و كأنه شعر بوعكة و تراجع خطوة و قال لسعيد: "اقفلوا الزنزانة عليها و لا تطعموها لا طعاما و لا شرابا" اومأ سعيد موافقا بسرعة و ظهرت تعابير الالم و الاختناق على وجه ناصر و هو يمسك صدره و ابتعد و خرج . قال سعيد بصوت خافت: "يا سيد ادهم.... هيا اخرج ارجوك... اريد ان اغلق الزنزانة" ثم وقف عند الباب و هو يتطلع الى السلم حيث ناصر صعد. اقترب ادهم منها و ضرب يده بيده الاخرى و قال بألم: "لماذا فعلت ذلك بنفسك و بي يا دلال؟...... لماذا جعلتني واقفا كالمشلول العاجز لا استطيع انقاذك؟...... ماذا علي ان افعل الان و انت بهذا المكان و لا اعلم ماذا سيفعلون بك بعد؟...... لماذا تصرين على ايذائي هكذا" نظرت الى وجهه و ابتسمت بحزن و اسى قائلة: "اول مرة ارى دمع عينيك...... دموعك اقسى علي مما اتعرض له" قال مقاطعا و بصدق: "لم تدمع عيني لسواك...... انت حبيبتي" و نظر الى الغرفة و تنهد و هو يتأمل ذراعيها المرفوعين الى الاعلى و هز رأسه باستنكار و ضرب يد بيد بأسف...... قالت بجدية: "اذهب يا ادهم و كفى اعتراضا امام ناصر انك تفتضح امرك..... اذهب انا رسمت حياتي بيدي و انهيتها هكذا لأني لا اريد ان اعيش في هذا القصر بعد الان..... اذهب و ابتعد و لا تخاف على نفسك يوما لأنني لن اتكلم عنك و لو قطعوا اوصالي لا لناصر و لا لأي احد سيبقى ما حصل بيننا سرا حتى موتي......... منذ رأيت هذا المعتقل و انا اريد ان اكون هنا مع هؤلاء الناس...... لأني من عامة اهل القرية المضطهدين....... لا اريد ان اعيش مترفة على حساب دماء الابرياء" قال و هو يمسك وجهها و بعتاب: "قلت لك لنهرب....... لماذا تريدين قتلي هكذا..... تريديني ان اموت يا دلال...... انا ميت الان" سعيد و بسرعة: "اخرج يا سيد بسرعة..... اخرج و لا تعرضني للعقاب" ابعد يديه عنها ببطء و خرج مسرعا. دخل سعيد و قال بصوت هامس: "اي تصرف مني لمساعدتك سيعرضني للعقوبة رغما عني علي ان انفذ واجبي هنا....... سامحيني لست راغبا بأن اكون سجانك ابد" و اغلق الزنزانة و ساد الظلام في المكان.... خفضت بصرها و هي تشعر بنزول الدماء من اوردة ذراعيها و اصابهما الخدر و كان ذلك مؤلم جدا و فوق احتمالها . مرت الساعات و هي تراوح بقدميها و تتألم و انهمرت دموعها و هي تسمع لسعات السياط على اجساد الرجال و الصراخ و الاستغاثة و أنات الموت و الاحتضار و رائحة الدم الخانقة تملأ الاجواء الحمراء الخافتة المخيفة و حركت ساقيها و هي تصرخ من الجرذان التي تتقافز على قدميها و نظرت الى العناكب العملاقة المتدلية قريبا منها و عضت على شفتيها و هي تتلفت في الغرفة المظلمة ذات الانارة الحمراء الخافتة. .................................................. ................ في اليوم التالي........ قال سعيد و بخيبة و حزن: "كأن شيء لم يكن ....... انت الخاسرة الوحيدة يا سيدة دلال كل شيء عاد الى وضعه و اسوء و ما قمت به هباء .... قاموا رجال العمدة بمهاجمة ديار الشيخ محسن و اعتدوا و احرقوا و انزلوا الرعب بقلوب الناس و اقتادوا الشيخ محسن و....... وطاردوا الثوار و قتلوا بعضهم و هرب محمد و اسكتوا الناس ....... في الخارج يطالبون بالاقتصاص منك و قتلك على تمردك ........ هم هؤلاء الناس نفسهم الذين وقفت و ضحيت بنفسك من اجلهم هم نفسهم يهتفون ضدك و يتهامسون عليك ...... لا فائدة يا سيدة دلال العمدة ليس بالرجل الهين انه مدعوم من جهات عليا و الناس تطلب رضاه " شعرت بالانفجار و صرخت باعلى صوتها و هي تضرب بقديها الارض و بهياج: "لا...................... لا....... ليس هناك رجال حقيقيون تعسا لكم..... لا...... جبناء.... تعسا لكم" بقي يتطلع بها سعيد متأثرا و خفض بصره و هي تصرخ حتى شعرت ان روحها كادت ان تزهق..... كم هو قاس شعور الانهزام و الفشل و الغبن .................................................. ................ بعد مرور يومين......... قال لها سعيد بتخاذل: "ليس بيدي حيلة لاجلك ...المراقبة شديدة و السيد ادهم ممنوع من دخول المعتقل صدر امر من العمدة بذلك و انزل السيد ناصر طاقما جديدا من الحراس ليركزوا على من يدخل اليك ......... لقد استشعر ابن العمدة الرحمة بقلبي عليك و اراد ان يستبدلني باخر ........... ليتني استطيع ان افعل شيء لك" و تغيرت ملامحه بسرعة عندما سمع اصوات تعلن عن حضور العمدة و ناصر و تظاهر بأنه يشد وثاقها بعنف عندما دخلا و احنى رأسه للعمدة ....... اشار له ناصر ليخرج . نظرت الى السوط بيد ناصر و ارتعب قلبها كانت منهكة و كأنها ستفقد الوعي و رأسها محنيا ........ امسكها ناصر من شعرها و رفع رأسها بقوة و قال بحقد: :الان يا دلال يا ابنة صالح الم تعلني ندمك؟" نظرت الى العمدة الذي يرمقها بنظرات ثاقبة و حادة و ليس لها القدرة على الكلام.......... فخري و بصوته الاجش: "هذا عقابا لينا يا زوجة ابني..... مازال بقلبي رحمة عليك مع انك تستحقين الجلد حتى الموت على افعالك ابتداء باجهاضك و حتى اخر فعلة لك...... من اجل ناصر لا زلت حية" ناصر و بصوت مرتفع: "انت منهارة و لم تحتملي مزيدا من الاذى....... عليك التسليم و الركوع طالبة العفو حتى اخرجك من هنا" قال الحارس عند الباب: "السيد ادهم احدث ضجة في الاعلى انه يريد الدخول" ناصر و عبر عيون ضيقة فيهما بريق غريب: "لا....... امنعوه........ لا تدعوه يدخل" العمدة و بتركيز: "ندمت يادلال؟" استجمعت مالديها من قوة و قالت بصوت متقطع: "لا.. ابدا ....لم اندم...... ابدا" ضغط ناصر على اسنانه و لسعها بالسوط بقوة حتى انهارت تماما انها اقسى درجات الالم ثم رفع السوط مجددا و لسعها حتى فقدت وعيها و اخر ما سمعته قول فخري بنبرة أمر: "اقتلها لا فائدة منها عنيدة و متمردة و كافرة بالنعمة......... اقتلها لا تستحق الحياة" و خرج من الزنزانة غاضب و قال عند الباب: "لولا علمي انك تكن لها عاطفة بقلبك لامرت بقتلها منذ البداية ....... اقتلها" خفض ناصر بصره و ذهب فخري. دلق الماء على وجهها لتفتح عينيها و قال و هو يشدها من شعرها و يقرب وجهه من وجهها و بغضب: "سليطة اللسان و وقحة اوصلت العمدة الى هذا القرار ......... كم حاولت و حاولت استراجعك الي.... عشقتك بكل كياني و تمسكت بك لاخر لحظة ...... افسدت حياتي و افسدت كل شيء بعنادك و خيانتك" و اتسعت عينيها على اشدهما عندما اخرج السكين من جيبه و تحركت اهدابها عندما رأت سعيد واقفا خلفه و واضعا يده على خنجره و كأنه يفكر بطعنه الا انه ابعد يده عندما سار الحارس قريبا منه...... جرحها ناصر بكلتا يديها بالسكين الحاد و بذراعيها لتنزل الدماء الى جسدها قائلا: "ليس لي القدرة على قتلك ........ لكني سأمر بقتلك...... تعال سعيد و اقتلها الان" دخل ادهم مسرعا و قال ناصر صارخا: "اقتلها يا سعيد هيا اقتلها امامي" امسكه ادهم من ياقته و الصقه بالجدار قائلا: "مستحيل....... لن اسمح بذلك" ابتسم ناصر و هو يمسك يدي ادهم و يقول بصوت خافت: "ما بالك يا ادهم؟...... لماذا انقلب كيانك عندما اعتقلنا دلال؟......... ما الامر اخبرني؟....... حالك اثار فضولي و قلقي يا صديقي......... ما بالك يا صاحبي و معلمي ؟..... أ تعجبك زوجتي...... تكلم يا صديقي؟.... اتحب دلال؟..... تحب زوجتي يا ادهم ؟" كان يهزه بعنف و ادهم ابعد بصره و لا يستطيع ان ينطقها امامه. ضحك ناصر بعصبية و قال و هو يدفعه قربها و تتراقص نيران الغضب و الدموع بعينيه : "انكشف امرك يا ادهم........... خائن....... صديق خائن....... كيف تطعنني بظهري يا ادهم؟....... نعم .... نعم....... فكرت بكل شيء.... منذ ذلك الوقت و انا مغفل ....... كنت اشم رائحتك على جسد زوجتي يا صديقي الوحيد كنت اتغاظى بغبائي...... كانت الثقة كبيرة لدرجة انني كنت اعمى و مغفل .......... انت الرجل الذي قضيت اشهر ابحث عنه و هو اقرب قريب مني ...... انت العشيق الذي ارقني ليال..... انت الرجل المميز الجذاب الذي ترفضني زوجتي لاجله انت الذي عشقته دلال.... انظر الي لماذا لا تقدر التطلع بعيني تستحي الان مع انك كنت تستحل جسد زوجتي بغيابي" اغمض ادهم عينيه و احنى رأسه متأثرا من عذاب ناصر و دموعه و بسرعة اغلق سعيد الزنزانة عندما شهر ناصر السكين على ادهم الذي تراجع و وقف امام دلال و هو يحميها بذراعيه قائلا بصوت خافت: "اقتلني يا ناصر انا المذنب ..... انا الذي كنت اطاردها و كانت ترفضني انا اجبرتها على خيانتك انا احببتها وتقربت منها دلال مسكينة و قعت ضحية نذالتني اقتلني انا و اعفو عنها" التهبت عيني ناصر و هرع الى ادهم بالسكين بقوة و اغمضت عينيها و هي تشعر ان روحها صعدت الى الحلقوم حتى توقف و تهاوى جسده على ادهم عندما انهال عليه سعيد بالطعنات حتى ارداه قتيلا ..... بقي ادهم ينظر الى جثة ناصر الذي سقط ارضا عند قدميه و هو باهت و مصدوم و مقهور. سعيد و بسرعة و انفعال: "هيا اخرج و افعل ما اتفقنا عليه هيا" خرج ادهم و وقف عند باب الزنزانة قائلا بهدوء مصطنع: "السيد ناصر يأمر بأقامة اجتماع الكل يتوجه الى الغرفة من فضلكم ...... هيا كل الرجال هنا ا من حراس و جلادين و خدام انه امر طاريء ...... لقد قتلنا السيدة دلال و علينا الاجتماع" بسرعة سعيد فك و ثاقها و ارتمت على الارض و هي غير قادرة على الحركة و نظرت الى جثة ناصر و هزت رأسها اسفا و هي تتذكر اول يوم رأته فيه في ذلك الاحتفال و هو يتطلع بها بنظرات الاعجاب و الزهو و الاندفاع من يدري ان كل ذلك سيحدث...سامحني يا الله لم اكن اريد ذلك ابدا ابدا. قال سعيد و هو يجذبها و يحرك الدم بذراعيها: "ادهم سيجمع الرجال كلهم و يحتجزهم و انا ساطلق السجناء ...... استجمعي قواك علينا تهريب السجناء الان اليست هذه رغبتك كنا نخطط لذلك طوال يومين انا و السيد ادهم" ثم ساعدها بشرب الماء و هي كالمشلولة و غسل وجهها الشاحب كالاموات ........ شدها لتنهض حتى وقعت مجددا لا قوة عندها لان الدماء تصفت من جسدها من جروحها البليغة لولا مساعدة ذلك الجلاد سعيد لها طوال الوقت لما بقيت حية فقد كان يفك وثاقها بساعة متأخرة من الليل و يعطها الماء مجازفا بنفسه حتى تسائلت مع نفسها لماذا يفعل معها ذلك الرجل الذي تبدو عليه الوحشية و القسوة و القباحة؟ لكن داخله نظيف انه جميل جميل انت يا سعيد. قال بنفاد صبر: "يا سيدتي انهضي هيا تأخرت" و جذبها الى خرج الزنزانة و تركها ارضا حتى لا يضيع الوقت الثمين . خرج ادهم و اقفل الباب على كل الرجال في غرفة الاجتماعات الكبيرة و احتجزهم هناك و راقب سعيد الذي ركض الى الزنزنات و هو يفتح الابواب على عجل و يخبر السجناء انه سيخلصهم و ان عليهم الهرب بسرعة و يسلم بعضهم المفاتيح لمساعدة بعضهم و الاقوياء منهم يحملوا الضعفاء الذين انهكهم المرض و التعذيب الذين لا يقدرون على الفرار......... فتح لهم الباب الخارجي المؤدي الى الشارع المطل على المزارع و في ظلمة الليل هربوا السجناء متخفين في المزارع كلا الى سبيله.... كانت مسندة جسدها على الجدار و تنظر الى الرجال و هم يركضون هاربين و يتعثرون ببعضهم . اقبل ادهم اليها و جذبها اليه قائلا و هو يمسح جبينه المتعرق: "و الان يا سعيد ماذا ستفعل؟" سعيد و بقلق: "ساصعد و اقتل العمدة و انت انشب الحريق هنا ...... هيا اخرجها الى الشارع لا يجب ان نتأخر بسرعة" سمعوا طرقا شديدا من الرجال المحتجزين وقاومت ادهم قائلة و هي تجر انفاسها بصعوبة: "و الرجال المحتجزين؟" ادهم وبنفاد صبر: "سانشب الحريق يادلال و نهرب لا عليك بهم لكل عمل ثمن و ضحايا ....... لنخرج يا دلال هيا لا شأن لك بهم انهم رجال العمدة و سيقتلوننا انهم مجرمين" قالت رافضة و بدموع: "مستحيل ابدا ..... لا يمكن ان ادعكم تحرقون كل هؤلاء الرجال و هم احياء انهم بشر و ماادراكم انهم مجرمين؟ " سعيد و بغضب: "يا سيدة دلال بالله عليك لا وقت للرحمة الان سنموت جميعا اذا تأخرنا" هي و قد تشبثت بادهم: "ادهم ارجوك انا ارفض الظلم .....هناك في الخارج ربما يكون بانتظارهم عوائلهم .... طفل منتظر عودة والده او زوجة قلقة على زوجها ........ربما احدهم مثل سعيد قلبه نظيف و ضميره حي لكنه خائف" تبادل ادهم النظرات مع سعيد الذي قال: "خذها يا ادهم و اخرج بها نحن في ورطة الان سيكشف امرنا " و صعد مسرعا و تبين ان يحيى حارس الباب مشترك ايضا بالخطة و غيره من رفاق سعيد الذي اتفق معهم مسبقا للاطاحة بالعمدة و القصر و حرقه. حملها ادهم و اخرجها من المعتقل الذي فرغ من السجناء ما عدا الجثث لبعض الموتى...... وضعها عند باب المعتقل و قالت بارتجاف و فزع: "و النساء في القصر و فوزية؟" قال و هو يتنفس بتلاحق: "لا تخافي عليهم لا تخافي" قالت بتوسل: "اطلق الرجال المحتجزين يا ادهم ارجوك" و دخل مجددا و سمعت اصوات الرجال و الحراس يضربون على الباب الكبير المغلق و يصرخوت متسائلين عن سبب احتجازهم و شممت رائحة النار عندما بدأ ادهم باشعال النيران بالداخل ...... مررت يديها على الدماء التي تسيل من جسدها و اغمضت عينيها و كأنها ستفقد الوعي و استنشقت هواء الخارج الرطب و رائحة الحرية المختلطة بدم الضحايا و ابتسمت و هي تشعر بشيء من الارتياح الممزوج بالقلق و ترائت لها خيالات اسرار و غيث و كوثر و صالح و شعرت انها في عالمهم لولا ان يد ادهم جذبتها و فوقتها من غفوتها ...... ادهم حبيبها الذي و ضعها على صدره و كأنها غنيمة حصل عليها من المعركة و هرب بها مبتعدا عن القصر تاركا النيران تأكل كل شيء خلفه و هو متفائل انه حصل على دلال اخيرا بعد ان فعل لها ما كانت تنادي به و تتمناه طوال الوقت هو تحرير السجناء وانه لم يخيب ظنها لكنه لم يعلم انه قد فات الاوان على الفرح و السعادة عندما قالت له و هي تشهق بانفاسها و بصوت خافت و متقطع: "توقف...... توقف بي يا ادهم" ابطأ خطاه تدريجيا و هو يتطلع بوجهها و تغيرت ملامح الامل بتعابيره لقلق و خوف و هو يقول بهمس: "ما بك يا دلال؟... حبيبتي" توقف بها و خارت قواه عندما قالت بدموع: "لست قادرة ...... انزلني هنا" نزل على الارض و احتضنها قائلا و هو يحيط و جهها المتصبب عرقا و باصرار و الحاح: "تماسكي حبيبتي.. كل شيء انتهى ..... ناصر و العمدة و القصر قد ولى الخوف .... اصبحنا وحدنا انا و انت فقط...... سنذهب معا و نرى حياتنا سنتزوج يا دلال ......... تكلمي معي و انظري بعيني لا تغمضي عينيك ارجوك" قالت و هي ترتجف وتتنفس بصعوبة: "ضمني الى صدرك بقوة يا ادهم. .. دعني اشم انفاسك لأني مختنقة ... انا اسفة .... هذه المرة سأخذلك و لن اكمل معك و كأن قدرنا يرفض ان يجمعنا معا لكن الله شاء ان اكون معك بهذه اللحظات .... كنت اتمنى مثل هذه اللحظة طوال الوقت ان اكون بحضنك.... خشيت ان اموت بعيدا عنك انا ...... انا اختنق يا ادهم اريدك ان تضمني" هز وجهها بقوة و هو يقول بعيون متسعة و صوت مخنوق: "ماذا تقولين؟.... لا ...... لا تتركيني مازال الوقت مبكرا امامنا...... دلال!.... فعلت كل ذلك لاجلك لا...... لا....... لا" و صرخ باعلى صوته و هي تزهق بانفاسها بحضنه و الصق وجهها بوجهه و شفتيه بشفتيها و هو يقول ببكاء وصوت هامس: "لا يا دلال لا تموتي.... لماذا تتركيني؟.... انا احبك و لم اكتفي منك بعد ما زال الوقت مبكرا جدا ... حبيبتي" و فاضت روحها بهدوء و ضمها الى صدره بقوة و غمر وجهه في شعرها و ساد الصمت. تمت | ||||||
18-04-17, 10:01 PM | #1055 | ||||||
نجم روايتي و كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| اقدم شكري الجزيل و امتناني لكل متابعين روايتي و المعلقين عن الفصول و المترقبين يوميا و المشجعين اعذروني من اي تقصير احبتي ان شاء الله نلتقي مرة اخرى و برواية اخرى في هذا المكان الرائع الجميل | ||||||
18-04-17, 10:02 PM | #1056 | ||||||
نجم روايتي و كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 17 ( الأعضاء 11 والزوار 6) هند ص*, جارة القمر 2009, ayaammar, modyblue, كبرياء عنيدة+, english, taheni, Nuo123443rn, dina adel, braa اهلا بكم مشكورين | ||||||
18-04-17, 10:11 PM | #1057 | |||||||
نجم روايتي و كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
كلام رائع جدا ورأي صريح و مقبول عاشت ايدج على المشاركة القيمة و ادعوك للفصل الاخير مع الود و التقدير تحياتي | |||||||
18-04-17, 10:12 PM | #1058 | ||||||
نجم روايتي و كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 21 ( الأعضاء 13 والزوار 8) هند ص*, ABDELRAHMAN WAHEED, pearla, شمس الصحراء, الصلاة نور, كياكيا, ayaammar, modyblue, كبرياء عنيدة+, english, taheni, Nuo123443rn هلا و غلا | ||||||
18-04-17, 10:15 PM | #1059 | ||||||
نجم روايتي و كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 23 ( الأعضاء 15 والزوار 8) هند ص*, جارة القمر 2009, Roqaya Sayeed Aqaisy, ديما4, ABDELRAHMAN WAHEED, pearla, شمس الصحراء, الصلاة نور, كياكيا, modyblue, كبرياء عنيدة+, english, taheni, Nuo123443rn مشكورين على التجمع اتمنى لكم متابعة شيقة | ||||||
18-04-17, 10:17 PM | #1060 | ||||||
نجم روايتي و كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 25 ( الأعضاء 17 والزوار 8) هند ص*, ريري6, bobosty2005, جارة القمر 2009, Roqaya Sayeed Aqaisy, ديما4, ABDELRAHMAN WAHEED, pearla, شمس الصحراء, الصلاة نور, كياكيا, modyblue, كبرياء عنيدة+, english, taheni, Nuo123443rn | ||||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|