آخر 10 مشاركات
540 - رجل خلف القناع ..هيلين بروكس.د.ن (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          *&* هنا يتم الابلاغ عن الكتابات المخالفة للقوانين + أي استفسار أو ملاحظه *&** (الكاتـب : سعود2001 - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          عِـشـقٌ في حَضرَةِ الـكِـبريآء *مميزة مكتملة* (الكاتـب : ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ - )           »          زوجة بالميراث (127) للكاتبة: Sara Craven *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          خلف الظلال - للكاتبة المبدعة*emanaa * نوفيلا زائرة *مكتملة&الروابط* (الكاتـب : Just Faith - )           »          أحبك.. دائماً وأبداً (30) للكاتبة الرائعة: مورا أسامة *مميزة & مكتملة* (الكاتـب : مورا اسامة - )           »          93- رجل من ورق - كارول مورتمر - روايات عبير الجديدة (الكاتـب : samahss - )           »          ألـمــــاســة الفــــؤاد *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : نورهان عبدالحميد - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree22Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-05-17, 04:20 PM   #201

ebti

مشرفة منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ebti

? العضوٌ??? » 262524
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 14,201
?  نُقآطِيْ » ebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond repute
افتراضي


مساء الاوركيديا والزنبق... الف الف مبروك تستحقين عزيزتي القصة حلوة ومميزة والاسلوب سلس... عقبال اللون الأحمر قريباً ان شاءالله...

ebti غير متواجد حالياً  
التوقيع
إن كرماء الأصل كالغصن المثمر كلما حمل ثماراً تواضع وانحنى"
هكذا عرفتك عزيزتي um soso و هكذا تبقين في قلبي شكراً جزيلاً لك على الصورة الرمزية...

رد مع اقتباس
قديم 22-05-17, 06:26 PM   #202

rontii

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية rontii

? العضوٌ??? » 289729
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 20,876
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ﻻ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
افتراضي

مبروووووووك يا رغيدا الف مبروك الرواية مميزة باسلوبك البسيط و خفة دمك
اسفة لان بقالي فترة مش بعلق بس ان شاء الله بكرة اقري كل الفصول اللي فاتتني ان شاء الله



التعديل الأخير تم بواسطة rontii ; 22-05-17 الساعة 06:44 PM
rontii غير متواجد حالياً  
التوقيع














رد مع اقتباس
قديم 22-05-17, 07:23 PM   #203

Aurora

كاتبة ومصممة في قسم قصص من وحي الأعضاء وعضو في فريق مصممي روايتي وساحرة واحة الأسمر بقلوب أحلام

alkap ~
 
الصورة الرمزية Aurora

? العضوٌ??? » 346573
?  التسِجيلٌ » Jun 2015
? مشَارَ?اتْي » 6,779
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Aurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond reputeAurora has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
وأكتبلك من حروفي شعر ..وأغزلك نجوم السما ..وأهديك من عمري عمر ...
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

رغوووودتي انبسطت كثييير لما لقيت لك روايه
الف الف مبرووووك حبيبتي روايتك و مبروك لكِ تميزها
تستاهلي يااااجميل

الله يبارك في وقتك يااا رب ويوفقك

وعقبال ياااا رب الروايه المليون


Aurora غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-05-17, 07:48 PM   #204

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

بجد أنتم اجمل هدية من ربنا اشراف واعضاء منتدي روايتي بقالي فترة مريضة والمرض اشتد عليا اليومين الماضين لدرجة ما كنت حتي قادرة ادخل ارد ودخلت بس علشان انزل الفصل فلقيت احلي هدية حسستني اني اتحسنت بجد ربنا يسعد ايامكم زي ما اسعدتوني بالتميز والتثبيت شكرا جدا ليكم وشكرا علي الغلاف الرائع بجد مش لاقية كلام اقوله ربنا ما يحرمني منكم وافضل دايما عند حسن ظنكم خالص حبي وشكري

رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-05-17, 08:17 PM   #205

انجوانا

مشرفة منتدى الصور وتسالي مصوره وعضو مميز في القسم الطبي والنفسي ونبض متألق في القسم الأدبي وفراشة الروايات المنقولةوبطلة اتقابلنا فين ؟ومشاركة بمسابقة الرد الأول ومشارك في puzzle star ومحررة بالجر

 
الصورة الرمزية انجوانا

? العضوٌ??? » 359808
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 11,533
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
?  نُقآطِيْ » انجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond repute
افتراضي

سلامتك حبيبتي الف مليون سلامه اجر وعافيه يارب ما تشوفي شر ...يعطيك العافيه

انجوانا غير متواجد حالياً  
التوقيع





مع الله تضيقُ فجوات الوجع، ويخفت صوت الألم ويعلو الأمل، مع الله تُنار لك الدروب، وينجلي الظٌّلم والظلام الحياة مع الله سعاده وأمان .
رد مع اقتباس
قديم 22-05-17, 08:47 PM   #206

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

سيتم تنزيل الفصل حالا في الحقيقة لقد كانا بالأصل فصلين لكني دمجتهما معا ليصيرا فصلا واحدا طويلا حتي استطيع انهاء الرواية قبل شهر رمضان المبارك ..ويتبقي لنا فقط الخاتمة ستنزل يوم الاربعاء باذن الله

رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-05-17, 08:57 PM   #207

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي



الفصل السابع والأخير


لا ادري كيف يمكن لابن اخي ان يقع ببراثن فتاة مثلها ؟! انها حتى ليست جميلة حسب الصورة التي ارسلتها هناء لها !!..والأدهى ان توافق والدته وتشجعه!! بينما تكتفي بالقول لي ان الأمر نصيب وأن من حق ابنها أن يتزوج من يريد " كانت مهينار ذاهلة وهي تسمعها تؤكد لشقيقها أنها أبدا لن تسمح لتلك الزيجة أن تتم ......

لتكتفي هي بما سمعت و تبدأ بالتراجع ببطء وخفوت خارجة من الفيلا ....
متجهة لسيارتها فهي لن تسمح لوالدتها أن تفسد زواج وحياة خالد الذي تعده بمثابة شقيقها الاكبر وتتمنى له السعادة من قلبها .. وإن كان بالفعل قد قابل فتاة استطاعت نيل قلبه فلن تسمح لهم بافساد الأمر عليه وخاصة انها لن تقبل الزواج منه باي حال ..
إن لم يكن بمقدورها هي ان تقابل او تشعر بالحب يوما فعلى الاقل تفعل شيئا جيد وتساعد خالد على الحصول على حقه بالسعادة فهي تعلم كم عانى وتعب منذ وفاة خالها ......
.................................


أوقف سيارته أمام الباب الداخلي لفيلا عمته بعد أن فتح له الحارس الباب فهو يعرفه جيدا ، ليجد الباب الداخلي مواربا قليلا مما ذكره بتلك المرة قبل سفره لايطاليا .. عندما قرر الحضور لعمته ليفاجئها ويتفق معها على اعلان خطبته بماهى ؟!
ليتفاجئ بذلك الحوار البغيض الذي استمع اليه وعمته تنهر مدحت بالصالة الداخلية .. دون أن ينتبها لحضوره ..كانت تنهره حول استهتاره الذي لم يجعله يحصل على منصب كبير لديه وعدم قدرته على كسب ثقته حتى يتولى مناصب اعلى ، كان حوارا عاديا أو هكذا ظن ؟!! وهو على وشك الاعلان عن تواجده حتى سمعها تخبر ابنها أن الحصول منه على كل ما يمكن هو حق لهم لأن ابيه اهدر ميراثها !! ..رغم عدم صحة ذلك.. بل تتمادى أيضا بالافتراء والكذب على أبيه الراحل مدعية بأنه مرر اموالا لابنه قبل اعلان إفلاسه ليوسع بها أعمال جده ، ويسمعها تضيف كيف أنها واثقة أنه سيحضر قريبا لخطبة مهينار ووقتها ستحكم قبضتها وسيطرتها عليه.. رغم أن ابنتها لا تساعدها بغبائها وامتناعها عن التقرب منه لكنها ستجبرها على مجاراة خططها رغما عنها ..

كان قد علم في وقت سابق من اليوم نفسه عن تلاعب إبن عمته بالحسابات حيث يعمل في وحدة الحسابات لديه ، كانت اختلاسات بسيطة يتم مداراتها ببراعة لولا أن اكتشف الامر رئيس وحدته نتيجة خطأ بسيط فأخبره بالأمر ، رغم إحراجه لعلمه بصلة القرابة بينهما ليطلب هو منه التكتم على الامر ويغطي العجز بالحسابات من ماله الشخصي ، ويطلب من الرجل اعادة العمل على الحسابات كافة دون معرفة احد حتى مدحت نفسه....

ورغم ما عرفه كان ينوي أن يتم خطبته بماهي معتبرا فعلة مدحت خطأ وتهور فتى مدلل سينبه عمته اليه ويكتفي هو باقالته.. أو نقله لموقع آخر بعد تعنيفه ،.....

لكنه بعد ما سمعه تراجع عائدا دون أن يروه.. بعد أن قرر أن يرسل مدحت لفرع الصعيد ويعطيه صلاحيات أكبر لتكون كالحبل الذي يلفه حول رقبته رغم أنه لم يكن وقتها قد قرر ما سيفعله معه تحديدا ..

كان يعلم أنه لن يستطيع الابلاغ عنه وسجنه إكراما لوصية والده الذي اوصاه بعمته وابنائها.. لكنه لن يمرر الأمر ايضا ..لذا اختار فرع الصعيد حيث يثق بمديره الذي أعلمه بالأمر وهو واثق من تكتم الرجل وتنفيذه لخطته حول إيهام مدحت بالموافقة على التلاعب وإعطائه أمان وصلاحيات تجعله يتصرف بتهور ، وهو ما حدث وأصبح لديه ملفا كاملاً لو أراد أن يقضي على مستقبله به لفعلها بسهولة .... لكنه سيجعله ورقة ضغط تضمن عدم تجرؤ عمته على اتخاذ اي موقف يحول دون اتمام زواجه او يسيء لأي من همس واسرتها فالأمر في هذه المرحلة دقيق جدا ولا يحتمل اي تدخلات مسيئة تجعلها تهرب منه ...

ليتقدم لجرس الباب ضاغطا عليه رغم الباب المفتوح فيكفيه ما سمعه سابقا عندما تجاهل التنبيه عن حضوره ... ليجد مدحت يتقدم للباب وهو ينظر له بدهشة من حضوره في هذا الوقت ويحاول مداراة الامر بالترحيب المازح :
- أهلا بابن خالي هل اشتقت الي بعد ارسالك لي لمجاهل الصعيد حيث الشمس الحارقة !
ليجيبه خالد ببرود دون أن يرد تحيته :
- أين عمتي ؟
لينظر له بتوجس وقد اختفت ابتسامته أمام هذه التعبيرات الباردة وهو يشير برأسه للقاعة الداخلية
ليدخل خالد اليها مباشرة فتهب عمته ما أن رأته مقتربة منه مرحبة وهي ترفع رأسها مقبلة وجنتيه لتجده ثابتا لا يرد تحيتها فتسأله متوجسه :
- ماذا هناك خالد هل والدتك بخير ؟
ليلفت نظرها الملف الذي يحمله فتسأله :
- وما هذه الاوراق ؟
لينظر لكلاهما بقناع شديد القسوة والبرود اثار القلق بالواقفين أمامه وهو يقول :
- لنجلس قليلا فهناك بعض الحقائق آن آوان حسمها ..
لتجلس عمته يتبعها مدحت وكلاهما ينظر للآخر بقلق يحاول مداراته ..بينما وجه خالد كان أشبه بقناع بارد وهو يقول موجها الحديث لعمته :
- عمتي لدي سؤال لكي ، ألم يعطيك أبي نصيبك كاملا من الميراث بعد وفاة جدي رحمه الله ؟
لترد بتوجس وهي تنظر لابنها الذي بادلها النظر مقطبا بحيرة عندما سمع ردها :
- نعم لقد فعل ..لتضيف بخفوت وتردد ،.. وانت تعلم ذلك فرغم أنك كنت صغيرا لكنك حضرت معه أثناء قيام المحامي بإجراءات اعلام الوراثة وحصر التركة ..
ليضيف بتأكيد:
- واخذت حقوقك كاملة فيما عدا بعض اسهم قليلة طلبت انتِ أن تظل باسمك ولا تكاد تسوى مبلغا كبيرا لتشعري حسب قولك وقتها أنك ما زلت عضوا بشركة والدك و لو بالقليل و رغم ذلك عوضتك أنا عنها لاحقا ، وكذلك نصيبك ببيت الأسرة ، الم أقم بنفسي بتعويضك عنه بعد وفاة والدي بعدة أعوام عندما بدأت أموري المالية تستقر قليلا حتى لا يبقى بذمة أبي لك شيئا يحاسب عليه؟!.. رغم أنك وقت توزيع الميراث رفضت أن يقيم ابي نصيبك ويدفع لك ثمنه قائلة انك ترغبي أن يظل لك حقا ببيت ابيك حتى تشعري انك مالكة المكان عند حضورك لا ضيفة فيه !؟
لتضطرب ملامحها أكثر وتبتلع ريقها الذي تشعر بجفافه بصعوبة .. بينما ترى ازدياد انعقاد حاجبي ابنها والتماع الغضب بعينيه وهو يكتشف كذبها عليه وزيف ادعاءاتها له بأن لهم حقوقا منهوبة في أموال ابن خاله وتقول بخفوت :
- أنا لا أفهم سبب كلامك عن هذه الأمور الآن ؟!
ليقاطعها خالد بصوت غاضب رغم عدم ارتفاعه :
- أنا الذي لا أفهم سبب أفعالك؟!... كما لو كنت عدوك أو غريبا عنك أخذ منك شيئا فتطمعي به وتحيكي الخطط لتسيطري عليه وتمتصي منه أمواله !!..
لتنتفض عمته واقفة وهى تقول ناهرة له :
- ماذا تقول ؟ أنا لا أسمح لك بهذا الاتهام المجحف ، أهذه أول تداعيات خطبتك لتلك النكرة ؟ تزرع الشقاق والضغينة بقلبك لأسرتك؟ ..
ليقف خالد ويقترب منها سائلا :
- وكيف عرفت من تكون خطيبتي عمتي ؟ كيف حكمت أنها نكرة وأنا لم أخبرك أو اخبر احدا عنها ؟ وكيف ستوغل صدري ضدك وهي لا تعرفك ولم تقابلك قبلا ؟!
ليسقط الأمر في يدها وتضطرب ملامحها أكثر وهي لا تعرف بما تجيبه ليردف هو :
- لا تتعبي نفسك بالبحث عن رد فأنا أعرف بشأن جاسوستك لدي ..
ليرتفع صوته قليلا وهو يقول بغضب :
- هل وصل بك الأمر بأن تجندي سكرتيرتي لديك لتنقل لك اخباري وتراقبني لحسابك !!
ليقاطع محاولات الانكار التي لاحت على وجهها قائلا :
- لا داعي للانكار فأنا أعلم بالأمر من فترة طويلة !! ومعي الدليل فسكرتيرتي الغبية الجشعة كانت بخيلة لدرجة أنها كانت توفر شحن هاتفها النقال وتتصل بك من هاتف المكتب عندي !
ليخرج من جيب سترته الداخلي جهازا صغيرا يضغط زر تشغيله لينطلق منه صوتها وهي تعنف سكرتيرته على عدم معرفتها بالمكان الذي يقضي به إجازاته ... ليضغطه ثانية ويظهر صوتها مرة أخرى بينما تطلب منها البحث عن الفتاة التي يرغب بالارتباط بها وتطلب منها تفتيش مكتبه ... واخرى بينما تخبرها هناء عن ما وجدته بدرج مكتبه وانها سترسل لها منه نسخة وهي تعدها بمكأفأة سخية ..
ليقف مدحت هاتفا :
- يكفي هذا لقد اثبت ما تريد اثباته وارغب أن أعرف لماذا تواجهها الآن إن كنت تعرف من فترة ؟ ماذا تريد تحديدا؟
لينظر له خالد ببرود مردفا :
- قبل أن أخبرك باجابة سؤالك ارجو أن تقرأ هذا الملف يا ابن عمتي العزيزأنه صورة بينما الأصل لدي ..
ليمد له يده بالملف الذي يحوي صورتين من الحسابات الاصلية والحسابات التي تلاعب بها والمبالغ المختلسة مثبته بالارقام والتواريخ بدقة ومزيله بتوقعيه الواضح ليشحب وجه مدحت بقوة وهو يرفع رأسه بتوجس وقد ظهر الارتعاب بصوته الذي خرج مهتزا :
- منذ متى تعرف ؟! وماذا تنوى أن تفعل ؟
ليعاود خالد الجلوس واضعا ساقا فوق الأخرى في حين قامت عمته باختطاف الملف من يد مدحت بعدما شعرت بالتوجس مما يحتويه وخاصة بعد رؤيتها حالة ولدها بعد قراءة الملف لتشحب هي ايضا وتسقط جالسة بذهول على الاريكة بعدما نظرت فيه وعلمت ما يحتويه وهي تسمع ابن اخيها يرد ببرود على تساؤل ولدها :
- ما سافعله بهذا الملف يعتمد عليك وعلي والدتك يا ابن عمتي ..
لترد رقية بصوت متحشرج متسائل :
- ماذا تعنى ؟
ليجيب بحزم بارد :
- أعنى أنني أحتفظ بأصل هذا الملف بخزينتي دون أن أفعل شيئا لولدك العزيز مكتفيا فقط باقالته وابعاده تماما عن أعمالي في حالة واحدة فقط ..
ليرد مدحت متسائلا بسرعة :
- ما هي ؟
ليجيب بحدة وهو ينزل قدميه ويعتدل واقفا :
- أن تبتعدا تماما عن حياتي ولا تحاولا الاقتراب منها أو من خطيبتي واهلها بأي صورة .. و لو حدث وتقابلتم صدفة معهم أو معي تكتفيا بترحيب لائق دون اي تجاوز !! ليقرب وجهه منهما مضيفا بنبرة محذرة لا تقبل الجدل :
- ولو علمت باقترابكما منها أو من أسرتها .. بأي طريقة كانت مباشرة او غير مباشرة فاعتبرا الاتفاق لاغي و قسم بالله ستريان وجها لي لم تروه من قبل ، وجها لن يعترف بصلة قرابة أو رحم ، واحمدا الله أنني اكتفيت بذلك وما زلت مراعيا للصلة بيننا التي لم تراعياها أنتم ولم اتخذ اجراء تستحقه تماما يا ابن عمتي فالتزما جانب الحذر حتى اظل محافظا على الاتفاق ..
ليستدير مغادرا وقبل أن يخرج من الباب استدار الى وجوههم الشاحبة ليضيف :
- وردا على سؤالك لماذا الآن ؟ فاجابته لأن مثلي يعرف كيف ومتى يستخدم ما بيده من أوراق حتى يضمن تحقيق مآربه المشروعة فلست غرا غبيا دللتني والدتي حتى تحولت لمجرد وغد بلا ضمير أو اخلاق ..
ليعاود الاستدارة خارجا تاركا خلفه ثنائي لا يرغب اي منهما بالنظر لوجه الآخر من شدة شعورهما بالخزي ..

*********
كانت قد رفضت تناول العشاء متحججة بعدم رغبتها بالطعام واعتزلت بحجرتها منذ ساعات وخاصة بعد تلك الجلسة الموسعة التي جمعتها بأسرتها حيث صارحوها بحضور خالد وطلبه يدها وبطلبه أن لا يخبروها حتى تعرفه أكثر بحكم صلة العمل و حتى تستطيع الحكم عليه دون أن يتأثر رأيها بتجربتها السابقة ..
لقد أذهلها ما سمعته من كونه قرر طلبها بمجرد عودته من ايطاليا موسطا أحمد كما لاموها لعدم إخبارها لهم عن لقائها به هناك ؟!!..
و ازداد ذهولها مع شعورها بتقبل الجميع له فلم ترى نظرة القلق والتوجس التي كانت تطل من عيني والدها عند خطبة عمر!! لم تشعر بعدم الراحة الذي كان يطل من والدتها !! ولا النفور الذي كانت تستشعره من أكرم بشكل متواري دون أن يفصح !!، بينما يظهره سامح بوضوح !..بل شعرت أن أفراد عائلتها جميعا معجبون وراضين عن ارتباطها به!
حتى أن سامح فاجأها بأنه أخضعه لاختبارات الرجولة حسبما قال وقد تخطاها بنجاح رغم أنه فاشل بلعب الكرة , لتنظر لشقيقها الاحمق بغضب وقد تذكرت الكدمات على وجه خالد والتي جعلها غضبها منه وشجارها معه ثم مفاجاتها من طلبه الزواج أثناء لقائهم تنسى أن تساله عنها .. لتكتشف أنها بتأثير أفعال شقيقها الأرعن الذي جره معه لاحدى مبارياته ، وأي اختبار رجوله هذا الذي يريد اختباره به ؟! إنه المثال الحي عن الرجولة !!.. لابد أن شقيقها أعمى بجانب كونه أحمق ..
لكن ابيها أخبرها أنهم برغم كونهم يروه فرصة جيدة لها ويوافقون عليه .. الا أنهم لن يتدخلوا بقراراها فهي وحدها من يجب أن تقرر ما تريده وتتحمل نتيجة اي قرار تتخذه..
وها هي تجلس بحجرتها وقد أنتصف الليل ترتدي بنطالها البرميلى والسترة الطوبي وتحتضن سوسو ولا تستطيع اتخاذ قرار فقلبها يحثها على الموافقة وعقلها ينهرها بأنها لا تناسب عالمه ولن تتحمل نظرات الانتقاص او الظن بانها باحثه عن الذهب من المحيطين به ..
أو أن تكون رغبته بها مشاعر وقتيه لفتاة مختلفة عن عالمه تفقد زخمها بعد فترة لأنها عندها ستتدمر تماما إن تركها بعد ارتباطها به ..
وما بين قلبها وعقلها تكاد تختنق غير قادرة على حسم موقفها ...
*********


كان يخرج بسيارته من الباب الخارجي لفيلا عمته عندما أوقف السيارة أمام سيارة مهينار التي كانت على وشك الدخول لينزل كلاهما من سيارته ويتواجها أمام الباب الخارجى ليبادرها بالسؤال :
- لماذا حضرت الآن وحدك ؟ كان بامكانك البقاء الليلة لدينا أو انتظاري حتى أعيدك دون أن تقودي في وقت متأخر من الليل هكذا ..
لتخفض عينيها وهي تجيبه :
- لم اشأ ان تعرف أمي شيئا عن كوني من أخبرتك بنواياها فلا أرغب بالمزيد من توتر العلاقة بيننا ..
لتغيم عينيها بشعور من الخزي لازمها منذ استمعت لخطط والدتها دون أن يمنعها خوفها من إزدياد توتر العلاقة معها من الذهاب لخالد ومصارحته بما تنتويه ليأخذ حذره ...
لتتذكر نظرة الامتنان بعينيه والتي خففت من شعورها بالخزي دون أن تلغيه.. خاصة عندما أكدت له ردا على سؤاله عن سبب قيامها باخباره بخطة والدتها ؟!.. أنها لا توافق على أفعال والدتها ولن تقبل بالزواج من رجل لا يريدها كما أنها لا يمكن أن تفعل أو تصمت على معرفة أن هناك ما يمكن أن يؤذيه وبامكانها منعه دون ان تفعلها .. فهو كان وسيظل بمثابة شقيق أكبر لها وصديق كان دوما مساندا لها بقوة خاصة في الفترة التي تركهم بها والدها وهي صغيرة ..
ليخبرها خالد أنه بغض النظر عن ما سيحدث مستقبلا فسيظل دوما بمثابة شقيقها وسندا لها وأن بامكانها دوما اللجوء اليه رغم اى توتر قد يحدث بالعلاقة بينه و والدتها وشقيقها...
لتعود من شرودها وهي تستمع اليه يؤكد عليها ثانية شكره وكونه سيظل دوما ممتنا لها على تنبيهه للامر قبل وقوع مشكلة يصعب تداركها لترفع رأسها اليه سائلة إن كان انهى الأمر ؟ ليخبرها بغموض أن الأمر أنتهي !
لا تعرف لما كان لديها شعور أن خالد يخفي عنها أمرا يمكن أن يجرحها ؟! أمرا يمس كلا والدتها وشقيقها وخاصة عندما رأته يدخل حجرة مكتبه بعد حديثها معه ليخرج بعد دقائق حاملا ملفا بيده ويطلب منها البقاء مع والدته حتى يعود من لقائهما .....
لكنها تشعر أنه ايا كان ما يخفيه عنها فهي ممتنة له لعدم اخبارها فهي لا ترغب بمعرفة أمور اخرى تزيد من حرجها وشعورها بالبعد عن اسرتها ويكفي توتر العلاقات بينهم لتدخل سيارتها وتتراجع بها حتى تسمح له بالمرور وتدخل هي الى ما البيت الذي اصبحت تراه سجنا لروحها ............
*********


لقد بقيت اليوم بالمنزل واغلقت هاتفها ..تعرف انه تصرف جبان من قبلها لكنها غير قادرة على حسم الامر ..لقد ادعت امامهم أنها تشعر ببعض التوعك ولم تنم جيدا لذا ستأخذ اليوم إجازة
وقامت بعدها بمهاتفة السيد اشرف الذي لحسن حظها كان ذاهبا للمجموعة هذا اليوم لتخبره بما اخبرت به اسرتها .... ، و رغم انها قرأت بعيونهم وخاصة والدها معرفتهم بسبب تهربها من الذهاب لكنهم أمام نظرة الضياع بعينيها والهالات السوداء تحتها تجاهلوا الأمر ولم يشيروا له مما أشعرها بالامتنان لهم ..

كانت قد ساعدت والدتها برفع الطعام بعدما انتهوا من تناول الغداء الذي لم تأكل منه الا القليل ولم تستطع لأول مرة مجاراة سامح في مشاغباته وهو يختطف فخذ الدجاج من أمامها قاضما القرقوشة من اعلاه في محاولة لاخراجها من حالتها بلا فائدة ..

جففت يديها بمنشفة صغيرة بعدما انهت غسل الاطباق وترتيب المطبخ بينما تنظر لها والدتها بعدم رضا هاتفة :
- همس اذهبي وخدى حماما و مشطي شعرك وغيري هذا الطقم الذي ترتدينه منذ الأمس قبل ان انزعه أنا من عليك واحرقه ..
لتسمع صوت سامح من الصالة مازحا :
- احرقي البنطال أمي وأغسلي السترة واعيديها لي فلم اتهنى بها منذ اشتريتها منذ ثلاثة أعوام ..
وقبل أن تجيبه سمعت صوت جرس الباب ورأت أكرم يتجه إليه لتتسع عينيها بذهول وهي ترى والدة خالد تدلف من الباب يتبعها هو وسط ترحيب أكرم وتقدم والدها اليهم مرحبا هو أيضا !!..
بينما تتجه والدته لأمها المتسمرة هي أيضا بجوارها مادة يديها وهي تقول معتذرة :
- لابد أنك والدة همس سعيدة جدا بلقائك وأسفة بشدة على قدومنا دون موعد لقد طلبت من خالد أن نهاتفكم قبل الحضور لكنه أصر بشدة أن نأتي مباشرة ..
لتقترب بعدها من همس وتضمها اليها هامسة في اذنها :
- يبدو انه كان يخشى أن تهرب العروس ..
لتنظر لها همس بذهول لتجدها تبتسم وهي تقول ألن تدعيني للجلوس يا فتاة ؟
لتقترب والدتها مجيبة وهي تمد يديها مشيرة لمقاعد الجلوس بالصالة
- كلا طبعا تفضلي البيت بيتكم وانتم تشرفونا بأي وقت سعيدة أيضا بالتعرف عليك سيدة ؟!...
لتصمت فهي لا تعرف اسمها بينما تقاطعها السيدة سمية قائلة :
- سُمية فقط دون القاب يا أم أكرم أتمنى أن تعتبريني فردا من عائلتكم منذ الآن فصاعدا وأن نكون صديقتين ..
ثم أكملت بعد جلوسها الذي تبعها به الجميع :
- كما أتمنى أن أكون أما ثانية لهمس التي يشرفني طلب يدها منكم لأبني الوحيد خالد ..
كان خالد طوال الوقت ملتزما الصمت لكنه لم يحد بعينيه عن تلك الذاهلة التي تنقل نظرها بينه وامه ويبدو انها فقدت لسانها بمكان ما ! لينظر لوالدها قائلا :
- عماه لقد حضرت مع أمي اليوم لأعرف إجابة طلبي ..
لينظر والدها اليها قائلا :
- نحن لا مانع لدينا وموافقون عليك بني .. لكن الرأي الأخير لصاحبة الشأن هاهي أمامك إذا وافقت سنقرأ الفاتحة الآن ..
ليقف خالد متجها اليها بعد أن نظر لوالدها مستئذنا فأشار برأسه بالموافقة ليقول لها بخفوت :
- اريد معرفة رأيك الآن ، إن وافقت فأنا لن أعرض عليك مالا وجاها وأملاكا .. بل سأعرض قلبي ..الذي اعدك أن تكوني ساكنته الوحيدة والأبدية .. وأن لا أظلمك متعمدا أو اهينك قاصدا أبدا وأنك ستكونين دوما زوجتي وصديقتي و حبيبتي الأولى والأخيرة .. وسأحافظ عليك و احميك بقلبي و روحي .. وإن رفضت فسابتعد محترماً قرارك .. ولن اعيد طلبي ثانية رغم يقيني اني لن انساك يوما.. فهل تقبلين الزواج مني ؟! وأن تكوني السكن لقلبي والمرفأ لروحي التي تعبت من الطواف في صقيع وحدتها ؟

لتمتلئ عينيها بالدموع ولا تشعر سوى برأسها وهو يرتفع وينخفض باشارة موافقة دون كلمات بينما تتناهى لها زفرات الراحة من الجميع.. ليقول والدها لنقرأ الفاتحة التي ما أن انهوها حتى انتزعتها ذراعي سامح وهو يضمها رافعا اياها لاعلى وهو يهتف :
- مبـــارك يا فتاة ..أخيرا سأتخلص منك وأحصل على دلال أمي لي وحدي ..
لتضربه على كتفه بينما تنتقل من يديه لحضن والدها الذي قبل جبينها مهنئا وأكرم الذي مسح دموعها بيديه قبل أن يضمها اليه هامسا باذنها :
- إنه رجل جيد ستسعدين معه ..
كانت والدتها قد ملئت البيت بالزغاريد بعد أن احتضنت والدة خالد التي حاولت تقليد أمها باطلاق الزغاريد لتفشل فشلا مريعا.. دفع الجميع للضحك لتقترب منها مهنئة وتضمها بقوة قائلة :
- أتمنى أن تناديني أمي إن لم يكن لدى والدتك مانع.. فكم تمنيت أن تكون لي طفلة لكن الله لم يقسم لي سوى بخالد ..
لتقترب والدتها مجيبة أن لا مانع لديها وتسحبها لحضنها هي الأخرى لتسمع صوت خالد قائلا بنبرة حملت بعض الضيق :
- حسنا بما أني لن استطيع مشاركتكم هذا الحفل من الاحضان فهلا سمحتم لي على الأقل بالباس عروسي محابس الخطبة ؟
لتهتف والدتها :
- ماذا ؟ هكذا دون احتفال أو دعوة أحد !
لترد همس مقطبة :
- لا اريد حفلة يا أمي ولا امانع ارتدائهم الآن ..
ليؤيدها سامح بأنه يفضل ان ترتديهم الآن ليكون حاضرا خاصة انه سيعود لعمله في صباح اليوم التالي ولن يستطيع أن يحصل على إجازة أخرى قبل فترة ليخرج خالد من جيبه عُلبة أنيقة فتحها وهو يقول:
- لقد طلبتهما بتصميم خاص من فترة ليليقان بك ....
لتسمع شهقة والدتها السعيدة بعد رؤيتهم.. بينما تنظر هي بانبهار للخاتم الرائع الذي لم ترى له شبيها من قبل
كان من الذهب الأصفر و يمثل كفان تحملان تفاحة قانية مرصعة بحبات العقيق الأحمر و معه المحبس بتصميمه البسيط مرصع بنفس نوعية الأحجار بالتبادل مع قطع مماثلة من الماس ..
اعادتها زغاريد والدتها التي عادت بقوة من حالة التيه التي اصابتها بعد رؤيتها لمحتويات العُلبة لتنتبه على يدة الممدودة لها .. لكن قبل أن تمد يديها سمعت دقات متتالية على بابهم تبعها دخول العديد من جيرانهم متسائلين عن اسباب الزغاريد.. ليتحول الامر الى حفلة خطبة رغما عنها مليئة بالزغاريد ..والاغاني.. والتهاني.. بل وأكواب العصائر التي لا تدري من أين ظهرت !
واللقطات المأخوذة بكاميرات الهواتف !.. والتي تظنها ستخلد فضيحة ارتدائها محابس خطبتها ببنطال برميلي قديم وسترة اخيها التي امتلأت بالبقع بعد عملها بها طوال اليوم وشعرها معقود لأعلى دون تمشيط !
لتنظر لخالد هاتفة بغيظ :
- ايعجبك ما حدث ؟ كان يجب أن تنبهنا قبل قدومك لارتدى ما يليق ..
لينظر اليها محاولا بفشل كتم ضحكاته على شكلها العجيب وهو يقول :
- لم أتخيل أن آتي لاجدك مرتدية ملابس المهرجين !
لتقطب ناظرة إليه بغضب وهى تقول له بغيظ :
- الا أعجبك ؟!
ليتدارك هاتفا وهو يكتم ضحكاته بصعوبة :
- بل تعجبيني ونصف حتى لو ارتديت اسمالا بالية ..
لتنظر له رافعة حاجبيها لتضيف بمكر :
- الم تكن أنت من تمنيت عودتي لارتداء الملابس الواسعة أمس فقط ؟
لتنطلق ضحكات خالد بعد أن فشل بكتمانها أكثر :
- عندك حق كان لابد أن احذر مما أتمنى لكني لم أتخيل أن تحضر خطيبتي حفل خطبتنا مرتدية بنطال يشبه الاجولة وسترة رجالية بلون بشع !
لتضربه بكوعها في جنبه بقوة جعلته يتوجع وهو يتمتم " متوحشة " و يظلا طوال الجلسة في تشاحن مازح ..

.........................................

القت السلام على سكرتيرته الجديدة وهي في طريقها لباب حجرته ..
لقد شعرت بالارتياح لذهاب سكرتيرته القديمة وحلول تلك الفتاة المحجبة الرقيقة والهادئة مكانها ، لقد كانت تعمل سكرتيرة لأحد المديرين التنفذيين بالمجموعة .. وعلمت أن مديرها السيد أشرف هو من ذكاها لتتولى مهام سكرتيرة مؤقته لخالد لحين اختيار اخرى دائمة
لكن اجتهادها جعل خالد يبقيها لديه ،
ما زالت تذكر عندما حضرت فى اليوم الثانى للخطبة لتجد تلك النخلة تجمع متعلقاتها بينما يقف أحد أفراد الأمن بجوارها ليصحبها خارجا ،!
ورغم أن خالد لم يخبرها بسبب طرده لها بتلك الطريقة المهينة.. إلا أنها شعرت أن الفتاة ارتكبت شيئا جعله يعاملها بهذه الطريقة ..فهي تعرف أنه رغم حزمه إلا أنه عادل ولا يمكن أن يظلم أحد العاملين لديه ..

وجدته يتحدث بالهاتف فانتظرت حتى ينتهي وهي تتطلع له بحب لم تعد قادرة على اخفائه رغم مماطلتها له في تحديد موعد الزفاف أو حتى قبولها بعقد القران ..لقد مر شهر ونصف على خطبتهما ورغم أن خالد طوال الفترة الماضية حاول بكل جهده إثبات مدى حبه لها وكانت كل أفعاله وتصرفاته تؤكد مدى اختلافه التام عن عمر ، وكذلك محبة والدته التي صارت ضيفة دائمة لديهم،....
بل إنها قررت أن تتعلم الطهو من والدتها !!.....وكثيرا ما تعود لتجد كلتاهما بالمطبخ بينما والدتها تعلمها إحدى الاصناف وخاصة الاكلات الشعبية كالمسقعة والمفتقة والفول النابت !! والتي لم تعرف حماتها المستقبلية عنهم شيئا قبل أن تقرر والدتها محو أميتها المطبخية وهو الأمر الذي حظي بموافقة حماتها بقوة بل واصبحت تستمتع به !

لكنها رغم كل ذلك كانت تزداد خوفا وقلقا كلما ازدادت حبا وتعلقا بخالد
..فحماتها لو كانت تتجاهل النظرات الرافضة والكلمات المبطنة التي توجه اليها عندما تصطحبها معها للنادي الخاص بهم ..
والتي تظن أن والدة عمر ورائها خاصة وقد رأتها هناك ووجهت لها نظرات محتقنة غاضبة قابلتها هي برفعة رأس شامخة وتجاهل ظاهري بينما من داخلها لم تستطع أن تدعي أنها لم ترى أو تسمع ، وإن ادعت ذلك في هذا النادي وامتنعت عن الذهاب اليه !
فماذا عن النظرات والغمزات واللمزات التي تحيطها هنا بالعمل ؟! والتي وصل بعضها لاتهامها أنها وصلت لمنصبها بسبب علاقة سابقة مع خالد !
لقد استمعت لتلك الثرثرات الحقيرة عندما كانت موظفتين تتبادلنها أمام مرآة الحمام دون أن تنتبها لوجودها بداخل إحدى حجراته ، والتي تعمدت البقاء بداخلها حتى ابتعدتا ..لأنها لم تضمن ردة فعلها إن واجهتهما ، فهي كانت على وشك الخروج واقتلاع شعرهما ومسح ارضية الحمام باجسادهما.. لولا أن تداركت نفسها حتى لا تتسبب بفضيحة وخاصة لو اضطرت لشرح اسباب فعلتها...
تنهدت بعمق لتنتبه لخالد الذي يبدو أنه أنهى محادثته من فترة دون أن تنتبه بينما كان يرتكز بكوعيه على المكتب ويستند برأسه على يديه وهو يحدق بها بقوة لتبادله التحديق بنظرة راجية أن يتفهمها ويتحملها ليزفر بعمق وهو يلتف بكرسيه ويقف متقدما اليها قائلا :
- لو تعلمين مدى رغبتي بضمك الآن لصدري حتى تكوني جزء من ضلوعي .. وتستمعي لدقات قلبي الهاتفة باسمك حتى أمحى كل تلك الهواجس التافهة من رأسك الصلد العنيد .. لتجيبه مقطبة :
- ليست تافهه خالد أعرف أنك غاضب لكني أتمنى أن تتفهمني وتمنحني مزيدا من الوقت حتى استطيع التأقلم
لتصمت هنيهة قبل أن تضيف والتأكد .. ليرد غاضبا :
- تأقلم على ماذا ؟ وتأكد من ماذا تحديدا ؟ !!هل ما زلت غير واثقة من مشاعرك نحوي أو ما زال خطيبك السابق يشغل قلبك ؟! إن كان الأمر كذلك فأخبريني صراحة لآني لست بالرجل الذي يستجدي حبا ومشاعر غير موجودة مهما كان مقدار حبي لك ..
لتجيبه بسرعة وهي تحرك رأسها يمنة ويسارا بنفي واضح :
- كلا خالد ليس الأمر كذلك إطلاقا لكني أحتاج للتأكد من قدرتي على العيش داخل عالمك ..
ليجيبها بغضب :
- أي عالم هذا ؟ هل انت من كوكب الأرض بينما أنا من المريخ مثلا ؟!
الم تكفي الفترة السابقة كلها لتتأكدي اني لا أهتم بتلك الفروقات التافهه التي تملئين بها رأسك ؟!، الم تشعري بمدى محبة والدتي لك والتي اصبحت تعتبر والدتك صديقتها المقربة وتكاد تقيم لديكم فاصبحت ترينها أكثر مني ؟! ماذا تريدين أكثر ؟! ماذا يهمك من العالم كله ؟ من يوافق أو يرفض أو يتحدث المفروض أن لا تهتمي سوي بي وبأمي وكلانا نريدك ولا تهتم بشيء آخر ..ليضيف بحزن :
- لقد أحببت همس القوية التي جابهتني بقوة دون خوف هناك بالمعتزل الريفي بايطاليا دون اهتمام بمن أكون ..
أحببت همس الذكيه التي عرفت كيف جابهت نفوذ استاذها بالجامعة عندما استولى علي بحثها دون خوف او اهتمام بتهديداته بضياع مستقبلها..
أحببت الفتاة التي انتزعت إعجاب زملائها و رئيسها بقوة ذكائها وشخصيتها ..هذه الفتاة التي كنت واثقا أنها ستكون قوية بما فيه الكفاية لتساندني في حياتي وتخوض بجواري المعارك التي تقابلنا بقوة وشجاعة ..
ليتنهد بقوة مكملا :
- لكني الآن لا اراها بل ارى فتاة خائفة مترددة لاتشبهها .. همس احسمي قرارك لأني تعبت ولم أعد اطيق صبرا أو احتمالا ..
كانت الدموع قد ملئت عينيها ولاحظها هو ليعطيها ظهرة للحظات ماسحا وجهه بيديه وممررا يده بين خصلاته حتى شعثها قبل أن يلتفت اليها وقد هدء قليلا قائلا :
- أرجوك لا تبكي تعرفين أني لا احتمل دموعك ..
لترد بينما تنهمر دموعها
- أنا لا ابكي ..
ليبتسم مجيبا :
- نعم لابد أن سقف مكتبي يمطر فوق وجهك اذا ..
لتنظر اليه بحنق هاتفة ..
- غليــــــــــظ ..
لينظر لها قائلا :
- استعدي غدا مساء للذهاب معي لحفل الغرفة التجارية في الساعة السابعة ..سأتصل بوالدك لابلغه واستأذن منه ..
لترد برفض حانق
- أنا لا أريد الذهاب ولا أحب حضور هذه الحفلات ..
فيرد بحدة :
- همس لابد أن تعتادي عليها لابد أن يقدم كلا منا بعض التنازلات ليقترب من حياة الآخر ..كما أن حضورك تلك الحفلة معي ضرورة بصفتيك الشخصية كخطيبتى ، فالحفل يضم رجال الاعمال و زوجاتهم .. وايضا المهنية باعتبارك نائب رئيس قسم دراسات الجدوى وسنقابل هناك العديد من رجال الاعمال ويتم هناك عادة عقد عدد من الاتفاقات والصفقات التي يجب أن اسمع رأيك المهني بها ...
لتصمت وقد اسقط في يدها وهي تساله عما يجب أن ترتدى فيجبها :
- ارتدي ثوب سهرة بسيط كنت أرغب بان اذهب معك لانتقاء ثوب لكن بما اني أعرف مسبقا رد فعلك حيث سترفضين اما بحجة انك لا توافقي على شرائي ملابس لك قبل عقد القران الذي تؤخرينه بلا داعي !..أو ستتهميني باني اشعر بالخجل مما سترتديه لذا عزيزتي اخبرك أن ترتدي ما شئت لكن لي رجاء واحد أن لا يكون طقم خطبتنا فبلا أي اهانة او انتقاص له لا أظنه لائقا أو يصلح للحفل ..
- لتنظر له بغضب قبل أن تستدير خارجة من عنده صافقة الباب بحدة بينما يزفر هو بعمق وهو يعود للجلوس بمقعده مريحا رأسه عليه بشعور من الضيق وفقدان الصبر ..

*********

كانت تنظر لنفسها بمرآة حجرتها من جميع الجهات متحركة بالتفاف حول نفسها يمينا ويسار بقلق فلا تدري إن كان ثوبها لائقا بمثل هذه المناسبة ؟،...
كان ثوبها من المخمل الكحلي بتصميم كلاسيك خالي من الزينة عدا إطار من الدانتيل الأبيض كسر من حدة اللون ..و منحه اشراقة محببة على كميه القصيرين و أطراف التنورة المتسعة دون إفراط .. و حزام جلدي رفيع يحدد قصة الخصر بأناقة غير متكلفة ، عندما لفت نظرها صوت ضحكات والدتها وحماتها اللتان تشاهدان أحد المسلسلات التركية التي تتابعها والدتها بشغف لا تدرى سببه ! فهي تراها مملة ولا تفهم صبر والدتها على متابعة مسلسل لمئات الحلقات ! ...
لقد شاهدت معها مرة حلقة من أحد هذه المسلسلات شعرت خلالها أن الاحداث لا تتحرك فلم تتعدى حوارا طويلا لمشهدين لتصادف أن تشاهد حلقة اخرى من نفس المسلسل بعدها بعدة ايام لتنصدم أن نفس المشهد ما زال مستمرا طوال الحلقات السابقة و رغم ذلك والدتها تتابعها بشغف!.. استطاعت لعجبها أن تجر اليه حماتها ! لتتقدم لباب حجرتها منادية :
- ماما سُمية هل يمكن أن تأتى لحجرتي قليلا ؟
لتقوم حماتها وتدخل اليها ناظرة لها باعجاب و هي تهتف ؟ تبدين جميلة يا همس الثوب رائع جدا رغم بساطته ويليق عليك ..
لترد بقلق :
- اتظنينه بسيطا أكثر مما ينبغي ؟ أسيكون لائقا في مثل هذا الحفل فأنا لا أعرف نوع الملابس المناسب لحفلات كتلك ..
لتقترب منها حماتها ببسمة حنون وتسحبها من يدها لتجلسها على حافة سريرها وتجلس بجوارها وهي تنظر لها بمحبة قائلة :
- اسمعينى جيدا يا همس ، كفى عن الاهتمام بأراء الناس والخوف من نظرتهم اليك صدقيني معظم هذا الوسط الذي تتخوفين من اناسه لا يستحق منك هذا الاهتمام والوجل الذي يجعلك تأجلين زفافك على خالد متسببة بحزنه بل وحزنك أيضا ..سأخبرك أمرا علمني مدى تفاهة هذا العالم الذي يخيفك ومدى هشاشة العلاقات به بصورة تجعلها لا تستحق الاهتمام ..
لتنظر لها همس مستمعة بتركيز بينما تغيم عيني والدة خالد بذكريات حزينة وهى تردف :
- عندما خسر والد خالد أمواله وقبل أن يضطر لاشهار افلاسه لجأ للعديد من رجال الأعمال ممن كان يظنهم اصدقائه لمعاونته دون أن يمد اليه أحدهم يده .... الغريب ان الوحيد الذي رفض اللجوء اليه لأنه كان يعرف أنه لا يحبه هو أبي الذي كان بالفعل لا يقدره كثيرا ويقارنه دوما بأخيه الراحل ،!..
وبعد اشهار افلاسه و وفاته وجدت الكثيرين ممن كانوا يدعون صداقتي يبتعدون عني ويتهربون من لقائي حتي أن بعضهم لم يحضر حتى لعزائي ومساندتي!!.. ..ليعاودوا التقرب مني بتزلف بعد أن نجح ولدي واصبح من أقوى وأشهر رجال الأعمال محاولين التقرب منه من خلالي !!.. فهل تظنين هذا الوسط يستحق كل هذا الاهتمام منك ؟!! أنا لا أقول أن كلهم سيئ فللحق بينهم اشخاص جيدون بل رائعون لكنهم قلة ومثل هؤلاء سيحكمون على سلوكك ، أخلاقك ، نجاحك وليس رصيدك البنكي واسم عائلتك ..
لتنظر اليها همس بامتنان وهي تنحني مقبلة وجنتها بينما تهمس لها :
- شكرا يا أجمل أم خطيب بالدنيا ..
لتقرص رقية خدها بمحبة سائلة:
- ومتى سأنتقل من أم خطيب لأم زوج يا فتاة ؟
لتضحك همس بخجل وهي تتهرب من عينيها بسؤلها عن رأيها بزينتها لترد :
- انها رائعة ..
وتسمع كلاهما صوت جرس الباب منبئا بوصول خالد ..

*********

كانت تسير بجواره رافعة رأسها متأبطة ذراعه بفخر لمجاورتها هذا العملاق الوسيم الذي يرتدى بذلة رمادية أنيقة مكونة من ثلاث قطع وقميص بلون رمادي فاتح و ربطة عنق بخطوط مائلة بين درجتي البدلة برماديتها الغامقة والقميص برماديته الفاتحة ومنديل يجمع نفس لوني ربطة العنق موضوع باناقة على شكل مثلثين متداخلين ..

كانت تشعر بثقتها بنفسها تتزايد خاصة بعد كلمات والدته لها .. بينما تنظر له بحب وهو يقدمها للجميع بفخر كونها خطيبته والمسؤلة عن دراسات الجدوى وقبول المشروعات الجديدة بمجموعته !!
وقد اشتركت معه في العديد من المناقشات العملية حول عدة مشروعات يرغب بعض الحاضرين مشاركته .. بها أو عرضها عليه لأخذ رأيه بها... لتنتزع نظرات الاعجاب والاحترام من عيونهم بذكائها وتنبهها للتفاصيل،... الدقيقة حتى أن أحد رجال الأعمال هتف سائلا إياها أمام خالد إن كانت راغبة بالعمل لديه كمستشارة لقسم الجدوى بجانب عملها مع خطيبها ؟ ليرد خالد بتملك أن عمل خطيبته حصري فقط لمجموعة الراشد بينما ينظر لها بمحبة و فخر زاد من شعورها بالثقة ..

كانا يتنقلان بين الحضور عندما لفت نظرها هتاف خالد المبتهج و ترحيبه القوي بهذا الرجل الوسيم و زوجته الجميلة المحجبة باناقة والتي كانت ترتدي ثوبا تماشى مع مظهرها المحتشم بتصميمه المغلق و أكمامه الطويلة من قماش لامع يحمل بريق لون المرجان بدرجاته بشكل راقي ..
لاحظت نظراتها المركزة على خاتمها و محبس الخطبة بينما تتسع ابتسامتها وهي تقول لخالد برقة :
- إذا فهذه هي مانحتك الحياة ..
لينظر لها بحب وهي تنظر لهم بعدم فهم مجيبا :
- نعم ليقدمهم لها باسما ، همس خطيبتي والمسئولة عن دراسات الجدوى بمجموعتي ، همس اقدم لك صديقي إياد المرشدي لابد أنك سمعتِ عن مجموعة المرشدي كما انه المسئول عن مدنا باحتياجاتنا من حديد التسليح ، و زوجته السيدة رفيف مصممة المجوهرات الشهيرة وهي التي صممت لك طاقم خطبتنا ..
لتنظر لها همس باعجاب بينما تسمعها تقول برقة :
- أتعرفي أنه هاتفني قائلا أريد تصميما يشي بمزيج من دفء النار و روح الحياة ليكون رسولي لمن منحتني الحياة وادخلتني جنة لم أعرف بوجودها ، فهي حواء التي خلقت لاجلي مانحة لي سببا للعيش ، تشعل بي نيران الغضب للحظة لتعود فتمنحني طعم الحياة بأخرى ...
لتنظر لها مبتسمة أرجو أن أكون استطعت ترجمة رؤيته لك و وصلتك رسالته عبر التصميم ..
لتنظر له همس بذهول محب كان يتزايد بينما تستمع لرفيف غير مصدقة أن حبيبها كشف مشاعره هكذا أمام زوجة صديقه ليجعلها تصمم لها هذا الخاتم و المحبس الذان كانا يحملان رسالة لها لم تفهمها إلا الآن لتنظر لرفيف شاكرة وهي تقول بامتنان :
- لقد فهمت رسالته شكرا لك لقد أحببتهما عندما رأيتهما وبعد كلامك احببتهما أكثر ..
ليسألهم إياد بتهذيب راقي ينضح منه بطبيعية عن موعد الزفاف ؟ لينظر لها خالد بتساؤل فتجيب بثقة وهي تنظر إليه :
- قريبا ، قريبا جدا سنرسل لكما دعوة وسيشرفنا حضوركما ..
لتتسع ابتسامة خالد وهو يضيف:
- سأرسل الدعوات قريبا لك و لتميم و لوالديك و يكمل بينما يستأذنهما :
- أبلغا تحياتي لتميم و زوجته ..

ليمسك مرفقها ويبتعد بها باتجاه الشرفة راغبا بالاختلاء بها ليتأكد من فهم معنى حديثها وهل بالفعل حسمت أمرها و سيحددان موعدا قريبا لعقد القران والزفاف ؟ !!
لكن رغبته لم تكتمل حيث قاطع طريقه سيدة فاتنة بيضاء بشعر بنى مموج وعيون رمادية.. لم تشعر همس أنها حقيقية خاصة وهي تلاحظ ما ترتديه تلك الوقحة التي تقترب من خطيبها لدرجة تتعدى اللائق! وتنظر بنفور لثوبها ..إن كان يمكن إطلاق لفظ ثوب عليه فهو قطعة صغيرة من الحرير الأسود القصير يلتصق بها كجلد ثانى ليتوقف قبل ركبتيها بمسافة ليست بالقليلة ..بينما فتحته العلوية المتسعة على شكل الرقم سبعة تكاد لا تترك شيئا للخيال ، و تراها وهي تتحدث بغنج بينما تمد يدها باظافرها الطويلة المطلية للسلام بنبرة مغناجة :
- خالد بك كيف حالك ؟ لم أرك من فترة طويلة اشتقنا لك يا بك ..
ليرد خالد بحرج وهو يتراجع قليلا للخلف تاركا مسافة لائقة يبدو انها لم تعجب تلك الوقحة التي لم تحترم وجودها بينما تزداد اقترابا اشعل نيران الغضب بعينيها وهي تتجرأ لوضع يدها على بذلة خالد فوق صدره.. ليرتفع حاجب همس بشر ..و يتراجع خالد أكثر وهو ينظر لهمس بجانب عينيه بتوجس بينما يرد بلباقة :
- شكرا سيدة شيرين لقد كنت مشغولا قليلا بين العمل والخطبة و استعدادات الزفاف ..
لتجد همس تلك العلقة ترفع حاجبها وهي تنظر لها باستهانة :
- إذا ما سمعناه حقيقي وخالد الراوي قرر دخول القفص الذهبي محطما قلوب العديدات ..
لتجد همس نفسها تهتف دون أن تتمالك نفسها ..
- وهل قلبك واحدا منهم ايتها السيدة ؟ ..
لترفع تلك الوقحة حاجبها بتعالي لترد بصفاقة :
- وهل هناك من تعرف خالد الراوي ولا يتأثر قلبها ؟! لتضيف بعد هنيهة ، لكن قلبي أنا صعب التحطم قليلا و خاصة أني من النوع الصبــور ..

كادت همس أن ترد عليها بحدة لولا أن سارع خالد بسحبها معتذرا بأن صديقه يوسف سليمان و زوجته يشيران له و يجب أن يذهب إليهما ليعرفهما بخطيبته .. ليشدها من مرفقها ناحية ثنائي قريب ، رجل وسيم ضاحك يلف ذراعه بتملك حول سيدة فاتنة الجمال بعيون زرقاء تلمع بشقاوة محببة و تسمع الرجل يقول :
- شعرت أنك بحاجة لانقاذ سريع ..
ليجيبه خالد :
- شكرا لك يا صديقي ساردها لك ..
لترد السيدة التي معه :
- لا تشغل بالك إن إقتربت آكلة الرجال هذه منه فأنا كفيلة بها ..
لتتعالى ضحكات الرجلان و يلتفت خالد مقدما اياها لهما و يقدمهما لها معرفا :
- صديقي اللدود ومنافسي الأقوى يوسف سليمان سيف الدين و زوجته الدكتورة ملك عبد الرحمن ..
لتمد ملك يدها تسلم عليها وهي تهنئها وتهمس لها بخفوت أثناء انشغال الرجلين بحديث حول الأعمال :
- هل ضايقتك تلك العلقة ؟ إنها ملقبة بآكلة الرجال وهي تمتلك شركة لصناعة واستيراد مستحضرات التجميل التي يبدو انها تستعمل معظمها على وجهها ، إن كانت ضايقتك بامكاني استدراجها الى الشرفة لأقوم بمعاونتك في ضربها وقذفها منها ..
أو الأفضل استدراجها الى الحمام وغسل وجهها و إخراجها قصرا ليراها الجميع بعد نزع كل هذه الاشياء الصناعية من فوقها ..

لتتعالى ضحكات همس بعد أن شعرت بالاسترخاء وهي تنظر لتلك السيدة باعجاب وتقول لها :
- الفكرتين جيدتين لكني أظنهما صعبتا التنفيذ لأننا سنكون المتهمتين بوضوح ، ما رأيك بشيء أكثر قابلية للتنفيذ دون أن يتهمنا أحدهم ؟
لتلتمع عينى ملك بحبور وتقول :
- اخبريني يا فتاة لقد اعجبتي واظننا سنصير صديقتين ..
لتهمس باذنها بشيء لترتفع ضحكات ملك وهي تغمزها بشقاوة بينما يناظرها الرجلين بتوجس وهي تستأذن زوجها برغبتها التوجه الى الحمام لتقول همس :
- انتظريني سآتي معك ..

لتتحرك الاثنتين معا لتنحرف ملك يسارا ناحية شيرين التي كانت تنهي حوارها مع بعض الحضور وتقترب منها وهي تأخذ كأسين من الشراب من احد الندل المارين ، تناولها احدهما وهي تحييها وتسالها عن أحدث خطوط الموضة بالوان أحمر الشفاه لهذا العام ؟ ... لتنطلق الاخرى بالحديث الذي تقاطعه ملك معتذرة بكون زوجها يشير اليها تاركة اياها لهمس التي اقتربت منها من الخلف بزواية مدروسة ومدت ساقها دون أن ينتبه أحد أمام قدم تلك التي همت بالتحرك بعد ترك ملك لها و ساعدها طول ثوبها واتساعه من الأسفل في إخفاء حركتها التي تسببت بوقوع شيرين على وجهها وسقوط الكأس من يدها متحطما بينما السائل ينسكب مغرقا صدرها ومقدمة ثوبها !!..
لتبدو بمظهر شائن خاصة مع ثوبها الذي انزاح اكثر عن ساقها وصدرها ليقترب بعض الاشخاص محاولين مساعدتها لتعتدل واقفة بقهر وهي تنظر حولها باحثة عمن تسبب لها بهذا ؟! فلا تعرف فالكثيرون التفوا حولها لتتحرك بسرعة خارجة من القاعة باحراج وغضب ..

بينما كانت ملك وهمس قد ابتعدتا وعادتا لرجليهما الذين لاحظا ما فعلتاه حيث كانت عينيهما تتابعهما من البداية .. لينظر كلا منهما لفتاته بغضب رافعا حاجبه بتعبير متشابه لتنظر كلاهما لرجلها ببراءة متسائلة ؟!! ، جعلت كلا الرجلين ينظر للآخر بقهر وتعابير مشابهة تشي بأن لا فائدة بينما يهمس يوسف باذن خالد :
- كنت أظن أني قد ملكت التوكيل الحصرى لهذا النوع من الزوجات لكن يبدو أن هناك نسخا مشابهه ، مرحبا بك يا صديقي بالنادي و أطمئنك من الان لن تشعر فيه بلحظة ملل بل ستكون عينيك دوما وسط رأسك لكنك أيضا ستشعر بالحياة كما لم تشعر بها قبلا ..


رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-05-17, 09:03 PM   #208

Flowerikram

? العضوٌ??? » 381447
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 369
?  نُقآطِيْ » Flowerikram is on a distinguished road
افتراضي

ملخص جميل وممتع بالتوفيق

Flowerikram غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-05-17, 09:10 PM   #209

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

اروح اقرئ التعليقات اللي فاتتني علي ما تقرؤا الفصل ...ولا تنسوا سؤال الفصل ...عرفتم من هم الابطال التي تم استضافتهم بالرواية ...ملك عبد الرحمن وزوجها يوسف سليمان كانوا ابطال احدي الروايات الجميلة جدا والتي نزلت بالمنتدي والسؤال هو ..اذكري اسم الرواية والكاتبة ؟ههههه

رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-05-17, 09:31 PM   #210

قمر الليالى44

مشرفة اسرة حواءوذات الذوق الانيق وفراشة متألقة،ازياء الحب الذهبي ..طالبة مميزة في دورة الخياطة جزء1وأميرة فستان الأحلام ولؤلؤة بحر الورق وحارسة وكنزسراديب الحكايات و راوي القلوب

alkap ~
 
الصورة الرمزية قمر الليالى44

? العضوٌ??? » 159818
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 18,208
?  مُ?إني » فى القلب
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » قمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
ياقارئا خطي لاتبكي على موتي فاليوم أنا معك وغداً في التراب فإن عشت فإني معك وإن مت فللذكرى وياماراً على قبري بالأمس كنت معك واليوم في قبري أموت ويبقى كل ماكتبته ذكرى فيا ليت كل من قرأ خطي دعا لي
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 14 ( الأعضاء 10 والزوار 4) ‏قمر الليالى44, ‏حروف ضائعة, ‏Flowerikram, ‏تسنيم الجنوب, ‏رغيدا, ‏ebti, ‏الأسيره, ‏برستيج اردنية, ‏hidra, ‏بسمات الحياة

قمر الليالى44 غير متواجد حالياً  
التوقيع





رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:33 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.