13-05-17, 07:26 PM
| #81 | ||||||
| مشرفة منتدى الصور وتسالي مصوره وعضو مميز في القسم الطبي والنفسي ونبض متألق في القسم الأدبي وفراشة الروايات المنقولةوبطلة اتقابلنا فين ؟ومشاركة بمسابقة الرد الأول ومشارك في puzzle star ومحررة بالجر 
|  انجوانا, رغيدا, bobosty2005 مسسساءءء الورررد ....تسجييييل حضور | ||||||
|  |
|
13-05-17, 09:21 PM
| #83 | ||||
| مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء 
| الفصل الثالث لم تتخيل ان تشعر بكل هذا الخوف والتخبط ، رغم انها حافظت على واجهة هادئة أمام السيد اشرف المدير الخمسيني والذي يمثل صفات المدير كما يقول الكتاب هيئة وسلوكا بثيابه الكلاسيكية الانيقة ، بتلك البذلة السوداء والقميص الابيض ورابطة العنق الرمادية ونظارته ذات الاطار الذهبي وشعره المصفف بعناية ، كم يتناسب مع هذا الصرح العملاق الذى زادها قلقا منذ وقفت امامه تتطلع إليه برهبة .. كان السيد أشرف يخضعها لامتحان شديد الصعوبة احتاجت ان تشحذ له كل تركيزها وذكائها الذي لم يخذلها يوما فيما يتعلق بالنواحي العملية ،... وإن خذلها في نواحي اخرى ...لتلاحظ بعد فترة تحول نظرات عينيي السيد اشرف من الاستهانة والتعجب للاعجاب حتى انه صافحها بحرارة ليبلغها مباشرة بسعادته لانضمامها لفريق عمله وانها يجب ان تتواجد غدا في تمام التاسعة صباحا لاستلام عملها لكنها ستظل تحت الاختبار لاسبوعيين يتم بعدها حسم الامر اما بتثبيتها وتوقيعها للعقد او الاستغناء عنها ... شعرت بعدها بالراحة وصافحته شاكرة وهي تشعر انها قُبلت لاستحقاقها لا لأى امر آخر،.. واتجهت للخروج بنفسية مغايرة لما قدمت به كانت تشعر براحة وسعادة وهي تتطلع للمكان بمكاتبه المتراصة والعاملين المشغولين كلا بما يقوم به ...غدا ستكون جزءا منهم لتتسع ابتسامتها وتشعر انها ترغب بان تطير .. لكنها حافظت على ثبات خطواتها بحذائها الاسود الانيق متوسط الكعب وهى تمسد بذلتها رمادية اللون بقصتها الكلاسيكية من بنطال مستقيم يعلوه سترة تصل لمنتصف الفخذ تغلق من الامام بزر واحد ذى لون زهرى يماثل نفس لون القميص اسفله والذى يظهر بوضوح من فتحة السترة المتسعة والتي تحدد قوامها بانوثة فهي رغم قصر قامتها تمتلك قواما انثويا بامتياز خصر نحيل ومعالم انثوية بارزة تناقض ملامحها الطفولية ..كما تناقض طباعها الحادة والتى اكتسبتها من احتكاكها بشقيقين من الذكور اكسباها الكثير من طباعهما ... ظل يتابع خروجها من باب المجموعة حتى اختفت عن ناظريه ، وهو يمنع قدميه قصرا من اللحاق بها ، لم تكن ملامحها واضحة له من هذا الارتفاع .. كما انها المرة الاولى التي يراها ترتدي ملابس تناسب حجمها لا تفوقه اضعافا .. لكنه عرفها من اللحظة الاولى التي شاهد فيها اقترابها من باب الدخول قبل موعدها المحدد بعدة دقائق لينتظر خروجها أمام النافذة ما أن ابلغه السيد اشرف بخروجها من عنده وأنها تخطت الاختبار المعقود لها ببراعة .. لم يشك فيها للحظة بعدما عرفه عنها والتي ابدلت تعجب مدير ادارة الجودة لديه والذي يعرف برفضه التام اى وساطات في العمل ليثير تعجبه بأمر عقد اختبار قبول لعضو جديد في فريقه دون الحاجة لعمل اعلانات او تصفيات على عكس المتبع عادة لديهم ليرفع هاتفه طالبا حضوره لديه ويبلغه أن يقوم بتسليمها ملف مشروع المدينة السكنية الجديدة والتي تعد المشروع الاكبر لديهم حاليا لتقوم بعمل دراسة الجدوى والتسويق لها على أن يبلغها بأهمية الانتهاء منها في موعد اقصاه اسبوع ليتحول تعجب السيد اشرف الذاهل كيف يمكن تكليف عضو جديد مثلها بملف ضخم كهذا وفي مدة ذمنية بهذا القصر ان هذا يكاد يكون مستحيلا هل يرغب بتعجيزها ام ماذا ؟! قرأ خالد التساؤلات بعينيه لكنه حافظ على ثبات ملامحه وهو يؤكد عليه ان يقوم بما طلبه منه ....ليقطع حوارهم رنين هاتفه الخاص ليرد خالد مباشرة - مرحبا أمي وينظر للرجل في اشارة واضحة لانهاء المقابلة ،.. ليكمل حديثه مع امه بعد خروجه ...لا أظنني سأكون متفرغا للعودة للغداء اليوم .. ليصمت قليلا مجيبا بابتسامة سخرية جانبية - وهل عمتي ومهينار ضيفتان يجب ان اتواجد للترحيب بهما ! انهما يكادا يقيما لدينا .... ارجع رأسه للخلف بزفرة ضيق - حسنا امي .. سأحاول الحضور بعض الوقت لاجل خاطرك لكن لن استطيع البقاء طويلا فلدى أكوام من العمل ..مع السلامة غاليتى .. أغمض عينيه بضيق محدثا نفسه بأنه آن اوان حسم تلك المسالة العالقة فقد طال امدها .............. كانت تصرخ هاتفة به أن ينزلها ارضا وهي تضربه بعنف على كتفيه هاتفة انزلني ايها الضخم هل اخبروك اني آلة رفع اثقال في ذاك النادي الذي تذهب اليه لتنفخ تلك العضلات السخيفة بينما كان هو يكمل الدوران بها هاتفا - ليس قبل ان تعدينى بهدية ووجبة عشاء في مطعم اختاره انا من اول راتب لك احتفالا بانضمامك الى العاملين بمجموعة الراشد لقد وصلتي يا فتاة لقد حققت حلم آلاف الشباب ومنهم شقيقك الاكبر نفسه .... لينزلها مقبلا جبينها بحب - مبارك لك يا صغيرتي انا فخور بك انت تستحقي كل نجاح لتضم نفسها لصدر اخيها سامح للحظات قبل ان تسحبها ذراعي والدتها التي كانت تشاهدهما مع والدها باسمين برضا وسعادة وهما يدعوان لها .. لتنظر لهما بحب ..أنهم كنزها الحقيقي اخواها بحبهما واحتوائهما لها،.. امها بقلبها الطيب وحنانها الجارف وحبها لهم... وابيها مثلها الاعلى هي واخوتها هذا الموظف البسيط بهيئة السكك الحديدية ، لكنه يجمع مع بساطته حكمة الملوك والفلاسفة كما كانت دوما تقول عنه !! كم ساندها واخواها وكم شجعهم ليصلوا لما هم فيه بفضل كده وتقتيره على نفسه ليوفر لهم متطلباتهم هو وامهم ،,, لولاهم بعد الله لم يكن ايا منهم ليصل لما وصل اليه ....إن ابيها هو سندها وداعمها الأكبر... حتى عندما استشعرت رفضه وعدم راحته لعمر وابيه اكتفى بنصحها بالتروي دون أن يقف في وجه ما ظنته وقتها حب العمر..ليقاطع افكارها دخول اكرم متسائلا عما حدث ؟! ليقرر بعدها هو و سامح ان ياخذاها للتسوق حتي يقدم لها كل منهما طاقم ثياب انيق هدية القبول المبدئى بالعمل ..وحينما حاولت الاعتراض لم يستمعا لها ليهتف سامح ناهيا النقاش - همس انت ستعملي في اكبر مجموعة اقتصادية بالبلاد ويجب ان يكون مظهرك لائقا واياك ان تذهبي اليهم مرتدية ستراتي ! التى يحلو لك الاستيلاء عليها ...وقبل ان تحاولى مقاطعتي هاتفة بشعاراتك التي اعرفها اجيبك... لا يا صغيرتي ، المظهر ايضا هام صحيح ان الكفائة هي الاساس .. لكن المظهر الجيد انعكاس للشخص والمكان ،..وبالتأكيد ارتداء سترات اخوتك التي تكادي تختفي بداخلها لا تندرج باى حال تحت مسمى المظهر الجيد .. لذا آنستى الصغيرة تفضلي امامنا دون مناقشة يكفي انني تركت سهرة مع اصدقائي للقدوم معك .. اخذاها لواحد من المولات الكبري ووقفا أمام واجهة إحدي المحلات التي تعرض عددا من الأزياء النسائية الأنيقة لتختار منها بينما تقول بنزق: - كان بامكاني الذهاب وحدي لا ارى داعي لقدومكما معي ! تنحنح اكرم مجيبا - عفوا صغيرتي لكنا لا نثق بذوقك..... لتنظر له بغضب هاتفة: - ماذا؟!!! ماذا تقول يا اكرم !! حتى انت تتفق مع سامح على ... ليرد سامح ضاحكا - همس لولا ريهام كانت تجبرك على شراء اشياء مقبولة لذهبت جامعتك طوال السنوات الاربع مكتفية بستراتي شتاء وقمصاني صيفا على بنطال الجينز ، لا ادري حقا هوسك بثيابي تحديدا !! لترد بغيظ : - لانك تحضرها بالوان تليق بالفتيات اكثر ...ايها السخيف كما انها مريحة فى الارتداء اكثر من تلك الاشياء الانثوية السخيفة الملتصقة التي ترغبون ان اشتريها ...ليقاطعها سامح : - اى اشياء ملتصقة تلك التى نرغب ان تشتريها او حتى نقبل بذلك كوننا نطلب ان ترتدي ملابس لائقة لا يعني اننا نقبل ان تكون ملتصقة او غير لائقة لكن بالتاكيد بنطال البرميل الأسود الذي يكفي ان يدخل فيه سكان بيتنا باكمله وفوقه سترة تفوق حجمك باربع مرات بلون اخضر يشبه لون ضفادع المستنقعات لم ارى مثيلا له الا فى فوازير فطوطة التي يبدو انك شديدة التأثر به وبطريقة لبسه لا تعد باى حال من الاحوال زيا لائقا للعمل ولا تنكري ان هذا ما قمت بشرائه في المرة التى تسوقت فيها وحدك دون ريهام ..، لترد عليه بضيق - كانت ملابس مريحة كما انه كان عليها تخفيضا كبيرا وكانت تلك هى المقاسات الوحيدة المتبقية لديهم لينظر أكرم بمحبة لتلك الصغيرة التي تحمل قلبا من ذهب وحسا بالمسؤولية مجيبا: - بل اردت ان تعيدي معظم المبلغ لابى دون ان تجرحيه بعدم شراء ملابس تحتاجيها في اول دخولك للجامعة خاصة مع علمك وقتها بانه كان في ضائقة وأن سامح كان بحاجة لمبلغ مالى كبير نسبيا لشراء مراجع هامة ومستلزمات لمشروع تخرجه ...وهو نفس السبب الذي كان يدفعك لاستغلال ملابس سامح حتى لا تكلفيهم شراء ملابس مدعية حبك لتلك الملابس ... نظر اليه سامح متعجبا فهو لم يربط الامرين معا لينظر الى شقيقته بود ويلف ذراعيه حولها بينما تنظر له همس بخجل فدوما ما كان اكرم من يعرف ما تخفيه دون ان تخبره منذ طفولتها وهي تشعر انه يقرأ دواخلها بسهولة ليسحبها سامح من يدها هاتفا.... - انتهى عهد التقتير يا فتاة كلنا الآن بخير وآن اوان ان ترتدي ما يناسبك ليشداها داخلين المحل وكلا منهما ينوي ان يشترى لها كل ما يقدر عليه ليتحول الامر لمنافسة شراء بين الاخوين تكاد تجزم انها قضت على راتبهما كاملا دون ان يهتما باعتراضاتها ومحاولاتها منعهما ..... .............................. كانت موسيقى شوبان تصدح بهدوء في غرفته التي يغلب على اثاثها اللون الأسود كالعادة ، بينما يتمدد على فراشه العريض مغمضا عينيه بعد أن أخذ حماما دافئا اراحه من تعب النهار وارتدى ملابس منزلية مريحة وهو يفكر بعاصفته القصيرة والوقت الأمثل لاظهار نفسه أمامها دون أن تثير الزوابع حوله وتفر هاربة ...ليسمع دقات هادئة على باب حجرته فيعتدل مناديا - تفضلى أمى ... لتدخل السيدة سُميه باسمة - سمعت صوت الموسيقى ورأيت الضوء فعلمت انك لم تنم بعد فاردت ان اجلس معك لنتحدث قليلا فلم نعد نفعلها منذ سنوات ... قالتها وهي تجلس بجواره لينظر اليها ثم ينحني مقبلا ظاهر يديها ويدفن رأسه في حجرها قائلا أنا ايضا اشتقت لاحاديثنا أمي لكنها دوامة العمل التي لا ترحم - لا تجعلها تأخذك من دنياك بني ...تلك الدوامة قد تفقدك روحك لتتحول لآلة فاحذر ان تأخذلك بداخلها وتضيع عمرك دون أن تحياه .... تنهد بعمق دون أن يجيبها ...لتنظر له بتساؤل قائلة: - خالد ارغب أن اسألك شيئا ... - تفضلي أمي - لماذا ابدلت رأيك فى أمر خطبة ابنة عمتك ؟! لقد كنت تنوي اكمال مشروع الخطبة معها واخبرتني انك ستفاتح عمتك لتعود بعدها بساعات لتخبرني ان لا افتح معها الموضوع.. وانك ستختار فتاة اخرى للزواج بعد عودتك من رحلة إيطاليا؟!.. دون ان تفهمني شيئا ؟!!.. كما انك اصبحت جافا جدا معهما بل إنك اليوم على الغداء كنت باردا معهما حد الوقاحة ولم تكد تبقى دقائق لتتركنا متحججا بالعمل دون ان تتحدث مع عمتك ومهينار او تجيب اي من تساؤلاتهما حول سبب عدم ردك على اتصالاتهم ؟! فماذا حدث ؟!..والى متى سأظل انتظرك زواجك ؟! ، انني اشتاق لاحمل اطفالك بني ..هذا القصر بارد صامت يحتاج صرخات طفل تعيد اليه الحياة ... ليبتسم دافنا راسه اكثر فى احضان امه ،..ويغمض عينيه متخيلا عاصفته القصيرة وهي تطارد اطفالا يماثلونها صخبا وجنونا ، لتسمع امه صوت ضحكاته التي لم تسمعها من فترة طويلة وترى على ملامحه تعبيرا اشتاقت لرؤيته ، تعبيرا اذاب جمود القناع الذي اعتادت رؤيته على وجهه ليرد عليها بما اثار عجبها أكثر !! - وماذا لو اتيتك بكنة يفوق صخبها وصراخها صخب وصراخ اى اطفال تتمنينهم لن تكتفى باعادة الحياة للقصر بل يمكن ان تدمره على رؤسنا ؟! رفعت والدته رأسه بيديها لتنظر بعينيه هاتفه : - خالد هل وقعت بالحب ؟هل قابلت الفتاة التى اذابت جمود جليد قلبك ؟ لينظر اليها بعمق وهو يعتدل جالسا بجوارها - لا أدري يا امى ..لا اعرف تسمية لمشاعرى ..انا لم احب قبلا او حتى اقتربت من مشاعر مماثلة ...حياتي كانت مخططة منذ مراهقتي ومقتصرة على العمل لكني منذ فترة وانا اشعر بالخواء ..اشعر بافتقاد شيئ لا اعرفه حتى قابلتها صدفة في رحلتى! إنها عاصفة قصيرة بلسان سليط لتقطب والدته بضيق سائلة : - اهى ايطالية ؟ ليرد خالد ضاحكا : - بل مصرية صميمة اصيلة من حواري مصر القديمة ..ليرتفع حاجبا والدته بذهول وهي تسأله : - ماذا ؟ قابلت فتاة من حواري مصر في ريف ايطاليا !! - انها قصة طويلة ساحكيها لك فانا بحاجة لنصيحتك لكن قبلا لدى سؤال ..هل لديك مشكلة في ارتباطي بفتاة رغم تعليمها العالى الا انها لا تنتمي باي صورة لا مظهرا ولا مستوي لوسطنا ؟!! لكنها رغم ذلك فيها كل ما ارغبه في شريكة حياتي وام اطفالي ، انها رغم قصر مدة تعارفنا جعلتنى اشعر انني حي كما لم اكن يوما ، هي مهملة في مظهرها .... اكمل ضاحكا : - تاكل اشياء عجيبة وغاضبة على الدوام وكثيرا ما تجعلني اشعر بالجنون والحيرة ما بين رغبة في غسل فمها بالماء والصابون او تقـ .. ليصمت منتبها لما كاد يقوله لامه التي نظرت اليه بمكر رافعة حاجبها أكثر لتنظر اليه مبتسمة - اكمل او ماذا ؟ ليضحك بخفوت بينما يحمر وجهه مما اذهل والدته التي ضحكت بقوة وشعور بالسعادة يكتنفها ان ابنها اخيرا وجد سعادته ، لتمد يديها لتسحبه لصدرها وتضمه اليها قائلة: - ساخبرك امرا لم احكه ابدا في السابق ! أتعرف اني كنت اكره حياتى في بيت والدي ؟ تعرف كم كان جدك رجلا قويا شديدا صلبا لتظلل عينيها ذكريات الماضي وهى تكمل - كنا نحيا هنا في نفس هذا القصر نملك كل شيئ ، المستوي المالي والعائلي المتميز لكننا نفقد اهم شيئ ..!! لتصمت لحظات وتقول بصوت متهدج: – السعادة ! والدفء ! وشعور الاسرة لا ادري هل هذا ناتج عن طبيعة ابي.. ام أن الحادث الذي اصابه واثر على قدرته على السير... وان لم يقعده تماما كما اثر على قدرته على الانجاب هو السبب ام أنها طبيعته فقط ؟ ! .. كنت ارى أمي دائما حزينة صامته ووجهها يزداد ذبولا حتى فقدت الرغبة بالحياة لتتركني كما لو كانت اكتفت من تلك الحياة الجامدة مع ابي وانا بالحادية عشرة من عمرى احوج ما أكون اليها ، أما ابي فعلاقتي به لم تتعدى القاء الاوامر والتعليمات !... لم يضمني يوما أو يحاول التقرب مني ولكنه ايضا لم يسمح أن ابتعد عن نطاقه كان يشعرني بخيبة امله في لأنني فتاة و كنت اشعر بغضبه لأنه لم يعد يستطع الحصول على ذكر يحمل اسم الراشد ويكمل مسيرته لتنظر اليه مكملة : - ربما لذلك احبك بقوة وكان يبقيك لديه معظم الوقت ورغبته بأن ينشئك مثله لأنك امتداد لدمائه وان لم تحمل الاسم ...لتصمت قليلا بينما تشرد عيناها بعيدا وهي تضيف - أتعرف اننى كنت احسد بشدة ابنة الحارس لدينا ..كانت بمثل عمرى تقريبا لا يكادون يملكون شيئا كانت ترتدي نفس الثوب لفترات طويلة ومع ذلك كنت احسدها واشعر انها أغنى وافضل مني واتمنى لو كنت مكانها..كنت ارى اباها يلاعبها يمازحها ينظر لها بحب فتختال كأميرة رغم ثوبها البالي ...كنت اخرج ليلا لاتجول بالحديقة فاسمع صوت ضحكاتهم داخل حجرتهم الصغيرة بجوار باب القصر فأبكي قهرا واتمنى ان استبدل قصرنا بكل ما فيه بيوم داخل تلك الحجرة ..وعاما بعد عام يزداد بداخلي شعور النبذ والوحدة والفقر؟! ليس فقر المال بل فقر العاطفة شعور لم اتخلص منه الا بعد زواجي بوالدك لتستطرد ضاحكة : - لقد تزوجته نتيجة خطأ لم يستطع ابي تداركه !!.. -عندما تقدم جدك لابيك بطلب يدي لابنه ظن جدك محمد ان المتقدم هو عمك مصطفى والذي كان جدك معجبا به بقوة فوافق فورا وقرأ الفاتحة معه بلحظتها دون حتى ان يرجع الى واتفقا على موعد الخطبة وعقد القران فعمك وجدك كانا رجلا اعمال قويين يشار لهما بالبنان ويخشاهما الجميع بعكس والدك الذي كان رغم عمله معهما بعيدا عن قدرات حيتان الاعمال حيث كان اميل للاستمتاع بالحياة ليفاجئ ابي في نهاية اللقاء بقول جدك أن أمجد سيحضر اليوم مساءا ليقابل عروسه ويقدم لها هدية الخطبة .. لتضحك مكملة: - كان ابي يرغى ويزبد امامي بعد عودته عن كونه لم يستطع حتى ان يحصل على زوج جيد لى بل مجرد فتى مدلل لكنه لم يستطع التراجع فكلمته كانت عقدا......، لاقابل والدك الذى اتضح انه كان قد رآني عدة مرات وتعلق بي دون ان انتبه ..عشت معه اجمل عشر اعوام عوضنى بها كل ما مر بحياتى لتتنهد بألم مكملة - حتى كانت الحادثة التي توفى بها جدك وعمك وبدأت الاعمال بالانهيار ليقضي بعدها ابيك اعواما يحاول ان يقوم بدور لم يخلق له ، دور كان يقيده ويمتص روحه التي اعتادت الجموح والحرية ببطء حتى تغلفت ملامحه الباسمة بقناع من الحزن لكنه في النهاية لم يستطع الاحتمال والاستمرار... كان أرق من أن يقدر على المحاربة وسط غابات عالم الأعمال فاستطاعوا التلاعب به وخداعه ليفقد كل شيئ حتى بيت عائلته لينهار شاعرا بأنه لم يكن على قدر المسؤولية ولم تجدي كل محاولاتي لمساندته ليعلن قلبه الاستسلام ليموت شابا لم يبلغ الخامسة والأربعين بازمة قلبية تاركا اياي انعيه حتى الآن .... اقترب خالد من أمه ليضمها بقوة فألقت برأسها فوق كتفه مكملة - اتعرف انت مزيج منهم جميعا جديك وعمك وابيك تحمل دفء قلب ابيك وجموحه رغم تحجيمك اياهم خلف قناع بارد عودك عليه ابي وتحمل ذكاء وبراعة ابي وجدك وعمك في الاعمال .. رفعت رأسها لتطل بعينيه هامسة : - كنت اخشى ان يطغى عليك جانب جديك فتتحول لصورة قاسية جامدة خاصة مع اختيارك في البداية لمهينار ابنة عمتك دون عاطفة لمجرد اداء واجب لكني الآن والآن فقط اشعر بالراحة والسعادة ..لذا اخبرك انى لن اقبل فقط بتلك التى اعادت روحك وضحكاتك بل سأفعل كل ما تستطيع لتنالها .. والقت حذائها من قدمها لتتمدد جواره هاتفة - والآن يا ابن أمجد اريد ان تحكي لى كل شيء عن فتاتك تلك من اللحظة الأولى دون اغفال شيئ خاصة موضوع غسل فمها او .... لتنطلق ضحكات كلاهما صادحة في جنبات قصر افتقد الضحكات منذ زمن طويل بينما يتمدد بجوارها ويخبرها بكل مغامراته مع عاصفته القصيرة القامة --------------------------------------- كانت تتحرك بسرعة قادمة من قسم الحسابات بعد حصولها على الاوراق التي احتاجتها بطريقها الى حجرة المكتب التي تتشاركها مع زميليها ياسين الاربعيني الجاد والهادئ ومحمود العابث المرح ،..لكنه ليس عابثا ماجنا خاصة وقلبه معلق بخطيبته التي تعمل معهم بقسم العلاقات العامة ... بل انه يذكرها بصورة ما بأخيها سامح ..كما ان كلا زميلاها بارعان ومجدان بعملهما كما كل من تعاملت معه حتى الآن في هذا الصرح الاشبه بخلايا النحل.. انها سعيدة في عملها خاصة بعد أن تم تثبيتها ووقعت العقد منذ اسبوع مضى ..كما يزيد سعادتها تقدير رئيسها السيد أشرف الذي زاد بقوة واثنى عليها بعد أن استطاعت أن تقدم له دراسة جدوى وافية كان قد كلفها بها فور تسلمها عملها،!... ورغم قصر الفترة التي اعطاها لها للانتهاء منها مما شكل تحديا لقدراتها وبراعتها الا انها استطاعت انهائها على الوقت ، ورأت اعجابه واستحسانه بل انه اشاد بها امام زميليها الذين تحولت نظراتهم لها من تعجب لطريقة تعيينها لاعجاب واحترام بعد أيام فقط من عملها معهم ...حتى أن محمود أصبح يناديها مشاكسا بعبقرينو... لا تصدق انها قاربت على الشهر في هذا المكان الذي اعاد اليها شعورها بأهميتها وذاتها التي كادت تفقدها , لا ينغص عليها هذه السعادة الا تلك الذكريات التي تقتحم عقلها من آن لآخر عن عملاق بوجه غاضب تعرفت عليه لايام قليلة بايطاليا لتلتصق ذكراه كما ملامحه في عقلها رافضة الرحيل ...لتنهر نفسها كما تعودت كلما مر طيفه بعقلها بينما يصلها صوت محمود مناديا : - عبقرينو جيد أن لحقت بك لقد أحضرت البيانات التي اردتها من وزارة التخطيط تعالى لاعطيها لك قبل أن أذهب لقسم العلاقات العامة ..لترد عليه بنزق كعادتها كلما ناداها بهذه التسمية : - محمووود اخبرتك ان تكف عن ندائي بهذا اللقب سيلتصق بى وعندها لن اتوانى عن ضربك صدقني ! استطيع ان اعيد خارطت ملامحك بسهولة وعندها ستتركك خطيبتك التي تتحجج كل يوم بحاجتنا لبيانات لا داعي لها ، لتذهب اليها بقسم العلاقات العامة..فلا تظن اني فتاة ضعيفة ،! ليرد عليها وقدر رسم علي وجهه ملامح رعب مفتعل : - ماذا ؟! فتاة ضعيفة ؟!! حاشا لله ان اعتقد ذلك يا زميلتى العزيزة لقد رأيت تقنياتك في اسبوعك الأول عندما حاول ذلك الشاب من قسم المبيعات مغازلتك أثناء استراحة الغداء فانتهى به الأمر مطروحا ارضا ووجهه مدفونا بطبق طعامه وشرابه يغرق ملابسه ... حمداا لله انه يومها كان يحمل مشروبا باردا لا ساخنا لكنك لم تخبرينى الى الآن كيف فعلتها دون ان تتحركي من مكانك ؟ شاركته الضحك وهما متوجهين معا لحجرة مكتبهم .. وهي تتذكر هذا الموقف وما فعلته بهذا اللزج الذي جاء بدعوى الترحيب بها ليميل اليها بصورة مبالغة وهي تجلس على منضدة جانبية منفردة مادا احدى يديه بالسلام والاخرى تحمل طبق طعامه وشرابه ليقول بسماجة "هل تسمح الجميلة لي بمشاركتها جلستها حتى تفتح شهيتي" لتقوم بلف قدمها بحركة دائرية حول ساقه دون ان تحرك نصفها العلوى بحركة قلبته بها رأسا على عقب وهي تجيبه - لا الجميلة لا تسمح لك... إنها حركة تعلمتها من شقيقها سامح كان يفعلها بها احيانا عندما تغيظه باخذ أحد ستراته المفضلة وتمر بها من أمامه وهو يتناول افطاره قبل ذهابها للجامعة مع فارق أن سامح كان يمد يديه ليتلقفها قبل أن تصل للأرض......بعدها فوجئت بالسيد أشرف يخبرها انها ستشاركهم مائدتهم فالطبيعي ان يتشارك اعضاء كل قسم الجلسة اثناء الراحة فهذا يقرب بينهم اكثر ، وهو ما رحبت به وخاصة أن كلا زميلاها مثال للخلق والتهذيب ،..حتى محمود رغم ميله للدعابات والمقالب احيانا فهو دمث الخلق ولا يتجاوز معها اطلاقا .. وغالبا ما تشاركهم خطيبته سمر تلك الرقيقة والهادئة بعكسه الجلوس معهم .. أكملا طريقهما لحجرة مكتبهما غافلين عن تلك العينان التى تراقبهما من بداية الرواق بجوار المصعد بنظرات مشتعلة .. .................. دخل مكتبه وهو يشعر بالنيران تشتعل بداخله... هو لم يجرب شعور الغيرة قبلا لكنه الآن بات يعرفه .... تلك الرغبة القاهرة التي حجمها قصرا بقوة ارادته ..عندما رآها أثناء خروجه من المصعد وجعلته يرغب بالذهاب اليها وجرها من أمام زميلها.. واخفائها خلفه .. وضرب هذا الذي كانت تشاركه الضحك والحديث ..رغم يقينه أن لا شيئ بينهما فهو تعمد البحث حول كلا زميلاها الذين ستشاركهما المكان وعلم ان احدهما متزوج وأب لطفلين والآخر مرتبط بخطبة مع موظفه لديهم كما أن كليهما مشهود لهما بحسن الخلق ...كما انه قام بنقل هذا الموظف الذي تعرض لها في استراحة الغداء لفرع آخر بعد توجيه انذار شديد اللهجة له من قبل رئيسه المباشر بإيعاز منه بالتزام قواعد السلوك مع الزميلات والا تعرض للفصل ... انه لن يتحمل اكثر يريدها اقرب ..يريد ان يعلن انتمائها اليه وملكيته لها بكل ما فيها غضبها واندفاعها جنونها وتهورها وذكائها كلها تنتمي اليه وحده ..لقد تعمد الابتعاد مانحا لها الوقت الكافي لنسيان الماضي ومنحها فرصة تستحقها لتثبت نفسها ومكانتها دون ان يقترب وتعرف بكونه رئيسها حتى لا تثور راحلة ..لكن يكفي الآن لن ينتظر أكثر..لقد اكتفى من مراقبتها عن بعد ..اكتفى من التواري خلف مكتبه حيث يأتي مبكرا ويخرج بعد رحيلها ..آن آوان اللقاء المباشر بل انه تأخر كثيرا ..انه حتى متعجب انها الى الآن لم تعرف انه رئيسها صحيح ، أن المجموعة لا تحمل لقب عائلة ابيه بل أمه حسب وعده لجده ...لكن الجميع يعلم أن خالد الرواي هو الرئيس فكيف لم تربط بين من قابلته بايطاليا وبين رئيسها ؟!!أم أنه لم يمثل لها شيئا لدرجة انها لم تهتم بتذكر اسمه ! لا لن يظل يدور فى تلك الدائرة من الشكوك والتخمينات ..ليتجه للهاتف الداخلى مبلغا سكرتيرته بارسال مدير ادارة الجودة اليه فورا ... ليدخل بعدها بدقائق السيد أشرف ليشير له بالجلوس ويبادره خالد بسؤاله - أما زلت راغبا فى التقاعد ؟ - ليست رغبه سيد خالد بل اضطرار .. لتغتم ملامحه وهو يكمل: - طبيبى حذرني من الاستمرار بالعمل وأكد على ضرورة الراحة حتى لا تسوء حالة قلبي ..خاصة مع صعوبة اجراء الجراحة لى نتيجة المشاكل الصحية الاخرى التي اعانى منها .. - تعرف انى على استعداد لارسالك لأكبر اطباء ومستشفيات بالعالم .. - أعرف وانت لم تقصر وطبيب والدتك الذي كلفته بمتابعة حالتي هو أحد الاطباء الأكثر براعة وشهرة ....خالد بني أنت لم تقصر معي ..ويشهد الله اني لا أرغب بترك العمل بل أن فكرة جلوسي بالمنزل بلا عمل استشعرها تقتلني أكثر من مرضي نفسه ... - سيد أشرف أنت لست موظف بالمجموعة بل أحد اعمدتها ولك دور بارز في نجاحها ...لن أنسى وقوفك معي ومساندتك لي ولأبي في أصعب الاوقات منذ كنت معه في شركات الرواي ... انت كنت معلمي الأول ..وصديق أبي .. وبعد انتقالك معي هنا كنت نعم العون والناصح والمساند لي ..وأنا اكثر من يعرف بحبك للعمل ورغبتك بعدم تركه وفي الوقت نفسه لن اتهاون في أمر صحتك ...لذا وجدت حلا قد يكون مرضيا ... التمعت عينيه بالأمل وهو ينظر لرئيسه الشاب الذي يحبه كأبن له ويقدره ويعجب بذكائه ووفائه وعدله مع العاملين لديه .. فخالد رغم تشابهه مع جده محمد الراشد في حزمه ، وجديته ، الا انه يملك رأفة وعدل وتفهم ابيه ،.. واحتوائه لمن يعمل معه رغم مداراته لذلك خلف هذا القناع البارد من الجمود الذي يغلف وجهه .. - ما هو هذا الحل ؟ - ستظل بمنصبك لكن بصفة اقرب لاستشاري ..حيث ستعين لك نائبا يتولى معظم مهامك ويقتصر دورك فقط على الاشراف والمتابعة ليوم او يومين اسبوعين ..بما لا يتعدى ساعتين او ثلاث ...وسيتولى سائق من الشركة ايصالك ذهابا وايابا دون ان تجهد نفسك بالقيادة ...سيتم اختيار نائبك من بين الثلاثة العاملين معك في القسم عن طريق عقد اختبار لهم سأتولاه بنفسي ومن ينجح يتولى مهام نائبك ... وسنعين واحد آخر مكان من يترقى حتى نخفف وطأة العمل بعد أعادة توزيعه ..فالمجموعة تتوسع وعبء العمل يتزايد ونحتاج للمزيد من العاملين ...أظن أن ياسر ابنك قد أنهى فترة التجنيد الالزامي وحسب ما أعرف هو خريج قسم الاقتصاد ؟!.. وظني انه سيكون شبلا من ظهر اسد .. حاول اشرف مقاطعته ..ليرفع خالد يديه: - لن احابيه لانه ابنك بل سأعقد له اختبار بنفسي وسيتم قبوله فقط ان تخطاه الأمر ليس محاباة بل فقط اقتناص فرصة الفوز بالافضل وأنا قد قابلت ياسر عندما صحبك في حفل الشركة السنوي وقد اعجبني ذكائه وطريقة تفكيره المنظمة رغم صغر سنه ... غامت عيني الرجل الاكبر سنا بدموع حبسها بقوة وهو ينظر لهذا الشاب بحب وتقدير ويسمعه يردف : - ابلغ موظفيك بالأمر سيد اشرف وناوله اسطوانة مدمجة وهو يقول: - داخل هذا القرص ثلاث مشروعات لن نقبل الا واحدا منهم فاثنين منها بهما مشكلة تجعل قبولهما عملية خاسرة ، هي مشكلة صغيرة ليس من السهل اكتشافها لذا سيكون التحدي الذي سيتم بناءا عليه اختيار نائبك هو القدرة على اختيار المشروع الامثل واكتشاف العيب لدى الاثنين الآخرين ...لن تخبر اي منهم بوجود عيب بل ستكلفهم بعمل تقرير وافي عن المشروع الانسب لتتولاه الشركة بين الثلاثة وأن صاحب التقرير الافضل سيفوز بالمنصب وسيتم تسليم تقاريرهم اليك في تمام التاسعة صباح يوم الخميس لتحضرها لي لنراجعها معا وبعدها نعرض النتائج أمامهم في اجتماع معنا في الساعة الثانية عشرة ظهرا بقاعة الاجتماعات الصغرى بوجودهم جميعا أي أن امامهم يومين فقط لدراسة ملفات المشاريع الثلاثة وكتابة التقارير عنها ... أخذ الاسطوانة وقام قائلا - سابلغهم واشكرك ثانية على ... قاطعة خالد - ارجوك لا داعي انه حقك علي .. أومأ برأسه شاكرا وهو يتوجه للخارج ،... بينما يرتكن خالد برأسه للخلف مغمضا عينيه ومتمتما - ارجوا أن لا يخزلني ذكائك يا صغيرتي انني أراهن عليه .. ليقاطع افكاره طرقة على بابه صاحبها دخول سكرتيرته التي اقتربت واضعة بعض اوراق تحتاج لتوقيعه على المكتب أمامه وهي تقول ... - السيدة رقية عمة سيادتك بالخارج راغبة فى مقابلتك .. وقبل أن يرد عليها وجد عمته تفتح الباب داخلة وهي تقول : - لا أظن انني احتاج لإذن للدخول على ابن اخى طالما لا يوجد لديه أحد اليس كذلك ؟ اكتست ملامحه بجمودها المعتاد بينما يقوم للترحيب بها مقبلا راسها كالعادة بينما يصحبها للجلسة الجانبية مرحبا : - بالتاكيد عمتي اى ريح طيبة احضرتك الي اليوم ؟ كان بامكانك مهاتفتي لو كنت تحتاجين شيئا ... لتبتسم بتهكم: - وهل اصبحت قادرة على الوصول اليك ؟! انت مشغول على الدوام كما تقول لي كلما هاتفتك طالبة لقائك.. او دعوتك على الغداء.. أو العشاء....ليقاطعها بهدوء: - عفوا عمتي لدي ضغط عمل كثيف في هذه الفترة وسفري الفترة السابقة جعل الاعمال تتراكم..لترد بنزق : - سفرك الذي ترفض ان تخبرنا سببه أو مكانه !! ليميل فمه بابتسامة جانبية لم تصل لعينيه بينما يجيبها .. - عفوا عمتي انها ايام احتاجها للراحة وشحن الطاقة كل فترة ... لتبتسم وهى تقترب منه قائلة: - حبيبي انك بحاجة لزوجة لمعاونتك والتخفيف عنك الم يأن الأوان بعد لـ....... ليقاطعها بسرعة - بلى عمتي انت على حق وسيحدث قريبا وستكون دعوة زواجي عندك قريبا فقط احتاج لبعض الوقت فعروسي المستقبلية لديها بعض الظروف الاسرية استدعت بعض التأجيل وبمجرد انتهائها سنتزوج مباشرة .... كان يراقب وجه عمته الذي اختفت الابتسامة منه وشحب بشدة بينما وقفت بمجرد انتهائه ليتبعها واقفا وسائلا بمواربة : - ماذا بك عمتي لماذا وقفت فجأة ؟ لتجيبه صارخة : - ماذا !!! اتسألنى ماذا بي يا ابن اخي بعد هذا الذي تقوله ؟ ليجيبها ببرود : - وماذا قلت ؟!! لقد كنت اجيب تساؤلك عن زواجي لترد بعصبية: - اي عروس هذه ؟ وماذا عن مهينار؟ ليفرفع حاجبه بتعجب مفتعل وهو يسألها: - ما بها مهينار ؟!! لترد بنزق: - اتتعمد التغابي خالد ! ليرد بنبرة حازمة تحمل تحذيرا لا يقبل النقاش رغم عدم ارتفاع صوته - عمتي احترامي لك ولمقامك لا يعني قبولي ان تهينني ... لترد بمهادنة : - يا بني إن الجميع يعرف أن مهينار خطيبتك وقد رفضت كل من تقدم اليها بانتظار ان تقوم باتمام الامر الذي حسبناه جميعا محسوما بكونك ستتزوج منها خاصة وانت تعلم كم تحبك ..ليقترب منها وهو ينظر لعينيها سائلا ببرود : - عمتي هل حدث في اى يوم أن طلبت يد مهيار أو حتى لمحت لأمر كهذا ! ترددت قليلا قبل أن تجيبه : - لا!! لكن دوما كنا نلمح للأمر ولم نرى منك رفضا ...فيجيبها بنفس النبرة الهادئة : - كنت اظنها مجرد كلمات مداعبة معتادة بين الاهل منذ الصغر لكني لم ارى أو أفكر بماهي كأكثر من شقيقة صغري لي ..شقيقة احمل لها معزة كبرى واتمنى ان توفق لزوج جيد وسأكون أنا من يقدمها بنفسي اليه - لكنها تحبك بني انك ستكسر قلبها ...كما ان سمعتها ستتأثر بسبب تركك لها ،..ليقاطعها وقد أرتفع صوته قليلا : - عمتي هي لم تكن لي لاتركها ولا يستطيع مخلوق الخوض بسمعتها ومن يفعلها سيكون عليه مواجهتي ...وموضوع حبها لى ..نظر في عينيها بقوة ..لا أظن انها تحبني بأكثر من أخ كما أحبها تماما ..وكما قلت سابقا ستظل دوما شقيقتي وتحت رعايتي حتى تتزوج ... لتنظر اليه رقية للحظات قبل ان تخفي معالم غضبها خلف قناع قبول كاذب .. - كما تريد بني افعل ما تشاء إن سعادتك هي ما تهمني .. لتصمت لحظات مضيفة: - لكنك لم تخبرني من العروس ؟ اهي ابنة احد معارفنا او شركاء عملك ؟ ليستدير خالد راجعا الى مكتبه وهو يجيبها: - كما أخبرتك عمتي ستكوني أول من يتم دعوته بمجرد انتهاء الامور العالقة ، لا تشغلي بالك..لم تشربي شيئا حتى الآن ماذا تحبين ؟ قالها وهو يرفع سماعة هاتفه لتجيبه وهي تتوجه لباب الخروج رافعة رأسها بتكبر : - شكرا عزيزي سأتركك لعملك فقد اخدت الكثير من وقتك ... لتتوقف أمام الباب قبل فتحة وتستدير اليه سائلة وهو يعيد الهاتف لمكانه: - بالمناسبة الى متى سيظل مدحت في فرع الصعيد ؟ لقد اخبرتني انك تحتاج احد تثق به هناك لفترة لمتابعة ومراجعة الامور.. لكنه هناك منذ ما يقارب الشهرين ! لتلتمع القسوة بعينيه قبل ان يسبلهما مجيبا بغموض - قريبا عمتي ، ابنك سيعود اليك قريبا جدا فقد قام بما توقعته منه هناك وأكثر!! .. لتومئ براسها قبل ان تستدير مغادرة ليتبعها بعد لحظات من اغلاقها الباب مقتربا من النافذة المطلة على حجرة سكرتيرته والرواق المقابل ليزيح جزءا صغيرا من الشرائح المعدنية التي تشكل ستائرا تغطي النافذة.. ليجدهما تتهامسان كما توقع.. ويبدو ان عمته تنهرها لانها لم تعطها تقريرا وافيا عنه كما يظن ، ليعض على نواجذه وينبض عرق غاضب بجانب فكه وهو يعيد الستار لمكانه ويعود هو لكرسيه رافعا الهاتف الداخلى مناديا سكرتيرته ليكمل تنفيذ باقي مخططه ،.. فهو يحتاج حاليا لعملية تضليل لعمته عن هدفه الحقيقى.. فهو ليس على استعداد لمعرفتها من تكون من ينتوي زواجها حاليا حتى لا تفسد عليه خططه ..وهذا هو السبب الذي ابقى بسببه على هناء بعد معرفته بانها تخونه وتنقل اخباره لعمته ..فمن تخون في امر تخون في اخر ولا يمكن أن يأتمنها خاصة وانها تستطيع الوصول لادق اسرار عمله بحكم منصبها لذا بدء بمراقبتها واخذ حذره منها تدريجيا دون أن يشعرها بشيئ فلم يأن بعد أوان كشف الاوراق ... دخلت هناء بهدوء سائلة: - طلبتني يا بك ؟ لينظر اليها لفترة جعلتها تشعر بالقلق والتململ قبل أن يجبها سائلا : - هناء كيف ذوقك في انتقاء المجوهرات الراقية ؟ لتجحظ عينها بتعجب سائلة :- عفوا لم افهم ؟!.....ليقول بينما ينظر لعينيها بمكر: - اريد شراء سوار ماسي قيم وانيق ليليق بأنسة جميلة لكني لا افهم بتلك الامور لذا ساهاتف صائغ والدتي لينتظرك بعد ساعة لتنتقي من لديه سوار لائق وتضعيه بعلبة انيقة وتختاري بطاقة جميلة تكتبي فيها تهنئتي بتحقق الحلم ..!! وتذهبي بنفسك لتقديمها باسمي الى الآنسة شهيناز الشوربجي في مقر شركة والدها ، أنها تشغل منصب مدير العلاقات العامة هناك ..تعرفين مكان الشركة اليس كذلك ؟ كانت واقفة تستمع له بذهول ...انها المرة الاولى التي يكلفها بشيئ خارج العمل والمرة الاولى التي تعرف انه يعرف فتاة ما بل ويرسل لها هدايا ..ليطرق على سطح مكتبه بقلمه مناديا : - هناء سألتك هل تعرفين موقع شركة الشوربجى ؟ - ها نعم عفوا سيد خالد بالطبع اعرفه انها قريبة من هنا .. - حسنا تفضلى بامكانك الذهاب وبعدها بامكانك العودة لمنزلك لا داعي لعودتك .. - امرك سيد خالد قالتها مستديرة للذهاب وعقلها يدور بسرعة حول ضرورة مهاتفة السيدة رقية وابلاغها بالاخبار فقد عنفتها بقوة منذ قليل انها لا تقوم بما كلفتها به وتدفع لها مقابله بسخاء ... بينما يرتكن خالد برأسه للخلف مفكرا أن خطبة صديقه وزميل دراسته بلال جائت بوقتها ...بلال والذي يدير فرع المجموعة بلندن بعد موافقته على العمل معه منذ عدة سنوات اثبت فيها انه يستحق ثقته وصداقته التي لا يمنحها بسهولة ..انه سعيد بموافقة سعد الشوربجي اخيرا على خطبة بلال لابنته شاهي .. ليبتسم بعبث على الاقل سيرحمه بلال من اتصالاته المتتالية.. التي يبثه فيها شكواه .. ورغبته بترك ادارة فرع لندن التي لا يأتمن عليها احدا سواه،.. ليعود للبقاء بجوارها هنا ،فمنذ اعاد سعد ابنته من لندن حيث كانت تدرس ماجستير ادارة اعمال وبلال راغب باللحاق بها ، لقد تقابل بلال و شاهي عندما طلب والدها منه ان تقوم بعمل تدريبها العملي لديهم بالفرع هناك ليحدث اللقاء بينها وبين بلال ويقعا بالحب ، وبرغم ما واجهاه من صعوبات لرفض الشوربجي لبلال الذي رغم نجاحه ومستواه المادي الجيد الا انه من اصول ريفية بسيطة ،... رآها الرجل لا تليق او تتناسب مع اسم عائلتهم الا أن تمسكهما ببعضهما كان يتزايد ..لكن الشوربجي خضع في النهاية تحت ضغط تصميم ومثابرة كلا من بلال وشهيناز...لقد تحمل لما يزيد على العامين شكوى واتصالات بلال عن حبه وشوقه لعصفورته وخوفه أن تضيع منه ، فلا مانع من محاولة استغلال خطبته لبعض المنافع المقنعة ...ليبتسم وهو يرفع هاتفه الخلوي ليضغط رقما مخزنا لديه ليأتيه صوت ناعم بنبرة موسيقية مرحبا .. - اردت أن اهنئك بنفسي على الخطبة و قرب عودة بلال لقد هاتفني أمس من لندن وابلغني الأنباء السعيدة .. ليصمت متابعا ثرثرتها المحببة عن سعادتها بموافقة والدها اخيرا على بلال ، ليقاطعها قائلا أن بلال هاتفه امس مخبرا اياه انه سينيب عنه مدير مكتبه لفترة حيث سيعود خلال اسبوعين بعد تنسيق الاعمال لاعلان الخطبة وعقد الزواج ويأمل باقناع حماه المستقبلي ان يوافق على الزفاف ايضا...ليضحك في نهاية كلامها مضيفا ... - هديتي في الطريق اليك يا عصفورة بلال كما يناديك لكن حافظي على هدوئك وصمتك مؤقتا حتى يتم الأمر ولا يحدث ما يعكر اجوائه ، سلام ايتها العصفورة ومبارك مرة اخرى .. ................................... كان ثلاثتهم يجلسون في تمام الساعة الثانية عشرة في حجرة الاجتماعات الصغرى بينما تبدو على وجوههم علامات الترقب والقلق في انتظار دخول مديرهم بصحبة رئيس مجلس الادارة... | ||||
|
| |
|
13-05-17, 10:49 PM
| #85 | ||||||
| مشرفة منتدى الصور وتسالي مصوره وعضو مميز في القسم الطبي والنفسي ونبض متألق في القسم الأدبي وفراشة الروايات المنقولةوبطلة اتقابلنا فين ؟ومشاركة بمسابقة الرد الأول ومشارك في puzzle star ومحررة بالجر
| بااارت لطييييييييييف ..... خالد ذكي ومخطط صح وكاشف نهى وبسسبب ما تكشفه تركها وما طردها ... عبقري والله ... حبيت جلسه المصارحه بينه وبين امه وتقبلها لحبه لهمس ... عمته اكيد ما رح تسكت على اللي صار ... علاقه همس باخويها مميزه جدا .... بالتاكيد بنطال البرميل الأسود الذي يكفي ان يدخل فيه سكان بيتنا باكمله وفوقه سترة تفوق حجمك باربع مرات بلون اخضر يشبه لون ضفادع المستنقعات لم ارى مثيلا له الا فى فوازير فطوطة التي يبدو انك شديدة التأثر به وبطريقة لبسه ...ههههههههههههههههههههههه� �ه  اعجبني كمان تقدير خالد لاشرف ....وكمان اختيار زملاءها بعنايه ... والمشرووع أظن ان همس هي اللي رح تعرف المشروع المنااسب .... بانتظااار اللقاء على نااار بين همس وخالد شكرااااا ياقمرررررر على البارت الحلو | ||||||
|
| |
|
13-05-17, 10:51 PM
| #86 | ||||||
| مشرفة منتدى الصور وتسالي مصوره وعضو مميز في القسم الطبي والنفسي ونبض متألق في القسم الأدبي وفراشة الروايات المنقولةوبطلة اتقابلنا فين ؟ومشاركة بمسابقة الرد الأول ومشارك في puzzle star ومحررة بالجر
| انجوانا, رحوبه, amina_28, ام عبدالله الصافي, رغيدا, روح-المساء | ||||||
|
| |
|
13-05-17, 11:24 PM
| #88 | |||||
| مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء
| اقتباس:
تسلمي جوجو علي المتابعة والتشجيع ...خالد اكيد بيتميز بذكاء وقدرة علي التخطيط والا مكنش نجح في السن ده ...بس نهي مين ؟!! هههه قصدك هناء ..اصبري شوية عشان تشوفي خالد حيعمل ايه فيها بس مش دلوقتي ههههه...اخوات همس واسرتها هم سندها الحقيقي اثبات ان الترابط الاسري ملوش علاقة بمراكز ومستويات ليه علاقة بقلوب وتربية وتنشأة سليمة حتي لو جوه شقة صغيرة في قلب حارة بس مليانة حب ودفا ...اصبري شوية في واحد من اخوات همس حيبهرك ههههه | |||||
|
| |
|
13-05-17, 11:28 PM
| #90 | ||||
| نجم روايتي  
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فصل ضخم نبتدي باحلي علاقة الام وابنها واسلوبك فيالحوار بينهم بديع ومؤثر ماضيها ومعانتها النفسية مع ابيها هو ما دفعها لتقبل بسعادة ابنها ويتراجع المستوي المادي والاجتماعي ف المرتبة الثانية الاهم سعادة ابنها كما عاشتها مع ابيه مؤثر نظرتها لابنة الحارس وعل الجانب التاني عائلة همس المذهلة اخين واب وام بروح رائعة اكرم فهم همس اعجبني جدا وهي المراعية لظروف ابيها واخوتها ههههه ومنظر كوميدي لبس فطوطة ومنظر اخ المقص ال اديته لالمغازل المنفي هههه زميلها كوميدي عبقر ينو هههه حلو جدا ماهي والعمة ال حتموت وتزجه ابنتها حتي لا تطير الاموال ومجندة السكرتيرة وابها الفاشل الله معك ياخالد لمسة وفاء ل المذير وابنه وبنفس الوقت النيل من عبقرينو القصيرة ذات بدلة فطوطة ههه الغيرة نااااااااااااااااار وخالد بيخطط بس خلاااااااااااااااص نفذ الصبر مبروك شاهي هههو خطة اخري لخلودي ف انتظارك موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . | ||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
22Likes
العرض العادي
