آخر 10 مشاركات
عزيزتى لينا (61) للكاتبةK.L. Donn الجزء4من سلسلة رسائل حبLove Letters كاملة+الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          ألـمــــاســة الفــــؤاد *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : نورهان عبدالحميد - )           »          عزيزى مافريك(60)للكاتبةK.L. Donn الجزء3من سلسلة رسائل حب Love Letters .. كاملة+الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          سلسلة رسائل حب Love Letters للكاتبة K.L. Donn (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          283 - الحب لا يكذب - كارولين اندرسون (الكاتـب : عنووود - )           »          أسيرتي في قفص من ذهب (2) * مميزة ومكتملة* .. سلسلة حكايات النشامى (الكاتـب : lolla sweety - )           »          خلاص اليوناني (154) للكاتبة: Kate Hewitt *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          أسيرة الكونت (136) للكاتبة: Penny Jordan (كاملة)+(الروابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          رهين الشك _ شارلوت لامب _ روايات غادة(مكتوبة /كاملة) (الكاتـب : منة الله - )           »          زوج لا ينسى (45) للكاتبة: ميشيل ريد .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام > منتدى قلوب أحلام شرقية

Like Tree2Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-07-11, 10:33 AM   #2171

Jamila Omar

نجم روايتي وكاتبة ومحررة لغوية في قلوب أحلام وعضوة في فريق الترجمة

 
الصورة الرمزية Jamila Omar

? العضوٌ??? » 4574
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 7,576
?  نُقآطِيْ » Jamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة المكان مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة assia_ayah مشاهدة المشاركة
مشكوووووووووووووووووووووو ووووووووووره عاالبارت الرائع مستنين الباقي لا تتاخرين علينا وتسلم الايادي
شكرا لمروركم يا صبايا منورين




Jamila Omar غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-07-11, 10:39 AM   #2172

Jamila Omar

نجم روايتي وكاتبة ومحررة لغوية في قلوب أحلام وعضوة في فريق الترجمة

 
الصورة الرمزية Jamila Omar

? العضوٌ??? » 4574
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 7,576
?  نُقآطِيْ » Jamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهره الماضي مشاهدة المشاركة
ايور ذي ابدا ماحبيتها يعني حتى لو اخته من الرضاعة ماله داعي كل شوية متصلة عليه لا وكمااان اوقاتها مالها داعي ... ياارب اهلها مايوافقوا على العريس عشان اتشمت فيها ههههههههههههههه
طب إدعي أهلها يوافقوا عشان تحل عن أسماء هههههه بدل ما هي في وقت متصلة لأنور


يوسف خاايف انه ملك تبطل تتهتم فيه ويتعذر بانها طفلة >>>كل الرجاال كذا يبغوا بس الاهتمام لهم حتى من عيالهم يغاروههههههههه
صح يمكن يوسف خايف لو إجا بيبي ملك ما تعود تهتم فيه أكثر خصوصا إنها لسه ما قالت له إنها بتحبه

اسماااء وانور خلاص بجد طالت المسئلة بينكم اغتشوا على دمكم واجلسوا مع بعض واحكوا كل اللي في نفسكم
صح أسماء و أنور طولوا و عنادهم ماله أي فايدة لازم يحكوا مع بعض

جيمي تسلم يدك ياجميل على الباارت الخطير
واحلى تقييم للعسل جيمي
زهرتي وحشاني يا قمر كيف حمودي و أخته اللي ما بعرف إسمها هههههه إن شاء الله بألف خير
و بإذن الله في فصل جديد اليوم بتمنَى يعجبك خصوصا فيه تطورات كبيرة


Jamila Omar غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-07-11, 10:44 AM   #2173

ميرديث

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية ميرديث

? العضوٌ??? » 152004
?  التسِجيلٌ » Jan 2011
? مشَارَ?اتْي » 1,795
?  نُقآطِيْ » ميرديث has a reputation beyond reputeميرديث has a reputation beyond reputeميرديث has a reputation beyond reputeميرديث has a reputation beyond reputeميرديث has a reputation beyond reputeميرديث has a reputation beyond reputeميرديث has a reputation beyond reputeميرديث has a reputation beyond reputeميرديث has a reputation beyond reputeميرديث has a reputation beyond reputeميرديث has a reputation beyond repute
افتراضي

هو انور ده بيستعبط ؟؟

يعني يتصل بيها تاني يوم اهنها فيه ومش بس كده عاوز يهتم بيها ومنتظر منها تتقبل ده منه ؟؟؟ وكمان قال ايه مش عاوز يعصب عليها عشان مريضه لا يا راجل كتر خيرك ما قصرتش .. وكمان شايف ان له حق انه يراعيها لما تمرض وبيغضب لما تقوله مش محتاجه منه حاجه متوقع ايه يعني تفرح بيه وتقوله يخليك ليا يا رافع روحي المعنويه اما كائن غريب .

صراحه يعني مبسوطه جدا جدا جدا من اسماء ومن رد فعلها معاه وياريت يعني تستمر وتتوصى بزباده معاه عشان يبقى يتعلم يعاملها كبنات الشوارع لأ وايه اصل انتي ال غررتي بيه .. ايوه صح هيا اتغرغرت بيك اصل فاكراك مضمضه لوجع اللوز ..

عشان خاطري يا جيمي ارفعي روحي المعنويه انا وزيدي على انور كمان وخلي اسماء تتجاهله كويس ولا تعبره مش هو مش محتاجها يبقى هيا كمان مش محتاجاه ..


ميرديث غير متواجد حالياً  
التوقيع
يوه عيد ميلادي 10/12 وفرحي 16/4/2015 ورواية كاردينيا كانت خير عليا هيا اهدتني الروايه في شهر 12 وبعدها باربع شهور كان فرحي
رد مع اقتباس
قديم 09-07-11, 10:46 AM   #2174

ميرديث

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية ميرديث

? العضوٌ??? » 152004
?  التسِجيلٌ » Jan 2011
? مشَارَ?اتْي » 1,795
?  نُقآطِيْ » ميرديث has a reputation beyond reputeميرديث has a reputation beyond reputeميرديث has a reputation beyond reputeميرديث has a reputation beyond reputeميرديث has a reputation beyond reputeميرديث has a reputation beyond reputeميرديث has a reputation beyond reputeميرديث has a reputation beyond reputeميرديث has a reputation beyond reputeميرديث has a reputation beyond reputeميرديث has a reputation beyond repute
افتراضي

ما دام فيه فصل جديد انهارده ايه رايك تنزليه دلوقتي

:heeheeh:


ميرديث غير متواجد حالياً  
التوقيع
يوه عيد ميلادي 10/12 وفرحي 16/4/2015 ورواية كاردينيا كانت خير عليا هيا اهدتني الروايه في شهر 12 وبعدها باربع شهور كان فرحي
رد مع اقتباس
قديم 09-07-11, 10:55 AM   #2175

عبث الحروف

? العضوٌ??? » 177072
?  التسِجيلٌ » May 2011
? مشَارَ?اتْي » 1,156
?  نُقآطِيْ » عبث الحروف has a reputation beyond reputeعبث الحروف has a reputation beyond reputeعبث الحروف has a reputation beyond reputeعبث الحروف has a reputation beyond reputeعبث الحروف has a reputation beyond reputeعبث الحروف has a reputation beyond reputeعبث الحروف has a reputation beyond reputeعبث الحروف has a reputation beyond reputeعبث الحروف has a reputation beyond reputeعبث الحروف has a reputation beyond reputeعبث الحروف has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة jemmy مشاهدة المشاركة
لمن يعاني من عدم ظهور الصور هذا الفصل مكتوب

المحتوى المخفي لايقتبس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته روايه رائعه متشوقه لمعرفة تفاصيلها وشكرا


عبث الحروف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-07-11, 12:28 PM   #2176

ناي محمد

نجم روايتي ومناقش بنادى كتاب قلوب احلام

alkap ~
 
الصورة الرمزية ناي محمد

? العضوٌ??? » 140956
?  التسِجيلٌ » Sep 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,000
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ناي محمد has a reputation beyond reputeناي محمد has a reputation beyond reputeناي محمد has a reputation beyond reputeناي محمد has a reputation beyond reputeناي محمد has a reputation beyond reputeناي محمد has a reputation beyond reputeناي محمد has a reputation beyond reputeناي محمد has a reputation beyond reputeناي محمد has a reputation beyond reputeناي محمد has a reputation beyond reputeناي محمد has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

يسلموا ايديك عن جد رواية رائعة وبصراحة انا زعلانة علي الي بيصير لانور و اسماء ويارب كل شي يتحل بسرعة
و ايور انا مش طيئاها حتي ولو كانت اخته بالرضاعة بس مينفعش كل شوية تكلموا ومتحاول تحل مشكلتها بنفسها وبصراحة انا عجبني كتير لما وقفها عن حدها لما جابت سيرة اسماء
اما ملك ويوسف ماشاء الله عليهم طيور الحب هههههه الله يخليهم لبعض ويتوجها معهم بطفل صغير وشكرا


ناي محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-07-11, 01:35 PM   #2177

Jamila Omar

نجم روايتي وكاتبة ومحررة لغوية في قلوب أحلام وعضوة في فريق الترجمة

 
الصورة الرمزية Jamila Omar

? العضوٌ??? » 4574
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 7,576
?  نُقآطِيْ » Jamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميرديث مشاهدة المشاركة
هو انور ده بيستعبط ؟؟

يعني يتصل بيها تاني يوم اهنها فيه ومش بس كده عاوز يهتم بيها ومنتظر منها تتقبل ده منه ؟؟؟ وكمان قال ايه مش عاوز يعصب عليها عشان مريضه لا يا راجل كتر خيرك ما قصرتش .. وكمان شايف ان له حق انه يراعيها لما تمرض وبيغضب لما تقوله مش محتاجه منه حاجه متوقع ايه يعني تفرح بيه وتقوله يخليك ليا يا رافع روحي المعنويه اما كائن غريب .

صراحه يعني مبسوطه جدا جدا جدا من اسماء ومن رد فعلها معاه وياريت يعني تستمر وتتوصى بزباده معاه عشان يبقى يتعلم يعاملها كبنات الشوارع لأ وايه اصل انتي ال غررتي بيه .. ايوه صح هيا اتغرغرت بيك اصل فاكراك مضمضه لوجع اللوز ..

عشان خاطري يا جيمي ارفعي روحي المعنويه انا وزيدي على انور كمان وخلي اسماء تتجاهله كويس ولا تعبره مش هو مش محتاجها يبقى هيا كمان مش محتاجاه ..
يا لهوي يا ميرديث ده إنت كرهت أنور ده هههههههه
أمال لما تشوفي فصل اليوم هتعملي إيه هههههه يمكن تدخلي للرواية و تدي له ألمين
يعني لو كان سابها وما إهتمث بها كنت هتقولو ما عندوش إحساس ههههه
ههههه حلوة إتغرغرت بيه دي ههههه


Jamila Omar غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-07-11, 01:39 PM   #2178

Jamila Omar

نجم روايتي وكاتبة ومحررة لغوية في قلوب أحلام وعضوة في فريق الترجمة

 
الصورة الرمزية Jamila Omar

? العضوٌ??? » 4574
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 7,576
?  نُقآطِيْ » Jamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبث الحروف مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته روايه رائعه متشوقه لمعرفة تفاصيلها وشكرا
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته شكرا حبيبتي


Jamila Omar غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-07-11, 01:49 PM   #2179

Jamila Omar

نجم روايتي وكاتبة ومحررة لغوية في قلوب أحلام وعضوة في فريق الترجمة

 
الصورة الرمزية Jamila Omar

? العضوٌ??? » 4574
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 7,576
?  نُقآطِيْ » Jamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناي محمد مشاهدة المشاركة
يسلموا ايديك عن جد رواية رائعة وبصراحة انا زعلانة علي الي بيصير لانور و اسماء ويارب كل شي يتحل بسرعة
و ايور انا مش طيئاها حتي ولو كانت اخته بالرضاعة بس مينفعش كل شوية تكلموا ومتحاول تحل مشكلتها بنفسها وبصراحة انا عجبني كتير لما وقفها عن حدها لما جابت سيرة اسماء
اما ملك ويوسف ماشاء الله عليهم طيور الحب هههههه الله يخليهم لبعض ويتوجها معهم بطفل صغير وشكرا
شكرا حبيبتي لرأيك في روايتي المتواضعة
عجبك يا حلوة موقفه لما وقف أيور عند حدها ؟؟ طب إستني لما تشوفي الفصل الجديد ههههههه
منورة يا قمر


Jamila Omar غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-07-11, 02:06 PM   #2180

Jamila Omar

نجم روايتي وكاتبة ومحررة لغوية في قلوب أحلام وعضوة في فريق الترجمة

 
الصورة الرمزية Jamila Omar

? العضوٌ??? » 4574
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 7,576
?  نُقآطِيْ » Jamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثلاثون

كانت أسماء جالسة في حصَّة علم الصواتة، من يراها يظن أنَّها منسجمة مع شرح الأستاذ لكنَّ عقلها لم يكن في الدرس بل في حديثها مع صديقتها نبيلة بالأمس عبر الأنترنت...فنبيلة تعرف الظروف التي يمر بها زواجها بأنور و قد نصحتها بالأمس بوضع كرامتها جانبا لبعض الوقت و التحدث إليه لتوضيح الأمور العالقة بينهما فهما لن يمضيا حياتهما في صمت...
-تخيلي أن تكوني حامل أسماء...كيف تريدين أن تربي إبنك في ذلك الجو ؟؟ الحوار هو الحل الوحيد...وضحي له أنَّك تهتمين لأمره و أنَّ ما عرفه قبل أن تكوني زوجته ينتمي إلى الماضي و لا يجب أن يؤثر في مستقبلكما معا...
ربما نبيلة معها حق يجب أن تتحدث مع أنور....لكن المشكلة أنَّه في كل مرة يجربان التحدث بكل حضارة ينقلب الأمر إلى شجار مما حدا بهما إلى إلتزام الصمت الذي دام شهرا كاملا...
كان حديثها لنبيلة راحة كبيرة لها .. لقد كانت مسرورة لأنها تحدثها بكل صراحة وأفرغت ما في قلبها ربما لأن نبيلة بعيدة عنها و لا تراها لقد أخبرتها عن حبها لمراد في الماضي و ظروف زواجها بأنور و لقيت منها أذانا صاغية و تفهما... ملك نفسها ما كانت لتكون موضوعية هكذا...خصوصا وأنها تعرف أنور و مراد شقيقها و ربما كانت لتنقلب عليها و تتهمها بالتلاعب بعواطف الأخرين....
شعرت بهاتفها يهتز في جيب الجينز عندما أخرجته وجدت رسالة من أنور يخبرها أنَّه سيمر عليها في الكلية لأنَّ أمَّه دعتهما لتناول العشاء معهم...ودَّت لو تطلب منه الإعتذار نيابة عنها فهي لا تود رؤية أحد خصوصا أنَّها تعرف أنَّ أيور ستكون موجودة فخالته تعيش معهم في البيت، تلك الفتاة تكرهها رغم أنَّ أسماء تعرف أنَّها شقيقة أنور في الرضاعة، و ذلك بعد أن أخبرتها ملك بالأمر، لكنَّها تتصرف معها دائما بتعال و برود كأنَّها تكره وجودها في حياة أنور...
-أنسة الوادي ضعي هاتفك و إنتبهي للدرس أفضل ! "سطع صوت الأستاذ مخرجا إيَّاها من أفكارها"
رفعت رأسها بسرعة و هي تضع الهاتف من يدها، سمعت فتاة من الخلف تقول ضاحكة للأستاذ :
-لم تعد أنسة الوادي إنَّها مدام الزايدي..
حدَّجتها أسماء بنظرة غاضبة...
-يكفي أنسة حسني ! لنعد إلى الدرس...أنسة الوادي أي بحر هذا ؟؟
نظرت أسماء بغباء إلى السبورة و هي ترى أمامها بيت شعري و قد كانت عاجزة لأول مرة عن تحديد البحر...لأول مرة في حياتها تتعرض لهكذا موقف...سمعت الأستاذ يقول بنفاذ صبر :
-إن لم تكوني على مايرام أنسة بإمكانك الإنصراف...
لقد كان الأستاذ يطردها بطريقة لطيفة...شعرت بالغضب من نفسها...جمعت أشياءها و غادرت القسم...
لأول مرة تطرد من حصَّة !! وهي التي كانت دوما من أكثر الطلبة إنتباها و الأونة الأخيرة أصبح ذهنها في مشتتا و الفضل في ذلك يعود لأنور...
كانت ستتجه إلى المكتبة لكنَّها عادت لتذهب إلى الملعب...كان الملعب خاليا في هذا الوقت، لمحت من بعيد عماد، طالب في السنة الرابعة دراسات عربية و قد كان يساعدها إذا إستعصى عليها فهم شيء في أي درس، إتجهت نحوه فقد كان يجلس وحيدا...
-السلام عليكم عماد
إلتفت إليها عماد مبتسما :
-أهلا أسماء كيف حالك ؟؟
جلست أسماء قربه و هي ترد ضاحكة :
-بخير عدا أنَّ الأستاذ توبة طردني من الحصَّة !
نظر عماد إلى ساعة يده و قال ضاحكا :
-أن تخرجي من حصَّتك على الساعة الخامسة لا يعتبر طردا خصوصا إذا كان الخروج بعد نصف ساعة...
تنهدت و هي تضع كتبها قربها :
-المشكلة أنَّها أول مرة...
ضحك عماد و هو يقول :
-سوف تتعودين أسومة...
ضربته على كتفه و هي تقول متصنعة الغضب :
-إيَّاك أن تسخر مني...حسنا لما أنت هنا بدل أن تكون في حصَّة مدام الطويل ؟؟..لطالما أحببت الإنجليزية...
تنهد عماد و هو يقول :
-لا مزاج لي اليوم...
-هل مروة السبب ؟؟
ضحك بدون مرح و هو يقول :
-كيف عرفت ؟؟
-لست محتاجة لعرافة لأفهم ما بك.. أنت صديقي عماد و أفهم دون الحاجة للكلام...ما بها هذه المرة ؟؟ ألم تترك الملهى الليل حيث كنت تعمل و ذلك فقط من أجلها...
-لقد إتصلت بي مساء أمس و لكن..."ترك كلامه معلقا"
-كنت في الملهى مع أحد أصدقائك...أليس كذلك ؟؟ "أكملت عنه أسما"
-أجل و المشكلة أنَّ صديقة أيوب هي من أجابت على هاتفي و قد ظنت أنَّ مروة تحب المزاح فأخبرتها أنَّها صديقتي...
-و أكيد مروة غضبت...
هزَّ عماد رأسه دليل نعم...
-لا أفهمك عماد لقد قلت لي أنَّك تركت الشراب و ستلتفت لدراستك أخيرا...حتى أنَّك عملت بنصيحة مروة و تركت العمل في الملهى الليلي...إذن ماذا تغيَّر...؟؟
-لقد كنت سأذهب إلى إسبانيا...و في الأخير لم ينجح الأمر...شعرت بالإحباط فإقترح عليَّ أيوب أن أرافقه...حسنا شربت بضع كؤوس فقط...
-أبدا لم يكن الشراب هو الحل الأمثل لحل المشاكل عماد...
كانت أسماء تتحدث و هي تفرك ذراعها...لقد كانت تشعر بالبرد فقد نسيت إحضار معطفها لأنَّه بدا لها الجو صحوا في الصباح...قام عماد بإعطائها سترته لتلبسها فوق كنزتها الصوفية...لكنَّها حاولت الإعتراض :
-أوه عماد و أنت ؟؟
ردَّ عماد ضاحكا :
-أنا شاب سأتحمل البرد...أنت فتاة رقيقة لن تتحملي البرد...
في هذه اللحظة رنَّ هاتفها و قد كان أنور يطلب منها الخروج لملاقاته في الخارج....
**********
نظر أنور إلى ساعة يده، إنَّها الخامسة و النصف ستكون أسماء قد أنهت حصّتها قرَّر الدخول إلى الكلية بدل البقاء في الباب...أول شيء فكّر أن يذهب إلى المكتبة لأنَّ أسماء تأخذ المراجع من هناك...لكنَّه غيَّر رأيه و دار من جهة الملعب لقد إشتاق للعب الكرة الطائرة فهو منذ عمل في هذه الشركة و هو لا يجد الوقت لممارسة رياضته المفضلة...
لمحها تجلس مع شخص في مقاعد الملعب و تضحك معه و قد وضع على كتفيها سترته شعر أنور بغضبه يشتعل...و نار الغيرة تحرق صدره ..
أمسك هاتفه و إتصل بها و هو لا يزيح نظره عنها.. رأها تجفل و هي ترى إسمه على الشاشة .. قام الشاب الذي كان برفقتها بمساعدتها على الوقوف و ظل ممسكا يدها...
صر على أسنانه بقوة و أراد أن يركض نحوهما و يقطع يد هذا الشاب الأحمق كيف يجرؤ على وضع يده على زوجته هو !!
لكن بدلا من ذلك خرج و أخذ ينتظرها و هو يتمنى أن يخنقها هي و ذلك الشاب...لكنَّه أكبر من أن يثير فضيحة في الكلية من أجل فتاة لا تستحق...
خرجت أسماء مبتسمة لكنَّه منحها نظرة غاضبة...و دون أن يكلمها أشار لسيارة أجرة لتتوقف فقالت له أسماء :
-السلام عليكم...
إلتفت إليها و ردَّ ببرود :
- و عليكم السلام...
منحها نظرة شاملة على جسدها، شعرت أسماء بالحرج من نظراته :
-لا تلبسي هذه الملابس مرة أخرى !
لم تستطع أسماء أن تجيب على ملاحظته لأنَّ سيارة الأجرة وقفت و إضطرت لكبح لسانها حتى لا تثير فضيحة في الشارع...لكن لها حديث أخر معه من يظن نفسه ليفرض عليها ما تلبسه..ثمَّ إنَّ لباسها محترم جدَّا فهي تلبس كنزة حمراء طويلة تصل إلى ما فوق ركتبها بقليل و تحتها جينز مع حذاء عالي الرقبة و تلف عنقها بشال أسود...
ركبت السيارة بجانبه و لاذت بالصمت طوال الطريق و حين وصلا إلى العمارة صعد هو بخطوات سريعة الدرج .. كانت تعلم أنه غاضب منها لكنها لم تفهم السبب حقا أكيد أن الامر يتعدى مجرد اختيار الملابس...
حين دخلت الشقة، حاولت أن تتفاداه حتى لا ينفجر غضبه في وجهها و ينقلب الأمر إلى شجار كالعادة...لكنها بمجرد أن دخلت الشقة و مرت أمامه حتى أمسكها من ذراعها بعنف مما جعل تشهق بألم :
- ماذا تفعل ؟؟
-أظنك يا مدام نسيتي أنَّك متزوجة...
تنهدت أسماء بضيق و هي تحاول أن تسحب يدها مقاطعة كلامه :
-هل تتحدث عن ملابسي ؟؟ ما بها لتقول هذا الكلام ؟؟ أنت تعرف أنَّه لباس محترم...
تركها أنور فجأة حتَى كادت تسقط لولا الكنبة خلفها :
-ملابسك جزء فقط...من هو ذاك الذي كنت تجلسين معه...؟؟ أهو هو حبيب الأمس ؟؟
إستقامت أسماء و تزفر بضيق و هي تقول بغضب :
-أنور...إلزم حدَّك معي وكفَّ عن الإهانات التي تلقيها في وجهي في كل مرة...عماد صديقي و هو يساعدني من حين لأخر في الدروس...و إذا كان تفكيرك ضيق فتلك مشكلتك أنور...
عاد ليمسكها من ذراعها بقوة :
-أسماء لأخر مرة سأحذرك...راقبي لسانك قبل أن تتحدثي إليَّ...فقد تندمين !
نظرت إليه برعب و أخذت تفرك مكان يده على ذراعها بعد أن تركها بينما أضاف هو بهدوء مخيف :
-و إحذري أن أراك مع ذلك الشخص مرة أخرى...!!
شعرت أسماء بالرعب منه و جرت إلى الغرفة بينما سمعته يضيف :
-هذه أخر مرة أراك بهذه الملابس التي تحدِّد معالم جسدك للناظرين...إن كنت نسيت أنَّك متزوجة أذكرك بذلك...
صفقت الباب خلفها و هي تحس بصدرها يعلو و ينزل...من يكون هو ليحدثها بهذه الطريقة كأنَّها جارية عنده...رأت بذعر متزايد أن أنور قد فتح الباب و دخل بعنف إلى الغرفة :
- المرة المقبلة لا تقفلي الباب بعنف في وجهي و إلا أقسم أنك سترين الوجه الأخر مني...
لم تستطع أسماء منع لسانها من قول :
-كأنَني لم أره بعد !!
ضحك بقسوة :
- صدقيني لم تريه بعد لأنك لو رأيته لما تجرأتي على أن تتحديني...
برقت عيناها بالدموع :
- لم تفعل بي كل هذا أنور ؟؟ أ كل هذا لأنني كنت أحب شخصا أخر قبل أن أتزوجك ؟؟
عضَّت على شفتيها، لقد قالت بالضبط ما لم يكن يجب أن يقال لمحت ملامح وجهه تجمد من شدة الغضب لكن لدهشتها قال بصوت بارد :
- لا يهمني ماضيك المليء بالمغامرات كل ما يهمني الأن هو أنك زوجتي و لا أريد أن يقول الناس أنني لست رجلا لأنني أترك زوجتي تصاحب رجالا !!
صدمت فقد كانت لهجته كالسوط، كان وقع كلامه أقسى عليها من الضرب...
دار على عقبيه وخرج من الغرفة صافقا الباب خلفه...بدأت شهقاتها تعلو حين سمعته يقول من خلف الباب :
-معك نصف ساعة لنتحرك إلى البيت و إلبسي شيئا محترما أكثر !
أرادت أسماء أن تعاند لكن النتيجة ستكون واحدة سيجبرها على الذهاب معه فقط لأنَّه هو يريد ذلك..
يا ربي ما الذي أوقعت نفسي فيه..."أخذت تفكر و هي تبكي"
تذكرت حديث نبيلة بالأمس :
-تصرفاته تدل على أنّه يغير عليك...إحتويه بدل أن تبعديه عنك...لو لم يكن يريدك لكان تركك في بيت أهلك معلقة...لكنَّ أنور يريدك...حاولي أن تمتصي غضبه...
قررت أن تاخذ أخيرا بنصيحة صديقتها ..خرجت إلى الحمام و غسلت وجهها، عادت إلى الغرفة و أخذت تبحث عن ثياب مناسبة للزيارة القادمة و أخيرا وجدت فستانا باللون الرمادي المصنوع من الصوف و وضعت عليه شالا مناسب...كان الفستان يصل إلى تحت الركبة بقليل و أخذت تتساءل إن كان أنور سيكون راضيا عن لباسها الأن...
كانت الخزانة ما تزال مفتوحة و لمحت ثوب النوم الذي أهدته لها ملك قائلة أنَّ أنور يحب اللون الأزرق الملكي...تنهدت أسماء وهي تقفل باب الخزانة و هي تفكر أنّها لن تلبسه في يوم ذلك الثوب...
إنتعلت حذاءها العالي الرقبة و خرجت من الغرفة، كان أنور يجلس على الكنبة ينتظرها نظر إليها بإستحسان و هو يمرِّر نظره على جسدها الذي يلفه الفستان...شعر أنور بأنَّه إن لم يخرج الأن فلن يتمكن من ذلك...أسماء تشكل بالنسبة إليه إغراءا يصعب التغلب عليه...لقد كان يقاوم نفسه عدَّة مرات في هذا الشهر كي لا يدخل غرفة النوم و هي فيها....
إقتربت منه أسماء و هي تقول بصوت خافت :
-هل هذا مقبول ؟؟
-كنت أفضل أن تلبسي جلبابا أحسن ! "ردَّ بدون إهتمام و هو يتوجه نحو الباب"
شعرت أسماء بالغيظ منه...لقد لمحت نظراته إليها وهي لن تخطئ تلك النظرات لقد أعجبه ما رأى لكنَّه يأبى الإعتراف بذلك...إنَّها متأكدة أنَّه يرغب بها لكن كبريائه يمنعه...سارت أمامه و إنتظرت إلى أن أقفل الباب...نزلا بصمت أمسكت أسماء يده و قالت بصوت خافت :
-أنور...أنا أسفة لما قلته منذ قليل في غرفة النوم...
-أسماء إنسي ما قيل هناك !... "ردَّ بحدَّة و هو يسحب يده منها"
شعرت بالسخط لتصرفه...اللعنة عليها إن هي إعتذرت منه ثانية أو حتى حاولت ذلك ! إنَّه لا يستحق ذلك...مغرور ! من يحسب نفسه ليتحدث معها بهذه الطريقة...
بعد نصف ساعة وصلا إلى بيت أهله، كان الكل مجتمع و كالعادة مدلَّلة أنور موجودة...أسماء تشعر بالغيظ منها لأنَّها على الأقل هي تحظى بمعاملة جيدة منه...
استقبلتها حماتها و خالة انور إضافة إلى شقيقته وأيور .. رحب بها الجميع حتى أيور بدت مرتاحة و سلمت عليها و إبتسمت في وجهها أيضا مما أثار إستغراب أسماء...لكن ما لبثت أن جرَّت أنور لتحدثه و هو كأنَّه سعيد بذلك جلسا بعيدا و قد بدءا يتحدثان بالهمس كالعادة...كانت أسماء تشعر بالفضول حول ما يدور بينهما لكنها لن تتجرأ و تسأل أنور فهو أكيد سيسمعها موشح أنَّه ليس من حقها أن تعرف شيئا...تنهدت أسماء و هي تلتفت نحو كريمة شقيقة أيور التي جسلت قربها و هي تقول :
-أرجو أن لا تكوني غاضبة مني على ما قلته لك من قبل حول أنَّهما سيتزوجان...لقد كنت أمزح فقط...
-لا عليك كريمة...
بعد ذلك عادت كريمة لتجاهلها و هي تحدث بنات خالتها بالأمازيغية...شعرت أسماء بغضبها يتصاعد...هم يعرفون جيدا أنَّها لا تجيد هذه اللغة و مع ذلك كلما إجتمعت بهم يتحدثون بها...
كأنَّما حماتها شعرت بإستيائها فأخذت تحدثها بالعربية، شعرت أسماء أنَّ والدته على الأقل تعطي قيمة لوجودها معهم عكس الأخرين...
ودَّت أسماء لو تعود إلى بيتها على الأقل هناك تستطيع الهرب إلى غرفتها و تقفل على نفسها و تستطيع محادثة صديقتها نبيلة أو ملك...لكن هنا تشعر بالإختناق من هذا الجو...
بعد ساعتين من العذاب أعلن أنور أنَّهما سيرحلان...ترجته أمه و أيور أن يبقى ليمضي الليلة هناك حتى كريمة قالت لأسماء :
-إبقيا...سنتسلى مع بعض...
منحتها أسماء إبتسامة صفراء و هي تقول :
-كنت أتمنى أن أستطيع ذلك لكن حقا يجب أن نذهب...أنا لديَّ كلية في الصباح الباكر و لم أحضر كتبي...
نظرت إليها أيور بتعال :
- تستطيعين البقاء قليلا .. ساعة أخرى لن تضرك إضافة إلى أنني ما زالت أتحدث مع أنور و هو يريد المغادرة من أجلك فقط
شعرت أسماء بالغضب يتصاعد بداخلها أولا يتجاهلونها سهرة كاملة و الأن يلومونها لأن أنور يريد المغادرة ؟؟!! ودَّت لو تنفجر غاضبة أو أن تمسك أيور من شعرها... لكنَّها لن تعطيهم فرصة للسخرية منها خصوصا أنور الذي ينظر إليها منتظرا رد فعل ناري...
عدَّت أسماء للعشرة قبل أن تنظر إليهم ببرود راسمة إبتسامة لا حياة فيها و تقول :
-أسفة لأنني سأخطف منك زوجي و لكنني لا أستطيع البقاء لأنني لا أفهم ما تتحدثون به و من حسن السلوك أن تتحدثي مع ضيوفك بلغة يفهمونها...
صمتت قليلا ثم أضافت حين لم يجبها أحد فقد ساد صمت رهيب بينهم :
-و لكن إن أراد أنور البقاء معك فهو حر أنا متعبة و علي القيام باكرا في الغد...تصبحون على خير...
استدارت خارجة مخلفة صمتا قاتلا خلفها..بعد أن غادرت أسماء لحق بها أنور بسرعة...بينما استدارت والدته إلى المجموعة و الغضب ملأ ملامحها :
- عيب ما فعلتموه للمسكينة لقد أمضيتم الليلة في تفاديها كأنها تحمل مرضا معديا...
إلتفتت نحو أيور و قالت :
-ما كان عليك استفزازها بهذا الشكل يا أيور خصوصا و أنك أمضيت السهرة تتحدثين عمدا بلغة لا تفهمها و قد ألقيت ملاحظات عنها و هي لم تدافع عن نفسها لأنها لم تفهمك و أنا لم أتدخل فقط لأنَّني لم أرد أن أحرجك...لكن الحق على إبني الذي أهمل عروسه !
كانت أسماء تضم شالها حولها لتدفئ نفسها و دموعها تنهمر بغزارة...دموع القهر و الغضب...لقد عاملوها كأنَّها لا شيء...عدا عن والدة أنور الكل تجاهلها...حتى المفروض زوجها تجاهلها من أجل عيون أيور...
اللعنة حتى حقيبة يدها لم تحضرها...كيف ستذهب الأن دون مال و أكيد لن تستطيع أن تذهب مشيا إلى البيت...شعرت بسترة توضع على كتفيها و إلتفتت لتنظر إلى أنور الذي هاله منظرها و هي تبكي...
-أسف أسماء...
-لا أريد أسفك أنور..أريد...
توقفت عن الكلام و هي تشعر بالحرج كيف تقول له أنَّها تريد إحترامه و قد أوضح أكثر من مرة أنَّها لا تستحقه...
-ماذا تريدين أسماء ؟؟
كان قد وضع يديه على كتفيها مديرا إيَّاها نحوه، أشاحت بنظرها بعيدا عنه و هي تقول بعد أن أخذت نفسا عميقا :
-أريد منك أن تحترمني أنور...هذا كل ما أرغب به...
أخفضت رأسها بسرعة غير راغبة في رؤية الإزدراء في عينيه لكنه رفع ذقنها بأصبعه و قربها منه شعرت بأنفاسها تتسارع و كذلك نبضها، شعرت بالتوتر الشديد و هي تراه يقترب أكثر منها...مسح بإبهامه دموعها و هو يهمس لها :
-أسماء أنا لا أجيد الإعتذار لكن ما أعدك به أن أحفظ كرامتك أمام أهلي من الأن فصاعدا...
حاولت أسماء أن تبتعد عنه لكنَّه طوق وجهها بيديه فقالت بصوت مرتجف :
-أنور..ألم تفهم أنا لا أريدك أن تحفظ كرامتي أمام أهلك فقط لكن معك أنت أيضا...أريدك أن تحترمني أنت أولا حتى تستطيع أن تحفظ كرامتي...
إبتلعت أسماء ريقها و أضافت :
-أنت لا تعرف شعوري و أنتم تتحدثون بلغة لا أفهمها...ضع نفسك مكاني و ستعرف شعوري في تلك اللحظات...لقد تعمدتم تجاهلي الليلة كلها....
لكن أنور لم يكن يستمع إليها لقد كان تائها في عينيها البنيتين المليئتين بالدموع...و شفتيها اللتين ترتجفان...
-أسماء...
شعر بمقاومته تتراجع...و إنحنى ليضع جبينه على جبينها و هو يقول :
-لما يجب أن تعذبيني بقربك أسماء ؟؟
شعرت أسماء بأنفاسها تتسارع أكثر و حاولت أن تبعد وجهه عنه لكنَّه كان يطوقه بحزم بيديه...أغمضت عينيها و شعرت به يقترب أكثر من شفتيها...إنتظرت أن تشعر بشفتيه تعانقان شفتيها...
لكنَّه تركها فجأة و هو يقول بصوت متحشرج :
-من الأفضل أن نذهب إلى البيت بدل التصرف كمراهقين في وسط الطريق...
شعرت كأنَّ دلو ماء بارد صبَّ عليها...لقد كادت تفعل شيئا لم تفعله حتى و هي مراهقة...كانت ستتركه يقبلها وسط الطريق !!
لقد عاد لأنور تعقله في أخر لحظة فمن كان سيراهمها سيظن أنَّهما عشيقين و ليسا زوجين...لقد كاد أن يتصرف بدون أدنى إحترام لها...
لفَّ كتفيها بذراعه و توجها نحو الشارع ليستقلا سيارة أجرة...
وصلا إلى البيت و أنور لم يترك أسماء و لا لحظة...شعرت أسماء أنَّ تصرف هذا كأنَّه يحاول أن يعتذر منها...و قد أشعها هذا بالأمان...دخلا و توجهت أسماء بصمت إلى الغرفة و هي ما تزال ملتفة بسترة أنور التي أشعرتها بالدفء...
-أسماء...
إلتفتت نحوه و لمحت ذلك الشوق في عينيه، حاولت أن تتجاهل تلك النظرات لكنها رغما عنها بقي نظرها معلقا به، اقتربت منه و سألته بصوت أجش :
- نعم أنور...
بدا مرتبكا وهو يقول :
- ما رأيك لو نشاهد معا فيلما ؟؟ لقد رأيت في برنامج قناة الأفلام أنَّه سوف يعرض فيلم جديد اليوم...
حاولت أسماء أن ترفض لكنَّها وجدت نفسها تقول :
-حسنا سأغير ثيابي و أعود...
إستدارت بسرعة لتذهب و بقي أنور ينظر إليها إلى أن أقفلت خلفها باب الغرفة بهدوء...في غضون دقائق كانت قد خرجت من الغرفة وهي تلبس بيجامة قطنية باللونين الأحمر و الأسود متكونة من قطعتين عليها صورة القطة كيتي...كانت تعرف أنَّه سيضحك عليها لكنَّها تحب كثيرا هذه البيجامة...
همهم أنور أنَّه سيدخل ليغير ثيابه أيضا بينما جلست أسماء تقلب في القنوات...خرج بعد ذلك و هو يلبس بذلة رياضية...
-في أيَّة قناة الفيلم ؟؟ "سألته أسماء"
-في الإمبسي تو..."ردَّ عليها بهدوء"
قامت للتتوجه إلى المطبخ لتحضر طبق المكسرات سألته إن كان يريد الشاي فردَّ بالإيجاب...
كان هناك هدوء غير مفهوم يحوم حولها كأنَّهما إتفقا بصمت أن يعلنا الهدنة، حضَّرت الشاي بسرعة و عادت إلى غرفة الجلوس وجدت الفيلم قد بدأ، جلست في الكنبة الأخرى بعيدا عن أنور...أراد أنور أن يصب لها الشاي لكنها رفضت و عيناها متعلقاتان بالتلفاز...كان الفيلم الذي إختاره أنور هو الجزء الثالث لسكريم...أرادت أن تقوم فهي ليست من هواة مشاهدة أفلام الرعب...
لكنها فكرت أنها ستبدو كما لو أنها هربت من صحبته جلست على مضض و هي تراقب بداية الفيلم....كانت ملك قد شاهدت جيمع أجزاء الفيلم مع يوسف و حكت لها عن الرعب الذي كانت عاشته حين شاهدته....
ازدردت ريقها بصعوبة و هي تسمع رنين هاتف البطلة في المنزل المعزول الذي تقطنه....
وقفت باضطراب و دون تفكير منها جلست قرب انور في الكنبة...كانت ترتعد خوفا لكنها أبت أن تخبره حتى لا يقول أنها تفتعل هذا كخوفها من الرعد...
لكن شجاعتها المزعومة ذهبت أدراج الريح حين رأت المشهد الذي انفجرت فيه الفيلا و ظهر القاتل، صرخت برعب و ارتمت دون تفكير في حضن أنور...
ضمها أنور بين ذراعيه و هو يقول لها ساخرا :
-ما دمت تخافين لما لم تخبرين لأغير الفيلم ؟؟
تمتمت بخوف :
- أنا لا أخاف و لكن المشهد فاجأني...
إنفجر ضاحكا :
- إن جمال هذا الفيلم يكمن في عنصر المفاجاة يا حبي...
تجمدت بين ذراعيه و هي تسمع الكلمة الاخيرة رفعت بصرها إليه حتى تتأكد من أن ما سمعته لم يكن في خيالها فقط...تلاقت نظراتهما لحظات طويلة نسيا خلالها الفيلم و كل ما يحيط بهما ..شعرت بنفسها كالمسحورة و هي تقترب منه، تناول شفتيها برقة غير معهودة مما جعلها تذوب بين ذراعيه....
لم تعرف أسماء كيف أصبحت ممدَّدة على الكنة و أنور بجانبها يفتح لها أزرار قميص البيجامة....بيدين محمومتين بدأت تفتح سحاب سترة بذلته الرياضية...همس لها :
-كنت أنتظر هذه اللحظة منذ ساعات...
عاد ليقبلها و هو يقول :
-أحب لجوءك إليَّ حينما تشعرين بالخوف...
شعرت كأنَّ دلو ماء بارد قد صبَّ عليها...و تذكرت كلماته التي رماها بها منذ شهر حين إتهمها أنَّها تظاهرت بالخوف لتغريه سيعيد عليها نفس الكلام إن حصل على مبتغاه منها الأن...حاولت دفعه عنها...لم يفهم أنور ما الذي حصل لها مجدَّدا...دفعته مجدَّدا فقام من جانبها و هو يراها تلملم أطراف قميصها و تقوم...بقي أنور ينظر إليها بإستغراب...لقد كانت موافقة منذ دقائق و قد شعر بها راغبة به ما الذي غيرَّ رأيها...
-ما بك أسماء...؟؟ منذ لحظات كنت بين يدي..
قاطعته بحدَّة :
-لم أعد أريد !
صفق لها و قال بغضب مكبوت :
-أهنئك، حقا حبيبتي تعرفين كيف تتلاعبين بالناس !
أمسكها من ذراعها بقوة و هو يهزها و هو يقول :
-أود فقط أن أعرف ما الذي جنيته الأن بعد أن أشعلت ناري...
تناثر شعرها البني حول وجهها..بينما تابع هو غير شاعر بالألم الذي يسببه لها :
-أم كنت تقصدين الإنتقام مني لأنَّني أهملتك عن غير قصد مني اليوم في بيت أهلي...هل هذا هو قصدك ؟؟
نزلت الدموع من عينها بغزارة و هي تقول :
-لم أفكر فيما قلته الأن..و لكن حسنا إذا كان يرضيك هذا فأجل أردت الإنتقام لنفسي...
دفعها أنور عنه حتَى كادت تسقط لكنَّها إستعادت توازنها و أخذت تنظر إليه بتحد و هي تقول :
-أتعرف ما هي مشكلة أنور ؟؟ أنت لا تسمع و لا تصدق إلا نفسك...سمعت كلاما قيل ولم تحاول حتى أن تفهمه...ماذا إن كنت أحب شخصا أخر قبل أن أتزوج ؟؟! لا تقل لي أنَّك لم تعرف فتيات من قبل و أنَّني الأولى...
توقفت لتلتقط أنفاسها و عادت لتقول :
-أعترف أنَّني ربما أخطئت حين لم أخبرك...لكن ألم تفكر أنَّ ذلك ينتمي للماضي؟؟...كل ما يجب أن يهمك هو حاضري و مستقبلي معك لكن يبدو أنَّك تريد إمتلاك حتى الماضي...
جلست على الكنبة و قد كان صدرها يعلو و يهبط و أنفاسها متسارعة شعرت بأنَّها إستنفذت قوتها في الحديث، رفعت رأسها نحو و دموعها ما تزال تنهمر :
-أتعرف لما لم أكمل مع إلى النهاية ؟؟...لم أرد أن أرى نظرة الإزدراء في عينيك...لم أرد سماعك تتهمني أنَّني تلاعبت بك لأغويك مرة أخرى...لم أكن لأحتمل...أريدك أن تحترمني قبل أن تحصل عليَّ مجدَّدا....
وقفت ببطء من مكانها و هي تغالب دموعها و تركته ينظر إليها بحيرة...


Jamila Omar غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
إحترق، الجليد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:36 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.