آخر 10 مشاركات
سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          رواية قصاصٌ وخلاص (الكاتـب : اسما زايد - )           »          ستظل .. عذرائي الأخيرة / للكاتبة ياسمين عادل ، مصرية (الكاتـب : لامارا - )           »          152 - الحلم الممنوع - مارغريت بارغيتر (الكاتـب : حبة رمان - )           »          خـوآتـم (1) *مميزة ومكتملة* .. سلــسلة شقآئق النعمان (الكاتـب : فُتُوْن - )           »          تريـاق قلبي (23) -غربية- للمبدعة: فتــون [مميزة] *كاملة&روابط* (الكاتـب : فُتُوْن - )           »          حبي الذي يموت - ميشيل ريد (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          حب العمر (108) - قلوب أحلام شرقية - للكاتبة إيمان مغربي{مميزة}**كاملة&الرابط** (الكاتـب : شواطيء مولي - )           »          شظايا الورد - [حصرياً]قلوب شرقية(97) - *مميزة *للكاتبة:سارة عاصم *كاملة &الرابط* (الكاتـب : noor1984 - )           »          أحبك لكن كبريائي أولى(106)-قلوب شرقية-للكاتبة ف.الزهراء عزوز *مميزة&كاملة&الروابط* (الكاتـب : Fatima Zahrae Azouz - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-09-17, 12:21 PM   #881

أريج العمري
 
الصورة الرمزية أريج العمري

? العضوٌ??? » 364246
?  التسِجيلٌ » Feb 2016
? مشَارَ?اتْي » 880
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Lebanon
?  نُقآطِيْ » أريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة totoranosh مشاهدة المشاركة
صباح الخيررر

كل عام وانتم بخيرررر

روايه جميله انا متابعاها من اول ما نزلت

عزيزتي اريج ابكالك رائعين وبكل الاحوال الانسان غير كامل اكيد فلهيك اكيد كل شخصيه منفرده عن الاخرى نبدا
هدايه مرت بتجربه مؤلمه وهي الانفصال ولكن تبعات هاد الانفصال اتت بقلب محطم وروح مكسوره وخيبة املبالي بتحبه لانك عندما تحب تتنتظر منه التفهم الاحتواء وهي افتقدت هالشي لذالك الجرح كان اعمق واقوى ولكنها ما تخطت التجربه وابدات مره اخرى لذالك ارجو انتتخطا التجربه وتتعلم من اخطاء الماضي والمواجه افضل حل لكي تتجاوز المنحه او تبقى تتدور بنفس الحلقه

غيث نموذج الشرقي لتمسك بالحب فهي تسعى لتسترد جاسر و ولم تنظر حولها فهناك يوجد حب حقيقي بانتظارها لو كاسر يظغط اكثر ممكن توجيها للمكان الي بدو ياه لانها سريعة التاثر لو انها لاتظهر ذالك

كاسر ااااخ منو ههههه حدد الهدف ويسعى له رجل حقا يعرف ما يرد وهاهو شن حمله استمالت غيث له احييه من قلبي

غالب راح تمر عليه ايام سودا بس تعرف روان ما حدث بالماضي الله يعنووو

روان .ّّ.....................

بشكرك كتتتتتتير عالروايه

ملاحظه: ليش لهسا ما حطيتي توقيع غيث.


سلمت اناملك
واقبلي مروري
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة totoranosh مشاهدة المشاركة
كل عام وانتم بخيرررررررررررررررررر


صباح الورد وانت طيبة غاليتي ينعاد عليكي يااارب
ومرسي لالك كتير عوجودك وكلامك وان شاء الله تابعي معي للاخر ..
فعلا عزيزتي البشر منهن سواسية كل واحد مختلف عن التاني وكمان ما في حدا كامل..كلنا عندنا أخطاءنا وعيوبنا..
هداية هلا بدها ترجع مشان يمكن تتحرر من الماضي كله بس يا خوفي تزيد تتعقد وتنصدم الله يعينها😉😉

غيث بدور على الانتقام هلا بس يمكن تلاقي اشي تاني مختلف مين عارف 😊😊
جاسر عنده دافع قوي بس ساعات الحل بيبقى أكبر واقوى من الغلط بحد ذاته..

روان وغالب وبداية المشوار وربنا يستر من ياللي جاي ..
حبيبتي منورة وكل سنة وانت طيبة مرة تانية..
ماتروحي بعيد هلا بنزل العيدية 😉😉😉




أريج العمري غير متواجد حالياً  
قديم 01-09-17, 12:32 PM   #882

أريج العمري
 
الصورة الرمزية أريج العمري

? العضوٌ??? » 364246
?  التسِجيلٌ » Feb 2016
? مشَارَ?اتْي » 880
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Lebanon
?  نُقآطِيْ » أريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

صباح الورد يالغوالي ...
كل سنة وانتو طيبين ينعاد عليكن ياااارب...

بما انه العيد اليوم راح نزل فصل بكرا هلا وبتكون عيدية حلوة لالكن ..
ومعليش ماتواخزوني كان بدي نزل فصلين بس والله كتير مشغولة مع العيد وهيك راح حول كمل الفصل الثاني ونزله بمنتصف الأسبوع بس انتو كمان شجعوني اوك ..
يالله يا حلوين وقراءة ممتعة.


أريج العمري غير متواجد حالياً  
قديم 01-09-17, 12:33 PM   #883

أريج العمري
 
الصورة الرمزية أريج العمري

? العضوٌ??? » 364246
?  التسِجيلٌ » Feb 2016
? مشَارَ?اتْي » 880
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Lebanon
?  نُقآطِيْ » أريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل العاشر :

قد ينطفئ نور عينيه لكن مشاعره..أحاسيسه لايمكنه أن يفقدها أبدا..أبدا..قلبه عرف المكان كله بعد غياب سنوات..والرائحة..الرائحة تسكنه..فكيف..كيف لا يعرفها،لا يعقل بأن تخدعه ذاكرته،ليس فيما يتعلق بها..لا..لا..مستحيل..مستحيل..

إنها هي..حتى الصوت..يبدو شبيها بصوتها حسنا..لقد بدا مختلفا قليلا..حادا وباردا، بعكس النبرة الدافئة التي كانت تتمتع بها الأخرى..لكنه لم يكن يوما..أسبوعا..شهرا أو حتى سنة التي افترقا فيها..بل سنوات ويمكن للوقت والظروف أن يغيرا أيا كان..هو تغير..فكيف لا تفعل هي،ولقد كانت الضحية أكثر منه؟؟
لكن وأيضا..هي ما كانت لتأتي له بعد كل الذي فعله بها،وبعد كل شيئ لقد تركها..رحل..تزوج وأنجب،بدأ حياة أخرى ولبد وأنها فعلت نفس الشيئ الأن..وكما سبق وفكر..فراقهما دام بالفعل سنوات كثيرة..بائسة..لكن..لكن هو واثق..بل واثق جدا أيضا..

عندما خرج من مكتبه غاضبا يدعي الثقة والفخر كالعادة كي لا يطلب المساعدة من أحد،شعر بأنفاسه تسحب منه وتلك الرائحة الغريبة تهاجم كل خلية من خلايا جسده..كانت هي..قلبه وحتى عقله رددا نفس الشيئ،ليتصرف على ذلك الأساس،دفن وجهه أكثر فأكثر فيها يشبع توقه لتلك الرائحة التي كانت تفقده عقله ولاتزال،وعندما شدها له،شعر بارتجاف جسدها الناعم..الغض..وأراد أن يموت وهو على حالته تلك..لكن عندما عبرت كلمة ممرضة شفاه شقيقه وقعت على قلبه كالصاعقة..

"ممرضة يالله..ممرضة!!!"

هي أبدا لم تكن ممرضة وأيضا لم تكن لتأتي من أجله،إذا يمكن ببساطة أن تكون أخرى..
مجرد أخرى تشاركها حبها لنفس العطر..لنفس الرائحة و......
هناك تجمد..خيبة أمله..وألمه كانت قوية..أقوى من أي شيئ أخر..

تحرك بعجز ليصطدم بطاولة الزينة فجأة وبكل المرارة والغضب اللذين يشعر بهما راح يبعد زجاجات العطور بحركات غاضبة..يائسة..ويبدو أن إحداها وصلت للمرآة..ليتطاير الزجاج في كل مكان،بل وتمادى بالإمساك به ليضغط عليه بقوة متسببا بجرح يده اليمنى..وفي تلك اللحظة هرعت أمه التي كانت تقف على بعد تراقب انكساره للمرة لا تدري كم،لكن عندما بدأ بأذية نفسه فعلا..تحركت باتجاهه تحاول إيقافه وهي تصرخ باكية :

"توقف..توقف..حبا بالله توقف..أتوسل إليك..توقف."

صرخ بدوره بغضب وعجز،وهو يحس بسائل لزج..ساخن..يتسرب بنعومة من داخل راحة يده اليمنى :
"ممرضة..جئتم لي بممرضة،ومتى كان المفروض بي أن أعلم،هل أصبحت مهمشا لهذه الدرجة في منزلي؟؟"

شرحت له بنبرة باكية..بائسة تقطع نياط القلب :
"بني الطبيب و(حازم)......."

قاطعها بجنون وهو يدور بتخبط كالثور الهائج :
"لعنة الله على الطبيب و(حازم)،هما لا يملكان حق اتخاذ القرار فيما يخصني..أنا حر..حر..لما لا تفهمون جميعا هذا..لما لا تتركوني وشأني؟؟؟."

عادت والدته تهتف بلوعة :
"اهدأ يا(طارق) أتوسل إليك..قلبي يتقطع عليك بني."

هتف بمرارة وقهر :
"وقلبي أنا أيضا يتقطع لكن لا يهم،هو يستحق،كلينا نستحق و......."

عادت الرائحة لتهاجم كل ذرة من كيانه البائس،إنها موجودة،معه في الجناح،لماذا جاءت..لماذا عادت..لتقلب عليه المواجع،لما رائحتها لما..لما؟؟؟؟
زمجر بصوت مخيف عله يخيفها فترحل لغير رجعة،لا يريدها إن لم تكن هي..لايحتاجها،لن تداويه أبدا،فقط ستزيد من جراحه..من عذابه ومن ألامه :
"مالذي تفعله في غرفتي،من سمح لها بالدخول،أنا لا أريد ممرضة..لا أريد ممرضة؟؟."

وعند تلك الأخيرة..
كانت قد طارت على الدرج يلحقها شقيقه،ولم تحتج لأحد كي يرشدها لمكانه فقط تبعت قلبها باتجاه جناحهما القديم،دفعت الباب بسرعة ولهفة،لكن ياليتها لم تفعل،لقد كان يصرخ بطريقة قوية..جارحة..أظهرت لها مدى ألمه وعذابه..بدا غريبا..مختلفا..يائسا..غاضبا وجريحا..بل ضعيفا كما لم يكن يوما وكان ينزف ناهيك عن منظر الغرفة الذي دمره تماما و........

تجمدت فجأة في مكانها مرعوبة ومذهولة وهو يهاجمها،لقد عرف بوجودها لكن كيف..كيف؟؟
التفتت باتجاه(حازم) الذي حاول تهدئته بدوره قائلا :
"أنت تنزف يا(طارق) دعنا نعالج جرحك وسنتحدث بشأن الممرضة لاحقا."

عاد يصرخ به بوحشية..ذاك لم يكن (طارق)أبدا ليس هو :
"جروحي لا شأن لك بها..حياتي ككل ليست من شأنكم اللعين،ابتعد فقط يا(حازم)،خذ ممرضتك وغادر..غادروا جميعا..غادروا."

حاول(حازم)،إبعاده عن الزجاج عبر دفعه باتجاه السرير بحزم لامباليا باعتراضه وغضبه،ليقول بنبرة أمرة :
"أنت جريح..أمي اجلبي علبة الإسعافات الأولية حالا."

عند ذلك الحد استفاقت من ذهولها لتقترب منه تريد مساعدته،من المفروض بها أن تكون ممرضة،أي نعم لا خبرة لها في التمريض لكن تعقيم جرح طفيف ووضع اللصقات الطبية عليه ليس بالشيئ الصعب،وعموما عليها أن تحاول،إذ لو انسحبت الأن بتلك البساطة،لن تجعله أبدا يتقبل وجودها كما يخطط حازم وتنوي هي وإن بصعوبة..

تمتمت باقتضاب وهي تمد يدها لتمسك بيده الجريحة،تحاول عبثا فصل مشاعرها الشخصية عن دورها الحالي..دور الممرضة الغريبة..الامبالية :
"والدتك في حالة صدمة (حازم)،اذهب أنت واجلب لي ما أحتاجه،أنا من سيعتني بالجرح."

حدق فيها بدهشة،ولقد فاجأته حتما،لكن تبا الا تفاجأ هي نفسها المرة تلو الأخرى منذ عادوا لحياتها؟؟
هزت رأسها تطمئنه لتمسك بحزم يده التي بدأت تتململ في يدها لتسمعه يصرح بأنفاس متسارعة ونبرة باردة..ممتعظة :
"أنا لا أحتاج لممرضة لعينة أنا فقط..."

قاطعته بقسوة،وهي تتفادى النظر لوجهه بإصرار،منظر الجرح قد يبدو بشعا لكنه أأمن لها من النظر لوجهه حتى وعيناه المظلمتان مختبئتان خلف نظارته :
"آه اجلس الأن،واخرس لقد بدأت تتصرف كطفل صغير مشاغب."

شهقت والدته بينما منحها(حازم) ابتسامة مشجعة في حين بدا الذهول التام على ملامحمه..بل وتراجع جالسا بخنوع كما أمرته..
حسنا لقد فاجأته بدوره وذاك شيئ جيد،
ابتلعت ريقها بصعوبة قبل أن تجلس بجانبه على الفراش لتمسك بإصرار تلك اليد الأنيقة..الكبيرة و الجريحة في تلك اللحظة..

ورغما عنها قفز عقلها لأيام ماضية كان من حقها ملامسة تلك اليد براحة أكبر..بل وكانت بدورها تتجول على كل ما فيها بحب و تملك..
تتخلل خصلات شعرها..تداعب ملامحها..وتمنح سعادة لا حصر لها لجسدها..
كانت أياما جميلة لكن سريعة..سريعة..

أعادها للواقع حين حاول سحبها،لكنها لم تسمح له،بل تمسكت بها بقوة لتضيف بحدة :
"الجرح يحتاج تنظيفا سريعا،لحسن حظك أنني بقيت ولم أرحل."

هاجمها بخشونة،لكنه بدا أهدأ قليلا :
"لم أطلب منك البقاء."

واجهته بنبرة ممتعظة :
"لست أنت من منحني الوظيفة،لذا لا يحق لك طردي من إبقائي. "

ذكرها بخشونة..لكن يده استرخت أخير في يدها :
"أنا المريض هنا ويحق لي وحدي اتخاذ القرار."

تمتمت بلؤم :
"إذا أنت تعترف بأنك مريض؟!!"

زم شفتيه بقوة ليتمتم من بين أسنانه بحدة :
"تجدين اللعب بالكلمات لكن هذا لن يغير في الأمر شيئا،بعد اعتناءك بالجرح لا أريدك من حولي."

ابتسمت رغما عنها..ابتسامة حزينة..كئيبة..لتلتفت (لحازم) الذي كان يسير عائدا لهما..
"وأنا أيضا لا أزال عند كلمتي لست من وظفني،إذا ليس من حقك طردي."

زمجر بحنق،لكن ولدهشتها يده بدت مرتاحة جدا بين يديها..كأن ذاك الذي يزمجر كأسد غاضب لاعلاقة له بالحمل الوديع بين يديها :
"(حازم) تعالى هنا،أين أنت؟؟"

"ها أنا......."
فتح علبة الإسعافات الأولية أمامها،ليتابع يساعدها في فرز محتوياتها :
"خذي أنستي."

بدأت بالفعل بتنظيف الجرح الذي كان صغيرا وطفيفا لحسن الحظ في حين هدر هو قاصدا شقيقه :
"أطلب من هذه المرأة الرحيل،اجعلها تفهم بأنني لست بحاجة لها أو لغيرها."

ضغطت بشيئ من الحدة على جرحه،مما جعله يتأوه بصوت مكتوم..
سرقت نظرة خاطفة لوجهه العبوس،لتعتذر له بنعومة :
"هل ألمتك..أسفة؟؟."

تمتم بخشونة :
"بل تعمدت ذلك؟؟"

ادعت المسكنة وهي تقول بتأثر :
"سامحك الله."

لم يجبها في تلك المرة مما جعلها تتابع الإعتناء بجرحه محافظة على صمتها،وما إن أنهت وضع اللصقات الطبية عليه حتى حررت يده لتقول أخيرا برضا :
"هاك..لقد انتهيت..الجرح بسيط،لكن لا داعي لتبليلها بالماء في اليومين القادمين."

تمتم بتحد،كان ليضحكها في وقت أخر :
"لن تكوني هنا لتعرفي."

التفتت لشقيقه لتسأله بحلاوة تعمدت بها استفزازه :
"سيد (حازم)،ما رأيك؟؟"

أشار لها للخارج برأسه ..
"لنتحدث في غرفة المكتب أسفل."

هدر بعنف :
"لن تتحدثا في أي مكان،أنا لا أريدها،الرأي رأيي في النهاية."

حاول (حازم) جعله يفكر بمنطق :
"لا تتكابر يا(طارق) أنت تحتاجها."

صرخ فيه بقسوة :
"هل تعرف ما أحتاجه أكثر مني؟؟"

غمغم بنبرة منخفضة :
"حاليا أجل للأسف."

وقف فجأة ليعود للصراخ بانفعال شديد،ولقد بدا من الواضح بأنه لم يسمعه :
"مالذي تتمتم به عندك؟؟."

تنهدت بصوت مرتفع لتعلق على غضبه الذي لا تجد له مبررا في الواقع..ثم هي ليست سوى مجرد ممرضة في اعتقاده،فلماذا كل ذلك الرفض؟؟
"اهدأ يا سيد (طارق)،توقف عن التصرف كالأطفال رجاءا ثم تذكر......"

قاطعها بغضب هادر :
"مجددا تقول أطفال،هل تجدين متعة خاصة في استفزازي؟؟؟"

نظرت (لحازم) بعجز،مما جعله يتدخل مقترحا :
"لقد اتصلت بالدكتور(لطفي)يا (طارق)،سيأتي بعد حين وهو سيشرح لك ضرورة وجود ممرضة معك،ولحين وصوله سنتركك بمفردك."

استدارت لتغادر بسرعة لا تريد سماع زمجرته التالية وبالفعل سرعان ما صاح غاضبا ورافضا رؤية الطبيب ووجودها..
(حازم) بقي معه في حين ترافقت ووالدته على الدرج..
وما إن أصبحتا في الردهة تحت حتى وجدت نفسها تقف بانشداه في نفس المكان الذي انتهى به كل شيئ قديما..

أغمضت عينيها رغما عنها تترك الذكرى تتسرب لخيالها كالغاز المسموم لتهاجم كل خلية فيه..

كانت العلاقة بينهما في الأيام السابقة للحادثة..متوترة جدا..تغضب بسرعة..تبكي بسرعة وتتأثر بأبسط الأشياء..كانت تشك بحملها..والدته أدركت ذلك..بل وأشارت له برفض صدمها..لكن مع ذلك ظلت تقاوم..تجد الأعذار وتحاول الإصلاح على قدر ما تستطيع..
لكن ما كتبه الله لا يمكن لشيئ أو بشر تغييره..ليحدث كل شيئ بسرعة رهيبة..رهيبة..
كانت عائدة من النادي عندما أوقفتها حماتها تسمعها كلاما مسموما كعادتها،ولقد أجابتها ببرود،لتتركها بغية الهرب منها لأمان غرفتها،لكنها لم تستطع يد قوية..جبارة..جذبتها بقسوة تعيدها لمكانها..لتجه أمامها كتمثال جامد قُدّ من صوان..عيناه بمفردهما جعلتاها تضم جسدها بخوف ورهبة..
ثم سألها عن المكان الذي قدمت منه،نظرات والدته من خلفه الامعة بانتصار جعلتها تتمرد ربما للمرة الأولى..
لم تجبه فقط سألته بدورها إن كان يخبرها بكل الأمكنة التي يذهب لها..ولم تدرك بأن واجهته الباردة كانت تخزن وراءها بركانا سينفجر في وجهها متى ما انتهت من كلامها..
وانفجر فعلا..كلامه كان كثيرا..جارحا..ظالما ليدفعها في النهاية يبعدها عن طريقه ليرحل..تاركا إياها تسقط على الأرضية الرخامية كأوراق الأشجار عندما تمر عليها رياح تشرين..
باهتة..شاحبة..ضعيفة ومستسلمة لمصير كان في تلك اللحظة أسوأ من الموت..

في المرة الثانية التي فتحت فيها عينيها مجددا..كانت تقبع على فراش أبيض..في المستشفى..تشعر بخواء غريب بداخلها..
إلى جانبها والدتها تبكي بحسرة..بينما والدها يقف قبالتها يحدق فيها بحزن ومرارة لن تنساهما أبدا..وعندما سألت عنه..تبادلا النظرات بقلق وخوف..
لتدخل الطبيبة تواسيها على فقدانها ثمرة الحب التي كان من شأنها ربما إصلاح أشياء كثيرة في حياتها..
الجنين كان في أسابيعه الأولى..والضغط الذي كانت تعيش فيه إيضافة لانهيارها جعله ضعيفا..لم يتحمل بؤسها في النهاية..استسلم تاركا إياها وحيدة وموجوعة جدا..وقبل أن تستيقظ من وجعها كأم مكلولة بالفقد..جاء وجعها كامرأة وحبيبة ليفقدها الباقة المتبقية من صمودها..
طلقها..طلقها ببساطة..دون أن يراها ولو لمرة أخيرة..أن يسمع دفاعها عن نفسها..أن يودعها..وانتهى كل شيئ..عادت مع والديها لمنزلها القديم..مجرد جسد بدون قلب أو روح أو......

"(هداية)؟؟؟!!!".

انتفضت بعنف تأخذ نفسها من تلك الذكريات البشعة..لترمش لثوان تحدق في المرأة قبالتها بشيئ من الخوف والرهبة..كأن الزمن سيعيد نفسه بين لحظة وأخرى،وبالفعل راحت تحدق من حولها برعب..تنتظر ظهوره ويديها بدون شعور تحميان بطنها..

"هل أنت بخير (هداية)؟؟"

عادت لتحدق فيها وفي المكان لتلمح (حازم) ينزل الدرج والكآبة تسكن كل شبر من وجهه الوسيم..
وحينها فقط سقطت ذراعيها حولها..
لم يكن هناك جنين صغير تحميه من بطش من حولها..
لم يكن هناك حب كالحلم الجميل ترعاه وتخفيه عن الكل..
لم يكن هناك سعادة..
لم يكن هناك أي شيئ في الواقع..
لا أمل..لا حب ولا أحلام..
فقط بقايا امرأة..
بقايا قلب..
وبقايا ذكرى وحنين..
ورقة من بين ملايين الأوراق التي تسقط كل خريف..

تمتم (حازم) أخيرا بوجوم :
"إنه عنيد كالبغل،مصر أن ترحلي."

اشتعلت عيناها ببريق أسود يخطف الأنفاس،لترفع وجهها بشموخ وإعزاز قبل أن تجيبه بتصميم :
"وأنا أعند منه،لقد حان الوقت ليعود للأرض،ويدرك بأن العالم به من المشاكل والمصاعب أكبر بكثير منه هو وعماه..أنا باقية يا (حازم) وإن فقط لأضخ فيه شيئا من الإنسانية والإدراك."

هز (حازم) رأسه موافقا وعيناه اللتان كان قد خاب بريقهما تعودان للمعان برضا عميق..في حين بقيت والدته..تحدق فيها..نظرات غريبة..كأنها تراها لأول مرة..

وفي تلك اللحظة انضمت لهم خادمة تعلن عن وصول الطبيب..
لم يصعد لفحصه مباشرة بل تحدث معهم لوقت طويل يشرح لهم كل شيئ عن حالته وقد وصلته التقارير والفحوصات الأولية من لندن..
ليجعلها هي خاصة تفهم دورها الجديد الذي لن يكون سهلا أبدا..

لتنتهي زيارتها ومواجهتها لذلك اليوم،بأن أوصلها (حازم) لعملها على أن يعود لاحقا ليوصلها للمنزل...................................... .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. ............

(يتبع)


أريج العمري غير متواجد حالياً  
قديم 01-09-17, 12:34 PM   #884

أريج العمري
 
الصورة الرمزية أريج العمري

? العضوٌ??? » 364246
?  التسِجيلٌ » Feb 2016
? مشَارَ?اتْي » 880
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Lebanon
?  نُقآطِيْ » أريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

بانتهاء اليوم كانت تشعر بقليل من التعب وأيضا الإحباط..
حسنا لقد قصدت الكافيتريا في فترة الغذاء،كما خرجت مرات عدة بحجج فارغة لتتجول في المبنى،تبحث بنظراتها عنه،تريد أن تراه ولو من بعيد،لكنها منيت بخيبة أمل كبيرة جعلتها تتكدر..
لم ترى (هداية) أيضا،مع ذلك وقفت تنتظرها خارج المبنى حيث تلتقيان بالعادة لتغادرا معا،لم تتصل بها لتعلمها بأنها ستتأخر أو قد تذهب لمكان أخر،إذا حتما ستأتي بعد حين..نظرت لساعتها بقنوط لتخرج هاتفها النقال،تريد إرسال رسالة لها،لكن في تلك اللحظة توقفت قبالتها سيارة لامعة حمراء،ليترجل منها جسد رجولي تعرفت عليه بسهولة ويبدو أنه لاحظها أيضا إذ ما إن أغلق سيارته حتى تقدم ناحيتها قائلا :
"مساء الخير (غيث)،كيف حالك؟؟."

هتفت بمرح وعيناها على الحمراء التي تركها خلفه :
"وااو لم أرى رجلا قط يقود سيارة حمراء."

شاركها المرح بابتسامة جذابة :
"أحب أن أبدو مميزا."

ضحكت بنعومة لتسأله مغيرة الموضوع :
"هل أتيت من أجل (هداية)؟؟"

صرح بعينين ماكرتين مع هزة بسيطة من رأسه :
"ومن أجل ابنة عم (هداية)،لم نتحدث بالأمس كثيرا،لذا لم تسنح لي الفرصة لأخبرك بأنك كبرت وصرت جميلة جدا."

ارتفع أحد حاجبيها باستفهام ساخر لتجيبه باستخفاف :
"لم تتغير كما أرى،لا تزال تتجول مانحا مغازلاتك للجميع."

أطلق ضحكة رجولية ملفتة ليجيبها بمكر :
"وأنت لازلت تذكرين أيضا كما أرى؟!!"

علقت بحرارة وهي تتذكر كيف كان يلاحقها بكلماته الوقحة كلما التقته،كان يستمتع حقا بإغاظتها ورد فعلها البريئ..الغاضب حينها :
"أتمزح بالطبع أذكر،يا إلهي كم كنت أكرهك،كنت سمجا جدا بممازحتك لي."

ضاقت عيناه عليها بتفكير ليصرح بجدية لم تنتبه لها :
"لكنني لم أكن أمزح،كما لم أكن أغازل الجميع أيضا."

سخرت ضاحكة :
"حقا ومالذي كنت تفعله في السنوات الماضية إذا؟؟"

تمتم ببساطة :
"كنت بانتظارك."

تشدقت بتهكم وهي تلتفت للوراء باحثة عن ابنة عمها :
"ياللإخلاص!!"

أكد لها بنبرة صادقة جدا :
"حقا (غيث) لقد كنت مراهقة رائعة الجمال وها أنت شببت لتصبحي أيضا امرأة رائعة الجمال."

عادت تنظر له لتهدده بحزم،لكن نظرات عينيها كانتا تلمعان بالتسلية :
"وأنت ازددت وقاحة (حازم فياض)،لكنني الأن كما تقول أصبحت امرأة وإن استمريت بمغازلاتك لي سأضربك."

تساءل بمسكنة لم تكن لتليق به،خاصة مع عينيه اللتان تحدجانها بمكر :
"وأهون عليك؟؟."

هتفت بسرعة وحرارة :
"جدا."

علق بأسى عميق،لم تحتج لذكاء خارق لتدرك بأنه مزيف :
"أصبحت قاسية القلب."

ضحكت بنعومة لتفتح فمها تريد إجابته عندما تجمدت الضحكة على شفتيها فجأة،وقد تجاوزتها قامة لا يمكن أن تخطأ أبدا في معرفة صاحبها،
لكن ألم يتعرف إليها،ألم ينتبه لوقوفها هناك،ألم يراها حقا،لقد مر من أمامها بسرعة وها هو يقف بجانب سيارته؟؟!!!
سيذهب..سيذهب دون أن يراها وتراه،هل ستتركه يفعل هكذا ببساطة هل....

واستدار..استدار حقا ليمنحها نظرة..مجرد نظرة خاطفة..سريعة..كمن يُشَبِّهُ على أحدهم فقط،ثم وبكل بساطة عاد ليوليها ظهره و.....اختفى..
دخل سيارته..لينطلق مبتعدا..
كأن مروره وحتى نظرته شيئ من صنع خيالها فقط و...

"(غيث)..(غيث)،هل أنت بخير؟؟"

رمشت بقوة تبعد شعورها المفاجئ بالغثيان الذي كان بسبب الصدمة لامحالة..لتعود للحاضر شيئا فشيئا..
حدقت في مرافقها دون أن تراه حقا،والذي سرعان مالتفت بدوره للخلف بوجه متجهم..يبحث حتما عم كدرها بتلك الطريقة الواضحة،لكنه كان قد غادر بالفعل..رحل ومعه رحلت ضحكاتها..

رمشت عدة مرات كي لا تنفجر بالبكاء لتخفض بصرها تدعي النظر مجددا لساعتها وهي تقول بصوت خرج ضعيفا..مرتجفا :
"أنا..أنا بخير لا تقلق،لكن الا تظن بأن (هداية) تأخرت ربما غادرت بالفعل؟؟."

كأنها نادتها بذكرها سمعتها تعلن من خلفها بصوت جاف :
"لم أغادر،فقط كنت أسلم بضعة أوراق هامة كانت في عهدتي للمدير المباشر."

سألتها بنبرة متعبة وكانت كذلك حقا..متعبة أكثر من أي وقت مضى :
"ولماذا،من يسمعك يقول بأنك لن تعودي في الغد؟؟"

صرحت ابنة عمها بجمود سمرها في مكانها لوهلة :
"لن أفعل قررت أخذ إجازة طويلة..طويلة."

ارتفع أحد حاجبيها باستفهام واضح لتتنقل بنظراتها بينها و(حازم) الذي حافظ على صمته،لكن مع ذلك بدا كأنه يدرك شيئا لا تعرفه هي،
تابعت (هداية) تبرر لها أسباب طلبها لتلك الإجازة :

"أنا لم أخذ إجازة منذ انضمامي للشركة (غيث)..وهذا من حقي."

وافقتها بتفهم :
"لم أكن لألومك،هذا من حقك طبعا،أنا فقط مستغربة من عامل المفاجأة والتوقيت."

اعترفت أخيرا بسببها الرئيسي وهي تطلق تنهيدة حارة :
"لقد قررت مساعدة(طارق)،هذا هو السبب في قراري المفاجئ."

اكتفت بالتآوه وهز رأسها لها متفهمة،لقد أخذت قرارها لكنها كانت بالفعل تتوقع شيئا كذاك لذا لم تستغربه،أظافت فجأة معتذرة وهي تربت على ذراعها :
"أنا أسفة خلال الفترة القادمة ستأتين بمفردك للعمل."

أعلنت بمرح مصطنع :
"وسأرحل بمفردي أيضا،كما يبدو لكن لبأس."

تدخل (حازم) مقترحا بنبرة مشاكسة..مرحة،لكن نظرات عينيه عليها كانت جادة جدا،فهل من المعقول أن يكون إعجابه بها صادق؟؟
"أنا مستعد لإيصالك و إعادتك يوميا،فقط شاوري لي بيديك."

سخرت منه بنعومة :
"ياللشهامة".

"أتحدث بجدية (غيث)."

تدخلت (هداية)بنبرة حادة..دفاعية فاجأتها :
"ابقى بعيدا عن ابنة عمي(حازم)،هي فيها ما يكفيها."

ابتسمت له بضعف عندما وجدته يستدير نحوها وملامحه تعبس بتفكير،لتقرر تغيير الموضوع بسرعة :
"إذا هل سنغادر أخيرا أو ماذا،أنا متعبة وجائعة؟؟"

استعاد شهامته بسرعة ليتقدمهما باتجاه حمراءه :
"سأوصلكن."

أوقفتها (هداية) للحظة لتهمس لها بنبرة قوية..محذرة :
" لا تنساقي وراء غزله،أنا أعزه جدا وأحترمه،لكنني لا أثق به فيما يتعلق بالمشاعر..لا هو ولا أي شخص أخر يحمل نفس دماءهم."

نظرت نحوها باستغراب،لكنها لم تترك لها مجالا للرد عليه..غادرت تلحق به وكان بالفعل قد فتح الأبواب لهما،جلست بجانبه،لتتحرك بدورها تتبعهما وقد اختارت الجلوس في الخلف..
حسنا اهتمام (حازم) بها كان يبدو حقيقيا لكنها لم ولن تحمله أبدا على محمل الجد..لطالما عرفته بالفعل كمغازل معسول الكلام،لذا لم تكن لتهتم أو حتى تنزعج ..

مسكينة ابنة عمها،حتما خشيت أن تتورط معه،أو حتى تفكر فيه كبديل،لكن هي أبدا لم تكن لتفعل..ليس فيه هو على الأقل..كما أن لا أحد باستطاعته أذيتها ليس كما فعلت نظرة واحدة من الأخر..

تلك النظرة الباردة..العابرة..التي منحها لها..
كأنه لايعرفها..
كأنه لم يحبها يوما..
كأنه..
ابتلعت غصة موجعة لتنظر من زجاج السيارة للخارج..وهي تتساءل بحرقة..كيف استطاع..كيف طاوعه قلبه كيف..كيف؟؟؟

هل أنسته ابنة(الكاسب) إياها..تلك النحيلة..الصغيرة..المدللة..ر باه كم تكرهها..وكم تتمنى أن تذيقها العذاب أضعافا..مضاعفة..
التمعت عيناها السودوين ببريق حاد..شرس..وحتى مخيف..
الحياة غير منصفة تقريبا للجميع..لذا لن تهتم من الأن وصاعدا بغير نفسها..مصلحتها الشخصية وانتقامها..
إن كانت لن تعيد(جاسر) كما تأمل،إذا لتعطي تلك المتعجرفة درسا لن تنساه..ولبأس من أن يكون الضحية شقيقها المغرور مثلها..وحمدا لله (هداية)لن تكون في الجوار لتراقب تصرفاتها..كل شيئ يبدو ميثاليا ورائعا وغدا..غدا ستظهر وجها أخر له عندما سيأتي ليراها وسيفعل بالتأكيد!!

عندما وصلوا أخيرا للشقة اعتذر (حازم) من الصعود معهما،ليخبر(هداية)بأنه سيأتي لأخذها غدا صباحا،لتكون هناك عندما يستيقظ (طارق)،ويحين موعد تناوله الدواء..

وافقته بهزة من رأسها لتتحرك مبتعدة بشرود،مما جعلها تستغل الفرصة لتسأله باهتمام وقلق :
"ستكون بخير،أليس كذلك؟؟"

أكد لها بنبرة متعاطفة :
"هي فقط في حالة صدمة متأخرة،لكنها ستفعل لا تقلقي."

همت باللحاق بها وهي تحييه مودعة لكنه سرعان ما أوقفها متساءلا :
" أتمانعين إن أتيت لرؤيتك بين الحين والأخر،لاسترجاع الأيام القديمة؟؟"

ابتسمت بتردد لتجيبه بصدق :
"لا أدري..أعني أنا أعمل طوال الوقت و....."

قاطعها بسرعة ولهفة :
"ماذا عن استراحة الغذاء يمكننا دائما أن نتشارك غذاءا سريعا؟؟."

هزت رأسها موافقة،وهي تقول بابتسامة رقيقة :
"إن كنت سترضا بهذا؟."

أكد لها وهو يبادلها ابتسامتها بأحر منها :
"سأفعل..هل أمر عليك غدا..لنقل عند منتصف الظهيرة؟؟"

حدقت فيه باستغراب،كأنها تقول له أبهذه السرعة،لكنها هزت له رأسها موافقة لتودعة قائلة :
"سأذهب الأن وشكرا لك على التوصيلة."

"على الرحب والسعة جميلتي،نلتقي غدا لا تنسي."

اكتفت بهز رأسها له لتركض تريد اللحاق (بهداية) التي كانت لاتزال ساهمة مما جعلها تعيد طرح نفس سؤالها السابق الذي سألته (لحازم) وإن بصيغة مختلفة :
"هل أنت واثقة من قرارك؟؟"

أجابتها بنبرة بدت متعبة ويائسة :
"واثقة لا،لكنني أحتاج لأكون معه،إن كنت أريد وضع حد له."

علقت بتفهم وهي تراقب الأرقام في المصعد تومض وتختفي قبل أن تتوقف أخيرا عند الطابق حيث تقع شقة عمها :
"تداوين السم..بسم أقوى منه؟!!"

خرجت تسبقها وهي تهمس بمرارة :
"أحيانا يكون ذاك هو الحل الوحيد للحصول على الفرصة الثانية."

"إذا أعانك الله يا حبيبتي..أعانك الله وأعاننا جميعا".

وعند ذلك الحد كفتا عن الكلام،
دخلتا الشقة حيث غيرت كل منهما ملابسها..صلت فروضها..لتقرر (غيث) مساعدة زوجة عمها في المطبخ تهرب بذلك من أفكارها وحزن قلبها بينما طلبت (هداية) الحديث مع والدها على انفراد،
احتاجت أن تعرف رأيه بقرارها وكذا الإستفادة من نصائحه وذاك ما كان..لتلك الأمسية على الأقل........................................ .................................................. .................................................. .................................................. .....................................

(يتبع)


أريج العمري غير متواجد حالياً  
قديم 01-09-17, 12:35 PM   #885

أريج العمري
 
الصورة الرمزية أريج العمري

? العضوٌ??? » 364246
?  التسِجيلٌ » Feb 2016
? مشَارَ?اتْي » 880
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Lebanon
?  نُقآطِيْ » أريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تهديد(أسرار)ومظهرها ككل كان مخيفا وقويا،مع ذلك وعندما احتضنتها(جوري)تخبرها بلقبها الجديد،وجدت نفسها ترتجف بقوة وعنف..

مشاعر كثيرة..مختلفة..ازدحمت في أعماقها في تلك اللحظة،لتظل متشبثة بالشخص الوحيد الذي بدا فرحا من أجلها حقا،بل وسيساندها في حالة انتكست بها الظروف..وكانت ربما لتظل على حالتها تلك إلى ما لا نهاية لكن سماعها لصوت ثالث انضم لهما في تلك اللحظة،جعلها تعود للحاضر وإن مكرهة :
"ونحن يا زوجة أخي الا نصيب لنا من أحضانك؟."

افترقت أخيرا و(جوري)،لتلتف كلتاهما باتجاه الصوت الدافئ..المفعم بالسعادة والفرح، لتتفاجأ هي شخصيا(بروعة)وقد عادت كما رأتها أول مرة..متألقة..مرحة..ودافئة جدا..
تلك الفتاة تتغير بسرعة عجيبة..عجيبة.

اقتربت منها برفقة زوجة والدها لتقبلاها وتعانقاها بمودة لم تستطع مبادلتهما بها،أولا لخجلها منهما ومن الموقف ككل،وثانيا بسبب تشابك مشاعرها التي لاتزال لا تدري لأية خانة تصنفها..

أعلنت زوجة عمها التي ستكون من الأن وصاعدا حماتها المستقبلية :
"ما شاء الله ولا حول ولا قوة الا بالله،ابني (غالب)عرف كيف يختار عروسه،بارك الله لكما وعليكما حبيبتي."

مجددا منحتها ابتسامة رقيقة..خجول،مع إيماءة مرتبكة من رأسها لتجيبها بصوت منخفض :
"عشتِ يا خالة."

فتحت حقيبة يدها فجأة،لتخرج منها شيئا..صغيرا..مربعا..لامعا،مد ته نحوها لتضيف بنبرة حزينة :
"هذا القفل صنعته أختي(حنان) والدة زوجك رحمها الله،لزوجة ابنها كما تقتضي العادة، أتعرفين شيئا عنه،أو أشرح لك؟".

أجابتها بهزة من رأسها علامة الموافقة،وعيناها لا تفارقان القفل الصغير المرصع بعدة أحجار لامعة :
"أنا أعرف يا....."
تركت جملتها معلقة إذ كانت في الواقع لا تعرف كيف تناديها..

"الخالة(ولاء) أو أم(ملك)،يمكنك مناداتي بما يريحك عزيزتي."

ابتسمت لها بإحراج قبل أن تعود للتركيز على القفل الصغير في راحتها..
والذي تزينه بالعادة والدة العريس في حداثة سنه،لتخبئه حتى يختار عروسه..

ليلة عقد القران تأخذه للعروس المختارة،تنادي اسمها عدة مرات وفي كل مرة تجيبها فيها بنعم تدخل المفتاح في القفل تغلقه ثم تعيد فتحه،لتعاود النداء عليها لتستمر على تلك الحالة لعدة مرات متتالية..وفي الأخر يظل القفل مفتوحا حتي ليلة العرس وعند الصبحية تغلقه العروس بيدها لترميه والمفتاح في البحر،حتى يكون عقد زواجها أبدي..

ولقد كانت تعرف كل ذلك،ليس لأن أحدا اهتم بإخبارها،وإنما صدف ورأت شيئا مماثلا في عقد قران إحدى القريبات..البعيدات،وعندما استعلمت عن القضية حصلت على شرح مفصل وهاهي تستفيد منه الأن..

الخالة (ولاء) كما قررت أن تناديها،بدأت بالفعل تنادي عليها لتدخل وتخرج المفتاح في ثقب القفل،وعندما انتهت أخفته مجددا في حقيبة يدها..في حين سارعت(روعة)لتتأبط ذراعها وهي تقول بمرح :

"الأن لننزل،(غالب) منذ أعلنت توكيلك لجدك وهو يرسل لي رسائل نصية على الهاتف، متساءلا،متى سينضم لنا؟؟."

علقت (جوري)ضاحكة :
"كأنه مضى دهر على عقد القران،إنها مجرد ثوان (روعة)!!."

غمزتها بمكر لتجيبها بصوت حالم :
"الثواني في غياب الحبيب ساعات حلوتي..ساعات!!"

دفعتها(جوري) باتجاه الباب ..
"إذا اذهبي أيتها الحبيبة،ماذا تنتظرين؟؟"

تخلصت منها لتعرج على طاولة الزينة حيث تركت حجابها،وهي تقول بتصميم :
"سأضع حجابي."

اعترضت (روعة) عابسة :
"ولماذا الحجاب،(غالب) زوجك الأن؟؟"

تابعت من بعدها زوجة والدها شارحة برقة،تؤكد لها نفس وجهة نظر ابنة زوجها :
"من حق زوجك رؤية شعرك عزيزتي،ولا أحد غيره من الرجال سيكون حاضرا،لا تقلقي."

تمتمت(جوري) وهي تهز لها رأسها موافقة :
"عقد قرانك تم في مجلس الرجال (روان)،والجميع هناك بالفعل،(غالب) فقط من سينضم لمجلس النساء عندما تنزلين."

ترددت للحظة،لكنها رضخت لهن أخيرا،لتنزل برفقة شقيقته،وزوجة والده بينما لحقتهن ابنة عمها في الخلف..
عندما وصلت للمجلس،وكما تقتضي العادة أدارتها الخالة(ولاء)كونها بمثابة أم زوجها أي حماتها،على الحاضرات من أخواته الغير الشقيقات وبناتهن..وكذا زوجات أعمامها..زوجة والدها،وحتى جدتها،قبلت أيدي الجميع بينما اكتفت بهز رأسها للواتي في سنها..أصغر،أو حتى أكبر منها بقليل..
لترافقها في النهاية للمكان المخصص لها.

كن قد غطين إحدى الأرائك بمفرش أبيض حريري مطرز برسومات جميلة باللون الأخضر..وعلى الجانبين تم وضع وسائد صغيرة جميلة بنفس اللونين الأبيض والأخضر..
الأبيض لتكون حياة الزوجين مليئة بالسلام والهناء،والأخضر لون نبات الأرض وبالتالي لتعم حياتهما بالخير والبركة..

قبالتها وضعت طاولة مسطيلة،زينت ببتلات الورد الطبيعي،وعدة صواني ذهبية..ممتلئة بأشياء مختلفة..كالبخور بأنواعها العديدة..المتنوعة..الحلويات اللذيذة..الشموع وكذا مرآة متوسطة الحجم مزينة بأحجار لامعة شبيهة بالأحجار على القفل،ربما هي أيضا من صنع حماتها الميتة،رحمة الله عليها،لقد جهزت كل شيئ لتفرح بأولادها لكن الموت لم يمهلها..ليأخذها باكرا..باكرا..

كان هناك أيضا وسائد بيضاء صغيرة جدا..عليها مجموعة من المجوهرات الامعة التي من المفروض بها تمثيل هدايا العريس وخاتم الخطبة،لكن ولدهشتها لم يكن هناك وجود لأي خاتم..فقط طاقم مرصع بالأحجار الكريمة التي بدت حقيقية والذي يتكون من عقد للعنق..سوار لليد وأقراط للأذنين..ربما نسي الخاتم من يدري؟؟

عادت بنظراتها للمرآة القريبة تحدق في صورتها المنعكسة عليها،إذ من المفروض أن تظل كذلك حتى تتقابل نظراتها بنظرات زوجها عبرها..

لا تدري من اخترع كل تلك التقاليد لكنها مضطرة لاتباعها بحذافيرها..وإلا ستفتح عليها أبواب جهنم..
حسنا..باستثناء (روعة) والخالة (ولاء)،كانت البقية يراقبنها بارتياب وعدم رضا،كأنهن يتوقعن صعودها في أية لحظة على الطاولة والبدأ بتقديم عروض مجنونة،والفضل في ذلك يعود لزوجة عمها التي تعمدت تظليلهن يوم جئن لطلب يدها..
(ملك) لم تكن موجودة تماما كصديقتها (أسرار)،ربما بذلك تعلن تضامنها القلبي معها،بعكس زوجة عمها التي كانت تجلس وحيدة،ترميها بنظرات قاتلة..حتى عندما وصل دورها لتقبل يدها،منحتها لها باستعلاء فاضح..لكنها لم تعلق،فقط أنهت دورة التقبيل لتجلس في مكانها بانتظار قدوم (غالب).

(جوري)و(روعة)ظلتا بجانبها..تطلقان النكت المرحة..تتغامزان..تضحكان..بل ولقد جعلتاها تقف لتدوس على أقدامهما كي تلحقا معا بها في أقرب فرصة..
باختصار صنعتا من حولها جوا مرحا حررها نوعا ما من توترها..وللحظة نسيت بأنها تنتظر وجها سيظهر بين لحظة وأخرى معها في مرآتها،حتى صاحت(روعة) بحماس وهي تقف بسرعة :
"(غالب)أخي..ها هو يدخل."

وقفت(جوري)تريد الإنسحاب بدورها،لكنها توسلتها بصوت منخفض..سريع :
"ابقي معي رجاءا..رجاءا".

انحنت عليها لتهمس لها بنبرة حملت تسلية خفية :
"ليس مسموحا لي،ركزي على مرآتك يا حلوة،وجهيكما فقط من يجب أن يظهرا فيها."

وتركتها..
شتمتها بصمت وغضب،وهي تحس بدقات قلبها تتزايد بوتيرة متسارعة،لكنها حدقت في المرآة رغم كل شيى..وانتظرت وصوله لها وهي تقريبا تحبس أنفاسها من شدة توترها..
واحد..اثنان..ثلاثة..أربعة و........

قفز وجهه الذكوري ليظهر بجانب وجهها..تقابلات نظراتهما أخيرا..ومع أنها كانت تنوي إبعاد عينيها ما إن تُلقي نظرة واحدة على وجهه،إلا أنها ولذهولها التام،وجدت نفسها عالقة في رماد عينيه..كأنه ألقى بتعويذة سحرية عليها..كبلتها به..بل ستكبلها لأخر العمر..

بدوره بدت نظراته مليئة بشوق هادر..بحنان..برغبة..بإعجاب وباهتمام..لم يخفضهما..لم يبعدهما حتى وهو يتابع تقدمه منها،ظل بصره متعلقا بقوة بها،كأنه يخشى أن تختفي من أمامه إن هو أزاحهما عنها..ثم كالسحر مد يده لها يأخذها من حجرها بثقة يحسد عليها،ليوقفها أمامه..وأصبح لقاء العينين أخيرا مباشرا..عميقا..قويا..ومشحونا بالعواطف التي ما عادت تتحمل حدتها..رباه مالذي يحدث لها؟؟

ارتجفت يدها أليا في يده،لتحاول الهرب أخيرا بعينيها،لكنه منعها،ضغط على أصابعها ليهمس لها بصوت رجولي عميق..عميق :

"إياكِ،ليس الأن..دعيني أتأكد..دعيني أصدق."

ارتفعت يده الأخرى فجأة ليضعها على كتفها،وبدأ بالإنحناء عليها بطريقة جعلتها تبتلع ريقها بصعوبة،وبعينيها تجحظان بقوة،وقد نسيت تماما بأنه من المفروض به تقبيل رأسها،وذاك ما فعله،شعرت بشفاهه الناعمة تستقر برقة على جبينها،في قبلة لا يمكن وصفحها أبدا بالعادية ولا السريعة..إذ أنه لم يبدي استعدادا لتركها حتى بدأت بالإرتجاف بقوة لبد وأنه أحس بها إذ سرعان ما ابتعد عنها أخيرا،لتحس به يتأملها قبل أن يحتوي كامل جسدها بذراعه يشدها لجانبه وهو يقول هامسا :
" اهدئي..تنفسي."

تهدأ..تتنفس؟؟!
وكيف ستفعل ذلك وهو يشدها بتلك الطريقة التي،لا تجعلها تتمنى انشقاق الأرض وابتلاعها فقط،بل وأيضا تفقدها التركيز.

حركت رأسها قليلا تبحث عن إحدى منقذتيها،لتقع نظراتها على (جوري) التي كانت تلتقط لهما صورا كثيرة بهاتفها النقال ولقد بدت مشغولة ومتحمسة لتنتبه لرجاءها الصامت،شقيقته أيضا كانت تقف على مقربة منهما تتأملهما بحنان وحب،لكنها على الأقل كانت منتبهة لهما أكثر من ابنة عمها..وهكذا أرسلت نحوها نظرة متوسلة..قابلتها بابتسامة واسعة..بلهاء لكنها في النهاية استجابت لها..وحمدا لله على ذلك..

تقدمت لهما لسأل شقيقها برقة :
"الخاتم (غالب)،أين وضعته؟؟."

أجابها متساءلا بصوت منخفض..بدا لها مشاكسا ومرحا :
"الا يمكنني أن أضعه في يدها على انفراد؟؟."

اتسعت نظراتها على أخرهما بدهشة،بينما ضحكت شقيقته بصوت مرتفع لتجيبه بوقاحة أجفلتها :
"أخرج الخاتم يا(غالب)،ويمكنك دائما فعل أشياء أخرى عندما تكون معها على انفراد."

تركها على مضض،ليخرج علبة حمراء صغيرة من جيب سترته الداخلي وهو يقول بعبوس مصطنع :
"يوما ما سأضربك."

أعطاها العلبة التي فتحتها مبتسمة،لتعيدها له،أخرج الخاتم منها ثم التفت لها،مجددا أمسك بيدها،ليبدأ بوضع خاتمه على مهل في بنصرها،وعندما أوصله لأخره،رفع يدها ككل ليطبع عليها قبلة حارة،ثم سمعته يهمس برقة دون أن يطلق سراحها :
"قريب جدا من شريان القلب،عسى أن أدخل كلي يوما ما لقلبك."

أخفضت بصرها بسرعة وصدمة،وقد فاجأها بكلامه ذاك،هل ذاك ما يريده أن يدخل قلبها حقا؟؟؟

أخرجتها (روعة) من أفكارها وهي تشير بنظراتها الباسمة..للخاتم الفضي الذي كانت ستضعه بدورها في يده،أمسكته بأصابع مرتجفة،لتدسه بدورها في أصبعه السمراء القوية..
وكادت تتنفس الصعداء ارتياحا عندما انتهت أخيرا لكن ذلك لم يكن كل شيئ،إذ عادت شقيقته،ترفع الطاقم الثمين بأجزاءه الثلاث..لتساعده بوضع العقد أولا على عنقها..الأقراط ثانيا في أذنيها..وأخيرا السوار على رسغها..لتعلن أخيرا بمرح :
"الأن سأدعكما وشأنكما،سأشرف على تقديم المشروبات والحلوى على شرفكما،عسى أن تكون حياتكما كلها حلوة كالسكر".

أجابها بحب وهو يلتفت في نفس الوقت ليساعدها على الجلوس أخيرا كما ساعدها قبل قليل على الوقوف :
"العقبى لك حبيبتي."

ابتسمت لهما بخجل لتستدير مغادرة،تاركة إياهما بمفردهما..
حسنا كانت النساء موجودات طبعا،لكن الأريكة التي تم تخصيصها لهما،كانت بعيدة قليلا ومستقلة عن مكان جلوسهن..
ومن جهزها لهما،تعمد ذلك حتما،ربما كي لا يشعرا بعدم الراحة،وقلبها كما عقلها يخبرانها بهوية الفاعلة التي لن تكون سوى (جوري) الماكرة بشحمها ولحمها..

جلس بجوارها ملاصقا لها،ومع أنها حاولت خلق مسافة بينهما،الا أنه لم يسمح بذلك والأسوأ،يداه اللتان كانتا تحتجزان يديها تقريبا في حجره،
حاولت استعادتهما في البداية بلطف وهدوء،خاصة وأن جلوسها بتلك الطريقة لم يكن مريحا لها،لكنه لم يتركها مما جعلها تحاول للمرة الثانية بسرعة وقوة،لكنها فشلت في كلا المرتين،بل وأنه بدأ يقوم بحركات غريبة على يديها ليسألها فجأة :
"هل أعجبك الخاتم؟؟"

نظرت للخاتم الذي أنستها حميمية نظراته وحركاته النظر له،لتتسع عيناها بإعجاب صادق..كان أكثر من كاف له ليضيف برقة وعيناه تلمعان بقوة على صفحة وجهها القريبة منه :
"لقد اخترته بنفسي من أجلك،الكهرمان..لونه ينافس اللهب الذي تلتمع به عينيك الجميلتين."

ارتعشت رغما عنها لحرارة نظراته،لكنها أجابته تلك المرة وإن لتهرب منها :
"إنه جميل شكرا..شكرا لك."

أجابها بنعومة :
"أنت تستحقين الأفضل والأجمل."

أخفضت نظراتها بتوتر،لتحدق في أيديهما التي لا تدري كيف تصف تشابكهما ذاك خاصة بحركاته الغريبة تلك،لتسأله فجأة..متلعثمة بارتباك :
"مالذي..مالذي تفعله،هلا..هلا تركت يدي..رجا..رجاءا؟".

صرح بخشونة ويده الحرة لاتزال ترسم أنصاف دوائر على رسغها نزولا لراحة يدها السجينة أصلا في يده الأخرى :
"أنت زوجتي الأن (روان)."

اعترضت بأنفاس متلاحقة،وهي تحاول طرد تلك الفراشات التي بدأت ترفرف في معدتها بطريقة غريبة لم تعتدها :
"أنت..أنت تنسى بأن ارتباطنا..زواجنا ليس أبدا عاديا،أنا لم أكن راضية و..يبدو..يبدو بأنك نسيت هذا؟؟."

ضغط على الشريان الأزرق الظاهر بشدة وسط رسغها مما جعلها تحدق فيه باستغراب،لكنه لم يبادلها النظرات،رأسه ظل منحن وكلتا يديه تواصلان العبث بيديها،ليأتيها صوته منخفضا لكن حازما وواثقا :
"يبدو بأنك أنتِ من نسيت بأنك منحتني نفسك برضاك،وأمام مجلس العائلة بأكمله........"

ما إن أنهى جملته حتى ارتفع الرأس الأسود أخيرا،لتصبح بمواجهة العينين الرصاصيتين اللتان كانتا في تلك اللحظة كما لم تراهما قط..
عميقتين..داكنتين بل مظلمتين بمشاعر قوية..جارفة وحتى مخيفة ومربكة..
وللحظة..للحظة قصيرة..غريبة..لاشعورية،ظلت رغما عنها سجينة ذلك الجنون بأعماقهما الرمادية..

"لقد اخترت طريقك محبوبتي والذي لا رجعة فيه،والأن بعد أن أصبحت بالفعل زوجتي،فأنا لن أغفل أية طريقة لأجعلك تعترفين بهذا بل وتقتنعين به أيضا."

أحست بانقباض قلبها لتصريحه ذاك،لتجيبه بانزعاج وهي لاتزال تحاول تحرير يديها :
"موافقتي أو حتى رفضي لم تكن لتغير في الأمر شيئا وأنت تعرف هذا جيدا،ثم أنت أخبرتني بأنك ستجعلني أعرفك أولا،وبعدها سيكون علي الإختيار إن كنت سأحبك أو لا."

منحها ابتسامة كسولة ليجيبها وهو يضغط بالمقابل على يدها لا يريد تركها :
"وهذا ما أفعله ألمسك لتعتادي علي..لتعرفيني."

"هذا سخيف."

تمتم بحرارة :
"بل عين العقل،جاريني أنت فقط وستدركين."

أدرك ماذا،بل مالذي قد أدركه أكثر مما أشعر به الأن؟؟
حدقت في أيديهما التي جعلها في تلك اللحظة تتشابك بقوة ليضغط راحته على راحتها بطريقة جعلتها تمتقع لتقول أول شيئ تبادر لذهنها :
"إنه أنت أليس كذلك،أنت من أخذت وشاحي يوم جئتم لأول مرة؟؟؟."

ابتسم ابتسامة ملتوية لم تصل لعينيه،ليجيبها موافقا :
"رؤيتك هناك على الشرفة كانت كالإستجابة لكل دعواتي."

سألته بدهشة :
"مالذي تقصده؟؟"

هز رأسه يمينا ويسارا علامة الرفض،ليجيبها وقد عاد غموضه القديم :
"ليس الأن..في الوقت المناسب."

تجعد جبينها بطريقة ملحوظة،لتتفاجأ به يمسد جبينها بأصابعه برقة وهو يقول بصوت منخفض..أجش :
"لا تتضايقي سأخبرك كل شيئ لكن في الوقت المناسب."

تراجعت للخلف وهي ترمش بقوة لتوبخه بأنفاس متلاحقة..مذهولة من تصرفاته الجريئة جدا :
"مالذي تفعله هل أنت مجنون،نحن لسنا بمفردنا..فهل نسيت؟؟"

لمعت عيناه ببريق ماكر ليسألها بنبرة كسولة..مرحة :
"إذا عندما نكون بمفردنا،هل ستدعينني أفعل كل ما أريده؟؟"

شهقت بصوت مرتفع مذعور،لتغرق في موجة حارة زادت من امتقاع وجهها،هربت بعينيها بعيدا تحدق في كل مكان دون أن تكون الرؤية أمامها واضحة حقا،ذلك (الغالب) سيُغَلِّبُها لا محالةحتى يبتعد عنها..
ضحك بصوت منخفض..متآمر ليزيد من خجلها قائلا بنعومة :
"ما أجملك الليلة،هل هذا كله من أجلي؟؟"

تلعثمت باقتضاب :
"لست..لست أنا من فعل كل هذا."

عاد يسألها بفضول :
"من إذا قولي لي..لأشكره؟؟"

"جوري."

صرح بنعومة :
"ابنة عمك الصغيرة..أنا أحبها."

رنت إليه أخيرا بطرف عينيها مستغربة من تصريحه ولبد وأنه لاحظها إذ سرعان ما أظاف بسرعة :
"كأختي (روعة)..أقسم."

شعرت رغما عنها برغبة في الضحك لتعابيره المدعية للخوف،لكنها قاومت نفسها لتسأله بترفع مصطنع :
"وهل سألتك؟"

أجابها بثقة وعيناه تتفرسان فيها بقوة وعمق :
"عيناك يا ذهبية العينين ليستا بحاجة للسؤال،فقط تتهمان..تلومان..تكرهان..سريع تان جدا..صريحتين جدا..لكن جميلتين جدا..جدا."

فغرت فاهها بذهول،ولسوء حظها انفراج شفتيها المفاجئ شد أنظاره لهما،أخذ نفسا عميقة..ليتابع بنبرة خشنة..مثخنة بعواطفه :
"أما شفتاك..حبتا الكرز خاصتك فهما...."

قاطعته بسرعة،وبنبرة لاهثة :
"أرجوك توقف..أنت تحرجني."

صرح ببساطة وعيناه لا ترحمان خجلها ولا اضطرابها :
"أنا أخبرك بما أحسه،ليتك فقط تعرفين منذ متى وأنا أنتظر هذه اللحظة؟؟"

ذكرته باضطراب وقد بدأت راحتيها تتعرقان :
"أنت..هل أحتاج لتذكيرك بأننا لسنا وحدنا."

هتف بإحساس عميق :
"لايهمني يكفيني ما أضعته من وقت وأنا أسرق النظرات إليك،أراك ولا أراك،أملكك ولا أملكك،ألمسك كل ليلة في خيالي لأستيقظ على واقعي المرير....."

سكت قليلا ليفاجأها برفع يديها لشفتيه يطبع عليهما قبلات حارة..مما زاد من تسارع أنفاسها الذي أصبح تقريبا لهاثا مضطربا ليردف بحرارة :
"أنت الأن من حقي..زوجتي(روان)،زوجتي حقا."

لقد نجح أخيرا في جعلها تنفصل عن الواقع..لتتعلق فقط برماد عينيه..مسلوبة العقل والإرادة..رباه أي سحر يملكه..بل أي شعور ذاك الذي يكنه لها..ليحدجها بمثل تلك النظرات العميقة..القوية..المميزة جدا..جدا،التي لم ترى لها مثيلا قط..كيف يستطيع رؤيتها كذلك،كيف وهو لم يقابلها الا منذ فترة قليلة جدا،وكيف تقاومه وهي عاشت بعيدة..محرومة..ممنوعة من أية عاطفة مهما كانت بسيطة..كيف..كيف؟؟

إنها تضيع وضياعها ذاك يخيفها،هي لم تتعود التعلق بأحد..منح نفسها وعواطفها لأحد،ولو بدأت الأن بالإستسلام ستتعب حتما،مصيرها معه لايزال مجهولا..مخيفا..وقد ينتهي بين لحظة وأخرى،هي لا تعرفه حقا..لا تثق به،قد يكون كل ذلك بسبب غرض ما في نفسه،السنوات الطويلة التي عاشتها ما (آل.كاسب) علمتها أن لا تثق بهم إذ أن كل شيئ يقومون به..يكون لسبب و......

"(غالب..غالب..غالب)"

لم تكن الوحيدة المسلوبة باللحظة،هو أيضا كان في عالمه الخاص،يلتهم حروف وجهها الجميلة بشوق ولهفة..يحلم..يتمنى..ويدعو الله بصمت..لكن لسوء حظه اقتحم صوت شقيقته حلمه الجميل..ليعود رغما عنه للحاضر..
التفت ناحيتها ليسألها باقتضاب :
"ماذا؟؟"

أجابته بمرح وعيناها الماكرتين تتنقلان بينهما باستمتاع..حسابه معها فيما بعد سيكون عسيرا..تلك الصغيرة..الخبيثة :

"طعام العشاء سيقدم حالا للرجال،وعليك الإنضمام لهم."

تمتم متبرما :
"لست جائعا."

عادت تذكره بمكر :
"النساء أيضا سيتناولن طعام العشاء..(روان) ستفعل."

اقترح ببراءة :
"إذا سأتناوله معها."

رفضت برقة وهي تهز رأسها يمينا ويسارا :
"حبيبي هذا لا يصح."

سأل بأمل وهو يشعر بأنه لم يشبع بعد من قربها ومحادثتها :
"هل سأعود لاحقا لمجالستها؟"

سخرت منه شقيقته ضاحكة :
"(غالب) هل بدأت تصبح طفلا لحوحا أو يخيل إلي ذلك؟؟"

وعند ذلك الحد انفجرت تلك التي كانت تراقبهما خلسة..بضحكة رنانة خطفت أنفاسه،لو كان يعرف بأنها ستضحك له بتلك الطريقة كان حتما استدعى شقيقته منذ وقت طويل جدا..
تعلقت نظراته بشفاهها الضاحكة وهو يقاوم رغبة مجنونة بخطف تلك الضحكات من عليهما ليسجنها بداخل روحه..

"غادري الأن (روعة)،سأخبر (روان) شيئا وبعدها سأذهب."

أمرته بخبث :
"بسرعة إذا."

رماها بنظرة منزعجة جعلتها تنسحب أخيرا،ليعود هو للإلتفات صوبها تجول عيناه على وجهها بأكمله قبل أن تستقر على شفاهها الضاحكة،مما جعل ضحكتها تختفي شيئا فشيئا..تتوارى خلف شعورها بالإرتباك والخجل..
حينها فقط صرح بنعومة :
"ضحكتك جميلة جدا ككل شيئ فيك،هل تمنحينها لي؟؟:

تساءلت بحيرة :
"عفوا؟؟"

مازحها برقة :
"سأخصص ألبوما لضحكاتك،في كل مرة تضحكين فيها لي سأخذها لأضعها في الألبوم."

زمت شفتيها بطريقة مغرية جعلت أعماقه تتخبط شوقا لها،ليسمعها تقول بحلاوة :
"لكنني لم أكن أضحك لك،بل عليك."

توسلها برقة :
"إضحكي لي إذا،وحينها سأخذها."

رفعت أحد حاجبيها باستفهام،لتتساءل بفضول :
"أنت مجنون،ثم كيف ستأخذها؟؟."

"هكذا........."
مد يده حتى أصبحت قبالة فمها..فتحها لتداعب الهواء أمامها كأنها بانتظار شيئ ما،ثم استطرد بلهفة :
"إضحكي أو حتى ابتسمي من أجلي."

ازداد ارتباكها وهي ترى إلحاحه وجنونه..
من كان يتصور بأن أحد أحفاد(إبليس)يتمتع بذلك الخيال الجامح..سمعته يهمس اسمها بلطف :
"(روان)".

إنها في ورطة حقيقية والأسوأ..إحساسها الوليد به..ذاك الذي يجعل أحشاءها تتلوى..أسدلت أهدابها لتتسع شفاهها قليلا بما يشبه الإبتسام،ولقد انتبه لها إذ سرعان ما همس بلهفة :
"أجل تلك هي لكن انظري إلي(روان) دعيني أشعر بأنها حقا من أجلي."

تمتمت بخشونة :
"لا تكن طماعا."

سألها مفكرا :
"الا تريدين معرفة كيف سأخذها؟"

رفعت وجهها الذي أصبح بحمرة الغسق،لتراقبه بفضول يشد قبضته بقوة أمام شفاهها كأنه استطاع بالفعل سجن ابتسامتها الصغيرة في قبضة يده..ليعلن بانتصار فاجأها ككل ما يفعله المجنون :
"أخذتها أول ابتسامة من أجلي."

اعترفت على مضض :
"أنت ستتعبني معك."

صحح لها بثقة :
"بل سأسعدك......"

لم تجبه مما جعله يضيف بعد برهة مغيرا الموضوع :
"على فكرة غدا سأمر لأخذك،ستأتين معي لتراك جدتي."

تساءلت بفضول وحيرة :
"ولماذا تراني،ثم لما لم تأتي اليوم؟؟"

أجابها بنبرة دافئة جدا..لبد وأن جدته تعني له الكثير :
"لأنها عجوز (روان)،كما أنها لا تغادر مزرعتها أبدا ولا أظنها ستغادرها يوما."

تمتمت متساءلة باهتمام :
"هل تعيش بمفردها،وأين؟"

هز رأسه علامة الموافقة ليشرح لها قائلا :
"أجل رفضت العيش مع أخوالي،ولديها مزرعة صغيرة جميلة على حدود المدينة،ستعجبك."

ارتفع أحد حاجبيها باستفهام..
"ولماذا تظن بأنها ستعجبني؟؟"

أكد لها بعينين تلمعان :
"مجرد إحساس،وعموما سترين بنفسك."

"لا أدري أنا......."

قاطعها بثقة :
"لقد سألت جدك،وهو موافق."

زمت شفتيها برفض قاطع..لتعلن بفتور :
"إذا أنت لا تسألني،بل فقط تعلمني."

ابتسم ابتسامة واسعة ليجيبها بنبرة لطيفة..صادقة :
"إن سألتك كنت سترفضين لامحالة،مع ذلك يوما ما سأسألك كل شيئ،لك أنت وليس لجدك أو لأحد أخر غيرك."

راقب ملامحها الرافضة..الغير مقتنعة بحنان ليضيف بسرعة كي لا يغير رأيه :
"الأن سأذهب قبل أن تعود (روعة)."

لم تجبه فقط حدقت فيه بعينيها الواسعتين الذهبيتين كلون السماء عند الغروب..تنهد بعمق ليردف بحرارة :
"هل تقفين من أجلي في شرفة غرفتك لاحقا،لتودعيني."

تساءلت باستغراب :
"ولماذا غدا صباحا..ستراني."

اعترف لها بخشونة ونبضات قلبه التي لم تهدأ منذ تقابلت نظراتهما في مرآة الحظ تزداد رفضا لتركها في تلك المرة :
"أجل..لكن قد لا يأتي الغد علي."

ردت باقتضاب وملامحها تكتسي بعدم التصديق :
"لا تبالغ."

ربما يبالغ بنظرها في تلك اللحظة لكنه يأمل بأن يعاديها يوما ما بمشاعره فتدرك..وتفهم ما يعنيه..ويحسه..
"بل أنت التي لا تفهمين،لكن لبأس يوما ما ستفعلين وقد تحسين نفس الشيئ أيضا."

ضاقت عيناها الذهبيتين عليه..ليرتفع ذلك الدرع الحمائي الذي تهرع له متى ما أحست بالخطر..لقد لاحظه أول الأمر في المركز التجاري وها هي تلجأ له مجددا..
لكن لبأس فذلك إن كان يعني شيئا ما فهو..أنها مثلها مثل باقي النساء..لديها مشاعر وأحاسيس فقط تجهل كيف تتصرف معها..تمنحها دون أن تخاف عليها..وتحررها من سجن عقلها وقلبها..
ومهمته الأن هي أن يجعلها تأمن له كي تتركها وتستسلم له في النهاية..

عاد للحاضر على صوتها الجاف يعلن بتمرد :
"في أحلامك ربما."

لو تعرف فقط كيف أصبحت أحلامه بين ليلة وضحاها تتحقق بسهولة..لأدركت بأن لا شيئ مستحيل أبدا مع قوة الإرادة..منحها ابتسامة مطمئنة ليشرح لها بنعومة :
"جلوسنا بهذه الطريقة كان ولعهد قريب مجرد حلم من أحلامي،وانظري إلي و إليك الأن،حبيبتي إن كان هناك ما أؤمن به فهو لا وجود لشيئ مستحيل ليس مع قوة الإرادة والتصميم."

سخرت منه بهزة ناعمة من كتفيها :
"إن كنت تظن ذلك."

هو لا يلومها لكنه سيعلمها..عهد عليه سيفعل ..
"لا أظنه بل أؤمن به."

انحنى عليها فجأة ليقبل جبينها..ليتلكأ قليلا بقربها يستنشق عبيرها الأسر قبل أن يبتعد أخيرا وهو يتأوه بحرارة :
"أراك غدا محبوبتي."

و....

وقف ليتحرك بثقة عائدا لمجلس الرجال لكن ويا للغرابة..الفراغ الذي تركه بجانبها راح يمتد ويمتد ويمتد..ليصل لقلبها...................................... .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. ..

(يتبع)


أريج العمري غير متواجد حالياً  
قديم 01-09-17, 12:37 PM   #886

أريج العمري
 
الصورة الرمزية أريج العمري

? العضوٌ??? » 364246
?  التسِجيلٌ » Feb 2016
? مشَارَ?اتْي » 880
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Lebanon
?  نُقآطِيْ » أريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

وقف في مدخل الملهى الذي يحتوي على كل الرذائل التي يمكن للمرأ تخيلها..
رقص فاحش..مقامرة..وطبعا دعارة..فساد متكامل تحت اسم مزيف(نادٍ ليلي للترفيه).

أحيانا كان يقصد مكانا مشابها،فبعض الضجيج الخارجي يخفف من ضجيجه الداخلي..لكن تلك الليلة لم يأتي باحثا عن مُسكن،بل كان يريد شيئا أخر..خدمة مقابل مبلغ ضخم من المال،حسنا قد لا يحتاج حتى لدفع المال إذ أن اسم عائلته فقط يجعل الجميع يرضخون له باحترام وتقدير..

(رواد السعدي)كم يحب الإسم وكم يفخر بحمله!!
ابتسم بعجرفة ليشير بأصابعه في حركة اعتاد بها استدعاء حراسه الذين كانوا وراءه،ليصبحوا وبمجرد رفع يده..أمامه يفسحون له الطريق ليتقدم..

إنها ليلة الأحد والسكارى..عديمي العقل والرجولة يملأون المكان..

تابع سيره إلى أن وصل للدرج المؤدي للطابق الثاني حيث يحتفظ العقرب كما يدعو نفسه بمكتبه..
لم يجد أية صعوبة في اجتياز الحرس الذين كانوا يقفون على باب ذلك الأخير،فقط كان عليه الهمس باسمه وكل الأبواب ستفتح.

المكان طبعا مشبوه..لكن للضرورة أحكام..مجددا رفع يده في إشارة واضحة لحرسه في تلك المرة يأمرهم بالبقاء خارجا..وهكذا دخل بمفرده..
لديه معلومات أكيدة..وصلته طازجة جدا بأن (غالب الكاسب)سيعقد قرانه على ابنة عمته تلك الليلة،كما هناك مشروع مستقبلي لزواج شقيقته برجل يدعى(جاسر الراعي)،وبعد إجرائه لبضع مكالمات هامة عرف بأن الرجل لم يكن ملاكا كما يبدو بل ويخبأ سرا أسودا أيضا،وعلى ذلك الأساس قرر اللعب..

(غالب الكاسب)تجرأ ورفع يديه القذرتين عليه..ضربه..هدده..بل وأخذ ابنة عمته وإن مؤقتا،إذ أنه لا ينوي تركها له حتى يكمل ذلك الزواج بالفعل..وبالتالي هو يستحق انتقامه..أو بالأحرى عقابه..

"نورت يا ابن (السعدي)،قيل لي بأنك تحتاجني،مالذي قد أفعله من أجلك؟؟"

صرح بخشونة وهو يحدق في المكان باشمئزاز واضح :
"أنا لا أحتاج أحدا أيها (العقرب)،أنا أَمُر والكل يطيع."

سأله بلهفة :
"إذا أؤمر."

قال مباشرة بدون لف أو دوران :
"أريد شراء ديون (جمال الراعي)"

تساءل بذهول :
"هل تريد هذا حقا،المبلغ ضخم جدا،وهو مختفٍ منذ أيام بالفعل؟؟."

أخرج دفتر شيكاته بلامبالاة ليسأله باقتضاب :
"أخبرني بالمبلغ."

اكتفى بالتفوه برقم مرتفع،لكنه لم يكن شيئا حقا أمام ما يوجد في رصيده بالبنك،كتبه بسرعة بل زاد عليه النصف تقريبا..ليضعه على الطاولة أمامه،رفعه بعد ثانية يتفقده ليحدق فيه،لبد وأنه لاحظ الفرق إذ سرعان ما قال بدهشة :
"هناك زيادة ضخمة."

شرح له ما يريده بعينين تبرقان وصوت أمر لا يقبل النقاش :
"أريد لرجالك أن يقصدوا منزله بين الحين والأخر لطلب المال..فقط طلب المال مع قليل من التهديد..دون أذية."

تساءل بتردد :
"هل أنت واثق..أعني رجالي يستطيعون أن....."

قاطعه بحزم :
"لا أريده أن يتأذى،فقط مرة كل أسبوع أريد أن تتفقدوه،وتُذكروه بما عليه،وهذا كل شيئ مفهوم؟؟."

أجابه باحترام :
"مفهوم وغدا سأرسل رجالي لا تقلق."

أعلن بترفع :
"لست قلقا،وتذكر لا أريده أن يتأذى لا هو ولا أي فرد من أفراد عائلته."

"كما تشاء."

هز رأسه برضا ليصرح بفتور :
"جيد سأغادر الأن."

اقترح العقرب بحماس وهو يفتح برادا صغيرا ليخرج منه زجاجة شراب :
"دون أن تشرب شيئا،ابقى رجاءا وشاركني شرابي."

تمتم يجيبه ببرود وترفع :
"أنا لا أشرب."

أعاد دفتر شيكاته وقلمه لجيب سترته ليغادر المكتب والمكان ككل..
وقد قرر العودة للقصر..
عليه التحدث مع جده عن أخر الأخبار كي لا يلومه في حالة وصلته من غيره وستفعل..لاشيئ يظل مستورا..أو خفيا لوقت طويل في مجتمعهم،كما وأن الجميع يعرف بالعداء بين عشيرتي (آل.سعدي)و(آل.كاسب)وصراعهم على الحفيدة المشتركة،لذا أحد معارفه بالتأكيد سيسعى لإيصال خبر ارتباطها له،ومن الأولى أن يكون هو من يفعل..

استند للمقعد الجلدي الأسود الفاخر لسيارته التي كان يقودها به سائقه في تلك المرة..ليغمض عينيه يسترجع أحداث يومه..الذي كان كغيره..تماما ككل الأيام الماضية..لا شيئ مميز تخزنه ذاكرته بإصرار لتستعيده بلهفة في لاحظات خلوته..لكن بلى حدث شيئ ما بالفعل..اصطدامه بتلك النارية الطباع..الحلوة..الصغيرة..الل ذيذة..
ارتسمت ابتسامة مستمتعة على شفاهه وهو يستعرض ملامحها الرائعة في مخيلته..

عيونها حلوة لامعة بلون فاتح مع لمعة خضراء تشتد بهما بالتزامن مع اشتداد غضبها..
شعرها بني بخطوط حمراء باهتة،لا يدري إن كانت حقيقية أو مصطنعة لكنها كانت أكثر من مناسبة للمزاج الناري الذي تملكه..بشرة حريرية..أكلته يده مرارا وتكرارا في تلك الدقائق القليلة التي وقفها بجانبها ليتفقد مدى نعومتها بأصابعه مداعبا..
خدودها موردة تمتلأ حياة وشبابا..
أنفها مترفعة وشامخة..
فمها صغير كما لو أنه لم يعرف قبلة من قبل أبدا..
قوامها متناسق..منحنياتها منسجمة ومناسبة لطولها الذي كاد يماثله..تماما كما صرحت بغضب هادر خطف أنفاسه..
رباه إنها مدهشة..بمنتهى الروعة..فقط لو كان يعرف من تكون..كان سيلاحقها حتى يحصل عليها بالتأكيد..
لكن هو طبعا يستطيع..لديه بالفعل اسم صديقتها وذلك شيئ جيد ليبدأ به..
اتسعت ابتسامته شيئا فشيئا لينتقل بتفكيره للشيئ الأخر الذي فعله ذلك اليوم أيضا،
حسنا لقد استطاع شراء الذراع الأيمن(لغالب الكاسب)،سكرتيرته التي تبدو محترمة وصعبة المنال..لكن مع المبلغ المناسب..والإغراء المناسب أيضا..تحولت لمرتزقة لا يهمها شيئ..
أخبرته عن عقد قرانه،وكذا الإشاعة التي تدور بشأن شقيقته وأحد مدراءه والذي استدعاه بالفعل صبيحة ذلك اليوم ليسأله عن الموضوع بحذافيره..وبعد قيامه ببضع اتصالات علم بأنه كان ولوقت قريب خاطب،لكن يبدو بأن مشاكل شقيقه مع المرابين..جعلته يتخلى عن خطيبته،لديه شقيقتين،والدته امرأة كبيرة في السن،ووالده متوفي،وهو المسؤول عن عائلته الصغيرة،وذاك حتما ما جعله يعلق أماله على ابنة(الكاسب)،وهم كالأغبياء وثقوا به في حين أنه وبمجرد ربطه لخطوط حكايته عرف هدفه الأصلي من ذلك الإرتباط الوشيك..

حسنا هو لم يخطأ بل فقط يريد حماية عائلته،والأبله وحده هو من تأتيه فرصة لمصاهرة أحفاد (إبليس) ولا يغتنمها..
وعموما ذاك لا يهمه حقا،هو فقط سيكتفي بالمراقبة،ومع شيئ من الضغط منه،والذي رتب له لتوه سيضمن عدم تراجعه..إذ أنه شخص جيد في النهاية،شقيقه فقط من ورطه،وقد يفكر بالإنسحاب بعد كل شيئ.

شراء ديونه حتما لن يأتيه بفائدة كبيرة هو حتى لا يهتم إن استطاع إعادتها في النهاية أو لا،لكن لو حدث زواج بينه وبين ابنة (الكاسب) سيكون بغاية السعادة وهو يواجههم بديونه ويخبرهم بحقيقته.

تلك نذالة منه هو يعرف ذلك،لكن حربهم الباردة،تفرض عليه استغلال كل شيئ..وكل شخص ليفوز..وهو واثق بأنهم كانوا ليفعلوا نفس الشيئ.

توقفت سيارته أخيرا أمام مدخل القصر ليخرج سائقه حتما ليفتح له الباب،لكنه سرعان ما أوقفه قائلا :
"إذهب الأن،أنا لن أحتاجك،كما أنني سأبقى هنا لبعض الوقت."

هز رأسه له بإيماءة احترام صغيرة،ليغادر تاركا إياه بمفرده..
أخرج هاتفه النقال يتفحصه..ليتجعد جبينه بضيق لا يعرف ولا يفهم حتى مصدره..

ما من رسالة نصية..ولا اتصال..
لكن منذ متى تراسله..هي فقط تتصل هذا إذا اتصلت..جعلته مدمنا عليها ثم اختفت..
لكن اختفاءها ليس بدائم وحمدا لله على ذلك..هي تعود..دائما ما تفعل..ما إن يطلبها حتى يجدها ببراءتها..بعفويتها التي تقتله..بمرحها ومشاكستها بكل ما فيها..هي وهي بمفردها من تجعله يشعر بالهدوء وبالراحة..

(منة)مجرد اسم أنثوي..لا وجه خلفه..لا جسد..لا معلومات ولا حتى اسم عائلي..فقط ثلاثة حروف لاسم قد يكون حتى ليس باسمها الحقيقي..لكن لا..هو يصدقها والغريب أيضا يثق بكل كلمة تقولها..شيئ ما غير مفهوم يربطهما..تفاهم..توافق..إحساس غامض وغريب لا يدري..لو أنه يؤمن بتوارد الخواطر وبعالم ما فوق الطبيعة لوجد نفسه يفكر بأنها نصفه الأخر لكن وحمدا لله هو لا يصدق ذلك الهراء،يفضل أن يفكر في الأمر على أنه شيئ غريب..غامض..مميز على أن يجد له تفسيرا عقلانيا مقنعا..
فتح ذاكرة الأرقام ليبحث عن رقمها..

سيأخذ الترياق..وبعدها فاليدخل لمقارعة الأسد بالداخل،والذي سيكون غاضبا حتما بعد أن يعرف بأن (آل.كاسب) وصلوا للفريسة قبله.......................................... .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. ............

(يتبع)


أريج العمري غير متواجد حالياً  
قديم 01-09-17, 12:40 PM   #887

أريج العمري
 
الصورة الرمزية أريج العمري

? العضوٌ??? » 364246
?  التسِجيلٌ » Feb 2016
? مشَارَ?اتْي » 880
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Lebanon
?  نُقآطِيْ » أريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

ذلك المساء كان الجو مشحونا جدا..جدا في الشقة،
(جاسر)وما إن عاد من عمله حتى سارع للإختباء في غرفته،
(جنات) بدا من الواضح أنها كانت تبكي..أما والدتها فكانت صامتة على غير عادتها..هي بدورها كانت لاتزال تشعر بالإنزعاج من الموقف السخيف الذي حدث معها في النادي لكنه أيضا لم يكن بالشيئ الهام،مقارنة مع الوجوه المكفهرة..الكئيية التي استقبلتها في الشقة..
لم تكن تريد إزعاجهم بالتدخل لكن عندما رفض الجميع تناول طعام العشاء وجدت نفسها تتساءل بفضول وقلق..هل تراه (جمال) قام بمصيبة جديدة؟؟

"مالأمر ."

تجاهلتها (جنات) بينما هزت والدتها لها رأسها بطريقة لم تفهم معناها،ليأتيها صوت شقيقها الكبير والذي انضم لهن في الصالون في تلك اللحظة :

"من الجيد أنك سألتِ(منة)،أنا لدي ما أخبركم به."

تعلقت نظرات الجميع به،أو بالأحرى نظراتها هي ووالدتها في حين بدت (جنات) كأنها في واد أخر تماما ..
أظاف بعد برهة :
"لقد قررت الزواج."

هل تصالح و(غيث)،ذلك شيئ جيد،فلما إذا لايزال عابسا..منزعجا؟؟

هتفت والدتهم بحماس :
"خبر جيد بني،هل اعترفت لفتاتك أخيرا برغبتك في الزواج منها؟؟"

اعترف أي اعتراف،ألم تكن خطيبته بالفعل؟؟

أجاب والدته شارحا :
"لقد صارحت شقيقها،وعلى فكرة هي تكون شقيقة مديري الصغرى (روعة الكاسب)."

شهقت بصوت مرتفع مذهول وهي تنطق اسمها كأنها تبزقه :
(روعة الكاسب)؟؟!!

إنها تعرفها..هي معها في الجامعة..تراها تقريبا يوميا..وما تراه لايعجبها..ليس فيما يتعلق بشخصيتها ولا حتى طبيعتها،إذ سبق وتحدثت معها بالفعل،بحكم قرابتها (لجنان)،وهي لطيفة ورقيقة لكن أيضا هي من (ال.كاسب)مما يعني امنحها التحية..ابتسم في وجهها..صاحبها إن استطعت وكفى..فهل يدرك ما يقوله شقيقها،أو أنه يحلم أحلام يقظة مستحيلة؟؟؟

استقرت نظراته على وجهها المعبر ويبدو أنه فهم ما يعتريها إذ سرعان ما أظاف بثقة :
"هي موافقة..شقيقها أيضا موافق."

تساءلت أخيرا باستغراب :
"لكن يا (جاسر)،(جنان) تعرف بأنك كنت ولوقت قريب خاطبا وتحب خطيبتك حتى،ولبد وأن تتساءل أعني..(روعة) ابنة عمتها في النهاية،كما وأنها صغيرة..وعائلتها......."

قاطعها بجفاف :
"وماذا؟!!..يمكن للمرأ ببساطة أن يخطأ في مشاعره،هذا وارد جدا،كما أنني أخبرت شقيقها بالفعل بأنني فكرت مرة بالإرتباط لكنني لم أوفق."

لماذا لا تستطيع بلع كلامه ذاك،لما تشعر بأن في الأمر أكثر مما يقوله،التفتت باتجاه بئر أسراره،والتي كانت صامتة..عابسة بل وأثار الدموع التي سبق ولاحظتها واضحة جدا عليها..
تنقلت بنظراتها المستنكرة..الرافضة بينها ووالدتهم لتقول بحيرة وعدم اقتناع واضح :
"ولما كل هذا أنا لا أفهم..أمي..(جنات)،ألن تعلقا بشيئ؟؟"

تمتمت شقيقتها أخيرا بجمود :
"لا شأن لك (منة) إنها حياته،وهو أدرى بمن يريدها شريكته."

تمتمت بضيق :
"أجل طبعا لكن (روعة الكاسب)،ليست من مستوانا الإجتماعي،ثم هل تظنينها تقبل العيش معنا أعني..."

في تلك المرة والدتها هي من تدخلت بشيئ من القلق :
"هل هم أثرياء جدا لهذه الدرجة،إن كان عيشها معنا هنا سيزعجها،فنحن نستطيع أخذ شقة أصغر لنا و....."

رماها شقيقها بنظرة غاضبة ليقاطعها بثقة :
"هذا منزلنا جميعا..لا أحد سيغادر،أنا تحدثت مع شقيقها بالفعل،الشقة كبيرة وإن قبلوا بي سيقبلونني كما أنا..بظروفي."

زجرتها (جنات) غاضبة :
"الا تعرفين أبدا الإحتفاظ بأفكارك؟؟"

صاحت بدورها بحدة :
"لا..لا أعرف..ولن أقبل بهذا،(جاسر) شقيقي،وأنا مهتمة به،أنت لا تعرفين (ال.كاسب)،السيارة التي تصل بها ابنتهم للجامعة..الحرس الذين يلحقون بها كالكلاب،هذا بمفرده يساوي كل ما نملكه نحن،ثم ماذا عن(غيث)هل نسيها الجميع هكذا بكل بساطة،قلبتم الصفحة وانتهى،أو أنكم بدأتم تعيشون بمبدأ ذهبت واحدة إذا لتأتي الأخرى و......."

ابتلعت باقي جملتها عندما استدارت شقيقتها نحوها فجأة لتصفعها بقوة أخرصتها..
(جنات) لم تكن مجرد أخت لها بل لطالما اعتبرتها كأم ثانية..جميعهم يفعلون في الواقع..لكن أبدا..أبدا لم تضريها..حتى وهي تستحق الضرب أحيانا..
توبخها..تعنفها..تعاقبها بحرمانها من المصروف لكن الضرب..أبدا..
وها هي لم تؤلمها الضربة بقدر ما صدمتها..

ترقرت عيناها بالدموع لكنها لم تعتذر لها،فقط أشاحت بوجهها بعيدا لتأمرها بنبرة مرتجفة نوعا ما :
"لا تدخلي فيما لا يعنيك رجاءا،شقيقك اتخذ قراره،لذا إن لم تستطعي مساندته فعلى الأقل اصمتي."

وقفت لتغادر لكن شقيقها سرعان ما أوقفها ليقول بلطف :
"لا تغضبي حبيبتي،(جنات) لا تزال متوترة قليلا بشأن ما حدث منذ أيام مع (جمال)،أما بشأن ارتباطي فلا تقلقي كل شيئ سيكون على ما يرام..أعدك."

لم تكن لتنسحب بتلك السهولة وترضا بما لا تصدقه وهكذا وبدل أن تتابع تحركها باتجاه غرفتها وتصمت كما أمرتها جنات أكثر من مرة،صرحت بثقة :
"هناك شيئ ما تخفونه عني،أنت تحب(غيث) أكاد أقسم بذلك."

"انسيها (منة) هي لم تعد تعنينا،لا تذكريها بعد الأن كأنها لم تدخل حياتنا قط."

هتفت باستنكار :
"بهذه البساطة؟!!"

هتفت (جنات) بلوعة :
"(منة) أتوسل إليك،كفى..انسي الموضوع ارحمينا."

أنهت جملتها بحشرجة باكية جعلتها تتسمر في مكانها مصدومة،هي أبدا لم تراها ضعيفة بتلك الطريقة حتى بعد كل الذي مر بها..فهل يعقل بأن ما يخبآنه هي و(جاسر)أكبر وأعظم؟؟؟

تلعثمت أخيرا بتردد :
"أنا..أنا أسفة.."

ولم تنتظر الرد انسحبت لغرفتها وقلبها يتآكلها قلقا على شقيقها وأيضا خوفا من القادم..
الموضوع كما صرحت منذ ثوان..ليس أبدا بريئا ولا حتى عاديا..(جنات)تعرف لذا تبدو فاقدة للأعصاب..بل محطمة تماما هي الكلمة الصحيحة..لكن ما هو لا تدري،وهم لا يريدون إخبارها..
تبا أليست فردا من أفراد العائلة لما لا يشاركونها أسرارهم؟؟؟.

استلقت على فراشها تحدق في السقف من فوقها لترنو فجأة وبدون شعور للمكان الذي وضعت فيه هاتفها النقال،منذ أيام وهو صامت،صديقاتها يقمن بإرسال رسائل لها بين الحين والأخر،(جنان) تثرثر معها بالساعات أحيانا،لكن من تريده أن يتصل بها لم يفعل،ربما كان مشغولا بشيئ ما وربما..ربما وجد أخرى أنسته البلهاء التي تكونها..أخرى من أولئك الجميلات اللواتي قال بأنه يعشق ويلاحق..
وقفت بغضب وهي تشتم نفسها..

"أحسنت(منة)الأن بدأت تغارين على سرابٍ أنت اخترعته..بل هو مجرد حنين لشيئ يجعلك تهربين من مرارة الواقع يا بلهاء،لكن لما هو،لما ليس إحدى صديقاتك،لأنه الأفضل،لأنه هو دون غيره يجعلك تنسين كل شيئ وتنجرفين خلف الخيال..خلف السراب وهو كذلك..مجرد سراب لا يمكنها الإمساك به..أبدا لن تفعل......"

تأوهت بصوت مرتفع لتبدأ بالفعل في طلبه،لكن قبل أن تترك الأرقام تهمس همستها المعتادة..لتتراكض خلف بعضها البعض كأنها تناديه،ارتفع رنين هاتفها،لترى الأرقام نفسها تتراكض أمام نظراتها المستغربة..

هل هو توارد الخواطر كما يقال أو أنها الصدفة؟؟
لقد كان هو..لكن لما لا تريد الأن إجابته وقد تذكرها بالفعل،هي تعرف جيدا أنها لو تحدثت معه سيخفف حتما من شعورها بالبؤس لكن قد يكون أيضا فظا،أحيانا يكون كذلك،وبالتالي سيزيدها هما على همها وقد يغضبها حتى؟؟!!!

تنهدت بصوت مرتفع لا تدري ما تفعل،لكنها كانت ثوان مجرد ثوان قليلة فقط وانتصر شوقها له على كل هواجسها الأخرى..
وأجابته بنبرة منخفضة..أعلى بقليل من الهمس :
" مرحبا يا صديق،كيف حالك؟؟"

أتاها صوته بنعومة المخمل..رباه هل بدأت تدمنه،أو بدأت تجن بسببه ربما؟؟

"وهل تهتمين،مضت أيام لم تسألي فيها عني،ألم تشتاقي لي؟؟"

كأنه يتعمد استفزاز مشاعرها،ألم تشتاق له تبا،وهو ألم يشتاق لها،أو أنه لا يهتم؟
أجابته ببرود ولا مبالاة مصطنعة،اللعبة يلعبها اثنان عندها تكون أحلى..وألذ..

"لا علاقة للشوق بمكالمتنا الهاتفية (رواد)،وعموما أنا كنت مشغولة."

تساءل باهتمام :
"بشقيقك."

شقيقي وأمي وعائلتي وحتى دراستي كل شيئ في حياتي بدأ يصبح على المحك...لكنها لم تكن لتخبره بكل ذاك..
بل فقط اكتفت بإطلاعه على النصف..قليل من الحقيقة أفضل من لا شيء :
"بدروسي لدي امتحانات كما تعلم."

عاد يسألها فجأة مغيرا الموضوع بطريقة غريبة :
"هل أخبرك سرا؟؟."

وافقته بتردد :
"أخبرني."

أجابها بنبرة رقيقة :
"أنا حفظت نبرات صوتك،وضحكاتك أيضا."

تجعد جبينها بحيرة،مالذي يقصده بكلامه ذاك،وهل هذا هو السر؟
سمعته يضيف بنعومة كأنه كان بداخل رأسها :
"عندما تكذبين..تفرحين،حين تتحمسين..تغضبين..تتضايقين،و حتى حين تحزنين،لديك نبرة وضحكة مميزة لكل موقف،ونحن نعرف بعضنا منذ أشهر عديدة الأن،صرت أعرفك(منة)..أعرفك حتى قبل أن أراك."

مع كل كلمة كان ينطق بها كانت تنتظر المزيد بلهفة وترقب..
غريب جدا ذاك الرجل،غامض،قاسٍ،مخيف حتى،لكن مع كل ذلك وأحيانا كثيرة تشعر به قريب جدا منها..أقرب حتى من أنفاسها..من نبضات قلبها..يعرفها بل يحفظها عن ظهر غيب تماما كما اعترف لها لتوه..
تنهدت بصوت مرتفع لتصرح بشك :
"أحيانا أشعر بأنك تستطيع أن تجدني بسهولة لو أردت."

أكد لها بثقة :
"أستطيع وبمجرد أن أهمس برقم هاتفك واسمك في المكان الصحيح،لكن أتعرفين حينها سأفقد متعة الغموض التي تميز علاقتنا،سأخسر إحساسي بك."

سألته بفضول :
"وما هو هذا الإحساس؟".

أجابها بسرعة وبساطة..معه لا تخشى أي خداع..صراحته تنعشها :
"البراءة..النقاء..العفوية..أ� �تِ كل هذا بالنسبة لي(منة) وأريدك أن تبقي كذلك،لذا لا تكذبي علي مرة أخرى."

سخرت منه..لكنها كانت تبتسم بانشراح غريب..مجاملته أسعدتها حقا وأنستها وإن للاحظات كل مشاكلها الأخرى :
"ذئب يتعلق بحمل،أهذا ما تقصده؟؟؟."

"شيئ من ذلك القبيل."

عادت تسأله بفضول وفي تلك المرة حبست أنفاسها بانتظار رده :
"الا تفكر أو ترغب بين الحين والآخر بافتراسي؟؟"

تنهد..ليس بحسرة ولا بانزعاج فقط تنهد..أنفاسه الحارة داعبت أذنها لتشعر به قريبا..قريبا..
ليزيد من حرارة اللحظة حينما اعترف لها بصدق :
"كثيرا صدقيني،ربما لهذا لا أريد معرفتك ورؤيتك وجها لوجه."

همست بشفاه مرتجفة قليلا لكن عيناها كانتا تلمعان :
"قد أكون قبيحة جدا،وبالتالي لن تشعر بالإغراء."

ضحك تلك الضحكة الناعمة الخبيثة التي صارت تعرفها ليجيبها بغموض :
" مهما كنت قبيحة لديك شيئ مميز أنا صرت أعرفه بالفعل."

"وهو؟؟!!."

"روحك يا صغيرة..روحك تجعل الذئب بداخلي أعمى عن شكلك،وكل شيئ أخر فيك."

شهقت بصوت مرتفع وقد بدت نبرة صوته غريبة..كصياد حقيقي للأرواح وذاك ما اعترفت به وهي تحاول الإبتسام وإن بتكلف :
"(رواد) أحيانا تخيفني حقا،تجعلني أفكر بوضع حد لعلاقتنا الغريبة هذه."

وتغيرت النبرة..
كالمد والجزر هو..هادئ حينا وبارد أحيانا،وصلها صوته عبر الأسلاك صقيعيا كأنه سرق برودة الرياح :
"لن تجرئي ليس من حقك،أنت اخترت العبث معي،دخلت وكري برضاك،لكن خروجك منه وحدي أقرره."

تمتمت بثقة واهية :
"أنت واهم،أستطيع ببساطة تغيير رقمي والأختفاء."

هددها بخشونة :
"حاولي..جربي وحينها وعندما أجدك وسأفعل بالتأكيد،سأريك الجانب الأخر مني."

"أنت مجنون."

ضحك..ببساطة ضحك..ومجددا تغيرت النبرة،أصبحت تلك الناعمة..الحلوة التي يستطيع بها إغراء العصافير على الشجر :
"أتركينا من شيئ لن يحدث أبدا،نحن نتحدث،نفضفض،نستمتع رفقة بعضنا البعض،معا نكون شخصين مختلفين،دعينا هكذا للأن."

ذكرته باعتبار ما سيحدث مستقبلا :
"أنا شابة ناضجة،قد ارتبط فجأة وحينها سأضطر فعلا لتركك."

صحح لها بثقة من يعرف ما يقول :
"أنت صغيرة..في سنتك الجامعية الأولى،أنهي دراستك أولا،جدي وظيفة..اعملي لسنتين أو ثلاث ثم تحدثي بعدها عن الزواج."

أنكرت بشيئ من الحدة..
من يسمعها ويراها في تلك اللحظة سيعتقدها ملهوفة على الزواج،في حين أنها فقط تريد معرفة..أين يريد الوصول معها؟
يثير فضولها..يهمها..وينسيها بكلامه كل شيئ أخر..لما..لا تدري؟؟؟
"أنا امراة ولست رجلا،أستطيع فعل كل ذلك وأنا مخطوبة أو متزوجة حتى،أعني أنا لست محتاجة لتكوين نفسي كما تعلم."

هتف باسمها بشيئ من الحزم :
"(منة)؟؟"

تمتمت بشرود :
"ماذا؟؟"

تساءل بصوت ناعم..ناعم،لكن نبرته حملت تهديدا كان ليخيفها حتما لو كانت في كامل إدراكها :
"أتريدين الزواج،هل دخل أحدهم حياتك في الأيام الخمسة التي غبتها عني؟؟."

شعرت بالإغراء لتكذب عليه،لكن لو كان يحفظ نبرات صوتها كما يدعي حتما سيكتشف ذلك،وقد يسخر منها بقسوة أو حتى يغضب وهي لا تريد ذلك،ليس مع كل الضغوط التي تعيش بها حاليا..
اختفاء(جمال) منذ سرقته لمجوهرات (جنات)المتجهمة طوال الوقت،بل والغريبة جدا أيضا،ثم لقد ضربتها حقا،فهل للأمر أن يكون أغرب وأسوأ؟؟
عياء والدتهم التي أخبرهم الطبيب بأنها قد تحتاج لممرضة متمرسة للإهتمام بها إن استمر تعبها بتلك الطريقة،وأيضا لرفضها البقاء في المستشفى،
امتحاناتها هي التي تحتاج منها جهدا ورغبة أكبر لا تملكهما،ثم(جاسر)..
حسنا(جاسر)لوحده معظلة لا حل لها،منذ أيام وهو يبدو كمن يحمل هموم الكون بأسره على كتفيه دون أن يشتكي أو يفضفض لأحد..ليأتي في أخر المطاف ويعترف برغبته في الإرتباط بأخر امرأة قد تناسبه على وجه الأرض (روعة الكاسب)؟؟

كل ذلك يجعلها ضعيفة وبحاجة لوجوده هو على الأقل بحياتها،لذا لا لن تكذب عليه..ليس تلك المرة على الأقل..
ابتسمت بحزن لتجيبه أخيرا :
"لا (رواد) لم يتسلل أحدهم بعد لقلبي،ولا أنوي أن أدع أحدهم يفعل."

ضحك بصوت رجولي مرتفع ليعلق باستخفاف :
"أيتها الجبارة،لكن بنظرك ذلك الأحد هل سيستأذنك؟؟"

هزت كتفيها بعدم اكتراث كأنه يراها لتجيبه باقتضاب :
"قد لا يفعل..لكنني سأشعر بالعلامات."

"أخبريني عنها."

هل يود التسلية على حسابها،أو أنه فقط يرغب بالثرثرة؟؟
تنهدت بصوت مرتفع لتجيبه بحزم وثقة :
"حسنا هي معروفة مثل شوقي له مثلا..رغبتي في عدم مفارقته..حماسي ولهفتي للحديث معه وعنه طوال الوقت،إعجابي به وبكل ما يفعله..ارتفاع دقات قلبي عندما أراه و......"

سكتت فجأة وهي تشعر بأن نصف ما ذكرته تحسه معه هو،ما عاد طبعا جانب الرؤية كونها لم تلتقيه قط،تجهمت تعابير وجهها بقوة في حين حثها هو على المتابعة قائلا بخشونة :
"وماذا أيضا؟؟"

تمتمت بنفاذ صبر وهي تفكر في إمكانية أن تكون مشاعرها بداية حب :
"أشياء أخرى (رواد)،لبد وأنك تعرفها."

سارع للنفى بشيئ من الحدة :
"لا..لا أعرفها ويخيل إلي،أنك لو أخبرتني يوما بأنك تشعرين هكذا صوب أحدهم،سأقتلك."

اتسعت عيناها على أخرهما وقد فاجأها حقا لتسأله بذهول :
"وهل تغار؟؟"

صرح بنبرة غريبة..تسمعها منه لأول مرة :
"أجل أنت حاليا..ملكي."

ابتسمت رغما عنها..لو فقط تستطيع أن تصدقه،بل لو أن الواقع بتلك السهولة لكانت الحياة أفضل حتما..

"أنا مجرد صوت(رواد)..خيال لذا لا تبالغ،عموما دعنا من هذا وأخبرني كيف كان يومك؟؟"

لم يجبها بسرعة فقط أنفاسه المتسارعة أخبرته بأنه غاضب..رافض..أو حتى يخالفها الرأي لكن في النهاية سمعته يقول بهدوء :
"حافلا أعتقد بأنني التقيت لعبة جديدة رائعة الجمال عيونها نارية وثغرها صغير كأنه لم يعرف قبلة قط."

وبخته بحدة وقد أثار حنقها :
"أنت يحق لك الحديث عن من تريدها من النساء،لكن أنا لا..أليس كذلك؟؟"

علق بنعومة وبساطة :
"أنت بريئة..مميزة..تميمة الحظ بالنسبة لي،لذا أريدك أن تبقي هكذا..فهل أنا مخطئ؟؟"

تمتمت بلؤم رافضة أن يخدعها بكلامه :
"وأنت طبعا ذئب."

"وسأظل."

هدرت بحنق :
"آه لما لا تذهب للجحيم (رواد)،أكرهك حقا عندما تتحدث هكذا."

صرح باستخفاف :
"لقد خرجت لتوي منه عزيزتي."

"أين كنت؟؟"

"صدقيني لن تحبي معرفة ذلك."

أصرت بعناد :
"أخبرني وأنا من سأقرر."

أجابها بهدوء لم يعجبها :
"في نادٍ ليلي يحوي كل أنواع الفساد التي يمكنك تخيلها."

شهقت باستنكار :
"وهل أنت ثمل؟؟"

ضحك بنعومة ليسألها بعدم اهتمام :
"وما رأيك؟؟"

اقترحت أخيرا وهي تتنهد بحرارة :
"أظنني سأذهب لأنام هذا أفضل لي."

علق يشاكسها :
"جبانة."

وافقته بكبرياء :
"ليكن..أفضل من سكيرة."

سمعته يشتم بوقاحة..ليصرح بنبرة جدية :
"أنا لا أشرب الخمر (منة)."

اتهمته بقوة وهي تقريبا تلهث..لا تريده أن يكون من ذلك النوع من الرجال،هو مميز بالنسبة لها مميز أكثر حتى مما تريده أن يكون :
"ولماذا ذهبت لمكان قذر كذاك إذا؟؟".

اعترف لها وإن على مضض :
"كان لدي عمل هناك حلوتي."

"(رود)ما هي طبيعة عملك،أخبرتني يوما بأنك تملك شركة فما علاقتها بناد ليلي قذر؟؟"

صرح ببساطة مغيظة :
"ولم تصدقيني لكن لبأس،انسي الموضوع حلوتي وتمني لي فقط الحظ الجيد؟؟"

سألته بقلق ودقات قلبها ترتفع بطريقة لا تعجبها :
"لماذا؟؟"

صرح ببراءة :
"أنا خارج المنزل،وعلي الدخول لرؤية جدي،هو سيكون غاضبا،لذا هل ستتمنين لي الحظ الجيد تميمتي؟؟."

ضحكت بتكلف،لتجيبه موبخة :
"كم أنت سخيف..للحظة أقلقتني."

اختفى مرحه وادعائه فجأة،حتى نبرة صوته بدت مختلفة وهو يطالبها بتوق غريب..غريب :
"لا تقلقي من أجلي (منة) فقط لا تتركيني..ولا تغيبي."

"تميمة حظ!!،أظنني أحب هذا........"
ابتسمت بعفوية لتردف بجدية :
"كن عاقلا (رواد) وسأدعو لك بالحظ الجيد دائما."

"سأحاول لكنني لن أعدك......."
أطلق ضحكة رجولية شعرت بها تدغدغ أذنها،لتسمع شيئا كانغلاق الباب لبد وأنه دخل لمنزله،
سمعته يضيف بنبرة ناعمة..مهتمة :
"سأتركك الأن،هل تعتنين بنفسك من أجلي،لا ترهقي نفسك كثيرا بالمذاكرة..حسنا؟؟"

أجابته بالمثل :
"أنت أيضا،ولا تعد لأندية ليلية فاسدة،هل تعدني؟؟."

"عادل بما فيه الكفاية تميمتي،سأحاول لكنني لن أعدك."

تنهدت رغما عنها لتهمس له برجاء :
"كما تشاء (رواد) لكن اعتني بنفسك،لا تجعلني أقلق رجاءا."

رضخ لها أخيرا باستسلام منعش :
"حسنا(منة)أعدك..أعدك يا قطعة السكر بحياتي..يا تميمة حظي..أعدك."

وانقطع الإتصال..لم ينتظر ردها عليه حتى..لكنها لم تنزعج منه بل ولغرابة الأمر كانت سعيدة..نسيت مشاكلها..قلقها..توترها..نسيت كل شيئ..فقط كلماته ظلت تحيط بها كغمامة وردية..مليئة بالأمل والتفاءل..

لكن..لو فقط تعرف ما ينتظرها معه..ما يخبئه لها غصبا عنه وعنها..كانت ندمت ألف مرة على بدأها اللعب معه منذ البداية..
ندمت على اختيار رقمه وإن صدفة..
وندمت على جعله يدخل حياتها بل والتربع على عرش قلبها..


(((لهون وانتهى الفصل..
بانتظار تعليقاتك ورأيكن..
ولو في حضور حلو وتفاعل بتشجع أكثر..وكمل الفصل جاي بسرعة ونزله قبل ميعاده كمان ..شو رأيكن بالرشوة هههههههههههههه )))


أريج العمري غير متواجد حالياً  
قديم 01-09-17, 05:22 PM   #888

marmora_95

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية marmora_95

? العضوٌ??? » 13347
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 3,899
?  نُقآطِيْ » marmora_95 has a reputation beyond reputemarmora_95 has a reputation beyond reputemarmora_95 has a reputation beyond reputemarmora_95 has a reputation beyond reputemarmora_95 has a reputation beyond reputemarmora_95 has a reputation beyond reputemarmora_95 has a reputation beyond reputemarmora_95 has a reputation beyond reputemarmora_95 has a reputation beyond reputemarmora_95 has a reputation beyond reputemarmora_95 has a reputation beyond repute
افتراضي

عزيزتى الكاتبةروايتاك فىها مواعظ كثيرةاتمنى ان الانسان يتعظ منها اما بالنسبةلهداية وطارقفقد انظالمو من امة وحماتها ولكن طرقهم قد التقت اتمنى انهم يعودوا لبعض ويعوضوا الى فاتهم اما بالنسبةلجاسرفهو شخص وصولى وانتهازى اشكالة فى المجتمع كثيروخسارة فىة غيثاما بالنسبة لغيث فانسي شخص لها فهو حازمفالرغم من انة مغزالجى لكنة دمة خفيف ولمايحب يحب بصدق اما كاسر فى نظرى لا يصلح لغيث لانة شخص متغطرس ومتعالىولاتحبة غيث اتمنى لكى التوفيقومتبعاكىلكى اعرفالنهايةبس هازعل اوى لوكاسر اتجوز غىثارجو الرد على تعليقى

marmora_95 غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 01-09-17, 05:39 PM   #889

ندى المطر

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377861
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,332
?  نُقآطِيْ » ندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond repute
افتراضي

احداث مشوقة جدا جدا
اترقب معرفة هداية بان زوجها السابق عنده طفلة
غالب وروان ومعرفتها بانه من احضرها لأهل ابوها
رواد ومنة وما سيحدث لعلاقتهما سويا

بانتظارك عزيزتي


ندى المطر غير متواجد حالياً  
قديم 01-09-17, 06:42 PM   #890

totoranosh

شاعرة متألقة المنتدى الأدبي

 
الصورة الرمزية totoranosh

? العضوٌ??? » 342649
?  التسِجيلٌ » Apr 2015
? مشَارَ?اتْي » 897
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » totoranosh has a reputation beyond reputetotoranosh has a reputation beyond reputetotoranosh has a reputation beyond reputetotoranosh has a reputation beyond reputetotoranosh has a reputation beyond reputetotoranosh has a reputation beyond reputetotoranosh has a reputation beyond reputetotoranosh has a reputation beyond reputetotoranosh has a reputation beyond reputetotoranosh has a reputation beyond reputetotoranosh has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc4
افتراضي

واااااااااااااااااااااااا او فصل مليئ بالمشاعر بخصوص هدايه وطارق. وجاسر وغيث صعب انك ترى من تحب يولي لك ظهره ولا كنه يعرفه صعبه جدا

رواد سقط .ما حدا سمى عليه ههههه منه هيه قدروا وين ماراح اكيد

سلمت اناملك البيضاءاكثر من رائع

مع حبي toto


totoranosh غير متواجد حالياً  
التوقيع
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:13 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.