آخر 10 مشاركات
خـوآتـم (1) *مميزة ومكتملة* .. سلــسلة شقآئق النعمان (الكاتـب : فُتُوْن - )           »          مالي وطن في نجد ألا وطنها، الكاتبه / اديم الراشد "مميزة " (مكتملة) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          الانتقام المُرّ (105)-قلوب غربية -للرائعة:رووز [حصرياً]مميزة* كاملة& الروابط* (الكاتـب : رووز - )           »          غريب الروح * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Heba aly g - )           »          شيءٌ من الرحيل و بعضٌ من الحنين (الكاتـب : ظِل السحاب - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          [تحميل] عيونك شوكة في القلب توجعني وأعبرها ، لـ أديم الراشد (الكاتـب : Topaz. - )           »          قــصـــة قــــســـم وهـــــرة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : عيون الرشا - )           »          كبير العائلة-شرقية-للكاتبة المبدعة:منى لطفي(احكي ياشهرزاد)[زائرة]كاملة&روابط* (الكاتـب : منى لطفي - )           »          عندما تنحني الجبال " متميزة " مكتملة ... (الكاتـب : blue me - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-09-17, 07:32 PM   #971

أريج العمري
 
الصورة الرمزية أريج العمري

? العضوٌ??? » 364246
?  التسِجيلٌ » Feb 2016
? مشَارَ?اتْي » 880
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Lebanon
?  نُقآطِيْ » أريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رانيا فتحى مشاهدة المشاركة
فصل جميل اووى بكل المقياس اية الرومانسية دى يا عم غالب لا لا مقدرش على كده
احلى رشوووة منتظركى
الفصل الليلة بيكمل عم الرومانسي خليكي حاضرة 😉😉😉😉

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة amlwarda مشاهدة المشاركة
تسجيل حضور مبكر بانتظارك عزيزتي اريج
كلنا شوق كبييييييير شو حيصير اليوم

حبيبتي يا مئة هلا فيكي منورة 😘😘😘😘


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة الغردينيا مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تسجيل حضور
بإنتظار الفصل 😍😍
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته..
منورة حبيبتي 😘😘😘😘




أريج العمري غير متواجد حالياً  
قديم 09-09-17, 07:34 PM   #972

أريج العمري
 
الصورة الرمزية أريج العمري

? العضوٌ??? » 364246
?  التسِجيلٌ » Feb 2016
? مشَارَ?اتْي » 880
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Lebanon
?  نُقآطِيْ » أريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 17 ( الأعضاء 10 والزوار 7)
‏أريج العمري, ‏روحي حرة, ‏sosomaya, ‏GAZALH, ‏lovemanga, ‏Amlwarda, ‏المنتقبه الحسناء, ‏bas bas, ‏rasha shourub, ‏Lujain30

منورين حبيباتي 😚😚😚😚


أريج العمري غير متواجد حالياً  
قديم 09-09-17, 07:59 PM   #973

اهات منسية

? العضوٌ??? » 377814
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 432
?  نُقآطِيْ » اهات منسية is on a distinguished road
افتراضي

رواية رائعة بانتظار القادم باذن الله

اهات منسية غير متواجد حالياً  
قديم 09-09-17, 08:00 PM   #974

أريج العمري
 
الصورة الرمزية أريج العمري

? العضوٌ??? » 364246
?  التسِجيلٌ » Feb 2016
? مشَارَ?اتْي » 880
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Lebanon
?  نُقآطِيْ » أريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الحادي عشر :

بعد رحيل (غالب) تفاجأت بأن الأمسية ما عادت كما كانت..شعور بالفقد والبرد اعتراها.

نظرات المحيطات بها من النساء أصبحت واضحة لها أكثر..مخيفة وغير مقبولة حتى..
حقد زوجة عمها وغضبها ناهيك عن كراهيتها الدائمة بدأت تزعجها وتضايقها..وفي الواقع لم تكن لتلام على ذلك بعد كل ذلك الدفئ والإهتمام والمشاعر القوية..الجامحة التي كان يحيطها بها..
لقد جعلها ولأول مرة تشعر بأنها قيمة..ثمينة..تستحق الإهتمام،فكيف لا تفتقد كل ذلك؟
هي إنسانة في النهاية ومهما ادعت الامبالاة والجمود وحتى القسوة الا أنها تظل ضعيفة..وتحمل قلبا بين ضلوعها..قلبا يتوقى لكل ما هو جميل وسامي..

حدقت في خاتمها بإعجاب لتتذكر كلامه..
إن كان هناك شيئ هي متأكدة منه فهو إجادته لفن الكلام.
يغازل ببراعة..
يراوغ بإتقان..
يمازح..
يشاكس..
وذو طبيعة مرحة أيضا،وذلك لا يظهر سوى أمام شقيقته..التي لم تكن غبية لتدرك علاقتهما الوطيدة..المتينة..شيئ أخر تفتقده هي لكنها لم تكن بعمياء كي لا تلاحظه.

طعام العشاء الذي رحل ليتناوله..قدمته الخادمات أيضا في مجلس النساء لكنها لم تكن جائعة حقا.
جلست رفقة (روعة) و (جوري)اللتان لم تتوقفا عن التعليق عن تصرفاته..نظراته وهيامه و..و..و..
كانتا تحرجانها مع ذلك لم تهتم،فقط بادلتهما الإبتسام وبين الحين والأخر كانت تعلق ببضع كلمات وإن فقط لتدعي عدم لامبالاتهامع أنها كانت تبالي..تفكر..تتساءل و.....تفتقد!!!

وعلى ذلك الحال انتهت الأمسية،رحل الضيوف وعادت لغرفتها..لكنها لم تخرج للشرفة ولم تودعه،بل سجنت نفسها في غرفتها..مسحت زينتها..غيرت ملابسها واستلقت على سريرها تفكر في الغد..في القادم..والمستقبل ككل.

لكن عندما بدأ الكرى يداعب جفونها أخيرا،سمعت رنينا غريبا يأتيها من درج إحدى المنضدتين بالقرب من فراشها.

فتحتها لتتفاجأ بكونه الهاتف الذهبي،ولقد كان (غالب) يتصل بها..أول اتصال بينهما.

ابتلعت ريقها بصعوبة..لتضغط على زر الإجاب لتسمعه يهمس باسمها :
"(روان)؟"

استوت جالسة وهي تقول بقلق :
"ماذا..مالأمر؟؟"

فاجأها بقول أخر شيئ كانت تتوقعه :
"بماذا تشعرين؟؟"

أجابته عابسة :
"بماذا سأشعر..بالنعاس طبعا،الوقت متأخر واليوم كان طويلا جدا."

تنهد بصوت مرتفع حار،ليعود لطرح مزيد من الأسئلة الغبية..مابه هل فقد عقله؟؟

"ألن تسأليني،أنا بماذا أشعر؟؟"

هل يمزح أو ماذا؟؟
"ولماذا سأسألك،لست مجنونة مثلك؟؟"

توسلها بنعومة :
"جاريني قليلا أرجوك".

فعلت ما طلبه بشيئ من التأفف :
"حسنا أخبرني؟"

أتاها صوته خشنا..غريبا وعاطفيا جدا :
"كأنني مت وأصبحت في الجنة."

ارتفع أحد حاجبيها باستفهام لتسأله بفضول :
"حقا ولماذا كل هذا؟؟"

سألها بدوره بنعومة :
"الا تعرفين؟؟"

هزت رأسها نافية كأنه يراها لتقول ببساطة :
"ليس حقا."

سمعته يتنفس الصعداء بارتياح ليصرح بتأثر عميق :
"لا أصدق بأنك أصبحت زوجتي..نصفي الأخر..بأنني جلست بجانبك..لمستك..قبلتك..وتنشقت هسيس أنفاسك العذبة..بأنني......."

تنحنت تسلك حنجرتها التي أصبحت جافة من عباراته الغزلية القوية لتقاطعه بإحراج وتلعثم :
"أرجوك هذا..أنا..أنت تحرجني."

داعبها بنعومة زادت من شعورها بالحرج :
"تحرجين..تتوردين كالورد من كلامي،محبوبتي الصغيرة..البريئة."

همست اسمه باضطراب :
"(غالب) أرجوك."

سمعته يأخذ عدة أنفاس وصلتها دافئة وحارة ليرد عليها هامسا اسمها بدوره..لكنه بدا كمن يناديها :
"(روان)؟؟"

"نعم."

اعترف لها بنبرة متأثرة :
"مجرد نطق اسمك بصوت عالٍ،وأن تجيبيني عليه بصوت عال أيضا،يجعلني أشعر بأنني أسعد رجل في الدنيا."

تمتمت بحيرة وهي تستند لجدار سريرها :
"ألست تبالغ،لعهد غريب كنا مجرد غريبين والأن كل هذه المشاعر........."

تركت جملتها معلقة،لأنها بالفعل لم تكن تملك لها نهاية،
في حياتها لم تختبر سوى مشاعر البغض..الحقد..التجاهل والحرمان،والأن مشاعره هو الكثيرة جدا والمختلفة أيضا.
هي لا تعرف كيف تتعامل معها..تريدها بفضول أنثى ربما،لكن كإنسانة عاقلة..واقعية..متزنة تحسها سريعة غير حقيقية..مزيفة..بل حتى غير مفهومة..فمالذي ستفعله،هل تدعه حرا يقول ويفعل ما يريد حتى يستيقظ على مرارة الواقع يوما،أم تجاريه على مهل..تحاول فهمه..استيعابه وربما الوصول معه لبر الأمان؟؟؟

أمان!!!
ارتفع أحد حاجبيها بتساءل حاد..
أي أمان تفكر فيه وعلاقتهما لاتزال محفوفة بالأخطار..من جهة حياته المهددة من عائلة والدتها،ومن جهة أخرى ابنة عمها المجنونة التي لن تتوانى عن تنفيذ تهديدها؟؟؟

تنهدت بصوت مرتفع لاشعوري،لتعود للحاضر على صوته يقول متساءلا :
"(روان)هل تسمعينني؟؟"

تلعثمت وقد جعلها تفكيرها في عقد حياتها،لا تصغي لشيئ من كلامه الأخير :
"أنا أجل..لا أعني..فقط كنت.."

قاطعها بصوت حنون متفهم :
"لبأس صغيرتي،أنا أفهم بأن كل هذا يجعلك مرتبكة ومتوترة،وأنا لست بانتظار شيئ معين منك الأن،سنأخذ الأمور بروية وشيئا فشيئا سنتعلم التواصل."

تجعد جبينها بعبوس طفيف لتسأله باهتمام وحيرة :
"لماذا تفعل كل هذا (غالب)،لماذا لست مثلهم؟؟"

"مثلهم..من تقصدين؟؟!!"

ردت عليه بمرارة :
"جداي..أعمامي زوجاتهم..عشيرة(آل.كاسب) ككل،لما لا ترى جانبي الأخر كما يفعلون هم،أو أنك لا تريد أن تراه؟؟"

رقت نبرة صوته كثيرا..كأنه يحتوي وجعها الصامت وإن بصوته..مع ذلك لم تكن غافلة عن جديته وصدقه :
"أراه يا (روان) لكنه يظل أنتِ،جزء لا يتجزأ منك،وأنا أردتك واخترتك كلك،أنت ما أنت عليه،لا أحد يختار عائلته..أهله ووالديه."

دافعت عن والديها بحرارة :
"هما أيضا ليسا مذنبين."

أكد لها باقتناع :
"بالفعل هما ليسا مذنبين..الظروف فقط عاكستهما."

تمتمت تصحح له بتصميم :
"من حولهم فعل،وليست الظروف."

أجابها بهدوء مريح..كأنه يحدث طفلة يخشى عليها من جنون الكبار وقسوة الحياة :
"نحن من نخلق الظروف (روان)،الأفراد..العائلة..الع شيرة والمجتمع،هناك أشياء لا يمكن للمرأ أن يتخطاها حتى ولو أراد..كالعائلة وواجب المرأ نحوها،صدقيني أحيانا كثيرة نفعل أشياء لا نقتنع بها حقا لكن واجبنا نحو الأشخاص الذين نحبهم..نحو العائلة يجبرنا على ذلك."

احتفظت بصمتها لثوان تفكر في كلامه لتعود لسؤاله..سؤال لطالما احتارت في إجابته هي شخصيا :
"هل تلوم والدي يا (غالب)،هل تعتقده أنانيا،أخطأ في ملاحقة سعادته لامباليا بمن حوله،وهل تظن أمي سارقة رجال؟؟"

تحدث بنبرة أحستها حذرة..وغامضة نوعا ما :
"لا أستطيع أن ألومه لأنني لست في مكانه،ووالدتك لم تكن لتتزوجه لو لم يرد هو ذلك."

إجابته ذكية..منطقية لكن ليست مقنعة البتة :
"ليس هذا برد على سؤالي يا (غالب)."

تمتم متساءلا بنعومة :
"الا يكفيك هذا الرد؟؟."

ردت عليه باختصار وهي تهز رأسها بعنف :
"لا".

اقترح عليها برفق :
"غدا أخبرك إذا."

ولما غدا..لما ليس الأن؟؟
أرادت إجباره على الرد في التو واللحظة،لكنها لم تكن من ذلك النوع المُلح..كما لم ترد أن تبدو متلهفة في نظره،لذا أجابته موافقة :
"كما تشاء."

طالبها بنبرة دافئة..حنون :
"لا تنزعجي مني (روان)،لكنني أريدك أن تحدقي بعيناي عندما أخبرك."

ولماذا؟؟؟
مجددا نجح في جعلها تعبس وتحتار لكنها مع ذلك قاومت مشاعرها تلك لتودعه بحزم :
"حسنا إذا إلى الغد..الأن اعذرني..أنا حقا متعبة وأريد أن أنام."

تمتم بحرارة :
"رغم أنني لا أريد لصوتك أن يغيب عني للحظة واحدة الا أنني موافق..إلى الغد محبوبتي..إلى الغد."

تخرج كلمات التحبب بعفوية غريبة من شفاهه كأنه عاش طوال حياته يطلقها عليها..هي لا تنزعج منها..تحرجها بلى لكن الإنزعاج لا..وأيضا ولتكون صادقة مع نفسها،تجدها مبالغة لاداعي منها..

غمغمت بوداع مختصر..لتعيد الهاتف داخل المنضدة..
لكنها لم تستلقي لتنام كما أخبرته بأنها ستفعل..بل وقفت تلبس روبا منزليا دافئا لتخرج لشرفتها..
لقد طار النوم..وعادت الأفكار قوية..متشابكة وأغلبها أسئلة بدون أجوبة..

أحيانا..
وكامرأة تشعر بالإدانة صوب تصرف والديها.
هو تخلى بالفعل عن زوجة وابنتين كان بالنسبة لهن كل شيئ،
وهي أخذته دون أن تمنح أدنى اعتبار لمشاعرهن،وتلك تصرفات أنانية بحتة.

لكن كإنسانة تفهمهما وتجد المبرر لهما أيضا..حبهما كان جارفا..قويا..وأعمى..لم يستطع أحدهما التنصل منه..هربا به بعيدا ليعيشا له ولهما،تاركين حربا مستعرة تقام من أجلهما.
حسنا الحرب بالفعل كانت قديمة لكن اشتدت وزادت بسبب تصرفاتهما الغير مسؤولة.

عندما كانت صغيرة اعتقدت بأن لا عائلة لها غيرهما وصور لأشخاص تزين جدران منزلهم لكنها أبدا لم ترى أصحابها،مع ذلك عاشت سعيدة بل وكانت مؤمنة بأنها جد محظوظة أيضا،لكن بعد فاجعة غرق والدها..الحزن العميق الذي أدى لانهيار والدتها ثم دخول(آل.كاسب)فجأة لحياتهما مطالبين بها..جعلها شيئا فشيئا تتعرف على الجانب الأخر لقصتهما التي بنيت ودمرت قلوبا كثيرة.
في البداية رفضت تصديق أي شيئ يزعزع الصورة التي رسمتها لهما بقلبها وعقلها،حاربت الجميع حتى نفسها،لكن الطفلة العنيدة..المتمردة..المجروحة التي كانتها..بدأت تكبر وتفهم،لتصبح ممزقة بين وفاءها لأحب شخصين لقلبها وبين إحساسها الأخر بأنهما ربما أخطآ في تجاهل واجبهما العائلي.

ضحايا الحب الذي جمعهما كانوا كثر وهي أهمهم.

ولم يختلف الوضع كثيرا بمرور الوقت،لحد تلك اللحظة لاتزال تتساءل أيهما التصرف الأصح؟؟
هروبهما بأنانية أو استسلامهما وخضوعهما ربما لترتيبات القدر؟؟
ولحد تلك اللحظة أيضا ستدافع عنهما..ستحبهما وستظل تجد لهما الأعذار.

أمسكت بالقلادة في عنقها تضغط عليها بشدة.
يوما ما ربما ستعثر على جواب يريحها،لكن أيضا لن تقدم على منح قلبها لأحد بتلك الطريقة العمياء..الخرقاء..لقد أقسمت على ذلك في المرة الأولى التي حبستها فيها زوجة والدها في غرفة المؤونة لتضربها بقوة وعنف..
أبدا لن تبني سعادتها على دمار غيرها..
أبدا لن تحب شخصا للدرجة التي تصبح فيها عبدة لمشاعرها..عمياء البصر والبصيرة..
وأبدا..أبدا لن تكون المرأة الثانية بحياة أي رجل.

كلمات شجاعة ووعود محترمة..مشرفة..لكن الا تفعل العكس تماما بزواجها من(غالب)،قد لا تكون بحياته امرأة أخرى غيرها،لكن ابنة عمها تحبه بجنون مخيف،وأيضا عائلة والدتها؟؟!!
الا يعتبر زواجها من (آل.كاسب)ضربة أخرى بحقهم..خسارة للمرة الثانية؟؟

لا يهم أبدا كيف يبدو البناء متينا وقويا من الخارج،بقدر ما يهم من الداخل..وعلاقتها و(غالب) أشبه بالبناء المهدد بالإنهيار في أية لحظة.

هي لم تختره..لا تحبه لكن قد تتطور المشاعر بينهما سريعا،خاصة وأن قلبها الخام كقلب أي انثى غيرها،أكثر من راغب بالتجربة،والأسوأ مهارته هو في التقرب منها..
إذا المبنى هنا كامل ويبدو ميثالي.
لكن ماذا عن الداخل..بوجود (أسرار)وعائلة والدتها..تظل العلاقة بينهما مهددة مما يعني بأن بناءها أيل للسقوط،وذاك ما لن تتقبله أبدا.

فمالذي ستفعله؟؟؟؟
تحافظ على قلبها بيديها وأسنانها كما نوت أن تفعل منذ البداية؟؟
تسير مع التيار أينما يلوحها ترضا وتقبل؟
تحاول تصحيح الماضي بإيجاد حل ما يوقف العداء بين العائلتين؟؟
تخبر(غالب) عن مشاعر (أسرار) ليوقفها هو عند حدها وبالتالي تتخلى عن جنونها؟؟
أو تعيش يومها بدون التفكير في الغد..فقط تعيش..وما يأتي به مهما كان..ستتقبله باقتناع ؟؟

زفرت بضيق لتدلك جبينها بتعب..
هي تعيش في دوامة لا قرار لها..تريد أن ترتاح..أن تصل لبر الأمان..أن تكون سعيدة..راضية..هانئة..فهل تطلب الكثير؟؟

عادت أدراجها للداخل لتستلقي على فراشها..تندس فيه بقوة.
من قال بأن الحياة سهلة..إنها معقدة..معقدة جدا،وتحرق كنيران الجحيم..

لم تدري متى استرجع الله أمانته..لتحلق روحها بعيدا..لأرض أخرى وعالم أخر..لكن حتى هناك لم ترحمها الظلال..ظلت مقيدة بقيد لا فكاك منه..تتصارع مع الأفكار و الوجوه..
والديها..أفراد أسرتها..وجوه لم تراها قط..فقط عرفتها كصور معلقة على جدران منزلها القديم..الكل كان يجذبها لجهة معينة..بقوة قاربت الوحشية..لامبالين بدموعها التي كانت كثيرة جدا،ولا حتى بتوسلاتها إياهم بأن يتركوها..أن يدعوها وشأنها..أن يتوقفوا..لكن ولا واحد منهم استجاب لها..ظلوا يسحبونها..يؤذونها وهي تصرخ..تبكي..تتألم و........
اختفوا فجأة..بلمح البصر..لا..لا..أحدهم..وجه أخر لم تتبين ملامحه أخذها منهم جميعا ليضمها لجسد رجولي..حرارته أدفأت البرد الذي كانت تشعر به..يده راحت تربت بنعومة على شعرها كأنه يهدأها..يمنحها الإطمئنان الذي كانت تنشده..كان يهمس لها بشيئ ما لم تستطع تبينه..لكن مع ذلك توقفت عن البكاء والشعور بالخوف.

حاولت الإبتعاد عنه لترى وجهه لكنه لم يسمح لها..بل زاد من ضمها لصدره..وعاد صوته مجددا لكن في تلك المرة بدا مؤلوفا وواضحا :

"أنا سأحميك..ثقي بي واصنعي لي مكانا في قلبك..دعيني أدخل قلبك..دعيني أحبك..دعيني أحميك..ثقي بي..سأحميك..سأحميك......."

وبدأ الصوت بالتواري شيئا فشيئا ليختفي تماما..مما جعلها تنتفض بقوة وهي تصرخ بلهفة :
"لا..لا..انتظر..استدر..أرجوك..� �رجوك."

"وأخيرا استيقظت..صباح الخير."

رمشت بقوة لتحدق حولها..بتشتت واستغراب..هل..هل كانت تحلم فقط؟؟

الوقت كان بالفعل صباحا..وابنة عمها تقف قبالتها تحدق فيها بفضول..
همست متسائلة وهي لا تزال بين النوم واليقظة :
"ماذا حدث..لما أنت هنا؟؟"

"الساعة العاشرة صباحا،وحبيب القلب بانتظارك تحت،يقول بأنه سيأخذك لرؤية جدته التي لم تستطع حضور عقد القران بالأمس،لكن بيني وبينك لا أصدقه المطر يتساقط في الخارج بقوة،ولا يناسب أبدا الذهاب في زيارة اجتماعية."

تمتمت وهي تتمطى بكسل :
"بالأمس أخبرني بذلك."

سخرت منها وهي تستدير لتفتح خزانة ملابسها على مصرعيها :
"حقا ما شاء الله عليك،لقد اهتممت بالموضوع جيدا،أراهنك بأنك لم تضعي المنبه حتى لتستيقظي في وقت مبكر؟؟!!."

رمت الأغطية عنها لتدافع عن نفسها بانزعاج :
"نسيت(جوري)،نسيت..الا يحق لي بالنسيان؟؟."

لم تجبها بل راحت تخرج قطعا من ملابسها..تحدق فيها لثوان ثم تعيدها للخزانة مجددا لتخرج أخرى وأخرى وأخرى..قبل أن تستقر أخيرا على بنطلون جينز رمادي مع قميص حريرية سوداء يزينها حزام ذهبي،انحنت أسفل الخزانة حيث تضع أحذيتها لتختار منها أيضا زوجا من النوع الطويل بكعب عال.
التفتت أخيرا نحوها وهي تقول برضا :
"هاك ارتديها بسرعة بينما أختار لك حجابا ومعطفا مناسبين،وأؤكد على السرعة لأن ابنة عمك ووالدتها المصون تجلسان تحت مع زوجك،وأنا لست مطمئنة."

انتفضت واقفة وهي تقول بذعر لم تدري سببه :
"ماذا؟؟"

"كما سمعت،ولعلمك (أسرار)تبدو جميلة وأنيقة جدا كأن مجنونة الأمس لا تمت لها بصلة."

أخذت منها الملابس بدون أن تتفحصها حتى لتدخل الحمام،توضأت أولا ثم شرعت في ارتداءها بسرعة،لكن عندما بدأت بجمع شعرها قبالة المرآة..توقفت تواجه نفسها بحاجب مرفوعة!!

مالذي تفعله؟؟
لماذا هي مهتمة جدا لكون ابنة عمها جالسة معه،لا بل وتبدو في أفضل حلة أيضا؟؟
هل تخشى عليه منها أو تخاف مما قد تخبره به..لكن منذ متى تهتم أو حتى تخاف؟؟؟
أخفضت بصرها قليلا تهرب من نظرات عينيها الامعتين ليقفز فجأة حلمها الغريب الذي لم تجد الوقت لتفكر فيه،وتلك الكلمات الشبيهة بكلامه هو :

"أنا سأحميك..ثقي بي واصنعي لي مكانا في قلبك..دعيني أدخل قلبك..ثقي بي..سأحميك........"

هو أيضا عندما أدخل خاتمه في أصبعها أخبرها بأنه يأمل الدخول لقلبها،حتى الصوت في حلمها لم يكن غريبا.
فهل يمكن أن يكون هو،هل حلمت به..بكونه المنقذ لكل ما تعيش فيه من تخبط وضياع؟

دقات على باب الحمام تبعها صوت (جوري) الساخر..يسألها إن كانت تسمي ما تفعله إسراعا؟؟
جعلها تهز رأسها بقوة لتعود للحاضر وإن لحين.
خرجت لتكمل تجهيزها لكن عندما اقترحت تلك الأخيرة وضع زينة لها رفضت بحزم..بالأمس رضخت لها لأنها كانت عروسا أما اليوم فهو مختلف،وهكذا اكتفت كالعادة بوضع الكحل الأسود في عينيها..
لا تدري ما يفعله بذلك المتلهف الذي كان يجلس في تلك اللحظة في ردهة منزلها عابسا وحائرا.

منذ أن استقبلته زوجة ابن عمه..تلك التي حاولت باستماتة إظهار حبيبته ليلة حادثتها كمجنونة لا أحد يتوقع تصرفاتها،وهو يشعر بالتوجس والتأهب..
ولقد كان إحساسه في محله..
كلامها بأكمله معه كان غامضا..مليئا بالألغاز والمعاني بل شعر بها كأنها تحذره بأن مصيره سيكون نفس مصير ابنها،وكل ذلك شيئ ونظرات ابنتها شيئ أخر..
رباه لقد أحرجته حقا..بدت كأنها تلتهمه!!

لم يشعر بمدى الضيق والتوتر الذي كانتا تحيطانه به حتى انضم لهم عمه مرحبا به بحرارة ليجالسه جاعلا كنته وابنتها تخرسان.

زوجته أيضا لحقت به وشيئا فشيئا نسيهما،حتى ظهرت فاتنة (آل.كاسب) أعلى الدرج برفقة ابنة عمها الأخرى التي كانت توشوش لها شيئا ما جعلها تهز رأسها موافقة في المرة الأولى،لتعبس تاليا ثم تحمر..بينما انفجرت هي ضاحكة بمكر،إنه حقا يعز تلك الصغيرة كما سبق وأخبرها بالأمس.
ربما لأنها تذكره بشقاوتها..وعفويتها بأخته وربما أيضا لأنها وكما لاحظ الوحيدة التي تربطها علاقة متينة بحبيبته.

وقف ليرحب بها..بينما ابتدأت هي بتحية جديها وزوجة عمها..لتكتفي بهز رأسها ناحيته متجاهلة النظر له..لكن احمرار وجهها جعله يدرك بأن إحراجها منه هو سبب تصرفها ذاك.

أعلن بصوت جهوري،قبل أن تجد مكانا لنفسها تجلس فيه :
"أعتقد بأنه من الأفضل لنا بدأ رحلتنا الأن قبل أن تزيد الأمطار."

وافقه عمه وهو يشير لحفيدته بالإنضمام له :
"بالتأكيد..لكن كن حذرا بني..القيادة تحت المطر صعبة قليلا."

مد يده لزوجته بطريقة ألية وهو يؤكد له مطمئنا :
" لا تقلق عمي أنا أقود منذ سنوات،وقيادتي جيدة."

استجابت له تتمسك بأطراف أصابعه باستحياء،دون أن تمنحه نظرة واحدة،لكنه لم يكن ليرضا بتلك اللمسة البسيطة كعادته..فرد يده ليشبكها بيدها يشدها إلى جانبه بتملك..قبل أن يودع الجميع بثقة ليجرها خلفه.

عندما أصبحا بالخارج تركها قائلا بصوت عملي :
"انتظري هنا سأقرب السيارة أكثر كي لا تبتلي."

هزت له رأسها موافقة دون أن تتكلم وبالفعل قرب سيارته حتى أصبحت بقربها..ترجل منها ليستدير حيث تقف.

فتح لها الباب يراقبها بعينين عاشقتين لكل ما فيها..تتسلل من أمامه لتختفي وسط الجلد الأسود الثمين للكرسي بجوار مقعد السائق.
عاد ليحتل المقعد المجاور لها بدوره لكن قبل أن ينطلق بسيارته التفت نحوها يحدق فيها بابتسامة واسعة..سعيدة..
لقد كانت تجلس معه في سيارته..بمفردهما..وكانت زوجته.

شدت ياقة معطفها حول جسدها..تهرب بذلك من نظرات عينيه..لكن ما إن انطلق بسيارته حتى التفتت تحدق للمرآة الخلفية..بانتظار أن ترى سيارة الحرس التي اعتادت لحاقها بها،لكن ولدهشتها لا شيئ،لم يكن هناك أحد.
استدارت نحوه لتسأله باهتمام :
"ما من حرس؟؟."

هز كتفيه بعدم اكتراث،ليجيبها بثقة،وسيارته تعبر بسهولة البوابة الضخمة لقصر عائلتها باتجاه الطريق المعبدة :
"لن أحتاجهم حيث أذهب."

عادت تتساءل بدهشة :
"وماذا عني؟؟"

استدار نحوها لتتفاجأ بيده التي تسللت لحجرها تخطف أحد يديها..فركها بنعومة بأصابعه قبل أن يرفعها لفمه يطبع عليها شفاهه الدافئة..ليجيبها بعدها بحرارة :
"أنت لن تحتاجي شيئا أو أحدا وأنت معي..سأحميك بحياتي."

اتسعت حدقتيها على أخرهما والصوت في حلمها يعود لذاكرتها مجددا،يخبرها بنفس الشيئ.

"أنا سأحميك..ثقي بي واصنعي لي مكانا في قلبك..دعيني أدخل قلبك..دعيني..ثقي بي..سأحميك..سأحميك......."

هل من المعقول أن يكون هو،هل نجح في التسلل حتى لأحلامها؟
حررتها عيناه سريعا ليعود للطريق أمامه لكن يده ظلت محتضنة يدها بقوة..ليسألها فجأة مغيرا الموضوع :
"كيف كانت ليلتك؟؟"

ليلتها؟!!
لماذا يسأل عنها،هل يعرف بشأن حلمها؟؟
ذاك ما كان ينقصها!!
ابتسمت بتصلب..لتعنف نفسها بصمت.
ردت عليه بهدوء مزيف،وهي تحدق للخارج تتأمل المطر الذي كان يصفع زجاج السيارة على مهل :
"جيدة."

"ما من أحلام مميزة؟؟"

لم تجبه إذ لم تدري في الواقع بماذا تجيبه؟؟
ولحسن حظها تابع يضيف بنبرة مبحوحة..جذابة :
"أسألك لأنك لم تفارقي خيالي،وعندما نمت بالفعل أخيرا،وجدتك هناك في أحلامي بانتظاري."

طال صمتها..تفكر في كلامه وحلمها لكنها ما كانت لتخبره به..لكن حقا هل..هل كان يحلم بها؟؟؟

"ألن تقولي شيئا؟؟"

أجابته أخيرا باختصار بارد :
"مثل ماذا؟........"
رفعت يدها الحرة لتتابع قطرات المطر التي كانت تسقط على الزجاج من الخارج لتضيف بشرود :
"المطر يزداد بوتيرة مرتفعة."

فاجأها بالقول معتذرا :
"أنا أسف،كنت أفضل لو خرجنا في جو أفضل."

تنحنحت قليلا لتسلك حنجرتها التي كانت جافة لتعترف له بصدق :
"لا بأس..أنا أحب المطر."

تساءل بفضول :
"حقا؟؟"

اكتفت بهز رأسها له موافقة..لتتابع مراقبة القطرات الفضية التي كانت لاتزال تتساقط محدثة صخبا جميلا..متناغما..لتقول فجأة بفضول :
"إذا جدتك..كيف هي؟؟."

ارتسمت ابتسامة سعيدة..واسعة على شفاهه ليعلن باختصار :
"ماكرة"

رددت من خلفه بدهشة..
"ماكرة!!حسنا أليس هذا برد غريب نوعا ما؟؟"

"لن تجديه كذلك عندما تتعرفين عليها أكثر."

استدارت نحوه وقد نجح في شد انتباهها أخيرا لتقترح عليه باهتمام وفضول :
"حدثني عنها،وعن عائلتك كلها من جهة والدتك."

رضخ لها ببساطة مدهشة..
"كما أخبرتك هي تعيش في مزرعة..جدي مات منذ سنوات،لكنها رفضت مغادرة المكان،تظل تردد بفخر بأن ذاك بيتها،فيه تزوجت..أنجبت وعاشت أجمل سنوات عمرها،لذا ستحيا وستموت أيضا فيه،حاول كل واحد من ابنيها إقناعها بالعيش معه،لكن بدون فائدة،هي عنيدة جدا عندما تقرر أمرا."

اعتدلت أكثر في جلستها وقد بدأت تعجب بتلك المرأة قبل أن تراها..لتسأله مجددا :
"هل تعيش بمفردها؟؟"

"مع الخدم أجل،لكننا نزورها دائما..خالاتي..أخوالي والأحفاد."

"لديك عائلة كبيرة من جهة والدتك؟؟"

"فقط خالة واحدة أم(طارق)،وطبعا زوجة والدي".

هزت رأسها له..إذ أنها كانت تعرف بالفعل بأن تلك الأخيرة تكون خالته أيضا..لتسأله مجددا بفضول :
"هل أنتم..أعني علاقتكم..جيدة؟؟

هز كتفيه بخفة..ليجيبها شارحا :
"عادية ككل العائلات أظن،فيما مضى كنت و(طارق) وأخي (كاسر) أصدقاء جدا،لكن في مرحلة ما وعندما أصبحنا ناضجين نوعا ما فترت العلاقة بيننا قليلا..شقيقه(حازم) أصغر مني بأربع سنوات..نلتقي أحيانا لكن علاقتنا عادية..هناك (قصي)و(عماد) أيضا أبناء أخوالي..(قصي) رجل جيد نتبادل الإحترام والمودة،(عماد) لبد وأنك قرأت عنه،طلاقه ظلت تتحدث عنه الصحف لوقت طويل جدا."

جعدت جبينها بتفكير لتجيبه بصدق :
"لست أدري..ليس حقا."

وضح لها أكثر :
"(عماد الأشهب) ابن المستشار السابق،كان مرتبطا بحفيدة(العزايزي)..(سلافة سالم العزايزي)."

تمتمت أخيرا بإدراك :
"آه أظنني أعرف من،وماذا تقصد."

تحولت نبرته للإنزعاج عندما تابع :
"كان الأمر مهينا،جدتي تخاصمه منذ ذلك الحين كلنا نفعل تقريبا."

صرحت بصدق وهي تتذكر الفضيحة التي افتعلها بحق عشيرة (العزايزي)ككل :
"لقد كان نذلا."

اكتفى بهز رأسه يوافقها..ليغير الموضوع عائدا للحديث عن باقي أفراد أسرته :
"خالتي أم (طارق)،لم ترزق بالإيناث وكذا خالي (مراد) فقط هناك(روعة..ملك..وجنان) ابنة خالي(محسن)،وهن مدللات جدتي بدون منازع..على فكرة سنجد (ملك) في المزرعة..لقد قضت الليلة عندها."

علقت بنبرة ذات معنى :
"لم تكن في الحفلة أمس."

لاحظت كيف تغضن جبينه بتفكير عابس ليجيبها باقتضاب :
"أجل لم تأتي."

أصرت باهتمام :
"لماذا..مالأمر؟؟"

تمتم بفتور لم يعجبها..بدا من الواضح أنه لا يريد إخبارها :
"إنه معقد نوعا ما وخاص."

التمعت عيناها بلهب أحمر وقد قفز لذاكرتها كلام (أسرار) عن حبها له عندما كانت تراه مع قريبته،فهل يا ترى كان يعرف بمشاعرها،هل لاحظها؟؟
تمتمت ببرود وبطريقة مباشرة..بدون لف أو دوران :
"هل تعرف بشأن (أسرار)؟؟؟"

تساءل بحيرة صادقة :
"(أسرار)مَنْ؟؟؟!!"

شرحت بنفاذ صبر :
"ابنة عمي،تلك التي كانت برفقتكم مع جداي ووالدتها منذ قليل؟؟؟"

رد بصدق :
"لا أفهم."

عادت تشرح له باقتضاب :
"(ملك) ابنة خالتك صديقة لها،كانتا في الجامعة معا و..حسنا كانت تعرفك."

"لازلت لا أفهم."

زفرت بضيق وهي لا تدري إن كان يجب إخباره بمشاعر(أسرار)،أو تركه جاهلا،وأيضا موضوع الحديث برمته سيكون محرجا جدا ولكليهما معا،
حسنا هما أي نعم زوجين الأن،لكن غريبين..والحديث عن امرأة أخرى والحب..ليس بالشيئ الذي تتمنى التطرق له معه!!
حاولت سحب يدها منه لتتفاجأ بإطلاقه لسراحها بسهولة.
راحت تمسد بها معطفها..بحركات متوترة لتتمتم أخيرا متلعثمة بارتباك :
"(أسرار)أخبرتي بأنها كانت..منذ الجامعة..أعني هي كانت تهتم لأمرك."

سألها محافظا على هدوءه مع أن نبرة صوته كانت لاتزال حائرة :
"تهتم لأمري كيف..وهل كانت تعرفني؟؟"

''كانت صديقة لقريبتك،وبالتالي تراك معها،كما قالت."

تساءل فجأة وقد أصبحت نبرته تحمل انزعاجا واضحا :
"تراني!!كيف هذا وأنا لم أراها قط؟؟؟!!"

رفعت وجهها لتحدق فيه تريد رؤية تعابيره..ولسوء حظها التفت نحوها يرمقها بنظرة حادة جعلتها تسارع بإعادة وجهها لحجرها..لتجيبه بصوت منخفض :
"أنا لا أدري؟؟"

"(روان)؟؟"

مناداته باسمها بتلك الطريقة الحازمة..النافذة للصبر بل والغاضبة حتى جعلها تهمس له بالحقيقة بسرعة وباختصار :
"(أسرار)أخبرتني بأنها مغرمة بك ومنذ سنوات أيضا،وهذه هي القصة كلها."

مهما كانت ردة الفعل التي كانت تنتظرها منه،الا أنها أبدا لم تتوقع أن يفقد تركيزه بتلك الطريقة التي جعلت سيارته تنزلق قليلا لتصدر صريرا حدا جعلها تصرخ بهلع بينما شتم بصوت مرتفع بذيئ.

ضغط بكل قوته على الفرامل لينحرف بالسيارة جهة اليمين يخرجها من الطريق العام ليوقفها أخيرا على جنب.
وما إن أصبحا بأمان حتى ضرب المقود بعنف أجفلها ليلتف نحوها بعينين عاصفتين..وهو يردد بغضب :
" مغرمة بي..مغرمة بي أنا؟؟"

تمتمت بقلق وهي تنزوي لأقصى المقعد..تخلق أكبر مسافة بينهما وقد أخافها تصرفه ذاك :
"أنا أسفة."

سمعته يطلق شتيمة حادة قبل أن يستدير بكامل جسده نحوها ليمد يديه يبحث عن يديها..جذبها برفق لتصبح على بعد بضعة إنشات منه ليطالبها بصوت أمر..جاف :
"انظري إلي (روان)."

فعلت وإن بتردد لتلاحظ بأن نظرة عينيه رقت نوعا ما..

"عندما كنت أذهب أحيانا للجامعة من أجل (ملك) لم أكن أبدا ألاحظ رفيقاتها من الصبايا..هي بمثابة أختي ولأنني لن أحب أن يلاحق أحدهم أختي أو ينظر إليها نظرة لن تعجبني،كنت أغض بصري إلا عن واحدة كنت أعتبرها من حقي..ملكي بالفعل."

تجعد جبينها بطريقة واضحة مما جعله يضيف بسرعة وحزم :
"وهي أنتِ..لم أكن أريد إخبارك بهذا ليس الأن على الأقل،لكن كما يبدو لم يعد بيدي الإستمرار في الكتمان."

رقت نظراته أكثر وأكثر وهو يراقب اتساع عينيها بذهول ورهبة،ليتابع بنبرة صادقة جدا :
"كنت أتي يوميا تقريبا وطوال فترة دراستك لأراك..فقط من بعيد..أنتِ وحدك..أنتِ من اهتممت بها يوما..من حلمت بها..من انتظرتها..ومن كنت أغرق شيئا فشيئا في عشقها كل يوم أكثر من سابقيه،فهل هذا يكفيك كرد على سؤالك أو تريدين المزيد؟؟"

تلعثمت بارتباك وقد توقف عقلها فجأة عن القيام بدوره الذي خلقه الله من أجله وهو التفكير :
"أنا لم..لم أسألك شيئا؟؟"

ابتسم فجأة ابتسامة واثقة ليصرح بنعومة :
"قلت لك سابقا،عيناك تفضحان أعماقك،والسؤال بهما كان واضحا وضوح الشمس."

ارتفعت يده اليمنى لتحتضن خدها بطريقة أجفلتها في حين أردف هو وعيناه تصبحان غريبتان..داكنتان..وعميقتان جدا :
"صدقيني (روان)،ابنة عمك لا تعني لي شيئا أبدا."

أسدلت أهدابها الطويلة تهرب من نظراته الحارقة..عضت شفتها بارتباك وهي عاجزة عن الرد عليه..بل عاجزة عن القيام بأي رد فعل حقيقي إزاء كلامه أو تصرفاته..رباه مالذي يحدث لها؟؟!!
أحست بيده الأخرى تحرر يدها لترتفع بدورها لوجهها لكن هذه المرة لم يكتفي باحتضان خدها الأخر فقط بل حرر شفتها من قبضة أسنانها بأصبعه وهو يهمس بصوت منخفض..أجش..
"لا تفعلي هذا..اتركيها".

تسارعت أنفاسها وهي تشعر باقتراب رأسه منها أكثر فأكثر..
هل سيقبلها الأن كما قالت (جوري)..هل..هل..أصبحت تلهث تقريبا من شدة قلقها وتوترها وربما ذاك ما جعل قبلته الخاطفة تسقط على خدها بدل ثغرها.
أو ربما كان ومنذ البداية يقصد تقبيل وجنتها فقط..عموما وأيا ما يكون عليه مقصده فقد جعلها تفقد اتزانها وبرودها..بل ودقات قلبها حتى.
ابتعد عنها قليلا لتلفحها أنفاسه الدافئة العبقة برائحة معجون الأسنان ربما..والتي كانت مزيجا من رائحة الليمون ونبات النعناع..ورغما عنها ارتفعت أهدابها لتفصح عن عينين بدتا في تلك اللحظة كما الذهب السائل..صافية..عميقة..وجميلة جدا..جدا..

زفر بعمق وهو يغرق فيهما ببطئ..ليضغط بدون شعور على وجهها يشده نحوه بقوة..وهو يهمس اسمها بخشونة :
"(روان)...يا إلهي (روان)..(راوان)."

كان على وشك تذوق تلك الشفاه وامتلاكها عندما مرت سيارة مسرعة بجانبهما جعلتهما ينتفضان بقوة ويخرجان من دائرة السحر التي لفتهما.
سحبت نفسها بنعومة من بين قبضته لتتلعثم بارتباك :
"هل..هل لاتزال جدتك..أعني المزرعة..بعي..بعيدة؟؟"

اعتدل في جلسته بدوره يحدق أمامه بوجه مكفهر..غاضب من ضياع الفرصة عليه..
وللحظة احتفظ بصمته..لكن ما إن استعاد سيطرته على نفسه..مشاعره وجسده حتى أجابها بخشونة وهو يعيد تشغيل سيارته :
"ليس كثيرا..نصف ساعة بالكثير."

اكتفت بهز رأسها له..لتقرر متابعة مراقبة قطرات المطر في الخارج،وبالتالي المحافظة على صمتها وذلك في النهاية أأمن لها من مبادلته الكلام.

بدوره لم ينبس بكلمة واحدة..ليس لقلة المواضيع التي يمكنه فتحها ومناقشتها بها طبعا،بل لكونه وبكل بساطة لم يرد أن يفقد تحكمه وسيطرته على نفسه مرة أخرى،وبالتالي سيفعل أحب الأشياء لقلبه..سيوقف السيارة في أي مكان ليأخذها بين ذارعيه ضاربا بعرض الحائط أي شيئ أخر غير الإحتراق بلهيب عينيها...................................... .................................................. .................................................. .................................................. .............................................

(يتبع)


أريج العمري غير متواجد حالياً  
قديم 09-09-17, 08:02 PM   #975

أريج العمري
 
الصورة الرمزية أريج العمري

? العضوٌ??? » 364246
?  التسِجيلٌ » Feb 2016
? مشَارَ?اتْي » 880
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Lebanon
?  نُقآطِيْ » أريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

أصبح الصباح كقلبها كئيبا..ماطرا..مكفهرا..وباردا ليس ذلك البرد الذي عرفوه الأيام الماضية،لكنه أيضا لايزال يجعل المرأ يقشعر عندما يغادر دفئ فراشه.

لم يكن هناك وجود (لغيث) في الفراش الأخر لبد وأنها غادرت للعمل بينما أصبحت هي عاطلة عنه،في إجازة أو حتى بانتظار أن تبدأ مهمتها الأخرى التي قد تكون أكبر وأضخم من أي عمل أخر قامت به طوال حياتها.

بالأمس شرح لها الطبيب كل شيئ يتعلق بدورها الجديد كممرضة..
حسنا لم يبدو لها شيئا صعبا،إذ فقط ستحرص على إعطاءه الدواء في موعده وكذا مراقبته بحرص وفقط..
المشكلة الحقيقية الوحيدة في كل تلك المعمعة هي رفضه القوي لوجودها،بل لوجود أي شخص حوله.
لقد أصبح بالفعل إنسانا مختلفا،يقدس وحدته،ولا شيئ غيرها يوده،وإذا تجرأ أحدهم وحاول اقتحامها فهو يصرخ..يغضب يجرح ويثور..بعكس الماضي عندما كان بروده وتعجرفه يجمدان مدينة بأسرها..الحرارة الأن تملأه لكن بجانبها السلبي للأسف.

تأوهت بصوت مرتفع وهي تلتفت لتدخل حمامها،عليها أن تستعد(حازم)سيأتي بين لحظة وأخرى لأخذها،حقيبتها جاهزة لم يتبقى سوى هي وذاك ما ستفعله.

كانت قد انتهت بالفعل من القيام بروتينها الصباحي،فقط تجفف شعرها الذي غسلته في لحظة تهور علّ برودة المياه تهدأ قليلا من أفكاره المحمومة،عندما سمعت طرقات على باب الحمام،طلبت من الطارق الدخول،لتظهر والدتها التي كانت علامات الحزن والضيق واضحة جدا عليها..لم تكن موافقة أبدا على ذهابها للعيش في المنزل القديم للمرة الثانية..
قدمت لها حججا لا حصر لها لرفضها لكن مساندة والدها لها وثقته فيها جعلاها تصمم على قرارها.

"(حازم)في الخارج،هل أنت جاهزة؟؟"

عقصت شعرها للخلف..لتشده برباط حريري أسود،قبل أن تقترب منها تضمها لصدرها..

"لاتغضبي مني أمي،وصدقيني أنا أحتاج هذا أكثر منهم جميعا."

ربتت على شعرها بهدوء لتجيبها بعاطفة أمومية صادقة :
"أعرف..لهذا أنا حزينة ومتضايقة."

"لاتتضايقي حبيبتي لا شيئ قد يحدث لي سوى ما قدره الله في النهاية."

''ونعم بالله طفلتي،ونعم بالله."
أبعدتها برفق عنها لتضيف بصوت عملي :
"الأن أنهي تجهيز نفسك بسرعة،لا داعي لتأخير (حازم)."

"أنا جاهزة أمي،فقط سأضع معطفي."

لبسته فعلا كما أخبرتها لتخرج حيث كان ينتظرها ذلك الأخير،والذي ما إن رآها حتى وقف استعدادا للمغادرة.

سألتها والدتها مستعلمة :
"ألن تتناولي فطورك أولا؟."

اقترح (حازم) بجدية :
"باستطاعتي انتظارك."

هزت رأسها رافضة وهي تحس بمعدتها تتخبط لمجرد سماعها كلمة فطور :
"لا..لا رغبة لدي،لاحقا إن احتجت شيئا سأطلب من الخالة (راوية)."

حثها (حازم) وهو يتحرك باتجاه الباب الخارجي :
"لنغادر إذا."

توسلتها والدتها بنبرة باكية :
"اعتني بنفسك ابنتي،ولا تنسي زيارتنا متى ما سنحت لك الفرصة."

هزت لها رأسها موافقة قبل أن تنحني لتقبل يدها،في حين طمأنها (حازم) مؤكدا :
"لا تقلقي يا خالة،(هداية) بأعيننا جميعا."

مررت يدها على رأسها لتدعو لها بعينين حزينتين..دامعتين :
"الله يرضا عليك يا ابنتي ويحميك."

غادرت بسرعة كي لا تنفجر في البكاء بدورها،يلحق بها هو حاملا حقيبتها،
ما إن أصبحت في الخارج حتى أخذت نفسا عميقا مشبعا برائحة الأرض وقد ارتوت بالمطر..همست بشرود تقطع ذلك الصمت المتوتر الكئيب الذي لفهما :
"ما شاء الله هذه السنة بعكس السنة الماضية..الأمطار كثيرة."

هز رأسه موافقا قبل أن ينطلق بسيارته :
"رحمة ربك واسعة."

"الحمد لله."

وعادت لصمتها..راحت تلهي نفسها بمراقبة الشارع..السيارات..الناس والمطر..كل شيئ كان يمضي أمام عينيها بسرعة رهيية..
تمنت لو يتقف العمر عن الدوران للحظة..مجرد لحظة تسرقها..تفكر فيها..وتشعر فيها بالأمان،لكن ذلك كان بالتأكيد المستحيل بعينه.
السيارة تسرع..الوقت يمر..والزمن يمضي وكل ذلك يقودها له..لمنزله..لجناحه..لحياته..ل ه باختصار..لا تدري إن كان صنيعها ذاك سيعود عليها بالسلام أو بمزيد من الأذى،كل ما تعلمه أنها واقعة بين أمرين أحلاهما مر كالعلقم..ويظل القادم غامضا ومقلقا.

تنهدت بصوت مرتفع شد انتباه رفيقها الذي علق باهتمام :
''متوترة؟؟"

تابعت عنه بمرارة :
"وقلقة..وكئيبة..وخائفة حتى الموت من أن أفشل."

تساءل بحيرة :
"تفشلين كيف،أن يعرفك مثلا؟؟"

هتفت بعنف وحرارة :
"صدقني قلقي ليس من إمكانية معرفته لي فقط،وإنما من عيشي مجددا بين جدران منزله..من مواجهتي له كل صباح ومساء..من كوني سأكون له مجرد بديلة عن الأخرى مع أنني نفسها الأخرى..من كوني أضع مشاعري موضع اختبار أكرهه..سأكون قريبة وفي نفس الوقت بعيدة..الوضع بداخلي معقد جدا..لا أتوقعك تفهمني لكن أنا أعاني..أعاني حقا يا(حازم)."

التفتت له تريه وجهها الذي بدا كل ما فيه ينضح بالعذاب والألم،وبدوره استدار لثانية يحدق فيها قبل أن يعود للطريق أمامه.

"أنا أفهمك،قد لا أكون أشعر بكل شيئ مثلك، لكنني أفهمك حقا وأقدر ما تفعلينه،كما أنني متفاءل جدا."

أعلنت بمرارة وهي تعود لتستند لكرسيها..المسافة تقصر والبيت يلوح في الأفق وعندما تدخله قد لا تخرج منه سالمة مرة أخرى أبدا :
"ليتني مثلك يا (حازم)،ليتني مثلك يا صديق!"

فاجأها بالسؤال بنبرة غريبة :
"هل لازلت صديقك (هداية)،هل تثقين بي حقا؟؟."

أعلنت ببؤس عميق :
"لست أدري يا (حازم)،كل ما أعرفه حاليا هو أنني لا أريد أن أعود كما كنت أو أن أتأذى كالسابق."

مجددا هز لها رأسه متفهما دون أن يجيبها مما جعلها تضيف باهتمام :
"لماذا تسأل؟؟"

"بالأمس عندما كنت أتحدث مع (غيث) سألتني الإبتعاد عنها،بدوت كأنك لا تثقين بي..كأنك تخافين عليها مني."

صححت له بحزم :
"بل خفت مما قد تعرضه عليها،أنت معجب بها كما أظن أليس كذلك؟؟"

"ومالضير في ذلك،أنا لست برجل فاسد قد أسعى للعب بمشاعرها،أظنك لا تصدقين شيئا كهذا عني؟؟"

"ربما لكنني لن أشجعها،أولا لأنها خرجت من تجربة فاشلة لتوها،وثانيا لأنك قد تكون لها (طارق) أخر..أنا أسفة لقولي هذا لكنني أحببت شقيقك وظننتني أعرفه لأصطدم برجل أخر حطمني."

حاول تغيير رأيها بصوت جدي..رزين :
"(هداية) أنا لست (طارق) بل (حازم)،أي نعم أنا شقيقه لكنني لست مثله،طباعنا مختلفة..أفكارنا..وهذا لا يعني بأنه سيئ،فقط اتخذ قرارت خاطئة ندم عليها فيما بعد."

هدرت بوجوم :
"وما نفع الندم عندما ندمر بالفعل من نحبهم،الموضوع لا يتعلق فقط بالأخطاء والمشاعر بل بمستوانا الإجتماعي المختلف..معتقداتنا..أفكارنا كما قلت أنت،(غيث)تشبهني كثيرا،مجنونة قليلا،لكن عاطفية وغبية كما كنت يوما قبل أن يحطمني شقيقك،وأنت ربما لا تشبهه كما تقول لكنك تظل(حازم فياض)أحد أهم العازبين في المدينة،بل وأن أفضل العائلات في البلد بأسره يتمنين صهرا مثلك..أمك ستريد ذلك أيضا."

تساءل استنكار :
"أمي..هل تعتقدينها لاتزال سطحية كما السابق،قصتك و(طارق) دمرتها؟؟."

هزت كتفيها بعدم اكتراث لتعلن باستخفاف :
"لأنه صار أعمى ووحيد،هي أم في النهاية،وما هو فيه يشعرها بالتهديد،تخاف أن تفقده،لهذا فعلت الشيئ الوحيد الذي تظنه صحيحا،التجأت لي."

"تخطئين (هداية) مع كل ذكاءك،وسرعة بديهيتك الا أنك تخطئين،مع ذلك لن أجادلك ثم أنت ستعيشين معها مجددا،وسترين الفرق."

كأن ذلك يهمها..
في الماضي ربما كانت تريد إرضائها،وتقديرها لكن في تلك اللحظة هي أخر من قد تهتم لها.

سمعته يقول بتردد وشيئ من القلق :
"قلت بأن (غيث) خرجت من تجربة فاشلة،هل أستطيع سؤالك عنها؟؟"

قالت بفتور وهي تتذكر الدموع التي ذرفتها تلك الأخيرة وحزنها يوم استعاد النذل الأخر خاتمه :
"خطيبها تركها من أجل أخرى."

زمجر بنبرة غاضبة :
"لبد وأنه رجل أعمى وأحمق."

وافقته بحرارة :
"أنا أيضا أعتقد ذلك."

سكت للحظات قبل أن تسمعه يقول بنبرة مرتبكة غريبة عنه :
"(هداية) أريد تجربة حظي مع(غيث)،إنها تعجبني لطالما فعلت في الواقع منذ كانت مراهقة بالضفائر."

تساءلت بفضول :
"حقا؟؟!!"

أجابها بثقة من يعرف ما يقول :
"حقا وأتمنى أن لا تعارضي أو تشجعيها على رفضي."

تمتمت بتبرم :
"هي ناضجة(حازم)،إن استطعت شد انتباهها واستمالة مشاعرها،فلن تصغي لي حتى ولو نصحتها بفعل العكس."

أكد لها بإصرار :
"مع ذلك أريدك معي لا ضدي."

استدارت نحوه ترميه بنظرات باردة..قاسية لتجيبه بصوت متوعد حاد :
"(حازم) أنا أعزك جدا لكن (غيث) خط أحمر،إن أذيتها كما فعل شقيقك بي قد أقتلك."

وعدها بسرعة وبنبرة صادقة :
"لن أفعل..أقسم لك."

ظلت تحدق فيه بوجوم لثوان قبل أن تلتفت للخارج،لن تريحه لأنها ستكون كاذبة،هي عاشت مع واحد منهم وإذا كان الأمر بيدها ستفعل المستحيل لتبعد ابنة عمها عنهم..ولبد وأنه أحس بها إذ احتفظ بصمته حتى دلفت سيارته البوابة الضخمة لمنزل عائلته.

ترجل منها ليركض ناحيتها..فتح لها الباب ليساعدها على الخروج وهو يقول بأسف :
"لقد زاد تساقط المطر وللأسف لا أحمل مظلة معي..دعينا نركض للداخل بأقصى سرعتنا حسنا؟؟."

وجدت شيئا من المرح في الموضوع ذكرها بأيام الجامعة حينما كانت تركض لتلحق بالحافلة..أحيانا كثيرة كان يترك سيارته الفارهة،ليفعل نفس الشيئ،فقط من أجل المتعة..ابتسمت له فجأة لتقول بحنين :
"كما في الأيام الخوالي،أليس كذلك؟؟

نظر إليها باستغراب للحظات،وقد وقفت ترفع وجهها للمطر،ليبتسم بتعاطف وهو يؤكد لها قبل أن يمسك بيدها ليجرها خلفه :
"كما في الأيام الخوالي."

و......

وجدت ضحكاتها أخيرا طريقا لفمها..
أطلقت ضحكة رنانة..رفعتها الرياح سريعا لتصفع بها قلب وذاكرة ذاك الذي كان في الطابق العلوي..يقف كالصنم متواريا خلف نافذته..بانتظارها..غصبا عنه كان يفعل..لكن همساتها مع شقيقه وتلك الضحكة الناعمة المثيرة للأعصاب..للمشاعر والذكريات..
أوقدت نارا لم يعرف لها مثيلا بأحشاءه..لطالما كان يغار من تفاهم الأخرى وارتياحها معه.
كانا صديقين متقاربين..يعرف بأن مشاعرهما تجاه بعضهما البعض أخوية محضة،مع ذلك كان يجن للضحكات التي يتشاركانها..
للعبارات الشعبية الضاحكة التي يتبادلانها بمكر..
للنظرات التي يتفاهمان عبرها..في حين أنه ظل ورغم زواجه منها عاجزا عن تفهم دواخلها ومشاركتها في كل شيئ كما كانت تسعى هي لتفعل قبل أن يصدها ببروده وتحفظه.

كل شيئ كان خطأه يدرك ذلك الأن لكن بعد ماذا؟؟

اختلافهما لم يكن على الصعيد الإجتماعي والمادي فقط بل وأيضا في الثقافة..في الخبرة..في التعامل مع الناس وفي التربية.

هو تربى ليقود..ليأمر فيطاع..وليكون رجل المهامات الصعبة..المشاعر بنظره كانت تمثل ضعفا لا حاجة له.
حتى زواجه وعندما قرر بالفعل الشروع فيه..كان جسده من احتاجه..أي نعم قلبه كان أكثر من راض ومقتنع لكنه لم يكن مهما..بعكس عقله الذي قرر متابعة حياته وفق قواعد معينة قد تجدها مطلق امرأة غيرها معقولة..وجد مقبولة..
لكن ليس هي..كان لها طريقتها الخاصة جدا في تسيير ذلك الزواج..لم تكن ممن يحب التقيد بضوابط معينة..كانت تحب الحياة..مولعة بنشر البهجة من حولها..لا تهتم بمجتمعه المخملي..بظروف عمله..بعالمه المنمق ككل.
حاولت كثيرا شده منه ويشهد الله أنه كان يغتال دائما محاولاتها،تعلقه بحياته السابقة كان قويا،لم يبدي أي استعداد للتغيير أو حتى تفهمها وشيئا فشيئا بدأت تذوي كزهورها،
مشاعرها نحوه فقط من جعلتها تبقى..ترضا وحتى تقاوم لكن في النهاية حتى تلك المشاعر قتلها ورحلت..رحلت كأنها لم تكن يوما.

لقد احتاج أن يفقدها ليدرك فظاعة ما قام به بحقها..احتاج لتلك الضربة على رأسه ليستيقظ..ليندم..وليموت على مهل..لكن بعد ماذا..هو أبدا لم يعد كما هو لا قلبا ولا حتى قالبا؟؟!
بل فقط مجرد أعمى..عاجز ووحيد..تكاد تقتله المرارة والندم،وحتى قبلها في الواقع،كانت لامبالاته وبروده تؤذي (نغم)المسكينة،لكن هي على الأقل كانت تعرف جيدا الرجل الذي تربط نفسها به،ولم تعترض يوما..حتى حينما قفزت على مقود السيارة تريد إيقافها،كانت تفعل ذلك من أجله هو.

أما تلك في الخارج..
الممرضة كما يلقبونها،كأنها تسخر منه،كل ما فيها يذكره بالأخرى حتى الطريقة التي تضحك بها،وتتعامل بها مع شقيقه،كأنها الأخرى وآه كم يؤلمه التفكير فيها كغريبة..كمجرد أخرى!

استيقظ من ذكرياته على صوت طرقات على الباب،لكنه لم يلتفت ولم يطلب من الطارق الدخول مع ذلك انفتح الباب،لتعبق الغرفة بعبيرها.

"هل أدخل؟؟"

سخر منها بجمود :
"أظنك فعلت لتوك."

"كيف حالك؟؟"

كالميت!!
لكنه لن يعترف لها،تريد لعب دور الممرضة القوية التي لا تخشى شيئا أو أحدا سيكون لها ذلك..
"وبماذا يهمك حالي؟؟"

"أنا ممرضتك ويهمني بالطبع معرفة أحوالك."

حتى نبرة الصوت لا ترحمه،هل يعاقبه القدر،هل يتلقى عقابه كله على الأرض؟؟
"ممرضة لم أطلبها ولا أحتاجها."

"بل تفعل لكنك عنيد كالبغل،تحب تعذيب نفسك ومن حولك،بل وعيش دور الضحية لأخر رمق."

حافظ على تصلب ظهره الذي كان يظهره كرجل لا يقهر..بدا متحفظا وباردا لكنه كان ضعيفا وجد مكسور..
"أنتِ لا تعرفين عم تتحدثين،ثم أنا بالفعل رجل أعمى،ضحية كما قلت،شئت أو أبيت."

"عماك لا يجعلك ضحية،أنت تستطيع متابعة حياتك كما من قبل،لا شيئ يمنعك من الخروج..العمل وممارسة حياتك بشكل طبيعي."

رد بنبرة وحشية :
"ومن أجل ماذا أو من قد أفعل كل هذا؟"

"من أجل والدتك..شقيقك من أجل كل الأشخاص الذين يحبونك،والأهم من كل هذا من أجل نفسك."

ضحك فجأة ضحكة مريرة..باردة..
إن كان هناك من لا يستحق منه شيئا فهي نفسه بالفعل..

اقتربت منه..
كان يستطيع سماع خطواتها على الأرضية المغطاة بسجادة عاجية ثمينة،حاسة السمع لديه صارت قوية جدا،ربما لتعوضه فقدانه لحاسة البصر..
انتظر بتوتر أن تصل حيث يقف،وتلك الرائحة..رائحة الأرض والقمر..رائحة الحياة والحب هجمته بقوة جعلته يرتعش،لتزيد الطين بلة عندما شعر بلمستها الخفيفة كالريشة على ذراعه،تبعتها بهمس اسمه..بطريقة جعلته ينتفض..

"(طارق) لا يجب......"

نفض يدها عنه بقسوة ليقاطعها مزمجرا :
"لاتلمسيني..تبا لك قلت لك ارحلي،فقط ارحلي،ودعيني وشأني."

كأنه لم يصرخ بها لتوه..تمتمت ببرود مغيظ يتحدى عنفوانه :
"أسفة..المرة القادمة سأحتفظ بيداي لنفسي."

هدر بنبرة كانت لتجمد وتخيف أعتى الرجال :
"ما من مرة قادمة،هل أنت صماء،قلت لك لا أريد ممرضة،لا أحتاجك الا تفهمين؟؟!!

ذكرته بنبرة مستفزة زادت من جنونه :
"وأنا أخبرتك،لست أنت من يقرر حاليا،شقيقك وظفني وأنا وافقت."

صرخ بانفعال غاضب :
''شقيقي ليس له حق التصرف نيابة عني،هذه حياتي أنا."

واجهته بنبرة مماثلة :
"إذا إستعدها،أظهر لي بأنك تستطيع طردي..أخرج من قوقعتك هذه،وتصرف كرجل طبيعي ناضج..لا كطفل صغير تعرض لجرح سخيف."

التفت نحوها أخيرا وقد نجحت في استفزازه على أعلى مستوى ليعلن بعدم تصديق وجسده يرتجف تقريبا من شدة الغضب والغيظ :
"هل تجدين فقداني لبصري مجرد جرح سخيف..هل هكذا تنظرين له؟؟؟"

بررت بلامبالاة صدمته :
"أنت وبتصرفاتك السخيفة هذه،تجعلني أخذ ذلك الإنطباع."

شق طريقه بصعوبة ليتهاوى على سريره بوهن..ليصيح بها بكراهية عميقة :
"يا إلهي كم أنت عنيدة..قاسية وظالمة."

شهقت بصوت مرتفع..مصدوم جعله رغما عنه يزداد غضبا وحنقا..في حين اندفع صوت أمه التي انضمت لهما حديثا يتساءل بهلعها المعتاد :
"ماذا حدث..مالذي يجري..صراخكما وصل للردهة تحت؟؟."

هدر بصوت مخيف :
"اخرجي هذه المرأة من هنا،لا أريد رؤيتها أبدا."

سمعها تقول بنبرة لاذعة..قاسية أصابته في الصميم :
"فالتراني أولا ثم اطردني بنفسك،وعموما أنا خارجة لأنني أريد ذلك،لكنني سأعود في وقت الظهيرة تماما."

وسمعها تتحرك بالفعل لتغادر..تاركة إياه شاحبا..ويكاد يرتكب جريمة قتل من شدة غضبه..

"بني هل..هل أنت بخير؟؟"

تساءل بحدة :
"من أين عثرتم على تلك المرأة بحق الله،هل أنتم واثقون بأنكم جلبتم لي ممرضة،وليس أمِرة سجن،بصلابة الفلاذ؟؟؟"

تلعثمت والدته بطريقة مريبة :
"هي..(حازم) جلبها..أعني..يقال أنها الأفضل في مجالها."

هتف بسخرية وهو يتراجع في سريره ليستلقي عليه :
"المريض قد يتحسن غصبا عنه وإن ليتخلص من وجودها..رباه إنها لا ترمش حتى..أستطيع أن أحس بها رغم عماي و..........."

استندت على الحائط بالخارج تغمض عينيها بألم وقهر..
كم أنت ظالم وأعمى بحق..(أمِرة سجن) و(صلبة كالفلاذ)!!!
هل ذاك كل ما شعر به،هل هكذا يعتقدها؟؟

لكن الحق ليس عليه،الحق عليها هي التي مارست ضغطا جهنميا على مشاعرها لتظهر صوتها قويا وحازما في حين أنها كانت تتقطع من الداخل،تموت وهي تراه بتلك الحالة وأيضا لوقوفهما كغريبين..مجرد غريبين متباعدين..يتبارزان بالكلام.

عجزه يضعفه..يغيره..وذكرياتها الجريحة تؤلمها..تؤذيها مع ذلك كلاهما ظلا صامدين..يحاربان في معركة يدرك كلاهما في قرارة نفسه بأنها خاسرة بالفعل.

خرجت والدته تلحق بها بعد بضع دقائق،مما جعلها تعتدل في وقفتها لتسألها باهتمام :
"كيف هو؟؟"

أجابتها بحزن :
أقسى من العاصفة في الخارج ومصمم على التخلص منك."

تمتمت بثقة :
"لن يكون له ذلك،ليس حاليا على الأقل."

بدأت بوادر انهيارها تظهر في عينيها مجددا مما جعلها تتنهد بصوت مرتفع،لن تتحمل دموعها،ليس في تلك المرة..ستنفجر..
بدأت بالفعل تتراجع للخلف وهي تضيف بنبرة متعبة :
"سأذهب لترتيب أغراضي،لكنني سأعود له حينما يأتي وقت الغذاء،سأرافقه للأسفل."

أعلنت بصوت حزين :
"هو لا يشاركنا الوجبات،لا يشاركنا أي شيئ في الواقع."

عبست بقوة لتجيبها رافضة :
"لكن هذا غير مقبول أبدا؟"

"ومالمقبول في كل تصرفاته التي أصبحت باردة ولامبالية،بل وخالية من الحياة حتى؟؟"

إنها محقة..لكن ذلك سيتغير بل يجب أن يتغير..
فتحت فمها لتجيبها،لكن خطوات قادمة من خلفها جعلتها تلتفت بسرعة لترى هوية القادم معتقدة أنه ابنها الأخر جاء يتفقدها ربما،لكن عيناها سرعان ما اتسعتا على أخرهما وهي ترى طفلة صغيرة..رائعة الجمال،والتي سرعان ما خاطبت حماتها السابقة قائلة بنبرة طفولية ناعمة جمدتها في مكانها :
"جدتي هل والدي مستيقظ،أود لو أراه؟؟"

ترنحت في مكانها بقوة وعيناها تجحظان في وجهها الذي أصبح بشحوب الجدران من حولها،وكادت تقع بالفعل لولا تدخل يدين من حيث لا تدري لتتلقفا جسدها المصدوم بطريقة لم تعرف لها مثيلا قط..

ابنته..ابنته!!!
لديه ابنة من امرأة غيرها..ابنة..ثمرة حب..حبهما!!!!

في وقت ما..
سمعت والدته تنادي باسمها بقلق،وحتى(حازم) الذي كان بالفعل قد انضم لهن،وكان هو من أسندها عندما كادت تقع بل وكان يهزها أيضا برقة لتستيقظ من جمودها..لتفعل أخيرا بالفعل لكن شياطين الجحيم كلها كانت تقفز من حولها في تلك اللحظة.
استدارت نحوه لتدفعه بقوة على صدره،وهي تصرخ به بصوت يملأه العذاب..القهر وألم الخيانة :
"لعنة الله عليك يا(حازم)،لعنة الله عليك،كيف تفعل بي هذا،كيف تخدعني وتقول بعدها ثقي بي،كيف لم تخبرني بأنه..بأن لديه..لديه..ابنة..ابنة..بينما أنا فقدت..فقدت.."

غامت عيناها فجأة بدموع كثيرة..كثيرة،لترفع يديها أمامه توقفه عندما حاول التقدم نحوها و الكلام معها..

"لا..توقف..اخرس..فقط اخرس..لا تتكلم..لا تقترب..دعني..دعوني كلكم..دعوني.."

تراجعت للخلف بتعثر وقلبها الهادر ينزف دما أحمرا..قانيا بداخل صدرها..لتضيف بنبرة مجروحة..متعبة وبغاية الإنكسار :
"فاليغفر الله لك يا(حازم)..فاليغفر لكم جميعا..لأنني أنا لن أفعل أبدا..أبدا لن أفعل أبدا..أبدا.."

وعند ذلك الحد ارتدت على عاقبيها وغادرت راكضة باتجاه غرفتها الجديدة.
وما إن أصبحت بداخلها حتى أغلقت بابها لتستند عليه بوهن،لكن قدميها لم تستطيعا حملها،ليس بعد تلك الصدمة التي تلقتها،راحت تتهاوى بهدوء حتى وقعت جالسة على الأرضية الرخامية الباردة،لكن ما تكونه برودة الأرضية أمام صقيعها الداخلي؟؟
كانت تريد أن تختفي..أن تموت..لكن حتى الموت في تلك اللحظة كان رفاهية بعيدة عنها.

وفي الخارج وقف(حازم)ووالدته..يتبادلان النظرات بذهول وصدمة،أما الصغيرة فقد تركتهم لتتسلل لجناح والدها الذي كان على وشك الخروج وقد وصل لمسامعه صراخ غاضب..تجاهله في البداية لكن فضوله غلبه،وعند انفتاح الباب صاح بسرعة مستعلما :
"من هناك،ومالذي يحدث في الخارج بحق الله؟؟."

"إنه أنا أبي(ورد)."

مد يده في الفراغ أمامه يحثها على الإقتراب منه وهو يقول بلهفة :
"تعالي يا حبيبتي،اجلسي بجانبي."

أمسكت بيده لتقترب منه تقبل خده،لتعلق ببراءة :
"شيئ غريب حدث منذ قليل أبي."

سألها باهتمام :
"أخبريني حبيبتي ماذا حدث،مالغريب؟؟"

شرحت له وهي تجلس بجانبه على الفراش :
"أردت الدخول لرؤيتك،فسألت جدتي التي كانت واقفة في الممر تتحدث مع امرأة شابة جميلة جدا."

علق عابسا وعقله يسجل المعلومة التي لم يخبره بها أحد (جميلة جدا)..
"لبد وأنها الممرضة،لكن مالغريب حبيبتي ومن كان يصرخ؟؟؟"

"هي كانت تصرخ على جدتي و(حازم)قالت كلاما غريبا!!"

عاد يسألها بفضول :
"هل تستطعين إخباري به؟؟"

وبخته بنبرة معترضة جعلته يبتسم وإن باقتضاب :
"أبي أنت كنت تقول لي دائما بأنه ليس من الجيد نقل الكلام الذي يقال..عيب."

حاول إقناعها بنبرة جدية :
"فقط لأتأكد بأن الممرضة لم تقم بفعل شيئ سيئ لجدتك وعمك حبيبتي."

تمتمت بنبرة شعر بها منزعجة :
"حسنا لكنني لا أظنك ستفهم لأنني أنا أيضا لم أفهم."

طالبها بنعومة وفضوله يكاد يقتله..تلك الممرضة ستفقده صوابه لا محالة :
"هلا حاولت من أجلي حبيبتي."

أجابته..
"عندما سألتُ جدتي إذا كان باستطاعتي رؤيتك،حدقت بي بطريقة غريبة،بدت كأنها تشعر بالمرض فجأة،عمي(حازم) ساعدها على الوقوف بعد أن كادت تقع لكنها لم تشكره بل دفعته بقوة لتبدأ بقول أشياء لا يحق لي قولها،كما أنها اتهمته بالخداع،لتركض مبتعدة..باكية..نادتها جدتي وحتى عمي لكنها لم تلتفت".

تجعد جبينه بتفكير وهو يحاول استيعاب كلامها.
(ورد) طفلة ذكية،لذا هو واثق من أنها نقلت له كل شيئ كما رأته وسمعته،لكن ما قالته غريب..بل غريب جدا..
عاد يسألها باهتمام :
"كل هذا بعد أن رأتك،هل أنت واثقة؟؟"

زادت من فضوله وحيرته حين أظافت بانزعاج :
"بالتأكيد..ثم هي بدت كأنها تتحدث عنا..أنا وأنت لا أدري..لم أفهم قلت لك."

حثها بلهفة وعقله بدأ يدور به باتجاه أشياء خشي الإعتراف بها حتى لنفسه :
"أعيدي كلامها (ورد)،هل تستطعين؟؟"

سكتت لثوان كأنها تتذكر أو حتى تستجمع أفكارها..لتقول بعدها..
"لديه ابنة..ابنة بينما أنا فقدت..فقدت..ولم تنهي جملتها بل بدأت بالبكاء وأخبرتهما بأنها لن تغفر لهما أبدا."

ضغط فجأة على كتفيها بقوة لاشعورية ليحثها بلهفة :
"قلت بأن عمك نادها وجدتك أيضا،مالإسم الذي كانا يناديانها به..ما اسمها؟؟"

هتفت بخوف :
"أبي أنت..أنت تؤلمني."

توسلها ويداه تضغطان رغما عنه على كتفيها الرقيقتين :
"اسمها (ورد)،فقط قولي اسمها حبيبتي وسأتركك؟؟!!."

تلعثمت بارتباك :
"أظنه..أظنه(هداية)."

وهناك..
سقطت يداه من عليها بقوة..وشهقة عميقة..مريرة..مصدومة هربت من بين شفتيه غصبا..
(هداية)..(هداية)..(هداية)!!!

لقد كانت بالفعل هي..إذا قلبه لم يكن يخدعه بعد كل شيئ أخر!!.......................................... .................................................. .................................................. .................................................. ..............................................

(يتبع)


أريج العمري غير متواجد حالياً  
قديم 09-09-17, 08:03 PM   #976

أريج العمري
 
الصورة الرمزية أريج العمري

? العضوٌ??? » 364246
?  التسِجيلٌ » Feb 2016
? مشَارَ?اتْي » 880
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Lebanon
?  نُقآطِيْ » أريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

أوقف سيارته قبالة مبنى الشركة منذ ما يقارب العشر دقائق مع ذلك لم يغادرها..كان سيفعل في الواقع،لكن تلك التي كان قادما من أجلها كانت تقف بالفعل عند البوابة الخارجية للمبنى،تحتمي بسقفها من الأمطار الغزيرة في الخارج،لكن إلى أين هي ذاهبة..أو بالأحرى بانتظار من؟؟

حسنا نظراتها التي كانت تجوب الشارع من اليمين لليسار بترقب،وكذا تفحصها المستمر لساعة يدها جعلاه يتكهن بأنها بانتظار أحدهم.
إنه منتصف الظهيرة مما يعني بأنها في استراحة الغذاء فهل تنتظر أحدا سيأخذها لتناوله أو ماذا؟؟؟

ضاقت نظراته عليها بتفحص سافر..
بدت تماما كالأمس بغاية الأناقة والجمال..لكن حقا من تراه تنتظر أيمكن أن يكون رجلا؟؟

انتفخت أوداجه برفض قاطع..ليتحرك للخارج أخيرا وقد حسم أمره،حتى المظلة التي سارع أحد حراسه لإخراجها من أجله رفضها بل ورفض لحاقه به هو شخصيا..
سار بخطوات حازمة..رشيقة..سريعة إلى حيث كانت تقف،وما إن أدركت وجوده أخيرا حتى رمقته بدهشة لتسأله باستغراب :

"مالذي تفعله هنا؟؟"

تشدق بفتور لم يتعمده،لكن يبدو بأن أفكاره كان لها دور في ذلك :
"أتعنين بأنك لم تتوقعي حضوري هذا اليوم؟؟"

رمته بنظرات عاصفة لتعلق ببرود لامبالي :
"لست ظلك لأتكهن بكل تصرفاتك."

صرح بنعومة..مستفزة :
"ليتك تكونين."

زفرت بضيق وهي تشيح بنظراتها بعيدا عنه :
"ألا تمل أبدا؟؟"

هز رأسه يمينا ويسارا علامة الرفض ليسألها بفضول :
"إذا أخبريني..مالذي تفعلينه هنا؟؟"

تمتمت عابسة :
"ليس من شأنك؟؟"

"أنا أجعله أحد شؤوني."

تأففت بنفاذ صبر واضح لتخرج هاتفها الخيلوي،ودون أن تعير وجوده أدنى اهتمام..راحت تضغط على الأرقام بأصابع بيضاء..رشيقة..لترفعه لأذنها،في حين تابعت عيناها التحديق في الشارع بعبوس،مجرد ثوان أو حتى دقيقة كاملة مضت قبل أن يسمعها تقول بنبرة رقيقة..متحمسة :

"أنا أسفة (هداية)،هل أزعجك،أود لو تعطيني رقم (حازم) إذ......."

تأهبت حواسه لذلك الإسم الذكوري الذي لفظته شفاهها كما تابع انعقاد حاجبيها المفاجئ بفضول واهتمام..
كانت تصغي كما يبدو لتلك(الهداية)..لكن مالذي تقوله لها لتتعاقب المشاعر على وجهها بتلك الطريقة المختلفة،السريعة؟؟؟اهتمام ..انزعاج وحتى قلق!!

"اهدئي (هداية) حبيبتي..أجل حسنا..أين أنت الأن..أجل فقط أخبريني بالعنوان سأتي حالا لا..لا تقلقي..أجل..أجل عرفته."

وذاك كل شيئ،أنزلت الهاتف أخيرا لتحدق فيه بعينين قلقتين قبل أن تفاجئه بالسؤال قائلة :
"أين سيارتك؟؟"

أشار للشارع حيث كان يوقفها بالفعل،وعلى مقربة منها سيارة الحرَس ليجيبها باختصار :
"هناك."

"تعالى إذا."

مدت يدها لتمسك برسغه بحزم جعل حاجبيه يرتفعان بسخرية أخفى خلفها انفعاله..وذهوله..لكنها لم تهتم بل تابعت جره خلفها كأنها اعتادت القيام بذلك طوال حياتها،ضغط على المفتاح الإلكتروني للسيارة يفتحها،والتي ما إن وصلا لها حتى اندفعت تجلس على الكرسي المجاور لمقعد السائق،بينما تحرك بدوره ليجلس على الكرسي بجوارها.
استدار نحوها وهو يستعد بالفعل للإنطلاق بالسيارة :
"إذا أين تريدين الذهاب؟؟"

واجهته بنظرات ضائعة..شاردة لتسأله بانزعاج..أيا ما يكن عليه الموضوع الذي جعلها في تلك الحالة فهو مهم جدا كما يبدو :
"ماذا..عفوا؟؟"

ذكرها بلطف :
"العنوان..أظنك ترغبين مني أن أوصلك لمكان ما؟؟"

حدقت فيه لثوان وقد أدركت لتوها ما قامت به،لكن ليس ذلك هو المهم الأن..المهم في تلك اللحظة حقا هو الوصول لابنة عمها التي لم تتوقع أبدا بأنها قد تنهار أو تتأثر بشيئ ما لتلك الدرجة التي واجهتها بها على الهاتف.

تفوهت بأشياء كثيرة معظمها شتائم كانت من نصيب (حازم)،الذي ما إن نطقت باسمه تطلب منها رقم هاتفه لتسأله إن كانت دعوته للغذاء لا تزال قائمة حتى قاطعتها صارخة..تأمرها بعدم نطق اسمه مرة أخرى..وأنه ليس سوى أناني وكاذب تماما كشقيقه الخائن النذل..وأشياء أخرى..كثيرة.
لم تحتاج للتفكير فيما ستفعله،لقد كانت بحاجتها و(كاسر الكاسب)كان الوحيد أمامها في تلك اللحظة،لذا استغلته كما تنوي أن تفعل كثيرا مستقبلا،لكن هل يستحق ذلك،ثم ما ذنبه هو؟؟؟

جالت نظراتها على جانب وجهه الرجولي تتأمله بفضول،هل فكرت حقا في وقت سابق بأنه غير جذاب؟؟
حسنا ربما هو ليس كذلك،ليس تلك الجاذبية الفجة التي قد تغشي عيون النساء،لكن مع ذلك به شيئ ما،شيئ يبدو.....
لكن هل أهدابه تلك حقيقية..إنها طويلة وكثيفة جدا لأن يملكها رجل!!

لحيته المشذبة التي تخفي شكل خدوده وفكه تناسبه حقا،والطريقة الرجولية التي يزدري بها ريقه..
تتبعت بانبهار بروز حنجرته أو ما يسمى بتفاحة أدم،لتنزل لكتفيه العريضتين وصدره المسطحة،لتستقر أخيرا على يديه القويتين اللتان كانتا تلامسان المقود باسترخاء وثقة.

الفرق بينه وبين (جاسر)كبير جدا،هو كان من النوع الذي قد يجذب مطلق امرأة من النظرة الأولى،لكن ربما وعندما تتعرف عليه أكثر قد لا تحبه،وقد تتعلق به يائسة مثلما تفعل هي الأن.
لكن (كاسر الكاسب) مختلف..بل مختلف جدا أيضا،وإحساسها الوليد باختلافه ذاك لا يعجبها..لا يخيفها نعم،لكن أيضا يزعجها..يجعلها تشعر بالتخبط..بالإنفعال..بمشاعر كثيرة مختلفة معظمها يثير حنقها،وذاك شيئ لم تعرفه أبدا مع (جاسر)..(جاسر)الذي انبهرت به من أول نظرة وأحبته،لكن قبل ذلك اختارته..
كان خيارها وحدها!!

والدها الحكيم بعكسها يؤكد دائما على أن اختيارات المرء لا تكون صائبة على الدوام،قد تصيب وقد تخيب..
هناك ربما وذلك نادر جدا أشخاص يعرفون بالضبط ما يريدونه ويسعون له،لن يزعزعهم شيئ عن الخطة التي رسموها بذكاء ومثابرة..
وهناك أيضا أخرين يعافرون حتى يتوصلوا لشيئ قد يقتنعون به،مجرد اقتناع فقط قريب من الخيار الأساسي..
وهناك الصنف الذي تكونه هي،تتعلق بالشيئ أو الشخص بسرعة مذهلة فلا تعود ترى غيره حتى تصطدم بأنها فقدته،لتستمر بالعيش على أمل استعادته.
لكن حقا..
(جاسر) ليس مجرد شيئ ولا حتى شخص عابر بحياتها،لقد كان الرجل الذي ستتزوجه..الذي اختارته لتمنحه نفسها،وتبني معه أسرة ومستقبل،و هي نوعا ما لا تزال تريد ذلك مع أن كرامتها ومنذ تلك النظرة الباردة..الامبالية التي منحها لها بالأمس تطالبها بحسم الأمر أخيرا معه..بطي صفحته والإستمرار،لكن لا بانتظار عودته بل بنسيانه......

عاد مرافقها لمقاطعة أفكارها بنبرته الرجولية التي كانت تجمع بين القوة..الرقة والتفهم.
رباه هل يهتم بها وبمشاعرها حقا بتلك الطريقة التي يُظهرها لها؟؟
"إذا..هل ستخبرينني بالعنوان؟؟"

أجابته تخبره بما يريده قبل أن تعود لشرودها..كانت على وشك الإستناد لكرسيها عندما سمعته يتساءل بدهشة :
"فيلا(آل.فياض)هل أنت واثقة؟؟"

استدارت نحوه تجيبه بفتور :
"بالطبع واثقة،لا أظن بأن ابنة عمي قد تخطأ في معرفة مكان تواجدها."

"ابنة عمك لكن ما علاقتها بهم؟؟."

"هل تعرفهم؟؟"

أكد لها بحزم :
"بالطبع أعرفهم..بالمناسبة ذاك(الحازم) الذي كنت تسألين عنه هل هو نفسه(حازم فياض)؟؟"

اكتفت بهز رأسها له علامة الموافقة..ليتابع متساءلا بتجهم واضح :
"لكن ما علاقتك أنت أو ابنة عمك بهم؟؟."

"إن كنت تعرفهم كما تقول،فلبد وأنك سمعت بزواج(طارق) شقيقه الأكبر قبل سنوات."

أجابها متساءلا بحيرة :
"بالطبع أعرف،لكن أي الزيجتين تقصدين الأولى أو الثانية؟؟"

كأنها بحاجة ليذكرها بأن النذل الأخر ترك ابنة عمها محطمة تماما..ليرتبط هو بسرعة البرق بأخرى..
يبدو بأن كثرة الزيجات شيئ عادي في عائلتهم وعند معارفهم أيضا،لقد أخبرها ووالديها في الوادي بأن والده تزوج لثلاث مرات،و(طارق)مرتان..فماذا بعد؟؟
تمتمت وهي تزم شفتيها بامتعاض :
"الأولى..وعلى فكرة كانت العروس ابنة عمي(هداية)."

التفت نحوها بسرعة وقد بدت ملامحه بغاية الغرابة ليتساءل بحيرة :
"أنت ابنة عم طليقة(طارق)حقا،لكن مالذي تفعله هي في منزله،لقد علمت من جدتي بأنه وبعد حادثته لا يرى أحدا مطلقا؟؟."

تجهمت ملامحها بطريقة واضحة لتسأله بتعجب :
"جدتك!!ما نوع المعرفة التي تجمعك و(آل.فياض) بالضبط؟؟".

أجابها ببساطة :
"أبناء خالة..والدة(طارق) و(حازم) تكون خالتي،شقيقة والدتي رحمها الله."

شهقت بصوت مرتفع وقد فاجأها تماما..

حسنا لقد كثرت الصدف التي تزيد من ربطهما معا منذ أول لقاء بينهما في الوادي.
أولا اكتشافها بأنه من (آل.كاسب)،بل وشقيق المرأة التي خطفت خطيبها،
وثانيا علاقة القرابة بينه وبين طليق(هداية) النذل،أليس الأمر غريبا؟؟
لا ولقد كانت محقة تماما بشأن تفكيرها عن حب رجال عائلته للزواج مرات عدة!!

"ألن تعلقي بشيئ؟؟"

ردت بجمود وقد أزعجتها فكرتها الأخيرة :
"لقد نجحت أخيرا في إخراسي."

صرح بنبرة صادقة شدت انتباهها :
"لم أرد أبدا إخراسك (غيث)،بل إثارة انتباهك..إعجابك ربما....."
أشار بيده في الهواء بحركة مفاجئة ليغير الموضوع بسرعة :
"لندع هذا في الوقت الحاضر،وأخبريني ما بها ابنة عمك،ولما كنت بانتظار (حازم)؟؟"

ردت باستخفاف مستنكر :
"وهل تظن بأن قرابتك لهم قد تجعلني أخبرك بكل ما يدور بيني وبينهم؟"

أعلن بحبور أثار دهشتها :
"ولما لا،لا أظن بأن الأمر يحوي أسرارا خطيرة،بل ولأكون صادقا معك،أنا سعيد جدا بهذه المعلومات فهذا يعني بأنني أنا وأنت أقرباء نوعا ما."

شهقت باستنكار لتقول بنفور ظاهر :
"هل أنت أبله،ابن خالتك دمر ابنة عمي مما يعني بأننا أعداء وليس أقرباء."

أوقف سيارته أخيرا أمام البوابة الخارجية لما يبدو منزل خالته،ليطلق البوق عدة مرات قبل أن يلتفت نحوها ليرد عليها بثقة وعيناه الرصاصيتن تتفرسان في ملامحها بعمق مربك :
"مخطئة (سندريلا) أنا وأنت سنكون أشياء كثيرة جدا،وأؤكد لك مصطلح الأعداء ليس أحدها،بل ما أسعى أنا له هو عكس الكلمة تماما."

ارتفعت الدماء حارة وقانية لتصبغ وجنتيها وقد قفزت الكلمة المضادة لتصفع عقلها بقوة..(أحباء)ذاك ما كان يقصد!!
إنه جريئ جدا..واثق وصريح حد الوقاحة،ويحتاج درسا في الأخلاق و التواضع بطريقة عاجلة ويائسة.
أشاحت بوجهها عنه لتراقب الحارس الشاب الذي ركض ناحيته يتعرف على هويته قبل أن يحييه بحبور..ليعود للبوابة التي فتحها على مصرعيها..
حدقت للخارج بفضول..
الحديقة كانت واسعة جدا،والحق يقال أكثر من رائعة،كل تلك الأشجار والخضرة..شيئ يبهج النظر،تماما كما مسقط رأسها.
أما الفيلا الضخمة التي ظهرت في أخر الممر فقد بدت شامخة ومهيبة..
ارتفع أحد حاجبيها باستغراب وهي تفكر بأن ابنة عمها عاشت هناك حقا،كفرد من أفراد المكان وإن لبضعة أشهر..
إنهم أثرياء جدا(كآل.كاسب)،عائلتها أبدا لم تكن من النوع الذي يهتم للمال والمكانة الإجتماعية،لم يكونوا أبدا فقراء أو محتاجين مع ذلك ليسوا أيضا بذلك الثراء،لذا لم تكن تهتم حقا..
لكنها أيضا تتذكر جيدا وإن على شكل ومضات خاطفة،المشاكل التي عرفتها(هداية)مع عائلة طليقها بسبب نسبها المتواضع،والذي ربما كان السبب في فشل زواجها ككل.
كانت حينها مجرد مراهقة صغيرة،لم تكن مولعة بمشاكل الكبار،لكنها الأن داخل لعبتهم شاءت أو أبت،وبالعودة لخطيبها السابق هو أيضا من أصل متواضع جدا،فهل سيقبلون به،أو أن ما يسري على النساء ليس الشيئ ذاته بالنسبة للرجال؟؟
(كاسر) يلاحقوها باستماتة،يكرر على الدوام أن غرضه جدي،وفرضا بادلته مشاعره،وقبلت به،هل سترضا بها عائلته أو ستكرر قصة (هداية)؟؟

اعتلى جبينها عبوس طفيف،وقبل أن تعي ماذا تفعل أو تقول فضحها لسانها..

"أتعرف بأن السبب الرئيسي لفشل الإرتباط بين ابن خالتك وابنة عمي،هو بسبب اختلاف المستويات الإجتماعية بينهما،خالتك لم تتقبلها أبدا؟؟!!"

عاد يوقف سيارته أمام الدَّرَجات القليلة المؤدية للبواية الداخلية للفيلا ليقول بنبرة جدية :
"لو كانت إرادتهما قوية بشأن إنجاح ذاك الزواج،ما كان أي شيئ أو شخص في الدنيا بأسرها لينجح في إبعادهما عن بعضهما البعض."

عارضته بثقة وهي تهز رأسها رافضة :
"أنا لا أوافقك الرأي أبدا،لينجح الإرتباط بين شخصين يجب أن يكون جميع الأطراف متفقين خاصة الوالدين،المرأة عندما تقرر الدخول لعائلة أخرى،لا ترتبط بالزوج بمفرده..بل بالعائلة ككل..لذا يجب أن يرضا الجميع بها."

"هي لن تعيش مع الأسرة كلها،ثم لو كان الزوج راضيا عنها..يريدها حقا سيعمل على جعل عائلته يقتنعون..بل ويقبلون أيضا بها مع الوقت."

هزت كتفيها بعدم اكتراث لتجيبه بعناد :
"ربما لكن ذلك لا يحدث بتلك السهولة للأسف،في البداية تكون مشاعر الرجل قوية وحامية،يظن بأنه مستعد لمحاربة الجميع من أجل عروسه،لكن متى ما يحصل عليها تفتر العلاقة شيئا فشيئا،لا أقول بأن الحب ينتهي،لكن الظروف المحيطة بهما ستضيق الخناق عليهما،عائلته وخاصة والدته الرافضة ستترصد الأخطاء لهما..للزوجة بالخصوص،ويوما بعد يوم ومهما كان الحب عميقا وقويا سيذبل ويموت."

صرح بلطف وعيناه تحدجانها بحنان لا ينضب :
"أمي ميتة كما تعلمين،لذا فأنت أمنة تماما من هكذا تهديد."

دافعت عن نفسها بحرارة وهي تشير بيدها في الهواء بغضب :
"لم أكن أتحدث عنا..أعني عنك وعني كنت فقط أخبرك بحقيقة الواقع."

منحها ابتسامة متفهمة،ليقول محاولا إقناعها بوجهة نظره :
"الواقع نحن من نصنعه(غيث) أنا..أنت..العائلة ثم المجتمع..نشكله كيفما نشاء ونبغي،ولو كان أحدنا جديا وراغبا بما فيه الكفاية،يستطيع أن يحارب الجميع،أو على الأقل أن يحارب محيطه ليجد سعادته."

ضيقت عينيها عليه لتسأله متحدية :
"تبدو واثقا جدا،لكن أخبرني الأن،لو أنك أحببت امرأة ما رفضتها عأئلتك،هل ستتحداهم وتحاربهم كما تقول،لتكون معها..لتختارها؟؟".

ولم يجبها مما جعلها تحدق فيه لبرهة بانتصار وقد أدركت من تقاسيمه المتجهمة بأنها هزمته.
لكن عينيه..النظرة الشاردة التي سكنتهما فجأة،وذلك التعبير الكئيب الذي ظهر وسط أعماقهما الرمادية جعل بهجتها بالإنتصار تخبو بطريقة غريبة،لقد كان ببساطة مترددا..(طارق)أخر تماما كما توقعت.

زفرت بضيق لتستدير تريد مغادرة السيارة ككل،لكنه ولدهشتها أعادها لمكانها بقبضة يده القوية..الحازمة..
تنقلت بنظراتها الغاضبة بين يده التي لا تزال تضغط على رسغها ووجهه المتجهم،لتأمره بصوت..بارد..غاضب :
"اتركني هل جننت؟؟"

صرح فجأة بصوت غريب..غريب :
"لقد سبق وقمت بخياري بالفعل،تركت المرأة التي ظننتني أحبها،بل جعلت والدي يتخلص منها من أجلي."

اتسعت عيناها على أخرهما وقد أخرسها اعترافه للمرة الثانية ذلك اليوم.

هو أيضا لم يضف شيئا أخر على ما تفوه به..فقط ظل يحدق فيها بنظرات عميقة..يملأها عذاب صامت،كأنه يعيش تلك اللحظات مجددا،أو كأنه يرى حبيبته فيها ربما..
لم تستطع حقا تفسير ما كان يدور في أعماقهما المكفهرة..
تمتمت أخيرا بنعومة،وقد شعرت فجأة بالشفقة عليه :
"مالذي حدث؟؟"

عاد يقول بشرود كئيب :
"التقيتها في لندن،بالضبط في الجامعة،بدورها كانت هناك من أجل الدراسة بعد أن حصلت على منحة دراسية بسبب ذكاءها وتفوقها،تزوجنا في السفارة،كنت يافعا ومغرما لأول مرة في حياتي،لكن عندما علم والدي جعلني أقوم بالإختيار،ولقد اخترت عائلتي."

تساءلت بفضول لم تستطع كبحه :
"لماذا رفضوها؟"

تمتم بمرارة :
"بل قولي لماذا سيقبلون بها،كانت مختلفة جدا..متمردة حقيقية،لايهمها شيئ أو أحد،تفعل كل شيئ تريده وقت ما تريده،لم تكن لتناسبني أبدا؟؟!!."

أعلنت بازدراء :
"هل ذاك ما أخبروك به لتقتنع بالتخلي عنها؟؟"

هز رأسه علامة النفي ليجيبها بهدوء مستفز :
"بل ذاك ما أدركته لكن بعد فوات الأوان،ربما كنت مضطرا حينها..مستسلما..ضعيفا حتى لأدافع عنها وعن رغباتي،أو كما سبق و أخبرتك..يافعا جدا لأختارها،لكن الأن وعندما أفكر في الماضي أشعر بأنني ما كنت لأكمل معها بكل حال من الأحوال،لن أكذب عليك سأنجذب لها جسديا على الأقل،إذ كانت جميلة جدا،لكن شخصيتها..عائلتها..محيطها..كل ذلك ما كان أبدا ليناسبني."

سخرت منه بقسوة تعمدتها :
"(كاسر الكاسب)ابن الحسب والنسب،أتعرف بأنك متناقض،منذ قليل فقط كنت تدافع عن حقك في الحب والإختيار،ولا أدري ماذا أيضا والأن تخبرني بالعكس........."

اعتدلت في جلستها لتصبح في مواجهته بطريقة كاملة قبل أن تتابع بنبرة متهمة..غير راضية :
"لقد كانت اختيارك منذ البداية،أنت أحببتها وتزوجتها،إذا لما لم تفكر حينها في تمردها واختلافها كما قلت،لما انتظرت حتى اعترض والدك وطالبك أو بالأحرى أمرك بتركها لتفعل،لما لم تحارب كما كنت تردد من قليل؟؟"

هز رأسه رافضا اتهامها ليصرح بنبرة صادقة جدا :
"صدقيني لو عرفت والدي أو أنا شخصيا لأدركت بأننا لا نتعامل مع الشخص انطلاقا من حسبه ونسبه،بل أخلاقه وسمعته أهم لدينا من أي شيئ أخر،وما عرفه عنها جعله يتدخل لينهي كل شيئ،ربما لو كنت أكبر قليلا كنت حاربته كما تقولين أو حتى تمردت،لكنني كنت ضعيفا حقا،والأهم من هذا كله هو نجاحه في إقناعي،جعلني أرى ما كنت غافلا عنه؟؟"

"حسنا سأقتنع بحجتك،سأصدق بأن الوقت كان غير مناسبا لتحب وترتبط مع أنني ضد هذه الفكرة إذ أن مشاعر الحب لا تسير وفق وقت معين،لكن دعنا نعود للوقت الراهن،لنفرض أنه والأن تماما وقعت في حب امرأة عادية،أخلاقها حسنة لكن نسبها متواضع جدا،لكن والدك وللمرة الثانية تدخل،وجعلك بطريقة أو أخرى ترى بأنها لا تناسبك ولن تكون،هل ستستسلم له أو ستحارب من أجلها،من أجلكما معا؟؟"

ما إن أنهت سؤالها حتى شعرت بقبضة يده تشتد على رسغها بقوة ألمتها،لتتفاجأ بنبرة صوته الواثقة..القوية التي ساندها بنظرات عينيه المليئة بالتصميم والتوعد :
"لن يحدث أبدا يا (غيث)،أقسم لك،لا أحد..حتى ولو كان والدي أو أسرتي بكاملها سيجعلونني أتخلى عنك..أبدا..أبدا أقسم لك."

اتسعت عيناها على أخرهما وقد صدمها رده..بل حديثه عنها..كان يبدو..بل كان واثقا من أنها ستكون له،كأن المسألة متوقفة فقط على موافقة عائلته من عدمها،وتلك أيضا حسمها بسرعة وثقة.
هل هو مجنون ربما..إنها أبدا لم تظهر له أية مشاعر،بل لقاءها به حدث منذ أيام قليلة فقط..أسابيع حتى وهي أيضا لا شيئ فكيف..كيف يثق بأنها المرأة المناسبة له،الإرتباط بين أي اثنين لا يحدث بتلك السرعة الخارقة،كل شيئ في الدنيا يسير ضمن حدود معينة،يجب العمل بها بل واحترامها،والا عمت الفوضى،والإرتباط ليس استثناءا،
فهل تكون عائلة (إبليس) الإستثناء الذي يثبت القاعدة،لهم حدودهم المعينة،وقانونهم الخاص بهم ربما؟؟؟

أخرجها من أفكارها الحائرة بهمس اسمها برقة شعرتها تدغدغ حواسها مما جعلها تتحرك باتجاه الباب تريد الهروب منه وهي تقول باضطراب :
"يجب أن أذهب (لهداية)."

أكد لها ويده لاتزال تشد رسغها باصرار :
"أنا صادق جدا (غيث)،لا أريدك لأيام أو أشهر أو حتى سنوات بل للعمر بأسره،أنت خياري واختياري،وسأحاربك حتى أنتِ لأحصل عليك."

تلعثمت بارتباك وصدرها يعلو وينخفض بطريقة واضحة :
"أنت..أنت......"

قاطعها بنبرة رجولية متفاخرة لكن تقاطيعه الخشنة كانت تبدو بغاية الإسترخاء والرضا :
"مجنون كما اعتدت أن تقولي لي..لكن جنوني دائم هذه المرة،وليس قابلا للتغيير أو المفاوضة."

"أنا لن أرتبط أبدا بشخص لا أحبه بل لا يعجبني حتى؟؟"

تساءل بمكر وعيناه تتفرسان فيها بطريقة أشعرتها بأنها محاصرة :
"ألا أعجبك ولو قليلا جدا؟؟"

احمرت رغما عنها وذلك الجانب الصغير..المتمرد..الغريب الذي لا تفهمه بأعماقها..بدأ بالإعتراض..ويبدو أنه أحس بها إذ سرعان ما أظاف بشيئ من المرح مع أن عيناه لم تتوقفا عن متابعة كل تعبير أو شعور يعتري ولو بطريقة عابرة ملامحها :

"إن كان سؤالي صعب جدا عليك فلا تجيبيني عنه،ليس الأن على الأقل،لكن أخبريني شيئا أخر،لماذا تفترضين بأنك لن تحبيني،على حد علمي أنا كغيري من الرجال،قابل للحب..صدقيني؟!!."

قابل للحب!!
إنها لا تعرف في الحقيقة أو تعرف نوعا ما!!
إذ أنه رجل ثري..ناجح..من أسرة معروفة وعريقة،والأهم من ذلك كله هو رجل جيد،مظهره حسن،وأخلاقه أي نعم لاتملك عنها معلومات وافرة الا أن حدسها يخبرها بأنها جيدة،إذا فهو الرجل المثالي لأي أنثى تبحث عن المواصفات المثالية لكن مهلا....

هل تلك هي المقاييس التي يقاس بها الحب ومدى قابلية المرأ له،وهل هو كذلك حقا؟؟

لحاقه بها..مغازلاته..وقاحته..ذلك شيئ لا يمكن أبدا وصفه بالمثالية،كما أنه وبعد أن أخبرها بقصته أظهر لها جانبه الأخر الذي يمكنه أن يخطأ أو حتى يضعف تماما مثلها ومثل أي شخص أخر غيرهما لكن..لكن....

قاطع أفكارها مجددا بنبرة حانية مطمئنة :
"أوقفي ذلك العقل الديناميكي لديك لشيئ من الوقت،وامنحي لي فرصة..فرصة واحدة..إن خيبت أملك بعدها بإمكانك دائما إرسالي للجحيم كما ترددين دائما."

ليت الأمر بتلك السهولة لكانت أوقفته منذ زمن..أشاحت بنظراتها بعيدا لتعترف له بمرارة :
"لا أستطيع لقد أخطأت مرة ولا أريد أن أخطأ مجددا."

علق بصدق :
"مع أنني لا أفهم ماذا تقصدين بالضبط،الا أنني أؤكد لك جميعنا نخطأ،لكننا لا نتوقف عند ذلك بل نستمر."

"إنها مسألة رغبة،وأنا حاليا لا أملكها."

"ستفعلين ثقي بي."

تنهدت بصوت مرتفع لتحاول تغيير الموضوع وهي تجذب يدها بقوة ولدهشتها حررها في تلك المرة :
"لقد تأخرنا حقا،(هداية)ليست بحالة جيدة."

"فقط عديني بشيئ."

حدقت فيه بتساءل صامت وهي تدلك مكان قبضته بدون شعور..ليضيف أخيرا برجاء نطقت به عينيه قبل لسانه :
"بأنك ستتناولين العشاء معي الليلة."

هتفت باستنكار :
"هل تصغي لنفسك،أنا لست قادمة من لندن،بل من الوادي،هل تذكره وهل تذكر والدي؟؟"

منحها ابتسامة رائعة جعلتها ترفع أحد حاجبيها استغرابا..ليجيبها بثقته المعتادة..المغيظة :
"أتذكرهما خاصة والدك،ولا تقلقي ما كنت لأفعل شيئا قد يضير به أو بك."

تساءلت بفضول وهي ترى اهتمامه بوالدها بل ولمعان عينيه بالإحترام حينما ذكره :
"وهل تعتقد بأن والدي سيكون راضيا عن طلبك هذا؟؟"

عاد للتصريح بثقة أثارت ريبتها :
"دعي والدك لي أنا..أنا سأتكفل به."

"يا للثقة........."
زمت شفتيها بامتعاض ليس من ثقته فقط بل لإحساسها بأن والدها سيكون حتما في صفه..
أظافت ببرود وهي تهز رأسها رافضة :
"مع ذلك لا يصح."

عاد يقترح بإصرار :
"ماذا عن الغذاء إذا،ليوم الغد طبعا؟"

بادلته النظرات لثوان..مترددة بين القبول والرفض..لا تريد منحه أملا واهيا خاصة وهي تشعر برغبة رهيبة في التراجع عن كل خططها السابقة..لا تريد خداعه ليس لأنه لايستحق فقط بل وأيضا لأن (جاسر) اختار طريقه بالفعل ولا جدوى حقا من محاولة استعادته أو حتى الإنتقام..وأيضا صلة القرابة التي تربطه من بعيد بماضي(هداية) والتي اكتشفتها منذ قليل..تجعلها تفكر ألف مرة قبل التورط معه..

ربما عليها مرافقته للغذاء لمرة واحدة..واحدة فقط..كي تخبره بأنها من المستحيل أن ترتبط معه بأي شيئ خاص أو حميمي..

وذاك ما أعلنت عنه قبل أن تنسل خارجة من سيارته،لتركض هاربة منه ومن المطر باتجاه الفيلا..وهو كان في أعقابها.................................... .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. ..................................

(يتبع)


أريج العمري غير متواجد حالياً  
قديم 09-09-17, 08:05 PM   #977

أريج العمري
 
الصورة الرمزية أريج العمري

? العضوٌ??? » 364246
?  التسِجيلٌ » Feb 2016
? مشَارَ?اتْي » 880
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Lebanon
?  نُقآطِيْ » أريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

جلست على حافة النافذة تحدق بتساقط المطر بكآبة وقنوط..
ليلة الأمس كانت مميزة جدا..فرحت من كل قلبها لابنة عمها التي يبدو بأنها في طريقها لإيجاد سعادتها الخاصة،لكن بعد مغادرتها ذلك الصباح رفقة زوجها لزيارة جدته،ها هي تجد نفسها وحيدة..بائسة وتكاد تموت من شدة الملل،والجو المكفهر في الخارج كان يزيد من شعورها بالإختناق والعزلة وهي لم تكن تحبها..بل لا تحبها أبدا..
بنات عمها الأخريات أظهرن العداء نحوها بعد الإستعداد الذي أظهرته بالأمس لتساعد وتسعد أختهن الغير الشقيقة،حقد والدتهن امتد لهن،حسنا هي تظل ابنة المرأة التي سرقت منهما والدهما،وهي تتفهمهما رغم كل شيئ،لكنها أيضا لا تستطيع معاداة(روان)،بل تجدها مظلومة بقدرهن،إن لم يكن أكثر منهن أيضا،فهما على الأقل حظيتا بوالدتهما بعكسها،أليس كذلك؟؟

(أسرار) وبعد وصلة الجنون التي قدمتها بالأمس،ظهرت فقط في الفترة التي تواجد فيها (غالب)داخل القصر،وبرحيله عادت لغرفتها تندب حظها..تحيك الخطط..تنام..تبكي..لا تدري في الواقع..ولا تهتم أيضا..

الأكبر سنا أي جدتها..والدتها وزوجات أعمامها،كل انشغلت بشيئ خاص بها،وهكذا وجدت نفسها وحيدة،لو أن شعورها صوب (هند)كان لا يزال قويا كما السابق كانت ربما اتصلت بها،لكن كل ما حدث في الأونة الأخيرة جعلها تتغير نحوها.

تنهدت بصوت مرتفع لتعود بنظراتها للداخل،وفي تلك اللحظة لمحت والدتها،قفزت واقفة لتلحق بها،
أحاطتها بذراعيها لتتوسلها بلهفة :
"أمي دعينا نخرج،لنذهب للمركز التجاري أو للحديقة أو لأي مكان أخر رجاءا؟؟"

زجرتها باستخفاف :
"في هذا الجو الماطر..البارد هل أنت مجنونة؟؟"

شرحت بحماس :
"عندما يتساقط المطر لا يكون البرد شديدا،ثم (روان) و(غالب) خرجا بالفعل فلما لا نفعل نحن؟؟"

أتاها صوت والدها من الخلف ممازحا :
"جدي زوجا لك أولا،ثم اخرجي معه كما تشائين."

استدارت لتتعلق به،وهي تقول بنبرة متوسلة :
"أبي أرجوك لنخرج،أشعر بأنني سأختنق اليوم إن لم أفعل."

"اطلبي من بنات عمك،وسأخبر السائق ب....."

قاطعته بسرعة ولهفة :
"لا..لا أبي أرجوك،هن لا يكلمنني حتى."

تساءلت والدتها بشيئ من العطف :
"بسبب اهتمامك الزائد(بروان)،أليس كذلك؟؟"

اعترضت بحنق وهي تضرب قدميها بالأرض كطفلة صغيرة غاضبة :
"أمي هذا ليس عدلا،(روان)ابنة عمي أيضا وأنا أحبها."

واستها بلطف :
"ما فعلته ليس خاطئا حبيبتي فقط الظروف ليست مناسبة،هذا كل شيئ."

تبادلت وزوجها النظرات بحزن لتضيف معتذرة :
"أنا لا أستطيع الخروج الأن اعذريني حبيبتي،هذا الجو يجعلني أصاب بالمرض."

تابع والدها من بعدها يقول عذره بدوره..
حسنا ألم يكن الأمر دائما كذلك؟
"وأنا سألحق بجدك،وعمك في غرفة المكتب،لدينا موضوع هام نتحدث به،لما لا تخرجين مع صديقتك،خذي السائق والحرس،اذهبي للتسوق،أو للغذاء،فقط لا تفارقي الحرس."

هزت رأسها موافقة وهي تسدل أهدابها على عينيها،تخفي بهما حزنهما وخيبة أملهما،لتفكر بمرارة وهي تصعد الدرج باتجاه غرفتها..
هل هو صعب جدا عليهما أن يرافقاها وإن من باب التغيير،أن يخرجا معها يتحدثان..يضحكان..يتسامران كأي أبوين طبعيين،بل كأية عائلة طبيعية؟؟
الا يختنقان من الروتين..من جو القصر الذي لا يتبدل ولن يفعل والأهم من ذلك،الا يهتمان لها..لمعرفة أخبارها..دواخلها..هي تبقى ابنتهما الوحيدة بعد سفر شقيقها للدراسة في الخارج ليستقر به الأمر هناك،أليس كذلك؟!!
المال الكثير..التسوق والخروج برفقة الحرس ليس بالشيئ الذي قد يغير مزاجها،فقط لو تملك أصدقاء أو حتى عائلة كبيرة..كبيرة بعيدا عن جانب(آل.كاسب).
خالات وأخوال..جدة أخرى ربما..لكانت قصدتهم أو......
هزت رأسها بحزن وأسى لتفتح خزانة ملابسها..
لقد سمحا لها بالخروج وحتى ذلك أيضا لا يحدث كل يوم إذا لتستغل الفرصة.،لتخرج وتستمتع وإن كانت بمفردها.
غيرت ملابسها لبنطلون جينز أسود وقميص بنفس اللون تصل لحدود الركبة واسعة لكن أنيقة،اختارت حذاءا جلديا طويلا،لتستبدل عباءتها السوداء بمعطف دافئ من الفراء والجلد،الجو في الخارج لم يكن صالحا لارتداء تلك الأخيرة..
وضعت حجابها كيفما اتفق ثم غادرت.
أسرع أحد الحراس الذين لبد وأخبرهم والدها بخروجها يستقبلها بالمظلة ليفتح لها باب السيارة عندما وصلا لها.

ما إن أصبحت بداخلها حتى همست له باقتضاب :
"سِر بنا فقط في شوارع المدينة،حتى أقرر المكان الذي سأذهب له."

أجابها باحترام :
"أمرك أنستي."

وانطلقت السيارة بالفعل تعبر طرقات المدينة بهدوء مغيظ،المطر في الخارج كان كالوحش الهادر يجعل الجميع يهربون.
من يضع أيديه على رأسه اتقاءا لزخاته الغاضبة..من يملك بالفعل مظلة تتلاعب بها الرياح..من يجر عربات محملة بالخضر والفواكه..حتما كان يسترزق من بيعها..مجموعة من الفتيات بثياب متشابهة لبد وأنهن تلميذات في مدرسة خاصة يتراكضن ضاحكات..لا هموم بعد نجحت في اقتحام عقولهن الصغيرة،وسيارات على اختلاف أشكالها وألوانها أيضا..العديد منها في الواقع،كأنهن في سباق مع الزمن.
الكل كان يهرب من المطر..من البلل والبرد وهي رغم كرهها للشتاء هاهي تخرج لها..تبحث فيها عن خلاص لن تناله حتما لوحدتها.

قفزت لوحة كبرى للإعلانات التي تزين الشوارع بالعادة لتعترض نظرها..قرأتها بدون شعور..

"مطعم ومقهى(ميرامار)العائلي على بعد ربع ساعة "

(ميرامار) أو بمعنى(تأمل البحر)أو (أنظر للبحر)..ربما المطعم يطل على البحر في النهاية؟.
سألت السائق مستعلمة :
"هل تعرف المطعم الموجود اسمه على اللوحة التي مررنا من عندها حالا (ميرامار)؟؟"

أجابها باحترام :
"لم أقصده سابقا لكنني سمعت بأنه مطعم محترم وجيد أنستي."

"هل يطل على البحر؟؟"

"أجل أنستي."

"إذا خذني له؟؟"

"أمرك أنستي."

أنهت كلماتها المقتضبة مع السائق لتعود لوضعيتها السابقة..تستند لكرسيها تتأمل كل شيئ ولا شيئ من حولها.
مجرد دورة قصيرة بالسيارة وصعود تلة منخفضة ثم توقفوا أمام المطعم الذي كان بالفعل قريبا.
سارع حارسها للخروج وهو يفتح لها المظلة،وما إن وصلا لردهة المطعم حتى سألته باهتمام :
"هل أنت جائع؟؟"

ظهر الإرتباك على ملامحه مما جعلها تنادي على أحد الندل والذي لب نداءها سريعا ليحييها باحترام :
"نهارك سعيد أنستي..سيدي هل أرشدكما لطاولة؟؟."

سألته كأنه لم يتحدث :
"هل باستطاعتك تجهيز أكل لشخصين ليتم أخذه."

هز رأسه موافقا..
"بالتأكيد فقط أخبراني بما تريدانه؟؟"

التفتت للحارس تأمره :
"أخبره ما تريده ثم اذهب لتتغذى مع زميلك،أنا سأجلس لبعض الوقت؟؟"

شكرها بامتنان :
"حاضر أنستي،سننتظرك وشكرا لك."

هزت له رأسها،لتعود للنادل تطلب منه بلطف :
"هل تحضر لي فنجانا من الكاكاو الساخن من فضلك،وحالما أشعر بالجوع سأطلب الغذاء."

انحنى لها باحترام :
"أمرك سيدتي،هل أرشدك لطاولة ما أو......."

قاطعته وهي تبتعد بالفعل باتجاه أكثر واحدة بعيدة ومنعزلة وتطل أيضا على البحر :
"لقد رأيت واحدة..شكرا لك."

ما إن تركتهما حتى اتجهت بالفعل لطاولتها المنشودة،أزالت معطفها،وضعته بجانب حقيبة يدها على الكرسي بجوارها لتلتفت للنافذة تحدق للخارج بشرود.
المطعم لم يكن مكتضا و....حسنا من قد يخرج للغذاء في ذلك الجو البارد غير الحمقى واليائسين مثلها وطبعا الموظفين المظطرين للخروج والعمل من الأساس..
بالإضافة (لغالب)و(روان)،ترى هل يأخذها لجدته بالفعل أو ليستفرد بها؟؟

ارتسمت نصف ابتسامة على ثغرها لتفكر بأن هناك شيئ ما ستفعله على الأقل في المساء،وهو إجبارها على الإعتراف بكل شيئ،
اتسعت ابتسامتها قليلا لكنها سرعان ما اختفت عندما سمعت صوتا رجوليا يسألها بترفع :
"هل تسمحين لي بالجلوس معك قليلا؟؟"

ارتفعت نظراتها باتجاهه،لتجده شابا أنيقا في نهاية العشرينيات،لكنه كان غريبا تماما عنها ونظرات عينيه المليئة بالإعجاب والموجهة لها،لم تستسغها مما جعلها تهز رأسها رافضة لتسارع بالقول بحزم :
"أرجوك غادر،أنا لست بمفردي أهلي سيصلون حالا و......."

قاطعها مبتسما :
"أنسة(جوري) أنا لست غريبا،وبالتالي نيتي ليست سيئة،أنا أحد أحفاد عمك،شقيق جدك أعني،كنت في منزلكم يوم جئنا لطلب يد (روان) لخالي (غالب)..هل تذكرين؟؟"

تجعد جبينها بتفكير،إنها لم تراه وبالتأكيد لا تتذكره،يومها كانت مرعوبة بسبب حادثة (روان)،وكل همها كان هي،عموما حتى ولو كان قريبها كما يقول هي ليست في مزاج لصحبة أحد،
عادت تعترض بخشونة :
"ومالذي تريده،أظنه لا يصح أبدا جلوسك معي هنا بمفردنا؟؟."

أجابها بصرامة :
"لن أخذ من وقتك الكثير،لقد أنهيت غذائي لتوي،كنت سأغادر لكنني رأيتك وفكرت بإلقاء التحية عليك."

شكرته بفظاظة :
"شكرا لك لكن لا يصح و........."
أنهت باقي جملتها بشهقة مرتفعة وعيناها تقعان على ظل أخر توقف لتوه بجانب المعتوه الأخر،بل وها هو يلقي التحية ببرود وعيناه تحدجانها بنظرات غاضبة..غاضبة :
"مرحبا (جوري)."

أحست بالهواء ينسحب من حولها وبأنها تختنق بالفعل مما جعلها تبعد نظراتها عنه وهي تتضرع لله بصمت..
"آه يا الله..يا الله..يا الله..مالذي سأفعله الأن..مالذي سأفعله؟؟"

في تلك اللحظة وصل النادل حاملا فنجان الكاكاو خاصتها،أمسكته بلهفة لتشرب منه رشفة سريعة ولسوء حظها لم تكن أبدا حذرة..
احترقت عيناها بدموع الألم..الغضب والقهر وهي تتساءل..لما يحدث ذلك لها..لما هي بالذات يالله..لماذا..لماذا؟؟؟؟

"هل أنت بخير؟؟؟"

عليها التصرف الأن..عليها الخروج من ورطتها تلك..
دارت عيناها في المكان كالعمياء دون أن تتبين شيئا أو أحدا،لتسمع الأخر يتساءل بخشونة واسمها في تلك المرة لم يخرج من فمه بنعومته المعتادة :
"(جوري)مالأمر،مالذي يحدث معك؟؟"

رفعت رأسها أخيرا نحوهما وقد قفزت فكرة جهنمية لعقلها..خطيرة نعم لكن ممكنة..بل ستنقذها حتما.
زمت شفتيها تتصنع الامتعاض لتقول أخيرا :
"لا أصدق(فارس)أنت أيضا،ابن عمي،وابن خالي في نفس الوقت،الا يمكنني تناول غذائي بمفردي وبسلام؟؟"

ما إن أنهت جملتها التي حاولت جعلها ساخطة ومستنكرة،حتى رمته بنظرة متوسلة صامتة كي يجاريها في كذبتها وبالفعل سرعان ما مد يده باتجاه الأخر وهو يقول بنبرة متسلية جعلتها تدرك بأنه فهم خدعتها بل سيسايرها بها أيضا :
"أنا(فارس)ابن خال(جوري)،وأنت ابن عمها كما أظن؟"

ضحك الرجل الذي صدق كما يبدو كلامهما ليسلم عليه،وهو يفيض في الشرح ببلاهة :
"ليس حقا،أنا حفيد عمها من جدها أو كما قالت ابن عمها تشرفت بمعرفتك،على فكرة أنا كنت هنا في غذاء عمل انتهيت منه للتو عندما رأيتها قادمة،فقررت إلقاء التحية عليها فقط."

أجابه بنبرة متهكمة باردة وهو يضغط على يده بقوة :
"نفس الشيئ حصل معي..مجموعتي هناك..وأظنني سأستأذن الأن........"
التفت نحوها ليردف بنبرة ذات ألف معنى ومعنى :
"(جوري) هلا بلغت عمتي،ووالدك تحياتي."

أصبح وجهها يحاكي باحمراره حمرة الغسق،لكنها مع ذلك هزت له رأسها وهي تتمتم بصوت منخفض..أجش :
"سأفعل."

استدار على عاقبيه ليغادر بالفعل باتجاه طاولة قريبة،لكن تبا كيف لم تلاحظه خلال وصولها؟؟
استدارت للأخر الذي ودعها بدوره قائلا :
"أنا أيضا سأغادر..نلتقي قريبا كما أمل (جوري)."

هزت رأسها بفتور في حين تحرك بدوره لكن ليترك المطعم ككل..
أحد الرجال الذين كانوا يجلسون مع صاحب العينين الذهبيتين سار خلفه وبدا كأنه يتبعه،لكن هو لم يلتفت لها حتى مما جعلها تتنهد ببؤس..لتعود لنافذتها تشكي همها للبحر الهائج في الخارج وشيئا فشيئا بدأت دموعها فجأة بالنزول كحبات اللؤلؤ على خدها المرمري..
لكن حتى ذلك لم يدم سوى لثوان إذ سرعان ما عاد الصوت الخشن..الغاضب ليتهمها بقسوة :
"لماذا تبكين الأن هل خربت عليك لقاءا عاطفيا؟؟"

التفتت بسرعة حولها قبل أن تحدق فيه برعب،وهي تراه يجذب الكرسي قبالتها ليجلس عليه بأريحة..
"أرجوك غادر ماذا لو عاد ورآك،حتما سيعتقد......."

قاطعها بنبرة أهدأ :
"أحد أصدقائي تبعه حتى غادر بسيارته اطمئني،لن يعود ولن يراك معي."

تنفست الصعداء بارتياح،لتتعلق نظراتها بالفنجان أمامها،مما جعله يضيف متساءلا :
"إذا؟!!"

هتفت بارتباك وعيناها ترتفعان بحذر لتبادله النظر أخيرا :
"أرجوك..أنا لا أعرفه حتى،ثم يا إلهي لقد كدت أموت رعبا عندما ظهرت فجأة أمامي."

ابتسم لها بشيئ من التعاطف وهو يقول متساءلا :
"ولماذا؟!!"

"لا تسخر مني أرجوك،كنت شاردة أحدق في البحر عندما ظهر فجأة يقول بأنه ابن عمي.. حفيد عمي..شقيق جدي..شيئ من ذاك لم أستوعبه،المهم أنه من العائلة حقا لأنه كان في منزلنا منذ أيام ثم هوووبا..ظهرت أنت."

مازحها مبتسما :
"ابن خالك!!"

اعترفت بخجل :
"أنا أسفة لم أجد غير ذلك،ثم إنه خطأك كيف تنضم لنا بتلك الطريقة،ماذا لو كان أخي أو أحدا قريبا مني،مالذي كنت ستفعله حينئذ؟؟؟"

هز كتفيه بعدم اكتراث ليقول ببساطة :
"كنت سأرتجل بدوري حتما."

ضحكت بنعومة لتضع يدها على قلبها وهي تعترف بصدق :
"اه ياربي لم أعرف مثل هذا الرعب في حياتي قط..أقسم."

سألها بتفهم وعيناه تتفرسان فيها بفضول :
"وهل لهذا كنت تبكين؟"

رفعت يديها لعينيها وقد نسيت تماما بأنها كانت تبكي لتمسحهما بسرعة وهي تجيبه بصدق :
"لا..لقد كنت فقط متضايقة."

تجعد جبينه بوضوح،وقد بدا كأن ردها لم يعجب ليسألها مجددا :
"لماذا كنت متضايقة؟؟"

مجددا أخفضت رأسها باتجاه فنجانها،بل ورفعته في تلك المرة لتأخذ منه رشفة سريعة،قبل أن تجيبه رافضة إخباره :
"لا أظن أنه من الجيد إخبارك،أنا لا أعرف اسمك حتى،أو من تكون؟؟"

أنهت سؤالها بمنحه نظرة قلقة غير واثقة مما جعله يقول مازحا :
"أنا (فارس)،ابن خالك."

حدقت فيه لثوان بعدم تصديق،قبل أن تنفجر في ضحكة رنانة..مثيرة شدت بها أنظاره دون أن تقصد لثغرها،والتي ما إن لاحظتها حتى توقفت وهي تقول بنبرة محرجة..منخفضة :
"أنا حقا أسفة،لكن أخبرني،هل اقتربت ولو قليلا من اسمك الحقيقي؟؟"

هز رأسه نافيا ليجيبها مبتسما :
"ولا حتى بحرف واحد أسف......."
مد يده نحوها فجأة ليردف معرفا إياها عليه أخيرا :
"ضياء الدين".

نظرت ليده بشيئ من التردد قبل أن تضرب بالحذر عرض الحائط لتسلم عليه وهي تمنحه ابتسامة..صغيرة..خجولة :
"وأنا (جوري)،تشرفت بمعرفتك."

ضغط على يدها قبل أن يتركها وهو يقول بفتور أجفلها :
"أعرف وهذه أخر مرة تمدين يدك لمصافحة رجل غريب."

حاولت الدفاع عن نفسها وهي تحدق فيه باستغراب :
"لكن أنا فقط......."

قاطعها بحدة :
"ماذا لو كان ذلك المتحذلق الذي كان يرفرف بعينيه لك،ماذا كنت ستفعلين تسلمين عليه أيضا؟؟."

همست بارتباك وقد أخذها هجومه على حين غرة :
"أنا لا أفعل بالعادة صدقا..أنت فقط..لا أدري..لم أرد إحراجك وأنت......."

تمتم باستخفاف :
"ابن خالك؟!!"

حدقت فيه بعينين بدأتا تمتلأن بالدموع مجددا لتترجاه بصوت مرتجف :
"آه أرجوك (ضياء)،أنا لست في مزاج اليوم للشجار أو ......"

قاطعا بصوت متحشرج أجش وعيناه تلمعان بطريقة غريبة جدا :
"يبدو اسمي حلوا جدا من ثغرك."

صرحت بدون تفكير وهي تبعد بصرها عنه :
"أنا أشعر بنفس الشيئ عندما تقول اسمي."

سألها باهتمام :
"حقا؟؟"

أدركت ما قالته مما جعلها تغير الموضوع بسرعة،متلعثمة بإحراج :
"أنت..أنت هنا في غذاء عمل؟؟"

ابتسم ليجيبها موافقا :
"نوعا ما أجل."

تساءلت بفضول وهي تسرق نظرة سريعة باتجاه طاولته :
"ألن يعارض زملاءك وجودك معي؟؟"

أجابها بنفاذ صبر :
"لا لن يفعلوا..(جوري)؟؟"

"ماذا؟؟"

عاد يتساءل بشيئ من اللهفة :
"هل حقا تشعرين بشيئ ما عندما أنادي اسمك؟؟"

اكتفت بهز رأسها له غير قادرة على الكلام لتختفي خلف فنجان الكاكاو الذي رفعته لتشرب منه،وعندما طال صمته،التفتت له لتقول أول شيئ تبادر لذهنها :
"الا ترى معي بأن مصادفاتنا كثيرة جدا؟؟"

تساءل بنبرة لطيفة وعيناه الدافئتين لا تفارقان ملامحها :
"وهل هذا جيد أو سيئ؟؟"

اعترفت ببراءة،وهي تهز كتفيها على مضض :
"لا أدري."

بدوره صرح معترفا لكن بصدق وجرأة أكبر :
"شخصيا أراها رائعة."

عضت على شفتها السفلى بإحراج،هي أيضا أحبت لقاءه،لكن ذلك سيئ جدا..جدا..وإذا لم تضع حدا له سيصبح إدمانا هي بغنى عنه..
عاد يسألها بنعومة تشعر بها تفرج عن كل مشاعرها السلبية السابقة :
"إذا ماذا تريدين للغذاء،أظن الوقت قد حان لنطلب شيئا أليس كذلك؟؟"

أجابته بصدق :
"لست جائعة كثيرا..صدقا".

اقترح مبتسما :
"دعيني أختار لك وقد أفتح شهيتك للأكل أيضا."

هزت رأسها موافقة باستسلام،لتراقبه بافتنان يرفع يده يطلب من النادل الحضور،والذي سرعان ما لب نداءه باحترام،
راح يطلب منه أصنافا متنوعة دون أن يعود ولو بنظرة واحدة لقائمة الطعام أمامه،مما جعلها تعلق بفضول بعد رحيل النادل :
"هل تأتي للمكان كثيرا؟؟"

"ليس حقا..لكنني أحب المنظر والطعام هنا جيد."

علقت باسترخاء :
"النادي حيث تعمل أيضا يطل على البحر."

سألها باهتمام :
"هل تحبين البحر؟؟"

أزاحت فنجانها بعيدا،وقد اكتفت منه لتستند بكوعيها على الطاولة وهي تعترف له بعينين مشرقتين :
"أحبه."

فعل المثل ليصبح وجهيهما قريبين نوعا ما ليخبرها برقة :
"لدي منزل صغير في الجهة الشمالية من المدينة يطل على البحر تماما،لم يجهز كليا بعد في الواقع لكنني أعمل على ذلك."

طالبته بحماس :
"حقا..حدثني عنه؟؟"

ابتسم..
مجرد ابتسامة صغيرة..بدت لها صادقة..هانئة وسعيدة لتبدأ هي بالغرق شيئا فشيئا فيها..لكنه ولحسن الحظ عاد للكلام يجيبها :
"إنه صغير نوعا ما..بطابقين لم أفعل الشيئ الكثير به بعد،مجرد أفكار وتخطيطات،لكن لا شيئ على أرض الواقع."

اقترحت بنعومة :
"لما لا تخبرني إذا عن تلك الأفكار والتخطيطات."

اعترف لها بشيئ من الإحراج :
"كم أنت لحوحة،الم تفهمي بأنني كنت أهرب منك بكرامة،أنا فاشل جدا في الديكور المنزلي."

اتسعت عيناها للحظات بدهشة،لكنها سرعان ما ابتسمت له بتفهم مما جعله يضيف مقترحا :
"لما لا تساعدينني؟"

التمعت عيناها بحماس :
"لقد سألت المرأة المناسبة أنا أعشق شيئا اسمه الديكور..........."

وكانت كذلك،ابتسمت له بحرارة قبل أن تسترسل كليا في أفكارها العديدة :
"اممممم بما أنه يقع شمال المدينة وعلى البحر،وأنت تعمل هنا في النادي،لا أظنه سيكون منزلك الذي ستسكن فيه أليس كذلك،للهروب خلال نهايات الأسبوع والعطل أظن......."

هزت رأسها تجيب نفسها بنفسها،كأنها تعرفه بالفعل من سنوات لتقرر ما يريده..تابعت والحماس يملأها امتلاءا :
"لنبدأ بالمطبخ..سيكون واسعا ومفتوحا على غرفة المعيشة التي ستكون كلها من زجاج بحيث وأنت تأكل تستطيع رؤية البحر..
كل شيئ سيكون أبيض مع قليل من الأزرق كي يصبح الجو في الداخل انعكاسا حقيقيا للمنظر في الخارج ما رأيك؟".

"جميل جدا تابعي."

ابتسمت بسعادة لتتابع بالفعل كما طلب منها :
"لا داعي لصنع حديقة في الخارج لأن وجود البحر أجمل من أي زهور ستزرعها،كما لا أظن بأن التربة ستساعد،عموما لنكتفي بالأشجار القليل منها الريحان..البيلسان مثلا..الخيزران والدردار فقط إذ أننا نريد دائما رؤية البحر."

طالبها باهتمام :
"كفى كلاما عن الخارج،ماذا عن الداخل عن الطابق الأعلى و الصالون."

"لن يكون هناك صالون كبير،فقط أريكتين من خشب السنديان الرائع..تحيطان بالمدفأة وسجادة ناعمة في الوسط."

ردد وراءها بعينين تلمعان :
"مدفأة حقيقية أو مركزية تقصدين؟؟"

صرحت بثقة :
"بل حقيقية،في الشتاء رائحة الحطب المحترق تبعث في النفس سرورا واطمئنانا لا يمكنك تخيله."

"إذا فالتكن مدفأة حقيقية إذا."

صفقت بفرح كطفلة صغيرة لتتابع بلهفة :
"في الأعلى ستكون هناك غرفة رئيسية واسعة..مفتوحة..مطلة أيضا على البحر،لن نضع فيها الكثير من الأثاث فقط سرير ملكي بأعمدة وستائر بيضاء..خزانة للملابس وأريكة مريحة للإستلقاء وطبعا حمام..أريده واسعا وفيه كل وسائل الراحة الحديثة،إن كان هناك شيئ أعشقه فهو حمام مُرَفَّه،ولبأس بوضع تدفئة مركزية هناك."

هز لها رأسه ليقول بنبرة ضاحكة..مستمتعة وحتى سعيدة جدا :
"علم وينفذ،لكن ماذا عن الألوان في الحمام هل تريدينها بيضاء أيضا؟؟"

برقت عيناها ببريق يخطف الأنفاس..
"لا بل زرقاء فاتحة،ولا أمانع ببعض الديكور".

تساءل بدهشة :
''في الحمام؟؟."

أكدت بقوة ..
"أجل أنا سأرسم كل اللوحات،سأعلق بعضها في غرفة النوم أيضا،وعلى الحائط بجانب الدرج،سيكون هناك غرفتين للأصدقاء أو الظيوف كما تريد..مريحتين أيضا لكن طبعا ستظل الغرفة الرئيسية هي المميزة."

تابع عنها بحماس :
"والحمامات أحب جدا وجودها في كل غرفة ذلك سيكون مريحا أكثر."

زمت شفتيها بامتعاض لتؤكد له :
"موافقة لكنني لا أحب الأثاث الكثير حسنا..لنكتفي فقط بالأساسيات".

"حسن جدا،ماذا عن الشرفة في الغرفة الرئيسية،ما رأيك بكرسي واسع على شكل أرجوحة،سيكون من الجميل الجلوس فيه ومراقبة الغروب؟؟"

التمعت عيناها بدفئ اخترق أعماقه لتصرح بنبرة حالمة :
"مع فنجان ساخن من الكاكاو،شريطة أن يكون باللون الأبيض."

ردد خلفها بصوت منخفض..أجش وقد بدا كأنه يبتلع ريقه بصعوبة :
"باللون الأبيض!."

اعترفت بنعومة وعيناها تغرقان في عينيه للمرة الثانية :
"أحب اللون الأبيض كثيرا."

وافقها بشرود وعاطفة عميقة تطغى على الذهب بعينيه :
"لون النقاءة..البراءة والعفوية أنا أيضا أظنني أحبه."

هل يتحدث عن اللون أو عليها؟
ارتبكت لكنها لم تخفض بصرها في تلك المرة بل ظلت سجينة الذهب في عينيه..رباه مالذي يحدث لها..لهما معا لتكون واضحة لأنه بدوره لم يكن أفضل منها حالا و....

تنحنح صوت بجوارهما لمرات عدة قبل أن يلتفت له يسأله بخشونة :
"ماذا؟؟"

أشار النادل للطعام الذي كان يحمله بارتباك :
"الغذاء سيدي."

ارتفعت يده فجأة ليتخلل بها شعره في حركة مرتبكة جعلت قلبها يدق بعنف ليقول على مضض :
"آه أجل."

اعتدلا في جلستيهما بإحراج ليضع النادل الأطباق التي كانت تبدو شهية جدا لكن لا شيئ قد يضاهي تلك اللحظات التي تشاركا فيها منذ قليل والتي لن ينساها أحدهما ما دام في قلبه نبض وفي جسده روح وأنفاس.

لم يتكلما..فقط بدآ بالأكل بصمت وعندما حان دور الحلوى..هزت له رأسها معتذرة لتشير للساعة قائلة :
"لقد تأخرت،يجب أن أغادر."

سألها بلهفة :
"هل أستطيع أن أراك مرة أخرى ربما؟؟"

أجابته برقة وعيناها تحملان نفس التوق واللهفة الموجودين في عينيه :
"لنتركها للصدفة،وإذا أراد الله حتما سنلتقي."

وافقها بصوت رجولي جذاب جدا :
"أنت محقة."

مدت يدها لتطلب من النادل القدوم،لكنه سارع للإمساك بها ليسألها عابسا بينما كتمت هي شهقة حادة :
"مالذي تفعلينه؟؟"

تلعثمت بارتباك وهي تحاول سحب يدها من قبضته :
"سأطلب الحساب."

وبخها بخشونة :
"هل جننت أنا دعوتك بل حتى لو لم أفعل،أنا من سأدفع."

شرحت ببراءة :
"لكنني طلبت أكلا للحارس والسائق أيضا وهذا سيكون ربما كثير و...."

قاطعها بعبوس طفيف :
"أستطيع التحمل لا تقلقي."

تركها فجأة لكن ملامحه لم تسترخي،ولم ترد المغادرة وتركه على تلك الحالة المتجهمة..فهل جرحته كثيرا ياترى؟؟
هي لم تقصد حقا..لقد اعتادت الدفع كما أنها لم ترد فعلا أن تثقل عليه..
مطت شفتيها بانزعاج لتعتذر منه بصدق :
"أنا أسفة حقا إن أزعجتك لكنني صدقا لم أقصد التقليل من شأنك."

استرخت ملامحه فجأة مما جعلها تتنهد بارتياح كما أنه منحها ابتسامة صغيرة قبل أن يجيبها بجدية :
"أعرف والا لما بقيت جالسا معك."

هتفت بحرارة وبدون تفكير حقيقي منها :
"حسنا لكنك ستتركني أدفع المرة القادمة."

تساءل بحبور وابتسامته تتسع أكثر فأكثر :
"المرة القادمة؟؟"

تلعثمت وهي تشيح بنظراتها عنه لتمسك معطفها وحقيبة يدها :
"اعتبرني بلهاء..أعني لا أدري..لكن..لكنني أشعر بأعماقي أنها..ليست المرة الأخيرة التي سنلتقي فيها."

أكد لها بتصميم،وهو يقف بدوره :
"ولن تكون (جوري)،لن تكون."

ودعته أخيرا برقة وهي تتجاوزه :
"وداعا."

"بل إلى اللقاء حلوتي إلى لقاء قريب جدا".


(((نهاية الفصل حبيباتي قراءة ممتعة وكالعادة بانتظار تعليقاتكن وتوقعاتكن.)))


أريج العمري غير متواجد حالياً  
قديم 09-09-17, 08:47 PM   #978

أريج العمري
 
الصورة الرمزية أريج العمري

? العضوٌ??? » 364246
?  التسِجيلٌ » Feb 2016
? مشَارَ?اتْي » 880
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Lebanon
?  نُقآطِيْ » أريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 42 ( الأعضاء 33 والزوار 9)
‏أريج العمري, ‏سيف2003, ‏وفاءايمن, ‏ابتسام عبدالله, ‏bas bas, ‏sira sira, ‏majda sarito, ‏حمرا, ‏Marmar94, ‏كيان المغفوري, ‏منايررر, ‏rasha shourub, ‏الغفار, ‏lovemanga, ‏همهماتى, ‏Nuo123443rn, ‏shegidy, ‏لهفة مشاعر, ‏ابوعلولي1, ‏روحي حرة, ‏فتاافيت22, ‏Lujain30, ‏Amlwarda, ‏nmh1149, ‏nadiazin, ‏soe, ‏أميرة الوفاء, ‏ayaammar, ‏وردة شقى, ‏اهات منسية, ‏@همس انثى@, ‏GAZALH


أريج العمري غير متواجد حالياً  
قديم 09-09-17, 09:03 PM   #979

شموخ القوافي
 
الصورة الرمزية شموخ القوافي

? العضوٌ??? » 294718
?  التسِجيلٌ » Apr 2013
? مشَارَ?اتْي » 638
?  نُقآطِيْ » شموخ القوافي has a reputation beyond reputeشموخ القوافي has a reputation beyond reputeشموخ القوافي has a reputation beyond reputeشموخ القوافي has a reputation beyond reputeشموخ القوافي has a reputation beyond reputeشموخ القوافي has a reputation beyond reputeشموخ القوافي has a reputation beyond reputeشموخ القوافي has a reputation beyond reputeشموخ القوافي has a reputation beyond reputeشموخ القوافي has a reputation beyond reputeشموخ القوافي has a reputation beyond repute
افتراضي

لك مني اجمل التحيه

شموخ القوافي غير متواجد حالياً  
قديم 09-09-17, 09:19 PM   #980

أريج العمري
 
الصورة الرمزية أريج العمري

? العضوٌ??? » 364246
?  التسِجيلٌ » Feb 2016
? مشَارَ?اتْي » 880
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Lebanon
?  نُقآطِيْ » أريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شموخ القوافي مشاهدة المشاركة
لك مني اجمل التحيه
منورة عزيزتي 😊😊


أريج العمري غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:17 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.