آخر 10 مشاركات
دموع تبتسم (38) للكاتبة: شارلوت ... كاملة ... (الكاتـب : najima - )           »          مواسم العشق والشوق (الكاتـب : samar hemdan - )           »          323-ضاع قلبها -دارسي ماجوير -(كتابة/ كاملة) (الكاتـب : Just Faith - )           »          جئت إلى قلبك لاجئة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : آمال يسري - )           »          هذه دُنيايْ ┃ * مميزة *مكتمله* (الكاتـب : Aurora - )           »          عطش السنين ـ رينيه روزيل ـ 464 ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          24 - سجن العمر - جيسيكا ستيل ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          لقاء الخريف / الكاتبة : طرماء و ثرثارة ، كاملة (الكاتـب : taman - )           »          2- أصابعنا التي تحترق -ليليان بيك -كنوز أحلام(حصرياً) (الكاتـب : Just Faith - )           »          تائــهــة في عتمتـك (الكاتـب : نسريـن - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة

Like Tree2Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-02-21, 12:25 PM   #1

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
Rewitysmile25 قولي لهم ياعزوتي ماعابنا موت النخيل الي يوافيها الاجل وتموت لكن واقفه لـ/ ريف





بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اعضاء روايتي الغالين نقدم لكم رواية

((قولي لهم ياعزوتي ماعابنا موت النخيل الي يوافيها الاجل وتموت لكن واقفه ))

للكاتبة/ ريـــف



قراءة ممتعة للجميع ...




التعديل الأخير تم بواسطة فيتامين سي ; 09-02-21 الساعة 02:25 PM
فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 06-02-21, 12:28 PM   #2

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



الســــلام عليكم و رحمة الله وبركاته..
آل ..... الكرراااام..
وحشتوووني.. و وحشتني الكتابة!
و هيضتني الظروف..

روايتي هالمرة ختامية لعالم الكتابة..
كثيرة أفكاري و كثيرة خربشاتي فالمسودة..
و لكن أخترت هالرواية لتكون مسك الختام..
معكم بالتأكيد..
و بدعمكم و تواجدكم بالقرب كالأيام الخوالي..
لاحرمني ربييي..


إهداء /
إلى شهداء الحرب والحب..
إلى جنودنا البواسل و عائلاتهم و من تجرع منهم مرارة الفقد و حسرة الغياب..
إلى شهيدي ( النقيب محمد السعيد )..
معوضين بالجنة..
ماعلى الدنيا حســــايف



روابط الفصول


نقش ورد likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة فيتامين سي ; 09-02-21 الساعة 02:26 PM
فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 06-02-21, 12:31 PM   #3

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




مدخل /

يا موطـني أنا بكامل عتادي
لله .. للأحلام .. للناس .. للعيش
شايل على صدري ملامح بلادي
ورشاشي..
ودعوات هالناس : بخشـيش..
أبيع حزنك و أشتري به سهادي
ماعشت فيك إنصات
ولا عشت بك طيـش..

يا آســفــة!
و أنا آسف بشكل هادي
هذا الـوطـن يحتاج " نُبـلاء " ليعيش..
ولا تسأليني ليه ثاير وغادي..
شـــاعـــر
و أحـــب الله
و أحــــبـــك
و فالجــــــيـــــــــــش..







واقف أمام المرآة اللي تتوسط الغرفة الفارغة من كل التفاصيل اللي توضح ماهيتها ، لا هي غرفة نوم ولا هي مجلس ولا لها معنى بدون البشت اللي مثبت على أحد جدرانها..
فهي كانت غرفة بسيطة استأجرها العريس بالقرب من إحدى قاعات الزفاف البسيطة و ربما تكون أقل من بسيطة بالنسبة للحضور..
اللي ثلاث أرباعهم من المدن ، من الحضارة و قلب التطور العمراني ، حتى العريس بنفسه..
ولكن لأجل عين .. تكرم مدينة..
إبتسامة واسعة زينت محياه بالتزامن مع إرتفاع نبضات قلبه من تأثير تدفق الادرينالين بشكل مفاجئ..
كل هذا كان بسبب خياله اللي يتصور لحظة دخوله عليها..
تعنى لها بالسفر..
بقرع باب كبار الرجال قدر ومنزله لأجل يجمع ما يسمى بـ الجاهه ..
لأجل تصير حلاله .. هالليلة!
سيرت عطران الشوارب و قطعت بهم المسافات لأجل عينك..
و لاجل عين ترخص الدنيا..
وش هي المدينة عند رمش عين الهنوف!


قطع إبتسامته و سجة أفكاره قرع الباب و دخول خالد..
قائلاً بعجل / أعجل علينا ياعريس..
السيارة جاهزة و العيال كلهم ينتظرون تأخرنا عالريجيل ياولد..
إلتفت عليه و بإشارة ناحية البشت المعلق / جاهز أنا بس دونك البشت عطني اياه و مشينا..
مد يده بياخذ البشت من خالد ولكنه رفض يسلمه إياه..
فهم إنه يبي يلبسه البشت بنفسه ، عطاه ظهره و ما أن وقع البشت على كتفه و حس بثقله..أكثر..
حس بيدين خالد تشد على كتفه و بنبرة حنان مستغربة / الله يوفقك و أنا أخوك و يجمع بينكم على خير ومسرة ويصلح أحوالكم..
عمره ما كان يحب هذي النبرة..
نبرة الحنية تذكره بوالدته!
الدعاء..يذكره فيها!
وحتى نبرة الصدق.. فقد هالنبرة فأصوات الناس من حوله بعد وفاتها..
كسر هالشعور قبل يكسره حنينه لها بهالليلة..
ممازحاً خالد بعد مادفعه للأمام / يارجال الله بيوفقني بعد ما أسحب على أشكالك..
و أعلن توبتي من عالم العزوبية..
تعالت الضحكات بعد ما رد عليه خالد برد يليق بجرأة الرجال و شفافيتهم بين بعضهم البعض .. ماعلينا منهم قليلين الأدب..
نزل للأسفل و شاف الـ 5 اللي متعود يشوفهم في كل لحظة مهمة بحياته..
أخوه.. و عيال عمه و إبن خالته..
سلّم عليهم و بعد دقيقة من المباركات.. صادق الدعوات.. و الدعابات..
أقترب من أحدهم.. واضعاً يده على كتفه..
قائلاً بمحبة تنبض بكل عرق في قلبه هالليلة.. / خلو تركي على يميني..
هذا العــــضيـــــد..
تركي أبو الـ 19 سنة..
شقيقه الوحيد..
في هذه اللحظة المؤثرة لم يتمالك دموعه..
صد عنهم و في قلبه الكثـيـــر..
ركب العريس سيارة الزفة .. كان السائق سطام إبن العم..
و فالخلف تركي و محيا إن العم الأخر..
و فالسيارة التي خلفهم خالد شقيق سطام..
و عبدالله إبن خالة عريسنا..

سطام مشغلاً محرك السيارة و بتساؤول يلتفت نحو العريس / فيصل و أنا أخوك..
لسى فيه وقت تتراجع قبل ندخل عالريجيل..
فيصل بحميا / تخسي ماهيب سواياي.. حرك لألتفت لك..
محيا بضحكة / ياولد حرك خلنا نزوجه لايموت علينا..
إبتسم..
ودارى بسمته لا تفضحه..
لهدرجة واضح علي لهفتي؟
لهدرجة مسيطر علي هالحب؟
من متى و أنتِ فيني يالهنوف..

لعلّ هذا أدق وصف يصف حاله.. إنها فيه!
جواته و متغلغله..
ياما طلبها من أبوه ورده..
تخرج أول يافيصل..
تخرج و علّق الرتبة.. ثم قال ولد عمها خاطبها..
و لد عمها أولى بها عرفاً.. بس أنا أولى بها حُبـاً !
هذا زواج ياعالم.. ليه تحكمونه بالعرف و علوم قبايل ماتت من سنين ؟
مرت عليه أيام خطبتها صعبة.. ثقيلة!
ماكان يطيق أحد ولا أحد يطيقه..
أسلوبه فظ مع الجميع ولا يبي غير يختلي بنفسه لعلّه يسهى ولا يوصله علم بردها..
وش قالت ؟ وافقت ؟
تبيه لأجل أنه ولد عم ولا مثل حالي.. تحب!
و كانت هالفكرة لحالها تدمر أعصابه..
لولا رحمة الله فيه يوم وصله ردها من خالته..
" البنت عيت عنه يافيصل مير إن كنت تبي العلم.. أبوها ماهوب مقتنع برأيها..
و معشّم الريجيل يقول يبي لها وقت زيادة تفكر و البنت مقبلة عالجامعة.."
كثر ماقهره أبوها.. كثر مافرح برفضها..
و نور بدأ يشق طريقه وسط عتمة قلبه..
تبيني يالهنوف ؟
ولا رفضتيه عشانه ماهوب كفوك هالصايع ؟
رفضتيه عشانك.. ولا عشاني ؟
و مهما كانت إجابتها.. كان راضي..
يكفي إنها ما توافق على حياتها مع غيره.. و حياته بدونها..
و مرت الأيام.. و كان متمسك بآماله..
شيء بداخله كان مؤمن بملكيته و حقوقه فيها.. وإنها مكتوبة له..
مناجاته لله وتراً.. كان مؤمن إنها مسموعه و مستجابه..
و إن هناك من الناس لو أقسم على الله لأبره!
لحتى جاءه الرد الاخير..
الرفض..
ماعاد فيه شيء يعوقه عنها..
أنطلق لأبوه وكانت كلمته " أنا عصاك اللي ماتعصاك يابوفيصل مير والله بعالي سماه مايردني عنها الا قدر ربي بموتي ولا موتها..
جيتك 3 مرات و رديتني لأسباب شفتها فمصلحتي والحين أنا طالبك..
تخرجت وعلقت الرتبة و ترقيت و البنت ماهي من نصيب ولد عمها..
طالبك يابوي.. "
و ماكان من والده سوى تحقيق مطلب بِكره..
و ياسعده وياهناه يوم بِكره يعرس.. مير الخوف لا يردونك يافيصل..
وش يجبرك وقتها من هوى بنت سعد..
ولكن بنت سعد.. وافقت فوراً..
و أشغلت بال فيصل اللي يهوجس برفضها العنيد لولد عمها رغم محاولات والدها..
و موافقتها اللي ما أخذت وقلت لتُعلن..
تحبني.. كل هاللي حصل دليل وبرهان!
و مرّت سنة .. و جاء اليوم الموعود..
اليوم اللي يجمعه فيها تحت سقف الشرع والسنة .. حليلةِ له..
الله يتمم لكم على خير يافيصل..





كانت تتمايل بفستانها الابيض على أنغام صوت أليسا الرقيق.. مثلها /
الفرحة اللي أنا فيها دي كلها ترقع لييك..
وانا قمبك راضيه ومرتاحه لكل مافيك..
سِبت أنا كل الدنيا علشانك..
و هشاركك حضنك و مكانك..
و بقول لك ياحبيبي أنا حياتي كلها ملك إيديك..
يااااه عالفرحة دي اللي أنا فيها..
يوم بالدنيا دي ولياليها..
و حياتي اللي بحلم بيها.. هعيشها لك حبيـــــبي..


و صديقاتها حولها..
كانت آيه فالجمال..
يذكر جمالها الطفولي.. بس ماشافها كأنثى بكامل فتنتها..
عشقها طفلة وكبر هالحب فيه..
أجل وش بتسوي هالأنثى بقلبه ؟
كانت تجهل مشاعره..
ولكنها كانت تعرف حقيقة مشاعرها تجاهه..
حبيب الطفولة!
ياما تطاقيت مع البزران و دق صدره حميا..
ياما سرق من محفظة أبوه عشان يشري لي حلاو.. واخذ مقابلها قلب ينبض له سنين الصبا و القمد..
تلاشت أنغام الأغنية و توقف تمايل الأجساد بعد ما أقتحمت إحداهن المكان على عجالة :
الهنوف يمه الرجال تحت..
و….
الهنوف ولم تكن على إستعداد / يمه الساعة توها 10..
زفتي ماهيب قبل12 وش دخل الرجال علينا بهالوقت ؟؟
أم الهنوف بقلق حاولت تخفيه ونجحت محاولتها بعد أن قالت ممازحة /
والله مدري عن ولد أختي ماخبرته مطفوق و عجول..
مير تعوذي من أبليس يمه و ساعتين ماهيب فارقه..
أنتِ جاهزة و رجالك ينتظرك تحت وشو له التأخير ؟؟
سمي بالله و أنا أمك و أقري أذكارك و توكلنا على الله..
لم تنتظر ردها فقد أمرت العنود و هي الأخت الصغرى / عنود يمه نادي العاملات يجهزونها للزفة..
و تغطن الرجال تحت..




فالجانب الآخر من المملكة..
في داخل أسوار القصر المطوق بالحراسات الأمنية التي تدل على هوية من بالداخل و إن لم تكن بالتحديد..
عالأقل يتضح للمارة أهمية هذا الشخص ومكانته..

ماهو باللي يعصي أوامر قاداته.. ولكن الأمر اللي تم توجيهه للتنفيذ غير منطقي!
ولم يجدد له مبرر..
قال بتردد و ربكة مفروضة عليه بسبب الموقف / طال عمرك أوامركم سمعاً و طاعة..
ولكن تو……
قاطعه بحدة متمثلة بقبضة يده التي ضربت الطاولة بقوة و صرامة / سو اللي قلت لك عليه و أرفع الخطاب للقيادة الآن يانقيب..
و الملازم فيصل تجيبونه من تحت الأرض فوراً يحضّر فالقيادة تحت أوامر اللواء أبو ماجد وتصرفه..
و العلم بيوصلكم قبل غيركم..
كان يقصد بالعلم.. هو توضيح و تفسير أسباب هذه الأوامر المتتابعة و البالغة جديتها.. حد الوطن!
ما الذي يحدث..
استدعاء لضباط في إجازة منذ يوم فقط!
إستدعاء للضابط فيصل المعيزر من حفل زفافه!
بلا شك أن الأمر.. يستحق مروري على والديّ..
شعر برغبة تجتاحه و تفرض عليه أن يميل بسيارته للمنعطف الذي يأخذه لطريق منزله..
ماكانت إلا ربع ساعة ليركن سيارته فالمدخل..
توجه بخطوات سريعة ليفتح الباب ويشعر بضغط على صدره!
كانت والدته..
من منا لا يميز رائحة جنته ؟
استنشق رائحتها بعمق وقلبه يكاد يذوب بين أحضانها..
أبتعد عنها و رأى دموع عينيها تغرق قلبه..
أم سلطان بمناشدة / حلفت بالله ماتكذب علي..
أنت معهم و منهم ؟؟
سلطان بعدم فهم / منهم يام سلطان فديت روحك ؟؟
ام سلطان ببكاء / االجيش اللي سرى للحدود..
أنت معهم يانظر عيني ؟؟
تكفى لا تقهرني عليـــــك..
أبتعد عنها و أتجه لصالة الجلوس الذي يتوسطها تلفاز..
يذيع خبر وصل لمسامعه.. ولكن تو يستوعبه..
بصوت جهوري يشبه الحدث المُعلن عنه.. قال المذيع /
فقد إستجابت دول مجلس التعاون إلى طلب فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي المقدم بتاريخ 16/5/1436 برفع العدوان الحوثي علي اليمن حكومة و شعباً
المدعومة من قوى إقليمية هدفها بسط هيمنتها على اليمن و جعلها قاعدة لنفوذها فالمنطقة
مما جعل التهديد لا يقتصر على امن اليمن و استقراره و سيادته وحسب..
بل صار تهديداً شاملاً لأمن المنطقة و الأمن و السلم الدولي..
وحيث أن الإعتداءات قد طالت أراضِ المملكة العربية السعودية..
و أصبحت دولنا تواجه تهديد مستمراً لأمنها و إستقرارها..
لوجود الأسلحة الثقيلة وصواريخ قصيرة-بعيدة المدى خارج حدود السلطة الشرعية..
و إزاء هذه المخاطر الجسيمة و في ضوء عدم إستجابة الميليشيات الحوثية للتحذيرات المتكررة من دول مجلس التعاون و إنتهاكاتها المتواصلة للقانون الدولي..
وقيامها مؤخراً بإجراء مناورات عسكرية بالذخيرة الحية قرب حدود المملكة..
مما يكشف نوايا الميليشيات الحوثية في تكرار عدونها السافر دون أي مبرر..

فقد قررت دولنا الإستجابة لطلب فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي ، لحماية اليمن و شعبه العزيز من عدوان الميليشيات الحوثية..

و على ذلك صدرت توجيهات خادم الحرمين الشريفين و القائد الأعلى للقوات العسكرية كافة الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لبدء العملية العسكرية لردع العدوان الحوثي بأسم ( عـــــاصــــفـــة الــــــحــــــزم…. )


ذكر ربه..
إلتفت لها و يدينه على وجهها..
هو وحيدها ولا رزقها ربي غيره..
يفهم هذا القلق.. تربى و كبر عليه..
على خوفها من مغز إبره يجرح رجليه..
إبتسم و هو يذكر كيف كانت رافضه تماماً دخوله القطاع العسكري و إنها ماهي راضيه عنه..
و لكنها فالاخير رضخت لهوى ولدها يوم شافتها هاوي العسكرية و باغيها..
كانت متطمنة حامدة شكورة لله صبح ومساء على نعمة الأمن و الأمان..
دايم كان يطمنها ويقول " يمه حنا فديار مساجدها تكبر و تذكر اللي ماغيره أحد..
رجالها تخاف الله و ينخاف منها لا حنا معتدين ولا احد يتجرأ يعادينا..
فديت روحك يام سلطان مانيب متخرج على جبهة حرب..
أبتخرج و أتكي فمكتب أهايط فيه على الافراد - الافراد هم الرتب العسكرية الأدنى من الضباط -
ويضحك ويضحكها معه..
رجع للواقع و هو يسمعها تقول بغبنة و أعوذ بالله وإياكم من الغبينة و القهر..
أم سلطان / ماتخرجت على جبهة حرب يايمه..
مير رقوك عليها..
صحيح..
فقد تمت ترقيته لنقيب قبل أسبوع..
إقترب منها محتضناً.. ثم إبتعد بعد أن بدأت الإتصالات تتخبط بهاتفه..
سلطان بنبرة أول مره تتلحن بأوتار صوته..
نبرة حتى هو مافهمها..
ولكنه قال / ماعلقت الرتب هذي يمه إلا لأجل وطن ربيتيني فيه و أنا حر من صلب أحرار..
مانيب مخليك على عمى ياتاج راسي أيــــه بالله أنا ماشي للحدود الليلة..
أرضي علي يمه و لا تأكلين نفسك قهر..
إن عشت علقت وسام الشرف والعز ياعزيـــــزة روحي..
و أن……
قاطعته بفجعة..
ماراح تسمح له ينطقها حتى!
ولكنها قالت بقوة مكتسبة بعد أن سألت الله الصبر و السلوان / ودعتك اللي عينه ماتنام..
أذكارك يابوي أنت و أمي..
الله يرضى عليــــــك و ينصركم على القوم الظالمين..
قبل رأسها ويدينها ، أنحنى لأقدامها لولا أن سحبته لأحضانها ومنعته..
أنسحب خطوتين للوراء..
دق لها التحية العسكرية بإبتسامة باهته..
ثم أنسحب وقلبه مثقل كاهله وخطواته..
ماعمره قفى عنها و هي زعلانه..
وهي خاطرها متكدر..
وشلون هالحين يقفي لطريق مايدري بيرجع منه ولالا.. وهي خلفه باكية!
استوقفه ريحة العود الثقيلة.. وياحبه لهالريحة وياكبر قدرها عنده..
ألتفت ناحية البوابة وشاف غاليه مقبل عليه بلهفه..
احتضنه ثم سأل / ماشي يابوي ؟
سلطان بعبرة / ماشي و أن قالها الله راجع يابو سلطان..
ابو سلطان بنبرة فخر هيضت مشاعر كثير متلخبطه بقلب ولده /
أدري..
بترجـــع بــــطــل بكل الأحــــوال يابوك..
هالله هالله بذكر ربك و أذكارك..
ولاتنسى تطمن أميمتك كل فترة والله أني مدري وشلون بصبرها عنك..
بتأكل راسي كل يومين خذني للجنوب..
ابتسم و حضنه ابوه..
ياطيّب القـــلب..
يابسمة شــفاي يابوي.. حتى بهاللحظات قادر ترسمها على محيّاي..
ياجعلني فدا مواطي رجليك يابو سلطان..
كرر نفس الحركة..
تراجع للخف خطوتين ضارباً التحية العسكرية وقد ردها والده قائلاً /
ودعتك الله يابـــــــطــــل..
ودعتك الله يابـــوي ياسلطان..

الحضن الأخير..
ثم إنسحاب للسيارة..
حرك للقيادة بعد أن تأمل منزله للمرة الأخيرة..
ماشي لطريق مجهول..
يارب نور بصيرتنا و أنصرنا على القوم الظالمين..





مد أصابعه السمراء لذقنها الأبيض المتورد..
رفع راسها محاذياً له وبهمس / ماودك تباركيـــن لي فيــك ياهنايف ؟؟
إبتسامة خجل زينت محياها و هو يذكرها بالأسم اللي يدلعها فيه و هم صغار..
غمضت عيونها بعد ماحست فيه يثبت أنفه وجبينه على أنفها وجبينها..
دقايق صمت وهم علي هالحال..
قطع هالصمت همسه / عزاي الوحيد عالجبهة إني راجع أشــوفك..
لو ما ملكتك الليــلة.. ماعندي شيء أخسره..
فتحت عيونها بفجعة و بقوة كسرت خجلها / بسم الله عليـــــك..
أبتسم وإزداد وسامة وقبول في صدرها / خــايفة ؟؟
نزلت رأسها وعاد الخجل يسيطر عليها..
وعاد هو يرفع وجهها بيدينه / ماهي بداية طيبة بيننا أني أخليك و أمشي لطريق الله العالم وش مكتوب فيه..
ولكن أنا رجل عطيت وعد للوطن يوم علقت رتبتي..
مثل ماعطيتك وعد يوم تعلقت فيـــك..
أبتسم على نظرة عيونها المتسائلة.. لم تفهم مايرمي إليه..
حتى أستوضح مقصده قائلاً / وعدتك وحنا صغار أتزوجك.. و الليلة سلّمت وعدي و أخذتك غصبن عنك وعنهم ياهنايــف..
ضحكة رقيقة طلعت منها و هزت وجدانه..
تذكرت كيف كان يغيضها بتملكه لها منذ الطفولة و وعوده بالزواج..
وتغليها عليه و رفضها له..
أطفال و مزوح..
كبروا و تحول مزحهم لواقع وحاضر..
تعلقت عيونها بعيونه و لسبب ما لم يعد بإمكانها أن تشيح بنظرها بعيداً..
و كأن في عينيه دوامه تسحبها بلا حولٍ ولا قوة..
إرتخت أهدابها بعد ما استشعرت النفَس الدافئ اللذي يضرب وجهها..
ويتقلص لحتى أن أصبح محاوطاً ثغرها..
ثم تلاشى فجأةً..
ابتسمت و قد بان أنزعاجه من الاتصال الوارد و مقاطعته لهما..
سمعته يقول / أبــشـــر ربع ســاعة وأنا محضّـر..
ياسلطان جــاي و أنا أخــوك أذكر ربـك مانيب متباطي قلت لك ربع ساعة..
أبشر..أبشــر خلاص
يالله هلا..
ألتفت لها و بهدوء وقناعة / والله ما أخذتك من بيت أبوك لو لي علمٍ بالمكتوب مير أنا و أنتِ عبيد بلا حول ولا قوة و المقدر ماعنه مودر يالهنوف..
وقف و سحبها للوقوف معه..
ثم قال هامساً بخبث / و والله ليخسون يردوني عن اللي تمنيته من سنـــيـــن حتى لو قاطعـوني..
قبل أن تسأله عن أمنيته..
أجابها بقبلة طويـــــــــــــلة..
و كأنه يطلب المداد لمواجهة الظروف التي تنتظره..
أبتعد عنها و أبتسم..
ثم رفع رأسها مقبلاً جبينها..
و أختتم وقته المتبقي معها بكلمات الحب..
والأعتراف بحقيقة مشــاعره الطفولية و كيف رافقته لسنين عمره الباقية..
و بالتحديات اللي واجهها عشان ياخذها الليلة بحضنه كحق من أبسط حقوقه..
ثم قبل أنفها و همس / أنا راجع ياهنايــــــفي..
في أمــــــان الله..





بعد 5 ساعات من الآن…

مد أصبعه و ضغط على أحد الأزار اللي تملئ لوحة التحكم و بصوت عالي /
إلى قيادة ****** الســيــف الأرقــــب يعلن عن جاهزيته للإنطلاق..
كان رمزه السيف الارقب معنى لأسمه.. كونه قائد السرب..
أتاه الرد..
إلتفت للطائرة التي على يمينه فالمدرج..
صديق عمره و بمثابة أخيه..
أشار له بمعنى الاستعداد..
ثم ألتفت للطائرة التي على يساره..
ولد عمع و عزوته..
أعطاه نفس الاشارة..
ثم أتاه إتصال ليجيب و يستمع / بقيـادتك ياعريــس..
توكلنا على الله ياصـــقـور..
أبتســم..
قرأ أذكاره و الشهادة..
ثم أنتظر أوامر القيادة بالانطـلاق..
رفع رأســه نحو السارية اللي على يمين المدرج و بكل حب و تضحية..
دق التحية العسكريـة بالتزامن مع وصول الأمر بإنطلاقهم…
توكل على ربه..
و زارد السرعة لحتـى أرتفع فوق هام السحب..
بطائرة الـ f16 يتذيلها علم المملكة العربية السعودية و يتوسطها عبارة ( الله يحفظك ) …






وبعد عدة ساعات..
في كلية الملك عبدالعزيز الحربية
و تحديداً في الميز ( و هو مايسمى عندنا بالكافتيريا أو صالة للطعام )
يصطف الطلاب العسكر بطريقة نظامية حول الطاولة دون الجلوس..
فلم يأتيهم أمر من الضابط بذلك!
كل شيء في العسكرية يستدعي توجيه أمر.. و إطاعته..
أتاهم الأمر بالجلوس..
ثم قال الضابط بصوت جهوري /
مــــعـــك دقــــيــقـــة وحـــــدة يا طالـــــب..
إبـــــدأ..
ثم بدأ الطلاب بتناول مايستطيعون تناوله خلال دقيقة واحدة..
هكذا هي العسكرية..
دروس حول حقيقة الظروف وتقلّبها..
و كيف يتكيفون معها..
فمرة يأتيهم الأمر بتناول الطعام لساعة.. ومرة لدقيقة واحدة فقط..
أتاهم صوته مره أخرى بعد مرور دقيقة /
ثــــــابـــــــــت..
وتأتي ثابت بمعنى أمر بالتوقف.. و ثبوت الطلاب عن الحركة..
ثواني صمت ثم قال /
الطالـــب تركـي طلال المعيزر..
سرية خالد بن الوليــد..
أتاه صوت تركي قائلاً /
أمـــــــرك..
أستدعاه الضابط و رافقه لغرفة قائد الكلية..
شعر بريبة..
هذه المرة الأولى التي يحضر فيها علي قائد الكلية..
هنالك شيئاً ما.. و مظهر الرجل المتلثم بشماغه يثبت شكوكه!
رأه يقف متجهاً نحوه ثم احتضنه و أجهش باكياً..
عرف صوته و ميز عيناه رغم تأثير الدموع عليها..
أبتعد عنه و بتخوف من الإجابة / عبدالله..
وش فيــه؟؟؟
علامـــك ياولد وش العلم؟؟
أبوي فيه شيء ؟؟؟
فيصـ….
توقف لسانه عن إكمال الاسم..
و بدأت تتضح له الصورة..
شقيقه أمس غادر للحد الجنوبي مشاركاً فالعملية العسكرية..
واليوم يأتيه إبن عمه زائراً بوضع مأساوي..
لم يتجرأ أن يسأل عن فيصل.. ولكن الإجابة سبقت سؤاله حينما قال /
مانبكي على شهيــد دون الوطــن ياخوك..
مير نبكــي على الرجال الفقيدة..
ثم أحتضنه و بألم / فيـــصــل أستشهد ياتركـــي..













بعد 6 سنوات..
و فالوقت الحاضر..

متجاوزاً القادة.. الأوامر العسكرية.. و جميع البروتوكولات..
أنطلق نحو الطائرة التي لا زالت تقطع المدرج لتتوقف بعد ثواني..
ودقائق مرّت و هو ينتظر فتح أبوابها..
شعر بالضربة التي اتته من الخلف على كتفه / ياولد أذكــــر ربك..
أذكر الله ياخوك!
لم يستوعب ماقيل له..
لا يملك ذرة إدراك لكل مايحدث حوله فعقله و حواسه أجمع تدور حول الباب المفتوح..
رأى المغادرين..
واحد تلو الأخر..
ليرفع يده نحو جبينه بصدمة!
توجه بخطوات سريعة نحو الدرج ليستقبله الأخر بحضن طويـــــل..
صرخ بقهر / ياخـــــــــوي ياتـــــــركــــي..
قل لا إله إ لا الله..
قلها يا….
قاطعه تركي بنحيب متأملاً حالة ليتأكد من واقعية المشهد..
قائلاً بعدم تصديق / قالـوا شهيــد يافيـــــصل..
صلينا عليـــك ياشقيقي..
ويـــنك ياعين أخــــوك السنين هذي كـــلها..
فيصل بألم / ليتني على ماقالوا..
عز الشهادة ولا ذلّ الأسر..
مير الله أعلم بحكمة مقاديــره..
تركي / و نعم بالله..
مرت دقائق الشوق والحسرة..
ثم قاطعها فيصل بمزاح / أقوووول ياولد لي سبع سنين عن الكبسة دقوا بطني هالحوثية بالعصيدة..
و تراي طالبك تفكني من الرسميات و العزايم اللي مالها سنع..
والله أني ما ابا غير راحة رأسي و كبسة مندي مضبوووووطه..
تركي يشير على خشمه / على هالخشم..
و الرسميات ماحنا مشرعين لها البيبان لين يطيب رأسك..
أبسبقك للبيت لين تقضون من فحوصات المستشفى ثم بتحرّاك..
تم أتفاقهم ثم توجه فيصل مع بقية الأسرى للقائد اللذي أستقبلهم بحفاوة بالغة..
و بالأخص فيصل / 6 سنين يانقيب..
طالع من الشر و معوض خير في عمرك..
فيصل ببالغ التقدير / جعل اللي مضى واللي بقى فدى لترابه..
قالها مشيراً نحو أرض وطنه الغالي..
ثم أقترب منه / عيّن خير و أرتاح..
ولنا لقاء..
فيصل بغموض / مايرتاح لي بال لين أخذ بثأر الشهيد و الأسيــر..
سنـين ندور العدو عالجبهة و أثر العدو بيننا يابو ماجد..
أبو ماجد بهدوء / بتزين ياولــدي..
بتزيـــن بأذن الله..
فيصل قبل أن يغادر / وش صار بخصوص أسر محيا ؟؟
و سلطان ماوصل للآن…
أبو ماجد بحكمه / عـيّن خير و مثل ما رجعتوا سالمين بيرجعون باقي الآسرى من فوق خشم الحوثــي..
و طيارة سلطان ربع ساعة و هم بين أهلهم بإذن واحد أحد..
توكل على الله خلهم يخلصونك بدري وراك فحوصات بيرهقونكم مير تحملونا..
فيصل بإمتنان / الله يـعزكم ولا يعزّ عليكم..
فمان الله..

توجه للسيارة التي تقل 5 من الاسرى معه نحو المشفى..
تأمل الرياض..
حبيبتي محلوة بمبانيها الشاهقة..
ماتغيرت عليه كثير.. نفس الزحــــام..
و مثل مالشوارع غرقانه بزحمة السيارات.. غرق هو بزحمة أفكاره..
بين تركي..
اللي كبر و علّق نجمتين و على وشك يتعداه بالرتبة العسكرية..
و أبوه اللي مايدري عن حاله كيف صار بعد خبر أستشهاده.. وكيف بيكون بعد مادرى برجعته أسير.. حي يرزق!
و ختاماً بهوى قلبه..
سلواه فسنين الأسر.. وجهها.. عقد نكاحه عليها.. وذكريات طفولته معها..
نست وعدي برجعتي لها..
راحت ولا لازالت تنتظرني..
كيف حالــها من بعدي..
أوجعوها بقولتهم أرملة..
وشلون مرّت عليها أيام عدتها..
بس أنا راجـــع يا هنـــــايف..
حـــي رغم سنين القهر والغدر والعذاب..
أنا راجع أســيـــر..
مـيـر قولي لهم ياعزوتـــي ماعابنا مــــوت النخــــيـــل..
اللـــــي يــــوافيـــــها الأجل و تــــمــــوت لـــكــن واقــــفــه..

أنا راجــــــع..


إلى هنا ينتهي الجزء الأول و يعتبر كمقدمة للشخصيات..
بالنسبة للقصة فلم تبدأ بعد..

الجزء القادم سيكشف الستار عن حقيقة ماحدث لفيصل…
كونوا بالقرب و الحكم لكم..





التعديل الأخير تم بواسطة فيتامين سي ; 07-02-21 الساعة 03:20 PM
فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 07-02-21, 03:24 PM   #4

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



السلام عليكم و رحمة الله وبركاته..
أسـعـد الله صباحكم بكل خيــر..

كل الحب و التقدير و الامتنان للحلوات اللي شاركوني اراءهم حول البارت السابق..
بالنسبة للهنوف وزواجها من تركي فهذا غير ممكن لو تذكرون تركي وقتها عمره 19 سنة فقططط..
يصغرها بكثير..
و بالنسبة لتفاصيل الحكاية و طريقة السرد..
انا يا احباب ما احب القصص اللي تجي على بلاطه على قولتهم!
احب الاحجيات.. و الحلقات المفقودة..
و التنقل بين حقبات الرواية الزمنية ثم ربط الاحداث ببعضها..
و فالنهاية كل المستخبي بينكشف..
والغامض بيوضح..
و الأسباب بتتفسر..
و لازلنا على البر..
لا تستعجلووووون




اعذروني عالاطالة ولكن وجب التوضيح ..
هذا الجزء إهداء لكم❤

- لا اله الا انت سبحانك إني كنت من الظالمين


مدخل /

ينجرح قلب.. لكن ترتفع هامه

والله امي لاموت ولاانحني راسي

لو رماني زماني وسط..دوامه

العواصف شديده .. والجبل راسي

أنقل الحزن وامشي منتصب قامه

قاسي الوقت .. لكني بعد قاسي

واسمع الحلم يصرخ لحظه اعدامه

رابط الجاش ... ماهز الخبر باسي

عزتي غاليه ..والناس سوامه

قلت ماابيع حتى تقطع انفاسي

زانت ايام عمري .. شانت ايامه

مارجيت العزى من رحمة الناسي

من عجز لايدوس الهم باقدامه

لازم انه مع الايام ينداسي

يندمل جرح القلبٍ ..ماتت احلامه

بس ما اظن يبرى جرح الاحساسي

يوم صارت مابين القلب والهامه

وش ابي بالحياة اليا انحنى راسي


- مساعد الرشيدي ، رحمة الله عليه..



بعد فترة من الزمــــن..






ركع على رجليه و يدينه مثبتها على ركب الشخص اللي جالس أمامه..
وكل مايحمله القهر من معاني.. تجسد في نبرة صوته الحادة / ناظـــــرني يابو فيصل لا تصـــد عني طالبـــــك..
ربــــوة يدينك أنا جعلني فدوووة يدينك وشلوووون تصدقهم فيني..
حاول تقبيل يديه ولكنه سحبها ممانعاً و بخيبة أمل / كل القرائن تدينك..
ماهيب يدين رجال اللي ربّتك دام هذي سواياك..
ليـــتك شهيد..
ليتني دفنتك بيديني ولا قالوا ولدك حي وهذي علومه..
و مــين يعلنها !
تلميــــذي فالسلك العسكري..
ياطى على رقبتي و يكسر عيني بإعلانه عن ولدي
كخــــــايــــــن ودمــــه حـــــــلال..
رح عــــيني لاتشوفك انا بريٍ منك عساك …….
توقف و قبل جبينه و أنسحب قبل يكمل دعوته..
حاله ما يسر لا صديق ولا عدو..
تخبط بخطواته بين ازقة الشارع الضيقة..
وصل لممر بحري على أطراف كنتاكي..
مسك السياج بقبضتينه ليستجمع كامل قواه..
ويطلقها بصرخة آآآآآآآآآآآآآه طــــــويــــــــلة..
تراخت قواه ليسقط على الأرض بلا حول ولا قوة..
أسند ظهره على السياج ورفع رأسه للسما ثم دعا ربه إني مـــغـــلوب فأنصرني!
نزل رأسه ناحية الهاتف اللي يشير لإتصال وارد..
أجاب / جـــــاي..
وقف و نفض الثلج عن بنطاله و طرف جاكيته..
وغادر…





فالجهة الأخرى من الأرض..



ألتفت عليها و بنبرة حادة جعلتها تنتفض / كم مرة فتحتي الموضوع و كم مرة أعطيت الجواب ؟؟
ترددت ثم قالت بعد محاولة لإستجماع الجرأة و القوة لمواجهته / بس يادكتور صدقني فيه أمل 30% تعيش سنين قدام ليــــه نحرمها منها عشان مضاعفات نقدر نتحكم فيها بعد الله بالتقنية اللي عندنا ؟؟
رأته صامتاً ، ستبشرت و أكملت بحماسة / و بعدين التقنية هذي جربوها في مدينة الملك فهد الطبية على مريض فالـ 60 ونجحت
و مريضتنا فالثلاثينات و الهستوري - التاريخ المرضي- حقها نظيــف!
ثم أردفت بتحايل / و غير كذا دكتور بإمكانياتك ماهي صعبة عليـه ولا هي مجازفة مايقدر يتحملها..
و صدقني أنا جمعت كامل المعلومات اللي بنحتاجـ……..
قاطعها مغادراً / أخــذي موافقة المريضة و سجليها فالجدول..
توقفت مكانها لثواني غير مستوعبة..
وافق ؟؟
دكستر وافق عالعملية رغم مضاعفاتها ورغم رفضه لإقتراحها على المريض حتى ؟
تسارعت خطواتها نحو غرفة الاستراحة لتردف الباب و بنفس الحماس / تخيـــــــلوا وش حصل..
أنتوا بس تخيــــــلوا..

لتصرخ إحداهن بعد أن مالت بجسدها يمنةً / يـــارا وزفت ردي الباب..
مــاعلي طرحة وروعت المسلمين بشوشتي
لتغلق يارا الباب المنسي و هي تستمع لتوقعاتهن..
العنــود بتفكير / أحس السالفة لها علاقة بدكستر دامس متحمسه..
إبتهال بتساؤول / دكستر مين ؟؟
لتضحك يارا بشقاوة / دكتور طـــارق مسمينه دكستر عشان لو حشينا فيه و هو حولنا لا سمح الله مانجيب العيد..
جـــنـــي بــكل مكــان يطلع لــك..
إبتهال بزعل / حرررررام عليك مسميته على دكستر المجرم ؟؟
و الله إنه وش زيــنه و يكفيك إنك تتدربين تحت يد أكبر إستشاري فالقسم..
يارا بخوف / ياختي الكلام اللي يطلع عنه و شكله و تصرفاته غريــــب..
تصدقون لو أقــول لكم ما أحب أدخل عليه المكتب لحالي ؟؟
لازم نودي معي ولا ساره..
العنود بفشيلة / حسبي الله عليس تذكرت يوم دخلت معس و يسألني شتبين ؟؟
عندك شيء ؟؟
الله ياخذس..
أطلقت يارا ضحكاتها ، ثم عادت لتكمل / المهم صح عليـــك..
تخيلووا بس إن دكستر وافق عالعمليـــة

على دخول ساره لتستجوبها بحماس / بذمـــــتك ؟؟
يلا عاد مناك مايسويــها دكستر إذا قال لا يعني لا ماهوب متراجع عن قراره دكتوري و أع……..
قاطعتها يارا بنفس الحماس / أقوووول تروحين تشرحين للمريضة تفاصيل عمليتها ولا أروح أنا ؟؟
لإنه طالب إستمارة الموافقة قبل ينتهي دوامـه..

تعالت ضحكات من بالغرفة على مشهد تدافع يارا و ساره من تسبق الثانية للمريضة..
إلتفتت العنود على سؤال إبتهال بأهمية هذه العملية ؟
مادواعي هذا الحماس ؟
و كأنها العملية الأولى أو الأخيرة !
لتجيب / شوفي ياطويلة العمر..
المريضة هذي أول من باشر حالتها فالطوارئ يارا..
و اللي شخّص مرض قلبها برضه يارا و العنود معها..
و عمرها قريب من أعمارنا و يارا ناوبت كثير بفترات تعبها و تدهور حالتها..
ف مثل ماتقولين توطدت العلاقة و صارت تعني لهم بشكل شخصي أكثر..
إبتهال بمهنية / لكن العلاقة بين المريض و الطبيب إذا تجاوز……..
قاطعتها العنود بإبتسامة و تفهم / صدقيني الكلام هذا اللي درسناه و إنه يجب وضع حدود مهنية بين المريض والطبيب وكـــل هالخزعبلات..
كلنا راح يمر علينا مريض.. يكسرها..
و يكسر كل الروتوكولات اللي بنيناها فسنين الدراسة..
الـــواقــع مختلف و يفرض عليك نــفســه..



في غرفة رقــم 2387..
دمعت عيونها و هي تسمع وعدها / لأسمـي بنتي يارا ولّا تدرون..
أبشد حيلي وأجيب تؤام إن كتبها الله و تراهم يارا و ساره حتى أساميكن متناسقة و جاهزة و الباقي علي وعلى البعلول ..
ضحكات متخالطة..
ثم صوت ساره / حطيناك عالجـدول و بعد بكـرة موعدنا بإذن الله..
وشويات بيأخذونك الممرضات لقسم التخدير نحتاج كم فحوصات تطمنا عليك..
لتكمل عنها يارا بمودة / هــاه يا أم يارا.. فيه شيء ودك تسألين عنه ؟؟
تفاصــيل ماهي واضـحة لك ؟
بادلتهم الإبتسامة رغم شحوب وجهها وذبوله من التعب / الله ينفع بكم..
و يستر عليكم دنيا و آخــرة..


بعد إنسحابهم من الغرفة ، تسائلت ساره / الا تعالي..
وشلون اقنعتيه و وشلون وافق؟؟
ياويلي مانيب مصدقه.. ماهي طبايع دكستر ابد..
لتجيبها يارا بصدق / يابنت والله حتى انا ماني مصدقه بس بتاكد اذا عطيته استمارة الموافقة..
اصلا لو تشوفين كيف ناظرني و صرخ علي كم مرررره فتحتي الموضوع و ربي شوي و بيسطرني بالملف..
ساره برعب / نظرة عيونه لحالها عن كف..
المهم تبين شيء ؟؟
يارا برجاء / تـــمزحـــين..
على وين ؟؟؟
من جدك بتخليني أدخل عليه لحالي..
ساره / وش فيها ماهوب ماكلك..
وبعدين تراها مب حلوة بحقك تدخلين عليه كل مره ومعك جيش وراك..
تراه يدري عن الكلام اللي طلع عنه لا تثبتين له إنك مصدقته حتى لو إنك فعلاً مصدقه…
أحترمي إنه دكتورك يارا !
ماهيب حلوة أبـــد..
يارا / وش فيك تتكلمين و كأن الكلام اللي طلع عنه عادي و مقبول ؟؟
و أكيد بصدقه حتى لو ماشفت.. غيري شاف و أنتِ منهم..
لتغلق الموضوع ساره عندما قالت بانزعاج / لا تذكريني ودايم اعلمك عند هالطاري ماتطرينه بس ماتفهمين..
بروح لقسم الأشعة إذا أحتجتوا شيء دقوا على تحويلتهم..
أبتعدت عنها بخطوات مترددة و يفصل بينه وبين باب مكتبة 3 خطوات..
قطعتها و وقفت أمام الباب تستجمع قواها..
ولكن سرعان ما تلاشت حينما أتاها صوته / أدخـــــل..
كيف عرف و أنا ماطقيت الباب ؟؟
رفعت رأسها ببراءة نحو السقف تبحث عن كاميرات مراقبة لتفسير تصرفه..
ياغبيــة يا يارا تراه دكتور مب سكيورتي..
بس والله يسويها دكستر..
تنحنحت ثم دخلت..
رأته غارقاً بأوراقه..
قطع تأملها / لك نص ساعة واقفه برا قلت يمكن تحتاجين دعوة..
تفضلي..
عضت طرف شفايفها السفلى بفشيلة..
ياثقل دمـــك!
اقتربت و مدت الورقه على طرف المكتب..
رفع عينه ناحيتها لثواني ثم تراجع للخلف و أسند ظهره على المقعد مكتفاً ذراعيه..
ركز عيونه على حركاتها..
اصابعها اللي تلعب بأزرة معطفها الطبي..
عيونها اللي تشتتها فأرجاء الغرفة بعيداً عن محيطه..
خـــايـــفة..
سألها / قد قرارك يادكتورة ؟؟
لم تفهم مايرمي إليه بهذا السؤال و لكنها أجابت بثقة تبدو جديدة عليه لم يعتادها بهذه النبرة / نعم يادكتور..
و نسأل الله السداد..
شبه ابتسامة ثم / أعطي الادمشن - اي الحالة الجديدة - الجديد للدكتورة منى..
و أخذي منها تفاصيل العملية..
بتساعدين فيها يادكتـــورة..
شدد على كلمته الأخيرة تحت صدمتها..
لتتراجع ثقتها عندما قالت / بس دكتور أنا ماقد ساعدت في مثل هالعملية ولا حتى شـ……
قاطعها وقد راقت له مواري الهزيمة في صوتها / و أنا ماقد تراجعت عن قرار أصدره..
و مع ذلك خليتيني أتراجع..
بتشاركين و تشهدين على قرارك..
أنا رفضت العملية و أنتِ تبينها..
إجراءها علي و نتائجها.. عليك
ماذا يقول!
سيحملني نتائج العملية.. عملية هو من سيجريها لا أنا!
و لكني مشاركة.. فالقرار.. و الآن سأساعد فالإجراء..
لماذا هذا الضغط.. ما السوء اللذي فعلته ؟
فهم من نظرة عيونها.. الأفكار اللي تدور ببالها..
ليسمح لها بالمغادرة بعد ما أستوضح لها نواياه /
مو جالس أعاقبك..
أعتبريه درس فقط.. تفضلي


غادرت و قد بدأت تشعر بثقل الحمل الذي أنصب على عاتقها فجأةً..
حسبي الله عليك يادكستر لا بسم الله على دكستر منك عالأقل دكستر يجرم فالمجرمين..
أما أنت تجرم فطلابك المساكين اللي حدتهم عليك الشهادة ياجلمود يابو حاجب مقطوووع جعل راتبك للقطع…

كانت تتحلطم بينها وبين نفسها و قد ألتهمت شفتها السفلية كحركة تعبر فيها عن غضبها..
كالعادة!

أتاه صوته ساخراً / هـــاه..
كيف كان اللقـى..
أخذك بالأحضان ؟؟
برد شــوقك ؟؟
رفع رأسه ناحيته عندما لم يصله الرد..
ولأول مرة يكون بهذا القدر من البرود..
ولأول مرة يكون بهذا القدر من الضــياع..
من نظرة عيونه باين شتاته.. يقلبها يمين ويسار..
مو على بعضه.. وهذا أكيد!
أقترب منه و بحدة / أنساهم و أبدأ حياتك هنا..
أنا لك أبو و أنت مالك غيـــري أحد..
نســوك و تبرو منك ما عاد لك عند أحد حق ولا قدر..
تقبل الحاصل.. و عـــيــش يافيصل..
لايضيع اللي بقى..
أخذ شنطته ثم قال مودعاً / أنا راجع المملكة الليلة..
مايحتاج أوصيك على نفسك و على وعد..
توصي شيء ؟؟
لا رد منه..
تنهد الآخر من حاله ثم أنسحب..
مرت ثواني.. دقائق.. وساعات..
و هو على حاله..
مرخي وجهه على كفينه و جالس على الكنب اللي يتوسط مكتبه..
رفع رأسه بعد ما ايقظته رائحة مستفزة لحواسه..
كصاحبتها..
أتاها صوته منادياً / هـــيـــه أنـــت..
ويـــن أبـــوي ؟؟
ماتسمع ؟؟ لي ساعة أتكلم..
تأملها..
بكامل زينتها و الله العالم من وين راجعة..
صوتها الحاد و نبرتها المتأمرة..
جسدها المايل بدلع و غنج متكئ على طرف الباب..
جرأتها عليه ولا كأنه رجــال بكامل رجولــته..
كل هذا يقدر يتجاوزه و يغفره..
لكنها بنته! و هذا لحاله سبب لإطاعته لوساوس الشيطان..
سبب كافي لرضوخه للعنة الإنتقام..
قام من مكانه و بنداء / عــــمــــــار..
ليأتيه عمار ملبياً / سم ياطويل العمر..
أصدر أوامره و عيونه ثابـته عليها / خذ الشباب وتوكلوا على الله..
الليــــلة و بكــرة تراكم مسموحيـــن..
عمار أحد أفراد الحراسة الشخصية غادرهم بعد كلمات الشكر و الامتنان فهم بحاجة فعلاً لإجازة..
لم تنتهي مناوباتهم منذ قدوم والدها وقد غادر..
فتم إفراغ القصر..
أقترب منها و مع كل خطوة رأها تثبت بوقفتها و عيناها الثابته تعلن التحدي له..
ما أن أصبح الفاصل بينهم.. خطوة
حتى قالت باحتقار / خبري فيك قليل مرجلــة..
لكن ماتوقعت للدرجة اللي تخليك تختلي فيني..
قليل مرجلة و مروة.. و ديــن بعد ؟؟
ليطلق ضحكة ساخرة صاخبة..
مثير للسخرية فعلاً..
وقوفها أمامه بهذا المنظر..
و خلوتها معه لا تفرق عن خلوتها بالحراسة الشخصية مهما بلغ العدد..
جميعهم أجانب عنها..
أقترب أكثر ليثير غضبها بقوله / على يد أبوك تعلمنا الدياثــة..
وقد كان محقاً..
ألم يوصيني عليها بلا صلة قرابة شرعية ؟؟
ألا يستفزه مظهرها بلا عباءة ولا حجاب ؟؟
ألم يجعلها تخالط الرجال والنساء على حدٍ سواء ؟؟
ليشق الصمت صوت الصفعة التي طُبعت أثارها على خده..
ثواني..
حتى أن قال / جنــيتي علـي مـثـل أبــوك..
كان يقصد إستفزازها له لحد إصراره على تنفيذ الجناية التي وسوس له الشيطان بها..
تعوذ منها ولكنها لم تجعله يُكمل..
إستفزته!
بكل ماتملك.. و لم تعلم..
بإنها جعلت من نفسها سوطاً ليضرب به آثام و غدر والدها..
أبــــقــهره فـــيــك
مثل ماقــهــرنــي فــي نــفــســي..

بجسدها النحيل الصغير لم تستطع مقاومة ذراعيه الموصدة حولها..
عتبة درج تلو الأخرى حتى وصل للغرفة المنشودة..
أنزلها و قد أغلق الباب..
نزع قميصه وسط أنظارها المذهــــولة
و بألم / أنتِ ثمن خـطا أبوك يابنت..
خذا سنين عمري و بأخذ منك ليــــلة..

توسعت عيونها أكثر بعد ختام كلماته و هي تشوفه يتجه نحوها..
بكاءها و نحيبها وصرخاتها المترجية لم تجدي نفعا..
و كأنه توقف عن الإنصات..
و كأنه.. شخص آخر!
ياما أستفزته..
ياما تأمرت عليه من بين البقية..
كانت تحب إحساس إنه عبد مملوك..
و تكره حقيقة إن أبوها يعده ولده و ذراع يمين..
إقتحم حياتهم فجأة..
وقلبها رأساً على عقب..
بداية من نفي أبوها لها للغربة..
ختاماً بفرض أبوها عليها أن تطيع أوامره و تستجيب لها في غيابه…
ولكـــن..
مالذي حدث لهذا العبد المطيع ؟؟
أنّا له أن يتمرد على أسياده ؟؟
سمعها تدعي عليه بالموت بين دموعها..
همس بحسرة / أدوره ولا لقيــــته..
و أعوذ بالله ورحمته من اللحظة اللي يتمنى فيها المرء موته.. و ولا يدركه!






صرخ لينتفض جسدها برعب / أنــــطــقي..
بلعت عبرتها و قالت / وقت الوفـاة 8;56..
غادر الغرفة..
نزع قفازاته و بدأ يستعد للغسيل لولا إستشعاره لجسد خلفه..
عرف من يكون فصوت شهقاتها المكتومة واضح رغم محاولات كتمانها..
ألتفت لها..
ثواني صمت ثم نطق / كان درس لك.. أخذي العبرة و..
نطقت بقهر دون أستيعاب / لـــيــه ؟؟
لـــيــه وافقت و أنت عارف نها…..
ليقاطعها بحده / نسيتي يادكتورة يافاهمه كم مرة جبتي ملفها و قلتي تحتاج عملية و قلت لك مردودة و المريضة قلبها ما يتحمل..
نسيتي كم مره شككتي في قراراتي و طلبتي إعادة نظر و موافقة..
رفع أصبعه السبابه ناحيتها بوعيد / هذي آخر مرة أنتِ ولا غيرك تناقشوني في قرار سبق و أصدرته..
و المريضة اللي تركتيها على طاولة الجراحة درس لك و تعلمي منه..
أعطاها ظهره و بدأ في غسيل و تعقيم يده..
عندما بدأ يشعر بإنسحابها أستوقفها بأمر / و مري على أهلها و بلغيهم..
غادرت و قد أستوعبت الدرس..
كان يعلم منذ البداية بصحة قراره و تنازل لها بالموافقة حتى يلقنها هذا الدرس الثقيل!
فقدنا المريضة بسبب قراري.. بسبب عصياني وعنادي..
بس كان يقدر يلقني الدرس خارج غرفة العملية.. ودون الحاجة لوفاة وخسارة!
كيف لشخص بهذه القسوة أن يصبح طبيب ؟؟
كـــيــــف يا دكـــســـتــر..





ينتهي هنا الجزء و لنا لقاء يوم الثلاثاء على خير
كونوا بالقرب




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 13-02-21, 02:08 AM   #5

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



السلام عليكم و رحمة الله و بركاته..
يسعد صباحكم بالخير و المسرّة..

جعل يدينكم ما تمسها النار، و ودي لو ارد على كل تعليق بس ما احب اكثّر الصفحات فالكلام..
اقرأ و قلبي يدعي لكم و لكني ارد في حال السؤال والتوضيح..

المختصر / ترا كلي إمتنان و محبة لتعليقاتكم و عدم الرد عليها أبداً لا يعني اللامبالاة الا والله ابالي ونص بعد..


هذا الجزء لعله يكفّر عني الجزء الي مانزل..
و لعله يقشع الضباب اللي محيط بالرواية في أذهانكم..
وشوي شوي بينقشع كلبوه و الصورة بتصير Full HD بإذن واحد أحد..






- اللهم صلِّ و سلِّم على نبينا الحبيب محمد ﷺ
- لا تنسون قراءة سورة الكهف يا أحبـاب







مدخل /


على كثر الكلام وكثر ماقبل الكلام جروح
سكت .. ومالقيت الكلمتين الي علي بالي

أخاف إن قلتها.. ماقلتها ! وان قلتها بوضوح
توسدني ملامات الرفيق و شرهة الغالي

كذوبه يالهواجيس اللي على الخاطر تجي وتروح
بغيت أزبن ذراها .. و استريح و ما تهيا لـي

ورحت أتلي شتاتي واترجى صوتي المبحوح
تموج بي الدروب ومسندٍ كفي على ظلالي

عسي مانتي رجاي يابروقٍ في سماي تلوح
يشرهبني رعدها والضما بالصدر همالي

نقلت جروح ماعرفها بقلبٍ مرهف مجروح
تنطحت البياض .. وسود الله وجه عذالي


- مساعد الرشيدي ، رحمة الله عليه..









يدينه وسط جيبه..
و خطوات رجليه تجره لداخل متاهات المدينة من دون أدنى فكرة..
هــــروب.. شعوره في هاللحظة!
يتمنى الهرب.. ماهو من جريمته فيها اللي كانت عن سبق إصرار..
بل من الماضي..والحاضر..
و المستقبل اللي ماعاد يطمح له حتى..
ضيــــــاع.. حقيقته اللي أستشعرها في هاللحظة!
بلا وجهه..بلا مشاعر.. وبلا هوية!
وقفت خطواته أمام الحاجز الذي يفصل بينه وبين البحر و أمواجه..
غمض عيونه ورفع رأسه للأعلى مناجياً و لكن سرعان ما أدنى برأسه للأسفل بخجل و إبتسامه سخرية رُسمت على محياه..
و لك وجه تسأل الله يلطف بحالك و أنت أجرمت في عبد من عباده..
تقفلت كل الأبواب بوجهي بأسبابهم..
وتقفل باب ربي وربهم بأسبابي..
صرت أشبههم..
مجرم .. تجبرت على العباد وعلى خالقهم ولا حسبت حساب ..

ماء مالح يتبلور داخل عينيه حبيساً للكبرياء الذي يرفض تساقطه !
تراجع للخلف و أكمل مسيره..
عيناه للأمام ولكنها عمياء متأثرةً بضبابية الأفكار التي تحاصر عقله..
فيصطدم بهذا و ذاك..
يعتذر و يكمل مسيره..
كان يشعر بتوهان.. لا يألف ملامح أياً من هذه الشوارع..
دون أن يعي إستفزاز ذاكرته للماضي الذي يقبع في نهاية الطريق..
لتقف قدميه عن الحركة في منتصف الشارع!
وعيناه ثابته نحو المقهى المعاد ترميمه .
فيشق الماء المتبلور طريقه على وجنتيه بعد تصادم عنيف مع كبرياءه المهزوم..
ثم أغمضها مستسلماً للذكرى المعاد تصويرها داخل رأسه و كعقاب لروحه يود مشاهدتها مجدداً ..

عودة لعدة أشهر للخلف /

كان من الآمن أن يأتي كلٍ منهم على حده..
سبقوه و ها هو الآن مقبلاً..
ركن سيارته على جانب المقهى و عيناه تبحث عنهم بعدما جاءه تأكيد منهم بتواجدهم مسبقاً فالمكان المتفق عليه..
ما أن وضع يده على مقبض الباب حتى فاجأه إتصال!
عقد حاجبيه و زم شفتيه..
رقمه مجهول ولا يملكه أحد.. مالأمر ؟؟
كان يزعم أنه عن طريق الخطأ فإجاب حتى يعتذر من المتصل الذي قال بالحرف الواحد / مضيّع الوجهه يابو طلال..
تفرقت شفتيه عن بعضها لتجعل للسؤال مخرجاً لولا دوي الانفجار و شضايا زجاج نافذته التي أخترقت جانب من رأسه و وجهه..
بعد ثواني صمت فرضتها الصدمة..
و في عز وخزات الألم التي تطغى على الجانب النفسي قبل الجسدي..
تحامل على نفسه و غادر السيارة بخطوات مهزوزة ضعيفة و أحباله الصوتية تكاد أن تقطع إثر صريخه / ســـــلــــــــطــــــــا ن..



ترحم عليه و صد مكملاً مسيره..
و الذكرى لازال شريطها يدور..



عودة لنفس الفترة بإختلاف التوقيت و الزمان /

ضرب بيديه المقيدة أطراف السرير و بنبرة غاضبة تكاد تشعل بالمكان حريقاً مشابه للموقد بصدره / يـــابــن الـ##### و عزة الله و جلاله إن فتحت فمك بكلمة زيادة لأدفن قهري فيــــك
توقف ثم مد مابيده ناحيته و وضعه في حضنه و بدون أدنى مبالاة / عموماً أنا بخليه عندك ربع ساعة لين أنزل أخذ لي قهوة تروق بي معاك..
واضح ليلنا طويــــل يابو طلال..
أما هو فمال بجسده ناحية الطرف حتى يسقط عن حضنه ماوضع فيه و بنفس النبرة / كــلامي واضح ولا لكم عندي شيء..
رفعه عن الأرض بسرعة و بغضب مشابه / مالك لوى ولا لك مفر..
هذا الجهاز بسيارتك و الوقت اللي تواجدت فيه تزامن مع التفجير و بتواجد لواء و عقيد سعوديين في إجتماع مع رئيس حزب للميليشيا الحوثية اللي أعترفت بشراءها لإحداثيات موقع زميلك قبل تأخذ المهمة عنه..
أخذ نفس يتصبر به ثم أكمل / هذي كلها تهم توجهت لك بقرائن و أدلة..
عندك إعتراض على وحدة منهم قدم تفسيرك و برهانه ولا أرحم حالك و حال أبوك و أعترف بها لعل في إعترافك تكفير لذنبك و……..
قاطعه و هو على وشك أن يفقد صوابه / مين يـــبيــع روحـــه ؟؟
أنت ناسي إني الأسير و هذي إحداثياتي ؟؟
إبتسم بسخرية فهو يشعر بإن هناك محاولات للتذاكي عليه / مانسيت ياعريــــس..
بس أنت اللي ناسي إنك كنت فإجازة وقت بيع الإحداثيات على الميليشيا و هذي قرينه أخرى يستدل بها لإثبات إدانتك..
وقتها تم إستدعائك بديلاً عن زميلك عادل المخيرج و أخذت مكانه و إحداثياته و هذا كان فخ و وقعت فيه أسير لشر أعمالك..
و الآن بوفاة العقيد سلطان و اللواء أبو ماجد أثر تفجير تواجد جهازه بسيارتك أنت تعتقد أنك نظفت أقوى أدلة إدانتك بهذي التهم كلها ولكن يافيصل..

أنت متهم تمت إدانته من سنيـــن الأسر و إنتظرنا عودتك بفارغ الثأر و الصبر..

كان ممكن تخفف عنك العقوبة لو وفيت بوعدك لأبو ماجد و أستلمنا باقي الإحداثيات..
لكن أنت أستنفدت كامل فرصك بعملية اليوم..
أقبل و أعترف يافيصل و أسأل ربك المغفرة و أن يكون إعترافك سبيل للعفو…




بلع الغصة اللي خنقته وقطعت عن النفس لثواني..
تعوذ من الشيطان ثم عاد أدراجه..





.. .. .. ..


كانت في غرفة الإنتظار أمام قسم الطب النفسي بعد حصولها على موعد..
مر أسبوع ولا زالت تشعر بالسواد.. و الألم مستمر رغم إستحضارها للحقائق..
حقيقة أنها عرضت على المريضة كافة المخاطر و المضاعفات..
حقيقة أنه من حق المريض معرفة كافة خياراته الطبية..
حقيقة أنها لم تجبر المريضة على شيء بل جاءت موافقتها بقناعة ولعلها خيرة لها..
و حتى أنها بدأت تؤمن ببراءة دكستر من موت المريضة ، فقد رفض حتى إقتراح العملية و تعشيم المريضة بأمل .. قتلها!
ولكن..
لم تستطيع أن تبرئ ذاتها.. فهي خالفت توجيهات أستاذها..
عرضت على المريضة عملية كانت نسبة نجاحها تدور حول الـ 30% وتزيد عن ذلك أو تنقص..
مسحت بطرف أصابعها دمعه تتأرجح بين أهدابها..
سمعت نداء الممرضة بإسمها معلنة خروج المريض الذي قبلها و الآن دورها..
تقدمت عدة خطوات أمام الباب الذي يقف بينها وبينه حاجز جسدي جبِر..
رفعت رأسها ناحيته حيث كان واقفاً يعيق عليها الحركة لتطلب منه التنحي جانباً و لكنه سبقها بالطلب /
تعالي معي شوي..
لم تستوعب ما قاله فهي لم تستوعب بالأصل سبب تواجده في هذا القسم..
لتجيب نداءه عندما لم يجد منها ردة فعل / دكتورة يارا..
عندما شعر بها تلتفت جهته ، أشار بيده للأمام بمعنى الامر بإن تأتيه هنا..
تقدمت خطواتها ناحيته و ما أن أصبحت مقابلة له ، حتى سأل / وش عندك هنا ؟؟
يارا بعينان تلمع بالتحدي / حق من حقوقي..
أستشعر في نبرتها الدفاع و في عينيها التحدي لمواجهة كل مايقف عائقاً بينها وبين حقوقها..
لم يفهم لماذا تراه كتهديداً لها..
لماذا كل هذه الدروع و الحصون المنيعة و كأن مابيننا يستدعي كل ذلك!
أجابها بتأكيد / ولا أحد بيمنعك عنه..
لا تليق به هذه النبرة..
الهادئة المتفهمة..
هذا ليس دكستر الذي كان سبباً لتواجدي في قسم الطب النفسي..
أيعقل أن في قلبه حياة ؟؟
و يشعر بشيء من الرحمة و الشفقة ؟؟
غرابة الموقف جعلها تشعر بعدم راحة ، فقالت بكبرياء تحاول أن تستجمعه أمام عينيه المحدقة و كأنه ينظر لروحها / دخلت أشوف زميلة لي بما أني مريت من قسمهم و أسلم..
لا رد منه.. وعينيه المحدقة على حالها..
زاد توترها فأستأذنته هاربة..
أما عنه فقد عاد للقسم طالباً من محطة التمريض أن يستخدم أحد الأجهزة ليلقي نظرة على…….. لا يهم
فقد أعطاهم عذراً مقنع رغم أن طبيباً بمكانته كل أوامره سمعاً وطاعة ، كان بإمكانه فعل مايريد دون إذن ولكن..
شعر بالحرج مما سيفعله..
تصرف صبياني غير إحترافي ولا يليق به ولكن..
سيفعله ..
فهنالك شيئاً في داخله ينازعه على ذلك..
دخل على سجل المرضى لهذا اليوم و رأى إسمها ليتأكد من شكه..
كاذبة!
أجل تزورين زميلة.. ياهالكبرياء اللي ماله لزوم بيني وبينك!
يشعر بأن له حقوق عليها تتعدى حدود الاستاذ والطالب..
يؤمن أن له الأحقية بمعرفة ماتتفوه به وماتخفي خلف عينيها..
إنسحب و باله لأول مرة يكون مشغولاً بشيء سوى العمل!
ومشاعراً غريبة يختبرها..
لأول مرة يستشعر معنى القسوة..
ولأول مرة بدأ يؤمن بقسوته و لعله يحتاج إلى حل..
قيلت له كثيراً و وصف بها كثيراً ولم تحرك به ساكناً.. مالذي فرق هذه المرة ؟؟
أيعقل أن أكون فعلاً قسيت ؟ أم يارا كانت لا تستحقها حقيقةً !
مضى في طريقه و لا يعلم مالذي تفعله هذه الصغيرة به..
صغيرة عمر و علم و مكانة ولكن تأثيرها عليه كبير..
بلا تفسير واضح و منطقي وبلا أسباب..
هي فقط مؤثرة بشكل أو بآخر!

و في طريقه و بعد مروره على عدة أقسام ، توقف عند المحطة الأخيرة قبل وصوله إلى قسمه..
طرق الباب ثم دخل بعدما جاءه الإذن..
إبتسم و هو يراه مشيراً بالسلام من بعيد / يارخمة مخوفك فيروس ماينشاف بالعين ؟؟
أفا يابو سعد أفا..
عزام بسخرية متأملاً مظهره الطبي و الكمامة و الدرع الواقي للوجه / شف حالتك لو أنك عالحد ماتحصنت بهالطريقة مير فكني من الهرج..
ضحك ثم قال مودعاً / شرهتك عاللي جاي يسلم..
ليستوقفه عزام / أبرك الساعات و أعز من يلفاني طال عمرك..
بس علمني.. توصي شيء يادوك ؟
- قد نستخدم دوك كإختصار متعارف عليه لكلمة دكتور بالإنجليزية -
طارق / على وين يابو سعد عسى ماشر..
عزام بضيق / ماشي والله الليلة للأهل الوالد حالته الصحية ماهي باللي تسر
طارق / ليه ما نقلته عندنا ؟؟
و أنا بنفسي بشوف أموره و أن يسر الله يدي لعلاجه ماهو طالع من عندنا الا وصحته عني و عنك..
طارق بمحبة يربت على كتفه / ماتقصر يابو سامي.. خابرينك قول وفعل ..
لكن بإذن الله مايستدعي الوضع ننقله و إن كان فيه داعي مالنا غيرك ياخــوي..
طارق بإمتنان يتجسد في نبرته بوضوح / أنتم راعين الأوله يابو سعد..
ودينك يدي ماتطول سده مير الله يقدرني على…….
مقاطعه من عزام ممازحاً / يارجـال أستح على وجهك..
و أقضب الباب وخذ دينك وعلوم المراجل معك وراي شغل..
لم يكن الوضع يحتمل المزح بالنسبة له..
فقد كان يقصد كل كلمة نطق بها..
ولكنه ختم كلامه بقوله / ممـــنون يا عــزام..
عزام بجدية / إنســى يا طارق..
فقال مغادراً / تأمرني على شيء ؟؟
عزام / سلامة راسك يا دووووك..

أكمل مسيره و الماضي قد حضر و داهم واقعه مثل كل مرة يلقى عزام..
الشاهد الوحيد على حقيقته..


عودة لسنين الطفولة /

سقط أرضاً إثر صفعة تلقاها..
رفع جسده الصغير عن الأرض الصلبة الباردة و يديه تحتضن فمه لعله يستطيع كتمان شيئاً من بكاءه االذي تسبب عليه بالضرب..
فقد أزعج ذلك العفريت الذي رفسه بخفه ليسقط مرة أخرى فجسده الصغير النحيل المنهك من الألم و البكاء لم يعد لديه طاقة للمجابهة ..
و بغضب / لا أسمع لك حــس لا أخليـــك تلــحقها..
أنـــت تفــهم ؟؟؟
لا رد منه..
فهو لا يستطيع أن يبعد يديه الصغيرة عن فمه حتى لا يزعجه بكاءه و يعاود الضرب..فلن يستطيع أن يحتمل!
إستفزه حتى الصمت.. فإقترب ممسكاً إياه من قميصه و بغضب بدأ بهزه / أكـــلـم مــيـــن أنـــا ؟؟؟؟؟
كان ليُجيب.. لولا الاتصال الذي قاطع العفريت المتفرعن..
رماه بعيداً و أجاب..
دقائق ثم أغلق..
و أنسحب..
ليعاود الصغير البكاء..
لعله يستفرغ شيئاً من الألم النفسي فالجسدي لا يعنيه الآن..
دارت عينيه الصغيرة حول المكان فهو يذكر شيئاً و قد وجده..
لا يستطيع الوقوف فزحف حتى وصل له..
إحتضنه وقد دفن وجهه فيه و زاد بكاءه..
فـــرائـــحـتها في جلال صلاتها هي كل ماتبقى له منها..
اليوم الأول في عزاءها و لا يعلم مالذي يدور حوله..
كل مايعلمه أنها غادرت و قد سقط برحيلها حصن منيع كان يحميه من ذلك العفريت..
شعر برائحتها تتلاشى و يحضر بديلاً عنها رائحة الزيجار..
و عينان حمراوتان..
إنه العفريت مجدداً !
رآه يلقي بالجلال بعيداً و يمد ناحيته كبسولة بيضاء و بمحاولة لضبط الاعصاب / أمسك أبلعها خلصني..
ود لو يسأل ماهيتها ولكن يعلم عقاب السؤال جيداً..
فياما شهد على ضرب والدته و سقوطها أرضاً كما حدث معه مسبقاٍ.. حينما كان تجادل العفريت عن هذه الكبسولة و سبب حيازته إياها..
أخذها و نظر إليه بعينيه البريئة يطلب منه الإيضاح..
مالذي ستفعله بي هذه الكبسولة ؟
هل سأتوقف عن إزعاجك ببكائي ؟؟
هل سأخلد إلى النوم الذي أبحث عنه ولا أجده..
هل سأنسى أمي و كل ألامي ؟؟
ما دواعي هذه الكبسولة أرجوك!
و جاءه الرد الذي لم يتوقعه / بـتخمد و تـفكني من قـلقـك..
إبلعها أخـلص ولا تبيني أحشـرها بفمك ؟؟؟؟
إبتلعها مرعوباً من فكرة " أحشرها بفمك "..
غادر العفريت مغلقاً الباب و بدأ يستشعر تأثير هذه الكبسولة فوراً..
إستلقى على جانبه الأيمن و عاود إحتضان جلالها و دموعه بدأت تنهمر من جديد..
يشعر بالخدر!
فبدأ بالتمتمة والهذيان بأسماءهم..
نويران..
والدته الراحلة..
أمجاد..
أخته و إبنة ذلك العفريت..
و فهيد..
الــعــفريـــت صــاحــب الــكــبـسـولــة..
دقائق من الآلم النفسي..
إنتهت بخلوده إلى النوم مجبراً..
تحت تأثير الكبسولة المجهولة!



تساؤول أحد الطلبه أعاده للواقع / دكتور طارق متى النتائج ؟؟
أجابه بصيغة أمر / بيجيكم العلم..
أجمع زملائك و تفضلوا لغرفة الإجتماعات

و بعد 10 دقائق كان الجميع حاضراً ..
ليبدأ حديثه / طيب بما إن الجميع متواجد أرجو الإنصات لا الإستماع لإني ماراح أجيب على أي سؤال بعد الاجتماع هذا..
كلامي واضح للجميع ؟؟
أتاه الرد منهم بالإيجاب..
ثم أكمل / بخصوص النتائج و متى ترصد فأنا لا زالت أراكم بحاجة للخضوع للمزيد من إجراءات التقييم..
إما لوجود تقصير منكم و إما لزيادة العلم..
عموماً في جميع الأحوال الإجراء بيرجع لكم بالفائدة لذلك النقاش فيه مرفوض..
ليسأل أحدهم / وش طبيعة الإجراء ؟؟
و هل سترصد النتائج بعده فوراً يادكتور ؟؟
ليجيب / بالنسبة للإجراء بيكون مناوبة 72 ساعة فقسم الطوارئ و أي واحد فيكم يأخذ أقل من 3 حالات لايكلف على نفسه و ينتظر درجاته لإنه ماراح يجتاز عندي..
و النتائج سيتم رصدها بعد إنتهاء الجميع من مناوبته و راح تقدمون الحالات للفريق الطبي للقسم أنا و زميلي الدكتور عثمان و الزميلة الدكتورة منى..
ف أي واحد بيتذاكى و يروح من وراي للزملاء يطلب إستشارة أو حتى توجيه برضو يعتبر نفسه غير مجتاز..
إعتمادكم كلياً على أنفسكم و أعتقد فترة التدريب كانت كافية و وافية..
المجتهد ماراح يواجه صعوبة و أموره بإذن الله ميسره..
و اللي يستعبط على رأسي طول الفترة الماضية لما يقرأ عند إسمه بالخط العريض غير مجتاز..
يحضّر عندي الصيف نستمتع مع بعض..
قال جملته الأخيرة و إبتسامة سخرية تزين محياه..
أتاه صوتها ذو النبرة المبحوحة المميزة.. و بنفس الخجل الفطري الذي يزين نبرتها في مسمعه / دكتـور هل عدم الإجتياز عندك يتوقف عليه عدم القبول في التخصص ؟؟
كبح إبتسامته بالقوة..
لسببٍ يجهله شعر ببهجة غريبة..
تود أن تتخصص بنفس تخصصه..
وتسأل عن إمكانية ذلك و هل عدم الإجتياز قد يعيقها و هي الأولى على زملاءها..
رغم عنادها و رغم حماسها الذي يراه زائداً عن الحد بالنسبة لطبيب..
لا ينكر أنها مجتهدة و تستحق أن تتخصص في جراحة القلب و الأوعية الدموية فهي كفوء بلا شك..
قال و لأول مرة يثني على طالب / عدم الإجتياز مايستدعي قلق طالبة مثلك يا يارا..
ولا قصور فالباقين..
ولكن الكل عارف مستواه و بيده يحدد الاجتياز من عدمه..
و ماعلى الرسول إلا البلاغ و العلم اللي عندي قدمته..
توقف ثم قال ختاماً / شدوا حيلكم مناوبتكم تبدأ اليوم و النقاط اللي ركزت عليها فالراوند بين المرضى بتفيدكم كثير..
لا بأس بتبادل المعلومات والاستشارات بين بعضكم البعض..
ولا ترجعون لي إلا في حالة دخول المريض لمرحلة تستدعي وجودي فعلًا و إلا….
ليكمل عنه أحد الطلبه وقد فهم مايرمي إليه / بكون غير مجتاز..
كذلك لأول مرة تُسمع له ضحكة / ههههههههههه يعجبني النبيه ياعبدالمجيد..
مــوفـقـين..
لم تخفى عليه نظراتهم المتعجبة..
ما الأمر.. ألا أستطيع الضحك ؟؟
كم مر من الوقت حتى نسيت و أنسيت الناس بإنني.. بـشـر!
مثلهم تماماً..
ميل طرف عينه ناحيتها و كانت نظرتها هي الأهم من بينهم..
على شفتيها طيف إبتسامة ولا قدر يفسر معناها..
لإنها صدت وغادرت قبل ينهي تحليله لأسباب إبتسامتها الأولى..
له..
لدكستر..

عند المقهى الي يتطرف بوابة 3 فالمشفى..
واقفه بإنتظار طلبها..
ثم وضعت يدها على محل الألم الناتج من يد الـعنود / وجعووووه العنود و زفت..
العنود بزعل / أحسن عشان ثاني مرة تركزين معي..
ياشينننس يارا من اليوم أسولف ولانتي يمي..
يارا سرحت لثواني بالتفكير، ثم همست / بقول لك شيء بس اذا تمسخرتي ولا علمتي البنات بزعل عليك أسبوع ونص و مابحضر عرس تهاني..
العنود / والله ماقول ياختي من متى اعلم باسرارس انا ؟؟
وبعدين ترا تهاني تأجل عرسها عشان كورونا تقول تبي عرس مطهبل و كبيررر و….
سكتت بعد ما ألجمتها نظرات يارا ثم قالت / بسم الله الرحمن الرحيم..
خلاص ياختي قووولي سالفتس بس كنت بعلمس عن العرس عشان ماتمنّنين علي
يارا بتردد /اممم طيب قولي والله ما افهمك غلط ؟؟
العنود ولسانها الطويل يبي له يتقلّص / اذا أنا مافهمس صح من يفهمس غيري ؟؟
أنا اللي دايم ا….
يارا بنرفزة / خلاااااص لا عادت من سالفة..
العنود / هههههههههههههه أمزح و الله خلاص قولي..
يارا / دكــســتــر..
العنود بتكشيرة / وعووه..
وش فيه بعد ؟؟
يارا بخجل / ياختي.. مملوح..
صـح ؟؟
العنود إلتزمت الصمت لتستوعب ماقالته..
و يارا إلتزمت الصمت لتفسر صمت العنود ما أسبابه ؟؟
لتردف بطفاقتها المعتادة / تبين الصدق ؟؟ ياخذ العقل التسلب مزيووون بس وش فايدة الزين و هو م..
يارا بإنزعاج / لا تكملين..
خــلاص الله الــعالم بحاله و حــالها..
العنود و كأنها بدأت تشعر بشيء يخفى على يارا أو بالأصح لم تستوعبه بعد..
فقررت أن تعيد ذكر الحقائق حول دكستر رغماً عنها..
لعلها تبعدها عنه قبل أن تقترب من الأساس..
فقالت / يـارا..
أنا كنت موجودة وشفت بعيني و سمعت بإذني كل شيء..
و شفت حالة البنت!
أنا حتى مادري كيف مافقد رخصته الطبية بس ماقول إلا حسبي الله عالواسـ…..
تنهدت و لحقت بها راكضة..
شتمت نفسها عندما رأت مدى إنزعاج يارا..
فهي لم تستلم قهوتها حتى !
حاوطت يديها و سحبتها ناحية المقهى مجدداً و لكن هالمرة بقولها / أقووول أمــشي والله لتشربين قهوتس دافعتها من جيبي حبيبتي..
لازالت يارا صامته..
أعادت العنود محاولتها في تلطيف الجو / خـلاص ياختي آسفة..
سامحيني و أعفيك من عرس تهاني..
شرايس ؟؟
يبدو أن المحاولة هذه المرة على مشارف النجاح..
فشبه إبتسامة رسمت على ثغرها..
يارا بزعل واضح / أنا بس كنت أبي أحش فيه مثل عادتنا أنا و أنتي..
وبعدين مامدحته ترا أنا قلت الصدق مملوح وهذي خلقة الله فيه ماله دخل هو لسى دكستر و لسى أكرهه..
مو كل ما اجيب طاريه تفتحون صفحة ماضيه و تسردون احداثها..
صرت حافظتها مثل اسمي..
العنود تحتضنها وشيء في خاطرها يأنبها / ياروووه وشدعوه شفيس ماعرفس أنا يعني ؟؟
أكيد هذا قصدس بس أنا قصدي شيء ثاني مو اللي في بالس..
يارا / وش قصدك ؟؟
العنود بجدية / الرجال ناجح.. رئيس قسم القلب فالمستشفى و هو بهالعمر!
أكبر إستشاري على مستوى المملكة شهادات و خبرة..
أخذ درجة الدكتوراة الثانية و عمره 35 مستوعبة ؟؟
و وسيم و من عائلة معروفـة..
و لولا الحادثة اللي صارت ولا كان بيصير حلم كل بنت ترتبط بواحد مثله..
و أنا بس قصدي إني مابيك تتأثرين بأشياء حلوة فيه لكن إنتهت من يوم صار اللي صار..
حاولت تمنع فضولها ولكن لسانها نطق مقاطعاً كبريائها / طيب قضيته معقولة ما احد يعرف وش الحكم الصادر فيها ؟؟
العنود بتأكيد / أبداً ولا أبن أمه يدري..
بس سمعت كلام إن محاميه يشتغل عندنا فالقسم القانوني..
يارا / تعرفين إسمه ؟؟
أكملت كلامها بعد ما شافتها تهز أكتافها دلالة على الـ " مادري " / اقول صديقتي و اعرفك زين لا جاك علم ماتاخذينه ناقص..
وش اسمـــه ياختي ؟؟
العنود / سمعت و العهدة على الراوي مب تلزقينها فيني..
إن أسمه عـــزّام الرويض..






.. .. .. ..






رحب فيه ثم أشار عالجهة المقابلة له من المجلس / يالله أنك تحييه..
أستريــح..
ليجلس / الله يبقيك..
بشرني عنك وشلونك..
عساك مرتاح
تنهيدة طويلة شقت صدره في طريقها للخروج / بين أهلي و تحت حمايتكم..
مابي خلاف مير عطني علومه هو اللي يستاهل تنشد عن حاله..
ليجيبه / عــايـش و هذا المهم ياخـوك..
إبتسامة سخرية .. ثم / مالك وجه تقول بخير و طيّب..
توقف ثم أقترب منه واضعاً يده على كتفه مواسياً / الحال اللي هو فيه مابيضيق الا وينفرج بإذن رب العالمين..
و أنت خير من يعرف فيصل و تدري لو يعرف بالحقيقة مايتراجع عن فعلها إن كان فالأمر مصلحة أهله و بلاده..
هذا فــيــصـل..
الـبـطـل و الأســيــر..
ليكمل عنه / و المـغدور..
هزه بغضب / ياولد أنت وش علامك ؟؟؟
تبي تمرض نفسك و نبلش بك فوق بلشتنا بالوضع اللي حنا فيه ؟؟
شد حيلك و أذكر الله و خل عنك العلوم اللي لا تودي ولا تجيب..
الرجال حي يرزق و المدة إن طالت مصيرها بتنتهي..
و اللي صبّرك سنين الأسر يصبرك الحين ياسلـــطــان..
إبتعد عنه مجيباً على إتصال مهم جداً..
ليتبعه سلطان عندما سمعه يتسائل بنبرة غير مطمئنة / ويــــش العــلم ياولـــد ؟؟
أنـت وش تــقــول ؟؟
ويــنه فــيه ؟؟
لاتخــلونه الله يــخلِــيكم من العـافــية..
ياعيــال ال##### الشنب اللي بوجهي ماهوب على رجال إن مارفعت إهمالكم للقايــد..
بلغني بالمستجـدات ولنا لــقــاء..
أغلق الهاتف و داهمه سلطان بالسؤال / وش العلم يابو ماجد ؟؟
فيصل فيه شيء ؟؟
ابو ماجد بقلق / متصوب و ستر ربك الإصابة ماهي في منطقة خطيرة ..
سلطان بنفس القلق / من هي سواته ؟؟
من يتجرأ على فيصل وهو تحت الحصانة ؟؟
أنت أكدت لي إنه بأمان و ……..
أبو ماجد يقطع شكوكه / بــنــت راشــد..
سلطان بعدم فهم / وش علاقتها ؟؟؟
أبو ماجد / البنت هي اللي صايبته..
ولا ندري عن أسبــابها و خارج حدود قدرتـنا..
النـساء شرف الرجال و عرض المسلمين..
مالنا حـق و لا له غير الدعـاء و الله يصلح حاله..

ويش مسوي بها يافيــصل ياولـدي..





.. .. .. ..


ألتفتت برعب و هي ترى أثنين من الرجال يتشادون بالايدي و الحديث..
وضعت يدها على قلبها لتهدأ روعها بعد مداهمتهم المفاجئة و بقيت على حالها مستمعة / مهبوووول ؟؟
وشـلون تمد يدك عليه و انت بـالزي العسكري..
تبي تقـضيها محاكمة عسكـرية ؟؟
أصحى على نفسك يا تـركـي..
تركي بغضب دفعه بعيداً عنه و بوعيد / و اللي رفع السما بلا عمد لأطى على خشمه و أدقه دق ولا علي بأطلق شنب..
لين يتسنع هو و شاكلته و كل قليّل مروة وينضبط قدامي..
ثم ماعاش اللي يفكر يفتح فمه بكلمة تمس احد من اهلي
ثم اكمل بتحدي / و انا اخو فيـصل..
اقترب منه غاضباً / انت وش ناوي عليه علمني عشان نختصر الموضوع..
ناوي يجرونك مع رقبتك ولا متنازل عن الرتبة ياضابط؟؟
انت عارف تعزوى بمن ؟
تعزوى بـخايـن يا تـركـي...
لينقض عليه تركي رغم نزيف أنفه الذي أستدعى حضورهم للطوارئ..
أمام مرأى عينيها المصدومة..
صرخت برعب ليتوقف الاثنان عن العراك..
لم ينتبه أحد منهم بوجودها منذ البداية..
تقدم ناحيتها و بمحاولة لبث الطمأنينة رفع يديه للاعلى و اشار للاخر بفعل نفس الحركة و قال / اذكـري الله ياخـوك ما حاصـل الا الخـير..
اذكـري الله..
بدأ القلق يدب في قلبه من حالها..
يديها حول اذنيها و تنتفض..
رجفتها واضحـة بشكل مقلق!
غادر الغرفة طالباً المساعدة من الممرضات..
سمع الممرضات ينادونها كي تستجيب لهم و تفيق من صدمتها .. الدكتورة إبتهال..
هل تسببت بمرض طبيبة !
مالذي فعلناه ؟؟
ألتفت ناحيته عندما قال / جيتك ناصح ما جيتك معاديك..
أصحى لعمرك و إن كان يوجعك إنه أخوك..
حنا يوجعنا إنه إبن البـلـد و الـدم واحـد..
ولكن الرجال تحكّم عقلها و العاطفة مسراها ضيـاع..
أصحى لعمرك ياخوي..
رأه مغادراً فأستوقفه / تركّد جروحك يبي لها تنظيف..
ليلتفت له ممازحاً / يارجال شف جروحك انت..
مسحت فيك الارض و مسوي قوي على راسي..
أبتسم من القلب لرفيق عمره..
أحبك ولو إنك اوجعتني فاخوي شقيقي مثلهم..
اعرفــه يا منصور.. ماجرى فعروقه دم رخمة..
اعـرفه! شقـيقي وشلون أصـدق فـيـه ؟؟
رأى الممرضة تغادر..
فأقبل ناحيتها متسائلاً عن حال الطبيبة ، فأجابته..
أبتعد و مشى خطوات عدة ليقف أمام باب الغرفة التي كانت من المفترض تستقبله فيها لإيقاف نزيف انفه..
و لكن بغضب منه و انفعال..
قلب الموازين و اصبحت الغرفة.. لها!
طرق الباب..
لا يوجد رد..
طرق مره اخرى..
كذلك لا رد..
قرر أن ينسحب و لكن عاد لمحطة التمريض سائلاً عن اسمها للتأكيد..
فله لقاء آخر معها لطلب العذر و السموحة..





.. .. .. ..


تورمت أصابعها بعد محاولاتها العدة لقفل الباب للمرة الثالثة ولكن هي بالفعل أقفلته لثلاث مرات!
كانت تتأمل الباب و تشعر بوجود أحد ما خلفه سيقتحم المكان مطالباً إياها بتسليم نفسها كـــقــاتــلــة..
ضمت رجلينها جهت صدرها و حاوطتها بيدها..
بدأت الأفكار تأكل عقلها..
و مع مـرور الوقت..
كانت تهتز و لسانها لا ينفك عن قول / قــتلــني و قــتلــته..
قــتلــني و قــتلــته..
قــتلــني و قــتلــته..

فزت برعب عندما قُرع الباب..
و قد أستمر بالقرع فلا يوجد رد..

فالبكـاء و الخـوف يكادان يفقدانها وعـيها..
ولكنها تحاملت على نفسها و ضميرها يقودها نحو الباب لتفتحه..
وتسلم نفسها لتُطهر من دمه..
فتحت الباب.. و تراجعت للخلف..
ليشخص بصرها..
عندما رأته..
ثم خارت قواها و سقطت فاقدة للوعي لا من تأثير خوفها و بكاءها..
بل من صدمتها عندما قال / أكلت نفسي قـهـر و أنا أقــول عاقبــتها علـى ذنــب أبــوها ماهو ذنـبها..
و لــكن بفــعلــتك فيــني اليــوم..
أخــذتي حــقــك و تســـاويــنا..
و الجــروح قصــاص يا بــنــت..
مشيراً إلى كتفه المجبرة إثر الرصاصة التي أخترقت عظم الكتف الأيمن..







ينتهي إلى هنا الجزء الثالث بحمد الله.،
لا تحرموني من تعليقاتكم فوالله أنها تواسيني عند أرق الكتابة - كما أسميه - و تعينني لإكملها معكم للختــام..


إجازة نهاية أسبوع سعيدة عالجميـع يارب



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 19-02-21, 01:43 AM   #6

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



مساء الاجواء الجميلة على اهل الريــاض..
وباقي المدن يعوضهم الله👀



أتمنى يكون الجزء عند حسن ظنكم و فهمكم أيضاً..
و كما قلت و سأعيد .. لا تستعجلووون كل شيء راح يبان حبه حبه💗


ربي يسعدكم و إجازة نهاية أسبوع سعيدة يا رب


- لا اله الا انت ، سبحانك اني كنت من الظالمين


قالت قدر و أقول يومك تبيني
غصبن على الدنيا يدك في يديني

لا تظلمين الوقت وش ذنب الأيام
لا تظلمين الحظ لا تظلميني

غديت مابين الرجى فيك واليأس
هذا يبي مني .. و هذا يبيني

إن قلت شمت وخاطري طاب كذاب
وان قالت أبيك ارخصت نفسي بعيني

خيرني أمري بين أصعب خيارين
موتي أنا أو موت الحساس فيني

لكن زماني المر علمني أني
أموت ما احني لاجل قلبي جبيني

والله ما تلقين حبي مع الناس
روحي وها لأيام بينك وبيني



- لطلال الرشيد ، رحمة الله عليه..





أخذ نفس عمــيق ثم ضرب الباب بمفصل إصبعه الوسطى ثلاث ضربات ليأتيه الرد في ختامها..
دخل و بعد التحية العسكريــة / آمــرني طـال عمـرك..
أشار له بالجلوس مقابله ..
ليستجيب لأمره..
و بعد دقائق من السؤال عن الحال و تختيم الأوراق..
بدأ بالسؤال فوراً بلا مقدمات / وش اللي حصل فالدوام أمس..
جاني العلم و لكن بسمع الأكيد منك..
لا يستطيع أن ينظر لعينيه فالخجل يحكمه في هذه اللحظة..
أتاه صوته مجدداً / وش اللي مشغلٍ بالك و ملهيك عن نفسك وشغلك..
ماعتدتك بهالوضع ياتركي..
عطني العلم الصحيح و أبشر بسعدك..
تنحنح ثم قال / العلوم اللي ماهيب تنقال.. الهرج فيها نقيصه ياجعل عمرك طويل يابو فهد..
ابو فهد بابتسامة / إن كان فالهرج فيها نقيصه.. اجل وش حال الرد عليها ؟؟
تركي بحميا / حــق..
إن كان فيها عرض و أهل..
مايسكت عنها رجال إبن رجال..
و لا ادري ويش هقوتك فيني ان…
لقاطعه بتأكيد / هقوتي بك مثل ماهي عليه دايم..
ولكن اللي حصل وسواتك فالرجال يدينك بها زيك العسكري..
و أنت عارف الأنظمة و ماصدقت فيك يوم جابوا لي العلم..
و أقول الرجال هذا ربوة يديني و النظام شرعٍ له لا يمكن يسويها..
ولكن……
تركي بمحبة / تمون عالروح يابو فهد لا تستحي منها قلها و أستاهلها..
أبو فهد بممازحة / السجن مانيب مستحي منه مير مادري أسجنك على تجاوزك على عسكري و أنت ببدلتك..
ولا أسجنك على ضروس الرجال وخشمه المكسّر..
تركي / فعوله في نفسـه..
أبو فهد / يستاهل ياتركي ؟؟
أخــوك رغم سواياه فيكم و فأبوك و الأهم من هذا كله.. في بـلاده..
يستـاهل تحامي عنه ؟؟
تركي في محاولة تذكير بائسة / ماهو أنت اللي جرّني لدروب العسكرية و ماله وصية غير فيـصل..
إتبع خطى فيصل ياتركي وبتفلح في حياتك..
ماهو أنت اللي مزكيه ؟؟
أجل من وين لك تجيني اليوم و تلومني فيـه..
أبو فهد بخيبة / تحسبهم كذلك و الله حسيبهم ياتركي..
ليقف / من دون وصاتك أخترت درب أخوي و لاني محيد عنه..
و أنا أعرف دروب المراجل مثل معرفتك فيها و بمشيها لو زحف يابو فهد..
ابو فهد / الله يجبر مصابك ياولـدي..

ليغادر.. بألم يشق صدره نصفين.. لا يحتمل..
ثم أُدخل الزنزانة العسكرية لمحاسبته على مخالفته الأنظمة العسكرية و صدر القرار بسجنه 3 أيام مع إستلام إسبوعان..
ولم يشعر.. لا بضيق الزنزانة ولا بكئابتها..
فهي لا تساوي شيئاً مما في صدره!

.. .. .. ..


وضعت يدها على الملف قبل أن يُسلب منها / ولا تفكــر حتـى..
فقال برجاء / العنود طالبك طلبه إنك لتعطيني الحالة..
هذي الرابعة و بخلص و أنتِ توك فالأولى وش مستعجلة عليه ؟؟
يرحم والديــــك..
العنود / والله يادكتور عبدالمجيد يافاهم إنت فالطوارئ يعني فالدقيقة 5 حالات..
وش معجلك..
عبدالمجيد بتساؤول / صح عشان الغداء اللي وعدتكم فيه ؟؟
أعرف نظامك يالبعير الحقود..
العنود بحقد / أجل وش رأيك توعد وتخلف وعدك و لك حق تتشره..
لم يستطيع أن يكتم ضحكته على نبرتها الحاقدة / خــلاص و الله و تالله و بالله لأعـوضكم..
وبعدين خليني أبرر موقفي ا…
العنود بتفكير / أقول بس..
فيه محل كاتش اوف ذا داي توه فتح عندنا..
تغدينا ؟؟
عبدالمجيد و ماصدق / يابنت الحلال و أغـدي القسم بكبره بس عطيني..
العنود بتأكيد / ترانا 4 أنا و ساره ويارا و إبتهال..
ولا تجيب إلا روبيان و ذرة..
عبدالمجيد بإشمئزاز / صاحية أنتِ ؟؟ بحريات فالمستشفى..
العنود و كأنها بدأت تتراجع / هــاه.. من الحين بدينا بحركات الإنسحاب ؟؟
عبدالمجيد بسرعة / لالالالا خلاص هاتي الملف أنتِ الحين و لاخلصت الحالة بطلع أريّح لين 10 و أجيكم..
مدّت له الملف و كتوصية أخيرة / و ترا يارا ماتشرب إلا سفن آب..
عبدالمجيد / تراني دكتور مب مرسول عند أهلك أنتِ وياها..
ثم أكمل فوراً قبل أن تفتح فمها / خـلاص سفن آب..
ممكن أمشي الآن ؟؟
العنود أذنت له بكل تواضع و ما أن أوشكت على الجلوس حتى جاءها إستدعاء الكود الأزرق ( code blue ) لغرفة 3443..
كانت تتنقل بين الممرات بخطوات سريعة جداً ثم بدأت بالركض عند إقترابها..
أخذت المعلومات من الممرضات ثم باشرت إنعاش الحالة وبصوت عالي / lets start CPR and call for doc. Tariq immediately..
وجهت أمر ببدء عملية الإنعاش القلبي الرئوي و إستدعاء الطبيب طارق..
نظراً لتوقف قلب المريضة فالوضع أكثر من طارئ..
إستمرت فالإنعاش لمدة تزيد عن الـ8 دقائق..
لم يصل الدم للمخ في هذه المدة.. فبذلك حتى لو عاد النبض ستكون في غيبوبة..
و مع ذلك.. لا نبض!
إبتعدت عنها و بدأت بنزع القفازات والرداء الطبي ، قائلةً / time of death 1:24AM..
ثم خرجت فوراً خارج القسم جهة الحديقة الخاصة بالمرضى..
رفعت هاتفها و إتصلت على الرقم الذي أجابها فوراً / نودي علامك ؟؟
روعتيني و أنتِ متصلة بهالوقت..
العنود ببكاء / ماتت مريضة عندي فالمناوبة..
يمه عجزت اتأقلم على الوفاة.. أحس في كل مرة إني مقصّرة و هذا ذنبي!
والدتها / يابنت أذكري الله..
وبعدين مع الوقت تتأقلمين لا تضغطين على عمرك..
التجارب تقويك ماتضعفك يامي أنتِ..
و الله سبحانه جعلك سبباً فالعلاج و الشفاء.. ماسوى ذلك مالك يد فيه..
و أكيد مالك ذنب.. الأعمار بيد الله و الأرواح ملك له..
يقبض من يشاء وقت مايشاء..
وهذا يومها يامي..

وبعد دقيقتين من المواساة و سماعها لصوت والدتها..
عادت للقسم بروح جديدة متجددة..
و كأن الأمهات مخالبنا التي نخدش بها ظروف الحياة!
أليس كذلك ؟..


.. .. .. ..


ضحكة ساخرة أطلقها ثم قال / أطلقك ؟؟
و كأن اللي بيني وبينك أكثـر من ورق و ديـن لأبوك عـنـدي..
أما هي فقد زادت رجفة القهر حتى ماعادت تستطيع الوقوف..
جلست أمامه و رغم القهر و البكاء اللي غرق وجهها و لوّنه بالحمرة..
أستطاعت أن تجرحه وتنقل جزء من وجعها له / دامـه ورق وهذا الإتفاق..
ليــه خنته ولمستنـي..
ليــــــه ؟؟
ولّا صحيح..
من قبلي خنت وطـــن..
وش عاد أنا..
كانت تنتظره منه ردة الفعل المعتادة..
الألم.. الغضب.. القهر..
أي شيء يبرد حرتها فيه..
ولكن صدمها ببروده و قوله / أحـسنتِ قولاً ..
اللـي يـخون مرة .. يخون بعدها ألـــف..
صد عنها و إتجه ناحية المكتب..
واقف أمام النافذة..
مستغرب و يتفكر في حاله..
عمره ماكان يفقه فالهزيمة و الاإستسلام شيء..
ولكن الحياة دروس.. أوَ ليست ؟
و لعل هذا الدرس كان القشة التي قصمت ظهر البعير..
فقد توقف عن النضال.. عن تبرئة نفسه .. و عن البحث عن أجوبة..
قرر المضي قدماً بالشخصية الجديدة..
العسكري الخائن المنفي..
و البحث عن مواساة لروحه .. بالانتـــــقـــام..
والله لتدفع الثمن دبل عمري اللي ضاع فالأسر و فالغربة..
ولا ماكون ولد ط………
صمت..
داهمته ذكريات والده و كلماته التي عبر فيها عن براءته منه ليوم الدين..
و الحين بمن أتعزوى يوم صديت عني يابــوي..
الله يقهرهم مثل ماقهروني فيـك ياكسـر ظهري..
ألتفت لجهة الباب اللي انفتح و دخلت منه آمره / عـطـني أجهـزتي..
جلس على كرسيه ورجل على رجل / علميني وش تبين فيها أول..
واضح رايق!
ولكن الروقان محرم عليه في شرع وعد حينما قالت / عندي أهـل..
أسـأل عنهم و يدورونـي إن غـبـت..
تحسب إنها بتدقه بالكلام وتوجعه.. هيهات!
قال ساخراً / أيـــه.. الأهــل..
الأهل اللي خلوك فالغربة بين ريجيل ولا حسبوا لسمعتك حساب..
ولا الأهل اللي رموك علي كعقد منفعة و له مقابل..
ثم توقف و إقترب منها و أكمل بكره / و حتى أنا محسوب عليك أهل..
و مع ذلك قيمتك عنـدي بـتـراب
وبخبث / أنا حتى مافرضت عليك حجاب ولا عباة..
مالك علي حق فالغيـرة حتى..
و مرخصك مقابل حريتــي..
إن كنتِ تبين العتق.. بينك وبين أبوك..
يطلق سراحي و أطلقّك و الوجه من الوجه أبيض..
لم تستوعب كلامه الأخير ولم تفهم علاقته بوالدها أبداً..
فعقلها بقي عند قوله " مالك علي حق فالغيرة.. مرخصك مقابل حريتي.. "
جرح كبريائها جرحٍ لا يبرأ .. ولن يبرأ أبداً..
عن كمية الاحتقار في نبرته..
عن قسوة الحقائق التي ذكرها عن والدها فهو بالفعل تركها بالغربة بين رجال عدة من الحرس و العمال..
و عن قوله عقد منفعة لعقد زواجهم..
لم تكن مولعة بزواجها منه بل كانت كارهة ممتنعة ولكن فُرض عليها..
ومع ذلك ! لم تنظر له أبداً بهذه النظرة المحتقرة..
عقد منفعة!
صادق..
ماهو أنتفع بك ذيك الليلة ؟
ماهو بينتفع بك لو بغى حريته من أبوك ؟
منفعة ياوعد..
لا أكثر.. ويمكن أقل !

ربي وربك شاهد يافيصل..
منك لله..


.. .. .. ..


ألتفتت ناحيتها بعد ما كشفت جزء من نحرها / شوفـي بعينك يمه..
شوفي سواة ولد عمـي..
ماخلا فيني عظم سالم ولا جلد ملتئم على بعضه..
غير الجروح اللي هنا يــــمه..
قالتها مشيرةً إلى قلبها..
فقالت بمحاولة مواساة لم ولن تجدي نفعاً / يافديت روحك يايمه ليتها إنشلّت يدينه ولا سو سواته..
و أنتِ الله يخليتس لي ماندري وش قدامتس و وش وراتس..
كتومــة الله يخفف عنتس و يجبر بقلبتس يامي أنتِ..
و كلام أبوتس و كلامي معتس كله لأجل مصلحة ورعتس..
مير دام هذي فعوله فيك الرخمـة لابالله مالتس رجعة عليه
ارتاحي يامي..
إقتربت الهنوف واضعة رأسها في حضن والدتها وبكاءها مستمر / قهرني في باقي حياتي يمه..
زودٍ على قهري فاللي راح منها..
فقالت / الجاي خير إن وكلتي أمرتس لله سبحانه و أستودعتيه نفستس و ورعتس..
والماضي يامي فـدى..
فـدى يالهنــوف..
رفعت رأسها و مسحت دموعه لتمحي آثار الحزن بإبتسامة مزيفه / الله يزينها يامي..
طلبتس خلي الشغالة تجيب لي فيصل..
ملهوفة عليه و هو الله يصلحه من جيتكم ماعيّنته..
أم الهنوف بمحبة / فديته مابقت أرض فالبيت ماوطاها جعلني فدوة مواطي رجليه..
شقي يامال الصلاح والفلاح..
و مالتس لوى يامي.. بتنزلين معي نتغدى و تغدين فيصل بنفستس..
الهنوف بدأت و كأنها ستبدي إعتراضها..
فقاطعتها بعدم القبول / والله لتنزلين و إتركي عنتس الغرفة و الأفكار اللي تجيتس فيها مامنها خير..
إنزلي إجلسي معنا ولا إطلعي أنتِ و العنود غيرن جو..
لا تجلسين لحالتس يمه و تستسلمين للهواجيس و طواريها..
قومـي أبوتس ينتظرنا عالغداء لا تفضحيني فيه قايلة له ماني نازلة بدونتس..
قــومـي..
فقامت متحاملة على نفسها ورغبتها..
نزلت..
و تفاجأت بإنتظاره لها عند أسفل الدرج..
فألتصقت لاشعورياً بحضنه و عاد لها البكاء حينما قال حالفاً / حرام حرم البنت على أبوها إن مالتس رجعة عليه لو يجيب أبوي من قبره ماهو عاد جاهة..
لا تشقين نفسك يابوك وتشقيني معك..
عيني خير و اللي يسر خاطرك و يطيبه بيحصل..
فقالت بصملة ماعنها رجعة / أبـــي الطلاق يابــوي دخيــلك..
وولدي لا يأخــذه مني ويقهرنــي فيه..
فجاء وعده بحميّا / يخسي و يعقب..
مايقهرونك إن عاش رأسي و ولدك بيربى في حضنك لو تصير فيها محاكم..
عيني خير يام فــيــصل..
عيني خير يابـــوك..

.. .. .. ..


ضرب الطاولة و بغضب صاح بصوته كله / تكــــــلـــم لاكــــفـــر فيـــــــك يا#####..
و الله مايردنــــي عــنــك جنــس مخـــلوق..
أنــطــق..
فقال بلهجة يمنيه و شفتيه متورمة إثر إعتداء واضح من النزيف / و اقسم برب محمد ماقابلتوه..
ولا اعرفوه..
اتفقت مع النقيب فيصل و أنته كُنت حاضر الاتفاق و ايش قولنا فيه..
والله ماعرفوه ياسيدي..
كان على وشك أن يوجه لكمة أخرى لولا وقوف ابو ماجد بينهم كعائق / الرجال ماعاد يقدر عالهرج من يدينك ترفق فيه نعنبو بليسك..
اطلـــع خلني معه..
اطـــــلع برا يا سلطـان..
قالها بنبرة حادة حينما لم يجد منه إستجابة..
لازال في مكانه و عيناه تشتعلان محدقة فالمخلوق الضعيف قليل الحيلة مكتّف الذراعين برباط يلتف حوله و حول الكرسي..
ولكنه خرج فالنهاية..
تاركاً أبو ماجد خلفه..
حيث جلس و طلب العون من الله وقال بعد أن مرر ناحيته كوباً من الماء / بل ريقـك ياعلي..
ثم سم بالله و عطني العلم اللي عندك ولا ترا ماقوى على مواجهة سلطان إن هشّم ضلوعك..
علي بعد طلب المعونة لشرب الماء فيداه مقيدتان / ويش اقول يابو ماقد الله يوفقك اترُكني اخرج يرحم شيبانك عندي وغدان..
و انته ماترضاها على مسلم يابو ماقد..
ابو ماجد بلا مبالاة / وش اللي خلاك تخون ربعك و تنشق عنهم و تعطي فيصل معلومة مثل هذي..
أنت اللي قلت بنفسك إن إحداثيات سرب السيف الأرقب تم بيعها عليكم و على ذلك جرى إسقاط الطيارين أسرى..
إلى الآن ماشي صح ؟؟؟
فأجاب علي باستسلام / ماشي صح يابو ماقد..
ابو ماقد يكمل / ممتـاز..
الحين ابيك تنطق..
وش اللي خلاك تنشق عن قومك و تخون خيانة فيها قطع أرقاب ؟؟
علي / مانخون يابوماقد نحنه تمت خيانتنا..
جاءنا بايع معاه إحداثيات أول سربين بيقلعوا من المدرج..

قال شيخنا بناخذ آسرى لحين تشتد الحرب و يطيح مننا أسير نقدر نساومهم بأسراهم..
و شيخنا دفع عن سرب السيف الأرقب و سرب البيرق ولكن ماستلم إلا إحداثيات السرب الاول..
وبعد هذي الخيانة..
رفعنا رسالة فيها نسخة من الاحداثيات للبائع..
ابو ماجد بتفسير / رسالة تهديد يعني ؟؟
يا يسلمكم إحداثيات السرب الثاني يا …………. ؟؟؟
فقال علي بتأكيد / يا نسلّم الأسرى و معاهم الاحداثيات و نبلغ الجيش السعودي بهذي الخيانة و تنتهي مخططاته كلها..
ابو ماجد / كمل .. و بعدها ؟؟
علي بنفس طويل / استشهد شيخنا..
وهناه عرفت ان عدونا وعدوكم قريب و ممكن في اي لحظة يتخلص مني..
و مالقيت قدامي غير النقيب فيصل ينقذني..
قلتلوه يانقيب السالفة كذا وكذا.. اضمن لي الحصانة الدولية الامريكية و اضمن لك نسخة من الاحداثيات الي وصلتنا و تدينوه فيها بس ترقعوا السعودية..
ابو ماجد بغضب / و النقيب قد وعده..
أنت الآن بامريكا تحت الحصانة..
وين الاحداثيات اللي وعدت بها فيصل ؟؟
علي بصدق / تظن انك وحدك من يدورها ويبغيها..
هدموا بيتي و اقتربوا من وغداني و مراتي..
ما املكها يابو ماقد اخــذوهــا والله شــاهد..
ابو ماجد / من هم ؟؟
علي بخيبة / ماشفت احد منهم..
حول 6 لو 7 من الرقال..
ابو ماجد يقف / مالــك حـل غـيـر سـلطان..
يـعرف ينطـقك غصــب..
فنادى / ســلطــان..
حيث جاءه فوراً و قد إستمع للحوار كاملاً ، فقال / أســمــع يـا #### بالــي عليــك ماهو طويــل..
و صــبـري إســـتنفـدته..
فدامك ما تعرف وين الإحداثيات اللي وعدتنا بها ولا تعرف أسم البايع ولا أسم اللي أخذها منك كما تدعي..
بترجع زي الكـلب لليمن و بتجـيب لي فـتحي..
شيخكم الله لايرحمه ما يثق فيك إلا من بعد فتحي..
و إن كان علمك ناقص هو يكمله..
و الاحداثيات مثل ماضيعتها تجيبها بالطريقة اللي تبي..
و حصانتك أقدر اليوم أحرقها و أخلي دمك مبــاح..
علي برجاء / ياعقيد و الله ما اقدر ا……
لكمة من قبضة سلطان ألزمته الصمت / قلت لك صـبري إستنفدته..
مانت طالع من عندي الا للمطار..
ولا انت نازل من الطيارة الا فاليـمن..
ودبر نفسك بخطة و حبكة تنقذك من يدين الريجيل لا يقصون راسك..
ثم أقترب منه و بوعيد / إن جيت بها تراك مسمـوح دنيا و آخـرة..
و إن ماجيت بها..
يايذبحونك ربعك ولا بيكون الشرف لي أنا..
واضـــح ؟؟
لا رد منها..
فقد هلك من الضرب.. الالآم.. و الخوف من مستقبله الذي فرضه عليه سلطان..
فقد وعيه..
أمام أنظارهم..
ابو ماجد باستنكار / ياولد مهبول انت مانت بصاحي ؟؟
وش يوديه لليمن و كيف اصلا بتخترق شروط الحصانة ؟؟
سلطان بغموض / فبـالي طريقه توصلنا للبايع..
لا تعجلني يابو ماجد..
تنهد فقال / طيب المصروع هذا وش السواة فيه..
عساك ما اخذت روحه بس..
سلطان بحقد / حـــلال..
الأشكال هذي دمـها مبــاح..
ابو ماجد بإخلاص / لا تنسى لولا الله ثم علي مادرينا عن هالمصايب كلها..
الرجال تاب و الله يتجاوز عنه..
سلطان بغضب / و انت مصدق توبته..
قل لي ويش عطانا غير الهرج ؟؟
إحداثيات وقال انسرقت مني..
أسماء و قال ما اعرف أحد منهم لا البايع ولا السارق..
ابو ماجد بتفكير / البايع هو نفسه السارق..
أو أنهم ينتمون لنفس الشبكة..
سلطان بخيبة أمل / الظنون ماتفيد العاقل بشيء..
مير الاكيـد .. إن البايع و السارق حولنا ماهم بعيد..
و سابقين بخطوة..
ابو ماجد بأمل / و أنصرنا على القوم الظالمـــين..

.. .. .. ..


تنحنح بعدما شعر بالغصة تخنقه وتمنعه من إكمال حديثه ، ثم قال / ما ابرئ نفسي..
أنا عشانك حتى قدام الناس رضيت بالتهايم منك..
رضيت بقولتك مغـتصـب.. قــاتــل.. مــعتـدي..
أبي أسمح لك تستفرغين هذا القهر يمكن تمر الأيام و تغفرين..
إقترب منها هامساً / أبـوك ما خلا فيني عقل بحبوبه..
ياما أكلتها عنك و أنتِ ماتدرين..
لو تدرين.. بتسامحين ؟؟
مسح دمعه..
و أكمل تساؤولاته / تدرين صدر الحكم..
و أني بريئ من دمه..
بريــئ إلا منــك..
توقف بعد أن رأى حركة أهدابها..
و ما أن فتحت عينيها ورأته حتى دخلت في نوبتها المعتادة و صراخها المستمر بقولها قاتل.. مغتصب.. و الكثير من الاتهامات..
غادر بسرعة و قد أطمئن قلبه حينما رأى الممرضات يباشرون حالتها فوراً..
ممتناً في قلبه لهذا الكادر الحريص..
إنتظر خروجهم ليطمئن أكثر على حالتها ويسأل إن أستقرت..
فجاءته الطبيبة و قالت بقلق واضح / دكتور طارق..
ارجوك رجاء..
بلغتك مسبقاً وتناقشنا و سأقول مرة أخرى..
وضع أختك الصحي كل ما أستقر جيت و إنهارت و رجعنا من أول وجديد..
أعصابها تعبانة جداً و في مرحلة إنهيار وشيكة..
ماراح تتحمل شوفتك أكثر من كذا..
رجـــاء..
قد ألجأ لمنع زيارتك عنها بشكل نظامي..
لا رد منه..
غادر و قلبه يذوب بين أضلعه..
سامحــيني ياقلب أخــوك..
ياقلـــبــه..


.. .. .. ..


لبس البريهه - القبعة العسكرية - ثم قال / يارجال 3 ايام مسجون لا جيت تسأل ولا تدورنا مير بيض الله وجهك و العشرة مواقف يارفيقي..
جاءه صوته ساخراً / وجهك ابيض يابو طلال و إن مانشدت عنك فالسجن العذر و السموحة..
مشغول اراجع المستشفيات يد متورمه و يد فيها رضّه بأسبابك..
و اللواء كل شوي فاتح معي تحقيق وده بسجني بس مالقى علي ممسك..
والله ربك ستر ياتركي..
تركي بضحكة / عاد والله اني دعيت ربك يجيبك.. اكلني الخلا فالسجن لا انيس ولا ونيس..
قال / الله لايقبل منك ياخوي..
المهم..
مشينا ؟؟
تركي / يالله توكلنا على الله..
قلت لي في أي مستشفى ؟؟
فأجاب / التخصصي.. بس أركب معي أنا رايح رايح..
وافقه القول و إتجه لسيارته..
ثم شقوا طريقهم إلى المشفى..
نص ساعة و هم فيها..
إتجهوا لقسم كبار الشخصيـــات..
و بعد ما أستأذنا و جاءهم الإذن..
دخلوا و قد قال تركي / الحمــدلله على الســلامة يابو فهـد..
وشلون صحتك.. بشرني عنك طال عمرك..
ابو فهد ممازحاً / طالع من الشر هذي تنقال لك..
عساك مرتاح في ضيافتنا ؟؟
فضحك عندما فهم قصده بالضيافة .. السجن..
تركي / أبيض وجه يابو فهد..
ابو فهد بمحبة خاصة بتركي وحده / الله يزيدك من فضله عقل ودين ياولدي..
و ترا الفرد اللي تهاوشت معه تنفذ بحقه نقل تأديبي لعرعر سـنة ..
تركي / لا عدمناك عسى عمرك طويل يابوفهد..
والله يعينه و يستر عليه..
أستمرت أحاديثهم لدقائق آخرى..
ثم أستأذنهم أبو فهد ليجيب على إتصال وارد / هلا..
هلا يابوك..
ضباطي جاييني زيارة.. لالا..
ههههههه ابشري يابوك ابشري..
إلتفت لهم بحرج بعدما أغلق / هذي بنتي..
ثم أكمل جملته بفخر / الدكتـــورة اللي مباشرة حالتـي..
و داقة علي تنشدني عنكم مانعينها العسكر تدخل عشان الزيارة..
فتوقفوا على عجل و إنتقل الحرج لهم فقال تركي / العذر منك طال عمرك طولنا عليك..
مير نستأذن..
توصي بشيء .. تأمرنا على شيء ؟؟
أجابهم بكامل التقدير / عساكم عالقوة مابي الا سلامتكم..
إستأذنوه ثم غادروا الجناح..
تركي / منصور بالله نزلني البيت ومرني بكرة..
أبخلي سيارتي فالقيادة مشوار أرجع لها الحين..
منصور / الله يشغلك ياقلق خلاص ابمرك..
تركي كان على وشك أن يرد ولكن تواجدها أمامه..
مصادفته إياها..
منعته من الحديث.. ومن السير..
وقف مكانه و بعد ثواني إستيعاب قال / دكتـورة إبتهـال..
صحـيح ؟؟
ثم تفاجئ بتجاهلها له و إستمرار خطاها نحو الجناح..
لحظــــة..
اللواء قال أن من سيباشر حالته هي إبنته..
مالذي تفعله الدكتورة إبتهال هنا إذاً ؟؟
لا لا لا لا..
مستحيل هالصدفة!
إبتهال.. و اللواء الذي أعمل في خدمته..
لا يـــمــكن..
توجه بخطوات سريعة ناحية منصور الذي إستغرب وقوفه كالصنم في منتصف الرواق / عسى ماشر وش موقفك ؟؟
تركي بعجل / انت شفت الدكتورة اللي دخلت عاللواء ؟؟
منصور / لا.. علامها ؟؟
وبعدين ترا اللي بتدخل عليه بنته استح على وجهك و اترك بنات الناس في حالها..
تركي بعدم مبالاة لكل ماقاله / لا تستعبط على مخي.. ما ميزتها ؟؟
منصور بنرفزة / ياولد ارفع علومك وش ابي بها يوم اناظرها عشان اميزها..
تركي يستوضح نيته / ياخوي فكني من المحاضرات اللي مالها داعي..
اللي دخلت عليه هي نفسها الدكتورة اللي روعناها فالطوارئ..
منصور بصدمة / تستهبل ولا صادق ؟؟
تركي / وقته الاستهبال الحين..
متأكد من شوف عيني بس البلا لا تكون هي نفسها بنته..
منصور بتأكيد / هذا كلام اللواء ياولد قال بتجي بنتي..
حرام بالله ماعاد لي وجه أقابله لو طلعت بنته..
تركي / وش مسوين حنا..
منصور بتأييد / صادق ماجاها منا شيء..
الوكاد مشينا لا تفضحنا فأبوها..
تركي بإبتسامة جانبية / وين نمشي بدون إعتذار ياضابط..
منصور بحدة / مهبول أنت ؟؟
والله لو يطب لسانك لسانها ليقص رقبتك..
إستح على وجهك و خلنا نمشي وراي شغل بنزلك وأطلع وراي أخلصه..
تركي بتأكيد على نيته / مانيب متحرك لين أعتذر..
تبي تمشي الله يستر عليك ياخوي حقها تاكسي و 20 ريال لا تربط نفسك فيني..
منصور بتحذير / مدري وش براسك بس ماهيب حلوة بحقك وقوفك معها لو لثواني..
أشار له تركي بالمغادرة ثم توجه ناحية الجناح و بدأ يروح و يجيء في إنتظارها..
إلتفت للخلف عندما سمع صوت الباب يفتح و يغلق..
رأها و زاد إبتسام..
تقدم نحوها وعاد سؤاله / دكتورة إبتهال ؟؟
و هالمرة.. إلتفتت ناحيته ثم رفعت حاجبها الرفيع بمعنى " نعم "..
فقال / معاك النقيب تركي المعيزر..
إبتهال بحدة تناقض صوتها الناعم / و عندك خبر يانقيب..
من أنا بنته ؟؟
فقال بإبتسامة زادته وسامة.. ولكاعة / لا والله ماحصل لي الشرف..
إبتهال بنفس النبرة وهي تعلم جيداً كذبه / بنت قائدك اللي بعمر أبوك..
إن ماحشمت رتبته .. عط الشيب اللي فرأسه حشيمه..
تدارك نفسه وقد وجهت له صفعة أدب أخجلته كثيراً..
فجاء ليعتذر و يعبر لها عن نيته فالاعتذار لا اكثر..
ولكنها قد غادرت بالفعل..
تاركة خلفها رجل بعثر الإعجاب نبضات قلبه..
ذيــبه مثل أبــوك..
غادر المشفى وقد عقد العزم بزيارة أبو فهد يومياً..
بل حتى أنه يتمنى لو تطول مدة إقامته فالمشفى ليطمئن عليه .. لا أكثر (:


.. .. .. ..


تأمل ملعقتها اللي تسبح فصحن الشوربة..
لم ترفعها أبداً ، قال / أكلي وجهك شاحب لا تموتين قبل يجي ابوك و ابلش بك..
لا رد منها..
لا زالت على وضعها..
رفع حاجبه و سأل / عسى صوتي يوصلك ولا بعيد ياطويلة العمر ؟؟
قلت أكــــلي خلصيني..
فقالت / وش بينك وبين ابوي..
فاجئه سؤالها.. أكمل طعامه / علوم رجال..
ولو إن أبوك محسوبٍ علينا رجال..
ولّا حنا خابرين ماحوله من الرجولة شـيء
دمعه إنسابت من عينيها / كيــف..
كيف لك تقول من وراه هالكلام و هو مايسمع بك ولا يصدق فيـك..
كيــف لك تكون بهالوضــاعة..
رمى ملعقته بقوة ثم قال / كل خصلة سوء تلقينها فيني من غرس أبوك و سواياه..
و غصبن عليه مايسمع ولا يصدق فيني لاني على وضح النقى جيته..
و هو جاني بالغدر و فعايل رخـــوم..
لتصرخ فيه / وش مجلســـك عنده أجــل..
وش مصــبرك عليـــه ؟؟
توقف ثم اقترب منها و قد جرها ناحيته / لي حقوق عنده..
الأوله .. سنيـــن عمري اللي اخذهـا يردها..
و الثانية..
همس بخبث / زوجني بنته..
و أبيها تجيب لي عائلة تعوضني عن حرماني من ابوي وتركي..
و عاد هذي يابنت ابوك..
بيدينك وماهيب صعبة..
ابا ولدين عن ابوي و اخوي..
وبنت عن زوجتي اللي انحرمت منها باسبابكم..
ولا هقيت ألقى العوض فيـــك..
إبتعدت عنه و بكبرياء ينزف بعد كل كلمة / مسوي بتجرحني ؟؟
و تتقوى علي بكلمات ما بيبقى لها فذاكرتي مكان..
لو فيك خير ماخذت ثأرك فابوي مني..
الرجال تواجه رجال..
و انت جاي تواجه حــرمه..
فقال ببرود مستفز / لقيتك اطيب من ابوك..
رفعت يدها لتصفعه..
بهذا الكم من التجاوزات على والدها لا يحتمل..
ولكنه لوى يدها و همس في اذنها / شوفي تراني ابي منك الغلطة..
عشان ادفعك ثمنها ليــلة..
فلا تجنين على نفسك..
والله ماغفر ياوعـــد..

.. .. .. ..

ينتهي الجزء الرابع إلى هنا..
نلتقي على خير..

استودعتكم الله..




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 15-03-21, 06:35 PM   #7

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



الجزء الخامس

ياهيـه التفـت لـي واسمـع دعـاي لــك ياهـيـه
تـــرا عـــادك بتـشـبـع مـــن الـبـعـد وتـواجــه
دعـيـتـك بـصـوتـن يـاصـلـك لــيــه مـاتـوحـيـه
وانا اسمع ضلوعك من صدى الصوت لجاجه
عـلـيـك الــفــواد اخــــلاج مـصـمّــخ راعــيــه
خـــاف الله فـــي راعـيــه ماتـسـمـع اخـلاجــه
تــرا العـفـو قــد جــاك اوّلــه واغـتـنـم تـالـيـه
وتــرا الحـلـم بـحــرٍ غـيــر لاتـامــن امـواجــه
وتــرا الــود لـيـلٍ مظـلـمٍ جـيــت لـــك سـاريــه
سـراجـه وصـالــك والـجـفـا يـنـفـخ اسـراجــه
وتـرا قصرْنـا اللـي كــم سـنـه نجـمـع ونبنـيـه
هــوى الـعـذل طـيـح بـابــه الـعــود وسـيـاجـه
لــي ايــام مــدري ويــن دارك ولا ادري لـيــه
وانـــا خـابــر إنـــي بـــاب شـفــك ومــزلاجــه
غـيــاب بــــلا ســبــه .. هــجــاد بــــلا تـنـبـيـه
وجفـا أغلـى العـرب نـار علـى الكبـد وهـاجـه
نضـج قلبـي مــن البـعـد وش حاجـتـك تكـويـه
جفـاك الجـمـر والصـبـر فــي بـعـدك الصـاجـه
وطــبــع حــبــك بـقـلـبـي والايــــام ماتـمـحـيـه
هـــذا هـجــرك يــحــاول يـمـوجــه ولامــاجــه
يـمـوت الامـــل لـكــن ظـنــون الـغــلا تحـيـيـه
عــروق الـوفـا ف الــروح والـقـلـب وجـاجــه
خـبـرتـوا حـــدن يـبـكـي عـلــى واحـــد يبـكـيـه
وخبـرتـوا حــدن مـسـجـون ميـابـغـي فـراجــه
احــبــه ولاابـغـضـتـه عــلــى شــــي يـسـويــه
ولازالــــت رقــــاب الــرجــا فــيــه مـنـعـاجــه
عـسـى مـنـزل ظـمـه حـقـوق الـوسـم تسقـيـه
وتضحـك لــه الدنـيـا وهــو يضـحـك احجـاجـه
فـقـد خـاطـري شـــي مـــن الضـيـقـة مسـلـيـه
وغـدت روحـي مــن الـنـاس واللـيـل هجـاجـه
اروح لــمــكــان خـــابـــره خـــابـــره يــاتــيــه
اســوق الـقـدم صـوبـه وهــي مـالـهـا حـاجــه
مــكـــان نــزيـــه واول مـواجـهــيـلــه فـــيـــه
وانــــا خــابــرن مــارجــل مـثــلــه بــدواجـــه
لـعــل وعــســى مـاحـدنــي لـلـمـجـي يـدعـيــه
واشـوفــه وانـــا مـــاودي اسـبــب احــراجــه
يـحــب الـجـريـح اخـــر دروب الـلـقـا ويـجـيـه
وتـحــب الـقــدم جــيــه مــكــان اول مــواجــه



للمبدع / محمد بن فطيس





اللهم صلِّ وسلِّم على النبي محمد ﷺ
لا تنسون قراءة سورة الكهف فهي نوراً مابين الجمعتين..






عينه ثابته ولا يطبق جفونه إلا إجباراً ، وضعه حسّاس للغاية..
بلع ريقه..
نزل يده من على الزناد و بدأ يشق بها طريقاً نحو علبة الماء الواقعة على جانبه الأيسر..
و أستغرقت عملية وصوله للعلبة.. ربع ساعة!
نعم..
ربع ساعة وصولاً
و أقل منها عودة..
ارتشف منها ما يذهب ضمأ ريقه أثر حرارة الشمس..
و الساعات الطويلة التي قضاها على وضعية واحدة..
دون أي حركة..
هكذا هي حياة القنّـــاص أثناء المهمة..
أدنى حركة و هو متخفي قد تودي به قتيل..
فهو أقرب للعدو من غيره..
رجع تركيزه بعد مابتل ريقه ، و ما أن أصبح العدو هدفاً واضحاً لقناصته..
فاجئه صوتاً من الخلف..
تجمد الدم في عروقه..
سأل الله الثبات..
و ردد ( و جعلنا من بينهم سدا و من خلفهم سدا فاغشيناهم فهم لا يبصرون ) ..
أستشعر الخطى تقترب منه ، ولكنه مازال ثابتاً دون حركة..
حتى أنه يكاد يتوقف عن التنفس من خشيته أن يُفضح أمره..
رغم قوة غطاءه و موقعه الاستراتيجي..
إلا أن كشف غطاءه للعدو.. أمر وارد !
أقتربت الخطى أكثر فأكثر..
بينما هو كان يستعد للمواجهة.. يا منتصر ياشهيد..
فالمعركة التي ستدور بينه كقناص سعودي و احد ميليشيا الحوثي..
ولكن..
رأه يتعداه و يصبح أمامه بعدة أمتار..
ثم أشهر سلاحه..
وش قاعد يسوي و من هو تابع له ؟؟
لا هو منهم ولا هو مننا..
ركز أنظاره عليه و ألغى العملية المكلف بها لهذا اليوم..
فهذا الغريب أمره مقلق للغاية!
ولا يستطيع التحري..
فهو قنّاص.. مهمته بالغة الحساسية ولا يمكنه أن يكش…..
فز من مكانه واقفاً بعد ما أنتبه للغريب يردي الهدف قتيلاً..
سرق هدفي !
ماهو مهم.. وشلون جابه ؟؟
السلاح اللي معه مداه صعب..
و هذا إن دل.. يدل على قناص محترف !
مد يده لفخذه و سحب سلاحه الشخصي ( مسدس غلوك 17 ) ثم قال بعد أن صوبه عليه / يدينك فوق و ثــابت مكانك..
أي حركة بتجني فيها على نفسك..
رأه يمتثل لأوامره بطاعة بل من حركة كتفيه يتضح رجفته و خوفه..
تعجب من أمره ثم تقدم ناحيته بحذر..
ثم قال / ألتـفت بهون..
لا تعجّل..
ما أن إلتفت و أصبح مقابلاً له حتى حلّت على رأسه صاعقة شقته نصفين..
نصف يتفكر في أمره.. ونصف ينبض برهبة الموقف..
هالعيون ناعمـة..
لا يمكن يكون هذا القنّاص.. ذكر..
كحـيلة.. يترقرق دمع الخوف فيها..
رغم اللثام و المظهر الخارجي الذي يوحي بالذكورية..
ولكن هالعيون ..
تنكر الواقع اللي يشوفه..
و عيونها الدامعة أصدق..
فإضطر أن يقول حتى يقطع الشك باليقين / أكشف عن وجهك..
و عرّف عن نفسك..
لا رد..
مجرد دمعة تحررت من بين الأهداب السود الكثيـفة..
ثم كرر ماقاله بحده / مانيب طويل بال..
الأمر جاك و نفذه لا و……..
أتاه صوت يجمع بين كل متضاد / ماهوب من صلاحياتك تأمرني وتنهاني..
أعرف وش اللي لي و وش اللي علي..
و إن كان لكم شيء عندي .. يقتصه مني ولي الأمر..
خذني لقيادتك و هناك اللي عندي بقوله واللي يأمروني فيه بسمعه واطيعه..
كانت في حالة دفاعية..
صوتها ثابت وعيونها ضايعه..
صوتها حاد و عيونها ناعمة..
صوتها فيه نبرة شجـاعة و عيونها خايفة..
صوتها كذاب.. وعيونها صادقة..

تراجع للخلف و أرخى سلاحه..
صد عنها و بعد ثواني شعر بإنسحابها..
و خطواتها المتسارعة رغم ثقل السلاح اللي تحمله..
تتبعها بعينه لين أختفت..
سحب قناصته ثم إتصل بالقيادة يطلب العودة للمقر بعد سقوط عدو..
فجاءه الأمر بالايجاب..
رفع قناصته على كتفه و شق طريقه بين الصخور لين وصل للشارع..
ركب السيارة و لا تحرك..
عقله لازال تحت تأثير الموقف العجيب..
الظاهر أن الشمس صفقتني ولا عاد فيني عقل..
بنت عالحدود تقنص لها حوثي لي 4 ساعات متسمّر في مكاني عشان أجيبه ؟؟
أطلق ضحكة هستيرية..
ساخرة..
ثم توقف عن الضحك فجأة..
حينما داهمت ذاكرته عيناها..
تلك العينان لايمكن أن تكون إلا.. حقــــيقـــة..
تعوذ من الشيطان ثم حرك متجهاً للقيادة..
أتصل بأحدهم الذي أجابه فوراً / ولد وينك فيه ؟؟
فقال / 5 دقايق و أنا عندكم ، وش فيه ياسلمان ؟؟
سلمان / تمر لنا محل مندي نتعشاء عليه ؟؟
ياولد الجوع ذابحنا و المكاتب فاضيه من هالمشافيح مير علي بالحرام لأقفل مكتبي لاسريت الليلة..
أوري أمهم شغل الشفاحة كيف..
فضحك / خلاص بشوف على طريقي..
سلمان / محيا ياعزوتي لا تخليني على جبنه وصامولي طلبتك..
محيا / ياولد قل الحمدلله على النعمة..
بعدين لا تقلقني قلت لك بشوف وش على طريقي ولا نوصي أحد من العمالة..
سلمان / ياليل الليل.. خلاص اعجل علينا اهم شيء..
كاد أن يقفل لولا نداءه / هاه..
محيا بتردد / أبيك بعلم.. نخلص شغلنا مع اللواء ثم قابلني فالميدان..
سلمان / تم بس أخلص علينا..
أغلق..
و عقله لازال يستذكر..
ف4 سنين عالجبهة..
لم يشهد على موقف غريب.. عجيب.. مستحيل.. كهذا الموقف!
أكمل طريقه و طيف إبتسامه غير مفهوم معناها.. إنتشرت على شفتيه..





.. .. .. ..





متكئ على الباب و مكتف يدينه..
يتأمل حماسها و خصلات شعرها كيف تفرقها بيدينها و تنثرها على ظهرها..
و تتناثر ريحة عطرها فارجاء المكان لين وصلت لأنفه..
سحب الهواء بعـمـق..
شافها تطبطب باصبعها على شفتيها لموازنة الروج…
تعدل ثوبها و كحل عينها..
إقترب ناحيتها / كل هذي الخبصة عشاني..
صدقيني قلبي رهيّف و أنتِ أنثى..
حمرة شفاهك كافية لاغوائي..
ليه هالحمــاس ؟
ناظرته باحتقار..
من وين له هالثقة!
ب أي حق يفكر أن زينتني و لبسي عشانه..
يعني مايدري أن كل هذا لنور عيني اللي بيجي الليلة و يبرد خاطري فيه ؟؟
قالت بإشمئزاز / أنت عارف لمين..
أبوي جعلني فدوته..
صدت عنه..
ولكن أتاها صوته بكل وضوح / أبوك رجل فالدنيا ورجل فالقبر..
لا تصدين عني و أنا اللي دايمٍ لك..
لفت عليه بفجعه / تخسي و يخسى منطوقك..
جعله يعيش ويأخذ من عمرك دام هذا فالك عليه..
أقترب منها أكثر..
سحبها ناحيته.. ودفن أنفه بشعرها..
و بأسى / وش بقى منه لأجل ياخذه..
كانت نبرة الألم في صوته صـادقه..
لدرجة خلتها تثبت مكانها و تنزل دموعها على كتفه..
أبتعد عنها ثم قال / جهزي نفسك..
ولاتسهرين فاحضان ابوك و تنامين على كتفي بكره..
ورانا رحلة..
وعد بصدمة / وابوي ؟؟
هز كتفه بلا مبالاة..
فقالت / لي عنه شهر مايكفيني معه اسبوع وش عاد ليـلة..
مشتاقه له و انت خير من يعرف الشوق وحسراته..
فيصل / لو يهشم الشوق ضلوعك ماخذت رايك ولا شاورتك..
عطيتك العلم و اعقلي واخذيه..
صد عنها طالع..
لكن توقف لثانية ثم قال / ولا تستفزعين بابوك من وراي..
باخذك لو على قطع الأرقاب..
أكمل خطاه ولكن تفاجئ بها أمامه..
ثم زادت دهشته يديها المطوقه حول عنقه..
و كانت الضربة القاضية قُبلة منها على طرف ثغره..
تأمل عيناها الماكرة..
و أنصت لنبرة الرجاء في صوتها / وش معجلك ؟؟
ثم هو ماهو مطول..
يومين ثلاث و ماشي..
و باقي الأيام….
لم تستطع إكمال جملتها..
وبان عليها الكذب أكثر..
فهو بلا شك لم تنطلي عليه قبلتها الماكرة ولا نبرة صوتها الرقيقة..
ولا حتى جمالها في هذه اللحظة..
بكامل زينتها..
لسبب ما.. كان لديه حصن منيع ضد جاذبيتها
مالت شفتيه على جنب مبتسماً.. ثم همس / باقي الأيام.. كلها لي..
وحقي فيك مايقدر يطالبني فيه جنس مخلوق و أولهم أبوك..
لو أخذك الليلة مافتح فمه بكلمة..
ولاني مستعجل ولا شيء..
الموضوع مــزاج..
و كلمةٍ قلتها مانيب متراجع عنها..
ثم همس بخبث / والمرة الجاية لا جيتي تكيدين..
خليك شجاعة..
ثم لامس ثغرها بشفتيه..
فهي لم تستطع أن تتشجع كفاية لتقبيل ثغره.. اكتفت بطرفه..
و ليتهُ يدري كيف كان قلبها ينبض حينما فعلت فعلتها..
فهي بالفعل.. ليست شجاعة.. عالاقل ليس بقدره !

لم يفارقها لثواني طويلة..
شعر برغبتها فالانسحاب ولكنه شدها أكثر..
لا رغبة.. بل عناداً..
ثم إبتعد..
وغادر..
تاركها خلفه..
تتخبط يديها بين شفتيها و اثاره الطبوعه عليها..
وبين قلبها ونبضاته المزعجة..
و وجنتيها المحمرة..
تشعر و كأن الهواء نفد من الغرفة..
توجهت للشباك و فتحته بسرعه.. سحبت أكبر قدر من الهواء لرئتيها..
غبـية..
مانتِ بقده فالسوالف هذي..
شايب و راعي سوابق..
مو مثلك!
توك دخلتي العشرين ولا عرفتي رجل بحياتك غير ابوك..
بيهزمني شر هزيمة..
غبية ياوعد غبيــة..
رفعت طرف أصابعها لشفتيها..
حتى في رقته قسوة..
الشايب الصايع..





.. .. .. ..





شهقت و ارتفعت يدها لاشعورياً لصدرها.. تبي تمسك قلبها لايطير من الخوف..
و كأنه جني.. وين مالفت تلقاه..
من يوم موقفها معاه فالطوارئ.. و لين هاللحظة و هو محاصرها..
عكس كل مرة..
رفضت الانسحاب..
إقتربت منه و قررت تعامله بمهنية تامة..
هو مريض و أنا طبيبة..
بشخص علته واعطيه حلها و الوجه من الوجه ابيض..
لا تبالغين يا ابتهال!
اكيد انه مريض ولا وشلون بيستقبله المستشفى ويحط ملفه عندي ؟؟
الموضوع ماهوب لعب بزران ولا خذني جيتك..
بس..
عيونه و ابتسامته و كمية المكر اللي فيها تقول عكس ظني..
بدأت أسألتها الروتينية عند فحص اي مريض..
بداية باسباب حضوره للعيادة..
ثم اخذ التاريخ المرضي..
ثم جاء دور الفحص السريري..
في كل خطوة تخطيها تجاهه..
كانت انفاسها تضيق..
و من يوم ماشافته.. ماقدرت تحط عينها بعينه رغم ادعاءها المهنية!
فيه شيء يربكها..
يمكن الانطباع الاولي اللي تركه عندها خلا صورته بهذا الشكل..
الضابط المتمرد المجنون مفتعل المشاكل.. ولا ننسى تهجمه على خويه..
اضطرت تحط عينها بعينه..
لان من خلال العين يستطيع الطبيب قراءة الكثير عن حالة المريض الصحية..
بلعت ريقها ومدت يدها ناحية عينه بتسحبها للاسفل للفحص..
لولا صوته الهامس / ماني ردي..
لاتظلميني و أنتِ حتي أسمي تجهلينه..
ابتعدت خطوتين للوراء و بحدة قالت / رجـاءً..
قلتها مرة ولاني بعيدها..
أن ماحشمت نفسك وكرّمت شرع ربك و عرفت حرمة الكلمة اللي تنقال بيني وبينك خارج حدوده..
عط ابوي الحشيمة و ثمّن ثقته فيك..
و انا لا اعرفك ولا لي في معرفتك حاجة..
فقال / ابوك يمون على الروح لو يبيها..
و ماجيتك بالردى يابنت الناس..
كل مافي الامر اني ببرر فعلتي و لا ابي صـ….
قاطعته هالمرة برجاء / ارجوك!
ولكنه أكمل / وش اللي بتخسرينه لو سمعتي..
عندي اللي بقوله وابي انصاتك..
ماطلبت الكثــير..
رفعت عينها له.. ثم قالت بتساؤول صادق نابع من فضول يأكل عقلها بنهم في هاللحظة / وش اللي تبيه مني..
عطني الاكيد و لاعاد اشوفك من بعدها ولا والله ليوصل علمك لابوي..
كان الخوف من جوابه.. واضح في نبرة صوتها الخايفة..
و في وعيدها بإخبار والدها عنه..
رغم إنه لازال يؤمن ببراءته.. لم يفعل شيء سوى المحاولة لتبرير موقفه و تحسين صورته في عينيها..
لكن اللي كانت تبي تعرف إجابته..
لــيه مهتم لنظرتي عنه ؟؟
ليه كل هالسعي و محاولات إصلاحها..
غريب أمره و فعله مريب..
أتاها صوته و في نبرته خالص الصـدق / أبيك تعرفين من اكون..
وتفهمين اسبابي..
ماتعديت على رفيقي الا من قهر و غبن استوطن صدري سنين وبنين..
وخيرا شاهدٍ عليه.. ابــوك..
ابيك تنسين الحادثة بكل تفاصيلها..
و كل كلمة سمعتيها عن…
بلل شفتيه بلسانه فذكره ينشف ريقه و كل قطرة دم في عروقه ثم أكمل /
عن أخــوي..
باطلة و الله شاهد على عباده..
ما إن إنتهى من كلامه حتى قالت بنفس الصدق / نسيت و ولا هو شيء يستدعي الذكر..
و إن كنت مشقي نفسك بالتبرير عشان طيحتي في ذيك الليلة فمالكم دخل..
مرهقة من قبل لاتجون.. زدتوها علي صحيح..
لكن بكل الاحوال الارهاق سبب طيحتي..
لا انت ولا رفيقك..
ثم أكملت بمهنية من جديد / راح أعطيك موعد مع عيـ…..
قاطعها مره أخرى و على شفتيه طبف ابتسامه / يعني مابالخاطر شيء ؟؟
مافهمت سؤاله.. ولكن أجابت ببراءة وحسن نيه / لا خلاص سامحتك..
أطلق ضحكة طـويـلة..
ثم وقف و قال ختاماً / زيـن أجل بيض الله وجهك..
بغيت اصفي الخواطر قبل لقانا الليـلة على خيـر..
تبعته بعينيها و هو مقفي و على وشك المغادة ثم رفعت سبابتها بغضب / و الله يانقيـب لو شفتك قبل موعدك فالعيادة ليصير تصرف آخر معاك..
لو ســمــحــت..
رفعت صوتها اكثر عشان يوصله..
لإنه لم يعيرها إهتمام!
فقد غادر بالفعل..
إلتفت بغضب على الممرضة الفلبينية التي قالت / دوكتور ابتيهال..
فإجابتها بلهجة مكسّرة ونست نفسها / ايش يبغى جاكي ؟؟
ولكن أستوعبت اللغة و عادت ترتيب جملتها بالانجليزي لما شافت تكشيرة جاكي..
اللي نبهتها لدخول المريض التالي..
أمرتها باستدعاءه و ناويه تخلص هالمريض و تطلع للبيت تاخذ شاور يهدي اعصابها..
مستفز جريئ و وقح!
ياويله من ابوي لو درى بسواياه..
وش له يهرجني و يبرر لي ؟؟
من اكون له و مين يكون لي ؟؟
اصلا الغلط كله علي..
وش دخلني اسمع له ولفضفضته..
يا ابتهال ياساذجة لعب عليك بكلمتين و ….. اخ ودي اصفقني..
وربي لو يدري ابوي عني انا بعد ليقص راسي..
الله يبعد شرك عني مادري من ووووين طلعت لي!
ثم ارتاح خاطرها لما تذكرت رنه مابيقدر يلتقيها الليلة..
مناوبتها تنتهي بعد خروج هذا المريـض..
اجل الليلة لقانا ؟؟
ماهوب صاحي..
مهبول خالص مافي راسه ذرة عقـل..

مدري وش مفكرني.. لكن انا وريك كيف بتصرف معك المرة الجاية و أنا بنت ابووووي..





.. .. .. ..





نزل فنجاله وقال بتأكيد / المنطقة حول المطار بيتعاون معنا الإنتربول بتطويقها..
و علي وجوده فالمطار لحاله بدون حصانة بيكون فريسة سهله للبايع..
بيقضي عليه بس هالمرة بنسبقه حنا بخطـوات..
لا بيلمس علي و بيجيبه الإنتربول..
قلت لك يابو ماجد لا تستعجلني..
ابو ماجد / الله ينفع بك ياخوك..
الوكاد عطني العلم ويش صار فاجتماعك معهم..
سلطان / ماصار شيء غير اللي قلته لك..
قدرت أقنعهم بالتعاون معنا و بيرسلون فرقه ورا علي من 4 رجال متخفين بهوية فني طيران و طاقم الطيارة..
والله ييسر الامر و ينهيها على خير..
طالت على فيصل يابو ماجد..
ابو ماجد بهم / يهونهـا الله ياسلطان..






.. .. .. ..





يرتشف القهوة العربية في المكتب التنفيذي في مطار الملك خالد..
و عقله مشغول بإحداث أمس..
وشلون .. وشلون حي ؟؟
المقهى مابقى فيه طوبه على طوبه..
ولا جدار قايم..
انهد و شيعوا جثمان سلطان و اللواء خايب الرجا و ذنب الحوثي..
ماتـوا و عزيت فيهم..
كيف يقول لي علي حي و بيرجع لليمن الليـلة ؟؟
موتـك على يدي لو طلع العلم كذب و أوهام..
وموت أخوك على يدي لو طلع العلم صحيح..
ثم هو اللي وكلت له التفجير.. وهو اللي جاب لي علم وفاتهم..
انا مدري اخطيت في اعتمادي على الرخوم هذولا ولا الخطا في فيني..
المفروض شغلي اخلصه بيديني..
بالذات هالحبل اللي يلتف على رقبتي من سنين..
وكله من اسبابه..
تمر الايام ويتلاقى الحي بالحي يابوفيصل..
العين بالعين و السن بالسن..
التفت على صوت أحدهم / ابو وعد..
الطيارة على موعدها..
لارد منه..
إكتفى بهز رأسه..
و عاد للتفكير..
والله لو انكم على قيد الحياة لتتمنون الموت ولا تلقونه..
خلوكم اموات.. ما ابي اغرق يدي فالدم اكثر..
فـيصـل..
هو اليد اللي بوجعكم فيها ألف مرة..
سـلاحي ضدكم ولا لكم حصـانة ضد تأثيـره..
فيصل اللي بينهيكم..
ماهو أنـا..

وقف بعد ماسمع النداء الأول للرحلــة..
غادر و في رأسه ألف فكرة و فكرة..





.. .. .. ..





رجعت سماعتها الطبية خلف رقبتها ثم قالت بإبتسامة / بإذن الله ماعليك خوف و الأمور طيبة دامك منتظمة على الأدوية اللي صرفناها لك..
ولكن مع ذلك بستدعي الإستشاري و نأخذ رأيه..
أستأذنك لثواني يا خالة..
أتاها الرد / اخذي راحتس يمه..
توجهت لمكتبه..
نفس عميق ثم ضربت الباب باصبعها..
لا رد!
على غير عادة..
ضربت مره أخرى..
كذلك لا رد..
كانت لتنسحب..
ولكن لابأس بالمحاولة لمرة ثالثة..
فهي على يقين بتواجده فالمكتب..
و هالمرة جاء الرد..
دخلت عليه و كانت مستغربة غيابه عن الرد فالمرتين الأولى..
فقد كان غارقاً بالتفكير في ماحصل آخر مرة مع أخته..
حبيبته و وحيدته في هالحيـاة..
أكبـر ذنوبه و أعمـق جروحه..
ألتفت لها و سأل / وش فيه يادكتورة..
يارا / دكتور طارق عندنا مريضة اجرينا لها إ….…..
ماله مزاج فقاطعها / اختصري يرضى عليك..
وش فيــه ؟؟
يارا بإنزعاج من تقلباته المزاجية و قلة لباقته / لازلت اسمع نبضاتها بشكل غير منتظم..
ف ضروري تمر عليها..
وقف وهو ياخذ معطفه / وينها..
يارا / فغرفة الفحص..
توقف ثم التفت لها وبنبرة شبه غاضبة / يعني حالتها مستقرة..
يوم سمعتك توقعتها جاية الطوارئ ؟؟
يارا بسرعة قبل أن يزداد غضباً / دكتور صدقني بتسمع قلبها و تأكد على رأيي..
رجاءً!
رافقها و هو يتنهد و يحاول بتنهيداته يتخلّص من كتمة أفكاره..
و كأنها تضغط على صدره..
و تخترق شغاف قلبه..
و تصيبه..
تعوذ من ابليس..
اشار لها تدخل و تطلب من المريضة تستعد لدخوله عليها..
تنحنح ثم دخل..
ما أن قال / السلام علــ
حتى جاءه صوت حاد / الله لايسلم فيك عظم يالخسيس يالردي..
اطلع برا عني لا ياعساني اموت ولا اخذ منك طبّ..
طلعوووووه عني هال####
فقطع كلامها صوت يارا الغاضب / لو سمحـتي يام فواز اذكري ربك و امسكي لسانك..
ام فواز باحتقار / لا بارك الله في من رباه ورباك..
تدافعين عنه عقب سواياه فاخيته شقيقته ؟؟
ياويلي منك وش انتم من بشـر..
يارا ولم تستوعب بعد / لاحول ولا قوة الا بالله..
وش الهرج هذا يام فواز ؟؟
خليني افحصك ارجوك انسدحي و الهلوسات تصير بعد العملية وا….
ام فواز تدفعها بعيداً / تخسين وتعقبين انا اصح منك ومنه..
ثم انا اذكره و اذكر صياح اخيته فالطواري قدام الجميع وكلنا نشهد لها..
لو شفتي حالتها ذيك الليلة ماقبلتي توقفين جنبه مير الله يستر عليتس و يكفيتس شره..
اللي يتردى باهله ماهي بعيده يتردى بأغراب عنه..
فقالت بحده وقد اشارت لناحية الباب / تفضلي برا و الموعد الجاي بتكونين مع الاستشارية د. منى..
ماعاد لك عندنا شيء ..
توقفت ام فوار مغادرة ولكن قبلها اختتمت كلامها بـ / مانتي مصدقه روحي انشديه..
واخذي الجواب بنفستس..
ثم انا لي سنين اراجع عنده لين جيت الطواري ليلة من الليالي و شفت بعيني وسمعت بإذني..
غمضت عينها يارا بقلة صبر / قلت رجاء!
تفضلي برا ..
فغادرت..
و انتبهت يارا لوجودها فالغرفة لوحدها..
أين هو ؟؟
و متى غادر..
طلعت بسرعة متجاهلة نداء الممرضة لفحص مريض..
طقت الباب مرة.. ثنتين وثلاث.. لا رد..
و لأول مرة تتجرأ.. فتحت الباب دون إذن ولكن لا وجود له فالمكتب!
التفتت للوراء لتهم بالمغادرة لولا وقوفه خلفها..
شهقت و قالت / بسم الله..
ميل شفايفه على جنب / على قلبك..
بلعت ريقها ثم قالت / ماعليك ترا أرسلتها و بطلب من الدكتور مني تقبلها عندها وحنا بنأخذ حاله بدالها..
بقي صامتاً لثواني..
ماهو قادر يفهمها..
براءتها..
تعاملها معه ولا كأن شيء حصل..
كان دايم عنده قلق من أنها تسمع بهالحادثة.. و تتغير مثلها مثل غيرها..
وتصير خايـفه..
متشككة و دايم على توجس..
ولكنها مثل كل مرة تفاجئه بعكس توقعاته..
جايه تفزع لي.. وتواسيني بقولة " ماعليك " ؟؟
وش تبي تاخذ مني هالبنت..
همس / ليــه..
فجاءه رد بنفس البراءة / وش..
وش ليه ؟؟
كتف ذراعينه و استند على الباب / و الكلام اللي قالته..
شافها تبلع ريقها وتشتت انظارها بعيد عنه..
كعادتها وقت خوفها.. ربكتها.. او خجلها..
ثم أكمل / خايـفة ؟؟
فقالت / لو فيه شيء صحيح من اللي قالته ماكان احتفظت برخصتك الطبية..
طارق بتحايل / الواسطات شغلها ماشي..
عقدت حاجبيها الرفيعة بعدم فهم / ليه ؟؟
طارق بنفس الرد / وش..
وش ليه ؟؟
يارا / ليه ماتدافع عن نفسك..
اذا انا ما اصدق فيك.. ليه انت تصدق ؟؟
من اول ماجيت للمشفى والكل يحكي عنك ولا مرة شفتك رديت..
وكل ماجيت برد واسكتهم اقول اذا هو ماهتم لنفسه وسمعته ليه انا اهتم و احامي عنه..
كانت تتكلم بقهر..
ولا تدري قهرها كيف كان تأثيره على قلبه..
ماتصدقين فيني..
وش هالمشاعر اللي بقلبك..
وش اسبابها ؟؟
لو ما اعرفك.. ولولاك طالبتي من سنين..
كان قلت سطحية مثل غيرك و همك المنصب والملامح..
و اللي تكنينه لي مجرد اعجاب..
لكني اعرفك..
واجهلك..
اعرف مشاعرك و عيونك اكبر فضيحة..
واجهل اسبابك..
كان ليرد لولا مقاطعة د. منى لهم لتناقش تبديل الحالة مع مرضاها بينها وبين د. طارق..
اللي عقله مسلوب منه اليوم كله..
بالأوله كان مع اخته وهواجيسه فيها..
والحين مع طالبته ومحاولاته في تفسير وتفكيك شفرة مشاعرها الغريبة..
المشاعر اللي تخليك ماتصدقين فيني..
حقيقية لدرجة من الجنون لو تجاهلتها..
وانا عــاقل..
لدرجة خلتني اترفع عن الرد لسنين وسنين..
ابحفظ عقلي عن القيل والقال..
لاتجين على نهاية عمري وتسلبينه بكلمتين..
طالبـك..




.. .. .. ..






تأففت ورمت الوسادة على الارض بغضب / ياختي كل شيء فيه مستفز..
تحسينه مايقص رأسه سيفين..
قاهرني انه مو حاسب لابوي حساب..
يجيني علي هواه و متى مابغى و كأن الوضع عادي..
زاد غضبها و هي تسمع ضحكتها / ترا سخيفه وربي..
الحين انا متنرفزه و انتِ تضحكين ؟؟
فقالت / ابتهال تراك درااماااااا..
وش سوى ؟؟
جاء و قال لك كلمتين يبرر فيها موقفه و ترا من حقه..
ابتهال / لا مو من حقه..
و من قلة الدين سواته هذي..
ماله حق يحط لسانه بلساني وانا مابيني وبينه شيء..
حتى اليوم فالعيادة! ياختي مب صاحي مدري كيف اخذ موعد و هو مافيه شيء..
وربي ودي اشتكي القسم كيف يحولونه علينا وهي مستصح مثل الحمار..
لازالت تضحك / طيب حمار حلو ولا مملوح ولا عادي ؟؟
داهمت عقلها صورته..
و لا رد منها..
سرحت في تفاصيل وجهه…
ماهو وسيم..
لكن ملامحه مشبعة بالرجولة..
قاسية وحادة..
ماتدري العسكرية صقلت ملامحه بقسوتها..
ولا هذي خلقة الله فيه..
رجعت للواقع على كلمتها الساخرة / والله الحمار شكله انتِ اللي ضيعتيه من يدك..
من شاف وجهك كيف سرحتي عرف كيف هي ملامحه..
مسويه على راسي ادب واخلاق ياشينك يالنفسية..
توقفت ابتهال و بجدية / سهام اعقلـي لا يواخذك ربي بكلامك..
تعوذت سهام من ابليس و الندم تسلل لقلبها بسرعة / استغفرالله وربي استهبل ماقصد..
علامك وقفتي ؟؟
ابتهال / بنزل لابوي ماشفته اليوم..
قامت معها و نزلوا له..
حيث استقبله بحفاوة و كأنه مبطي عنهم و هو فالواقع ماشافهم من ساعة وحدة فقط..
شوق الاهل غير..
دارت السوالف بينهم..
اخذ علومهم واخذوا علومه..
ثم قال وقد تذكر / الليلة عندي عشاء لرجال..
توصوا لي فالتحضيرات تراهم مهمين واغليهم..
سهام / بيجون اهلهم ؟؟
رد عليها / لالا رجال بس..
يابوي يا ابتهال خلي الخدم يبخرون المجالس و يفرشونها عالعصر..
لا يمسي المغرب الا و كل شيء على وضعه..
اشارت لها بعينيها / تامر امر من عيوني..
انسحب لشغله..
ثم التفتت لسهام الملقوفه / تتوقعين شعندهم ؟؟
ابتهال بلا مبالاة / اكيد جايين يتحمدون بسلامته..
سهام ولم تقتنع / وشدعوه له اسبوع توهم يجون ؟؟
ابتهال بملل / يابنت وش دخلك فيهم ابي افهم ؟؟
قومي لغرفة ابوي جيبي العود وتعالي المطبخ نشوف وش نسوي..
قووومي اخلصي..






وبعد 7 ساعات..
غادروا الضيوف..
ونزلت للمجلس تاكل لها لقمة من عشاء الرجال بعد مافضى منهم..
نزلت ملعقتها على صوت رسـالة ، كان في محتواها /
كنت متعشم فبيتكم يجمعني بك صدفه.. بس ماعليه..
لقائي بابوك الليلة يفسر لك الكثيـر..
جيتك من الباب بصادق النية..
و ان كنتِ صادقه بكلامك اليوم..
ماراح اقبل غير موافقتك رد..

و خيرا من يعرف إصراري و جنونه .. انتِ ..



زوجك المستقبلي ان قالها الله / تركي..

نزلت الجوال قبل أن تستوعب ما قرأته..
فقد داهمها والدها طالباً اياها في موضوع..
مغصها بطنها وبدت تربط محتوي الرسالة في مابجعبة والدها من قول..
سكتت وخلته يتكلم..
و مثل ماخمنت..
تقدم لخطبتها !
يعني هذا مقصده بلقاءنا الليلة ؟؟
المهبول..
ابتسم قلبها و وجهها صامت.. حشيمة و خجل من ابوها..
اللي عدد لها مزايا تركي..
وزكاه عندها..
و ماتدري كيف مشاعرها انفجرت فجأة.. تود لو ينتهي والدها لتعلن عن موافقتها فوراً..
يكفيها صدقه..
و جيته لها من الباب..
خلته يكبر كثير في عينها..
صحيح مابينهم حب.. ولا سابق معرفة..
لكن الايام اللي جمعتها فيه..
كشفت لها عن شخص.. الظاهر إنه سرقها ثم جاء يستبيح سرقته بإذن أبوها..
إرتخى راسها للاسفل بخجل..
ولكنه سرعان مارتفع و عيناها التقت بعين والدها بصدمة حينما قال بعد كل هذه المقدمة..
و كل هذا المديح والتزكية..
و رغم معرفتها بطيب العلاقة بينه وبين تركي..
صدمها وبقوة حينما قال /مير لو مابقى فالدنيا رجل غير تركي مازوجتك اياه..
و لكني احب هذا الرجل و لا ودي اخسره..
بعطيه الرد بالرفض على لسانك انتِ..
وانا خابر انه ماهو بفارق معك ولا تعرفينه..
و بيجيك نصيبك اللي يستاهلك..
ابتعد عنها تاركها في دوامة من الصدمات..
صدمة مشاعر تركي..
صدمة مشاعرها هي..
و صدمة رفض ابوها..
ما الاسباب ؟؟
لا والله يابوي فارق وكثير فارق..
ليتك جيتني قبل هالليلة..
ليتك رفضته قبل اعرفه..
اعرفه يابوي .. وابيــه..
ايه والله ابيــه..
هاللي سعى لي بصدق و اشغل نفسه فيني ومعي..
الا يستاهلني ونص..
ليـــه يابوي ليــه!

ماحست بنفسها الا بضغطها على زر الاتصال..
ثواني وجاها صوته..
لارد منها..
و هو التزم الصمت في انتظارها للتحدث بلا ضغط منه..
ثم.. اغلقته دون حرف..


ودمعة مشاعر حقيقية.. إنسابت على خديها..
و الافكار تشرق بها وتغرب..





.. .. .. ..

ينتهي الجزء الخامس الى هنا


ادري ان الجزء قصير..
و ولا هو قد الانتظار..
لكن يشهد الله على ظروفي..


اطلبكم العذر و الصبر..
بتزين الاحوال و ابشروا بالعوض..


اختكم / ريف


شهرزاد 2000 likes this.

فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 08-06-21, 11:14 PM   #8

Waafa

? العضوٌ??? » 403827
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 326
?  نُقآطِيْ » Waafa is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
❤💕


Waafa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-06-21, 05:18 PM   #9

ward77

? العضوٌ??? » 408977
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 281
?  نُقآطِيْ » ward77 is on a distinguished road
افتراضي

هل بتكمل الكاتبة الرواية ؟

ward77 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-06-21, 04:09 AM   #10

عنيده واسوي الي براسي

? العضوٌ??? » 480230
?  التسِجيلٌ » Nov 2020
? مشَارَ?اتْي » 4
?  نُقآطِيْ » عنيده واسوي الي براسي is on a distinguished road
افتراضي

عندها حساب انستا الكاتبه
طيب متى بتكمل الروايه الصراحه يحزن مره روايات حلوه ومو مكتمله💔🥺


عنيده واسوي الي براسي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:10 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.