آخر 10 مشاركات
رهاني الرابح (90) للكاتبة: سارة كريفن ...كاملة... (الكاتـب : silvertulip21 - )           »          يوميات العبّادي .. * مميزة * (الكاتـب : العبادي - )           »          سيدة الشتاء (1) *مميزة* , *مكتملة*..سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          قساوة الحب - أروع القصص والمغامرات** (الكاتـب : فرح - )           »          303 – عنيدة- فلورا كيد - روايات احلامي (الكاتـب : Just Faith - )           »          لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          بين أزهار الكرز (167) للكاتبة Jennie Lucas .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          والروح اذا جرحت (2) * مميزة ومكتملة * .. سلسلة في الميزان (الكاتـب : um soso - )           »          [تحميل] عاشق يريد الانتقام،بقلم/ *نجاح السيد*،مصريه (جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          At First Sight - Nicholas Sparks (الكاتـب : Dalyia - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

مشاهدة نتائج الإستطلاع: ما هى توقاعتكم بالنسبة لموقف لأكرم
البقاء مع سارة 32 17.49%
البقاء مع هند 151 82.51%
المصوتون: 183. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree178Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-12-17, 01:55 PM   #1041

علوية

? العضوٌ??? » 84304
?  التسِجيلٌ » Mar 2009
? مشَارَ?اتْي » 1,338
?  نُقآطِيْ » علوية has a reputation beyond reputeعلوية has a reputation beyond reputeعلوية has a reputation beyond reputeعلوية has a reputation beyond reputeعلوية has a reputation beyond reputeعلوية has a reputation beyond reputeعلوية has a reputation beyond reputeعلوية has a reputation beyond reputeعلوية has a reputation beyond reputeعلوية has a reputation beyond reputeعلوية has a reputation beyond repute
افتراضي


شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

علوية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-12-17, 06:37 PM   #1042

حنين رؤوف

? العضوٌ??? » 414855
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 42
?  نُقآطِيْ » حنين رؤوف is on a distinguished road
افتراضي

الرواية كثير حلوة بحب كثير شخصية خالد وهمس مع أنو باقي الثنائيات كمان حلوة عم استنى شو راح يصير بالنهاية

حنين رؤوف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-12-17, 10:41 AM   #1043

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

تسجيل حضور...
وفي انتظار الفصل...
تحياتي وودي...
🌸💖🌸


الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً  
التوقيع


"كن متفائلاً ولا تدع لليأس طريقاً إلى قلبك.."




رد مع اقتباس
قديم 29-12-17, 09:14 PM   #1044

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الورد 🌸🌸
تسجيل حضور
بإنتظار الفصل 😍


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-12-17, 09:49 PM   #1045

سماح الطيبة
 
الصورة الرمزية سماح الطيبة

? العضوٌ??? » 259566
?  التسِجيلٌ » Aug 2012
? مشَارَ?اتْي » 688
?  مُ?إني » الجيزة
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » سماح الطيبة has a reputation beyond reputeسماح الطيبة has a reputation beyond reputeسماح الطيبة has a reputation beyond reputeسماح الطيبة has a reputation beyond reputeسماح الطيبة has a reputation beyond reputeسماح الطيبة has a reputation beyond reputeسماح الطيبة has a reputation beyond reputeسماح الطيبة has a reputation beyond reputeسماح الطيبة has a reputation beyond reputeسماح الطيبة has a reputation beyond reputeسماح الطيبة has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

مساء الفل يا قمرات
تسجيل حضور
في الانتظار


سماح الطيبة غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 29-12-17, 09:54 PM   #1046

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل حينزل حالا يا جميلات ....فصل طووووويل مليان بالمفاجآت وعايزة تمتعوني بتعليقاتكم ولايكاتكم

رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-12-17, 10:04 PM   #1047

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الخامس والعشرين

سمعت أصوات الآذان تصدح معلنة قدوم فجر يوم جديد لتتقلب في سريرها بضيق ناظرة ببعض الحسد لشقيقتها النائمة بعمق بينما قضت هي ليلة أرقة لم تستطع أن تنال بها أي قسط من النوم وهي تفكر بكلمات أمها ...يكاد عقلها ينفجر ألما من شدة التفكير والحيرة ..وما أن سمعت حركة بالخارج حتى خرجت متلهفة تتمنى أن تكون أمها هي من استيقظت حتى تسألها ..تحتاج للفهم ..تحتاج لمعرفة ما تعنيه ..كيف يمكن أن يكون ما رأته بعينيها خطأ ؟!!..كيف تعرف أمها بالأمر؟!! ..أيكون أبيها أخبرها وغير بالقصة وأقنعها بحجة ما؟ ..خوفا من أن تخبرها هي!! ...وإن كان الأمر كذلك لما لم تخبرها أو تسألها ؟!!...
ما أن فتحت الباب بنزق بعد أن تعبت من شدة التفكير والحيرة حتى تسمرت وهي ترى أبيها خارجا من الحمام ينزل أكمامه المرفوعة ويرتل بعد الأذكار بصوت خافت ..ما أن رآها حتى صمت ناظرا لها بعيون ممتلئة بمزيج من المشاعر التي أربكتها ... رأت بعينيه لهفة شوق كما رأت حزنا ..ألما وشيئا آخر لم تستطع تفسيره ..ليأتيها صوته منخفضا يقول بهدوء مترقب:
"صباح الخير صغيرتي ...ما أيقظك باكرا هكذا "
ازدردت لعابها باختناق دون رد ...لم تستطع أن تجيب عليه ..لم تستطع حتى أن تظل ناظرة لوجهه .. يتنازعها رغبة في الارتماء بحضنه ورغبة لا تقل عنها في الصراخ عليه في اتهامه بخيانتها في سؤاله عن السبب ..ليأتيها صوته مشبعا بخيبة الأمل وهو يقول :
"لا بأس... سأنزل للحاق بصلاة الفجر ...واحضر عند عودتي خبزا ساخنا وبعض الأشياء للإفطار ...أترغبين بشيء ما احضره لك؟!! لم ترد عليه ليستطرد هو متجاهلا صمتها
"أعرف حبك لأقراص الطعمية الساخنة ..سأحضر لك منها وأنا قادم"
ليتحرك بسرعة باتجاه الباب بعد أن وضع محفظته بجيب جلبابه الأبيض الخاص بالصلاة ويغلق الباب خلفه بهدوء بينما تلاحقه عيناها المليئتان بدموع سمحت لها بالهطول مع صوت إغلاق الباب خلفه ..لتنتفض على صوت أمها وهي تقول بصوت خافت حازم:
"تقى الحقي بي بهدوء للغرفة ..سنتحدث قبل أن يستيقظ إخوتك .. وليسامحني الله لأني لن أوقظهم للصلاة بموعدها"
لتتجه للحجرة التي تتشاركها مع أبيها وما أن لحقت بها تقى حتى التفتت لها أمها قائلة بأمر:
" أغلقي الباب وتعالي لتجلسي بجواري على الفراش فلا أريد لصوتنا أن يعلوا أو يسمع احد إخوتك شيئا مما سنقول إن استيقظوا "
أغلقت تقى الباب واقتربت بوجل ...وداخلها ينتفض بخوف وهي تشعر أن القادم سيكون مهول ..وأنها على وشك كشف أمور لا تدري إن كانت راغبة بمعرفتها حقا ...أم لا!!!
ازدردت لعابها بصعوبة وهي تجلس بجوار أمها الناظرة لها بوجه مغلق وملامح تجمع بين الغضب والإشفاق ..قبل أن تفاجئها بسؤال أربكها :
"تقى هل يمكن أن تنسي ما رأيته قبل أن تنقلبي على أبيك وتخبريني رأيك فيه قبل هذا الموقف الذي رأيته به ؟؟ صفي لي أباك مسعد كما كنت ترينه قبلها "
لتنظر لها تقى بحيرة وارتباك وهي تقول بتردد خاصة مع ملامح العزم والتصميم بوجه أمها على سماع الإجابة:
"كان الأب الأفضل "... لتصمت قليلا عائدة بذاكرتها للخلف ...وهي تضيف ...في الحقيقة هو كان في طفولتي وقبل حادثة وفاة جداي وأعمامي ..الأكثر مرحا وحنانا ...كان دائم الضحك واللعب معنا ...دوما يجالسنا يستمع لنا ...بيوم الإجازة يحقق لنا ما نريد من نزهات للملاهي والمطاعم المفضلة لنا ...خاصة أنا... لم يكن يرفض لي طلبا .. أما بعد حادثة سقوط منزل العائلة ..انزوى عنا ..وقتها أنت أخبرتني انه حزين لفقدان عائلته ...ورغم صغري لكني تفهمت الأمر وأنا أتخيل أن أفقدكم جميعا ...وكنت أحاول التقرب منه ..كان يضمني وينظر لي بعيون دامعة ويقبل رأسي دون كلمات لكنه كان دوما حزينا صامتا ..ظل كذلك عدة أشهر ...بعدها عاد للحديث معنا ...لكنه لم يعد تماما كما كان ..كان يستمع لنا ...يحنوا علينا ...يحاول أن ينفذ لنا ما نريده ...لكنه أصبح أكثر تباعدا ...لم يعد يضحك ...حتى أثناء جلوسه معنا ..كنت اشعر به شاردا كما لو كان جسده معنا و روحه بمكان آخر ..وبعد فترة أصبح جلوسه معنا محدودا جدا .. معظم الوقت الذي يكونه بالبيت يقضيه بحجرة مكتبه وحده ...يغلق عليه ويمنع ايا كان من الدخول أو حتى الطرق عليه .... لتقطب بغضب وهي تقول :
"وقتها ادعى أن الأمر بسبب عمله وزيادة مسؤولياته واحتياجه للتركيز ..وأنت أكدت على الأمر وأمرتنا بالابتعاد تماما عن حجرة المكتب وعدم الاقتراب منها طوال وجود أبي بها مغلقا بابه عليه"
...لتنظر لأمها باتهام وهي تضيف:
"لم أتخيل أن العمل الهام هو شربه للخمر ..وهو ما يبدو انك كنت تعرفينه لذا أبعدتنا عنه حتى لا نكتشف الأمر "
ظلت مها تنظر لتقى للحظات ..تتفهم نظرة اللوم بعينيها ...كيف لا وهي نفسها تلوم نفسها ...تلوم تخاذلها عن مساندة زوجها ..اكتفائها بالصمت والابتعاد ملتهية بابنائهم وعملها وهي تراه يدمر نفسه ..تشاهد حالته وتباعده يوما بعد يوم وتكتفي ببعض الاعتراضات الجوفاء.. أو ادعاء الغضب و الخصام على أمل أن يعود لحالته ..كانت تمني نفسها بأن الوقت سيخفف ألم الفقد والحزن لديه ...وسيعود لنفسه ولهم بعد انقضاء فترة من الزمن ...أوليس الحزن يبدأ كبيرا ويصغر مع الوقت ...لم تعرف أن بداخله نيران ذنب تأكل دواخله ببطء ..تمنعه النسيان ..وتحرمه الراحة ..وتقتات على روحه حتى كادت تقضي عليه وعليهم ..لتغمض عينيها للحظات قبل أن تفتحهما ...فقد انتهى عصر السلبية وترك الأمور على علاتها لتحل نفسها ...فقد تعلمت ان لا شيء يحل نفسه بنفسه دون محاولة منا ... دون مواجهة ..دون حسم ...دون علاج لأصل المشكلة لتقول لابنتها بحزم:
"اسمعي سنبدأ من البداية حتى تفهمي ...أباك كان شديد التعلق بأبويه وأخوته ...تعلقا كان يسبب لنا مشكلات أحيانا لتفضيله لهم دوما ...كان يرسل لهم نصف ما يكسبه من عمله رغم اعتراضي ..كان يقدم طلباتهم على كل شيء معتبرا أن هذا حقهم عليه ...ورغم انه لم يكن الأكبر الملزم بهم ..ولا حتى الأصغر المدلل ..بل كان الأوسط ..لكنه دوما كان الأقرب لهم ...بالإجازة التي سبقت حادثة سقوط بيتهم ..طلب منه أبيه أن يرسل لهم مبلغا كبيرا لبناء دور إضافي لأخيه الأصغر ليتزوج به ...ورغم أن أبيك اعترض بأن البيت قديم جدا وأنهم بالفعل أضافوا له دورين لأخيه الأكبر وابن عمه ولن يحتمل البناء المزيد ...وأن بإمكانه أن يرسل له مبلغا يدفعه كمقدم لشقة بمكان آخر ..فحالة البيت لن تتحمل ...لكن جدك غضب منه وثار عليه متهما إياه بمحاولة التنصل من مساعدة أخيه ..متخذا زواجنا بشقة خارج بيت العائلة وهو ما كان شرطا لي للموافقة وإتمام زواجنا كوسيلة ضغط عليه بأنه يكفي أنه هجرهم واتبع كلام زوجته التي هي أنا وابتعد عنهم وغير ذلك من الكلمات التي تهدف لإشعاره بالذنب "
كانت عيناها غائمتان بذكريات الماضي لتنظر لوجه تقى الصامتة بإنصات لحديثها لتضيف بحزن :
"لم يكتفي جدك بجعله يعده بإرسال المال ...بل طلب منه قبل أن يسافر أن يذهب للمسئول عن تراخيص البناء بالحي وجعله يمنحهم ترخيص إضافة الدور الجديد ..ولما اخبره أبيك باستحالة الأمر خاصة أن القانون لن يسمح مع قدم البناء وعدد الطوابق المضافة مؤخرا بالمخالفة للتصريح الخاص بعدد الأدوار بالشارع الضيق ..أصر جدك أن يقوم أبيك بالتصرف فإن لم يعطه الترخيص فعلى الأقل ...يدفع له حلوانا يجعله يغض الطرف عن قيامهم بالبناء ولا يعرقل الأمور لهم "
لتنظر لها وهى تبتسم بألم ساخر وهي توضح:
"وطبعا الحلوان هو اسم لطيف ومقنع للرشوة ...حتى يغض الطرف عن المخالفات ...ورغم كره أبيك للأمر ورفضه ..إلا أنه كالعادة رضخ لضغوطهم وذهب للرجل واعطاه مبلغا من المال ليغض الطرف عن الأمر ...ولم يخبرني وقتها شيئا ..فهو كان يعرف مدى رفضي لما يحدث ...كنت أراهم يستغلونه ..وهو يرى أن هذا حقهم عليهم ولم نتفق أبدا حول الأمر "
لتصمت للحظات بينما تغيم عينيها بالدموع قبل أن تكمل بصوت متهدج:
"وعندما جاءنا الاتصال المشؤم الذي يخبرنا بسقوط المنزل فجرا على سكانه وموت الجميع دون أن ينجوا أحدا ... أصيب أبيك بحالة من الذهول والصدمة ...في البداية أخذ يصرخ رافضا التصديق ...وبعدها أخذ يكسر كل شيء ...ثم قام بالخروج للشارع جريا كالمجنون ..واضطررت للطرق على بيت جيراننا المصريين الذين كانوا قد سكنوا جوارنا من فترة قريبة ...الأستاذ مجاهد وزوجته سعاد ..وحقا كانوا نعم العون ...خرج ورائه الأستاذ مجاهد ...لحق به وأعاده وساعده بحجز تذكرة السفر للعودة ...رفض وقتها أبيك أن اصحبه وأنا للأسف أخطأت ولم أصر على مصاحبته ...تركته لغبائي وحده يواجه موقفا يفوق قدرات البشر ...يواجه ألم أن يدفن عائلته بأكملها ..والداه ...شقيقاه وزوجتيهما ..أبناء شقيقه الأكبر .. عمه وزوجته وأبنائه الصغار وابنيه المتزوجين وزوجتيهما وأبنائهما ...عائلته كاملة ..كل من له في الدنيا دفنهم بيديه ...طبعا كان هناك تحقيق واتهم فيه مسؤلي الحي بالإهمال لتكون النتيجة مجرد اقصاءات عن المناصب مع بعض الجزاءات الإدارية والأحكام المخففة ... وخاصة أن والدك لم يقم بأي إجراءات تصعيديه ... كان شعوره بالذنب يقتله ...يشعره أنه السبب لا أحد آخر ..هو من قتلهم بالرضوخ لهم ...قتلهم برشوة دفعها لمسئول مرتشي فلعنه الله واقتص منه ..هذا ما كان يتآكله من الداخل ..وأنا للأسف لم أفهم ..أو لم أحاول أن أفهم ...اكتفيت بعد عودته ببعض الكلمات الجوفاء ..ببعض المحاولات العقيمة لإخراجه من حالته دون أن أقترب فعلا ..دون أن أحاول جديا الاقتراب والتخفيف والفهم والمساندة .. لتزداد الحالة سوءا بدل أن تقل ويزداد هو ابتعادا ...حتى مرت سنوات ونحن نعيش بحالة من الجمود ..لأفكر وقتها أن عودتنا لمصر بإجازة قد تكون هي الحل الذي يخرجنا من تلك الحالة ...هو كان رافضا العودة ويرى أنه لم يعد لديه ما يعود لأجله ...وأنا أصررت عليها ظننت مواجهته لما حدث وزيارته لقبورهم قد تخرجه من تلك الحالة من التيه كما لو كان ميتا حيا يتنفس يأكل يعمل ينام ..لكن بلا روح .. وظللنا شهورا حتى أقنعته أو قد تقولين أجبرته بعد أن هددته أن آخذكم واتركه إن لم يوافق وأنني اشتقت لأهلي ...لم اعرف أني ادفعه دفعا لهاوية مواجهة لم يكن مستعدا لها ..دون أن أتأكد أن جرحه وان لم يبرأ فعلى الأقل هو نظيف وليس مغلقا على قيح جعله يتسمم ويسمم دواخله ...كانت العودة أمرا فوق احتماله ..رفض الذهاب للمقابر لزيارة عائلته ...رفض الاقتراب من حيهم لينهي إجراءات تخص الأرض التي كانت يوما بيتهم العائلي وتركت للإهمال ...حتى حولها السكان لما يشبه مقالب القمامة ...ورغم أن الكثيرون حاولوا التواصل معه ليتصرف بشأنها إما بالبيع أو عمل سور حولها يمنع إلقاء الناس للقاذورات فيها ...لكنه لم يرد على أي منهم ....حتى أضررت أنا أن أطلب من زوج خالتك التصرف دون أن اخبره... خوفا من أن يضع أي كان يده عليها ظنا أن أباك لن يعود أو يهتم بها ...وقام مشكورا بالفعل بالذهاب وإزالة ما فيها من ركام وعمل سور مرتفع حولها وكتابة يافطة باسم أبيك أن الأرض ملكه وليست للبيع ووضع رقم تليفونه هو للطوارئ "
لتزفر بعمق بينما تنظر لتقي المقطبة بتركيز وهي تكمل بأسف:
" أثناء زيارتنا لمصر وعندما وجدت وجودنا بالعاصمة يجعل حالة أبيك أسوء اقترحت أن نكمل الإجازة بأحد المدن الساحلية ..أتذكرين"
لتهز تقى رأسها مجيبة:
"نعم قضينا أسبوعا رائعا هناك بذلك الفندق الفخم ..صحيح أن أبي بأول الأيام كان متباعدا ...لكنه بدا في الأيام الأخيرة يشاركنا قليلا وكنا سعداء جدا "
لتنظر أمها لها بسخرية ذاتية وهي تقول:
"نعم ..وأنا سعدت أيضا دون أن أكلف نفسي أن أفهم السبب ..دون أن ابحث عن سر اختفائه ليلا ...وخاصة بعد أن وجدته ينام فجرا على الشاطئ فظننته يحاول النسيان والتأقلم ..أو هذا ما أقنعت نفسي به لأريح نفسي ..متجاهلة حالته الغريبة ...هذره العجيب ..ترنحه أحيانا ...تلك الرائحة المنبعثة من فمه ... لا أدري إن كنت تعمدت التغابي والتعامي حتى اسعد نفسي بعودة زوجي لي ولأبنائي خاصة أنه عاد ل " لتزفر بضيق وخجل وهي تنظر بجانب عينها لابنتها قبل أن تقول بحسم وهي تخبر نفسها بان تقى لم تعد صغيرة :
"خاصة أنه عاد لإقامة علاقة زوجية معي بعد طول تجاهل" ...لتتجاهل احمرار تقى وخفضها لرأسها بينما تكمل ...
"عدنا بعد انتهاء الإجازة لحياتنا وأنا أظن أو أمني نفسي أن الأمور قد انصلحت ...لم أعرف أنها قد ساءت ..وأن زوجي قد تعلم في بار هذا الفندق الفخم ...الطريق لشرب المسكرات ...قد تعلم أن يحاول النسيان من خلال زجاجة وكأس ..وطبعا التغابي لم يصلح لفترة أطول فاكتشفت الأمر أو بمعنى اصح أُجبرت على مواجهة اكتشافه رغما عن انفي ...فالزجاجات الملقاة بمكتبه ...نومه ليلا هناك وإغلاقه الباب عليه وسماعي صوت ضحكاته العجيبة بعد نوم الجميع رغم انه يكون وحيدا ..والعديد من الأشياء الأخرى أجبرتني على التوقف عن التجاهل والتغابي ومواجهة الأمر ...في البداية حاولت نصحه وهو يعدني بالتوقف ليعود بعد يوم أو يومين ..لأستخدم أسلوب الغضب والتهديدات التي يعلم كلانا أنها فارغة ولن أنفذها كالتهديد بهجره أو تركه والعودة لمصر...ليستمر الحال على ما هو عليه لسنوات ..وأنا أكتفي بالتذمر مرة ...الغضب والتهديدات مرة ...والتجاهل مراااات " ..لتضيف بسخرية وهي تنظر لابنتها ببسمة حزينة:
"أتعرفين ...المشكلة الأكبر لم تكن بأبيك ...كانت بي أنا في سلبيتي ...حتى في وقت المواجهات والغضب ومحاولاتي نهره وإيقافه عن أفعاله ...كنت افعلها كنوع من الضرورة خوفا من انكشاف الأمر أمامكم وأمام الناس ...لا خوفا على أبيكم نفسه .. ولا حتى كمساندة زوجة لزوجها في مصاب ألم به ...كنت أتعمد إشغالكم دوما ما بين المدرسة الدولية التي ألحقتكم بها فكنتم لا تعودون منها إلا بعد العصر لتقوموا بحل واجباتكم وتناول الطعام وبعدها مباشرة على تلك الأنشطة المختلفة التي ألحقتكم بها ما بين رياضية لأخوتك ..ودورات متعددة لك سواء بعلوم الحاسبات أو اللغات وغيرها ...كنت أفعل كل شيء لأضمن انشغالكم وعودتكم كل يوم مرهقين فتناموا دون أن تشعروا بشيء حتى بالإجازات كنت أجعلكم تشتركون بالرحلات وأنشطة النادي أي وكل شيء يشغلكم فلا تنتبهوا لما يحدث لأبيكم..كان كل همي أن تظلون غافلين ...خوفا عليكم لا عليه ..أو هذا ما كنت أظنه أنا ... ...أتعرفين متى تغيرت مشاعري ..أو بمعنى أدق اكتشفت حقيقتها وأنني أحب أباك ولا أقدر أو أحتمل فقده ...عندما كدت أفقده فعلا "
..لتضحك بسخرية مريرة وهي تضيف:
"يبدو أننا عائلة لا تشعر بقيمة ما تملك إلا عندما نفقده... لا أدري إن كان هذا ناتجا عن غباء متأصل بجيناتنا أنا وخالتك ...أم نتيجة معاملة أبي القاسية لنا بصغرنا والتي جعلتنا أنانيين لا نفكر إلا بأنفسنا "
لتنظر لعلامات التعجب والاستفهام على ملامح تقى فتربت على يديها وهى تقول:
"لا تستعجلي سأخبرك كل شيء"
...لتنظر لخيوط النهار التي بدئت تشق بضوئها الظلمة من خلف ستائر النافذة لتسأل تقى بشرود ..
" هل ما زلت مثلى تتفقي معي بأيام الإجازة الشهرية ..إن لم تكوني فقومي لتلحقي بصلاة الفجر قبل خروج وقتها "
لتهز تقى رأسها بحرج وهي ترد عليها:
"بل ما زلنا نتفق معا على ما يبدو فانا بإجازة حاليا"
لتبتسم مها وتربت على يدها بينما تعود عيناها للشرود وهي تقول:
"حسنا ...لأكمل لك قبل استيقاظ إخوتك ...عندما بدء الأمر يتزايد عن حده ...حتى أن أبيك أصبح لا يستطيع أن تمر ليلة دون أن يشرب ...وبدء عمله يتأثر فأصبح يخطأ ويتأخر .. حتى كادوا ينهون عقده لولا تدخل رئيسه الذي كان صديقا له ...وقتها طلب منه أن يأخذ إجازة مطولة ..وكان رصيد إجازاته يسمح فهو لم يأخذ إجازات حتى بفترات الصيف للعودة لبلاده لسنوات كالبقية فيما عدا تلك الإجازة الوحيدة قبلها بأعوام ...في نفس التوقيت كان أخواك يمرضان كثيرا بسبب احتقان اللوزتين ..وذات ليلة ارتفعت حرارة أخيك عبد الرحمن بشدة وأخذ يعاني من اختناق وعدم قدرة على التنفس وقتها هرعت لأبيك لنذهب به للمشفى ..لكنه كالعادة كان غارقا بسكره ولم استطع جعله ينتبه أو يفيق ...فأخذت مفاتيح السيارة وخرجت متجهة للمشفى وأخذت معي مالك ..وتركتك نائمة أنت وشقيقتك دون أن أخبركما بشيء ... وهناك تم وضع أخيك بغرفة الرعاية المركزة ووضعه على جهاز التنفس فحالته كانت حرجة ...ويبدو أن أبيك عندما أفاق بالصباح ولم يجد أحدا تذكر أو قلق أو لا أدري "
لتقاطعها تقى ساهمة وهي تقول :
"أذكر هذا اليوم ...كان اليوم السابق لتلك الليلة التي رأيته فيها ..كنت قد استيقظت باكرا ...وأخذت ابحث عنك فلم أجدك أنت أو اخوي ... وعندما سألت رؤى وجدتها مثلي لنجد أبي نائما بحجرة مكتبه على الأرض في البداية لم انتبه للزجاجة التي بجواره ...وعندما ناديناه ليستيقظ ونسأله عنك وخاصة وانه كان يوم جمعة ولم يكن هناك عمل لك وجدناه يستيقظ بحالة غريبة ..وقتها ظننته ترنح النوم ولم انتبه لكني لاحظت تلك النظرة الغريبة بعينيه وهو يتطلع لنا قبل أن يقفز بثقل ويخفي الزجاجة التي كانت بجواره ... لم أفهم سبب ما يفعله وكل ما ركزت فيه السؤال عنك ...لأجده ينظر لنا بحيرة وعدم فهم ليثور بعدها غضبا وهو يصرخ بكيف تخرجين دون إذنه ويأخذ هاتفه ليتصل بك ...لا أدري ما أخبرته به لكني رأيته يسقط جالسا على الأرض بوجه شاحب أثار رعبي و رؤى وهو يقول بخوف وتلعثم أنه سيحضر لك فورا ...ليخبرنا أن عبد الوهاب تعب قليلا وانك ذهبت به للمشفى ...وقتها ذهلت وأنا أسأله "كيف حدث هذا دون أن تعرف يا أبي أو تكون معها كيف خرجت وحدها وأنت موجود هنا"
...لينظر لي نظرة غريبة لم افهمها لكنها أقلقتني بقوة ...ليتجاهلني ويذهب لحجرته ليرتدي ملابسه بسرعة ويخرج ...لا أدري لماذا تذكرت تلك الزجاجة بعد خروجه فاقتربت من سلة المهملات وأخرجتها دون أن تنتبه رؤى وأخذت انظر لها بشك وقلق ..لكن صوت رؤى الخائف جعلني أعدها دون تدقيق ...بينما انشغلنا بقلقنا على أخي ومحاولة مهاتفتك والاطمئنان عليه منك كل فترة"
لتهز مها رأسها وهي تكمل ما حدث وقتها:
"بعد أن أغلقت معكم الهاتف وطمأنتكم على أخيكم رغم أن الطبيب وقتها لم يخبرني شيئا مطمئنا ..بالعكس كان مالك أيضا قد ارتفعت حرارته وتم حجزه هو أيضا لكن بحجرة عادية وبقيت معه بها بانتظار أي خبر عن عبد الوهاب ..وجدت بعد دقائق أبيكم أمامي ..لأشتعل غضبا وجنونا ما أن رأيته وافجر فيه كل مشاعر الخوف والخذلان والقلق واتهمه بأنه سكير فاشل ..يل تماديت لأتهمه بأنه السبب بكون عبد الوهاب بين الحياة والموت ..لأنه أهمله ولم يحضره معي بسرعة للعلاج وتركني وحدي حتى تفاقمت الحالة ...أخبرته أن ابنه سيموت بسببه ....يا إلهي لقد كنت بحالة جنون ...قلت أشياء كثيرة أخجل حتى من ذكرها أو إعادتها على اسماعك ..أشياء كانت نتيجتها أن أبيك شحب بقوة ليجلس ساهما دون أن يرد علي حتى جاء الطبيب بعد فترة ليخبرنا أن الحالة بدئت تستقر لكن يجب أن يخضعوا لجراحة استئصال اللوزتين بمجرد تعافيهم ..ظل معي بعدها طوال اليوم بالمشفى دون أن يتحدث معي بحرف واحد ..فقط قام بإحضار الطعام ..تسديد الفاتورة ...الاهتمام بتوفير حجرة جيدة ..غير ذلك من تفاصيل دون أن يتحدث معي ..وأنا أيضا كنت غاضبة لدرجة أني لم أهتم ..تركته دون أن أحاول أن أحدثه ثانية ..ليلتها مساءا طلبت منه العودة ليبيت معكما حتى لا نتركما وحدكما ...لأضيف بسخرية ولؤم ..بإمكانك أن تشرب جيدا حتى تثمل ...لكن تأكد من إغلاق الحجرة جيدا حتى لا تراك ابنتاك ... ولا تنسى عندما تفيق أن ترسم على وجهك ملامح الصلاح وتأتي للمشفى لتكون موجودا أثناء عملية ولداك فربما يموتان دون حضورك أم تريد فقط أن تحضر لدفنهما فأنت أصبحت تخصص دفن ...وليكن بعلمك بمجرد أن ينتهي الأمر وأخرج من المشفى سأتركك وآخذ أبنائي معي ...فأنت لا تستحق أن نبقى معك ...بل لم تعد موجودا بحياتنا منذ زمن طويل وأصبح وجودك كعدمه ...بل ربما عدمه أفضل "
لتغمض عينيها بألم بينما تسيل دموعها وهي تقول بحزن ولوم ذاتي:
"لا أدري كيف طاوعني قلبي ولساني لأقول له مثل هذا الكلام ..وقتها نظر لي نظرة لن أنساها ما حييت ...نظرة أرجفت قلبي... مزيج من الحزن والاستسلام ..والوداع .. ظلت تلك النظرة تؤرقني طويلا ...حتى انتصف الليل ...لأجد نفسي اتصل به بحجة إحضار بعض الملابس لي وللأولاد ...ظل الهاتف يرن عدة مرات دون رد حتى شعرت بمزيج من الحنق والقلق ..لم أرغب أن اتصل على هاتف المنزل أو هاتفك أنت وظللت اتصل على هاتفه هو وبداخلي هاجس مرعب يخبرني أن هناك شيء سيئ حدث أو سيحدث ..لأجده يرد علي بصوت غريب ..علمت من أول لحظة أنه ثمل وقبل أن انفجر غاضبة وجدته يبكي وهو يقول لي بصوت ثقيل متقطع.. أنني على حق وانه لا يصلح كأب ولا يصلح إلا كدافن موتى أنه شؤم ويؤذى من يحب ..وأن عدم وجوده أفضل ولذا فهو سينهي حياته بنفسه ..أخذ يطلب مني أن أسامحه وأن أجعلكم تسامحوه ...أخذت اصرخ فيه برعب أن لا يفعل شيئا أخبره أني لن أسامحه لو فعلها ...سقطت على الأرض مرتعبة وأنا أسمعه يهذي حول ضرورة أن يختفي من حياتنا ...وقتها لم أعرف ماذا أفعل أخذت أصرخ فيه ناهرة إياه أن يفعلها لأجده يغلق الخط ..كدت أجن وأنا أجري خارجة من المشفى لأقف أمام بابها لا أعرف ماذا أفعل فهو قد أخذ السيارة عندما تركني .. ولم أجد سيارة أجرة ..اتصلت بهاتف سعاد جارتي لأصرخ بها بهستريا طالبة منها أن تجعل زوجها يدخل شقتنا ويدرك زوجي ... كانت كلا منا تضع مفتاحا لشقتها للطوارئ لدى الأخرى... لتخبرني أنه مسافر ليومين في عمل ..فأرجوها أن تدخل هي لشقتي أخبرتها أن زوجي منهار ويهددني بقتل نفسه ... فتخبرني أنها سترتدي ملابسها وتذهب فأصرخ بها أن لا وقت ..لترتبك وهي معي على الهاتف وتقول لي حسنا على الأقل سأرتدي روب فوق ملابسي ..كانت معي على الهاتف طوال الوقت طلبت منها أن تدخل بهدوء حتى لا توقظكم .. أخذت تحاول فتح حجرة المكتب لتخبرني أنها موصدة وأن زوجي لا يرد أو يفتح الباب ..لأرتعب أكثر وأخبرها عن مكان المفتاح الاحتياطي للمكتب والذي كنت أحفظه بأحد جوارير المطبخ ..كنت استمع لما يحدث على الهاتف وهي تحضر المفتاح وتدخل المكتب لأسمع صرختها ويبدو أن الهاتف سقط من يديها لأن الصوت تباعد لكنه لحسن الحظ لم يغلق ...سمعتها تتشاجر مع أبيك وهي تطلب منه ترك فتاحة الخطابات التي كان يحاول قطع شرايين يديه بها ...سمعت صوتا يدل على محاولته منعها من أخذها منه وهو يقول لها أن تدعه وأنه لا يريد أن يعيش ...كان هناك أصوات مكتومة عدة تبعها بعد دقائق صوت ارتطام ما لأجدها بعدها تخبرني أنها أخذت منه الفتاحة بعد مشاجرة حتى أنه كاد يضربها وانه يبدو سكرانا وقد سقط مغشيا عليه بعد أن دفعته بعيدا عنها خاصة أنه تسبب بسقوط روبها أثناء محاولاتها إبعاده عن أخذ الفتاحة منها .. شكرتها وطلبت منها البقاء بجواره حتى احضر خوفا من أن يستفيق ويعيد الكرة ...وبالفعل وجدت بعد عدة دقائق سيارة أجرة تمر فركبتها رغم تأخر الوقت وخطورة ركوبي وحدي لكني لم أكن بحالة تسمح لي بالتفكير ...وما أن وصلت للمنزل حتى دخلت بهدوء خوفا أن تستيقظا أنت أو أختك لأجد سعاد بحالة غاضبة ويد مجروحة تلفها ببضع مناديل ورقية وتمسك الفتاحة لتناولها لي بغضب وهي تقول لي أنها وضعت بموقف سيئ جدا بسببي وبسبب زوجي ..وأن زوجها لو علم بالأمر ودخولها لدى رجل سكران بعد منتصف الليل مهما كان السبب لن يقبل أو يمرر الأمر ..لأشكرها وأعدها أن الأمر لن يتكرر وأن أحدا لن يعرف به ...وأرجوها أن لا تخبر أحد بالأمر هي أيضا ...لتنظر لي بضيق وهي تقول ...لم أتخيل أن يكون زوجك شارب خمر ..كنت أظنه رجلا محترما ...لكن يبدو أن المظاهر خادعة ...نصيحة إما أن تجعليه يهجر تلك المعصية أو تهجريه أنت ..لتعود لشقتها بعدها ..وأقوم أنا بعمل قهوة ثقيلة مركزة أضعها على المكتب وأقوم بعدها بسحب أبيك حتى حمام مكتبه وأسكب فوق رأسه الماء حتى بدأ يفيق ...لأجبره بعدها على شرب القهوة ...ورغم أنه لم يستفيق تماما إلا أني أجبرته على تغير ملابسه وأخذته معي للمشفى فلم يكن بإمكاني ترك إخوتك أكثر ولم أكن لأطمئن على تركه وحيدا ...لأنني ولسخرية الأمر اكتشفت في تلك الساعة التي ظننت بها أنني على وشك فقده أنني أحبه ...وأنه ليس مجرد زوج مناسب تقدم لي لأوافق رغبة بالتخلص من تسلط أبي وترك البيت الذي يخنقني ...بل هو كل أهلي ..هو زوجي ..حبيبي ...والد أطفالي ...اكتشفت أني لا أستطيع الحياة بدونه .. لأقسم وقتها وأنا ابتهل لله مرتعبة خوفا من فقده ...أن ينجيه وأنني لن أتركه لشياطينه وجنونه ..بل سأجعله يتعالج من إدمان الخمر ومن هواجس الماضي ... وعدت اني سأكون له كما كان ينبغي منذ البداية أما وأختا وزوجة وعائلة تحتويه بدل من التي فقدها ...لن ادفعه للنسيان لكن للتقبل والتعايش مع قضاء الله .. لكن ما لم أعمل له حسابا هو أن تري أنت جزءا من الموقف فتأوليه حسب ظنك وتزيدي فوق همومي وجروح أبيك جرحا آخر غائرا لا يطيب ولا يبرأ "
كانت تقى تستمع لما تقوله أمها ذاهلة وهي تعيد ربط الأحداث بعقلها ..تتذكر أنها استيقظت على أصوات الضجة وبعض الأصوات المكتومة التي أثارت ريبتها ...تتذكر رؤيتها للسيدة سعاد وأبيها يلف يديه حولها في موقف ظنته نوعا من العبث العاطفي لكنها وهي تعيده بعقلها بعد كلام أمها تجد أنه بالفعل كان يحاول أخذ شيء من يديها بينما تحاول هي الهرب ليشد هو روبها الذي انفتح لحظتها مظهرا ثوب نومها العاري لتهرب هي لحظتها باكية وتغلق على نفسها باب حجرتها دون أن يلحظاها لتتجه بعدها للحمام وتبقى فيه لما يزيد على الساعة تكتم بكائها وتفتح على رأسها مرش الماء وتجلس تحته ترتعد حزنا وألما وبردا ..لتقوم بعدها بخلع ملابسها واخذ حمام دافئ في محاولة للهرب والنسيان وتخرج بعدها ترتدي ملابسها وتحاول التنصت لما يحدث خارجا ...وعندما لم تسمع شيئا خرجت بعد فترة لتجد المكان خاليا من الجميع ...لتعود بعدها لحجرتها تبكي صدمتها بأبيها ...وبعدها ساءت علاقتها به خاصة بعد أن رأته ليلتها وهو يشرب الخمر بمكتبه ليلا ...لتحدث المواجهة بينهما بعدها بعدة أيام ...تلك المواجهة التي انتهت بصفعه لها وقطيعتهم لسنوات ...لترفع رأسها لأمها بتوجس وهي تسألها باستنكار:
"إذا كانت هذه هي الحقيقة ...فلماذا لم ينكر ...لماذا تركني اتهمه بالفسوق والخيانة ...لماذا لم يخبرني الحقيقة وتركني أتعذب كل تلك السنوات بنيران الغضب والحزن والقهر وأنا أرى التمثال الذي رسمته له يتحطم أمام عيني ..لماذا؟"
لتنتفض على صوته من خلفها وهو يقول بحزن مقهور:
"لأنه تحطم بالفعل"
------------------------


رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-12-17, 10:10 PM   #1048

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

تسجيل حضور
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 38 ( الأعضاء 22 والزوار 16)
‏ام زياد محمود, ‏احلام العمر, ‏Oushalovelly, ‏mouna latifi, ‏زهرة الغردينيا, ‏لا تطفىء الشمس, ‏meryamaaa, ‏Diego Sando, ‏seham26, ‏إدارية, ‏رغيدا+, ‏سماح الطيبة, ‏سحر صالح, ‏باسم محمد ابراهيم, ‏همسات دافئه, ‏rajanour, ‏سفيرة العراق, ‏ناجي محمد, ‏رمز الأمل, ‏ميمي 80, ‏الوفى طبعي الوفى


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 29-12-17, 10:14 PM   #1049

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

عاد من صلاة الفجر التي صاحب فيها مسعد وياسر وهو يشعر بالسعادة والانتعاش ...أنها المرة الأولى التي يخرج بها لصلاة الفجر من شهور ...يشعر بأنه أفضل كثيرا ...ويشعر بأن صحته تحسنت ..كما تحسنت علاقته بتقى ..وإن كانت ما زالت تتمنع عليه ...ليبتسم بخبث وهو يفكر أنه ليس تمنع الرفض ...لكنه تمنع الخوف على صحته ..وقد آن أوان أن يثبت لها عمليا أنه أصبح بخير ... ياسر لم يعد معه مخبرا إياه أنه سيذهب للنادي ليمارس رياضة الجري لبعض الوقت ويتناول إفطاره هناك لأنه بحاجة للتفكير بأمر ما...وهو يكاد يراهن على هذا الأمر فالولد سر أبيه ...فقد لاحظ تعبيرات وجه ياسر بالأمس أثناء طلب مها من تقى جمع حاجياتها وإخبارها أنها لن تعود للعيش معهم ثانية ...لقد رأى أبنه وهو يكاد ينتفض من كرسيه ليجلس على حافته متحفزا ...لقد خاف للحظة أن يقوم بأحد تصرفاته الغبية أمام عائلة خالته ...ليكتم ضحكاته على غباء ابنه وهو يفتح حجرة النوم بهدوء فيجد تقى جالسة بالفراش تقرأ القرآن وما زالت مرتدية ثوب صلاتها ...كانت تبدو محاطة بهالة نورانية وروحانية ..لدرجة جعلت خفقات قلبه تتزايد ليقسم أنه يحبها في كل مرة يراها من جديد ..كما لو كان يقع بحبها كل مرة لأول مرة بنفس القوة التي وقع فيها وهي ما زالت مراهقة بالسابعة عشرة من عمرها ..ليغلق الباب خلفه فتنتبه له وترفع رأسها لتصدق وتغلق مصحفها بابتسامة جميلة ..وضعته بجوارها ورفعت يدها لتحل ربطة ثوب الصلاة من حولها ليقترب بسرعة هامسا :
"لا اتركيه وتعالي لتصلي معي "
لتنظر له بتعجب وهي تسأله:
"لقد صليت الفجر !!..وأنت ألم تصله بالمسجد ...لقد أصررت على النزول وأخبرتني أنك أصبحت أفضل... ولولا أن الطبيب أخبرنا بأهمية أن تبدأ بممارسة بعض النشاطات البسيطة دون إجهاد وبعض الحركة الخفيفة لم أكن لأتركك تذهب"
لينظر لها وهو يتحرك ناحية سجاجيد الصلاة الموضوعة بجانب كرسي طاولة الزينة ليفردها ويقف على احدها وينظر لها قائلا:
سأنوي صلاة ركعتين تأخر موعدهما كثيرا ركعتين سنة يبدأ بهما المتزوجين حياتهم ...قد لا نكون ببداية الحياة الزوجية بمعناها المتعارف ...لكننا ببداية فصل جديد منها ...فلنجعله مباركا بفضل الله ونبدأه بالصلاة ...ولو أني لست واثقا من مدى صوابها خاصة واني أعرف أن أي صلاة بعد الفجر وقبل الضحى مكروهة ولا علم لي بحكم سنة ركعتي الزواج بهذا الوقت لكني سأفعلها تحسبا ...وأسأل فيما بعد أحد الشيوخ وإن لم تكن صحيحة أعدناها ثانية ولو متأخرة فالله غفور رحيم ..ومطلع على النوايا "
نظرة له بتوجس وهي تستوعب المعنى وراء كلماته ..لكنه لم يمنحها فرصة الاعتراض وهو يرفع يديه مكبرا بعد أن نظر لها لتلحق به...وما أن بدأ حتى شعر بها تقف خلفه ليصليا معا وهو يؤمها وما أن انتهيا حتى استدار إليها واضعا كفه على رأسها ذاكرا الدعاء الذي كان يجب أن يبدأ به حياتهما ...ليتذكر أن لهفته ليلتها جعلته يهمل طقوس السنة ...وربما كان ذلك احد الأسباب التي جعلت البركة تهرب من بداية حياتهما ..ما أن انتهى حتى رفع رأسها ناظر بعينيها اللامعتين ..ليمد يديه ليحل طرحتها ويعتدل وإياها واقفين ويرفع عنها ثوب صلاتها مزيحا إياه ليظهر لعينيه ثوب نومها الأرجواني القاتم ..الذي جعل نبضاته تتسارع من شدة فتنتها ...فرغم كونه غير شفاف ..وطويلا يغطي كاحلها ..لكنه يرسم تفاصيل جسدها كجلد ثاني حتى الركبة ليتسع من أسفل ..كما انه بحمالات رفيعة تظهر كتفيها ونحرها بالكامل بينما ينسدل شعرها مغطيا ظهرها بعد ان سحب الرابطة التي كانت تجمعه ...ليميل مقبلا كتفها برقة في البداية لتتسارع وتيرة قبلاته وتصبح أكثر نهما ويرتشف النبض الضارب بعنقها بقوة جعلتها ترتبك وتقول بتلعثم:
"أشرف ..أنتظر ...ياسر ...لابد انه بالخارج ..أنت ..م ت ع ب "
ليرد عليها بثقل وهو يسحبها معه لفراشهما :
"ياسر ذهب للنادي ولن يعود قبل ساعتين أو أكثر ...ونحن وحدنا ...وأنا بخير تماما ...وقد تعبت من الصبر ..مرضت من الانتظار ...أسقمني التوق ...فهل ستتركيني أموت شوقا إليك"
لترفع يدها بسرعة لفمه بينما يشرف عليها وهي مستلقية على ظهرها :
"لا تأتي بسيرة الموت ..حفظك الله لي ..ولا أراني فيك مكروها أبدا ...أشرف ..أنا أحبك ..وأخاف عليك "
ليزداد تهدج أنفاسه وهو يغطيها باحتواء بينما يهمس بجوار أذنها التي يلثمها :
"أعيديها... كرريها على مسامعي مرارا حتى تروي بها شرايين قلبي التي أتعبها الجفاف وأسقمها طول الصبر والانتظار ..أخبريني أنك تحبيني ..تعشقيني ...كم تمنيت واشتقت لهذه الكلمة منك وانتظرتها سنوات طوال "
ولم تخيب رجائه ظلت تكررها مرات ومرات ..ويرتشف هو حروفها من شفتيها دون كلل أو ملل ..بينما يغوصان معا ببحر حب عميق هادر حينا ورائق ناعم حينا ...بحر لم يلج إليه أحدهما لسنوات طوال ..فكانا يعوضان الشوق إليه بالغوص فيه دون اكتفاء...ليعيدا وصلا لم يكن كأي وصل سبق بينهما يوما قبل الفراق ..فالوصل هذه المرة كان مختلفا كاختلاف الضوء عن عتمة الليل .. اختلاف صنعه فارق الإحساس بينهما في الحاضر عن الماضي ...فلم تكن هي تؤدي واجبا مفروضا ...بل كانت تقيم طقوس عشق وتعيد رسم دروب قلبها واكتشاف خريطة جسدها من جديد تحت لمسات يديه التي تشعرها بأنوثة لم تستشعرها سابقا نتيجة الجدار التي غلفت به مشاعرها ...بينما كان هو يعيش لأول مرة شعور المشاركة بالحب والعاطفة... شعور الأخذ والعطاء الذي لم يعرفه سابقا ..ليشعر وتشعر ...ليأخذ ويعطي ليمنح ويُمنح فيشعر بزلزال مشاعر لم يعشه يوما يضرب كل جنبات قلبه وجسده فيجعله يزداد عشقا وتوقا ...لهفة وعطاء ..يزداد رغبة للارتواء دون اكتفاء ...لتظل العاصفة بينهما ما بين مد وجزر لوقت طويل حتى أنهكهم الإبحار لترسو سفينة الشوق على شاطئ العشق ترتاح من عناء السفر بينما يرفض العاشقان أن يبتعدا عن أحضان بعضها ليظلا متعانقان وعيناهما متشابكان بحوار دون حروف... وكلمات دون صوت حتى غلبهم سلطان النوم ليستسلموا له متدثرين بدفء ذراعي بعضهما براحة ورضا وهناء ..
---------------

noor elhuda likes this.

رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-12-17, 10:16 PM   #1050

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

"إذا كانت هذه هي الحقيقة ...فلماذا لم ينكر ...لماذا تركني اتهمه بالفسوق والخيانة ...لماذا لم يخبرني الحقيقة وتركني أتعذب كل تلك السنوات بنيران الغضب والحزن والقهر وأنا أشاهد التمثال الذي رسمته له يتحطم أمام عيني ..لماذا؟"
لتنتفض على صوته من خلفها وهو يقول بحزن مقهور:
"لأنه تحطم بالفعل"
لترفع عينين حزينين دامعتين لأبيها الوقف بباب الحجرة يحمل بين يديه عدة أكياس لتقم أمها تأخذهم من يديه وهي تهمس له بصوت وصلها واضحا :
"تحدث معها ..افتح قلبك وأخبرها بكل شيء ...آن للجروح أن تعرى لتنظف من قيحها حتى تشفى"
لتخرج تاركة إياهما معا وتغلق الباب خلفها وهي تقول :
"سأجهز الطعام "
اقترب بتردد ناحيتها ليقف أمامها للحظات بينما تهرب بعينيها منه دون أن تقدر على منع دموعها التي تسيل على خدها ..ليتجه ناحية مقعد طاولة الزينة ويجلس عليه بإرهاق ..إرهاق نفسي أكثر منه جسدي بينما بقول بصوت مكسور:
"عندما واجهتني باتهاماتك و بأنك رأيتني بوضع مخل مع جارتنا لم أستطع لحظتها أن أنكر ..لأنني بكل بساطة لم أكن واثقا من ما حدث فعلا ..لقد ارتعبت أن أكون فعلتها فأنا بكل بساطة لم أذكر ما حدث "
...ليبتسم بسخرية مريرة وهي يكمل :
"كان لدي خيالات مبهمة وغير واضحة عن تلك الليلة ..اذكر فيها وجود سعاد فعلا دون أن أتذكر تفاصيل ما حدث ..أول ما اذكره بتشوش هي رأسي تحت وابل المياه وسباب أمك... أما ما قبل ذلك ضبابي برأسي ...لذا عندما قلتي لي ما قلت ..أصابني الفزع ...أن أكون وصلت بانحداري للدرك الأخير من الانحطاط ... لأحاول التماسك دون فائدة لأنهار بعد سفركِ نازفا دمائي التي يبدو أنها غلت حتى فارت وفارقت عروقي نافرة مني كما نفرتي مني أنت "
ليرفع رأسه لوجهها المذهول عندما سمع صوت شهقتها الفزعة ليقول بسخرية :
" نعم صغيرتي ...لم أحتمل ابتعادك عني وأنت كارهة محتقرة لي ...فانهرت بعد سفرك مباشرة ونقلت للمشفى وأنا أنزف من أنفي وفمي ..ارتفع ضغطي بشدة لدرجة فجرت أوعيتي الدموية ... لكنهم أنقذوني وسيطروا على الأمر ووضعت تحت الملاحظة لمدة يومين ..وأيضا اكتشفوا وقتها أن الكبد عندي مصاب بالتهاب نتيجة شرب الكحوليات ..وان الأمر قد يدخل مرحلة خطرة إن لم أتوقف فورا ....
وحذرني الأطباء من الاستمرار بشرب الخمر ...أتعرفين وقتها قررت أن أتعالج من إدمانه وأتوقف فعلا ...ليس لكلام الأطباء ..ولا خوفا من الموت بحد ذاته..فالموت كان لفترة طويلة مطلبا أسعى إليه ...لكن خوفا من أن أموت وصورتي مشوهة بعقلك وقلبك ..فتلعنيني بدلا من أن تدعي لي بالرحمة ...خوفا من ألقى الله عاصي مرتكبا للكبائر دون توبة فألقى في جهنم فلا أقابل أهلي ولا أجاورهم بل أخلد في النار..لكن في الوقت ذاته لم أكن قادرا على تحمل فكرة أنني ارتكبت خطيئة الزنا ورغم أن شرب الخمر كبيرة كالزنا لكنها كبيرة ارتكبتها بحق نفسي لكن الزنا كبيرة تنال من أهلي وترد لهم يوما ....شعرت بالارتعاب ..أن أكون خنت ثقة رجل اعتبرني صديقه .. أن أكون فعلت ما سيرد لي يوما بواحدة منكن ...كدت أجن لأنهار بهستريا جنونية بين يدي أمك وأنا اخبرها بما قلته لي ...لتخبرني هي بما حدث ليلتها ... لأشعر بقليل من الراحة ...لكن فقط القليل ...لأنني وإن كنت بريئا من تهمة الزنا ...فما زلت مدانا بجريمة السكر وشرب الخمر ...ما زلت ناقصا لا يستحق نيل شرف أن يكون الأب والقدوة والمثل لأبنائه ...لم أستطع أن أطلب منك الغفران ..أو حتى أن أدافع عن نفسي ...لقد استغرقني الأمر شهورا طويلة من العلاج النفسي والعلاج من الإدمان حتى بدأت تقبل ما حدث لي ..وبدأت العودة للقليل من مسعد الذي كنته يوما ...لا أقول هو تماما فهناك شيء بداخلي كسر ولن يعود ...كما اعرف أن بداخلك شيئا كسر ناحيتي لن يعود يوما كما كان مهما حاولنا ... لكن كان لا بد من المحاولة ...على الأقل لأجل إخوتك ...حتى لا يكسروا مثلك ...حتى لا يفقدوا السند والقدوة ويتحولوا للكره والمرارة والرفض ....أتظنين أني لم أعرف انك كنت نافرة من كل الرجال ...لقد كنت أقف خلف هاتف أمك وهي تحدثك عبر وسائل الاتصال لأسمع صوتك دون أن أجعلك تريني ...رغم شوقي وتوقي لك ...لكن رفضك الدائم لرؤيتي أو حتى الحديث عني كان عقابي على ما اقترفته وما أقساه من عقاب لكني استحقيته ...حتى بعد أن تعالجت ...شعرت أني لا زلت مستحق للعقاب منك ...ولا استحق الغفران ...كلما سمعت صوتك الغاضب أو نفورك كلما حدثتك أمك عن العودة أو عن متقدم يطلب يدك أخبرتها عنه خالتك لأسمع النفور والكره والرفض بصوتك ..أشعر بألمي يتزايد "
ليزدرد لعابه بينما ينظر لعينيها الدامعتين يرى انقباض يديها وتشنجها حول مفرش السرير ..تصلب جسدها بينما تستمع إليه ...تنفسها الخشن بينما تحاول منع نشيجها دون فائدة ..ليزداد ألمه وتدمع عيناه وينكس رأسه وهو يمنع نفسه قسرا من الذهاب إليها وذرعها بأحضانه ...ليكمل بمرارة :
"عاما يجر عام ..وفى كل عام أمني نفسي بأنك ستبدئين بالغفران ...ستقبلين بالعودة ولو لأيام بدافع الشوق لأمك وإخوتك ..وعندها سأحاول أن أخبرك ...سأطلب سماحك ...سأعيد مد جسور الثقة بيننا ...لكنك لم تعودي ..لم تغفري ...لم تقبلي حتى العودة لأجل أمك وإخوتك" لينظر لعينيها الدامعتين وهو يضيف "أتعرفين ما الذي جعلني أفيق مما كنت فيه ...من حالة الرثاء والندم والذنب على ما فات... وعلى أهلي الذين ضاعوا للأبد "..لتنظر له بتساؤل
فيجيب :
"أنت وأخيك عبد الوهاب قبلك ...عندما أخبرتني أمك أن عبد الوهاب سيموت نتيجة إهمالي لعلاجه ...شعرت حينها بأني سأفقد البقية الباقية لي من أهلي ..تلك البقية التي كنت نسيتها في خضم حزني وانغماسي بالماضي ..لكن حادثة عبد الوهاب جعلتني انهار رافضا الحياة ...بينما ما حدث معك كان صفعة الإفاقة ...لأحارب شياطين نفسي ...لأذكر أن قضاء الله لا راد له ..وأن الرضا به واجب ..والاعتراض عليه ذنب لا يغتفر ذنب سيضيع مني باقي نعمه التي لم انتبه لها وأنا أظن نفسي خسرت كل شيء مع خسارة عائلتي ..لأنسي أن هناك عائلة أخرى هي امتداد لي ولهم يجب أن أرعاها حتى لا تضيع مني هي الأخرى ..وأنه بدلا من الاعتراض على قضاء الله يجب أن أدعوه أن يحفظ لي ما بقي لي ...وأن استغفره على ما سلف ...أن أتوب عن ذنوبي ...تقى أنا لا أقول لك أني لم أكن مخطأ ..بل أخطأت ...لكن ليس أبدا بالخيانة ..فانا لم أمس يوما امرأة غير أمك ...لكني خنت ربي بفعال شتى ..كالرشوة والخمر وكلاهما كبائر استغفر كل يوم بسببها ...عسى أن يقبل الله توبتي ..كما أستغفره لتفريطي بحقكم فقد خنت أمانته برعايتكم حتى كاد أخوك يضيع وأنت هربت من بين أحضاني وحمايتي ...لكني عدت يا صغيرتي ...عدت بعد أن تعبت من هجرك لي ..عدت بعد أن تحررت من كل ما مضي وكان يجعلني غير لائق بصفة الأب الذي تستحقين ...فهل أجد بقلبك مكانا لي ما زال محفوظا...مكانا يحمل بعض من حبك لي فيما مضى ..و يمكنك أن تغفري خطأ أبيك بحقكم وحق نفسه قبلكم ...ليتكسر صوته حزنا وألما وأملا وهو يكمل ...هل تعودين صغيرتي التي تحتمي بأحضاني وتلوذ بصدري ..وتطيع أمري ..هل ......."
لتقوم وترتمي بين أحضانه شاهقة ببكاء مرتفع ليضمها بقوة وهي تنزل على ركبتيها أمامها ليقف ويرفعها بين يديه يضمها بقوة وتضمه بشوق ..
لم تستطع الانتظار أكثر ..لم تحتمل نظرة الانكسار بعينيه ..نبرة الحزن بصوته ...لم تحتمل أن يتذلل لها وهو من كان دوما شامخا بعينها حتى حدث ما حدث ...لكنها رغم كل ادعائتها لم تكرهه ...لم تكن تهرب من لقائه نفورا وكرها بقدر ما كان ألما وغضبا منه لكسره صورته بعينيها ..وخوفا من سماح تعطيه له دون أن يستحق ...لكن الآن وبعد أن عرفت الحقيقة ...ورغم أنه أخطأ ...لكنها تراه يستحق منها السماح ..وهي أيضا تحتاج أن يسامحها ..فهي أخطأت ..أخطأت بالبعد دون أن تفهم ودون أن تسأل ...لم تفكر أن تواجهه ليعود عن طريق الخطأ ...نعم ليس الآباء فقط من عليهم أن يساندوا أبنائهم ليعودوا عن الخطأ بل الأبناء أيضا لكنها لم تفعلها ..فضلت الهرب والغضب..لتقول بصوت متحشرج:
" سامحني أبي"
...ليقبل رأسها بقوة و يقول بصوت خنقته غصة البكاء:
"بل سامحيني أنت صغيرتي"
..ليأتيهم صوت أمها من أمام الباب تقول بحشرجة بكاء:
"يكفي ...لن نتحدث بما مضى ...أمامنا العمر القادم لنعيشه كما ينبغي ..دون عتاب أو حزن ...هيا لقد جهزت الإفطار وقد برد أيضا واستيقظ القردين من لحظات ...اذهبي لتغسلي وجهك وتوقظي أختك لنتجمع معا على مائدة الإفطار ...فقد آن أوان أن نجتمع أخيرا "....
----------------

يتبع


رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:19 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.