آخر 10 مشاركات
صدمات ملكية (56) للكاتبة: لوسي مونرو (الجزء الأول من سلسلة العائلة الملكية) ×كــاملة× (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          في أروقة القلب، إلى أين تسيرين؟ (الكاتـب : أغاني الشتاء.. - )           »          صفقة زواج(103) -قلوب غربية- للكاتبة الرائعة: * رووز *[حصرياً] كاملة & الروابط * (الكاتـب : رووز - )           »          الدخيلة ... "مميزة & مكتملة" (الكاتـب : lossil - )           »          إغواء متنكّر (78) للكاتبة: Stefanie London *كاملة+روابط* (الكاتـب : *دلال* - )           »          عذراء الإيطالى(141)للكاتبة:Lynne Graham(الجزء1سلسلة عذراوات عيد الميلاد) كاملة+الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          رهاني الرابح (90) للكاتبة: سارة كريفن ...كاملة... (الكاتـب : silvertulip21 - )           »          دموع زهرة الأوركيديا للكاتبة raja tortorici(( حصرية لروايتي فقط )) مميزة ... مكتملة (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          الغيـرة العميـــاء (27) للكاتبة الرائعة: فـــــرح *مميزة & كاملة* (الكاتـب : فرح - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

مشاهدة نتائج الإستطلاع: ما هى توقاعتكم بالنسبة لموقف لأكرم
البقاء مع سارة 32 17.49%
البقاء مع هند 151 82.51%
المصوتون: 183. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree178Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-07-17, 12:25 PM   #191

عويشة

? العضوٌ??? » 335469
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,229
?  نُقآطِيْ » عويشة has a reputation beyond reputeعويشة has a reputation beyond reputeعويشة has a reputation beyond reputeعويشة has a reputation beyond reputeعويشة has a reputation beyond reputeعويشة has a reputation beyond reputeعويشة has a reputation beyond reputeعويشة has a reputation beyond reputeعويشة has a reputation beyond reputeعويشة has a reputation beyond reputeعويشة has a reputation beyond repute
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تسلمي الفصل رائع كالعادة اعتقد ان سامح هو الا طرق الباب واكيد حصل حاجة بسبب المشاكل الا عند بمشروعه ربنا يستر.
هند مسكينة لازم تستيقط من احلامها اكرم عند خطيبة وتركز على دراستها لانها هي الا راح تنفعها في مستقبلها وتنتشلها من الحياة الا عيشها من زوجة اب قاسية.
ياسر لازم يعرف ان كل النسوان مش زي بعض في الجيد وفي السيء.
مشكورة اختي وبانتظارك.


عويشة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-07-17, 08:46 PM   #192

نرم 11

? العضوٌ??? » 385292
?  التسِجيلٌ » Nov 2016
? مشَارَ?اتْي » 311
?  نُقآطِيْ » نرم 11 has a reputation beyond reputeنرم 11 has a reputation beyond reputeنرم 11 has a reputation beyond reputeنرم 11 has a reputation beyond reputeنرم 11 has a reputation beyond reputeنرم 11 has a reputation beyond reputeنرم 11 has a reputation beyond reputeنرم 11 has a reputation beyond reputeنرم 11 has a reputation beyond reputeنرم 11 has a reputation beyond reputeنرم 11 has a reputation beyond repute
افتراضي

قريت الروايه الاولى لك كانت خورافيه مرره حبيتها مرررره
وقريت كمان متابعه معك الروايه دي
سامح عااشق لماهي ولكن مو حاس بنفسه
تقي وياسر واضح جداا انوا هم عيال خاله لكن ي ترى هل ياسر الي مافهم
رساله امه او امه اصلا ماخانت ابوه يمكن انه ذي مشاعرها قبل ماتزوج ابوه
اخو ماهي مدحت اناني ليش يتركها وامه مسافره
لك ودي 🌹


نرم 11 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-08-17, 02:03 AM   #193

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رغيدا مشاهدة المشاركة

الرائعة أم زياد الداعمة لى بكل مكان وجودك مصدر سعادة كبرى لى ....تسلمى سعيدة جدا بوجودك معى
انا الاسعد ياحبيبتى بمعرفتك واتشرف بقرأة رواياتك تسلمى يارب


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 01-08-17, 07:44 PM   #194

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عويشة مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تسلمي الفصل رائع كالعادة اعتقد ان سامح هو الا طرق الباب واكيد حصل حاجة بسبب المشاكل الا عند بمشروعه ربنا يستر.
هند مسكينة لازم تستيقط من احلامها اكرم عند خطيبة وتركز على دراستها لانها هي الا راح تنفعها في مستقبلها وتنتشلها من الحياة الا عيشها من زوجة اب قاسية.
ياسر لازم يعرف ان كل النسوان مش زي بعض في الجيد وفي السيء.
مشكورة اختي وبانتظارك.
تسلميلى عويشة ...فعلا سامح احد الموجودين بالباب لكن ما حدث به سنعرفه الفصل القادم ...هند بالفعل مسكينة فاليتم صعب ...ياسر محتاج ضربة قوية تفوقه حنشوف اذا كان ممكن يفوق بيوم او لأ ..تسلمى حبيبتى سعيدة بوجودك


رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-08-17, 07:48 PM   #195

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نرم 11 مشاهدة المشاركة
قريت الروايه الاولى لك كانت خورافيه مرره حبيتها مرررره
وقريت كمان متابعه معك الروايه دي
سامح عااشق لماهي ولكن مو حاس بنفسه
تقي وياسر واضح جداا انوا هم عيال خاله لكن ي ترى هل ياسر الي مافهم
رساله امه او امه اصلا ماخانت ابوه يمكن انه ذي مشاعرها قبل ماتزوج ابوه
اخو ماهي مدحت اناني ليش يتركها وامه مسافره
لك ودي 🌹
تسلمى يا رب سعيدة أن الجزء الأول عجبك ...سامح معجب بماهي لكن لم يصل لدرجة العشق بعد فهو يتحكم بقوة بمشاعره ..كما انه يرفض هذا الاعجاب ويحاربه ....فعلا تقى وياسر ولاد خالة ..حنشوف ايه حيحصل معاهم ...مدحت ضايع ..قد يكون سفره فائدة له لنه لن يفيد اخته بوضعه ..سعيدة بوجودك ومشاركتك


رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-08-17, 04:54 PM   #196

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

إحم إحم الفصل القادم سيكون برعاية الحلة المحروقة ...بس للأسف مش حلة حد من الأبطال حلتى أنا الله يرحمها اللى نستها على النار لما بقت فحمة من غير ما أحس وأنا بكتب فى الفصل ..لولا الدخان كان زمان البيت اتحرق وأنا مندمجة ..لا وايه شامة ريحة الشياط وأقول لنفسي من الغبية اللى بتطبخ بعد نص الليل وكمان بتشيط الأكل ههههه

رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-08-17, 02:04 AM   #197

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل القادم برعاية ....الكرشة ...والكوارع ...والممبار ..وسلملى على بحة وعبده تلوث ..ودى صور الأكلات للى ميعرفهاش





رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-08-17, 09:14 PM   #198

rontii

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية rontii

? العضوٌ??? » 289729
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 20,876
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ﻻ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
افتراضي

صورة تقى الخالة




rontii غير متواجد حالياً  
التوقيع














رد مع اقتباس
قديم 04-08-17, 09:34 PM   #199

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل حينزل حالا يا بنات لأنه حسافر كمان شوية حرجع بكرة بالليل ..أتمنى ارجع القاكم مفرحنى بالتعليقات

رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-08-17, 10:10 PM   #200

rontii

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية rontii

? العضوٌ??? » 289729
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 20,876
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ﻻ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
افتراضي


الفصل السادس


انتفض من غفوته التي لا يعرف كيف انساق إليها ، ليستفيق قاطبا وهو ينظر حوله محاولا التركيز في الصوت المرتفع الذي ايقظه ...يبدو انه صوت انصفاق الباب الخارجي ، لم يكد يعتدل على فراشه حتى وجد باب غرفته يفتح بعنف بينما يدلف والده للداخل بوجه متجهم وهو ينظر له بغضب ليسأله بحدة:
"لماذا تركت عملك فجأة.. وخرجت دون إذن ..كيف تتصرف بهذا الاستهتار "
لينزل قدمه التي ما زال يرتدي حذائه بها من فوق الفراش ويعتدل جالسا أمام أبيه وهو ينظر له ببرود بينما يجيبه :
" شعرت بضيق واختناق ..ولم استطع أن اكمل عملي فغادرت "
ليتشيط أبيه غضبا من أسلوبه ألا مبالى وكلماته فترتفع وتيرة صوته أكثر وهو يهتف هادرا :
"أتظن العمل لعبة؟. .أم تظن نفسك طفلا تلهو؟!! ..أم تظنها تكية بلا صاحب تعبث بها كما تشاء؟!! ..أتظن كونك ابني سيشفع لك إهمالك.. وتقصيرك.. وعبثك ؟!!...ليكن بعلمك تم خصم اليوم وتوقيع جزاء عليك وإضافة لفت نظر بملفك الوظيفي ..ولتعلم يا ابن اشرف ..إن لم تكن تعلم ..إن اقصى ما يسمح به لدينا هو إنذارين ..والثالث يتم فصلك تماما ..ولن تكون استثناء !!..بالعكس كونك ابني يجبرني أن اطبق عليك القوانين واللوائح بصورة اقسى ..من الممكن أن أتغاضى عن هفوة أي أحد لكن ليس أنت .!!.لن اسمح أن يقال أن أشرف يحابي ابنه ..ويستغل منصبه ..لن أضيع سمعتي لأجل استهتارك "
كان ينهت بقوة ...مما لفت نظر ياسر ..فقام واقفا أمام أبيه ليطلب منه بقلق حاول مدارته تحت نبرة برود كاذب أن يهدأ ويجلس ..لكن أشرف الذي كان غاضبا بصورة لم يره عليها من سنوات رفض الاستجابة وهو يصرخ به قابضا كفه ومشيرا بسبابته بوجهه :
" أنا لن أسألك عن أسباب فعلتك !!! لكني أحذرك ياسر ..لا تدفعني لفعل لن يرضيك ..أو يرضيني "
ليدير ظهره له متجها للباب ليوقفه سؤال ياسر مكانه متسمرا على باب الحجرة.. قبل أن يستدير إليه بملامح ذاهلة وهو يسأله ماذا قلت ؟؟؟!!!
ليستنشق ياسر أنفاسه بعمق.. قبل أن يكرر سؤاله وهو يحدق بعيني أبيه:
"ماذا بينك وبين سكرتيرة خالد الراوي ؟!! ما طبيعة علاقتك بها ؟؟!! أو لأكن اكثر وضوحا.. إلى أي مدى وصلت علاقتك بها.. فأنا واثق من وجود علاقة بينكما ؟!! وما رأيته اليوم بعيني هو أكبر دليل ؟!!!
ليظل أشرف محدقا بملامح ابنه للحظات لتتحول ملامح الذهول بوجهه لتعجب حائر قبل أن يغلفها بغموض وهو يرفع حاجبه وهو يسأله بهدوء خادع :
"وما الذي رأيته بالضبط بعينيك وجعلك تبني عليه يقينك هذا بوجود علاقة ما بيننا "
لينتفض عرق بفك ياسر بينما يطحن أسنانه ومشهد أبيه يكاد يحتضنها يعود لمخيلته فتتهدج أنفاسه ...وتتجمع الدماء هادرة بأوردته لتزحف حمرة الغضب لملامحه بينما يجيب من بين أسنانه المطبقة :
"أنت تعرف جيدا ما رأيته !!..لقد كانت تداعب وجهك ..بينما أنت تكاد تحتضنها بين يديك ..وليست المرة الأولى التي الحظ هذا التقارب والتباسط بينكما ..ولست أنا فقط ...لقد سمعت الكثير من الكلمات التي تلقى عن كونها مقربة منك.. وكونك تدعمها ..وجعلتها تتخطى الجميع.. لتحصل على هذا المنصب "
ظل أشرف ينظر لعيني ياسر للحظات طويلة بصمت لدرجة أشعرته بمزيج من القلق والترقب والاختناق ..خاصة مع ملامح أبيه الغامضة ..التي لا يستطع أن يستشف منها شيئا.. قبل أن يتحرك والده ناحية المقعد المجاور لمكتبه بجانب الحجرة فيجلس عليه بهدوء ناقض تلك الشعلة التي لمحها ياسر تتقد بعينيه.. والتي زادت من شعوره بالقلق والترقب وهو ينتظر رد أبيه ..الذي أطال أمده ..لدرجة جعلته يختنق.. ويكاد يصرخ به أن يجيبه.. فحاول مداراة مشاعره بالتوجه لدورق الماء الموضوع بجوار الفراش ليشرب منه بظمأ دون أن يعبأ حتى بملأ الكوب المجاور له ..ليضعه بعدها بحدة ..قبل أن يجلس على الفراش مواجها أبيه .. مسندا كوعيه على ركبتيه ومشبكا أصابعه معا بينما ينتظر أن يخرج أباه عن صمته ليسمعه أخيرا .. يسأله بهدوء مغلف بنبرة جليديه :
" وماذا كان ردك عليهم "
ليقطب ياسر بعدم فهم وهو يسأله :
"على من "
ليجبه أباه بهزء:
"على من رمى أباك بالتهم والأقاويل، ومن خاض بسمعته على مسمع منك يا ابن السلمي "
ليقطب ياسر وتهتز حدقتيه بتوتر.. وهو يتهرب من عيني أبيه بينما يجيبه:
" لم يخض احد بسمعتك أبى.. ولا يجرؤ احد على فعلها أمامي ..لم تكن كلمات صريحة ..بل.."
ليقاطعه أبيه ببسمة ساخرة :
" بل مجرد كلمات خبيثة.. مقصودة.. تلقى لأذنيك بصورة عابرة ..على هيئة تحذير.. أو نصيحة ..أن تنقذ أباك العجوز الخرف ..من براثن فتاة شابة ..تصغره بأكثر من نصف عمره.. وتصلح لتكون إبنة له ...بل أنها اصغر حتى من عمر ابنه ....وبدلا من أن يثور الابن ... ويعيد تلك الكلمات لحلوق قائليها ...تلقى صدى بعقله الضيق .. المليء بالعقد والهواجس ، لدرجة تجعله يفسر كل ما يراه حسب ظنونه المريضة "
حاول ياسر مقاطعة أبيه لكن أشرف رفع يده بحدة مانعا إياه وهو يكمل بصوت ارتفعت وتيرة نبراته :
" إياك أن تقاطعني ..تُرى هل أخبرك هؤلاء الناصحين عن السبب الذي سيدفع فتاة شابة ..جميلة .. صغيرة .. كتقى للتلاعب بعقل أبيك الخرف ..هل تطمع بأمواله الغير موجودة مثلا؟!! .."
ليزدرد ياسر لعابه ..بينما يغشى عينيه التي يهرب بهما من النظر لأبيه الحيرة والتخبط وهو يجيبه بارتباك :
"لقد شاهدتكما آآ .."
ليقاطعه أشرف هادرا بينما ينتفض واقفا من فوق كرسيه :
"شاهدت ماذا يا اعمى البصر والبصيرة؟!! ..شاهدت فتاة تحاول مساعدتي على وقف نزيف انفي الذي تسببت به بدون قصد.. عندما ارتطمت بي وهى تستقيم من أمام آلة النسخ دون أن تنتبه اني اقف ورآها... أرى ما مشكلتها مع الآلة ..فتدخل أنت خالقا من موقف عفوي غير مقصود... قصة حمقاء تتناسب مع خيالاتك وهواجسك المريضة ...أي قذارة تلك التي تملأ عقلك ؟!!..بل أي قذارة تلك التي تظنها بأبيك؟!! لكي يغري فتاة اصغر منك!! ..وليست أي فتاة !!..بل فتاة ولدت على يديه ..كنت أول من حملها!! ..كنت أنا من كبر بأذنها لحظة أخرجوها من غرفة الولادة!! فوالدها كان مسافرا وحضر بعد ولادتها بعدة ساعات " ..
لتتسع عيني ياسر بشدة مع كلمات أبيه الهادرة بينما يفتح فاه ذاهلا ويقول بتشوش وحيرة :
" ماذا؟؟!! ماذا تعني بأنك أول من حملها عندما ولدت ..هل! ..هل أنت صديق لأبيها ؟!! ألهذا تساعدها و تبدو مقربا منها ؟!!"...
لينظر له أشرف بتقطيبه.. ووجهه تبدو عليه معالم التفكير بينما يدمدم :
" يا الهي!!! ..أنت حقا لا تعرف من تكون هي ؟!! أحيانا كنت أتساءل ؟؟هل لا تعرفها فعلا؟ ..أم تتجاهلها متعمدا ؟!! ...ليهز رأسه بسخرية بينما يتحرك خارجا من باب الحجرة وهو يحدث ياسر من خلف ظهر قائلا بسخرية حزينة:
" لا تخشى على أبيك يا ياسر ...فلم يفقد عقله وأخلاقه ليغازل فتاة تصغر ابنه عمرا .. و تقربه رحما "
لتزداد تقطيبة الحيرة على وجه ياسر.. وقبل أن يسأل أباه عن ما يعنيه وهو يلحق به وجده توقف أمام باب حجرته ليضيف وهو يدير له رأسه بانحنائه جانبية طفيفة دون أن يلتف إليه :
"آه وعندما يحاول أحدا أن يشكك بأخلاق تقى بعد ذلك ..أعد كلماته لحلقه ..فالطعن بأخلاقها وشرفها يمسك كما يمسها "
ليجفل ياسر على صوت انصفاق باب حجرة والده بوجهه ..ليتسمر مكانه بمنتصف الصالة بينما يموج عقله بالحيرة والتساؤلات .. دون أن يجد لديه الجرأة على محاولة اللحاق بأبيه وطلب التوضيح منه ..فهو يشعر بالخزي مما قاله له ...ويشعر انه جرحه بشدة ..وملامح الألم التي لمحها تقلص جانب وجهه قبل أن يغلق بابه جعلته يخشى من تبعات أي انفعال زائد عليه .... ليفكر انه يجب أن يعرف إجابة تلك التساؤلات لكن من مصدر مشاكله نفسه....
------------------------
كانت تتقلب بنزق بفراشها الضيق ..تضغط الوسادة فوق رأسها في محاولة فاشلة لكتم الأصوات العالية التي تتعمد زوجة أبيها افتعالها صباحا ...لتزفر بضيق وهى تلقي الوسادة وتستقيم جالسة متربعة فوق الفراش بينما تدمدم بغيظ :
"لا فائدة!!حتى ساعتي النوم التي منيت نفسي بهما بعد اعتذار الدكتور عن المحاضرة الأولى ..أبت نبيلة أن تهنيني بهما .."
لترفع إصبعيها السبابة لفوق بينما تطبق باقي كفيها أمام وجهها وهى تدعو بضيق :
"حسب الله ونعم الوكيل بك يا نبيلة التي لا يمت النبل لك بصلة ..اللهي يأتيك ويحط عليك يا بعيدة ..اللهي تذهبي لشراء الفول فيسقط عم عبدة قدرته على رأسك وتكون ممتلئة وساخنة ..أو يخبطك عم شحاته وهو يخرج بعربته الكرو بعد أن يعض حماره مؤخرتك السمينة ..أو يأخذك قطار المترو بأحضانه ..أو أو ..أممم سأفكر في ميتات أخرى بعد أن أغتسل"
...لتنفض عنها غطائها المهترئ ..وتنهض لأخذ فرشاة أسنانها التي تحفظها لديها حتى لا يستخدمها إخوتها كالعادة ..وتضع فوقها رشة من البيكربونات من كيس صغير بدرج مكتبها الصغير ..فشراء معجون الأسنان ترف لا تستطيع أن تتحمله حاليا ..لكنها لن تترك فمها دون غسيل لذا تتصرف بالمتاح .... لتحمل بعدها فوطة صغيرة وتخرج بثوب نومها الذي بهت لونه فأصبح يصعب تحديد إن كان وردي باهت أو ابيض غامق ..كانت تحاول أن تمرر أصابعها بتشابكات شعرها الذي تشعر أنه أشبه بالأسلاك الشائكة لتتنهد بضيق وهي تخرج مغمضة نصف عينها... ومتذكرة سلاسل الذهب التي تنسدل على كتفي سارة ..لتفيق على ارتطام كتفها بنبيلة التي تجر بيدها شقيقها الأوسط حسن من ياقة قميصه.. كما لو كانت أمين شرطة يجر لصا أمسك به بأتوبيس نقل عام :
لتعاجلها نبيلة بصراخها الذي جعلها تهز رأسها وهى تدعك بإصبعها أذنها التي كاد صراخها يتسبب بصممها :
"هل أنت عمياء ..افتحي عينيك وانظري أين تسيرين ..لقد فرمت قدمي "
لترفع هند حاجبها وهي تمرر نظراتها من نبيلة لنفسها والعكس... ناظرة لفرق الحجم بينهما.. فنبيلة ضخمة وممتلئة وطويلة القامة مما يجعلها جوارها أشبه بعصفور بجوار غوريلا ..لتزفر بعمق وهى تقول :
"اللهم طولك يا روح ..صباح الخير يا نبيلة ..لما الشجار على الريق ..ولماذا تمسكين حسن هكذا "
لتنفجر صارخة بوجهها كما لو كانت هي السبب بكل مصائب الكون :
" أخيك الفاشل لا يرغب بالذهاب للمدرسة ويدعي المرض ..وطبعا أنت لا تهتمين ..فلا تريدين لهم أن ينجحوا ..ترغبين أن يفشلوا لتكوني أنت الفالحة الوحيدة بينهم ..."
أخذت تكمل ثرثرتها الصارخة والمتهمة إياها بكل ما يحدث ..بينما تجاهلتها هند واتجهت للحمام ولسان حالها يقول ..لا فائدة كذبت الكذبة وصدقتها ..لتصفق الباب ورائها حتى تنهي طقوسها الصباحية ..خرجت بعد دقائق لتجد حسين جالسا على أحد كراسي الصالة مطأطأ الرأس.. بينما وصلها صوت دمدمات وخبطات نبيلة من المطبخ ...فاقتربت بهدوء من أخيها وركعت أمام كرسيه ..ورفعت وجهه إليها.. لتجد عيناه ممتلئة بالدموع ..مما ملئ قلبها بالحزن والشفقة لأجله.. لتجد نفسها تجذبه إليها لتضمه لصدرها بحنو... رغم ممانعة بسيطة منه سرعان ما خبت ..لتسأله بصوت هامس بجوار أذنه عن سبب عدم رغبته بالذهاب للمدرسة وتغيبه عنها ..لتنطلق حشرجات بكاء يكتمه بصعوبة وهو يخبرها بصوت متقطع:
"المدرسة هناك تضربني كل يوم.. وتسخر مني وتجعل زملائي يسخرون مني "
لتقطب هند وتسأله بغضب مكتوم :
"أي مدرسة هذه ..ولماذا تفعل ذلك "
ليجبها بحزن وسط نشيج متقطع :
" الأستاذة عبلة ..مدرسة الحساب ..التي تقيم على أول شارعنا ..وتعطي دروس بمنزلها ..ومن لا يذهب لديها بالدرس تتقصده بالفصل ..وأمي رفضت أن آخذ درس لديها لأننا لا نملك ما يكفي لدفع ثمنه ..كما إنها تقول أختكم كانت تنجح بلا دروس وانتم يجب أن تكونوا افضل منها... وضربتني وهي تردد تريد درس وأنت بالصف الخامس الابتدائي.. فماذا أعطيك بالشهادات والثانوي ..كما أنها تقول أن الأستاذة عبلة هذه غبية كأمها "
ليخفض صوته أكثر ويميل على هند قائلا:
"أمي تكره أمها لأنها كانت تعرفها ..وتشاجرا معا مرة بالشارع "
لتلوي هند فمها وهي تحدث نفسها – وهل أبقت امك أحدا لم تتشاجر معه ..إنها ماركة الشجارات المسجلة لنساء الحي –
لتسمعه يكمل بخفوت :
"أمي تقول عليها لا تفهم شيئا .. وتجمع الأطفال لديها لجمع المال من ذويهم دون داعي.. وأخذت تردد هذا الكلام أمام الجميع بالشارع ...ويبدو أن الأستاذة عبلة سمعت شيئا عن كلام أمي عليها فأصبحت تتقصدني أكثر .. وانا لأني ضعيف بالحساب كثيرا ما أخطئ بحل الواجبات ..فأصبحت لا تكف عن ضربي ..وتذنيبي.. وانزال العقوبات بي ..والسخرية مني .. ..وامس لم استطع حل الواجب ..لذا لا أرغب بالذهاب حتى لا تضربني.. وتجعلهم يسخروا منى ككل مرة .. لقد كرهت المدرسة "
لتضمه هند إليها وهى تقول له بهدوء:
"اسمع يا حسن ..لو أن الإنسان كلما واجهته مشكله هرب لن يستطيع أن ينجح بحياته ..لذا بدلا من الهرب لنجد حلا للموضوع"
لينظر لها بحيرة سائلا:
"كيف ؟!! لا أفهم "
لتقول له بصوت خافت وبسرعة قبل أن تعود نبيلة التي شعرت أنها قاربت على إنهاء ما تفعله وخاصة أنها تعي مدى كره نبيلة لأى تقارب بينها وبين أشقائها:
سأحاول أن افرغ لك نفسي ساعة كل يومين أو ثلاثة في الأوقات التي تذهب بها امك لزيارة بيت جدتك لأراجع معك الحساب ..كما سأذهب أنا لعبلة وأتفاهم معها حتى تكف عن مضايقتك ..ولن اخبر امك بشيء "
قالتها وهي تربت على كتفه مهدئة عندما لاحظت ملامح القلق على وجهه .. وخاصة مع التفاته كل دقيقة للخلف للتأكد من عدم وجود أمه ..وقبل أن تتركه متجهة لحجرتها وجدته يشد يدها لتلتفت إليه لتجده يرمي نفسه عليها محتضنا إياها بقوة ..لأول مرة وهو يقول بصوت مختنق :
"أنا احبك كثيرا هند ..لكن لا استطيع أن أخبرك أو أقترب منك حتى لا تضربني أمي "
لتترقرق الدموع بعينيها شفقة على حالها ..وحال إخوتها التي تسببت أمهم بقطع الروابط وإثارة الفرقة بينها وبينهما ..لتربت على شعره بحنو ..وما أن رفعت يدها حتى فاجئهما صوت نبيلة سائلا بتوجس ونظرات متهمة :
"هل ما زلت واقفة هنا مع حسن منذ خرجت من الحمام ؟!! ماذا كنتم تقولون؟!!"
قالتها بحدة جعلت شقيقها يجفل وشعرت بارتباكه وابتعاده عنها خطوة ..وقبل أن تفتح فمها لتخبرها أن من حقها أن تحدث أخاها كما تشاء... فوجئت بحسن يقول بارتباك:
" لا شيء كنت احكي لها عن رؤيتي لجارنا المهندس سامح وانا اشتري الفول مبكرا مستندا على رجل آخر ..وغير قادر على المشي ..و يبدو كما لو كان قطارا قد مر فوقه ..فوجهه ملئ بكل الألوان وذراعه وساقه ملتفة بالشاش ... وملابسه ممزقة "
لتصاب هي بذهول قلق بينما تسمع نبيلة التي أخذت تحرك فمها يمينا ويسارا باستهزاء ..
"لابد انه كان يتشاجر ..طوال عمره فتى سليط اللسان ولا يكف عن المشاكل "
لتتركها هند تكمل هزرها بينما تندفع لحجرتها لترتدي عباءة سوداء وتخرج مندفعة إلى الشقة العلوية لتطمئن على ابن جيرانها...
----------------
ما أن وصلت لأعلى حتى فوجئت بالباب مفتوح وهناك العديد من نساء ورجال الحي لديهم ..يبدو أنه جميعا جاءوا للاطمئنان على حالة سامح ..لتجد أكرم وأبيه يطمئنوهم بانها مجرد حادثة بسيطة وأنه أصيب فقط ببعض الرضوض وسيصبح بخير بعد أن يستريح لبعض الوقت... ويعتذرون منهم بأنه نائم بعد أن تناول دوائه ..لتدخل مقتربة من أمه الباكية ..والتي كانت رغم انتفاضتها وبكائها وتربيت النساء عليها تكرر.. نفس كلمات زوجها ..ليخرج المتواجدين بينما يحضر آخرين بعدهم ..فيبدوا أن كل من يعرف بالأمر يحضر للسؤال والمؤازرة ..ليلمحها أكرم بعد خروج معظم المتواجدين واقفة بجوار أمه ..فيقترب منها سائلا:
"هند ؟!! لماذا لم تذهبي للكلية حتى الأن "
لتخفض عينها بحرج وهي تجيبه:
المحاضرة الأولى أُجلت ..وسأذهب بعد قليل ..سمعت أن سامح مصاب فجئت لأطمئن "
ليزفر أكرم بإرهاق ..ظهر جليا بنبراته و هو يشكرها مخبرا إياها ما اخبر به الباقين ... وطالبا منها أن تسرع بتغير ملابسها والذهاب للكلية حتى لا تتأخر ..فتحرك رأسها بموافقة خجلة بينما تسلم على والديه عائدة لشقتها بالأسفل ....
--------------------------
كانت تحاول كتم ضحكاتها بصعوبة على مناوشات ابن خالها وزوجته المستمرة ..خاصة أن همس مصرة على العودة للعمل ..وهو مصر على أن تبقى مستريحة لأسبوع آخر ..
لتنمحي ابتسامتها مع صرخة همس الناقمة وهي تهتف:
" خاااالد أنا لا أطيق الجلوس بالمنزل بلا عمل.. ولا هدف ..سيقتلني الملل .. حقا لا أعرف كيف يمكن أن يطيق مخلوق البقاء دون أن يفعل شيئا بيومه ..أنا حتى اذا حاولت دخول المطبخ منعتني ماما سمية بنفس ذريعة عدم إرهاق نفسي ..وانها والخدم يقومون بكل شيء ..إنني لا اجد شيئا افعله وأكاد أجن ..فدعني أعد للعمل ولو لبعض الوقت ..واعدك أن لا اجهد نفسي "
كانت كلمات همس تدور بعقلها بينما تستمع بشرود لمهادنة خالد لها ووعده بأخذها غدا لبعض الوقت معه ..لتجد نفسها تهتف فجأة :
"خالد أنا ارغب بالعمل "
ليسود الصمت على المائدة بينما تقول سمية بهدوء:
"حبيبتي أنت لا زلت متعبة والأفضل أن .."
لتقاطعها هي بهدوء:
"لقد أصبحت بخير خالتي ..حتى الضمادة أزلتها ..كما أن همس معها حق الجلوس بلا هدف ممل وقاتل ..وأنا من فترة أفكر أن أعمل لكني لا اعرف كيف وأين ابحث "
لتهتف همس مشجعة إياها :
"أحسنت ماهي ...فعلا يجب أن تعملي وتثبتي ذاتك "
ليسألها خالد بهدوء :
لقد تخرجت بتقدير جيد من قسم إدارة الأعمال بالجامعة الأمريكية منذ عام ونصف تقريبا ؟!! أليس كذلك ؟!!"
لتومئ برأسها موافقة بينما يقطب هو مفكرا قبل أن يلتفتوا لهمس التي صفقت بكفيها فجأة مهللة وجدتها!! ... ليرتفع حاجب خالد ويعوج فمه ببسمه تتراوح بين المرح والسخرية سائلا:
" ما هي يا عبقرينو"
لتقطب حاجبيها مكشرة بوجهه بينما تتابعها هي وزوجة خالها مبتسمتين لشقاوتها وروحها المرحة وهي تجيب بنزق كالأطفال :
" لا تدعوني بذلك !! سأموت لأعرف من فتن لك وأخبرك بهذا الاسم الغبي.. الذى اطلقه على محمود ..لابد انه هو!! ..سأعلقه على باب المكتب وامنعه من زيارة خطيبته عقابا له "
لتلتفت ناحيتهم وهي تضيف :
"على كل حال دعكم منه ..لقد سمعت من فترة بسيطة سمر خطيبة زميلي بالمكتب محمود ..والتي تعمل بقسم العلاقات العامة تشتكي بأن زميلتها بالقسم ستتزوج.. وتهاجر مع زوجها للخارج ..وانها منذ قدمت إنذارا بترك العمل خلال شهرين كما تنص شروط التعاقد وهي تهمل عملها وتترك اغلب العمل عليها ...رغم أن سمر نفسها ستتزوج قريبا !!!..في الحقيقة لقد قاربت هي ومحمود على التخليل من طول الخطبة "
لتشيح بيدها مستدركة :
"المهم!! انه سيكون هناك عجز بقسم العلاقات العامة وخاصة أن سمر ستأخذ هي أيضا إجازة زواج لأسبوعين بعد شهر تقريبا ..لذا سيحتاجون لأعضاء جدد بفريق عملهم "
لتلتفت لخالد سائلة ما رأيك خالد أن تعمل معهم ماهينار ..حيث يدربوها خلال الفترة القادمة حتى يمكن أن تحل محل تلك التي قدمت إنذار بترك العمل ."
لتنظر ماهي لخالد المطرق بمزيج من الأمل والترقب ..دون أن يخلو الأمر من قلق ..أن يكون رافضا لعملها لديه... وهي بذلك تحرجه ..لتحاول رفع الحرج عنه وهى تقول :
"ليس بالضرورة أن اعمل لديك.. بإمكاني أن أبحث عن عمل بأماكن أخرى فلدي بعض المعارف ال..."
ليقاطعها خالد وهو ينظر إليها ويبلغها بصوت جاد:
" بل ستعملين معنا طالما ترغبين بالعمل.. و هناك مكانا شاغرا يتناسب مع مؤهلك ...لكنك ستكونين تحت الاختبار لمدة شهرين ..الشهر الأول سيتم تدريبك والثاني اختبارك بالعمل ..وان اثبت جدارتك سيتم تثبيتك ..أنا لا أحابي أحدا ..وبإمكان همس أن تؤكد لك ذلك "
لتصفق همس ثانية بسعادة وهى تهتف :
" نعم نعم ..صدقيه ماهي ..إنه ديكتاتور حقيقي بالعمل ..أنا سعيدة لأن ستكونين معنا "
ليقاطع صخبها رنين هاتف خالد ..
...
كان على وشك إنهاء إفطاره الصاخب بصخب حبيبته عندما رن هاتفه مضيئا باسم أكرم ..مما أقلقه ..فليس من عادة اكرم مهاتفته صباحا .. ليقف مبتعدا قليلا وهو يفتح الخط بتحية قلقة ليأتيه صوت اكرم مجهدا ..وهو يبلغه بما أصاب سامح باختصار... طالبا منه إبلاغ همس وطمأنتها ..وإحضارها اليهم لتطمئن بنفسها ..حتى لا تهاتف هي والدتهم كعادتها اليومية ..وتصاب بالهلع
وربما تتهور كعادتها .. ليزفر خالد أنفاسه بقلق وهو يخبر أكرم أنهم سيكونون لديهم خلال ساعة "
وما أن التفت حتى وجد والدته خلفه والتي لاحظت ملامحه المكفهرة فسألته عن ما حدث ..ليخبرها ما اخبره به أكرم عن إصابة سامح ..لتنقبض ملامحها بقلق... وهي تدعو له بالشفاء وتخبره أنها ستذهب هي أيضا لعيادته ..ليطلب منها أن تبقى حتى يطمئن هو... وحتى لا تشك همس في شيء أن ذهبت معهما ..فهي كانت ستذهب اليهم اليوم بكل الأحوال ..لتطمئن على والدها المصاب بنزلة برد ..وسيقنعها بأخذها معه أثناء ذهابه للعمل بحجة أنه يرغب بالسلام على والدها قبل ذهابه ..وبعد أن يفهم تفاصيل ما حدث ومدى إصابة سامح سيهاتفها لتلحق بهما وإن كان الوضع مقبولا فبإمكانها اصطحاب ماهي معها حتى لا تضايق أن تركت وحدها ...
----------------------
كان جالسا على كرسي بجوار الفراش يشاهد أكرم بينما يقوم بإنهاء التعقيم والتغير على جروح أخيه بينما أخذ سامح يهتف نزقا :
"خف يدك قليلا ..هل هذه يد جراح أم جزار ينتقم من ذبيحة"
ليحدجه أخاه بغضب وهو يهتف من بين أسنانه :
"هلا أغلقت فمك ورحمتني من سماع صوتك قليلا ..لولا اننى لا أجد بك مكانا سليما لقمت بضربك بنفسي ضربا مبرحا ..على تهورك.. وحماقتك التي كادت تودي بك للهلاك "
ليهتف سامح بحدة :
"ماذا يا أكرم؟؟!! أكنت تريديني أن أبيع ضميري؟؟!! أم أغمض عيني وادع انني لم اعرف شيئا ...لست مرتشي ولا جبان لأقبل بأيهما "
ليرد عليه اكرم بحدة :
"لم أطلب منك أن تكون هذا ولا ذاك أيها الأحمق ...بل تستعمل هذا "ليشير لرأسه المضمد بضيق "
ليضيف بغضب:
"لم يكن يجب أن تذهب كشجيع السينما ..فاردا عضلاتك ..ومهددا إياهم بالويل والثبور وعظائم الأمور ...بل تأخذ أوراقك وإثباتاتك وتذهب للإبلاغ فورا ..دون مواجهات دامية "
ليرد سامح بنزق :
"وهذا ما فعلته بالفعل "
لقاطعه أكرم ساخرا :
"آه نعم ..بعد ماذا ..بعد أن ذهبت أولا وتشاجرت وكشفت أوراقك أمامهم ..وأخبرتهم أنك ستبلغ عنهم ..ليسارعوا بإرسال ثلاث من رجالهم ليقتلوك في مقر سكنك ..ولولا مجيء سعيد في الوقت المناسب وتجمع بعض الجيران على أصوات الشجار لكانوا تمكنوا منك والقوا بك من الشرفة أو قتلوك :
ليصدر سامح صوتا ساخر من حلقه وهو يجيب بتفاخر:
"من هذا الذي كادوا يقتلوه ؟!! رغم كونهم ثلاث بغال من الحجم الثقيل ..لكن أخيك قد طحنهم طحنا ...أنسيت أنى كنت بطل الجامعة بالملاكمة ...ولولا تلك الزجاجة التي ضربني بها احدهم على رأسي من الخلف فأصابتني ببعض الدوار ..لم يكونوا ليستطيعوا أن يضربوني ..لكنهم أخذوني غدرا"
ليعارضه أكرم بنزق :
"يا أخى افهم!! الكثرة تغلب الشجاعة وأمثال هؤلاء تحاربهم بالمكر والحيلة ..لا بالعضلات "
ليعتدل خالد طالبا منه تركه مع سامح قليلا ...والذهاب للاطمئنان على همس التي اجبروها على الاستراحة بعد حالة الهستيريا التي أصابتها عند رؤيتها لشقيقها ..ولم تهدأ حتى أخذ سامح يمازحها وبعد أن أقسم أكرم لها انه بخير.. وأن إصاباته كلها سطحية رغم منظره الممتلئ بالألوان والأربطة ..لقد ذهبت لتنال قسطا من الراحة هي ووالديها بعد صخب أحداث تلك الساعات الماضية وتجمعات الجيران
ما أن اغلق أكرم الباب خلفه بعد أن أبلغ خالد بانه سيذهب لعمله لبعض الوقت بعد أن يطمئن على همس ووالديه ..ليلتفت خالد لسامح بينما يعتدل في كرسيه مقتربا منه ومشبكا يديه معا وهو يسأله باهتمام :
"سامح أريد أن تخبرني بالتفصيل عن أنواع التلاعب التي كانت تحدث لديك بالمشروع :
لينظر له سامح بحيرة بينما يجيبه:
أنت مهندس وتعي أن بعض المقاولين والمهندسين يقومون أحيانا بالتلاعب في نسب وأنواع الخرسانة والحديد حتى يحصلوا على فرق الأسعار لأنفسهم ..المشكلة عندما يتفق الاثنين معا ..ويقومون بالتلاعب ..فالمقاول لن يفعلها وحده لأن أي مهندس يستطيع بسهولة وبمجرد النظر كشف فرق سمك الخرسانة إن تم التلاعب بها ..وأيضا لون الخرسانة يبين نسبة الإسمنت بها ونوعيته "
ليزداد انفعال سامح وهو يهتف :
"اللصوص الحقراء ..لم يكتفوا بالتلاعب والسرقة في الإسمنت بل أيضا استبدلوا نوع الحديد المطلوب بنوع اردء وارخص ..استطعت كشفه بمجرد ملاحظة فرق سمكه بالإضافة طبعا لختم الشركة عليه "
كان خالد يستمع له بتركيز وهو يكمل:
"كان الأغبياء يظنون انهم إن قاموا بإنهاء العمل بفترة إجازتي فلن استطيع أن اتحدث بعد أن ينتهوا ..وسأقبل بالسكوت مقابل أن اقتسم معهم .. والا أتهموني بأنى شريك معهم خاصة أن توقيعي موجود على استلام أسياخ الحديد و شكائر( أجولة ) الإسمنت المطلوبة ..هم استغلوا إجازتي التي منحوها لي بكرم أثار شكي ...واستبدلوا الحديد والإسمنت وباعوا الأصليين في السوق السوداء.. واشتروا أنواع ارخص ليستولوا على فرق المبلغ وهو مبلغ كبير جدا!! ..فالمشروع أحد المشروعات الحكومية التي تشمل عدة منشآت "
ليقطب خالد حاجبه وهو يسأل ..ولماذا لم تبلغ صاحب الشركة بتلاعبات المقاول وزميلك المهندس الثاني"
ليرد سامح بحنق :
" المصيبة أني اكتشفت أن صاحب الشركة هو المحرك الأساسي ومتواطئ معهم ..لأنه قدم عرض أسعار منخفض للحكومة بمبلغ لا يمكن أن يمنحه ربحا ..ليضمن أن ترسوا المناقصة عليه ..وطبعا كان معتمدا على تعويضه بطرقه الملتوية ...وحقا لا ادري أي عقول تلك التي تدير فتح المظاريف بمشروعات الدولة... فلا يهتموا إلا بصاحب الرقم الأصغر بالتكلفة ..دون أن يفكروا بعدم منطقية هذا الرقم ..فكيف يقدم عرضا بمبلغ يجعله خاسرا لا رابح ؟؟!! ..هل سيدفع لهم من جيبه مثلا؟؟!! ..أليس لهم عقول يفكرون بها ، خاصة مع ارتفاع أسعار مواد البناء ..انهم يثيرون حنقي بغبائهم"
ليعود خالد لسؤاله:
"وكيف استطعت أن تثبت تلاعبهم دون أن تتورط "
ليبتسم سامح وهو يحاول أن يريح جسده ليئن قليلا قبل أن يجبه بزهو :
" ها الأغبياء لم يعلموا أني اشك بهم من فترة ..وقد جندت احد العمال الذي أثق بنزاهته لينقل لي كل ما يحدث.. دون أن يشعرهم بأنه معي ...كما أعتدت أن أي ورقة تمر أمامي أقوم بتصويرها دون أن يشعروا واحتفظ بنسخ منها ..وقد وثقت كل شيء من أول التصميم الذي سلمه المهندس المعماري لي ..حتى تصاريح البدء والبناء ..والموافقات على النسب ..حتى إيصالات البيع والشراء والتسليم والتسلم ..كل ورقة صورتها.. كما قام سعيد العامل الذي أخبرتك عنه بتصويرهم دون أن يشعروا وهم يستبدلون المواد المدعمة ذات الجودة العالية من المخازن بمواد اردء ...وقد أبلغت شكوكي بالفعل من اللحظة الأولى لضابط صديق لي ..ورغم كونه بمكان مختلف إلا انه اتصل بالضابط المختص وابلغه... وعرفني عليه ..وهكذا كنت قد سلمته بالفعل كل ما تحت يدي... وكان على وشك إتمام إجراءات البحث والتقصي لإصدار أمر القبض عليهم ووقف البناء ...فقط لم أتوقع أن يسارعوا بصب الخرسانة أثناء إجازتي مما دفعني للغضب والذهاب لمواجهتهم "
لينظر له سامح بحيرة ..وهو يساله لما كل هذه الأسئلة خالد أشعر أن ورائها أمرا ما "
ليقرب خالد كرسيه أكثر من فراش سامح وهو يقول بجدية ...سامح أريدك أن تسمعني جيدا... أنت أمامك أسبوع واحد فقط لتتعافى وقف على قدميك !!!.. ولا يهم لو بقيت أثار الضرب على وجهك وجسدك فهذا أفضل ليعطيك منظر المهندس البلطجي الذي لا يهمه إلا كسب المال حتى لو باع أبيه ..خاصة لو استطعنا اختلاق قصة تتناسب مع هذا المظهر وتؤكد تلك الفكرة "
ليقطب سامح حاجبيه بذهول وهو يسأل خالد متعجبا:
"أنا بلطجي؟؟!! وأبيع أبي!!! لماذا أشعر انك تنوي إلقائي بجحيم يفوق جحيم الثلاث بغال الذين طحنوني .- ليستدرك قائلا - أقصد الذين طحنتهم "
ليناظره خالد بينما يجيبه بضيق:
" سامح أنت ستعمل معي ..أنا بحاجة لمهندس مدني أثق به ..ليرفع يده مانعا إياه من مقاطعته بينما يكمل ..إرحمني من الشعارات ..فانا بالفعل احتاج إليك."
ليضيف بتوضيح عندما لاحظ حيرة سامح :
" تعرف أني مهندس معماري ..ودون غرور أنا احد افضل المهندسين المعمارين بالشرق الأوسط.. رغم قلة ما أقوم به من تصميمات لتركيزي على أعمال الإدارة لشركات المجموعة ..لكني ما زلت قادرا على ابتكار تصميمات مبهرة ..وهذا ما قمت به بآخر واكبر مشروعاتي المقامة حاليا والتي وضعت بها كل ما امتلك من سيولة مالية ..مشروع مجمع سكنى عملاق سيكون الأكبر والأرقى ..وقد صممته بالكامل ..وسلمته لفريق المهندسين المدنيين لدي للتنفيذ ....ليكمل شرح الموضوع له والشكوك التي تراوده ..بينما يستمع سامح له بإنصات وتركيز ..
--------------------
كانت تشعر بالإحراج ..رغم تأكيد زوجة خالها أن الأمر عادي.. وانه نوع من الواجب أن يزورا شقيق همس للاطمئنان عليه ...هي أيضا كانت ترغب بالاطمئنان عليه ..لا تدري لم شعرت بالانقباض والقلق ما أن أخبرتها زوجة خالها بإصابته ..لذا رغم حرجها لم تمانع في القدوم معها ..لتفتح لهم والدة همس الباب مرحبة ...وتدخلهم لصالة البيت الصغيرة المساحة.. وقدمت لها ماهي باقة الورد وعلبة الحلوى التي احضروها معهما فأخذتها شاكرة بلطف..بينما تعتذر منهم لعدم وجود همس باستقبالهم.. فهي انهكت نفسها معها سواء بالانفعال خوفا على أخيها أو باستقبال الجيران.. لتستسلم للإرهاق والنوم منذ قليل بحضن أبيها الذى نال منه التعب أيضا ليغفو كلاهما معا ... وخاصة بعد ذهاب خالد لعمله ... كانت تستمع للسيدة زينب والدة أكرم بهدوء بينما عينيها تدور بالمكان متعجبة من حجمه الضيق ..فصالة المنزل لا تتعدى نصف حجم حجرتها ..لكن الغريب أنها لم تشعر بالضيق ..لكنه شعرت بنوع من الراحة ..كأن البيت رغم بساطة أثاثه ..وصغر مساحته.. يرحب بالقادمين ..به روح دافئة ..لا تشعر بها ببيتهم الضخم .. لتستمع لزوجة خالها تقول بحرج ..يبدو أننا جئنا بوقت غير مناسب بعد أن أنهكتم من كثرة الزوار ..اردنا فقط الاطمئنان على سامح ..وسنذهب ونعود مرة أخرى ..لتنتفض والدة اكرم رافضة وهى تقسم عليهما انهما لن يذهبا إلا بعد تناول الغذاء معهما ..ليفاجئوا بسامح خارجا من باب جانبي .. ..يمشي بصعوبة مستندا على الحائط والأثاث ..لتقف ما أن شاهدته.... لتجده قد تسمر مكانه ما أن رفع رأسه ورآها ..بينما تشابكت نظراتهما ..هي تنظر له بقلق من منظره المليء بالكدمات والأربطة ..بينما ينظر هو لها بذهول ..ليفيق كلاهما على صوت والدته تدعوه للجلوس وصوت السيدة سمية ترحب به وتتحمد له بالسلامة ...
---------
لم يصدق عينيه عند خروجه من الحمام ورؤيته لها أمامه ..بكل هذا الجمال والبهاء ..ترتدى بنطال ابيض ضيق.. يفصل جسدها الممشوق بوضوح و بلوزة سوداء بدون أكمام ..ما أظهر بياض بشرة ذراعيها ..واشعل مراجل غضبه ..خاصة وهو يتخيلها أثناء سيرها بحيهم.. بجمالها اللافت وهيئتها المختلفة التي لابد لفتت إليها كل الأنظار .. فالسيارة لا يمكن أن تمر بشارعهم الضيق ولابد أن يتركوها بالشارع الرئيسي ويكملون سيرا على الأقدام ...ليفيق من شروده الغاضب على صوت امه التي تشير ..لعلبة حلوى تبدو من النوع الفاخر ...وباقة من الزهور البيضاء الموضوعة على المنضدة أمامهم وهي تقول ..لقد أحضرت لك سمية وماهي وردا وحلوى ..لتشتعل نيرانه أكثر وهو يتخيلها تحمل تلك الورود بشارعهم ..ليغمض عينيه بينما يطحن أسنانه ويقبض كفيه محدثا نفسا ..لأبد انه كان عرضا سينمائيا غير مسبوق بحارتنا ..أتحدى إن لم يكن نصف شباب وفتيان الحارة قد قاموا بتصويرها بهواتفهم النقالة ..بهذه الملابس التي تفصلها وذراعها العاري الذي يشع كالضوء وسط العتمة ..وفوقهم بنطالها الذي لا يترك شيئا للخيال "
ليفتح عينيه على نداء والدة خالدة :
"سامح بني تبدو متبعا وترغب بالنوم لما لا تدخل غرفتك لتستريح ..ونحن سنغادر الآن ونعود بوقت آخر "
ليهزر أسه نافيا وهو يؤكد :
"لقد تعبت من النوم والاستلقاء طوال اليوم وارغب بالجلوس بعض الوقت "
لتقوم والدته هاتفة ..أخبرتكما أنكما لن تذهبا قبل أن تتناولان الغداء معنا ..فاليوم أنا اصنع ممبار وكرشة وكوارع لسامح حتى أرم عظامه بها ..وأقسم إن غادرتما قبل الطعام أن أغضب ولن أذوق لقمة عندكم ثانية "
لتقوم سمية مهدئة إياها وهي تستجيب قائلة:
"حسنا يا زينب لا داعي للغضب ..لكن بشرط سأدخل معك لأساعدك بالطهو ..حاولت زينب معارضتها لكنها أصرت ..لتتنحنح ماهي بحرج ..وهي تقول :
سآتي معكم ..فرغم اني لا أعرف الطهو لكن بإمكاني معاونتك بشيء ما ..
لترفض كلتاهما بشدة ..طالبين منها الجلوس مع سامح ..فالمطبخ صغير لن يسع ثلاثتهم
----
كانت تشعر بنظراته المحدقة بها والتي تحاول أن تتجاهلها بالنظر حولها دون تركيز حتى اضطرت لمواجهة عينيه عندما سألها بسخرية :
" أظن أنك لا تعرفي ما هي الكوارع؟ ولا الممبار ؟ ولا الكرشة ؟ ربما يجب أن أعطيك توضيحا حتى لا تصدمين وتفقدين قدرتك على تناول الطعام "
كانت تنظر إليه دون أن تمنحه رد فعل يرضيه وخاصة وهي تستمع لوصفه الذي شعرت انه يتعمد به إرباكها ..أو ربما اختبارها :
"الكوارع هي أقدام البهائم التي تذبح .. أما الممبار فهو أمعائها ..طبعا تعرفي ودرست بكتب الأحياء مهمة تلك الأمعاء أم تحبي أن اشرح لك بالتفصيل"
لترفع حاجبها ببرود وهي تقاطعه لا داعي لتتعب نفسك بالشرح فأنا اعرف جيدا ماهية الطعام الذي تصنعه والدتك.. ولن تكون المرة الأولى التي أراه بها أو آكله بها "
ليصدر صوتا ساخرا من فمه وهو يسألها باستهزاء وعدم تصديق:
"حقا ؟!!! أتلك الأصناف مما يصنعها طباخ بيتكم "
لترد عليه بنفس نبرة صوته الهازئة بينما تميل ناحيته قليلا حتى شعرت ببوادر ارتباكه مما أشعرها بالرضا ...فهو غير محصن تجاهها رغم ما يبديه من وقاحة:
" لا ...بل أظن أن طباخ بيتنا ربما يصاب بجلطة.. إن طلبت منه تلك الأصناف !!ناهيك طبعا عن والدتي رقية هانم ..التي ربما تصاب بصدمة عصبية تعلن بها علينا الأحكام العرفية.. وتطرد نصف العاملين ممن اشتركوا بتلك الجريمة !!" كانت تتابع ملامح ضيقه وانعقاد حاجبيه أثناء حديثها ..لكنها لم تهتم فهي أرادت أن توضح له صورة حياتها ..لا تدري سببا لرغبتها تلك ..لكنها كانت رغبة ملحة أن يعرفها هو تحديدا... مما دفعها لتكمل بينما تعدل جالسة بغرور:
"لكن من أخبرك اني أخضع لقوانين وأوامر أحد ..لا تحاول أن تصنفني وتضعني بخانة معينة بعقلك ..فصدقني.. أنا ابعد ما يكون عن كل تخيلاتك وقد أصدمك "
كانت ترى عيناه التي تناظرها بحدة لا تخلوا من شعاع اهتمام يحاول مداراته ..لتسمعه يرد عليها بهزء :
"وأين تذوقتِ تلك الأصناف ..بكافتيريا نادي النخبة؟!! "
ملامح الذهول التي تجلت على وجهه أسعدتها وأشعرتها بالرضا والحبور عندما أفحمته بردها قائلة :
" بل عند الدهان بالحسين .. وبحة بالسيدة زينب ...وعندما أكون متعجلة اكتفى ببضع شطائر من عند عبده تلوث "
كانت حاجبا سامح قد اختفيا تحت الضمادات التي تلف رأسه بينما يناظرها بذهول وهو يسالها بعدم تصديق :
"كيف تعرفين هذه الأماكن؟!! ..مستحيل!!! أتريدين إقناعي أنك !!أنك !! ب بهيئتك هذه و !!و ط "
لتقاطع كلماته المتعثرة من شدة ذهوله قائلة :
"أخبرتك أن لا تحكم علي.. وتضعني باطار تصنعه مخيلتك عني ..أنا لا أشبه أحدا "
كانت بداخلها تشكر تلك الشُلة التي صاحبتها لفترة بالجامعة ..والتي تبنت لفترة احدى التقاليع المتمثلة بمحاولة عيش الأجواء الشعبية ..وارتياد تلك الأماكن وتناول الطعام بها ...صحيح أنها لم تكمل معهم كثيرا... ولم تستطع أن تستسيغ معظم تلك الأماكن.. ولا هذه الأنواع من الأطعمة .. بل إنها لم ترافقهم إلا مرتين فقط ..واحدة للحسين ..وأخرى للسيدة زينب ..ولم تضع وقتها لقمة واحدة بفمها من الطعام الذي طلبوه ..لكنها لن تخبره بذلك .. لتنال سخريته منها وتأكيد نظرته عنها ...وستحاول أن تتناول الطعام الذي تعده أمه أمامه كما لو كانت معتادة عليه ولو قتلها ذلك ....
كم تشكر ذاكرتها القوية التي ظلت محتفظة بسجالات زملائها حول أسماء المطاعم الشعبية الأشهر ...وأنواع الأطعمة الغريبة بالنسبة لهم .... والتي تقدم بكل منها ..حيث يحاول كل شاب من زملائها بالمجموعة أن يستعرض مدى مهارته ومعرفته بتلك الأماكن والأطعمة ...كدليل على مدى خبراته بعالم الأحياء الشعبية وعلى كونه شاب ( خُلاصة ) أو كما يطلق عليه بينهم ( شاب كول )... لترفع رأسها بغرور وهي تكمل :
"أنا ماهي عز الدين ..لست مجرد فتاة نوادي مدللة ...ولا ابنة ذوات لا تعرف شيئا "
لترفع حاجبها بتكبر وهي تميل رأسها على جانب بينما تضيف وعينها تناظر عينيه المندهشتين:
"أنا سأخالف كل توقعاتك يا بشمهندس... فلا تحاول توقعي.. ولا سبر أغواري .. وإلا ستفشل "
لتربكها تلك اللمعة التي اشتعلت بعينيه بينما تسمع نبرة التحدي بصوته وهو يجيبها :
"لا تعطي نفسك اكبر من حجمها... ربما فاجأتني قليلا بموضوع الطعام ..لكن إرباكي وتغيير قناعاتي عن أمثالك .. ليس سهلا بل هو مستحيل ...فانا اعرف نوعك جيدا واقرأه بسهولة "
لتضحك بخفوت بينما وهي تلاحظ عضه على نواجذه لسماع ضحكاتها ..وتجيبه بتحدي مشابه :
" لن أسألك عن ما تقصد بأمثالي ..ونوعي ..لأني أشعر أن الرد لن يعجبني ... لكن لا بأس فالأيام بيننا وسنرى من منا سيثبت للآخر خطأ اعتقاداته "
كانت تشعر بالسعادة والانتعاش ..لا تدري ما هو ذلك الشعور الذي يملأها عند وجودها بمحيطه ..رغم حدته ..عجرفته ..وقاحته ..لكنها أثناء سجالهم تشعر أنها حية ..تشعر أنها سعيدة ..لأول مرة من فترة طويلة يخفت بداخلها هذا الشعور بالوحدة والخواء ..لا تدري لماذا يثير فيها هذا السامح رغم وقاحته تلك المشاعر ..لكنها لا تهتم ...هي تريد أن تشعر بالمزيد منها ..دون أن تهتم بوضع تعريف لها ..
--------------------
لقد أنشغل معظم اليوم بالعمل ..وخاصة مع تراكمه عليه نتيجة غيابه معظم اليوم السابق ..مما لم يتح له فرصة الذهاب إليها وسؤالها ...ليعرف في منتصف النهار ..أن أبيه مجتمع بخالد بمكتبه اجتماعا مطولا ..فيقرر عدم الذهاب لهناك ..حتى لا يتصادم وأبيه ..أو يحتد عليها ليصل الصوت لأبيه أو خالد ...فلديه شعور ينبئه أن ما سيعرفه لن يعجبه ...ليقرر انتظار انتهاء الدوام الرسمي للعمل ..وانتظارها أمام المبنى للحديث معها ومعرفة ما يريده منها ...خارج نطاق العمل
-----------------------
خرج من مكتب خالد بعد أن استمع لخطته التي ينوي بها زرع شقيق زوجته بداخل المشروع ..حتى يستطيع معرفة ما يحدث فيه بالتفصيل ..واتفقا معا أن يقوم اشرف بتعينه ..بعد أن يلقي بضع جمل غاضبة عن اضطراره للقبول بهذا التعيين نتيجة توصية قوية من احد معارفه المقربين ..ولولا حاجتهم العاجلة لمهندسين لسد النقص الحادث في صفوف المهندسين نتيجة استقالة اثنين بصورة مفاجأة وسط ضغط مواعيد التسليم لم يكن ليستجيب لضغوط قريبه هذا ....وأن هذا التعين سيكون لسد حاجتهم العاجلة التي لا تحتمل الإجراءات الطويلة المعتادة من إعلان واختبارات وتصفيات ..وان تعيينه سيكون مؤقتا.. وتحت الاختبار.. لحين عمل الاختبارات المعتادة ...ما سيتيح لسامح أن يدخل بينهم دون أن يكون لديهم تخوف من وجود أي روابط أو علاقة تربطه به أو بخالد ..وسيجعلهم يحاولوا ضمه لصفوفهم... بحجة أن يساعدوه على التثبيت.. بما أن تقارير إجادته للعمل ستكون من خلال المهندس الأول ..والذي يعد المسؤول الأول عن المشروع بالآن نفسه ....
ما أن أغلق وراءه باب مكتب خالد بهدوء حتى وجد مكتب تقى خاليا ...وقبل أن يتحرك خارجا سمع صوتها يأتيه من الحجرة الجانبية الصغيرة التي تصنع بها القهوة ... ويبدو أنها تتحدث مع احدهم هاتفيا ...كان يتحرك خارجا عندما لاحظ أنها تعطيه ظهرها وليست منتبهة له ..ليقرر الذهاب دون أن يزعجها لتتسمر قدماه وهو يسمعها تقول:
"حسنا خالتي تقى.. سأنتظرك أمام باب المجموعة في تماما الساعة الرابعة ..لا تتأخري ...آه خالتي ..لا تنسي أن تحضري معك سترتي فقد نسيتها والجو ليلا بدأ يبرد... وربما نتأخر قليلا في محاولة إيجاد ما نريده ..فالملابس المعروضة حاليا معظمها سيئ ..إما أشياء لامعة ..أو مقطعة .. أو مليئة بالخيوط والشراشيب ..أو الرقع ..ويقولون موضة !!!! أصبحت ألفُ ساعات طويلة حتى أجد ملابس تصلح للارتداء "
لتصمت قليلا ..مستمعة لمن يحدثها ..ليتحرك هو خارجا بهدوء يعاكس صخب نبضاته التي استشعرت من تحدثه ..بينما تصله كلماتها بخفوت وهو يتحرك مبتعدا :
"سأكون أمام الباب الخارجي في تمام الرابعة "
.................................
اخرج دراجته من الجراج ..وأوقفها بجوار حائط يبعد عدة امتار عن مدخل الشركة ..ووقف مستندا بكتفه على الحائط المجاور بانتظار خروجها.. أخذ يتابع وجوه الخارجين ..حتى بدا يشعر بالضيق وهو يغمغم ...:
"لماذا تأخرت هذه الفتاة ..لم يعد هناك أحد موجود بالمبنى تقريبا ..أتراها رحلت قبل أن أنزل أنا"
ليلمحها خارجة من باب المبنى ممسكة بهاتفها تتحدث به وتنظر يمينا ويسارا ..لكنها لم تلمحه لأنه كان خلفها ... ليقترب منها ما أن أنهت حديثها الهاتفي ..مناديا اسمها الذي دوما ما حاول تجاهل نطقه ...لكنه أضطر أن يستخدمه للفت نظرها.. فنادها بصوت منخفض رغم حدته :
"تقى"
لتلتفت إليه بدهشة وعيون مضطربة ..وملامح تحمل رعبا وارتباكا آثارا حيرته ..ليسألها :
"ماذا بك؟ أرأيت شبحا"
لترد بحدة وهى تشيح بيدها :
"ماذا تريد؟!!... اسمع أنا مشغولة الآن ..أيا كان ما تريده أجله للغد "
كانت تتحدث وهي تتلفت حولها.. ما أثار ريبته وجعله يقترب منها أكثر سائلا بتوجس :
"يبدو انك متعجلة للتخلص مني !!..عموما هو سؤال واحد أرغب بإجابته ..بعدها بإمكانك أن تذهبي للجحيم لو أردتِ ..فلن أهتم " ..
لتسأله بلهفة حيرته وأربكته أكثر :
"أي سؤال هذا ..اسأل بسرعة واغرب عن وجهي ..فأنا لا وقت عندي للحديث الطويل "
وقبل أن يرد عليها سمع صوتا يأتي من خلفه ..حيث كان ظهره للشارع فلم يلمح توقف السيارة البيضاء.. ولا خروج تلك السيدة التي يحفظ نبرات صوتها رغم مرور الزمن وهى تهتف:
"آسفة تقى ..تأخرت عليك ..بسبب ...
ليحدث الثلاث أمور في وقت واحد ..التفاتته ناحيتها محاولا تكذيب أذنيه ..سماعه صوت تقى وهي تهتف بجزع – خالتي – وسماعها هي ما أن أصبح بمواجهتها وهي تهتف – ياااااسر ...
---------------




rontii غير متواجد حالياً  
التوقيع














رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:38 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.