آخر 10 مشاركات
عرض مغرى (148) للكاتبة Michelle Conder .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          عشيقة الإيطالي (1) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          220 - همسات - جيسيكا ستيل (الكاتـب : monaaa - )           »          261-سحابة من الماضي - ساره كريفن ( كتابة / كاملة )** (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          همسات حروف من ينبوع القلب الرقراق..(سجال أدبي)... (الكاتـب : فاطمة الزهراء أوقيتي - )           »          18 – بعدك لا أحد - مارجورى لوتى -كنوز أحلام قديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          604 -الحب أولاً وأخيراً - ق.د.ن (الكاتـب : Just Faith - )           »          مُقدرة لمصاص الدماء(8)للكاتبة:Bonnie Vanak(الجزء1من سلسلة القدماء)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          العاطفة الانتقامية (19) للكاتبة: Lynne Graham *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

مشاهدة نتائج الإستطلاع: ما هى توقاعتكم بالنسبة لموقف لأكرم
البقاء مع سارة 32 17.49%
البقاء مع هند 151 82.51%
المصوتون: 183. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree178Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-10-17, 05:24 PM   #481

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منى سعد مشاهدة المشاركة
انا حسه انه الى رح ينقذ هند اخوها بعد ما يخبره حسن عشان ينقذها وخاصه انه الكل هلاء منشغلين بسامح والطلق الناري الى صابه فا مش رح يكون ادام حسن الا انه يخبر شقيقه او هند نفسها
ايه الجمل هاد اشرف طلع حبيب يا ولاد وبوس وشغل احي وهو يا دوب عامل عمليه طب طيب الاول وبوس بعدها بركتك عيب دي مستشفى
مدحت شكله باقي مطينها من قبل مع سارن وبعدين اكتشف انه بحبها مهي كانت نص خوجايه واكيد فكرها وحدا ممكن يقضي معها يومين فا قام صدم بحيط سد كلها اخلاق والتزام
ليه حاسه هاد الى مع ام سارا ضابط بوليس اسلل للمنظمه ليكشف كل اعضائها
كله تمنى بس يخوفي من الشر يرتفع منسوبن عندك تروحي مطيره هند اوعي يا رغوده وقد اعز من انزر سنقيم الحد
تفتكرى يا منى اخوها المرعوب حيقدر يعمل حاجة تنقذها ؟؟؟ حنشوف شوفتي أشرف وهو بيعوض حرمان السنين وقله حيقف ومش راحم نفسه مدحت وسارة حكاية حنعرف تفاصيلها قريبا ..بس يا ترى حيكون رأيكم ايه بعدها فيها ؟؟؟ سليم ضابط بوليس !!! جبتي التخيل ده منين ..عموما كل شيئ جايز !!تسلمي منون على التعليق الجميل


رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-10-17, 05:29 PM   #482

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hajir lou مشاهدة المشاركة
فصل زوين والأحداث شيقة ان شاء الله سامح يكون بخير وربنا ينجي هند من الملعون سعيد وأخته الله يقصفهم
كنت أفكر دائما في العلاقة الثلاثية أكرم هند وسارة بس باين مدحت حيدخل على الخط
شكرا بزاف رغيدا

وجودك معايا هو اللى زوين بزاف جوجو .. مدحت له تاريخ قديم مع سارة ..لكن لا تستعجلوا الاحداث ..فبعض الماضى قد يكون مؤلما للبعض ومرفوضا من آخرين ..


رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-10-17, 05:37 PM   #483

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة um soso مشاهدة المشاركة
كأني اشم رائحة رياح قادمه تغير الثنائيات
اكرم ولخبطت مشاعره التي هو نفسه لم يفهمها اتجاه هند
ومدحت واسم ساره اللي زلزل عماميق عماميقو
ماذا يحصل وكيف نفك الاشتباكات
خصوصا ان الافعى ايفا تخطط لخطف ساره

كل شيكن انكشفننك وبان واتفضحت ياسامح ياابن ام سامح ... واحب اقول لك مو بس انت انفضحت حتى ماهي فضحت نفسها الغبيه ..... ملناش دعوه دع الخلق للخالق

ياترى الى اين ناويه توصلين بموضوع هند ... ؟؟؟
خلي بالك احنه واقفين لك بالباب ,, يعني حتهربي ممنا فين لو جرى للبنت هند اي حاجه .... خليكي حلوه وامشي بشعار من خاف سلم
والا مصيرك حيكون كده



أم سوسو الجميلة كنت فين بقالك يومين وانا بستناكي ...بصى هو اللى جاي مش بس رياح دي عواصف واعاصير بس حتعمل ايه فى مين ؟! متستعجلوش على معرفة ماضى مدحت وسارة ممكن بعدها تطالبوا باعدامه .. ياااادي هند أنا جالى كمية تهديدات بالقتل والحرق والشنق بسبب هند تخليني أحجز تذكرة طيران ذهاب بدون عودة ههههه المهم كلكوا خايفين على هند وخصوصا ..طيب وسارة الغلبانة محدش لاحظ برده أن الواطي صلاح ابن ابن عم ابوها حقير وعينه برده فارغة ولو عرف يخطفها يبقى هي كمان متعرضة لمصيبة زي هند مسكينة سارة محدش معبرها ...بس بقولك انا حهون عليكي تعملى فيا زي الصورة ..ده انا حبيبتك


رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-10-17, 04:23 PM   #484

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

انتظرونى الليلة فى التاسعة مساءا إن شاء الله مع الفصل الخامس عشر ..فكونوا بالقرب

رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-10-17, 07:26 PM   #485

Diego Sando

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية Diego Sando

? العضوٌ??? » 307181
?  التسِجيلٌ » Nov 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,113
?  نُقآطِيْ » Diego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond repute
افتراضي

مين قالك أن هند صعبانه عليا اكتر من سارة ديه ساره عندها بلاوى اكتر من هند بكتير ومن ناحيتين ناحيه اهل الاب وصلاح ده الى عينه زاغيه ومن ناحيه مامتها ومافيا يعنى بصراحة حاجة مش عايزه انسان عادى للإنقاذ بصراحة أنا مياله لساره اكتر من هند ومش عارفة ايه السبب بانتظارك النهارده وموفقة

Diego Sando غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-10-17, 09:26 PM   #486

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة diego sando مشاهدة المشاركة
مين قالك أن هند صعبانه عليا اكتر من سارة ديه ساره عندها بلاوى اكتر من هند بكتير ومن ناحيتين ناحيه اهل الاب وصلاح ده الى عينه زاغيه ومن ناحيه مامتها ومافيا يعنى بصراحة حاجة مش عايزه انسان عادى للإنقاذ بصراحة أنا مياله لساره اكتر من هند ومش عارفة ايه السبب بانتظارك النهارده وموفقة

دايما بحس ان معظم المتابعات تعاطفهم اقوى مع هند اكتر من سارة ..وكنت حابة اعرف ايه الاسباب لده ..رغم ان الاتنين حياتهم صعبة ومشاكلهم كبيرة


رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-10-17, 09:52 PM   #487

Diego Sando

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية Diego Sando

? العضوٌ??? » 307181
?  التسِجيلٌ » Nov 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,113
?  نُقآطِيْ » Diego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رغيدا مشاهدة المشاركة

دايما بحس ان معظم المتابعات تعاطفهم اقوى مع هند اكتر من سارة ..وكنت حابة اعرف ايه الاسباب لده ..رغم ان الاتنين حياتهم صعبة ومشاكلهم كبيرة
تقريبا عشان هند ظروفها اصعب وهى بتحب اكرم لكن ساره ظروفها المادية احسن وعلاقتها باكرم علاقه احترام موصلتش لدرجة الحب يعنى اظن ده السبب


Diego Sando غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-10-17, 09:55 PM   #488

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
Rewitysmile9

مساء الورد 🌸🌸🌸
تسجيل حضور
بإنتظار الفصل على نار


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-10-17, 09:58 PM   #489

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل حينزل حالا

رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-10-17, 10:00 PM   #490

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الخامس عشر
---------------------------

كانت تنزل الدرج بثوب أبيض وملامح ميته... تتحرك ببطء كما لو كانت تساق لحتفها... عيناها معلقتين بعينيه بنظرة خذلان تقتله ...بينما أمهما تمشي خلفها ..تكاد تدفعها دفعا لتصل إليه ..ويراه هو ..واقفا أسفل الدرج بنظرة انتصار وبسمة تحدي.. يمد يده ليسحبها إليه بعنف ..ويخرج من جيبه قيدا حديديا يضعه حول يديها.. وبعد إحكام غلقه يجرها منه لتخرج معه لخارج أبواب فيلتهم ..لتتبعه هي مستسلمة ..وامه مبتسمة .. ليحاول هو التحرك لمنعه من أخذها فيجد قدميه مثبتة بالأرض بقيد حديدي يشابه هذا الذي التف حول يديها ..لتقف على باب المنزل فجأة تقاوم سحب عاصم لها وتنظر إليه ثانية بحزن وعيون ممتلئة بالدموع وتناديه بصوت مختنق لمرات عدة ..دون أن يجد القدرة على الرد عليها أو الذهاب إليها.. ليسمعها تخبره بصون منهار "لن أغفر لك أو أسامحك ..لقد قتلتني معهم " ليسحبها الآخر بعنف ويأخذها بعيدا عن عينيه .. بينما يصرخ هو بجنون بعد أن اختفت من أمامه.. يتحرك بعنف محاولا التخلص من قيده بلا فائدة .. ظل يحاول ويحاول ..بينما تتعالى الأصوات من حوله رغم اختفاء وجوه أصحابها.. صوت ضحكة أمه وعاصم المنتصرة ..وصوت بكاء ماهي المتألم .. ليهب جالسا بفزع مستيقظا من كابوسه صارخا باسم شقيقته .... تهدأ وتيرة أنفاسه المتسارعة رويدا رويدا بينما ينتبه عقله الثائر لكونه ما زال بفراشه ..وأن ما حدث كان حلما ..لا بل واقع يوشك على الحدوث ويكاد يطبق على أنفاسه ..ليعود للاستلقاء على فراشه ماسحا وجهه بيديه ومخللا شعره بأصابعه بينما تشخص عينيه لسقف حجرته ...متذكرا نظرة ماهي بالحلم .. نظرة الحزن والخذلان منه التي رآها بعينيها بحلمه هي نفس النظرة التي رمته بها أمس عند عودتهم من المشفى بعد أن اطمئنا على استقرار حالة سامح ... الذي علما أن الرصاصة أصابت فخذه فقط لحسن حظه.. لقد استطاع استنباط بعض الأمور من احاديثهم بالأمس ...وخاصة عندما رأى اللواء منصور قريبهم من بعيد وذهب للسلام عليه وسمع بعض اطراف الحديث بينه وبين خالد... ليفهم أن هناك من كان يحاول التلاعب بعمل خالد وسرقته ..وأن سامح اكتشفهم وأوهمهم بأنه معهم ليكشفهم متلبسين ..لكنه فهم أيضا أنهم تسببوا بأذى وخسائر كبيرة لخالد ..وأن خالد لا يريد للأمر أن ينتشر وسيتم اتهامهم بالسرقة فقط دون ذكر أي تلاعبات أخرى بمشروعه ..بمساعدة اللواء منصور.. للحفاظ على سمعة المجموعة ..لقد شعر بالإحباط ..فمن الواضح من حالة خالد وكلامه عن الخسائر التي تسببوا بها أن الأمور ليست هينة .. أما من ناحية سامح ..فقد علم أنه سيظل ممنوعا من الحركة ومحتجزا لمدة لا تقل عن أسبوعين ..خاصة وانه تعرض أيضا لضربة برأسه.. ورغم أنها ليست قوية حسب ما فهم منهم ..لكن يبدو أنهم قلقين لأنه سبق أن تعرض قبلا للإصابة بنفس المكان ..لذا سيظل تحت الملاحظة بحجرة العناية الفائقة ما أن يخرج من العمليات ..و حتى عصر اليوم قبل أن يتم نقله لحجرة عادية بعد الاطمئنان على حالة رأسه...لقد عاد مع ماهي ليلة أمس متأخرين ..حيث كادت تتوسله البقاء هناك حتى تراه ..لكنه شعر بكون الموقف اصبح محرجا لهما ..خاصة مع اطمئنانهم عليه بعد خروجه لغرفة العناية ..ليصر على العودة ...ليجدا والدتهما بانتظارهما رغم تأخر الوقت... ..كانت جالسة بتحفز بصالون المنزل ..تضع ساقا على الأخرى وتحركها بتوتر وما أن دلفا من الباب حتى هتفت بهما بحدة تسألهما عن سبب تأخرهما ولما لم يكونا يجيبان على هواتفهما ..لقد شعر أن أمه تنوي تفجير الموقف وإبلاغ ماهي بموضوع عاصم ..وحاول المراوغة والتأجيل ..لكن يبدو أن عاصم مارس ضغوطه عليها ...خاصة بعد اعتذار ماهي عن مصاحبة أمها للحفل الذي اعده عاصم مفضلة الذهاب لحفل ميلاد زوجة خالها ... لقد كانت مهزلة فعلية وأمه تبلغها أن تفرغ نفسها باقي الأسبوع لتستعد لحفل خطبتها الخميس القادم ..أي بعد ثلاثة أيام من اليوم ...لقد كانت صدمته توازي صدمة ماهي التي لم تكن تفهم عن أي خطبة تتحدث أمها ..بينما لم يتخيل هو أن تبادر أمه لتحديد موعد الخطبة ووضع الجميع أمام الأمر الواقع ..لتشتعل الحرب بين ماهي وأمه التي أبلغتها بأن عاصم مهران تقدم لخطبتها ..وانها وافقت عليه فلن تجد لها زوجا أفضل ..لتثور ماهي بجنون رافضة الأمر ..مخبرة إياها أنها ليست دمية تحركها كما تريد ..وأنها لن تتزوج عاصم هذا ولو كان آخر رجال الأرض .. متعجبة كيف توافق أمها على رجل مثله ..يكبرها عمرا وذي سمعة سيئة ..لتلتفت إليه طالبة منه التدخل ومؤازرتها ..لتقاطعها أمه مخبرة إياها بمعرفته بالأمر وموافقته عليه ...يا الله ..لن ينسى أبدا تلك النظرة بعينيها ..نفس نظرتها بالحلم ..نظرة لامعة بدموع الخذلان التي تخبره أنه كسرها ..قبل أن تمنحه ظهرها متوجهة للدرج لترتقيه ببطء وهي تقول ببرود لم يخفي بحة الألم أنا لن أتزوج من عاصم هذا ولو وافق عليه كل عائلتكم الموقرة من أصغرها لأكبرها ..بل لو وافق كل أهل الأرض ..فانا لن أوافق ..ليمد يده مانعا أمه من اللحاق بها ... مخبرا إياها أن تتركها قليلا لتهدأ ...لقد خشي أن تخبرها أمه بالصفقة التي عقدها عاصم فتكسرها كسرا لن يجبر وهي ترى نفسها مجرد متاع يقدم لسداد الديون ..أو تضغط عليها بتهديدات عاصم بسجنها بالإيصالات التي أخذها عليها وعقد الفيلا المزور ...ظل محدقا للسقف يفكر في حل لتلك المصيبة ..اللجوء لخالد لا يبدو حلا عمليا خاصة مع ما فهمه من المشاكل التي تواجه خالد حاليا ...لكنه في الوقت نفسه قد يضطر للجوء إليه كحل أخير ...لكن الفكرة التي تراوده حاليا مرتبطة بسامح ..رغم أن الشاب بوضعه الحالي يصعب أن يقوم بتقدم يرجوه هو تجاه شقيقته ..وهو صعب أن يعرض أخته عليه ..فالشاب يجب أن يتحرك أولا حفظا لكرامة شقيقته ..المشكلة انهما لا يملكان رفاهية الوقت .. ..ليغمض عينيه بتعب وهو يزفر بعمق.. لينفض الغطاء من فوقه وينهض متجها للحمام أملا بأن يخفف الاستحمام من صداع رأسه ...فلديه مواجهة لن تكون هينة مع شقيقته...
كان يرتدي ساعة يده وهو يهبط الدرج متوجها لحجرة الطعام ليجد أمه ترتشف قهوتها بملامح مغلقة غاضبة ..ليحرك كرسيه جالسا طالبا قهوة من الخادمة التي اقتربت ما أن رأته لتضع أمامه الطعام ليزيح الطبق رافضا ..بينما يسأل أمه عن ماهي ..لتجيبه بحدة:
"شقيقتك الحمقاء لم تستمع لكلامي وخرجت مبكرا ..أخبرتني الخادمة أنها رفضت حتى أن تتناول طعامها مخبرة إياها أنها ذاهبة للعمل -لتضيف بسخرية – لا أدري أي عمل هذا الذي تفني نفسها به لأجل بضع قروش لا تسوى وهي ستتزوج رجلا من أغنى أغنياء البلاد"
ليرفع عينيه إليها وهي ترغي وتزبد ينظر لملامحها ببرود وهو يرتشف قهوته دون أن يشعر بطعمها ..ويتساءل بداخله ..ألا تهتم ولو قليلا بمشاعر أخته ..ألا يفرق هو أو شقيقته معها بشيء ..ليتنهد بعمق وهو يفكر لما لم تكن كزوجة خاله سمية ..حنونة محبة مساندة لولدها دوما كما كانت مساندة لزوجها بالماضي ..لتغيم عينيه بتساؤل لم يطرحه على نفسه سابقا ..ترى هل كان لوالده بعض العذر في تركها والهرب بعيدا عنها ..ليسخر من سؤاله وهي يجيب بداخله بالتأكيد له كل العذر بالهرب منها ..لكن ليس له أي عذر بالهرب منه ومن شقيقته ..ليقطب حاجبه مفكرا بأبيه ..رغم كرهه للأمر لكن ربما يجب أن يحاول أن يبحث عن مكانه.. على الأقل لحل مشكلة عقد الفيلا ..ليخرج من شروده على صراخ أمه الغاضب:
"مدحت لماذا لا تجيبني "
لينظر لها ببرود بينما يرتشف آخر رشفه من قهوته التي بردت وهو يقول:
"ماذا هناك أمي ؟؟" لتهتف بنزق حاد
"ماذا هناك؟؟ كل هذا الذي كنت أقوله حول المصيبة التي وقعنا فيها ..وغضب عاصم وتصميمه على سرعة تنفيذ الاتفاق ..وأنت تسأل ماذا هناك ..ماذا بك أنت لماذا أنت فاشل هكذا ولا تساعدني بشيء ...بل أشعر أنك تساعدها هي على الابتعاد عن عاصم بدل تقريبها إليه"
ليقاطعها بهدوء وهو يقف حاملا مفاتيح سيارته:
"اسمها المصيبة التي وقعتي أنت فيها ..أنت من أوقعت نفسك بها أمي ...لا نحن ..نحن فقط مطالبين بحل الموقف ..بأن تكون ماهي كبش فداء وأن أساعدك أنا بذبحها وتقديمها قربانا لهذا العاصم "..ليستبق انفجار غضبها الذي رآه بتوتر جسدها وفمها المتشنج ..وهو يضيف أثناء استدارته خارجا:
"لا تستعجلي أمي ...سأحاول حل الموقف ..وإنقاذ ما يمكن إنقاذه ..أو على الأقل إنقاذ ما يستحق الإنقاذ" ليخرج تاركا إياها مقطبة حاجبيها بقلق وتفكير ..بداخلها شعور مبهم بأن مدحت يعني شيئا آخر غير ما ترتجيه هي.......
------------
أنهى توقيع الأوراق أمامه بينما يستمع لسكرتيرته تقى تتلو عليه برنامج العمل الذي اضطرت لتعديله ..نتيجة تأخره ساعتين صباحا لمروره على المشفى قبل حضوره ..لكنه عندما علم أن الزيارة لن تسمح لسامح قبل العصر ..قرر المجيء للعمل حتى موعدها ... تاركا همس ووالديها برفقة أكرم الذي جعلهم يبقون بالحجرة المقرر نقل سامح إليها فور السماح بخروجه من حجرة الرعاية ..لينتبه على تقى وهي تقول:
"مكتب السيد عاصم مهران اتصل أكثر من مرة طالبين تحديد موعد عاجل معاك للقاء السيد عاصم ...فبماذا أرد عليهم "
ليرجع بظهره للخلف مستندا على مقعده عاقدا حاجبيه بتفكير قلق ..فيما يمكن أن يريده منه عاصم مهران ..لقد علم من امه أنه يظهر بكثرة مع عمته في الآونة الأخيرة سواء بالنادي أو الحفلات العامة ..وأحيانا ترافقه ماهي ..لقد كان ينوي سؤال ماهي عن هذا الأمر ..خاصة انه لا يريحه أو يعجبه ارتباط اسم عمته وابنتها بهذا العاصم ..لكن ما يحدث لديه مؤخرا شغله عن الأمر ..ليجيب على تقى المنتظرة رده :
"ابلغيهم بأنني سأنتظره اليوم في الواحدة ظهرا ..أي بعد ساعتين ونصف من الآن والغي الاجتماع المقرر لرؤساء الأقسام مؤقتا حتى تعود السيدة همس ونعيد تحديد موعد له"
لتجيب بمهنية:
"حسنا سأبلغهم لكني يجب أن أوضح أن الذي فهمته من مدير مكتبه أنهم يرغبون بذهابك أنت له "
ليضرب مكتبه بحدة وهو يجيب من بين أسنانه:
"هو من يريدني ..اذا ليأتي هو ..أنا لا اذهب لأحد ..ابلغيهم بذلك وإلا الغي الموعد"
لتومئ بموافقة بينما تقول بصوت هادئ:
"سأبلغهم ..هل هناك تعليمات أخرى "
ليناولها الملف الذي انهى توقيعه بينما يخبرها بإرسال القهوة إليه ..وعدم إزعاجه قبل موعد المقابلة التالي "
لتخرج بهدوء تاركة إياه شاردا بقلق في سبب طلب عاصم لقائه ........
------------------------

ما أن خرج من حجرة الرعاية بعد اطمئنانه على حالة أخيه حتى لمحها ببداية الرواق تتقدم بخطوات مسرعة .. وتتلفت حولها بحثا عن شيء ما ليجد عينيه تمر رغما عنه عليها بتمهل ..لا يدري لم شعر بتلك المشاعر لدى رؤيتها ..منذ متى وهو يشعر باللهفة عليها ..بالرغبة في تأملها كأنثى ..بالضيق لحركتها المتسارعة التي تؤدى لتحرك مفاتنها باهتزاز واضح ..خاصة مع بلوزتها الضيقة التي تبرز معالم أنوثتها بوضوح ...كيف لم ينتبه لامتلاكها تلك المعالم البارزة رغم نحولها الشديد ..ليجد نفسه يتلفت حوله ناظرا إن كان هناك من ينظر لها مثله .. كانت تعطيه جانبها بينما تسأل إحدى الممرضات المارات شيئا ..فيجد نفسه يطحن أسنانه مع ملاحظة قصر طول البلوزة التي ترتديها فلا تكاد تصل لمنتصف أردافها... مع ضيق بنطالها الجينز مما يبرز معالمها بوضوح يثير غضبه ..لترتفع عينيه لتقابل عينيها بعد أن أشارت لها الممرضة عليه لتقترب منه بلهفة وهي تساله بقلق:
"أكرم كيف حال سامح ..ماذا حدث له ؟؟أنا لم أفهم شيئا من اتصالك المبهم السريع صباحا وأنت تخبرني بإلغاء حجوزات العيادة وتعليق اعتذار للمرضى ببابها لعدم قدرتك على الحضور اليوم نتيجة إصابة سامح واحتجازه لديك بالمشفى ..وصعدت لشقة والديك فلم اجد أحدا.. مما زاد قلقي فقررت الحضور للاطمئنان"
يا الهي ..ما هذا الشعور الذي يثور بداخله ..لماذا أحس بالضيق والاختناق وهي تخبره بقلقها على شقيقه ..لماذا يقف صامتا كأبله لا يرغب حتى أن يفتح فمه خوفا مما قد يفلته لسانه ليبتلع ريقه بصعوبة وهو يرى نظراتها المتعجبة له وهى تساله بتوجس:
"أكرم ماذا هناك ..لماذا أنت صامت هكذا ..هل الأمر خطير ..هل سامح"
ليقاطعها بحدة لم يعد يتحكم بها:
" سامح بخير ...لماذا أنت قلقة هكذا .. أم لم تعودي تستطيعي إخفاء لهفتك عليه رغم اني أخبرتك بالهاتف أنها إصابة بسيطة ..ولا داعي لتحضري أو تخبري أحد ..فلماذا لم تلتزمي بما قلته لك "
لينتبه لإجفالها من حدته وتراجعها خطوة للخلف بملامح مرتبكة وهي تقول بحرج ممزوج بالكبرياء رغم لمعة الدموع التي رآها بعينيها وهي ترفع رأسها ناظرة إليه:
"آسفة إن تخطيت حدودي ولم التزم بكلامك دكتور ..أنا لم اخبر أحد بشيء .. فقط أردت الاطمئنان على حال جار اعتبرته دوما بمثابة أخ لي ..لكن يبدو أني تجاوزت حدودي ..اعتذر منك"
لتستدير راغبة بالمغادرة ..ليجد يده تمتد بسرعة لتمسك يدها موقفة إياها... لتسحب يدها بحدة وهي تستدير ناظرة له بعيون غاضبة مرتبكة... ليبادرها بصوت نادم :
"بل أنا من أعتذر هند ..أنا آسف... لم يكن يحق لي مهاجمتك بهذا الشكل ..أرجوك سامحيني .. أنا مرهق بشدة فلم أنم منذ الأمس.. اعرف انه ليس عذرا يبيح لي مهاجمتك هكذا لكني أرجو عفوك" .. ليضيف بعد لحظة توقف لم تنبس هي فيها ببنت شفة:
"كما اني قلق عليك بسبب تغيبك عن محاضراتك بهذا الوقت مع اقتراب الاختبارات " ليضيف بصوت خرج رغما عنه ممزوجا بنبرة توسل:
" تعالي معي لحجرة مكتبي لنتحدث قليلا بهدوء "
ظلت للحظات تنظر له بتردد .. شعر به واضحا من تشنج جسدها وتهدج أنفاسها .. قبل أن يشعر بارتخاء كتفيها وإيماءة رأسها موافقة لتتبعه لحجرة مكتبه ليوارب الباب خلفهم ويجلسها على أحد المقعدين أمام مكتبه ويجلس هو على الآخر متجاهلا مقعده خلف المكتب ..ليميل بجسده قليلا ساندا كوعيه على فخذيه وعاقدا يديه معا ليقول لها بهدوء بعد أن تماسك قليلا محكما عقله الذي شعر أنه كان غائبا للحظات أثناء انفعاله الغير مبرر معها بالخارج:
"أعتذر ثانية هند ..أرجو أن تقدري حالتي ..سامح أصيب بطلق ناري وتسببت الرصاصة بتهتك في عضلات الفخذ ولحسن الحظ لم تصب الأوعية الدموية سيحتاج لراحة تامة لمدة أسبوعين ..لكنه أيضا تلقى ضربة على رأسه ..ومع إصابته السابقة بها ..وحدوث تشوش بالرؤية لديه كان لابد من وضعه تحت الملاحظة لفترة للتأكد من عدم حدوث أي مضاعفات أو تجمعات دموية ..حتى الآن المؤشرات مطمئنة ..ليضيف بمزاح حاول به تخفيف الجو المضطرب بينهما ....رأسه أصلب من الأعمدة الخرسانية التي يعمل بها... لم يصب سوى بكدمة وارتجاج طفيف ..لقد كان محظوظا "
كان حاجبيها معقودين بحيرة وهي تسأله:
"الحمد لله ..لكن كيف أصيب ..من أطلق عليه الرصاص ولماذا؟"
ليشيح بكفة وهو يقول بادعاء محاولا إخفاء الحقيقة:
"مجرد سوء حظ ..تواجد في المكان الخطأ بالوقت الخطأ وسط تبادل لإطلاق النار بين بعض اللصوص والشرطة ..مجرد حادثة غير مقصودة.. الحمد لله أن الأمر كان بسيطا"
لتهز رأسها بينما تقف متأهبة للرحيل لترفع يدها لأعلى لتعليق حقيبتها ذات اليد الطويلة بوضع مائل على جذعها مما جعل بلوزتها تزداد التصاقا بصدرها و لفت عينيه رغما عنه ...ليقف مشيحا بوجهه بينما يستغفر بداخله وهو يضغط على نواجذه ..ليلتفت بعد لحظة إليها ناويا لفت نظرها لضيق ما ترتديه وإن كان لا يعرف كيف سيبدأ حديثه معها عن هذا الأمر ..لكنه لا يستطيع الصمت على ما ترتديه... ليقاطعه محاولاته قبل بدئها فتح الباب و دخول سارة التي بادرته بالتحية وهي تقترب منه لتضمه بسرعة قبل أن تبتعد ناظرة لعينيه وهي تقول بمواساة:
"الف سلامة على سامح يا أكرم ..لقد عدت وأبي للمشفى من المطار مباشرة عندما هاتف أبي وهو بالطريق أحد الأطباء ليسأله عن شيء ما يخص إحدى الحالات وأخبره بأمر إصابة شقيقك...لماذا لم تهاتفني وتخبرني فور حدوث الأمر"
لتنتبه لحظتها لمن تقف خلفها فتستدير لتحييها برقة وهي تقول باعتذار:
"عفوا هند لم انتبه لك من شدة قلقي ..كيف حالك لابد انك أيضا قلقة على سامح ..لقد كنت مع أبي منذ قليل عند حجرة الرعاية واخبرنا الجراح المتابع له أنه بخير وسينقل لحجرة عادية بعد قليل " لترد عليها هند التحية بخفوت وهي تخبرها أن الدكتور اكرم طمئنها على سامح بالفعل " ليلاحظ أكرم وجه هند الممتقع ..وملامحها المنقبضة وهي تشيح بوجهها بعيدا عنهما قبل أن تعود سارة للحديث وهي تخبره أنها مرت مع أبيها للحجرة المحجوزة لسامح وسلمت على والديه وعلى همس وطمئنهم أبيها على سامح وقد تركته معهم وجاءت للبحث عنه" لتقاطعها هند وهي تقول بصوت استشعر حزنه واختناق حروفه خاصة مع إشاحتها لوجهها المنقبض بعيدا عنه دون أن يفهم إن كان السبب متعلق بقلقها على سامح أم ما زالت غاضبة من طريقته السابقة معها ...أم أن هناك شيئا آخر لا يفهمه ..ليسمعها ترد تحية هند لتلتفت إليه دون أن تواجهه بعينيها بينما تقول :
"سأذهب للحجرة المحجوزة لسامح لأسلم على همس ووالديك قبل ذهابي للكلية لاستكمال محاضراتي ..ولا تقلق دكتور بمجرد عودتي سأمر على العيادة واضع ورقة تنبيه على الباب باعتذارك عن الذهاب اليوم وكذلك سأهاتف من لديه حجز مسبق لتأجيل الموعد ..لتضيف موجهة السؤال لسارة ..عفوا سارة سعدت برؤيتك.. لكني مضطرة للذهاب فلدي محاضرة متأخرة يجب اللحاق بها ..هلا أبلغتني برقم حجرة سامح لأمر عليها بطريقي للخروج"
لم يهتم أكرم بالحوار الدائر بينهما قدر اهتمامه بمشاعره المضطربة وهو يناظر كلتاهما معا ..ليجد نفسه يتساءل ..لما لم يشعر بشيء عندما ضمته سارة رغم كونها زوجته شرعا ..بينما مجرد لمسة يد عارضة لهند أربكت دواخله ..لما لم يهتم بالتمعن فيما ترتديه خطيبته ولم ينتبه له من الأساس.. بينما عينيه تفصل ما ترتديه هند بتفحص وانتقاد ليشعر بتزايد شعوره بالاضطراب ..ويحاول التهرب من إيجاد الرد على تلك الأسئلة المثارة بداخله بالالتفات لخطيبته التي تنظر له بدهشة من شروده بعد مغادرة هند.. ليحاول إبداء الاهتمام بها وإخفاء اضطرابه وهو يسألها عن حالها ورحلتها ..دون أن يشعر باهتمام فعلي بإجابتها وهي تسترسل بوصف تفاصيل تلك الرحلة...
-------------

أخذ يبادل الجالس أمامه النظر بينما يقول ببرود ظاهري محاولا التحكم قدر استطاعته بصوته وملامحه حتى لا تكشف الغضب المتصاعد بداخله:
"هل يمكنني أن أعرف كيف علمت سيد عاصم بالمشاكل والتلاعبات التي تعرض لها مشروعي "
ليجيبه الآخر ببرود مماثل ونبرة هازئة لا تخلو من تكبر:
"خالد بك .. لا اصدق أن رجلا بذكائك يسأل سؤالا كهذا !!..أظنك تعي جيدا من أكون ..وكيف بإمكاني أن أعرف ما أريد وقتما أريد"
لينظر له خالد للحظات بتفرس هادئ قبل أن يسأله:
"ولماذا تريد أن تعرف ..لا أظن الأخبار ..خاصة السرية تصلك وحدها دون أن تكون قد أبديت رغبة أو أمر بالمعرفة سيد عاصم "
ليرد عاصم بهدوء ونبرة خبيثة بينما تتلاعب أصابعه بحليه فضية تمثل أسدا رابضا فاتحاه فاه معلقة بعلاقة مفاتيحه:
"بالطبع لابد أن اهتم ..خاصة عندما يكون الأمر متعلق بمن سيكون صهرا لي عن قريب "
ليعقد خالد حاجبيه بحيرة وهو يسأله بتوتر :
"صهر؟!!! ومن العروس التي سترتبط بها من عائلتي وتجعلنا أصهار سيد عاصم "
ليرفع عاصم عينيه إليه ليقول بنبرة تحمل مزيدا من السخرية والمكر:
" غريب ... ظننت أن عمتك السيدة رقية قد أبلغتك ...خاصة وحفل الخطبة يوم الخميس القادم ..سوف اخطب ابنة عمتك ..الآنسة ماهينار عز الدين ..كيف لم تعرف بالأمر حتى الأن ..ظننتك مقرب من أسرة عمتك ..خاصة مع عمل خطيبتي العتيدة لديك ....مؤقتا طبعا ..فلن أترك خطيبتي تعمل حتى ولو كان لدى ابن خالها الذي بمثابة شقيقها الأكبر "
كان خالد يعاني بقوة بمحاولة إخفاء انفعالاته التي أوشكت على الخروج عن حدود سيطرته ..ليتمكن بصعوبة من السيطرة على ملامح وجهه فيما عدا عينيه المشتعلتين غضبا وظل محتفظا ببرود نبرة صوته بينما يرد على هذا المتبجح المغرور قائلا:
"للأسف يبدو أني لست مقربا بما يكفي لأعرف بأمر الخطبة مسبقا سيد عاصم ...لكن هذا لا يفسر لي رغبتك بمعرفة دقائق وأسرار عملي "
ليرجع عاصم للخلف مريحا ظهره على مقعده
بينما يحرك يديه الممسكة بالأسد لتنقر على سطح مكتب خالد بهدوء نقرات متتالية بينما يقول بمراوغة:
"أريد أن أساعدك وأخرجك من مأزقك دون أي عوائق ..ودون أن يمس أسمك وسمعتك شيء "
ليعوج فم خالد ببسمة ساخرة بينما يسأل الجالس أمامه بتوقع:
"وطبعا هذا سيكون من خلال عرضك الشراكة معي بالمشروع ..أليس كذلك"
لتبرق عيني الجالس أمامه بإعجاب ممزوج بحقد لا يستطيع أن يخفيه بينما يقول بتواضع زائف:
"يعجبني ذكائك خالد بك ..ويشرفني أن نتعاون معا ..ليكون بيننا روابط مهنية وعملية ..بالإضافة لصلة القرابة المستقبلية"
ليطرق خالد صامتا للحظات بينما يعتدل للأمام عاقد كفيه أمامه على المكتب قبل أن يقول بصوت بات:
" أشكرك على عرض المعاونة سيد عاصم ..لكني أسف لا يمكنني قبوله ..فلابد أنك تعلم أنني لا أقبل الشراكة في عملي ..وأفضل العمل منفردا "
ليقطب عاصم قليلا قبل أن يعتدل هو الآخر ليميل للأمام مقربا وجهه من خالد بينما يسأله باستهانة:
"وكيف ستستطيع استكمال المشروع والالتزام بمواعيد التسليم ..وخاصة أنك كما اعرف رجل شريف ولابد ستضطر للتضحية بكل ما تم بنائه والعودة للصفر لإعادة البناء على أساس صحيح ..مع ما يعنيه ذلك من خسارة فادحة وتعطيل كبير للوقت ..سيحتاج لمضاعفة المجهود والعمال لتحاول تعويض الوقت الضائع ..وأشك أن تقدر فالأمر يصل لحدود المستحيل ..هذا بافتراض توفر السيولة لديك ..وهو ما أظنك تفتقده حاليا مع المشروعات التي وقعت عقودها مع كلا من التوكيل الألماني والشركة الإيطالية بالإضافة للمشاريع الأخرى التي لديك ..ولو طلبت قروضا بنكية وهو الأمر الذي أعرف أنك ترفضه تماما ..فلابد من تقديم ضمانات ترفضها أنت ...كما أن الأمر سينكشف ...ويعلم الجميع أنك تواجه مشكلات مادية ..وهو ما أظنك تتجنبه بقوة.. " ليصمت للحظات قبل أن يضيف بمهادنة ماكرة "لكنك إن قبلت شراكتي ستتجنب كل ذلك ..سأوفر لك السيولة اللازمة ..كما لن يستطيع احد أن يحاول مطالبتك بأي شروط جزائية نتيجة التأخير فسأتصرف مع الجميع وافتح مواعيد التسليم ..كما سيظل موقفك المالي وسمعة مجموعتك محفوظة دون أي مساس وخاصة أن الكل سيعزو شراكتنا لعلاقة النسب الجديدة بيننا ..ما رأيك؟!! "
ليرد عليه خالد ببرود جليدي يخفي اشتعال نيران غضبه لأقصى مداها:
"أشكرك على محاولتك مساعدتي سيد عاصم ..لكن قراري لم ولن يتغير ..لن اقبل بالشركاء ..ولن الجأ للقروض البنكية ..أم عن مشاكل السيولة المالية وخوفك على سمعة مجموعتي ..فلا تقلق ..سأجد حلا لها "
ليقف عاصم بجمود مواجها خالد ليقول بنبرة تحمل مزيجا من الحدة والوعيد:
"لا تعاند سيد خالد ..وأقبل شراكتي ويدي الممدودة إليك ..الآن أنا عندك ..وهو امر نادرا ما أقوم به.. وسأقبل التفاوض معك على النسب والشروط ...أما لو خرجت من هنا ..فستخسر هذه الميزة لاحقا ..وأنا واثقا أنك ستلجأ لي بالنهاية ..فمثلك لن يقبل أن تنهار مجموعته ويشرد المئات من الموظفين وأسرهم العاملين لديه لمجرد العناد ..كما لن أسمح بأن يكون لك شريك آخر غيري "
لينتفض خالد واقفا ليقول بحدة وكبرياء عنيف:
"لم يخلق بعد من يسمح أو لا يسمح لي سيد عاصم فاحذر كلامك ..وأطمئن لا أنت ولا غيرك ..أخبرتك أنا كفيل بمشاكلي ..شرفتني بحضورك سيد عاصم "
ليقبض عاصم على الأسد بيده بحدة بينما يقول بصوت كالفحيح:
"تذكر أني جئتك مادا يدي وأنت رفضتها ..فلا تلمن إلا نفسك بعدها.. أنت لا تعرف من الذي ترفض مساعدته وشراكته لكني واثق أنك ستاتي إلي بنفسك قريبا ..بل وقريبا جدا سيد خالد"
ليستدير متجها إلى الباب قبل أن يقف ملتفتا لخالد ليقول بخبث "أراك بحفل الخطبة يا نسيب ....أم أنها صهر ..عفوا فلست بارعا بمعرفة الفوارق اللغوية.. لكن المهم أننا سنصير أقرباء قريبا ..وشركاء أيضا.. هذا وعد مني"
ليفتح الباب مغادرا.. تاركا خالد يشتعل غضبا وغيظا ..ويسب بداخله عمته وماهي والعائلة بأكملها.... ليرفع هاتفه متصلا بتقى طالبا منها أن ترسل إليه الآنسة ماهينار فورا ..ليأتيه الرد بعد لحظات بأن الآنسة ماهينار قد غادرت منذ عدة دقائق ..ليصرخ هاتفا بغضب :
"ماذا تعني غادرت ..هل هي وكالة بلا بواب ..أبلغي رئيسها أن يتخذ ضدها الأجراء القانوني ..لن اقبل التهاون بالعمل من أيا كان"
ليغلق الهاتف الداخلي ويمسك بالهاتف الجوال محاولا الاتصال بها ليزداد حنقا وغضبا مع الرسالة المقيتة التي تبلغه بأن الجوال قد يكون مغلقا أو خارج النطاق.. ليتصل بمدحت الذي رد عليه بعد عدة رنات ليصرخ به سائلا عن مكانه بينما يتحرك خارجا وهو يحدثه ..فيأتيه صوت الآخر مخبرا إياه أنه بسيارته أمام المشفى الذي به سامح.. ليقف خالد للحظات متفاجئا من مكان وجوده قبل أن يقول له بحدة:
"جيد ابقى مكانك أنا بطريقي إليك" ...ليغلق الهاتف دون أن يترك للآخر المجال للرد أو السؤال...........

يتبع
-----------------------

سجي عادل likes this.

رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:53 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.