آخر 10 مشاركات
354 - نشوة الانتقام - مادلين كير - روايات احلامى (الكاتـب : samahss - )           »          الانتقام المُرّ (105)-قلوب غربية -للرائعة:رووز [حصرياً]مميزة* كاملة& الروابط* (الكاتـب : رووز - )           »          جمرٌ .. في حشا روحي (6) .. سلسلة قلوب تحكي * مميزه ومكتملة * (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          أطياف الغرام *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : rainy dream - )           »          قيود العشق * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : pretty dede - )           »          2- مرارة الإنتقام - روايات رومانس** (الكاتـب : Just Faith - )           »          دانتي (51) للكاتبة: ساندرا مارتون (الجزء الثاني من سلسلة الأخوة أورسيني) .. كاملة.. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          عــــادتْ مِنْ المـــــاضيِّ ! (1) * مميزة ومكتملة *.. سلسلة حدود الغُفران (الكاتـب : البارونة - )           »          دموع تبتسم (38) للكاتبة: شارلوت ... كاملة ... (الكاتـب : najima - )           »          [تحميل] سارق قلبي منذ الصغر ، لـ بوح ميمm (جميع الصيغ) (الكاتـب : Topaz. - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

مشاهدة نتائج الإستطلاع: ما هى توقاعتكم بالنسبة لموقف لأكرم
البقاء مع سارة 32 17.49%
البقاء مع هند 151 82.51%
المصوتون: 183. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree178Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-10-17, 10:03 PM   #601

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل السابع عشر

قامت بتعديل الوسائد خلف ظهره وهي مقطبة .. وما أن حاولت الانسحاب حتى جذب يدها لتسقط جالسة على الفراش وترتطم رأسها بصدره ..كتم شعوره بالألم ..فما زال جرح العملية يؤلمه لحد ما ..لينظر لها وهي تعتدل بارتباك وتقضم شفاهها بحركة يعرفها جيدا عندما تحاول منع نفسها من قول شيء ,, يعي قلقها الذي صدعت رأسه به منذ أصر على الخروج من المشفى واستكمال علاجه بالمنزل ضد رغبة طبيبه الذي كان يفضل بقائه في المشفى للمزيد من الوقت ...لكنه اكتفى ..حقا اكتفى من البقاء بعيدا عن بيته ..اكتفى من وجوده بمحيط مفتوح لا يسمح له بالخصوصية معها ...ليس وكأنه سيتمادى ...فما زالت حالته لا تسمح له بمزيد من الحميمية ..ليكتفي فقط بإرواء عطشه إليها ببعض القبلات .. يروي ظمأ السنوات من شهد رضابها محاولا تعويض وجع الفراق من كرز ثغرها ...لكن هذا الارتواء لم يزده إلا عطشا وجوعا.. يعتصر منه الروح والجسد ليتركه بعد كل قرب أكثر تضورا ..لكنه بالنهاية بشر ..مهما كان حجم رغباته ..ومدى عزيمته ..إلا أنه لا يستطيع تجاوز حدود قدرات جسد أوهنه المرض ..وما زال بطور الشفاء ...يحتاج وقتا ...الكثير من الوقت ...ثواني بحجم سنوات من شدة شعوره بالتوق ...لقد ابتعد عنها عشر أعوام كاملة..استطاع فيها تطويع جسده على البعد والجفاف ..لكن ما أن عادت إليه ...حتى بات يشعر بأن الثلاثة أشهر التي منعه الطبيب بها من ممارسة حياته الطبيعية كزوج ..ستمر عليه كثلاثين عاما ..لم تعد مسكنات القبل تجدي نفعا ...بل ربما زادت الأمر سوءا..فما عاد لديه قدرة على الصبر أكثر ..يحتاجها ...يحتاج وصالها ...ٌيحتاج للشعور برائحتها تحوطه ..بأنفاسها تعانق أنفاسه .. لأن ينام على صدرها ..ويداه تحوطها ..ليستيقظ على وجهها الناعم ....ليتنهد بقوة بينما يهتف داخله متى الشفاء من عشقك يا امرأة تسكنني كداء بلا دواء ...ليسخر من نفسه وهو يتساءل بداخله ..وهل يريد حقا الشفاء ؟ من قال أن كل مرض يلزمه شفاء ...ليغمض عينيه هاتفا لطيفها الساكن خلف جفنيه ..بعض المرضى معذبتي يتطهرون بالأنين والبكاء .. فالحب يا صغيرتي أجمل ألم ..وأعذب شقاء ..ومريضه أبدا لا يطلب العلاج أو يرغب بالشفاء...فرفقا بقلبي و كفي عن تعذيبي ..فأبدا لن اسمح لكِ بالتباعد ..أو التجاهل ..أو الجفاء" ليخرجه صوتها من تيهه بها ..الذي زاده وجودهما معا ببيتهما بعد سنوات الفراق وهي تقول بقلق :
"أشرف ...هل أنت بخير ...وجهك شاحب ...لا أدري سببا لتصميمك على الخروج قبل اكتمال شفائك ..الطبيب قال..."
ليقاطعها بصرامة يتبعها معها مؤخرا كأسلوب تعامل لم تعتده منه يوما ...لكنه يحتاجه حاليا لتأسيس أسلوب حياة مختلف عن السابق:
"تقى الأمر انتهى ..الطبيب لم يقل أن الأمر ممنوع ...بل فقط غير مفضل ..خوفا من أن اعرض نفسي للإجهاد ..وهو ما لن أفعله ..وأظنك ستكونين قادرة على متابعة مواعيد أدويتي ..والتغيير على الجرح ..فقد قارب على الالتئام ولم يعد يحتاج لمتخصصين للتغيير عليه ..وسأعود كل فترة للمتابعة والكشف ...لا داعي لاستمرار بقائنا هناك"
..لتحاول مجادلته ليرد عليها بحزم مانعا إياها من المزيد من المجادلة .. بنبرة لا تقبل المزيد من النقاش...لم يكن يهنها أو يجرحها ..لكنه لم يعد يسمح لها بتجاوزه ..أو تنفيذ رغباتها على حسابه ..يعلم أن معاملته معها الفترة الماضية تربكها ...فرغم كثرة تواصلهم الحسي ..وإن كان غير مكتمل ..إلا أن تغير أسلوب معاملته معها من الحنان والرضوخ لطلباتها الذي اعتادته منه سابقا للحزم الجديد عليها آنيا يربكها....لكنه اكتشف في بعد كل هذه السنوات أن حمقائه الحبيبة ..ليست أكبر من مراهقة نزقة رغم سنوات عمرها ..تحتاج بعض الشدة والحزم .. ليحاول تجاوز الموضوع وهو يسألها إن كانت أبلغت ياسر بأمر خروجه حتى لا يذهب المشفى بعد نهاية دوامه ..لتهز رأسها إيجابا وهي تقول ببسمة رقيقة جعلت عيناه تتعلق بثغرها :"نعم ..لقد صُدم وأنا أخبره ..خاصة أنه لم يكن لديه فكرة ...كان يرغب بأخذ إذن من العمل والعودة ..لكني أخبرته أنك سترفض وتغضب إن فعلها ..وأننا لن نذهب لمكان ..كما يجب عليه البقاء حتى يعيد تقى معه " لتتنهد بقوة وهي تقول بقلق شفيق:" صغيري المسكين ..أعرف أنه سعيد لعودتنا معا ..وكان يمني نفسه بأن يجتمع شمل ثلاثتنا معا بالمنزل وبقائه خارجا ..حتى لو كان بالشقة المجاورة يحزنه ويغضبه ..لتهز كتفيها بقلة حيلة وهي تكمل " لكن الضرورة تحكم ..فليس بالإمكان ترك الفتاة بعيدا ..ورغم أني أحاول قدر استطاعتي الاهتمام به وتدليله حتى لا يشعر بالبعد والنبذ ..إلا أنه لا يكف عن إبداء رفضه للوضع ويتعمد إشعار تقى بالأمر ..أنهما لا يكفان عن الشجار كالأطفال ..حتى تعبت من فك اشتباكاتهم معا ..و...آآآآه "
لم يكن يستمع لهذرها من فترة ...فقد تاه في عمق عينيها وحمرة ثغرها ليجذبها إليه وهو يقول بصوت أثقلته العاطفة ليخرج خشنا:
"دعك منهما ..وتعالي لنستغل الوقت قبل عودتهما ..فأنا بحاجة لبعض الاهتمام والدلال ..أكثر من صغيرك هذا ..ليبدأ رحلة عذاب ارتوائه الغير مكتمل ....
-------------------------


Layla Khalid likes this.

رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-10-17, 10:04 PM   #602

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

صرخت بألم من قوة الضربة التي القت بها أرضا لتغيم أمام عينيها أبراج منهاتن الظاهرة من نافذة شقتهم بوسط نيويورك ..تلك الشقة التي عادت لها منذ عدة دقائق فقط بعد أن قضت عدة أيام بفرنسا ..حيث فوجئت منذ أسبوع ...تحديدا بالليلة التي يفترض فيها قيام سليم بتنفيذ خطة جلب سارة وخليل لها ... باتصال ديمتري بها ثائرا بينما هي منتظرة أخبار من سليم الذي تأخر عليها لدرجة أقلقتها... ليأمرها بصوت صارخ ونبرة غاضبة جعلتها تتوجس خيفة.. أن تجهز فورا لمغادرة البلاد على أول طائرة مغادرة يستطيع تدبير تذكرة لها عليها ...لتكون طائرة فرنسا هي الأقرب ...لتكون على متنها بعد أقل من أربع ساعات من مهاتفته لها لتبقى هناك لعدة أيام حتى يجد حلا للمصيبة التي تسببت بها لهما حسب قوله ..وحتى يتأكد من عدم معرفة أحد بدورها فيها وخاصة الزعيم ..لتحاول مراوغته ومهادنته ... ليقاطعها صارخا بما افقدها القدرة على النطق وسحب الدماء من وجهها ليتحول لشحوب الموتى وهو يخبرها بالقبض على سليم ..لم تعرف ما حدث ..ولا كيف عرف هو بالأمر .. وها هي عادت لتتلقى عقابها على تجاوزها إياه..وتعديها على قوانين المنظمة التي تقضي بعدم قيام أي من المنتمين إليها بعمليات خاصة ....تتسبب بكشفهم أو كشف أيا من رجالهم ...لقد أخبرها كارل بالأمر وهو يحضرها من المطار ...فيبدو أن أحد رجال سليم كان عينا عليه ..وهو من ابلغ كارل ..الذي سارع بإبلاغ ديمتري ..فكعادة المنظمة ...لا ثقة مطلقة ..ودوما كل رجال المنظمة ..يكونون تحت العين ...وهناك عيون عليهم لضمان الولاء المطلق .. قيامها بالأمر دون علمه ستدفع ثمنه بعنف هي أدرى الناس به ...عاد لسحبها مرة أخرى بعنف لتقف أمامه وهو يقول لها من بين أسنانه:
"أيتها الحمقاء الغبية ...كيف تجرئين على التصرف دون إذني...بسببك فقدنا رجلنا الأول بالشرق الأوسط ...أتعرفين ما سيحدث لي ولك إن علم الدون بما فعلته ...ولماذا؟! ها ...لأجل رغبة غبية ظهرت بعد سنوات لرؤية ابنتك اللعينة "
حاولت التماسك رغم ما نالته من ضربات وصفعات على يد ديمتري ...لتقول بصوت حاولت إخراجه باردا بصعوبة:
"أرجوك ديم ...حبيبي...أنا لم أقصد أن افعل شيئا من ورائك...فقط أردت رؤيتها وهي كانت ترفض ...لم يكن مفترضا أن يحدث شيء يلفت النظر...الغبي هو من حولها لحرب ...وأطلق النار وتسبب بكل تلك الفوضى ..حتى أنه فشل بالهرب ليسقط مع من استأجرهم "
ليصرخ بها بعنف .."أنا لا يهمني تلك التراهات ..هذا الغبي الذي تتحدثين عنه ...هو من يدير أعمالنا هناك بأكملها ...يعرف أدق أسرارنا ...هو الواجهة لنا ..أتعرفين كم يكلفنا تدريب أمثاله والثقة بهم ..لقد أخطأت حين وثقت بك ..وجعلت كارل يجعله بخدمتك ...الآن أنا اضطررت لتصفيته قبل أن ينطق"
لترفع رأسها وتقول بثقة مفتعلة:
"لم يكن ليقول شيئا أنت تعرف ..رجالنا لا يتحدثون للشرطة ..يعلمون ما سيحدث لعائلاتهم إن فعلوا.. والرجال الذين كانوا معه ..لا يتبعونا ..ولا يعرفون شيئا ...فقط كانوا ينفذون تعليمات سليم "
لينظر لها بغضب وهو يقول بسخرية:
"أتظنين اني قد أمرت بقتله خوفا أن يتحدث مع الشرطة أيتها الحمقاء" ...ليقترب منها ثانية ممسكا برقبتها بين يديه ضاغطا عليها حتى أحتقن وجهها وبدأت تشعر بانسحاب الهواء منها ..." بل حتى لا يتواصل مع رجالنا نحن ..فيصل الأمر للدون ...ويعرف أن زوجتي الغبية هي السبب بسقوط رجلنا بالشرق الأوسط ...لقد اضطررت للكذب على الدون للمرة الأولى بحياتي ..مخبرا إياه أن سليم كان يعمل لحسابه ..وكشف نفسه بعملية خاصة به ...لذا تم تصفيته حسب العادة لمن يخالف الأوامر...ادعي إيفا ..ادعي أن لا ينكشف الأمر ..وإلا سأكون أنا من ينفذ بك قانوننا الخاص وأقتلك بنفسي"
ليقذف بها بعيدا وهي تحاول استنشاق أنفاسها الضائعة بصعوبة ...لتسمعه يقول بحدة: "أنسي أمر ابنتك تلك تماما ...وقسما إيفا لو علمت أنك حاولت التواصل معها أو فعل شيء بدون علمي وإذني ...لأحضرنها لك لتودعي جثمانها قبل أن تجاوريها في نفس المقبرة "
ليتركها خارجا وهو يعطي كارل تعليماته بعدم السماح لها بالخروج أو التواصل مع أحد..
لترتمي هي على المقعد بإنهاك ..لتترك العنان لدموعها النادرة بالنزول...تفكر أنها قد خسرت فرصتها مع ابنتها للأبد ..لترفع رأسها بعد لحظات ..وهي تمسح دموعها بيد مرتجفة من فوق وجنة حملت أثار ما نالته من ضرب وعنف زوجها..لتقرر أنها لن تخسر تماما ...فإن فقدت سارة ...فلتتمسك بديمتري ...وموقعها المميز لديه ...ستعود لاكتساب ثقته ...وتتعامى عمدا عن خياناته ...وتساعده بالأعمال ..ستعود إيفا بدون قلب ..أو ذكريات ...أو حنين لطفلة تحمل ملامحها ..لكن ليس قلبها ..أو طباعها ...ربما كان هذا للأفضل.. حتى لو شعرت..بحنين .. بألم ..بشوق... بافتقاد لنظرة لعيني طفلتها الذهبية ...لخواء بصدرها التائق لضمة منها ...لكنها بداخلها تعلم أنها فقدت هذا الحق منذ زمن بعيد ..والاقتراب الآن ..أصبح محفوفا بالمخاطر لصغيرتها ...لذا فلتبتعد كالماضي .. ولتتمسك بما اختارته قديما ...فلن تخسر كل شيء
-----------------------------

Layla Khalid likes this.

رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-10-17, 10:05 PM   #603

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

دخل على أستاذه بحجرة مكتبه ..ليجده ساهما.. شاحبا بوضع صار معتادا...منذ ما حدث من أسبوع ..ومحاولة اختطاف سارة التي علم بها عندما هاتفه أحد زملائه بالمشفى ليبلغه بالأمر.. في تلك الليلة التي يبدو أنها لم تكن ليلة عادية في حياة الجميع ...كان قد أوصل هند توا مع خالد وهمس لمنزلهما.. هند التي ركبت بجواره في المقعد الخلفي لسيارة زوج شقيقته ..وسط تجمهر أهل الحي ..ونظراتهم التي حملت مزيجا من الإهانة و الإدانة وهمساتهم التي وصلهم بعض منها..كلمات حقيرة تتهمها بالتلاعب به لإيقاعه ..لقد شعر بالغيظ ...فرغم أنه من المفترض أنه مدان مثلها حسب ظاهر الأمر ..إلا أنها هي من كانت هدف الانتقاد واللوم ..وكأنها هي المخطأة وحدها ..ليشعر بالاختناق من جور مجتمع يحمل الأنثى تبعة كل خطيئة ..كما لو كانت هي وحدها الملومة على كل خطايا الكون ... لقد ألتزمت صمتا خانعا أقلقه بينما تجلس ملتصقة بجانب الباب متلافية تماما التقاء نظراتهما أو النطق بحرف واحد ..لتستسلم ليد همس التي أسندتها ما أن وصلا لتتركه دون نظرة أو كلمة لتتبع شقيقته برأس منكس ..أثار داخله شعورا بالغضب ..ورغبة بجرها إليه ..ليضمها لصدره ..ويمسح على رأسها طالبا منها أن ترفعها ..وأن لا تخفضها يوما... فهي لم ترتكب إثما ..أن لا تهتم وإن أدانها العالم أجمع ..فهو يعلم أنها أنقى وأشرف من عرف ...لم ولن يغير نظرته إليها شيء ...لكنه للأسف لم يقل شيئا ...لم ينطق وهو يراها تختفي مع شقيقته خلف الأبواب ..بينما التزم هو صمتا موجعا دون قدرة على محاولة الاقتراب منها مفضلا منحها بعض الوقت لتلملم شتات روحها المعطوبة ..ونفسها المنكسرة ..واعدا نفسه بمحاولة الاقتراب بعد حين ..لتطبيب الجرح ..وإصلاح العطب ...فقط قليل من الوقت يحتاجه كلاهما ... وهو بخاصة ..حتى يعلم خطوته التالية ...فهو لن يستطيع أن يغفل عهدا يقيده لأخرى ..لا يحق لها جرحها والغدر بها ... ليظل للحظات واقفا مكانه واقفا بجوار سيارة خالد .. الواقف بجواره بصمت مشفق ..ليخرجه رنين الهاتف حاملا له أنباء تلك المصيبة المتعلقة بسارة ..ليهرع للمشفى قابلا عرض خالد بمرافقته ..ليفاجئ كلاهما بما يحدث وبتلك الكارثة التي أذهلته ..وقيدت لسانه عن البوح بما حدث ..فلا الزمان ولا الظروف حتى الآن تسمح بوضع مزيد من الهموم على أكتاف خطيبته ووالدها ...ليتنهد بعمق وهو يجلس أمام مكتب والده الروحي ليسأله بهدوء:
" ما أخبار التحقيقات ...وماذا فعلت مع أقاربك ...لقد رأيتهم يخرجون منذ قليل هم والمحامي الخاص بك"
ليجبه باقتضاب:
"لقد سويت المسألة معهم "
تنفس بعمق وهو ينظر لوجه خطيب ابنته ..ليوضح له الأمر ..فمن حقه معرفة ما أتفق عليه معهم :
"رتبت مع المحامي أن نقول أن الشابين كانا بانتظاري بناء على اتفاق مسبق معي.. وأنهم رأوها عندما هاجمها الثلاث رجال الذين قبض عليهم محاولين اختطافها ...فحاولوا التدخل و سحبها لسيارتهم لتخليصها منهم ..ومقابل هذا الاتفاق .... الذي سيضمن تخليصي لولديهم من السجن ..قاموا بتوقيع عدد من الشيكات وإيصالات الأمانة بمبالغ طائلة ..يحمل كلا منها توقيع واحد منهم .. وفي حالة محاولة أيا منهم الاقتراب منا ثانية سأقوم بسجنهم بها ...لقد تعمدت أن تتعدى قيمة الشيكات ..قيمة نصيبهم بتركتي بعد موتي ..واتفقت مع المحامي ..أن يحفظها لديه ..وفي حالة وفاتي ..يتم تحصيل قيمتها من نصيبهم الشرعي ..وبهذا لن يحصلوا على شيء ..لكني أوصيت أيضا أن يتم استخدام المال لبناء مدرسة ومسجد ومستوصف صغير بالبلدة ويكون لهم ولأبنائهم أولوية العمل بتلك المشاريع .. لا أدري مدى شرعية الأمر ..لكني لا استطيع السماح لهم بالتمتع بمالي بعد فعلتهم ..وفى الآن نفسه أخشى عذاب الله لو حرمتهم نصيبهم الشرعي ..لذا سيسلم إليهم نصيبهم .. لكنهم سيضطرون لدفعه كتعويض لقاء ما اقترفت يديهم ..ليتنهد بعمق راميا رأسه للخلف وهو يغمغم ..فليسامحني الله ..
ليعاود أكرم سؤاله بقلق:
"والثلاثة الآخرين ..ألم تعرف شيئا عنهم ..الم توضح التحقيقات سببا لاستهدافهم سارة تحديدا لمحاولة خطفها"
ليغمض خليل عينيه مرجعا رأسه للخلف ..بينما يجيب بغموض :
"لا ...المحرض وجد مقتولا صباح اليوم التالي بزنزانته ..ورجاله لا أحد منهم لديه فكرة عن شيء حسب كلام المحقق معي ...فهو استأجرهم مؤخرا ..أحدهم عامل نظافة لدينا ..والآخر مسجل خطر ..وكلاهما لم يكن لديه معرفة مسبقة بالمدعو سليم ..لقد أقروا انه تواصل معهم عارضا عليهم مبلغا طائلا مقابل مساعدته بخطفي أنا وابنتي .. ولم يعرفوا أو يسألوا عن المزيد ..فقد كان شرطه عليهم أن لا يسألوا عن شيء"
ليقول أكرم بحيرة :
"لكن الأمر غريب ومقلق ..لابد أن هناك من هو وراء ما حدث ..بدليل حادث قتل رئيسهم هذا ..هل هناك عداوات بينك وبين أحد ما ..يمكن أن تصل لحد محاولة إذائك ..أنت وسارة " ليرد عليه بمواربة وهو يطمئنه:
" أنت تعرف أن لا إنسان بلا أعداء ..لكن بالتأكيد ليس لدي أعداء يمكن أن يصلوا لدرجة الخطف والقتل ..ربما كانت محاولة للابتزاز ..وطلب الفدية ...من يدري ...على كل حال لا تشغل بالك ..فأيا كان ,,لا أظنه يجرؤ على تكرار المحاولة "
ليقاطعه أكرم بقلق:
"لكن دكتور ..لابد من التوصل لمن خلف الأمر ..فالأمر مقلق وغير مضمون و.."
ليقاطعه منهيا النقاش بحدة أثارت عجب الجالس أمامه:
"أخبرتك أن الأمر انتهى أكرم ..لا أريد مزيدا من الحديث فيه" ..ليضيف بمهادنة بعدما لاحظ ملامح أكرم المتفاجئة من حدته الغير مبررة:
"عفوا بني ..تعرف حالتي وما أعانيه طوال هذا الأسبوع ..خاصة مع حالة سارة المنهارة "
ليقطب أكرم وهو يقول مؤيدا :
"عفوا أستاذي معك حق ..لا تهتم ..أنا أيضا قلق على سارة ..أنها مرابطة أمام حجرة الرعاية تكاد ترفض مغادرة بابها ..أنا أفهم شعورها بالذنب ناحية الشاب قريب خالد زوج أختي ..الذي خلصها ..لكن ألا ترى أن حالتها وتصرفاتها مبالغ بها ...أنها ترفض مغادرة المستشفى منذ أسبوع ..ولا تكاد تتناول الطعام .. بل لا تكاد تشعر أو تستجيب لأيا منا ..لقد حاولت معها لأكثر من مرة أن تعود للمنزل لتستريح ..بلا فائدة ..حتى استراحة الطبيبات لا تكاد تستريح بها ساعتين لتعود ثانية للجلوس أمام حجرة الرعاية ..الأمر تجاوز المنطق "
تنهد خليل بضيق وهو يسبل عينيه مخفيا نظراته عن الجالس أمامه ..يتفهم عدم فهمه لموقف وأفعال ابنته ..يكاد يرى نظرات التعجب والتساؤل بعيون الجميع ..حول تصرفاتها ليحاول إقناعهم بأنها تشعر بالذنب ناحية الشاب..وأنها ما زالت تعاني صدمة ما حدث لتوجه انهيارها نحو هاجس الاطمئنان على من أنقذها ..كلمات وإن تقبلوها بالبداية فلا يظنها قادرة على إقناعهم مع مرور الوقت واستمرار ابنته على حالتها وملازمتها لباب الرعاية منذ خروج مدحت من حجرة العمليات بعد استخراج الرصاصة الأولى التي تلقاها بصدره ..والتي لحسن حظه تجاوزت منطقة القلب بمسافة صغيرة ..لتظل الرصاصة الثانية والتي استقرت بمنطقة حساسة من عموده الفقري هي المشكلة التي لم يستطيعوا حلها إلى الآن ..خاصة مع الغيبوبة التي سقط بها الشاب ولم يفق منها حتى اللحظة ...يعرف أنها تتسلل ليلا فترتدي الزى المعقم وتدخل إليه بعد انتهاء موعد الزيارة وذهاب أقاربه..لقد أبلغته الممرضة الليلية المسئولة عن الحالة ..وهو أكد عليها أن تدعها تدخل إليه وان لا تخبر أحدا بالأمر...لحسن الحظ أن تلك الممرضة كتومة ومحل ثقة .. ..لكن الأمر يقلقه ..ويحيره ..ليغمض عينيه متذكرا تلك اللحظات الرهيبة التي لا تنفك تطارده ككابوس رهيب في صحوه ونومه ..وهو يرى هذا الحقير المدعو سليم والذي عرف من سارة أثناء انهيارها بين يديه بحجرة مكتبه التي ادخلها إليها فور إنقاذها ...أن أمها من أرسلته لخطفها ..ليطلب منها التكتم وعدم ذكر الأمر ..لتدخل بحالة من الهستريا والصراخ وهي تخبره عن هذا المدحت..وأنه كان زميلها بالجامعة ..كانت تظنه مات ..فالدماء التي كانت تنزف بقوة من جراحه ..والتي ما زالت تخضب ملابسها هي .. تعطي هذا الانطباع ..لقد عانوا بشدة ليفصلوها عنه ويدعو الأطباء والممرضين الذين هرعوا على أصوات ما يحدث ينقلونه من خارج المبنى لداخله ..بينما هي تشبثت به وهي تصرخ باسمه وتهتف أنه أنقذها وفداها بحياته ..وما أن ابلغها انه ما زال على قيد الحياة لكن حالته خطرة .. حتى أصيبت بانهيار حاد وهستيريا اضطرته لحقنها بمهدئ أسلمها لنوم مضطرب لساعات عدة ..كانت كفيلة له للتقصي حول الشاب الذي أبلغه الأمن أنه جاء ليسأل عن إمكانية زيارة سامح شقيق الدكتور أكرم ..وأنهم رفضوا لانتهاء وقت الزيارة ..ليطلب الذهاب للحمام ويخرج بعدها ..وكان هذا قبل الحادثة بوقت قصير ..هو لا يعرف يقينا سبب بقاء الشاب حول المشفى بعد خروجه ..وهل كان الأمر مجرد مصادفة .. أو انه كان بانتظار سارة لسبب ما ..أو أن هناك شيء آخر ..لكنه يجزم ..أن هناك ما يربط هذا الشاب بابنته ..خاصة مع استرجاع ذاكرته لأحوالها المضطربة وقت دراستها بالجامعة ....ليحاول الهرب من الأفكار التي تقلقه ..وينظر للجالس أمامه ..والذي أصبح ارتباطه بسارة والذي كان حلما يتمناه... محل قلق له ...فقد أبلغه زميله الدكتور عبد السميع اليوم صباحا بأن قرار البعثات صدر ..وأسم أكرم تصدر القائمة لبعثة لندن ...يعرف أن لندن بالذات حلم أكرم ..وهي المكان الأمثل لتخصصه ...لكنه بعد ما حدث ...يستحيل أن يقبل بسفر أبنته لهناك ...لن يسمح أن يرسلها بيده لمعقل أمها وزوجها المجرم .. لقد حاولت خطفها وهي هنا بجواره و وسط بلاده ..وكادت تنجح لولا رحمة الله ...فكيف سيكون الوضع وهي لديها هناك ...ليتنحنح مجليا صوته وهو ينظر لأكرم الساهم أمامه قائلا:
"أكرم أخبرني الدكتور عبد السميع أنه أبلغك بأمر صدور قرار البعثات "
ليعتدل أكرم وهو يجيب أستاذه بوجوم ..تعجبه خليل ..فهو كان يظنه سيكون طائرا من السعادة :
"نعم دكتور ..لقد أبلغني بضرورة تجهيز أوراقي ..وأوراق سارة بما أنها سترافقني كزوجتي ...في موعد أقصاه شهرين أو شهرين ونصف على أقصى تقدير "
ليطرق خليل للحظات قبل أن يقول بصوت متردد:
"أكرم ..ما رأيك أن أحدثهم باللجنة لاستبدال لندن بألمانيا ..لا أظن زميلك الذي نال بعثة ألمانيا سيرفض التبديل ...فألمانيا الدراسة بها أسهل ..ومدتها أقل"
لينظر له أكرم بتعجب ذاهل وهو يقول:
"ماذا؟!! بالتأكيد لا ..إن لندن حلم كل طبيب عظام ..فهي الأفضل بهذا التخصص وبها جمعية العظام الملكية ..أقوى واكبر جمعيات العظام بالعالم وكل اطباء العظام يحلمون بالانتساب لها....بالإضافة لأني أجيد اللغة ..وهو ما سيسهل الأمور علي.. أنا متعجب لكلامك هذا أستاذي..كنت أظنك ستفضل هذا ..خاصة وسارة معها الجنسية الانجليزية مما سيسهل لنا الأمور "
ليطرق خليل برأسه للحظات قبل أن يرفعها مواجها عيني تلميذه وابنه الروحي وهو يقول آسفا :
"سامحني بني ..أعرف أني اتفقت معك على مرافقة سارة لك بالبعثة ...لكني بعد ما حدث ..أشعر بعدم قدرتي على مفارقتها ...لن استطيع تركها تسافر معك ..أعرف أنه يحق لك الرفض ..فطبيعي أن تحتاج زوجة معك بسنوات غربتك ..لذا فأنا أمنحك حرية اتخاذ القرار المناسب لك ...وصدقني ..أيا كان قرارك ..فلن يؤثر على علاقتي بك ومشاعري نحوك ..ستظل دوما ابني الذي لم أنجبه "
ليقاطع محاولة أكرم للتحدث:
"لا أريد رأيك الآن بل فكر جيدا واتخذ قرارك ..وللعلم أنا لم أتحدث مع سارة بعد ..فحالتها لم تسمح ..لذا ..فالأمر هو طلب خاص ..بل ورجاء مني أنا ..وكما قلت ..سواء قررت أن تسافر وحدك وتتركها حتى تعود ..أو تنفصلا وترتبط بمن يمكنها أن تسافر معك ..فالأمر لن يؤثر إطلاقا بعلاقتنا ..لكني في جميع الأحوال لن استطيع مفارقة أبنتي ...فكر بني وأبلغني قراراك "
ليومئ أكرم برأسه وهو يستأذن مغادرا
------------------------


Layla Khalid likes this.

رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-10-17, 10:06 PM   #604

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي


تجلس ساهمة بحجرة مكتبها بالمشفى ..وجهها ازداد نحولا وشحوبا .....عينيها غائمتان بالحزن والألم .. لا تكاد تشعر برغبة بفعل شيء ..فقط تفكر بهذا الغائب عن الوعي منذ أسبوع ..لقد أصرت على معرفة تفاصيل حالته ..لتصدم بكون الرصاصة المستقرة بعموده الفقري قد أصابت النخاع ألشوكي وهناك احتمالية كبيرة لفقدانه القدرة على الحركة بل وربما أسوء أيضا ربما يفقد القدرة على الإحساس بالمنطقة السفلى ...لقد سمعت قريبه خالد و والدته وهم يقترحون نقله للخارج ..لكن أباها وباقي فريق الأطباء رفضوا محذرين من مغبة تحريكه ..التي قد تسبب مضاعفات اكبر ..كما أن عدم استيقاظه حتى الآن يحيرهم ويقلقهم ,,هم يحتاجون لإفاقته لتحديد مدى سوء الوضع ...هي لا تستطيع تخيل مدحت ..بكل عنفوانه ..وحيويته ..ونشاطه ..عاجزا ..وبسببها هي .. إنها حتى الآن لم تخرج من صدمة رؤيته أمامها بعد هذه السنوات ...ومتى .... في أسوء لحظات حياتها ..ليفديها بنفسه ..كانت تظن أنها نسيته ...دفنته عميقا بداخلها ..منعته قصرا أن يطفو على سطح ذاكرتها ..أوهمت نفسها أنها تخطت مشاعرها تجاهه ...لتنفجر بأعماقها فجأة ..وينتفض قلبها من سباته في نفس لحظة سقوطه فوقها مدرجا بدمائه ..لتشعر برغبتها بأن تفتديه بروحها .. لتعترف لنفسها أنها لن تستطيع الحياة لو أصابه مكروه ..تظل تراقبه ليلا..بعد مغادرة كل أقاربه..لتجد ملامحه ما زالت محفورة بداخلها ..لم تنساه كما أوهمت نفسها ..لم تتخطى حبه رغم جرحه لها كما ظنت ...ما زال يسكنها ..لتنهمر دموعها رغما عنها ..دموع مزجت الألم .. الخوف ..والذنب ..ذنبها ناحية رجل رائع ارتبطت به برضاها ..رجل يستحق وفائها المطلق ..لا يجوز لها خيانته بفكرها أو بمشاعرها ..لكنها غير قادرة على منع نفسها ..ليقاطع أفكارها دخول سبب وجع ضميرها..ليحيها بهدوئه المعتاد ..بينما تشعر هي بلسانها ثقيلا .كما لو كان مقيدا بفمها ..لتتهرب من نظرات عينيه المتفحصة بينما تسمعه يقول:
" لقد تركت الدكتور خليل منذ قليل .. ربما لم تعرفي بعد ..لقد ظهرت نتائج البعثة ..والمفترض أن نبدأ بتجهيز أوراق السفر ...لكن والدك أبلغني بعدم رغبته و قدرته على مفارقتك ..خاصة بعدما حدث ..وترك لي حرية القرار ..وبما أن هذا القرار يشملنا معا ..فكان لابد لي من التحدث معك "
كلامه أشعرها بالارتباك والضيق ..فلم تنتبه لعينيه الهاربة ولا ارتباكه الغير معتاد ..فجل ما كانت تفكر فيه ..هو ضرورة اتخاذ قرار حاسم ..فهي لا يمكن أن تسافر مع أكرم ..مدحت سيحتاجها بجواره ..وهي لن تتركه ...ليس وهو قد أصيب بسببها ستظل بجواره ..حتى لو كان لا يحبها ... أما أكرم فلن يمكنها البقاء مرتبطة به ..فتلك خيانة لا تقبلها لنفسها ..أو له "
لتنظر له بعيون غائمة بالدموع وهي تقول بصوت يحمل مزيجا من الأسف والرجاء:
"أكرم .. يعلم الله أني كنت دوما أراك نعم الرجل ..وكنت فخورة بارتباطي بك ..فأنت رجل تتمناه كل فتاة ..خلوق ..شهم ..وسيم ...طموح ..وينتظرك مستقبل باهر ..لكن ... سامحني ...رغم إعجابي الكبير بك ..إلا أنني لا أستطيع أن أكمل معك " ليقاطعها بتردد وارتباك :
"إن كان السبب عدم رغبتك بمفارقة والدك ..فلا مشكلة ...بإمكاني السفر وحدي ..وترك الوقت لك ..هناك فقط موضوع أرغب باخبا.."
لتقاطعه بحسم:
"لا أكرم ..ليس للسفر دخل بما أطلبه ...فقط أن ما حدث لي جعلني أراجع مشاعري ..أكرم أنا معجبة بك ...وبشدة ..أنت تمثل لي صورة تشابه أبي كثيرا ..ودوما ما تمنيت أن ارتبط بمن يشبهه ..لكن القلب لا يخضع لأهدافنا التي نضعها لحياتنا .. أنا لا أشعر نحوك بتلك العاطفة التي تستحقها ..أنت تستحق من تحبك بقلبها وعقلها وكل مشاعرها ...لا تراك فقط زوجا جيدا و مناسبا ومشابه لأبيها ..سامحني أكرم ..ولو كنت تحمل لي معزة .. أنه ما بيننا الآن ..أرجوك ..أرحني من قيد يشعرني بالذنب ..ولا تسألني عن الأسباب ..أرجوك ..."
أخذ يحدق بها للحظات عدة قبل أن يقول بهدوء:
"الا تريدين المزيد من الوقت للتفكير أو ..
لتقاطعه بلهفة وهي تقول ..لا...لا ... فقط أنطق الكلمة التي تنهي رباطنا ..حررني أكرم ..أرجوك ..أنا بحاجة لتحررني .. وبحاجة أكثر لتؤكد لي أن علاقتك بي وبأبي لن تتأثر بفراقنا..عدني.. عدني أن لا تتركنا ..أو تترك المشفى ..عدني أن لا تتأثر علاقتك بأبي ...عدني.. أن لا تكرهني ...أنت..لتغمض عينها بينما يزداد انهمار دموعها وهي تكمل .. غالي عندي جدا..إن كنت مضطرة لخسارتك كزوج ..فلا أريد أن أخسرك كأخ وصديق "
كانت دموعها تجري وصوتها يتهدج بقوة ..لتغمض عينها هربا من نظراته المتفحصة ...رغم أنها لم ترى فيها لوما أو غضبا ..فقط بعض الأسف الممزوج بالفضول ..لكنها بحاجة لسماع كلمة الطلاق منه ..بحاجة لتكون حرة من قيود الذنب التي تكبل روحها ..لتستطيع الاقتراب من ذاك الغائب الحاضر ..لتسمع صوت أكرم يمنحها صك الحرية والغفران معا وهو يقول:
" يكفي سارة ..والدك كان وسيظل والدي الروحي ومن أعز وأقرب الناس لي وسأظل أبنا له حتى لو لم يربط بيننا نسب ..وأنت ستكونين منذ اللحظة بمثابة شقيقة لي ..ودوما سأكون سندا لك .. وستجديني بجوارك متى ما احتجتني ..أبدا لن أتخلى يوما عنكما "
لتنظر له بامتنان وبعض الندم ..لتغمض عينها بينما تطلب منه بحزم.. انطقها أكرم ..من فضلك ...طلقني "
نظر لها للحظات ..ليقول لها بخفوت " سارة ...أنت.. طالق"
------------


Layla Khalid likes this.

رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-10-17, 10:07 PM   #605

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

يحدق بساعة يده ..يكاد يستعجل الوقت حتى ينتهي اليوم ..فمنذ هاتفته أمه لتخبره بعودة أبيه للمنزل ..والتي كانت مفاجأة صادمة له ..خاصة مع معرفته برغبة الطبيب بقائه لفترة أخرى ..إلا انه لا يكاد يطيق صبرا للعودة ..فسيجتمعون معا لأول مرة بمنزلهم منذ عشر سنوات كاملة ..عشر سنوات فقد فيها إحساس الأسرة ..حضن امه ..ضحكات أبيه ..تجمعهم معا ..وحدهم بمكان واحد ...حسنا ليس وحدهم تماما ..وليس بمكان واحد تحديدا ...فهناك علقة تحول دون اكتمال الحلم كاملا ..لكنه لن يسمح لها بتكدير فرحته ..وسيستمتع بكل لحظة يقضيها وسط والديه ...لن يترك شقتهم إلا عندما يحين موعد نومه ..وبإمكانها أن تضرب رأسها بالحائط ... فهو راغب بالتخلص منها ....!! ليتجاهل صوتا بداخله يسخر من كذبه على نفسه ..فقد جاءته فرصة ذهبية للتخلص منها ..لكنه رفضها ...بل ما زال يشعر بالغضب كلما تذكر ما حدث ..دون أن يحاول حتى معرفة سبب غضبه ..لتعود ذاكرته لهذا اليوم من أسبوع عندما توجه لموعده مع علي الذي ما فتئ يذكره به طوال اليوم ..مرة صباحا وهو يمر بمكتبه ..ومرة قبل موعد الاستراحة وهو يرسل له رسالة تذكير ..ليغمض عينيه و يتكأ برأسه للخلف مسترجعا لقائه به
(جلسا على إحدى طاولات مقهى الشركة متواجهين ، ياسر مستقيم بصلابة ينظر بشرر يتطاير من عينيه وعلي يحني رأسه بحرج يزدرد لعابه بتوتر سببه نظرات ياسر النارية
كان أول من تحدث هو ياسر الذي تمتم بنزق : هل سأنتظر النهار بأكمله لتخبرني عم تريد ؟!
كح علي وهو يشحذ همته ليجيب بهدوء : بالطبع لا ، فقط اخبرني ماذا تشرب سأدعوك علام تريد ؟!
__ تدعونني عليه ، هل نحن صديقين لتدعوني على مشروبي المفضل ؟! زمجر ياسر ليتبع بحدة - تحدث من فضلك وأخبرني عم تريد وإلا سأتركك واذهب إلى عملي.
كح علي بحرج وهمهم : فقط أريد .. كح مرة أخرى وهو يخفض نظره للأسفل : كنت أريد أن أوضح لك علاقتي بابنة خالتك
اتسعت عينا ياسر بغضب يتطاير من حدقتيه : علاقتك بابنة خالتي ، هل انت على علاقة بابنة خالتي ؟!
امتقع وجه علي وهتف بسرعة وحروفه تتشابك : أبدا والله أننا زملاء عمل فقط فهي إنسانة جميلة وخلوق و ....
قاطعة ياسر بحدة وهو يضرب كفه في عنف على سطح الطاولة : هل أتيت بي إلى هنا لتعدد على مسامعي محاسن ابنة خالتي يا هذا ؟!
هز علي رأسه في نفي وهو يجيب بسرعة : لا لقد طلبت مقابلتك لتحدد لي موعدا مع عائلتكم فأنا بعد إذنكم أريد الارتباط بالآنسة تقى .
ارتجف ياسر بغضب غير مبرر ليهتف بلهجة قاطعة وهو ينهض واقفا : لا يوجد لدينا فتيات للزواج يا هذا ، وهذا الأمر انساه تماما فابنة خالتي لن تتزوج منك أبدا.
ارتسم الذهول على ملامح علي ليشحب بخوف حينما انحنى ياسر إليه ليقبض على تلابيبه ويهمس بتهديد فاح بنبراته : وإياك أن تقترب منها مرة أخرى .
نفضه بعنف ليتركه ويغادر بخطوات متلاحقة وشياطين غضبه تلاحقه يتوعد تلك المائعة التي دفعت هذا المتحذلق للاقتراب منها وجرأته على طلب يدها تمتم من بين أسنانه : سأريك يا تقى .)
ليجد نفسه يفتح عينيه وهو يضغط على نواجذه غيظا لا يدري سببه بينما يردد لسانه سأريك يا تقى ...لينتفض واقفا ..متجها إليها ...فقد حان موعد العودة للمنزل ..وموعدهم اليومي للشجار ..الذي يبدأ ما أن تركب بجواره بالسيارة ..حتى يحين موعد ذهابه للنوم .....الغريب أنها لا تبدأ شجاراتها معه بالصباح أثناء ذهابهم للعمل ..فيبدو أنها لا تكون قد أفاقت جيدا بعد ..ولا هو كذلك يستفزها صباحا ...ربما لأنه يكون بحاجة لعقله صافيا لأداء عمله ..بينما في الإياب ... لا تكف عن استفزازه ..ولا يكف عن إغاظتها .... لقد بدأ يعتاد وجودها المشاغب بحياته ..وأصبح يستمتع بشجاراتهما ...ربما كان نوعا من ادمان الصخب ...بعد مرور سنوات قضاهم بهدوء وصمت ..

-----------------

Layla Khalid likes this.

رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-10-17, 10:08 PM   #606

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

تقف أمام زجاج حجرة الرعاية ..تراقب بقلب واجف وعيون دامعة ووجه شاحب ..هذا الجسد المسجى بلا حول ولا قوة ..أيام عدة مرت وهو على وضعه ..لا يتحسن ..ولا يستجيب ..غائب عن وعيه ..ليتركها للهواجس والظنون ..بقلب مرتجف خوفا من مزيد من الفقد لن تحتمله ..قد لا يكون نعم الأخ الحنون المراعي الذي تتمناه كل فتاة ..لكنه يظل أخاها الوحيد ..الأخ الذي لم تعي مقدار حبها وحاجتها إليه إلا عندما كادت تفقده ..تكاد تموت خوفا من أن يسرقه الموت منها ..لن تحتمل ..تقسم إنها قد تموت لاحقة به لو حدث ذلك ... ليتخشب جسدها بنفور ورفض ما أن شعرت بتلك الكف التي وضعت على كتفها مصاحبة لهذا الصوت البغيض الذي يكاد يشعرها بالاختناق وهو يقول:
"عزيزتي ماهي ...يجب أن تذهبي للراحة قليلا ..والدتك تقول إنك لا تتركين المشفى إلا مرغمة وقت انتهاء الزيارة ..بإمكاني أن أطلب حجز جناح لك هنا لتستريحي فيه أو .."
لتلتفت له قائلة بحدة:
"أتظنه فندقا ستحجز به جناحا ..إنها مستشفى .. وأنا لن أترك مكاني لأذهب لأي مكان آخر..ولا داعي لتتعب نفسك بالزيارة اليومية ..فكما ترى ..الزيارة ممنوعة ..والوضع بدون تغير"
ليرد عليها بمهادنة لا تخلو من التحذير:
"لا بأس ..أقدر قلقك على وضع أخيك الذي يجعلك تتحدثي معي بتلك الحدة ..والتجاوز ...لكنك تنسي أني خطيبك ومن حقي.."
لتقاطعه بحدة ورفض:
"لست خطيبي ..ولا حقوق لك عندي ...كيف تعطي لنفسك حقا لم أمنحك إياه..وتضفي عليك صفة لم ولن تحدث ..أنا لست موافقة على طلبك ..كما لا أظن الوقت ولا المكان يسمح بما تقول ...لتلتفت ناحية الزجاج ناظرة لجسد أخيها لتضيف بحزم " سيد عاصم ..اعرف مدى انشغالك ..لذا أرجو أن لا أعطلك أكثر "
لينظر لها بحدة بينما يقول باستخفاف لا يخلو من تهديد :
"أظنك لم تفهمي بعد أبعاد الموقف كاملا.. ..لكن كما قلت ..لا الزمان ولا المكان يسمح بمزيد من النقاش حاليا ..لكني أنصحك بسؤال والدتك قبل أن تندفعي بكلام ..قد لا أسامحك عليه ...كوني فتاة عاقلة ..واعلمي أنك خطيبتي وستكونين زوجتي قريبا ..فلا داعي لتمرد لا طائل من ورائه ..بالإذن يا ....يا خطيبتي" ليربت على خدها بأطراف أصابعه .. فتبعد وجهها بحدة و تنظر له شذرا وهو يلتفت مغادرا.. لتزفر بضيق وغيظ وهي تتبعه بعيناها قبل أن تنتفض على صوت غاضب يقف خلفها وهو يسألها بحدة:
"كيف يجرؤ على لمس وجهك هكذا ... بل كيف سمحت أنت له ..ألا حدود لتفلتك" ..لتلتفت له متجاهلة ملامحه المتحفزة الغاضبة وقد فاض معين صبرها فتصرخ بوجهه :
"كيف تجرؤ على إهانتي ..الا تكف عن اتهامي ..ألا تراني دوما إلا فتاة منحلة ..ما ذنبي أنا إن كان هو شخص وقح ..منح نفسه حقوقا لا يملكها ..وفاجئني بتصرف لم أجد فرصة لأمنعه عنه ...لكنك كالعادة ..حاكمت ..وأدنت وهاجمت ..دون حتى أن تمنحني حق الدفاع ..أتعرف اذهب للجحيم سامح ...فقد تعبت ولم أعد أحتمل "
قالتها بحدة بينما تشمخ برأسها وهي تحاول تجاوزه بسرعة قبل أن تهزمها دموع عينيها ..لتوقفها كفه التي التفت على رسغها تمنعها المغادرة ..بينما يقول بندم لا يخلوا من نبرة ضيق وغيرة:
"أسف ماهي..لم يكن يحق لي مهاجمتك هكذا ..لكن هذا الرجل ..منذ أسبوع وأنا أراه حولك ..يكاد يلتصق بك بطريقة غريبة ..أنا لا أفهم وضعه . فهو.حسب ما فهمت .. صديق للعائلة ..لكني أراه يتصرف بطريقة تتجاوز ذلك ...يأمر وينهي ..أمك تعامله كما لو كان هو المسئول عنكم ..حتى أني سمعتها تتشاجر مع خالد عندما رفض أن يدعه يدفع حساب المشفى ..وتخبره أن الطبيعي أن يدفعه هو!!! ..كيف يكون هذا هو الطبيعي لا افهم؟؟!! ..ولولا أن الدكتور خليل حسم الأمر بتصميمه على أن يتحمل هو كافة التكاليف باعتبار ما حدث لمدحت نتيجة لمساعدته ابنته لتحول الأمر لشجار كبير بين خالد من ناحية ..وأمك وهذا العاصم الذي لا أفهم موقعه من الإعراب من ناحية أخرى "
لتنظر له للحظات بغموض ..بينما تمر بعينيها على تلك الجبيرة التي تغطى كامل فخذه مما يضطره لارتداء ثوب المشفى الذي يبدو فيه كأبطال مسرحية العيال كبرت بالمشهد الذي يرتدون به الجلابيب القصيرة ..ولولا ما تعانيه من الم وحزن لكانت ابتسمت على هيئته ..خاصة وهو يتكأ على تلك العصا التي تحمل وزنه نتيجة لعدم قدرته على التحميل على ساقه ..لكنه عنيد ويرفض الجلوس على الكرسي ذى العجلات ..ويصر على ترك حجرته و المجئ للبقاء معها يوميا منذ حدثت الحادثة ..هي حتى متعجبة من استمرار بقائه في المستشفى حتى اليوم ..فالمفترض أن يخرج ليكمل علاجه بالمنزل .. وتميل للظن انه بقى لأجلها لكنها تخشى أن تكون مجرد أمنية لديها تخادع بها نفسها وتمنيها بما تريد ..لتقرر إخباره بما يرغب بمعرفته ..فربما تعرف هي أين موقعها لديه ...لتنظر لعينيه بتركيز بينما تقول بهدوء خادع:
"هو وأمي يظنان أن له حقا باعتباره خطيبي ..أو هذا ما يأملان به على كل حال "
ليتسمر الواقف أمامها ..وتلتمع عيناه غضبا ..بينما يقول باستنكار:
"خطيبك ؟!! كيف ...وما معنى ما يأملون به ..ما هذا الهراء ..هل أنت مخطوبة له..ومنذ متى و.."
لتقاطع تساؤلاته الحادة ببرود وتلاعب جعله يزداد غضبا وهي تقول :
" لم أقل أنى خطيبته ...بل قلت... أنهما يأملان بذلك "
ليصرخ بوجهها :
"ما الذي يعنيه هذا الهراء ..كفي عن اللف والدوران وأجيبي دون مواربة :
لتنظر له بسخرية وهي تسأله:
"وما الذي يغضبك هكذا ؟ ولما يهمك الأمر من الأساس " لتظل مركزة عينيها عليه وهي تراه يضغط على نواجزه حتى بان النبض الصارخ بفكه وأحمر وجهه بينما لا يكاد يعرف بما يجيبها لتقرر إنهاء تلك اللعبة ..فهي ليست قادرة نفسيا ولا جسديا على تحمل المزيد لتقول بخفوت وصوت منهك :
"سامح أرجوك لا داعي لكل ذلك ..كل ما في الأمر أن عاصم تقدم لطلب يدي قبل حادثة مدحت بعدة أيام ...ورغم أني أبلغت والدتي برفضي ..لكنها رفضت إبلاغه ..بل وتصر على أن أوافق عليه ..تراه عريسا مثاليا حسب معايرها ... بل أنها كادت تحدد معه موعدا للخطبة رغما عني لتضعني أمام الأمر الواقع"
ليقول سامح بغيظ بينما تزداد أنفاسه تهدجا:
"ولماذا لم تبلغيه أنت برفضك ..لماذا تتركيه يتصرف كما لو كان يملك سلطة أو حقا عليك"
لتجبه بتعب:
"ومن قال أنني لم أفعل ..لقد أبلغته منذ دقائق قبل حضورك مباشرة ...لكنه وللغرابة الشديدة يبدو مثل أمي .. غير مهتم برأيي ..لا أدري ما الذي يعنيه أو يدور بعقله ..ليجعله يظن انه سيتزوجني سواء قبلت أو لم أقبل "
ليرد سامح بعنفوان غاضب:
"ماذا!! ..من يظن نفسه هذا الرجل ..لا أريدك أن تتعاملي معه ثانية ..وإن كان يظن أن بإمكانه إجبارك على شيء ..فانا كفيل به ..ولن اترك جانبك عندما يحضر ..وليرني ماذا سيفعل ..ولو اقترب منك ثانية خطوة واحدة ..أو حاول وضع يده عليك سأكسرها له"
لتنظر له لعيون رغم ألمها وذبولها لكنها تفيض عشقا لتسأله بخفوت مترجي : "لماذا سامح ..لماذا ستفعل ذلك ..وتقف بوجه رجل كعاصم ..ليس بهين ..وقد يؤذيك"
ليقول بحدة لا تخلو من تهرب:
"من هذا الذي يؤذيني ..أتظنيني ضعيفا ..لا يغرك تلك العصا ..فقد واجهت من هم أعتى منه ولم اهتز أو أتراجع ..لقد أصبحت مصفحا من كثرة المواجهات ...ثم أنك قريبة خالد ..صديقي ...وزوج اختي... أي أنك دخلتي نطاق عائلتي ..وأنا أحمي عائلتي بحياتي .."
لتعيد سؤالها بنبرة تكاد تكون متوسلة لإجابة تريح خافقها الذي أضناه التعب والحيرة ..ويحتاج لواحة أمان يستريح بها من ما يعانيه من خضوب :
"لماذا سامح ؟ ..لماذا أجبني؟!! ...فقط لكوني أصبحت اقرب لعائلتك ..مثلي مثل أي احد ..أم هناك ما هو أكثر ..."
لتتعلق عيناها المستجديتين بعيناه المثقلتين بنظرة عشق واضحة ورغم ذلك يرفض أن يبوح بها لسانه ...لتشعر بقلبها يزداد دقاته وهي ترى عيناه تلتمع ..ولسانه يوشك على البوح وهو يفتحه ويغلقه مرارا قبل أن يقول:
" بل أكثر فأنا أأأأ...ليقاطعهم صوت أمها وهي تقول بحدة متجاهلة سامح الواقف أمامها كأنه هواء :
"ماهي ..لقد قابلت عاصم بالأسفل ...وقد أشتكى منك ومن تعاملك معه ..كيف تهنين خطيبك وتعامليه بهذا الجفاء يا فتاة ..وهو من يترك أعماله الهامة ويأتي يوميا لمساندتنا والوقوف بجوارنا ..رغم ضيق وقته ..أنسيت من يكون هو..إنه ليس شابا عاطلا ...لا يجد ما يشغله إلا التسكع و التسلية وتمضية الوقت هنا وهناك .. فلا تعودي لتجاوز حدك معه بالحديث "
لتثور ماهي بغضب ..خاصة وهي ترى وجه سامح الممتقع غضبا من تجاهل أمها وكلماتها المهينة "
" بل أبلغيه هو أن لا يتجاوز حده معي ...وأخبرتك كما أخبرته ..هو ليس خطيبي ولن يكون ...ثم هل هذا كل ما يشغلك ..أنسيت هذا الراقد خلفك ..لتشير على حجرة أخيها ...هل أصبح ما يشغلك عاصم هذا و رضاه ..وأخي الراقد بغيبوبة لا ندري بعد متى و كيف سيستيقظ منها ألا يهمك ..أم اكتفيت ببكائك وثورتك واتهاماتك للجميع يوم الحادث ..لتكتفي بعدها بتلك الدقائق التي تمرين بها يوميا على المشفى لمتابعة حالته كأي غريب "
لتقول أمها بهسيس غاضب :
"كيف تجرئين على التحدث معي هكذا ..وكيف تتهميني بعدم الاهتمام بأخيك ...لعلمك عاصم يقوم باتصالات بأكبر أطباء العالم ...واخبرني أنه سيرسل تقاريره للخارج ..ويرى إمكانية نقله ..وإن لم يمكنهم نقله ..فسيحضر هو له هنا أكبر وأفضل الأطباء لعلاجه ..وعلى نفقته الخاصة "
لتقول ماهي بهسيس مماثل وهي تقرب وجهها منها :" وأنا لن أقبل عطايا وإحسان السيد عاصم ...وخالد يقوم بكل ذلك وأكثر ..فأريحي نفسك واخبريه أن يوفر وقته وجهده وماله ..فلا نحتاج إليه ...ولن ينال ما يريد ..مهما حدث "
لتتركها متوجهة للخارج متخطية سامح الناظر لأمها بغضب بينما يعض على نواجذه غيظا وعيناهما تتقابل بتحدي ..قبل أن يلتفت تاركا إياها ليعرج محاولا اللحاق بتلك الغاضبة ...بينما التفتت هي لتنظر لابنها فتغلبها الدموع وهي تراه مسجي بلا حول ولا قوة ...تكاد الحياة تتسرب من بين أنفاسه ..........
-----------------------

Layla Khalid likes this.

رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-10-17, 10:09 PM   #607

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي


تجلس بالفراش ملتفة بالشرشف بينما تشخص عيناها بالفراغ دون أن ترى شيئا....تحبس نفسها بتلك الحجرة التي لم تحلم يوما بأن تشاهد مثلها خارج شاشات التلفاز ...لكنها لا تراها حقا ..لا تهتم بكل ما يحيط بها ...بل لا تشعر به ..هي لا تكاد تشعر بشيء من الأساس ..فقط الخواء ..كما لو كانت مفرغة من كل شيء ..إنها حتى لا تشعر بالغضب .. أحيانا تتساءل إن كانت ما زالت مخدرة ...هي نفسها لا تفهم لما هذا الفراغ بداخلها ... أليس من المفترض أن تكون غاضبة ...ثائرة ..مقهورة ..فلم لا تشعر بذلك ...فقط ترغب بأن تنام ......لقد قضت معظم الأسبوع نائمة ..تكاد لا تستيقظ إلا رغما عنها تحت ضغط همس ..وحماتها ..تلك السيدة الراقية الرائعة التي اقتحمت منزلها دون سابق معرفة ..ورغم ذلك تعاملها بمنتهى الحنان ...حنان لم تستشعره منذ زمن طويل ... أتراها ما زالت حقا تحت تأثير المخدر..لتبتسم بسخرية من نفسها ..أي مخدر هذا الذي يستمر تأثيره لأسبوع ...لقد بدأت تفيق من تأثيره بعد أن وضعتها الحاجة اعتماد زوجة الشيخ مرسي بملابسها تحت مرش الماء بالحمام لتسقيها بعدها عدة أكواب من القهوة ... لن تقول أنها أفاقت تماما ..لكنها كانت واعية بما يكفي لتستمع لكل ما قاله العم محمد والد أكرم والشيخ مرسي عن ضرورة موافقتها على الزواج من أكرم ..ومغادرتها الحي لفترة.. كانت واعية وهي تنكس رأسها بصمت لتوافق على زواج تحت وطأة مداراة فضيحة ..لتعي بعد أن أفاقت تماما ..أنها قد أثبتت على نفسها بقبول الزواج تلك الفضيحة ... لكنها كانت قد أصبحت زوجة لأكرم بالفعل ..أكرم حلم عمرها منذ طفولتها.. وصباها.. ومراهقتها ..الأمل والحلم الذي تحول عند تحقيقه لكابوس يكاد التفكير به يطبق على أنفاسها ..لذا ترفض التفكير تهرب منه ..ومن الجميع ..لا ترغب برؤية أحد ..وخاصة هو ...لا تعرف كيف ستواجهه ..وماذا يمكن أن يقولا لبعضهما ...لذا رفضت كل محاولاته لرؤيتها طوال الأسبوع ..بل رفضت أن تغادر تلك الحجرة .. تكاد لا تترك الفراش إلا للذهاب للحمام والصلاة ..وتستجيب تحت الضغط لتناول بعد اللقيمات من تلك الأطباق المتنوعة التي لا تكف همس وحماتها عن إحضارها ..لتعود للنوم ..رن هاتفها بجوارها فألقت نظرة لا مبالية عليه ...هي تغلقه معظم الوقت ...لكنها لا تدري لما فتحته منذ قليل ..لتتوالى الاتصالات والرسائل التي تجاهلتها كلها ... من أكرم ...ومن بعض زميلاتها بالكلية ...ومن حسين ..الذي عاد للاتصال ثانية لتمد يدها وتغلق الهاتف تماما وفمها يلتوي ببسمة مريرة وهي تجد أن أخاها يتصل بها من الهاتف الذي أحضرته له برقم شبه مميز وسهل الحفظ ...لقد ظلت لأعوام تحاول التقرب من حسين دون فائدة ...فدوما ما كان نافرا منها ..متخذا جانب أمه ضدها ...لتتذكر ما حدث منذ أشهر قليلة عندما أحضرت له هاتف قديم الطراز ومستعمل ..بعد أن تكررت شجاراته مع أمه لرغبته بهاتف أسوة بمعظم أصدقائه ..لترفض نبيلة لضيق اليد وعدم وجود مال ...لتستغل هي مكافأة صغيرة منحها لها أكرم بعد أسبوع مربح بالعيادة لشراء هاتف له ...كانت تحاول مراضاته والتقرب منه ..لكنه بدلا من أن يشكرها ..أخذ يهزأ من هديتها ...ويتهمها بأنها ترغب باهانته أمام أصدقائه بحمله تلك العدة التي عفا عليها الزمن ولم يعد أحد يستخدمها فلا تتوافر فيها تقنيات حديثة ...بل حتى لا يوجد بها كاميرا ..مجرد أداة اتصال فقط .. وكاد يرميها بوجهها لولا أن ظلت تهادنه وتحايله بقبولها مؤقتا حتى تستطيع توفير مال يمكنها من شراء واحد أفضل .. الآن أصبح يستخدمها ..ويحاول الاتصال بها ...بل لقد حضر لها منذ يومين مع والدة أكرم ...لكنها رفضت لقاء أحد وتحججت بتعبها ورغبتها بالنوم ... لم تعد تشعر برغبة في مواصلة الحرب لتكسب قلوب إخوتها .. ولم تعد تريد أن تناضل لنيل شهادتها ..لتحقق حلمها فتصبح الدكتورة هند ..لترى نظرة إعجاب بعيون أكرم ..وتسير بحيهم رافعة رأسها تيها وفخرا ...لتبتسم بخواء ...وهي تفكر أنها لم يعد بإمكانها أن ترفع رأسها بحيهم بعد أن فضحت .. سمعت صوت أقدام تتوقف أمام بابها سبقت صوت الدقات عليه ..فتسارع للتمدد بالفراش مغطية وجهها بالمفرش ...ومدعية النوم ...هاربة من الجميع ..و أولهم نفسها
-------------

صرخت بقوة وهي تنتفض واقفة أمام زوجها المضجع بنصفه العلوي بفراشهما بينما قدماه تلمسان الأرض بوضع مائل ... لينظر لها بهدوء وهو يقول بحزم:
"لا ترفعي صوتك همس ..أنت طلبتي أن لا أخفي عنك شيئا ..وأنا أخبرك بما فعلته ...لقد طلبت لقاء منصور التهامي وطلبت منه بشكل مباشر التدخل ..وإيقاف تدخلات عاصم مهران ومحاولاته النفاذ لمشاريعي وأعمالي ..وإبعاده تماما عني ...فإن كان هناك من يقدر أن يفعلها ويوقفه فهو منصور ..منصبه وعلاقاته ..ونفوذه ..ستحجم عاصم وتبعده ..بالإضافة لأن نفوذه يفوق نفوذ حلمي الشامي ..رغم كونهما بمناصب متشابهه ..لكن تشعب علاقات ونفوذ منصور تجعل عاصم وحلمي يصنعون له ألف حساب ...لن يخاطروا بإغضابه وعداوته إن أعلن مساندته لي .."
لتقاطعه همس بغضب ثائر:
"ومقابل ماذا خالد ..فلن يساندك منصور مجانا ..كلنا نعرف أنه فاسد للنخاع ...رغم منصبه و واجهة الشرف الخادعة التي يتبناها ...هل ستدفع له رشوة ...ليكون صمت خالد وشحوبه إجابة سؤالها فتصرخ بجنون وقد فقدت كل قدرتها على لجم لسانها ..."لا اصدق ..لا أصدق أنك تلجا لهذا الرجل ..وتلك الطرق الملتوية الحقيرة التي ..."
لينتفض خالد واقفا ليواجهها بثورة مشابهة وقد فقد قدرته على ادعاء الهدوء:
"وماذا كان بإمكاني أن أفعل ...نعم هو فاسد ..ونعم لن تكون مساعدته مجانا ....بل سيحصل على نسبة 2% من صافى أرباح المشروع ..وفوقهم شقة باسم ابنه به ...لكن في المقابل سأحمي نفسي ..سأمنع انهيار مجموعتي ..وأقسم لا أفعلها لأجل نفسي ...بل لأجل مئات العاملين الذين يعتمدون على بقاء أعمالي و شركاتي قائمة ليستطيعوا إطعام أسرهم ..هل تفضلين أن أعاند وأحارب بجميع الجهات بوقت واحد ..سيكون غباء كمن يحارب طواحين الهواء ... أنا شبه متأكد أن عاصم وراء ما حدث لي ..وهذا يعني انه لن يتوقف ...لدي الآن مصائب لا تعد ولا تحصى ..أولها ضرورة الحصول على تمويل للاستثمار بإعادة البناء دون اللجوء للبنوك حتى لا تفتضح حقيقة أزمتي المالية ...ومشكلة عمتي وتلك الشيكات التي وقعتها ولا تملك ما تسدده ...ومدحت الملقى بين الحياة والموت ومصيره بعلم الغيب ..وهناك احتمال أن يفقد قدرته على الحركة إن لم يفقد حياته كلها ...ماذا تريدين مني أن أفعل ؟!!"
لتصرخ بغضب ودموعها تنهمر بغزارة :
"تحارب ..تحارب الجميع وأنا معك ...لا تستسلم للضغوط ...لا تسلم رأسك للشيطان فتسلك سبيل الفاسدين لتتحول لفاسد مثلهم يدفع الرشاوى لتسهيل أعماله "
ليصرخ بها باستنكار غاضب :
"اهكذا تريني ...فاسدا ...لمجرد أني انحنيت للريح حتى لا أكسر ...أنا لم أطلب ما ليس لي ..لم أخذ حق احد ...لم أتعد على مال عام أو خاص .... فقط أحفظ نفسي وعملي ..ومصدر رزق عمالي ..فهل أكون فاسدا بنظرك ؟؟!! "
لترد بحدة "فماذا تسمي ما فعلته ..المبادئ لا تتجزأ ...والرشوة رشوة أيا كان سببها ...استعانتك بفاسد لمواجهة فاسد يدخلك دائرتهم شئت أم أبيت ..الحرام بين والحلال بين ..والحق والصواب لا فصال فيهما"
ليرد بسخرية مريرة :
"إذا فالحل أن أحاربهم رغم علمي بكونها حربا خاسرة ..لينتهي بي الأمر مفلسا وربما ملقى بالسجن ... ويشرد مئات العاملين عندي ..وقد أضطر أن أخضع بالنهاية لابتزاز عاصم ..وعندها ستكون مشروعاتي مجرد واجهة لأعماله الحقيرة ..ومنفذ غسيل أموال من جعلوه واجهة لهم بالسوق ..أسف همس ...لقد اخترت أهون الشرور .. واقل الإضرار ..ربما تريها أنت فسادا ..لكني أراها موائمة للظروف وانحناء لريح عاتية ..أنا أعي حدودي ولا أتخطاها ..اعرف حتى إن اضطررت للخطأ أين أقف فلا أغوص أكثر ..الحياة ليست ابيض واسود ..وخاصة بعالم الأعمال ..بل هي غابة يؤكل بها الضعيف ..وتحتاج لبعض التنازلات ..المهم أن لا أتجاوز الحد "
لتقول همس برفض وحدة :
"هذا منطق معوج لا أقبله ..أسفه خالد أنا ارفض هذا ..لن اقبل أن أعمل أو أعيش مع رجل يقبل بمبدأ الرشوة ..أيا كان السبب "
لينظر لها خالد للحظات طويلة قبل أن يقول بصوت حمل مرارة الخذلان:
"وأنا لن أقبل أن تجبري نفسك على الحياة مع رجل فقدت احترامك ونظرتك الجيدة له همس .. فلتخبريني ما تريديه ..وسأنفذه لكِ الآن و فورا ....
-------------------



رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-10-17, 10:10 PM   #608

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

انتهى الفصل يا جميلات أرجو ان لا تبخلوا على بآرائكم ولايكاتكم ..والمرة دي بالذات عايزة اعرف أرائكم فيما يخص موقف همس وخالد ...شايفين مين فيهم صح ؟؟؟!!

رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-10-17, 10:15 PM   #609

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

تسجيل حضور ياعسلات
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 27 ( الأعضاء 12 والزوار 15)
‏ام زياد محمود, ‏rontii, ‏نزف جروحي, ‏mouna latifi, ‏باسم محمد ابراهيم, ‏رغيدا+, ‏الشيماءعمر, ‏Angelin, ‏mimoo mahmoud, ‏Khawla s, ‏NORAMOR


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 27-10-17, 10:53 PM   #610

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي

يا نهااار اسود يا رغيدة 😨😨😨😨😨انت عاوزة تشليني!!! ...🤤🤤يعني بعد ماسترخت اعصابي وقلت هيييه!!! رغووودة الحلوة لقت حلول منطقية و زي الفل ..تخربيها على الاصل همس و خلووودة؟؟؟ دول حبايبك ....الاصل يا رغوووودة...الأصل.... انت لسا مشبعتيش نوم
....مش كدا.؟؟ ....دا من ااثير التعب انا عارفة ..... لاحول ولا قوة الا بالله ......منو لله الشر هو الي بيلعب بدماااغ الكاتبات ....لا حول ولا قوة الا بالله ...... انا مش لاعبة ...و حطق ....😷😷😷😷😷
بس فصل رائع .....من غير آخر جملتين .....😒😒😒


**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:03 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.