آخر 10 مشاركات
287 - كذبة العاشق - كاتي ويليامز (الكاتـب : عنووود - )           »          284 - أنت الثمن - هيلين بيانش _ حلوة قوى قوى (الكاتـب : سماالياقوت - )           »          275 - قصر النار - إيما دارسي (الكاتـب : عنووود - )           »          269 - قطار النسيان - آن ميثر (الكاتـب : عنووود - )           »          263 - بيني وبينك - لوسي غوردون (الكاتـب : PEPOO - )           »          التقينـا فأشــرق الفـــؤاد *سلسلة إشراقة الفؤاد* مميزة ومكتملة * (الكاتـب : سما صافية - )           »          الإغراء الممنوع (171) للكاتبة Jennie Lucas الجزء 1 سلسلة إغراء فالكونيرى..كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          غيوم البعاد (2)__ سلسلة إشراقة الفؤاد (الكاتـب : سما صافية - )           »          ياسميـن الشتـاء-قلوب شرقية(26)-[حصرياً]-للكاتبة الرائعة::جود علي(مميزة)*كاملة* (الكاتـب : *جود علي* - )           »          وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree69Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-07-17, 01:06 PM   #31

Enas Abdrabelnaby

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء،وقلم مشارك -مصممة مساعدة بمنتدى قلوب احلام وحارسة سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية Enas Abdrabelnaby

? العضوٌ??? » 382020
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 986
?  نُقآطِيْ » Enas Abdrabelnaby has a reputation beyond reputeEnas Abdrabelnaby has a reputation beyond reputeEnas Abdrabelnaby has a reputation beyond reputeEnas Abdrabelnaby has a reputation beyond reputeEnas Abdrabelnaby has a reputation beyond reputeEnas Abdrabelnaby has a reputation beyond reputeEnas Abdrabelnaby has a reputation beyond reputeEnas Abdrabelnaby has a reputation beyond reputeEnas Abdrabelnaby has a reputation beyond reputeEnas Abdrabelnaby has a reputation beyond reputeEnas Abdrabelnaby has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس أسيرٌ الفصل الجاى
........
دلف ثلاثتهم إلى الشقة ، ينادون عليها إلى أن سمعوا صوتها يناديهم من إحدى الغرف .
أتجهوا سريعا إلى الغرفة ليجدوها تقف على سور الشرفة .
لن تنسى أبدا ملامحها الغريبة ، وجهها الخالى من مستحضرات التجميل ، حول عينيها أسود بطريقة مخيفة ، شفتيها زرقاوتان ، ووجها شاحب للغاية .
نظرت لهم ببرود وقالت بصوتا متجمد :
_ اللي هيقرب من هرمي نفسي .
هتف مؤيد الذي كان إستفاق من ذهوله أولا :
_ مرام ليه كل ده ، أنزلي علشان نتكلم براحة .
وجهت نظرها له لتقول :
_ معدش فيه حاجة نتكلم فيها .
قالت بقلق وإرتعاب من أن تلقي نفسها :
_ مرام مفيش حاجة فى الدنيا تستاهل أنك تنهى حياتك .. إنزلي .
تحركت شفتيها الزرقاء بهمس ، ثم تعالى الهمس قليلا :
_ أنتِ عارفة أنا قد إيه أذيتك ، ومع ذلك خايفة عليا بالرغم إني مش حاسة بأي ذنب تجاهك .
صمت قليلا لتنظر إلى من كان يقف خلفي أنا ومؤيد
_ حسام القلادة فى البير ، دور كويس وهتلاقيها .
إمتدت يدها لتأخذ شيئا ما من بنطالها ، لترفعه إلى رأسها ويتضح بأنه مسدس .
_ ياه .. ياما فكرت أموت نفسي ازاي ، بالبرشام ولا المخدرات ولا الرصاص ، لحد ما قررت إني هموت نفسي بكل الطرق .
صرخت بها وهى تقترب منها ببطئ ، ولكن كان قد فات الاوان وقد إنطلقت رصاصتها فى طريق مستقيم إلى رأسها ، ليتهاوى جسدها إلى الأسفل .
فكأن أبشع منظر رأته بحياتها ، تكفى مشاهدت جسدها الذى يطير فى الهواء بسرعة ، ليحط على إحدى السيارات المتواجدة بالأسفل بقوة .
.......


Enas Abdrabelnaby غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-07-17, 02:56 PM   #32

ام ديمه
 
الصورة الرمزية ام ديمه

? العضوٌ??? » 387486
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 395
?  نُقآطِيْ » ام ديمه is on a distinguished road
افتراضي

انوس يا انوس ... الف مبروك الجزء الثاني فرحت كثييير
لما عرفت ان الجزء الثاني بدء 😍😍😍
بالبداية ادهم يستاهل القلم واكثر بعد
لان مفيش راجل ياخذ تاره وحقه من وحدة ست 😐😐😐
وانا شايفه ان منتهى الحقارة يعقد يمثل عليها الحب وبعدين
يجرحها بالشكل ده ...
ولما انت مش قادر تنسى الماضي جيت جمب البنت ليه اذيتها بالشكل ده ليه 😡😡😡
منك لله اشوووف فيك يوم يا بعيد
ان شاء الله تتوكس 😠😠😠😠


ام ديمه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-07-17, 05:24 PM   #33

Enas Abdrabelnaby

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء،وقلم مشارك -مصممة مساعدة بمنتدى قلوب احلام وحارسة سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية Enas Abdrabelnaby

? العضوٌ??? » 382020
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 986
?  نُقآطِيْ » Enas Abdrabelnaby has a reputation beyond reputeEnas Abdrabelnaby has a reputation beyond reputeEnas Abdrabelnaby has a reputation beyond reputeEnas Abdrabelnaby has a reputation beyond reputeEnas Abdrabelnaby has a reputation beyond reputeEnas Abdrabelnaby has a reputation beyond reputeEnas Abdrabelnaby has a reputation beyond reputeEnas Abdrabelnaby has a reputation beyond reputeEnas Abdrabelnaby has a reputation beyond reputeEnas Abdrabelnaby has a reputation beyond reputeEnas Abdrabelnaby has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام ديمه مشاهدة المشاركة
انوس يا انوس ... الف مبروك الجزء الثاني فرحت كثييير
لما عرفت ان الجزء الثاني بدء 😍😍😍
بالبداية ادهم يستاهل القلم واكثر بعد
لان مفيش راجل ياخذ تاره وحقه من وحدة ست 😐😐😐
وانا شايفه ان منتهى الحقارة يعقد يمثل عليها الحب وبعدين
يجرحها بالشكل ده ...
ولما انت مش قادر تنسى الماضي جيت جمب البنت ليه اذيتها بالشكل ده ليه 😡😡😡
منك لله اشوووف فيك يوم يا بعيد
ان شاء الله تتوكس 😠😠😠😠
أدهووووومى 😂😂
هو صراحة زودها ويستاهل .. وزهور بتصعب على كل الناس معاداي 😂
هو فعلا يستاهل القلم
لكن مش هيسكت ادهومى حبيبى 😂


Enas Abdrabelnaby غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-07-17, 02:30 PM   #34

Enas Abdrabelnaby

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء،وقلم مشارك -مصممة مساعدة بمنتدى قلوب احلام وحارسة سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية Enas Abdrabelnaby

? العضوٌ??? » 382020
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 986
?  نُقآطِيْ » Enas Abdrabelnaby has a reputation beyond reputeEnas Abdrabelnaby has a reputation beyond reputeEnas Abdrabelnaby has a reputation beyond reputeEnas Abdrabelnaby has a reputation beyond reputeEnas Abdrabelnaby has a reputation beyond reputeEnas Abdrabelnaby has a reputation beyond reputeEnas Abdrabelnaby has a reputation beyond reputeEnas Abdrabelnaby has a reputation beyond reputeEnas Abdrabelnaby has a reputation beyond reputeEnas Abdrabelnaby has a reputation beyond reputeEnas Abdrabelnaby has a reputation beyond repute
افتراضي

متابعات الرواية الكرام
النهاردة معادكم مع فصليييييييين الثالث والرابع من أسيرٌ
كونوا بالموعد 4 عصرا


Enas Abdrabelnaby غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-07-17, 05:15 PM   #35

Enas Abdrabelnaby

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء،وقلم مشارك -مصممة مساعدة بمنتدى قلوب احلام وحارسة سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية Enas Abdrabelnaby

? العضوٌ??? » 382020
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 986
?  نُقآطِيْ » Enas Abdrabelnaby has a reputation beyond reputeEnas Abdrabelnaby has a reputation beyond reputeEnas Abdrabelnaby has a reputation beyond reputeEnas Abdrabelnaby has a reputation beyond reputeEnas Abdrabelnaby has a reputation beyond reputeEnas Abdrabelnaby has a reputation beyond reputeEnas Abdrabelnaby has a reputation beyond reputeEnas Abdrabelnaby has a reputation beyond reputeEnas Abdrabelnaby has a reputation beyond reputeEnas Abdrabelnaby has a reputation beyond reputeEnas Abdrabelnaby has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثانى

أحيانا ..
لا يعود بوسعنا أن نفتح صفحة جديدة ..
لأن دفتر تسامحنا السميك قد نفذ ببساطة ..
و عندما لا يغفر لك قلبا طيبا في أصله فلا يعني ذلك أسوداده أنما يعني
أن خطؤك فاق عفوه .. أوليس العفو مرهونٌ بالمقدرة !!

******

القوة .. ليست دائماً فيما نقول أو نفعل .. أحياناً تكون فيما نصمت عنه .. فيما نتركه بإرادتنا .. أو فيما نتجاهل عن فهمه
r_m
******
الحياة عاصفة عند البعض وهادئة عن البعض الآخر .
دلف إلى المنزل المظلم ... فتحسس جدران حائطه بحذر إلى أن وصلت يداه إلى مفتاح الإضاءة .
فأنارت الشقة أمامه ....نظر للشقة الواسعة بتعجب ... وعينيه تتجول بها باحثة عنها .
إتجه مباشرةً إلى غرفتها أو غرفته التي إحتلتها بعد زواجهما .
فتح الباب سريعا ليتسمر أمامه وهو ينظر للداخل .
لانت ملامحه المرهقة ....وإرتسمت ابتسامة دافئة حنونة على وجهه .
إستند إلى إطار الباب بكتفه .....وعقد يديه بإستمتاع وعينيه تطوفان بتلك التي أستوطنت سريره بأريحية .
لوحة من الجمال ارتسمت أمامه .. لطفلة بريئة الملامح ....نائمة فى فراشها بوداعة لطيفة .
تناثر شعرها الأشقر الطويل على الوسادة .... فبدت لوحة من البرائة ممزوجة بجمالها الأخاذ .
مع بيجامتها الزهرية .....والتى نقشت عليها فراشات صغيرة ملونه بألوان مبهجة .
فكانت كقطعة حلوى زهرية و شهية .
اقترب منها ببطئ وكأن مغناطيسا يجتذبه إليها بقوة لا يقدر على ردعها .
وقف أمامها يتأملها عن قرب .. يتشرب ملامحها الطفولية الرقيقة .
بوردية وجنتاها وذلك لبرودة الطقس ... و عينيها الزرقاء بلون الموج الثائر والتى أسدلت عليهما ستار جفنيها .
نمشاتها البنية الرقيقة و التى تألقت تحت عينيها وعلى أنفها ...و عند حاجبها الأيمن .
شفتاها المكتنزتان .... باللون الوردى الغامق شهيتان ، تجعلانه يفكر برعونة غير معتادة !!
اندلعت من بين أفكاره فكرة عاصفة ...ملتهبة تقوده إلى تذوق تلك الشفتين .. وإرتشاف بعضٍ من رحيقهما .....و تذوق ما لم يذقه من قبل .
أشاح بوجه وهو يلعن أفكاره الغبية الغريبة !!
إنها المرة الأولى التى تنتابه تلك الهواجس .... كيف له أن يفكر بمثل هذه الامور ....ومعها هي ؟!
إنها أمانة لدية ... أهكذا سيحافظ عليها ؟!
نهر نفسه بقوة وهو يعقد حاجبيه بإستغراب .. كيف ذهب تفكيره إلى تلك النقطه البعيدة ؟!
ولكن الأن ... يشعر بأنه لم يعد يطيق الصبر ... لم يعد يقدر على كبح نفسه عنها .. فما هو سر إنجذابه لها ؟!
تلك الطفلة النائمة فى سريره بملائكية .... أشعلت به ما أطفأه منذ سنوات .
نفض رأسه مرة أخرى بحزم .....ولكنه لم يقدر على الإشاحة بعينيه عنها ....فنظر لها بعمق .... وهو يعاود تأملها .
لم يستطع منع يديه من أن يبعد خصلاتها الشقراء التي تعوقه عن تأمل وجهها .
لامست أطراف أنامله بشرة وجهها الناعمة .... وسكن كفه على وجنتها وكأنه فقد القدرة على التحكم بجسده .
كفه على وجنتها ...تتلمسها بمحبة ..تستكشف نعومتها .
يداه طالبت بالمزيد من اللمسات الجريئة ... فلم يقابل الرفض من العقل .
فتجرأ إبهامه على ملامسة شفتيها ....واستقر على شفتها السفلى المكتنزة ..... يتحسسها بشرود .
أشرف عليها بجسده ...ومد يده الحرة ليجذب الغطاء عليها .
لم يشعر بنفه وهو ينخفض اليها ببطئ ..... يلتقط شفتها فى قبلة سريعة .....خاطفة .
بعد لحظات إنتفض واقفا بسرعة ... ينظر اليها بذهول .
هل يخيل إليه أم أنه قبلها ؟؟!
تردد السؤال بعقله .....وهو يقف مذهولا لا يعرف هل حقا ما فعل .
أي سلطانٍ تمتلكه تلك الفتاة على جسده .... لتلغي به عقله ....وترسله إلى عالم الضياع
وتتحكم بجسده .
تلك الفتاه لها سحر خاص .
نغمة منفردة ... شعر بها فى أول لقاء لهما .
تلك الفتاة و التي أصبحت تمتلك أسمه .... وتحتل غرفته ....وتنام على سريره ....
لها لونٌ آخر من ألوان الأنوثة ... لها لونٌ مختلف ... يجذب به الكائن الهمجي الخفي من شخصيه المهندس المتزن ..... العاقل !!
*******
الحب كان بالنسبة لها تجربة ، أرادت المضي بها مع آخر شخص قد تفكر به .
أتلوم نفسها على حبه ؟! .. أم تصرخ به مطالبة بحقها فى نظرة من قلبه الأسود المفعم بالكراهية والحقد فقط .
أهو الغباء برمته أن تحب شخصا مثله ؟!
سعي حياته هو الإنتقام !!
دائرة الانتقام دائرة مغلقة
يدور بها الجميع حول بعضهم البعض
لا أحد يعلم أسبابها
ولكنهم يعلمون مركزها
ومركزها هو مقتل مرام !!

مرام .. لقد كانت رفيقة الروح ، إلا أنها لم تكن الملاك الذى تصورته فى البداية ، فمع مرور الوقت على صداقتهما ، كانت تخلع رداء البرائة بمكرٍ ودهاء ، لتصل إلى غايتها ، وغايتها كان هو .. مؤيد !!
حسام كان طرفا قصي فى المعادلة ، فلم يتدخل يوما بشئون مرام ، هي حتى الأن لا تعرف ما العلاقة التى تجمع مرام وحسام .. فكلاهما غامض ، من الصعب إستخراج الكلمات من فمه ، يحكمان الخطط بدهاء ، ليوقعا الفريسة أيا كانت .
للحق هى تشفق على مؤيد ، فهو كان فريسة مرام والأن هو فريسة حسام .
وكلا الأثنين لم يتخلى يوما عن الإيقاع بفريسته .
ولكن مرام كانت أول من تخلت عن الفريسة حين ودعت الحياة بطريقة درامية دامية .
أغمضت عينيها وطافت ببحور الماضي ، لتتذكر تلك اللحظات القاسية التى شهدت بها إنتحار مرام .

ألقت الهاتف بألم ، لم تعد تطيق تلك الفتاة .. منذ تعرفت عليها وهى لا يأتِ من ورائها سوى السوء ، عالما لم تعرفه يوما ولم ترغب بمعرفته يوما ذلك الذى سحبتها إليه ببطئ .
أُناس غريبون ، وعالم أسود أكثر غرابة ، وتصرفات مجنونة ، لم ترق لها .
التفتت إلى هاتفها مرة أخرى والذى لم يكف للحظة عن الرنين .
ألتقطته بسأمٍ وضيق لتجيبها بصراخ :
_ مرام لو سمحت أنا مش عاوزة أعرفك تاني .
جائها صوت مرام غريبا ، وكأنه ميت تقول لها :
_ دي آخر مرة ، تعالي على العنوان ده .... وهاتي معاكي مؤيد وحسام .
صاحت بقلق بعدما تعجبت صوتها :
_ مرام إنتِ صوتك ماله ، وعاوزة إيه مننا ؟!
ولكن الهاتف قد اغلق ، فنفذت ما طلبت بدون إقتناع .
وصلت برفقة مؤيد وحسام المتعجبان إلى بناية عالية ، فإستقلوا المصعد للطابق الأخير .
طرقوا باب الشقة التى أخبرتها بها فى الهاتف ، ليفاجئوا بأنه مفتوح .
دلف ثلاثتهم إلى الشقة ، ينادون عليها إلى أن سمعوا صوتها يناديهم من إحدى الغرف .
أتجهوا سريعا إلى الغرفة ليجدوها تقف على سور الشرفة .
لن تنسى أبدا ملامحها الغريبة ، وجهها الخالى من مستحضرات التجميل ، حول عينيها أسود بطريقة مخيفة ، شفتيها زرقاوتان ، ووجها شاحب للغاية .
نظرت لهم ببرود وقالت بصوتا متجمد :
_ اللي هيقرب من هرمي نفسي .
هتف مؤيد الذي كان إستفاق من ذهوله أولا :
_ مرام ليه كل ده ، أنزلي علشان نتكلم براحة .
وجهت نظرها له لتقول :
_ معدش فيه حاجة نتكلم فيها .
قالت بقلق وإرتعاب من أن تلقي نفسها :
_ مرام مفيش حاجة فى الدنيا تستاهل أنك تنهى حياتك .. إنزلي .
تحركت شفتيها الزرقاء بهمس ، ثم تعالى الهمس قليلا :
_ أنتِ عارفة أنا قد إيه أذيتك ، ومع ذلك خايفة عليا بالرغم إني مش حاسة بأي ذنب تجاهك .
صمت قليلا لتنظر إلى من كان يقف خلفي أنا ومؤيد
_ حسام القلادة فى البير ، دور كويس وهتلاقيها .
إمتدت يدها لتأخذ شيئا ما من بنطالها ، لترفعه إلى رأسها ويتضح بأنه مسدس .
_ ياه .. ياما فكرت أموت نفسي ازاي ، بالبرشام ولا المخدرات ولا الرصاص ، لحد ما قررت إني هموت نفسي بكل الطرق .
صرخت بها وهى تقترب منها ببطئ ، ولكن كان قد فات الاوان وقد إنطلقت رصاصتها فى طريق مستقيم إلى رأسها ، ليتهاوى جسدها إلى الأسفل .
فكأن أبشع منظر رأته بحياتها ، تكفى مشاهدت جسدها الذى يطير فى الهواء بسرعة ، ليحط على إحدى السيارات المتواجدة بالأسفل بقوة .
صرخت حينها .. صرخت بقوة ولا تكاد تلتقط أنفاسها ، وكذلك كانت تسمع صرخات مؤيد وصوت بكائه ، إلا أن ما لفت انتباهها هو وجوم حسام .
فهو لم يتحرك لإنش واحد !! .. لم يتأثر بأي شئ ، بل إلتفت مغادرا الشرفة بهدوء عجيب أثار فى نفسها الريبة .
ولكنها وجدته ينزع ملائة السرير المتواجد بالغرفة المجاورة ، وهبط إلى الاسفل ، ودخل بين الحشد المتجمع حول مرام ، ليضع الملائة عليها بهدوء .
لتتلاحق الأحداث ، ويبتعد الجميع عن بعضهم .. هى حتى الان لا تعلم كيف عاد حسام لرفقة مؤيد ..

نفضت رأسها بقوة تبعد عنها ذلك الموقف البائس الذى كان يطاردها لمدة عامين ، ولا يزال كذلك .
******
نظرت إلى المبنى المتكون من عدة طبقات قديمة الطراز ....متهالك الجدران .....
الاطفال يلعبون عند مدخله ......
فى هذا المبنى نشأت فيه و ترعرعت بجوار عائلتها بحب وحنان غلفهم جميعا .
لم تكن تعلم بأن ذلك الغلاف المتين الذى جمعهم سيأتى أحدا ويمزقه .....وبأقسى الطرق على قلوبهم .
والدها ....سندها بالحياة ....مركز قوتها .... إختفى فجأة من حياتها ....ليتركها مشتتة ...
ضائعة فى دوامة إنتقام ليس لها قرار .
بل ومتهم أيضا بالقتل ! ..
ومن من .. من زوجها ... لا بل طليقها .
كيف واتته الجرأة أن يقول هذا عن والدها ... كيف إستطاع إتهامه بالقتل ....؟!
وكيف يطلب منها التصديق ....وإقرار بأنه الجاني ....وهو ليس بجاني .
تبا لك يا أدهم ....تتلاعب بعقلي .... تحوم حول أفكاري وتبعثرها ....تمزق رابطة نفسي ببطء ....بعدما مزقة رابطة روحي .
ماذا تريد مني بعدما خذلتني ....
تسللت إلى نفسي لتبعثرها ....ثم إلى تفكيري لتشتته ....وماذا بعد ؟!
قتلت روحي بنصل إنتقامك الواهي .. وماذا بعد ؟!

إستفاقت فجأة من شرودها على صوت طفلٍ يطلب منها أن تركل الكرة التى أمامها له .
فخفضت عيناها إلى الكرة بجمود .....
" لما الانتقام حكرا عليه "
تلاعبت العبارة بعقلها وهى تنظر إلى الكرة بشرود ......
لم تأبه بصيحات الطفل المتذمرة ....لم تأبه بأى شئ سوى بتلك الخطة التى بدأ عقلها بنسج خيوطها .
أتريد لعب الإنتقام يا ملاكي
إذا فلنلعب ....ولترى أنثى غير من رأيتها .
لترى أنثى أشعلتها الكرامة للإنتقام
لترى أنثى ولدت بين يديك
لترى أنثى حطمت كرامتها بيديك

ركلت الكرة بقوة تجاه الطفل المتذمر .... ليبتعد بذعر وهو يستشعر قوة ركلتها .
جذبت حقيبتها الصغيرة خلفها وهى تسرع لتدخل من باب المبنى .....
صعدت السلالم المتهالكة إلى أن وصلت إلى الطابق الثالث ......
وقفت امام الباب مترددة ....متألمة ...رغم ما تحلت به من شجاعة على النهوض .....إلا أن ما ستفعله الأن سيكون أكثر ألما لها ....حين تعود إلى والدتها الوحيدة تجر أذيال الخيبة .
رفعت كفها الصغير إلى الباب بتردد ....ولكنه تسمر أمام خشب الباب بإنشات ....
نظرت مطولا الى الباب ....وهبط كفها إلى جوارها عاجزا ....
لم تشعر بتلك القطرات الدافئة التى إنسابت على وجنتها الناعمة ....تأخذ طريقها إلى الأسفل بروية مهلكة .....مع إنحنائة رأس أثقلتها الالام .....
شعرت فجأة بأحدهم يقف خلفها ....لم تستدر ولم تعر له أى أهمية .....بل تتصارع بداخلهل رغبة بأن يرحل سريعا قبل أن تنفجر به ، ويكون اول ضحايا اليوم .
ولكنه لم يرحل بل ظل يقف خلفها ويتفحصها بعيناه بإهتمام .
فزفرت بغصب " عليه اللعنة ، هل هو بأتم الاستعداد لملاقة الوحش "
إلتفت لذلك المتطفل بعدما مسحت دموعها بيديها بقوة ......كادت تنهال عليه بالعبارات الحارقة علها تشفى الغليل المتقد بداخلها .
ولكنها تسمرت بمكانها حين رأته .....ينظر لها بعينين متلهفتين .....يسئلها بعيناه قبل لسانها ماذا حدث معكى يا ملاكي ؟!
أخفضت رأسها بخجل من نظراته .....لا تعلم لما وضعه القدر أمامها الأن .....وهى بتلك الحالة ... ليرى ضعفها وهزيمتها .
سمعته يهمس بصوته الدافئ وهو يلاقيها بنظراته المهتمة :
_أزيك يا زهور .
السؤال عاديا .....ولكن الإجابة ليست عادية
عندما يُسأل هذا السؤال ....فما الإجابة المعتادة عليه ؟!
سألت نفسها بغباء ....لتهمهم بكلمات من المفترض بأنها إجابة على سؤاله ...ولكنه إكتفى بها .
ليتبع قائلا بهدوء :
_سيف عامل إيه فى بلاد الغربة .....وحشني أوي و نفسي أكلمه بس مش عارف رقمه الجديد ، وأول ما جيت من سفرى قولت لازم أنزل أخد الرقم من والدتك .
همست بصوتا غريب ، مجهد ومتعب :
_كويس الحمد لله .
أمن المفترض أن يقبل هو بتلك الإجابة ، سأل نفسه بجزع ، ليكمل محاولاً الخوض بمجالٍ آخر :
_وأنتى يا زهور عاملة إيه ... أخبار الجواز إيه ؟
و تحشرج صوته فى نهاية كلامه .....ليصمت متألما من تلك الحقيقة التى رفضها منذ علمها .....رفض التصديق أن الفتاة التى أختارها لتكون ملكة حياته سُرِقت فجأة منه ....لشاب أقل ما يقول عنه أنه كامل المواصفات المطلوبة بعريس ......
أخفض عيناه بألم ليواري تلك النظرة المتألمة .. عندما سمع تنهيدتها المختنقة وصوتها المتحشرج يجيبه ببرود مصطنع :
_ الحمد لله .
اجابته بإختصار ليس باردا ولكنه مُرضي لها ... فماذا تقول ، يكفيها قولاً فالفعل أصدق من الكلام .
فلم يعد للكلام معنى فيما يحدث معها ، فقط هو صراع القلب والعاطفة ، وعليها إجبار العاطفة هذه المرة على الخضوع للعقل .
ولتخرج عقل المهندسة الأصيلة ، ذو الدوائر والاسلاك الشائكة ، ولتجعل أدهم يمسك بالأسلاك الممغنطة ، علها تعدل من شحنات عقله .
إستفاقت فجأة على ذلك الذى تنحنح أمامها وهو يشير تجاه باب شقتهم :
_ أنتِ مش هتدخلي ولا إيه ؟! ... أنا هاخد الرقم بسرعة من والدتك ..... أو لو معاكي الرقم يبقى أفضل .
نظرت له بحيرة وهى تفكر ، أين تحتفظ برقم شقيقها ؟! إنها بالتأكيد بحاجة لجلسه هادئة وإعادة ترتيب الأفكار و الأولويات بعقلها ، الذى من الواضح أنه أصابه فيروس قضى على معلوماته .
لم تفكر كثيرا وهى تطرق باب شقتهم ، لتفتح والدتها الباب وتناظرها بدهشة لتلقي بنفسها بين ذراعها ، غير عابئة بأي شئ سوى إحتياجها لمثل هذا الحضن الدافئ .
كان يراقبها بحسرة وألم ، يخشى بأن تكون أساءت الإختيار أو تعجلته ، فكانت هذه هي العاقبة ، ترى ماذا فعل معها هذا الذى تزوجته ؟!
كيف إستطاع تمزيق زهور التوليب ؟!
أوليس لأحد أن لا يعشق زهور التوليب ؟! فكيف إن أذاها ؟! .. إذا فهو غبى .
بدأ العد للعشرة ، واحد .. أثنان .. ثلاثة ..... عشرة ، إلتفت عائدا إلى منزله فهو لا يريد أن يقطع هذه الأحضان الباكية ... إلا أن والدتها أستوقفته قائلا :
_ رايح فين يا معاذ ؟! .. كده برضوا تمشي منغير ما تاخد اللي عاوزه ، ومش تسلم علىّ وتقولى وحشانى يا أم سيف ؟!
قالتها بعتاب لائم لمعاذ الذى إلتفت لها ليسلم عليها مبتسما ، فلطالما أحس بأن هذه المرأة مثل والدته بحنانها وحبها لجميع أطفال الحي .
ابتسم بحب لها ، وعينيه تطوف بمن وقفت جوارها تخفي وجهها الباكي خلف والدتها ، لطالما ظلت زهور التوليب هى زهور التوليب ، بنفس صفاتها وحركاتها ... فقد كانت دائما تهوى التخفي بوالدتها ، وها هي عادتها لم تتغير .
_ الواد سيف واحشني أوي ، وحبيت اطمن عليه وقولت أخد رقمه من حضرتك .
ابتسمت بحبور رغم خوفها مما جاءت عليه إبنتها :
_ حضرتك برضوا ؟! واضح انك عاوز إعادة برمجة زي ما بتقول زهور .. طب اتفضل جوه وانا هجبهولك .
إعتزر بأدب قائلا :
_ معلش يا أمي ابقى أجي يوم تاني .
أعطته الرقم فإنصرف على الفور ، فإتجهت إلى غرفة إبنتها التي كانت تفرغ حقيبتها .
وما الإنكسار إلا رداءاً أُجبرت عليه .
هكذا كانت تمني نفسها وتصبرها وهى تفرغ حقيبها بقوة ، لتسمع صوت والدتها الهادئ :
_ سيبي الشنطة وتعالي نتكلم سوا .
جلست بجوارها زهور على الأريكة ، لنجد والدتها تبتسم بشرود حزين .. وكأنها تتذكر أحدهم ، لم ترد مقاطعة شرودها فتركتها إلا أن والدتها قالت بشوق حزين :
_ تعرفي يا زهرتي ، أنا من يوم ما شفت أبوكي وأنا مغرمة بيه ، بشخصيته وشكله وتعامله وسيرته بين الناس وحبه للمساعدة والمشاركة ودوامه على الصلاة بالمسجد ، كنت شيفاه ملاك بعيد المنى ، استناه كل يوم فى البلكونة علشان أطمن إنه رجع من شغله .
وهو ولا كان بياخد باله ، وبصراحة أنا مكنتش عاوزة أبين أي حاجة كل اللي كنت بعمله إنى أدعي ربنا إنه يجمعنا فى الحلال .
فى يوم فقدت الامل أننا نتجمع ، واتقدملي عريس وقولت خلاص أنا راضية وهنسى وهعيش مع رزقي ، واتخطبت وكنت على وشك الجواز بس حصلت مشكلة كبيرة بين اللي كان خطيبي وجدك ، والجوازة باظت قبل يومين من الفرح ، وطبعا عارفة كلام الناس اللي مش بيرحم وكمان اللي كنت هتجوزه كان راجل شيطاني اوي وطلع كلام بطال ، وبرغم أن كل الناس عارفة أخلاقي في المنطقة لكن طبعا كان فى نفوس مترقبة .
قعد سنة بعد الموضوع ده ، لا عريس ولا شُغله ولا مشغلة ، وطبعا كنت زي الحمل على أهلى ، وبقي همهم إزاي يجوزوني لأيٍ كان .
أراد السميع العليم أن أول حد يخبط الباب هو أبوكي ، وجدك قال مبدهاش وجوزني ليه خايف من أنه يهرب .
والدك بعد موضوع خطوبتي أختفى ، ورجع ظهر بعد سنة لما أتقدملي ، أنا معرفش حاجة عن الفترة دى ، معرفش كان فين ولا بيعمل إيه .
شغل أبوكي كان بسيط ، يادوبك بيكفينا ، بس كنت مبسوطة جدا معاه ، وحملت فى سيف بعد كده أنتِ يا زهرتي .
تعرفي أنا ندمانة لحد اللحظة دي ، عارفة ليه ؟!
نظرت لها زهور مستفهمة ، لتكمل والدتها بصوتا مشروخ :
_ لأني التلاتين سنة جواز ، أنا مقلتش لأبوكى إني بحبه .
إتسعت عينا زهور بذهول ، لتطالع وجه والدتها الحزين وعينيها التى بدأت تذرف الدموع بأسى .
سئلتها زهور مستفهمة بإستغراب :
_ طب ليه ؟! ، ده أنتِ كان قدامك سنين !!
ردت والدتها فى أسى :
_ فى أوقات يا زهرتي بيبقى الإعتراف بالعواطف صعب ، وخوف من تقبل الطرف التانى ليها ، الموضوع معقد والكلمة مش بسيطة .
" فى أوقات بيبقى الإعتراف بالعواطف صعب ، وخوف من تقبل الطرف التانى ليها "
فكرت بتشتت والعبارة تدور بحلقات داخل رأسها .. وعلامات الإستفهام تعلوها بتخبط ؟!
******
كهف الظلام
هذا الاسم هواللقب الذى أطلقه على المكان ، منذ أتاه للمرة الأولى مع مرام .
مكان غريب ، بمنطقة أغرب ومن الداخل أكثر غرابة وكآبة .
لدى الظلام أسرارنا ، فيه تتساوى النفس مع ما حولها من أسوداد .
كذلك هى نفسه ، لا تجد نفسها إلا وسط الظلام .
لا تنضج أفاكره إلا بتربة ملائمة ، والظلام بالطبع هو تربته ، والنبيذ هو مائه ، والشهوة هى أملاحه المغذية .
هكذا يخرج أفضل ما عنده ، بعقدة وثيقة ، أو بمصيدة قوية ، ليحكم حول فريسته بعنفوان فهد أسود !!
فلنترك اللعب لوقتٍ آخر ، وليمضي بتخطيطه ولكن لن يخرج الأن بما يحمل ، فما يحمله من كوارث ، ستحط فجأة ومتلاحقة حتى تقسم وسط الفريسة ، بعد ذلك يبتلعها لتنتهي آخر مراحلها بين أنيابه .
وهو لن يكون حسام سعيد فؤاد إن لم يفعل !
*******
الموت هو سنة الحياة الأولى و الأخيرة .
و المصير دائما للحياة هو الموت .
ولكن ماذا إن لم تخرج الروح وظلت معذبة بداخل جسد فارق الحياة بقلبه ؟!
فراق الروح للجسد موت .. وفراق العقل والقلب للجسد موتٌ آخر .
قد لا تكون بنفس الموازنة ، إلا أنها الحقيقة ، وهذه هي حقيقة ما يعيشة الأن .
بهذه اللحظة التى يجلس بها على أرض المشفى ، يسند رأسه إلى الحائط من خلفه .. ينظر بضياع إلى ما حوله .. محاولا التأكد مما هو فيه .
لقد أودى الحادث بزوجته ، وخالته او أمه ، وبزوج خالته أو والده .
أيا كان رأي القدر ، فهو عاجز .
لقد ذهبت أغنية حياته .. غناه وعشقه وسيواريها الثرى بعد قليل .
أخرجه هاتفه الذى لم يتوقف عن الرن لعدة دقائق ، فتح دون أن يعيل نفسه هم النظر لإسم صاح الإتصال ، ليجدها شقيقته تهتف به بقلق :
_ قصى إنتَ فين ؟! أنا فجأة سمعت إنك سافرت مصر .. فى حاجة ؟!
ابتسم بدون مرح ، وبصوتا شاحب رد :
_ فى حاجات ، فى إنى بقيت أرمل ، فيه أن خالتي أو والدتي ماتت ، فيه أن جوز خالتي و اللي هو فى مقام أحسن من والدي مات ، فيه أن أخو مراتي بين الحياة والموت .
وصله وإستنكارها فأبعد الهاتف بملل فهو ليس مستعدٌ لمواساةِ أحد ، فهو يحتاج من يواسيه .
*****


Enas Abdrabelnaby غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-07-17, 05:16 PM   #36

Enas Abdrabelnaby

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء،وقلم مشارك -مصممة مساعدة بمنتدى قلوب احلام وحارسة سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية Enas Abdrabelnaby

? العضوٌ??? » 382020
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 986
?  نُقآطِيْ » Enas Abdrabelnaby has a reputation beyond reputeEnas Abdrabelnaby has a reputation beyond reputeEnas Abdrabelnaby has a reputation beyond reputeEnas Abdrabelnaby has a reputation beyond reputeEnas Abdrabelnaby has a reputation beyond reputeEnas Abdrabelnaby has a reputation beyond reputeEnas Abdrabelnaby has a reputation beyond reputeEnas Abdrabelnaby has a reputation beyond reputeEnas Abdrabelnaby has a reputation beyond reputeEnas Abdrabelnaby has a reputation beyond reputeEnas Abdrabelnaby has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثالث هنزله الساعة 5 إن شاء الله
بتوقيت مصر


Enas Abdrabelnaby غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-07-17, 06:18 PM   #37

Enas Abdrabelnaby

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء،وقلم مشارك -مصممة مساعدة بمنتدى قلوب احلام وحارسة سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية Enas Abdrabelnaby

? العضوٌ??? » 382020
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 986
?  نُقآطِيْ » Enas Abdrabelnaby has a reputation beyond reputeEnas Abdrabelnaby has a reputation beyond reputeEnas Abdrabelnaby has a reputation beyond reputeEnas Abdrabelnaby has a reputation beyond reputeEnas Abdrabelnaby has a reputation beyond reputeEnas Abdrabelnaby has a reputation beyond reputeEnas Abdrabelnaby has a reputation beyond reputeEnas Abdrabelnaby has a reputation beyond reputeEnas Abdrabelnaby has a reputation beyond reputeEnas Abdrabelnaby has a reputation beyond reputeEnas Abdrabelnaby has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثالث

لا تحسبي عمرى بما قد عشته أو بالذي في الغد قد أحياهُ
للعاشقين حياتهم .. أعمارهم فبكل ثانيةٍ تمر حياة
أنا كلما برق الحنين بداخلي أزوي وحيداً أرصدُ المرآة
يا هل ترى هو ذا أنا ؟ أم أنني بالعشق صرت سواه ؟!
عبد العزيز جويدة
*****
عشقي يدعوني إليك ، هوى قلبي يشدو بهواك ، يا هاجري أما آن لنا اللقاء ؟!
لا لن نلتقي بالفراق يجاور اللقاء ،
و قلبي لا يحتمل الفراق ،
فلنبق هكذا وليبعد بيننا القدر علَّ هذا يطفأ لهب القلب الذي لا ينطفِئ.
وهل ينطفأُ لهب القلب إلا بعناق الإشتياق ؟!

ها هي الروح تغادر مسكنها ، تسافر إلى أبعاد السماء ، لتترك جسداً هالكاً ، ظن بيومٍ أنه ربما حييَ و لكنه علم بأن الحياة تُحصر بها ، وحين اختفت هي إختفت الحياة وهاجرت الروح .
من كان يظن أن يحب فتاة حد العشق ، أن يموت لأجل ذهابها .
ميسائه .. حياته كلها ، غادرت بهدوء .. تاركة إياه يجلس وحيدا ، بغرفة بأربعة جدران .. مظلمة كظلام النفس ، لا يدخلها نور بعدما إنطفأ نور القلب .
ألقت حمل زواجهما وتفلتت بين يديه بسهولة ، والأكثر سهولة هى تلك الجملة التى نطقها بسرعة وتسرع .
" أنتِ طالق "
ليجلس الأن نادما عليها !
وقف بترنح يتجه إلى مرآة بمنتصف غرفة تبديل الملابس .
نظر إلى هيئته ، من أخمص قدميه إلى وجهه ، يتعمق كثيرا بالنظر وكأنه يستكشف نفسه للمرة الأولى .
بلى هو يستكشفها للمرة الأولى ، هنالك تغير والتغير ليس سطحيا بل عميقا حد القلب !!
أيفيد الندم بعد الضياع ؟!
سأل نفسه بإستغراب .
لتجيبه
أيفيد الذكاء بعد الغباء ؟!
والإجابة واحدة ، لا إجابة !!
لم تكن ميسائه كما إتهمها ، لم تكن يوما إلا شريفة وهو لم يكن كذلك !!
قسى عليها وصدق زوجة أبيها ، سار بالطريق الذى رسمته له كالأبله .
نالت كل ما منحه لميساء من هدايا ، كيف لم يسأل عن هذه الأشياء أين ذهبت ؟!
من سيارة وفيلا ومجوهرات باهظة وغيرها من الهدايا .
تلك الحقيرة أجادت لعبتها وحكمت عليه وعلى ميساء بالإنفصال منذ اليوم الاول .
أخرج هاتفه ، سيهاتف الشحص الذى سيمده بالمساعدة لا ريب .
أجرى إتصال بذلك الشخص الذى فتح ليقول بإختصار وعمليه :
_ عاوز إيه يا مؤيد ؟!
عملي هو حد الهلاك ، فى تصرفاته وكلامه الجاف المختصر للمقدمات ، ولكنه هو الآخر غير متفرغ للمقدمات التى تسأل عن الحال وغيرها فرد بصوتا ميت :
_ عاوز كام شاب من بتوعك .
إرتفع حاجب الآخر بتعجب ، ليسأله بوجوم :
_ مش لازم أعرف هتستخدمهم فى إيه .
أجابه مؤيد بإختصار شارد :
_ هرد حق حد .
فاجأه الآخر مباغتا :
_ مؤيد تعالى الشركة النهاردة ، عاوز أفهم طلقت مراتك ليه .
والذهول إرتسم على محياه ، وبنظرة مصدومة رمى الهاتف يتأكد من إسم المتصل ليأته التهكم فى إجابة لم يسأله بصراحة عنها :
_ لما تيجي هتعرف عرفت إزاي .
أغلق الهاتف بوجوم ، هو ليس متفرغا لمشكلات مؤيد التي لا تنته ولكن بحكم الصداقة التى تجمعها ، والصداقة التى تجمع طليقته بزوجته لابد أن يساعده .
بينما فى الجهة الأخرى ، كان الأخر يضرب أعدادا ببعضها ومعادلات يحل شفرتها عله يصل إلى من أخبر ذلك الأدهم عن طلاقه والذى لم يتعد الساعتين منذ حدوثه !!
*******
ضاقت الدنيا فلم تجد لها مكان فيها ، ستهرب ولكن إلى أين أو من ؟!
الأمل .. ضاع الأمل ، الحب ... كان سرابا ، الخداع .. كان حقيقة !!
اين السبيل إلى الخلاص ؟!
سألت نفسها بتعب ، وقد تهالكت على كرسي خشبي قديم متهالك مثلها فى إحدى الحدائق .
منذ ثلاثة ساعات وهى تسير بالطرقات ، تجوب الشوارع بلا هدى ، كالعمياء حين تسير بطريق النور .
نظرت إلى حقيبتها الصغيرة والتى أودعت بها أغراضها بعجلة ، بعدما حدث ما حدث ، وهربت تجوب الشوارع أفضل من أن ترى وجهه.
ألم يحرق أحشائها بالبطئ ، ويمزق روحها التى لم تهدأ للحظة منذ دخول تلك المرأة إلى حياتها .
زوجة أبيها الماكرة ، منذ اللحظة الأولى لها بحياتها و هي شوهت مظهرها أمام والدها ، بتهمة قتل جنينها ، والأدهى هي حكاية الماضي التى لا تزال قائمة تطوف بالعقل .
إلى أين ستذهب الأن ؟!
لا مأوى لها ولا منزل تلتجأ إليه ؟!
أتلقى بأثقالها على رفيقتها ؟
لا هى ليست بحاجة لها فيكفيها ما تعانيه مع ذلك الأدهم السمج .
تسلل إلى أذنها صوت أذان المغرب ، فإنتبته إلى المسجد القريب وأتجهت إليه سريعا .
ستفضى إلى ربها بما فى صدرها ، وتذرف الدموع كما تريد ، ستحكى له ما حدث معها ، وستطلق العنان لنفسها ، فليس للنفس مكانا إلا عند الله .
*******
مضت تلملم ملابسها بسرعة ، فما سمعته من شقيقها لا يصدق .
أحقا ماتت غنى ؟!
الملاك الأبيض ذا الجناحان ؟!
المحبة للأخرين بتفاني !!
الأخت الحنونة التى تلجأ إلى دائما .
كلمات شقيقها لا تزال تتردد بعقلها ، ولكنه لا يستوعبها من ثقل معناها .
قطع شرودها صوت هاتفها ، فأمسكته بتردد لتقوم أخيراً بالرد ، ليأتها صوته المعتاد والذى يبدوا أنه يشوبه التوتر مثلها :
_ إزيك يا رغد .
ماذا الأن ؟! ... هل إتصل من أجل أن يلغي عرضه الثمين ، أم يطلب منها أن ترفضه ، أم يقول لها بأنها الفتاة غير المناسبة .
هى ليست متفرغة لكلماته القاسية التى يصبها فوق رأسها كل مرة ، لذا فلتنهي الأمر سريعا .
_ ياسين .. لو عاوز تتكلم عن موضوع الجواز فأنا فكرت كويس وقررت ...
قاطعها سريعا ، ليقول بصوتا هادئ به بعض الدفئ :
_ لا يا رغد متتسرعيش ، أنا عارف كويس أنتِ بتفكرى فيا أزاى ، وأكيد مستغربة الموضوع لكن أنا عاوز أقعد معاكي ونتكلم بالراحة .
نظرت إلى ساعة معصمها ، فوجدت أن الوقت المتاح لها قبل موعد طائرتها ، هو ثلاث ساعات ، فقالت بإستسلام متعجل :
_ طيب هستناك فى بيت قصي ، متتأخرش لأن ميعاد طيارتي بعد ثلث ساعات ونص .
جائها سؤاله متعجبا :
_ أنتِ مسافرة ؟!
زفرت بحنق ، ذلك الياسين إنه سيبدأ فى فرض نفسه على عالمها والسؤال والإستفهام ، لقد صدق الدور بالفعل .
_ ياسين لما تيجى هشرحلك .
أغلق الهاتف ، فعادت إلى ما تفعل والأسئلة تحوم برأسها .
ما الذى يريد ياسين أن يخبرها به ؟!
فلتنتظر ولتستمع .
*******
إتجه إلى مقر الشركات ، التى يتواجد بها أدهم أغلب الوقت .
عقله لا يكاد يتوقف عن التفكير لثانية ، يفكر بآخر ما حدث معه .
ميساء بين ذراعيه ..
برائتها مما أتهمت فيه ...
خداع زوجة أبيها ..
ربح زوجة أبيها من وراء غبائه ...
أين ميساء في هذه اللحظة ؟!
ومن أخبر أدهم بطلاقه ؟!
لكل سؤال إجابة ، ولكل ظالم عقاب ، والعقاب يبدأ منه ، لذلك حرم نفسه منها .
هو لم يطلقها لأنها طلبت ، بل طلقها لأنه يعاقب نفسه و ليحررها من سجنها معه .
بلى هو يعلم بأن الحياة معه هي الجحيم برمته ، لقد كانت ميساء زهرة جميلة قبل أن يقتطفها من بستانها ، لتجني هي كل المتاعب فوق رأسها ، بينما الأنانية تدفعه لأن يبقيها بالإجبار بجانبه ، فكانت النتيجة ذبولها و تساقط أوراقها .
وصل أخيرا إلى مكتب أدهم ، فأشارة له السكرتيرة بأن يدخل .
دلف إلى مكتبه ليشعر بالرهبة والرغبة فى الهروب ، لطالما كان أدهم نسيج غريب ، ما بين القوة والشراسة والسواد القاتم ، والبرود الثلجي المهيب ، ومع لمحة من الثقة اللامتناهية والعقل الكبير .
متزن منذ يومه الأول بالجامعة ، لا يحب اللهو ولا المرح ، وأكثر ما يمقته النساء بألوانهم .
للعجب أن قامت صداقة بينهما ، وهما النقيض لبعضهما ، ولكن كما يقال فهناك رابطة بينهما يدفع أحدهم الآخر عند سقوطه .
وجد مؤيد أدهم يجلس على كرسيه ، موجا إياه تجاه الحائط الزجاجي وقد أزاح السِّتار الأسود عنه ، ليدخل النور ويبدد سواد الغرفة التام .
إلتفت فجأة أدهم له ، ليشير بعينه أن يجلس ، فجلس الآخر بإرتباك .
فقال أدهم مختصرا بتجهم :
_ ها الباشا جايلي بإيه المرة دي ؟!
زفر مؤيد بحنق ، ها هو أدهم سيلعب دور الأب
_ أدهم .. بلاش دور الأب ، هاتلك عيل عيش الدور عليهم لكن أنا سيبني ف حالي .
إرتفع حاجب أدهم بإندهاش مصطنع ، ليقول بصوتا جليدي :
_ إخلع إنت لبس البرائة و قولي حصل إيه ؟!
اخفض مؤيد رأسه بتراجع ، ماذا يفعل ؟! .. لقد وقع بأسر أدهم ولن يتكرهه حتى يبوح له بالأمر كاملا .
_ أدهم الموضوع كبير ، وابعادة متضاربة معايا فبلاش أرجوك تدخل .
إستند أدهم بمرفقيه على المكتب ، وأمسك بقلم موضوعا بإهمال ، يلاعبه بين يديه ليقول بجدية :
_ الموضوع فعلا كبير ، واللى حضرتك متعرفوش أن أنتَ متراقب ، وأن اللي بيراقبك هو اللي قاللي على طلاقك .
رفع مؤيد رأسه إلى أدهم مذهولا ، ليكمل الآخر بتجهم :
_ وفوق كده فيه حجات غريبة بتحصل فى شركتك ولا إنت موجود فى الحياة علشان تحس بيها .
ألقى أمامه بعض الأوراق ، ليسارع الأخر بقرائتها والذهول يرسم طريقه إلى وجهه .
_ أكتر حاجة بكرهها فى حياتي أن الحياة الشخصية تدخل فى الشغل ... حضرتك شايف العقود اللي إنتَ ماضي عليها ، وكمية الفلوس اللي ضيعتها على شركتك بسبب أنك بتكون نايم و إنتَ بتوقع .
صمت فعم السكون الغرفة ليصرخ أدهم به :
_ ده مش اسمه شغل ، حياتك يا مؤيد إنتَ حرّ فيها سواء تتجوز تطلق .. ميهمنيش ، كل اللي يهمني الشغل يبقى مظبوط .
فوق يا مؤيد من اللي رميت نفسك فيه ، أنتَ بتتغير و مش للاحسن ، لأ ده للأسوأ ، كل مرة ألاقيك بتنزل السلم درجات ، لحد ما قربت تخسر كل حاجة .
خفض مؤيد رأسه واضعا إياها بين يديه ، الألم يكاد يفتك بها من شدة الصداع الذى يعانيه والذى تفاقم بما يراه أمامه من أوراق .
بينما اكتفى الآخر إلى هذا الحد ، وصمت ينظر إلى حاله فهو لا يفرق كثيرا عن مؤيد فى الحالة العاطفية ، فهو أيضا طلق زوجته ، والجدير بالضحك بأنهما أختارا اليوم ذاته ليطلقا زوجاتهن .
قال أخيرا بصوتا خفيف أراد بأن يبدد الألم الذى يعيشه رفيقه :
_ يعنى مش لاقي غير اليوم اللي اطلق مراتي فيه وتطلق مراتك أنتَ كمان ، إيه الحظ الغريب ده ، أنا أسمع عن أصحاب بيتجوزوا فى نفس اليوم .. لكن يطلقوا فى نفس اليوم غريبة دي .
و اكتفى بضحكة قصيرة لا تحمل أى أثر للمرح ، بينما رفع الأخر رأسه وتزامن مع ذلك إنعقاد حاجبيه ، ليقول بشك :
_ نعم !! .. أنتَ بتهزر ولا إيه ؟!
أجابه أدهم بصوتا لا يعرف المزاح :
_ و هي الأمور دي بيهزروا فيها ؟! .. أيوه أنا طلقت مراتي النهاردة .
سأله مؤيد بتعجب :
_ مش مراتك كانت صاحبة مراتي ؟!
أومأ أدهم بشرود ، لينفجر مؤيد بالضحك على حالهم ، ما أروع الصداقة التي تجمعهم ، ألهذه الدرجة يشعران ببعضهما لينفصلا بنفس اليوم .
عم الصمت مرة أخرى الغرفة بعدما صمت مؤيد وكذلك فعل أدهم .
كلا منهما ذهب بخياله إلى من تشغل مساحة من العقل ، والسؤال واحد ما هو الحال الذى أصبحن عليه ؟!
دلفة سكرتيرة أدهم تخبره بأن أحدهم يريد الأذن بالدخول إليه ، تعجب من إصرار ذلك الشخص بأن لا يقول اسمه ، ليسمح له بالدخول زافرا بفروغ صبر .
وبعد لحظات تفاجأ بمن دخل يلقي نظرته المعتادة وإبتسامته المتألقة بسخرية ليقول أخيرا بتأثر مصطنع :
_ البؤساء
إرتفع حاجب أدهم وهو يرمق الواقف أمامه من أخمص قدميه .. ذلك الفتى لن يتغير بكل ما فيه من شغب وسخرية .
طوله مهيب ...وله وجود قوي ...عيناه حادتان بها لمعة شراسة قوية ... شبح ابتسامة زين زاوية شفتيه ...ملامح وجهه قاسية بالرغم من وسامتها الملحوظة ... حاجبه مرتفع بإستنكار ساخر لحالة البؤس المتجسدة أمامه .
رمقه أدهم ببرود وهو يرجع ظهره للخلف قائلا بشرود :
_ أوس الزهيرى
والإسم يحكى قصصا أسطورية لصاحبه ، ليعلمه بأن صديق الاجرام يتجسد أمامه .
إقترب أوس بنظراته القوية و التي حطت على ذلك الواجم بوجهه المظلم ، فهمس أوس بتشفٍ لمرئاته بهذه الحالة :
_ مؤيد عبد الرحمن .
لمعت عينا مؤيد بغضب ناري ...ف لطالما كان أوس منافسه ...صديق أدهم المقرب ... وعدوه الأكبر ...
بكل الصخب الذى يجلبه بقدومه ، وجاذبيته الملفته للأنظار ، بملامحه الغربية الوسيمة ، وشخصيته المتألقة بخشونة حازمة .

جلس أوس مقابلا لمؤيد واضعا قدما فوق الأخرى بعنجهية ذكورية ... ومخرجا سيجارا من جيب سترته الأنيقة مشعلا إياها .... ناظرا لمؤيد من خلف سحابتها بتشفى وابتسامة مستفزة إرتسمت على شفتيه .
لم يطل النظر لمؤيد ...بل أشاح عنه بكبر وهو ينظر لأدهم ...الذى سأله بوجوم :
_ جيت إمتى ..؟!
إبتسم أوس بسخرية وهو يجيبه بعدما أخذ نفسا طويلا من سيجاره :
_ مش عاوزني أجي ...تؤ تؤ ..مكنتش صحوبية و عشرة سنين .
زفر أدهم بعدم إرتياح وهو ينظر لذلك المتحايل على الكلمات بمكر .
_ أوس رد عليا ...متلوعش فى الكلام ... إيه اللى جابك ؟! ....
إعتدل أوس فى جلسته بجدية :
_جاي أعدل المايل ...
رفع أدهم عيناه من الأوراق أمامه ينظر لذلك الذى إشتعلت نيرانه ...وأجزم بأن حرب أعصاب ستنشأ بين هذين الرجلين .
صاح مؤيد صارخا بغضب :
_ وايه بقى المايل يا عم المعتدل ...أوس نصيحة مني أرجع لمكانك ملكش وجود هنا .
رمقه أوس ببرود تام وابتسامة مستفزة وقال صريحا بدون مجاملات :
_ المايل هو شغلك البايظ يا مؤيد .
إستشاط مؤيد غاضبا ..وهب واقفا صائحا بعنف :
_ انا شغلى بايظ .
_ ده إن كان موجود أصلا .
قالها أوس بسخرية وبنبرة بطيئة تحمل إستفزاز .. فصاح مؤيد بحنق :
_ شغلى مش داخلك فى حاجة .. فخليك نفسك والأفضل ترجع للمكان اللى كنت فيه .
قاطع أوس الذى كان سيباشر بإلقاء الاتهامات ، صوت حاد أوقف تلك المهزلة التي كانت على وشك الحدوث .
_ إيه شغل الأطفال اللي انتوا فيه ده ، اقعد يا مؤيد مكانك ، وأنتَ يا أوس بطل اسلوبك المستفز ده .
صمت ينتظر أن يذعن كلٌ منهما له ، فعاد مؤيد إلى مكانه وكذلك فعل أوس وهو يعود إلى خيلائه غير أبه بمن يكاد يفتك به بنظراته القاتلة .
_ أنتهيتوا من شغل الاطفال علشان ندخل فى الجد بقا ؟!
دلوقتي شركة الراشد اللى أنا بتعاقد معاها مديرها مدايق من التأخير اللي حصل فى الفترة الاخيرة ، الشغل مش ماشى بسبب غيابك يا مؤيد ، فياريت لو تفوق للشغل وتركز فيه بس وتنحي المشاكل العاطفية .. لأن الشغل شغل ومحدش هيستنى حد .
ألقى مؤيد نظرة واجمة إلى أدهم ، فبادله بتجاهل تام ... أدهم هو أدهم حين يعمل ، فهو ينسى أى شئ وقت العمل .. ولا يتذكر سوى أنه ماكينه للإنتاج والتنمية .
إشتعلت نظراته مرة أخرى وهو يستشعر نظرات أوس الساخرة تجاهه ، فهب صارخا بصوتا مشتعل :
_ وده بيعمل إيه هنا ؟ .. وأشار بيده تجاه أوس ..
فتكفل أوس بالإجابة .
_ علشان الشغل هنا مأثر على الشغل بره ، وزى ما قال أدهم .. الشغل شغل .. وأنا مش هسمح إن شركتي يصيبها ضرر بسبب دلع حضرتك .
لم يتمهل مؤيد هذه المرة من الإنقضاض على أوس .. لتقوده يداه برعونة إلى فك الآخر الذى لم يكن بالإستعداد الكامل لصده .
صرخ أدهم بصوتا عالى هذه المرة ، ونهض بعنف من مقعده ليفك الإشتباك القاتل بين هذين الغبيبن .
لم يتوان أدهم للحظة وهو يدفع مؤيد عن أوس ويسدد له لكمة قوية .. بمنتصف فكه .. جعلته يتراجع من قوتها إلى أن تلقفته الارض .
ساند أدهم أوس لكى يقف ثم إتجه إلى مؤيد ، ليسحبه من ياقة قميصه ويهدر بوجهه :
_ عارف أنتَ كنت محتاج لحاجة زي كده علشان تفوق .. من أول ما دخلت عليا وأنا قولت لازم تفوق ، وعارف أنك مش هتفوق غير لما تنتقم من اللي عاوز تنتقم منه .
أنزل تحت وهتلاقى كام راجل من اللي أنتَ عاوزهم ... خدهم وشوف هتعمل إيه .. لكن قبلها .. شغل ده " وأشار بيده تجاه عقله " علشان مترجعش تندم .
تركه بعنف .. ليتراجع مؤيد بنظرات ضائعة ويلتفت مغادرا وهو ينوى أن ينتقم ممن كانت السبب بحالته .. فلعله يشفي غليله كما قال أدهم ويستريح .
إلتفت أدهم إلى الآخر الذى كان يمسح زاوية شفته الدامية ، ليقول له بضيق :
_ اسمعني يا أوس كويس ، لو فعلا جاي علشان تشتغل يبقى أسلوبك جاد ومفهوش سخرية ، أنا مش ناقصك إنتَ ومؤيد علشان كل شوية أفصل بينكم ، أنا عارف إنك من وقت ما دخلت من الباب ده وأنتَ بتستفزه بنظراتك وكلامك .
ابتسم أوس ببرود تام ، ووقف يعدل من هندامه قائلا :
_ أنا اكيد مسافرتش كل المسافة دي علشان أضايق مؤيد .. ولا الشغل هو السبب .
إرتفع حاجب أدهم بإستغراب :
_ أمال جاي ليه ؟!
صدرت ضحكة قصيرة متهكمة من أوس ليقول بهدوء :
_ لسه زي ما إنتَ يا أدهم .. جاف فى التعامل و دغرى ، مش بتحب تلف و تدور .
إتكأ أدهم إلى مكتبه ، عاقدا قدميه ومستندا بيديه إلى المكتب من خلفه ليقول بصراحة :
_ وأنتَ علطول ملاوع وبتحب اللف والدوران ، إيه اللي جابك يا أوس ؟!
تنهد أوس بملل ليلقى بنفسه على الكرسى الذى كان يجلس عليه .
_ لو محسبناش أمر جدي الفوري بالرجوع .. أو أمي اللي منتظراني بعروسة تجنن ، وخناقة لطيفة مع عمي ومراته .. يبقى أكيد فى سبب أقوى .. وهو اللي بتعمله .
إرتفع حاجب أدهم بتعجب حقيقي ، ليقول بهدوء :
_ وإيه اللي أنا بعمله وجابك من آخر العالم ، وسيبت شغلك وحياتك والأهم بناتك علشانه .
سمع ضحكة أوس ، ليقول مختنقا بضحكه :
_ أنتَ بتغير ولا إيه من إمكانياتي فى جذب البنات .
إرتسم الوجه الجليدي على ملامحه ، وهمس بوجوم :
_ خليك فى إمكانياتك و قولي جيت ليه وبطل لف يا أوس .
علت الجدية ملامحه ، فإختفى المرح تزامنا مع تجد ملامح الآخر .
_ عمتي أتصلت بيا وهى منهارة وقالتلي على كل اللي ناويت تعمله ، بصراحة فى الأول قولت مش هدخل لكن بعد ما عرفت بموت أبوها كان لازم أظهر و..........
وأوقف إسترسال كلامه عندما قاطعته ضحكات أدهم المرتفعة ، لينتهي بتهيدة طويلة وابتسامة سوداء علّت وجهه الذى تحول لسواد قاتم .. ولون عينيه لم تكن لتفوت اللحظة لتنقلب من الرمادي المحترق إلى الأسود العاصف ، ليقول أخيرا بهدوء يحمل بين طيات حروفه الوحشية :
_ درامية أوي الوالدة ، وأنتَ أكتر سذاجة لما قررت تيجي لهنا و تفاتحني فى الموضوع ، برأيك أنا هسمع ليك ؟!
وعم صمت تلاه إسترسال لحديث لم ينتهي وإنما إزداد وحشية :
_ إن كنتوا فاكرين إن اللي فات ده إنتقام يبقى الإنتقام ضاع حلاوته ، أنا مش هرتاح غير لما أجيب بكل أفراد العيلة الأرض ، ولعلمك أنا مقتلتش أبوها بس عارف مين قتله ، موت أبوها مش فارق معايا بحاجة .. كل اللي همني أنه مش هيشهد عذاب عيلته ، لكن خليه فى قبره لحد ما يسمع دعاوي عياله عليه من السواد اللي هنزله عليهم .
وإن كان الآخر لم يرتعب ، فهذه كانت معجزة .. فإلتفت أدهم عائدا إلى عمله بعدما بث سواده بمن تجمد ولم يجد من الكلمات ما تكفي لهذا الوحش الذى لا يرحم أحد .
*******


Enas Abdrabelnaby غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-07-17, 07:19 PM   #38

شيماء صلاح

عضو فريق مصممي روايتي ومصممة مساعدة بمنتدى قلوب أحلام


? العضوٌ??? » 391439
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 310
?  نُقآطِيْ » شيماء صلاح has a reputation beyond reputeشيماء صلاح has a reputation beyond reputeشيماء صلاح has a reputation beyond reputeشيماء صلاح has a reputation beyond reputeشيماء صلاح has a reputation beyond reputeشيماء صلاح has a reputation beyond reputeشيماء صلاح has a reputation beyond reputeشيماء صلاح has a reputation beyond reputeشيماء صلاح has a reputation beyond reputeشيماء صلاح has a reputation beyond reputeشيماء صلاح has a reputation beyond repute
Arrow شبكة روايتي الثقافية >قسم الروايات >منتدي قصص من وحي الأعضاء >أسير من الماضى (2)

البنات رائع جدا جدا بجد وادهم ده حيوان وربنا وأوس أحلي وأحسن منه بجد

شيماء صلاح غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-07-17, 07:35 PM   #39

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
Bravo

أحيانا ..
لا يعود بوسعنا أن نفتح صفحة جديدة ..
لأن دفتر تسامحنا السميك قد نفذ ببساطة ..
و عندما لا يغفر لك قلبا طيبا في أصله فلا يعني ذلك أسوداده أنما يعني
أن خطؤك فاق عفوه .. أوليس العفو مرهونٌ بالمقدرة !!


******

القوة
.. ليست دائماً فيما نقول أو نفعل ..
أحياناً تكون فيما نصمت عنه
.. فيما نتركه بإرادتنا ..
أو فيما نتجاهل عن فهمه




modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

رد مع اقتباس
قديم 03-07-17, 07:52 PM   #40

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

الموت هو سنة الحياة الأولى و الأخيرة .
و المصير دائما للحياة هو الموت .
ولكن ماذا إن لم تخرج الروح وظلت معذبة بداخل جسد فارق الحياة بقلبه ؟!
فراق الروح للجسد موت .. وفراق العقل والقلب للجسد موتٌ آخر .


modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:20 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.