25-10-17, 08:33 AM | #21 | ||||
مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام
| بعد أيام ، كانت ( نازك ) تجلسُ في متنزهٍ قريب كعادتها مؤخراً إذ أنها تحاولُ أن ترى العالم و تُشبع ناظريها قبل أن تموت حين جاءتها رسالة من ( مارو ) محتواها : " نات تشان ، ألن تذهبي ؟ " . تعّجبت ( نازك ) لِتسألها : " إلى أين ؟! " . ردّت عليها ( مارو ) سريعاً : " زفاف تايغا سنباي ! " . تعجبت ( نازك ) أكثر و أكثر لِترد : " لم أكن أعلم عن هذا و لم يقم هو بدعوتي أيضاً فقد رأيتهُ قبل أسابيع ! ". ردت عليها ( مارو ) مرةً أخرى سريعاً : " يقول أنهُ قد بحث عنكِ في الجوار في أوساكا منذ أيام و لكنهُ لم يجدكِ و أوكل أحداً لِإيصالِ الدعوة لمنزلك فربما هم لم يعطوها لكِ ! " . بعد أن قرأت ( نازك ) هذا فهمت أخيراً ، فلا شك أن أخواتها قد نسوا الأمر و لم يوصلوها لها ! ، أو انهم تجاهلوا الأمر ببساطة ! ، لِترد علي ( مارو ) : " أظن أنني سأذهب و لكن متى و أين ؟ " . بعد ما أرسلت ( نازك ) هذهِ الرسالة لِـ ( مارو ) ابتسمت بيأسٍ على حالها إذ أن الجميعَ سيعيشُ و لا يزال لديهم متسعٌ من الوقت لِتحقيق ما لم ينجحوا في تحقيقهِ سابقا ً و إعادةِ المحاولة من جديد و أيضاً لديهم الفرصة لتحقيقِ أحلامهم ، في حين أنها هي ليست إلّا في الثالثة و العشرين من عمرها فقط ، و إلى الآن لم تحقق شيئاً كانت تحلمُ بتحقيقهِ ! . و لكن ما إن راودتها هذهِ الأفكار البائسة حتى نفضت رأسها منها و أمسكت بهاتفها من جديد فلعلَّ ( مارو ) قد ردّت عليها الآن فـ ( مارو ) لا تتأخر أبداً في الرد ، و قد أصابت في توقعها إذ أن ( مارو ) قد ردت عليها فعلاً و الموعد هوَ الغد ! . ¶ ¶ ¶ في اليومِ التالي ، كانت ( مارو ) قد وعدت ( نازك ) بأنها ستذهب معها لحفلِ زفاف ( تايغا سينباي ) لذا ارتاحت ( نازك ) فهي لا تحب فعلاً أن تذهب لوحدها لمكانٍ كهذا ، لِذا لم تنتظر ( نازك ) كثيراً حتى جاءتها ( مارو ) لِتقول لها ( مارو ) ما إن رأتها : " إنكِ تبدين جميلةً بالفساتينِ الطويلة ! " . ابتسمت ( نازك ) : " أعتقد أنها أفضل لِمناسبةٍ كهذه " . ردّت ( مارو ) بِمرح : " أما أنا فدائماً أرتدي القصير كي أُبرز جمال ساقيّ ! " . ضحكت ( نازك ) و كذلك ( مارو ) التي منذ أن علمت بأمرِ مرض ( نازك ) و إلى الآن هي تحاول نفيَ فكرةِ أنهم لن يروها بعد أيام قليلة ، ففي الحقيقة هم الثلاثة منذ أن كانوا في أمريكا و هم ينتظرون العودة لليابان ، لِيعودَ أربعتهم كما كانوا في السابق ! . ¶ ¶ ¶ بعد دقائق ، في فندقٍ فاخر ، و وسطَ الناس من الطبقاتِ العُليا كان الثلاثةُ قابعين ( ايتشيرو ، نازك ، مارو ) يتحدثون حول ( تاتسو ) و تأخرهِ : قالت ( مارو ) : " لا أدري لماذا أحس و كأنه يريدُ فعل َ بعضِ "الاكشنات" كما يقال ! " . ( نازك ) : " لا أظن ذلك ! ، و لكن كيف له أن يتأخر هكذا ! " . قطعَ تفكيرهم صوت ( ايتشيرو ) المصدومِ الذي نطق بِـ : " هوي يا رفاق انظروا ! " . لِتلتفت الاثنتان سريعاً ، لِتفتح عيونَ الجميع ِ بأكملها حين رأوا ( تاتسو ) بِرفقةِ ( نارومي ) يدخلانِ سوياً . ( مارو ) : " واو ، إن صديق طفولتي رائع ! " . ردّت ( نازك ) التي كانت توافقها الرأي : " انتِ محقة يبدو هذا رائعاً ، و لكن متى وصلت نارومي ؟! " . أجابها ( ايتشيرو ) : " لقد كنتُ أعلم مُسبقاً بأنه سيفعل هذا فـ .. " . قاطعتهُ ( مارو ) : " كيف لهُ أن يخبرك و لا يخبرني " . تجاهلها ( ايتشيرو ) و أكمل : " فـ نارومي قد عادت لِأجل أن ترى نات تشان و لكن تاتسو قد رآها صدفة بعدها ! " . سألتهُ ( نازك ) بِاهتمام : " هل أتت نارومي فعلاً ؟ " . نظرَ إليها ( ايتشيرو ) و علاماتُ الصدمة مرسومةٌ على وجهه : " ألا تذكرين ذلك ؟ " . حرّكت ( نازك ) رأسها بِمعنى النفي ، لِيتذكر ( ايتشيرو ) أنهُ حين قرأ عن مرضِ ( نازك ) كان من ضمنِ الأعراضِ أو المضاعفات أو أيّا كانت هو فقدانُ الذاكرة ! ، و يبدو أن الأمر قد بدأ فعلاً مع ( نازك ) ! ، في حين أن ( نازك ) كانت تحاولَ تذكر أن ( نارومي ) قد جاءت و زارتها و لكنها فعلاً لا تتذكر ، لِذا أخرجت هاتفها سريعاً و أرسلت لِأمها : " أوكّا سان ، هل زارتني نارومي خلال هذهِ الأيام " . بعدها أمسكت هاتفها و هو مفتوح لِترى رد والدتها ، و كان رد والدتها هو : " نعم ! " . لِتتفاجئَ ( نازك ) فهي فعلاً فعلاً لا تتذكر هذا ! ، و قطع هذا التفكير هو صوتُ ( تاتسو ) الذي سألها : " ما رأيكِ في هذا ؟ " . أجابتهُ : " يبدو رائعاً ، و كأنك شاروخان ! " . ابتسم ( تاتسو ) فسابقاً كان هو و ( نازك ) يتحدثانِ كثيراً عن بوليوود و ممثليها في حين أن ( ايتشيرو ، مارو ، نارومي ) هم من محبي هوليوود ، لِذا كانوا كثيراً ما ينقسمون لِأحزابٍ و يتشاجرون عن من هو الأفضل ! . قطعَ تفكيرها هذا صوتُ ( مارو ) التي قالت : " كيف ستكونُ ردةُ فعل أمك ؟ " . أجابها ( تاتسو ) : " لا أعلم ، و لكننا قررنا أن نحاربَ لأجل علاقتنا منذ اليوم ! ، فأنا فعلاً لا أريد الارتباط بحمقاء مثل روري ! " . ¶ ¶ ¶ بعد أيامٍ أُخريات ، في منتصفِ يونيو ، كانت ( نازك ) و التي أكملتِ الشهرين لا تزالُ على قيدِ الحياة ، و في ذلكَ الوقت قد قررت ( نازك ) الخروجَ قليلاً ، لِتفتح الباب و ترى أمامها ( ايتشيرو ) و ثلاثةً برفقتهِ ، لِتقول و هي تبتسم : " شو تشان ، لقد أصبحت أطول فعلاً ! ، متى أصبحت أطول مني ؟ " . ما إن نطقت بهذا حتى نظرَ إليها الأربعةُ باستغرابٍ ، و حين رأت نظراتهم المستغربة قالت بنبرةِ احراج : " إنني آسفة و لكن .. " . أردفت و هي تسأل ( ايتشيرو ) : " من يكونُ هؤلاء ؟ ، هل هم أحد السينباي الجدد الذين يريدون التنمرَ علينا ؟ ". حينها تعجّب الأربعة أكثر ، ليسألها ( ايتشيرو ) : " نات تشان في أي يومٍ نحن ؟ " . أجابتهُ بعد تفكير : " 15-6-2007 ! " . لِيعلمَ الجميعُ أن هذا أحدُ أعراضِ المرضِ فعلاً ، فالأحداثُ بدأت تختلطُ عليها ، و حينها جاءت والدتها لِتقول لها : " فلتذهبي لتتنزهي قليلاً ، فأنا أريد التحدث مع ايتشيرو ! " . لِتستغربَ ( نازك ) ذلك و لكنها قالت بابتسامةٍ مشرقة و لطيفة : " سأفعل ذلك ! ". لِتردف و هي تلتفتُ لِـ ( ايتشيرو ) : " فلتلحقني بعدها ! " . ابتسم لها ( ايتشيرو ) : " هاي ! " . ما إن ذهبت ( نازك ) حتى قالت والدتها : " إنها تظنُ أننا الآن في 2007 و أنها لا تزال في الثالثة عشر من العمر ، لِذا فهي الآن لا تتذكر سوى من كانوا معها في تلكَ الفترة ، فقد أصبحت تسألني عن أخواتها و جدتها كذلك ! " . سألها ( تاتسو ) : " منذ متى بدأ هذا الأمر ؟ " . أجابت والدتها : " أظنُ أنه بدأ منذ أسبوعٍ تقريباً و قبلها كانت تنسى بعض الأحداث و تتحدث عن أمور لم تحدث ! " . حينها قالت ( مارو ) : " سأذهب قبلكُم ! " . لِتذهب وراءَ ( نازك ) و هي تتمنى منها أن تتذكرها أو أن تشبهها على أحدٍ على الأقل لِتقول لها : " نات تشان " . التفت لها ( نازك ) : " هاي ؟ ، هل تعرفينني؟ " . نظرت إليها ( مارو ) بِألم و هي تحاول أن لا تبكي ، لِتردف ( نازك ) : " أنا آسفة لكنني لم أعرفك ! ". حينها ابتسمت ( مارو ) : " لا بأس .. سأذهبُ الآن " . حينها التفت ( مارو ) لِتعود و دموعها بدأت بالتجمعِ فعلاً ، لِتقول لها ( نازك ) : " هوي انتِ انتظري ! ". و لكن ( مارو ) رحلت إذ أن فكرة أن ( نازك ) لا تتذكرها يجعلها تشعرُ بالألم فحتى لو أنها لم تعرفها إلّا في السنةِ الثانية من الثانوية و لكن علاقتهم و صداقتهم كانت قوية و كأنها منذُ ألف ٍ عام قد بُنيت و أكثر ! . ¶ ¶ ¶ لا إله إلا أنت سُبحانك إني كنتُ من الظالمين . اللقاء القادم و الأخير : الخميس . أستودعكم الله الذي لا تضيعُ ودائعه . | ||||
05-11-17, 08:54 PM | #22 | ||||
مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام
| بسم الله . ¶ الفصل السابع: اكتمال الروح ¶ . »الأخير« مرّت الأيام و أشرقتِ الشمسُ و غربت مراتٍ عديدة ، حتى أشرقت من جديد في الأول من يوليو ، لِتستيقظَ ( نازك ) كعادتها و تقومَ بالاستعدادِ للذهابِ للخارج و المشيِ بين الشُجيرات ، و اليومَ قد قررت ارتداء بنطال جِينز أزرق و كنزة بيضاءَ اللون بنقوشٍ من اللونِ ذاته ، و أما شعرها الذي قد أعادت صبغهُ بالأشقرِ الثلجي قبل أسبوعين برفقةِ ( ايتشيرو ) قررت تركهُ دون أن ترفعهُ كذيل حصان ، و حين انتهت نزلت للأسفلِ لترى امرأة متوسطةَ العمر تبدو و كأنها في منتصفِ الأربعينات لِتسألها باستغراب : " أوهايو سيدتي ، و لكن من أنتِ ؟ " . نظرت إليها والدتها بألم ، فهذا ما حدث قبل يومين إذ أنها سألتها أيضاً من تكون و في اليومِ الذي يليهِ تذكرتها و كأن شيئاً لم يحصل و لكنها اليوم قد نسيتها أيضاً لِذا فوالدتها بدأت تشك بأنها فعلاً منذ اليوم ستنساها ، لِذا ردت عليها : " أنا مسؤولةٌ عن العنايةِ بكِ ! " . ابتسمت ( نازك ) : " حسناً ! " . ¶ ¶ ¶ في الطرفِ الآخر من طوكيو ، كانت ( مريم ) قد استعدّت لتخرج للخارج حين رأتها ( رؤى ) التي سألتها : " وين بتروحي ؟ " . أجابتها ( مريم ) : " أشوف نازك ! " . قالت ( رؤى ) بعد تردد : " أروح معش ! " . لِتتحدث ( نور ) التي كانت تقفُ أعلى الدرجِ و سمعت ما دار بينهما : " و لكنها قالت أنها لا تريد رؤيةَ وجوهنا أليسَ من الأفضل أن نحترم رغبتها ! " . ردّت عليها ( مريم ) : " ليسَ بعد الآن ! " . لِتقول ( نور ) بعد تردد : " سأذهب أيضاً ! " . ¶ ¶ ¶ في مكانٍ آخر أيضاً في طوكيو كان ( كنان ) قد قرر أن يفعل ما ستفعلهُ ( مريم ) الآن و هو الذهاب لرؤيةِ ( نازك ) رُغم أنه يعلم أنها لا تعتبرهُ إلا صديقاً و لكنهُ لا يريد أن يندمَ لاحقا ً حين تغادر ( نازك ) الحياة ، لِذا قد وصل فعلاً أمامَ منزلِ ( نازك ) الحالي بما أنهُ كان قد خرج من المنزلِ من فترةٍ أيضاً و ظلَّ يفكرُ بهذا طوالَ الطريق ، و هناك حين قرعَ الجرس خرجت والدةُ ( نازك ) لِترحب به ، و بعدها رأى ظلَّ ( نازك ) التي قالت لوالدتها : " سأخرج لِأتنزه قليلاً " . و ذهبت دون أن تلقي بالاً لـ ( كِنان ) ليسأل والدتها باستغراب : " ألم تعرفني ؟ " . ردّت عليهِ : " لا ، فقد بدأ هذا الأمر منذ يومينِ تقريباً ! " . بعدها لحقَ ( كنان ) بِـ ( نازك ) التي أحسّت بأحدٍ يلحقها لِتقول : " هوي انت هل تتبعني ؟ " . أجابها : " هاي " . سألته : " و لماذا تفعلُ ذلك .. هل تعرفني ؟ " . أجابها : " كنت أعرفك " . لِتسألهُ من جديد : " هل كنّا أصدقاء ؟ " . أجابها و هو يبتسم : " أجل كنا أصدقاءً تعرفوا في الجامعة ! " . ظلّت ( نازك ) تتمعنُ في ( كِنان ) لِتقول بعدها : " يبدو أنكَ كنت صديقاً جيداً ! . لِيقول ( كِنان ) : " ربما .. ربما كنت كذلك ! ". و بعدها صمتت ( نازك ) لِوهلة و هي تنظرُ لِوراءِ ( كنان ) لِتقول : " لماذا هناكَ الكثيرون يتبعونني اليوم ؟ ". لِيلتفت ( كِنان ) و يرى ( مريم ، نور ، رؤى ) ، لِيتعكّر مزاجهُ بمجردِ رؤية ِ وجهِ ( رؤى ) ، و لكن ( رؤى ) تجاهلتهُ و تقدمت بالقربِ من ( نازك ) هي و أخواتها الأُخريات و كانت ( مريم ) الوحيدة هي من ابتسمت لِـ ( كنان ) فقد قدّم لها خدمةً في الماضي حين اعتنى بأختها في الفترةِ التي لم يكن هناك أحد بجانبها . سألت ( نازك ) : " لماذا تلاحقونني ؟ هل تعرفونني هل كنا أصدقاء ؟ " . ردّت ( مريم ) : " هاي ، و أكثر من ذلك أيضاً ! " . لِتسأل ( نازك ) من جديد : " كيف كُنت أنا ؟ أي أيَّ نوعٍ من الناس ؟ " . أجابتها ( نور ) هذهِ المرة : " كُنت كالثورِ الهائج حين تغضبين و أسلوبكِ وقح ، و كثيرةَ التجاهل " . لِتنظرَ إليها ( نازك ) بِنظراتٍ مقهورة ، و لكن ( رؤى ) أردفت : " و لكنكِ مع هذا كله كنتِ محقةً ، محقةً لِدرجةِ أن الجبناء مثلنا كانوا ضدكِ و لم يعترفَ أحد منا أنكِ كنتِ محقة " . لم تفهم ( نازك ) مقصدها و لكنها تجاهلتِ الأمر ، و قالت لهم بشكلٍ واضح : " هل هناك ما تريدونهُ مني الآن ؟ " . أجابها الأربعةُ بِـ : " لا ! " . و بعدها قالت ( مريم ) : " أظنُ أنه عليّ الذهاب الآن ، إذ أن لديّ عملاً كثيراً ينتظرني في الشركة " . لِتردفَ بعدها ( رؤى ) : " أنا و نور لدينا موعدٌ لِعرضِ أزياء ، لذا سنذهبُ أيضاً " . حينَ رأى ( كِنان ) الجميعَ ينسحبُ هكذا قرر هو أيضاً الانسحاب ، لِيفكرٍ في عذرٍ يجعلهُ يذهب ، لِيقول حين وجد عذراً : " عليّ الذهاب أنا أيضاً ، عليّ رفعُ سلسلةِ المانغا التي أرسمها على الانترنت ! " . حينما ذهب الأربعةُ بهذا الشكل غريبِ الأطوار تعجّبت ( نازك ) و لكنها لم تلقِ لهم بالاً و قررتِ العودةَ للمنزل ، و حينَ عادت و دخلت نطقت بِـ : " تدايما – لقد عُدت – " . و لكنها تفاجأت حين رأت أربعةً يجلسونَ برفقةِ المرأة التي قالت أنها مسؤولةٌ عنها ، لِتقول لها تلك المرأة : " نات تشان تعاليّ هنا ! " . بعدها جلست ( نازك ) و هي تنظرُ إليهم باستغراب لتقول : " هل أنتم أيضاً تعرفونني ؟ " . حينها حرّك الجميع رأسه دلالةً على الإيجاب ، لِتقول : " هل كنا أصدقاء ؟ " . أجابها ( تاتسو ) : " أجل أصدقاءَ مقربين ! " . قالت ( نازك ) : " إنني آسفة لأنني لا أستطيعُ تذكركم ! " . لِيصمتَ الجميع ُ بعدها و تقولَ هي و هي تنظرُ لِتلكَ الشابة التي كانت تبكي بصمت : " هوي يا آنسة ما بكِ ؟ " . قالت ( مارو ) و هي تمسحُ دموعها : " لا شيء ، أنا بخير " . في حينِ أن ( نارومي ) حين رأت ( مارو ) تبكي فقدت شجاعتها و نقضت وعدها لِنفسها بأنها لن تبكي أمام ( نات تشان ) و لكنها هيَ الأخرى بكت ، قالت ( نازك ) بأسف حقيقي : " أنا أعتذرُ حقاً إن كنتِ انتِ و هي تبكين لأنني لم أتذكركن ! ، أعتذر فعلاً ! " . بعدها قال ( تاتسو ) : " لا بأس " . لِيقفَ بعدها و تتبعهُ ( نارومي ) التي قد استطاعت التحكم بدموعها أخيراً ، و أيضاً ( مارو ) التي كانت تبكي أكثر و أكثر و يخرجوا من هناك إذ أنه لم يعد بإمكانهم تحمل ذلك ! ، لِتنظرَ ( نازك ) باستغرابٍ على ( ايتشيرو ) و تسأله : " ألن تذهب معهم ؟ " . ليسألها بدلاً من أن يجيبها و هو يحاولُ الابتسام : " ألا يمكنني البقاءُ قليلاً ! ؟ " . قالت لهُ ( نازك ) : " يمكنك ذلك ! " . لِيقول لها : " إنني فعلاً أشعرُ بالسوءِ لأنك لا تتذكرينني ! ، و لكنني سأحاولُ نسيانَ الأمر ! " . قالت ( نازك ) : " أوه ، إذن فلتنتظر قليلاً ! " . لِيستغربَ ( ايتشيرو ) و لكن ( نازك ) صعدت لِغرفتها و شرعت تبحثُ عن ميداليةِ الدب الصغيرةِ التي كانت دائماً ما تراها و لطالما رأتها كثيراً في ألبومِ صور هاتفها و لكنها فعلاً لا تتذكرُ قصتها ، و حين وجدتها أخذتها سريعاً و اتجهت للأسفل ، و مدتها لِـ ( ايتشيرو ) الذي أخذها منها ، لِتقول : " إنني فعلاً لا أتذكرُ ما الموضوع المتعلق بها ، و لكنني أحس أنهُ ذكرى جميلة ، لِذا فلتحتفظ بها ، فلا بأس إن نسيتك أنا و لكن فلتتذكرني أنت ! " . حينها حرك ( ايتشيرو ) رأسه بالإيجاب : " سأتذكركِ دائماً بهذا ! " . لِتبتسم ( نازك ) و هي تقول : " هل كنّا أنا و أنت أصدقاءَ مقربين جداً ! " . أجابها ( ايتشيرو ) بابتسامةٍ ذابلة : " نعم منذُ 19 عاماً ! " . لِيقف و هو يردف قبل أن تتحدث ( نازك ) : " عليّ المغادرةُ الآن ! " . ¶ ¶ ¶ في بقعةٍ أخرى على الأرض ، في شبه الجزيرة العربية ، و بالتحديد ( عُمان ) كان ( طلال ) يجلسُ على الشُرفة و هو يحاولُ استيعاب نتائجِ الفحص الذي قامَ بهِ قبل الأسبوع و النتيجةِ التي وصلتهُ قبل أيام ، فكيفُ له الآن أن يعيشَ كشخصٍ مصاب بالإيدز ! ، و الآن فقط .. الآن أحّس بالندمِ لأنه كان يوماً زير نساء يلهو في المراقصِ و الملاهِ و ما شابهها ، فلا شك أنه ُ أُصيبَ بالايدزِ بسببِ تواصلهِ الجنسي غير الشرعي ! ، و لكنهُ بعد التفكير لوهله ابتسم و أحس بالسعادة لأنه استطاع أن يستمتع .. إذن فقد اختفى الندم من قلبه ! . ¶ ¶ ¶ في طوكيو ، في شركة ِ والد ( نازك ) كانت ( مريم ) قد وصلت قبل مدة و لكنها كانت تحاول استجماع شجاعتها للحديثِ مع والدها ، و الآن فقط قررت الذهاب و مواجهته ، لِذا ذهبت و هي تحس أن قلبها يكادُ يخرج من مكانه ، لِتطرقَ الباب بكل هدوءٍ و تدخل بعدها : لِيرفعَ والدها رأسه و يبتسم لها ، فهو يعامل ( مريم ) معاملةً خاصة ، لِتقول ( مريم ) بدون أيّةِ مقدمات : " أبي ، ألا تظنُ أنهُ يجب عليك الذهاب و رؤية نازك ؟ " . ما إن سمعها والدها تتفوه بهذا حتى ظلّ يفكر لوهلة ليقول بعدها : " هي لا تريدُ رؤيتنا ! " . قالت ( مريم ) بنبرةٍ مترددة : " إنها لا تتذكر أحداً ! ، لِذا يمكنكَ الذهاب " . أردفت و هي تنحني : " أرجوك ! " . ¶ ¶ ¶ في ذاتِ المتنزه الذي اعتادت ( نازك ) التنزّه فيهِ ، كان ( ايتشيرو ) يجلسُ على أحد الكراسي و هو يُمسكُ بِميداليةِ الدب الصغيرة و عينيه مصوّبتانِ عليها ، لِيعودَ بذاكرتهِ للوراء ، لما قبل ستة عشر عاماً حينها كان هو في السابعةِ من عمره ، يذكر أن ذاكَ اليوم كان الأول من يناير لِعامِ ألفين و واحد ! ، حينَ كان الجوّ بارداً ، و الثلوجُ تغطي كل شيء ، كان برفقةِ والدتهِ التي ماتت في ألفينِ و ستة حين رأى صديقتهُ في المدرسة ( نازك ) تتكئُ على أحد ِ الجدران و هي تبكي ، لِيُفلتَ يد والدته و يتجه نحوها و يسألها عن سبب بكاءها ، لِتقولَ له : " لا يوجد في المنزلِ من يعتني بي ، إنهم مشغولون بأختي الصغرى ! " . حينها مسح ( ايتشيرو ) على رأسها ببراءةِ الأطفال و هو يقول لها : " فلتعودي للمنزل ِ الآن " . لِيردف و هو يعطيها ميداليةَ الدب التي كانت بين يديه : " إنني أحب هذهِ الميدالية فعلاً و لكنني سأعطيها لكِ ، إن شعرت أنهُ لا يوجد من يهتم بكِ أو يحبك فلتنظري إليها ، لِتتذكري أنني هنا و بإمكاني أن ألعب معكِ في أي وقت ! " . ابتسم ( ايتشيرو ) على هذهِ الذكرى فصحيحٌ أنهما كانا أصدقاءً من عمر الرابعة و لكن بعد هذهِ الحادثة أصبحا صديقين مقربين كالإخوة ، و تفاجئَ أيضاً أن هذهِ الميدالية باقية لدى ( نازك ) في حين أنهُ هو قد نسيَ أمرها تقريباً ، و لكن هذا أثبت لهُ أن ( نازك ) كانت تعدهُ أقربٍ صديق و كالأخ .. كما يعدها هو هكذا أيضاً . ¶ ¶ ¶ في زاويةٍ أخرى من طوكيو ، كانت ( مارو ) تجلسُ في غرفتها تحتضنُ صورةً تجمعها بِـ ( نازك ) قد أخرجتها للتوِّ من ألبومِ الصور ، لِتبكي بكاءً شديداً ، و هي تتذكرُ أول مرةٍ قابلت فيها ( نات تشان ) كما تدعوها في الثانويةِ و ليس حين غنّت معها في المتوسطة : كان ذلك اليوم الثاني للدراسة و في الوقت ذاته الثالثَ لِوفاة جدةِ ( مارو ) لِذا فقد كانت ( مارو ) تضعُ رأسها على الطاولةِ و تبكي حين جاءت أحدُ المتنمراتِ و ركلت طاولةَ ( مارو ) بِشكل خفيف و هي تقول لها : " هوي فلتكفي عن البكاء و لتعطيني المال الآن ! " . لِترفع ( مارو ) رأسها و تمسحَ دموعها و هي تقول : " لا أملكُ مالاً ، لِذا فلتغربي عن وجهي الآن ! " . حينها قلبت تلكَ المتنمرةُ طاولةَ ( مارو ) برجلها ، لِتبلع ( مارو ) ريقها ، و لكنها أحست بالقليلِ من الارتياح حين سمعت صوتاً ينطق بِـ : " هوي أيتها المتنمرة فلتتوقفي ! " . و لأن ( نازك ) لها تاريخٌ طويل مع المتنمرين ، تركت المتنمرة ( مارو ) و شأنها ، لِتمدّ لها ( نازك ) محرماً ورقياً و هي تقولُ : " إنكِ تبدين كالحمقى و تثيرين الشفقة حين تبكين .. و أيضاً تبدين قبيحة " . لِتفهم ( مارو ) أن معنى هذا هو باختصار لا تبكي ، و من هنا بدأوا يصبحون أصدقاء ! . ¶ ¶ ¶ في مكانٍ آخر من طوكيو ، لم تكن حالةُ ( نارومي ) أفضل من ( مارو ) ، لِذا فقد كانت هذهِ الأخرى أيضاً تبكي ، لِتأتي أختها و تقول لها : " لم أكن أعلمُ أنكِ تحبينها بهذا القدر ! ". قالت ( نارومي ) بِصوت حزين خرجَ باكياً : " لقد كانت تحميني دائماً و تدافعُ عني أمام تلكَ المعتوهةِ روري ! " . ¶ ¶ ¶ و في مكانٍ قريب كان ( تاتسو ) أيضاً يسترجعُ أول يومٍ عرفَ فيهِ ( نازك ) و كان ذلك في السنةِ الثانية من الثانوية حين كانت تقف مع ( مارو ) لِيسأل ( تاتسو ) ( مارو) قائلاً : " هوي ماروتشي من تكونُ هذهِ العملاقةُ الأجنبية التي تقفين بجانبها ؟ " . قبل أن ترد ( مارو ) ردّت ( نازك ) : " فلتنظر لنفسك أولاً يا عمود الإنارة ! " . قال ( تاتسو ) بنبرةٍ متفاجئة : " هوي إنكِ تتحدثين اليابانية ! " . أجابتهُ ( نازك ) بِسخرية : " إذا كنت أعيش في اليابان هل تريدُ مني أن أتحدث الهنديةَ مثلاً ؟! " . ابتسم ( تاتسو ) فعلاً على هذهِ الذكرى ، فبعد أن أصبحت ( مارو ) صديقةً لِـ ( نازك ) أصبح هو و ( ايتشيرو ) أيضاً أصدقاءَ لهم ، و كذلك ( نارومي ) بعدها أصبحت من حزبهم ! . ¶ ¶ ¶ في مكانٍ أبعدَ قليلاً في طوكيو ، كانت ( مريم ) تجلسُ أمام الصندوق الذي قد سبق و خصصته للأشياءِ الغاليةِ على قلبها ، لِتخرجَ منهُ زي الكاراتيه ، و هي تتذكر أن ( نازك ) من أقنعها للالتحاقِ بدروسِ الكاراتيه ، لِذا فقد ظلّت الاثنتان فترةً من الزمن يتدربانِ سوية ! . ¶ ¶ ¶ في الغرفةِ التي تجاور غرفة ( مريم ) كانت ( نور ) تحس بتأنيب ِ الضمير لِمعاملتها السيئة لِـ ( نازك ) مؤخراً و هي تمسك بين يديها بِصندوقٍ صغير ممتلئ بِميدالياتِ شخصيات " همتارو " ! ، فقد كانت ( نازك ) منذ سنوات تحضرها لِـ ( نور ) بعد المدرسةِ ! : ¶ ¶ ¶ و كذلكَ كانت ( رؤى ) في الغرفةِ التي بعدها تندمُ و تشد شعرها من الندم و في الوقتِ ذاته كانت تتذكر موقفاً حصل قبل سنوات ، حين كانت في أول سنة من الثانوية ، إذ أنها قد تأخرت ذات يوم للعودة للمنزل ، و في طريقها قابلت بعض المنحرفين ، لِتشعرَ بالخوف حين قال أحدهم : " أوه يا رفاق ، انظروا انها تبدو جميلة ! " . لِتحس ( رؤى ) و كأن قلبها سيخرجُ من مكانهِ من شدة الخوف ، لِتعودَ بضع خطواتٍ للخلف و تصطدمَ في جسمٍ طويل بالنسبةِ لها ، لِترتاح حين رأت أنها ( نازك ) لِتقول لها ( نازك ) : " كنتُ أعلم أنكِ ستتأخرين لذا قررت التأخر معكِ أيضاً " . أردفت و هي تبتسم : " فأنا أعلمُ أن الجميلات من الخطر أن يمشين لوحدهن في مثل هذا الوقت " . التفت بعدها لِذلك المنحرف و هي تقول : " أيها الحقير الكبير هل تحاول التحرش بأختي ، هل تريد الموت ؟ " . ردّ عليها : " فلتلزمي الصمت أيتها الغوريلا العملاقة ما دمتُ لطيفاً معك ! " . كانت ( نازك ) تشعرُ بالاشمئزازِ ناحيتهُ من الأساس حين كان يضايق ( رؤى ) و الآن و بعد أن نعتها بالغوريلا فهي فعلاً ستقتله ، لِذا قامت بحركتها المعتادة الرجوع بضعَ خطواتٍ للخلف بعدها التقدم جرياً و الركلُ في الوجهِ ، لِيسقطَ ذلك المنحرف على الأرض ، لِيسحبهُ أصدقاؤه و يذهبون ، لِتقول ( نازك ) لِـ ( رؤى ) : " لا تتأخري مجدداً في العودة ، أو فلتعودي برفقةِ أحدهم ! " . ¶ ¶ ¶ في مكانٍ قريب قليلاً من ( ايتشيرو ) كانت ( نازك ) تجلسُ في غرفةِ المعيشة حين قررت الخروج للمشي في الأرجاء و أثناء َ خروجها صادفت شخصاً غريباً أمام الباب يبدو كشخصٍ في بدايةِ الخمسينات من عمره ، لِتسأله : " هل تريدُ أحداً ما ؟ ، هل أنت هنا لِتوصيل شيء ! " . حينها جاءت والدتها خلفها حين رأتها تتحدث مع شخصٍ هكذا لِتعلم أنه شخص يعرف ابنتها و لكنها هي لا تتذكره ، و لكنها صُدمت حين رأته . ( نازك ) : " أوه مهلاً ، هل أنتَ تعرفني ؟ " . بعد ما صمتت لوهلة أردفت : " إنكَ طويل للغايةِ أيضاً مثلي ! " . و أردفت بعدها من جديد : " و لكنك تبدو كإنسانٍ جيد ! " . ابتسم والدها بِسُخرية من ما سمعه . قالت ( نازك ) من جديد و هي تلتفتُ لِوالدتها : " سيدتي سأذهب لأمشي قليلاً في الأرجاء " ! . ¶ ¶ ¶ في مكانٍ آخر في طوكيو ، لم يكن حالُ ( كِنان ) مختلفاً عن حالِ البقيةِ إذ أنهُ الآن واقفُ أمامَ لوحةِ الرسم البيضاء و قد خطَّ عليها تقاسيمَ وجهٍ و ملامح و قد تركَ فراغاً في الأسفل لِرسم وشاحٍ رمادي ، ففي النهاية ما جعلهُ يحب ( نازك ) هو ذلكَ الوشاحُ الرمادي الذي ارتداهُ في بداية يناير من عامِ ألفين و اثني عشر . ¶ ¶ ¶ جاء يومٌ و انتهى و ابتدأ آخر و انتهى ، و تقلّب الليل و النهار و تبدلا ، إلى أن جاء السابعُ من يوليو لعام ألفين و سبعة عشر ( 7-7-2017 ) في ذلكَ اليوم أغلقت ( نازك ) عينيها و لم تفتحها بعدها ! ، لِيحدثَ ذات السيناريو الذي يحدثُ حين يفقدُ أحدهم حياته .. لذا لا داعِ للتفصيل ! . ¶ ¶ ¶ بــعــد 3 أشــهــر : كانت ( رؤى ) و التي أنهت إجراءاتِ الطلاق هي و ( كِنان ) قبل يومين تجلسُ برفقة ( نور ) لِتسألها : " أنتِ متأكدة أنكِ ستتركين عرضَ الأزياء ؟ " . أجابتها ( نور ) و هي تبتسم : " هاي ، أظن أنني سأفعلُ شيئاً أفضلاً ، فأنا أظنُ أنه لا بأس بدخول الكلية في عمر الواحد و العشرين " . تفاجئت ( رؤى ) أولاً بعدها قالت : " هل تفكرين في تخصصٍ معين ؟ " . ردّت ( نور ) : " هاي ، تربية ! ، أظنُ أنه سيكون من الرائع أن أكون معلمة ! " . ابتسمت لها ( رؤى ) : " فعلاً ! " . سألتها ( نور ) : " و ماذا عنكِ ؟ " . أجابت ( رؤى ) : " أقرر أيضاً تركَ عرضِ الأزياء حين أجد شيئاً أستطيعُ فعله ، فقد درست التربية البدنية في الكلية إلّا أنني لا أظن أنني أصلح لذلك ! ، فقد دخلتهُ دون رغبة " . ( نور ) : " فلتسرعي في ذلك ما دمتِ تملكينَ الوقت ! " . أردفت بعدها بتردد : " هل أنتِ متأكدة بشأن الطلاق ؟ " . أجابتها ( رؤى ) :" 100% ! " . أردفت بمرح : " لا تقلقي سأجد من هو أفضل منه ، فهم يصطفون أمام بوابة منزلنا ! " . ضحكت ( نور ) معها ، و سألت بعدها بفضول : " تظنين ما الذي ستفعلهُ مريم ؟ " . أجابت ( رؤى ) : " حين التقيتُ بها في الأمس قد سألتها السؤال ذاته و اجابتني اجابةً واحدة " . و قبل أن تكمل ( رؤى ) قالت ( نور ) معها : " العمل ! " . لِتضحك بعدها الاثنتان فبالتأكيد ( مريم ) لن تتغير سريعاً ! . ¶ ¶ ¶ على أرضٍ أخرى ، كان ( كِنان ) قد قرر أخيراً العودة لِعُمان و في الوقتِ ذاته ترك رسم الأنمي و عاد لما كان يفعلهُ و هو الرسم العادي ّ ، و كعادتهِ الآن كان يفكرُ في لوحةٍ يرسمها ، حين رأى اسم والدته يُنير الشاشة لِيعلم مقصدها دون أن يرد ، فهم بالتأكيدِ يريدونهُ في مكتبِ والدهِ الآن ، لِذا ذهب سريعاً إلى هناك و لم يخب ظنه ، فقد رأى والديه ِ و ( طلال ) ، لِيقول والده دون أيّة مقدمات : " متى تبدا تشتغل ؟ " . أجاب ( كِنان ) : " ما أريد اشتغل بالشركة ، رح أظل رسّام ! " . قال والدهُ من جديد : " و بعدين من إلي رح يورث كل هذا ! " . صمت لوهلة بعدها أردف بِهدوءٍ و بنبرةٍ باردة : " مستحيل أخلي هالصايع يورث شركتي إلي تعبت فيها و تعب فيها أبوي قبل ! " . فالآن و بعد أن أُصيب ( طلال ) بالإيدز أصبحَ منبوذاً في المنزل فهو وصمةُ عار حقيقية ! ، لِذا فقد تغيرت معاملةُ والديهِ له و نُزع تاجُ ( الأمير ) من على رأسه و أصبح ( كِنان ) الآن أمير والديه ! . قالت والدتهم سريعاً : " خل الولد على راحته " . أردفت بعدها و هي تبتسم : " ولدي الرسّام رقم 1 ! " . ابتسمَ لها ( كِنان ) فمنذُ زمنٍ و هو يحاولُ أن يفعلَ أي شيءٍ يُذكر لِيعامل جيداً غير عبادةِ المال ، و أخيراً قد حصل هذا رغم أنهُ حزين على حالِ ( طلال ) لِذا قال لوالده : " خلِ طلال يمسكهم هذا شغله من أول ، ترا كل الناس تغلط أتوقع هو تاب ! " . قبل أن يتحدث الوالد ، قال ( طلال ) : " كل تبن انته و شركات أبوك ! " . و خرجَ بعدها فرغمَ أنه مُصاب بالإيدز بدلاً من أن يتوب و يتعلمَ الاحترام أصبح أكثر و أكثر و أكثر وقاحة ! . ¶ ¶ ¶ في طوكيو ، في منزلِ ( مارو ) و بالتحديد المكان الذي قد اعتادوا التجمّع فيه ، القبو ! ، كانت ( مارو ) قد وضعت صورةً تجمعهم الخمسةَ جميعاً في إطارٍ خشبي و أسندتها على أحدِ الطاولاتِ التي تقعُ في الزاوية رُغم أن تعليقَ صورِ ذواتِ الأرواح من الأحياءِ و الأموات في ديننا محرّم ، و لكن ( مارو ) و أصدقاؤها كانوا من المسيح . وقفت ( مارو ) أمام الصورة و هي تبتسمُ قائلةً : " نات تشان ، انظري لهذا ، لقد حصلتُ أخيراً على جائزةٍ كأفضل صوتٍ نسائي ، و لكنني سأُهدي هذا لكِ .. لقد فعلتُ هذا من أجلك كي تستطيعي التباهي بي ! " . أنهت ( مارو ) كلامها هذا و هي تضعُ ذلك الجسم المُشابه لِلكأس على الطاولة و دمعةٌ وحيدة قد تدحرجت من عينها و لكنها مسحتها و هي تقول : " نات تشان ، أنا وعدتكِ و سأعدكِ من جديد أنني لن أبكي كي لا أبدو كالحمقى و مثيرةً للشفقة و قبيحة ! " . بعدها سمعت ( مارو ) صوت أقدامٍ تمشي على درجِ القبو لتلتفت و ترى ( ايتشيرو ) الذي كان يحضنُ كتاباً بين يديهِ ، لِيتجاهل ( مارو ) و يقفَ أمام صورةِ ( نازك ) و هو يقول : " نات تشان ، هل تذكرين هذا الكتاب الذي وعدتني أن تقرأيه و لكنكِ قرأتيه دون أن تعطيني رأيكِ فيه ، لقد غيرّت اسم الشخصيةِ الرئيسية لِـ ناتسوكو ، فهي طويلة ، قويةٌ من الخارج ضعيفةٌ من الداخل ، تملكُ أسلوباً وقح حين تغضب ، تحب ضرب رؤوس أصدقائها و أيضاً ركل من يزعجها على وجههم ! ، المهم سأتركُ هذا هنا لكِ الآن ، فأنتِ لن تصدقي لقد حصلتُ على جائزةٍ بسببه ! " . ( مارو ) بصوتٍ يبدو أنهُ سيبكي قريباً : " هوي انكَ تجعلني أبكي فلتصمت " . ردّ عليها ( ايتشيرو ) : " هوي إن صوتكِ مزعج .. فلتصمتي ! ". نظرت إليهِ ( مارو ) بِحدة و تجاهلته ، فهؤلاءِ الاثنان رغم أنهما في الرابعةِ أو الثالثة و العشرين من العمر إلا أنهما لا يزالان يتشاجران حتى الآن . ثوانٍ فقط و وصل ( تاتسو ) برفقةِ ( نارومي ) إذ أن رأس ( تاتسو ) قد اصطدم بالسقفِ ، لِتضحك ( نارومي ) و يقول هو : " هوي لا تضحكي " . و أردف و هو ينظرُ لِـ ( مارو ) : " هوي انتِ الأخرى لماذا قبوكم صغير هكذا " . أردف من جديد بألم : " كاد رأسي أن يسقط من مكانه ! .. آخ مؤلم ! " . ردّت عليهِ ( مارو ) : " لأننا لا نملكُ في البيت أُناساً كعواميدِ الإنارة ! " . تجاهلها ( تاتسو ) و هو يتقدمُ و يضع ميداليةً ذهبية بجانب كتاب ( ايتشيرو ) و جائزة ( مارو ) لِيقول : " نات تشان أوهايو ! ، هذا مني لكِ " . لم يرد ( تاتسو ) أن يتحدثَ كثيراً فهو يعلمُ أنه عاطفي و يتأثر سريعاً ! ، وضعت ( نارومي ) يديها على ذراعه لِتدفعه و هي تقول : " ابتعد أيها العملاق ! " . لِيبتعد هو ، و تقف ( نارومي ) مكانه و هي تمدُّ ورقةً من خامةِ الورق الكرتوني أو المقوى و هي تقول : " نات تشان انظري لقد أصبحتُ معلمةً جيدة ، إذ أنني أصبحتُ أحارب التنمر جيداً .. بفضلكِ " . أنهت ( نارومي ) هذا و هي على وشكِ البكاء أيضاً ، لِتقول لها ( مارو ) : " لقد وعدنا نات تشان ألّا نبكي ! " . حركت ( نارومي ) رأٍسها بالإيجاب لأنها إن تكلمت ستبكي حتماً ! " . يتبع .. | ||||
05-11-17, 08:56 PM | #23 | ||||
مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام
| في زاويةٍ أخرى من طوكيو ، كانت والدة ( نازك ) لا تزال تسكنُ في المسكن الذي تشاركتهُ مع ( نازك ) مؤخراً إذ أنها لا تستطيع الخروج من ذلكَ المكان بما أن ( نازك ) قد مضت آخر أيامها فيهِ ، و اليوم فقط .. اليوم قد استطاعت استجماع شجاعتها لِتدخلَ لِغرفةِ ابنتها و ترتب أشياءها و لكنها في الوقتِ ذاته ستتركُ الغرفة كما هي ، لِذا ما إن دخلت و قامت بترتيبِ بعضِ الأشياء حتى رأت مغلفاً أبيضاً تحت ملاءةِ السرير لِتأخذه و تقرأ المكتوبَ عليهِ من الخلف : " أوكّا سان ! " . لِتفتحهُ سريعاً و تقرأ ما كُتب فيه : " أوكّا سان ، أنا أعلم أنكِ الآن تشعرين بالحُزن و الندم عليّ لِأنكِ لم توقفِ والدي في مراتٍ كثيرة حين كنتِ تظنين أنهُ مخطئ ، فقد طردني من المنزل عدة مرات و قرر تزويجي قسراً و ما إلى ذلك ، لكن أرجوكِ فلتنسيّ كل ذلك الآن و لتعتني بأخواتي و لتحققي الكثيرَ من الأشياء التي ستسعدكِ ذات يوم ما دُمتِ تملكين الوقت لذلك ! " . قرأت والدتها هذا و دموعها تتساقطُ على الأحرف . ¶ ¶ ¶ في المتنزه القريبِ و الذي كانت ( نازك ) تتنزهُ فيهِ منذ أن عاشت مع والدتها ، أصبحت ( مريم ) الآن ترتادُ المكان ذاته إذ أنها الآن أصبحت تسكنُ مع والدتها و لكنها في الوقتِ ذاته تعملُ في شركةِ والدها ، في حين أن أختيها ( رؤى ، نور ) لا تملكان الجرأة للعيشِ مع والدتهم بعد كل ما فعلن و لكنهن بالطبع لم يقاطعن والدتهن . أصبحت ( مريم ) حالياً في عملِ شيءٍ آخر بجانبِ العمل في شركةِ والدتها ، فمؤخراً أصبحت تزورُ دارَ الأيتام كثيراً إذ أنها تعلمت شيئاً لا تدري إن كان شخصٌ آخر حول ( نازك ) قد تعلمه : في كل وقتٍ نكون فيهِ مرتاحين هناك من يعاني بِصمت . توقفت ( مريم ) للحظة و هي تتذكر ما رأتهُ قبل أيامٍ حين كانت تبحثُ في مكتبِ والدها عن أوراقٍ خاصة بأحد الصفقات .. وجدت تقريراً يُثبت اصابتهُ بمرضٍ نفسي ! . ¶ ¶ ¶ في ذات ِ اليومِ و بعد أن حلَّ الليل و توّسط الوالدُ مكتبه كعادتهِ قبل أن ينام ، فقد أصبح المكتبُ أخيراً متنفسهُ الوحيد إذ أنهُ يتظاهرُ بأنه لا يزال كما كان قبل وفاةِ ابنته و أنه لم يهتز و لكنهُ فعلاً تحطّم ، إذ أنهُ يظن أنها لم تعِش يوماً واحداً بِراحة بعد الأول من يناير لعامِ ألفين و اثني عشر ، فصحيحٌ أنهُ قد طردها من المنزل قبل ذلك بضع مرات و لكنهُ فعل ذلك لِأنها كانت تتصرف بِوقاحةٍ حقيقية و أيضاً تصنعُ المشاكل في المدرسة ، و لكن بعد ألفين و اثني عشر هو يعترفُ أنه هو من سبب لها البؤس و الحزن ، و الآن يتمنى فقط لو أنها تعود لِيعيد لها سعادةَ حياتها التي سلبها منها ! . الـــنـــهـــايـــة . ¶ ¶ ¶ جُبرانيةة : آهلاً ، بتكلم بالعامي ^^ ، أول شي شكراً لكل إلي تابعوني من البداية للنهاية ! ، شكراً شكراً شكراً ، و شكراً لكل الي آمنوا بروايتي كل ما يئست و قررت أوقفها قالوا لي أنها تستاهل أتعب و أنتظر عشانها لأنها مُميزة ، بس أتوقع إني ما وُفقت في اختيار العنوان ! ، لأنني بعد ما نزلت الرواية و بحثت عنها بمحرك البحث استغربت من عدد الروايات إلي تشبهها بالاسم ! ، و نفس الشي بخصوص إلي سألوني ليش اليابان بالذات ؟ أصلاً كنت مفكرة أغير و أجيب فكرة جديدة و مكان جديد لأنني بعمري ما قرأت رواية باليابان ، كلهم بأمريكا ، بريطانيا ، فرنسا .. و أعتقد هذا الشي انقلب ضدي لأني أحس الناس ما تجذبهم الدول الآسيوية كثر الأُوروبية و أمريكا .. المهم لو كان في عندكم إنتقادات ثانية رجاءً نبهوني عليها عشان ما أكررها مستقبلاً ^^ . و في الحقيقة استمتعت و أنا أكتب هالرواية .. رح أشتاق للأيام إلي كنت أسهر فيها عشان أكتب ! . و اذا سألتوني بخصوص الشخصيات ؟ نازك ؟ كنت أحب طولها مادري ليش أحسه جذاب =) ، و فِ ذات الوقت كانت تذكرني بشخص من ناحية قوتها الخارجية و هشاشتها من الداخل ! .. كسرت لي قلبي أحلامها الي ما قدرت تحققها ، و حتى القفص إلي بناه لها أبوها عشان الفلوس فباستثناء كونه مريض نفسي إلا أنه عابد فلوس ! ، و بعد الكاراتيه ؟ لطالما كنت من مُحبين الفنون القتالية و لا زلت مع انه للأسف ما حصلت لي الفرصة لأتعلمها ! >< ، و فِ ذات الوقت خليت ايتشيرو صديقها و أخوها للنهاية و ما حبها بشكل ثاني و ما حطيت تاتسو يحبها لشي واحد ، لأنني أكره البطلة إلي كل الأمّة العربية تحبها ! كأنه ما في بنت في هالدنيا إلا هي ! ، و تعمدت بعد أنها تكون متوسطة الجمال و عادية لأنني مللت من البطلات إلي كأنهم سندريلا و لا سنو وايت -.- ! ، و أما وقاحتها فِ الكلام و طبعها شبه الحاد هذي حطيتها لحتى أوازن بين الشغلات الحسنة و البشعة فيها ، بمعنى ما تكون كاملة ! . كِنان ؟ أعترف أول شي إني من أول ظهور له ما حبيته و لا ملت له ! في حين أنه أغلبكم كان خاق عليه =) و تعمدت أخليه حمار شوي =) لما كان يتضارب مع رؤى على شغلات تافهة عشان نفس الشي يكون فيه طبع سلبي ! ، كان كاسر قلبي بخصوص التفرقة بينه و بين طلال ! . طلال ؟ كنت من البداية ناوية تكون نهايته بشعة مثله ، و تكون عبرة لأمثاله ! ، و بعد تعمدت أحطه ملك جمال -.- ، عشان أغير الفكرة الي انتشرت بالروايات " صايع و قليل أدب و البنات يطيحوا عنده لأنه ملك جمال -.- " ! ، ف الدنيا واجد ناس جميلة لكن هالجمال بدون فايدة ! . مريم ؟ مادري ليش بس كنت حابة كونها مع و ضد أبوها ، بس بالنهاية صارت ضد في السر ، و كان هذا هو الشي السلبي فيها .. إلّا إني مادري ليش أحب شخصيتها ! . نور ، رؤى ؟ لحد الحين ما أبلعهم مادري ليش ! ، صح المفروض يحبوا أبوهم و يحترموه ، بس هُمه وقفوا ضد أختهم و ما اعترفوا بأنه غلط أبوهم ، أنا ما أقول يحاربوا أبوهم لكن على الأقل كانوا حاولوا يغيروا فيه شوي ! . و الحين الوالد ؟ الرواية بالكامل كانت مبنيه عليه ! ، كونه عابد للأموال خرّب حياة واجد ناس نازك .. أمها .. كِنان .. و حتى البنت إلي طلالوهه -.- قتل أبوها و استغل الموقف بالفلوس كل هذا صار بسبب الفلوس ، من الرواية كامل كنت أريد أوضح حقيقة شاللي يصير لا كان الانسان عابد للفلوس ؟ يركض وراها مثل الكلب ! ، لأنه ثلاث أرباع الناس يسووا أي شي عشان الفلوس ! ، أما بالنسبة لأب نازك بشكل خاص كونه مريض نفسي نفس ما ظهر بالنهاية كان عشان أرّجع سبب إلي سواه ببنته بعضه بسبب مرضه و بعضه بسبب عبادته للفلوس ما عشان أطلعه من كونه عابد فلوس .. لأني لو سويت كذا ضاعت الرواية -.- ! " . أمها ؟ مآدري ليش بس ما كان لها دور أساسي -.- ! ، فما أعرف شقول عنها ! . ايتشيرو ؟ هذا المخلوق جايب لي راسي هههه ! ، بصراحة كان أكثر شخصية حبيتها ، كنت أحب أنواع الأصدقاء إلي مثله ، ماعرف كيف أشرح .. بس الله يرزقني بصديقة مثله رغم إني سيئة في علاقاتي الاجتماعية ، المهم أكثر شي حبيته فيه كان وقفته مع نازك رغم كل الظروف ! ، و ما أحبيت أنهي دوره بشكل عاطفي ، بمعنى ما حبيت أحط له حبيبه ووووو .. أحس هالشي مبتذل ، و بعد الجملة إلي رددها بالجزء قبل الأخير للآن ترن باذني أحسها عاطفية زيادة ( في كُل ربيع سأنظرُ لِأوراق شجرةِ الكرزِ على أنها أنتِ و سأنتظر مجيئكِ كل عام و كذلكَ في الشتاء سأعتبركِ ثلجاً و أنتظركِ كل عامٍ أيضاً ! )، رغم إني والله ماتذكر إن كانت من تأليفي أو من فلم اقتبستها .. بس أغلب الظن أنها من عقلي بس جملة كل عام سأنتظر مجيئك أتوقع هي المقتبسة ! ؟! ههههه ! . مارو ، تاتسو ، نارومي : كنت أكره ضعف نارومي و تاتسو ، في حين أنني ما كنت أحس بشي اتجاه مارو ، إلا أنني أحسهم أصدقاء صالحين =) . حكيت واجد =) المهم إذا سألتوني بخصوص رواية جديدة ؟ فالإجابة رح تكون مادري ! ، يمكن أرجع أكتب يمكن لا خصوصاً مع انخفاض التفاعل مع روايات المنتديات حالياً ، و بنفس الوقت الثانوية ؟ بعترف إني لحد الآن ما رضيت عن أدائي فيها رغم أنها آخر سنة لي =( ! .. دعواتكم ! . جُبرانيه ( مشتق من جبران خليل جبران ! ) . السبت ، 1:35 صباحاً . عُمان . | ||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|