28-08-17, 10:24 PM | #791 | ||||||
نجم روايتي و كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| انتكاسة قلب....... الفصل الخامس و العشرون انتكاسة قلب الفصل الخامس و العشرون.... صعدتا معا بالخلف و قالت سولاف قبل ان يصعد وسام:" لم اشأ ان ترككما وحدكما معا..... ادرك مدى خطورة ذلك..... انا اقترحت على المدام الرفقة هذه" عندما صعد وسام و قام بتشغيل السيارة لمحته يرتب المرآة بطريقة مغرضة حتى التقت عينيهما فخفضت بصرها و شبكت يديها. انطلقت السيارة بسرعة متوسطة و تطلعت جنى من خلال النافذة و تنفست بارتياح و هي تشاهد مناظر ليس لها مثيل .. شعرت انها لاول مرة تشاهد هذا الجمال منذ اتت الى اللاذقية ...كأنها كانت عمياء كل الفترة التي قضتها هنا و بدأت ترى الجمال و الحياة لتوها خصوصا في هذا الوقت من اشهر السنة.... شهر مارس اوشك على نهايته و بدأت الخضرة تنتشر في كل مكان ...... مراعي جميلة و مرتفعات مغطاة بالخضرة بعد ان كانت تغطي الثلوج معظمها في ذروة البرد ..... ناس هنا وهناك و اطفال اصحاء يهرولون و يمرحون و كأنهم يثيرون مشاعر عند الاب و الابن معا. كان فادي يخرج ذراعه من النافذة و يلوح لهم ببطء و كأنه يتمنى ان يعيش........ يعيش فقط. و وسام يتطلع اليه بين الحين و الاخر و هو متظاهرا بابتسامة الكبرياء ..... ان وسام يتظاهر بالكبرياء و هي تشعر ان داخله منكسر لمرض ولده الوحيد. ..... تذكرت سيرين ابنتها و شعرت بشيء من الحزن فقد اشتاقت لها كثيرا و اضطرت ان تتركها في هذا الوقت و هي بأمس الحاجة اليها قربها... تمنت ان تكون اليوم بحضنها انا اسفة يا ابنتي لم احرز اي تقدم ابدا ... تركتك من اجل لا شيء..... انا عاجزة كأنني مشلولة كلما تقدمت خطوة رجعت اخرى .... كأني غير قادرة على المواصلة انا اراوح بمكاني .... رفعت بصرها و تطلعت خلال المرآة الى عيني وسام المركزتين بالطريق امامه و هزت رأسها ببطء ياويلها انها تشعر بالضعف و لاتدري لماذا هي هنا اليوم؟... بدت عيني عدوها هي نقطة ضعفها ! استمتعت بذلك الطريق القصير و تجنبت النظر بالمرآة و حاولت ان تبعدالافكار السلبية عنها مؤقتا على الاقل لعلها ترتاح من الصراعات و التضاربات التي اتعبتها ..... انتبهت لوسام و هو يشرح لفادي بعض المعلومات عن الطريق و عن وجهتهم و يخفف السرعة قدر الامكان لانه يقصد مدينة صلنفة التي تبعد 17 كم عن شمال اللاذقية فمسافة الطريق بسيطة و هو متعمدا ان يستمع قدر الامكان بالطريق. خفف السرعة اكثر عند منطقة رائعة الجمال ......حجبت الغيوم اشعة الشمس ليحل الفيء الارجاء و شعرت ببرودة الطقس هنا .. كانت المنطقة مكتظة باشجار اللوز و البلوط و استفادت من المعلومات التي يلقيها وسام لفادي متجاهلا وجودهما بالخلف و كأنه مع فادي و فقط .. صرخ فادي فجأة و هو يشير باصبعه الصغير الى الامام : "سنجاب..... انه هناك اختفى خلف الجذع يا ابي" ابتسمت و قال وسام بثقة: "و سأريك القنفذ و الارانب البرية و ......... و" و تظاهر بالخوف وقرب يديه من فادي بحركة ليخيفه مواصلا: "و الذئب و الضبع ايظا" ظهرت تعابير الخوف بوجه الصغير و ابتسمت هي و تطلعت بسولاف التي كانت تراقب كل شيء بصمت و ملامح حاذقة. عندما وصلوا الى المصيف توقفت السيارة و ترجلوا جميعا و تطلعت جنى الى الاعلى حيث اشعة الشمس الباهته تتخلل القمم الجبلية و انطلق فادي راكضا........ لاحظت القلق على وجه و سام فلحقت به مهرولة و امسكته من يده قائلة بلطف: "لا تبتعد عنا حبيبي ... اخشى ان تسقط فالطريق متعرج" ابتعد بهم وسام الى مكان منعزل و اكثر سحرا و قرر ان يتخذوا هذا المكان موقع لهم ...... افترشت سولاف الارض بفراش كبير قرب ينبوع ماء و بدأت بترتيب الاواني و الكؤؤس و الزجاجات بينما ابتعد وسام متتبعا حركات فادي. جلست قرب سولاف و تنهدت ...... قالت سولاف بفتور: "وسام ليس لك و لا يكون لك يوما... انسي امره" التفتت اليها بسرعة قائلة: "اعلم...... اعلم ذلك" بقيت سولاف صامتة و هي ترتب الاغراض و شردت جنى الى حيث المنزل..... ربما رواد التقت بنادر اليوم؟..... ترى يدخل نادر من الباب الخارجي المراقب بالكاميرات ام لديه طريق خاص ينفذ خلاله للمنزل دون علم وسام المخدوع برواد طيلة سنوات. بعد ساعتين اقبل وسام و هو يحمل الطعام قائلا: "هيا سولاف انا اتضور جوعا ... تعال فادي" اجتمعوا و تناولوا وجبة الغداء و عاشت جنى لحظات مميزة و ربما اجمل اللحظات منذ اتت الى منزل وسام و اكثر ما اعجبها ان وسام لم يتصرف برسمية و يدخلهم احدى المطاعم بل جاء لهم بالطعام و بدى عفويا الى ابعد الحدود حتى انها نسيت انه وسام زيدان ابن العائلة المتعجرفة الحقيرة ....... نسيت قسوته و غلاظته سابقا.... انت لا تشبه وسام زيدان ابدا..... انت رجل جذاب للغاية..... هذا ما اشعر به الان و لا اقدر ان اشعر بشيء اخر حيالك. نهض فادي و اتجه الى الساقية و اغطس قدميه و بدأ يلعب و قال وسام بسرعة و قلق: "الماء بارد .. مادلين؟" نهضت بسرعة و اقنعته ان يترقب الاشجار لعله يرى ارنب او حيوان بري و البسته جواربه و حذائه و لمحت وسام يراقبها بنظرات لا تدرك لها معنى. عادت وساعدت سولاف في تنظيف المكان من بقايا الطعام و استغربت منه اذ ابتعد و جلس على صخرة و وضع سيجارة في فمه!....... منذ متى و هو يدخن؟ بدأت تلعب مع فادي و تهرول معه و تحمله احيانا و تترقب معه الجحور و عندما يركض تسعى لحمله من الارض دون ان تشعره دائما ان الركض غير مناسب و تفقده احساسه بالمتعه و تثبت له عجزه و نقصه و انما كانت تحاول ان تلفت انتباهه الى مواضيع شيقه له .... تركته يلهو و ابتعدت عنه مقتربه من وسام الذي بدى متضايقا لان ابنه يبذل جهد.... قالت بلطف: "دعه.... قليلا من الحرية سيساعد صحته لا تكن متعصبا هكذا" قال و مازال يراقب الطفل: "قلبه متعب لا يحتمل " ثم التفت اليها و قال بهمس: "ولا قلب والده يحتمل" امتقعت من نبرته و تلميحه و ابتعدت ....... بدت كمراهقة تخجل من المغازلة ....... مازلت مراهقة ياجنى؟.....ربما مازلت تريدين ان تعيشي السنوات التي سرقت منك؟..... ومع من؟..... مع سارقها؟ كم صدمت بنفسها لم تكن تعلم انها فتاة ضعيفة و مشاعرها قابلة للاختراق مع انها قاربت على الثلاثين ..... ضاع العمر ياجنى فماذا ستفعلين بالقادم!... عيشي لابنتك و احكمي على نفسك بالوحدة المؤبدة كما كنت دوما...... بعد مضي فترة قصيرة استأذنت من وسام و اخذت فادي و ابتعدت به لمسافة قاصدة الشلال بعد الحاحه عليها و كان هناك جموع من الناس فشعرت بشيء من الحرية و تنفست بعمق و هي تراقب المناظر حتى وصلت و افلت فادي يدها و ركض و لحقت به عندما تسلق مرتفع صغير و جذبت قائلة: "تعال حبيبي لاريك شيئا" جلست تراقبه و هو يجمع الرمال و يعبث بالحلزون و تذكرت خولي واصف.... ماذا ستقول لهذا الرجل؟..... حقيقة صعب عليها وضع وسام و لا تريد ان ترميه بالتهلكة انها بحاجة الى الوقت حتى تراجع قرارها.... مع كل الاسف شعرت بعدم القدرة على تحطيم وسام.... عضت على شفتيها و هي تتذكر رائف...... ان كان عن حقها فربما بامكانها ان تتنازل عنه لكن ماذا عن مقتل شقيقها؟....... ماذا عن طفلتها المحرومة من ابسط حقوقها؟..... ماذا عن عائلة شقيقتها التي اضطرت ان تتحمل مسؤؤلية هم في غنى عنها؟....... ماذا عن تضحية مادلين كرم؟..... ماذا عن جهاد لين لمساعدتها؟...... ماذ عن تعليمها الذي خسرته و بدت جاهلة؟...... كثير من الخسارة لكنها اليوم بين نارين...... كلاهما حارق لقلبها. اطلقت لذكرياتها العنان و سرحت عن فادي حتى التفتت و لم تجده! شعرت فورا بالفزع و القلق الشديد ..... ان المكان واسع و مترامي الاطراف و ربما يسقط الولد في منحدر او ساقية....... اسرعت تهرول و تنادي عليه هنا وهناك و لم تجد له اثر تملكها شعور الحرج ....... ماذا ستقول لوالده الان؟..... ايظا بداخلها قلقة على الصغير و تخشى ان يصاب بمكروه ليس فقط خشية من المسؤولية و المسائلة فهي حريصة عليه كل الحرص. ركضت و اسرعت بالبحث دون جدوى و نادت عليه مرارا حتى مضت نصف ساعة و دمعت عينيها..... قررت العودة الى المكان الذي يتواجدوا فيه لعله عاد الا انها فؤجئت انها ظلت طريق العودة ! اذ ابتعدت كثيرا دون ان تشعر بنفسها فكانت لا تفكر سوى بالعثور على الطفل و لم تدرك انها عبرت كل تلك المسافة و وصلت الى هذا المكان الغريب المنعزل...... بقيت تسير متخبطة و نظرت الى ساعتها التي بلغت الثالثة بعد الظهر و انسابت دموعها و هي تنادي بصوت يائس: "فادي.... اين انت يا حبيبي.... اين؟" و جلست على صخرة صغيرة و ادركت ان الشمس سرعان ما ستغيب و يحل الظلام و سيكون الامر اصعب بكثير و فادي طفل مريض لن يحتمل الخوف و التعب. اجهشت بالبكاء من سوء حظها انها لم تحمل هاتفها معها في هذه الرحلة ...... بكت بمرارة ليس فقط بسبب مخاوفها بل لانها بحاجة الى ذلك بسبب الضغوط التي تخنقها على الدوام...... انقبض صدرها عندما تذكرت كلام وسام عن وجود ذئاب و ضباع و نهضت بسرعة و صعدت على تلة مرتفعه و نظرت و لم تجد سوى مرتفعات و اشجار و لا احد من الناس بقربها. سارت محاولة العودة الا انها تتوه اكثر فتهاوت الى الارض و اسندت ظهرها على صخرة ناعمة الملمس وقالت ببكاء: "يا ويلي لقد اضعتك يا فادي.... انا اسفة ليتك عدت الى والدك ....... لا يهمني ان امضي الليل هنا....... المهم انت" و اسندت رأسها على ركبتيها........ رفعت رأسها ببطء عندما شعرت بيد تلامس شعرها المتناثر بفوضى و اتسعت عينيها الحمراوين الدامعتين عندما رأت وسام يتطلع بها و على شفتيه ابتسامة خفيفة. نهضت بسرعة و ببكاء: "لقد فقدت فادي..... انا .... انا اسفة....... كان معي و.... و" وضع يده على وجهها برفق و ازاح شعرها قائلا بهدوء: "مهلا... اهدأي..... لا تخافي هكذا" هي و عبر دموع: "لكن فادي...... لقد" انزل يده و مرر انامله على خدها و جانب وجهها قائلا بصوت خافت: "كفى..... فادي مع سولاف هناك" تنفست بصعوبة و انهارت و هي تقول بابتسامة باكية: "الحمد لله.... الحمد لله...... كدت اموت..... قسما بالله كدت اموت" مسح دموعها بيديه قائلا متأملا بوجهها عن قرب شديد: "انت قلقة على فادي لهذا الحد؟.... تحبين ابني؟... استغرب كل ذلك الحنان بداخلك" هي و عبر اهداب خافقة و صوت باهت: "انه طفل بريء.... مريض ومحروم من ابسط حقوقه..... قلبي مجروح بشأن عجزه...... لا تستغرب..... لا تستغرب مشاعر الامومة" عضت على شفتها و ادركت انها اخفقت و بشدة و لا تعرف كيف تتدارك خطأها. سرى بريق بعينيه و امسك ذقنها برفق و هو يقول بنظرات متفرسة: "مشاعر الامومة؟....... انت ام؟" | ||||||
28-08-17, 10:28 PM | #792 | |||||||
نجم روايتي و كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
| |||||||
28-08-17, 10:51 PM | #794 | |||||||
نجم روايتي و كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
فهذا حكم عقيم شكرا رائعتي | |||||||
28-08-17, 10:54 PM | #795 | |||||||
نجم روايتي و كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
حلو تعليقك و تخمينك احببته الف شكر و تابعي الفصل الجديد و منتظرة رأيك | |||||||
28-08-17, 11:00 PM | #796 | |||||||
نجم روايتي و كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
| |||||||
28-08-17, 11:00 PM | #797 | ||||||
نجم روايتي و كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 16 ( الأعضاء 9 والزوار 7) هند ص*, فل وياسمين, رباب بدر, تسنيم الجنوب, لا لي لو, precious Girl, ovis, دموع الديم, الكنز المخفي أ شكرا جزيلا لتواجدكم | ||||||
28-08-17, 11:04 PM | #798 | |||||||
نجم روايتي و كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
اهلا وسهلا | |||||||
28-08-17, 11:11 PM | #799 | ||||
| يبدو أن وسام أعجبته اللعبة مع المربية ..أو ربما نبش وراءها وعرف حقيقتها ..هناك شء جديد يخفيه .. أما جنى فقد ارتبكت مشاعرها بين حبها لفادي وميلها لوسام ..وبين حق رائف ... يجب عليها اتخاذ خطوة للأمام ..أو تظل في مكانها ...اشفقت عليها فعلا ..هي ليست قد لعبة الإنتقام .. جميل عزيزتي ..يبدو اننا سنطالب بأكثر من فصل ..خاصة مع قفلاتكِ المميَّزة ... | ||||
28-08-17, 11:15 PM | #800 | |||||||
نجم روايتي و كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
جنى ترددت و خافت من الحقيقة و خشيت ان يرتكب وسام حماقة يمكن ان توديه لحبل المشنقة خصوصا بعد ان عرفت مدى غضبه و عصبيته تابعي الفصل الجديد وردتي | |||||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|