08-01-09, 11:29 PM | #1 | ||||
| قسوة حبيب كانت عينيه حادتين صارمتين بما فيه الكفاية بأن يجعلاها تظهر بهذا الضعف الذي كانت تحاول أن تخبئه مرارا.. ففي كل مرة كانت تخضع لأوامره القاسية .. وكانت معاملته لها فيها الكثير من القسوة .. ورغم ذلك أحبته.. أحبته حباً ممزوجاً بمرارة الاحساس بالهزيمة امامه .. كانت ترغب في ان تصرح له بكل ما تحمله له من مشاعر رقيقة وعظيمة .. ولكن صوته العميق البارد .. كان يمنعها دون حتى أن تتفوه بكلمة .. على كل حال هي لن تعتاد ذلك طويلا.. لأنها شعرت بأن كرامتها تنهار أمام عينيه .. ربما هو يعشق ضعفها أمامه .. ربما عشقها بكل حواسه.. وأدمنته هي.. ولكن الشيء الغير محتمل هذا التعامل الجاف الذي يتعامل به معها .. سوف تهرب منه.. ان لديه قوة كافية ليمنعها من مجرد الحلم بالهروب.. ولكنها ستحاول بكل ما تملك .. سوف تخمد مشاعرها الدافئة .. وتودع حبها الرقيق .. وتظل تكافح حتى تنسى نظراته العميقة المؤلمة.. كانت لا تستطيع ان تطيل النظر إليهما .. فسراعان ماتتورد وجنتاها وهذا يعتبر جزء من الضعف .. ولكن لحظة التقاء عينها بعينه كانت تنسيها الدنيا.. تنسيها جفاءه .. تنسيها قسوته.. والغريب انه يبدو حين تلتقي أعينهما... حنوناً عطوفا.. يسقيها من عينيها ينابيع الحب التي طالما تمنت ان ترتوي منهما .. دون ان يتكلم ظهرت عاطفته الجياشة.. في عينيه .. وفي اضطراب قلبه .. وفي ابتسامته الهادئة التي ترتسم على شفتيه دون قصد.. لماذا اذن يقاوم ؟ مادام متأكداً من حبها له .. لماذا يظهر القسوة والهجر؟ ربما لم يحبها .. واحساسها بنظراته وابتساماته العطوفة كانت من وحي خيالها.. ربما بسبب قوة حبها له تخيلته يبادلها نفس شعورها.. نفضت عن رأسها هذه الأفكار ... وحملت حقيبة ملابسها بيدها الصغيرة الرقيقة .. ابتسمت بحزن وهي تتابع غروب الشمس بصمت .. واكتست ملامحها الهادئة الرقيقة بالألم الذي يعصر قلبها .. استدارت نحو الباب تنتظر مجيئه .. تمنت للحظة لو انه يمنعها ويرجوها الا تبتعد .. ولكن صورته تراءت امامها بعينيه وشعره السوداوين.. بكل قسوة الدنيا يأمرها بالبقاء من أجل فقط أنه لا يريد ان يظلمها فيما هو حق لها في البقاء في هذا البيت الانيق.. فضلت ان تبيع راحتها وثروتها على أن تحتفظ بكرامتها .. ركبت السيارة واخبرت السائق أن يبتعد بلهجة تشف عن الحزن العميق الذي يسكن قلبها ... لم يبق سوى القليل حتى تغيب الشمس ... ويغيب حبها ... يغوض في الضياع .. للأبد... طال الطريق .. ودموعها تنهمر أسفل وجنتها .. ووجنتها متوردتان من أثر عيناه .. عيناه المؤلمتان الجميلتان.. لم تشعر بأن السيارة قد توقفت .. ولم تشعر بالدنيا حولها.. الا حينما اقشعر جسدها بلمسة حانية على خدها الرقيق يمسح دموع الألم.. اتسعت عيناها العسليتان ...واحتبس الهواء في رئتيها .. وتهدلت خصلات شعرها الكستنائي.. وازداد تورد وجنتيها .. ثم لهثت في دهشة وانفرجت شفتيها لتقول شيئاً.. الا انه منعها من ذلك بلمسة سحرية على شفتيها الناعمتين.. بكت بألم ... ودفنت رأسها الجميل في صدره .. حينما كان يقص عليها مأساته وأزماته مما جعله قاسياً معها رغماً عنه ..... وكم نندم كثيراً ونشعر بتأنيب ضمائرنا حينما نخطأ في حق من أحببناهم وأحبونا......... | ||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|