آخر 10 مشاركات
الــــسَــــلام (الكاتـب : دانتِلا - )           »          1- لمن يسهر القمر- روايات أحلام القديمة- آن هامبسون (كتابة /كاملة)* (الكاتـب : جين اوستين333 - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          طوق من جمر الجحيم * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : samar hemdan - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          شيء من الندم ..* متميزه و مكتملة * (الكاتـب : هند صابر - )           »          281 - أميرة رغم عنها - صوفي ويستون **تصوير جديد** (الكاتـب : Hebat Allah - )           »          و أَمَةٌ إذا ما ابتُلِيَت في شرَكٍ ما جنتَ *مميزة* *مكتملة* (الكاتـب : فاطمة عبد الوهاب - )           »          استسلمي لي(164)للكاتبة:Angela Bissell (ج1من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات أحلام العام > روايات أحلام المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-09-17, 12:56 PM   #1

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
Rewity Smile 1 381 - الانتقام الأخير – كايت والكر






الرواية رائعة ومنقولة للعلم ولينال كل حقه
شكرا لمن كتبها



381 - الانتقام الأخير – كايت والكر

الملخص


لم يرد جايك تافرنر امرأة كما أراد مرسيدس ألكولار . لذا عندما نبذته بطريقة مؤلمة طالبته كبرياؤه المجروحة بالانتقام

ـ ما الذى تريده تحديداً منى ؟

هذه المرة لم يتمكن جايك من كبح ابتسامته . فارتسمت على وجهه ابتسامة واسعة ماكرة

ـ آه , مرسيدس ! ألم تكتشفى ما أريده بعد؟ ظننت أن الأمر واضح.

ـ ليس بالنسبة لى . عليك التكلم بصراحة

وهكذا فعل ....

ـ ما أريده من كل هذا يا عزيزتى . هو أنت . أردتك منذ رأيتك للمرة الأولى....ولم يتغير الوضع. أريدك وأنوى الحصول عليك بأى طريقة كانت.....



محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

ندى تدى likes this.

Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 28-09-17, 02:43 PM   #2

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

فصول الرواية
1/ الـــرجــــل الــــمـجـهـــول
2/ من تـحــســب نـــفـــســـــك؟
3 / سـيـدتـى الــــــعـــزيــــــزة
4 / رســالــــة مـــن مـــجـهول
5 / هل التـقـيـنـــا مـــن قـــبـــل؟
6 / لـيـــســت امـرأتــكـــــ !
7 / مــا مــــن خــــــطــــــأ
8 / أســــــوأ كــــــابـــــوس
9 / سنـجـــد تــســــويـــــة
10 / أمـــــــر أم طــــلــب
11 / امــــــرأة لــــعـــــوب
12 / الآن أو أبــــــــــــــداً
13 / نقاط على الحروف
14 / أســــالـــــيــه هــــو
15 / انـتــقـــام أخــــيــــــر


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 28-09-17, 02:44 PM   #3

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



1 / الرجل المجهول
إذاً هذه هى مرسيدس ألكولار !
رفع جايك كأسه إلى شفتيه وارتشف رشفة بطيئة من العصير وابتلعها من دون ان يرفع عينيه عن المرأة التى دخلت لتوها إلى الغرفة.
مرسيدس هونوريا ألكولار.
أبنة الأسرة العريقة التى يترأسها خوان ألكولار المعروف عالمياً مالك شركة ألكولار المساهمة ومديرها الإدارى.
و مرسيدس أبنته الصغرى والوحيدة . إنها مميزة فعلاً لكنه توقع ذلك . كيف يمكن أن تكون خلاف ذلك وأبوها ذاك الرجل الطويل الأسمر و الوسيم الذى يسرق قلوب النساء إذا ما دخل غرفة ما ؟ وهذا ينطبق على أخواتها إذا ما صدقت الشائعات . و رامون أبن خالته و الألكولار الوحيد الذى يعرفه, من الرجال اللذين يديرون رؤوس النساء ولطالما كان كذلك.
إلا أن رامون ليس سوى أخ هذه المرأة غير الشقيق فوالدهما واحد. لكن والدة رامون هى خالة جايك وهذه الفكرة جعلته يقطب فيما هو يراقب أبنة ألكولار وهى تقطع الغرفة .
لم تكن والدته تأتى على ذكر أسم خوان ألكولار من دون أن تنفث حقداً وغلاً تخص به كافة أفراد ألكولار....باستثناء رامون طبعاً. فسنوات مرت من دون ان يعرفوا أن رامون من اسرة ألكولار . ولم يكتشفوا إلا من عشر سنوات أنه ليس أبن روبين داريو زوج خالته بل أبن عشيقها الرجل الذى جعلها تحمل ثم تخلى عنها...للمرة الثانية.
هذا الرجل هو خوان ألكولار.
أعلنت اليزابيث تافرنر بخنق الأسبوع الماضى عندما أتصل بها جايك ليزورها عند المساء :"أبنة ذلك الرجل قادمة إلى لندن "
ـ سمعت الخبر
لم يحتاج لأى تفسير عمن قصدت بعبارة ذلك الرجل . فما من شخص آخر تشير إليه اليزابيث بهذه الطريقة وهذه المرارة
ـ سمعت أن أنطونيا ساندرز ستجول فى المنطقة....و تصطحبها إلى بعض الحفلات.
أدارت أمه رأسها الأشقر باتجاهه بحدة فيما لمعت عيناه الزرقاوان
ـ أهى حفلات سترتادها؟
ـ نعم حفلات سأرتادها
أكد لها ذلك بسأم قبل أن يضيف :"إنما أشك فى أن ألتقى الفتاة , وحتى إذا فعلت.....لقد مرّت سنوات يا أمى....عمر بأكمله"
فذكرته اليزابيث بمرارة :"عمر لم تعشه أختى"
وراحت أناملها الطويلة والمطلية الأظافر تنقر على الذراع الذهبى لمقعدها ثم أردفت :"لقد ماتت مرغريت بسبب هذا الرجل"
ـ هذا ليس مؤكداً....
ـ قال الأطباء.....
ـ قال الأطباء إن قلب الخالة مرغريت كان ضعيفاً وقد أنهكه ضغط الحمل والولادة....
ـ يمكنهم أن يعتبروه قلباَ ضعيفاً لكنها ماتت بالنسبة إلىّ لأن قلبها تحطم....وقد حطمه الرجل نفسه مرتين!
وفكر جايك فى سره فى أن الأمر لا يمكن أن يموت بسبب تحطم قلبه لكنه ابتلع تعليقه ولم يبح به. فكلامه سيزيد مزاج امه سوءً وسيجعلها تلقى عليه خطبة طويلة مليئة بالغضب والاشمئزاز خطبة سمعها مراراً وتكراراً حتى مل منها.
ـ حسناً , اشك فى أن ألتقى هذه المرأة حتى و أن قصدنا الحفلات نفسها. كما أننى بقيت بعيداً عنها وعن عائلتها لسنوات....ولا أظن أنى سأسارع لإلقاء التحية عليها لأننا اكتشفنا أن ثمة قرابة بيننا.
ـ آمل ألا تفعل . خاصة بعد ما فعله والدها فى تلك المناقصة.
وخطر لـ جايك أن هذه نقطة سوداء جديدة فى سجل خوان ألكولار , فيما هو يراقب مرسيدس ألكولار رغماً عنه.
إنها ملفتة للنظر ملفتة للغاية وهذه هى المشكلة . فهى طويلة القامة ونحيفة وممشوقة....تحت ثوبها الحمر والأسود بدت بشرتها الزيتونية اللون ناعمة ومخملية وقد زاد من جمال وجهها البيضاوى الشكل عينان بنيتان لوزيتان تزينهما أهداب طويلة أما فمها فممتلئ بالكاد يحتاج لمسة أحمر شفاه لتضفى عليها لوناً أغنى . كان شعرها الأسود الحريرى معقوداً بأناقة كاشفاً عن عنق طويل أنيق . ولم تضع أى مجوهرات باستثناء القرطين الفضيين الطويلين المتدليين من أذنيها الجميلتين.
لكن ما لفت انتباهه هو الطريقة التى تتحرك فيها.....كانت رشيقة و متكلفة , تمشى بأناقة هرة.
لا يمكن لومها بالطبع على طريقة تصرف والدها سواء فى الماضى أو مؤخراً حين شارك خوان ألكولار فى مناقصة حامية للاستيلاء على شركة كان جايك يرغب فى الحصول عليها ما جعل شركة تافرنر للإتصالات تمر بسنوات صعبة . مرت الشركة بأزمة مالية وكادت تفقد الكثير من الأموال ما أضطر جايك للاستغناء رغماً عنه عن بعض الموظفين.
ولم يكترث خوان ألكولار البتة.
ـ لا......
همس جايك بهذه الكلمة لنفسه.
ـ لا , لست مهمتاً.
لعل مرسيدس ألكولار أجمل امرأة رآها منذ سنوات....أو فى حياته....إنما لو كانت مثل أبيها فلن تحمل معها سوى المشاكل.
إنها تعنى المشاكل على أى حال حتى إن لم تكن تشبه أباها . ستجن أمه إذا ما تحدث إلى الفتاة, من دون ان يذكر أنه وجدها جذابة و ملفتة للنظر .
ولابد أن شعور والدها سيكون مماثلاً . كل ما سمعه يوماً عن الرجل يوحى بعجرفة فائقة وباعتداد بإرثه الكتالانى , وبمركزه الاجتماعى الذى يبقيه على مسافة من عامة الناس.
شئ ما لفت نظره فيما كان يستدير ليتجه نحو الباب ما جعله ينظر مجدداً إلى الخلف لتلاقى عيناه الباحثتان عينىّ مرسيدس ألكولار الواسعتين والبنيتين بلون الشوكولا.
وللحظة تشابكت عيونهما . لم يستطيع أن يشيح بنظره كما لم تستطيع أن تفعل هى على ما يبدو. بدت كظبية مجفلة جمدت مكانها تحدق إليه من دون أن يطرف لها جفن.
لكنها ما لبثت أن رمشت بعينيها وتغيرت تعابير وجهها فجأة فأختفت النظرة المذهولة وتبخرت كالسديم بعد شروق الشمس ليحل محلها تعبير مختلفاً تماماً .
ولو لم يكن يعلم انها لا تزال تقف هناك وانه كان يراقبها ويتأملها طوال الوقت لظن جايك أن شخصاً آخر دخل الغرفة وحل مكانها . فملاحمها الجميلة والمعبرة تجمدت وعلاها قناع بارد كما لو أنها أصبحت فجأة منحوتة من جليد. تيبست شفتاها المثيرتان لتتحولا إلى خط رفيع قاسٍ وارتفعت ذقنها وراحت تنظر إليه من أعلى أنفها الارستقراطى الصغير المستقيم.
وعلت العينين البنيتين اللامعتين غشاوة فحولتهما إلى قطعتين من جليد باردتين كصخرتين فى قاع بحر فى يوم شتاء عاصف .
عندئذٍ شعر جايك وكأن بعض هذه البرودة لامس قلبه. لعل مرسيدس ألكولار أجمل امرأة رآها يوماً لكنها الآن الأنثى الأكثر برودة وتكبر وتعجرف التى قدر له أن يقابلها.
وبدا و كأن تلك النظرة تسأل :"ومن أنت بحق الجحيم؟ من أنت وكيف تجرؤ على النظر إلىّ؟"
هذه النظرة أرتسمت على وجه والدها فى المرة الوحيدة التى أقترب فيها جايك منه بما يكفى ليراه . لقد شارك الاثنان فى مؤتمر وسائل الإعلام فى فندق تام فى مدريد وشئ ما أزعج خوان ألكولار . سؤال طرحه صحفى أزعجه فرمقه بنظرة عنت :"ومن تظن نفسك بحق الجحيم؟" قبل أن يستدير ويرحل من دون ان يتفوه بكلمة .
ومن تظنين نفسك يا سنيوريتا ألكولار لتنظرى إلىّ بهذه الطريقة؟ توجه فى سرّه بهذه الكلمات إلى المرأة الأسبانية . ألا تعلمين أننا أسقطنا النظام الاقطاعى منذ قرون؟ لعلك من الارستقراطيين فى اسبانيا.....لكن هنا, أنت امرأة عادية من عامة الناس.
آهـ , أيها الكاذب ! لامته حواسه فيما أنقبضت أحشاؤه . أيها الكاذب الكبير! لا يمكن لهذه المرأة أن توصف يوماً بالعادية حتى كأسوأ لفظة للحد من قدرها . إنها فاتنة....لكن المشكلة تكمن فى أنها تعلم ذلك.
كان مصمماً على ألا يدعها تكتشف مدى تأثيرها فيه . هذه النظرة المتعالية والباردة أعلمته أنها تدرك تأثيرها فى الرجال وأنها لا تتنازل للاعتراف بذلك إلا حين يناسبها ذلك . وهذا ما لا يناسبها على ما يبدو هذه المرة.
وتعمد أن يتأملها مجدداً من رأسها حتى أخمص قدميها ثم أشاح بنظره وكأنه غير مهتم لأمرها كلياً. ولم يتكرم عليها بنظرة أخرى بل استدار وابتعد بخطى سريعة. بدا له وكأن الرحلة القصيرة إلى الباب لن تنتهى لكنه رفض أن يدع نفسه يتردد وكافح رغبة عارمة فى أن يلقى نظرة واحدة إلى الخلف ليرى رد فعلها على تجاهله لها.
إن كانت هذه مرسيدس ألكولار فهو لا يريد أى علاقة بها .
ـ آهـ , تباً !
همست مرسيدس بذلك وقد تعاظم غضبها من نفسها ومن ردة فعلها الغبى وعادت تكرر:"تباً ! تباً ! تباً !"
لقد فعلتها مجدداً . تصرفت بتلك الطريقة الغبية والسخيفة التى يبدو أنها تسيطر عليها دوماً فى أسوأ الأوقات . كلما كانت غير واثقة من نفسها وغير مرتاحة كلما شعرت بالانزعاج و كأنها سمكة خارج الماء تتجمد ملامح وجهها الغبى بهذه الطريقة إذا ما نظر إليها أحدهم.
كانت تعرف كيف تبدو . فقد لمحت صورتها ذات مرة فى مرآة ضخمة معلقة فوق المدفأة الكبيرة فى غرفة الطعام فى منزل والدها . حينذاك راعها ما رأت....وجعلها تشعر بالنفور . هل هذه المخلوقة صاحبة الوجه البارد والعينين الجليدتين هى فعلاً؟ لابد أنها هى....فالمرأة التى رأتها ترتدى الثوب نفسه مثلها وتسرح شعرها بالطريقة نفسها . ألا أن المرأة التى تظهر فى الصورة تبدو متعالية متعجرفة كما تبدو و كأنها مصممة على تجميد كل من يجرؤ على الاقتراب منها .
لكن الواقع مختلف كلياً .
الحقيقة هى انها خائفة من أعماقها . فهى لا تشعر بالارتياح فى المناسبات الاجتماعية . وكلما عظم الحدث كلما دب الذعر أكثر فى داخلها.
وهذا حدث عظيم.
فقد أعلنت انطونيا فيما كانتا ترتديان ملابسهما و تتحضران فى الحمام الصغير فى شقتها :"سيحضر الحفل كل أصحاب الشأن. فـ مارلون و هايدى ينظمان حفلات رائعة ! ستقابلين بعض الشخصيات المعروفة و المشهورة فى عالم الإعلام"
هذا الكلام كان كفيلاً بجعل أعصاب مرسيدس تتشنج حتى قبل أن تغادر المنزل.
ـ ستبيقن معى, أليس كذلك يا تونيا؟
طرحت على صديقتها هذا السؤال بعد ان أنزلتهما السيارة الأجرة أمام مدخل ضخم وفتح لهما الباب خادم يرتدى بزة.
وعادت تسأل :"لن تتركينى وحيدة؟"
فضحكت صديقتها وردت:"بالطبع لا! لكن, لا تقلقى.....فالحفل سيكون ممتعاً !"
ممتع ومسل بالنسبة لـ انطونيا هذا ما خطر لـ مرسيدس وهى تكافح لتبقى قريبة من صديقتها التى راحت تشق طريقها عبر سلسلة من الغرف الضخمة المكتظة بالضيوف . كانت انطونيا تتوقف من حين إلى آخر لتعرفها إلى شخص ما لكن ضجيج الكلام من حولهم كان عالياً وحشود الناس كثيرة ما جعل مرسيدس تعجز عن حفظ الأسماء قبل أن تتحركا مجدداً .
وما زاد الطين بلة هو انها أدركت انها لم تفهم سوى نصف ما قيل من كلام فبالرغم من أن لغتها الانكليزية جيدة إلا أنها لم تتمكن من التعامل مع الأسئلة المطروحة والتعليقات الضاحكة التى تعالت مع الموسيقى الصاخبة .
وفيما كانت فى أسوأ حالتها رفعت رأسها ورأت الرجل المستند إلى الحائط البعيد.
أليكس!
أول ما خطر فى بالها هو أنه يشبه شقيقها أليكس . لكنها ما لبثت أن أدركت ان أليكس لا يمكن ان يتواجد هنا.....كما أن هذا الرجل لا يشبهه إلى هذا الحد.
كان طويلاً عريض المنكبين وشعره بنى اللون. أما عيناه أو ما استطاعت أن ترى منهما لأنهما كانا ضيقين فى تقييم حاد فبدتا زرقاوين أو فاتحتى اللون بشكل لم تتوقعه . لكن الضوء خدعها للحظة او لعله طوله أو لون شعره ما جعلها تعتقد أنه أليكس . فكل ما فى هذا الرجل أنبأها بأنه لا يشبه أى شخص آخر . فهو هو نفسه بشكل كلى ومتفرد.
وما كان عليه مذهل غامض مدمر بكل ما للكلمة من معنى مما جعله يبرز من بين حشود الأناس الأنيقين و الوسيمين من حولها .
ـ تونيا ؟
مدت يدها لتلامس ذراع صديقتها فى محاولة منها للفت انتباهها
ـ من....؟
لكن الكلمات ارتجفت على شفتيها حين رأته يحدق إليها مباشرة.
لم تكن نظرته وحسب بل الطريقة التى نظر فيها باتجاهها نظرة باردة و بتقطيبة جعلت عينيه يضيقان هى التى جعلتها تجمد. أقشعر بدنها حذراً فى رد فعل قلق وغريب على تقطيبته المقيمة.
وعلى الفور تحركت آليات الدفاع عن نفسها لديها.
لم تكن تعرف هوية هذا الرجل....أو لما يحدق إليها بهذه الطريقة . كل ما تعرفه هو انها لن تدعه يتحداها....وأنها مصممة على ألا تظهر له و لو للحظة واحدة كم أثر فيها و إلى أى مدى يقلق راحة نفسها و يشوشها . شعرت بوجهها يشتد و كأن بشرتها جفت فأشتدت لتغطى العظام . ثبتت حنكها غريزياً مما جعل فمها يبدو صارماً للغاية. ورفعت رأسها و ذقنها فى حركة تحدى.
إلا أن التأثير جاء خاطئاً كلياً . فقد لاحظت أن تعابير وجهه قست فجأة كما لاحظت الازدراء اللاذع فى نظرته التى شملتها من رأسها حتى اخمص قدميها.
شعرت أن تلك النظرة تصدر عليها حكماً . تقدرها لتجدها دون المستوى المطلوب ولتصرفها وكأنها لا تستحق أبداً أى اهتمام.
و ما أدركت هذه الحقيقة حتى استدار و ابتعد تاركاً إياها ترتجف و كان تلك النظرة الحارقة تركت أثراً مادياً مادياً فعلياً عليها وأمتصت القوة من ساقيها وانتزعت طبقة الجلد التى تحميها . شعرت أنها ضعيفة وسريعة العطب كما أحست بالاستياء....وأكثر ما ساءها هو أنها لم تستطيع أن تحدد سبب شعورها هذا.
ـ مرسيدس ؟
صوت تونيا أخترق مزاجها السئ و المرتجف.
ـ هل أنت بخير؟
ـ ماذا.....نعم......بخير
وابتسمت ابتسامة مشرقة ابتسامة أملت ان تكون مقنعةثم صرفت ذكرى تلك النظرة الباردة المزدرية.
قالت فى سرها إنها ستنساه , ستنساه كلياً ولن تدعه يزعجها مجدداً. أمامها أسبوع آخر فى انكلترا ولن تدع رجلاً مجهولاً يفسد عليها رحلتها. فهذه الرحلة قد تكون المرة الوحيدة التى تكتشف فيها معنى الحرية . حرية الابتعاد عن قواعد الحياة الاجتماعية الاسبانية و قيودها.
يُفترض بها أثناء وجودها هنا أن تفكر فى مستقبلها....أو على الأصح المستقبل الذى يأمل ميغيل هرنانديز وعائلته أن تفكر فيه.
لقد خرجت مع ميغل لفترة فأمل أن تتطور علاقتهما أكثر وهذا ما يوافق عليه والدها طبعاً . فعائلة هرنانديز ثرية و محترمة . وهذه فرصة جيدة و مناسبة لها....لم يقل والدها هذه الكلمات حرفياً لكنها رأتها فى عينيه عندما تحدث عن ميغيل . إنما ما ارتسم على وجه والدىّ ميغيل كان أكثر تعبيراً فزواج ابنهما من أبنة خوان ألكولار الوحيدة حلم يتحقق بالنسبة إليهما فهى الكنة الممتاز....الجائزة الكبرى فى نظرهما.
ولهذا السبب فرت إلى انكلترا بحجة التفكير فى المسألة . شعرت بالحاجة إلى الفرار من الضغط و من فكرة أنها جائزة فى برنامج زواج ولأنها لم تكن واثقة من أن مشاعرها نحو ميغيل تتعدى الحنان حاولت أن تستمتع قدر المستطاع فى لندن.....حتى الساعة.
ـ مرسيدس أنظرى.
شدت أنطونيا ذراع صديقتها تلفت انتباهها وأردفت:"هناك...إنه..."
و فى خضم الضجيج لم تسمع مرسيدس الاسم لكنها عرفت الملامح الوسيمة لبطل أحدث الأفلام الانكليزية الذى دخل لتوه الغرفة وقد تأبطت ذراعه فتاة شقراء رائعة الجمال.
تنهدت أنطونيا ثم قالت :"أليس رائعاً!؟"
لم تجد مرسيدس ما تقوله فاكتفت بالهمهمة عليها أن تجد تفسيراً لما يجرى و لما تشعر به و التفسير هو آخر ما تريد القيام به الآن.
لقد عاد الرجل . بشكل غير متوقع عاد على الغرفة و ها هو يستند إلى الحائط على مسافة منها . ها هو يراقبها مجدداً. كان بإمكانها أن تشعر بنظرته المحرقة على بشرتها حتى من دون أن تجرؤ على النظر بإتجاهه.
أضافت رغماً عنها عندما بدا جلياً أن صديقتها تنتظر رداً منها :"ليس النوع المفضل لدى"
ـ لابد أنك تمزحين....من هو إذن؟ آهت مرسيدس ليس هذا !
وأصدرت صوت احتجاج مصدوم وغير مصدق حين أومأت مرسيدس برأسها نحو الرجل الطويل الغامض فى بذلته الأنيقة الرمادية اللون . وكانت امرأة فاتنة حمراء الشعر قد شتت انتباهه ما مكن مرسيدس من النظر إليه من دون مخاطرة.
سألت بحدة :"لِمَ لا؟ هل هو متزوج؟"
ـ مستحيل!
وكانت تعابير وجه انطونيا أبلغ من الكلام.
ـ هذا جايك تافرنر . جايك من ""تافرنر للاتصالات" ,تافرنر"
وعندما نظرت إليها مرسيدس وقد بدا لها أن الاسم لا يعنى لها شيئاً أردفت:"وهو معروف أيضاً باسم جايك"الزواج ليس لى" تافرنر"
ـ هذا ما قاله أخى فى الماضى
وابتسمت مرسيدس وهى تفكر فى زواج جواكين مؤخراً....و فى اعلانه وزوجته كاسى أنهما ينتظران طفلاً
ـ ل بدل رأيه
ـ حسناً لا أعتقد أن جايك سيبدل رأيه . فما من أحد يبقى معه بما يكفى ليؤثر فيه. سمعت أنه يتخلص مكن....
وتبخرت الكلمات المتبقية فيما تغيرت تعابير أنطونيا فجأة وعندما ألقت نظرة سريعة ثم أشاحت بنظرها على الفور شعرت مرسيدس برعشات ترقب و خوف تجرى على طول عمودها الفقرى .
وهمست من زاوية فمها :"مرسيدس لا تنظرى على الفور....لكنه يتقدم منا.....يتوجه نحونا مباشرة !"



Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 28-09-17, 02:45 PM   #4

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


2 / من تظن نفسك
قال جايك لنفسه أنه سيبقى بعيداً وعلى الفور .
مرسيدس ألكولار تعنى المشاكل بكل للكلمة من معنى.
لو لم يكن يعرف ذلك من مجرد انتمائها إلى الأسرة التى تكرهها أمها وإلى الأب الذى يدعى أنه هدم حياة أختها وحياتها هى أيضاً....فمجرد نظرة"من تحسب نفسك؟" أوضحت له الأمور من دون أن تنطق بأى كلمة.
إنها تجسد المشاكل وهو لا ينوى إثارة وكر الدبابير بالتعرف إليها أكثر . لكنه عجز و لسبب ما عن الألتزام بهذا القرار.
نظرة واحدة إليها جعلتها تتغلغل فى فكره وتشغله . فقد انطبعت صورتها فى عقله ولم يتمكن من التحرر منها كما لم يتمكن من محوها من أفكاره أو الالتهاء بأى شئ آخر. وقد حاول ذلك .
حاول ان يغازل بعض النساء وقد سنحت له فرصة عدة ليتحدث إلى بعض أجمل النساء فى العالم وبدا أن معظمهن سعيدات بأن يلفتن انتباهه لأطول مدة ممكنة.
لكن جاذبيتهن كانت تذبل بسرعة ملفتة وقد لاحظ و هو يتحدث إليهن أنه لا يرى وجوههن بل ملامح مرسيدس ألكولار الناعمة وعينيها الكبيرتين الداكنتين .
إلا انه قال فى سره إنه لن يفعل أى شئ فى هذا الخصوص . وهو لن يعود إلى القاعة الرئيسية حيث لا تزال تتسكع مع صديقتها . لا فهو ليس غبياً إلى هذا الحد.
وظن أنه أقنع نفسه وبقى مقتنعاً بهذا حتى اللحظة التى وجد فيها نفسه وسط الغرفة المكتظة يبحث بين الضيوف عن وجه محدد. وعندما عثر عليه شعر وكانه عاد إلى موطنه.
ـ إذن فقد رأيت زائرتنا الاسبانية الصغيرة.
ألقى بهذه الملاحظة الرجل الذى كان يتحدث إليه رجل لم يعد يتذكر اسمه فيما كانت عيناه تتأملان الجسد الرشيق والشعر اللامع.....وحدها أجمل النساء وصاحبة الملامح الرائعة يمكن أن تسرح شعرها بهذه الطريقة البسيطة حيث شدته إلى الخلف وشبكته كاشفة عن وجهها كلياً . بدت هذه التسريحة مذهلة على مرسيدس ألكولار لن رغبة ملحة فى فك شعرها وتركه ينسدل على كتفيها تملكته وعذبته.
ـ إنها فاتنة , اليس كذلك؟
افترض انه رد بالإيجاب.....أو لعله اكتفى بإصدار صوت غير واضح يمكن للرجل الآخر أن يعتبره موافقة إذا شاء ذلك. لكنه لا يعرف فعلاً كما انه لا يكترث فمن دون أن يدرك أتخذ قراراً , بدأ يتحرك فجأة شاقاً طريقه فى الغرفة متحركاً بين الجموع غريزياً لأنه لم يكن ينظر إلى مكان آخر سوى ذاك الوجه.
رأته قادماً نحوها .
رفعت رأسها وركزت عينيها الداكنتان الكبيراتان على وجهه فيما راحت تراقبه وهو يتوجه نحوها . وأنقبضت حنجرته وهو يتوقع أن يرى ذاك التغيير يعلو وجهها مجدداً. توقع أن يرى ملامحها تجمد وذقنها يرتفع.....
لكن هذذ لم يحصل ولم تتغير تعابير وجهها بتاتاً
اكتفت وحسب بمراقبته...ببعض الحذر وبعينين مغشيتين قليلاً لكنها لم تجمده بنظراتها ولم يعرف ما إذا كان عليه أن يشعر بالارتياح أم بالندم.
شعر بلارتياح لأنهل لم تستدير وترحل و لأنهل لم ترفض التحدث إليه أو تتجاهله على الفور . وشعر بالندم لأنه لن يستطيع التراجع بعد الآن لقد أنطلقت سلسة من الأحداث وستأخذ الأمور مجرها مهما حدث. لم يهتم ما إذا جنت والدته...أو باقى أفراد أسرته . كما لم يأبه برأى أفراد أسرة ألكولار .
عليه ان يتعرف إلى هذه المرأة و إلا سيجن.
ـ تونيا....
تكلم أحدهم وأدرك أنها هى من فعل . انسلت هذه الكلمة الوحيدة من بين شفتى مرسيدس ألكولار رغم أنها لم ترفع عينيها عن وجهه فيما هى تمد يدها لتلامس ذراع صديقتها فى حركة دفاعية غريبة.
ـ تونيا.....
قالت هذه الكلمة فحول الصوت الناعم الأبح واللكنة الخفيفة هذا الأسم العادى إلى لفظة مختلفة كلياً . كان صوتها جميلاً ككل شئ آخر فيها .
ـ أنت مرسيدس ألكولار
خرجت هذه الكلمات منه من دون كياسة و بفظاظة لكن هذا أول ما خطر فى باله . إنها مرسيدس ألكولار وجل ما أراده هو التعرف غليها .
ـ نعم
أجفلت مرسيدس فى سرها حين سمعت صوتها الذى تحول إلى صوت ضعيف مرتجف . بدت ضعيفة وسريعة العطب وكأنها خادمة ترد على سيدها من دون أن تعرف سبب ما يجرى لها .
عندما رأته يتجه نحوها صممت على التماسك وأقسمت على ألا ترتكب الخطأ نفسه هذه المرة . هذه المرة لن تبعده لن تعطيه عذراً كى يدير ظهره ويرحل ويطردها من ذهنه.
أجبرت نفسها على مواجهته حتى أنها حاولت أن تبتسم رغم ان الأمر يتطلب منها جهداً كبيراً وبالتالى اكتفت بمراقبته وهو يقترب.
النظر ة فى عينيه الفاتحتى اللون والتصميم البادى على حنكه جعلا فمها يجف وخفقات قلبها تتسارع وأطلقا نبضاً قلقاً وغير منتظم فى حنجرتها بحيث أن صوتها جاء عالياً حين حاولت أن تهمس لـ تونيا . لكن صوتها اختفى الآن على ما يبدو.
شيئاً ما حدث حين تحدث إليها . لقد قال لها :"أنت مرسيدس ألكولار"
وخطر لـ مرسيدس أن الصوتا العميق الأجش لا يمكن أن يكون لأى شخص آخر . وجاهدت لتخفى الرعشات التى أمتدت على طول عمودها الفقرى . لم تشعر يوماً بالانجذاب إلى اللكنة الانكليزية إذ كانت تجدها سريعة جداً وقاسية بحيث تفتقر إلى الفتنة و الإغراء . لكن صوت هذا الرجل جعلها تفكر فى العسل الأسود الحار وتملكها شعور مفاجئ وسخيف بأنها انتظرت عمرها كله لتسمعه ينادى أسمها وتعرف كيف سيخرج من بين شفتيه.
شعرت بعقدة فى معدتها لم ينطق أسمها كما اعتاد الانكليزيون أن يفعلوا بل لفظه بلكنة اسبانية ممتازة فبدت الكلمة وكأنها تداعب بشرتها . ابتسمت لا ارادياً فى رد فعل سريع فرأت التجاوب فى عينيه.
ـ هذا صحيح. أسمى مرسيدس ألكولار .
رأت رأسه ينحنى بشكل طفيف فيما طافت عيناه الزرقاوان على وجهها فى تقدير لجمالها.
ـ أنا جايك تافرنر . تربطك قرابة بـ خوان ألكولار....من شركة ألكولار المتحدة.
وتطلب الأمر ثانية أو أثنتين لتدرك مرسيدس أن ما قاله لم يكن سؤلاً بل إقراراً بأمر واقع . إلا أنها قد ردت بإيماءة إيجابيه
ـ إنه ابى
ارتد رأس جايك إلى الخلف بشكل طفيف وابتسم ابتسامة سريعة
شئ ما فى ابتسامته أقلقها للحظة. فى الواقع شئ ما فى هذا الرجل أنذر حواسها لكنها لم تجد سبباً وجيهاً لذلك.
أحست بأنه يكبح قوته ومشاعره بقساوة كما أن السيطرة الكامنة خلف سحره الطبيعى والجذاب بشكل خطير أثارت أعصابها .
ـ هل ترغبين فى شراب ما , مرسيدس ألكولار؟ أو لعلك ترغبين فى الرقص؟
ـ لا أعتقد أنك تعنى ما تقول.
أنطلقت الكلمات من فمها قبل أن تتمكن من كبحها ما فضح خشيتها الداخلية وجعله يقطب تخوفاً
ـ ما الذى لا أعنيه؟
ـ الـ.....الدعوة للرقص
تمكنت مرسيدس من أن تقول جملتها هذه وقد لاحظت بألم الطريقة التى كانت أنطونيا تحدق بها إليها بعينين جاحظتين غبر قادرة على أن تصدق طريقة تصرف صديقتها.
ـ ولِمَ لا أعنى ذلك؟
ـ أحسست.....
كيف لها أن تفسر ما تفكر فيه...؟ تملكنى شعور غريب....أو شعرت بأن ثمة شئ لم تقله....أو يمكنها أن تقول ببساطة وبشكل مباشر : شئ ما فيك يخيفنى.
كان ينتظر منها رداً . أنتظر بهدوء وصبر وقد ارتسمت على وجهه ابتسامة باهتة يتعذر تفسيرها ما جعل مخاوفها تبدو غير منطقية . إلا أنها لم تتمكن من التخلص من هذه المخاوف.
ـ ظننت أن....فى وقت سابق.....
ترددت فرأت تعابير وجهه تتغير مجدداً فيما ظهر بريق جديد فى تنيك العينين الزرقاوين كما لو أنه وعلى غرارها يتذكر رد فعله عندما رأته أول مرة .
قال:"فى وقت سايق , تصرفت بغباء . مزاج سئ....ليس إلا"
ـ والآن لم يعد مزاجك سيئاً؟
هذا أفضل. بدت الآن أكثر إنسانية على طبيعتها بعض الشئ.
ويبدو أن جايك تافرنر ظن الشئ نفسه إذ ارتسمت على وجهه ابتسامة عريضة مذهلة . هذه الابتسامة جعلتها ترمش مصدومة فيما تراجعت قليلاً إلى الخلف مما جعل توازنها يختل
وعلى الفور مد يده وأمسك بها ليثبتها فتملكها شعور لم تختبره من قبل. لمسة يده على ذراعها راحة يده الدافئة والقوية على بشرتها ضربت كل خلية من خلاياها العصبية كالصاعقة فتركتها حساسة وحارة .
ـ تمر علىّ ساعة فى العام كله أكون فيها غبياً . لسوء الحظ صودف أنك عرفتينى فى تلك الساعة ولن يحصل هذا مجدداً.
ـ ليس قبل عام؟
ـ لا....لذا أمامك ثلاثمائة وأربعة وستين يوماً أتصرف فيها بشكل حساس وطبيعى فهلا رقصت معى؟
ومن خلفه أستطاعت مرسيدس أن ترى بطرف عينها انطونيا وهى تشير لها بحماس وتومئ برأسها مشجعة إياها على الموافقة. لكن وجه صديقتها وبقية الغرفة وكل ما فيها تبخر ولم تعد ترى سوى الوجه الذكورى والعينين الزرقاوين اللذين سمرا نظرتها البنية بقوة خارقة .
قالت ببطء وبصوت استعاد قوته وعكس اقتناعها :"حسناً , نعم , سأرقص معك"
ومنذ تلك اللحظة تحولت الأمسية إلى حلم حيث أكثر الرجال سحراً وجاذبية ركز اهتمامه عليها مظهراً للجميع أنها ثارت اهتمامه وأنه لن يدع أحداً يقترب من نفوذه.
كان الرقص جزء من الحلم....الرقصة الأولى ثم ما تلاها وقد تخلت عن محاولاتها لعد الرقصات لكثرة ما رقصا.
شعرت بين ذراعيه وكأنها شخص مختلف . شعرت بأنها جديدة وكأنها ولدت كم جديد....لكنها هى نفسها فى الوقت عينه . وأحست بدمها حاراً كالنار يجرى فى عروقها فيما رقص قلبها على وقع الموسيقى السريع . وفى نهاية السهرة وعندما أصبح الإيقاع أبطأ أراحت خدها على كتفه تتشمم رائحة بشرته الدافئة التى امتزجت برائحة عطره الناعم فشعرت وكأنها ترقص فى الهواء من دون أن تلمس قدماها الأرض.
وعندما أنتهت السهرة رافقها جايك إلى سيارة أجرة التى طلبتها انطونيا واكتفى بإلقاء تحية المساء عليهما فيما كان يساعدها على الصعود إلى السيارة بكياسة وإنما من دون ندم على ما يبدو . إنما وقبل أن يغلق الباب رفع يده ولامس خد مرسيدس بحنان . مجرد لمسة وحيدة ناعمة ثم ابتعد تاركاً بشرتها باردة فجأة وفارغة بشكل غريب حيث مرّ إصبعه .
قال لها:"سأراك مجدداً"
لم يقل :"هل يمكننى أن أراك مجدداً؟" أو "متى يمكننى أن أراك مجدداً؟"
بل "سأراك" ثم استدار وابتعد ليختفى بين الحشود فيما كانت مرسيدس تحاول أن تلتقط أنفاسها لتقول له:"لكنى لم أعطك رقم هاتفى"
لكن فيما كانت الكلمات تتشكل فى ذهنها انطلقت سيارة الأجرة ولم يعد أمام مرسيدس سوى ان تلتفت إلى الخلف لتحدق إلى حيث كان يقف فى محاولة يائسة منها لرؤيته مرة أخيرة .
قال جايك لنفسه إن عليه إن يضع حداً لهذا بطريقة ما فأجبر قدميه على الابتعاد ورأسه على عدم الالتفات وعينيه على النظر إلى الأمام وعلى ألا يلتفتا إلى الوراء ولو لمرة واحدة . إن نظر إليها مجدداً فسيضيع. عليه أن يكبح نفسه....أو على الأقل أن يعمل على إبطاء إحساسه بأنه على متن قطار سريع ينزل أكثر الهضاب إنحداراً
علم أنه وقع فى المشاكل لا محال منذ وجد نفسه يتجه نحوها فيما كل غرائزه تحذره من ان عليه أن يتحرك فى الاتجاه المعاكس. عليه أن يحافظ على المسافة التى لطالما فصلته عن عائلة ألكولار. لكن المشكلة أصبحت شخصية أكثر بالنسبة إلى جايك.
ما كان عليه ان يلمسها .
لم يكن ذلك كافياً . الاحساس بدفء بشرتها الناعمة الحريرية تحت يده عذبه وأثار مشاعره . الأمساك بها بين ذراعيه جعل نبضات قلبه تتسارع بشكل مخيف.
وعندما انتهت الرقصة كانت مشاعره ملحة وغامرة بحيث أنه شعر بالارتياح حين توقفت الموسيقى وتمكنا من الابتعاد عن بعضهما البعض . إنما ما إن افترقا حتى أدرك أن هذا الشعور أسوأ . كان بحاجة لأن يأخذ مرسيدس بين ذراعيه أراد أن يحتضنها بشدة لذا حين عزفت الموسيقى مجدداً لقترب منها وأمسك بها وراقصها معرضاً نفسه بذلك للعذاب مجدداً....فالابتعاد عنها أسوأ.
ولهذت السبب لم يستطيع أن يبقى ليراها تحل . ولم يعانقها وهو يودعها لأنه إذا ما فعل فلن يكتفى بعناق واحد.
ـ تباً وسحقاً !
مد جايك يده إلى جيب سترته وأخرج هاتفه النقال ليطلب بسرعة أحد الأرقام.
ـ جيسى؟ آسف على الإزعاج فى مثل هذا الوقت لكنى أحتاج على خدمة منك. انطونيا ساندرز....الفتاة التى تعمل لحساب راديو آنكور...هل لديك عنوانها؟ أحتاج إلى عنوانها.......


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 28-09-17, 02:45 PM   #5

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

3 / سيدتى العزيزة
ـ لديك خمس عشرة دقيقة تحديداً لتبدلى ملابسك إذا ما رغبت فى ذلك.
وجدت مرسيدس أن حصول جايك تافرنر على رقم هاتفها لم يشكل له أى مشكلة . ولم يزعج نفسه بالاتصال بها أو بالطلب منها الخروج معه بل كان فى الليلة التالية عند عتبة منزلها حاملاً لها دعوة على العشاء.
لا, كلمة دعوة ليست الكلمة المناسبة . ما قاله كان أشبه بالإنذار . أما أن تتناول معه العشاء....و إما لا شئ.
وبما أنها أمضت الليل بطوله تحلم به والنهار تكافح لتجعل أفكارها تتجه نحو اى شئ آخر غير جايك تافرنر لم تتمكن من رفض اقتراحه لءلا تخسر كل شئ.
الخمسة عشر دقيقة بالكاد كانت كافية لتجهز . فخلعت بنطلون الجينز و قميصها وأرتدت ثوباً زهرياً و أبيض ثم وضعت بعض الظل فوق عينيها ولمسة من الكحل و مسحة من أحمر الشفاه لتصبح جاهزة . علماً أن كان بإمكانها ألا تزعج نفسها إذ لم يعلق جايك بأى كلمة عند عودتها. بدا أنه يركز اهتمامه على إخراجها من المنزل وإبعادها عن اهتمام انطونيا الجلى.
ـ إلى أين سنذهب؟
طرحت سؤالها هذا لاهثة بعد أن صعدت إلى السيارة وابتعدا عن المنزل حيث شقة انطونيا . وتابعت :"أى مطعم اخترت ؟"
ـ ما من مطعم. طلبت من متعهد طعام ان يحضر لنا وجبة فى منزلى .
صمتها عبر بوضوح عن أمور لم يشأ أن يسمعها إذ استدار بحدة وسأل مقطباً:"هل من مشكلة؟"
ـ لا....لا.
كافحت مرسيدس لتبدو ردها مقنعاً . وقالت فى سرها إنها فى انكلترا الآن وليس فى اسبانيا . وقد أوضحت لها انطونيا أنها تعتبر أسلوب حياتها المنضبط و الطبيعى بنظرها أسلوب قديم وبالٍ
قالت انطونيا فى إحدى الأمسيات بعد أن أعترفت لها مرسيدس بأنها تفتقر إلى الخبرة فى التعامل مع الرجال:"لكنى ظننتك مخطوبة فعلياً"
شرحت لها مرسيدس :"ثمة تفاهم بين أسرة ميغيل وأسرتى....إنهم يودون رؤيتنا متزوجين....لكن ميغيل لم يطلب يدى بعد وأنا لم أعطه أى وعد"
ـ ولم......
حاجبا انطونيا المرفوعان كان أشد تعبيراً من اى كلام
ـ لا لم أفعل ! الأمور لا تسير على النحو ذاته فى بلادى. لقد تعانقنا بالطبع...
ـحسناً من الأفضل إذن أن تتوقفى عن الحلم بـ جايك تافرنر يا عزيزتى. صدقينى فهو ليس من النوع الذى يكتفى بالعناق.
وخطر لـ مرسيدس وهى تبتسم فى سرها أن ما لا تعرفه انطونيا هو أنها لا تعتقد أن بإمكانها هى أيضاً أن تكتفى مع جايك ترافرنر بعناق
ـ ما سبب هذه الابتسامة؟
فاجأها جايك بسؤاله هذا فقد كانت مقتنعة بأن اهتمامه كله منصباً على القيادة فى طرقات لندن المزدحمة إنما بدا جلياً أنه لاحظ التعبير الذى ارتسم على وجهها .
ـ ألا تود أن تعرف؟
ـ أنوى اكتشاف السبب
ـ يمكنك أن تحاول
أذهلت مرسيدس نفسها حين اكتشفت انها قادرة على المغازلة وألقت من طرف عينها نظرة على وجهه مبدية إعجابها بخطوطه القاسية . شعرت بإحساس أسكرها وأبهجها.
وأدركت ما هو هذا الإحساس . إنه الحرية.
إنها فكرة وجودها هنا فى لندن وحدها ومتحررة مستقلة كحال انطونيا . ولم تعد فى اسبانيا تعيش حياتها كما خطط لها والدها تتبع القواعد التى يضعها وتعيش بحسب معاييره.
لم تدرك من قبل كم أن هذه القواعد ثقيلة ومضجرة . وكما لم تدرك يوماً كم كانت من حياتها مقيدة و محصورة.
فى اسبانيا ما كانت لترتاد حفلات كتلك التى اصطحبتها إليها انطونيا . وما كانت لتلتقى رجلاً كـ جايك تافرنر . هذه الفكرة جعلتها تشعر بدوار من الإثارة والتوقع .
ـ قد تضطر لاستخدام العنف لتحصل منى على اعتراف.
ـ لا أظن أنى قد أحتاج لذلك.
وجاءت ضحكة جايك خافتة ومثيرة
ـ أفكر فى طرق أخرى يمكن ان استخدمها لإقناعك.
تلك الضحكة أرسلت ذبذبات أشبه بتيار كهربائى على طول عمودها الفقرى, ذبذبات ازدادت قوة عندما فكرت فى ما قد يعنيه بكلامه
ـ ما هى هذه الطرق؟
توقفت السيارة عند الإشارة الضوئية فاستغل جايك الفرصة ليرمقها بنظرة خطيرة وساخرة.
ـ أنا واثقة من أنك قادر على ذلك.
تبدلت الإشارة فيما كانت تتكلم فتحرك جايك بالسيارة, حركة قدمه على دواسة البنزين جعلت عضلات ساقه القوية تشتد و تسترخى فجرى الدم حاراً فى عروق مرسسيدس
ـ هذا كثير بالنسبة إلى ما خططت له لهذه الأمسية
ـ وما هى خططك؟
ـ وما هى خططك؟
قلد جايك لكنتها ثم أضاف :"سنتناول الطعام بالطبع....ماذا خطر لك خلاف ذلك؟"
هل هى بريئة بقدر ما يبدو عليها؟ تساءل عن ذلك وهو يرى الاحمرار يغزو خديها فجأة . أى شخصية هى شخصية مرسيدس الحقيقية ؟ المرأة الجميلة المتعالية التى رمقته بنظرة باردة عندما رأته لأول مرة , المغازلة العابثة التى دمرت رباطة جأشه, أم الفتاة الشابة الخجولة التى أحمرت حياءً عندما ضايقها قليلاً؟
سيسره أن يكتشف ذلك . المشكلة الوحيدة هى فى أن يتمكن من إبقاء يديه بعيدتين عنها بما يكفى ليعرفها على حقيقتها.
سيركز جيداً على أمور أخرى عليه أن يفعل ذلك وإلا ستنتهى السهرة قبل أن تبدأ
حقيقة هويتها حملت تعقيدات يمكن أن تجعل ليلة واحدة معها تكلفه أكثر مما هو مستعد لدفعه . لذا من الأفضل أن يلتزم الحذر....وان يتقدم خطوة خطوة.....و أن يتأكد من انه لن يتسبب بالمشاكل لنفسه إذا ما أقدم على شئ ما قبل أن يتحقق أولاً من كافة التعقيدات الممكنة.
لم يكن الأمر سهلاً لكنه تمكن من أن يبقى يديه بعيداً عنها خلال العشاء . المشكلة أن مرسيدس ألكولار هى الإغراء مجسداً . ابتسامتها ضحكتها حركاتها المغرية رائحة عطرها فى الجو شكلت إغواء لحواسه الجائعة. طريقة أكلها و استمتاعها بالطعام كانا إغراء بحد ذاته . و وجد نفسه ينحنى مراراً و تكراراً إلى الأمام مستغلاً كل فرصة ليقدم لها بعض الطعام اللذيذ.
واقتربت مرسيدس أكثر فأكثر . كانت دوماً تجد حجة ما....أن يملأ لها كأسها بسهولة....أن تبتعد عن بقعة خلفتها المياه التى انسكبت....فأنتهى بها الأمر جالسة إلى جانبه عند زاوية الطاولة...قريبة جداً جداً منه بدلاً من أن تكون قابلته.
عندئذٍ لم يعد قادراً على تمالك نفسه أكثر واستسلم للرغبات البدائية التى أختلطت بدمه منذ أن فتحت له الباب فانحنى إلى الأمام وأخذها بين ذراعيه ليعانقها عناقاً طويلاً و بطيئاً.
رمشت بعينيها مرة واحدة فقط فأغمضت عينيها البنيتين للحظة قبل أن تفتحهما مجدداً وتنظر إليه مباشرة.
سألت وقد بدا صوتها الخفيض موسيقى أجش وغير مستو بشكل غير متوقع :" وما سبب هذا ؟ "
اعترفت مرسيدس لنفسها أنها أخطأت الفهم. لقد قرأت الإشارات بشكل خاطئ وأساءت تفسير كلماته وتصرفاته. لقد أقنعت نفسها بغباء وسخافة بأن جايك تافرنر مهتم بها حقاً كامرأة فى حين أنه كان بعيد كل البعد عن ذلك .
وراحت تفعل ما فى وسعها لتشجعه فابتسمت وضحكت وغازلت . ضحكت لكل النكات التى رواها واستمعت بانتباه إلى كل قصصه ونظرت إلى عينيه عبر الطاولة . وتحركت عمداً لتقترب منه بأى حجة حتى أنها ارتطمت عمداً بكأس الماء كى تنسكب فتبتعد عن المكان المبلل....باتجاه المكان الذى أختاره جايك للجلوس.
وكل هذا لم يكسبها شيئاً .
كان مهذباً , لطيفاً , مسلياً.....ليس إلا . حرص على أن تجد أمامها كل ما ترغب فى تناوله كما ركز على كل ما تقوله.....لكنها كانت واثقة من أنه سيتصرف على هذا النحو من أى شخص.
أجابها جايك :"وهل من حاجة لسبب؟ أردت ان أفعل ذلك. لماذا؟ ألم يعجبك ذلك؟"
ادعت أنها تفكر فى المسألة للحظة وعيناها لا تزال متشابكتين بعينيه وأدركت أنه رأى الوميض الذى لمع فى عينيها الداكنتين.....بريق عكس إثارة متعمدة.
همست :"نعم, أعجبنى . كان العناق لطيفاً لكنى كنت آمل فى أكثر"
ـ أحقاً ؟ ماذا كنت تأملين تحديداً ؟ شئ كهذا؟
وأنحنى إلى الأمام وضمها بين ذراعيه مجدداً بقوة أكبر هذه المرة ضاغطاً ذراعيه حولها .
كان عناقه من الاتقاد بحيث سمع أنفاسها تنقطع فى رد فعل متفاجئ . لكنها ما لبثت أن تمالكت نفسها وبادلته العناق بحماس ورغبة من دون تحفظ.
كان الأمر أشبه برمى عود ثقاب فى كومة من القش اليابس وأصبح بإمكانه الآن يتراجع ويراقب ألسنة النار تستعر و تجتاح ما حولها مضطرمة متعاظمة يصعب إطفاءها وهى تقودهما نحو حريق هائل يمكن أن يبتلع كل ما يعترض طريقه فى ثوانٍ.
لم يختبر مثل هذا الشعور من قبل . ولم يعرف يوماً امرأة تتجاوب معه بهذه الطريقة....كما لم يكن يعلم أنه قادراً على التفاعل مع أى امرأة بهذا الشكل.
همس وهو يلتقط أنفاسه :"مرسيدس.....سيدتى......"
لكن هاتين الكلمتين كانتا كل ما تمكن من قوله ولم تجبه مرسيدس . لم تجبه بالكلام على أى حال . لكن قوة عناقها أسكتته وسرقت أى قدرة لديه على التفكير بشكل منطقى.
وفى هذه اللحظة أدرك أنه لا يهتم بماضيها و خلفيتها أو بأبيها أو بالمشاكل التى قد تحملها معها أو بأى شئ آخر . كل ما يريده هو الحصول على هذه المرأة.....التعرف إليها, معانقتها.....سيدفع أى ثمن. ويتحمل أى مخاطرة....
شعرت مرسيدس بأن أفكارها تذوب من تأثير حرارة الدماء التى تجرى حاة فى جسدها وأحست بأنها غير قادرة على الحركة أو السير فساقاها عاجزتان عن حملها.
همس فى أذنها:"سيدتى, أنت مذهلة...."
وعانقها مجدداً قبل أن يضيف :"أتعلمين ماذا تفعلين بى؟"
ردها الوحيد كان ضحكة مرتجفة إذا لم يعد بإمكانها أن تنكر تأثيرها فيه. بادلته عناقه بشغف أفقده عقله وغابا فى عالم من الأحاسيس المتقدة والجارفة.
ـ جايك, حبيبى....جايك, عزيزى....جايك.....
وفى خضم هذيانها همست هذه الكلمات بلغتها الأم ولم يكن عدم فهم لغتها ما جعله يبتعد عنها فجأة ويرفع رأسه فيما عيناه اللامعتان تنظران على وجهها الأحمر
وللحظة لم تفهم ما يجرى ثم شق الصوت طريقه إلى أذنيها عبر دقات قلبها المتسارعة . هزت رأسها بحدة وقالت بصوت متقاطع :"أجب....هيا....لعله أتصال هام"
ـ لا
اعترضت وهى ترتجف :"ارفع السماعة.....لكن لا تطل الغياب"
راحت الإثارة المسكرة تزول بسرعة لتتركها مرتجفة باردة....وغير واثقة من نفسها كلياً.
ـ لن يتطلب الأمر سوى لحظة يا عزيزتى.
وعانقها مجدداً لكن هذا العناق جعلها ولسبب ما تدرك مدى تهورها
ـ سأعود على الفور
لم يتردد لم يلتفت إلى الخلف وهو يغادر الغرفة فاكتفت مرسيدس بمراقبته وهو يبتعد. فتحت فمها مرة لتناديه لترجوه ألا يتركها ولو لثانية لكن صوتها لم يطاوعها ولم يخرج من حلقها أى صوت .
لم تشأ أن يذهب....لم تشأ أن يتركها فما من أن خرج حتى تسللت الحقيقة الباردة إلى الغرفة لتثبت الصقيع فى جسمها وتنخفض معنوياتها إلى أقصى حد .
ما الذى تفعله ؟
ما هذا الجنون الذى تملكها؟
كيف وصلت إلى هذا , وهكذا.....مع رجل بالكاد تعرفه؟
عندئذٍ ومن غياهب ذهنها من حيث أخفت ذكرياتها فى خضم الجنون الذى تملكها منذ عانقها جايك....عاودتها ذكرى جعلتها ترتجف مصدومة.
"عدينى بشئ ما...."
تردد الصوت الحبيب فى رأسها صوت لم تسمعه فى الواقع منذ سنوات لكن ذكراه لا تزال تتردد فى ذهنها كأغنية تعشقها....صوت أمها :"عدينى يا عزيزتى بألا تستسلمى إلا للرجل الذى تحبين . عدينى بألا تهدرى عذريتك على شخص لا يستحقها"
ما الذى تفعله؟ لِمَ بقيت هنا....تنتظر رجلاً لا يحبها ولا يعرفها حتى , ليعود و.....؟
لم يتمكن من إنهاء الفكرة. فقد اكتسحتها موجة من الذعر جعلتها تهب واقفة وتتجه بسرعة نحو الباب
كان جايك فى مكان ما فى المنزل إذ استطاعت ان تسمع صوته . لم تتوقف لتفكر أو حتى تتنفس بل تحركت بقدر ما استطاعت من السرعة من دون أن تثير أى ضجة .
بعدئذٍ اندفعت وهى تحمل حذاءها فى يدها إلى غرفة الجلوس حيث تركت حقيبتها .
بالكاد كان الوقت كافياً
وفيما كانت تفتح الباب الأمامى سمعت صوت جايك يتساءل :"ما الذى....؟مرسيدس؟ مرسيدس, أين.....؟"
لم تسمع آخر سؤال وهى تصفق الباب خلفها.
أخذت نفساً عميقاً مذعوراً من دون أن تجرؤ على الالتفات إلى الخلف لئلا تراه يقف عند عتبة الباب أو يلحق بها ثم راحت تركض مبتعدة ولم تبطئ إلا حين ابتعدت عن الأنظار وبعد أن انقطعت أنفاسها.


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 28-09-17, 02:46 PM   #6

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

4 / رسالة من مجهول
كانت الرسالة على ممسحة الأرجل عندما وصل جايك إلى المنزل بعد يوم طويل وشاق .
يوم طويل ومزعج للغاية بحيث داس جايك على المغلف وسحق أناقته تحت قدميه قبل ان يلاحظه. لم ينظر إلى الأسفل ويدرك ما هو إلا حين سمع خشخشة الورق.
ـ آه , تباً !
هذا شئ آخر يضاف إلى مزاجه المعكر أصلاً . جل ما أراده هو حمام ساخن وبضع ساعات من النوم . لكنه افترض أن من الأفضل أن يلقى نظرة على هذا المغلف بما أنه رآه .
ـ من.....؟
اختطفالرسالة وقلبها ثم تأمل العنوان والطابع البريدى غير المألوف وأطلق شتيمة أخرى إنما بصوت أعلى هذه المرة
رسالة من اسبانيا هى آخر ما يحتاجه الآن .
رسالة من اسبانيا جعلته يفكر فى مرسيدس ألكولار اللعينة وعائلتها المتكبرة المتعجرفة.
باستثناء رامون طبعاً. ولابد أن أبن خالته هو من أرسل هذه الرسالة .
لكن مزاجه لا يحتمل حتى رسالة من رامون. كان الحمام الساخن يغريه فهو بحاجة لغسل ذكرى هذا اليوم والتخلص منها.
ـ آسف يا صديقى.....ربما فى وقت لاحق
رمى المغلف على الطاولة فى البهو ثم توجه إلى الحمام وهو يفك ربطة عنقه.
هذا الحل لم ينجح.
فبالرغم من أنه وقف طويلاً تحت المياه المتدفقة وتركها تنسكب بقوة على رأسه وكتفيه وتقرع على جمجمته إلا أنها لم تستطيع أن تمحو الإنزعاج الذى عرفه اليوم و الإهانة الأخيرة المذلة التى جعلته يعود إلى البيت والغيظ والغضب يتآكلانه . لا بل ساءت الأمور أكثر إذ تسنت له الفرصة ليقف ويفكر ويتذكر فأطبق أسنانه بإحكام حتى شعر بألم فى حنكه .
أما اهتياجه الصامت فجعل دماءه تغلى لتصبح أشد سخونة من مياه الحمام.
لم يكن اليوم وحده سبب ما هو فيه . لقد بدأ كل هذا منذ اللحظة التى كان فيها من الغباء بحيث ترك مرسيدس ألكولار تشغل ذهنه و تتغلغل فى مسام جلده.
خرج من الحمام و توجه على غرفة نومه حيث عاودته الذكريات على الفور ولفته ما جعله يطبق أسنانه بقوة أكبر.
أوى إلى الفراش لكنه لم يتمكن من النوم.
ـ تباً لها ! تباً وسحقاً لها. ليتنى أستطيع أن أصل إليها.....
ظن أنه سيجن حين عاد إليها بعد ذاك الاتصال السريع المزعج . لم يخطر له أنها لن تنتظره فقد بادلته شوقه بشوق وعناقه بعناق أكثر جرأة .
لم يظن أنه سيطيل الغياب . وقطع المسافة إلى الغرفة لم يتطلب منه سوى ثوان وهو واثق من ذلك . لكن عندما فتح الباب أدرك على الفور أن ثمة خطأ ما .
أول ما أدركه هو الصمت الذى لفه . الصمت والسكون المطبق فى الغرفة....الإحساس بالفراغ.
وقف جامداً عند العتبة غير قادر على تصديق عينيه.
ــ ماذا....؟
خرجت الكلمات من فمه بنبرة مصدومة غير مصدقة.
ــ مرسيدس؟ مرسيدس أين أنت؟
صوت الباب وهو يُصفق قاطع كلماته وأذهله . لكنه فى تلك اللحظة لم يربط بينه وبين اختفائها.
ظن انها لا تزال فى المنزل كالغبى وكأبله أعمى كلياً حتى أنه بحث عنها فى الحمام . فتح الباب على وسعه وحدق إلى الحمام متوقعاً أن يجدها فيه تغسل وجهها أو تفعل أى شئ آخر.
ــ مرسيدس , ما الذى.....؟
لكن الغرفة كانت فارغة أيضاً وعندئذٍ ربط صوت الباب المصفوق فى الأسفل مع الصمت المطبق فى الغرف
ظن أنه من السهل أن يلحق بها و يوقفها ويطالبها بتفسير لكنه لم يجد أثراً لها . لقد اختفت فى الليل كـ سندريللا العصر الحديث من دون حتى أن تترك خلفها أى أثر كفردة حذاء .
لكنها تركت خلفها شيئاً أكثر قيمة هذا ما تذكره جايك وهو يرتدى سروال جينز وعيناه تتأملان الوشاح الحريرى الأزرق الذى لا يزال على خزانة الأدراج الخشبية . هذا الوشاح الصغير الذى لا يفارقها أبداً كما أخبرته لأنه هدية من أمها المتوفاة.
وسمح لنفسه أن يبتسم ابتسامة رضا صغيرة وهو يرتدى قميصاً أسود و يسويه.
يوماً ما سيلتقى مرسيدس ألكولار مجدداً وستكون هذه القطعة النسائية سلاحه الرئيسى فى الانتقام الذى يخطط له .
الانتقام !
ترددت الكلمة فى ذهنه وهو ينزل السلالم.
لم يخطر له يوماً أنه رجل يحب الانتقام ويسعى خلفه . وفى الأمس عندما عثر على الوشاح على السجادة الزرقاء والوثيرة ولم تخطر باله أى فكرة أخرى . أول فكرة خطرت له عندما أكتشف أنها فرت منه , هى الاهتمام والقلق.
همس لنفسه :"أيها الأبله ! ظننت أنها قد تكون غاضبة أو منزعجة !"
خرج خلفها يبحث عنها لبعض الوقت حتى أنه ناداها لكنه اضطر فى النهاية إلى الاعتراف بهزيمته وعاد إلى المنزل . وكان ينوى العثور على رقم هاتف صديقتها انطونيا حين قاطعته زيارة غير مرحب فيها.
فى البدء عندما سمع صوت المفتاح يدار فى القفل ظن ان مرسيدس عادت ليتذكر على الفور أنها لا تحمل مفتاحاً لبيته . والشخص الفذى يملك مفتاحاً هو كارين مايتلاند المرأة التى كانت صديقته حتى أسبوع خلا .
المرأة التى لا تزال تظن أنها صديقتهرغم تأكيداته المخالفة لذلك . وقد طالبها بإعادة مفتاح البيت إنما يبدو أنها احتفظت بنسخة عنه . وها هى تدخل إلى المنزل وكأنها تملك كل الحق فى التواجد هنا.
و ما أن فتحت الباب حتى نادت:"جايك ! عزيزى....لقد عدت . خرجت باكراً فجئت إلى هنا مباشرة لرؤيتك . أحتاج إلى حبك بشدة. هل اشتقت إلى حبيبى؟"
كشر جايك لهذه الذكرى وارتمى فى كرسى يحدق بضجر إلى المدفأة . لطالما كانت كارين من النساء اللواتى يتعلقن برجالهن بشدة وحين قرر ووضع حد لعلاقتهما , هذه العلاقة التى لم تقد إلى شئ منذ بضع الوقت حضر نفسه للمشاهد الدرامية التى ستقوم بها . من دموع واعتراضات و توسلات وقد تفاجأ صراحة حين لم يحدث هذا كله. وظن أنها تقبلت ما لا مفر منه بطيب خاطر.
واضطر الليلة إلى الاعتراف بخطئه.
الليلة الماضية اضطر لمواجهة الثورات و نوبات الغضب التى توقعها فى بادئ الأمر . والليلة الماضية لم يكن فى مزاج يسمح له بلعب دور الشاب اللطيف أو حتى بمحاولة تهدئتها.
اكتسحه الألم وبقى رأسه يدور من الارتباك ويتساءل عما حدث فى الدقائق القليلة التى ترك فيها مرسيدس وحدها. وبما أن أفكاره و حواسه مشغولة بامرأة واحدة وجد صعوبة فى أن يركز انتباهه على المشهد الهيسترى التى تحدثه امرأة أخرى.
وجاء اعترافه مختصراً . أخبرها بصراحة تامة أن علاقتهما انتهت وطالبها بمفتاح منزله ما جعلها تذرف المزيد من الدموع.
وعندما تمكن أخيراً من إخراجها من الباب و من دون المفتاح لم يعد قادراً على التفكير إلا بالوصول إلى الهاتف والاتصال بشقة انطونيا.
وما أن رفعت السماعة حتى سأل:"هل مرسيدس هنا؟"
ــ إنها....من المتحدث؟
ظهر شك مفاجئ فى الصوت فى الطرف الآخر من الخط.
ــ أنا جايك تافرنر.
وفيما كان يتكلم سمع همساً فى شقة انطونيا لم تخففه اليد الموضوعة على السماعة
ــ قولى لـ مرسيدس إنى أريد التحدث إليها!
تكلم بحدة بعد أن تبخر قلقه حين تأكد من انها بخير بأمان . وبعد القلق تدفق الغضب و الإحباط و الخيبة فى عروقه بسبب الطريقة التى تصرفت فيها.
ــ لا تريد أن تتحدث إليك.
ــ انطونيا أو مهما كان أسمك....
كان صوته خطيراً فخرج كالفحيح من بين أسنانه التى صرها ليمنع عصبيته التى راحت تشق طريقها إلى الخارج.
وتابع يقول :".....أخبريها أنى أريد التحدث إليها!"
ــ إنها لا تريد التحدث إليك !
ألا يمكن لهذه الفتاة أن تقول أى شئ آخر
ــ قولى لها....
لكنه لم يتمكن من إنها جملته إذ أُقفلت السماعة بقوة فى الجهة الأخرى قاطعة عليه حديثه.
وعندما حاول إعادة طلب الرقم وجد الخط مشغولاً رغم محاولاته المتكررة.
كان أبله للغاية !
أنزل جايك يده بقوة على ذراع الكرسى قبضته المطبقة بإحكام ومفاصله المبيضة تعكس مزاجه العنيف .
لم يدرك حينذاك كم كان مخدوعاً . ولم يكتشف ذلك إلا تلك الليلة....عندما قصد شقة انطونيا فى محاولة منه للتحدث إلى مرسيدس .
وكانت محاولة فاشلة.
كانت فى المنزل بالطبع . لم يرها لكن صديقتها لم تحاول حتى أن تخفى حقيقة أن مرسيدس فى مكان ما خلفها بعيدة عن الأنظار خلف الباب الذى بالكاد فتحته . راح جايك يتخيلها واقفة هناك تستمع إلى حوارهما وتبتسم فى سرها زهواً بنفسها فيما انطونيا تصرفه . ولابد أن ابتسامتها اتسعت أكثر حين سددت إليه صديقتها الضربة الأخيرة .
ــ طلبت منى ان أقول لك إنها توقعت شيئاً أفضل , نظراً لسمعتك . لذا لم تشأ أن تضع مزيداً من الوقت عليك.
"لم تشأ أن تضيع مزيداً من الوقت عليك"
أرجع جايك رأسه إلى الخلف وأغمض عينيه عندما تذكر هذه الكلمات.
كم كان أحمق !
الأمر الوحيد الذى لم يخطر له الأمر الوحيد الذى لم يفكر فيه فى كل هذا , هو أن مرسيدس يمكن أن تستغله . مجرد رؤيتها أفقدته توازنه وجعلته يتجاوب بشدة معها بحيث أنه لم يتوقع إلا تبادله الشعور نفسه. فى الواقع أشارت تصرفاتها إلى أن الشعور نفسه خامرها .
وراح يعيد النظر إلى ما جرى من وجهة نظر مختلفة تماماً . من وجهة نظر باردة وتحليلية . الأدراك المتأخر المترافق مع ذكرى النظرة الباردة والمتعالية التى رمقته بها حين رأته لأول مرة أضفى على الأحداث طابعاً مختلفاً وأعطاها تفسيراً مغايراً .
مرسيدس ألكولار تهوى الإثارة . إنها أنانية استفزازية عديمة الحياء و لعوب . لم يزعجها أن تسعى لإثارة رجل....لتتركه بعدئذٍ بكا برودة.
برودة تامة.
لكن المشكلة تكمن فى أن النيران التى أشعلتها فى داخله لا تزال تستعر تحت إحساسه بإنها تخلت عنه, واستغلته ثم تركته يسقط من علو شاهق . إنه يكرهها إلا أنه لا يكرهها بما يكفى لئلا يرغب فى رؤيتها مجدداً .
كره اللعبة التى لعبتها إلا أنه لم يدفع أى ثمن لتعود إليه وتلعب معه هذه اللعبة من جديد.
شعر بالاشمئزاز من شخصها ومن الحقيقة الفاسدة المخفية خلف جمال وجنتيها العاليتين و نعومة بشرتها ولمعان شعرها و عينيها إلا أنه أدرك أنها إذا ما ظهرت هنا مجدداً فى هذه الغرفة و فى هذه اللحظة لوقع تحت تأثير جمالها على الفورولما حاول حتى ان يقاومه.
ــ تباً !
إنه يحتاج لما يليه.
إنه يحتاج إلى ما ينسيه تنيك العينين
إنه يحتاج إلى ما ينسيه اسمه وليس فقط مرسيدس ألكولار . يجب ان ينسى صورتها و هى بين ذراعيه صورتها وهى تبادله العناق بشغف و حرارة . صورة أدرك أنها مجرد كذبة.
هب واقفاً و توجه إلى المطبخ ليعد لنفسه فنجان من القهوة . وليصل على المطبخ عليه أن يجتاز البهو فلاحظ مرة أخرى المغلف الطويل الذى تجاهله عند وصوله و رماه على الطاولة
قد يفتحه ليرى ما لدى رامون ليقوله.
الرسالة التى توقعها لم تكن داخل المغلف . وبدلاً منها وجد بطاقة مطبوعة بشكل جميل أرسلها إليه شخص لم يسمع به يوماً.
ــ من هو الفريدو مدرانو هذا ؟
تصفحت عيناه الكتابة الأنيقة بسرعة ثم توقف مذهولاً ليعود ويقرأ النص مجدداً إنما ببطء أكبر .
"الأبنة استريللا.....زواج من رامون داريو...."
رامون سيتزوج ! لم يأتِ أبن خالته على ذكر هذا الموضوع حين النقيا آخر مرة . لكنه عاد واعترف بأنه يتحدث إلى رامون منذ أشهر عدة كما لم يتمكن من تمضية بعض الوقت معه.
والآن , ومن حيث لا يدرى سيتزوج رامون من امرأة تدعى استرايللا مدرانو , امرأة لم تكن فى حياته حين التقيا آخر مرة. فلو كانت فى حياته لأن رامون على ذكرها.
كان جايك على وشك أن يضع الدعوة على الطاولة حين تجلت له فكرة مفاجئة جعلته يقف جامداً يضرب المغلف على ظهر يده و هو يفكر فى الأمر.
رامون سيتزوج . سيكون الزواج عائلياً....زواج يقتصر على أسرة ألكولار. وبسبب شعور العداء الصريح بين عائلة خالته وعائلة الرجل الذى تبين لاحقاً أنه والده سعى رامون إلى فصل الأسرتين عن بعضهما البعض كلياً....لذا لن يتوقع أحد أن يظهر ابن خالة رامون فى العرس بشكل غير متوقع .
ولا سيما ابنة ألكولار الوحيدة.
رفعت تكشيرة واسعة زاويتى فمه لتتحول إلى ابتسامة رضا شرير يبدو انه مقدر له و لـ مرسيدس ألكولار أن يلتقيا مجدداً , أسرع مما توقع.....وهذه المرة سيكون عنصر المفاجئة حليفه.


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 28-09-17, 02:46 PM   #7

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 28-09-17, 02:47 PM   #8

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

6 / ليست امرأتك
ليتها لم تذهب إلى لندن !.
هذه هى الفكرة التى لم تبرح ذهن مرسيدس وعذبتها حتى عندما عادت إلى حفل الاستقبال وأجبرت نفسها على الابتسام وتبادل الأحاديث والرقص مجدداً.
لو بقيت فى المنزل ولم تطأ قدمها العاصمة الانكليزية لاستمرت حياتها على حالها طبيعية هادئة وسعيدة , لتمكنت من التحضير لزفاف رامون من دون تردد أو أفكار مشوشة . ولتمكنت من الاستمتاع بيومها من دون الخوف اللعين الذى هاجمها ما إن دخلت إلى الكنيسة ورأت جايك تافرنر جالساً بين الحضور.
ماذا كانت لتشعر لو أنها المرة الأولى التى تلتقيه فيها ؟ لو أنها سارت فى الممر ورأته جالساً هناك من دون أن تكون قد التقته من قبل؟
هل كانت لتختبر ذاك الأحساس المذهل الأشبه بانفجار فى قلبها انفجار حصل لمجرد رؤيته؟
انتفض قلبها فى صدرها فى رد فعل على السؤال الذى طرحته على نفسها فى سرها جعلها تدرك أن الجواب الوحيد هو الايجاب.
ــ آه !
صرخة الاعتراض الحادة اخترقت أفكارها ما جعلها تتردد وتتوقف لتحمر جخلاً حين أدركت أنها لم تكن ترقص بأناقة ورشاقة كما اعتادت بعد أن فقدت تركيزها وشردت أفكارها فى عالم آخر . كانت تائهة فى عالم من الذكريات غير المرغوب فيها ففقدت تركيزها على خطواتها ما جعل أحد كعبيها العاليين و الرفيعين يحط على إصبع شريكها حتى كاد يثقب حذاءه الجلدى اللماع.
ــ ميغيل أنا آسفة! لم أكن أركز!
رد رفيقها وقد ارتسم تعبير ساخر على وجهه: "هذا ما لاحظته . ما الأمر يا عزيزتى ؟ ألا ترغبين فى الرقص؟"
أقرت مرسيدس:"أنا....حسناً , لا, لا أرغب فى ذلك فى الواقع"
سأرعت لتحتمى بـ ميغيل ما إن عادت إلى القاعة . فإذا ما رآهما معاً سيظن جايك تافرنر أنهما شريكان لأكثر من مجرد رقصة و سيبقى على مسافة منها .
ــ أظن أننى تعبت بعض الشئ
ــ حسناً هذه هى مشكلة الأفراح....والاحتفالات إنما قد يفيدك بعض الهواء النقى . يمكننا أن نخرج إلى الحديقة.
ــ المكان حار جداً هنا.
علمت أن ميغيل لديه دافع خفى وراء رغبته فى الخروج إلى الحديقة....معها. لكنها لا تأبة لذلك بصراحة . فى الواقع لعل هذا الخيار هو الأفضل. إنها طريقة لكى تلهى نفسها عن حضور جايك تافرنر المتوحش , وعن الطريقة التى ترافبها به عيناه الزرقاوان مع كل حركة تقوم بها و مع كل تصرف تأتى به.
وربما إذا ما حالفها الحظ سيكون عناق ميغيل لها ما تحتاجه بالضبط . فقد يجعلها تدرك أن ما حصل فى لندن ليس سوى اضطراب عقلى وأن تأثير جايك فيها ليس سوى حلم. قد تدرك أن عناقه ليس مدمراً بقدر ما تتذكر وأن المسألة لم تتعد كونها مزيجاً من نشاط هورمونى وإثارة و جودها فى إنكلترا و الجو المحيط بها .
ــ إذن رافقينى .
أحاطت ذراع ميغيل بكتفيها وأدنتها منه كثيراً . إلا أن مرسيدس قررت ألا تقلق بهذا الشأن كما لم تحاول أن تبتعد . وبدلاً من ذلك دنت منه اكثر وأراحت رأسها على كتفه ثم رفعت رأسها لتبتسم له بشكل متعمد .
ليفسر جايك تصرفاتها هذه كما يشاء! إذا ما ظن أنها ليست وحيدة وان رجلاً آخر مهتم بها....لا بل أكثر من مهتم.....لتخلى بالتأكيد عن محاولته بحث لقائهما فى لندن ونسى المسألة تاركاً إياها فى سلام.
لذا ركزت اهتمامها كله على ميغيل وراحت تنظر فى عينيه كالعاشق الولهان وهو يقودها من قاعة الرقص إلى الحديقة عبر الأبواب الزجاجية الضخمة . لم تلتفت , لم تخاطر بإلقاء نظرة باتجاه جايك لترى ردة فعله, رغم أن كل عصب من أعصابها كان مشدوداً حذراً متيقظاً . لم يكن بإمكانها أن تراه لكنها أدركت أنه فى مكان ما فى ناحية ما من القاعة يراقبها ويستخلص استنتاجاته الخاصة.
ــ من هو ذاك الرجل الذى برفقة أبنة ألكولار؟
طرح جايك هذا السؤال على الرجل الذى كان يتحدث إليه....أو يدعى التحدث إليه. فى الواقع كان مشغولاً كلياً بمراقبة مرسيدس و هى ترقص عاجزاً عن رفع عينيه عن حركات جسدها الرشيقة وعن تمايله الغريزى مع الموسيقى.
ــ أتعنى ميغيل ؟ ميغيل هرناندز؟
والتفت الرجل إلى حيث كان جايك ينظر ثم أومأ ببطء
ــ نعم, إنه ميغيل . تقول الشائعات إن زفافهما هو التالى.
ــ هل هما مخطوبان ؟
لم يستطيع جايك ان يخفى الصدمة فى صوته إلا انه تمكن من كبح شئ من الاشمئزاز الذى كاد يفضح حقيقة شعوره
لقد تصرفت معه بشكل أثاره للغاية وجعله يؤغب فيها...فيما هى مخطوبة وعلى وشك الزواج من رجل آخر؟
ــ لا أظن أن الأمر رسمى بعد لكن استناداً إلى أقوال زوجتى المسألة مسألة وقت...على الأقل إذا ما تدخل الأب ألكولار و والد هارناندز الشاب إنهما يشجعان هذا الاتحاد...علماً أنه يبدو أن الشابين لا يعارضان الفكرة .
يبدو جلياً أنهما لا يعارضان الفكرة. هذا ما خطر لـ جايك فيما الرجل يعتذر منه و يبتعد كما أعطاه تفسيراً معقولاً لطريقة تصرف مرسيدس....فهى مذعورة مما قد يفضحه عنها.
لعلها لا تتذكره أو على الأصح تدعى أنها لا تتذكره إلا انه يتذكرها جيداً . همهم جايك بذلك لنفسه وهو يراقب مرسيدس فيما كانت تقطع الغرفة ملتصقة بالرجل الذى كان يراقصها . وتذكر طريقة تصرفها أيضاً.
كانت على هذه الحال معه منذ أتصل بها ودعاها لتناول العشاء فى شقته.
وتذكر أنها ألتصقت به أيضاً . هذه الذكرى وحدها أثارت مشاعره و حواسه. وقد ضحكت بهذه الطريقة أيضاً ونظرت إلى عينيه بهذه الطريقة المكرسة المأخوذة كلياً كما لو أن العالم لا يحوى سواه.
ــ تباً !
صعقته هذه الفكرة بحيث أن ساق الكأس التى كان يحملها فى يده طقطقت تحت ضغط أصابعه المفاجئ و القوى فأضطر إلى وضعها بسرعة على أقرب طاولة لئلا يجرح يده بشظايا الزجاج الحادة.
ها هذا هو سبب هروبها منه؟
هل تذكرت فجاة صديقها الغبى المسكين الساذج الذى ينتظرها فى بلادها ففرت من منزله فى صحوة مفاجئة لضميرها؟
كما لو أن هذه الفكرة أعطته دفعاً فوجد نفسه يتحرك يشق طريقه سريعاً عبر باحة الرقص المكتظة يستدير بحدة ليتجاوز بعض الراقصين الملتصقين ببعضهم البعض مأخوذاً كل منهم بالآخر . واضطر مرة او اثنتين لأن يبطئ سيره إذ عرقلت تقدمه نساء أعقن طريقه محدقات غليه مبتسمات ابتسامة تشجيع.
ربما كان ليهتم لو أن الوضع مختلف وربما كان ليتريث و يتسكع لكن أى كمن النساء لم تلهه بما يكفى لتهدئ وتسكن لهيب أفكاره و غيظ ذهنه الشديد.
ــ ليس الليلة.
ــ عفواً سيدتى....
تحول ألياً إلى الاسبانية التى تعلمها أثناء العطلات العديدة التى أمضاها مع أسرة والدته و الساعات الطويلة التى أمضاها مع رامون ابن خالته .
ــ على أن أرى أحدهم.
أدرك ان صوته بدا قاطعاً بارداً ونبرته جافة وفظة لكن عقله كان بعيداً كل البعد عن الآداب فى السلوكيات.....كما لم يكن يفكر بالتأكيد فى لقاء امرأة أخرى ربما الخروج الخروج معها . لم تخطر له هذه الفكرة منذ لاحظ مرسيدس ألكولار للمرة الأولى فى إحدى القاعات فى حفل صاخب ينظمه أحد أقطاب الإعلام فى لندن .
فمنذ أن رآها للمرة الأولى علق فى الصنارة و وقع فى الشرك و سُلب لبه....أسرته وتغلغلت فيه بحيث لا يظن أنه قد يتحرر من تأثيرها يوماً. ما من شئ كان ليوقفه حينذاك ولا حتى إدراكه أنها أبنة الرجل الذى ترعرع على فكرة أنه الذئب المفترس و المارد اللئيم و الساحر الشرير فى شخص واحد . كما أن ما من شئ يمكن أن يوقفه الآن .
غمغم جايك لنفسه:"مستحيل! هذا مستحيل"
لفح هواء الليل المنعش وجهه ما أن خطا خارج الأبواب ما جعله يأخذ نفساً عميقاً . كان الطقس دافئاً كحاله تلك الليلة حين رافقته إلى شقته وهى ترتدى ذاك الثوب القصير الزهرى اللون.
ــ ميغيل , لا
تناهى إليه هذا الصوت صوتها من مسافة قريبة من مكان معتم بعيد عن أضواء قاعة الرقص التى انعكست على الحديقة الواسعة . وعلى الفور أدار جايك رأسه باتجاه الصوت فيما راحت عيناه تبحثان فى الظلام علهما تحددان مكانها.
ــ لا تعذبينى
إنه صوت الرجل الآخر , ميغيل هرناندز. نبرته و هو يتلفظ بهذه الكلمات جعلت جايك يصر بأسنانه فقد جاء صوته أجش متملكاً و خبيثاً بعض الشئ. صوت رجل يعلم أنه سينال مراده . رجل يعتبر الاعتراض مجرد جزء من اللعبة....لمسة من الإثارة و التشويق.
و مرسيدس اللعوب مرسيدس المغوية الحورية....مرسيدس التى تعذب الآخر بدم بارد أوقعت رجلاً آخر فى شركها و قيدته بحبائلها....
ــ أنت تعلمين لما نحن هنا
حملت صوتها نبرة اعتراض وهى تجيب:"ولكن....ستفسد ثوبى...فالحائط خشن هنا...."
ــ سأعالج الأمر على الفور.
حركة خفيفة جعلت جايك يتوقف ويراقب وبعد لحظة استطاع أن يرى بوضوح أكبر. رأى الطريقة التى استدار بها ميغيل الذى كان يدير ظهره له و جعل مرسيدس تستدير معه بحيث أصبح يستند إلى الحائط الخشن فى وقفة رجولية مستبدة.
ــ هل الوضع أحسن الآن؟
طرح هذا السؤال بخشونة وبحدة مفاجئة طردت الضحكة من نبرته .
كان جايك يعلم تماماً معنى هذه النبرة. الرضى الخفى الذى تضمنته هاتان الكلمتان شئ يمكن لأى رجل أن يدركه , لا سيما مع امرأة جميلة ومثيرة بقدر مرسيدس التى تقف بقربه.
وذكر نفسه بجفاء أنها تصرفت بالطريقة نفسها معه وأنه عاش الشعور نفسه.
ولفت انتباهه صوت مفاجئ فأعاد أفكاره من المنحنى المثير الذى اتخذته و أجبرها على العودة إلى الواقع رغماً عنه.
ــ عانقينى !
كان ميغيل يتكلم غير واع لوجود من يسمعه وللمراقب الصامت الواقف فى الظل . سخونة صوته أثارت أعصاب جايك فجأة وجعلته يرفع رأسه فيما ضاقت عيناه و راح يراقب المشهد باهتمام أكبر.
لم تكن الأمور فى الواقع كما افترض فى البدء . فهو لم يلاحظ من قبل التوتر الجلى فى ظهر مرسيدس كما بدأ أنها تبقى نفسها بعيدة عن ميغيل هذا بدلاً من أن يلتصق به كما ظن فى بداية الأمر.
ــ قلت لك عانقينى !
ــ لقد عانقتك!
اعترضت مرسيدس بنبرة حادة جداً و ما ان سمع كلماتها حتى تبخر شعور الإثارة المحرق الذى تملكه لتحل محله عدائية جامحة لكن جايك ما استطاع أن يحدد ما إذا كان يشعر بالعدائية نحوها أم نحو ميغيل أم حتى نحو نفسه.
ــ عانيقينى مجدداً
ــ من الأفضل أن أعود إلى الداخل
ــ و أنا أفضل أن أبقى هنا مع امرأتى
ــ لست امرأتك!
ــ بلى أنت كذلك.
كلمة "امرأتى" المتملكة ضربت على أعصاب جايك بقوة . هل هذا الأحمق أعمى؟ ألا يرى أن هذا آخر ما ترغب فى سماعه؟
ــ تعلمين أن عائلتينا ترغبان فى رؤيتنا معاً وتسعيان إلى تزويجنا . أنت لى وقد حان الوقت لتبدئى بإظهار ذلك.
ــ ميغيل لا!
عكس صوتها ذعراً حقيقياً . إنما يبدو أن النغل الذى كانت برفقته أما لم يسمع ما قالته و إما لا يرغب فى الرفض.
ــ مرسيدس , بلى....
وشل الغضب الجامح تفكير جايك وانمحى المنطق من عقله حين رأى يد ميغيل تنزلق على ظهر مرسيدس فى لمسة مقززة.
ــ أنت لى , كلك لى لأفعل بك ما.....
البخار الأحمر غشى عينيه فيما تعالى الطنين فى أذنيه
ــ لا !
صوت غضبه كان أشبه بانفجار فى الظلام فيما تقدم إلى الأمام و أمسك بعنف بالرجل ليبعده عن مرسيدس و يثبته إلى الحائط .
ــ لا , تباً لك ! مستحيل! دعها وشأنها !
ــ أحقاً؟
و رمش ميغيل بعينيه من وقع الصدمة إلا أن ذلك لم يخفف من العدائية فى نبرته . وأردف يسأل :" ولِمَ على أن أفعل ما تقوله؟"
لم يتردد جايك للحظة ولم يفكر فخرجت الكلمات من بين شفتيه على الفور رغبة منه فقط فى إسكات الرجل الآخر قبل أن يتكلم مجدداً.
قال موجهاً كلماته إلى الوجه الأسمر الغاضب :"لأنها لى ! لأنها ليست امرأتك....بل امرأتى!"


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 28-09-17, 02:47 PM   #9

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

7 / ما من خطأ
أدركت مرسيدس أنها فى ورطة ما إن وطأت قدماها أرض الحديقة .
فى الواقع ما كان لها أن تدعى مغازلة ميغيل . كانت تعلم أنها ما فعلت ذلك إلا لتهرب من أى مواجهة مع جايك تافرنر . لكن ما كادت تخرج إلى الحديقة مع ميغيل حتى بدأت تتساءل عما إذا أساءت التصرف . فقد كان العرق ينضح من بشرته فيما بدت عيناه لامعتين أكثر مما كانتا عليه يوماً .
وتلآن هاهى يدا ميغيل تحاولان شدها إليه لتقرباها منه بشكل أكثر حميمية. ومهما حاولت ان تقاوم و أن تحاول التحرر من تنيك اليدين اللتين تشبثتا بها بالكاد تمكنت من مواجهة قوة تصميمه.
ــ أنت لى , كلك لى,لأفعل بك ما......
كان صوته جافاً وأجش وعيناه لامعتين وأنفاسه حارة و ثقيلة على خدها.
لا !
تردد الرفض و الصد عالياً فى رأسها بحيث أنها لم تدرك لثانية أو أثنتين أنه تم التعبير عنه بصوت عالٍ....إنما بصوت مختلف كلياً عن صوتها
ــ لا , تباً لك! مستحيل! دعها وشأنها !
و فى اللحظة التالية رأت هيئة عريضة قوية تظهر من خلفها. يدان قويتان أنقضتا على ذراعى ميغيل لتمسك بهما أصابع طويلة . أبعد ميغيل عنها وقذفه نحو الحائط فيما أختلطت
صرخة الغضب التى صدرت عنه بصرخة الخوف الغريزية التى مزقت حنجرتها.
ــ ولِمَ علىّ ان افعل ما تريده؟
فرد عليه الرجل الطويل الغاضب الذى ظهر فجأة:"لأنها لى ! لأنها ليست امرأتك....بل امرأتى!"
ــ ماذا؟
وفيما تمكنت مرسيدس من النطق بهذه الكلمة اليتيمة أمسكت بها يدان قويتان و قربتاها من صدر عريض و قوى العضلات. وفى هذه اللحظة نفسها أدركت أن صرختها سُمعت بوضوح فى المنزل , إذ ساد صمت مفاجئ تلته جلبة اصوات وحركة وتعالى صوت خطى على الدرجات وعلى الحصى . خطى سريعة تتجه نحوهم.
ــ لا , يا إلهى !
وهبط قلب مرسيدس . أملها فى حل المسألة بهدوء و من دون مشاكل تلاشى فى لحظة.
ــ بلى
سماع هذا الصوت المألوف جعل شعورها يتحول من سئ إلى أسوأ وخرجت من بين شفتيها غمغمة يائسة بعد أن رأت الشخص الذى تدخل لمساعدتها.
ــ أنت !
رمقها جايك تافرنر بنظرة سريعة فالتمعت عيناه بشكل مخيف فى ضوء القمر .
رد عليها بإيجاز :"أنا , ومن غيرى؟"
ــ مرسيدس؟
كان ميغيل غاضباً جداً وهويردف :"من.......؟"
لكن مرسيدس تجاهلت سؤاله وهى تحدق إلى جايك بحنق وغيظ
ــ ماذا تظن نفسك فاعلاً ؟
فرد جايك:"يمكننى أن أطرح السؤال نفسه. ماذا تظنين نفسك فاعلة بحق الجحيم؟"
ــ كنت....لا علاقة لك بما أفعله مهما كان!
ــ أحقاً؟
ــ لا. لا علاقة لك بذلك أبداًَ !
وضربت قدمها بالأرض رغبة منها فى التعبير بشكل فعال و عملى عن الغضب الذى يغلى فى داخلها. امتزج الغضب بإحساس مريع بالإهانة وبلمسة من اليأس بعد أن أدركت مرة أخرى أنها أوقعت نفسها فى ورطة حقيقية لا سيما مع وجود جايك تافرنر
ــ كيف تجرؤ على التدخل....؟
قاطعها جايك بإزدراء و إدانة :"ماذا ؟ أردتنى أن أتركك هنا؟ معه؟"
حركة رأسه باتجاه ميغيل المربك و المحبط عكست كل الازدراء الذى يشعر به.
ــ هل هذا من قلت إنى لست من مستواه؟
ــ قلت لك....
وارتجفت الكلمات على شفتيها حين أدركت فجأة ما قاله عندما انقض عليهما.
ــ أنت....أنا.....ماذا....كيف تجرؤ؟
ذكرى الكلمات التى تلفظ بها قضت على أى أمل لديها فى التحدث بشكل مترابط
"لأنها ليست امرأتك....بل امرأتى!"
تحداها بعنف :"كيف أجرؤ علاما؟"
ــ أن تقول إنى.....امرأتك! لست....كيف تجرؤ؟
وعادت تكرر هذه الجملة بشكل فارغ.
رد جايك باندفاع متشنج:"بل أتجرأ فثمة أمور لا تزال عالقة بيننا....."
ــ ما من شئ بيننا ! لا شئ !
ــــ
ولتثبت ذلك سترحل من هنا. أول الأشخاص الذين نبهتهم صرختها بدأوا بالوصول إليهم. وكما لو أن القدر كان مصمماً على جعل الأمور مروعة أكثر مما هى عليه , لاحظت أن من يترأس المجموعة هما شقيقاها جواكين وأليكس فيما والدها على بعد خطوات منهما. ليكن الله فى عونها!
قالت مجدداً مشددة على كلامها مجبرة الكلمات على الخروج من بين أسنانها المطبقة :"لم ولن يكون بيننا شئ"
واستدارت وهى تتكلم فى محاولة يائسة منها للفرار . لكن جايك ما كان ليدعها تذهب . ففيما كانت تستدير على عقبيها مد يديه نحوها وأمسك بها من ذراعيها ثانية و شدها إلى جانبه . سحقها على صدره فرفعت عينيها تحدق إلى العينين الزرقاوين الباردتين وشعرت بحرارة جسده و بالطريقة التى ارتفع فيها صدره وهبط بسرعة بسبب عدم انتظام أنفاسه الناتج عن طباعه الجامحة التى بالكاد تمكن من كبحها.
دمدم بخشونة :"لن ترحلى يا عزيزتى ! فلدينا ما نناقشه"
ــ لا, ليس لدينا ما نناقشه ! ليس لدى ما أقوله لك ولا يمكنك أن تقول شيئاً أرغب فى سماعه.
و وجدت نفسها فجأة عاجزة عن التفكير فى ما تفعله . جل ما أرادته هو الرحيل عن هذا المكان وبعيداً . بعيداًَ قبل أن يصل أخواها و يبدأن بطرح أسئلة غريبة . قبل أن يتمكن أبوها....
و ما كان منها إلا أن سددت ركلة قوية إلى ساقه ركلة لم تنجح إلا فى جعله يتقدم متعثراً و مرتبكاً . وعمد جايك إلى سجنها . كانت قبضته قوية جداً ومحكمة يصعب الفكاك منها بسهولة , وبدا جلياً أنه لا ينوى إطلاق سراحها قريباً .
ــ تعقلى يا مرسيدس .
سلوك جايك الهادئ أثار غيظها و جعلها تفقد أعصابها .
تتعقل ! أيظن أن ما يجرى تصرف عاقل؟
ــ وتجرؤ على أن تتكلم عن التعقل ! أنت ! فيما تحاول أن تدعى أنى امرأتك....أنت لئيم بقدر ميغيل!
بدا ساخطاً وهو يصرخ بها :"لا !"
ــ بلى !
كان عليها أن تتكلم بصوت عالٍ و بصوت قوى لأن جسدها الخائن راح يتجاوب مع قوة جسده و قربه . فالذراعان اللتان تسجنانها الآن هما الذراعان اللتان احتضنتاها تلك الليلة فى لندن . لكنهما حينذاك أمسكتا بها بطريقة مغايرة جداً.
ــ أنت سئ بقدره تماماً.
و فى حركة يائسة منها رفعت يديها و أطبقتهما فى قبضتين شديدتين ثم راحت تضرب بهما الكتفين العريضتين العنيدتين الصلبتين القويتين فوقها
صرخت وقبضتاها تضربان معطفه الأنيق فى تأكيد لكل كلمة تقولها :"لأنى ليست امرأتك....مستحيل ! أنا....أنا لا أريدك حتى !أنا...لا...أريدك....أبداً !"
رد عليها جايك باهتياج شديد :"لم يكن هذا ما قلته بين ذراعى تلك الليلة . حينذاك قلت لى....جايك حبيبى جايك عزيزى....جايك...."
و ما روع مرسيدس هو أن كلماته هو أن كلماته خرجت وصت صمت و ذهول و صدمة جعلتها تتردد فى أنحاء الحديقة السابحة فى ضوء القمر . ورأت رأس ميغيل يرتفع ولاحظت النظرة الساخطة التى رمقها بها و النبذ الصرف الذى ارتسم على ملامحه السمراء . وأدركت أنه لن يسامحها أبداً.
ــ جايك أيها النذل !
و دفعها اليأس إلى مقاومة قبضته المحكمة بعد أن كرهت فكرة أن يروها معه فى هذا الوضع.
ــ دعنى! أنا...آه!
وانفجرت بالبكاء بعد أن سمعت صرخة ولاحظت الحركة من حولها .
أحدهم امسك بها من الخلف . وظهرت قامتان رجوليتان و أحاطتا بـ جايك من الناحيتين ثم أمسكتا بذراعيه و شدتاه بعيداً عنها.
وحصلت مشاجرة صغيرة بشعة و فى وسطها أديرت مرسيدس و جُذبت إلى صدر قوى آخر.
قال صوت خفيض:"لا بأس يا مرسيدس . أنت آمنة الآن"
صوت عرفته....أنه صوت والدها!
إنما ثمة خطأ ما. شئ ما فى نبرته جعل أعصابها تتوتر و حواسها تستنفر.
رمشت بعينيها مرة بعد مرة ثم حدقت إلى وجه والدها فرأت الغضب البارد و القاسى يعلوه . ومن دون أن تدرى ما يجرى بالتحديد أجبرت نفسها على الالتفات نحو الاتجاه الذى اتبعته نظرته الحانقة.
ورأت جايك فى قبضة شقيقيها . كان وجهاهما قاسين وملامحهما باردة من الغضب و تملكها شعور بأنهما مصممان على إلحاق الأذى به إذا لم تتدخل بسرعة.
ما كان بإمكانها أن تدع هذا يحصل. ورغم أنها تكرهه إلا أنها لا تستطيع أن تترك شقيقيها يصبان غضبهما على جايك فى حين أنه لم يفعل شيئاً يستحق ذلك.....
ــ لا...أنتم مخطئون! أليكس.....جواكين.....
رد جواكين يطمئنها:"لا بأس يا أختى الصغيرة, إنه فى قبضتنا. لن يلحق بك الأذى"
ــ لكن....
لم تعرف ماذا تقول أو كيف تشرح الوضع . لكن و حين رأت ميغيل المذنب الحقيقى فى مسرحية هذه الليلة البشعة يفر من المشكلة تحت جناح الليل اتخذت قرارها.
ــ لا....أنتم لا تفهمون....هو...جايك.....المسألة مجرد خطأ
ــ ما من خطأ.
هذه المرة كان جايك من تدخل وقاطع كلامها . لعل شقيقيها يمسكان بذراعيه و يثبتانهما إلى جانبه ولعله سجينهما , إلا أن رأسه الفخور لا يزال عالياً بتعجرف ولا تزال العينان الزرقاوان الحادتان تحدقان إلى عينيها البنيتين المصدومتين .
ــ جايك....
حاولت مرسيدس أن تتكلم و حملقت فيه بقدر ما تجرأت من القوة.
أرادت ان تحذره أرادته أن يصمت. وتمنت ألا يتدخل من أجل مصلحتها....و مصلحته.
فهو لا يعرف والدها و شقيقيها . بما أنها أصغر أولاد العائلة و الفتاة الوحيدة فيها.عمد الكل إلى إحاطتها و رعايتها و تدليلها منذ اللحظة التى ولدت فيها. و وفاة أمها المبكرة والمأساوية زادت الوضع سوءاً إذ دفعت جواكين وأبوها إلى الالتفات إليها فى محاولة منهما لملئ الفراغ الذى خلفته أمها. لقد أفسداها دلالاً و كانت تدرك ذلك. و وفاء أشقائها (لأختهم الصغرى) كان الحب يعميه بدلاً من أن يكون مبنياً على أسس واقعية .
لكن بدا جلياً أن جايك غير مستعد للاستماع إليها.
كرر بوضوح بارد :"ما من خطأ"
يمكنها أن تحملق فيه كما تشاء لقد فاض به الكيل من هذه المرأة اللعوب التى تحاول أن تدعى انها لا تعرفه...و أنهما لم يلتقيا يوماً . يمكنها أن تزم شفتيها و أن تضرب الأرض بقدمها الصغيرة وأن ترمقه بنظرات حنقاء تعنى(كيف تجرؤ على تنفس الهواء الذى أتنشقه؟)فى محاولة منها لإسكاته و هزمه لكنها ستكتشف سريعاً أنه غير قابل للتحطم و السحق.
كثيرات غيرها وأفضل منها حاولن ذلك فى الماضى. حاولن و فشلن فشلاً ذريعاً.
ولن يدع مرسيدس ألكولار تنجو بفعلتها لا سيما بعد الطريقة التى عاملته بها.
ــ ما من خطأ على الإطلاق....إلا إذا كنت تعنين طبعاً أنهم أمسكوا بالرجل الخطأ.
والتفت ليواجه الأخ الأكبر...أى جواكين....فبادل الإسبانى الطويل النظرات. عينان زرقاوان باردتان تواجهان عينين داكنتين يتطاير منهما الشرر.
ــ لم أكن من أساء التصرف مع أختك الصغيرة.
ــ ما الذى رأيته حين وصلت إلى هنا؟
طرح جواكين سؤاله هذا و الغضب البارد ينعكس فى نبرته فيما اشتدت قبضته على ذراع جايك ثم أردف:"يبدو لى...."
قاطعه جايك بمنطق بارد :"عندما وصلت إلى هنا كانت مرسيدس م يهاجمنى. وكما أذكر كانت من يضربنى بقبضته....وبقوة"
أضاف كلمته الأخيرة و هو يلوى شفتيه للذكرى.
ــ و لسبب وجيه !
اعترضت مرسيدس بهاتين الكلمتين فشعر جايك بشقيقها الآخر اليكس يدنو منه أكثر و أردفت تقول:"كنت....كنت....."
فسألها جايك بنبرة جليدية عندما ترددت و احمرت من الإحراج :"ماذا كنت أفعل؟ ما الخطأ الذى ارتكبته؟"
عينان بنيتان دانتان تحولتا إلى برونز ذائب من شدة الغضب حدقتا إلى جايك مباشرة فيما مرسيدس تحاول أن تجد حلاً لمشكلة ما ينبغى قوله أو عدم قوله و ما هو آمن أو غير آمن.
ــ تدخلت بينك وبين هرناندز. هل تعنين.....؟
عندئذٍ قاطعه خوان ألكولار و العجرفة الباردة فى صوته متعمدة لوضعه عند حده:"إن كانت ابنتى مع ميغيل هرناندز فما الذى يعنيك فى ذلك؟"
هذه النبرة كانت أشبه بصفعة على وجه جايك إذ بدت و كأنها تختصر كل ما قيل له يوماً عن خوان ألكولار. أمكنه أيضاً أن يصدق ما قالته أمه عن الطريقة التى عامل بها الرجل شقيقتها وليس مرة واحدة بل مرتين.
ــ ثمة تفاهم.....بين مرسيدس وهذا الشاب
ــ ليس بعد الآن.
هذه المرة كان ميغيل من تكلم. كان يراقب كل ما يجرى بصمت من مكانه قرب الحائط لكنه تقدم الآن و نيته الخبيثة ظاهرة فى البريق البارد فى عينيه و فى حركة شفتيه.
وأعلن بلهجة باردة موجهاً كلماته إلى وجه والد مرسيدس مباشرة:"إذا ما أملت يوماً فى أن أتزوج من ابنتك يا ألكولار فيمكنك ان تنسى الفكرة برمتها! الخطوبة أنتهت . أنا لا أريد بضاعة ملوثة وقد اكتشفت الليلة أن ابنتك....عروس المستقبل....لم تكن وفيه لى! ففيما كانت فى لندن أقامت علاقة مع هذا الرجل"



Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 28-09-17, 02:48 PM   #10

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

8 / أســوأ كــابــوس
أنها تعيش كابوساً
لا يمكن أن يكون هذا حقيقياً...لا يمكن وحسب ! لابد أنها نائمة....رغم أنها لا تدرى كيف أو متى . لابد أنها غفت فى مكان ما وبشكل ما لتجد نفسها فى هذا الحلم المريع المنفر. وهى الآن عاجزة عن الاستيقاظ و الفرار من هذا الحلم .
أسوأ جزء من هذا الحلم هو الصمت المفاجئ الذى ساد المكان بعد ما أعلنه ميغيل. صمت دفعها للنظر حولها رغماً عنها لتدرك فجأة عدد الأشخاص الذين سارعوا فعلاً للرد على صرختها . أناس تحلقوا الآن فى نصف دائرة يحدقون إليها يراقبونها بانتظار ردها.
يا إلهى! ليت هذا يكون حلم وليتها تستيقظ سريعاً !
حاولت ان تقرص يدها بقوة إلا أن هذا لم يأتِ بنتيجة سوى الألم.
تمنت لو تنشق الأرض وتبتلعها لو يحصل أى شئ يخرجها من هنا يبعدها عن هذا الاحراج المميت وهذا العار الرهيب ويجعلها تختفى.
ليتها تستطيع أن تستيقظ و تكتشف أن هذا لم يحصل أبداً.
إلا أن هذا لن يحصل أبداً وأدركت فى لحظة مروعة أنها لن تتمكن أبداً من إنكار اتهامات ميغيل . لن تتمكن من ذلك حتى وإن ارادت أن تفعل. فهى لا تجيد الكذب أبداً ولو حاولت أن تكذب للاحظ أى فرد من أفراد أسرتها والدها أو أحد أخويها على الفور ادعاءها و خمن الحقيقة.
فى الواقع حتى ولو فكرت فى المحاولة لما نجح الأمر فقد فقدت فرصتها وترددت طويلاً وأدانت نفسها بصمتها. لو كان بإمكانها أن تنكر ذلك,لخرج الكلام من فمها تلقائياً وعلى الفور فى رد على اتهام ميغيل لها.....لأدانته من دون تفكير حتى.
وربما فُسر صمتها على أنه اعتراف . أمكنها أن تقرأ ذلك على الوجوه من حولها وفى الأنفاس المحبوسة و الهمس المفاجئ.
وظهر ذلك أيضاً فى الطريقة التى أرخى به أخواها من قبضتهما على جايك. لم يطلقا سراحه فى الواقع لكن طريقة إمساكهما به لم تعد طريقة معاقبة بعد أن ارتخت عضلاتهما قليلاً.
ــ مرسيدس.....
كان والدها من تكلم فيما التزم الآخرون الصمت التام.
ماذا يمكنها أن تقول؟ماذا هنالك ليُقال؟إذا ما أنكرت الأمر فماذا قد يضيف ميغيل؟ و.....أحست بطعم المذلة فى فمها حين تذكرت أن جايك يحمل معه (دليلاً) . اليد فى الذراع التى يمسك به أليكس قريبة بشكل خطر من الجيب الذى يمكنه إذا ما شاء , ان يسحب منه المنديل الحريرى ليزيد من إقناع عائلتها.
اعترفت مرسيدس رغماً عنها :"حسناً , نعم إنما ليس كما تظنون!"
ــ وهل من طريقة أخرى؟
لم تر والدها يوماً ينظر إليها بهذا الشكل و لم تشعر من قبل بوخز إدانته و بالانزعاج من رؤية عينيه الداكنتين تصبحان باردتين و بعيدتين .
لكن , ماذا توقعت؟فهذا خوان ألكولار . رجل يعنى له إرثه الكاتالانى و اسم عائلته كل شئ . ولطالما كانت سمعة العائلة من الأولويات فى أفكاره. واتهام ميغيل سلط الضوء على اسم العائلة بشكل سلبى أمام جمع كبير من الضيوف فى هذا العرس الأنيق.
لعله ليس سيئاً بقدر الفريدو مدرانو الذى تزوج شقيقها رامون من ابنته للتو إلا أنه لا يزال ينتمى إلى المدرسة القديمة. لعله تقبل عشيقة جواكين السابقة و التى هى زوجته الآن فى العائلة إلا أن أبن خوان ألكولار أستقل عنه و بنى حياته بنفسه . أما التشكيك فى سمعة أبنته الوحيدة من قبل الرجل الذى كان من المفترض أن يتزوجها و فى مكان عام فمسألة مختلفة.
لا سيما أن معظم الموجودين من أفراد المجتمع نفسه الذى نبذ زوجة رامون الجديدة بسبب غلطة صباها.
ــ أنا.....
شرعت تعترض لكن بدا جلياً أن والدها غير مستعد لمناقشة هذه المسألة أكثر.
ــ سنتحدث فى هذا الموضوع لاحقاً....بمفردنا.
ــ أبى !
ــ لاحقاً.
ــ لكن....
رمق والدها الحشد من حوله بنظرة ثم عاد ينظر إليها بعينين باردتين . بدا جلياً أنه يكافح ليبقى مسيطراً على أعصابه.
ــ كفى.
ارتفعت يده وشقت الهواء و كأنه يقطع الحوار بحدة.
ــ قلت إنى لا أريد أن أتحدث فى الموضوع هنا.
كانت مرسيدس واثقة تمام الثقة من أن هذه الكلمة هى كلمته الأخيرة فى هذا الموضوع. فقد استدار واستعد للسير جامعاً عباءة الوقار من حوله كما يفعل دوماً عندما يهدد شئ ما رباطة جأشه وهدوءه و مركزه.
ــ هل يفيد إذا ما قلت لك إننا كنا مخطوبين؟
جاء السؤال من آخر مصدر ممكن توقعه....من جايك نفسه .
جاء بشكل غير متوقع و بشكل مجفل للغاية بحيث أسكت الكل و أوقفهم حتى والدها . فى الواقع كان قد خطا خطوة واستعد للتالية حين أبطأ سيره واستدار.
ــ ماذا قلت؟
تمهل جايك فى الرد.
فى بادئ الأمر أدار رأسه يميناً و يساراً و نظر تحديداً إلى حيث لا يزال أليكس و جواكين يمسكان به . لم يكن بحاجة لأن يتكلم فقد فهما مغزى رسالته, وأطلقا سراحه ما جعل مرسيدس ترتعش قليلاً . أليكس و جواكين لا يتراجعان أمام أحد لذا لابد أنهما رأيا فى هذا الرجل ما يستوجب الاحترام.
ــ قلت هل يفيد إذا ما قلت لك عن مرسيدس وأنا....مخطوبان؟
تشابكت العينان الزرقاوان بعينى مرسيدس متحدياً إياها أن تعترض. تحداها أن تنكر تأكيده. إلا أنها كانت لا تزال مصدومة للغاية و مرتبكة و مذهولة من كل ما يحصل بحيث عجزت عن التفكير و معالجة المسائل بمنطق . هل أدعى حقاً أنهما مخطوبان....؟
سأله والدها و هو يحملق فيه بضراوة أكبر و الغضب ظاهر فى كلماته:"هل طلبت منها أن تتزوجك؟ ووافقت؟"
ــ هذا ما تعنيه عادة كلمة خطوبة.
لم يكن جايك مستعداً للتنازل أو حتى للتراجع قليلاً . نظر إلى خوان مباشرة وأبقى رأسه عالياً بزهو و فخر بقدر الرجل العجوز. ومن دون أن يشيح بنظره ملس كمى سترته الأنيقة حيث كان أخواها يمسكان به معيداً القماش إلى أناقته الناعمة السابقة.
ــ وهل لا تزالان مخطوبان؟
ــ لِمَ لا تطرح السؤال عليها هى؟
وعادت النظرة الفاتحة اللون مجدداً إلى وجه مرسيدس ثم أشاح بها سريعاً . لكنها أحست أنها فهمت....علماً أنها لم تعرف لماذا . لسبب ما لا يعرفه سواه أعطاها جايك فجأة فرصة لتستعيد قيمتها فى عينى والدها . يعود لها أن تستفيد من هذه الفرصة هذا ما عنته نظرته السريعة اللامعة .
ــ مرسيدس؟
التفت والدها إليها وعلى وجهه نظرة استفهام.
ــ هل أنت مخطوبة لهذا الرجل؟
فتحت مرسيدس فمها مرتين لتجيبه لكن صوتها خانها فى كل مرة . لم تجرؤ على النظر باتجاه جايك خوفاً من أن تُفقدها نظرة عينيه الباردة الواضحة والمباشرة قدرتها على التفكير و تتركها عاجزة عن تشكيل كلمة واحدة.
حثها جايك :"لقد تشاجرما,أليس كذلك؟"
ــ ممم.....
هذا كل ما تمكنت من قوله .
ــ وزرحلت وعدت إلى هنا....رافضة أن ترينى مجدداً.
ــ نعم.....هذا صحيح
هذا على الأقل يمكنها أن توافق عليه وتعنى كلامها . فهذا ليس كذباً .
ــ وقد لحقت بها لأرجوها أن تعيد التفكير....
بدأ جايك يبالغ كثيراً الآن.
ــ أنت....
أدارت مرسيدس رأسها اشمئزازاً وحملقت فيه بتأنيب غاضب, وقابل نظرة عينيها الحادة بعدم مبالاة لا تعكس أى ندم أو أسف.
ــ لكن عندما وجدتها فى الحديقة مع ميغيل أخشى أنى فقدت أعصابى.
زاد من اضطراب مرسيدس و تشوشها أنه تقدم نحوها....من دون أن يحاول أحدهم إيقافه ! بل على العكس اكتفى والدها بمراقبة ما يجرى فيما ارتسمت على وجه اليكس ابتسامة صغيرة خبيثة ابتسامة جعلتها تصر أسنانها لتمنع نفسها من سؤاله عن سبب ابتسامته هذه . تباً لــ اليكس!
ــ ربما يمكننا التوجه إلى مكان أهدأ لنتحدث فى الموضوع؟أنا واثق من أن كلينا ارتكب أخطاء يا مرسيدس.
جعل الأمر يبدو منطقياً للغاية. بدا منطقياً جداً كما خطر لــ مرسيدس المذعورة.
إذ يبدو أنه كسب الجميع لجانبه بحسب ظاهر الأمور . فمزاج الحشد الذى تجمع بعد سماع صرختها الغبية و الذى لا يزال حاضراً تغير بشكل ملحوظ. والتعابير المشدودة القلقة وغير الموافقة التى تغيرت لتصبح نبذاً ناقداً بعد سماع اتهامات ميغيل تحولت الآن إلى ما يشبه الفضول الفاضح و الصرف
شجار محبين.
كادت تسمعهم يدلون بهذا التعليق! إذ قرأت أفكارهم فى عيونهم . شجار بين شخصين مخطوبين موضوع سيثير الأقاويل ويشغل الناس فى الأيام المقبلة إنما ليس الفضيحة التى اعتقدوا بوجودها . وهى تخاطر بجعل الأمر أكثر فضيحة إذا ما رفضت اعتذار جايك الآن. ولم تجرؤ على لفت الأنظار إليها أكثر فهذا هو المجتمع الذى حول حياة استريللا عروس شقيقها الجديدة إلى جحيم حتى استعادت احترامها بزواجها من رامون.
وسيعاملونها المعاملة نفسها إذا ما استطاعوا أن يشتموا رائحة شئ يمكنهم أن يستخدموه ضدها.
وإذا ما أنكرت كلامه فلدى جايك سلاح آخر فى جعبته.
هل هى متعمدة تلك الطريقة التى أراح به يده بخفة على جيب سترته الأيسر؟ الجيب الذى لا يزال يخفى منديلها , المنديل الحريرى الذى يستطيع إخراجه....و عرضه على أبيها و أخيها جواكين . هذا المنديل الذى يعرفانه جيداً والذى يعلمان أنه لا يفارقها أبداً لشدة تعلقها به وبذكرى والدتها التى أهدتها إياه. وإذا ما فعل فسيثبت كلامه و يحرجها أمامهما وأمام الموجودين و يجعلها تبدو كاذبة فى نظرهم.
ــ أخطاء......
بدا أن الكل تقبل هذه الخطوبة و أمكنها أن ترى ذلك فى وجوهم و فى تراجع حدة التوتر من حولها . وبدلاً من أن تحاول استعادة رباطة جأشها وشجاعتها سعت لئلا تخاطر بإثارة المشاكل مجدداً....ليس هنا , وليس الآن, وليس الليلة.
افترضت أن عليها أن تكون ممتنة لــ جايك على تدخله و إدعائه أنهما مخطوبان . ولم يكنم بإمكانها أن تتخيل لما فعل هذا . لكن الخطوبة يمكن فسخها , أليس كذلك؟ وهى لا تدوم إلى الأبد . ستختار الحل الأسهل الليلة وغداً لناظره قريب.غداً , ستجد حلاً لمشكلة جايك تافرنر
ــ
لم يعرف جايك لما أدعى أنه ومرسيدس مخطوبان . لقد تصرف بتلك الطريقة الغريزية نفسها التى دفعته إلى التدخل حين رآها فى ورطة مع ميغيل هرنانديز حين أدعى أنها امرأته أمام الرجل الآخر. لكنه يعرف تصرفه أحدث الأثر الذى أمل أن يحدثه و جعل الحشد يفقد اهتمامه بما حدث . فقد بدأ الحضور بالتفرق و بالعودة على قاعة الرقص المتلألئة بالأنوار حيث لاتزال الفرقة تعزف الموسيقى و الطاولات ترزح تحت الأطباق المختلفة و الغنية. ما بدأ كفضيحة محتملة يمكن أن تشحذ ألسنتهم تحول إلى شجار أحبّة ليس إلا.
إنما كان يمكن أن تجرى الأمور بشكل مغاير كلياً. فالغضب على و جهى شقيقى مرسيدس حين أمسكا به كان حقيقياً بما يكفى.....وأمكنه أن يشعر بالكدمات على ذراعيه من جراء ذلك . كما كان ألكولار الأب يستشيط غضباً....يشعر بالإهانة لأن أبنته الوحيدة تورطت فى أحداث مشينة.
بدا وكأنه مستعد لإنكارها بسبب ما حصل.
وهذا تصرف نموذجى فى أسرة ألكولار . إذا لم تنطبق على أحد ما معاييرهم...إذا ما ظنوا أنه ليس جيداً بما يكفى بالنسبة إليهم.....يتخلون عنه سريعاً و من دون أدنى ترردوبدت مرسيدس ضائعة جداً مذهولة من رد فعل والدها إلى حد جعله يشفق عليها فتدخل وأختلق كذبة أنهما مخطوبان.
إلا أن هذا لا يعنى أنه سيجعلها تهرب من المصيدة.
همست رداً على تعليقه:"أخطاء, نحن.....أنت....."
قاطعها والدها من دون ان تختفى البرودة كلياً من صوته و كلماته لا تزال نعكس الغضب:"مرسيدس ألن تعرفينا إلى....خطيبك؟"
لاحظ جايك أنها أجفلت عندما لفظ الكلمة الأخيرة . لكن لا يمكن له أن يعرف ما إذا كان رد فعلها ناتجاً عن وقوعها فى ورطة ليست فى الحسبان أم لأنها تكره فكرة ان يرتبط أسمها باسمه و مصيرها بمصيره . إنما ومهما كان شعورها فقد رمقته بنظرة إدانة قاتلة وهى تكافح لتتمكن من الرد على والدها
ــ هذا جايك....جايك تافرنر.
تمكنت من أن تجعل الوصف يبدو كوصف شئ بغيض إذ زمت فمها فى اشمئزاز عند ذكر أسمه و كأن لسانها يرفض النطق به . وبدا جلياً أنها لم تكن سعيدة حين أنقض والدها على الاسم باستساغة:"تافرنر؟هل لك علاقة بــ تافرنر للاتصالات؟"
ــ هكذا التقينا....فى حفل لوسائل الاعلام
تدخل جايك عندئذٍ موجهاً الحديث بعيداً عن موضوع اسمه و خلفيته الخطر:"وقد صرعنى جمال ابنتك على الفور"
من حسن الحظ أن أمه تزوجت رالف تافرنر بعد وفاة اختها بفترة و جيزة . وبالتالى ما من سبب لكى يربط خوان الكولار بين مارغريت داريو و أختها اليزابيث جنسن م امبراطورية تافرنر للإعلام .
ــ لكننا ولسوء الحظ تشاجرنا على موضوع تافه....
انفجرت مرسيدس تقول:"موضوع تا.....لَمِ , أنت.....!"
ــ اهدئى حبيبتى!
ووضع جايك يداً على فمها يسكتها و قد نجح فى جعل هذه الحركة تبدو حركة رجل محب فيما بذل فى الواقع جهداً كافياً ليسحق سلسلة الاعتراضات التى كانت ترغب فى قذفها فى وجهه.
ــ أعلم أن الموضوع لم يكن تافهاً بالنسبة إليك.....
عيناها اللامعتان أعلمتاه أن النبرة المحبة و لمسة التأنيب اللطيفة زادتا من غيظها حتى وأن أقنعتا والدها . وأنبأته النظرة الغاضبة بأنه سيعانى من كلامه هذا لاحقاً. ستنتقم منه بأى طريقة ممكنة.
لكن حتى ذلك الحين تبقى السيطرة له وهو مصمم على الاستفادة من هذا الوضع .
وأدرك أنها لن تجرؤ على معارضته الآن . ولو رغبت فى فضح قصته على أنها كذبة لفعلت ذلك ما أن تكلم . لقد فات الأوان الآن و سيتطلب الأمر الكثير من التفسيرات المعقدة التى لن ترضى بها عائلتها أو المجتمع الذى تعيش فيه.
ــ لكن, ألا يمكننا أن ننسى الموضوع ولو الليلة على الأقل؟
ومن خلفهما تململ جواكين ألكولار وتقدم إلى الأمام ثم قال بحزم:"أظن ان الوقت حان لكى نعود إلى الداخل لتستمر الحفلة.يُفترض أن يكون هذا الاحتفال حفل زواج. سنتركك أنت و مرسيدس وحدكما يا تافرنر . يبدو لى أن لديكما أمور تناقشانها"
وعكست نبرته بوضوح أنه لا يحسد جايك على تجربته . وهذا ما رأته مرسيدس جلياً حين حولت نظرتها الغاضبة من وجه جايك إلى وجه اخيها فيما أخذت نفساً عميقاً فى محاولة منها لتخليص فمها من يد جايك بما يكفى لتعترض.
ــ هيا أدخلوا و سنلحق بكم بعد لحظات.
قال جايك هذا بسرعة و قد أدرك أنه إذا ما فقد سيطرته عليها الآن فسيصبح الوضع أشبه بفتح أبواب الجحيم.
التهاؤه المؤقت وهو يراقب أباها و شقيقاها يعودون إلى قاعة الرقص أعطى مرسيدس فرصة صغيرة فأبعدت فمها عن يده و التفتت لتصرخ لأسرتها المنسحبة :"أنتظروا, لا ترحلوا....."
لم تنجح أبداً فى إنهاء جملتها . إذ أمسك جايك بذقنها و أجبر وجهها على الاستدارة نحو وجهه مجدداً معيداً الكلمات المتبقية إلى حلقها بعد أن أقف فمها بيده فيما أحاطت ذراعه بخصرها يضمها إليه بقوة معاقبة وشغف ما جعلها تهمهم قليلاً معبرة عن صدمتها و اعتراضها.
وفيما أبقى عينا على عائلتها التى راحت تبتعد عنهما , أبقاها محتجزة بين ذراعيه بقدر ما يشاء كابحاً مقاومتها من دون جهد يذكر.ولم يخفف من قبضته إلا حين توقفت أخيراً عن محاولة الافلات منه.
وعندئذٍ عانقها كما ينبغى
عانقها كما رغب أن يفعل منذ أن دخلت الكنيسة فى بذلتها الزرقاء الملفتة. عانقها كما عانقها للمرة الأولى فى لندن فى غرفة الطعام فى بيته . عانقها كما يطالبه جسده المشتاق منذ أن خرج إلى الحديقة ورآها و ذراعا ميغيل تحتضانها....
ــ مرسيدس...
همس بأسمها بصوت عميق خرج من حنجرته مخنوقاً و جاء ردها الوحيد تنهيدة ناعمة وخفيضة.
كان عناقها مذهلاً تماماً كما يتذكره.رائحتها رائعة , لمستها رائعة , كلها رائعة. مجرد إحساسه بها بين ذراعيه جعل أفكاره تغيم . وعندما توقفت بشكل مفاجئ غير متوقع عن مقاومته واستسلمت لعناقه وتجاوبت معه اشتدت ذراعاه حولها بطريقة مختلفة جداً وانتفض قلبه فى صدره وتسارعت أنفاسه و أصبحت غير منتظمة وهو يشعر بنعومة بشرتها .
و كانالأثر علىمرسيدس أشبه بكارثة . فبعد أنكانت راغبة و مطيعة و متجاوبةتراجعت فجأة لتعود إلى عالم الواقع فى لحظة . أجفل جسدها الرشيق وابتعد عن جسده بقدر مااستطاعت ضمن سجن ذراعيه وراحت تتململ من دون أن توقف فى محاولة منها للتحرر من قبضته.
و فى غضون نبضة قلب عاد المنطق ليؤكد وجوده كابحاً جماحهما .
هذا ليس الوقت المناسب وهنا ليس المكان المناسب.
لكن سيكون هناك وقت ومكان مناسبين فى مرحلة ما فى المستقبل كما وعد نفسه.
وعندما يحين ذلك الوقت ستكون مستعدة وراغبة . ولن تقاوم ولن تواجهه و لن تتراجع ويجفل جسدها و يتحول إلى جبل جليد.
يمكنه أن ينتظر هذا.و أعترف بأن الأمر يستحق الأنتظار.
إنما الآن عليه أن يكسب عائلتها أيضاً إلى جانبه . لقد رحبت به العائلة بعد أن علمت أنه طلب الزواج من مرسيدس . والخبر الثانى الذى يصب لصالحه أنه يملك تافرنر للاتصالات. لكن إذا ما أدركوا أنه ليس صديق رامون وحسب بل ابن خالته أيضاً و فرد من أفراد عائلة جنسن.....الأسرة التى أقسمت ألا ترتاح حتى ترى خوان الكولار فى أسوأ حال كما فعل بشقيقة أمه.....فسيتغير كل شئ . حتى الابتسامات المؤدبة التافهة ستذوى و سيجد نفسه مجدداً فى الخارج بعد أن تغلق أبواب مجتمعهم الخشبية السوداء فى وجهه.
لعل كل ما حصل عليه الآن هو ترحيب فاتر. إنما الترحيب الفاتر أفضل من البارد....وهو بالتأكيد أفضل من لا شئ.
وهكذا و فيما كان يراقب والد مرسيدس و أخويها وهم يعودون إلى الضوء الموسيقى فى قاعة الرقص كبح بقوة متطلبات جسده وأجبر نفسه على رفع رأسه و النظر فى عينى مرسيدس العميقتين الداكنتين اللتين أغشاهما ضوء القمر بالظلال.
ــ أظن أنه من الأفضل أن نلحق بهم . إذا ما فهمت أبوك جيداً فأعتقد أنه لن يسمح لنا بالتأخر أكثر....سواء أكنا مخطوبين أم لا.
ــ نحن لسنا مخطوبين . وأنت تعلم ذلك! لقد كذبت!
عارض كلامها بنعومة ماكرة و ساخرة:"ما من كذب سنيوريتا أنا لم أقل أى شئ....بل سألت إن كان يفيد لو قلت إننا مخطوبان و تكفل والدك بما تبقى"
ــ كما كنت واثقاً من أنه سيفعل!
أدركت مرسيدس أنها فى أعماق نفسها حانقة من نفسها و ليس منه....أو على الأقل جزئياً من جايك و الجزء الأخر من نفسها.
لم تستطيع أن تصدق ما فعلته لتوّها . فبعد الطريقة التى عاملها بها والطريقة التى استغل بها الوضع هنا و مع والدها , كانت من الضعف بحيث تجاوبت معه حين عانقها.
ــ لا أريد أن أرتبط بك! لا أريد أى صلة أو علاقة بك!
ــ إذن كنت تفضلين أن أخبر والدك و شقيقيك....وأصدقاءكم وجيرانكم و أقاربكم ومعارفكم....أنك خرجت معى و رافقتينى إلى شقتى ونحن بالكاد نعرف بعضناً البعض؟ لا.....
أجاب على سؤاله بنفسه بعد أن رأى وجهها يتبدل ثم أردف :"ما كنت لترغبى بذلك بالطبع. لذا نحن مخطوبان فهذا يناسبنى و يناسبك"
ــ هذا تحديداً ما لا أفهمه! لِمَ يناسبك هذا؟
زم جايك فمه و دلك ذراعيه حيث أمسك به أليكس و جواكين.
ــ إذا ما أمسك بك شقيقاك الجلفان الضخمان و حدقا بعينين تعكسان رغبة فى القتل لأنك لطخت سمعة الأخت الصغيرة الغالية فصدقينى ستقولين أى شئ لجعلهما يتراجعان.
وعندما ذبات شعلة الأمل الضئيلة التى بالكاد كانت مضاءة فى قلبها و أنطفأت عندئذٍ أدركت مرسيدس أنها كانت موجودة . و الفراغ الذى أحست به أعلمها بما كانت تأمله....وكم هى غبية و ساذجة للتفكير حتى فى ذلك.
هل حلمت فعلاً بأن لدى جايك دافعاً لطيفاً و رقيقاً جعله يدعى أنهما مرتبطان؟ و أنه فعل هذا ليحميها و يدافع عنها فى وجه الاستنكار البارد و النبذ الاجتماعى الذى قد تواجهه كما حصل مع استريللا ؟
لابد أنها غبية و ساذجة إذا ما فعلت! لقد تصرف على هذا النحو بدافع شخصى بحت....بهدف الدفاع عن نفسه فى وجه غضب والدها و شقيقيها .
لم تخطر فى باله أبداً . وإذا ما كانت ضعيفة بما يكفى لتدع هذه الفكرة تخطر فى بالها.....وفى قلبها وهذا أسوأ....فقد زاد هذا الأمور سوءاً و حسب.
ــ وهل عانقتنى لتتخلص من شقيقىّ أيضاً؟
تكشيرة شيطانية ارتسمت على وجه جايك القوى. تكشيرة حركت فمه من دون ان تصل إلى عينيه و تضيئهما.
ــ لا. العناق حصل لأمنعك من الصراخ و تقويض كل ما فعلت .
كيف سيبدو الأمر برأيك لو أظهرت أنك تخشين البقاء معى وحدك بعد أن أقنعتهم لتوى أننا مخطوبان....ونحب بعضنا البعض بجنون؟
بقى يراقب أسرتها و هى تبتعد و انتظر حتى أصبحوا بعيدين عن أنظارهم و عاجزين عن سماعهم قبل أن يتوقف عن معانقتها.
إدراكها لذلك شكل جرحاً عميقاً فى قلبها فجعله أوسع و أعمق و أشد ألماً من قبل.
لقد فعلتها مجدداً ! تركته يسيطر عليها كما فعل تلك الليلة فى لندن . يكفى أن يلمسها و يأخذها بين ذراعيه حتى تذوب كالشمع بفعل الحرارة.
عناق واحد كان كفيلاً بجعل دقات قلبها تتسارع و الدم يتدفق بقوة فى عروقها. شعرت وكأنها تقف تحت أشعة الشمس الساطعة فى منتصف النهار بدلاًَ من ضوء القمر البارد الشاحب.
لقد تجاوبت كلياً مع ذلك العناق بعد أن وجدت نفسها عاجزة عن كبح مشاعرها فى حين أن المسألة لم تتعد بالنسبة إليه كونها طريقة محسوبة ببرودة لإبقائها هادئة و صامتة و منعها من إفساد خططه.
لكن ما هى خططه؟ ما الذى سيكسبه من هذه الخطوبة المزعومة؟
سألته:"لِمَ علىّ أن أدعك تنجو بفعلتك؟ ما الذى سيمنعنى من العودة إلى قاعة الرقص و إطلاع الجميع على الحقيقة؟"
عقد جايك ذراعيه على صدره و تراجع ليستند إلى شجرة ثم راح يتأمل وجهها المستنكر و عينيها اللتين تلمعان غضباً . فى الواقع بدا وكأنه يفكر فى سؤالها لكن التعبير الذى ارتسم على وجهه المذهل حذرها من أن جوابه حاضر و التأخير فى الرد ما هو إلا من قبيل الاستعراض
وأخيراً قال:"سمعتك,اسمك الطيب....فى المنزل و فى محيطك. رد فعل والدك ورضاه"
اعترفت مرسيدس فى سرها بأنه ضرب على وتر حساس لديها فيما أجفلت مكن تعليقه المبطن . لابد أنه رأى وجهها و لاحظ رد فعلها فى وقت سابق ها هو يستخدم الآن ما أكتشفه لمصلحته الخاصة.
ــ وماذا عن....؟
ــ حسناً, حسناً ! فهمت و وجهة نظرك واضحة ! أنا عالقة معك.
ــ نحن عالقان مع بعضنا البعض.
هذه النبرة المنطقية أزعجتها فعلاً. وشعرت مرسيدس كما لو أن الكلمات انتزعت طبقة من جلدها و تركت أعصابها معرضة للأذى.
ــ لا يمكننا أن نفعل هذا! لا يمكننى! هذا مجرد ادعاء...وليس صحيحاً أبداً
عندئذٍ علق جايك و هو يشير برأسه نحو المنزل:"لكنهم لا يعلمون ذلك. وإذا ما لعب كل منا دوره بعناية فلن يكتشفوا الحقيقة أبداً"
حدقت إليه مرسيدس فى شك و تشوش . ما الذى يجرى بالضبط داخل هذا الرأس الوسيم؟ ما هى الأفكار التى تعج فى هذا العقل البارد المحلل الذى تحرك بسرعة وفعالية ليجد حلاً لوضع كاد أن ينفجر؟
ــ و....إلى متى سنضطر للعب دورينا؟
و بدا مجدداً أن جايك يفكر فى سؤالها مع أنها كانت واثقة تمام الثقة هذه المرة من أنه يعرف جيداً ما سيقوله.
ــ بقدر ما يتطلب الأمر.
ــ أى أمر؟
تحرك الفم المثير و كأنه يكاد يبتسم لكنه عاد و كبح هذا الدافع بقوة.
ــ حتى أحصل على ما أريد.
ـت حتى....
هل عليها أن تسأل ؟ هل ترغب فعلاً فى ذلك؟ شكت مرسيدس فى أنها ترغب فعلاً فى معرفة ما يريده إلا أنها عجزت عن منع نفسها.
ــ ما الذى تريده من كل هذا؟
هذه المرة لم يستطيع أن يكبح الابتسامة فارتسمت على وجهه ابتسامة عريضة وشيطانية و أظهرت أسنانه البيضاء تحت ضوء القمر
ــ مرسيدس ألم تكتشفى السبب بعد ؟ ظننت أن دافعى واضح.
ردت مرسيدس بصوت جعل التوتر رفيعاً :"ليس بالنسبة إلىّ . عليك ان تنطق بما تريده"
وهكذا فعل
ــ ما أريده من كل هذا يا مرسيدس يا عزيزتى هو أنت.أريدك كعشيقة لى. ولطالما رغبت فى ذلك , منذ اللحظة الأولى التى رأيتك فيها....و لم يتغير شعورى . أريدك و أنوى الحصول عليك بطريقة أو بأخرى.



Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:20 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.