28-09-17, 06:57 PM | #11 | ||||||||||
مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب
| 10 ـ صــوم السنين بعد لحظات صمت مذهول . . سألت جيني : ـ لمــاذا لم تقل لــي كل هذا منذ زمن ؟ فرد بصوت منخفض : ـ ما كنت صدقتني , حتى ولو أصغيت إلي . لا . . كان يجب إحضــار لويس وإيفا إلى هنا لأتأكد من سماعك كل شـيء . ونظرت إليه عبر رموشها قائلة : ـ يجب أن تعترف . . . تبدو القصة بعيدة عن التصديق . فضحــك : ـ والدي صدق جيسكا . وبالطبــع كان يريد أن يصدق . وكــان سعيداً لتطور الأمور بهذا الشكــل . وفكــرت بـ جيسكا لأول مرة بتفهم وعطف : ـ يا للفتاة المسكينة . . أصيبت بالأذى والألم من كل الجهات . منك ومن لويس , لا بد أنها يئست . وأعطاها ابتسامة صغيرة ملتوية : ـ ولو أنها تألمت , فقد استخدمت مخالبها لتنتقم , فلا تقلقي , كانت مستعدة للذهاب إلى شقيقتها . وحتى معرفتها بأنها يمكن أن تقتلها لم تعنِ لها شيئاً , كانت مستعدة لاستخدام كل الوسائل المتاحة لها لتحصل على ما تريد . وكانت مصممة على تحميلي ولد لويس . ونظرت إليه مقطبة : ـ كنت أعتقد أنها تحبك . فهز رأســه : ـ لا تكوني عاطفية يا جيني . . جيسكا لم تحب سوى جيسكا . ـ وهل . . . وأحجمت عن السؤال , وأخفضت عينيها وقد احمر وجهها . . فسألها بخبث وهو يبتسم : ـ هل . . ماذا ؟ فنظرت إليه بسرعة : ـ تعرف ما كنت سأسأل . ـ هل نمت معها ؟ مـا رأيك . . حبـيبتي ؟ وشدت على أسنانها , تريد أن تضــربه : ـ وكيف لي أن أعرف ؟ كانت زوجتك لثلاث سنوات . ـ كانت تحمل اسمي لثـلاث سنوات . ولم تنم لحظة في فراشـي . . . مع حب أو بدون حب . لم أكن أرغب بها ولم أدَّع هذا قط . . أوضحت منذ البداية أن زواجنا اسمي فقط . حصلت على ما أرادت . . . أصبحت زوجتي أمام الناس . . . وعندما غرقت لــم أستطع الشعور بالأسى عليها . ـ مسكينة جيسكا . ونظرت إلى الساعة : ـ لقد اقترب موعــد العشاء . فضحك : ـ تغيرين الموضوع ؟ لمــاذا يا ترى ؟ فوقفت , ووقف معها . أمسك بذراعها محدقاً في وجهها الـمتجهم : ـ ما الأمــر الآن ! لقد صدقتني , أليس كذلك . . . لم ألمس جيسكا تلك الليلة . . أقســم لك . ـ أصـدقـك . . . ومع ذلك . ـ مع ذلك . . . مــاذا ؟ ـ خمس سنوات . . . لماذا انتظرت خمس سنوات لــرؤيتي ثانية ؟ ـ إنه كراولي . . . لقد صدقته , كنت أتصور حالتك الذهنية , بعد رؤيتي مع جيسكا . . . وكنت أعرف أنه ينتظر الفرصة . . وعندما قال إنــك استسلمت له . . صدقته . . . أحسست بغيرة قاتلة . . . ولكن حتى هذا كنت مستعداً لغفرانه . ولو قابلتـك لأصلحت الأمور . ولكنك ابتعدت . ثم انشغلت بمشاكل جيسكا والطفل . وصدقت أنك فضلته عني فقررت أن أزيلك من تفكيري . فقالت ببرود : ـ هكذا بكـــل بســاطة ؟ ـ لا . . لم يكن الأمر سهلاً . كنت أعتقد أنك تنامين معه . ـ ألم تستغرب عدم زواجــي به ؟ ـ بلى . . ولكن كنت أتصور كراولي يحاول إقناعك بالزواج ويفشــل . ـ وماذا يؤكد لك أنه لم يكن هناك رجــال غيره ؟ ـ ستقولين لــي أنت هذا . ـ وهل ستصدقني ؟ ـ أنا مضطر لتصديقك . . فأنا لن أتمكن من تركك تبتعدين عني ثانية . ـ لقد أردت الابتعاد عنك , ولكنني لم أستطع . ـ لا تدعي رجلاً آخر يلمسك وإلا قتلتك وقتلته . . أحبك . . جيني قولــي لي إنك تحبيني . ـ لقد قلت لك . ـ ولكنك كرهت ذلك الاعتراف . فتنهدت : ـ وهل تلومني ؟ كرهت نفسي لرغبتي بك بالرغم من كل ما حــدث . ـ والآن ؟ فمررت أصابعها فوق فمه , فــأحست به يرتجـف للمستها . فهــمــســت : ـ الآن ! . . أستطيع القول إننــي أحبك دون أي تحفظ . فســألها : ـ ومتى ستتزوجين منــي ثانية ؟ ـ حين تريد . فلامـس شعرها بخفة : ـ هنــاك شرط واحـد . فنظرت إليه بدهشــة : ـ شـرط ؟ ـ أجل . . . كـراولي . . أريده أن يبتعد عنك . . . وإلى الأبد . لقد قام بما في وسعه لتفريقنا . . إنه يحبك بقدر ما أحبك أنا . ولا أريد أن يكون بقربـك . ووضعــت يديها على كتفيه : ـ وأنت روبرتو . . . لدي شرط عليك . فرفع حـاجبيه : ـ أوه . . وما هو ؟ ـ مـا من امرأة أخــرى . . وإلا فلن أهرب فـي المرة القادمة إلى منزل أبي . بل سـأقتلك بأحد مسدساتك . فضــحـك : ـ لن يكون هناك أي تأكيد أنــني لن أكون مع امرأة أخرى سوى أن لا تغادري فراشــي مطلقاً . وعانقها بشــدة وأكمـــل : ـ أريد أن استيقظ كل صباح لأجدك بقربي . . . وهذا هو ما جرفني إلى الجنون عندما شاهدت صورة خطوبتك في الصحف وأدركت إنك ستتزوجين كراولي . ـ قل لـي الحقيقة . . هل حدث الاصطدام بسبب الصورة ؟ ـ الله يعلم . لا أذكــر شيئاً . كنت أقود سيارتي أفكر بك , ثم لم أدر إلا وأنـا في المستشفى . ـ كانت خدعة ممتازة منك وكــان على إيفا أن تكــون أذكرى من أن تـقــع . فابتســم : ـ إنها تحبني . . . وكنت لا زلت ضعيفاً , ولم ترد أن تغضبـني . ـ أنت حقاً ماكــر لا تطاق . ـ وهذا ما أبقاني حياً . وتركك معلقة على صنارتي . كنت أراقبك تتلوين بين رغبة الهرب ورغبة البقاء . ـ أكــرهك . ـ لا . . لن تستطيعي , لقد قـاومت قدر استــطــاعتـك وراقبت محــاولاتك للخــلاص . . . وكنت واثقاً أنـني لو أصبحت معك لوحدنا . . لاستطعت . . . ـ استطعت مــاذا ؟ ولكنها كانت تعرف الجواب . رقصت عيناه وهو يجيب : ـ لاستطعت الانفراد بك . ونظــر إليها متسائلاً فقالت : ـ أيهــا . . وأخرس كلماتها الغاضبة بوضع يده فوق فمها . ـ ولكنني حصلت عليك . . . ألم أفعــل ؟ ـ لم تحصل علي دون معركــة في البداية . فرفع حاجبيه سخرية . ـ بل مجرد مناوشة بدائية , زادت من المتعة بعد قبولك . ـ أكــرهـك . ولكنها كــانت تضحك . . وجذبها إليه وعانقهــا طويلاً . . بعد فترة ســألها : ـ ماذا عن أندرو ؟ مع أنه ليس ابني فأنا أحبه يا جيني ولطالما عاملته على أنه ابني طوال حياته ولن أستطيع التخلي عنه الآن . ـ بالطبع لا . . لقد أصبح سهلاً علي أن أحبه الآن . فلن تقف الغيرة في الطريق . واخــذ يلف خصلة من شعرها حول إصبعه : ـ أولادنا لن يعــانوا من شــيء . فاحمـر وجهها . ـ سنفكر بهذا عندما نصل إليه . . ولكني أظن بأنك يجب أن تسمح للويس برؤيته . . إنه بشــر . وتلقى صدمة فظيعة لمعرفته أن أندرو ابنه . ـ إنه يستحق هذه الصدمة . . ! لقد تصرف بكل خبث حتى إنه غازلك , وأمامي . فقد اعتقد أنني اضعف من أن أمنعه . لقد كان دائماً غيوراً خبيثاً قذراً . ولكن زوجته امرأة رائعة , وبما أن أندرو ابن أختها يمكنه البقاء معها معظم الأوقات . فابتسمت جيني : ـ فكــرة رائعة . دقة على الباب أجفلتهما معاً وأدخلت ماريا رأسها ونظـــرت إليهما ببرود وســألت بالإيطالية : ـ ستتناولان العشاء الليلة أم لا ؟ فرد عليها بنفس اللهجة : ـ وماذا يجعلك تظنين أننا لن نتعشى ؟ فكشرت وجهها بطريقة ساخرة . . . فقال روبرتو مبتسماً لها : ـ نحن قادمان . فاذهبي من هنا واتركــي لـي فرصة لأقبـــل زوجــتي . فردت ماريا بخبث : ـ إذا لم تكن قد فعلت هذا بعد فقد أضعت نصف ساعة من وقتك سدى . وخــرجـت من الغرفة وصفقت الباب وراءها . . فقال روبرتو متجهمــاً : ـ لقد أضــعــت خمس سنوات سدى . . وأمامي الكثير لأعوض عنه . وشد بيديه على جيني : ـ ليس علينا الانتظــار إلى يوم الزفاف , أليس كذلك ؟ فســألـته , وقد فتحت عينيها على اتساعهما ببراءة لذيذة : ـ ننتظـــر مـاذا ؟ ـ يا لعينة . . نستطيع الزواج بعد أسبوع , ولكن الأسبوع وقت طويل بالنسبة لـي . فقالت برزانة : ـ الصيــام جيد للروح . وهربت منه خــارج الغرفة . ونـظـرت إليهما ماريا : ـ لقد أفسدتما العشاء . . . اعلما هذا . فابتسمت إيفا لجيني . ـ لا تهتمـي يا عزيزتي . . ماريا معتادة على الضجيج . ولم يكن هناك أثر للويس . جلسوا إلى المائدة , يتبادلون الحديث , ثم قالت إيفا : ـ ستكون العائلة على أهبة الاستعداد , وسيسبب الزواج ضجة في الصحافة . فهـز روبرتو كتفيه : ـ ليس كثيراً . أظن أن الجميع عرف الآن أن جيني معـي . . وسينـشغل الناس بالحساب لما سيحدث . فقالت جيني , ـ ليس بالضرورة , فسبب وجودي هنا سهل التفسير . ـ حقــاً ؟ ـ أتعلم بمـاذا سيفكــر الناس . . . لن يعرفوا بالتأكيد أنــني جئت هنا لأتزوجك مرة أخرى . فابتسم ســاخراً : ـ وخاصة بعد وقت قصير من إعلان خطوبتك على رجل آخـر . لا بد أن هذا سيصب كراولي بصدمة . فـصــاحـت به بغيظ : ـ أوه . . اصمت . . مسكين غرانت ! ـ وهذا ما يذكرني . . . أعطني خاتم خطوبته لأعيده له مع رسـالة شرح مناسبة . ـ لا . . لن تفعل . سـأفعل هذا بنفسي . فأنا أعرف ما ستقـــول لـه . فرد ببرود متصلب الوجه : ـ أنا مدين له بالكثير . ويجب أن أنتهز أي فرصــة لإبلاغه بهذا . فتوسلت جيني : ـ لا تفعل روبرتو أرجوك . . إنس الأمـر . ـ خمس سنوات ؟ أتتوقعين أن أمســح خمس سنوات من الدين دون كلمـة ؟ ووضعت يدها فوق يده : ـ لقد انتهى الأمـر . ونظـر إليها بخبث : ـ لا . . فأنا دائماً عصبي المزاج وأنا صائم . فنظرت إليه إيفا بذهول . ـ صائم روبرتو ؟ بالتأكيد أنت لا تتبع حمية وأنت مريض ؟ فاحمرت جيني تحت وقع عينيه الخبيثتين , واحتجت . ـ أنت تغش فــي اللعب . فشهقت إيفا وقد فهمت ما تعنيه كلماتهما , وابتسمت مشيحة بنظرها عنهما . ونظر روبرتو إلى عيني جيني : ـ حسنــاً . . ما قولك ؟ هل أصوم أم لا ؟ فتأوهــت : ـ أيها المبتز الخالي من الحياء . لمــاذا تريد دائماً أن تنفذ مـــا تريـــد ؟ فرفع يدها ليقبلها . . . مع نظرة خبيثة واعدة , وقال بـصـوت ناعـم : ـ أنــا هكــذا دومــاً . * * * النهاية the end | ||||||||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|