آخر 10 مشاركات
حب امتــــلاك (37) للكاتبة الواعدة: أسماء سليمان [مميزة] *كاملة* (الكاتـب : Just Faith - )           »          تشعلين نارى (160) للكاتبة : Lynne Graham .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          في أروقة القلب، إلى أين تسيرين؟ (الكاتـب : أغاني الشتاء.. - )           »          *** الهدية *** .... (الكاتـب : حكواتي - )           »          تناقضاتُ عشقكَ * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : ملاك علي - )           »          أزهرت بساتين الورد (2)..سلسلة حكاية بلا نهاية *مكتملة* (الكاتـب : Heba aly g - )           »          غريب الروح * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Heba aly g - )           »          عاطفة مجنونة (27) للكاتبة: Helen Bianchin *كاملة+روابط* (الكاتـب : ميقات - )           »          انت و زوجك... (الكاتـب : Habiba Banani - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree25Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-01-18, 12:04 AM   #261

Siaa

نجم روايتي وكاتبة وقاصةفي منتدى قصص من وحي الاعضاءونائبة رئيس تحرير الجريدة الأدبية

 
الصورة الرمزية Siaa

? العضوٌ??? » 379226
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,353
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Siaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond repute
?? ??? ~
يجب عليك أن تدرك أنك عظيم لثباتك بنفس القوة،رغم كل هذا الاهتزاز~
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة الغردينيا مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من الواضح أن سلمى تعرضت للتحرش أو محاولة اعتداء
وهذا سبب حالتها النفسية السيئة و سبب خوفها الدائم.
أعتقد أن زيد اكتشف مشكلة سلمى و يريد مساعدتها
كما انة أعجب بها أيضا لذلك طلب منها الزواج.
رحيل تعتقد أن عاهد يعمل مع عصابة مخدرات
واضح جدا أنها سوف تورط نفسها فى مشكلة
عاهد بسبب فضولها.
كريم تذكر الحادث الذي كان سبب موت صديقة
واضح انة بدأ يستجيب للعلاج النفسي .
فصلين روعة 😍😍
سلمت يداك 🌷
بإنتظار الفصل القادم بشوق 🌸
اهلا حبيبتي
زيد حس بأنو صايرلها اشي لكن هل عرف... بنشوف
كريم نعم بدأ يستجيب شوي شوي للعلاج وبدأ يتذكر أكثر لحظاته ألم
شكراً حبيبتي اسعدني مرورك


Siaa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-01-18, 02:08 PM   #262

ban jubrail

? العضوٌ??? » 276280
?  التسِجيلٌ » Nov 2012
? مشَارَ?اتْي » 680
?  نُقآطِيْ » ban jubrail has a reputation beyond reputeban jubrail has a reputation beyond reputeban jubrail has a reputation beyond reputeban jubrail has a reputation beyond reputeban jubrail has a reputation beyond reputeban jubrail has a reputation beyond reputeban jubrail has a reputation beyond reputeban jubrail has a reputation beyond reputeban jubrail has a reputation beyond reputeban jubrail has a reputation beyond reputeban jubrail has a reputation beyond repute
افتراضي الرد على رواية على شفير الموت

هذه أول مرة إقراء للكاتبة siaa لكن ماهذه المقدمة الرائعة بكل المقاييس لنرى الفصول التي جعلتينا نشتاق لقراءتها . تمنياتي القلبية أن تكون الفصول القادمة بنفس المستوى الرائع للمقدمة اعلاه وفقتي في مسعاك انشاء الله في رواية على شفير الموت .

ban jubrail غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-01-18, 03:18 PM   #263

كارثية

? العضوٌ??? » 407518
?  التسِجيلٌ » Aug 2017
? مشَارَ?اتْي » 126
?  نُقآطِيْ » كارثية is on a distinguished road
افتراضي

بانتظار البااااارت

كارثية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-01-18, 06:23 PM   #264

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الورد 🌸🌸
تسجيل حضور
بإنتظار الفصل
💖💜💛💚💙


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-01-18, 07:35 PM   #265

Khawla s
 
الصورة الرمزية Khawla s

? العضوٌ??? » 401066
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,978
?  نُقآطِيْ » Khawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond repute
افتراضي

تسجيل حضور ياقمراية❤❤❤

Khawla s غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-01-18, 09:05 PM   #266

رزان عبدالواحد

? العضوٌ??? » 364959
?  التسِجيلٌ » Feb 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,014
?  نُقآطِيْ » رزان عبدالواحد has a reputation beyond reputeرزان عبدالواحد has a reputation beyond reputeرزان عبدالواحد has a reputation beyond reputeرزان عبدالواحد has a reputation beyond reputeرزان عبدالواحد has a reputation beyond reputeرزان عبدالواحد has a reputation beyond reputeرزان عبدالواحد has a reputation beyond reputeرزان عبدالواحد has a reputation beyond reputeرزان عبدالواحد has a reputation beyond reputeرزان عبدالواحد has a reputation beyond reputeرزان عبدالواحد has a reputation beyond repute
افتراضي

فصلين حلووين كتتتير 😉😉
بدي احكي عن سلمى بالبداية ..
سلمى تعتبر ضحية من ضحايا العنف الاسري هادا غير والد سكير ومدمن مخدرات ..
يعني طفلة تنشأ وهيا تشوف والدتها بتتعرض للضرب من مصدر الامان (الاب) اشي طبيعي تصير عندها ردة فعل قوية تجاه اي رجل بدخل حياتعا .. هادا غير اخوها اللي مفروض يكون سندها وكانت تشوفو متأذي من والدها .. كل هالذكريات ضلت مستقرة بمنطقة بعقلها لسلمى وكل ماتحس بالتوتر او الخوف بتبلش تسترجعها وبتخليها اقل ثقة بحالها وباللي حواليها ..
اللي بوضع سلمى انا اكتر اشي بلوم فيه الام ..
اغلب الامهات اللي بتعرضو لهادا العنف بيخافو من الطلاق بسبب ظلم المجتمع والتجبر على وضع اي مطلقة .. ومابعرفو انو اي وحدة بوضعها بينشأو اطفالها غير سويين او خلينا نقول مهمشين ذاتيا ومابقدرو يتعاملو مع غيرهم .. خالد اخو سلمى اخنار البعد ونجى حالو من الاذى والقهر وللاسف ترك اكتر شخصين محتاجين وجوده ومحتاجين اللي يدافع عنهم ويسندهم .. سلمى بتشوف برحيل العلاقة الصح والسليمة بحياتها لهيك بتلجأ الها اول ماتحس بالخوف بدأ يتولد عندها وتسترجع ذكرياتها السيئة واللي انا متأكدة منو انو لو هيا حكت لرحيل كل اللي صار بحياتها راحت تكون احسن وحدة توقف جنبها وتنصحها وتاخد بإيدها ✋
كريم وقصته زي كتتتير قصص من الشباب اللي بخوضو صداقات سيئة وبالاخر هاي نتيجتها .. المصيبة انو هادا الطريق تبع المخدرات والادمان ازا فات فيو الواحد بالغلط او خلينا نقول مجبر معناتو دخل منطقة مظلمة جددا مارح يطلع منها الا بنتائج مخيفة او مدمرة ..
بالنسبة لكريم هيا ليلة فقط .. ليلة غيرت مجرى حياتو وتحول من شخص برئ الى شخص مذنب واخد ذنب صديقه اللي مات ..
المفروض كان ينصحو وياخد بايدو من هيك حياة سودا عايشها ويجبره يطلع للنور .. لكن كريم وفضول الشباب خلاه ينجرف ورا صديقه هاني لغاية ماخربت الاموور 😓😓
عاهد وعهد ..
عاهد فقط محتاج الثقة .. مش اي ثقة طبعا
محتاج انو يسمع من اهله انو احنا مصدقينك انك برئ ومارتكبت اشي واحنا ربيناك تربية سليمة ومستحيل تمشي بطريق غلط .. وكان محتاج يسمع هالشي اكتر اشي من عهد ..
عاهد مهتم بعهد اكتر من اي شخص لانو عهد شايفه مثله الاعلى وقدوته واللي صار بعاهد خلى هالرؤية هاي تتزعزع .. لهيك اول مااخد الامان من جهة عهد انا متأكدة انو رح يحكيلو كل اشي ويطمنهم انو فعلا برئ ومارتكب ذنب يوطي راسهم ✋
عاهد وفضول رحيل 😂😂😂
متت ضحك وانا اتخيل منظرها وهيا مشعبطة عالحيط ✋😂😂
الفضول قتلها وزي ماحكا عاهد بلاش تفوت بمكان وقصص مافي خروج منها .. الله اعلم ايش يصير معهم ..
زيد وسلمى ... على طول هيك هبط لزق تتزوجيني 😂😂
طيب ششوف بالاول عقد البنت ونفسيتها التعبانة ..
علاقة زيد وسلمى لو تطورت رح نكون علاج فعال لسلمى جددا ورح تخليها تقدر تثق بغيرها وتعطي الامان .. وكمان برضو علاج لوضع زيد اللي موقف حياتو تماما عند وفاة امو ومش قابل يتقدم خطوة من خوف مايفقد اي شخص بيفوت حياته وهادا اللي مخليه يكتفي بوجود والده ومش قابل يغير قراره .. لكن كلام ابوه معو كان سليم جددا لازم يتعلم ياخد اي خطوة لقدام ويمشي بحياتو 😉😉✋
فصلين حلووين جدا بانتظار فصل الليلة ان شالله 😚😚😍😍


رزان عبدالواحد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-01-18, 11:16 PM   #267

rontii

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية rontii

? العضوٌ??? » 289729
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 20,876
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ﻻ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
افتراضي

فين الفصل يا سيا
عايزة انااااام وبقاوم


rontii غير متواجد حالياً  
التوقيع














رد مع اقتباس
قديم 25-01-18, 11:56 PM   #268

Siaa

نجم روايتي وكاتبة وقاصةفي منتدى قصص من وحي الاعضاءونائبة رئيس تحرير الجريدة الأدبية

 
الصورة الرمزية Siaa

? العضوٌ??? » 379226
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,353
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Siaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond repute
?? ??? ~
يجب عليك أن تدرك أنك عظيم لثباتك بنفس القوة،رغم كل هذا الاهتزاز~
افتراضي

السلام عليكم جميعاً
أن شاءالله حرجع استأنف باقي الرواية
الفصل التاسع رح ينتشر حالا


Siaa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-01-18, 12:01 AM   #269

Siaa

نجم روايتي وكاتبة وقاصةفي منتدى قصص من وحي الاعضاءونائبة رئيس تحرير الجريدة الأدبية

 
الصورة الرمزية Siaa

? العضوٌ??? » 379226
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,353
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Siaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond repute
?? ??? ~
يجب عليك أن تدرك أنك عظيم لثباتك بنفس القوة،رغم كل هذا الاهتزاز~
افتراضي

الفصل التاسع

" مادمت كذلك.. إذا تزوجيني... "

نظراتها الجامدة والتي لا تعبر عن ما بداخلها موجهة له الآن بصلابة وكأنه لم يلقِ عليها طلب الزواج للتو...! أو ربما هذه هي طريقتها بالصدمة.... يعلم أنه تهور وتسرع لكن بها شيء يجذب حس الحمائية بداخله.. وكأن هناك لوحة استنجاد معلقة فوق رأسها... رفع حاجبه علامة على انتظاره لردها وقال بخفوت :
" يبدو أنني صدمتك..."

رمشت بعينيها السوداء بسرعة ثم تلفتت برأسها يميناً وشمالاً بحيرة لتعود له تقول بهدوء ممتزجاً بغضب :
" ماذا قلت أيها السيد..."

هم أن يجيب لكن هيأتها التي تحولت فجأة لفاقدة للسيطرة بينما ترفع كفها بنية واضحة لصفعه مرة أخرى إلا أنه أمسك ذراعها المعلقة بالهواء وقال بابتسامة :
"ليس مجدداً..."
سحبت ذراعها بحدة وقالت بانفعال جعلته يتراجع :
" من تظن نفسك... حقاً لم يكن ينقصني إلا أنت.... من أين خرجت إلي..."

انزل بصره إلى حقيبتها حيث تمسك بها بأصابع مرتجفة ثم صعد إلى وجهها المحمر غضباً وتحركت شفتيه ببطء :
" افهم من هذا أن الجواب... لا..."

خمس ثواني بقيت فيهم صامتة وصدرها يرتفع ويهبط بسرعة... أما عينيها فكان الألم يختبئ تحت ستار من الحدة الجارحة لتتحرك من أمامه متجاوزة إياه... تاركة عاصفة هواء من خلفها محملة برائحة من دون رائحة... يبدو مجنوناً وهو يفسر ذلك... مجنوناً جداً.... بتفكيره المتزايد بصاحبة الصفعة...


" سلمى.. مابكِ..!!"

مسحت على وجهه واجابت سؤال رحيل المتعجب بنفاذ صبر :
" هل إنتهيت ِ حتى نذهب.."

انتشلت رحيل حقيبتها ونهضت تقول باعتذار مرتبك :
" اه.. أنا آسفة تأخرت عليكِ... هيا بنا..."

تباطئت خطواتها عندما وصلوا إلى الممر واصابها نوعاً من... الخوف... أن يكون ما زال واقفاً هناك... إلا أنها أطلقت السراح لأنفاسها وهي تكتشف انه ذهب... تشعر بشعور رهيب...شعور غريب عنها... شعور برفرفة منعشة بقلبها منذ عرض عليها الزواج لتختفي بسرعة البرق ويحل محلها الرعب... لا ليس الغضب الذي تسلحت به لتخرج من هذا المأزق... الزواج... هذا أمر من ضمن أمور كثيرة لم تخطر على بالها بيوم.... تنهيدة متقطعة خرجت من صدرها وهي تنظر من نافذة السيارة للشارع والسيارات المتحركة... نعم لمَ سيقف العالم من أجلها...

" لقد وصلنا..."

رفعت نظرها للمركز التجاري الكبير لتحولهم لرحيل وتقول بدهشة :
" لمَ اتينا لهنا...؟"

اجابت رحيل بحماس :
" أخبرتك بأننا سنذهب للتسوق... تعالي..."

ثم أمسكت بيدها ودخلت بها إلى ذلك المكان العملاق... لنصف ساعة تجولوا من محل لآخر من دون أن يبتاعوا شيئاً حتى شعرت بالملل لتقف بنصف الطريق وتلتفت لرحيل قائلة بتعب :
" دعينا نتوقف الآن.. ونذهب لشراء شراب بارد..."

" بارد في هذا البرد! "
قالت رحيل بتعجب لتومأ لها برأسها وتسبقها بالمشي....

واخيراً استقروا على إحدى الكراسي أمام إحدى المطاعم... ارتشفت من العصير بصمت وحدقت بوجه رحيل الذي بدا غارقاً في تفكير عميق... رغبت بأن تسألها لكن شيئاً ما كبلها لتبقي فمها مغلقاً...

" أنا لحد الآن لم اسئلك أين تعملين.. لقد نسيت آسفة..."

إبتسمت بخفة لوجهها المحرج وقالت بعدم اهتمام :
" بصيدلية صغيرة ملك لعجوز على وشك الموت..."

حاولت رحيل كتم ضحكتها بفمها فلم تستطع لتنطلق مجلجلة جعلت بعض الأنظار تلتفت إليهم... ورسمت ضحكة أخرى على وجه سلمى لتختفي بلحظة وهي تعاود سؤالها بفضول :
" وكيف هم والديكِ... وشقيقك خالد.."

تراجعت رحيل إلى الخلف وهي تنظر لهيئتها التي بدت عابسة لدرجة كبيرة.. تمتمت باضطراب :
" آسفة إذا تدخلت بـ.."

قطعت كلامها وسلمى تضع يدها على كفها وتقول بإصرار :
" خالد هاجر..ابتعد عنا وذهب "

شهقت رحيل لتضيف سلمى وهي تطرق برأسها بألم :
" امي..بخير... وأبي... ابي.. آه يا الهي"

قلقت عليها واقتربت منها تقول :
" سلمى.. هل أنتِ بخير.. "

هزت رأسها نافية وهي ما زالت مطرقة برأسها تخفي شعورها بالخزي الشديد :
" لا لست بخير... لم أكن بخير منذ زمن...مع اب سكير متعاطي... لم ولن أكون بخير..."

شملتها الصدمة كلياً... أرادت التحدث لكن خرج كلامها متلعثم...اكتفت بأن تحتضن كلتا يدي سلمى تبثها الآمان والشجاعة لتبوح لها ما تشعر أنه يخنقها...

" منذ كنت صغيرة وانا مدركة لعنف والدي تجاهنا...لكن هذا نوعاً ما تعايشت معه.. لا بل تجاهلته بأنانية... حتى تخرجت من الجامعة وكل شيء كنت متعامية عنه ظهر أمامي... حقيقة أن ابي بدأ يسكر ويتعاطى الحبوب ليتطور الأمر ويبدأ بجلب أصدقائه لبيتنا... كنت انا وامي لوحدنا فخالد لم يستحمل وهرب... حتى ذلك اليوم... "

صمتت وتسارعت أنفاسها وهي ترفع رأسها لها تنظر لها ثم تهمس ببطء وعدم إدراك :
" على الرغم من الإزعاج الذي سببه أصدقاء والدي الا انني من شدة تعبي خلدت تلك الليلة للنوم... لأستيقظ على رائحة كريهة تحاوطني من كل جانب... بالبداية لم أعي وظننت بأني في حلم بل في كابوس... كان بجانبي رجل بشع الهيئة يكبل جسدي بذراعيه ويحاول... يحاول أن يقبلني... عقلي توقف ولم أعلم كيف دخل إلى هنا لكنني صرخت حتى كادت حنجرتي أن تتمزق ودفعته بكل ما املك من قوة.. حتى وقع على الأرض لأنهض راكضة للخارج.. وانا ببجامتي..و من دون حجاب.. تلك الليلة غيرت حياتي بأكمله...ابي لم يحاول الدفاع عني وامي اكتفت بالبكاء... أصبحت أعي اي عائلة انا اعيش معها.... أصبحت اكرههم... "

نزلت دموعها فجأة من دون مانع وكأنها كانت تنتظر أن تخرج سمومها لتهتف بإنهاك :
" أنا لا أستطيع الشعور بالأمان في منزلي... ما أن أضع رأسي على الوسادة ملايين الأفكار المخيفة تتسلل إليه... ومع ذلك أنا مجبرة على البقاء فيه... أنا أخاف من ذلك البيت.... اخاااااف منه"

هذه المرة الصدمة جعلت وجهها يشحب ولسانها يـُشل... بالنهاية كانت خاطئة...لا أحد طيباً.. ولا أحد صالحاً.. مهما حاولت أن تبحث ومهما تعبت.. لن تجد ما تريده... لن تجد إلا عبداً للشهوات... أو للمخدرات... ماذا كانت تعتقد...
******************
هب فجأة من نومه على الأريكة يتطلع حوله بغرابة من وجوده بمنزل أهله!.. هل يعقل انه نام هنا من دون أن يشعر... نعم على ما يبدو... مرر كفيه على شعره المشعث ونهض مترنحاً وذرات النعاس ما زالت ملتصقة به... كان البيت غارقاً بالسكون... ما جعله يشعر بالتوجس ليتذكر العمل الذي ربما تأخر عليه.. تحرك بسرعة ورفع هاتفه ليرى الساعة فوجدها لسوء حظه التاسعة صباحاً....

" صباح الخير بني..."

توجه إليها وقال :
" صباح الخير.. لمَ لم توقظيني حتى اذهب للشقة.."

وضعت يدها على خده قائلة باهتمام :
" لقد غفيت البارحة على الأريكة فلم احب ايقاظك...بدوت متعباً بني..."

زفر وقال :
" أنا تأخرت عن العمل جداً"

لتقول والدته بقلق عليه :
" لا داعِ لتذهب.. تغيب اليوم..."
قبل أعلى رأسها وقال بحب :
" يجب أن أذهب... ما زلت مستجد بالعمل..."

ودعها وخرج من المنزل مسرعاً داعياً أن يجد سيارة أجرة بسهولة... اهتز هاتفه بجيبه ليرفعه فوراً إلى أذنه بعد رأى الاسم... قال بلهفة :
" أخبرني.. هل بحثت عنهم... "
" أجل...لنتقابل. سأخبرك اليوم مساءاً..."

بالرغم من رغبته بمعرفة كل شيء الآن لكن فضل أن ينتظر حتى يقابله... أشر لإحدى التكاسي ليركب معه... التفت السائق وسأله قاطباً :
" إلى اين..؟"

" منطقة *****"

ليقول السائق بتعجرف :
" انزل... أنا لا اذهب لهناك... "

رفع حاجبه الأيمن وقال بهدوء :
" وان لم انزل... ماذا ستفعل..."

هم أن يجيب لكن عاهد خبط على كتفه بمزاح يتناقض مع قوله الحاد :
" لا أظن أن هذا على مزاجك... تحرك هيا..."

فور وصوله... اضطر أن يعتذر لرئيس السائقين عن تأخره... وتحمل تذمره بصبر نافذ حتى أوشك على أن يصرخ به.. اقفل باب الشاحنة وقادته قدميه لداخل المستشفى... وجد أن بصره يبحث عنها بلا وعي... أراد.... رؤيتها...من دون هيئة الرعب التي كلما لمحته ترتسم على وجهها وكأنه وحش.... قابل بطريقه ذلك الطبيب الذي لمحه أكثر من مرة وتعرفوا على بعضهم بثاني يوم عمل به.... إبتسم له ورد تحيته... ليقول زيد متسائلاً :
" هل تبحث عن الدكتورة رحيل ..."

تجعد جبينه وقال متفاجئاً :
" الدكتورة رحيل..!.. كيف فرضت أنني ابحث عنها..."

ليبتسم له إبتسامة العارف فبدا له كرجل في الستين وهو يقول :
" لقد رأيتك تقف معها أكثر من مرة... الدكتورة رحيل طيبة جداً لذا تحاول أبعاد كل ما لا تفهمه فتظنه خطر..."

عبست ملامحه شاعراً بالانزعاج... وحاول أن يتجاوزه ملقياً حجة الذهاب.. من هو حتى يعرفها لهذه الدرجة....وقف زيد بطريقه مضيفاً بجدية :
" لا تؤذيها... لا تفكر بذلك حتى... "

شعر بالغضب الناري فامسك ذراعه قائلاً بصوت منخفض :
" اسمع.... "

أوقف كلامه وهو يلمحها تقف خلفهم على بعد خطوات وتنظر لهم بتوجس... ترك ذراعه وهو يشاهدها تقترب منهم ببطء وتقول بتردد بوصولها لهم :
" دكتور زيد..."

ازداد انزعاجه أكثر عندما وجدها تستنجد به... ما هذا الذي تفعله به وتجعله يخرج عن كل حدود المنطق... انقلبت ملامح زيد إلى البشاشة وهو يستدير لها قائلاً :
" اهلاً دكتورة رحيل..."

دعكت يديها بتوتر وهي تنظر لعاهد المتهجم بطرف عينها... بينما بدا هو في أوج حنقه ويكاد لسبب مجهول أن يلكم ذلك الزيد بوجهه... المهذب... اللطيف.!!!

تطلع زيد لهم بنظرة ضجر من صمتهم ثم أخذ نفس وقال مقترحاً :
" ما رأيكم أن نذهب لكافيتيريا المستشفى لنتحدث.. "

رموه بنظرة تساؤل ليضيف بابتسامة :
" نعم.. لقد سمعت كل شيء ذلك اليوم بالمرآب... اعذروني على تطفلي..."


منع نفسه بقوة حتى لا ينفجر بالضحك على منظرهم المصدوم... رأى عاهد يلقي نظرة غاضبة على رحيل الشاحبة ثم يسبقهم لكافيتيريا من دون إضافة أي كلمة... اشفق عليها وقال بلطف :
" هيا بنا... دكتورة رحيل... لا تقلقي من شيء... "

رفعت رأسها له وقالت بضياع :
" أنا لا أفهم... أشعر بأني تورطت بأمرٍ أكبر مني بكثير..."

مشت أمامه باهتزاز ليلحقها متنهداً... كان عاهد يجلس على إحدى الطاولات متكتفاً فاقتربوا منه وجلسوا على الكراسي قبالته فبدوا وكأنهم في طاولة تحقيق..!!... حدق بهم عاهد وايقن ان ما من هرب... لقد انتهى وقت المراوغة... اغمض عينيه ثم فتحها قائلاً بصوت بارد :
" سأخبركم..."

**************

حانقة وخائفة ومدهووشة... هذا ما كانت عليه منذ خرجت من قاعة المحاضرات تصطحبها ورقة الامتحان الخاصة بها بعلامة الرسوب!! ... بحياتها لم تحقق هذه العلامة المتدنية فماذا حصل لها... لمَ... حبست دموعها لترفع هاتفها الذي رن باسم رحيل.. فصلت الخط وسارت لخارج الجامعة ولحسن حظها ان دوامها انتهى.... دارت انظارها تبحث عن شارة شقيقتها البيضاء وتحركت بإتجاهها فور أن لمحتها وركبت بجانبها ملقية التحية... ساد الصمت بينهم ولم تحاول رحيل فتح اي باب للحديث بينهم.. هذا اقلقها واراحها بنفس الوقت....بينها وبين رحيل حاجز كبير ومهما حاولت الأخيرة هدمه لكن هي لا تتنازل أبداً.... بالنهاية يبدو أن شقيقتها سئمت منها... فتحت الباب عند وصولهم للمنزل ودخلت للمنزل ومنه إلى حجرتها بسرعة... تجنبت رؤية والدتها... تجنب رؤية الألم والعتاب في عينيها...
رمت حقيبتها بعنف على السرير وجسدها يهتز انفعالاً وغضباً... لمَ يحصل لها ذلك... لمَ تشعر أن حياتها تتدهور... وهي تتفرج عليها بعجز.... رمت حالها على السرير وأجبرت نفسها على النوم متجاهلة ما يحدث وما سيحدث....

رنين... رنين مألوف على سمعها تسلل إلى نومها وايقظها منزعجة... نظرت للرقم للرقم الغريب بتساؤل ولم تجيب... إلا أنه عاد ليرن بإلحاح فزفرت ووضعت الهاتف على اذنها قائلة :
" مرحبا من معي..؟"

" مرحبا يا جميلة..."

قطبت واعتدلت بجسدها تقول بخفوت :
" من..."

نفس الصوت الوقح عاد يقول :
" اه لم تذكريني إذاً... أنا من قابلك بحفلة الفيلا..."

ارتعدت اوصالها وهي تتذكر ذلك الشاب الذي أوقفها عند البار.... كيف وصل لرقمها... من دون أن تمنح نفسها التفكير أغلقت الخط بوجهه ثم اطفأت الهاتف ورمته على السرير... بينما تحدق أمامها بعدم تصديق ومصيبة كبيرة تبدو قادمة باتجاهها.... بقوة واصرار

عند رحيل...

جلست على الكرسي أمام مرآة غرفتها تنشف شعرها المبلول بشرود... وقلبها قلق على سلمى منذ تركتها صباح اليوم... لقد بدت في حالة من الانهيار التام وهي تسرد عليها ما حدث.. حتى خرجوا من المركز التجاري فلفت بها بالسيارة لمدة نصف ساعة حتى تشعر بالتحسن.... وبالنهاية لم تملك إلا أن تعانقها بقوة مربتة على ظهرها باطمئنان... تعتذر منها أنها لم تكن بحياتها بهذه اللحظات العصيبة... ومن ثم تؤكد لها انها لن تتركها أبداً.... وكأن سلمى كانت بحاجة لهذه الكلمات فهدأت واسترخى جسدها....
وضعت المشط جانباً وهذه المرة تذكرت مقابلتها مع ذلك السائق...لا تنكر أن هم كبير أنزاح عنها منذ أخبرهم الحقيقة... بجملتين موجزتين قالهما بلا اهتمام...
" لم اقتل أحداً... كان حادث مدبر..."

لقد صدقته... لم تطلب اي شرح وصدقته فوراً....راقبته وهو ينهض من أمامهم ويبتعد من دون إضافة كلمة أخرى.. لكن ابتسامتها بدأت بالظهور تدريجياً حتى شملت كل وجهها لتعود لحسرها بحرج أمام نظرات الدكتور زيد الماكرة....

اسقامت واقفة ونحت كل شيء جانباً حتى تبدأ بالتحضير لما ستفعله مع كريم غداً....ما اراحها انه بدأ يستجيب للعلاج ويفتح لها قلبه...منذ آخر مرة أخبرها بها عن الحادث أيقنت انه السبب الرئيسي بانتكاسه لهذه الدرجة وأنه لم يتعالج من الإدمان الا ليرضي والديه فقط... أما هو فكانت رغبته بالموت كبيرة... وهذا مرعب... يجب عليها أن تخلصه من هذه الفكرة وتخلصه من نظرته السوداء لكل شيء.... إنه شاب صغير في مقتبل العمر وهذا يجعل الأمر أكثر صعوبة وخصوصاً انه ذا رأس صلب وعنيد...وبصعوبة تستطيع مسايسته ومجاراته.... أمسكت بالأوراق وهي تقول بهمة :
" الصبر يا الله..."

*****************
" زيد.. زيد بني استيقظ.."

رفرف جفنيه وقال بصوت ناعس :
" ماذا ابي..."

عاد ليهزه من كتفه قائلاً بتعجب :
" ألن تذهب للمستشفى... الساعة السابعة الآن..."
تسير
فتح عينيه على الآخر وتطلع لوالده لبرهة ثم نهض متثائباً وتوجه إلى الحمام.... أمام نظرات والده الضاحكة....

عندما خرج من غرفته توجه للصالة ووقف أمام طاولة الإفطار التي صنعها والده... بيض وجبنة ولبنة وخضروات مقطعة يراها بلا فائدة وبالطبع البريق شاي...جلس وقال بمرح :
" ما هذا يا أبي... قدراتك تطورت بالطبخ... أكاد احسدك..."

نفخ والده صدره بغرور وجلس هو الآخر ليبدؤوا بالأكل صامتين أمام حضرة الطعام...!!!

قبل خروجه أوقفه والده وبيده الوشاح الصوفي الذي انتهى من حياكته ولفه على رقبته جيداً مبتسماً بحنان... ربت زيد على يده ثم قبل جبهته وقال بحب :
" سلمت يداك.. "

تردد قليلاً بالخروج ثم قرر أن لا ضير من أن يتأخر عشر دقائق فقال لوالده جملة واحدة :
" لقد طلبت من إحداهن الزواج..."

وكما توقع انتفض والده صارخاً بفرح :
" ماذا.."

سحبه من ذراعه للداخل وجعله يجلس على الأريكة وجلس جانبه قائلا بعزم :
" لن أدعك تخرج حتى تخبرني كل شيء... من هي أولاً..."

ماذا يخبره... هي نسمة هواء عاصفة متألمة كارهة لكل ما حولها... أم طفلة تائهة تتمسك بصديقتها خوفاً من الضياع...

" هي صديقة زميلتي بالمستشفى... الدكتورة رحيل تعرفها ابي..."

اومأ والده ثم قال بحماس :
" ما اسمها... "

تنهد وأجاب :
" سلمى... "

وهنا جاء السؤال المهم الذي مهد له والده من بداية الحديث :
" وماذا كان ردها..."
نفخ الهواء من فمه وهز رأسه قائلاً :
" رفضت... "

تبخر كل الحماس المرسوم على وجه والده وهو يكرر :
" رفضت... لماذا..."

هز كتفيه وقال بغموض :
" لا اعلم..."

اطرق والده يفكر قليلاً ثم قال باصرار :
" يجب أن اقابلها... اليوم ممكن؟"

انتفض رافضاً وقال بنبرة قاطعة :
" بالطبع لا..."

ليزم شفتيه ويقول بتفكير :
" متى إذاً... غداً ينفع..."

مسح على وجهه وقال بصبر :
" لا لن تقابلها أبداً... ماذا تريد من الفتاة... لقد رفضت وانتهى الأمر... ثم كيف تقابلها هي لم تأتي إلى المستشفى الا بعض مرات... بمعنى أنها ليست مقيمة هناك.... "

وكأن والده لم يسمع الا عبارته الأخيرة ليقول :
" نتفق مع الطبيبة رحيل... هي لن ترفض لي طلب.."

وقف مستعداً للرحيل وهو يؤكد :
" لا ابي انسى الأمر... "

أمسكه من ذراعه يمنعه وهو يقول بمسكنة :
" فقط أخبرني ماذا اجابتك .. "

لم يستطع أن يرفض.. دوماً والده نقطة صعفه الوحيدة لذا قال متصنعاً عدم الاهتمام :
" صرخت بوجهي بشتى الكلام فقط...يا إلهي أشعر بأني بلا احساس وانا أخبرك "

قال يونس بلهفة :
" هذا يعني أنها لم تخبرك بـ لا صريحة..."

تجعد جبينه وهو يحدق بنظرة والده الذكية والذي توسعت ابتسامته وربت على كتفه وقال بمكر :
" يجب أن اقابلها...."

**************

لأول مرة تشعر بأنها خفيفة وقلبها وعقلها الممتلئان بالهموم فارغين.... لأول مرة تعود للبيت تبتسم لوالدتها إبتسامة حقيقية..... بل ساعدت والدتها بالطبخ وحضرته ليأكلوا بصمت نقي.... لكن كل شيء لابد من نهاية له... والنقاء لابد أن يتلوث ما دامت تعيش في هذا المنزل... فقد سمعت الباب يفتح وصوت والدها الخشن يتحدث مع أحدهم.... وضعت شالتها على رأسها وتحركت هي وامها خارج المطبخ.... لتجد رجل تقريباً بعمر والدها يقف عند باب المنزل... رجل لم تره من قبل ابداً لكن هذا لم يمنع ارتعاش جسدها خوفاً وهي تلمح نظرته اللزجة نحوها ... رحب والدها بالرجل وأدخله لتتراجع إلى داخل غرفتها مسرعة واقفلت الباب خلفها.... لحظات وكان باب يدق ووالدها يقول بأمر :
" اخرجي سلمى..."

خطواتها طرقت الغرفة ذهاباً وإياباً بتوتر ولم ترد عليه إلا أنه عاد يدق الباب بقوة هاتفاً :
" أفتحي يا فتاة..."

همد توترها مرة واحدة وأمسكت هاتفها لتكتب به بعض كلمات وترسلها... وضعته جانباً وتوجهت للباب وفتحته ليظهر والدها من خلفه... لم يعطها مجال وامسك ذراعها وسحبها خلفه بحدة.. تلوت حتى أفلت ذراعها وهتفت بغضب عكس داخلها الذي يرجف :
" ماذا تريد... "

إقترب منها وانفاسه تلفح وجهها وتقرفها وقال بهسيس:
" ستأتي معي ليراكِ الرجل..."

ابتلعت ريقها وشعرت بالكراهية تطغي عليها :
" ولماذا..."

هنا ابتسم ابتسامة طامعة وأجاب :
" لأنه طلبك للزواج..."

هنا شعرت أن قلبها انخلع من مكانه وقفز أمامه يتخبط خوفاً ورعباً.... هذا ثاني عرض للزواج... لكن شتان بين الاثنين ووقعهما على نفسها.... حاولت الا يظهر اي من مشاعرها أمام والدها حتى لا يتخذها نقطة ضدها... رمقته بحقد واستدارت لتعود لغرفتها الا انه عاد يسحبها بطريقة مهينة غير مبالي انها أمام أنظار الرجل وفور أن وصل له قال بخنوع :
" ها هي... اعتبرها من الآن زوجتك لا ينقص الا عقد القران..."

****************

لم يحتاج وقتاً حتى يصل حيث سيقابل زميله بالعمل السابق... لأن ببساطة المكان الذي كان يعمل به لا ينتسى... لطالما كان يحب هذا النوع من العمل...سائق لشاحنات الاستيراد والتصدير... تأمل الشاحنات المصفوفة بحنين ثم دخل إلى المبنى.... لم يصدق وهو يرى زميله بعد كل هذه السنوات وكأنه رآه بالأمس... السنون لم تزده الا سمنة فقط... جلس أمام المكتب وجلس الآخر قباله قائلاً بترحيب :
" كيف حالك يا رجل..."

أجاب باقتضاب وابتسامة صغيرة :
" بخير..."
كعادته لم يحب اطالة الموضوع أكثر فسأله باهتمام شديد :
" ماذا خرج عن بحثك... هل هم موظفون هنا...."

امال الرجل جسده للأمام وقال منخفضاً صوته :
" الأمر كان صعباً فأنت تعرف ان هناك شرطة... لكني بحثت من بين أسماء الموظفين محاولاً الا أثير الشبهة... واكتشفت أن لا وجود لهذه الأسماء بسجل الموظفين... بل هي أسماء وهمية... "

تحول وجهه للغضب وهو يقول بهمس مـُقِر :
" هويات مزيفة..."

اجابه بنعم ونظرة تأسف لينهض عاهد بعنف ويخرج من عنده وغضبه يعميه حتى عن أن يحييه.... تباً لمَ لا يستطيع أن يجدهم.... كيف سيجدهم.... وكل شيء يشير على أنهم استطاعوا التخفي تماماً وحرصوا على إلا يمسكهم أحداً....
كانت خطواته تنهب الأرض خارجاً من محيط العمل كله. إلا أن هتاف باسمه جعله يتوقف... التفت متسائلاً ليجد شرطيين متجهين نحوه وواحداً منهم قال :
" أانت السيد عاهد محمد..."

ارتفع حاجبيه بعدم فهم الا انه أجاب :
" نعم.. أنا هو..."

أشار الشرطي بذراعه للداخل وقال بثبات :
" هل يمكنك التفضل معنا..."


انتهى الفصل
قراءة ممتعة للجميع

noor elhuda likes this.

Siaa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-01-18, 12:04 AM   #270

Siaa

نجم روايتي وكاتبة وقاصةفي منتدى قصص من وحي الاعضاءونائبة رئيس تحرير الجريدة الأدبية

 
الصورة الرمزية Siaa

? العضوٌ??? » 379226
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,353
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Siaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond repute
?? ??? ~
يجب عليك أن تدرك أنك عظيم لثباتك بنفس القوة،رغم كل هذا الاهتزاز~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ban jubrail مشاهدة المشاركة
هذه أول مرة إقراء للكاتبة siaa لكن ماهذه المقدمة الرائعة بكل المقاييس لنرى الفصول التي جعلتينا نشتاق لقراءتها . تمنياتي القلبية أن تكون الفصول القادمة بنفس المستوى الرائع للمقدمة اعلاه وفقتي في مسعاك انشاء الله في رواية على شفير الموت .
اهلا فيك بالرواية
أن شاءالله تنال اعجابك باقي الفصول


Siaa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:51 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.